أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن6%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 439616 / تحميل: 6670
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

لي موالي من اليهود ، كثير عددهم ، حاضرٌ نَصْرُهم ، وإِني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية اليهود وآوي إلى الله ورسوله. فقال عبد الله بن أبيّ : إني رجل أخاف الدوائر ، ولا أبرأ من ولاية اليهود. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أبا الحباب ، ما بَخِلْتَ به من ولاية اليهود على عُبَادة بن الصامت فهو لك دونه ، فقال : قد قبلت. فأنزل الله تعالى فيهما :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ) إلى قوله تعالى :( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) يعني : عبد الله بن أبيّ( يُسارِعُونَ فِيهِمْ ) في ولايتهم( يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ ) الآية.

[١٩٠]

قوله تعالى :( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) . [٥٥].

٣٩٦ ـ قال جابر بن عبد الله : جاء عبد الله بن سَلّام إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إن قوماً من قُرَيْظَة والنّضِير قد هجرونا وفارقونا ، وأقسموا أن لا يجالسونا ، ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل. وشكا ما يلقى من اليهود ، فنزلت هذه الآية ، فقرأها عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء).

٣٩٦ م ـ ونحو هذا. قال الكلبي ، وزاد : بأن آخر الآية [نزل] في علي بن أبي طالب ، لأنه أعطى خاتمه سائلاً وهو راكع في الصلاة).

٣٩٧ ـ أخبرنا أبو بكر التَّميمى قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ،

__________________

[٣٩٦] بدون إسناد

[٣٩٦١] م الكلبي متهم بالكذب.

[٣٩٧] محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح هذا الإسناد أطلق عليه العلماء سلسلة الكذب.

انظر (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص ٣١٢ ، ٣١٤)

٢٠١

قال : حدَّثنا الحسين بن محمد بن أبي هريرة ، قال : حدَّثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، قال : حدَّثنا محمد [بن] الأسود ، عن محمد بن مروان ، عن محمد [ابن] السَّائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس. قال :

أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه قد آمنوا ، فقالوا : يا رسول الله ، إن منازلنا بعيدة ، وليس لنا مجلس ولا متحدث ، وإن قومنا لَمَّا رأَوْنا آمنّا بالله ورسوله وصَدّقناه ـ رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ، ولا يناكحونا ولا يكلمونا ، فشق ذلك علينا. فقال لهم النبيعليه‌السلام :( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) الآية. ثم إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع ، فنظر سائلاً فقال : هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال : نعم خاتم من ذهب ، قال من أعْطَاكَهُ؟ قال : ذلك القائم ، وأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب. فقال : على أي حال أعطاك؟ قال : أعطاني وهو راكع. فكَبَّرَ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قرأ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ) .

[١٩١]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً ) . [٥٧].

٣٩٨ ـ قال ابن عباس : كان رفَاعَة بن زيد وسُوَيد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ثم نافقا ، وكان رجال من المسلمين يُوَادُّنَهُمَا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٩٢]

قوله تعالى :( وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ) [٥٨].

٣٩٩ ـ قال الكلبي : كان منادي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إِذا نادى إلى الصلاة فقام المسلمون إليها ، قالت اليهودي : قاموا لا قاموا ، صلوا لا صلوا ، ركعوا لا ركعوا ،

__________________

[٣٩٨] أخرجه ابن جرير (٦ / ١٨٧).

وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٤) لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٣٩٩] الكلبي ضعيف ، وقد مرت ترجمته في رقم (١٠)

٢٠٢

على طريق الاستهزاء والضحك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٠٠ ـ وقال السُّدّي : نزلت في رجل من نصارى المدينة ، كان إذا سمع المؤذن يقول أشهد أن محمداً رسول الله ، قال : حُرِّق الكاذب. فدخل خادمه بنار ذات ليلة وهو نائم وأهله نيام ، فتطايرت منها شرارة ، فأَحرقت البيت فاحترق هو وأهله.

٤٠٠ م ـ وقال آخرون : إن الكفار لما سمعوا الأذان حسدوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم والمسلمين على ذلك [فدخلوا على رسول الله] وقالوا : يا محمد لقد أبدعت شيئاً لم نسمع به فيما مضى من الأمم [الخالية] فإن كنت تدّعي النبوة فقد خالفت فيما أحدثت من هذا الأذان الأنبياءَ من قبلك ، ولو كان في هذا [الأمر] خير كان أولى الناس به الأنبياءُ والرسلُ من قبلك ، فمن أين لك صياح كصياح العير؟ فما أقبح من صوت وما أسمج من كفر!! فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأنزل( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً ) الآية.

[١٩٣]

قوله تعالى :( قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ ) . [٥٩].

٤٠١ ـ قال ابن عباس : أتى نفر من اليهود إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسألوه عمن يؤمن به من الرسل ، فقال : أومن( بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ ) إلى قوله :( وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) ، فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا : والله ما نعلم أهل دين أقل حظاً في الدنيا والآخرة منكم ، ولا دينا شراً من دينكم فأنزل الله تعالى :( قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا ) إلى قوله :( فاسِقُونَ ) .

__________________

[٤٠٠] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٤) لابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٠٠] م بدون إسناد.

[٤٠١] بدون إسناد.

٢٠٣

[١٩٤]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) . [٦٧]

٤٠٢ ـ قال الحسن : إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : لما بعثني الله تعالى برسالته ضِقْتُ بها ذَرْعاً ، وعرفت أن من الناس مَنْ يُكَذِّبني. وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يهاب قريشاً واليهود والنصارى ، فأنزل الله تعالى هذه الآية).

