مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق16%

مكارم الأخلاق مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: مکتبة الأخلاق والدعاء
الصفحات: 481

مكارم الأخلاق
  • البداية
  • السابق
  • 481 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 210096 / تحميل: 11861
الحجم الحجم الحجم
مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينفي الاقذار وإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اغتم، فأمره جبريلعليه‌السلام فغسل رأسه بالسدر وكان ذلك سدرا من سدرة المنتهى.

وقال أبوالحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : غسل الرأس بالسدر يجلب الرزق جلبا.

وقال الصادقعليه‌السلام : اغسلوا رؤسكم بورق السدر، فإنه قدسه كل ملك مقرب ونبي مرسل، ومن غسل رأسه بورق السدر صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوما، ومن صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوما لم يعص الله ومن لم يعص الله دخل الجنة.

ومن تهذيب الاحكام، عنهعليه‌السلام قال: من أخذ شاربه، وقلم أظفاره، وغسل رأسه بالخطمي يوم الجمعة كان كمن أعتق نسمة(١) .

ومن طب الائمة، قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في وصيته لاصحابه: غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينفي الدواب(٢) .

عن جابر الجعفي قال: شكوت إلى أبي جعفرعليه‌السلام حزازا(٣) في رأسي، فقال: دق الآس واستخرج ماءه واضربه بخل خمر أجود ما تقدر عليه ضربا شديدا حتى يزبد، ثم اغسل به رأسك ولحيتك بكل قوة لك، ثم ادهنه بعد ذلك بدهن شيرج(٤) طري تبرأ إن شاء الله.

الفصل السادس

في الاطلاء بالنورة

من كتاب من لايحضره الفقيه، قال الصادقعليه‌السلام : من أراد أن يتنور فليأخذ

__________________

١ - النسمة: المملوك ذكرا كان أو أنثى.

٢ - الدرن: الوسخ. والدواب جمع الدابة. والمراد هنا الحيوانات الصغار التي يتولد من البشرة تحت القميص في بعض الابدان.

٣ - حراز الرأس: القشرة التي تتساقط من الرأس، وقد يستعمل لداء يظهر في الجسد فيتقشر ويتسع.

٤ - الشيرج: دهن السمسم، وربما قيل للدهن الابيض وللعصير قبل أن يتغير.

٦١

من النورة ويجعله على طرف أنفه ويقول: أللهم ارحم سليمان بن داودعليه‌السلام كما أمر بالنورة فإنه لا تحرقه إن شاء الله تعالى.

وروي أن من جلس وهو متنور خيف عليه الفتق.

من كتاب المحاسن عن الحكم بن عيينة قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام وقد أخذ الحناء وجعله على أظافيره، فقال: يا حكم ما تقول في هذا؟ فقلت: ما عسيت أن أقول فيه وأنت تفعله وإنما عندنا يفعله الشاب فقال: يا حكم إن الاظافير إذا أصابتها النورة غيرتها حتى تشبه أظافير الموتى فلا بأس بتغيرها.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أطلى واختضب بالحناء أمنه الله من ثلاث خصال: الجذام والبرص والاكلة إلى طلية مثلها.

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ينبغي الرجل أن يتوفى النورة يوم الاربعاء فإنه نحس مستمر، وتجوز النورة في سائر الايام. وروي أنها في يوم الجمعة تورث البرص.

عن الرضاعليه‌السلام من تنور يوم الجمعة فأصابه البرص فلا يلومن إلا نفسه.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أطلى واختضب بالحناء أمنه الله من ثلاث خصال: الجذام والبرص والاكلة إلى طلية مثلها.

وقال الصادقعليه‌السلام : الحناء على أثر النورة أمان من الجذام والبرص.

من الروضة قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خمس خصال تورث البرص: النورة يوم الجمعة ويوم الاربعاء، والتوضؤ والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس، والاكل على الجنابة وغشيان(١) المرأة في حيضها، والاكل على الشبع.

عن الرضاعليه‌السلام قال: ألقوا الشعر عنكم فإنه يحسن.

من كتاب المحاسن روي: أن من أطلى فتدلك بالحناء من قرنه إلى قدمه نفى الله عنه الفقر.

من كتاب اللباس عن الصادقعليه‌السلام : أنه كان يطلي في الحمام فإذا بلغ موضع

__________________

١ - الغشيان - بالكسر - الاتيان.

٦٢

العانة قال للذي يطليه تنح، ثم طلى هو ذلك الموضع.

وعنهعليه‌السلام : أنه كان يدخل فيطلي إبطه وحده إذا احتاج إلى ذلك، ثم يخرج: وعنهعليه‌السلام أيضا: ربما طلى بعض مواليه جسده كله.

روى الارقط(١) عنهعليه‌السلام قال: أتيته في حاجة فأصبته في الحمام، فذكرت له حاجتي، فقال: ألا تطلي؟ قلت: إنما عهدي به أول من أمس، قال: أطل فإنما النورة طهور.

وعنهعليه‌السلام قال: كان عليعليه‌السلام إذا أطلى تولى عانته بيده.

عن ليث المرادي قال: سألت الصادقعليه‌السلام عن الجنب يطلي؟ قال: لا بأس به.

عن الرضاعليه‌السلام قال: أربع من أخلاق الانبياء: التطيب والتنظيف بالموسى وحلق الجسد بالنورة، وكثرة الطروقة.

__________________

١ - هارون بن حكيم الارقط هو خال أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام .

٦٣

الباب الرابع

في تقليم الاظفار وأخذ الشارب وتدوير اللحية وتسريح الرأس

والترجيل والنظر في المرآة والحجامة، وهو أربعة فصول:

الفصل الاول

في تقليم الاظفار

من كتاب اللباس، روى سليمان بن خالد قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : أقص من أظفاري كل جمعة؟ فقال: إن طالت.

عن موسى بن بكير قال: قلت لابي الحسنعليه‌السلام : إن أصحابنا يقولون: أخذ الشارب والاظافير يوم الجمعة، فقال: سبحان الله خذها إن شئت في الجمعة وإن شئت في سائر الايام.

عن الصادقعليه‌السلام قال: تقليم الاظفار، والاخذ من الشارب، وغسل الرأس بالخطمي ينفي الفقر ويزيد في الرزق.

عن أبي عبد الله، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قلم أظفاره يوم الجمعة أخرج الله من أنامله داء وأدخل فيها شفاء.

وعنهعليه‌السلام : تقليم الاظفار والاخذ من الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام.

وعنهعليه‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قلم أظفاره يوم الجمعة لم تسعف أنامله(١) .

وعنهعليه‌السلام أيضا قال: خذ من أظفارك ومن شاربك كل جمعة، فإذا كانت قصارا فحكها، فإنه لا يصيبك جذام ولا برص.

__________________

١ - تسعف أي تشقق، وفي بعض النسخ ( تشعث ) بمعنى تفرق.

٦٤

من كتاب المحاسن، عن الحسن بن العلاء قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : ما ثواب من أخذ شاربه وقلم أظفاره في كل جمعة؟ قال: لا يزال مطهرا إلى يوم الجمعة الاخرى.

عن أبي كهمس(١) ، عن رجل قال: قلت لعبدالله بن الحسن: علمني شيئا في طلب الرزق؟ قال: قل: اللهم تول أمري ولا توله غيرك قال: فأعلمت بذلك أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فقال: ألا أعلمك في الرزق أنفع لك من ذلك؟ قال: قلت: بلى، قال: خذ من شاربك وأظفارك في كل جمعة.

عن خلف قال: رآني ابوالحسنعليه‌السلام وأنا أشتكي عيني، فقال: ألا أدلك على شيء اذا فعلته لم تشتك عينك؟ قلت: بلى، قال: خذ من أظفارك في كل خميس، قال: ففعلت فلم أشتك عيني.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قلم أظفاره يوم السبت ويوم الخميس وأخذ من شاربه عوفي من وجع الاضراس ووجع العينين.

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من أخذ أظفاره وشاربه كل جمعة وقال حين يأخذه: بسم الله وبالله وعلى سنة محمد وآل محمد لم يسقط منه قلامة ولا جزازة(٢) إلا كتب الله له بها عتق رقبة ولم يمرض إلا المرضة التي يموت فيها.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال للرجال: قصوا أظافيركم، وللنساء: اتركن فإنه أزين لكن.

ومن طب الائمة عنهعليه‌السلام قال: من قلم أظافيره يوم الاربعاء فبدأ بالخنصر الايسر كان له أمان من الرمد.

__________________

١ - اسمه الهيثم بن عبيدالله من رجال الشيعة، وقيل: أبوكهمش بالمعجمة.

٢ - القلامة - بالضم -: ما سقط من الشيء المقلوم. والجزاز - بالضم أيضا -: ما سقط من الشيء عند الجز أي القطع.

( مكارم الاخلاق - ٥ )

٦٥

وعن الباقرعليه‌السلام قال: إن من يقلم أظفاره يوم الجمعة يبدأ بخنصره من يده اليسرى ويختم بخنصره من يده اليمنى.

وقال الصادقعليه‌السلام : من قص أظافيره يوم الخميس وترك واحدا ليوم الجمعة نفى الله عنه الفقر.

وفي رواية في الفردوس قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد ان يأمن الفقر وشكاية العين والبرص والجنون فليقلم أظفاره يوم الخميس بعد العصر وليبدأ بخنصره من اليسار.

من كتاب المحاسن عن الصادقعليه‌السلام قال: احتبس الوحي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل له: احتس الوحي عنك يا رسول الله؟ قال: وكيف لا يحتبس عني وأنتم لا تقلمون أظفاركم ولا تنقون رائحتكم.

