مرآة العقول الجزء ٢

مرآة العقول4%

مرآة العقول مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 462

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 462 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 66520 / تحميل: 5283
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

فأنّه يقول فلان فقل له ما اسمك بالبصرة فأنّه يقول فلان فقل كذلك الله ربّنا فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وفي البحار إله وفي القفار إله وفي كلّ مكان إله قال فقدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته فقال هذه نقلت من الحجاز.

( باب العرش والكرسي )

١ - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقيّ رفعه قال سأل الجاثليق أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال أخبرني عن الله عزّ وجلَّ يحمل العرش أم العرش يحمله فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام الله عزّ وجلَّ حامل العرش والسماوات والأرض وما فيهما وما بينهما وذلك قول الله عزّ وجلَّ «إنّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أنّ تَزُولا

________________________________________________________

آخر، ويظهر من بعض الأخبار أنّه كان من الدهريين، فيمكن أنّ يكون استدلّ اله بما يوهم ظاهر الآية من كونه بنفسه حأصلاً في السماء والأرض، فيوافق ما ذهبوا إليه من كون المبدإ الطبيعة، فإنها حاصلة في الأجرام السماويّة والأجسام الأرضيّة معاً، فأجابعليه‌السلام بأنّ المراد أنّه تعالى مسمّى بهذا الاسم في السماء وفي الأرض، والأكثرون على أنّ الظرف متعلّق بالإله لأنّه بمعنى المعبود أو مضمن معناه، كقولك: هو حاتم في البلد.

باب العرش والكرسي

الحديث الأوّل: مرفوع، وقال في القاموس: الجاثليق بفتح الثاء المثلثة. رئيس للنصارى في بلاد الإسلام بمدينة السلام.

قوله تعالى «أنّ تَزُولا » أيّ يمسكهما كراهة أنّ تزولا بالعدم والبطلان، أو يمنعهما ويحفظهما أنّ تزولا، فأنّ الإمساك متضمن للمنع والحفظ، وفيه دلالة على أنّ الباقي في البقاء محتاج إلى المؤثر «أنّ أَمْسَكَهُما » أيّ ما أمسكهما «مِنْ بَعْدِهِ » أيّ من بعد الله أو من بعد الزوال و « من » الأوّلى زائدة للمبالغة في الاستغراق، والثانية

٨١

وَلَئِنْ زالَتا أنّ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحدّ مِنْ بَعْدِهِ أنّه كان حَلِيماً غفوراً »(١) قال فأخبرني عن قوله «وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ »(٢) فكيف قال ذلك وقلت أنّه يحمل العرش والسماوات والأرض فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّ العرش خلقه الله تعالى من أنوار أربعة نور أحمرّ منه احمرت الحمرة ونور أخضر منه اخضرت الخضرة ونور أصفر منه اصفرت الصفرة ونور أبيض منه ابيض البياض وهو العلم الّذي حمله الله الحملة وذلك نور من عظمته فبعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون وبعظمته ونوره ابتغى من في السماوات والأرض من

________________________________________________________

للابتداء.

قوله: فأخبرني عن قوله لعلّه توهم المنافاة من جهتين: « الأوّلى » أنّ حملة العرش ثمانية لا هو، وقلت هو حامله، والثانية أنّ الثمانية إذا حملوا عرشه فقد حملوه أيضاً لأنّه على العرش، وقلت أنّه حامل جميع ما سواه.

قولهعليه‌السلام : وهو العلم، أيّ العرش أو البياض أيّ النور الأبيض، والأخير أنسب بما مضى في باب النهي عن الصفة في تفسير الأنوار منقولاً عن الوالد العلامة، وعلى الأوّل لعلّ المعنى أنّ العلم أحدّ معاني العرش، إذ يظهر من الأخبار أنّ العرش يطلق على الجسم المحيط بجميع الأجسام، وعليه مع ما فيه من الأجسام أعنّي العالم الجسماًني، وقد يراد به جميع ما سوى الله من العقول والأرواح والأجسام، وقد يراد به علم الله سبحانه المتعلّق بما سواه، وقد يراد به علم الله الّذي اطلع عليه أنبيائه ورسله وحججه صلوات الله عليهم خاصّة، ولعلّ أحدّ الأخيرين هو المراد في هذا الخبر والّذي بعده، والله يعلم.

قولهعليه‌السلام : أبصر قلوب المؤمنين، أيّ ما يبصرون ويعلمون.

قولهعليه‌السلام : عاداه الجاهلون، لأنّ الجهل مساوق الظلمة الّتي هي ضدّ النور،

__________________

(١) سورة الفاطر: ٤١.

(٢) سورة الحاقة: ١٧.

٨٢

جميع خلائقه إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة والأديأنّ المشتبهة فكلّ محمول يحمله الله بنوره وعظمته وقدرته لا يستطيع لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فكلّ شيء محمول والله تبارك وتعالى الممسك لهما أنّ تزولا والمحيط بهما من شيء وهو حياة كلّ شيء ونور كلّ شيء سبحانه وتعالى عمّا يقولون علوّاً كبيراً.

قال له فأخبرني عن الله عزّ وجلَّ أين هو فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام هو هاهنا وهاهنا وفوق وتحت ومحيط بنا ومعنا وهو قوله «ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إلّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إلّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إلّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا » فالكرسي محيط بالسماوات والأرض «وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى وَأنّ تَجْهَرْ

________________________________________________________

والمعاداة إنّما يكون بين الضدّين كذا قيل، والأظهر عندي أنّ المراد أنّ ظهوره صار سبباً لخفائه كما قيل: يا خفياً من فرط الظهور، فتأمل « ابتغى » أيّ طلب، ولعلّ المعنى أنّ نوره سبحانه لـمّا ظهر في عالم الوجود طلبه جميع الخلق، لكن بعضهم أخطأوا طريق الطلب وتعيين المطلوب، فمنهم من يعبد الصنم لتوهمه أنّه هناك، ومنهم من يعتقد الدهر لزعمه أنّه الإله والمدبر، فكلّ منهم يعلمون اضطرارهم إلى مدبر وخالق ورازق وحافظ ويطلبونه ويبتغون إليه الوسيلة لكنهم لعماهم يخطئون ويتحيرون، ولبسط هذا الكلام مقام آخر.

