مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق12%

مكارم الأخلاق مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: مکتبة الأخلاق والدعاء
الصفحات: 481

مكارم الأخلاق
  • البداية
  • السابق
  • 481 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 210116 / تحميل: 11873
الحجم الحجم الحجم
مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

ما ذا كان الهدف من المناورات العسكرية؟

لقد كان الهدف الاساسي من بعث وتوجيه السرايا ، وعقد الاتفاقيات والمعاهدات العسكرية مع القبائل القاطنة على خطوط التجارة المكية هو ايقاف قريش على قوة المسلمين العسكرية ، واشتداد ساعدهم ، وخاصة عند ما كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يشترك بنفسه في العمليات ، ويترصّد مع مجموعات كبيرة من أنصاره تحركات قريش الاقتصادية ، ويعترض قوافلها التجارية.

لقد كان رسول الاسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يريد بذلك إفهام حكومة مكة الوثنية بأن جميع طرق التجارة المكية هي في متناول يده ، وأنه يستطيع ـ متى شاء ـ أن يشلّ اقتصاد المكيين بتعريض خطوطهم وطرقهم التجارية ، للتهديد الجدّي.

ولقد كانت التجارة أمرا حيويّا وحساسا جدا بالنسبة إلى أهل مكة ، وكانت البضائع التي تنقل منها إلى الطائف والشام تشكّل اساس الاقتصاد المكّي ، فاذا كانت هذه الخطوط تتعرض للتهديد من قبل العدوّ وحلفائه مثل « بني ضمرة » و « بني مدلج » فان ذلك كان يعني انهدام وانهيار حياتهم.

لقد كان الهدف من بعث تلك الدّوريات العسكرية هو : أن تعرف قريش بأن طريق تجارتها الرئيسية هي الآن تحت رحمة المسلمين ، فاذا استمرّوا في معاداتهم للاسلام وللمسلمين وحالوا دون انتشار الاسلام ، والدعوة إليه ، واستمروا في ايذاء من تبقّى من المسلمين المستضعفين والعجزة في مكة واضطهادهم ، قطع المسلمون شريان اقتصادهم.

والخلاصة أنّ الهدف كان هو أن تعيد قريش النظر في مواقفها في ضوء الحالة الجديدة ، والتهديد العسكريّ الاسلامي الجدّي ، وتترك للمسلمين الحرية في الدّعوة إلى عقيدتهم ، وتفتح الطريق لزيارة بيت الله الحرام ، ونشر التوحيد ليستطيع الاسلام بمنطقه القويّ ، والمحكم أن ينفذ في القلوب ، ويتجلّى نور الاسلام ويشعّ على جميع نقاط شبه الجزيرة العربية ، وربوعها ، وبخاصة منطقة

٤١

الحجاز مركز الجزيرة ، وقلبها النابض.

فان المتكلم مهما كان قويّ المنطق ، سديد البرهان وأنّ المربّي والمرشد مهما كان مخلصا مجدا فانّه لا يستطيع أن يحرز اي نجاح في تنوير العقول ، وتهذيب النفوس وبث الفكر الصحيح إذا لم تتوفّر له حرية العمل ، ولم تتهيأ له البيئة المطمئنّة وأجواء الحرّية والديمقراطية.

ولقد كان الاضطهاد والكبت وسلب الحريات التي كانت تمارسها قريش هي الموانع الكبرى أمام تقدّم الاسلام وسرعة انتشاره ونفوذه ، وكان الطريق الى كسر هذا السدّ ، وإزالة هذا المانع ينحصر في تهديد اقتصادها وتعريض خطوطها التجارية ، للخطر ، وكانت هذه الخطة تتحقق فقط عن طريق القيام بتلك المناورات العسكرية والاستعراضات الحربية ، والعمليات الاعتراضية.

نظرية المستشرقين :

ولقد وقع المستشرقون عند تحليلهم لهذه العمليّات في خطأ كبير ، وتفوّهوا نتيجة ذلك بكلام يخالف القرائن والشواهد الموجودة في التاريخ.

فهم يقولون : لقد كان هدف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من مصادرة أموال قريش ، والسيطرة عليها هو تقوية نفسه.

في حين أنّ هذا الرأي لا يلائم نفسيّة أهل يثرب لأنّ الغارة ، وقطع الطريق ، واستلاب الأموال ، من شيم الاعراب أهل البوادي ، البعيدين عن روح الحضارة ، وقيم المدنية وأخلاقها ، بينما كان مسلمو يثرب عامة ، أهل زرع ، وفلاحة ، ولم يعهد منهم أن قطعوا الطرق على القوافل ، أو سلبوا أموال القبائل التي كانت تعيش خارج حدودها.

وأما حروب الأوس والخزرج فقد كان لها أسباب وعلل محليّة ، وقد كان اليهود هم الذين يؤججون نيرانها ، بغية إضعاف القوى والصفوف العربية وتقويه نفسها وموقعها.

ومن جانب آخر لم يكن المسلمون المهاجرون الذين كانوا حول الرسول

٤٢

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينوون ملافاة ما خسروه ، رغم أنّ ثرواتهم وممتلكاتهم كانت قد صودرت من قبل المكيين ، ويدل على ذلك أنهم لم يتعرضوا بعد معركة « بدر » لأيّة قافلة تجارية لقريش.

كيف لا وقد كان الهدف وراء أكثر هذه البعوث والارساليات العسكرية هو تحصيل وجمع المعلومات ، عن العدوّ وتحركاته وخططه ، والمجموعات التي لم يكن يتجاوز عدد أفرادها غالبا الثمانية أو الستين أو الثمانين رجلا لا يمكنها قطع الطريق ، واستلاب الاموال ، ومصادرة القوافل التجارية الكبرى التي كان يقوم بحراستها رجال أكثر عددا وأقوى عدّة من تلك السرايا ، بأضعاف المرات غالبا.

فاذا كان الهدف هو الحصول على المال والثروة من هذا الطريق فلما ذا خصّت قريش بذلك ، ولم يعترض المسلمون تجارة غيرهم من القبائل المشركة؟ ولما ذا لم يمس المسلمون شيئا من أموال غير قريش.

واذا كان الهدف هو الغارة ، وقطع الطريق واستلاب الأموال ، فلما ذا كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبعث المهاجرين فقط ، ولا يستعين بأحد من الأنصار في هذا المجال غالبا؟

وربما قال هؤلاء المستشرقون : ان المقصود من هذه العمليات الاعتراضية كان هو الانتقام من قريش ، لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه تعرّضوا على أيدي المكيين لألوان التعذيب والاضطهاد والأذى ، فدفعتهم غريزة الانتقام والثأر ـ بعد أن حصلوا على القوة ـ الى تجريد سيوفهم ، للانتقام من الذين طالما اضطهدوهم ، وليسفكوا منهم دما!!

ولكن هذا الرأي لا يقل في الضعف والوهن والسخافة عن سابقه ، لأنّ الشواهد والقرائن التاريخية الحيّة العديدة ، تكذّبه وتفنّده ، وتوضّح ـ بجلاء ـ أن الهدف من بعث تلك السرايا والدوريات العسكرية لم يكن أبدا القتال والحرب ، والانتقام وسفك الدماء.

وإليك ما يدلّ على بطلان هذه النظرية :

٤٣

أوّلا : اذا كان هدف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بعث تلك المجموعات العسكرية هو القتال واستلاب الاموال واخذ المغانم ، وجب أن يزيد في عدد أفراد تلك المجموعات ، ويبعث كتائب ـ عسكرية مسلّحة ، ومجهزة تجهيزا قويا ، إلى سيف البحر ، وشواطئه على حين نجد أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث مع « حمزة بن أبي طالب » ثلاثين شخصا ، ومع « عبيدة بن الحارث » ستين شخصا ، ومع « سعد بن أبي وقاص » أفرادا معدودين لا يتجاوزون العشرة ، بينما كانت قريش قد أناطت حراسة قوافلها إلى أعداد كبيرة جدا من الفرسان ، تفوق عدد أفراد المجموعات العسكرية الاسلامية.

فقد واجه « حمزة » ثلاثمائة ، وعبيدة مائتين رجلا من قريش ، وقد ضاعفت قريش من عدد المحافظين والحرس على قوافلها خاصة بعد أن عرفت بالمعاهدات والتحالفات التي عقدها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع القبائل القاطنة على الشريط التجاريّ؟!

هذا مضافا إلى أنّه لو كان قادة هذه البعوث والدوريات مكلّفين بمقاتلة العدوّ فلما ذا لم يسفك من أحد قطرة دم في أكثر تلك البعوث والعمليات ولما ذا انصرف بعضهم لوساطة قام بها « مجدي بن عمرو » بين الطرفين؟!

ثانيا : ان كتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي كتبه لعبد الله بن جحش شاهد حيّ على أن الهدف لم يكن هو القتال ، والحرب.

فقد جاء في ذلك الكتاب : « انزل نخلة بين مكة والطائف فترصّد بها قريشا وتعلم ( اي حصّل ) لنا من أخبارهم ».

إن هذه الرسالة توضّح بجلاء أنّ مهمة عبد الله وجماعته لم تكن القتال قط ، بل كانت جمع المعلومات حول العدوّ وتنقلاته وتحركاته ، أي مهمة استطلاعية حسب.

واما سبب الصدام في « نخلة » ومصرع عمرو الحضرمي فقد كان القرار الذي أخذته الشورى العسكرية التي عقدتها نفس المجموعة ، وليس بقرار وأمر من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٤٤

ومن هنا انزعج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمجرد سماعه بنبإ هذا الصدام الدموي ولا مهم على فعلتهم وقال :

« ما أمرتكم بقتال ».

ويؤيّد هذا ما ورد في مغازي الواقدي عن سليمان بن سحيم أنه قال : ما أمرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالقتال في الشهر الحرام ، ولا غير الشهر الحرام إنما أمرهم أن يتحسّسوا أخبار قريش(١) .

والعلة في أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يختار لهذه الدوريات والبعوث رجالا من المهاجرين دون الأنصار هي أن الانصار قد بايعوا في العقبة على الدفاع ، أي أن معاهدتهم مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانت معاهدة دفاعية تعهّدوا بموجبها بأن يمنعوه من أعدائه ويدافعوا عنه إذا قصده عدوّ.