٤٠٣ ـ أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصَّفَّار ، قال : أخبرنا الحسن بن أحمد المَخْلِدي ، قال : أخبرنا محمد بن حَمْدُون بن خالد ، قال : حدَّثنا محمد بن إبراهيم الحلْوانِي ، قال : حدَّثنا الحسن بن حماد سِجَّادة ، قال : أخبرنا علي بن عابس ، عن الأعمش ، وأبي الحَجَّاب عن عطية ، عن أبي سعيد الخُدْرِي ، قال :

نزلت هذه الآية :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) يوم «غَدِير خُمّ» في علي بن أبي طالب ،رضي‌الله‌عنه .

[١٩٥]

قوله تعالى :( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) الآية. [٦٧].

٤٠٤ ـ قالت عائشةرضي‌الله‌عنها : سهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة ، فقلت :

__________________

[٤٠٢] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٨) لأبي الشيخ ، وذكره في اللباب ص ١٠٩.

[٤٠٣] إسناده ضعيف : علي بن عابس ضعيف (تقريب ٢ / ٣٦٥) وعطية بن سعد العوفي : صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً تقريب (٢ / ٢٤)

[٤٠٤] بدون إسناد.

والحديث المروي عن عائشة في هذا الشأن يختلف سياقه عن هذا تماماً. فأخرج الحاكم في المستدرك (٢ / ٣١٣) عن عائشة أنها قالت : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )

وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٤٦) بلفظ الحاكم وقال : هذا حديث غريب وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري عن عبد الله بن شقيق ولم يذكروا فيه عن عائشة.

والحديث الذي فيه ذكر سعد بن أبي وقاص وأخرجه البخاري في كتاب الجهاد (٢٨٨٥) وفي كتاب التمني (٧٢٣١) وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة (٤٠ / ٢٤١٠) ص ١٨٧٥ وأخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٥٦) وكل هذه الأحاديث ليس فيها ذكر الآية.

٢٠٤

يا رسول الله ما شأنك؟ قال : أَلَا رَجُلٌ صالح يحرسنا الليلة؟ فقالت : فبينما نحن في ذلك سمعت صوت السلاح ، فقال : من هذا؟ قال : سعد وحُذَيفَة ، جئنا نحرسك. فنام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى سمعت غطيطه ، ونزلت هذه الآية ، فأخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رأسه من قُبَّة أدَمٍ ، وقال : انصرفوا يا أيها الناس فقد عصمني الله.

٤٠٥ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، قال : أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، قال : حدَّثنا محمد بن الحسن بن الخليل قال : حدَّثنا محمد بن العلاء ، قال : حدَّثنا الحمَّاني قال : حدَّثنا النضر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يُحْرَسُ ، وكان يرسل معه أبو طالب [كل يوم] رجالاً من بني هاشم يحرسونه ، حتى نزلت عليه هذه الآية :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) إلى قوله :( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) قال : فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه ، فقال : يا عم ، إن الله تعالى قد عصمني من الجن والإنس).

[١٩٦]

قوله تعالى :( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ ) الآيات إلى قوله :( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا ) . [٨٢ : ٨٦].

نزلت في النجاشي وأصحابه.

٤٠٦ ـ قال ابن عباس : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو بمكة ، يخاف على أصحابه من المشركين ، فبعث جعفر بن أبي طالب ، وابن مسعود ، في رهط من أصحابه إلى النجاشي ، وقال : «إنه ملك صالح ، لا يَظلم ولا يُظلم عنده أحدٌ ، فاخرجوا إليه حتى يجعل الله للمسلمين فرجاً». فلما وردوا عليه أكرمهم وقال لهم : تعرفون

__________________

[٤٠٥] إسناده ضعيف : النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز : متروك [تقريب ٢ / ٣٠٢] وأخرجه الطبراني [ج ١١ ص ٢٥٦ رقم ١١٦٦٣].

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٧) : وفيه النضر بن عبد الرحمن وهو ضعيف. وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٨) للطبراني وأبي الشيخ وأبي نعيم في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر.

وذكره في اللباب (ص ١١٠)

[٤٠٦] بدون إسناد.

٢٠٥

شيئاً مما أنزل عليكم؟ قالوا : نعم ، قال : اقرأوا. فقرءوا وحوله القِسِّيسُون والرّهبان ، فكلما قرأوا آية انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق ، قال الله تعالى :( ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ، وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ) الآية.

٤٠٧ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن حمدون بن الفضل ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمد بن الحسن ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا أبو صالح كاتب الليث ، قال : حدَّثني الليث ، قال : حدَّثني يونس [عن] ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب وعُرْوَة بن الزبير وغيرهما ، قال :

بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عَمْرَو بن أُميَّة الضَّمْري ، وكتب معه كتاباً إلى النجاشي ، فقدم على النجاشي ، فقرأ كتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه ، فأرسل إلى الرهبان والقِسِّيسِينَ فجمعهم ، ثم أمر جعفراً أن يقرأ عليهم القرآن ، فقرأ سورة «مريم»عليها‌السلام ، فآمنوا بالقرآن وفاضت أعينهم من الدمع ، وهم الذين أنزل فيهم :( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ) إلى قوله :( فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) .

٤٠٨ ـ وقال آخرون : قدم جعفر بن أبي طالب من الحبشة هو وأصحابه ، ومعهم سبعون رجلاً ، بعثهم النجاشي وفداً إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عليهم ثياب الصوف ، اثنان وستون من الحبشة ، وثمانية من أهل الشام ، وهم : بحيرا الراهب وأَبْرَهَة ، وإدريس ، وأشرف ، وتمام ، وقيتم ، ودريد وأيمن. فقرأ عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سورة «يس» إلى آخرها ، فبكوا حين سمعوا القرآن ، وآمنوا وقالوا : ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى. فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات).

٤٠٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمد العدل ، قال : حدَّثنا زاهر بن أحمد ، قال :

__________________

[٤٠٧] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٣٠٢) لابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الحلية والواحدي.

[٤٠٨] بدون إسناد.