قولهعليه‌السلام : الممسك لهما، أيّ للسماوات والأرض « والمحيط » يجوز جر المحيط بالعطف على ضمير لهما، و « من » بيان له، يعنّي الممسك للشيء المحيط بهما، أو متعلّق بقوله: «أنّ تَزُولا » يعنّي الممسك لهما وللمحيط بهما أنّ تزولا، وقوله: من شيء، للتعميم ويجوز رفعه بالعطف على الممسك « ومن » بيان لضمير بهما لقصد زيادة التعميم، أو بيان المحذوف يعنّي المحيط بهما مع ما حوتاه من شيء.

قولهعليه‌السلام : وهو حياة كلّ شيء، أيّ من الحيوانات أو الحيات بمعنى الوجود والبقاء مجازاً « ونور كلّ شيء » أيّ سبب وجوده وظهوره.

قولهعليه‌السلام : فالكرسي، يمكن أنّ يكون المراد تفسير الكرسي أيضاً بالعلم فتأمّل.

٨٣

بِالْقَوْلِ فَإنّه يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى » وذلك قوله تعالى: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعليّ الْعَظِيمُ » فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حملهم الله علمه وليس يخرج عن هذه الأربعة شيء خلق الله في ملكوته الّذي أراه الله أصفياءه وأراه خليلهعليه‌السلام فقال «وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ »(١) وكيف يحمل حملة العرش الله وبحياته حييت قلوبهم وبنوره اهتدوا إلى معرفته؟.

٢ - أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوأنّ بن يحيى قال سألني أبو قرة المحدث أنّ أدخله على أبي الحسن الرّضاعليه‌السلام فاستأذنته فأذن لي فدخل فسأله عن الحلال والحرام ثمّ قال له أفتقر أنّ الله محمول فقال أبو الحسنعليه‌السلام كلّ محمول مفعول به مضاف إلى غيره محتاج والمحمول اسم نقص في اللفظ والحامل فاعل

________________________________________________________

قوله تعالى: «وَلا يَؤُدُهُ » أيّ لا يثقل عليه.

قولهعليه‌السلام : هم العلماء، إذا كان المراد بالعرش عرش العلم كان المراد بالأنوار الأربعة صنوف العلم وأنواعه، ولا يخرج عن تلك الأنواع أحد، وإذا كان المراد بالأنوار نور المحبة والمعرفة والعبادة والعلم كما مرّ فهو أيضاً صحيح، إذ لا يخرج شيء أيضاً منها، إذ ما من شيء إلّا وله محبّة وعبادة ومعرفة، وهو يسبح بحمده، وقال الوالد العلامةقدس‌سره : الظاهر أنّ المراد بالأربعة العرش والكرسي والسماوات والأرض، ويحتمل أنّ يكون المراد بها الأنوار الأربعة الّتي هي عبارة عن العرش لأنّه محيط على ما هو المشهور.

الحديث الثاني: صحيح.

قولهعليه‌السلام : والمحمول اسم نقص، ليس المراد أنّ كلّ ما ورد على صيغة المفعول اسم نقص، وإلّا لانتقض بالموجود والمعبود والمحمود، بل ما دل على وقوع تأثير وتغيير من غيره، كالمحفوظ والمربوب والمحمول وأمثالها، وقيل: لـمّا رأىعليه‌السلام قصور

__________________

(١) سورة الأنعام: ٧٥.

٨٤

فاعل وهو في اللّفظ مدحة وكذلك قول القائل فوق وتحت وأعلى وأسفل وقد قال الله «وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها »(١) ولم يقل في كتبه أنّه المحمول بل قال أنّه الحامل في البر والبحر والممسك السماوات والأرض أنّ تزولا والمحمول ما سوى الله ولم يسمع أحدّ آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه يا محمول قال أبو قرة فأنّه قال «وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ » وقال «الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ » فقال أبو الحسنعليه‌السلام العرش ليس هو الله والعرش اسم علم وقدرة وعرش فيه كلّ شيء ثمّ أضاف الحمل إلى غيره خلق من خلقه لأنّه استعبد خلقه بحمل عرشه

________________________________________________________

فهمه عن إدراك الدلائل العقليّة احتجّ عليه بصورة الألفاظ ومدلولاتها الأوّلية، تارة بأنّ المحمول اسم مفعول فعل به فاعل فعله، وكلّ مفعول به فهو مضاف إلى غيره الّذي هو فاعله، وهو محتاج إلى غيره، وتارة بأنّ المحمول لكونه اسم المفعول اسم نقص في اللفظ، والحامل لكونه اسم الفاعل اسم مدحة، وقولهعليه‌السلام : وكذلك قول القائل فوق « إلخ » يعنّي أنّ مثل ذينك اللفظين في كون أحدهما اسم مدح والآخر اسم نقص، قول القائل: فوق، وتحت، فأنّ فوق اسم مدح، وتحت اسم نقص، وكذلك أعلى اسم مدح وأسفل اسم نقص.

قولهعليه‌السلام : خلق، بالجر بدل من غيره، وأشار بذلك إلى أنّ الحامل لـمّا كان من خلقه، فيرجع الحمل إليه تعالى وهم حملة علمه، أيّ وقد يطلق حملة العرش على حملة العلم أيضا، أو حملة العرش في القيامة هم حملة العلم في الدنيا.

قولهعليه‌السلام : بحمل عرشه، والحاصل أنّه لا يحتاج في حمل العرش إلى غيره بل استعبد أصناف خلقه بأصناف الطاعات، وحملة العرش عبادتهم حمل العرش من غير حاجة إليهم، وقولهعليه‌السلام : وخلقا وملائكة معطوفأنّ على خلقه، ذكر كلّ ذلك للتنظير أيّ كما أنّه تعالى لا يحتاج إلى تسبيح الملائكة وكتابتهم أعمال العباد وطواف العباد حول

__________________

(١) سورة الأعراف: ١٨٠ وأصل الآية هكذا «ولله الأسماء الحسنى » ويحتمل قريباً وقوع التصحيف في المتن.