من هنا ما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يريد أن يفرض عليهم مثل هذه المهمات ، ويبقى هو في المدينة ، ولكنه عند ما خرج ـ فيما بعد ـ بنفسه أخذ معه جماعة من رجال الانصار تقوية لروابط الاخوة والوحدة بين المهاجرين والأنصار ، ولهذا كان رجاله في غزوة « بواط » أو « ذات العشيرة » يتكونون من الأنصار والمهاجرين.

وعلى هذا الاساس يتضح بطلان نظرية المستشرقين حول الهدف من بعث الدوريات العسكرية.

كما أنّ بالتأمل والامعان في ما قلناه يتضح أيضا بطلان ما قالوه في هذا المجال في تلك العمليات التي شارك فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنفسه ، إذ أن الذين خرجوا معه ما كانوا ينحصرون في المهاجرين خاصه بل كانوا خليطا من المهاجرين والأنصار ، والحال أن الأنصار لم يبايعوا النبيّ على القيام بأية عملية هجوميّة ابتدائية ، بل كل ما بايعوا عليه النبيّ كما قلنا هو : العمل الدفاعي ،

__________________

(١) المغازي : ج ١ ص ١٦.

٤٥

فكيف يصح أن يدعوهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى عمليات قتالية ابتدائية هجوميّة.

وتشهد بما نقول حادثة وقعة بدر التي سنشرحها في ما بعد ، فما لم يعلن الأنصار عن موافقتهم على قتال قريش لم يقرر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحرب ، في تلك الواقعة.

هذا والسبب في تسمية أصحاب السير والتواريخ هذا النوع من العمليات التي خرج فيها النبيّ بنفسه ( غزوة ) وان لم يقع فيها قتال وغزو ، هو أنّهم أرادوا أن يجمعوا كل الحوادث تحت عنوان واحد ، وإلاّ فلم يكن الهدف الاساسيّ من هذه العمليات هو الحرب والقتال ، أو السيطرة على الأموال وسلبها.

٤٦

٢٨

تحويل القبلة

من بيت المقدس الى الكعبة

لم يكن قد مضى على هجرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المدينة عدة أشهر إلاّ وبدأت نغمة معارضة اليهود للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تظهر شيئا فشيئا!!

وفي الشهر السابغ عشر من الهجرة بالضبط(١) أمر الله تعالى نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالأمر المؤكّد القاطع بأن يتحول إلى الكعبة ويتخذها من الآن فصاعدا قبلة له وللمسلمين كافة ، فيتوجهون الى المسجد الحرام في أوقات الصلوات.

هذا هو مجمل القصة ، وإليك بيانها على وجه التفصيل.

صلّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثة عشر عاما كاملة في مكة نحو بيت المقدس.

وبعد الهجرة الى المدينة كان الأمر الإلهيّ له هو أن يبقى على الحالة من حيث القبلة ، أي بأن يصلي الى بيت المقدس ، كما كان يفعل في مكة.

وقد كان هذا الاجراء نوعا من المحاولة لاقامة التعاون والتقارب بين الدينين

__________________

(١) الطبقات الكبرى : ج ١ ص ٢٤١ و ٢٤٢ ، إعلام الورى باعلام الهدى : ص ٧١ و ٧٢. ويقول ابن هشام في السيرة النبوية : ان القبلة صرفت عن الشام إلى الكعبة في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المدينة ( السيرة النبوية : ج ١ ص ٦٠٦ ) ويرى ابن الاثير أن ذلك حدث في منتصف شهر شعبان ( الكامل : ج ٢ ص ٨٠ ).

٤٧

القديم والجديد ، ولكن تنامي قوة المسلمين واشتداد ساعدهم أحدث رعبا كبيرا ، وأوجد قلقا واسعا في أوساط اليهود القاطنين في المدينة لأن تقدّم الاسلام والمسلمين المطرد كان يدلّ على أن الدين الاسلامي سيعمّ في أقرب وقت كل أنحاء شبه الجزيرة العربية ، وستتقلّص ( بل تزول ) في المقابل قوة اليهود وسلطانهم ، ومكانتهم ، من هنا نصب أحبار اليهود العداوة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعمدوا إلى ممارسة سلسلة من الأعمال الإجهاضية والإيذائية.

لقد أخذوا يؤذون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسلمين بمختلف أنحاء الطرق وبشتى الوسائل والسبل ، والمعاذير والحجج ومن جملتها التذرع بقضيّة صلاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسلمين الى بيت المقدس.

فكانوا يقولون معيّرين إياه : أنت تابع لنا تصلي الى قبلتنا!!

أو كانوا يقولون : تخالفنا يا محمّد في ديننا وتتبع قبلتنا(١) .

فشقّ هذا الكلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واغتم لذلك غما شديدا فكان يخرج من بيته في منتصف الليل ويتطلع في آفاق السماء ينتظر من الله أمرا ووحيا في هذا المجال كما تفيد الآية الآتية :

«قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها »(٢) .

ويستفاد من الآيات القرآنية في هذا المجال أنه كان لتغيير القبلة مضافا إلى الردّ على دعوى اليهود سبب آخر أيضا.

وهو أن هذه المسألة كانت من المسائل الاختبارية التي اراد الله تعال بها ان يمتحن المسلمين ، ويميّز المؤمن الواقعي الحقيقي عن أدعياء الايمان ، المنتحلين له كذبا ونفاقا ، وأن يعرف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به من حوله معرفة جيدة لأن إتباع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الأمر الثاني الذي نزل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أثناء الصلاة ( وهو التوجه إلى المسجد الحرام ) كان علامة قوية

__________________

(١) مجمع البيان : ج ١ ص ٢٥٥ أو : ما درى محمّد وأصحابه أين قبلتهم حتى هديناهم.

(٢) البقرة : ١٤٤.

٤٨

من علامات الايمان والتسليم ، والاخلاص والوفاء للدين الجديد.

بينما كانت مخالفته علامة قوية من علامات النفاق والتردّد كما يصرّح القرآن الكريم بنفسه بذلك اذ يقول :

«وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ »(١) .

ومن المسلّم أنه يمكن الوقوف على حكم اخرى لهذا الأمر ( أي صرف القبلة من الشام الى الكعبة ) إذا تتبعنا تاريخ الاسلام بشكل أوسع ، وطالعنا أوضاع شبه الجزيرة العربية.

ويمكن الاشارة الى بعض هذه الحكم مضافا الى ما ذكرناه :

أولا : أن الكعبة التي رفعت قواعدها على يدي بطل التوحيد وناشر لوائه النبيّ العظيم « ابراهيم الخليل »عليه‌السلام كانت موضع احترام وتقديس من المجتمع العربي ، فقد كان العرب يحبون الكعبة ويعظمونها غاية التعظيم على ما هم عليه من الشرك والفساد ، فكان اتخاذه قبلة من شأنه كسب رضا العرب ، واستمالة قلوبهم ، وترغيبهم في الاسلام تمهيدا لاعتناق دين التوحيد ونبذ الاوثان والاصنام.

وأيّ هدف ، وأية غاية ترى أسمى وأجلّ من أن يؤمن المشركون المعاندون المتخلفون عن ركب الحضارة والمدنية ، وينتشر الاسلام بسببهم في كل أنحاء العالم.

ثانيا : أن الابتعاد عن اليهود الذين لم يكن يؤمل في إذعانهم للاسلام ، وايمانهم برسالة ( محمّد ) ذلك اليوم كان يبدو أمرا ضروريا ، لأنهم كانوا يقومون بأعمال ايذائية ضد الاسلام والمسلمين ويطلعون على رسول الله صلّى الله عليه

__________________

(١) البقرة : ١٤٣. ويمكن بيان هذه العلة بصورة أخرى وهي إنما أمر بالصلاة الى بيت المقدس لأن مكة وبيت الله الحرام كانت العرب آلفة بحجها فأراد الله أن يمتحن بغير ما آلفوه ليظهر من يتبع الرسول ممن لا يتبعه. ( راجع مجمع البيان : ج ١ ص ٢٢٢ و ٢٢٣ ).

٤٩

وآله بين الفينة والأخرى بأسئلة عويصة يشغلونه بها ، يظهرون بها ـ حسب تصورهم ـ أنهم يعرفون أمورا كثيرة وأنهم علماء ، وبذلك يضيّعون على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوقت ، ويشغلونه عن مهامه الكبرى.

فكان تغيير القبلة واحدا من مظاهر الابتعاد عن اليهود واجتنابهم ، تماما مثل نسخ صوم يوم عاشوراء الذي تم لنفس هذا الغرض.

فقد كانت اليهود تصوم يوم عاشوراء قبل الاسلام ، فأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المسلمون بأن يصوموا هذا اليوم أيضا ، ثم نسخ الأمر بصوم عاشوراء وفرض مكانه صوم شهر رمضان(١) .

وعلى كل حال فان الاسلام الذي يتفوق على جميع الأديان ، يجب أن تتجلى فيه هذه الحقيقة بحيث يغدو أمر تكامله وتفوقه باديا للعيان ، واضحا للجميع.

وفي هذه الحالة تصوّر بعض المسلمين أن ما أتوا به من صلاة وعبادة وهم متجهين إلى بيت المقدس كان باطلا إذ قالوا : كيف بأعمالنا التي كنا نعمل في قبلتنا الأولى ، أو حال من مضى من أمواتنا وهم كانوا يصلون الى بيت المقدس؟!

فنزل الوحي الإلهي يقول :

«وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ »(٢) .

ومع ملاحظة هذه الاعتبارات وبينما كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد انتهى من الركعة الثانية من صلاة الظهر ، نزل عليه جبرئيل ، وأمره بأن يتوجه بالمصلّين معه حدب المسجد الحرام.

وجاء في بعض الاخبار أنّ جبرئيل أخذ بيد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأداره نحو المسجد الحرام ، فتبعه الرجال والنساء الذين كانوا يأتمون به في

__________________

(١) مجمع البيان : ج ١ ص ٢٧٣.