[٤٠٩] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٣٠٢) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي الشيخ.

٢٠٦

أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدَّثنا علي بن الجَعْد ، قال : حدَّثنا شريك عن سالم ، عن سعيد بن جُبَيْر في قوله تعالى :( ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً ) قال : بعث النَّجَاشي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من خيار أصحابه ثلاثين رجلاً ، فقرأ عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سورة «يس» فبكوا ، فنزلت هذه الآية.

[١٩٧]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ) . [٨٧].

٤١٠ ـ أخبرنا أبو عثمان بن أبي عمرو المؤذن ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال : حدَّثنا الحسين بن نصر بن سفيان ، قال : أخبرنا إسحاق بن منصور ، قال : أخبرنا أبو عاصم ، عن عثمان بن سعد ، قال أخبرني عِكْرَمَة ، عن ابن عباس :

أن رجلاً أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : إني إذا أكلت هذا اللحم انتشرت إلى النساء ، وإني حرَّمت عليَّ اللحمَ. فنزلت :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ) ونزلت :( وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً ) الآية.

٤١١ ـ وقال المفسرون : جلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوماً ، فذكّر الناس ، ووصف القيامة ، ولم يزدهم على التخويف ، فَرق الناس وبكَوْا ، فاجتمع عشرة من الصحابة

__________________

[٤١٠] إسناده ضعيف : عثمان بن سعد ضعيف [تقريب ٢ / ٩] والمجروحين لابن حبان (٢ / ٩٦).

والحديث أخرجه الترمذي (٣٠٥٤) وقال : حسن غريب ورواه بعضهم عن عثمان بن سعد مرسلاً ، ورواه خالد الحذاء عن عكرمة مرسلاً أ. ه.

وأخرجه الطبراني في الكبير [ج ١١ ص ٣٥٠ رقم ١١٩٨١] والطبري في تفسيره (٧ / ٩) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٣٠٧) لابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل وابن مردويه ، لباب النقول ص ١١١.

[٤١١] أخرجه ابن جرير (٧ / ٧) عن قتادة.

وعزاه في الدر (٢ / ٣٠٧) لابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.

وذكره في لباب النقول ص ١١٢.

٢٠٧

في بيت عثمان بن مَظْعُون الجُمَحِي ، وهم : أبو بكر الصديق ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمرو ، وأبو ذَرٍ الغِفَاري ، وسالم مولى أبي حُذَيْفَةَ ، والمِقْداد بن الأَسْوَد ، وسَلْمان الفارِسي ، ومَعْقِل بن مُقرَّن. واتفقوا على أن يصوموا النهار ، ويقوموا الليل ، ولا يناموا على الفرش ، ولا يأكلوا اللحم ، ولا الوَدَك [وَلَا يَقْرَبُوا النِّسَاءَ وَالطِّيب ، ويَلْبِسُوا الْمُسوحَ ويَرْفُضُوا الدُّنْيَا وَيَسِيحُوا فِي الأَرْضِ] ويترهبوا ويَحُبُّوا المَذَاكِيرَ. فبلغ ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجمعهم ، فقال : أَلَمْ أُنبَّأَ أنكم اتفقتم على كذا وكذا؟ فقالوا : بلى يا رسول الله وما أردنا إلا الخير ، فقال : [لهم] : إني لم أُوْمَرْ بذلك ، إِنّ لأنفسكم عليكم حقاً ، فصوموا وأفطروا ، وقوموا وناموا ، فإني أقوم وأنام ، وأصوم وأفطر ، وآكل اللحم والدَّسَم ، ومَنْ رَغِبَ عن سُنَّتي فليس مني. ثم خرج إلى الناس وخَطَبَهُمْ فقال : ما بَالُ أَقوامٍ حرّموا النساءَ والطعام ، والطِّيب والنوم ، وشهواتِ الدنيا؟ أما إني لست آمركم أن تكونوا قِسِّيسِينَ ولا رهباناً ، فإنه ليس في ديني ترْكُ اللحم والنساء ، ولا اتخاذ الصوامع ، وإن سِيَاحَةَ أمتي الصوم ، ورَهْبانيتَهَا الجهادُ ، واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، وحُجُّوا واعْتَمِرُوا ، وأقيموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وصوموا رمضان ، فإنما هلك من كان قبلكم بالتشديد ، شدَّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم ، فأولئك بقاياهم في الدِّيارَاتِ والصَّوَامع ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقالوا : يا رسول الله ، كيف نصنع بأيماننا التي حلفنا عليها؟ وكانوا حلفوا على ما عليه اتفقوا ، فأنزل الله تعالى :( لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ ) الآية).

[١٩٨]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ ) الآية. [٩٠].

٤١٢ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر المُطَّوِّعي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحِيرِي ، قال : حدَّثنا أحمد بن علي المَوْصِلي ، قال : حدَّثنا أبو

__________________

[٤١٢] هذا جزء من حديث أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة (٤٣ / ١٧٤٨) ص ١٨٧٧ ، وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٧ / ٢٢) وزاد نسبته في الدر (٢ / ٣١٥) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والنحاس.

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ١٨١ ، ١٨٥) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٨٥)

٢٠٨

خَيْثَمَة ، قال : حدَّثنا الحسن أبو موسى ، قال : حدَّثنا زُهَير ، قال : حدَّثنا سِمَاك بن حَرْب ، قال : حدَّثني مُصْعَب بن سعد بن أبي وَقّاص ، عن أبيه ، قال :

أتَيْتُ على نفر من المهاجرين [والأنصار] ، فقالوا : تعالى نطعمك ونسقيك خمراً ، وذلك قبل أن تحرّم الخمر ، فأتيتهم في حُشٍ ـ والحُشُّ : البستان ـ فإذا رأس جَزُور مشوي عندهم ودَنّ من خمر ، فأكلت وشربت معهم ، وذكرتُ الأنصار والمهاجرين ، فقلت : المهاجرونَ خيرٌ من الأنصار ، فأخذ رجل [أحد] لحِيي الرأس [فضربني به] فجَذَعَ أنفي ، فأتيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته ، فأنزل الله فِيّ [يعني نفسه] شأنَ الخمرِ :( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ) الآية.