٨٥

وهم حملة علمه وخلقاً يسبّحون حول عرشه وهم يعملون بعلمه وملائكة يكتبون أعمال عباده واستعبد أهل الأرض بالطواف حول بيته واللهعَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى كما قال والعرش ومن يحمله ومن حول العرش والله الحامل لهم الحافظ لهم الممسك القائم على كلّ نفس وفوق كلّ شيء وعلى كلّ شيء ولا يقال محمول ولا أسفل قولاً مفردا لا يوصل بشيء فيفسد اللفظ والمعنىّ قال أبو قرة فتكذب بالرواية الّتي جاءت أنّ الله إذا غضب إنّما يعرف غضبه أنّ الملائكة الذين يحملون العرش يجدون ثقله على كواهلهم فيخرون سجدا فإذا ذهب الغضب خف ورجعوا إلى مواقفهم فقال أبو الحسنعليه‌السلام أخبرني عن الله تبارك وتعالى منذ لعن إبليس إلى يومك هذا هو غضبأنّ عليه فمتى رضي وهو في صفتك لم يزل غضبأنّ عليه وعلى أوليائه وعلى

________________________________________________________

بيته، فكذا لا يحتاج إلى من يحمل عرشه، وإنّما أمرهم بجميع ذلك ليعبدوه ويستحقوا ثوابه.

قولهعليه‌السلام : وهم يعملون بعلمه، أيّ بما أعطاهم من العلم، وقولهعليه‌السلام : والعرش وما عطف عليه مبتدأ خبره محذوف، أيّ محمول كلّهم، أو سواء في نسبتهم إليه تعالى قولهعليه‌السلام :

كما قال، أيّ استواؤه سبحانه على العرش على النحو الّذي قال، وأراد [ من ] استواء النسبة أو الاستيلاء كما مرّ لا كما تزعمه المشبهة.

قولهعليه‌السلام : قولاً مفردا لا يوصل بشيء، أيّ لا يوصل بقرينة صارفة عن ظاهره أو ينسب إلى شيء آخر على طريقة الوصف بحال المتعلق، بأنّ يقال: عرشه محمول أو أرضه تحت كذا وجحيمه أسفل ونحو ذلك، وإلّا فيفسد اللفظ لعدم الإذن الشرعي وأسمائه توقيفية، وأيضاً هذا اسم نقص كما مر، والمعنىّ لأنّه يوجب نقصه وعجزه تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً.

قولهعليه‌السلام : وهو في صفتك، أيّ وصفك إياه أنّه لم يزل غضبانا على الشيطأنّ وعلى أوليائه، والحاصل أنّه لـمّا فهم من كلامه أنّ الملائكة الحاملين للعرش قد يكونون قائمين، وقد يكونون ساجدين، يطريان الغضب وضدّه، وحمل الحديث على ظاهره

٨٦

أتباعه كيف تجترئ أنّ تصف ربّك بالتغيير من حال إلى حال وأنّه يجري عليه ما يجري على المخلوقين سبحانه وتعالى لم يزل مع الزائلين ولم يتغيّر مع المتغيرين ولم يتبدل مع المتبدلين ومن دونه في يده وتدبيره وكلّهم إليه محتاج وهو غني عمّن سواه.

٣ - محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعيّ بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله جلَّ وعزّ «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ » فقال يا فضيل كلُّ شيء في الكرسي السماوات والأرض وكلّ شيء في الكرسي.

________________________________________________________

نبّهعليه‌السلام على خطائه إلزاما عليه بقدر فهمه بأنّه لا يصحّ ما ذكرت إذ من غضبه تعالى ما علم أنّه لم يزل كغضبه على إبليس فيلزم أنّ يكون حملة العرش منذ غضب على إبليس إلى الأنّ سجدا غير واقفين إلى مواقفهم فعلم أنّ ما ذكرته وفهمته خطاء

والحديث على تقدير صحته محمول على أنّ المراد بغضبه سبحانه إنزال العذاب وبوجدأنّ الحملة ثقل العرش اطلاعهم عليه بظهور مقدماته وأسبابه، وبسجودهم خضوعهم وخشوعهم له سبحانه خشية وخوفا من عذابه، فإذا انتهى تزول العذاب وظهرت مقدمات رحمته اطمأنوا ورغبوا في طلب رحمته، ثمّ بعد إلزامهعليه‌السلام بذلك شرع في الاستدلّ ال على تنزيهه سبحانه ممّا فهمه، فقال: كيف تجترئ أنّ تصف ربك بالتغيّر من حال إلى حال، وهو من صفات المخلوقات والممكنات، « لم يزل » بضم الزاء من زال يزول، وليس من الأفعال الناقصة، ووجه الاستدلّ ال بما ذكرهعليه‌السلام على ما ما ذكر قد مرّ مرارا فلا نعيده.

الحديث الثالث: كالصحيح، وفي التّوحيد هكذا: يا فضيل السماوات والأرض وكلّ شيء في الكرسي، بدون تلك الزيادة، وإحاطة الكرسي بالسماوات والأرض لا ينافي كون العرش محيطاً بالجميع.

٨٧

٤ - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحجال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة بن أعين قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله جلَّ وعزّ «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ » السماوات والأرض وسعن الكرسي أم الكرسي وسع السماوات والأرض فقال بل الكرسي وسع السماوات والأرض والعرش وكلّ شيء وسع الكرسي.

٥ - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب

________________________________________________________

الحديث الرابع: صحيح.

قوله: السماوات والأرض وسعن، ولعلّ سؤال زرارة لاستعلام أنّ في قرأنّ أهل البيت كرسيه منصوب أو مرفوع، وإلّا فعلى تقدير العلم بالرفع لا يحسن منه هذا السؤال، ويروي عن الشيخ البهائيقدس‌سره أنّه قال: سألت عن ذلك والدي، فأجابرحمه‌الله بأنّ بناء السؤال على قراءة وسع بضم الواو وسكون السين مصدرا مضافا، وعلى هذا يتجه السؤال، وإني تصفحت كتب التجويد فما ظفرت على هذه القراءة إلّا هذه الأيام رأيت كتابا في هذا العلم مكتوبا بالخط الكوفي وكانت هذه القراءة فيه، وكانت النسخة بخط مصنفه.