(٢) البقرة : ١٤٣. والمراد من الايمان هنا هو العمل وهو من الموارد التي استعمل فيها لفظ الايمان واريد به العمل.

٥٠

المسجد(١) .

فتحوّل الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فكان أول صلاته الى بيت المقدس ، وآخرها الى الكعبة.

ومنذ ذلك الحين جعلت الكعبة المعظمة ـ زاد الله من شرفها ـ قبلة مستقلة للمسلمين يتوجهون إليها في كثير من واجباتهم وشعائرهم الدينية(٢) .

هذا والغريب أن اليهود الذين كانوا قبل نزول الأمر بالتحوّل من بيت المقدس الى الكعبة المعظمة يفتخرون على المسلمين بأنهم يصلّون على قبلة اليهود ، لما حوّل المسلمون إلى الكعبة المعظمة ، وامروا بالصلاة إليها دون بيت المقدس أخذوا يعيبون على المسلمين التوجه إلى نقطة ما في الأرض فردّ الله عليهم بقوله :

«سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ »(٣) .

أي ان الله فوق الزمان والمكان ، والتوجه إلى نقطة خاصة في حالة العبادة انما هو لمصالح اجتماعية خاصة فالصلاة الى الكعبة توجّه الى الله كالصلاة الى بيت المقدس سواء بسواء.

كرامة علمية لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

وما ينبغي الاشارة إليه هنا هو : أن العرض الجغرافي للمدينة ـ طبقا لمحاسبات علماء الفلك القدامى ـ هو ٢٥ درجة ، وطولها ٧٥ درجة و ٢٠ دقيقة ، ولهذا كانت قبلة المدينة لا توافق محراب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الباقي على حالته السابقة الى الآن في مسجده الشريف ، وقد سبّب هذا الاختلاف حيرة لدى بعض المتخصصين في هذا العلم ، وربما دفعهم إلى ارتكاب توجيهات وتبريرات لرفع هذا الاختلاف.

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ١٩ ص ٢٠١ عن من لا يحضره الفقيه.

(٢) كالصلاة والذبح ودفن الموتى ، والدعاء وغير ذلك.

(٣) البقرة : ١٤٢.

٥١

ولكن القائد المعروف بسردار الكابلي أثبت في الآونة الأخيرة ـ طبقا للمقاييس المعروفة اليوم ـ أن خط المدينة الجغرافي على عرض ٢٤ درجة و ٥٧ دقيقة وطول ٣٩ درجة و ٥٩ دقيقة(١) .

وتكون نتيجة هذه المحاسبة هي أن قبلة المدينة تكون في نقطة الجنوب تماما وتنحرف عن نقطة الجنوب ب ٤٥ دقيقه فقط.

وهذا الاستخراج الفلكي للقبلة ينطبق على محراب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل تطبيق ، ويعدّ هذا من كرامات النبيّ الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث توجه في حالة الصلاة(٢) من بيت المقدس الى الكعبة بصورة دقيقة ومن دون أي انحراف ولا جزئي مغتفر وذلك من دون أية محاسبة فلكيّة ، وعلميّة.

وقد أخذ جبرئيل بيده وحوّل وجهه نحو الكعبة المعظمة كما أسلفنا(٣) .

__________________

(١) تحفة الأجلّة في معرفة القبلة : ص ٧١ طبعة ١٣٥٩.

(٢) من لا يحضره الفقيه للصدوق : ج ١ ص ١٧٨.

(٣) وقد نقل الحرّ العاملي في وسائل الشيعة : في أبواب القبلة ج ٣ ص ٢١٥ و ٢١٦ حادثة تحوّل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الصلاة من بيت المقدس الى المسجد الحرام فراجع.

٥٢

٢٩

معركة بدر

معركة « بدر » من معارك الاسلام الكبرى ومن حروبه البارزة ، وقد اكتسب الذين شاركوا في هذه المعركة منزلة خاصة بين المسلمين فيما بعد.

فالواقعة التي كان يشارك فيها فرد أو عدة أفراد من المجاهدين في « بدر » أو اذا كانوا يشهدون على أمر قال المسلمون : ووافقنا عليه البدريون.

أجل إن الذين شاركوا في معركة بدر من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعون بالبدريين ، ولم يكن هذا إلاّ لاهميّة تكلم الوقعة التاريخية.

وتتضح علة هذه الأهميّة إذا نحن استعرضنا تفاصيل هذه الوقعة.

لقد قلنا في ما سبق أنه بلغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منتصف جمادى الآخرة من السنة الثانية للهجرة ، أن قافلة قريش التجارية خرجت من مكة إلى الشام بقيادة « أبي سفيان بن حرب ».

فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لملاحقتها إلى « ذات العشيرة » وتوقّف هناك إلى مطلع الشهر التالي ، ولم يعثر على تلك القافلة ، وقد كان وقت عودة القافلة معلوما تقريبا ، فقد كانت قافلة قريش تعود من الشام إلى مكة في أوائل الخريف.

ومن المعلوم أنّ أوّل خطوة على طريق الانتصار في مثل هذه المحالات هو

٥٣

تحصيل اكبر قدر من المعلومات حول العدوّ لأنّ قائد الجيش ما لم يعرف شيئا عن استعدادات العدوّ ، ونقطة تمركزه وتواجده ، ومعنويات أفراده ، فانه ربما ينهزم وينكسر في أول مواجهة.

ولقد كان من أساليب النبيّ الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الرائعة في جميع الحروب والمعارك التي ستقرأ تفاصيلها هو جمع المعلومات حول مدى استعداد العدوّ ، ومبلغ تهيّؤه ومكان تواجده ، وتمركزه ، وهذه مسألة تحظى والى اليوم بأهميّة خاصّة في الحروب العالمية والمحلية ، بل وترصد لها ميزانيّات كبرى ، وتستخدم أجهزة عريضة في عالمنا الحاضر ، كما هو معلوم للجميع ، وكما أشرنا الى ذلك فيما سبق.

وقد بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عينا له على قافلة قريش اسمه « عدي » ـ حسب رواية المجلسي(١) ـ أو « طلحة بن عبيد الله » و « سعيد بن زيد » حسب ما قال صاحب « حياة محمّد » نقلا عن المصادر التاريخيّة(٢) ، لإخباره عن مسير تلك القافلة ، وعدد حرّاسها ورجالها ونوعية البضائع المحمّلة.

فلما عاد العين أخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

١ ـ بأن قافلة قريش قافلة كبرى شارك فيها كلّ أهل مكّة ، حتى أنه ما من قرشيّ أو قرشية بمكة له مثقال فصاعدا إلاّ بعث به في تلك القافلة.

٢ ـ إنّ البضائع يحملها ألف بعير وأنّ قيمتها تبلغ خمسين ألف دينار.

٣ ـ وأنه يقودها « أبو سفيان بن حرب » في أربعين رجلا.

وحيث إن أموال المسلمين المهاجرين إلى المدينة كانت قد صودرت في مكة على أيدي قريش من هنا كان الوقت مناسبا جدا لأن يأخذ المسلمون أموال قريش في تلك القافلة ، ويحتفظوا بها ريثما تفرج قريش عن أموال المسلمين المهاجرين المصادرة بمكة ، فاذا لجّوا وأصرّوا في مصادرة أموال المسلمين قسّم

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٢١٧.

(٢) المغازي : ج ١ ص ١٩.

٥٤

المسلمون في المقابل أموال قريش المأخوذة فيما بينهم وتصرفوا فيها كغنائم حرب من هنا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهم :

« هذا عير قريش ( أي قافلتهم ) فيها أموالهم ، فاخرجوا إليها لعلّ الله ينفلكموها »(١) .

من هنا استخلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المدينة « عبد الله بن أمّ مكتوم » للصلاة بالناس ، والقيام بالشؤون الدينية ، و « أبا لبابة » للقيام بالشؤون السياسية.

ثم خرج من المدينة في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا لمصادرة أموال قريش أو بالاحرى توقيفها وحبسها.

النبيّ يتوجه الى منطقة ذفران(٢) :

لقد ترك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المدينة بعد أن أتاه خبر عن تحرك قافلة قريش ، قاصدا وادي ذفران حيث طريق القافلة في يوم الاثنين ، الثامن من شهر رمضان ، وقد عقد رايتين سلّم إحداهما إلى مصعب بن عمير ، والاخرى ( وتسمى العقاب ) إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

ولقد كانت المجموعة التي خرج بها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تتألّف من اثنين وثمانين من المهاجرين ، ومائة وسبعين من الخزرج ، وواحد وستين من الأوس ، وكان عندهم ثلاثة أفراس فقط.

__________________

(١) المغازي : ج ١ ص ٢٠.

(٢) وادي ذفران الذي كان يمرّ به قافلة قريش التجارية يقع على مرحلتين من بدر.

وقد ذكر ابن هشام في سيرته جميع المراحل التي طواها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المدينة إلى ذفران ومنه إلى بدر الذي ارتحل إليه رسول الله بعد أن بلغه نبأ تحرك قافلة قريش.

وبدر كان موسما من مواسم العرب يجتمع لهم به سوق كلّ عام يتبايعون فيه ويتفاخرون على غرار سوق عكاظ ، وكان يقع على طريق مكة والمدينة والشام. ( راجع السيرة النبوية : ج ١ ص ٦١٣ ـ ٦١٨ ).

٥٥

ولقد بلغ حبّ الشهادة عند الاشخاص في المجتمع الاسلامي يومئذ مبلغا عجيبا حتى أنّ فتيانا دون الحلم اشتركوا في هذه المعركة ، وردّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعضهم إلى المدينة لمّا استصغرهم(١) .

إن كلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يفيد بانهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد وعدهم بالرخاء والانفراج في المعيشة وذلك عن طريق السيطرة على أموال قريش ، وأخذ بضائعها ، وكان المسوّغ لهذا العمل هو ما سبق أن ذكرناه ، وهو أن قريشا كانت قد صادرت كل أموال المهاجرين المسلمين في مكة ، منقولها وغير منقولها ، ومنعت من دخولهم مكة ، وخروجهم منها.