رواه مسلم ، عن أبي خَيْثَمَة.

٤١٣ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدان العدل ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا خلف بن الوليد ، قال : حدَّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي مَيْسَرَة ، عن عمر بن الخطاب ، قال :

اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً. فنزلت الآية التي في البقرة :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) فدُعي عُمر فقرئت عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت الآية التي في النساء :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ

__________________

[٤١٣] في إسناده أبي إسحاق السبعي : مدلس وقد عنعنه ، أخرجه الترمذي (٣٠٤٩ ـ ٣٠٤٩ م) وقال : وقد روي عن إسرائيل هذا الحديث مرسل.

وأخرجه أبو داود في الأشربة (٣٦٧٠) والنسائي في الأشربة (٨ / ٢٨٦) والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٨) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٧ / ٢٢).

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (١ / ٥٣) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٨٥) بلفظ مختلف عن عمر بن الخطاب أنه قال : لما نزل تحريم الخمر قال عمر رضي‌الله‌عنه : اللهم بين لنا في الخمر إلخ.

وعزاه في الدر (٢ / ٢٥٢) لابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي والضياء في المختارة.

٢٠٩

سُكارى ) فكان منادي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أقام الصلاة ينادي لا يقربَنَّ الصلاة سكران ، فدعي عمر فقرئت عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت هذه الآية :( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ) فدُعِي عمر فقرئت عليه فلما بلغ :( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ) قال عمر : انتهينا [انتهينا].

وكانت تحدث أشياء يكرهها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بسبب شرب الخمر قبل تحريمها ، منها قصة علي بن أبي طالب مع حمزةرضي‌الله‌عنهما . وهي ما :

٤١٤ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن أبي خالد ، قال : حدَّثنا يوسف بن موسى المَرْوَزِيّ ، قال : حدَّثنا أحمد بن صالح ، قال : أخبرنا عَنْبَسَة ، قال : أخبرنا يوسف ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني علي بن الحسين : أن حسين بن علي أخبره : أن علي بن أبي طالب قال :

كانت لي شَارِفٌ من نصيبي من المَغْنَم يوم «بدر» ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أعطاني شَارِفاً من الخُمْس ، ولما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وَاعَدْت رجلاً صَوَّاغاً من بَني قينُقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذْخر أردت أن أبيعه من الصَّوَّاغِين فأستعين به في وليمة عرسي ، فبينما أنا أجمع لشارفيّ [متاعاً] من الأقتاب والغَرَائِرِ والحِبال ، وشارفاي مناختان إلى جنب حُجْرَة رجل من الأنصار ـ أقْبَلْتُ فإذا أنا بشارفيّ قد أُجِبَّتْ أَسْنِمَتُهما وبُقِرَت خَوَاصِرُهما ، وأخذ من أكبادهما ، فلم أملك عَيْنَيَّ حين رأيت ذلك المنظر ، وقلت من فعل هذا؟ فقالوا : فعله حمزة [ابن عبد المطلب] وهو في البيت في شَرْبٍ من الأنصار غنّت قينة فقالت في غنائها :

ألا يا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّوَاءِ

وهُنَّ مُعَقَّلَاتٌ بالفِنَاء

ضَعِ السِّكِّيَن في اللِّبَّاتِ مِنْهَا

فَضَرِّجْهُنَّ حمزة بالدِّمَاء

__________________

[٤١٤] أخرجه البخاري في البيوع (٢٠٨٩) وفي الخمس (٣٠٩١) وفي كتاب الشرب والمساقاة (٢٣٧٥) وفي المغازي (٤٠٠٣) وفي اللباس (٥٧٩٣) وأخرجه مسلم في الأشربة (١ ، ٢ / ١٩٧٩) ص ١٥٦٨ ، ١٥٦٩. وأبو داود في الخراج والإمارة (٢٩٨٦) وأخرجه البيهقي في السنن (٦ / ١٥٣ ، ٣٤١)

٢١٠

وأطْعِمْ مِنْ شَرَائِحِهَا كَبَاباً

مُلَهْوَجَةً على وَهَجِ الصَّلَاءِ

فَأَنْتَ أَبَا عُمَارَةٍ المُرَجَّى

لِكَشْفِ الضُّرِّ عَنَّا والبَلَاءِ

فوثب إلى السيف فاجْتَبَّ أسْنِمَتهما ، وبقَرَ خَوَاصِرَهما ، وأخذ من أكبادهما. قال علي : فانطلقت حتى أدخل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده زَيْدُ بن حَارثة. قال : فعرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الذي أتيت له فقال : مالك؟ فقلت : يا رسول الله ، ما رأيت كاليوم ، عَدا حمزة على نَاقَتيَّ فاجْتبَّ أسنمتهما ، وبقر خَوَاصِرَهما ، وهما هو ذا في بيت معه شَرْبٌ.

قال : فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بردائه ، ثم انطلق يمشي ، فاتبعت أثره أنا وزيد بن حارثة ، حتى جاء البيت الذي هو فيه ، فاستأذن فأُذِنَ له ، فإذا هم شَرْبٌ ، فطفق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يلوم حمزة فيما فعل ، فإذا حمزة ثَمِلٌ مُحْمَرَّةٌ عيناه ، فنظر حمزة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم صعَّد النظر [فنظر إلى ركبته ثم صعد النظر] فنظر إلى وجهه ثم قال : وهل أنتم إلا عَبِيدُ أبي؟ فعرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه ثَمِلٌ ، فَنكَصَ على عَقِبَيْهِ القَهْقَرَى فخرج وخرجنا.