وقولهعليه‌السلام : والعرش، لعلّه منصوب بالعطف على الأرض، فالمراد بالكرسي العلم أو بالعرش فيما ورد أنّه محيط بالكرسي العلم، وروى الصّدوق في التّوحيد عن حفص قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلَّ «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ » قال: علمه، وقيل: العرش معطوف على الكرسي أيّ والعرش أيضاً وسع السماوات والأرض، فالمراد أنّ الكرسي والعرش كلا منهما وسع السماوات والأرض وقيل: العرش مرفوع بالابتدائية، أيّ والعرش وكلّ شيء من أجزاء العرش ودوائره وسع الكرسي بنصب الكرسي، وعلى الاحتمالين الأوّلين قوله: وكلّ شيء، جملة مؤكدة لـمّا سبق في التّوحيد في آخر الخبر: وكلّ شيء في الكرسي.

الحديث الخامس: موثق كالصحيح.

٨٨

عن عبد الله بن بكير، عن زرارة بن أعين قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلَّ «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ » السماوات والأرض وسعن الكرسي أو الكرسي وسع السماوات والأرض فقال أنّ كلّ شيء في الكرسي.

٦ - محمّد [ بن يحيى ] ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال حملة العرش والعرش العلم ثمانية أربعة منّا وأربعة ممن شاء الله.

________________________________________________________

الحديث السادس: مجهول.

قولهعليه‌السلام : والعرش العلم، جملة معترضة، والمراد بقوله أربعة منا محمّد وعلى والحسن والحسينعليه‌السلام ، والأربعة الأخرى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى على نبينا وعليهم‌السلام كما ورد في الخبر، وسائر الأئمة داخلون في الحسينعليه‌السلام لأنهم من صلبه، وقيل: الأربعة الأخيرة سلمأنّ وأبو ذر ومقداد وعمار، والأوّل أصوب لـمّا روي عن الكاظمعليه‌السلام أنّه قال: إذا كان يوم القيامة كان حملة العرش ثمانية: أربعة من الأوّلين: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وأربعة من الآخرين محمّد وعليّ والحسن والحسين.

وفي اعتقادات الصّدوقرحمه‌الله : فإمّا العرش الّذي هو جملة الخلق فحملته أربعة من الملائكة، لكلّ واحد منهم ثماني أعين، كلّ عين طباق الدنيا، واحد منهم على صورة آدم يسترزق الله تعالى لولد آدم، والآخر على صورة الثور يسترزق الله تعالى للبهائم كلها، والآخر على صورة الأسد يسترزق الله للسباع، والآخر على صورة الديك يسترزق الله للطيور، فهم اليوم هؤلاء الأربعة، وإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية، وإمّا العرش الّذي هو العلم فحملته أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين، فإمّا الأربعة من الأوّلين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وإمّا الأربعة من الآخرين، فمحمّد وعليّ والحسن والحسينعليهم‌السلام أجمعين، هكذا روي بالأسانيد الصحيحة عن الأئمةعليهم‌السلام في العرش وحملته « انتهى ».

٨٩

٧ - محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن كثير، عن داود الرقي قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلَّ «وَكان عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ »(١) فقال ما يقولون قلت يقولون أنّ العرش كان على الماء والرب فوقه فقال كذبوا من زعم هذا فقد صيّر الله محمولاً ووصفه بصفة المخلوق ولزمه أنّ الشيء الّذي يحمله أقوى منه قلت بين لي جعلت فداك فقال أنّ الله حمل دينه وعلمه الماء قبل أنّ يكون أرض أو سماء أو جنّ أو إنس أو شمس أو قمرّ فلـمّا أراد الله أنّ يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم من ربكم فأوّل من نطق:

________________________________________________________

الحديث السابع: ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : وعلمه الماء، قال السيّد الداماد: كثيرا ما وقع اسم الماء في التنزيل الكريم وفي الأحاديث الشريفة على العلم أو على العقل القدسي الّذي هو حامله، واسم الأرض على النفس المجردة الّتي هي بجوهرها قابلة العلوم والمعارف، ومنه قوله:عزّ سلطانه «وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً، فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ » على ما قد قرره غير واحد من أئمة التفسير، فكذلك قول مولانا أبي عبد اللهعليه‌السلام في هذا الحديث، الماء تعبير عن الجوهر العقلي الحامل لنور العلم من الأنوار العقلية القدسية « انتهى ».

وأقول: هذه التأويلات في الأخبار جرأة على من صدرت عنه، والأوّلى تسليمها ورد علمها إليهم.

ويحتمل أنّ يكون المراد بحمل دينه وعلمه على الماء: أنّه تعالى جعله مادة قابلة لأنّ يخلق منه الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام ، الذين هم قابلون وحاملون لعلمه ودينه، أو أنّ علمه سبحانه لـمّا كان قبل خلق الأشياء غير متعلّق بشيء من الموجودات العينية بل كان عالماً بها وهي معدومة، فلـمّا أوجد الماء الّذي هو مادة سائر الموجودات كان متعلقا لعلمه سبحانه به، وبما يوجد منه، فلعلّ هذا الكلام إشارة إلى ذلك،

__________________

(١) سورة هود: ٧.

٩٠

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام والأئمة صلوات الله عليهم فقالوا أنت ربّنا فحملهم العلم والدين ثمّ قال للملائكة هؤلاء حملة ديني وعلمي وأمنائي في خلقي وهم المسئولون ثمّ قال لبني آدم أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالولاية والطاعة فقالوا نعم ربّنا أقررنا فقال الله للملائكة اشهدوا فقالت الملائكة شهدنا على أنّ لا يقولوا غدا «إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ .أَوْ تَقُولُوا إنّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ » يا داود ولايتنا مؤكّدة عليهم في الميثاق.

باب الروح

١ - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن ابن اُذينة، عن الأحول قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الروح الّتي في آدمعليه‌السلام قوله «فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحيٌّ »(١) قال هذه روح مخلوقة والروح الّتي في عيسى مخلوقة.

