مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق0%

مكارم الأخلاق مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: مکتبة الأخلاق والدعاء
الصفحات: 481

مكارم الأخلاق

مؤلف: أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف:

الصفحات: 481
المشاهدات: 203253
تحميل: 10887

توضيحات:

مكارم الأخلاق
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 481 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 203253 / تحميل: 10887
الحجم الحجم الحجم
مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينفي الاقذار وإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اغتم، فأمره جبريلعليه‌السلام فغسل رأسه بالسدر وكان ذلك سدرا من سدرة المنتهى.

وقال أبوالحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : غسل الرأس بالسدر يجلب الرزق جلبا.

وقال الصادقعليه‌السلام : اغسلوا رؤسكم بورق السدر، فإنه قدسه كل ملك مقرب ونبي مرسل، ومن غسل رأسه بورق السدر صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوما، ومن صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوما لم يعص الله ومن لم يعص الله دخل الجنة.

ومن تهذيب الاحكام، عنهعليه‌السلام قال: من أخذ شاربه، وقلم أظفاره، وغسل رأسه بالخطمي يوم الجمعة كان كمن أعتق نسمة(١) .

ومن طب الائمة، قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في وصيته لاصحابه: غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينفي الدواب(٢) .

عن جابر الجعفي قال: شكوت إلى أبي جعفرعليه‌السلام حزازا(٣) في رأسي، فقال: دق الآس واستخرج ماءه واضربه بخل خمر أجود ما تقدر عليه ضربا شديدا حتى يزبد، ثم اغسل به رأسك ولحيتك بكل قوة لك، ثم ادهنه بعد ذلك بدهن شيرج(٤) طري تبرأ إن شاء الله.

الفصل السادس

في الاطلاء بالنورة

من كتاب من لايحضره الفقيه، قال الصادقعليه‌السلام : من أراد أن يتنور فليأخذ

__________________

١ - النسمة: المملوك ذكرا كان أو أنثى.

٢ - الدرن: الوسخ. والدواب جمع الدابة. والمراد هنا الحيوانات الصغار التي يتولد من البشرة تحت القميص في بعض الابدان.

٣ - حراز الرأس: القشرة التي تتساقط من الرأس، وقد يستعمل لداء يظهر في الجسد فيتقشر ويتسع.

٤ - الشيرج: دهن السمسم، وربما قيل للدهن الابيض وللعصير قبل أن يتغير.

٦١

من النورة ويجعله على طرف أنفه ويقول: أللهم ارحم سليمان بن داودعليه‌السلام كما أمر بالنورة فإنه لا تحرقه إن شاء الله تعالى.

وروي أن من جلس وهو متنور خيف عليه الفتق.

من كتاب المحاسن عن الحكم بن عيينة قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام وقد أخذ الحناء وجعله على أظافيره، فقال: يا حكم ما تقول في هذا؟ فقلت: ما عسيت أن أقول فيه وأنت تفعله وإنما عندنا يفعله الشاب فقال: يا حكم إن الاظافير إذا أصابتها النورة غيرتها حتى تشبه أظافير الموتى فلا بأس بتغيرها.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أطلى واختضب بالحناء أمنه الله من ثلاث خصال: الجذام والبرص والاكلة إلى طلية مثلها.

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ينبغي الرجل أن يتوفى النورة يوم الاربعاء فإنه نحس مستمر، وتجوز النورة في سائر الايام. وروي أنها في يوم الجمعة تورث البرص.

عن الرضاعليه‌السلام من تنور يوم الجمعة فأصابه البرص فلا يلومن إلا نفسه.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أطلى واختضب بالحناء أمنه الله من ثلاث خصال: الجذام والبرص والاكلة إلى طلية مثلها.

وقال الصادقعليه‌السلام : الحناء على أثر النورة أمان من الجذام والبرص.

من الروضة قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خمس خصال تورث البرص: النورة يوم الجمعة ويوم الاربعاء، والتوضؤ والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس، والاكل على الجنابة وغشيان(١) المرأة في حيضها، والاكل على الشبع.

عن الرضاعليه‌السلام قال: ألقوا الشعر عنكم فإنه يحسن.

من كتاب المحاسن روي: أن من أطلى فتدلك بالحناء من قرنه إلى قدمه نفى الله عنه الفقر.

من كتاب اللباس عن الصادقعليه‌السلام : أنه كان يطلي في الحمام فإذا بلغ موضع

__________________

١ - الغشيان - بالكسر - الاتيان.

٦٢

العانة قال للذي يطليه تنح، ثم طلى هو ذلك الموضع.

وعنهعليه‌السلام : أنه كان يدخل فيطلي إبطه وحده إذا احتاج إلى ذلك، ثم يخرج: وعنهعليه‌السلام أيضا: ربما طلى بعض مواليه جسده كله.

روى الارقط(١) عنهعليه‌السلام قال: أتيته في حاجة فأصبته في الحمام، فذكرت له حاجتي، فقال: ألا تطلي؟ قلت: إنما عهدي به أول من أمس، قال: أطل فإنما النورة طهور.