رواه البخاري عن أحمد بن صالح. وكانت هذه القصة من الأسباب الموجبة لنزول تحريم الخمر.

[١٩٩]

قوله تعالى :( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ) الآية. [٩٣].

٤١٥ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المُطَّوِّعي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحِيرِي ، قال : أخبرنا أبو يَعْلي ، قال : أخبرنا أبو الربيع سليمان بن داود العَتَكَي ، عن حماد ، عن ثابت ، عن أنس ، قال :

__________________

[٤١٥] أخرجه البخاري في المظالم (٢٤٦٤) وفي التفسير (٤٦٢٠) وأخرجه مسلم في الأشربة (٣ / ١٩٨٠) ص ١٥٧٠.

وأبو داود في الأشربة (٣٦٧٣) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٨٦)

٢١١

كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة ، وما شرابهم إلا الفَضِيخ والبُسْرُ والتمر ، وإذا مناد ينادي [ألا] إن الخمر قد حرمت ، قال : فَجَرَتْ في سكك المدينة. فقال أبو طلحة : اخرج فأرقها ، قال : فأرقتها. فقال بعضهم : قُتِلٍ فلان وقُتِل فلان ، وهي [في] بطونهم. قال : فأنزل الله تعالى :( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ) الآية.

رواه مسلم عن أبي الربيع.

ورواه البخاري عن أبي نعمان ، كلاهما عن حمّاد.

٤١٦ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المزكّي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو بن مطر ، قال : حدَّثنا أبو خليفة ، قال : حدَّثنا أبو الوليد ، قال : حدَّثنا شُعْبة ، قال : حدَّثنا أبو إسحاق ، عن البَرَاء بن عَازِب ، قال :

مات [أناس] من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهم يشربون الخمر ، فلما حرمت قال أناس : كيف لأصحابنا؟ ماتوا وهم يشربونها؟ فنزلت هذه الآية :( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ) الآية.

[٢٠٠]

قوله تعالى :( قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ ) الآية. [١٠٠].

٤١٧ ـ [أخبرنا الحاكم أبو عبد الرحمن الشَّاذْياخِي ، قال :] أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبيد الله [البَيِّع] قال : أخبرني محمد بن القاسم المؤدب [قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب الرَّازِي] قال : حدَّثنا إدريس بن علي الرَّازي ، قال : حدَّثنا يحيى بن الضرَيس قال : حدَّثنا سفيان عن محمد بن سُوقَة عن محمد بن المُنْكَدِر ، عن جابر ، قال :

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن اللهعزوجل حرّم عليكم عبادة الأوثان ، وشرب الخمر ،

__________________

[٤١٦] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٥١) وقال : حسن صحيح.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٧ / ٢٥)

[٤١٧] عزاه السيوطي في اللباب (ص ١١٤) للأصبهاني في الترغيب والواحدي.

٢١٢

والطعن في الأنساب ، ألا إن الخمر لُعِنَ شاربُها وعاصرُها وساقيها وبائعها وآكل ثمنها. فقام إليه أعرابي فقال : يا رسول الله ، إني كنت رجلاً كانت هذه تجارتي فاعْتَقَبْتُ من بيع الخمر مالاً ، فهل ينفعني ذلك المال إِن عملت فيه بطاعة الله؟ فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن أنفقته في حجٍ أو جهاد أو صدقة لم يعدل عند الله جناح بعوضة ، إِنَّ الله لا يقبل إلا الطيب. فأنزل الله تعالى تصديقاً لقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ) [فالخبيث : الحرام].

[٢٠١]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) الآية. [١٠١].

٤١٨ ـ أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المُزَكّي ، قال : أخبرنا محمد بن مَكِّي ، قال : حدَّثنا محمد بن يوسف ، قال : حدَّثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال : حدَّثنا الفضل بن سهل ، قال : حدَّثنا أبو النَّضْر ، قال : حدَّثنا أبو خَيْثَمَة ، قال : حدَّثنا أبو جُوَيْرِيَةَ ، عن ابن عباس ، قال :

كان قوم يسألون النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم استهزاء ، فيقول الرجل : [مَنْ أبى؟ ويقول الرجل] تضل ناقته : أين ناقتي؟ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) حتى فرغ من الآيات كلها.

٤١٩ ـ أخبرنا أبو سعيد النَّصْرُوبِيُّ قال : أخبرنا أبو بكر القطيعي ، قال :

__________________

[٤١٨] أخرجه البخاري في التفسير (٤٦٢٢) والطبراني في الكبير [ج ١٢ ص ١٣٧] وأخرجه ابن جرير (٧ / ٥٢) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٣٣٤) لابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٤١٩] في إسناده ضعف وانقطاع : عبد الأعلى بن عامر ضعفه يحيى بن معين وضعفه أبو زرعة (المجروحين لابن حبان ٢ / ١٥٥).

والانقطاع : أبو البختري لم يسمع من علي. قال ذلك الحافظ ابن حجر في ترجمته في التهذيب ، ونقل المزي في تحفة الأشراف (١٠١١١) عن الترمذي أنه قال بعد أن روى الحديث : سمعت محمداً يقول : أبو البختري لم يسمع علياً والحديث رواه الترمذي في الحج (٨١٤) وفي التفسير (٣٠٥٥) وابن ماجة في الحج (٢٨٨٤) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٩٤) وتعقبه الذهبي : عبد الأعلى هو ابن عامر ضعفه أحمد.

وزاد نسبته في الدر (٢ / ٣٣٥) لأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني وابن مردويه.

٢١٣

حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا منصور بن وَرْدَان الأسدي قال : حدَّثنا علي بن عبد الأعلى ، عن أبيه ، عن أبي البَخْتَرِيَّ ، عن علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، قال :

لما نزلت هذه الآية :( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ) قالوا : يا رسول الله في كل عام؟ فسكت ثم قالوا : أفي كل عام؟ فسكت ، ثم قال في الرابعة : لا ، ولو قلت : نعم لوجبت ، فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) .