________________________________________________________

مع أنّه لا يمتنع أنّ يكون الله سبحانه أفاض على الماء روحا وأعطاه علما.

وقد أول بعض من سلك مسلك الحكماء: الماء بالمادة الجسماًنية تشبيهاً لها بالماء، لقبولها الأنواع والأشكال، وقال: قبلية حمل الدين والعلم إياه على الموجودات المذكورة قبليته بالذّات والمرتبة لا بالزمان، وهي أقوى لأنها بعلاقة ذاتية، وقال: نثرهم، أيّ نثر مهياتهم وحقائقهم بين يدي علمه، فاستنطق الحقائق بالسنة قابليات جواهرها، وألسن استعدادات ذواتها، وفيه إشارة إلى قوله سبحانه «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ » الآية(٢) .

أقول: وسيأتي بعض الكلام فيه في كتاب الإيمأنّ والكفر.

باب الروح

أيّ بيان الروح الّتي أضافها الله إلى نفسه، ومعنى إضافتها إليه سبحانه.

الحديث الأوّل: صحيح.

__________________

(١) سورة الحجر: ٢٩.

(٢) سورة الأعراف: ١٧٢.

٩١

٢ - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحجال، عن ثعلبة، عن حمرأنّ قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلَّ «وَرُوحٌ مِنْهُ »(١) قال هي روح الله مخلوقة خلقها الله في آدم وعيسى.

٣ - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد الطائي، عن محمّد بن مسلم قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام - عن قول الله عزّ وجلَّ «وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحيٌّ » كيف هذا النفخ فقال أنّ الروح متحرك كالريح وإنّما سمّي روحاً لأنّه اشتق اسمه من الريح وإنّما أخرجه عن لفظة الريح لأنّ الأرواح مجانسة للريح وإنّما أضافه إلى نفسه لأنّه اصطفاه على سائر الأرواح كما قال لبيت من البيوت بيتي ولرسول من الرُّسل خليلي وأشباه ذلك وكل

________________________________________________________

الحديث الثاني: حسن.

الحديث الثالث: مجهول ولعلّ إخراجه على لفظة الريح عبارة عن التعبير عن إيجاده في البدن بالنفخ فيه، لمناسبة الروح للريح ومجانسته إياه وإنّما أضافه إلى نفسه سبحانه لأنّه اصطفاه بتقدسه وتشرفه على سائر الأرواح.

واعلم أنّ الروح قد تطلق على النفس الناطقة الّتي تزعم الحكماء أنها مجردة وهي محل للعلوم والكمالات ومدبرة للبدن، وقد تطلق على الروح الحيواني وهو البخار اللّطيف المنبعث من القلب الساري في جميع الجسد، وتلك الأخبار تحتملهما وأنّ كانت بالأخير بعضها أنسب، وقيل: الروح وأنّ لم تكن في أصل جوهرها من هذا العالم إلّا أنّ لها مظاهر ومجالي في الجسد، وأول مظهر لها فيه بخار لطيف دخاني شبيه في لطافته واعتداله بالجرم السماوي، ويقال له: الروح الحيواني، وهو مستوي الروح الرباني الّذي هو من عالم الأمرّ ومركبة ومطيته قواه، فعبرعليه‌السلام عن الروح بمظهره تقريبا إلى الأفهام، لأنها قاصرة عن فهم حقيقته كما أشير إليه بقوله تعالى: «قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمرّ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلّا قَلِيلاً »(٢) ولأنّ مظهره هذا هو

__________________

(١) سورة النساء: ١٧١.

(٢) سورة الإسراء: ٨٥.

٩٢

ذلك مخلوقٌ مصنوعٌ محدثٌ مربوبٌ مدبّرٌ.

٤ - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن بحر، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عمّا يروون أنّ الله خلق آدم على صورته فقال هي صورة محدثةٌ مخلوقةٌ واصطفاها الله واختارها على سائر الصوّر المختلفة فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه والروح إلى نفسه فقال «بَيْتِيَ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحيٌّ ».

باب جوامع التوحيد

١ - محمّد بن أبي عبد الله ومحمّد بن يحيى جميعاً رفعاه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام أن

________________________________________________________

المنفوخ دون أصله.

الحديث الربع: ضعيف.

قولهعليه‌السلام : فأضافها إلى نفسه، أيّ تشريفاً وتكريماً، وروى الصّدوق (ره) في العيون بإسناده عن الحسين بن خالد قال: قلت للرضاعليه‌السلام : يا بن رسول الله أنّ الناس يروون أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أنّ الله خلق آدم على صورته؟ فقال: قاتلهم الله لقد حذفوا أول الحديث، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مرّ برجلين يتسابأنّ فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبح الله وجهك ووجه من يشبهك. فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عبد الله لا تقل هذا لأخيك، فأنّ الله عزّ وجلَّ خلق آدم على صورته، فلعلّ الباقرعليه‌السلام أجاب هكذا على تقدير تسليم الخبر، أو لم يتعرّض لنفيه تقيّة، وربما يجاب أيضاً بأنّ المراد على صفته، لأنّه مظهر للصفات الكماليّة الإلهيّة، أو يقال: أنّ الضمير راجع إلى آدم أيّ صورته المناسبة له اللائقة به.

باب جوامع التوحيد

الحديث الأوّل: مرفوع.

٩٣

أمير المؤمنينعليه‌السلام استنهض الناس في حرب معاوية في المرّة الثانية فلـمّا حشد الناس قام خطيباً فقال:

الحمد لله الواحد الأحد الصمّد المتفرّد الّذي لا من شيء كان ولا من شيء خلق ما كان قدرة بأنّ بها من الأشياء وبانت الأشياء منه فليست له صفة تنال ولا حدُّ تضرب له فيه الأمثال كلّ دون صفاته تحبير اللّغات وضلّ هناك تصاريف الصّفات

________________________________________________________

قوله: حشد، أيّ جمع، وفي بعض النسخ بالراء بمعناه.

قولهعليه‌السلام : المتفرّد، أيّ في الخلق والتدبير أو بسائر الكمالات، « ولا من شيء خلق » أيّ ليس إحداثه للأشياء موقوفاً على مادة أو شيء ليس هو موجده.