وقال الباقرعليه‌السلام : إنما قصت الاظفار لانها مقيل(١) الشيطان ومنه يكون النسيان.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للرجال: قصوا أظافيركم. وقال للنساء: اتركن من أظافيركن فإنه أزين لكن(٢) .

قال الصادقعليه‌السلام : يدفن الرجل شعره وأظافيره إذا اخذ منها وهي سنة.

وفي كتاب المحاسن وهي سنة واجبة. وروي ان من السنة دفن الشعر والظفر والدم.

عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام وقد سئل عن الرحل: يأخذ من شعره وأظفاره ثم يقوم إلى الصلاة من غير أن ينفضه من ثوبه؟ فقا: لا بأس.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قلم أظفاره وقص شاربه في يوم الجمعة ثم قال: بسم الله وبالله وعلى سنة محمد وآل محمد أعطى بكل قلامة عتق رقبة من ولد إسماعيل(٣) .

عن علي بن الحسينعليه‌السلام إذا حلق رأسه بمنى أمر أن يدفن شعره.

__________________

١ - المقيل: موضع الاستراحة.

٢ - يعني أنهن لا يبالغن في قصها كما يبالغ الرجال بل يتركن شيئا كما يستفاد من لفظة من التبعيضية.

٣ - القلامة: ما سقط من الشيء المقلوم.

٦٦

الفصل الثاني

في أخذ الشارب وتدوير اللحية والنظر في الشيب وغيره

في أخذ الشارب

من كتاب من لا يحضره الفقيه، قال الصادقعليه‌السلام : أخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يطولن أحدكم شاربه، فإن الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يأخذ شاربه فليس منا.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله احفوا الشوارب واعفوا اللحى ولا تتشبهوا باليهود.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن المجوس جزوا لحاهم ووفروا شواربهم وإنا نحن نجز الشوارب ونعفي اللحى وهي الفطرة. وإذا أخذ الشارب يقول: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

من كتاب المحاسن، عن الصادقعليه‌السلام قال: حلق الشوارب من السنة.

عن السكوني قال: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من السنة أن يأخذ الشارب حتى يبلغ الاطارة(١) .

عن عبد الله بن عثمان، إنه رأى أبا عبد اللهعليه‌السلام أحفى شاربه حتى التزمه العسيب(٢) .

في قص اللحية وتدويرها

نظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى رجل طويل اللحية، فقال: ما ضر هذا لو هيأ من لحيته؟

فبلغ الرجل ذلك، فهيأ لحيته بين اللحيتين ثم دخل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما رآه قال: هكذا فافعلوا(٣) .

__________________

١ - الاطارة: لكل شيء ما أحاط به. وإطارة الشفة: اللحم المحيط بها.

٢ - العسيب: منبت الشعر: وفي بعض النسخ ( حتى بدا حرف شفته ). أي طرف شفته.

٣ - هيأه أي أصلحه.

٦٧

عن محمد بن مسلم قال: رأيت الباقرعليه‌السلام يأخذ من لحيته، فقال: دوروها.

وقال الصادقعليه‌السلام : تقبض بيدك على اللحية وتجز ما فضل.

من كتاب المحاسن عن علي بن جعفر قال: سألت أخي عن الرجل من لحيته؟ فقال: أما من عارضيه فلا بأس وأما من مقدمها فلا يأخذ.

عن سدير الصيرفي قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام يأخذ من عارضيه ويبطح لحيته(١) .

عن الحسن الزيات قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام قد خف لحيته.

عن سدير قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام يأخذ من عارضيه ويبطن لحيته.

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من زاد من اللحية على القبضة ففي النار.

وعنهعليه‌السلام قال: من سعادة المرء خفة لحيته.

قال الصادقعليه‌السلام يعتبر عقل الرجل في ثلاث: في طول لحيته وفي نقش خاتمه وفي كنيته.

عن أبي أيوب عن محمد قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام والحجام يأخذ من لحيته، فقال له: دورها.

في الشيب

من كتاب اللباس قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشيب في مقدم الرأس يمن وفي العارضين سخاء وفي الذوائب شجاعة وفي القفاء شؤم.

عن الصادقعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنظر إلى الشيب في لحيته، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : [ نور ] من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة.

قال الباقرعليه‌السلام : أصبح إبراهيمعليه‌السلام فرأى في لحيته شعرة بيضاء فقال: الحمد لله الذي بلغني هذا المبلغ ولم أعص الله طرفة عين.

عن الصادقعليه‌السلام قال: كان الناس لا يشيبون، فأبصر إبراهيم شيبا في لحيته، فقال: يا رب ما هذا؟ قال: هذا وقار. قال: يا رب زدني وقارا.

وعنهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشيب نور فلا تنتفوه.

__________________

١ - يبطح أي يبسط. وفي بعض النسخ ( يبطن ).

٦٨

من كتاب المحاسن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا بأس بجز الشمط ونتفه، وجزه أحب إلي من نتفه(١) .

وعنه، عن عليعليهما‌السلام : أنه كان لا يرى بأسا بجز الشيب ويكره نتفه.

في الترجل

عنهعليه‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه نهى عن الترجل مرتين في يوم.

وعنهعليه‌السلام : إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يرجل شعره وأكثر ما كان يرجله بالماء.

في النظر في المرآة

من كتاب النجاة: من أراد النظر في المرآة فليأخذها بيده اليسرى وليقل: بسم الله ويضع يده اليمنى على أم رأسه ويمسح بها وجهه ويقبض على لحيته وينظر في المرآة ويقول: « الحمد لله الذي خلقني بشرا سويا وزانني ولم يشني وفضلني على كثير من خلقه ومن علي بالاسلام ورضيه لي دينا ». فإذا وضع المرآة من يديه فليقل: « اللهم لا تغير ما بنا من نعمتك واجعلنا لانعمك من الشاكرين ».

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته لعلي: يا علي، إذا نظرت في المرآة فقل: « اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ورزقي ».

وعن الصادقعليه‌السلام : « الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي وصورني فأحسن صورتي، الحمد لله الذي زان مني ما شان من غيري وأكرمني بالاسلام ».

الفصل الثالث

في تسريح الرأس واللحية

من كتاب من لا يحضره الفقيه، سئل الرضا عن قول الله عزوجل:( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) قال: من ذلك التمشط عند كل صلاة.

__________________

١ - الجز: القطع. الشمط: بياض شعر الرأس يخالط سواده من شمط بمعنى خلط. والنتف: النزع.

٦٩

وقال الصادقعليه‌السلام في قوله عزوجل:( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) قال: المشط، فإن المشط يحسن الشعر وينجز الحاجة ويزيد في الصلب ويقطع البلغم.

وقال الصادقعليه‌السلام : مشط الرأس يذهب بالوباء ومشط اللحية يشد الاضراس.

وقال أبوالحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : إذا سرحت لحيتك ورأسك فأمر المشط على صدرك، فإنه يذهب بالهم والوباء.

وقال الصادقعليه‌السلام : من سرح لحيته سبعين مرة وعدها مرة مرة لم يقربه الشيطان اربعين يوما.

من روضة الواعظين: وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يسرح تحت لحيته اربعين مرة ومن فوقها سبع مرات ويقول: إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم.

وفي رواية عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء ابدا.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من امتشط قائما ركبه الدين.

عن الكاظمعليه‌السلام : تمشطوا بالعاج فإنه يذهب الوباء.

وقال الصادقعليه‌السلام : المشط يذهب بالوباء وهو الحمى. وقالعليه‌السلام . لا بأس بأمشاط العاج والمكاحل والمداهن منه(١) .

عنهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الشعر الحسن من كسوة الله فأكرموه.

وعن الصادقعليه‌السلام قال: من اتخذ شعرا فليحسن ولايته او ليجزه.

وعنهعليه‌السلام قال: من اتخذ شعرا فلم يفرقه فرقه الله بمنشار من نار. وكان شعر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفرة لم يبلغ الفرق(٢) .

وعن الكاظمعليه‌السلام قال: ألقوا الشعر عنكم فإنه يحسن.

ومن كتاب اللباس، عن أيوب بن هارون قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يفرق شعرة؟ قال: لا. وكان شعر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا طال طال إلى شحمة أُذنيه.

__________________

١ - المكاحل: جمع مكحلة - بالضم - ومكحل - بالكسر -. والمداهن: جمع مدهن - بالضم - آلة الدهن وما يجعل فيه الدهن.

٢ - يقال: فرق الشعر تفريقا أي سرحه تسريحا. والوفرة: ما سال من الشعر إلى شحم الاذن.

٧٠

عن عمرو بن ثابت عن الصادقعليه‌السلام قال: إنهم يروون أن الفرق من السنة وما هو من السنة قلت: يزعمون ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرق قال: وما فرق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما كانت الانبياء تمسك الشعر.

عن الصادقعليه‌السلام : لا تتسرح في الحمام فإنه يرق الشعر.

عن يزيد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله: المشط ينفي الفقر ويذهب بالداء.

وعنهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : المشط يذهب بالوباء، والدهن يذهب بالبؤس.

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إمرار المشط على الصدر يذهب بالهم.

عن أبي عبد الله بن سليمان قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن العاج فقال: لا بأس به وإن لي منه لمشطا.

عن القاسم بن الوليد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن عظام الفيل - مداهنها وأمشاطها؟ فقالعليه‌السلام : لا بأس بها.

وعنهعليه‌السلام : إنه كره أن يدهن في مدهنة فضة او مدهن مفضض والمشط كذلك.