[٢٠٢]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) الآية. [١٠٥].

قال الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس :

٤٢٠ ـ كتَب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إِلى أهل هَجَر ـ وعليهم مُنْذِر بن سَاوَى ـ يدعوهم إلى الإسلام ، فإن أبوا فليؤَدُّوا الجزية. فلما أتاه الكتاب عرضه على من عنده من العرب واليهود والنصارى والصابئين والمجوس ، فأقروا بالجزية ، وكرهوا الإسلام. وكتب إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما العرب فلا تقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ، وأما أهل الكتاب والمجوس فأقبل منهم الجزية». فلما قرأ عليهم كتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أسلمت العرب ، وأما أهل الكتاب والمجوس فأعطوا الجزية ، فقال منافقو العرب : عجباً من محمد ، يزعم أن الله بعثه ليقاتل الناس كافة حتى يسلموا ، ولا يقبل الجزية إِلا من أهل الكتاب ، فلا نراه إلا قبل من مشركي أهل هجر مَا رَدَّ على مشركي العرب! فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) يعني من ضل من أهل الكتاب.

[٢٠٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ ) الآية. [١٠٦].

__________________

[٤٢٠] إسناده ضعيف لضعف الكلبي.

٢١٤

٤٢١ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الغازي ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : أخبرنا أبو يعلى ، قال : حدَّثنا الحارث بن شريح ، قال : حدَّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، قال : حدَّثنا محمد بن أبي القاسم ، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال :

كان تميم الداري وعَدِيّ بن بَدَّاء يختلفان إلى مكة : فصحبهما رجل من قريش من بني سهم ، فمات بأرض ليس بها أحد من المسلمين ، فأوصى إليهما بتركته ، فلما قدما دفعاها إلى أهله ، وكتما جَاماً كان معه من فضة مُخَوَّصاً بالذهب ، فقالا لم نره. فأتى بهما إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاستحلفهما بالله ما كتما ولا اطلعا ، وخلى سبيلهما. ثم إن الجام وجد عند قوم من أهل مكة ، فقالوا : ابتعناه من تميم الدَّارِي وعدي بن بَدَّاء. فقام أولياء السَّهمي فأخذوا الجام ، وحلَّف رجلان منهم بالله : إن هذا الجام جام صاحبنا ، وشهادتنا أحق من شهادتهما ، وما اعتدينا. فنزلت هاتان الآيتان :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ) إلى آخرها.

__________________

[٤٢١] أخرجه البخاري في الوصايا (٢٧٨٠) وأبو داود في القضايا (٣٦٠٦) والترمذي في التفسير (٣٠٦٠) وقال : حسن غريب.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (١٠ / ١٦٥).

والطبراني في الكبير (١٢ / ٧١) وابن جرير (٧ / ٧٥).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٣٤٢) لابن المنذر والنحاس وأبي الشيخ وابن مردويه.

٢١٥

سورة الأنعام

[٢٠٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ ) الآية. [٧].

٤٢٢ ـ قال الكلبي : إن مشركي مكة قالوا : يا محمد ، والله لا نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند الله ، ومعه أربعة من الملائكة يشهدون أنه من عند الله وأنك رسوله. فنزلت هذه الآية.

[٢٠٥]

قوله تعالى :( وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ) الآية. [١٤].

٤٢٣ ـ قال الكلبي عن ابن عباس :

إن كفار مكة أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : يا محمد ، إنا قد علمنا أنه إنما يحملك على ما تدعونا إليه الحاجة ، فنحن نجعل لك نصيباً في أموالنا حتى تكون أغنانا رجلاً ، وترجع عما أنت عليه. فنزلت هذه الآية.

[٢٠٦]

قوله تعالى :( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً ) الآية. [١٩].

__________________

[٤٢٢] الكلبي ضعيف.

[٤٢٣] الكلبي ضعيف.

٢١٦

٤٢٤ ـ قال الكلبي : إن رؤساء مكة قالوا : يا محمد ، ما نرى أحداً يصدِّقك بما تقول من أمر الرسالة ، ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أن ليس لك عندهم ذكر ولا صفة ، فأرِنا من يشهد لك أنك رسول كما تزعم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٠٧]

قوله تعالى :( وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ) الآية. [٢٥].

٤٢٥ ـ قال ابن عباس في رواية أبي صالح : إِن أبا سفيان بن حرب ، والوليد بن المغيرة والنَّضْرَ بن الحارث ، وعُتْبَة وشَيْبَة ابني ربيعة ، وأمية ، وأبياً ابني خلف ، استمعوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا للنضر : يا أبا قُتَيْلَة ما يقول محمد؟ قال : والذي جعلها بينه ما أدري ما يقول ، إلا أني أرى تحريك شفتيه يتكلم بشيء ، وما يقول إلا أساطير الأولين مثل ما كنت أحدثكم عن القرون الماضية وكان النضر كثير الحديث عن القرون الأول ، وكان يحدث قريشاً فيستمعون حديثه. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٠٨]

قوله تعالى :( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ) الآية. [٢٦].

٤٢٦ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن نعيم ، قال : حدَّثنا علي بن حَمْشَاذ ، قال : حدَّثنا محمد بن مَنْدَة الأصفهاني ، قال : حدَّثنا بكر بن بَكَّار ، قال : حدَّثنا حمزة بن حبيب ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جُبَيْر ، عن ابن عباس في قوله :( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ) قال :

__________________

[٤٢٤] الكلبي ضعيف.

[٤٢٥] أبو صالح لم يسمع من ابن عباس.

[٤٢٦] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣١٥) وصححه ووافقه الذهبي. والطبراني في الكبير (١٢ / ١٣٣) وأخرجه ابن جرير (٧ / ١١٠).