وعنهعليه‌السلام قال: كان عليعليه‌السلام إذا أطلى تولى عانته بيده.

عن ليث المرادي قال: سألت الصادقعليه‌السلام عن الجنب يطلي؟ قال: لا بأس به.

عن الرضاعليه‌السلام قال: أربع من أخلاق الانبياء: التطيب والتنظيف بالموسى وحلق الجسد بالنورة، وكثرة الطروقة.

__________________

١ - هارون بن حكيم الارقط هو خال أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام .

٦٣

الباب الرابع

في تقليم الاظفار وأخذ الشارب وتدوير اللحية وتسريح الرأس

والترجيل والنظر في المرآة والحجامة، وهو أربعة فصول:

الفصل الاول

في تقليم الاظفار

من كتاب اللباس، روى سليمان بن خالد قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : أقص من أظفاري كل جمعة؟ فقال: إن طالت.

عن موسى بن بكير قال: قلت لابي الحسنعليه‌السلام : إن أصحابنا يقولون: أخذ الشارب والاظافير يوم الجمعة، فقال: سبحان الله خذها إن شئت في الجمعة وإن شئت في سائر الايام.

عن الصادقعليه‌السلام قال: تقليم الاظفار، والاخذ من الشارب، وغسل الرأس بالخطمي ينفي الفقر ويزيد في الرزق.

عن أبي عبد الله، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قلم أظفاره يوم الجمعة أخرج الله من أنامله داء وأدخل فيها شفاء.

وعنهعليه‌السلام : تقليم الاظفار والاخذ من الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام.

وعنهعليه‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قلم أظفاره يوم الجمعة لم تسعف أنامله(١) .

وعنهعليه‌السلام أيضا قال: خذ من أظفارك ومن شاربك كل جمعة، فإذا كانت قصارا فحكها، فإنه لا يصيبك جذام ولا برص.

__________________

١ - تسعف أي تشقق، وفي بعض النسخ ( تشعث ) بمعنى تفرق.

٦٤

من كتاب المحاسن، عن الحسن بن العلاء قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : ما ثواب من أخذ شاربه وقلم أظفاره في كل جمعة؟ قال: لا يزال مطهرا إلى يوم الجمعة الاخرى.

عن أبي كهمس(١) ، عن رجل قال: قلت لعبدالله بن الحسن: علمني شيئا في طلب الرزق؟ قال: قل: اللهم تول أمري ولا توله غيرك قال: فأعلمت بذلك أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فقال: ألا أعلمك في الرزق أنفع لك من ذلك؟ قال: قلت: بلى، قال: خذ من شاربك وأظفارك في كل جمعة.

عن خلف قال: رآني ابوالحسنعليه‌السلام وأنا أشتكي عيني، فقال: ألا أدلك على شيء اذا فعلته لم تشتك عينك؟ قلت: بلى، قال: خذ من أظفارك في كل خميس، قال: ففعلت فلم أشتك عيني.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قلم أظفاره يوم السبت ويوم الخميس وأخذ من شاربه عوفي من وجع الاضراس ووجع العينين.

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من أخذ أظفاره وشاربه كل جمعة وقال حين يأخذه: بسم الله وبالله وعلى سنة محمد وآل محمد لم يسقط منه قلامة ولا جزازة(٢) إلا كتب الله له بها عتق رقبة ولم يمرض إلا المرضة التي يموت فيها.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال للرجال: قصوا أظافيركم، وللنساء: اتركن فإنه أزين لكن.

ومن طب الائمة عنهعليه‌السلام قال: من قلم أظافيره يوم الاربعاء فبدأ بالخنصر الايسر كان له أمان من الرمد.

__________________

١ - اسمه الهيثم بن عبيدالله من رجال الشيعة، وقيل: أبوكهمش بالمعجمة.

٢ - القلامة - بالضم -: ما سقط من الشيء المقلوم. والجزاز - بالضم أيضا -: ما سقط من الشيء عند الجز أي القطع.

( مكارم الاخلاق - ٥ )

٦٥

وعن الباقرعليه‌السلام قال: إن من يقلم أظفاره يوم الجمعة يبدأ بخنصره من يده اليسرى ويختم بخنصره من يده اليمنى.

وقال الصادقعليه‌السلام : من قص أظافيره يوم الخميس وترك واحدا ليوم الجمعة نفى الله عنه الفقر.

وفي رواية في الفردوس قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد ان يأمن الفقر وشكاية العين والبرص والجنون فليقلم أظفاره يوم الخميس بعد العصر وليبدأ بخنصره من اليسار.

من كتاب المحاسن عن الصادقعليه‌السلام قال: احتبس الوحي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل له: احتس الوحي عنك يا رسول الله؟ قال: وكيف لا يحتبس عني وأنتم لا تقلمون أظفاركم ولا تنقون رائحتكم.