عن محمد بن عيسى، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن آنية الذهب والفضة؟ فكرهها، فقلت: روى بعض أصحابنا أنه كان لابي الحسنعليه‌السلام مرآة ملبسة فضة، فقال، لا والحمد لله، إنما كانت لها حلقة فضة، وقال: إن العباس لما عذر جعل له عود ملبس فضة نحو من عشرة دراهم فأمر به فكسره.

وعنهعليه‌السلام قال: لا بأس أن يشرب الرجل من القدح المفضض، واعزل فمك عن موضع الفضة.

وعن الصادقعليه‌السلام من كتاب النجاة قال: إذا أراد أحدكم الامتشاط فليأخذ المشط بيده اليمنى وهو جالس وليضعه على أم رأسه، ثم يسرح مقدم رأسه ويقول: « اللهم حسن شعري وبشري وطيبهما واصرف عني الوباء »، ثم يسرح مؤخر رأسه ويقول: « اللهم لا تردني على عقبي واصرف عني كيد الشيطان ولا تمكنه من قيادي فتردني على عقبي »، ثم يسرح على حاجبيه ويقول: « اللهم زيني بزينة الهدى »، ثم يسرح الشعر من فوق، ثم يمر المشط على صدره ويقول في الحالين معا: « اللهم سرّح

٧١

عني الهموم والغموم ووحشة الصدر ووسوسة الشيطان »، ثم يشتغل بتسريح الشعر ويبتدئ به من أسفل ويقرأ:( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) .

عن يحيى بن حماد، عن سليمان بن يحيى قال: تهيأ الرضاعليه‌السلام يوما للركوب إلى باب المأمون وكنت في حرسه، فدعا بالمشط وجعل يمشط، ثم قال: يا سليمان أخبرني أبي عن آبائهعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء أبدا.

من طب الائمة روي عن أبي الحسن العسكريعليه‌السلام أنه قال: التسريح بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس ويطرد الدود من الدماغ ويطفئ المرار وينقي اللثة والعمور(١) .

عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: لا تمتشط من قيام فإنه يورث الضعف في القلب، وامتشط وأنت جالس فإنه يقوي القلب ويمخج(٢) الجلدة.

عن الصادقعليه‌السلام قال: تسريح الرأس يقطع البلغم، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام، وتسريح العارضين يشد الاضراس.

وسئل عن حلق الرأس؟ قال: حسن.

عن ابن عباس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : تسريح الرأس واللحية يسل الداء من الجسد سلا(٣) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : تسريح اللحى عقيب كل وضوء ينفي الفقر.

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: التمشط من قيام يورث الفقر. وروي أنه قال: إذا سرحت لحيتك فاضرب بالمشط من تحت إلى فوق أربعين مرة واقرأ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ومن فوق إلى تحت سبع مرات واقرأ( والعاديات ضبحا ) ، ثم قل: « اللهم فرج عني الهموم ووحشة الصدور ووسوسة الشيطان ».

__________________

١ - الدودة: دويبة صغيرة مستطيلة. والعمور كفلوس: اللحم الذي بين الاسنان.

٢ - مخج بالخاء بعدها جيم كمنع: جذب الدلو ونهزها حتى تمتلئ.

٣ - السل: انتزاع الشيء وخروجه في رفق.

٧٢

الفصل الرابع

في الحجامة

من طب الائمة، قال الصادقعليه‌السلام : إن للدم ثلاث علامات: البثر(١) في الجسد والحكة ودبيب الدواب. وفي حديث آخر والنعاس. وكان إذا اعتل إنسان من أهل الدار قال: انظروا في وجهه، فإن قالوا: أصفر قال: هو من المرة الصفراء، فيأمر بماء فيسقى وإن قالوا: أحمر قال: دم، فيأمر بالحجامة.

وروي عنهم، عن عليعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : احتجموا، فإن الدم ربما يتبيغ بصاحبه فيقتله(٢) .

وروى الانصاري قال: كان الرضاعليه‌السلام ربما تبيغه الدم، فاحتجم في جوف الليل.

عن جعفر بن محمدعليه‌السلام قال: يحتجم الصائم في غير شهر رمضان متى شاء فأما في شهر رمضان فلا يغدر بنفسه ولا يخرج الدم إلا أن تبيغ به وأما نحن فحجامتنا في شهر رمضان بالليل وحجامتنا يوم الاحد وحجامة موالينا يوم الاثنين.

عن ابي عبد اللهعليه‌السلام قال: إياك والحجامة على الريق(٣) .

وعنهعليه‌السلام قال في الحمام: لا تدخله وأنت ممتلئ من الطعام، ولا تحتجم حتى تأكل شيئا، فإنه أدر للعرق(٤) وأسهل لخروجه وأقوى للبدن.

وروي عن العالمعليه‌السلام (٥) أنه قال: الحجامة بعد الاكل، لانه إذا شبع الرجل ثم احتجم اجتمع الدم وأخرج الداء، وإذا احتجم قبل الاكل خرج الدم وبقي الداء.

__________________

١ - البثر: خراج صغير بالبدن كالدمل ونحوه. ودبيب الدواب: ما ساروا من الحيوانات سيرا لينا كالنمل والقمل ونحوهما ولعل المراد به ههنا القمل.

٢ - تبيغ أي هاج. والتبييغ: ثوران الدم وهيجانه. وفي بعض النسخ « فقتله ».

٣ - الريق: لعاب الفم ما دام فيه، فإذا خرج فهو بزاق.

٤ - يقال: أدر للشيء أي أنفع له، من الدر بمعنى خير كثير. وفي بعض النسخ « للعروق ».

٥ - والمراد بالعالم في الاخبار والروايات، الامام السابع، موسى بن جعفرعليه‌السلام .

٧٣

عن زيد الشحام قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فدعا بالحجام، فقال له: إغسل محاجمك وعلقها ودعا برمانة فأكلها، فلما فرغ من الحجامة دعا برمانة أخرى فأكلها وقال: هذا يطفي المرار.

وعنهعليه‌السلام أنه قال لرجل من أصحابه: إذا أردت الحجامة وخرج الدم من محاجمك فقل قبل أن تفرغ والدم يسيل: « بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله الكريم في حجامتي هذه من العين في الدم ومن كل سوء »، فإنك إذا قلت هذا فقد جمعت الخير، لان الله عزوجل يقول في كتابه:( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) (١) .

عن أبي بصير قال: قال أبوجعفرعليه‌السلام : أي شيء تأكلون بعد الحجامة؟ فقلت الهندباء والخل، فقال: ليس به بأس.

وروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه احتجم، فقال: يا جارية هلمي ثلاث سكرات، ثم قال إن السكر بعد الحجامة يرد الدم الطمي(٢) ويزيد في القوة.

عن الكاظمعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان منكم محتجما فليحتجم يوم السبت.

وقال الصادقعليه‌السلام : الحجامة يوم الاحد فيها شفاء من كل داء.

وعنهعليه‌السلام ، إنه مر بقوم يحتجمون، فقال: ما عليكم لو اخترتموه إلى عشية يوم الاحد، فإنه يكون أنزل للداء.

وعنهعليه‌السلام قال: كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يحتجم يوم الاثنين بعد العصر.

عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة او لتسع عشرة او لاحدى عشرين كان له شفاء من داء السنة.

وقال ايضا: احتجموا لخمس عشرة وسبع عشرة وإحدى وعشرين، لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم.

__________________

١ - سورة الاعراف آية ١٨٨.

٢ - الطمي من طمي الماء: ارتفع وملا. وفي بعض النسخ الطري.

٧٤

وفي الحديث أنه نهى عن الحجامة في يوم الاربعاء إذا كانت الشمس في العقرب.

عن زيد بن علي، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من احتجم يوم الاربعاء فأصابه وضح(١) فلا يلومن إلا نفسه.

وروى الصادق عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نزل علي جبريل بالنهي عن الحجامة يوم الاربعاء وقال: إنه يوم نحس مستمر.

عن الصادقعليه‌السلام قال: من احتجم في آخر خميس في الشهر آخر النهار سل الداء سلا. وعنهعليه‌السلام قال: إن الدم يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس، فإذا زالت الشمس تفرق، فخذ حظك من الحجامة قبل الزوال.

وعن المفضل بن عمر قال: دخلت على الصادقعليه‌السلام وهو يحتجم يوم الجمعة، فقال: أو ليس تقرأ آية الكرسي؟ ونهى عن الحجامة مع الزوال في يوم الجمعة.

عن ابي الحسنعليه‌السلام قال: لا تدع الحجامة في سبع من حزيران فإن فاتك فلاربع عشرة.

عن الصادقعليه‌السلام قال: اقرأ آية الكرسي واحتجم أي وقت شئت.

عن شعيب العقرقوفي(٢) قال: دخلت على ابي الحسنعليه‌السلام وهو يحتجم يوم الاربعاء [ في الخميس ]، فقلت: إن هذا يوم يقول الناس: من احتجم فيه فأصابه البرص فلا يلومن إلا نفسه، فقال: انما يخاف ذلك على من حملته امه في حيضها.

عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا ثار الدم بأحدكم فليحتجم، لا يتبيغ به فيقتله وإذا اراد احدكم ذلك فليكن في آخر النهار.

من الفردوس، عن أنس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء وفي سبع وعشر من الشهر شفاء ويوم الثلاثاء صحة للبدن، ولقد أوصاني جبريلعليه‌السلام بالحجم حتى ظننت أنه لابد منه.

