مرآة العقول الجزء ٢

مرآة العقول4%

مرآة العقول مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 462

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 462 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 66819 / تحميل: 5308
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ »(١) فقد فرضت عليهم المسألة ولم يفرض عليكم الجواب قال: قال: الله تبارك وتعالى: «فَأنّ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ إنّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ ممّن اتَّبَعَ هَواهُ »(٢)

( باب )

( أنّ من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة عليهم‌السلام )

١ - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري، عن سعد، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله عزّ وجل: «هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إنّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ »(٣) قال: أبو جعفرعليه‌السلام إنّما نحن «الَّذِينَ يَعْلَمُونَ » و «الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ » عدونا وشيعتنا «أُولُوا الْأَلْبابِ ».

٢ - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله عزّ وجلَّ «هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ

________________________________________________________

قومهم إذا رجع النافرون إليهم، فتدلّ على أنّ الجهاد واجب كفائي.

« قال: » أيّ كتب « قال: الله تبارك وتعالى » لعلّهعليه‌السلام فسّر الآية بعدم وجوب التبليغ عندّ اليأس من التأثير كما هو الظاهر من سياقها، والحاصل أنّ عدم الجواب للتقيّة والمصلحة، وقيل: لعلّ المراد أنّه لو كنّا نجيبكم عن كلّ ما سألتم فربّما يكون في بعض ذلك ما لا تستجيبونا فيه، فتكونون من أهل هذه الآية، فالأوّلى بحالكم إلّا نجيبكم إلّا فيما نعلم أنكم تستجيبونا فيه.

باب أنّ من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة صلوات الله عليهم

الحديث الأوّل: مجهول.

الحديث الثاني: صحيح.

«هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ » الاستفهام للإنكار والمراد يعلمون كلّ ما تحتاج إليه

__________________

(١) سورة التوبة: ١٢٣.

(٢) سورة القصص: ٥٠.

(٣) سورة الزمر: ٩.

٤٤١

لا يَعْلَمُونَ إنّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ » قال: نحن الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وعدوُّنا الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ وشيعتنا أُولُوا الْأَلْبابِ.

( باب )

( أن الراسخين في العلم هم الأئمة عليهم‌السلام )

١ - عدّةٌ من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن أيّوب بن الحرّ وعمران بن عليّ، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نحن الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ونحن نعلم تأويله.

________________________________________________________

الأمّة «وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ » جميع ذلك «إنّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ » أيّ أصحاب العقول السليمة، فإنّهم يعلمون فضل أهل العلم على غيرهم، ومصداقهم الشيعة، لأنهم اختاروا إمأمّة الأعلم وفضلوه على غيره، وبالجملة هذه الآية تدلّ على إمأمّة أئمّتناعليهم‌السلام ، إذ تدلُّ على أنّ مناط الفضل ومعياره العلم، ولا ريب في أنّ أئمّتناعليهم‌السلام في كلّ عصر كانوا أعلم من المدّعين للخلافة من غيرهم.

باب أنّ الراسخين في العلم هم الأئمةعليهم‌السلام

الحديث الأوّل:(١)

«نحن الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ » إشارة إلى قوله سبحانه: «هُوَ الّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ « أيّ أصله »وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ » واختلف في تفسير المحكم والمتشابه، فقيل: المحكم ما علم المراد بظاهره من غير قرينة، والمتشابه ما لا يعلم المراد بظاهره حتّى يقرن به ما يدّل على المراد منه لالتباسه، وقيل: المحكم ما لا يحتمل من التأويل إلّا وجهاً واحداً، والمتشابه ما يحتمل وجهين فصاعداً، وقيل: المحكم ما يعلم تعيين تأويله، والمتشابه ما لم يعلم تعيين تأويله كقيام السّاعة.

قال: تعالى: «فَأمّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ » أي ميل عن الحقّ «فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ

__________________

(١) كذا في النسخ.

٤٤٢

٢ - عليُّ بن محمّد، عن عبد الله بن علي، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حمّاد، عن بريد بن معااوية، عن أحدهماعليهما‌السلام في قول الله عزّ وجل: «وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ »(١) فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل الراسخين في العلم قد علّمه الله عزّ وجلَّ جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل وما كان الله لينزل

________________________________________________________

مِنْهُ » أي يحتجّون به على باطلهم «ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ » أي لطلب الضّلال والإضلال وإفساد الدين على الناس، وروي عن الصّادقعليه‌السلام أنّ الفتنة هي الكفر «وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ » أيّ ولطلب تأويله على خلاف الحق.

«وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ » قال: الطبرسيّرحمه‌الله : أيّ الثابتون في العلم، الضابطون له المتقنون فيه، واختلف في نظمه وحكمه على قولين: « أحدهما » أنّ الراسخون معطوف على الله بالواو على معنى أنّ تأويل المتشابه لا يعلمه إلّا الله وإلّا الراسخون في العلم، فإنهم يعلمونه « ويقولون » على هذا في موضع النصب على الحال، وتقديره قائلين «آمَنَّا بِهِ كلّ مِنْ عِندّ ربّنا » وهذا قول ابن عباس ومجاهد والربيع ومحمّد بن جعفر بن الزبير، واختيار أبي مسلم، وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام ، والقول الآخر: أنّ الواو في قوله «وَالرَّاسِخُونَ » واو الاستئناف فعلى هذا القول يكون تأويل المتشابه لا يعلمه إلّا الله تعالى، والوقف عندّ قوله: «إلّا اللهُ » ويبتدأ بـ «وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ » فيكون مبتدأ وخبرا، وهؤلاء يقولون أنّ الراسخين لا يعلمون تأويله، ولكنهم يؤمنون به «كلّ مِنْ عِندّ ربّنا » معناه المحكم والمتشابه جميعاً من عندّ ربنا، «وَما يَذَّكَّرُ » أيّ وما يتفكر في آيات الله ولا يرد المتشابه إلى المحكم «إلّا أُولُوا الْأَلْبابِ » أيّ ذوو العقول.

الحديث الثاني: ضعيف.

« من التّنزيل » أي المدلول المطابقي أو التضمّني، والتأويل أيّ المعنى الالتزامي، ما يوافق ظاهر اللفظ، والتأويل ما يصرف إليه اللفظ لقرينة أو دليل عقليّ أو نقليّ،

__________________

(١) سورة آل عمران: ٦.

٤٤٣

عليه شيئاً لم يعلمه تأويله وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله والذين لا يعلمون تأويله إذا قال: العالم فيهم بعلم فأجابهم الله بقوله: «يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كلّ مِنْ عِندّ ربّنا » والقران خاصٌّ وعامٌ ومحكم ومتشابهٌ وناسخٌ ومنسوخٌ ، فالراسخون في العلم يعلمونه.

________________________________________________________

«وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ » مبتدأ وجملة الشرط والجزاء خبره، وقيل: قوله: فأجابهم خبر، وفيه بعد لخلو الشرط عن الجزاء إلّا بتقدير، والمراد بالذين لا يعلمون الشيعة، أيّ الشيعة والمؤمنون.

« إذا قال: العالم » أيّ الإمامعليه‌السلام « فيه »(١) أيّ في القران وفي تأويل المتشابه، وفي بعض النسخ « فيهم » أيّ الإمام الّذي بين أظهركم، فالظرف حال عن العالم « بعلم » أيّ بالعلم الّذي أعطاه الله وخصّه به «يَقُولُونَ » أيّ الشيعة في جواب الإمام بعد ما سمعوا التأويل منه «آمَنَّا بِهِ » فالضمير في قوله: فأجابهم راجع إلى الراسّخين، أيّ أجابهم من قبل الشيعة، ويحتمل إرجاعه إلى الشيعة على طريقة الحذف والإيصال أيّ أجاب لهم، وقيل: معنى فأجابهم: قبل قولهم ومدحهم، فالضّمير راجع إلى الشيعة.

وفي بعض النسخ « والّذين يعلمون » بدون حرف النفي، أيّ الذين يعلمون من الشيعة بتعليم الإمام والأوّل أصوب، وقيل على الأوّل: الذين عطف على « أوصيائه من بعده » بتقدير والذين لا يعلمون تأويله يعلمونه كلّه « فيهم » حال للعالم، والمراد أنّ الشيعة الإماميّة يعلمون تأويل ما تشابه كله بشرطين: « الأوّل » أنّ يكون الإمام العالم حاضرا فيهم لا غائباً عنهم، فأنّ الغائب لا يفيد قوله العلم إلّا إذا تواتر، وقلـمّا يكون « والثاني » أنّ يعلمهم الإمام العالم بأنّ لا يكون كلامه في تأويل ما تشابه عن تقية، وقوله: فأجابهم الله لإفادة أنّ جملة يقولون استئناف بياني لجواب سؤال مقدّر، ولا يخفى ما فيه.

__________________

(١) هذا التفسير على ما في بعض النسخ وفي المتن « فيهم ».

٤٤٤

٣ - الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن أورمة، عن عليّ بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ أمير المؤمنين والأئمة من بعدهعليهم‌السلام .

( باب )

( أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم )

١ - أحمد بن مهران، عن محمّد بن علي، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصيّر قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول في هذه الآية «بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ »(١) فأومأ بيده إلى صدره.