وزاد نسبته في الدر (٣ / ٨) للفريابي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

٢١٧

نزلت في أبي طالب ، كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويتباعد عما جاء به.

وهذا قول عطاء بن دينار ، والقاسم بن مُخَيْمَرَة.

قال مقاتل : وذلك أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان عند أبي طالب يدعوه إلى الإسلام ، فاجتمعت قريش إلى أبي طالب يريدون سوءاً بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال أبو طالب :

والله لَنْ يَصِلُوا إليك بِجَمْعِهِمْ

حتَّى أوسدَ في التراب دفينا

فاصْدَعْ بأمرك ما عليك غَضَاضةٌ

وابْشِرْ وقر بذاك منك عيونا

وعرضت ديناً لا محالة أنه

مِنْ خيرِ أديانِ البَرِيَّةِ دينا

لَوْلَا الملامةُ أو حِذَارى سبَّةً

لوَجَدْتَنِي سَمْحاً بذاك مَتِينا

فأنزل الله تعالى :( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ ) الآية.

٤٢٧ ـ وقال محمد بن الحَنَفِيَّة والسُّدِّي والضَّحَّاك : نزلت في كفار مكة ، كانوا ينهون الناس عن اتِّباع محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويتباعدون بأنفسهم عنه. وهو قول ابن عباس في رواية الوالبي.

[٢٠٩]

قوله تعالى :( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ) الآية. [٣٣].

٤٢٨ ـ قال السُّدِّي : التقى الأخْنَس بن شُرَيق ، وأبو جهل بن هشام ، فقال الأخْنس لأبي جهل : يا أبا الحكم ، أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس هاهنا أحد يسمع كلامك غيري. فقال أبو جهل : والله إن محمداً لصادِق ، وما كذب محمد قط ، ولكن إذا ذهب بنو قُصَيّ باللوَاء والسِّقَاية والحِجَابَة والنَّدْوَة والنُّبُوَّة فما ذا يكون لسائر قريش؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٤٢٧] بدون إسناد ، وقول المصنف هذا قول ابن عباس في رواية الوالبي ، فالوالبي ، هذا هو علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس.

[٤٢٨] مرسل.

٢١٨

٤٢٩ ـ وقال أبو ميسرة : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مرّ بأبي جهل وأصحابه ، فقالوا : يا محمد إنا والله ما نكذبك ، وإنك عندنا الصادق ، ولكن نكذب ما جئت به. فنزلت :( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ ) .

٤٣٠ ـ وقال مقاتل : نزلت في الحارث بن عامر بن نَوْفَل بن عبد مناف بن قُصَيّ بن كِلَاب ، كان يكذب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في العلانية ، وإذا خلا مع أهل بيته ، قال : ما محمد من أهل الكذب ، ولا أحسبه إلا صادقاً. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢١٠]

قوله تعالى :( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) الآية. [٥٢].

٤٣١ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا زاهر بن أحمد ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد بن مُصْعَبْ ، قال : حدَّثنا يحيى بن حكيم ، قال : حدَّثنا أبو داود ، قال : حدَّثنا قيس بن الرَّبيع ، عن المِقْدام بن شريح ، عن أبيه ، عن سعد ، قال :

نزلت هذه الآية فينا ستة : فيّ ، وفي ابن مسعود ، وصُهَيب ، وعمَّار ، والمِقْدَاد ، وبلال ، قالت قريش لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنا لا نرضى أن نكون أتباعاً لهؤلاء فاطردهم [عنك]. فدخل قلب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من ذلك ما شاء الله أن يدخل ،

__________________

[٤٢٩] مرسل. وعزاه في الدر (٣ / ١٠) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير.

[٤٣٠] مرسل.

[٤٣١] في إسناده قيس بن الربيع : قال الحافظ في التقريب : صدوق تغير لما كبر وله ترجمة في المجروحين (٢ / ٣١٦).

والحديث له طرق من غير طريق قيس بن الربيع.

أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (٤٥ ، ٤٦ / ٢٤١٣) ص ١٨٧٨ وابن ماجة في الزهد (٤١٢٨) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٣٨٦٥) للنسائي في المناقب في الكبرى.

وأخرجه ابن جرير (٧ / ١٢٨) ، وأخرجه عبد بن حميد (١٣١ منتخب) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٣) للفريابي وأحمد والحاكم وابن حبان وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي في الدلائل.

٢١٩

فأنزل الله تعالى عليه :( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) الآية. رواه مسلم عن زهير بن حرب ، عن عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن المقدام.

٤٣٢ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن ، قال : أخبرنا أبو بكر بن [أبي] زكريا الشيباني ، قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن ، قال : حدَّثنا أبو صالح الحسين بن الفرج ، قال : حدَّثنا محمد بن مقاتل المَرْوَزِي ، قال : حدَّثنا حكيم بن زيد ، قال : حدَّثنا السّدّي ، عن أبي سعيد ، عن أبي الكنود ، عن خَبَّاب بن الأرتّ ، قال :

فينا نزلت ، كنا ضعفاء عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالغداة والعشي ، فعلَّمنا القرآن والخير ، وكان يخوفنا بالجنة والنار ، وما ينفعنا ، وبالموت والبعث ، فجاء الأَقْرَع بن حَابِس التَّمِيميّ وعُيَيْنَة بن حِصْن الفَزَارِي ، فقالا : إنا من أشراف قومنا وإنا نكره أن يرونا معهم ، فاطردهم إذا جالسناك. قال : نعم ، قالوا : لا نرضى حتى نكتب بيننا كتاباً ، فأتى بأَدِيمِ ودواة ، فنزلت هؤلاء الآيات :( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) إلى قوله تعالى :( وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ) .