__________________

١ - الوضح - محركة -: البرص

٢ - العقرقوف: قرية من نواحي دجيل، أربعة فراسخ من بغداد، والمنسوب إليها هو شعيب بن يعقوب من أصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام ، إبن اخت أبي بصير - يحيى بن قاسم - ثقة، وله كتاب.

٧٥

وقالعليه‌السلام : الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة تمضي من الشهر دواء لداء سنة.

وقالعليه‌السلام : الحجامة يوم الاحد شفاء.

وقالعليه‌السلام : الحجامة في الرأس شفاء من سبع: من الجنون والجذام والبرص والنعاس ووجع الضرس وظلمة العين والصداع.

وعنهعليه‌السلام قال: الحجامة تزيد العقل وتزيد الحافظ حفظا.

وعنهعليه‌السلام قال: الحجامة في نقرة(١) الرأس تورث النسيان.

وعن أبي الحسنعليه‌السلام قال: احتجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في رأسه وبين كتفيه وقفاه وسمى الواحدة النافعة والاخرى المغيثة والثالثة المنقذة. وفي غير هذا الحديث التي في الرأس المنقذة والتي في النقرة المغيثة والتي في الكاهل النافعة وروي المغيثة.

عن الصادقعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأشار بيده إليه رأسه: عليكم بالمغيثة، فانها تنفع من الجنون والجذام والبرص والاكلة ووجغ الاضراس(٢) وعنهعليه‌السلام قال: بلغ الصبي أربعة أشهر فاحتجموه في كل شهر مرة في النقرة فانه يخفف لعابه ويهبط بالحر من رأسه وجسده.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الداء ثلاث والدواء ثلاث، فالداء المرة والبلغم والدم، فدواء الدم الحجامة ودواء المرة المشي ودواء البلغم الحمام.

عن معاوية بن الحكم قال: إن أبا جعفرعليه‌السلام دعا طبيبا، ففصد عرقا من بطن كفه(٣) .

عن محسن الوشا قال: شكوت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام وجع الكبد، فدعا بالفاصد، ففصدني من قدمي وقال: اشربوا الكاشم لوجع الخاصرة(٤) .

__________________

١ - النقرة: حفرة صغيرة في الارض، ومنه نقرة القفا ونقرة الورك أي ثقبهما.

٢ - الاكلة - بكسر الهمزة -: الحكة.

٣ - الفصد: شق العرق.

٤ - الكاشم: دواء يستف مع السكر. أو هو أنجذان الرومي وهو بضم الجيم، نبات يقاوم السموم، جيد لوجع المفاصل، جاذب مدر، محدر لطمث.

٧٦

وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه شكا إليه رجل الحكة، فقال: احتجم ثلاث مرات في الرجلين جميعا فيما بين العرقوب والكعب(١) ، ففعل الرجل ذلك، فذهب عنه. وشكا إليه آخر، فقال: احتجم في أحد عقبيك أو من الرجلين جميعا ثلاث مرات تبرأ إن شاء الله.

قالعليه‌السلام : وشكا بعضهم إلى أبي الحسنعليه‌السلام كثرة ما يصيبه من الجرب(٢) ، فقال: إن الجرب من نجار الكبد، فاذهب وافتصد من قدمك اليمنى والزم أخذ درهمين من دهن اللوز الحلو على ماء الكشك(٣) واتق الحيتان والخل ففعل ذلك، فبرئ باذن الله تعالى.

عن مفضل بن عمر قال: شكوت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام الجرب على جسدي والحرارة، فقال: عليك بالافتصاد من الاكحل(٤) ففعلت، فذهب عني والحمد لله شكرا.

وروي أن رجلا شكا إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام الحكة، فقال له: شربت الدواء؟ فقال: نعم، فقال: فصدت العرق؟ فقال: نعم فلم أنتفع به، فقال احتجم ثلاث مرات في الرجلين جميعا فيما بين العرقوب والكعب، ففعل فذهب عنه.

__________________

١ - العرقوب: بالضم عصب غليظ فوق العقب وخلف الكعبين.

٢ - الجرب - محركة - داء لها حكة شديدة ويحدث في الجلد بثورا صغارا.

٣ - الكشك: ماء الشعير. وما يتخذ من اللبن، معروف عند العامة.

٤ - الاكحل: عرق في الذراع يفصد.

٧٧

الباب الخامس

في الخضاب والزينة والخاتم وما يتعلق بها، وهو ستة فصول:

الفصل الاول

في الترغيب في الخضاب وفضله

من كتاب من لا يحضره الفقيه، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إختضبوا بالحناء، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر ويطيب الريح ويسكن الزوجة.

وقال الصادقعليه‌السلام : الحناء يذهب بالسهك ويزيد في ماء الوجه ويطيب النكهة ويحسن الولد(١) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : الخضاب هدى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو من السنة.

وقال الصادقعليه‌السلام : لا بأس بالخضاب كله.

وعن الصادقعليه‌السلام قال: إن رجلا دخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد اصفر لحيته، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أحسن هذا. ثم دخل عليه بعد ذلك وقد أقنى بالحناء(٢) ، فتبسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: هذا أحسن من ذلك. ثم دخل عليه بعد ذلك وقد خضب بالسواد، فضحك إليه، فقال: هذا أحسن من ذاك وذاك من ذلك.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي: يا علي، درهم في الخضاب أفضل من ألف درهم في غيره في سبيل الله، وفيه أربع عشرة خصلة: يطرد الريح من الاذنين ويجلو البصر ويلين الخياشيم ويطيب النكهة ويشد اللثة ويذهب بالضنى(٣) ويقل وسوسة الشيطان وتفرح به الملائكة ويستبشر به المؤمن ويغيظ به الكافر، وهو زينة وطيب ويستحيي منه منكر ونكير وهو براءة له في قبره.

__________________

١ - السهك: ريح كريهة ممن عرق.

٢ - من قنا الشيء أي اشتدت حمرته. ومن الخضاب اسودت واشبعت.

٣ - الضنى: المرض وشدته حتى تمكن منه الضعف والهزال.

٧٨

عن المثنى اليماني قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أحب خضابكم إلى الله الحالك.

من كتاب اللباس، عن ذروان المدائني قال: دخلت على أبي الحسن الثانيعليه‌السلام فإذا هو قد اختضب، فقلت: جعلت فداك قد اختضبت؟ فقال: نعم إن في الخضاب لاجرا، أما علمت أن التهيئة(١) تزيد في عفة النساء؟ أيسرك أنك إذا دخلت على أهلك فرأيتها على مثل ما تراك عليه إذا لم تكن على تهيئة؟ قال: قلت: لا، قال: هو ذاك، قال: ولقد كان لسليمانعليه‌السلام ألف امرأة في قصر - ثلاثمائة مهيرة(٢) وسبعمائة سرية - وكان يطيف بهن في كل يوم وليلة.

الفصل الثاني

في الخضاب بالسواد

من كتاب اللباس لابي النضر العياشي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فنظر في الشيب في لحيته، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : نور من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة، قال: فخضب الرجل بالحناء، ثم جاء إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما رأى الخضاب قال: نور وإسلام. قال: فخضب الرجل بالسواد، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : نور وإسلام وإيمان ومحبة إلى نسائكم ورهبة في قلوب عدوكم.

عن ابن فضال، عن الحسن بن جهم قال: دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام وهو مختضب بسواد، فقلت: جعلت فداك قد اختضبت بالسواد؟ قال: إن في الخضاب أجرا، إن الخضاب والتهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفة لترك أزواجهن التهيئة لهن.

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان الحسينعليه‌السلام يخضب رأسه

__________________

١ - المراد بالتهيئة هنا: إصلاح الرجل بدنه من الوسخ وإزالة الشعر والتدهين ووضع الطيب ونحو ذلك.

٢ - المهيرة: الحرة، لانها تنكح بمهر، فهي فعيلة بمعنى مفعولة.

٧٩

بالوسمة(١) وكان يصدع رأسه. وعندنا لفافة رأسه التي كان يلف بها رأسه.

وعنهعليه‌السلام قال: الخضاب بالسواد مهابة للعدو وأنس للنساء.

عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: دخل قوم على علي بن الحسينعليه‌السلام ، فرأوه مختضبا بالسواد، فسألوه عن ذلك، فمد يده إلى لحيته، ثم قال: أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصحابه في غزوة غزاها أن يختضبوا بالسواد ليقووا به على المشركين.

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: النساء يحببن أن يرين الرجل في مثل ما يحب الرجل ان يرى فيه النساء من الزينة.

الفصل الثالث

في الخضاب بالحناء والكتم والصفرة وخضاب اليد للنساء

من كتاب اللباس، عن الحلبي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن خضاب الشعر؟ فقال: خضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والحسين وأبوجعفر بالكتم(٢) .

عن معاوية بن عمار قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام مخضوبا بالحناء.

عن أبي الصباح قال: رأيت اثر الحناء في يدي أبي جعفرعليه‌السلام .

عن أبي محمد المؤذن قال: كان ابو عبد اللهعليه‌السلام يصفر لحيته بالخطمي والحناء.

وعنهعليه‌السلام قال: الحناء يكسر الشيب ويزيد في ماء الوجه.

عن عبد الله بن مسكان، عن الحسن بن الزيات قال: كان يجلس إلي رجل من اهل البصرة، فلم ازل به حتى دخل في هذا الامر، قال: وكنت اصف له ابا جعفرعليه‌السلام ، فخرجنا إلى مكة، فلما قضينا النسك اخذنا إلى المدينة، فاستأذنا على أبي جعفرعليه‌السلام فأذن لنا، فدخلنا عليه في بيت منجد وعليه ملحفة وردية وقد اختضب واكتحل وحف لحيته(٣) فجعل صاحبي ينظر إليه وينظر إلى البيت

__________________

١ - الوسمة - بكسر السين وسكونها -: ورق النيل. ونبات يختضب بورقه، يقال له العظلم.

