مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق8%

مكارم الأخلاق مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: مکتبة الأخلاق والدعاء
الصفحات: 481

مكارم الأخلاق
  • البداية
  • السابق
  • 481 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 210032 / تحميل: 11847
الحجم الحجم الحجم
مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

في التطيب

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: الرائحة الطيبة تشد القلب.

من أمالي الشيخ أبي جعفر الطوسي(١) قال الصادقعليه‌السلام : إن الله تعالى يحب الجمال والتجمل ويكره البؤس والتبأس وإن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى عليه أثرها، قيل: وكيف ذلك؟ قال: ينظف ثوبه ويطيب ريحه ويجصص داره ويكنس أفنيته(٢) ، حتى أن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أربع من سنن المرسلين: السواك والحناء والطيب والنساء.

عنهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتطيب في كل جمعة، فإذا لم يجد أخذ بعض خمر(٣) نسائه فرشه بالماء ويمسح به.

عنهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما نلت من دنياكم هذه إلا النساء والطيب.

وعنهعليه‌السلام قال: ما أنفقت في الطيب فليس بسرف.

وعنهعليه‌السلام قال: إذا أتى أحدكم بريحان فليشمه وليضعه على عينيه فإنه من الجنة.

من الروضة قال مالك الجهني: ناولت أبا عبد الله شيئا من الرياحين فأخذه

__________________

١ - هو أبوجعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي المتوفى سنة ٤٦٠ ه. كان من أجل علماء الشيعة في القرن الخامس، الملقب بشيخ الطائفة، صاحب التهذيب والاستبصار من الكتب الاربعة وكان من تلامذة المفيد ( ره ) والسيد المرتضى ( ره ) قدم العراق في سنة ٤٠٨ ه. وأقام ببغداد واشتغل بها، ثم انتقل إلى النجف الاشرف واستوطن بها إلى أن توفي ودفن في داره، وقبره مزار معروف في المسجد الموسوم بالمسجد الطوسي.

٢ الافنية جمع فناء: فضاء البيت وأمامه ومنه الخبر إكنسوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود.

٣ - الخمر جمع خمار مثل كتب وكتاب: وهو ثوب تغطي به المرأة رأسها.

٤١

فشمّه ووضعه على عينيه ثم قال: من تناول ريحانة فشمها ووضعها على عينيه ثم قال: اللهم صل على محمد وآل محمد، لم تقع على الارض حتى يغفر له.

وروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: إذا ناول أحدكم أخاه ريحانا فلا يرده، فإنه خرج من الجنة.

من صحيفة الرضاعليه‌السلام عنه عن آبائه عن عليعليهم‌السلام قال: التطيب نشرة والغسل نشرة والنظر إلى الخضرة نشرة والركوب نشرة(١) .

عن الرضاعليه‌السلام : كان يعرف موضع جعفرعليه‌السلام في المسجد بطيب ريحه وموضع سجوده.

وقال الرضاعليه‌السلام : من أخلاق الانبياءعليهم‌السلام التطيب.

وقال الصادقعليه‌السلام : ركعتان يصليهما متعطرا أفضل من سبعين ركعة يصليهما غير متعطر.

وعنهعليه‌السلام قال: ثلاثة من النبوة: طم الشعر(٢) وطيب الريح وكثرة الطروقة.

عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام إنهما سئلا عن الرجل يرد الطيب؟

فقالا: لا ترد الكرامة.

وعنهعليه‌السلام لا يأبى الكرامة إلا الحمار، يعني الذي عقله مثل عقل الحمار.

وعنهعليه‌السلام قال: الطيب في الشارب من أخلاق الانبياة وكرامة الكاتبين.

وعنهعليه‌السلام قال: كانت للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مسكة إذا هو يتوضأ أخذها بيده وهي رطبة فكان إذا خرج عرفوا أنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

عن الرضاعليه‌السلام قال: كان لعلي بن الحسينعليه‌السلام مشكدانة(٣) من رصاص معلقة فيها مسك، فإذا أراد أن يخرج ولبس ثيابه تناولها وأخرج منها فمسح به.

ومن كتاب عيون الاخبار روى الصولي عن جدته وكانت تسأل عن أمر الرضا

__________________

١ - النشرة بالضم: رقية يعالج بها المجنون والمريض. أو من النشر بمعنى الحياة.

٢ - طم الشعر: جزه أو عقصه. وفي بعض النسخ ضم الشعر.

٣ - مشكدانة فارسي. وفي بعض النسخ وشاندانة.

٤٢

عليه‌السلام كثيرا فتقول: ما أذكر منه شيئا إلا أني كنت أراه يتبخر بالعود الهندي النئ ويستعمل بعده ماء ورد ومسكا تمام الخبر.

من مسموعات السيد ناصح الدين أبي البركات قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية وأطيب الطيب المسك.

قال الصادقعليه‌السلام : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ينفق على الطيب أكثر ما ينفق على الطعام.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي: يا علي عليك بالطيب في كل جمعة، فإنه من سنتي وتكتب لك حسناته مادام يوجد منك رائحته.

وعنهعليه‌السلام قال: ينبغي للرجل أن لا يدع أن يمس شيئا من طيب في كل يوم فإن لم يقدر فيوم ويوم لا فإن لم يقدر ففي كل جمعة لا يدع ذلك.

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أيما إمرأة تطيبت، ثم خرجت من بيتها فهي تلعن حتى ترجع إلى بيتها متى ما رجعت.

في التجمير

عن مرازم قال: دخلت أبي الحسنعليه‌السلام الحمام، فلما خرج إلى المسلخ دعا بمجمر فتجمر(١) ، ثم قال: جمروا مرازما قال: قلت من أراد أن يأخذ نصيبه يأخذ؟ قال: نعم.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ينبغي للرجل أن يدخن ثيابه إذا كان يقدر.

عن عمير بن مأمون - وكانت ابنته عمير تحت الحسنعليه‌السلام - قال: قالت: دعا ابن الزبير الحسن إلى وليمة فنهض الحسنعليه‌السلام وكان صائما فقال له ابن الزبير: كما أنت حتى نتحفك بتحفة الصائم:، فدهن لحيته وجمر ثيابه. وقال الحسنعليه‌السلام : وكذلك تحفة المرأة تمشط وتجمر ثوبها.

__________________

١ - المسلخ: موضع نزع اللباس للدخول إلى الحمام. والمجمرة والمجمر: ما يوضع فيه الجمر يعني النار. وأجمر الثوب: نجره بالطيب.

٤٣

عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طيب النساء ما ظهر لونه وخفى ريحه وطيب الرجال ما خفي لونه وظهر ريحه.

إلى هنا من هذا الباب مختارة من كتاب اللباس المنسوب إلى العياشي رحمة الله عليه(١) .

في الورد وماء الورد

من كتاب طب الائمة(٢) عن الحسن بن منذر يرفعه قال: لما أسرى بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السماء حزنت الارض لفقده وأنبتت الكبر(٣) فلما رجع إلى الارض فرحت فأنبتت الورد، فمن أراد أن يشم رائحة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فليشم الورد.

وفي حديث آخر لما عرج بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عرق فتقطر عرقه إلى الارض فأنبتت من العرق الورد الاحمر، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الاحمر.

عن الفردوس عن أنس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الورد الابيض خلق من عرقي ليلة المعراج والورد الاحمر خلق من عرق جبريل والورد الاصفر خلق من البراق.

وروي عنهعليه‌السلام قال: إن ماء الورد يزيد في ماء الوجه وينفي الفقر.

وروى الثمالي عنهعليه‌السلام أنه قال: من مسح وجهه بماء الورد لم يصبه في ذلك

__________________

١ - هو أبونضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السمرقندي المعروف بالعياشي صاحب التفسير المشهور بالتفسير العياشي، كانرحمه‌الله من الفقهاء الشيعة وعلمائهم في القرن الرابع، المعاصر للشيخ الكليني ( ره ) وقيل في حقه: « إنه أوحد دهره وأكبر أهل المشرق علما وفضلا وأدبا وفهما ونبلا في زمانه ». وأنفق جميع تركة أبيه - وكانت ثلاثمائة ألف دينار - على العلم والحديث، كانت داره مملوة من الناس كالمسجد بين ناسخ أو قار أو مقابل أو معلق وكان له مجلس للخاص ومجلس للعام وكان في أول عمره عامي على مذهب أهل السنة ثم تبصر وعاد إلى مذهب الشيعة الامامية وصنف كتبا كثيرة.

٢ - من مؤلفات حسين بن بسطام بن سابور الزيات كان من أكابر علماء الامامية ومحدثيهم وأجلاء رواة أخبارهم.

٣ - الكبر بفتحتين: شجر الاصف.

٤٤

اليوم بؤس ولا فقر. ومن أراد التمسح بماء الورد فليمسح به وجهه ويديه وليحمد ربه وليصل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

عن الحسن بن عليعليه‌السلام أنه قال: حباني النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بكلتا يديه بالورد وقال: هذا سيد ريحان أهل الدنيا والاخرة.

في النرجس

روى الحسن بن المنذر رفعه قال: للنرجس فضائل كثيرة في شمه ودهنه. ولما أضرمت النار لابراهيمعليه‌السلام فجعلها الله عزوجل عليه بردا وسلاما، أنبت الله تبارك وتعالى في تلك النار النرجس فأصل النرجس مما أنبته الله عزوجل في ذلك الزمان.

في المرز نجوش

عن أنس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بالمرز نجوش فشموه، فإنه جيد للخشام(١) . وعنه قال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا رفع إليه الريحان شمه ورده إلا المرز نجوش، فإنه كان لا يرده.

عن الكاظمعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم الريحان المرز نجوش، نبت تحت ساق العرش وماؤه شفاء العين.

الفصل الثاني

في التكحل والتدهن

من كتاب من لا يحضره الفقيه(٢) عن الباقرعليه‌السلام قال: الاكتحال بالاثمد ينبت الاشفار ويحد البصر ويعين على طول السهر.

__________________

١ - الخشام: الانف.