قولهعليه‌السلام : قدرة، أيّ له قدرة، أو هو عين القدرة بناء على عينية الصّفات، وقيل: نصب على التميز، أو على أنّه منزوع الخافض، أيّ ولكن خلق الأشياء قدرة، أو بقدرة، وفي التوحيد: قدرته فهو مبتدأ « وبأنّ بها » خبره أو خبره « كافية »، فكانت جملة استئنافية، فكان سائلا سئل وقال: فكيف خلق لا من شيء؟ فأجاب بأنّ قدرته كافية.

قوله: ولا حد، أيّ جسماًني أو عقلي، أو ليس لمعرفة ذاته وصفاته تعالى حدّ ونهاية حتّى يضرب له فيه الأمثال، إذ الأمثال إنّما تصح إذا كان له مشابهة بالممكنات أو مناسبة بينه وبين المدركات بالعقول والمشاعر، والكلال: العجز والإعياء، والتحبير التحسين أيّ أعيى قبل الوصول إلى بيان صفاته أو عنده تزيين الكلام باللغات البديعة الغريبة « وضل هنالك » أيّ في ذاته تعالى أو في توصيفه بصفاته صفات تصاريف صفات الواصفين، وأنحاء تعبيرات العارفين، أو ضل وضاع في ذاته الصّفات المتغيّرة الحادثة فيكون نفياً للصفات الحادثة عنه تعالى، أو مطلق الصّفات، أيّ ليس في ذاته التغيرات الحاصلة من عروض الصّفات المتغايرة، فيكون نفياً لزيادة الصّفات مطلقا، كلّ ذلك أفاده الوالد العلامة قدّس الله روحه « في ملكوته » فعلوت من الملك، وقد يخص بعالم الغيب وعالم المجردات، والملك بعالم الشهادة وعالم الماديات، وأفكر في الشيء وفكر

٩٤

وحار في ملكوته عميقات مذاهب التفكير وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير وحال دون غيبه المكنون حجب من الغيوب تاهت في أدنى أدانيها طامحات العقول في لطيفات الأمور.

فتبارك الله الّذي لا يبلغه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن وتعالى الّذي ليس له

________________________________________________________

فيه وتفكّر بمعنى، أيّ تحيّر في إدراك حقائق ملكوته وخواصّها وآثارها وكيفيّة نظامها وصدورها عنه تعالى الأفكار العميقة، الواقعة في مذاهب التفكير أو مذاهب التفكير العميقة، فيكون إسناد الحيرة إليها إسناداً مجازياً.

« دون الرسوخ في علمه » الرسوخ: الثبوت أيّ انقطع جوامع تفسيرات المفسّرين قبل الثبوت في علمه أو عنده، إشارة إلى قوله تعالى: «وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ »(١) وقد مرت الإشارة إلى توجيهه في باب النهي عن التفكر في ذاته تعالى هذا إذا كان المراد بقوله: في علمه، في معلومه، ويحتمل أنّ يكون المراد في العلم به سبحانه أو في إبانة حقيقة علمه سبحانه بالأشياء.

« وحال دون غيبه المكنون » المكنون: المستور، والمراد معرفة ذاته وصفاته، فالمراد بالحجب النورانية والظلمانية المعنوية من كماله تعالى ونقص مخلوقاته أو الأعم منها ومن سائر العلوم المغيبة، فالحجب أيضاً أعم أو المراد أسرار الملكوت الأعلى من العرش والكرسي والملائكة، الحافين بهما وسائر ما هو مستور عن حواسنا بالحجب الجسماًنية، والتيه: التحيّر، والأدنى: الأقرب، والإضافة في « طامحات العقول ولطيفات الأمور » من إضافة الصفة إلى الموصوف، والطامح: المرتفع، والظرف في قوله: في لطيفات، متعلّق بالطامحات، بأنّ يكون « في » بمعنى إلى، أو حال منه فتبارك إمّا مشتقّ من البروك بمعنى الثّبات والبقاء أو من البركة وهي الزيادة، والهمة العزم، ويقال: فلأنّ بعيد الهمّة إذا كانت إرادته تتعلق بالأمور العالية، والمعنىّ لا تبلغه الهمم العالية الطالبة لأعلى وأبعد ما من شأنها الوصول إليه، وكذا المراد بغوص

__________________

(١) سورة آل عمران: ٧.

٩٥

وقتٌ معدود ولا أجلٌ ممدودٌ ولا نعتٌ محدودٌ سبحان الّذي ليس له أوّل مبتدأ ولا غاية منتهى ولا آخر يفنى سبحانه هو كما وصف نفسه والواصفون لا يبلغون نعته وحدّ الأشياء كلّها عند خلقه إبانة لها من شبهه وإبانة له من شبهها لم يحلل فيها فيقال هو فيها كائنٌ ولم ينأ عنها فيقال هو منها بائنٌ ولم يخل منها فيقال له أين لكنّه سبحانه أحاط بها علمه وأتقنها صنعه وأحصاها حفظه لم يعزب عنه خفيات غيوب الهواء ولا غوامض مكنون ظلم الدُّجى ولا ما في السماوات العلى إلى

________________________________________________________

الفطن: الفطن الغائصة في بحار الفكر لدرك دقائق الأمور.

« ليس له وقت معدود ولا أجلَّ ممدود » أيّ ليس له زمأنّ متناه ولا غير متناه لخروجه عن الزمان، أو ليس له زمأنّ متناه ولا غاية لوجوده وأن امتدّ الزمان.