٢ - الكتم - بفتحتين - والكتمان - بالضم: نبت يخضب به الشعر ويصنع منه مداد للكتابة إذا طبخ بالماء ويسود إذا نضج قيل: من شجر الجبال ورقه كورق الآس يختضب به وله ثمر كقدر الفلفل.

٣ - المنجد: المزين. الملحفة بالكسر: اللباس فوق ماسواه. وكل ما يلتحف به. الوردية: نوع من الرداء أي ما كان بلون الورد. وحف اللحية: أحفاها أو أخذ منها.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

وفي( الخصال ): عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسّان، عن أبي محمّد الرازي، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، وذكر مثله(١) .

وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد، عن السكوني، مثله (٢) .

[ ٩٥٨٢ ] ٦ - وعن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أبي عبدالله الرازي، عن محمّد بن عبدالله، عن إبراهيم بن عقبة، عن زكريّا، عن أبيه، عن يحيى قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : من قص أظافيره يوم الخميس وترك واحدة ليوم الجمعة نفى الله عنه الفقر.

وفي( الخصال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، مثله (٣) .

[ ٩٥٨٣ ] ٧ - الحسين بن بسطام في( طب الائمة ): عن أحمد بن عبدالله، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي الحسن قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : من أخذ من أظفاره كلّ خميس لم ترمد عيناه، ومن أخذها كلّ جمعة خرج من تحت كلّ ظفر داء، قال: والكحل يزيد في ضوء البصر وينبت الأشفار.

[ ٩٥٨٤ ] ٨ - وعنه، أنّه كان يقلّم أظفاره في كلّ خميس، يبدأ بالخنصر الأيمن ثمّ يبدأ بالأيسر، وقال: من فعل ذلك كان كمن أخذ أماناً من الرمد.

____________________

(١) الخصال: ٣٩٤ / ١٠٠.

(٢) ثواب الأعمال: ٤١ / ٢.

٦ - ثواب الأعمال: ٤١ / ٣.

(٣) الخصال: ٣٩٠ / ٨٢.

٧ - طب الأئمّة ٨٤.

٨ - طب الأئمّة: ٨٤.

٣٦١

٣٥ - باب ما يستحبّ أن يقال عند تقليم الأظفار والأخذ من الشارب يوم الجمعة

[ ٩٥٨٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الحصين، عن عمر الجرجاني، عن محمّد بن العلاء، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: من أخذ من شاربّه وقلم أظفاره يوم الجمعة ثمّ قال: بسم الله على سنّة محمّد وآل محمّد، كتب الله له بكلّ شعرة وكلّ قلامة عتق رقبة، ولم يمرض مرضاً يصيبه إلّا مرض الموت.

ورواه المفيد في( المقنعة) مرسلاً، نحوه (١) .

[ ٩٥٨٦ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابن فضّال، عن أبي حفص الجرجاني، عن أبي الخصيب الربّيع بن بكر الأزدي، عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) ، نحوه.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٢) ، وكذا الذي قبله.

ورواه الصدوق بإسناده عن عبد الرحيم القصير(٣) .

ورواه الشيخ أيضاً بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن فضّال، نحوه(٤) .

[ ٩٥٨٧ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) وفي( الخصال)

____________________

الباب ٣٥

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٤١٧ / ٢، والتهذيب ٣: ١٠ / ٣٣.

(١) المقنعة: ٢٦.

٢ - الكافي ٦: ٤٩١ / ٩.

(٢) التهذيب ٣: ١٠ / ٣٣.

(٣) الفقيه ١: ٧٣ / ٣٠٤.

(٤) التهذيب ٣: ٢٣٧ / ٦٢٧.

٣ - ثواب الأعمال: ٤٢ / ٥، والخصال: ٣٩١ / ٨٧.

٣٦٢

عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عيسى،( عن عتبة) (١) ، عن أبي أيوب المديني(٢) ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: تقليم الأظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والبرص والعمى، وإن لم تحتج فحكّها حكّاً.

قال: وقال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : من قلّم أظفاره وقص شاربّه في كل جمعة ثمّ قال: بسم الله وبالله وعلى سنّة محمّد وآل محمّد، أُعطي بكلّ قلامة وجزازة عتق رقبة من ولد إسماعيل.

٣٦ - باب كراهة الحجامة يوم الأربّعاء والجمعة

[ ٩٥٨٨ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - قال: نهى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) عن تقليم الأظفار بالأسنان، ونهى عن الحجامة يوم الأربعاء والجمعة.

أقول: ويأتي في التجارة ما يدلّ على الجواز(٣) بل الرجحان في بعض الصور(٤) .

____________________

(١) ليس في ثواب الأعمال، وفي الخصال: عتيبة.

(٢) في الثواب: المدني.

الباب ٣٦

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٤: ٢ / ١، وأورده في الحديث ١ من الباب ٨٢ من أبواب آداب الحمام، وقطعة منه في الحديث ٤ من الباب ١١ من أبواب ما يكتسب به.

(٣) يأتي في الحديث ٩ من الباب ٦٢ من أبواب تروك الاحرام، وفي الحديث ٢ من الباب ١١، والحديث ١٤ و ١٦ من الباب ١٣ من أبواب ما يكتسب به.

(٤) يأتي ما يدل على رجحان الحجامة في الأحاديث ١ و ١٥ و ١٧ و ١٩ من الباب ١٣ من أبواب ما يكتسب به، ويأتي ما يدل على كراهة الحجامة في يوم الأربعاء والجمعه في الأحاديث ٣ و ٤ و ٥ من الباب ١١، والحديث ٢٠ من الباب ١٣ من أبواب ما يكتسب به.

٣٦٣

٣٧ - باب تأكّد استحباب الطيب يوم الجمعه وفي كلّ يوم أو يومين، وكراهة تركه

[ ٩٥٨٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: لا ينبغي للرجل أنّ يدع الطيب في كل يوم، فإن لم يقدر عليه فيوم ويوم لا، فأنّ لم يقدر ففي كلّ جمعة ولا يدع.

ورواه الصدوق مرسلاً، نحوه(١) .

ورواه في( عيون الأخبار ): عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن معاوية بن حكيم، عن معمّر بن خلّاد، عن الرضا (عليه‌السلام ) ، مثله إلّا أنّه قال: ولا يدع ذلك(٢) .

ورواه في( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، مثله (٣) .

[ ٩٥٩٠ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمّد بن موسى بن الفرات، عن علي بن مطر، عن السكن الخرّاز(٤) قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: حقّ على كلّ محتلم في كلّ جمعة أخذ شاربه وأظفاره ومسّ شيء من الطيب، وكان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إذا كان

____________________

الباب ٣٧

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥١٠ / ٤.

(١) الفقيه ١: ٢٧٤ / ١٢٥٥.

(٢) عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ١: ٢٧٩ / ٢١ الباب ٢٨.

(٣) الخصال: ٣٩٢ / ٩٠.

٢ - الكافي ٦: ٥١١ / ١٠.

(٤) في المصدر: الخزاز.

٣٦٤

يوم الجمعة ولم يكن عنده طيب دعا ببعض خُمر نسائه فبلها في الماء ثمّ وضعها على وجهه.

ورواه الصدوق في( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن أبي عبدالله، مثله، إلى قوله: ومسّ شيء من الطيب (١) .

[ ٩٥٩١ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، رفعه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال عثمان بن مظعون لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : قد أردت أنّ أدع الطيب، وأشياء ذكرها، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : لا تدع الطيب، فإنّ الملائكة تستنشق ريح الطيب من المؤمن، فلا تدع الطيب في كلّ جمعة.

[ ٩٥٩٢ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسر، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : قال لي حبيبي جبرئيل( عليه‌السلام ) : تطيّب يوماً ويوماً لا، ويوم الجمعة لا بد منه ولا مترك(٢) له.

[ ٩٥٩٣ ] ٥ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ليتطيّب أحدكم يوم الجمعة ولو من قارورة امرّاته.

[ ٩٥٩٤ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين قال: كان رسول الله( صلى الله عليه

____________________

(١) الخصال: ٣٩٢ / ٩١.

٣ - الكافي ٦: ٥١١ / ١٤.

٤ - الكافي ٦: ٥١١ / ١٢.

(٢) في المصدر: تترك.

٥ - الكافي ٦: ٥١١ / ١٣.

٦ - الفقيه ١: ٢٧٤ / ١٢٥٦.

٣٦٥

وآله) إذا كان يوم الجمعة ولم يطيب طيباً دعا بثوب مصبوغ بزعفران فرشّ عليه الماء ثمّ مسح بيده ثمّ مسح به وجهه.

[ ٩٥٩٥ ] ٧ - وفي( عيون الأخبار) عن أبيه ومحمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس جميعاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن الجعفري يعني سليمان بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن الرضا( عليه‌السلام ) يقول: قلّموا أظفاركم يوم الثلاثاًء، واستحمّوا يوم الأربعاء، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس، وتطيّبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة.

ورواه في( الفقيه) مرسلاً (١) .

وفي( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، مثله (٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في آداب الحمّام(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٣٨ - باب حكم النورة يوم الجمعة

[ ٩٥٩٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن أبي عبدالله، رفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قيل له: يزعم بعض

____________________

٧ - عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ١: ٢٧٩ / ٢٠، وأورد قطعة منه في الحديث ٢ من الباب ٤٠ من أبواب آداب الحمّام.