٢ - من الكتب الاربعة للشيعة من مؤلفات الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي المتوفى سنة ٣٨١ في بلدة الري والمدفون فيها.

٤٥

عن الصادقعليه‌السلام قال: أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعرابي يقال له: قليب رطب العينين، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إني أرى عينيك رطبتين يا قليب عليك بالاثمد فإنه سراج العين.

عن طب الاثمد قال الصادقعليه‌السلام : السواك يجلو البصر والاثمد يذهب بالبخر.

عن الرضاعليه‌السلام قال: من أصابه ضعف في بصره فليكتحل سبعة مراود(١) عند منامه من الاثمد، أربعة في اليمنى وثلاثة في اليسرى، فإنه ينبت الشعر ويجلو البصر وينفع الله بالكحلة منه بعد ثلاثين سنة.

وعنهعليه‌السلام قال: من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكتحل وقال: [ و ] عليك بالاثمد فإنه يجلو البصر وينبت الاشفار ويطيب النكهة ويزيد في الباه(٢) .

وعنهعليه‌السلام قال: من أصابه ضعف في بصره فليكتحل سبع مراود عند منامه من الاثمد، أربعة في اليمنى وثلاثة في البسرى.

عن الصادقعليه‌السلام قال: الكحل ينبت الشعر ويجفف الدمعة ويعذب الريق ويجلو البصر.

وعنهعليه‌السلام قال: الكحل يزيد في المباضعة. وعنهعليه‌السلام قال: الكحل يعذب الفم. وعنهعليه‌السلام قال: الكحل أربعة في اليمنى وثلاثة في اليسرى.

وعنهعليه‌السلام قال: الكحل بالليل يطيب الفم ومنفعته إلى أربعين صباحا.

وعنهعليه‌السلام : أنه كان أكثر كحله بالليل، وكان يكتحل ثلاثة أفراد في كل عين.

وعنهعليه‌السلام قال: الكحل عند النوم أمان من الماء الذي ينزل في العين.

ومن كتاب اللباس عن الصادقعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يكتحل بالاثمد إذا أراد أن يأوى إلى فراشه.

عن ابن فضال، عن الحسن بن جهم(٣) قال: أرانيعليه‌السلام ميلا من حديد، فقال: كان هذا لابي الحسنعليه‌السلام فاكتحل به فاكتحلت.

__________________

١ - المراود جمع المرود: الميل الذي يكتحل به.

٢ - النكهة: ريح الفم. والباه كالجاه: النكاح.

٣ - هو الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين، ثقة، روي أبي الحسن موسى والرضاعليهما‌السلام ، ذكره النجاشي في رجاله.

٤٦

عن نادر الخادم، عنهعليه‌السلام أنه قال لبعض من معه: اكتحل، فعرض أنه لا يحب الزينة في منزله، فقال: اتق الله واكتحل ولا تدع الكحل. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لم يفعل فليس عليه شيء.

عن الصادق، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من اكتحل فليوتر ومن تجمر فليوتر ومن استنجى فليوتر ومن استخار الله فليوتر.

وعنهعليه‌السلام قال: عليكم بالكحل، فإنه يطيب الفم، وعليكم بالسواك فإنه يجلو البصر. قال: قلت: كيف هذا؟ قال: لانه إذا استاك نزل البلغم فجلا البصر وإذا اكتحل ذهب البلغم فطيب الفم.

الدعاء عند الكحل

اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل النور في بصري والبصيرة في ديني واليقين في قلبي والاخلاص في عملي والسلامة في نفسي والسعة في رزقي والشكر لك أبدا ما أبقيتني.

في التدهن

عن كتب الشيخ السعيد أبي جعفر بن بابويه(١) عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا صببت الدهن في يدك فقل: أللهم إني أسألك الزين والزينة في الدنيا والاخرة وأعوذ بك من الشين [ والشنآن ] في الدنيا والاخرة.

وعنهعليه‌السلام قال: الدهن يلين البشر [ ة ] ويزيد في الدماغ ويسهل مجاري الماء ويذهب القشف ويسفر اللون.

__________________

١ - هو محمد بن علي بن موسى بن بابويه القمي، الملقب بالصدوق والمعروف بإبن بابويه، صاحب من لا يحضره الفقيه من الكتب الاربعة، كانرحمه‌الله من أجلاء الشيعة بل فقهاء الاسلام ومحدثيهم وأعظم علماء الاسلام في القرن الرابع، قيل في حقه: ولولاه لاندرست آثار أهل البيت (: ) ولد هو وأخوه الحسين بن علي بن بابويه القمي بدعاء مولانا صاحب الامر، إمام المنتظر، الحجة بن الحسن العسكريعليه‌السلام . أصله من قم قدم بغداد سنة ٣٥٥ وكان من تلامذتة الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام البغدادي المتوفى سنة ٤١٣، ثم رجع ودخل الري وأقام بها إلى أن توفي فيها سنة ٣٨١ وصنف كتبا كثيرة وبقيت أكثر مصنفاته مدى الايام إلى الان فعمت بركته الانام.

٤٧

وعنهعليه‌السلام قال: من دهن مسلما كتب الله بكل شعرة نورا يوم القيامة.

وعنهعليه‌السلام قال: الدهن يذهب [ ب ] البؤس. وقال: البنفسج سيد الادهان، وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته لعلي: يا علي كل الزيت وادهن بالزيت، فإنه من أكل الزيت وادهن بالزيت لم يقربه الشيطان أربعين صباحا.

وقال عليعليه‌السلام : إدهنوا بالبنفسج فانه بار في الصيف حار في الشتاء.

وعنهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فضل البنفسج على الادهان كفضل الاسلام على سائر الاديان.

وفي رواية الصادقعليه‌السلام : فضل البنفسج على سائر الادهان كفضلي على سائر الخلق.

وعنهعليه‌السلام قال: ادهنوا غبا واكتحلوا وترا(١) .

الفصل الثالث

في السواك

من كتاب من لايحضره الفقيه قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خشيت أن أحفي أو أدرد(٢) ، وما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه سيضرب له أجلا يعتق فيه.

وقال موسى بن جعفرعليه‌السلام : أكل الاشنان يذيب البدن والتدلك بالخزف يبلي الجسد والسواك في الخلاء يورث البخر(٣) .

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: السواك يزيد الرجل فصاحة.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي، فإنه ليس

__________________

١ - يقال: غب الرجل غبا أي أخذه يوما وتركه يوما.

٢ - يقال أحفى الرجل شاربه أي بالغ في قصه، ودرد: إذا سقطت أسنانه وبقيت أصولها.

٣ - الخزف: كل ما عمل من الطين وشوي بالنار. والبخر - محركة - ريح المنتن.

٤٨

من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كان نورا بين عينيه يوم القيامة.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم السواك الزيتون من شجرة مباركة ويذهب بالحفر(١) وهو سواكي وسواك الانبياء قبلي.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أربع من سنن المرسلين: الختان والتعطر والنكاح والسواك.

وقال الصادقعليه‌السلام : أربع من سنن المرسلين: العطر والسواك والنساء والختان.

من كتاب روضة الواعظين(٢) قال أبوالحسن موسىعليه‌السلام : لا يستغني شيعتنا عن أربع: عن خمرة(٣) يصلي عليها، وخاتم يتختم به، وسواك يستاك به، وسبحة من طين قبر الحسينعليه‌السلام فيها ثلاث وثلاثون حبة متى قلبها ذاكرا لله كتب الله له بكل حبة أربعين حسنة وإذا قلبها ساهيا يعبث بها كتب الله له عشرين حسنة.

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته لعلي: يا علي عليك بالسواك عند كل وضوء. وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : السواك شطر الوضوء.

وقال الصادقعليه‌السلام : لما دخل الناس في الدين أفواجا أتاهم الازد - أرقها قلوبا وأعذبها أفواها - قيل: يا رسول الله، هؤلاء أرق قلوبا فلم صاروا أعذب أفواها؟ قال: إنهم كانوا يستاكون في الجاهلية.

وقالعليه‌السلام : لكل شيء طهور، وطهور الفم السواك.

وقال أبوجعفرعليه‌السلام : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يكثر السواك وليس بواجب، فلا يضرك تركه في فرط الايام. ولا بأس أن يستاك الصائم في شهر رمضان أي النهار شاء. ولا بأس بالسواك للمحرم. ويكره السواك في الحمام لانه يورث وباء الاسنان.

__________________

١ - الحفر: صفرة تعلو الاسنان.

٢ - للفتال النيسابوري من علماء القرن السادس الهجري، المعروف بابن الفارسي رحمة الله عليه.

٣ - خمرة وزان غرفة: سجادة صغيرة تعمل من سعف النخل وتزمل بالخيوط. وقيل حصير صغير قدر ما يسجد عليه ويضع الرجل عليه جبهته في سجوده.

( مكارم الاخلاق - ٤ )

٤٩

وقال الباقر والصادقعليهما‌السلام : صلاة ركعتين بسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك.

وقال الباقرعليه‌السلام في السواك: لا تدعه في كل ثلاثة أيام ولو أن تمره مرة واحدة.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اكتحلو وترا واستاكوا عرضا. وترك الصادقعليه‌السلام السواك قبل أن يقبض بسنتين، وذلك أن أسنانه ضعفت.

وسأل علي بن جعفر أخاه موسى بن جعفرعليه‌السلام عن الرجل: يستاك بيده إذا قام إلى الصلاة بالليل وهو يقدر على السواك؟ قال: إذا خاف الصبح فلا بأس.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لولا أن أشق على امتي لامرتهم بالسواك عند وضوء كل صلاة.

وروي: أن الكعبة شكت إلى الله عزوجل مما تلقى من أنفاس المشركين، فأوحى الله تبارك وتعالى إليها: قري يا كعبة فإني مبدلك بهم قوما يتنظفون بقضبان الشجرة(١) ، فلما بعث الله نبيه محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله نزل عليه الروح الامين جبريل بالسواك والخلال.