________________________________________________________

الحديث الثالث: ضعيف.

« أمير المؤمنين » أي بعد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

باب أن الأئمة ( ع ) قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم

الحديث الأوّل: ضعيف.

«بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ » قال: الطبرسيّقدس‌سره : يعنّي أنّ القران دلالات واضحات في صدور العلماء وهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤمنون به، لأنّهم حفظوه ووعوه ورسخ معناه في قلوبهم، وقيل: هم الأئمة من آل محمّدعليهم‌السلام عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وقيل: أنّ « هو » كناية عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أيّ أنّه في كونه أميّاً لا يقرأ ولا يكتب «آياتٌ بَيِّناتٌ » في صدور العلماء من أهل الكتاب لأنّه منعوت في كتبهم بهذه الصّفة، انتهى.

« فأومأ بيده إلى صدره » الإيماء للإشارة إلى أنّ المراد بالذين أوتوا العلم الأئمّة الذين أنا منهمعليهم‌السلام ، فالمراد بالعلم علم جميع القران ظهره وبطنه ومحكمه ومتشابهه، بحيث لا يذهب عنهم بسهو ولا نسيان.

__________________

(١) سورة العنكبوت: ٤٨.

٤٤٥

الحديث الثاني: ضعيف.

٢ - عنه، عن محمّد بن عليّ، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبديّ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزّ وجلَّ «بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ » قال: هم الأئمةعليهم‌السلام .

٣ - وعنه، عن محمّد بن عليّ، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصيّر قال: قال: أبو جعفرعليه‌السلام في هذه الآية «بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ » ثمّ قال: إمّا والله يا أبا محمّد ما قال: بين دفّتي المصحف ؟ قلت من هم جعلت فداك قال: من عسى أنّ يكونوا غيرنا؟

________________________________________________________

الحديث الثالث : ضعيف.

« قال: أبو جعفرعليه‌السلام هذه الآية » أيّ قرأها، وفي بعض النسخ « في هذه » أيّ قرئها وفسّرها.

قولهعليه‌السلام : « إمّا والله » إمّا بالتخفيف حرف استفتاح، وأبو محمّد كنية أخرى لأبي بصير، وكلمة « ما » في قوله: « ما قال: » نافية أيّ لم يقل أنّ الآيات بين دفّتي المصحف أيّ جلديه الذين يحفظان أوراقه، بل قال: في صدور الذين أوتوا العلم، ليعلم أنّ للقران حملة يحفظونه عن التحريف في كلّ زمان، وهم الأئمةعليهم‌السلام ، ويحتمل على هذا أنّ يكون الظرف في قوله: « في صدور » متعلقاً بقوله « بيّنات » فاستدلّعليه‌السلام به على أنّ القران لا يفهمه غير الأئمةعليهم‌السلام ، لأنّه تعالى قال: الآيات بيّنات في صدور قوم، فلو كانت بيّنة في نفسها لـما قيّد كونها بيّنة بصدور جماعة مخصوصة.

ويحتمل أن تكون كلمة ( ما ) موصولة فيكون بيانا لمرجع ضمير ( هو ) في الآية، أيّ الّذي قال: تعالى أنّه آيات بينات هو ما بين دفتي المصحف لكنّه بعيد جدّاً.

« من عسى أن يكونوا » الاستفهام للإنكار.

٤٤٦

٤ - محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن يزيد شغر، عن هارون بن حمزة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: «بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ » قال: هم الأئمّةعليهم‌السلام خاصّة.

٥ - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل قال: سألته عن قول الله عزّ وجل: «بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ » قال: هم الأئمّةعليهم‌السلام خاصّة.

باب

( في أنّ من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة عليهم‌السلام )

١ - الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن حمّاد بن عيسى، عن عبد المؤمن، عن سالم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجل: «ثمّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ

________________________________________________________

الحديث الرابع: صحيح على الظاهر.

الحديث الخامس: مجهول.

باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة عليهم‌السلام

الحديث الأوّل(١) .

«ثمّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ » قال: الطبرسيّ (ره) أيّ القران أو التوراة أو مطلق الكتب الّذي اصطفيناه من عبادنا، قيل: هم الأنبياء وقيل: هم علماء أمّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والمروي عن الباقر والصادقّعليهما‌السلام أنّهما قالا: هي لنا خاصّة وإيّانا عنا، وهذا أقرب الأقوال.

«فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ » اختلف في مرجع الضمير على قولين: « أحدهما » أنّه يعود إلى العباد واختاره المرتضىرضي‌الله‌عنه « والثاني » أنّه يعود إلى المصطفين، ويؤيده ما ورد في الحديث عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول في الآية: أما

__________________

(١) كذا في النسخ.