(١) الفقيه ١: ٧٧ / ٣٤٥.

(٢) الخصال: ٣٩١ / ٨٩.

(٣) تقدم في الباب ٨٩ من أبواب اداب الحمام.

(٤) يأتي في الحديث ١٥ من الباب ٣٩، وفي الحديث ١٨ من الباب ٤٠ من هذه الأبواب.

الباب ٣٨

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٠٦ / ١٠.

٣٦٦

الناس أنّ النورة يوم الجمعة مكروهة، فقال: ليس حيث ذهبت، أيّ طهور أطهر من النورة يوم الجمعة.

[ ٩٥٩٧ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن حسان(١) ، عن حذيفة بن منصور قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يطلي العانة وما تحت الاليين(٢) في كلّ جمعة.

[ ٩٥٩٨ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : ينبغى للرجل أن يتوقّى النورة يوم الأربعاء فأنّه يوم نحس مستمّر، وتجوز النورة في سائر الأيام.

[ ٩٥٩٩ ] ٤ - قال: وروي( أنّ النورة) (٣) يوم الجمعة تورث البرص.

[ ٩٦٠٠ ] ٥ - وبإسناده عن الريان بن الصلت، عمن أخبره، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: من تنوّر يوم الجمعة فأصابه البرص فلا يلومن إلّا نفسه.

[ ٩٦٠١ ] ٦ - وفي( الخصال ): عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبدالله بن عامر، عن أبي أحمد عن محمّد بن زياد يعني ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبأنّ بن

____________________

٢ - الكافي ٦: ٥٠٧ / ١٤.

(١) في المصدر: محمّد بن سنان.

(٢) في هامش الاصلّ عن نسخة: الاليتين.

٣ - الفقيه ١: ٦٨ / ٢٦٦، وأورده في الحديث ١ من الباب ٤٠ من أبواب آداب الحمّام.

٤ - الفقيه ١: ٦٨ / ٢٦٧.

(٣) في المصدر: أنّها في.

٥ - الفقيه ١: ٦٨ / ٢٦٨.

٦ - الخصال: ٢٧٠ / ٩، وأورده عن روضة الواعظين في الحديث ٤ من الباب ٤٠ من أبواب آداب الحمّام.

٣٦٧

تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : خمس خصال تورث البرص: النورة يوم الجمعة ويوم الأربعاء، والتوضي والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس، والأكل على الجنابة، وغشيأنّ المرأة في أيّام حيضها، والأكل على الشبع.

أقول: يمكن حمل الاحاديث الأخيرة على التقيّة لأنّ الظاهر أنّ المراد من الناس العامة، وحديث ابن عبّاس على النسخ، والله أعلم.

٣٩ - باب استحباب التنفّل يوم الجمعة بالصلوات المرغّبة، وذكر جملة منها

[ ٩٦٠٢ ] ١ - محمّد بن الحسن في( المصباح ): عن محمّد بن زكريا الغلابي، عن جعفر بن محمّد بن عمارة(١) ، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، وعن عتبة بن أبي الزبير، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده، عن علي( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من صلّى أربع ركعات يوم الجمعة قبل الصلاة يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب عشر مرّات،( قُلْ أَعُوذُ بِربّ الْفَلَقِ ) عشر مرّات، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ النَّاسِ ) عشر مرّات(٢) ، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) عشر مرّات، و( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ‌ونَ ) عشر مرّات، وآية الكرسي عشر مرّات.

[ ٩٦٠٣ ] ٢ - قال: وفي رواية أُخرى( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) عشر مرّات، و( شَهِدَ اللَّـهُ ) (٣) عشر مرّات، فإذا فرغ من الصلاة استغفر الله مائة مرّة، ثمّ تقول:

____________________

الباب ٣٩

فيه ١٦ حديثاً

١ - مصباح المتهجد: ٢٧٩.

(١) في المصدر: عمّار.

(٢) في المصدر: وقل أعوذ بربّ الناس عشر مرّات وقل أعوذ بربّ الفلق عشر مرّات.

٢ - مصباح المتهجد: ٢٨٠.

(٣) آل عمران ٣: ١٨.

٣٦٨

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلّا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم مائة مرّة، وتصلّي على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، مائة مرّة، وقال: من صلّى هذه الصلاة وقال هذا القول دفع الله عنه شرّ أهل السماء وشرّ أهل الأرض، الحديث.

[ ٩٦٠٤ ] ٣ - وعن زيد بن ثابت قال: أتى رجل من الأعراب إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال(١) : إنا نكون في هذه البادية بعيداً من المدينة ولا نقدر أنّ نأتيك في كل جمعة فدلني على عمل فيه فضل صلاة الجمعة إذا رجعت(٢) إلى أهلي أخبرتهم به، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إذا كان ارتفاع النهار فصلّ ركعتين، تقرأ في أوّل ركعة الحمد مرّة، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ الْفَلَقِ ) سبع مرّات، واقرأ في الثانية الحمد مرّة واحدة، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ النَّاسِ ) سبع مرّات، فإذا سلّمت فاقرأ آية الكرسي سبع مرّات، ثمّ قم فصلّ ثماني ركعات وتسليمتين(٣) ، واقرأ في كلّ ركعة منها الحمد مرّة، و( إِذَا جَاءَ نَصْرُ‌ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ) مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمساً وعشرين مرة، فإذا فرغت من صلاتك فقل: سبحان ربّ العرش الكريم، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم سبعين مرّة، فو الذي اصطفاني بالنبوّة، ما من مؤمن ولا مؤمنة يصلّي هذه الصلاة يوم الجمعة كما أقول إلّا وأنا ضامن له الجنّة، ولا يقوم من مقامه حتى يغفر له ذنوبه ولأبويه ذنوبهما، الحديث.

[ ٩٦٠٥ ] ٤ - وعن حميد بن المثنّى، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا كان يوم الجمعة فصلّ ركعتين، تقرأ في كلّ ركعة ستين مرّة سورة الاخلاص، فإذا ركعت قلت: سبحان ربّي العظيم وبحمده، ثلاث مرّات، وإن شئت

____________________

٣ - مصباح المتهجد: ٢٨١.

(١) في المصدر زيادة: بأبي أنت وأمي يا رسول الله.

(٢) في المصدر: مضيت.

(٣) في المصدر: بتسليمتين.

٤ - مصباح المتهجد: ٢٧٩.

٣٦٩

سبع مرّات، ثمّ ذكر دعاء في السجود - إلى أنّ قال - قلت في أي ساعة أصليها من يوم الجمعة؟ قال: إذا ارتفع النهار ما بينك وبين زوال الشمس، ثمّ قال: من فعلها فكأنما قرأ القرآن أربّعين مرّة.

[ ٩٦٠٦ ] ٥ - وعن أبي اسحاق، عن الحارث، عن علي (عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من أراد أنّ يدرك فضل الجمعة فليصلّ قبل الظهر أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، وآية الكرسي خمس عشرة مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، فإذا فرغ من هذه الصلاة استغفر الله سبعين مرّة، ويقول: لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم، خمسين(٢) مرّة، ويقول: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، خمسين مرّة، ويقول: صلّى الله على النبي الأُمّي وآله، خمسين مرّة، فاذا فعل ذلك لم يقم من مقامه حتى يعتقه الله من النار، تمام الخبر.

[ ٩٦٠٧ ] ٦ - وعن أنس قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من صلى يوم الجمعة أربّع ركعات قبل الفريضة يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب مرّة، والأعلى مرّة، وخمس عشرة مرّة( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ، وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب مرّة، و( إِذَا زُلْزِلَتِ ) مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، وفي الركعة الثالثة فاتحة الكتاب مرّة، و( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ) مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، وفي الركعة الرابعة فاتحة الكتاب مرّة، و( إِذَا جَاءَ نَصْرُ‌ اللَّـهِ ) مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، فاذا فرغ من صلاته رفع يديه إلى الله تعالى ويسأله حاجته.

[ ٩٦٠٨ ] ٧ - وعن عبدالله بن مسعود، عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

____________________

٥ - مصباح المتهجد: ٢٨٠.

(١) في المصدر زيادة: يوم.

(٢) في المصدر: خمس عشرة وفي نسخة: خمسين.

٦ - مصباح المتهجد: ٢٨٠.

٧ - مصباح المتهجد: ٢٨٢.

٣٧٠

قال: من صلّى يوم الجمعة بعد صلاة العصر ركعتين، يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ الْفَلَقِ ) خمسا وعشرين مرّة وفي الثانية فاتحة الكتاب، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ النَّاسِ ) خمساً وعشرين مرّة، فاذا فرغ منها قال خمس مرّات: لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم، لم يخرج من الدنيا حتى يريه الله في منامه الجنّة ويرى مكانه فيها.

[ ٩٦٠٩ ] ٨ - وعن صفوان قال: دخل محمّد بن علي الحلبي على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في يوم الجمعة فقال له: تعلمني أفضل ما أصنع في مثل هذا اليوم، فقال: يا محمّد ما أعلم أنّ أحداً كان أكبر(١) عند رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) من فاطمة (عليها‌السلام ) ولا أفضل مما علمها أبوها(٢) ، قال: من أصبح يوم الجمعة فاغتسل وصف قدميه وصلّى أربّع ركعات مثنى مثنى، يقرأ في أوّل كل ركعة فاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمسين مرّة، وفي الثانية فاتحة الكتاب والعاديات خمسين مرّة، وفي الثالثة فاتحة الكتاب و( إِذَا زُلْزِلَتِ ) خمسين مرّة، وفي الرابعة فاتحة الكتاب و( إِذَا جَاءَ نَصْرُ‌ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ) خمسين مرّة، وهذه سورة النصر، وهي آخر سورة نزلت، فاذا فرغ منها دعا فقال: وذكر الدعاء.