وقال الباقرعليه‌السلام : إنما قصت الاظفار لانها مقيل(١) الشيطان ومنه يكون النسيان.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للرجال: قصوا أظافيركم. وقال للنساء: اتركن من أظافيركن فإنه أزين لكن(٢) .

قال الصادقعليه‌السلام : يدفن الرجل شعره وأظافيره إذا اخذ منها وهي سنة.

وفي كتاب المحاسن وهي سنة واجبة. وروي ان من السنة دفن الشعر والظفر والدم.

عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام وقد سئل عن الرحل: يأخذ من شعره وأظفاره ثم يقوم إلى الصلاة من غير أن ينفضه من ثوبه؟ فقا: لا بأس.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قلم أظفاره وقص شاربه في يوم الجمعة ثم قال: بسم الله وبالله وعلى سنة محمد وآل محمد أعطى بكل قلامة عتق رقبة من ولد إسماعيل(٣) .

عن علي بن الحسينعليه‌السلام إذا حلق رأسه بمنى أمر أن يدفن شعره.

__________________

١ - المقيل: موضع الاستراحة.

٢ - يعني أنهن لا يبالغن في قصها كما يبالغ الرجال بل يتركن شيئا كما يستفاد من لفظة من التبعيضية.

٣ - القلامة: ما سقط من الشيء المقلوم.

٦٦

الفصل الثاني

في أخذ الشارب وتدوير اللحية والنظر في الشيب وغيره

في أخذ الشارب

من كتاب من لا يحضره الفقيه، قال الصادقعليه‌السلام : أخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يطولن أحدكم شاربه، فإن الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يأخذ شاربه فليس منا.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله احفوا الشوارب واعفوا اللحى ولا تتشبهوا باليهود.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن المجوس جزوا لحاهم ووفروا شواربهم وإنا نحن نجز الشوارب ونعفي اللحى وهي الفطرة. وإذا أخذ الشارب يقول: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

من كتاب المحاسن، عن الصادقعليه‌السلام قال: حلق الشوارب من السنة.

عن السكوني قال: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من السنة أن يأخذ الشارب حتى يبلغ الاطارة(١) .

عن عبد الله بن عثمان، إنه رأى أبا عبد اللهعليه‌السلام أحفى شاربه حتى التزمه العسيب(٢) .

في قص اللحية وتدويرها

نظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى رجل طويل اللحية، فقال: ما ضر هذا لو هيأ من لحيته؟

فبلغ الرجل ذلك، فهيأ لحيته بين اللحيتين ثم دخل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما رآه قال: هكذا فافعلوا(٣) .

__________________

١ - الاطارة: لكل شيء ما أحاط به. وإطارة الشفة: اللحم المحيط بها.

٢ - العسيب: منبت الشعر: وفي بعض النسخ ( حتى بدا حرف شفته ). أي طرف شفته.

٣ - هيأه أي أصلحه.

٦٧

عن محمد بن مسلم قال: رأيت الباقرعليه‌السلام يأخذ من لحيته، فقال: دوروها.

وقال الصادقعليه‌السلام : تقبض بيدك على اللحية وتجز ما فضل.

من كتاب المحاسن عن علي بن جعفر قال: سألت أخي عن الرجل من لحيته؟ فقال: أما من عارضيه فلا بأس وأما من مقدمها فلا يأخذ.

عن سدير الصيرفي قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام يأخذ من عارضيه ويبطح لحيته(١) .

عن الحسن الزيات قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام قد خف لحيته.

عن سدير قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام يأخذ من عارضيه ويبطن لحيته.

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من زاد من اللحية على القبضة ففي النار.

وعنهعليه‌السلام قال: من سعادة المرء خفة لحيته.

قال الصادقعليه‌السلام يعتبر عقل الرجل في ثلاث: في طول لحيته وفي نقش خاتمه وفي كنيته.

عن أبي أيوب عن محمد قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام والحجام يأخذ من لحيته، فقال له: دورها.

في الشيب

من كتاب اللباس قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشيب في مقدم الرأس يمن وفي العارضين سخاء وفي الذوائب شجاعة وفي القفاء شؤم.

عن الصادقعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنظر إلى الشيب في لحيته، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : [ نور ] من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة.

قال الباقرعليه‌السلام : أصبح إبراهيمعليه‌السلام فرأى في لحيته شعرة بيضاء فقال: الحمد لله الذي بلغني هذا المبلغ ولم أعص الله طرفة عين.

عن الصادقعليه‌السلام قال: كان الناس لا يشيبون، فأبصر إبراهيم شيبا في لحيته، فقال: يا رب ما هذا؟ قال: هذا وقار. قال: يا رب زدني وقارا.

وعنهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشيب نور فلا تنتفوه.

__________________

١ - يبطح أي يبسط. وفي بعض النسخ ( يبطن ).

٦٨

من كتاب المحاسن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا بأس بجز الشمط ونتفه، وجزه أحب إلي من نتفه(١) .