ومن الواضح أن يسمح العاقل لنفسه ـ أيّا كان ـ بأن يعامل عدوه بمثل هذه المعاملة التي عامله بها العدوّ.

وأساسا يجب أن نعلم أنّ سبب هجوم المسلمين على قافلة قريش هو أنهم قد ظلموا وقهروا ، الأمر الذي يذكره القرآن الكريم أيضا ، ولذلك يسمح للمسلمين بأن يقاتلوا عدوّهم ويعترضوا تجارتهم إذ يقول :

«أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ »(٢) .

ولقد كان أبو سفيان قد عرف ـ عند توجهه بالقافلة إلى الشام ـ أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يترصد القافلة ، ولهذا اتخذ كافة الاحتياطات عند قفوله ورجوعه من الشام ، فكان يسأل القوافل عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان إذا رأى أحدا منهم سأله : هل أحسست أحدا؟!

__________________

(١) المغازي : ج ١ ص ٢١.

وروي أنه كان الرجل يساهم أباه في الخروج مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رغبة في الجهاد في سبيل الله والشهادة فكان ممن ساهم « سعد بن خيثمة » وأبوه في الخروج إلى بدر ، فقال سعد لأبيه : انه لو كان غير الجنة آثرتك به ، إني لأرجو الشهادة في وجهي هذا.

فقال خيثمة : آثرني ، وقرّ مع نسائك! فابى سعد.

فقال خيثمة : إنه لا بدّ لأحدنا من أن يقيم ، فاستهما ( أي اقترعا ) فخرج سهم سعد فقتل ببدر ( المصدر ).

(٢) الحج : ٣٩.

٥٦

وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد خرج مع أصحابه من المدينة ، يلاحق قافلة قريش ، وقد نزل في وادي ذفران.

ولما أحسّ أبو سفيان بذلك أحجم عن الاقتراب الى منطقة بدر ولم ير بدّا من أن يخبر قريشا بالخطر الذي يحدق بتجارتهم ، وأموالهم ، ويطلب مساعدتهم ، فاستأجر رجلا يدعى « ضمضم بن عمرو الغفاري » وأمره بأن يجدع بعيره ( يقطع أنفه ) ويحوّل رحله ، ويشقّ قميصه من قبله ودبره ويصيح الغوث! الغوث ، ويخبر قريشا أنّ محمّدا تعرّض لتجارتهم!!

فخرج ضمضم سريعا إلى مكّة ، ولمّا قدمها وقف ببطن الوادي يصيح بأعلى الصوت : يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة(١) ، أموالكم مع أبي سفيان قد تعرّض لها محمّد في أصحابه ، لا أرى ان تدركوها ، الغوث الغوث(٢) .

فأثار هذا المنظر المثير ، واستغاثات ضمضم المتتابعة أهل مكة ، فتجهزوا سراعا ، وتهيّأوا للخروج ، وأعدّ كل صناديد قريش ورجالها المقاتلون أنفسهم للتحرّك نحو المدينة إلاّ أبو لهب الذي لم يشترك في هذا الخروج ، وارسل مكانه « العاصي بن هشام » لقاء أجر قدره أربعة آلاف درهم.

وأراد « أميّة بن خلف » هو الآخر أن يتخلّف لاسباب خاصّة ، فقد قيل له : أن محمّدا يقول : لأقتلنّ أميّة بن خلف(٣) .

فرأى أشراف قريش وسادات مكة أن تخلف رجل مثله يضرّ بقريش ويوهن من عزيمة الجيش ، فقرروا إثارته وتحريكه فأتاه عقبة بن أبي معيط وأبو جهل وهو جالس في المسجد بين ظهرانيّ قومه ، بمجمرة يحملانه فيها نار وعود يتبخّر به حتى وضعاها بين يديه ثم قالا له :

« يا أميّة استجمر فإنّما أنت من النساء »!

__________________

(١) اللطيمة : الابل التي تحمل الاقمشة والعطور ، والنداء يعني : ادركوا اللطيمة ادركوها.

(٢) الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ٨١ ، المغازي : ج ١ ص ٣١ ، بحار الانوار : ج ١٩ ص ٢١٦.

(٣) المغازي : ج ١ ص ٣٥.

٥٧

فغضب أميّة ، وهاجت به الحمية ، فتجهز من فوره ، وخرج مع الناس(١) .

وخلاصة القول أنه اوعبت قريش لمّا سمعت بتعرض قافلتها وأموالها للخطر من قبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه ، فكانوا بين رجلين إما خارج أو باعث مكانه رجلا ، وما بقي أحد من عظماء قريش إلاّ أخرج مالا لتجهيز الجيش ، وأخرجوا معهم المغنيات يضربن بالدفوف ويهيّجن الرجال للقتال.

المشكلة التي كانت تواجهها قريش :

ولما اعلن عن موعد الرحيل تذكرت قريش بأن بينهم وبين قبيلة « بني بكر » عداء قديما ، فخافوا أن يوجهوا إليهم ضربة من الخلف ، أو يحملوا على نسائهم وذراريهم في مكة في غياب منهم فكاد ذلك يثنيهم عن الخروج.

وقد كان العداء بين قريش وبني بكر يعود إلى دم سفك بينهم في قصة ذكرها ابن هشام وغيره من كتّاب السيرة(٢) .

ولكن سراقة بن جعشم المدلجي ـ وكان من أشراف بني كنانة وهم من بني بكر ـ طمأنهم ، ووعدهم بأن لا تأتيهم بنو بكر من خلفهم بشيء يكرهونه ، ولما اطمأنّوا خرجوا صوب المدينة سراعا.

وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه قد خرجوا من المدينة لاعتراض قافلة قريش التجارية ، وهبطوا في وادي ذفران ، وبقوا هناك ينتظرون مرورها ، ولكنه فجأة بلغه خبر جديد غيّر أفكار قادة الجيش الاسلامي ، وفتح ـ في الحقيقة ـ فصلا جديدا في حياتهم.

فقد أتاه الخبر عن مسير قريش باتجاه المدينة لحماية قافلتها التجارية ، وأن جيشها قد وصل إلى مشارف المنطقة التي يتواجد فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه ، وأن طوائف متعددة قد ساهمت وشاركت في تكوين هذا الجيش.

__________________

(١) تاريخ الطبري : ج ٢ ص ١٣٨ ، الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ٨٢ ، المغازي : ج ١ ص ٣٥ و ٣٦.

(٢) السيرة النبوية : ج ١ ص ٦١٠ و ٦١١ ، المغازي : ج ١ ص ٣٨ و ٣٩.

٥٨

فوجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والقائد الاعلى للمسلمين نفسه أمام خيارين :

إما أن يقاتل ، ولكنّه لم يخرج هو أو أصحابه الذين مرّ ذكرهم إلاّ لمصادرة أموال قريش ، فلم يكونوا متهيّئين لمقاتلة الجيش المكّي الكبير ، لا من حيث العدد ، ولا من حيث العدّة.

وإما أن يرجع إلى المدينة من حيث أتى ، وهذا يعني أن ينهار كلّ ما كسبوه من الهيبة والمهابة ، بفضل المناورات العسكرية ، والعروض النظامية السابقة.

وبخاصة إذا تقدم العدوّ نحو المدينة في ظل هذا الانسحاب واجتاح مركز الإسلام « المدينة المنورة ».

فرأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن لا ينسحب ، بل يقاتل العدوّ بما عنده من العدة القليلة والعدد القليل ويقاوم حتى اللحظة الأخيرة والنفس الأخير.

والجدير بالذكر أنّ أكثر الذين كانوا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانوا من شبّان الأنصار وكان عدد المهاجرين لا يتجاوز ٨٢ شخصا.

وكانت بيعة العقبة التي بايع فيها الأنصار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيعة على الدفاع عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحمايته لا القتال والحرب.

اي انهم بايعوهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أن يمنعونه في المدينة فلا يصل إليه أحد من أعدائه وهو بينهم.

أمّا أن يخرجوا معه الى خارج المدينة لقتال العدوّ فلم يبايعوا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على مثل ذلك فما ذا يفعل القائد الأعلى للمسلمين.

إنه لم ير مناصا من استشارة الناس الذين معه ، ومعرفة رأيهم في ما يجب اتخاذه من طريقة حل لهذه المشكلة.

النبيّ يعقد شورى عسكرية :

وهنا وقف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تلك الجماعة وقال : أشيروا

٥٩

عليّ أيّها الناس.

فقام أبو بكر وقال : يا رسول الله إنّها قريش ، وخيلاؤها ما آمنت منذ كفرت ، ولا ذلّت منذ عزّت ولم نخرج على أهبة الحرب!!

وهذا يعني أنه رأى من الصالح ان ينسحبوا الى المدينة ، ولا يواجهوا قريشا.

فقال له رسول الله : اجلس.

ثم قام عمر بن الخطاب ، وكرّر نفس مقالة أبي بكر ، فأمره النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالجلوس أيضا.

ثم قام « المقداد بن عمرو » وقال : يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى : اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون.

ولكن اذهب أنت وربّك فقاتلا ، وإنا معكما مقاتلون.

فو الّذي بعثك بالحقّ لو سرت الى برك الغماد ( وهو موضع بناحية اليمن ) لجالدنا معك من دونه ، حتى تبلغه ، ولو أمرتنا أن نخوض جمر الغضا ( أي النار المتقدة ) وشوك الهراس ( وهو شجر كبير الشوك ) لخضناه معك.

فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خيرا ودعا له به.

إخفاء الحقائق وكتمانها :

إذا كان اخفاء الحقائق ، والتعتيم عليها وسترها ، والتعصب الباطل أمرا مشينا من كلّ من ألّف وكتب ، فإنّه ولا شك أقبح من المؤرّخ ، المؤتمن على التاريخ وحقائقه.

فان على المؤرخ أن يكون مرآة صادقة للأجيال القادمة لا يكدرها غبار التعصب ، وغشاوة التحريف والتبديل والكتمان للحقائق.

ولقد ذكر ابن هشام(١) والمقريزي(٢) والطبري(٣) ما وقع في الشورى

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ١ ص ٦١٥.