وقال الصادقعليه‌السلام : في السواك اثنتا عشرة خصلة: هو من السنة ومطهرة للفم ومجلاة للبصر ويرضي الرحمن ويبيض الاسنان ويذهب بالحفر(٢) ويشد اللثة ويشهي الطعام ويذهب بالبلغم ويزيد في الحفظ ويضاعف الحسنات وتفرح به الملائكة.

وكان للرضاعليه‌السلام خريطة(٣) فيها خمس مساويك، مكتوب على كل واحد منها إسم صلاة من الصلوات الخمس، يستاك به عند تلك الصلاة.

ومن كتاب طب الائمة عنهعليه‌السلام قال: السواك يجلو البصر وينبت الشعر ويذهب بالدمعة.

وفي وصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لامير المؤمنينعليه‌السلام : يا علي عليك بالسواك وإن

__________________

١ - القضبان: جمع القضيب وهو الغصن المقطوع.

٢ - الحفر: صفرة تعلو الاسنان.

٣ - الخريطة: وعاء من جلد او غيره.

٥٠

استطعت أن لا تقل منه فافعل، فإن كل صلاة تصليها بالسواك تفضل على التي تصليها بغير سواك أربعين يوما.

ومن كتاب اللباس لابي النضر العياشي عن أبي جميلة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزل جبريل بالخلال والسواك والحجامة.

وعنه، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نظفوا طريق القرآن. قالوا: يا رسول الله، وما طريق القرآن؟ قال: أفواهكم. قالوا: بماذا؟ قال: بالسواك.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : طهروا أفواهكم فإنها مسالك التسبيح.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أكل الاشنان يذيب البدن والتدلك بالخزف يبلي الجسد والسواك في الخلاء يورث البخر.

[ من تهذيب الاحكام ] عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: السواك مرضاة لله عز وجل وسنة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ومطيبة للفم.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: السواك على المقعدة يورث البخر(١) .

عن الصادق عن أبيه عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام قال: ثلاث يذهبن بالبلغم ويزدن في الحفظ: السواك والصوم وقراءة القرآن.

__________________

١ - المقعدة: مكان المخصوص للتخلي. والبخر محركة: ريح الفم.

٥١

الباب الثالث

في آداب الحمام وما يتعلق به، وفيه ستة فصول:

الفصل الاول

في كيفية دخول الحمام

من كتاب من لا يحضره الفقيه عن محمد بن حمران قال: قال الصادقعليه‌السلام : إذا دخلت الحمام فقل في الوقت الذي تنزع فيه ثيابك: اللهم انزع عني ربقة النفاق وثبتني على الايمان. وإذا دخلت البيت الاول فقل: اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وأستعيذ بك من آذاه. وإذا دخلت البيت الثاني فقل: اللهم أذهب عني الرجس النجس وطهر جسدي وقلبي، وخذ من الماء الحار وضعه على هامتك وصب منه على رجليك وإن أمكن أن تبلغ منه جرعة فافعل، فإنه ينقي المثانة، والبث في البيت الثاني ساعة، وإذا دخلت البيت الثالث فقل: نعوذ بالله من النار ونسأله الجنة ترددها إلى وقت خروجك من البيت الحار. وإياك وشرب الماء البارد والفقاع(١) في الحمام، فإنه يفسد المعدة. ولا تصبن عليك الماء البارد فإنه يضعف البدن. وصب الماء البارد على قدميك إذا خرجت، فإنه يسل الداء من جسدك، فإذا [ خرجت من الحمام ] ولبست ثيابك فقل: اللهم ألبسني التقوى وجنبني الردى، فإذا فعلت ذلك أمنت من كل داء. ولا بأس بقراءة القرآن في الحمام ما لم ترد به الصوت إذا كان عليك مئزر.

وسأل محمد بن مسلم أبا جعفرعليه‌السلام فقال: أكان أمير المؤمنينعليه‌السلام ينهى عن قراءة القرآن في الحمام؟ فقال: لا، إنما نهى أن يقرأ الرجل وهو عريان، فإذا كان عليه ازار فلا بأس.

__________________

١ - إن الفقاع، وإن كان حراما في كل حال، إلا أنهعليه‌السلام أكد حرمة شربه في الحمام.

٥٢

قال علي بن يقطين للكاظمعليه‌السلام : أقرأ في الحمام وأنكح؟ قال: لا بأس.

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : نعم البيت الحمام، تذكر فيه النار ويذهب بالدرن. وقالعليه‌السلام : بئس البيت الحمام يهتك الستر ويذهب بالحياء. وقال الصادقعليه‌السلام : بئس البيت بيت الحمام يهتك الستر ويبدي العورة. ونعم البيت بيت الحمام يذكر حر جهنم. ومن الادب أن لا يدخل الرجل ولده معه الحمام فينظر إلى عورته وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يبعث بحليلته إلى الحمام. وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنهى نساء أمتي عن دخول الحمام.

وقال الكاظمعليه‌السلام : لا تدخلوا الحمام على الريق ولا تدخلوه حتى تطعموا شيئا.

من كتاب المحاسن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا تدخل الحمام إلا وفي جوفك شيء يطفئ عنك وهج المعدة(١) وهو أقوى للبدن ولا تدخله وأنت ممتلئ من الطعام.

وعنهعليه‌السلام قال: لا بأس للرجل أن يقرأ القرآن في الحمام إذا كان يريد به وجه الله ولا يريد أن ينظر كيف صوته.

وعن ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام فقلت: أيتجرد الرجل عند صب الماء ويرى عورته الناس، أو يصب عليه الماء، أو يرى هو عورة الناس؟ فقال: كان أبي يكره ذلك من كل أحد.

وقال الصادقعليه‌السلام : لا يستلقين أحد في الحمام فإنه يذيب شحم الكليتين.

وقال بعضهم: خرج الصادقعليه‌السلام من الحمام فلبس وتعمم، فقال: فما تركت العمامة عند خروجي من الحمام في الشتاء والصيف.

وقال موسى بن جعفر: الحمام يوم ويوم لا، يكثر اللحم وإدمانه كل يوم يذيب شحم الكليتين.

وقال عبد الرحمن بن مسلم: كنت في الحمام في البيت الاوسط، فدخل أبوالحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام وعليه إزار فوق النورة فقال: السلام عليكم، فرددت عليه

__________________

١ - الوهج أصله اتقاد النار واشتداد حره. والمراد به هنا تسكين اشتداد حرارة المعدة.

٥٣

ودخلت البيت الذي فيه الحوض فاغتسلت وخرجت.

عن الرضاعليه‌السلام قال: من غسل رجليه بعد خروجه من الحمام فلا بأس، وإن لم يغسلهما فلا بأس.

وخرج الحسن بن عليعليه‌السلام من الحمام فقال له رجل: طاب استحمامك، فقال: يا لكع(١) وما تصنع بالاست ههنا؟ قال: فطاب حمامك. قال: إذا طاب الحمام فما راحة البدن؟ قال: فطاب حميمك. قال: ويحك أما علمت أن الحميم العرق؟ قال: فكيف أقول؟ قال: قل: طاب ما طهر منك وطهر ما طاب منك.

قال الصادقعليه‌السلام : إذا قال لك أخوك وقد خرجت من الحمام: طاب حمامك فقل له: أنعم الله بالك.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الداء ثلاثة والدواء ثلاثة، فأما الداء فالدم والمرة والبلغم، فدواء الدم الحجامة ودواء البلغم الحمام ودواء المرة المشي(٢) .

وقال الصادقعليه‌السلام : ثلاثة يسمن وثلاثة يهزلن، فأما التي يسمن فإدمان الحمام وشم الرائحة الطيبة ولبس الثياب اللينة، وأما التي يهزلن فإدمان أكل البيض والسمك والضلع(٣) يعني بإدمان الحمام انه يوم ويوم لا، فإنه إن دخل كل يوم نقص من لحمه.

عن الباقرعليه‌السلام قال: ماء الحمام لا بأس به إذا كان له مادة(٤) .

عن داود بن سرحان قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : ما تقول في ماء الحمام؟ قال: هو بمنزلة الماء الجاري.

عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : الحمام يغتسل فيه الجنب وغيره أفأغتسل من مائه؟ قال: نعم لا بأس أن يغتسل منه الجنب، ولقد اغتسلت

__________________

١ - اللكع كالصرد: اللئيم والعبد والاحمق. والاست: الاساس والاصل والسافلة، والمراد هنا القبل والدبر.

٢ - المرة - بالكسر فالتشديد -: خلط من أخلاط البدن كالصفراء والسوداء.

٣ - الضلع: امتلاء البطن شبعا أو ريا حتى يضلع أضلاعه.

٤ - المراد إن ماء الحمام طاهر لا ينجسه شيء إذا كان له منبع.

٥٤

فيه ثم جئت فغسلت رجلي وما غسلتهما إلا مما التزق بهما من التراب.

عن زرارة قال: رأيت الباقرعليه‌السلام يخرج من الحمام، فيمضي كما هو لا يغسل رجله حتى يصلي.

عن الصادقعليه‌السلام : اغسلوا أرجلكم بعد خروجكم من الحمام فإنه يذهب بالشقيقة، فإذا خرجتم فتعمموا.

عن محمد بن موسى عن الباقر والصادقعليهما‌السلام قال: إذا خرجنا من الحمام خرجنا متعممين شتاء [ كان أو ] صيفا، وكانا يقولان: هو أمان من الصداع.

وروي: إذا دخل أحدكم الحمام وهاجت به الحرارة فليصب عليه الماء البارد ليسكن به الحرارة.

ومن كتاب طب الائمة عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء واحتجموا يوم الاربعاء وأصيبوا من الحمام حاجتكم يوم الخميس وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة.

من كتاب الخصال عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء، واستحموا يوم الاربعاء، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس، وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة.

ومن كتاب اللباس عن سعدان بن مسلم قال: دخل علينا أبوالحسن الاولعليه‌السلام الحمام ونحن فيه، فسلم، قال: فقمت أنا فاغتسلت وخرجت.