٤٤٧

بِإِذْنِ اللهِ » قال: السابق بالخيرات الإمام والمقتصد العارف للإمام والظالم لنفسه الّذي لا يعرف الإمام.

٢ - الحسين، عن معلّى، عن الوشاء، عن عبد الكريم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قوله تعالى: «ثمّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا » فقال: أيّ شيء تقولون أنتم قلت نقول إنّها في الفاطميّين ؟ قال: ليس

________________________________________________________

السابق فيدخل الجنّة بغير حساب، وإمّا المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا، وإمّا الظالم لنفسه فيحبس في المقام ثمّ يدخل الجنة، فهم الذين قالوا «الْحَمْدُ لِلَّهِ الّذي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ »(١) .

وروى أصحابنا عن زياد بن المنذر عن أبي جعفرعليه‌السلام إمّا الظالم لنفسه منا فهو عمل عملا صالحاً وآخر سيئا، وإمّا المقتصد فهو المتعبد المجتهد، وإمّا السابق بالخيرات فعليّ والحسن والحسينعليهم‌السلام ، ومن قتل من آل محمّد شهيداً بإذن الله، انتهى.

والظاهر من أخبار هذا الباب وغيرها ممّا ذكرناه في كتابنا الكبير أنّ الضمائر راجعة إلى أهل البيتعليهم‌السلام وسائر الذرية الطيبة، والظالم الفاسق منهم، والمقتصد الصالح منهم، والسابق بالخيرات الإمام، ولا يدخل في تلك القسمة من لم تصح عقيدته منهم أو ادعى الامأمة بغير حق، أو الظالم من لم تصح عقيدته، والمقتصد من صحت عقيدته ولم يأت بما يخرجه عن الإيمان، فعلى هذا الضمير في قوله تعالى: «جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها » راجع إلى المقتصد والسابق، لا الظالم، وعلى التقديرين المراد بالاصطفاء أنّ الله تعالى اصطفى تلك الذرية الطيبة بأنّ جعل منهم أوصياء وأئمة، لأنّه اصطفى كلا منهم، وكذا المراد بإيراث الكتاب أنّه أورثه بعضهم، وهذا شرف للكلّ أنّ لم يضيعوه.

الحديث الثاني: ضعيف.

« أيّ شيء تقولون » أيّ معشر الزيديّة القائلين بأنّ كلّ من خرج بالسيّف

__________________

(١) سورة الفاطر: ٢٩.

٤٤٨

حيث تذهب ليس يدخل في هذا من أشار بسيفه ودعا الناس إلى خلاف فقلت فأيّ شيء الظالم لنفسه قال: الجالس في بيته لا يعرف حق الإمام والمقتصد العارف بحق الإمام والسابق بالخيرات الإمام.

٣ - الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن، عن أحمد بن عمرّ قال: سألت أبا الحسن الرّضاعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلَّ «ثمّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا » الآية قال: فقال: ولد فاطمةعليها‌السلام والسابق بالخيرات الإمام والمقتصد العارف بالإمام والظالم لنفسه الّذي لا يعرف الإمام.

٤ - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجل: «الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ

________________________________________________________

من أولاد فاطمةعليها‌السلام فهو إمام مفترض الطاعة، وكان سليمان ممّن خرج مع زيد فقطعت إصبعه، ولم يخرج معه من أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام غيره، لكن قالوا: أنّه تاب من ذلك ورجع إلى الحقّ قبل موته، ورضي أبو عبد اللهعليه‌السلام منه بعد سخطه، وتوجع بموته.

« ليس حيث تذهب » أيّ من شموله لكلّ الفاطمييّن « من أشار بسيفه » أيّ دل الناس على إمامته جبراً بسيفه أو رفع سيفه للدعوة إلى إمامته، قال: الفيروزآبادي أشار إليه: أو ما، وأشار عليه بكذا أمره به، وأشار النار وبها: رفعها.

الحديث الثالث: ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : « ولد فاطمة » أيّ هم معظمهم وأكثرهم، وإلّا فالظاهر دخول أمير - المؤمنين صلوات الله عليه فيهم.

الحديث الرابع: صحيح.

«الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ » قال: الطبرسيّ (ره) قيل: نزلت في أهل السفينة الذين قدموا مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة، وقيل: هم من آمن من اليهود، وقيل: هم أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤٤٩

أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ »(١) قال: هم الأئمةعليهم‌السلام .