[ ٩٦١٠ ] ٩ - وعن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ سورة إبراهيم وسورة الحجر في ركعتين جميعاً في يوم الجمعة لم يصبه فقر أبداً ولا جنون(٣) ولا بلوى.

[ ٩٦١١ ] ١٠ - وعن الحارث الهمداني، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام )

____________

٨ - مصباح المتهجد: ٢٨٢.

(١) في المصدر: أكثر.

(٢) في المصدر زيادة: محمّد بن عبدالله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ).

٩ - مصباح المتهجد: ٢٨٣.

(٣) في نسخة: خوف « هامش المخطوط ».

١٠ - مصباح المتهجد: ٢٨٣.

٣٧١

قال: إن استطعت أن تصلّي يوم الجمعة عشر ركعات تتمّ ركوعهنّ وسجودهنّ وتقول فيما بين كلّ ركعتين: سبحان الله وبحمده، مائة مرّة فافعل، تمام الخبر.

[ ٩٦١٢ ] ١١ - وعن محمّد بن داود بن كثير، عن أبيه قال: دخلت على الصادق (عليه‌السلام ) ، فرأيته يصلّي، ثمّ رأيته قنت في الركعة الثانية في قيامه وركوعه وسجوده، ثمّ انفتل بوجهه الكريم ثم قال: يا داود، هي ركعتان، والله لا يصلّيهما أحد فيرى النار بعينه بعد ما يأتي بينهما ما أتيت، فلم أبرح من مكإنّي حتى علّمني.

قال محمّد بن داود: فعلّمني يا أبه كما علّمك - إلى أنّ قال -: قال: إذا كان يوم الجمعة قبل أنّ تزول الشمس فصلّهما، واقرأ في الركعة الأُولى فاتحة الكتاب و( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) ، وفي الثانية فاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ، وتستفتحهما بفاتحة الكتاب(١) ، فإذا فرغت من( القراءة في الثانية قبل أنّ تركع) (٢) فارفع يديك قبل أنّ تركع وقل، ثمّ ذكر دعاء في القنوت ودعاء في السجود.

[ ٩٦١٣ ] ١٢ - وعن الصادق (عليه‌السلام ) ، أنّه قال: صم يوم الأربّعاء والخميس والجمعة، فاذا كان يوم الجمعة فاغتسل وألبس ثوباً جديداً ثمّ اصعد إلى أعلى موضع في دارك،( أو ابرز) (٣) مصلّاك في زاوية من دارك، وصلّ ركعتين، تقرأ في الأُولى الحمد و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) وفي الثانية الحمد و( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ‌ونَ ) ، ثمّ ترفع يديك إلى السماء، وليكن ذلك قبل الزوال بنصف ساعة، وقل اللهمّ إنّي ذخرت(٤) توحيدي إياك، ومعرفتي بك،

____________________

١١ - مصباح المتهجد: ٢٨٣.

(١) في المصدر: الصلاة.

(٢) في المصدر هكذا: قراءة قل هو الله أحد في الركعة الثانية.

١٢ - مصباح المتهجد: ٢٩٣.

(٣) في المصدر: وابرز.

(٤) في المصدر: ذكرت.

٣٧٢

وإخلاصي لك - وذكر الدعاء إلى أن قال - ثمّ تصلّي ركعتين، تقرأ في الأُولى الحمد وخمسين مرّة( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ، وفي الثانية الحمد وستّين مرّة( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) ، ثمّ تمدّ يديك وتقول، وذكر الدعاء.

[ ٩٦١٤ ] ١٣ - وعن أبأنّ بن تغلب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا كانت لك حاجة فصم الأربعاء والخميس والجمعة، وصلّ ركعتين عند زوال الشمس تحت السماء، وقل: اللهمّ إنّي حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيّتك، الدعاء.

[ ٩٦١٥ ] ١٤ - وعن يونس بن عبد الرحمن، عن غير واحدٍ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال من كانت له حاجة مهمّة فليصم الأربعاء والخميس والجمعة، ثمّ يصلّي ركعتين قبل الركعتين اللتين يصلّيهما قبل الزوال، ثمّ يدعو بهذا الدعاء، وذكر الدعاء.

[ ٩٦١٦ ] ١٥ - وعن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) ، أنّه قال: من كانت له حاجة قد ضاق بها ذرعاً فلينزلها بالله عزّ وجلّ، قلت: كيف يصنع؟ قال: فليصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، ثمّ ليغسل رأسه بالخطمي يوم الجمعة، ويلبس أنظف ثيابه، ويتطيب بأطيب طيبه، ثمّ يقدم صدقة على امرئ مسلم بما تيسر من ماله، ثمّ ليبرز إلى آفاق السماء ولا يحتجب، ويستقبل القبلة، ويصلّي ركعتين، يقرأ في الأُولى فاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، ثمّ يركع فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يرفع رأسه فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يسجد فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يرفع رأسه فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يسجد ثانية فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يرفع رأسه فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ ينهض فيقول مثل ذلك في الثانية، فإذا جلس

____________________

١٣ - مصباح المتهجد: ٢٩٩.

١٤ - مصباح المتهجد: ٣٠٠.

١٥ - مصباح المتهجد: ٣٠٣.

٣٧٣

للتشهّد قرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يتشهّد ويسلّم ويقرؤها بعد التسليم خمس عشرة مرّة، ثم يخرّ ساجداً فيقرؤها خمس عشرة مرّة، ثم يضع خدّه الأيمن على الأرض فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يضع خده الأيسر على الأرض فيقرؤها خمس عشرة مرّة،( ثمّ يعود إلى السجود فيقرأها خمس عشرة مرّة) (١) ، ثمّ يخّر ساجداً فيقول: وهو ساجد يبكي: يا جواد، يا ماجد، يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، يا من هو هكذا ولا هكذا غيره، أشهد أنّ كلّ معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك باطل إلّا وجهك، جلّ جلالك، يا معزّ كلّ ذليل، ويا مذل كل عزيز، تعلم كربّتي، فصلّ على محمّد وآل محمّد وفرج عني، ثمّ تقلب خدك الأيمن وتقول ذلك ثلاثاً، ثمّ تقلب خدك الأيسر وتقول مثل ذلك ثلاثاً، قال أبو الحسن (عليه‌السلام ) : فإذا فعل العبد ذلك يقضي الله حاجته، وليتوجّه في حاجته إلى الله تعالى بمحمّد وآله( عليه وعليهم السلام) ويسميهم عن آخرهم.

[ ٩٦١٧ ] ١٦ - وعن يعقوب بن يزيد، عن أبي الحسن الثالث( عليه‌السلام ) قال: إذا كانت لك حاجة مهمّة فصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، واغتسل في يوم الجمعة في أوّل النهار، وتصدق على مسكين بما أمكن، واجلس في موضع لا يكون بينك وبين السماء سقف ولا ستر من صحن دار أو غيرها، تجلس تحت السماء، وتصلّي أربع ركعات، تقرأ في الأُولى الحمد، ويس، وفي الثانية الحمد، وحم الدخان، وفي الثالثة الحمد والواقعة، وفي الرابعة الحمد و( تبارك الذي بيده الملك ) ، فأنّ لم تحسنها فأقرأ الحمد ونسبة الرب تعالى( قل هو الله أحد ) ، فإذا فرغت بسطت راحتك إلى السماء ثمّ تقول وذكر الدعاء.

____________________

(١) ليس في المصدر.

١٦ - مصباح المتهجد: ٣٠٤.

يأتي ما يدل عليه في الباب ٢٦، وفي الحديث ١ من الباب ٤٤، وفي الحديث ٢٤ من الباب ٤٩ من أبواب بقية الصلوات المندوبة.

٣٧٤

٤٠ - باب وجوب تعظيم يوم الجمعة والتبرّك به واتخاذه عيداً، واجتناب جميع المحرّمات فيه

[ ٩٦١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال - في حديث -: إنّ الله اختار من كلّ شيء شيئاً ، فاختار من الأيّام يوم الجمعة.

[ ٩٦١٩ ] ٢ - وعنه(١) ، عن أحمد بن محمّد، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة.

[ ٩٦٢٠ ] ٣ - وعنه، عن عبدالله بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أنّ للجمعة حقا وحرمة، فاياك أنّ تضيع أو تقصر في شيء من عبادة الله والتقربّ إليه بالعمل الصالح، وترك المحارم كلها، فأنّ الله يضاعف فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات، قال: وذكر أنّ يومه مثل ليلته، فأنّ استطعت أنّ تحييه بالصلاة والدعاء فافعل، فإن ربّك ينزل في أول ليلة الجمعة إلى سماء الدنيا يضاعف فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، وإنّ الله واسع كريم.

____________________

الباب ٤٠

فيه ٢٥ حديثاً

١ - الكافي ٣: ٤١٣ / ٣، والتهذيب ٣: ٤ / ١٠، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ١٨ من أبواب أحكام المساكن.

٢ - الكافي ٣: ٤١٣ / ١، والتهذيب ٣: ٢ / ١.

(١) في نسخة: عن عدّة من أصحابنا « هامش المخطوط ».

٣ - الكافي ٣: ٤١٤ / ٦، ومصباح المتهجد: ٢٤٨، والتهذيب ٣: ٣ / ٣.