وعنه، عن عليعليهما‌السلام : أنه كان لا يرى بأسا بجز الشيب ويكره نتفه.

في الترجل

عنهعليه‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه نهى عن الترجل مرتين في يوم.

وعنهعليه‌السلام : إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يرجل شعره وأكثر ما كان يرجله بالماء.

في النظر في المرآة

من كتاب النجاة: من أراد النظر في المرآة فليأخذها بيده اليسرى وليقل: بسم الله ويضع يده اليمنى على أم رأسه ويمسح بها وجهه ويقبض على لحيته وينظر في المرآة ويقول: « الحمد لله الذي خلقني بشرا سويا وزانني ولم يشني وفضلني على كثير من خلقه ومن علي بالاسلام ورضيه لي دينا ». فإذا وضع المرآة من يديه فليقل: « اللهم لا تغير ما بنا من نعمتك واجعلنا لانعمك من الشاكرين ».

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته لعلي: يا علي، إذا نظرت في المرآة فقل: « اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ورزقي ».

وعن الصادقعليه‌السلام : « الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي وصورني فأحسن صورتي، الحمد لله الذي زان مني ما شان من غيري وأكرمني بالاسلام ».

الفصل الثالث

في تسريح الرأس واللحية

من كتاب من لا يحضره الفقيه، سئل الرضا عن قول الله عزوجل:( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) قال: من ذلك التمشط عند كل صلاة.

__________________

١ - الجز: القطع. الشمط: بياض شعر الرأس يخالط سواده من شمط بمعنى خلط. والنتف: النزع.

٦٩

وقال الصادقعليه‌السلام في قوله عزوجل:( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) قال: المشط، فإن المشط يحسن الشعر وينجز الحاجة ويزيد في الصلب ويقطع البلغم.

وقال الصادقعليه‌السلام : مشط الرأس يذهب بالوباء ومشط اللحية يشد الاضراس.

وقال أبوالحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : إذا سرحت لحيتك ورأسك فأمر المشط على صدرك، فإنه يذهب بالهم والوباء.

وقال الصادقعليه‌السلام : من سرح لحيته سبعين مرة وعدها مرة مرة لم يقربه الشيطان اربعين يوما.

من روضة الواعظين: وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يسرح تحت لحيته اربعين مرة ومن فوقها سبع مرات ويقول: إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم.

وفي رواية عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء ابدا.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من امتشط قائما ركبه الدين.

عن الكاظمعليه‌السلام : تمشطوا بالعاج فإنه يذهب الوباء.

وقال الصادقعليه‌السلام : المشط يذهب بالوباء وهو الحمى. وقالعليه‌السلام . لا بأس بأمشاط العاج والمكاحل والمداهن منه(١) .

عنهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الشعر الحسن من كسوة الله فأكرموه.

وعن الصادقعليه‌السلام قال: من اتخذ شعرا فليحسن ولايته او ليجزه.

وعنهعليه‌السلام قال: من اتخذ شعرا فلم يفرقه فرقه الله بمنشار من نار. وكان شعر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفرة لم يبلغ الفرق(٢) .

وعن الكاظمعليه‌السلام قال: ألقوا الشعر عنكم فإنه يحسن.

ومن كتاب اللباس، عن أيوب بن هارون قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يفرق شعرة؟ قال: لا. وكان شعر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا طال طال إلى شحمة أُذنيه.

__________________

١ - المكاحل: جمع مكحلة - بالضم - ومكحل - بالكسر -. والمداهن: جمع مدهن - بالضم - آلة الدهن وما يجعل فيه الدهن.

٢ - يقال: فرق الشعر تفريقا أي سرحه تسريحا. والوفرة: ما سال من الشعر إلى شحم الاذن.

٧٠

عن عمرو بن ثابت عن الصادقعليه‌السلام قال: إنهم يروون أن الفرق من السنة وما هو من السنة قلت: يزعمون ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرق قال: وما فرق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما كانت الانبياء تمسك الشعر.

عن الصادقعليه‌السلام : لا تتسرح في الحمام فإنه يرق الشعر.

عن يزيد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله: المشط ينفي الفقر ويذهب بالداء.

وعنهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : المشط يذهب بالوباء، والدهن يذهب بالبؤس.

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إمرار المشط على الصدر يذهب بالهم.

عن أبي عبد الله بن سليمان قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن العاج فقال: لا بأس به وإن لي منه لمشطا.

عن القاسم بن الوليد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن عظام الفيل - مداهنها وأمشاطها؟ فقالعليه‌السلام : لا بأس بها.

وعنهعليه‌السلام : إنه كره أن يدهن في مدهنة فضة او مدهن مفضض والمشط كذلك.

عن محمد بن عيسى، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن آنية الذهب والفضة؟ فكرهها، فقلت: روى بعض أصحابنا أنه كان لابي الحسنعليه‌السلام مرآة ملبسة فضة، فقال، لا والحمد لله، إنما كانت لها حلقة فضة، وقال: إن العباس لما عذر جعل له عود ملبس فضة نحو من عشرة دراهم فأمر به فكسره.