عن حنان بن سدير عن أبيه قال: دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حمام المدينة فإذا رجل في المسلخ فقال: ممن القوم؟ فقلنا: من أهل العراق، قال: من أي العراق؟ فقلنا: من أهل الكوفة، قال: مرحبا [ وسهلا ] وأهلا يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار(١) ، ثم قال: ما يمنعكم من الازار؟ فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: عورة المسلم على المسلم حرام، قال: فبعث عمي من أتى له بكرباسة فشقها أربعة، ثم أخذ كل واحد منا واحدة فاتزر بها، فلما خرجنا من الحمام سألنا عن الشيخ فإذا هو علي بن الحسينعليه‌السلام وابنه محمد الباقرعليه‌السلام معه.

__________________

١ - الشعار - بالكسر -: ما يلي شعر الجسد من اللباس. والدثار - بالكسر -: ما يتدثر به الانسان من كساء.

٥٥

الفصل الثاني

في ستر العورة

من كتاب من لا يحضره الفقيه قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر. ونهى عن دخول الانهار إلا بمئزر، وقال: إن للماء أهلا وسكانا.

عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام قال: إذا تعرى أحدكم نظر إليه الشيطان فطمع فيه، فاتزروا.

وعنهعليه‌السلام : نهى أن يدخل الرجل الحمام إلا بمئزر.

وعن الباقر عن أبيه عن عليعليهم‌السلام قال: قيل له: إن سعيد بن عبد الملك يدخل بجواريه الحمام. قال: لا بأس به إذا كان عليه وعليهن الازار ولا يكونون عراة كالحمر ينظر بعضهم إلى سوءة بعض(١) .

وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: إنما أكره النظر إلى عورة المسلم، فأما النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل النظر إلى عورة الحمار.

وعنهعليه‌السلام قال: لا ينظر الرجل إلى عورة أخيه، فإذا كان مخالفا له فلا شيء عليه في الحمام.

وعنهعليه‌السلام قال: الفخذ ليس بعورة.

عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : يغتسل الرجل بارزا؟ فقال: إذا لم يره أحد فلا بأس.

من تهذيب الاحكام عن حذيفة بن منصور قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام شيء يقوله الناس: عورة المؤمن على المؤمن حرام، فقال: ليس حيث تذهب إنما عنى عورة المؤمن أن يزل زلة، أو يتكلم بشيء يعاب عليه فيحفظ عليه ليعيره به يوما.

__________________

١ - الحمر جمع الحمار. والسوءة بالفتح: العورة.

٥٦

عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن عورة المؤمن أهي حرام؟ قال: نعم، [ ف ] قلت: أعني سفليه، فقال: ليس حيث تذهب، إنما هو إذاعة سره.

عن زيد الشحام، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في عورة المؤمن على المؤمن حرام، قال: ليس أن يكشف فترى منه شيئا إنما هو أن تزري عليه(١) أو تعيبه.

الفصل الثالث

في التدلك بالخزف والزيت والدقيق وغير ذلك

من كتاب من لا يحضره الفقيه عن عليعليه‌السلام قال: لا يستلقين أحدكم في الحمام فإنه يذيب شحم الكليتين. ولا يدلكن رجله بالخزف فإنه يورث الجذام.

وقال الصادقعليه‌السلام : لا تدلكن بالخزف فإنه يورث البرص، ولا تمسح وجهك بالازار فإنه يذهب بماء الوجه. وروي أن ذلك طين مصر وخزف الشام.

وقالعليه‌السلام : إياكم والخزف فإنه يبلي الجسد [ و ] عليكم بالحزق(٢) .

عن الرضاعليه‌السلام قال: لا بأس أن يتدلك الرجل في الحمام بالسويق والدقيق والنخالة، ولا بأس أن يتدلك بالدقيق الملتوت بالزيت. وليس فيما ينفع البدن إسراف، إنما الاسراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن.

وقال الصادقعليه‌السلام : لا بأس أن يمس الرجل الخلوق(٣) في الحمام، يمسح به يده من شقاق يداويه ولا يستحب إدمانه ولا أن يرى أثره عليه.

ومن كتاب اللباس عن أبي الحسنعليه‌السلام في الرجل يطلي بالنورة فيتدلك بالزيت والدقيق، قال: لا بأس.

عن أبي السفاتج، عن بعض أصحابه أنه سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال: إنا

__________________

١ - يقال: أزرى عليه عمله أي عاتبه أو عابه عليه.

٢ - يقال: حزق الشيء حزقا أي شده وضغطه وعصره.

٣ - الخلوق: ضرب من الطيب يتخلق به، قيل: هو مائع وفيه صفرة وأعظم أجزائه الزعفران.

٥٧

نكون في طريق مكة فنريد الاحرام، فلا يكون معنا نخالة نتدلك بها من النورة، فنتدلك بالدقيق فيدخلني من ذلك ما الله به أعلم، قالعليه‌السلام : مخافة الاسراف؟ قلت: نعم، قال: ليس فيما أصلح البدن إسراف، إني ربما أمرت بالنقي فيلت(١) بالزيت فأتدلك به، إنما الاسراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن، قلت: فما الاقتار؟ قال: أكل الخبز والملح وأنت تقدر على غيره، قلت: فالقصد؟ قال: الخبز واللحم واللبن والزيت والسمن مرة ذا ومرة ذا.

وعن أبي الحسنعليه‌السلام أنه سئل عن الرجل يطلي بالنورة فيجعل الدقيق يلته به ويتمسخ به بعد النورة ليقطع ريحها؟ قال: لا بأس.

الفصل الرابع

في حلق الرأس والعانة والابط

من كتاب من لا يحضره الفقيه قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لرجل: احلق فإنه يزيد في جمالك.

قال الصادقعليه‌السلام : حلق الرأس في غير [ ال ] حج و [ الع ] مرة مثله لاعدائكم وجمال لكم، ثم قال إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وعلامتهم التسبيد وهو الحق وترك التدهن.

ومن كتاب نوادر الحكمة عن الصادق عن آبائه عن عليعليهم‌السلام قال: لا تحلقوا الصبيان القزع(٢) .

ومن تهذيب الاحكام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بصبي [ ل ] يدعو له وله قنازع(٣) فأبى أن يدعو له وأمر بحلق رأسه. وأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحلق شعر البطن. قال النوفلي: القزع أن تحلق موضعا وتترك موضعا.

وعن الباقرعليه‌السلام قال: ختن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحسن والحسينعليهما‌السلام

__________________

١ - يقال لت الشيء أي بله وخلطه بشيء من ماء او السمن، او غير ذلك.

٢ - القزع محركة: أخذ بعض الشعر وترك بعضه غير محلوقة تشبيها بقزع السحاب.

٣ - القنازع: جمع قنزعة وهي الشعر حول الرأس. والفضلة من الشعر تترك على رأس الصبي أيضا.

٥٨

لسبعة أيام، وحلق رؤسهما وتصدق بزنة الشعر فضة، وعق عنهما وأعطى القابلة طرائف.

وروي إذا أراد أن يحلق رأسه فليبدأ من الناصية إلى العظمين وليقل: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أللهم أعطني بكل شعرة نورا يوم القيامة فإذا فرغ فليقل: أللهم زيني بالتقوى وجنبني الردى.

ومن كتاب طب الائمة عن الصادقعليه‌السلام : التنظف بالموسى في كل سبع، وبالنورة في كل خمسة عشر يوما.

ومن كتاب اللباس قال الرضاعليه‌السلام : ثلاث من عرفهن لم يدعهن: إحفاء الشعر ونكاح الاماء، وتشمير الثوب.

وعنهعليه‌السلام قال: ثلاث من سنن المرسلين: التعطر، وإحفاء الشعر، وكثرة الطروقة يعني الجماع.

وعن عمرو بن عثمان، عمن حدثه عن الرضاعليه‌السلام قال: قلنا له: إن الناس يزعمون أن كل حلق في غير منى مثلة، فقال: سبحان الله كان أبوالحسن - يعني أباه - يرجع من الحج فيأتي بعض ضياعه فلا يدخل المدينة حتى يحلق رأسه.

وسئل الصادقعليه‌السلام عن إطالة الشعر، [ ف ] قال: كان أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مقصرين - يعني الطم(١) -.

وعنهعليه‌السلام قال: أخذ الشعر من الانف يحسن الوجه.

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يترك عانته فوق أربعين يوما ولا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر أن تدع ذلك منها فوق عشرين يوما.

وفي رواية عن الصادقعليه‌السلام قال: من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يترك عانته أكثر من اسبوع ولا يترك النورة أكثر من شهر من ترك أكثر منه فلا صلاة له(٢) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : احلقوا شعر البطن - الذكر والانثى -.

عن الصادقعليه‌السلام قال: إن الله تبارك وتعالى قال لابراهيمعليه‌السلام تطهر،

__________________

١ - طم الشعر: جزه أو عقصه.

٢ - المراد به: الصلاة التام.

٥٩

فحلق عانته. وكانعليه‌السلام : يطلي إبطيه في الحمام ويقول: نتف الابط يضعف المنكبين ويوهي ويضعف البصر(١) . وقال: حلقه أفضل من نتفه وطليه أفضل من حلقه.

وفي رواية زرارة عنعليه‌السلام قال: نتفه أفضل من حلقه وطليه أفضل منهما.

وقال عليعليه‌السلام : نتف الابط ينفي الرائحة المكروهة وهو طهور وسنة مما أمر به الطيب أبوالقاسم عليه وعلى آله السلام.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يطولن أحدكم شعر إبطه، فإن الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به والجنب لا بأس أن يطلي، لان النورة تزيد نظافة.

عن الصادقعليه‌السلام قال: كان بين نوح وإبراهيمعليهما‌السلام ألف سنة وكانت شريعة إبراهيم بالتوحيد والاخلاص وخلع الانداد وهي الفطرة التي فطر الناس عليها وهي الحنيفية وأخذ عليه ميثاقه [ و ] أن لا يعبد إلا الله ولا يشرك به شيئا قال: وأمره بالصلاة والامر والنهي ولم يحكم عليه أحكام فرض المواريث وزاده في الحنيفية الختان وقص الشارب ونتف الابط وتقليم الاظفار وحلق العانة. وأمره ببناء البيت والحج والمناسك فهذه كلها شريعتهعليه‌السلام .