________________________________________________________

«يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ » قال: اختلف في معناه على وجوه « أحدها » أنهم يتّبعونه يعنّي التوراة أو القران حق اتباعه، ولا يحرفونه ثمّ يعملون بحلاله ويقفون عندّ حرامه « وثانيها » أنّ المراد يصفونه حق صفته في كتبهم لمن يسألهم من الناس، وعلى هذا يكون الهاء راجعة إلى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله « وثالثها » ما روي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّ حق تلاوته هو الوقوف عندّ ذكر الجنّة والنار، يسأل في الأوّل ويستعيذ في الأخرى « ورابعها » أنّ المراد يقرءونه حق قراءته، يرتلون ألفاظه ويفهمون معاًنيه « وخامسها » أنّ المراد يعملون حق العمل به فيعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه، ويكلون ما أشكلّ عليهم إلى عالمه، «أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ » أيّ بالكتاب، وقيل: بالنبي، انتهى.

وأقول: على تفسيرهعليه‌السلام لعلّ المراد الذين أورثناهم القران لفظا ومعنى، فأنّ جميع القران عندهم وعلم جميعه مختصّ بهم، وجملة «يَتْلُونَهُ » خبر المبتدأ و «حَقَّ تِلاوَتِهِ » قراءته كما نزل به جبرئيل بدون زيادة ولا نقصان في اللفظ، ولا في حركاته وسكناته، وبدون تغيير في ترتيب نزوله مع فهم جميع معاًنيه ظهراً وبطناً، ومعلوم أنّ قراءته على الوجه المذكور مخصوص بهمعليهم‌السلام ، لـمّا سيأتي أنّه لا يجمع القران غيرهم، ولا يعلم معاًني القران إلّا هم، وهم المؤمنون به حقّاً إذ من لم يعرف جميع معاًنيه لا يؤمن به حق الإيمان.

__________________

(١) سورة البقرة: ١٢٠.

٤٥٠

باب

( أنّ الأئمة في كتاب الله إمامأنّ إمام يدعو إلى الله )

( وإمام يدعو إلى النار )

١ - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال: لـمّا نزلت هذه الآية «يَوْمَ نَدْعُوا كلّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ »(١) قال: المسلمون : يا رسول الله ألست إمام الناس كلّهم أجمعين قال: فقال: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذّبون ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني إلّا ومن ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه بريء.

________________________________________________________

باب أنّ الأئمة في كتاب الله إمامأنّ إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو

إلى النار

الحديث الأوّل: صحيح.

«يَوْمَ نَدْعُوا كلّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ » قال: الطبرسيّ (ره) فيه أقوال: « أحدها » أنّ معناه نبيهم، وهذا معنى ما رواه ابن جبير عن ابن عباس، وروي أيضاً عن عليّعليه‌السلام أنّ الأئمة إمام هدى وإمام الضلالة، ورواه الوالبي عنه: بأئمتهم في الخير والشر « وثانيها » معناه بكتابهم الّذي أنزل عليهم « وثالثها » بمن كانوا يأتمون به من علمائهم وأئمتهم، ويجمع هذه الأقوال ما رواه الخاص والعام عن الرّضاعليه‌السلام بالأسانيد الصحيحة أنّه روي عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: فيه يدعى كلّ أناس بإمام زمانهم، وكتاب ربهم وسنة نبيهم « ورابعها » بكتابكم الّذي فيه أعمالهم « وخامسها » بأمهاتهم، انتهى.

« فيكذبون » على بناء التفعيل بصيغة المجهول « فهو مني » أيّ من حزبي وأعواني ومعي في الآخرة.

__________________

(١) سورة الإسراء: ٧١.

٤٥١

٢ - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن الحسين، عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال: أنّ الأئمة في كتاب الله عزّ وجلَّ إمامأنّ قال: الله تبارك وتعالى «وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا »(١) لا بأمرّ الناس يقدمون أمرّ الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم قال: «وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ »(٢) يقدمون أمرهم قبل أمرّ الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عزّ وجل.

________________________________________________________

الحديث الثاني: ضعيف كالموثق.

«وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً » أيّ يقتدي بهم في أقوالهم وأفعالهم يهدون الخلق إلى طريق الجنّة بأمرنا « لا بأمرّ الناس » تفسير لقوله تعالى «بِأَمْرِنا » أيّ ليس هدايتهم للناس وإمامتهم بنصب الناس وأمرهم بل هم منصوبون لذلك من قبل الله تعالى، ومأمورون بأمره، أو ليس هدايتهم بعلم مأخوذ من الناس أو بالرأي، بل بما علم من وحيٌّ الله سبحانه وإلهامه كما بينه بقوله: « يقدمون أمرّ الله قبل أمرهم » والظاهر إرجاع الضمير إلى أنفسهم كما يؤيده الفقرات الآتية، ويحتمل إرجاعه إلى الناس.

«وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ » قال: الطبرسيّقدس‌سره : هذا يحتاج إلى تأويل لأنّ ظاهره يوجب أنّه تعالى جعلهم أئمة يدعون إلى النار، كما جعل الأنبياء أئمة يدعون إلى الجنة، وهذا ما لا يقول به أحد، فالمعنى أنّه أخبر عن حالهم بذلك وحكم بأنهم كذلك، وقد تحصل الإضافة على هذا الوجه بالتعارف، ويجوز أنّ يكون المراد بذلك أنّه لـمّا أظهر حالهم على لسان أنبيائه حتّى عرفوا، فكانه جعلهم كذلك، ومعنى دعائهم إلى النار أنهم يدعون إلى الأفعال الّتي يستحق بها دخول النار من الكفر والمعاًصي، انتهى.

وقوله: « خلاف » مفعول مطلق بغير اللفظ، أو مفعول له كأنهم قصدوا الخلاف.

__________________

(١) سورة المزمل: ٢١.

(٢) سورة القصص: ٤١.

٤٥٢

( باب )

( أنّ القران يهدي للإمام ) (١)

١ - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب قال: سألت أبا الحسن الرّضاعليه‌السلام عن قوله عزّ وجل: «وَلِكلّ جَعَلْنا مَوالِيَ ممّا تَرَكَ الْوالِدانِ

________________________________________________________

باب إلى نادر

الحديث الأوّل: صحيح.

«وَلِكلّ جَعَلْنا مَوالِيَ » فيه وجوه « الأوّل » أنّ المعنى لكلّ شيء «ممّا تَرَكَ الْوالِدأنّ وَالْأَقْرَبُونَ » من المال «جَعَلْنا مَوالِيَ » ورّاثاً يلونه ويحوزونه فمن للتبيين « الثاني » لكلّ قوم جعلناهم موالي نصيب ممّا ترك الوالدان والأقربون « الثالث » لكلّ أحدّ جعلنا موالي ممّا ترك أيّ وارثا، على أنّ « من » صلة موالي لأنهم في معنى الوارث، وفي « ترك » ضمير كلّ وفسّر الموالي بقوله: «الْوالِدأنّ وَالْأَقْرَبُونَ » كانه قيل: من هم؟ فقيل: «الْوالِدأنّ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ » هكذا قرأ الكوفيون وقرأ الباقون « عاقدت » وهو مبتدأ ضمن معنى الشرط، فقرن خبره وهو «فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ » بالفاء، ويجوز أنّ يكون منصوبا على شريطة التفسير، ويجوز أنّ يعطف على « الوالدان » ويكون المضمرّ في « فآتوهم » للموالي.

قال: المفسرون: المراد بالذين عقدت مولى الموالاة، كان الرّجلَّ يعاقد الرّجلَّ فيقول دمي دمك، وهدمي هدمك، وثاري ثارك، وحربّي حربك، وسلمي سلمك، وترثني وأرثك، وتعقل عنّي وأعقل عنك، فيكون للحليف السدس من ميراث الحليف، فنسخ ذلك بقوله: «وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ » والميراث بالمعاًقدة والمعاًهدة المسمّى بضمأنّ الجريرة منسوخ عند الشافعي مطلقاً لا إرث له، وعندنا ثابت عندّ عدم الوارث النسبي والسببي، فلا حاجة إلى القول بنسخ الآية.

__________________

(١) هذا العنوان غير موجود في بعض نسخ الكافي، ومن تفسير الشارح الباب بالنادر يظهر أيضاً أنّ نسخته كذلك.

٤٥٣

وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ »(١) قال: إنّما عنى بذلك الأئمّةعليهم‌السلام بهم عقد الله عزّ وجلَّ أيمانكم

________________________________________________________

وقال: بعضهم: المعاقدة هنا هي المصاهرة، وما ذكرهعليه‌السلام في الخبر هو المتّبع، فيكون إشارة إلى إرث الإمامعليه‌السلام عندّ فقد سائر الوراث.

« بهم عقد الله عزّ وجلَّ أيمانكم » لعلّ المراد بالإيمان العهود الإيمانيّة، وعقد الحبل والعهد شدّه وأحكامه، أيّ بولايتهم والإقرار بإمامتهم شد الله عهود أيمانكم، وحكم بكونكم مؤمنين في الميثاق وفي الدنيا، فيكون بياناً لحاصل المعنى، ويكون المراد في الآية عقدت أيمانكم بولايتهم دينكم أو عقدت أيديكم بيعتهم وولايتهم.

قال: في النهاية في حديث ابن عبّاس في قوله: « والّذين عاقدت أيمانكم » المعاقدة المعاهدة، والميثاق والإيمان جمع يمين القسم أو اليد.