(٢) إمتاع الاسماع : ص ٧٤.

(٣) تاريخ الطبري : ج ٢ ص ١٤٠.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

( في لحم القبج)

عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: أطعموا المحموم لحم القبج، فإنه يقوي الساقين ويطرد الحمى طردا(١) .

( في لحم القطا)

عن علي بن مهزيار قال: تغذيت مع أبي جعفرعليه‌السلام فاتي بقطا، فقال: إنه مبارك. وكان يعجبه. وكان يقول: اطعموا الصاحب اليرقان، يشوي له(٢) .

( في لحم الحباري)

عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: لا أرى بأكل لحم الحبارى(٣) بأسا، لانه جيد للبواسير ووجع الظهر وهو مما يعين على الجماع.

( في لحم الدراج)

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من اشتكى فؤاده وكثر غمه فليأكل لحم الدراج(٤) .

عن أبي عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إذا وجد أحدكم غما أو كربا لا يدري ما سببه فليأكل لحم الدراج، فإنه يسكن عنه إن شاء الله.

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من سره أن يقل غيظه فليأكل لحم الدراج.

( في السمك)

عن الصادقعليه‌السلام قال: أكل لحم الحيتان يورث السل.

عنهعليه‌السلام قال: أكل سمك الطري يذيب الجسد.

__________________

١ - القبج - بفتح فسكون وقيل بالتحريك -: الحجل، أو طائر يشبه الحجل.

٢ - القطا: ضرب من الحمام، ذوات أطواق يشبه القمري، واحدته القطاة.

٣ - الحبارى - بضم الحاء وفتح الراء: طائر معروف أكبر من الدجاج كبير العنق، برأسه وبطنه حبرة.

٤ - الدراج - بالضم فالتشديد -: طائر شبيه بالحجل وأكبر منه، قصير المنقار ولونه مشوب بسواد وبياض.

( مكارم الاخلاق - ١١ )

١٦١

عنهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكل السمك قال: اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيرا منه.

عن الحميري(١) قال: كتبت إلى أبي محمدعليه‌السلام أشكو إليه: أن بي دما صفراء فإذا احتجمت هاجت الصفراء وإذا أخرت الحجامة أضر بي الدم، فما ترى في ذلك؟ فكتبعليه‌السلام إلي: احتجم وكل على أثر الحجامة سمكا طريا. فأعدت عليه المسألة، فكتب إلي: احتجم وكل على أثر الحجامة سمكا طريا بماء وملح، فاستعملت ذلك، فكنت في عافية وصار ذلك غذائي.

( في الاسقنقور)

عن أحمد بن إسحاق قال: كتبت إلى أبي محمدعليه‌السلام سألته عن الاسقنقور يدخل في دواء الباءة، له مخاليب وذنب، أيجوز أن يشرب؟ فقال: إن كان له قشور فلا بأس(٢) .

( في الجراد)

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إن علياعليه‌السلام كان يقول. الجراد ذكي والحيتان. وما مات في البحر فهو ميتة. عنهعليه‌السلام أيضا قال: الحيتان والجراد ذكي كله.

( رقية الجراد)

روي عن أبي الحسنعليه‌السلام أنه قال: تفرقوا وكبروا، ففعلوا ذلك، فذهب الجراد.

( في البيض)

عن علي بن محمد بن اشيم قال: شكوت إلى الرضاعليه‌السلام قلة استمرائي الطعام؟

فقال: كل مح البيض، قال: ففعلت، فانتفعت به(٣)

__________________

١ - هو أبوالعباس عبد الله بن جعفر الحميري، شيخ القميين ووجههم، ثقة من أصحاب أبي محمد العسكريعليه‌السلام ، صاحب قرب الاسناد. قدم الكوفة وسمع أهلها منه فأكثروا وصنف كتبا كثيرا.

٢ - الاسقنقور - بكسر الهمزة وفتح القاف -: نوع من الزحافات ذو حياتين يكون في البلاد الحارة، قصير الذنب، أكبر من العطاءة وأضخم، ويوجد كثيرا منه على شواطئ نهر النيل بمصر.

٣ - استمرأ الطعام: استطيبه ووجده أوعده مريئا أي هنيئا وساغ من غير غصص. والمح - بضم فتشديد -: صفرة البيض وخالص كل شيء.

١٦٢

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من عدم الولد فليأكل البيض وليكثر منه.

عن عليعليه‌السلام قال: إن نبيا من الانبياء شكا إلى ربه قلة النسل في أمته؟ فأمر الله عزوجل أن يأمرهم بأكل الخبز بالبيض.

( في الهريسة)

قال الباقرعليه‌السلام : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شكا إلى ربه وجع ظهره؟ فأمره أن يأكل اللحم بالبر يعني الهريسة.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : نزل علي جبريلعليه‌السلام ، فأمرني بأكل الهريسة، لاشد ظهري وأقوي بها على عبادة ربي.

( في المثلثة)

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لو أغنى عن الموت شيء لاغنت المثلثة. قيل: يا رسول الله وما المثلثة؟ قال: الحسو باللبن(١) .

وقال الصادقعليه‌السلام للوليد بن صبيح: أي شيء تطعم عيالك في الشتاء؟ قال: قلت: اللحم، قال: إن لم يكن اللحم؟ قال: قلت: السمن، قال: ما يمنعك من الكواكب؟ فإنه أقوى في الجسد كله يعني المثلثة وهي قفيز أرز وقفيز حمص وقفيز باقالاء أو غيره يدق جميعا ويطبخ ويتحسى به كل غداة(٢) .

( في الرؤوس)

عن علي بن سليمان قال: أكلنا عند الرضاعليه‌السلام رؤوسا، فدعا بالسويق، فقلت: إني قد امتلات، فقال: إن قليل السويق يهضم الرؤوس وهو دواؤه(٣) .

عن الصادقعليه‌السلام : الرأس موضع الذكاة وهو أقرب من المرعى وأبعد من الاذى.

__________________

١ - الحسو - بالفتح على زنة مفعول -: طعام يعمل من الدقيق والماء أو اللبن.

٢ - يتحسى: يتجرع ويشرب شيئا بعد شيء.

٣ - السويق: دقيق منضوج يعمل من الحنطة او الشعير.

١٦٣

( في الكباب)

عن يونس بن بكر، قال الرضاعليه‌السلام : ما لي أراك مصفارا؟ قال: قلت: وعك أصابني، قال: كل اللحم، فأكلته، ثم رآني بعد جمعة على حالي مصفارا، قال: ألم آمرك بأكل اللحم؟ قلت: ما أكلت غيره منذ أمرتني، فقال: كيف أكلته؟ قلت: طبيخا، قال: كله كبابا، ثم أرسل إلي بعد جمعة، فإذا الدم قد عاد في وجهي، فقال لي: نعم.

( فيما يحل من الطير والبيض)

عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام : ما يؤكل من الطير؟ فقال: كل ما دف ولا تأكل ما صف(١) . قال: قلت: البيض في الاجام؟ قال: ما استوى طرفاه فلا تأكله. وما اختلفت طرفاه فكله. قلت: فطير الماء؟ قال: ما كانت له قانصة فكل وما لم تكن له قانصة فلا تأكل. وفي حديث آخر أنه قال: إن كان الطير يصف ويدف وكان دفيفه أكثر من صفيفه أكل. وإن كان صفيفه أكثر من دفيفه لا يؤكل. ويؤكل من صيد الماء ما كانت له قانصة وصيصية. ولا يؤكل ما ليست له قانصة ولا صيصية(٢) .

( في الثريد)

قال الصادقعليه‌السلام : عليكم بالثريد، فإني لم أجد شيئا أرفق منه.

عن غياث بن إبراهيم يرفعه، قال: لا تأكلوا رأس قصعة الثريد وكلوا من حولها، فإن البركة في رأسها.

__________________

١ - دف الطائر: حرك جناحيه في طيرانه نقيض صف الطائر أي بسط جناحيه في الطيران ولم يحركهما. والاجام: جمع أجمة كقصبة وقيل: هي جمع الجمع. وهي الشجر الكثير الملتف.

٢ - القانصة للطير كالمعدة للانسان. الصيصية والصيصية: الشوكة التي في رجل الطائر في موضع العقب.

١٦٤

الفصل التاسع

( في الحلاوي)

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا وضعت الحلواء فأصيبوا منها ولا تردوها.

( في العسل)

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعجبه العسل. وقالعليه‌السلام : عليكم بالشفائين، من العسل والقرآن.

وعنهعليه‌السلام قال: لعق العسل شفاء من كل داء. قال الله عزوجل:( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ) (١) .

عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: من تغير عليه ماء ظهره ينفع له اللبن الحليب بالعسل. وفي رواية: اللبن الحليب.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما استشفى الناس بمثل لعق العسل.

من الفردوس، عن أنس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من شرب العسل في كل شهر مرة يريد ما جاء به القرآن عوفي من سبع وسبعين داء.

وعنه قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد الحفظ فليأكل العسل.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نعم الشراب العسل، يرعى القلب ويذهب برد الصدر.

من صحيفة الرضاعليه‌السلام ، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام قال: ثلاثة يزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم: قراءة القرآن والعسل واللبان(٢) .

وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن يكن في شيء شفاء ففي شرطة الحجام أو شربة عسل.

وروى البرقي(٣) عن بعض أصحابنا قال: دفعت إلي امرأة غزلا وقالت لي:

__________________

١ - سورة النحل: آية ٧١. واللعق: اللحس.

٢ - اللبان - بالضم -: الكندر.

٣ - هو أبوجعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي، صاحب كتاب المحاسن، أصله كوفي، ثقة في نفسه، إلا أنه يروي عن الضعفاء، توفي سنة ٢٧٤.

١٦٥

ادفعه بمكة ليخاط به كسوة الكعبة، فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة وأنا أعرفهم، فلما صرت إلى المدينة دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت له: جعلت فداك، إن امرأة دفعت إلي غزلا، وحكيت له ما قالت، فقال: إشتر به عسلا وزعفرانا وخذ من طين قبر الحسينعليه‌السلام واعجنه بماء السماء واجعل فيه شيئا من عسل وفرقه على الشيعة ليداووا به مرضاهم.