وعنهعليه‌السلام قال: قال الله لابراهيمعليه‌السلام : تطهر فأخذ شاربه، ثم قال: تطهر فنتف إبطه، ثم قال: تطهر فقلم أظفاره، ثم قال: تطهر فحلق عانته، ثم قال: تطهر فاختتن.

الفصل الخامس

في غسل الرأس بالخطمي والسدر

من كتاب من لا يحضره الفقيه، قال الصادقعليه‌السلام : غسل الرأس بالخطمي في كل جمعة أمان من البرص والجنون. وقالعليه‌السلام : غسل الرأس بالخطمي ينفي الفقر ويزيد في الرزق. وفي خبر آخر قال: غسل الرأس بالخطمي نشرة(٢) .

__________________

١ - النتف: النزع. والوهي: الشق والكسر والضعف، يقال: وهي الثوب أي بلي وانشق واسترخى رباطه. وكذلك الحائط والقربة والحبل ويتعدى بالهمزة.

٢ - النشرة: رقية تعالج بها المجنون والمريض.

٦٠

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينفي الاقذار وإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اغتم، فأمره جبريلعليه‌السلام فغسل رأسه بالسدر وكان ذلك سدرا من سدرة المنتهى.

وقال أبوالحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : غسل الرأس بالسدر يجلب الرزق جلبا.

وقال الصادقعليه‌السلام : اغسلوا رؤسكم بورق السدر، فإنه قدسه كل ملك مقرب ونبي مرسل، ومن غسل رأسه بورق السدر صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوما، ومن صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوما لم يعص الله ومن لم يعص الله دخل الجنة.

ومن تهذيب الاحكام، عنهعليه‌السلام قال: من أخذ شاربه، وقلم أظفاره، وغسل رأسه بالخطمي يوم الجمعة كان كمن أعتق نسمة(١) .

ومن طب الائمة، قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في وصيته لاصحابه: غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينفي الدواب(٢) .

عن جابر الجعفي قال: شكوت إلى أبي جعفرعليه‌السلام حزازا(٣) في رأسي، فقال: دق الآس واستخرج ماءه واضربه بخل خمر أجود ما تقدر عليه ضربا شديدا حتى يزبد، ثم اغسل به رأسك ولحيتك بكل قوة لك، ثم ادهنه بعد ذلك بدهن شيرج(٤) طري تبرأ إن شاء الله.

الفصل السادس

في الاطلاء بالنورة

من كتاب من لايحضره الفقيه، قال الصادقعليه‌السلام : من أراد أن يتنور فليأخذ

__________________

١ - النسمة: المملوك ذكرا كان أو أنثى.

٢ - الدرن: الوسخ. والدواب جمع الدابة. والمراد هنا الحيوانات الصغار التي يتولد من البشرة تحت القميص في بعض الابدان.

٣ - حراز الرأس: القشرة التي تتساقط من الرأس، وقد يستعمل لداء يظهر في الجسد فيتقشر ويتسع.

٤ - الشيرج: دهن السمسم، وربما قيل للدهن الابيض وللعصير قبل أن يتغير.

٦١

من النورة ويجعله على طرف أنفه ويقول: أللهم ارحم سليمان بن داودعليه‌السلام كما أمر بالنورة فإنه لا تحرقه إن شاء الله تعالى.

وروي أن من جلس وهو متنور خيف عليه الفتق.

من كتاب المحاسن عن الحكم بن عيينة قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام وقد أخذ الحناء وجعله على أظافيره، فقال: يا حكم ما تقول في هذا؟ فقلت: ما عسيت أن أقول فيه وأنت تفعله وإنما عندنا يفعله الشاب فقال: يا حكم إن الاظافير إذا أصابتها النورة غيرتها حتى تشبه أظافير الموتى فلا بأس بتغيرها.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أطلى واختضب بالحناء أمنه الله من ثلاث خصال: الجذام والبرص والاكلة إلى طلية مثلها.

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ينبغي الرجل أن يتوفى النورة يوم الاربعاء فإنه نحس مستمر، وتجوز النورة في سائر الايام. وروي أنها في يوم الجمعة تورث البرص.

عن الرضاعليه‌السلام من تنور يوم الجمعة فأصابه البرص فلا يلومن إلا نفسه.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أطلى واختضب بالحناء أمنه الله من ثلاث خصال: الجذام والبرص والاكلة إلى طلية مثلها.

وقال الصادقعليه‌السلام : الحناء على أثر النورة أمان من الجذام والبرص.

من الروضة قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خمس خصال تورث البرص: النورة يوم الجمعة ويوم الاربعاء، والتوضؤ والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس، والاكل على الجنابة وغشيان(١) المرأة في حيضها، والاكل على الشبع.

عن الرضاعليه‌السلام قال: ألقوا الشعر عنكم فإنه يحسن.

من كتاب المحاسن روي: أن من أطلى فتدلك بالحناء من قرنه إلى قدمه نفى الله عنه الفقر.

من كتاب اللباس عن الصادقعليه‌السلام : أنه كان يطلي في الحمام فإذا بلغ موضع

__________________

١ - الغشيان - بالكسر - الاتيان.

٦٢

العانة قال للذي يطليه تنح، ثم طلى هو ذلك الموضع.

وعنهعليه‌السلام : أنه كان يدخل فيطلي إبطه وحده إذا احتاج إلى ذلك، ثم يخرج: وعنهعليه‌السلام أيضا: ربما طلى بعض مواليه جسده كله.

روى الارقط(١) عنهعليه‌السلام قال: أتيته في حاجة فأصبته في الحمام، فذكرت له حاجتي، فقال: ألا تطلي؟ قلت: إنما عهدي به أول من أمس، قال: أطل فإنما النورة طهور.

وعنهعليه‌السلام قال: كان عليعليه‌السلام إذا أطلى تولى عانته بيده.

عن ليث المرادي قال: سألت الصادقعليه‌السلام عن الجنب يطلي؟ قال: لا بأس به.

عن الرضاعليه‌السلام قال: أربع من أخلاق الانبياء: التطيب والتنظيف بالموسى وحلق الجسد بالنورة، وكثرة الطروقة.

__________________

١ - هارون بن حكيم الارقط هو خال أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام .

٦٣

الباب الرابع

في تقليم الاظفار وأخذ الشارب وتدوير اللحية وتسريح الرأس

والترجيل والنظر في المرآة والحجامة، وهو أربعة فصول:

الفصل الاول

في تقليم الاظفار

من كتاب اللباس، روى سليمان بن خالد قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : أقص من أظفاري كل جمعة؟ فقال: إن طالت.

عن موسى بن بكير قال: قلت لابي الحسنعليه‌السلام : إن أصحابنا يقولون: أخذ الشارب والاظافير يوم الجمعة، فقال: سبحان الله خذها إن شئت في الجمعة وإن شئت في سائر الايام.

عن الصادقعليه‌السلام قال: تقليم الاظفار، والاخذ من الشارب، وغسل الرأس بالخطمي ينفي الفقر ويزيد في الرزق.

عن أبي عبد الله، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قلم أظفاره يوم الجمعة أخرج الله من أنامله داء وأدخل فيها شفاء.

وعنهعليه‌السلام : تقليم الاظفار والاخذ من الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام.

وعنهعليه‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قلم أظفاره يوم الجمعة لم تسعف أنامله(١) .

وعنهعليه‌السلام أيضا قال: خذ من أظفارك ومن شاربك كل جمعة، فإذا كانت قصارا فحكها، فإنه لا يصيبك جذام ولا برص.

__________________

١ - تسعف أي تشقق، وفي بعض النسخ ( تشعث ) بمعنى تفرق.

٦٤

من كتاب المحاسن، عن الحسن بن العلاء قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : ما ثواب من أخذ شاربه وقلم أظفاره في كل جمعة؟ قال: لا يزال مطهرا إلى يوم الجمعة الاخرى.

عن أبي كهمس(١) ، عن رجل قال: قلت لعبدالله بن الحسن: علمني شيئا في طلب الرزق؟ قال: قل: اللهم تول أمري ولا توله غيرك قال: فأعلمت بذلك أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فقال: ألا أعلمك في الرزق أنفع لك من ذلك؟ قال: قلت: بلى، قال: خذ من شاربك وأظفارك في كل جمعة.

عن خلف قال: رآني ابوالحسنعليه‌السلام وأنا أشتكي عيني، فقال: ألا أدلك على شيء اذا فعلته لم تشتك عينك؟ قلت: بلى، قال: خذ من أظفارك في كل خميس، قال: ففعلت فلم أشتك عيني.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قلم أظفاره يوم السبت ويوم الخميس وأخذ من شاربه عوفي من وجع الاضراس ووجع العينين.

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من أخذ أظفاره وشاربه كل جمعة وقال حين يأخذه: بسم الله وبالله وعلى سنة محمد وآل محمد لم يسقط منه قلامة ولا جزازة(٢) إلا كتب الله له بها عتق رقبة ولم يمرض إلا المرضة التي يموت فيها.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال للرجال: قصوا أظافيركم، وللنساء: اتركن فإنه أزين لكن.

ومن طب الائمة عنهعليه‌السلام قال: من قلم أظافيره يوم الاربعاء فبدأ بالخنصر الايسر كان له أمان من الرمد.

__________________

١ - اسمه الهيثم بن عبيدالله من رجال الشيعة، وقيل: أبوكهمش بالمعجمة.

٢ - القلامة - بالضم -: ما سقط من الشيء المقلوم. والجزاز - بالضم أيضا -: ما سقط من الشيء عند الجز أي القطع.

( مكارم الاخلاق - ٥ )

٦٥

وعن الباقرعليه‌السلام قال: إن من يقلم أظفاره يوم الجمعة يبدأ بخنصره من يده اليسرى ويختم بخنصره من يده اليمنى.