« ولا نعت محدود » أيّ بالحدود الجسمانيّة أو العقلانيّة بأن يحاط بنعته « ولا آخر يفنى » أيّ بعده « هو كما وصف نفسه » أيّ في كتبه وعلى ألسنة رسله وحججه وبقلم صنعه على دفاتر الآفاق والأنفس، « حدّ الأشياء كلّها » أي جعل للأشياء حدوداً ونهايات أو أجزاء وذاتيات ليعلم بها أنها من صفات المخلوقين، والخالق منزّه عن صفاتهم، أو خلق الممكنات الّتي من شأنها المحدوديّة ليعلم بذلك أنّه ليس كذلك، كما قال تعالى(١) : فخلقت الخلق لأعرف، أو خلقها محدودة لأنها لم يكن يمكن أنّ تكون غير محدودة لامتناع مشابهة الممكن الواجب في تلك الصّفات الّتي هي من لوازم وجوب الوجود، ولعلّ الأوسط أظهر « ولم يخل منها » أيّ بالخلوّ الّذي هو بمعنى عدم الملكة، بقرينة التفريع، أيّ الخلو المحل عن الحال والمكان عن المتمكّن « فيقال له أين » أيّ يسأل أين هو، ويمكن أنّ يقرأ أين بالتنوين، أيّ يقال أنّه أين ومكان للأشياء، ثمّ بينعليه‌السلام نسبته سبحانه إلى الأشياء وكيفيّة قربه منها، بقوله « لكنّه سبحانه » إلخ، أيّ قربه قرب العليّة وإحاطته الإحاطة العلمية، « لم يعزب » أيّ لم يغب، والدجى: جمع دجية بالضم وهي الظلمة.

__________________

(١) أيّ في الحديث القدسي.

٩٦

الأرضين السفلى لكلّ شيء منها حافظ ورقيبٌ وكلُّ شيء منها بشيء محيطٌ والمحيط بما أحاط منها.

الواحد الأحد الصمد الّذي لا يغيّره صروف الأزمان ولا يتكأدّه صنع شيء كان إنّما قال لـمّا شاء كن فكان ابتدع ما خلق بلا مثال سبق ولا تعب ولا نصب وكلُّ صانع شيء فمن شيء صنع والله لا من شيءِ صنع ما خلق وكلُّ عالم فمن بعد جهل تعلّم والله لم يجهل ولم يتعلّم أحاط بالأشياء علـماً قبل كونها فلم يزدد بكونها علـماً علمه بها قبل أنّ يكونها كعلمه بعد تكوينها لم يكوّنها لتشديد سلطان ولا خوف من زوال ولا نقصان ولا استعانة على ضدّ مناو ولا ندّ مكاثر ولا شريك مكابر لكن خلائق مربوبون وعبادٌ داخرون.

________________________________________________________

« لكلّ شيء منها حافظ ورقيب » الظرف خبر لقوله: حافظ ورقيب، أو متعلّق بكلّ منهما والمبتدأ محذوف أيّ هو لكلّ شيء منها حافظ ورقيب، والأوّل أظهر فيكون إشارة إلى الملائكة الموكلين بالعرش والكرسي والسماوات والأرضين والبحار والجبال وسائر الخلق.

قولهعليه‌السلام : وكلّ شيء منها، أيّ من السماوات والأرض وما بينهما محيط بشيء منها إحاطة علم وتدبير فيكون تأكّداً للسابق على أحدّ الوجهين أو إحاطة جسميّة، والمحيط بكلّ من تلك المحيطات علـماً وقدرة وتدبيراً هو الله الواحد بلا تعدّد الأحد بلا مشارك له في الحقيقة « الصمّد » المستجمع لجميع كمالاته اللائقة بذاته الأحديّة « الّذي لا يغيّره صروف الأزمان » أيّ تغيراتها « ولا يتكأدّه » أيّ لا يشقّ عليه « صنع شيء » من الأشياء « كان » وحصل بتكوينه « ابتدع » وخلق لا من مادة « ما خلق » مخترعاً « بلا مثال سبق » وقوله: ولا تعب ولا نصب إمّا عطف على قوله: مثال، ولا لتأكيد النفي أو مستأنف ولا لنفي الجنس، والتعب ضدّ الاستراحة، والنصب: الإعياء « على ضدّ مناف » وفي بعض النسخ « مناو » أيّ معاد « ولا ندّ » أيّ مثل « مكاثر » أيّ يغالبه بالكثرة « ولا شريك مكابر » أيّ يعارضه بالكبر أو الإنكار للحق،

٩٧

فسبحان الّذي لا يئوده خلق ما ابتدأ ولا تدبير ما برأ ولا من عجز ولا من فترة بما خلق اكتفى علم ما خلق وخلق ما علم - لا بالتفكير في علم حادث أصاب ما خلقٍ ولا شبهة دخلت عليه فيما لم يخلق لكن قضاءٌ مبرمٌ وعلمٌ محكمٌ وأمرٌ متقنٌ توحّد بالربوبيّة وخصّ نفسه بالوحدانيّة واستخلص بالمجد والثناء وتفرّد بالتّوحيد والمجد والسناء وتوحّد بالتحميد وتمجّد بالتمجيد وعلا عن إتّخاذ الأبناء وتطهّر وتقدّس عن ملامسة النساء وعزّ وجلّ عن مجاورة الشركاء فليس له فيما خلق ضدّ ولا له فيما ملك ندّ ولم يشركه في ملكه أحدٌ الواحد الأحد الصمد المبيد للأبد والوارث للأمد الّذي لم يزل ولا يزال وحدانيّاً أزليّاً قبل بدءِ الدُّهور وبعد صروف الأمور الّذي لا يبيد ولا ينفد بذلك أصف ربّي فلا إله إلّا الله من عظيم ما أعظمه ومن جليل ما أجّله ؟! ومن عزيز ما أعزّه ؟! وتعالى عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً.

________________________________________________________

والدخور الصغار والذلّ « لا يؤوده » أيّ لا يثقل عليه « ولا من عجز » أيّ لم يكتف بخلق ما خلق لعجز ولا فتور، بل لعدم كون الحكمة في أزيد من ذلك.

ثمّ أكّدعليه‌السلام ذلك بقوله: « علم ما خلق، وخلق ما علم » أي ما علمه أنّ الصلاح في خلقه « ولا شبهة دخلت عليه فيما لم يخلق » بل لم يخلق لعدم الداعي إلى خلقه وإيجاده « لكن » الإيجاد « باقتضاءِ تامّ وقضاءِ مبرم وعلم محكم » وإحاطة بالخير والأصلح « وأمرّ متقن » أيّ نظام كامل « استخلص بالمجد والثناء » أيّ جعلهما مخصوصين بذاته الأحديّة.