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: العسل شفاء من كل داء ولا داء فيه، يقل البلغم ويجلو القلب.

عن الرضاعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عزوجل جعل البركة في العسل. وفيه شفاء من الاوجاع وقد بارك عليه سبعون نبيا.

من الفردوس: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خمس يذهبن بالنسيان ويزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم: السواك والصيام وقراءة القرآن والعسل واللبان.

( في طين قبر الحسينعليه‌السلام )

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : إن طين قبر الحسينعليه‌السلام شفاء من كل داء وإن أخذ على رأس ميل.

وعنهعليه‌السلام قال: طين قبر الحسينعليه‌السلام شفاء من كل داء، فإذا أخذته فقل: بسم الله اللهم اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاءا من كل داء إنك على كل شيء قدير.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إن طين قبر الحسينعليه‌السلام مسكة مباركة، من أكله من شيعتنا كانت له شفاء من كل داء. ومن أكله من عدونا ذاب كما يذوب الالية، فإذا أكلت من طين قبر الحسينعليه‌السلام فقل: « اللهم إني أسألك بحق الملك الذي قبضها وبحق النبي الذي خزنها وبحق الوصي الذي هو فيها أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لى فيه شفاءا من كل داء وعافية من كل بلاء وأمانا من كل خوف برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وسلم. وتقول أيضا: اللهم إني أشهد أن هذه التربة تربة وليك. وأشهد أنها شفاء من كل داء وأمان من كل خوف لمن شئت من خلقك ولي برحمتك. وأشهد أن كل ما قيل فيهم وفيها هو الحق من عندك وصدق المرسلون ».

١٦٦

وسئل عنهعليه‌السلام يأخذ إنسان من طين قبر الحسينعليه‌السلام فينتفع به ويأخذه غيره ولا ينتفع به؟ قال: والله الذي لا إله إلا هو ما أخذه أحد وهو يرى أن الله عز وجل ينفعه به إلا ينفعه.

سئل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام من كيفية تناوله؟ قال: إذا تناول التربة أحدكم فليأخذ بأطراف أصابعه وقدره مثل الحمصة(١) ، فليقبلها وليضعها على عينيه وليمرها على سائر جسده وليقل: « اللهم بحق هذه التربة وبحق من حل فيها وثوى فيها وبحق جده وأبيه وأمه وأخيه والائمة من ولده وبحق الملائكة الحافين إلا جعلتها شفاءا من كل داء وبراءا من كل آفة وحرزا مما أخاف وأحذر »، ثم استعملها.

وعنهعليه‌السلام أنه يقول عند الاكل: « بسم الله وبالله اللهم رب هذه التربة المباركة الطاهرة ورب النور الذي أنزل فيه، ورب الجسد الذي يسكن فيه رب الملائكة الموكلين اجعله لي شفاءا من داء كذا وكذا ». ويجرع من الماء جرعة خلفه ويقول: « اللهم اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاءا من كل داء وسقم، إنك على كل شيء قدير ».

وعنهعليه‌السلام قال: طين قبر الحسينعليه‌السلام شفاء من كل داء. وهو الدواء الاكبر.

سئل أبو عبد اللهعليه‌السلام عن طين الارمني، فيؤخذ للكسير والمبطون، أيحل أخذه؟ قال: لا بأس به، أما أنه من طين قبر ذي القرنين. وطين قبر الحسينعليه‌السلام خير منه.

وعنهعليه‌السلام قال: الطين حرام كلحم الخنزير. ومن أكل الطين فمات لم أصل عليه إلا طين قبر الحسينعليه‌السلام ، فمن أكله بغير شهوة لم يكن عليه فيه شيء.

( في السكر)

عن الصادقعليه‌السلام قال: ليس شيء أحب إلي من السكر.

وعنهعليه‌السلام في علة يجدها بعض أصحابه قال: أين هو من المبارك؟ فقيل له:

__________________

١ - الحمصة - واحدة الحمص -: حب معروف. وأراد بها صغرها وقلتها

١٦٧

وما المبارك؟ قال: السكر، قيل: أي السكر؟ قال: سليمانيكم هذا. وشكا واحد إليه الوجع؟ فقال: إذا أويت إلى فراشك فكل سكرتين، قال: ففعلت، فبرئت.

عن علي بن يقطين قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول: من أخذ سكرتين عند النوم كانت له شفاء من كل داء إلا السام.

عنهعليه‌السلام قال: لو أن رجلا عنده ألف درهم فاشترى بها سكر لم يكن مسرفا.

عنهعليه‌السلام قال: تأخذ للحمى وزن عشرة دراهم سكرا بماء بارد على الريق.

عنهعليه‌السلام قال: ثلاثة لا تضر كثيرا من الناس: العنب الرازقي، وقصب السكر، والتفاح.

وعنهعليه‌السلام قال: قصب السكر يفتح السدود ولا داء فيه ولا غائلة(١) .

( في التمر)

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: كلوا التمر، فإن فيه شفاء من الادواء.

عن محمد بن إسحاق يرفعه، قال: من أكل التمر على شهوة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يضره.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: العجوة أم التمر وهي التي أنزلها آدم من الجنة.

وعنهعليه‌السلام قال: العجوة من الجنة وفيها شفاء من السحر.

وعنهعليه‌السلام قال: من أكل في يوم سبع تمرات عجوة على الريق من تمر العالية(٢) لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر ولا شيطان.

وعنهعليه‌السلام قال: من أكل سبع تمرات عجوة قتلت الديدان في بطنه.

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من تصبح بعشر تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سحر ولا سم.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: بيت لا تمر فيه جياع أهله.

__________________

١ - السدود السداود السدة: داء في الانف يمنع تنشم الريح. أو انسداد في العروق أو الامعاء وغيرها.

٢ - العالية والعوالي: قرى بظاهر المدينة مما يلي نجدا والحجاز وما والاها.

١٦٨

عن ابن عباس قال: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كلوا التمر على الريق، فإنه يقتل الدود. وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : نزل علي جبريل بالبرني من الجنة(١) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أطعموا المرأة - في شهرها التي تلد فيه - التمر، فإن ولدها يكون حليما نقيا.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بالبرني، فإنه يذهب بالاعياء ويدفأ من القر ويشبع من الجوع، وفيه اثنان وسبعون بابا من الشفاء.

من صحيفة الرضاعليه‌السلام : عنه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكل التمر يطرح النوى على ظهر كفه ثم يقذف به. وقال أيضا: من أكل التمر البرني على الريق ذهب عنه الفالج.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أطعموا نساءكم التمر البرني في نفاسهن، تجملوا أولادكم.

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يصف البرني، قال: فيه تسع خصال: يقوي الظهر، ويخبل الشيطان، ويمرئ الطعام، ويطيب النكهة، ويزيد في السمع والبصر، ويقرب من الله عزوجل، ويباعد من الشيطان، ويزيد في المباضعة ويذهب بالداء.

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إذا وضعت الحلواء فأصيبوا منها ولا تردوها. وكان أحب الشراب إليه الحلو البارد.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله إني لاحب الرجل التمري.

عن الحسين بن علي، عن أبيهعليهما‌السلام قال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يبتدئ طعامه إذا كان صائما بالتمر.

( في الفالوذج)

روي أن الحسين بن عليعليهما‌السلام رأى رجلا يعيب الفالوذج(٢) ، فقالعليه‌السلام : لعاب البر بلعاب النحل بخالص السمن ما عاب هذا مسلم.

__________________

١ - البرني: نوع من أجود التمر.

٢ - الفالوذج: حلو يعمل من الدقيق والسمن والماء والعسل.

١٦٩

الفصل العاشر

( في الفواكه)

من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه، عن الصادقعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأى الفاكهة الجديدة قبلها ووضعها على عينيه وفمه، ثم قال: اللهم كما أريتنا أولها في عافية فأرنا آخرها في عافية.

عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكل الفاكهة وبدأ لم يضره.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لما أخرج آدم من الجنة زوده الله تعالى من ثمار الجنة، وعلمه صنعة كل شيء، فثماركم من ثمار الجنة غير أن هذه تتغير وتلك لا تتغير.

( في الرمان)

عن الصادقعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من رمانة إلا وفيها حبة من رمان الجنة، فإذا تبدد منها شيء فخذوه، ما وقعت وما دخلت تلك الحبة معدة امرئ مسلم إلا أنارتها أربعين صباحا.

وعنهعليه‌السلام أنه كان يأكل الرمان في كل ليلة جمعة.

عنهعليه‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: كلوا الرمان بشحمه، فإنه دباغ المعدة(١) . وما من حبة استقرت في معدة امرئ مسلم إلا أنارتها ونفت الشيطان والوسوسة عنها أربعين صباحا.

وعنهعليه‌السلام [ أنه ] كان إذا أكل الرمان بسط تحته منديلا، فإذا سئل عن ذلك؟ قال: إن فيه حبات من الجنة، فقيل: يا أمير المؤمنين إن اليهود والنصارى وما سوى ذلك يأكلونه، فقال: إذا أرادوا أكلها بعث الله عزوجل ملكا فينتزعها منها، لئلا يأكلوها.

قال الصادقعليه‌السلام : خمسة من فاكهة الجنة في الدنيا: الرمان الامليسي والتفاح السفساني - يروى أنه الشامي - والعنب والسفرجل والرطب المشان(٢) .

__________________

١ - دبغ المعدة دباغا: لينها وأزال ما فيها.

٢ - الامليسي: منسوب إلى الامليس أي الفلاة التي لا نبات فيها. وفي بعض نسخ الحديث ( والتفاح اللبناني ). والمشان - بالكسر والضم -: نوع من الرطب أو هو من أطيبه.

١٧٠

وعنهعليه‌السلام أيضا قال: أيما مؤمن أكل رمانة حتى يستوفيها أذهب الله عزوجل الشيطان عن إثارة قلبه مائة يوم. ومن أكل ثلاثة أذهب الله الشيطان عن إثارة قلبه سنة. ومن أذهب الله عزوجل الشيطان عن إثارة قلبه سنة لم يذنب. ومن لم يذنب دخل الجنة.