وقال الصادقعليه‌السلام : من قص أظافيره يوم الخميس وترك واحدا ليوم الجمعة نفى الله عنه الفقر.

وفي رواية في الفردوس قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد ان يأمن الفقر وشكاية العين والبرص والجنون فليقلم أظفاره يوم الخميس بعد العصر وليبدأ بخنصره من اليسار.

من كتاب المحاسن عن الصادقعليه‌السلام قال: احتبس الوحي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل له: احتس الوحي عنك يا رسول الله؟ قال: وكيف لا يحتبس عني وأنتم لا تقلمون أظفاركم ولا تنقون رائحتكم.

وقال الباقرعليه‌السلام : إنما قصت الاظفار لانها مقيل(١) الشيطان ومنه يكون النسيان.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للرجال: قصوا أظافيركم. وقال للنساء: اتركن من أظافيركن فإنه أزين لكن(٢) .

قال الصادقعليه‌السلام : يدفن الرجل شعره وأظافيره إذا اخذ منها وهي سنة.

وفي كتاب المحاسن وهي سنة واجبة. وروي ان من السنة دفن الشعر والظفر والدم.

عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام وقد سئل عن الرحل: يأخذ من شعره وأظفاره ثم يقوم إلى الصلاة من غير أن ينفضه من ثوبه؟ فقا: لا بأس.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قلم أظفاره وقص شاربه في يوم الجمعة ثم قال: بسم الله وبالله وعلى سنة محمد وآل محمد أعطى بكل قلامة عتق رقبة من ولد إسماعيل(٣) .

عن علي بن الحسينعليه‌السلام إذا حلق رأسه بمنى أمر أن يدفن شعره.

__________________

١ - المقيل: موضع الاستراحة.

٢ - يعني أنهن لا يبالغن في قصها كما يبالغ الرجال بل يتركن شيئا كما يستفاد من لفظة من التبعيضية.

٣ - القلامة: ما سقط من الشيء المقلوم.

٦٦

الفصل الثاني

في أخذ الشارب وتدوير اللحية والنظر في الشيب وغيره

في أخذ الشارب

من كتاب من لا يحضره الفقيه، قال الصادقعليه‌السلام : أخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يطولن أحدكم شاربه، فإن الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يأخذ شاربه فليس منا.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله احفوا الشوارب واعفوا اللحى ولا تتشبهوا باليهود.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن المجوس جزوا لحاهم ووفروا شواربهم وإنا نحن نجز الشوارب ونعفي اللحى وهي الفطرة. وإذا أخذ الشارب يقول: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

من كتاب المحاسن، عن الصادقعليه‌السلام قال: حلق الشوارب من السنة.

عن السكوني قال: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من السنة أن يأخذ الشارب حتى يبلغ الاطارة(١) .

عن عبد الله بن عثمان، إنه رأى أبا عبد اللهعليه‌السلام أحفى شاربه حتى التزمه العسيب(٢) .

في قص اللحية وتدويرها

نظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى رجل طويل اللحية، فقال: ما ضر هذا لو هيأ من لحيته؟

فبلغ الرجل ذلك، فهيأ لحيته بين اللحيتين ثم دخل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما رآه قال: هكذا فافعلوا(٣) .

__________________

١ - الاطارة: لكل شيء ما أحاط به. وإطارة الشفة: اللحم المحيط بها.

٢ - العسيب: منبت الشعر: وفي بعض النسخ ( حتى بدا حرف شفته ). أي طرف شفته.

٣ - هيأه أي أصلحه.

٦٧

عن محمد بن مسلم قال: رأيت الباقرعليه‌السلام يأخذ من لحيته، فقال: دوروها.

وقال الصادقعليه‌السلام : تقبض بيدك على اللحية وتجز ما فضل.

من كتاب المحاسن عن علي بن جعفر قال: سألت أخي عن الرجل من لحيته؟ فقال: أما من عارضيه فلا بأس وأما من مقدمها فلا يأخذ.

عن سدير الصيرفي قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام يأخذ من عارضيه ويبطح لحيته(١) .

عن الحسن الزيات قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام قد خف لحيته.

عن سدير قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام يأخذ من عارضيه ويبطن لحيته.

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من زاد من اللحية على القبضة ففي النار.

وعنهعليه‌السلام قال: من سعادة المرء خفة لحيته.

قال الصادقعليه‌السلام يعتبر عقل الرجل في ثلاث: في طول لحيته وفي نقش خاتمه وفي كنيته.

عن أبي أيوب عن محمد قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام والحجام يأخذ من لحيته، فقال له: دورها.

في الشيب

من كتاب اللباس قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشيب في مقدم الرأس يمن وفي العارضين سخاء وفي الذوائب شجاعة وفي القفاء شؤم.

عن الصادقعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنظر إلى الشيب في لحيته، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : [ نور ] من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة.

قال الباقرعليه‌السلام : أصبح إبراهيمعليه‌السلام فرأى في لحيته شعرة بيضاء فقال: الحمد لله الذي بلغني هذا المبلغ ولم أعص الله طرفة عين.

عن الصادقعليه‌السلام قال: كان الناس لا يشيبون، فأبصر إبراهيم شيبا في لحيته، فقال: يا رب ما هذا؟ قال: هذا وقار. قال: يا رب زدني وقارا.

وعنهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشيب نور فلا تنتفوه.

__________________

١ - يبطح أي يبسط. وفي بعض النسخ ( يبطن ).

٦٨

من كتاب المحاسن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا بأس بجز الشمط ونتفه، وجزه أحب إلي من نتفه(١) .

وعنه، عن عليعليهما‌السلام : أنه كان لا يرى بأسا بجز الشيب ويكره نتفه.

في الترجل

عنهعليه‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه نهى عن الترجل مرتين في يوم.

وعنهعليه‌السلام : إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يرجل شعره وأكثر ما كان يرجله بالماء.

في النظر في المرآة

من كتاب النجاة: من أراد النظر في المرآة فليأخذها بيده اليسرى وليقل: بسم الله ويضع يده اليمنى على أم رأسه ويمسح بها وجهه ويقبض على لحيته وينظر في المرآة ويقول: « الحمد لله الذي خلقني بشرا سويا وزانني ولم يشني وفضلني على كثير من خلقه ومن علي بالاسلام ورضيه لي دينا ». فإذا وضع المرآة من يديه فليقل: « اللهم لا تغير ما بنا من نعمتك واجعلنا لانعمك من الشاكرين ».

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته لعلي: يا علي، إذا نظرت في المرآة فقل: « اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ورزقي ».

وعن الصادقعليه‌السلام : « الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي وصورني فأحسن صورتي، الحمد لله الذي زان مني ما شان من غيري وأكرمني بالاسلام ».

الفصل الثالث

في تسريح الرأس واللحية

من كتاب من لا يحضره الفقيه، سئل الرضا عن قول الله عزوجل:( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) قال: من ذلك التمشط عند كل صلاة.

__________________

١ - الجز: القطع. الشمط: بياض شعر الرأس يخالط سواده من شمط بمعنى خلط. والنتف: النزع.

٦٩

وقال الصادقعليه‌السلام في قوله عزوجل:( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) قال: المشط، فإن المشط يحسن الشعر وينجز الحاجة ويزيد في الصلب ويقطع البلغم.

وقال الصادقعليه‌السلام : مشط الرأس يذهب بالوباء ومشط اللحية يشد الاضراس.

وقال أبوالحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : إذا سرحت لحيتك ورأسك فأمر المشط على صدرك، فإنه يذهب بالهم والوباء.

وقال الصادقعليه‌السلام : من سرح لحيته سبعين مرة وعدها مرة مرة لم يقربه الشيطان اربعين يوما.

من روضة الواعظين: وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يسرح تحت لحيته اربعين مرة ومن فوقها سبع مرات ويقول: إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم.

وفي رواية عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء ابدا.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من امتشط قائما ركبه الدين.

عن الكاظمعليه‌السلام : تمشطوا بالعاج فإنه يذهب الوباء.

وقال الصادقعليه‌السلام : المشط يذهب بالوباء وهو الحمى. وقالعليه‌السلام . لا بأس بأمشاط العاج والمكاحل والمداهن منه(١) .

عنهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الشعر الحسن من كسوة الله فأكرموه.

وعن الصادقعليه‌السلام قال: من اتخذ شعرا فليحسن ولايته او ليجزه.

وعنهعليه‌السلام قال: من اتخذ شعرا فلم يفرقه فرقه الله بمنشار من نار. وكان شعر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفرة لم يبلغ الفرق(٢) .

وعن الكاظمعليه‌السلام قال: ألقوا الشعر عنكم فإنه يحسن.

ومن كتاب اللباس، عن أيوب بن هارون قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يفرق شعرة؟ قال: لا. وكان شعر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا طال طال إلى شحمة أُذنيه.

__________________

١ - المكاحل: جمع مكحلة - بالضم - ومكحل - بالكسر -. والمداهن: جمع مدهن - بالضم - آلة الدهن وما يجعل فيه الدهن.

٢ - يقال: فرق الشعر تفريقا أي سرحه تسريحا. والوفرة: ما سال من الشعر إلى شحم الاذن.

٧٠

عن عمرو بن ثابت عن الصادقعليه‌السلام قال: إنهم يروون أن الفرق من السنة وما هو من السنة قلت: يزعمون ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرق قال: وما فرق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما كانت الانبياء تمسك الشعر.

عن الصادقعليه‌السلام : لا تتسرح في الحمام فإنه يرق الشعر.

عن يزيد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله: المشط ينفي الفقر ويذهب بالداء.

وعنهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : المشط يذهب بالوباء، والدهن يذهب بالبؤس.

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إمرار المشط على الصدر يذهب بالهم.

عن أبي عبد الله بن سليمان قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن العاج فقال: لا بأس به وإن لي منه لمشطا.

عن القاسم بن الوليد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن عظام الفيل - مداهنها وأمشاطها؟ فقالعليه‌السلام : لا بأس بها.