٣٧٥

[ ٩٦٢١ ] ٤ - وعن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّ يوم الجمعة سيّد الأيّام، يضاعف الله فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات، ويستجيب فيه الدعوات، وتكشف فيه الكربّات، وتقضي فيه الحوائج العظام، وهو يوم المزيد لله فيه عتقاء وطلقاء من النار، ما دعا به أحد من الناس وعرف حقّه وحرمته إلّا كان حقاً على الله عزّ وجلّ أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار، فإن مات في يومه أو ليلته مات شهيداً وبعث آمناً، وما استخفّ أحد بحرمته وضيّع حقه إلّا كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يصليه نار جهنّم إلّا أن يتوب.

ورواه المفيد في( المقنع) مرسلاً (١) .

ورواه الشيخ في( المصباح) عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر (٢) .

وروى الذي قبله مرسلاً.

[ ٩٦٢٢ ] ٥ - وعن أحمد بن مهرأنّ وعلي بن إبراهيم جميعاً، عن محمّد بن علي، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم، عن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) - في حديث طويل - قال: وأمّا اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال، وهو اليوم الذي هبط فيه الروح الأمين، وليس للمسلمين عيد كان أولى منه، عظّمه الله تبارك وتعالى وعظّمه محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، فأمره أن يجعله عيداً، فهو يوم الجمعة.

[ ٩٦٢٣ ] ٦ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن

____________________

٤ - الكافي ٣: ٤١٤ / ٥، والتهذيب ٣: ٢ / ٢.

(١) المقنعة: ٢٥.

(٢) مصباح المتهجد: ٢٣٠.

٥ - الكافي ١: ٤٠٠ / ٤.

٦ - الكافي ٣: ٤١٥ / ٨، والتهذيب ٣: ٣ / ٥.

٣٧٦

النعمان، عن عمر بن يزيد، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) ، قال: سئل عن يوم الجمعة وليلتها؟ فقال: ليلتها ليلة غراء، ويومها يوم زاهر(١) ، وليس على وجه الأرض يوم تغربّ فيه الشمس أكثر معافى من النار(٢) ، من مات يوم الجمعة عارفاً بحقّ هذا البيت( كتب له) (٣) براءة من النار وبراءة من العذاب القبر، ومن مات ليلة الجمعة أُعتق من النار.

ورواه الصدوق مرسلاً(٤) .

وكذا المفيد في( المقنعة) (٥) .

[ ٩٦٢٤ ] ٧ - وعنه، عن محمّد بن موسى، عن العبّاس بن معروف، عن ابن أبي نجران، عن عبدالله بن سنان، عن ابن أبي يعفور،( عن أبي حمزة) (٦) عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) ، قال: قال له رجل: كيف سميت الجمعة؟ قال: إنّ الله عزّ وجلّ جمع فيها خلقه لولاية محمّد ووصيّه في الميثاق فسمّاه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه.

[ ٩٦٢٥ ] ٨ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر( و) (٧) أبي عبدالله (عليهما‌السلام ) قال: ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم

____________________

(١) في التهذيب: أزهر « هامش المخطوط ».

(٢) في نسخة من التهذيب زيادة: منه هامش المخطوط.

(٣) في المصدرين: كتب الله له. وقد شطب المصنف على اسم الجلالة.

(٤) الفقيه ١: ٨٣ / ٣٧٦.

(٥) المقنعة: ٢٥.

٧ - الكافي ٣: ٤١٥ / ٧، والتهذيب ٣: ٣ / ٤.

(٦) ليس في التهذيب « هامش المخطوط ».

٨ - الكافي ٣: ٤١٥ / ١١، والتهذيب ٣: ٤ / ٧.

(٧) في المصدرين: أو.

٣٧٧

الجمعة، وإنّ كلام الطير فيه( إذا لقى) (١) بعضها بعضاً: سلام سلام، يوم صالح.

[ ٩٦٢٦ ] ٩ - وعن علي بن إبراهيم، عن أخيه إسحاق بن إبراهيم، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إذا ركدت الشمس عذّب الله أرواح المشركين بركود الشمس ساعةً، فإذا كان يوم الجمعة لا يكون للشمس ركود، رفع الله عنهم العذاب لفضل يوم الجمعة.

ورواه الصدوق مرسلاً، نحوه(٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٣) ، وكذا كلّ ما قبله إلّا حديث حمل مريم.

[ ٩٦٢٧ ] ١٠ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن داود بن سرحان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، في قول الله عزّ وجلّ:( وَشَاهِدٍ وَمَشهُودٍ ) (٤) قال: الشاهد يوم الجمعة.

[ ٩٦٢٨ ] ١١ - وبإسناده عن المعلّى بن خنيس، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من وافق منكم يوم الجمعة فلا يشتغلنّ بشيء غير العبادة، فإنّ فيه يغفر للعباد، وتنزل عليهم الرحمة.

ورواه المفيد في( المقنعة) مرسلاً (٥) .

____________________

(١) في المصدر: إذا التقى.

٩ - الكافي ٣: ٤١٦ / ١٤، ومصباح المتهجد: ٢٤٨.

(٢) الفقيه ١: ١٤٥ / ٦٧٥.

(٣) التهذيب: لم نعثر على الحديث.

١٠ الفقيه ١: ٢٧٢ / ١٢٤٢، مصباح المتهجد: ٢٤٨، معاني الأخبار: ٢٩٩.

(٤) البروج ٨٥: ٣.

١١ - الفقيه ١: ٢٧٢ / ١٢٤٣.

(٥) المقنعة: ٢٥.

٣٧٨

ورواه في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن عبدالله بن حماد، عن المعلّى بن خنيس(١) .

ورواه الشيخ في( المصباح) عن المعلّى بن خنيس (٢) ، والذي قبله مرسلاً، والذي قبلهما عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، مثله.

[ ٩٦٢٩ ] ١٢ - قال الصدوق: وخطب أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في الجمعة فقال: الحمد لله الوليّ الحميد - إلى أنّ قال -: ألا أنّ هذا اليوم يوم جعله الله لكم عيداً، وهو سيّد أيّامكم وأفضل أعيادكم، وقد أمركم الله في كتابه بالسعي فيه إلى ذكره، فلتعظم رغبتكم فيه، ولتخلص نيّتكم فيه، وأكثروا فيه التضرّع والدعاء ومسألة الرحمة والغفران، فإنّ الله عزّ وجلّ يستجيب لكلّ من دعاه، ويورد النار من عصاه وكلّ مستكبر عن عبادته، قال الله عزّ وجلّ:( ادعُونِي أَستَجِب لَكُم أنّ الَّذِينَ يَستَكِبرُونَ عَن عِبَادَتِي سَيَدخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (٣) ، وفيه ساعة مباركة لا يسأل الله عبد مؤمن فيها شيئاً إلّا أعطاه.

[ ٩٦٣٠ ] ١٣ - وبإسناده عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) ، أنّه قال: ليلة الجمعة ليلة غرّاء، ويومها يوم أزهر، ومن مات ليلة الجمعة كتب(٤) لهُ براءة من ضغطة القبر، ومن مات يوم الجمعة كتب لهُ براءة من النار.

[ ٩٦٣١ ] ١٤ - وبإسناده عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، في الرجل يريد أنّ يعمل شيئاً من الخير مثل الصدقة والصوم ونحو

____________________

(١) ثواب الأعمال: ٥٩ / ٣.

(٢) مصباح المتهجد: ٢٤٨.

١٢ - الفقيه ١: ٢٧٥ / ١٢٦٢.

(٣) غافر ٤٠: ٦٠.

١٣ - الفقيه ١: ٢٧٢ / ١٢٤٤، والمقنعة: ٢٥.

(٤) في المصدر زيادة: الله.

١٤ - الفقيه ١: ٢٧٢ / ١٢٤٥، وأورده في الحديث ٤ من الباب ٥ من أبواب الصوم المندوب.

٣٧٩

هذا، قال: يستحبّ أن يكون ذلك يوم الجمعة، فإنّ العمل يوم الجمعة يضاعف.

وفي( الخصال ): عن أحمد بن زياد، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير وعلي بن الحكم، عن هشام بن الحكم، مثله(١) .

[ ٩٦٣٢ ] ١٥ - وفي( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: الخير والشرّ يضاعف في يوم الجمعة.

[ ٩٦٣٣ ] ١٦ - وفي( الخصال) عن محمّد بن أحمد الوراق، عن علي بن محمّد مولى الرشيد، عن دارم بن قبيصة، عن الرضا، عن آبائه، عن النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: تقوم الساعة يوم الجمعة بين صلاة الظهر والعصر.

[ ٩٦٣٤ ] ١٧ - وعن الحسن بن علي بن محمّد العطار، عن محمّد بن أحمد بن مصعب، عن أحمد بن محمّد بن إسحاق الآملي، عن أحمد بن محمّد بن غالب، عن دينار، عن أنس، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: إنّ ليلة الجمعة ويوم الجمعة أربّع وعشرون ساعة، لله عزّ وجلّ في كلّ ساعة ست مائة ألف عتيق من النار.

[ ٩٦٣٥ ] ١٨ - وعن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن غير واحدٍ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: السبت لنا، والأحد لشيعتنا، والأثنين لأعدائنا، والثلثاء لبني أُميّة، والأربعاء يوم شربّ

____________________

(١) الخصال: ٣٩٢ / ٩٣.

١٥ - ثواب الأعمال: ١٧١ / ٢٢.

١٦ - الخصال: ٣٩٠ / ٨٤.

١٧ - الخصال: ٣٩٢ / ٩٢.

١٨ - الخصال: ٣٩٤ / ١٠١.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481