وعنهعليه‌السلام قال: لا بأس أن يشرب الرجل من القدح المفضض، واعزل فمك عن موضع الفضة.

وعن الصادقعليه‌السلام من كتاب النجاة قال: إذا أراد أحدكم الامتشاط فليأخذ المشط بيده اليمنى وهو جالس وليضعه على أم رأسه، ثم يسرح مقدم رأسه ويقول: « اللهم حسن شعري وبشري وطيبهما واصرف عني الوباء »، ثم يسرح مؤخر رأسه ويقول: « اللهم لا تردني على عقبي واصرف عني كيد الشيطان ولا تمكنه من قيادي فتردني على عقبي »، ثم يسرح على حاجبيه ويقول: « اللهم زيني بزينة الهدى »، ثم يسرح الشعر من فوق، ثم يمر المشط على صدره ويقول في الحالين معا: « اللهم سرّح

٧١

عني الهموم والغموم ووحشة الصدر ووسوسة الشيطان »، ثم يشتغل بتسريح الشعر ويبتدئ به من أسفل ويقرأ:( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) .

عن يحيى بن حماد، عن سليمان بن يحيى قال: تهيأ الرضاعليه‌السلام يوما للركوب إلى باب المأمون وكنت في حرسه، فدعا بالمشط وجعل يمشط، ثم قال: يا سليمان أخبرني أبي عن آبائهعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء أبدا.

من طب الائمة روي عن أبي الحسن العسكريعليه‌السلام أنه قال: التسريح بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس ويطرد الدود من الدماغ ويطفئ المرار وينقي اللثة والعمور(١) .

عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: لا تمتشط من قيام فإنه يورث الضعف في القلب، وامتشط وأنت جالس فإنه يقوي القلب ويمخج(٢) الجلدة.

عن الصادقعليه‌السلام قال: تسريح الرأس يقطع البلغم، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام، وتسريح العارضين يشد الاضراس.

وسئل عن حلق الرأس؟ قال: حسن.

عن ابن عباس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : تسريح الرأس واللحية يسل الداء من الجسد سلا(٣) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : تسريح اللحى عقيب كل وضوء ينفي الفقر.

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: التمشط من قيام يورث الفقر. وروي أنه قال: إذا سرحت لحيتك فاضرب بالمشط من تحت إلى فوق أربعين مرة واقرأ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ومن فوق إلى تحت سبع مرات واقرأ( والعاديات ضبحا ) ، ثم قل: « اللهم فرج عني الهموم ووحشة الصدور ووسوسة الشيطان ».

__________________

١ - الدودة: دويبة صغيرة مستطيلة. والعمور كفلوس: اللحم الذي بين الاسنان.

٢ - مخج بالخاء بعدها جيم كمنع: جذب الدلو ونهزها حتى تمتلئ.

٣ - السل: انتزاع الشيء وخروجه في رفق.

٧٢

الفصل الرابع

في الحجامة

من طب الائمة، قال الصادقعليه‌السلام : إن للدم ثلاث علامات: البثر(١) في الجسد والحكة ودبيب الدواب. وفي حديث آخر والنعاس. وكان إذا اعتل إنسان من أهل الدار قال: انظروا في وجهه، فإن قالوا: أصفر قال: هو من المرة الصفراء، فيأمر بماء فيسقى وإن قالوا: أحمر قال: دم، فيأمر بالحجامة.

وروي عنهم، عن عليعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : احتجموا، فإن الدم ربما يتبيغ بصاحبه فيقتله(٢) .

وروى الانصاري قال: كان الرضاعليه‌السلام ربما تبيغه الدم، فاحتجم في جوف الليل.

عن جعفر بن محمدعليه‌السلام قال: يحتجم الصائم في غير شهر رمضان متى شاء فأما في شهر رمضان فلا يغدر بنفسه ولا يخرج الدم إلا أن تبيغ به وأما نحن فحجامتنا في شهر رمضان بالليل وحجامتنا يوم الاحد وحجامة موالينا يوم الاثنين.

عن ابي عبد اللهعليه‌السلام قال: إياك والحجامة على الريق(٣) .

وعنهعليه‌السلام قال في الحمام: لا تدخله وأنت ممتلئ من الطعام، ولا تحتجم حتى تأكل شيئا، فإنه أدر للعرق(٤) وأسهل لخروجه وأقوى للبدن.

وروي عن العالمعليه‌السلام (٥) أنه قال: الحجامة بعد الاكل، لانه إذا شبع الرجل ثم احتجم اجتمع الدم وأخرج الداء، وإذا احتجم قبل الاكل خرج الدم وبقي الداء.

__________________

١ - البثر: خراج صغير بالبدن كالدمل ونحوه. ودبيب الدواب: ما ساروا من الحيوانات سيرا لينا كالنمل والقمل ونحوهما ولعل المراد به ههنا القمل.