وقال: الطبرسيّرحمه‌الله في حجّة القراءتين، قال: أبو علي: الذكر الّذي يعود من الصلة إلى الموصول ينبغي أنّ يكون ضميرا منصوبا، فالتقدير والذين عاقدتهم أيمانكم، فجعل الإيمان في اللفظ هي المعاقدة، والمعنىّ على الحالفين الذين هم أصحاب الأيمان، والمعنىّ الذين عاقدت حلفهم أيمانكم فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، فعاقدت أشبه بهذا المعنى، لأنّ لكلّ نفس(٢) من المعاقدين يمينا على المخالفة، ومن قال: عقدت أيمانكم كان المعنى عقدت حلفهم أيمانكم فحذف الحلف وأقام المضاف إليه مقامه، والذين قالوا « عاقدت » حملوا الكلام على اللفظ، لأنّ الفعل لم يسندّ إلى أصحاب الإيمان في اللفظ وإنّما أسندّ إلى الأيمان.

__________________

(١) سورة النساء: ٣٣.

(٢) وفي المصدر « لكلّ نفر ».

٤٥٤

٢ - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن موسى بن أكيل النميري، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى: «أنّ هذَا القران يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ » قال: يهدي إلى الإمام.

( باب )

( أنّ النعمة الّتي ذكرها الله عزّ وجلَّ في كتابه الأئمة عليهم‌السلام )

١ - الحسين بن محمّد، عن المعلّى بن محمّد، عن بسطام بن مرّة، عن إسحاق بن حسّان، عن الهيثمّ بن واقد، عن عليّ بن الحسين العبدي، عن سعد الإسكاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال: أمير المؤمنينعليه‌السلام ما بال أقوام غيّروا سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعدلوا عن وصيّه ؟ لا يتخوّفون أنّ ينزل بهم العذاب ثمّ تلا هذه الآية: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كفراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ »(١) ثمّ قال: نحن النعمة التي

________________________________________________________

الحديث الثاني: مجهول.

«لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ » أي للملّة التي هي أقوم الملل، والطريقة الّتي هي أقوم الطرائق، وفسّر في الخبر بالإمام، لأنّه الهادي إلى تلك الملة وولايته الجزء الأخير بل الأعظم منها، وهو المبيّن لتلك الطريقة والداعي إليها، والقران يهدي إليه في آيات كثيرة كما عرفت.

باب أن النعمة التي ذكرها الله في كتابه عز وجل هم الأئمةعليهم‌السلام

الحديث الأوّل: ضعيف.

«بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كفراً » قال: الطبرسيّ (ره): يحتمل أنّ يكون المراد ألم تر إلى هؤلاء الكفّار عرفوا نعمة الله بمحمّد، أيّ عرفوا محمّدا ثمّ كفروا به، فبدلوا مكان الشكر كفراً، وروي عن الصّادقعليه‌السلام أنّه قال: نحن والله نعمة الله الّتي أنعم بها على عباده وبنا يفوز من فاز، ويحتمل أنّ يكون المراد جميع نعم الله على العموم بدّلوها

__________________

(١) سورة إبراهيم: ٣٤.

٤٥٥

أنعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز يوم القيامة.

٢ - الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد رفعه في قول الله عزّ وجل: «فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانّ »:

________________________________________________________

أقبح التبديل، واختلف في المعنىّ بالآية فروي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وابن عبّاس وابن جبير وغيرهم أنّ المراد بهم كفّار قريش كذّبوا نبيّهم، ونصبوا له الحرب والعداوة، وسأل رجلَّ أمير المؤمنينعليه‌السلام عن هذه الآية؟ فقال: هم الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة، فإمّا بنو أمية فمتعوا إلى حين، وإمّا بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر «وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ » أيّ أنزلوا قومهم دار الهلاك بأنّ أخرجوهم إلى بدر، وقيل: أنزلوهم دار الهلاك أيّ النار بدعائهم إلى الكفر، وقال: الزمخشري: أيّ بدلوا نعمة الله كفراً لأنّ شكرها الّذي وجب عليهم وضعوا مكأنّه كفراً، أو أنّهم بدّلوا نفس النعمة كفراً، على أنهم لـمّا كفروها سلبوها فبقوا مسلوب النعمة موصوفين بالكفر، ثمّ ذكر حديث الأفجرين عن عمرّ كما مرّ، وقال: «جَهَنَّمَ » عطف بيان لدار البوار، انتهى.

أقول: فيمكن حمل الأخبار على أنّ نعمة الله أهل البيتعليهم‌السلام ، والإقرار بولايتهم شكر تلك النعمة، فبدلوا هذا الشكر بالكفران وإنكار الولاية، أو بدلوا النعمة بالكفر أيّ بقوم هم أصول الكفر وهم أعداء أهل البيت، فتركوا ولايتهم، وقالوا بولاية أعدائهم.