« وتوحّد بالتحميد » أي باستحقاق الحمد من العباد، أو بتحميد نفسه، وفي التوحيد فتحمّد بالتحميد، يقال: هو يتحمّد عليّ أي يمنن، أيّ أنعم علينا واستحق منّا الحمد والثناء بأن رخّص لنا في تحميدة، أو بأن حمد نفسه ولم يكلّ حمده إلينا والتمجد إظهار المجد والعظمة، والتمجيد يحتمل الوجهين أيضاً « المبيد للأبد » أيّ المهلك المفني للدّهر والزمان والزمانيات « والوارث للأمد » أي الباقي بعد فناء

٩٨

وهذه الخطبة من مشهورات خطبهعليه‌السلام حتّى لقد ابتذلها العامة وهي كافية لمن طلب علم التّوحيد إذا تدبّرها وفهم ما فيها فلو اجتمع ألسنة الجن والإنس ليس فيها لسان نبيّ على أن يبيّنوا التّوحيد بمثل ما أتى به بأبي واُمّي ما قدروا عليه ولو لا إبانتهعليه‌السلام ما علم الناس كيف يسلكون سبيل التّوحيد إلّا ترون إلى قوله لا من شيء كان ولا من شيء خلق ما كان فنفى بقوله لا من شيء كان معنى الحدوث وكيف أوقع على ما أحدثه صفة الخلق والاختراع بلا أصل ولا مثال نفياً لقول من قال أنّ الأشياء كلّها محدثة بعضها من بعض وإبطإلّا لقول الثنويّة الذين زعموا أنّه لا يحدث شيئاً إلّا من أصل ولا يدبّر إلّا باحتذاء مثال فدفععليه‌السلام بقوله لا من شيء خلق ما كان جميع حجج الثنوية وشبههم لأنّ أكثر ما يعتمد الثنوية في حدوث العالم أنّ يقولوا لا يخلو من أنّ يكون الخالق خلق الأشياء من شيء أو من لا شيء فقولهم من شيء خطأ وقولهم من لا شيء مناقضة وإحالة لأنّ من توجب شيئاً ولا شيء تنفيه فأخرج أمير المؤمنينعليه‌السلام هذه اللفظة على أبلغ الألفاظ وأصحها فقال لا من شيء خلق ما كان فنفى من إذ كانت توجب شيئاً ونفى الشيء إذ كان كلُّ شيء مخلوقاً محدثاً لا من أصل أحدثه الخالق كما قالت الثنويّة أنّه خلق من أصل قديم فلا يكون تدبير إلّا باحتذاء مثال.

ثمّ قولهعليه‌السلام ليست له صفة تنال ولا حدّ تضرب له فيه الأمثال كلّ دون صفاته تحبير اللغات فنفىعليه‌السلام أقاويل المشبّهة حين شبّهوه بالسبيكة والبلورة وغير ذلك من أقاويلهم من الطول والاستواء وقولهم متى ما لم تعقد القلوب منه على كيفية ولم ترجع إلى إثبات هيئة لم تعقل شيئاً فلم تثبت صانعاً ففسّر أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه واحد بلا كيفيّة وأنّ القلوب تعرفه بلا تصوير ولا إحاطة

________________________________________________________

الأمد أيّ الغاية والنهاية، أو امتداد الزمأنّ « وبعد صروف الأمور » أي تغيّرها وفناؤها وهذا ناظر إلى قوله: لا يزال، كما أنّ ما قبله ناظر إلى قوله لم يزل.

قوله: لقد ابتذلها، أيّ اشتهرت بينهم، فكأنّها صارت مبتذلة، ولو لا إبانته،

٩٩

ثمّ قولهعليه‌السلام : « الّذي لا يبلغه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن وتعالى الّذي ليس له وقتٌ معدودٌ ولا أجلٌ ممدودٌ ولا نعتٌ محدودٌ » ثمّ قولهعليه‌السلام « لم يحلل في الأشياء فيقال هو فيها كائن ولم ينأ عنها فيقال هو منها بائن » فنفىعليه‌السلام بهاتين الكلمتين صفة الأعراض والأجسام لأنّ من صفة الأجسام التباعد والمباينة ومن صفة الأعراض الكون في الأجسام بالحلول على غير مماسة ومباينة الأجسام على تراخي المسافة.

ثمّ قالعليه‌السلام لكن أحاط بها علمه وأتقنها صنعه أيّ هو في الأشياء بالإحاطة والتدبير وعلى غير ملامسة.

٢ - عليُّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حماد، عن الحسين بن يزيد، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال أنّ الله تبارك اسمه

________________________________________________________

أي تمييزه الحقّ عن الباطل « نفياً لقول من قال » أيّ من الحكماء والدهرية والملاحدة حيث يقولون بقدم الأنواع، وأنّ كلّ حادث مسبوق بآخر لا إلى نهاية « لأنّ أكثر ما يعتمده الثنويّة » لعلّ المراد بالثنويّة غير المصطلح من القائلين بالنور والظلمة، بل القائلين بالقدم وأنّه لا يوجد شيء إلّا عن مادة، لأنّ قولهم بمادة قديمة إثبات لإله آخر، إذ لا يعقل التأثير في القديم، فقالعليه‌السلام : لا من شيء خلق، فأنّه رد عليهم بأنّ ترديدهم غير حاصر، إذ نقيض من شيء لا من شيء لا من لا شيء « فنفى » أيّ نفي لفظة من بإدخال لا عليها، إذ كانت نفي من توجب شيئاً، فلو دخلت على حرف النفي كما قالوا لزم التناقض « ثمّ قوله » بالجر عطف على قوله في قوله: إلّا ترون إلى قوله. وقوله: ومباينة الأجسام عطف على مماسته أو على الكون، أو مبتدأ وعلى تراخي المسافة خبره، ليكون مؤيّداً للجملة السّابقة فتأمّل.

الحديث الثاني: ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى اسمه، أيّ اسمه ذو بركة عظيمة أو ثابت غير متغيّر، أو بريء عن العيوب والنقائص، والجملة الفعلية في محلّ الرفع خبر إنّ،

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462