٢ - تبيغ أي هاج. والتبييغ: ثوران الدم وهيجانه. وفي بعض النسخ « فقتله ».

٣ - الريق: لعاب الفم ما دام فيه، فإذا خرج فهو بزاق.

٤ - يقال: أدر للشيء أي أنفع له، من الدر بمعنى خير كثير. وفي بعض النسخ « للعروق ».

٥ - والمراد بالعالم في الاخبار والروايات، الامام السابع، موسى بن جعفرعليه‌السلام .

٧٣

عن زيد الشحام قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فدعا بالحجام، فقال له: إغسل محاجمك وعلقها ودعا برمانة فأكلها، فلما فرغ من الحجامة دعا برمانة أخرى فأكلها وقال: هذا يطفي المرار.

وعنهعليه‌السلام أنه قال لرجل من أصحابه: إذا أردت الحجامة وخرج الدم من محاجمك فقل قبل أن تفرغ والدم يسيل: « بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله الكريم في حجامتي هذه من العين في الدم ومن كل سوء »، فإنك إذا قلت هذا فقد جمعت الخير، لان الله عزوجل يقول في كتابه:( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) (١) .

عن أبي بصير قال: قال أبوجعفرعليه‌السلام : أي شيء تأكلون بعد الحجامة؟ فقلت الهندباء والخل، فقال: ليس به بأس.

وروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه احتجم، فقال: يا جارية هلمي ثلاث سكرات، ثم قال إن السكر بعد الحجامة يرد الدم الطمي(٢) ويزيد في القوة.

عن الكاظمعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان منكم محتجما فليحتجم يوم السبت.

وقال الصادقعليه‌السلام : الحجامة يوم الاحد فيها شفاء من كل داء.

وعنهعليه‌السلام ، إنه مر بقوم يحتجمون، فقال: ما عليكم لو اخترتموه إلى عشية يوم الاحد، فإنه يكون أنزل للداء.

وعنهعليه‌السلام قال: كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يحتجم يوم الاثنين بعد العصر.

عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة او لتسع عشرة او لاحدى عشرين كان له شفاء من داء السنة.

وقال ايضا: احتجموا لخمس عشرة وسبع عشرة وإحدى وعشرين، لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم.

__________________

١ - سورة الاعراف آية ١٨٨.

٢ - الطمي من طمي الماء: ارتفع وملا. وفي بعض النسخ الطري.

٧٤

وفي الحديث أنه نهى عن الحجامة في يوم الاربعاء إذا كانت الشمس في العقرب.

عن زيد بن علي، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من احتجم يوم الاربعاء فأصابه وضح(١) فلا يلومن إلا نفسه.

وروى الصادق عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نزل علي جبريل بالنهي عن الحجامة يوم الاربعاء وقال: إنه يوم نحس مستمر.

عن الصادقعليه‌السلام قال: من احتجم في آخر خميس في الشهر آخر النهار سل الداء سلا. وعنهعليه‌السلام قال: إن الدم يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس، فإذا زالت الشمس تفرق، فخذ حظك من الحجامة قبل الزوال.

وعن المفضل بن عمر قال: دخلت على الصادقعليه‌السلام وهو يحتجم يوم الجمعة، فقال: أو ليس تقرأ آية الكرسي؟ ونهى عن الحجامة مع الزوال في يوم الجمعة.

عن ابي الحسنعليه‌السلام قال: لا تدع الحجامة في سبع من حزيران فإن فاتك فلاربع عشرة.

عن الصادقعليه‌السلام قال: اقرأ آية الكرسي واحتجم أي وقت شئت.

عن شعيب العقرقوفي(٢) قال: دخلت على ابي الحسنعليه‌السلام وهو يحتجم يوم الاربعاء [ في الخميس ]، فقلت: إن هذا يوم يقول الناس: من احتجم فيه فأصابه البرص فلا يلومن إلا نفسه، فقال: انما يخاف ذلك على من حملته امه في حيضها.

عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا ثار الدم بأحدكم فليحتجم، لا يتبيغ به فيقتله وإذا اراد احدكم ذلك فليكن في آخر النهار.

من الفردوس، عن أنس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء وفي سبع وعشر من الشهر شفاء ويوم الثلاثاء صحة للبدن، ولقد أوصاني جبريلعليه‌السلام بالحجم حتى ظننت أنه لابد منه.

__________________

١ - الوضح - محركة -: البرص

٢ - العقرقوف: قرية من نواحي دجيل، أربعة فراسخ من بغداد، والمنسوب إليها هو شعيب بن يعقوب من أصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام ، إبن اخت أبي بصير - يحيى بن قاسم - ثقة، وله كتاب.

٧٥

وقالعليه‌السلام : الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة تمضي من الشهر دواء لداء سنة.

وقالعليه‌السلام : الحجامة يوم الاحد شفاء.

وقالعليه‌السلام : الحجامة في الرأس شفاء من سبع: من الجنون والجذام والبرص والنعاس ووجع الضرس وظلمة العين والصداع.