الحديث الثاني: ضعيف.

«فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبأنّ » فأنّ قيل: الآيات السابقة على تلك الآية مشتملة على نعم مخصوصة ليس فيها ذكر النبي والوصيّ، فكيف تحمل هذه الآية عليهما.

قلت: ذكر بعض النّعم لا ينافي شمول الآلاء جميع النّعم الّتي أعظمها النّبي والوصيّ، مع أنّه قد ورد في الآيات السابقة بحسب بطونها بهمعليهم‌السلام أيضاً كما روي

٤٥٦

أبالنبيّ أم بالوصيّ تكذبان ؟ نزلت في الرحمن.

٣ - الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن الهيثمّ بن واقد، عن أبي يوسف البزّاز قال: تلا أبو عبد اللهعليه‌السلام هذه الآية «فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ » قال: أتدري ما آلاء الله قلت لا قال: هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا.

________________________________________________________

عن الرّضاعليه‌السلام في قوله تعالى: «الرَّحْمنُ عَلَّمَ القران خَلَقَ الإنسان » قال: ذاك أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: الرّاوي: قلت: «عَلَّمَهُ البيان »؟ قال: علّمه بيان كلّ شيء يحتاج الناس إليه، وفسّرعليه‌السلام «النَّجْمُ » بالرسول «وَالشَّجَرُ » بالأئمةعليهم‌السلام وقال:عليه‌السلام : « السماء » رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله « والميزان » أمير المؤمنين نصبه لخلقه، قلت: «إلّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزان » قال: لا تعصوا الإمام «وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ » قال: أقيموا الإمام العدل «وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزان » قال: لا تبخسوا الإمام حقه ولا تظلموه.

وقد ورد في روايات كثيرة تأويل الشمس والقمر بالرّسول وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما، فحمل الآلاء في تلك الآية على النبيّ والوصيّ غير بعيد.

« نزلت في الرّحمن » لعلّه من كلام الرّاوي.

الحديث الثالث: ضعيف.

« واذكروا آلاء الله » هذا غير موافق لـمّا عندنا من القرآن، إذ فيه في موضع من الأعراف «فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ »(١) وفي موضع آخر «فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ »(٢) وفي آل عمران وغيرها «وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ » والظاهر أنّه كان بالفاء فصحّفه النّساخ « هي أعظم نعم الله » أيّ هي المقصودة بالذّات فيها، إذ الولاية أعظمها.

__________________

(١) سورة الأعراف: ٦٨.

(٢) سورة الأعراف: ٧.

٤٥٧

٤ - الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن أورمة، عن عليّ بن حسّان، عن عبد الرحمن بن كثير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجل: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كفراً » الآية قال: عنى بها قريشاً قاطبة الّذين عادوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونصبوا له الحرب وجحدوا وصيّة وصيّه.

________________________________________________________

الحديث الرابع: ضعيف « قاطبة » أيّ جميعاً ولا يستعمل إلّا حالاً.

٤٥٨

إلى هنا انتهى الجزء الثاني حسب تجزئتنا ويتلوه الجزء الثالث أنّ شاء الله وأوّله: « باب أنّ الأئمةعليهم‌السلام ولاة الأمرّ وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عزّ وجلَّ »

والحمد لله أوّلا وآخراً

٤٥٩

الفهرس

( باب النهي عن الجسم والصورة ) ١٠

باب صفات الذات ١٨

باب آخر وهو من الباب الأول ٢٢

(باب ) ( الإرادة أنها من صفات الفعل وسائر صفات الفعل ) ٢٤

( جملة القول في صفات الذات وصفات الفعل ) ٣١

باب حدوث الأسماء ٣٣

( باب معاني الأسماء واشتقاقها ) ٤٦

( باب آخر وهو من الباب الأوّل) ( إلّا أنّ فيه زيادة وهو الفرق ما بين المعاني الّتي تحت أسماء الله ) ( وأسماء المخلوقين ) ٥٩

( باب تأويل الصمد ) ٦٩

( باب الحركة والانتقال ) ٧٢

(في قوله الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى )(١) ٧٧

( باب العرش والكرسي ) ٨١

باب الروح ٩١

باب جوامع التوحيد ٩٣

( باب النوادر ) ١٢٠

( باب البداء ) ١٣٢

( باب ) ( في أنّه لا يكون شيء في السماء والأرض إلّا بسبعة ) ١٥٨

( باب المشيئة والإرادة ) ١٦٤

( باب الابتلاء والاختبار ) ١٧٣

( باب السعادة والشقاء ) ١٧٤

باب الخير والشر ١٨٠

٤٦٠

461

462