وعنهعليه‌السلام : إنه كره أن يدهن في مدهنة فضة او مدهن مفضض والمشط كذلك.

عن محمد بن عيسى، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن آنية الذهب والفضة؟ فكرهها، فقلت: روى بعض أصحابنا أنه كان لابي الحسنعليه‌السلام مرآة ملبسة فضة، فقال، لا والحمد لله، إنما كانت لها حلقة فضة، وقال: إن العباس لما عذر جعل له عود ملبس فضة نحو من عشرة دراهم فأمر به فكسره.

وعنهعليه‌السلام قال: لا بأس أن يشرب الرجل من القدح المفضض، واعزل فمك عن موضع الفضة.

وعن الصادقعليه‌السلام من كتاب النجاة قال: إذا أراد أحدكم الامتشاط فليأخذ المشط بيده اليمنى وهو جالس وليضعه على أم رأسه، ثم يسرح مقدم رأسه ويقول: « اللهم حسن شعري وبشري وطيبهما واصرف عني الوباء »، ثم يسرح مؤخر رأسه ويقول: « اللهم لا تردني على عقبي واصرف عني كيد الشيطان ولا تمكنه من قيادي فتردني على عقبي »، ثم يسرح على حاجبيه ويقول: « اللهم زيني بزينة الهدى »، ثم يسرح الشعر من فوق، ثم يمر المشط على صدره ويقول في الحالين معا: « اللهم سرّح

٧١

عني الهموم والغموم ووحشة الصدر ووسوسة الشيطان »، ثم يشتغل بتسريح الشعر ويبتدئ به من أسفل ويقرأ:( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) .

عن يحيى بن حماد، عن سليمان بن يحيى قال: تهيأ الرضاعليه‌السلام يوما للركوب إلى باب المأمون وكنت في حرسه، فدعا بالمشط وجعل يمشط، ثم قال: يا سليمان أخبرني أبي عن آبائهعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء أبدا.

من طب الائمة روي عن أبي الحسن العسكريعليه‌السلام أنه قال: التسريح بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس ويطرد الدود من الدماغ ويطفئ المرار وينقي اللثة والعمور(١) .

عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: لا تمتشط من قيام فإنه يورث الضعف في القلب، وامتشط وأنت جالس فإنه يقوي القلب ويمخج(٢) الجلدة.

عن الصادقعليه‌السلام قال: تسريح الرأس يقطع البلغم، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام، وتسريح العارضين يشد الاضراس.

وسئل عن حلق الرأس؟ قال: حسن.

عن ابن عباس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : تسريح الرأس واللحية يسل الداء من الجسد سلا(٣) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : تسريح اللحى عقيب كل وضوء ينفي الفقر.

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: التمشط من قيام يورث الفقر. وروي أنه قال: إذا سرحت لحيتك فاضرب بالمشط من تحت إلى فوق أربعين مرة واقرأ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ومن فوق إلى تحت سبع مرات واقرأ( والعاديات ضبحا ) ، ثم قل: « اللهم فرج عني الهموم ووحشة الصدور ووسوسة الشيطان ».

__________________

١ - الدودة: دويبة صغيرة مستطيلة. والعمور كفلوس: اللحم الذي بين الاسنان.

٢ - مخج بالخاء بعدها جيم كمنع: جذب الدلو ونهزها حتى تمتلئ.

٣ - السل: انتزاع الشيء وخروجه في رفق.

٧٢

الفصل الرابع

في الحجامة

من طب الائمة، قال الصادقعليه‌السلام : إن للدم ثلاث علامات: البثر(١) في الجسد والحكة ودبيب الدواب. وفي حديث آخر والنعاس. وكان إذا اعتل إنسان من أهل الدار قال: انظروا في وجهه، فإن قالوا: أصفر قال: هو من المرة الصفراء، فيأمر بماء فيسقى وإن قالوا: أحمر قال: دم، فيأمر بالحجامة.

وروي عنهم، عن عليعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : احتجموا، فإن الدم ربما يتبيغ بصاحبه فيقتله(٢) .

وروى الانصاري قال: كان الرضاعليه‌السلام ربما تبيغه الدم، فاحتجم في جوف الليل.

عن جعفر بن محمدعليه‌السلام قال: يحتجم الصائم في غير شهر رمضان متى شاء فأما في شهر رمضان فلا يغدر بنفسه ولا يخرج الدم إلا أن تبيغ به وأما نحن فحجامتنا في شهر رمضان بالليل وحجامتنا يوم الاحد وحجامة موالينا يوم الاثنين.

عن ابي عبد اللهعليه‌السلام قال: إياك والحجامة على الريق(٣) .

وعنهعليه‌السلام قال في الحمام: لا تدخله وأنت ممتلئ من الطعام، ولا تحتجم حتى تأكل شيئا، فإنه أدر للعرق(٤) وأسهل لخروجه وأقوى للبدن.

وروي عن العالمعليه‌السلام (٥) أنه قال: الحجامة بعد الاكل، لانه إذا شبع الرجل ثم احتجم اجتمع الدم وأخرج الداء، وإذا احتجم قبل الاكل خرج الدم وبقي الداء.

__________________

١ - البثر: خراج صغير بالبدن كالدمل ونحوه. ودبيب الدواب: ما ساروا من الحيوانات سيرا لينا كالنمل والقمل ونحوهما ولعل المراد به ههنا القمل.

٢ - تبيغ أي هاج. والتبييغ: ثوران الدم وهيجانه. وفي بعض النسخ « فقتله ».

٣ - الريق: لعاب الفم ما دام فيه، فإذا خرج فهو بزاق.

٤ - يقال: أدر للشيء أي أنفع له، من الدر بمعنى خير كثير. وفي بعض النسخ « للعروق ».

٥ - والمراد بالعالم في الاخبار والروايات، الامام السابع، موسى بن جعفرعليه‌السلام .

٧٣

عن زيد الشحام قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فدعا بالحجام، فقال له: إغسل محاجمك وعلقها ودعا برمانة فأكلها، فلما فرغ من الحجامة دعا برمانة أخرى فأكلها وقال: هذا يطفي المرار.

وعنهعليه‌السلام أنه قال لرجل من أصحابه: إذا أردت الحجامة وخرج الدم من محاجمك فقل قبل أن تفرغ والدم يسيل: « بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله الكريم في حجامتي هذه من العين في الدم ومن كل سوء »، فإنك إذا قلت هذا فقد جمعت الخير، لان الله عزوجل يقول في كتابه:( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) (١) .

عن أبي بصير قال: قال أبوجعفرعليه‌السلام : أي شيء تأكلون بعد الحجامة؟ فقلت الهندباء والخل، فقال: ليس به بأس.

وروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه احتجم، فقال: يا جارية هلمي ثلاث سكرات، ثم قال إن السكر بعد الحجامة يرد الدم الطمي(٢) ويزيد في القوة.

عن الكاظمعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان منكم محتجما فليحتجم يوم السبت.

وقال الصادقعليه‌السلام : الحجامة يوم الاحد فيها شفاء من كل داء.

وعنهعليه‌السلام ، إنه مر بقوم يحتجمون، فقال: ما عليكم لو اخترتموه إلى عشية يوم الاحد، فإنه يكون أنزل للداء.

وعنهعليه‌السلام قال: كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يحتجم يوم الاثنين بعد العصر.

عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة او لتسع عشرة او لاحدى عشرين كان له شفاء من داء السنة.

وقال ايضا: احتجموا لخمس عشرة وسبع عشرة وإحدى وعشرين، لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم.

__________________

١ - سورة الاعراف آية ١٨٨.

٢ - الطمي من طمي الماء: ارتفع وملا. وفي بعض النسخ الطري.

٧٤

وفي الحديث أنه نهى عن الحجامة في يوم الاربعاء إذا كانت الشمس في العقرب.

عن زيد بن علي، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من احتجم يوم الاربعاء فأصابه وضح(١) فلا يلومن إلا نفسه.

وروى الصادق عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نزل علي جبريل بالنهي عن الحجامة يوم الاربعاء وقال: إنه يوم نحس مستمر.

عن الصادقعليه‌السلام قال: من احتجم في آخر خميس في الشهر آخر النهار سل الداء سلا. وعنهعليه‌السلام قال: إن الدم يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس، فإذا زالت الشمس تفرق، فخذ حظك من الحجامة قبل الزوال.

وعن المفضل بن عمر قال: دخلت على الصادقعليه‌السلام وهو يحتجم يوم الجمعة، فقال: أو ليس تقرأ آية الكرسي؟ ونهى عن الحجامة مع الزوال في يوم الجمعة.

عن ابي الحسنعليه‌السلام قال: لا تدع الحجامة في سبع من حزيران فإن فاتك فلاربع عشرة.

عن الصادقعليه‌السلام قال: اقرأ آية الكرسي واحتجم أي وقت شئت.

عن شعيب العقرقوفي(٢) قال: دخلت على ابي الحسنعليه‌السلام وهو يحتجم يوم الاربعاء [ في الخميس ]، فقلت: إن هذا يوم يقول الناس: من احتجم فيه فأصابه البرص فلا يلومن إلا نفسه، فقال: انما يخاف ذلك على من حملته امه في حيضها.

عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا ثار الدم بأحدكم فليحتجم، لا يتبيغ به فيقتله وإذا اراد احدكم ذلك فليكن في آخر النهار.

من الفردوس، عن أنس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء وفي سبع وعشر من الشهر شفاء ويوم الثلاثاء صحة للبدن، ولقد أوصاني جبريلعليه‌السلام بالحجم حتى ظننت أنه لابد منه.

__________________

١ - الوضح - محركة -: البرص

٢ - العقرقوف: قرية من نواحي دجيل، أربعة فراسخ من بغداد، والمنسوب إليها هو شعيب بن يعقوب من أصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام ، إبن اخت أبي بصير - يحيى بن قاسم - ثقة، وله كتاب.

٧٥

وقالعليه‌السلام : الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة تمضي من الشهر دواء لداء سنة.