وعنهعليه‌السلام قال: الحجامة تزيد العقل وتزيد الحافظ حفظا.

وعنهعليه‌السلام قال: الحجامة في نقرة(١) الرأس تورث النسيان.

وعن أبي الحسنعليه‌السلام قال: احتجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في رأسه وبين كتفيه وقفاه وسمى الواحدة النافعة والاخرى المغيثة والثالثة المنقذة. وفي غير هذا الحديث التي في الرأس المنقذة والتي في النقرة المغيثة والتي في الكاهل النافعة وروي المغيثة.

عن الصادقعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأشار بيده إليه رأسه: عليكم بالمغيثة، فانها تنفع من الجنون والجذام والبرص والاكلة ووجغ الاضراس(٢) وعنهعليه‌السلام قال: بلغ الصبي أربعة أشهر فاحتجموه في كل شهر مرة في النقرة فانه يخفف لعابه ويهبط بالحر من رأسه وجسده.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الداء ثلاث والدواء ثلاث، فالداء المرة والبلغم والدم، فدواء الدم الحجامة ودواء المرة المشي ودواء البلغم الحمام.

عن معاوية بن الحكم قال: إن أبا جعفرعليه‌السلام دعا طبيبا، ففصد عرقا من بطن كفه(٣) .

عن محسن الوشا قال: شكوت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام وجع الكبد، فدعا بالفاصد، ففصدني من قدمي وقال: اشربوا الكاشم لوجع الخاصرة(٤) .

__________________

١ - النقرة: حفرة صغيرة في الارض، ومنه نقرة القفا ونقرة الورك أي ثقبهما.

٢ - الاكلة - بكسر الهمزة -: الحكة.

٣ - الفصد: شق العرق.

٤ - الكاشم: دواء يستف مع السكر. أو هو أنجذان الرومي وهو بضم الجيم، نبات يقاوم السموم، جيد لوجع المفاصل، جاذب مدر، محدر لطمث.

٧٦

وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه شكا إليه رجل الحكة، فقال: احتجم ثلاث مرات في الرجلين جميعا فيما بين العرقوب والكعب(١) ، ففعل الرجل ذلك، فذهب عنه. وشكا إليه آخر، فقال: احتجم في أحد عقبيك أو من الرجلين جميعا ثلاث مرات تبرأ إن شاء الله.

قالعليه‌السلام : وشكا بعضهم إلى أبي الحسنعليه‌السلام كثرة ما يصيبه من الجرب(٢) ، فقال: إن الجرب من نجار الكبد، فاذهب وافتصد من قدمك اليمنى والزم أخذ درهمين من دهن اللوز الحلو على ماء الكشك(٣) واتق الحيتان والخل ففعل ذلك، فبرئ باذن الله تعالى.

عن مفضل بن عمر قال: شكوت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام الجرب على جسدي والحرارة، فقال: عليك بالافتصاد من الاكحل(٤) ففعلت، فذهب عني والحمد لله شكرا.

وروي أن رجلا شكا إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام الحكة، فقال له: شربت الدواء؟ فقال: نعم، فقال: فصدت العرق؟ فقال: نعم فلم أنتفع به، فقال احتجم ثلاث مرات في الرجلين جميعا فيما بين العرقوب والكعب، ففعل فذهب عنه.

__________________

١ - العرقوب: بالضم عصب غليظ فوق العقب وخلف الكعبين.

٢ - الجرب - محركة - داء لها حكة شديدة ويحدث في الجلد بثورا صغارا.

٣ - الكشك: ماء الشعير. وما يتخذ من اللبن، معروف عند العامة.

٤ - الاكحل: عرق في الذراع يفصد.

٧٧

الباب الخامس

في الخضاب والزينة والخاتم وما يتعلق بها، وهو ستة فصول:

الفصل الاول

في الترغيب في الخضاب وفضله

من كتاب من لا يحضره الفقيه، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إختضبوا بالحناء، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر ويطيب الريح ويسكن الزوجة.

وقال الصادقعليه‌السلام : الحناء يذهب بالسهك ويزيد في ماء الوجه ويطيب النكهة ويحسن الولد(١) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : الخضاب هدى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو من السنة.

وقال الصادقعليه‌السلام : لا بأس بالخضاب كله.

وعن الصادقعليه‌السلام قال: إن رجلا دخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد اصفر لحيته، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أحسن هذا. ثم دخل عليه بعد ذلك وقد أقنى بالحناء(٢) ، فتبسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: هذا أحسن من ذلك. ثم دخل عليه بعد ذلك وقد خضب بالسواد، فضحك إليه، فقال: هذا أحسن من ذاك وذاك من ذلك.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي: يا علي، درهم في الخضاب أفضل من ألف درهم في غيره في سبيل الله، وفيه أربع عشرة خصلة: يطرد الريح من الاذنين ويجلو البصر ويلين الخياشيم ويطيب النكهة ويشد اللثة ويذهب بالضنى(٣) ويقل وسوسة الشيطان وتفرح به الملائكة ويستبشر به المؤمن ويغيظ به الكافر، وهو زينة وطيب ويستحيي منه منكر ونكير وهو براءة له في قبره.