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: الرمان سيد الفاكهة. ومن أكل رمانة أغضب شيطانه أربعين صباحا. وكان إذا أكله لا يشركه [ فيه ] أحد.

عن الصادق، عن أبيه، عن علي بن الحسينعليهم‌السلام أنه كان يقول: من أكل رمانة يوم الجمعة على الريق نورت قلبه أربعين صباحا، فطرد عنه وسوسة الشيطان ومن طرد عنه وسوسة الشيطان لم يعص الله عزوجل. ومن لم يعص الله أدخله الجنة.

عن مرجانة مولاة صفية قالت: رأيت علياعليه‌السلام يأكل رمانا فرأيته يلتقط مما يسقط منه.

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: من أكل رمانة حتى يستتمها نور الله قلبه أربعين ليلة.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : خلق آدم والنخلة والعنب والرمانة من طينة واحدة.

عن أبي سعيد الخدري، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: كلوا الرمان فليست منه حبة تقع في المعدة إلا أنارت القلب وأخرست الشيطان.

من إملاء الشيخ أبي جعفر الطوسي عليه الرحمة: أطعموا صبيانكم الرمان، فإنه أسرع لالسنتهم.

( في السفرجل)

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: كلوا السفرجل، فإنه يقوي القلب ويشجع الجبان. وفي رواية: كلوا السفرجل، فإن فيه ثلاث خصال، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: يجم الفؤاد(١) ويسخي البخيل ويشجع الجبان.

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: كلوا السفر جل وتهادوه بينكم، فإنه يجلو البصر وينبت

__________________

١ - يجم الفؤاد أي يجمعه ويكمل صلاحه ونشاطه. وقيل: يريحه. وفي بعض النسخ يجم الوداد.

١٧١

المودة في القلب. وأطعموه حبالاكم، فإنه يحسن أولادكم، وفي رواية: يحسن أخلاق أولادكم.

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: السفرجل قوة القلب وحياة الفؤاد ويشجع الجبان.

عن الصادقعليه‌السلام قال: من أكل السفرجل أجرى الله الحكمة على لسانه أربعين صباحا.

وقالعليه‌السلام : رائحة السفرجل رائحة الانبياء.

عن أنس بن مالك قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كلوا السفرجل على الريق.

عن الرضاعليه‌السلام قال: أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سفرجلا، فضرب بيده على سفرجلة فقطعها، وكان يحبه حبا شديدا، فأكل وأطعم من بحضرته من أصحابه، ثم قال: عليكم بالسفرجل، فإنه يجلو القلب ويذهب بطخاء الصدر(١) .

وعنهعليه‌السلام قال: عليكم بالسفرجل، فإنه يزيد في العقل.

قالعليه‌السلام : من أكل السفرجل على الريق طاب ماؤه وحسن وجهه.

من كتاب الجامع لابي جعفر الاشعري، عنهعليه‌السلام قال: ما بعث الله نبيا قط إلا وفي يده سفرجلة أو بيده سفرجلة.

وقالعليه‌السلام أيضا: رائحة الانبياء رائحة السفرجل. ورائحة الحور العين الاس. ورائحة الملائكة الورد. وما بعث الله نبيا إلا أوجد منه ريح السفرجل.

عن الباقرعليه‌السلام قال: السفرجل يذهب بهم الحزين.

عن الصادقعليه‌السلام : أنه نظر إلى غلام جميل، فقال: ينبغي أن يكون أبوهذا أكل سفرجلا ليلة الجماع.

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : كلوا السفرجل، فإنه يجلو الفؤاد، وما بعث نبيا إلا أطعمه من سفرجل الجنة فيزيد فيه قوة أربعين رجلا.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : كلوا السفرجل، فإنه يزيد في الذهن ويذهب بطخاء الصدر ويحسن الولد. وقال: من أكل سفرجلا ثلاثة أيام على الريق صفا ذهنه وامتلاء جوفه حكما وعلما ووقى من كيد إبليس وجنوده.

__________________

١ - الطخاء، كسماء: الكرب على القلب، وأصله الظلمة والغيم أي ثقل وغشي وأراد به ذهاب الحزن.

١٧٢

( في التفاح)

عن سليمان بن درستويه قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وبين يديه تفاح أخضر، فقلت: جعلت فداك ما هذا؟ فقال: يا سليمان وعكت البارحة، فبعث إلي هذا الاكلة أستطفئ به الحرارة ويبرد الجوف ويذهب بالحمى. وفي الحديث: أن التفاح يورث النسيان وذلك لانه يولد في المعدة لزوجة.

عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام قال: إنا أهل بيت لا نتداوى إلا بإفاضة الماء البارد للحمى وأكل التفاح. وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : كلوا التفاح على الريق، فإنه يصوح المعدة.

عن الرضاعليه‌السلام قال: التفاح نافع من خصال: من السحر والسم واللم ومما يعرض من الامراض والبلغم العارض وليس من شيء أسرع منفعة منه.

عن زياد القندي قال: دخلت المدينة ومعي أخي سيف، فأصاب الناس رعاف شديد، كان الرجل يرعف يومين ويموت، فرجعت إلى منزلي فإذا سيف في الرعاف وهو يرعف رعافا شديدا، فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال: يا زياد أطعم سيفا التفاح، فأطعمته فبرئ.

( في التين)

عن أبي ذررحمه‌الله قال: أهدي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله طبق عليه تين، فقال لاصحابه: كلوا، فلو قلت: فاكهة نزلت من الجنة لقلت: هذه، لانها فاكهة بلا عجم، فكلوها، فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس(١) .

وعن الرضاعليه‌السلام قال: التين يذهب بالبخر(٢) ويشد العظم ويذهب بالداء حتى لا يحتاج معه إلى دواء.

وفي الحديث: من أراد أن يرق قلبه فليدمن من أكل البلس وهو التين.

__________________

١ - العجم - بالتحريك -: كل ما كان في جوف مأكول كنوى التمر وغيره. والنقرس - بالكسر - ورم يحدث في مفاصل القدم وإبهامها.

٢ - البخر - بالتحريك -: الريح المنتن في الفم.

١٧٣

عن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كلوا التين الرطب واليابس، فإنه يزيد في الجماع ويقطع البواسير وينفع من النقرس والابردة(١) .

( في العنب)

عن الصادقعليه‌السلام قال: إن نوحا شكا إلى الله الغم، فأوحى الله إليه: كل العنب الاسود، فإنه يذهب بالغم.

وعنهعليه‌السلام قال: شكا نبي من الانبياء إلى الله عزوجل الغم، فأوحى الله إليه أن يأكل العنب.

وعنهعليه‌السلام قال: شيئان يؤكلان باليدين: العنب والرمان.

من الفردوس، عن عائشة قالت: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خير طعامكم الخبز. وخير فاكهتكم العنب.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة آدمعليه‌السلام .

من صحيفة الرضا، عن أمير المؤمنينعليهما‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كلوا العنب حبة حبة فإنه أهنأ وأمرأ. وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ربيع امتي العنب والبطيخ.

عن علي بن موسى، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام أنه كان يأكل العنب بالخبز.

وبهذا الاسناد، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: العنب أدم وفاكهة وطعام وحلواء.

وقال الرضاعليه‌السلام : كان علي بن الحسينعليهما‌السلام يعجبه العنب، فأتته جارية له بعنقود عنب فوضعته بين يديه، فجاء سائل، فأمر به فدفع إليه، فوشى غلامه بذلك إلى أم ولد له(٢) ، فأمرته فاشتراه من السائل، ثم أتته به فوضعته بين يديه، فجاء سائل فسأل، فأمر به فدفع إليه، ففعلت ذلك ثلاثا، فلما كانت الرابعة أكله.

__________________

١ - الابردة - بالكسر -: علة معروفة من غلبة الرطوبة وهي برد في الجوف.

٢ - الوشاية: السعاية.

١٧٤

( في الكمثرى)

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: الكمثرى يجلو القلب ويسكن أوجاع الجوف بإذن الله تعالى.

عن الصادقعليه‌السلام قال: الكمثرى يدبغ المعدة ويقويها هو والسفرجل(١) .

( في الاجاص)

عن زيادة القندي قال. دخلت على الرضاعليه‌السلام ويين يديه تور فيه إجاص أسود في إبانه(٢) ، فقال: إنه هاجت بي حرارة وأرى الاجاص يطفئ الحرارة ويسكن الصفراء. وأن اليابس يسكن الدم [ ويسكن الداء الدوي ] وهو للداء دواء بإذن الله عزوجل.

( في الزبيب)

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من أكل كل يوم على الريق إحدى وعشرين زبيبة حمراء لم يعتل إلا علة الموت.

وعن عليعليه‌السلام قال: من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء لم يرد في جسده شيئا يكرهه.

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: الزبيب يشد القلب ويذهب بالمرض ويطفئ الحرارة ويطيب النفس.

من إملاء الشيخ أبي جعفر الطوسي في رواية: يذهب بالغم ويطيب النفس.

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: عليكم بالزبيب، فإنه يطفئ المرة ويأكل البلغم ويصح الجسم ويحسن الخلق ويشد العصب ويذهب بالوصب(٣) .

( في العناب)

عن عليعليه‌السلام قال: العناب يذهب بالحمى.

__________________

١ - الكمثرى - بالضم فالتشديد -: والاجاص - بالكسر - والسفرجل: كلها أنواع من جنس واحد. ويدبغ المعدة أي يلينها.

٢ - التور - بالفتح -: إناء صغير، يشرب منه. وإبانه - بالكسر فالتشديد - أي في حينه أو أوانه.

٣ - الوصب - بالتحريك -: المرض ونحول الجسم. وأيضا: التعب والفتور في البدن.

١٧٥

عن أبي الحصين قال: كانت عيني قد أبيضت ولم أكن أبصر بها شيئا، فرأيت عليا أمير المؤمنينعليه‌السلام في المنام، فقلت: يا سيدي عيني قد آلت إلى ما ترى، فقال: خذ العناب فدقه واكتحل به، فأخذته ودققته بنواه وكحلتها به فانجلت عن عيني الظلمة ونظرت أنا إليها فإذا هي صحيحة.