وقالعليه‌السلام : الحجامة يوم الاحد شفاء.

وقالعليه‌السلام : الحجامة في الرأس شفاء من سبع: من الجنون والجذام والبرص والنعاس ووجع الضرس وظلمة العين والصداع.

وعنهعليه‌السلام قال: الحجامة تزيد العقل وتزيد الحافظ حفظا.

وعنهعليه‌السلام قال: الحجامة في نقرة(١) الرأس تورث النسيان.

وعن أبي الحسنعليه‌السلام قال: احتجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في رأسه وبين كتفيه وقفاه وسمى الواحدة النافعة والاخرى المغيثة والثالثة المنقذة. وفي غير هذا الحديث التي في الرأس المنقذة والتي في النقرة المغيثة والتي في الكاهل النافعة وروي المغيثة.

عن الصادقعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأشار بيده إليه رأسه: عليكم بالمغيثة، فانها تنفع من الجنون والجذام والبرص والاكلة ووجغ الاضراس(٢) وعنهعليه‌السلام قال: بلغ الصبي أربعة أشهر فاحتجموه في كل شهر مرة في النقرة فانه يخفف لعابه ويهبط بالحر من رأسه وجسده.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الداء ثلاث والدواء ثلاث، فالداء المرة والبلغم والدم، فدواء الدم الحجامة ودواء المرة المشي ودواء البلغم الحمام.

عن معاوية بن الحكم قال: إن أبا جعفرعليه‌السلام دعا طبيبا، ففصد عرقا من بطن كفه(٣) .

عن محسن الوشا قال: شكوت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام وجع الكبد، فدعا بالفاصد، ففصدني من قدمي وقال: اشربوا الكاشم لوجع الخاصرة(٤) .

__________________

١ - النقرة: حفرة صغيرة في الارض، ومنه نقرة القفا ونقرة الورك أي ثقبهما.

٢ - الاكلة - بكسر الهمزة -: الحكة.

٣ - الفصد: شق العرق.

٤ - الكاشم: دواء يستف مع السكر. أو هو أنجذان الرومي وهو بضم الجيم، نبات يقاوم السموم، جيد لوجع المفاصل، جاذب مدر، محدر لطمث.

٧٦

وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه شكا إليه رجل الحكة، فقال: احتجم ثلاث مرات في الرجلين جميعا فيما بين العرقوب والكعب(١) ، ففعل الرجل ذلك، فذهب عنه. وشكا إليه آخر، فقال: احتجم في أحد عقبيك أو من الرجلين جميعا ثلاث مرات تبرأ إن شاء الله.

قالعليه‌السلام : وشكا بعضهم إلى أبي الحسنعليه‌السلام كثرة ما يصيبه من الجرب(٢) ، فقال: إن الجرب من نجار الكبد، فاذهب وافتصد من قدمك اليمنى والزم أخذ درهمين من دهن اللوز الحلو على ماء الكشك(٣) واتق الحيتان والخل ففعل ذلك، فبرئ باذن الله تعالى.

عن مفضل بن عمر قال: شكوت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام الجرب على جسدي والحرارة، فقال: عليك بالافتصاد من الاكحل(٤) ففعلت، فذهب عني والحمد لله شكرا.

وروي أن رجلا شكا إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام الحكة، فقال له: شربت الدواء؟ فقال: نعم، فقال: فصدت العرق؟ فقال: نعم فلم أنتفع به، فقال احتجم ثلاث مرات في الرجلين جميعا فيما بين العرقوب والكعب، ففعل فذهب عنه.

__________________

١ - العرقوب: بالضم عصب غليظ فوق العقب وخلف الكعبين.

٢ - الجرب - محركة - داء لها حكة شديدة ويحدث في الجلد بثورا صغارا.

٣ - الكشك: ماء الشعير. وما يتخذ من اللبن، معروف عند العامة.

٤ - الاكحل: عرق في الذراع يفصد.

٧٧

الباب الخامس

في الخضاب والزينة والخاتم وما يتعلق بها، وهو ستة فصول:

الفصل الاول

في الترغيب في الخضاب وفضله

من كتاب من لا يحضره الفقيه، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إختضبوا بالحناء، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر ويطيب الريح ويسكن الزوجة.

وقال الصادقعليه‌السلام : الحناء يذهب بالسهك ويزيد في ماء الوجه ويطيب النكهة ويحسن الولد(١) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : الخضاب هدى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو من السنة.

وقال الصادقعليه‌السلام : لا بأس بالخضاب كله.

وعن الصادقعليه‌السلام قال: إن رجلا دخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد اصفر لحيته، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أحسن هذا. ثم دخل عليه بعد ذلك وقد أقنى بالحناء(٢) ، فتبسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: هذا أحسن من ذلك. ثم دخل عليه بعد ذلك وقد خضب بالسواد، فضحك إليه، فقال: هذا أحسن من ذاك وذاك من ذلك.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي: يا علي، درهم في الخضاب أفضل من ألف درهم في غيره في سبيل الله، وفيه أربع عشرة خصلة: يطرد الريح من الاذنين ويجلو البصر ويلين الخياشيم ويطيب النكهة ويشد اللثة ويذهب بالضنى(٣) ويقل وسوسة الشيطان وتفرح به الملائكة ويستبشر به المؤمن ويغيظ به الكافر، وهو زينة وطيب ويستحيي منه منكر ونكير وهو براءة له في قبره.

__________________

١ - السهك: ريح كريهة ممن عرق.

٢ - من قنا الشيء أي اشتدت حمرته. ومن الخضاب اسودت واشبعت.

٣ - الضنى: المرض وشدته حتى تمكن منه الضعف والهزال.

٧٨

عن المثنى اليماني قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أحب خضابكم إلى الله الحالك.

من كتاب اللباس، عن ذروان المدائني قال: دخلت على أبي الحسن الثانيعليه‌السلام فإذا هو قد اختضب، فقلت: جعلت فداك قد اختضبت؟ فقال: نعم إن في الخضاب لاجرا، أما علمت أن التهيئة(١) تزيد في عفة النساء؟ أيسرك أنك إذا دخلت على أهلك فرأيتها على مثل ما تراك عليه إذا لم تكن على تهيئة؟ قال: قلت: لا، قال: هو ذاك، قال: ولقد كان لسليمانعليه‌السلام ألف امرأة في قصر - ثلاثمائة مهيرة(٢) وسبعمائة سرية - وكان يطيف بهن في كل يوم وليلة.

الفصل الثاني

في الخضاب بالسواد

من كتاب اللباس لابي النضر العياشي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فنظر في الشيب في لحيته، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : نور من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة، قال: فخضب الرجل بالحناء، ثم جاء إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما رأى الخضاب قال: نور وإسلام. قال: فخضب الرجل بالسواد، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : نور وإسلام وإيمان ومحبة إلى نسائكم ورهبة في قلوب عدوكم.

عن ابن فضال، عن الحسن بن جهم قال: دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام وهو مختضب بسواد، فقلت: جعلت فداك قد اختضبت بالسواد؟ قال: إن في الخضاب أجرا، إن الخضاب والتهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفة لترك أزواجهن التهيئة لهن.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان الحسينعليه‌السلام يخضب رأسه

__________________

١ - المراد بالتهيئة هنا: إصلاح الرجل بدنه من الوسخ وإزالة الشعر والتدهين ووضع الطيب ونحو ذلك.

٢ - المهيرة: الحرة، لانها تنكح بمهر، فهي فعيلة بمعنى مفعولة.

٧٩

بالوسمة(١) وكان يصدع رأسه. وعندنا لفافة رأسه التي كان يلف بها رأسه.

وعنهعليه‌السلام قال: الخضاب بالسواد مهابة للعدو وأنس للنساء.

عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: دخل قوم على علي بن الحسينعليه‌السلام ، فرأوه مختضبا بالسواد، فسألوه عن ذلك، فمد يده إلى لحيته، ثم قال: أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصحابه في غزوة غزاها أن يختضبوا بالسواد ليقووا به على المشركين.

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: النساء يحببن أن يرين الرجل في مثل ما يحب الرجل ان يرى فيه النساء من الزينة.

الفصل الثالث

في الخضاب بالحناء والكتم والصفرة وخضاب اليد للنساء

من كتاب اللباس، عن الحلبي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن خضاب الشعر؟ فقال: خضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والحسين وأبوجعفر بالكتم(٢) .

عن معاوية بن عمار قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام مخضوبا بالحناء.

عن أبي الصباح قال: رأيت اثر الحناء في يدي أبي جعفرعليه‌السلام .

عن أبي محمد المؤذن قال: كان ابو عبد اللهعليه‌السلام يصفر لحيته بالخطمي والحناء.

وعنهعليه‌السلام قال: الحناء يكسر الشيب ويزيد في ماء الوجه.

عن عبد الله بن مسكان، عن الحسن بن الزيات قال: كان يجلس إلي رجل من اهل البصرة، فلم ازل به حتى دخل في هذا الامر، قال: وكنت اصف له ابا جعفرعليه‌السلام ، فخرجنا إلى مكة، فلما قضينا النسك اخذنا إلى المدينة، فاستأذنا على أبي جعفرعليه‌السلام فأذن لنا، فدخلنا عليه في بيت منجد وعليه ملحفة وردية وقد اختضب واكتحل وحف لحيته(٣) فجعل صاحبي ينظر إليه وينظر إلى البيت

__________________

١ - الوسمة - بكسر السين وسكونها -: ورق النيل. ونبات يختضب بورقه، يقال له العظلم.

٢ - الكتم - بفتحتين - والكتمان - بالضم: نبت يخضب به الشعر ويصنع منه مداد للكتابة إذا طبخ بالماء ويسود إذا نضج قيل: من شجر الجبال ورقه كورق الآس يختضب به وله ثمر كقدر الفلفل.

٣ - المنجد: المزين. الملحفة بالكسر: اللباس فوق ماسواه. وكل ما يلتحف به. الوردية: نوع من الرداء أي ما كان بلون الورد. وحف اللحية: أحفاها أو أخذ منها.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481