__________________

١ - السهك: ريح كريهة ممن عرق.

٢ - من قنا الشيء أي اشتدت حمرته. ومن الخضاب اسودت واشبعت.

٣ - الضنى: المرض وشدته حتى تمكن منه الضعف والهزال.

٧٨

عن المثنى اليماني قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أحب خضابكم إلى الله الحالك.

من كتاب اللباس، عن ذروان المدائني قال: دخلت على أبي الحسن الثانيعليه‌السلام فإذا هو قد اختضب، فقلت: جعلت فداك قد اختضبت؟ فقال: نعم إن في الخضاب لاجرا، أما علمت أن التهيئة(١) تزيد في عفة النساء؟ أيسرك أنك إذا دخلت على أهلك فرأيتها على مثل ما تراك عليه إذا لم تكن على تهيئة؟ قال: قلت: لا، قال: هو ذاك، قال: ولقد كان لسليمانعليه‌السلام ألف امرأة في قصر - ثلاثمائة مهيرة(٢) وسبعمائة سرية - وكان يطيف بهن في كل يوم وليلة.

الفصل الثاني

في الخضاب بالسواد

من كتاب اللباس لابي النضر العياشي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فنظر في الشيب في لحيته، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : نور من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة، قال: فخضب الرجل بالحناء، ثم جاء إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما رأى الخضاب قال: نور وإسلام. قال: فخضب الرجل بالسواد، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : نور وإسلام وإيمان ومحبة إلى نسائكم ورهبة في قلوب عدوكم.

عن ابن فضال، عن الحسن بن جهم قال: دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام وهو مختضب بسواد، فقلت: جعلت فداك قد اختضبت بالسواد؟ قال: إن في الخضاب أجرا، إن الخضاب والتهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفة لترك أزواجهن التهيئة لهن.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان الحسينعليه‌السلام يخضب رأسه

__________________

١ - المراد بالتهيئة هنا: إصلاح الرجل بدنه من الوسخ وإزالة الشعر والتدهين ووضع الطيب ونحو ذلك.

٢ - المهيرة: الحرة، لانها تنكح بمهر، فهي فعيلة بمعنى مفعولة.

٧٩

بالوسمة(١) وكان يصدع رأسه. وعندنا لفافة رأسه التي كان يلف بها رأسه.

وعنهعليه‌السلام قال: الخضاب بالسواد مهابة للعدو وأنس للنساء.

عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: دخل قوم على علي بن الحسينعليه‌السلام ، فرأوه مختضبا بالسواد، فسألوه عن ذلك، فمد يده إلى لحيته، ثم قال: أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصحابه في غزوة غزاها أن يختضبوا بالسواد ليقووا به على المشركين.

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: النساء يحببن أن يرين الرجل في مثل ما يحب الرجل ان يرى فيه النساء من الزينة.

الفصل الثالث

في الخضاب بالحناء والكتم والصفرة وخضاب اليد للنساء

من كتاب اللباس، عن الحلبي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن خضاب الشعر؟ فقال: خضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والحسين وأبوجعفر بالكتم(٢) .

عن معاوية بن عمار قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام مخضوبا بالحناء.

عن أبي الصباح قال: رأيت اثر الحناء في يدي أبي جعفرعليه‌السلام .

عن أبي محمد المؤذن قال: كان ابو عبد اللهعليه‌السلام يصفر لحيته بالخطمي والحناء.

وعنهعليه‌السلام قال: الحناء يكسر الشيب ويزيد في ماء الوجه.

عن عبد الله بن مسكان، عن الحسن بن الزيات قال: كان يجلس إلي رجل من اهل البصرة، فلم ازل به حتى دخل في هذا الامر، قال: وكنت اصف له ابا جعفرعليه‌السلام ، فخرجنا إلى مكة، فلما قضينا النسك اخذنا إلى المدينة، فاستأذنا على أبي جعفرعليه‌السلام فأذن لنا، فدخلنا عليه في بيت منجد وعليه ملحفة وردية وقد اختضب واكتحل وحف لحيته(٣) فجعل صاحبي ينظر إليه وينظر إلى البيت

__________________

١ - الوسمة - بكسر السين وسكونها -: ورق النيل. ونبات يختضب بورقه، يقال له العظلم.

٢ - الكتم - بفتحتين - والكتمان - بالضم: نبت يخضب به الشعر ويصنع منه مداد للكتابة إذا طبخ بالماء ويسود إذا نضج قيل: من شجر الجبال ورقه كورق الآس يختضب به وله ثمر كقدر الفلفل.

٣ - المنجد: المزين. الملحفة بالكسر: اللباس فوق ماسواه. وكل ما يلتحف به. الوردية: نوع من الرداء أي ما كان بلون الورد. وحف اللحية: أحفاها أو أخذ منها.

٨٠