وقال الصادقعليه‌السلام : فضل العناب على الفاكهة كفضلنا على الناس.

( في الغبيراء)

عن صحيفة الرضا، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام قال: حدثني أبي علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على علي بن أبي طالبعليه‌السلام وهو محموم، فأمره أن يأكل الغبيراء(١) .

عن ابن بكير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في الغبيراء: إن لحمه ينبت اللحم، وعظمه ينبت العظم، وجلده ينبت الجلد، ومع ذلك فإنه يسخن الكليتين ويدبغ المعدة، وهو أمان من البواسير والتقطير ويقوي الساقين ويقمع عرق الجذام بإذن الله تعالى.

الفصل الحادي عشر

( في البقول)

في الحديث: خضروا موائدكم بالبقل، فإنه مطردة للشيطان مع التسمية. وفي رواية: زينوا موائدكم.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لكل شيء حلية وحلية الخوان البقل.

عن أحمد بن هارون قال: دخلت على الرضاعليه‌السلام فدعا بالمائدة، فلم يكن عليها بقل، فأمسك يده ثم قال: يا غلام، أما علمت أني لا آكل على مائدة ليس عليها خضراء فائت بها. قال: فذهب وأتى بالبقل، فمد يده فأكل وأكلت معه.

( في الدباء)

عن الصادقعليه‌السلام قال: الدباء(٢) يزيد في الدماغ.

__________________

١ - الغبيراء - بالضم فالفتح ممدودا -: ثمرة تشبه العناب، يقال بالفارسية: « سنجد ».

٢ - الدباء - بالضم والمد مشدودة وقد تفتح -: القرع، وهو نوع من اليقطين.

١٧٦

عن الحسين بن عليعليهما‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كلوا اليقطين، فلو علم الله أن شجرة أخف من هذه لانبتها على أخي يونسعليه‌السلام إذا اتخذ أحدكم مرقا فليكثر فيه من الدباء، فإنه يزيد في الدماغ وفي العقل.

عن الصادقعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكل الدباء بالعدس رق قلبه عند ذكر الله عزوجل وزاد في جماعه.

من صحيفة الرضاعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا طبختم فأكثروا القرع، فإنه يسر القلب الحزين.

عن أنس قال: إن خياطا دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأتاه بطعام قد جعل فيه قرعا بإهالة، قال أنس: فرأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل القرع يتتبعه من حوالي الصحفة، قال أنس: فما زال يعجبني القرع منذ رأيته يعجبهصلى‌الله‌عليه‌وآله . قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعجبه الدباء ويلتقطه من الصفحة. وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في دعوة فقدموا إليه قرعا، فكان يتتبع أثار القرع ليأكله.

( في الهندباء(١) )

عن الصادقعليه‌السلام قال: من بات وفي جوفه سبع ورقات هندباء أمن من القولنج في ليلته تلك.

وعنهعليه‌السلام قال: من أحب أن يكثر ماله وولده فليكثر من أكل الهندباء، فما من صباح إلا ويقطر عليه قطرة من الجنة، فإذا أكلتموه فلا تنفضوه، وكان أبي ينهانا أن ننفضه.

وعنهعليه‌السلام قال: من أكل من الهندباء كتب من الامنين يومه ذلك وليلته.

وعنهعليه‌السلام قال: الهندباء شفاء من ألف داء. وما من داء في جوف الانسان إلا قمعه الهندباء.

عنهعليه‌السلام قال: من أكل سبع ورقات هندباء يوم الجمعة قبل الصلاة دخل الجنة.

__________________

١ - الهندباء - بالكسر فالقصر أو المد -: بقل معروف يؤكل، معتدل نافع للمعدة والكبد.

( مكارم الاخلاق - ١٢ )

١٧٧

عن الرضاعليه‌السلام قال: الهندباء شفاء من ألف داء وما من داء في جوف الانسان إلا قمعه الهندباء. ودعا به يوما لبعض الحشم وقد كان تأخذه الحمى والصداغ، فأمر بأن يدق ويضمد على قرطاس ويصب عليه دهن بنفسج ويوضع على رأسه، وقال: أما إنه يقمع الحمى ويذهب بالصداغ.

عن السياري(١) يرفعه، قال: عليك بالهندباء، فإنه يزيد في الماء ويحسن الولد وهو جار لين، يزيد في الولد الذكور.

في كتاب الفردوس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من أكل الهندباء ونام عليه لم يؤثر فيه سم ولا سحر ولم يقربه شيء من الدواب حية ولا عقرب.

عن أنس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الهندباء من الجنة. والهندبة تذهب بالسمع والبصر.

( في الكراث)

عن الباقرعليه‌السلام قال: إنا لنأكل الثوم والصل والكراث.

عن موسى بن بكر قال: اشتكى غلام لابي الحسنعليه‌السلام ، فقال: أين هو؟ فقلنا به طحال(٢) ، فقال: أطعموه الكراث ثلاثة أيام، فأطعمناه فعقد الدم ثم برئ روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه كان يأكل الكراث بالملح الجريش(٣) .

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لكل شيء سيد، والكراث سيد البقول.

عن الباقرعليه‌السلام قال: في الكراث أربع خصال: يطرد الريح ويطيب النكهة ويقطع البواسير وهو أمان من الجذام لمن أدمن.

عن موسى بن بكر قال: أتيت إلى أبي الحسنعليه‌السلام ، فقال لي، أراك مصفرا كل الكراث، فأكلته فبرئت.

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: فضل الكراث على سائر البقول كفضل الخبز على سائر الاشياء.

__________________

١ - هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سيار الكاتب البصري، كان من كتاب آل طاهر في زمن العسكريعليه‌السلام وكان من رجاله. ويعرف بالسياري نسبة إلى جده، وله كتب.

٢ - الطحال - بالضم -: داء يصيب الطحال، بالكسر.

٣ - الجريش:، الذي لم ينعم دقه. وملح جريش: لم يطيب.

١٧٨

( في الباذروج) (١)

عن الصادقعليه‌السلام قال: كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يعجبه الباذروج.

عن الصادق، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: ذكر لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحوك وهو الباذروج، فقال: بقلتي وبقلة الانبياء قبلي، وإني لاحبها وأكلها وإني أنظر إلى شجرتها نابتة في الجنة.

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعجبه الحوك.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الحوك بقلة الانبياء. أما إن فيه ثمان خصال: يمرئ الطعام ويفتح السدد ويطيب النكهة ويشهي الطعام ويسهل الدم وهو أمان من الجذام وإذا استقرت في جوف الانسان فمع الداء كله، ثم قال: إنه يزين به أهل الجنة موائدهم.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحوك بقلة طيبة كأني أراها نابتة في الجنة والجرجير(٢) بقلة خبيثة كأني أراها نابتة في النار.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكل من بقلة الباذروج أمر الله عزوجل الملائكة يكتبون له الحسنات حتى يصبح.

عن أيوب بن نوح قال: حدثني من حضر أبا الحسن الاولعليه‌السلام معه على المائدة، فدعا بالباذروج وقال: إني أحب أن أستفتح به الطعام، فإنه يفتح السدد ويشهي الطعام ويذهب بالسل. وما أبالي إذا إفتتحت به بما أكلت بعده من الطعام، فإني لا أخاف داء ولا غائلة. قال: فلما فرغنا من الغذاء دعا به، فرأيته يتتبع ورقه من المائدة ويأكله ويناولني ويقول: اختم به طعامك، فإنه يمرئ ما قبله ويشهي ما بعده ويذهب بالثقل ويطيب الجشاء(٣) والنكهة.

__________________

١ - الباذروج - بفتح الذال المعجمة -: نبت معروف يؤكل، يقوي القلب. والمشهور أنه الريحان الجيلي وهو شبيه بالريحان البستاني إلا أن ورقه أعرض. والحوك - بالفتح -: نبات كالحبق وهو بالتحريك: نبات طيب الرائحة.

٢ - الجرجير: بقلة معروفة تنبت على الماء وتؤكل.

٣ - الجشاء - بالضم -: ريح مع الصوت يخرج من الفم عند الشبع. والنكهة: ريح الفم.

١٧٩

( في الفرفخ) (١)

عن الصادقعليه‌السلام قال: لاينبت على وجه الارض بقلة أنفع ولا أشرف من الفرفخ وهي بقلة فاطمةعليها‌السلام .

وعنهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بالفرفخ، فإنه إن كان شيء يزيد في العقل فهي.

( في الجرجير)

عن الصادقعليه‌السلام قال: من أكل الجرجير بالليل ضرب عليه عرق الجذام من أنفه.

وعنهعليه‌السلام قال: أكل الجرجير بالليل يورث البرص.

( في الكرفس)

عن الحسين بن عليعليهما‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام في أشياء وصاحبها: كل الكرفس، فإنها بقلة إلياس ويوشع بن نونعليهما‌السلام (٢) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الكرفس بقلة الانبياء. ويذكر أن طعام الخضر وإلياس الكرفس والكمأة(٣) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : العجوة من الجنة، فيها شفاء من السم والكمأة من المن وماءها شفاء للعين.

( في السداب)

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: السداب جيد لوجع الاذن(٤) .

عن الرضاعليه‌السلام قال: السداب يزيد في العقل غير أنه ينثر ماء الظهر.

__________________

١ - الفرفخ: الرجلة وهي بقلة الحمقاء، لانها لا تنبت إلا بالمسيل.

٢ - الكرفس - بفتحتين -: بقل معروف يؤكل، عظيم المنافع، مدر، محلل للرياح والنفخ، منقي للكلي والكبد والمثانة، مفتح سددها، مقو للباه.

٣ - الكما والكمأة: نبات أبيض يميل إلى الغبرة مثل الشحم، يوجد في الربيع في الارض وهو أصل مستدير لا ساق له ولا عرق. ويقال أيضا « شحم الارض ».

٤ - السداب - بالفتح والمشهور أنه بالذال -: وهو نبات ورقه كالصعتر ورائحته كريهة.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481