٤٣٣ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا أبو يحيى الرَّازِي ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدَّثنا أسباط بن محمد ، عن أشعث ، عن كُرْدُوس ، عن ابن مسعود ، قال :

__________________

[٤٣٢] إسناده حسن : أبو سعيد هو أبو سعيد الأزدي ويقال أبو سعد قارئ الأزد قال الحافظ في التقريب (٢ / ٤٢٦) : مقبول وأبو الكنود : هو عبد الله بن عامر قال الحافظ في التقريب : مقبول (تقريب ٢ / ٤٦٦).

والحديث أخرجه ابن ماجة في الزهد (٤١٢٧) وابن جرير (٧ / ١٢٧) وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٣ / ١٣) لابن أبي شيبة وأبي يعلى وحلية الأولياء وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

[٤٣٣] إسناده ضعيف : أشعث هو أشعث بن سوار : قال الحافظ في التقريب ضعيف ، وله ترجمة في المجروحين (١ / ١٧١).

والحديث أخرجه الطبراني (١٠ / ٢٦٨) وفي إسناده أشعث أيضاً.

وعزاه السيوطي في الدر (٣ / ١٢) لابن حنبل وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم في الحلية.

٢٢٠

مر الملأ من قريش على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعنده خباب بن الأرَتّ وصُهَيب وبلال وعمّار ، فقالوا : يا محمد ، رضيت بهؤلاء؟ أتريد أن نكون تبعاً لهؤلاء؟ فأنزل الله تعالى :( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ) .

٤٣٤ ـ وبهذا الإسناد قال : حدَّثنا عبيد الله عن [أبي] جعفر ، عن الرّبيع قال :

كان رجال يسبقون إلى مجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومنهم بلال [وعمار] وصهيب وسلمان ، فيجيء أشراف قومه وسادتهم وقد أخذ هؤلاء المجلس فيجلسون إليه. فقالوا : صهيب رومي وسلمان فارسي ، وبلال حبشي ، يجلسون عنده ونحن نجيء فنجلس ناحية! وذكروا ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقالوا : إنا سادة قومك وأشرافهم ، فلو أدنيتنا منك إذا جئنا. فهمّ أن يفعل ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٣٤ م ـ وقال عكرمة : جاء عُتْبَة بن ربيعة ، وشَيْبة بن ربيعة ، ومُطْعِم بن عَدِي ، والحارث بن نَوْفَل ، في أشراف بني عبد مناف من أهل الكفر ، إلى أبي طالب فقالوا : لو أن ابن أخيك محمداً يطرد عنه مَوَالينا وعبيدنا وعُسَفَائنَا ـ كان أعظم في صدورنا ، وأطوع له عندنا ، وأدنى لاتباعنا إياه وتصديقنا له. فأتى أبو طالب النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فحدثه بالذي كلموه ، فقال عمر بن الخطاب : لو فَعَلْتَ ذلك حتى ننظر ما الذي يريدون؟ وإلام يصيرون من قولهم؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية. فلما نزلت أقبل عمر بن الخطاب يعتذر من مقالته.

[٢١١]

قوله تعالى :( وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) الآية. [٥٤].

٤٣٥ ـ قال عكرمَة : نزلت في الذين نهى الله تعالى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن طردهم ، فكان إذا رآهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بدأهم بالسلام ، وقال : الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام.)

__________________

[٤٣٤] مرسل. الدر (٣ / ١٣) وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٣٥] مرسل.

٢٢١

٤٣٦ ـ وقال ماهان الحنفي : أتى قوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : إنا أصبنا ذنوباً عظاماً ، إخَالُه ردّ عليهم بشيء ، فلما ذهبوا وتولوا نزلت هذه الآية :( وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا ) .

[٢١٢]

قوله تعالى :( قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ) الآية. ٥٧.

٤٣٧ ـ قال الكلبي : نزلت في النَّضْر بن الحارث ، ورؤساء قريش ، كانوا يقولون : يا محمد ائتنا بالعذاب الذي تعدنا به ، استهزاء منهم ، فنزلت هذه الآية.

[٢١٣]

قوله تعالى :( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ) الآية. [٩١].

٤٣٨ ـ قال ابن عباس في رواية الوَالبي :

قالت اليهود : يا محمد ، أنزل الله عليك كتاباً؟ قال نعم ، قالوا : والله ما أنزل الله من السماء كتاباً ، فأنزل الله تعالى :( قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ ) .

٤٣٩ ـ وقال محمد بن كَعْب القرظي :

أمر الله محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أن يسأل أهل الكتاب عن أمره وكيف يجدونه مكتوباً في كتبهم؟ فحملهم حسد محمد أن كفروا بكتاب الله ورسوله ، وقالوا : «ما أنزل الله على بشر من شيء» ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٤٣٦] مرسل.

[٤٣٧] الكلبي ضعيف.

[٤٣٨] الوالبي لم يسمع من ابن عباس.

وأخرجه ابن جرير من طريق الوالبي (٧ / ١٧٧) ، والوالبي هو : علي بن أبي طلحة.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ٢٩) لابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.

[٤٣٩] مرسل ، الدر (٣ / ٢٩)

٢٢٢

٤٤٠ ـ وقال سعيد بن جُبَيْر : جاء رجل من اليهود يقال له : مالك بن الصيّف ، فخاصم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى ، أما تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين؟ وكان حبراً سميناً ، فغضب وقال : والله ما أنزل الله على بشر من شيء ، فقال له أصحابه الذين معه : ويحك ولا على موسى؟ فقال : والله ما أنزل الله على بشر من شيء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية).

[٢١٤]

قوله تعالى :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ ) الآية. [٩٣].

٤٤١ ـ نزلت في مسيلمة الكذاب الحنفي ، كان يسجع ويتكهن ، ويدعي النبوة ، ويزعم أن الله أوحى إليه.

[٢١٥]

قوله تعالى :( وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ ) الآية. [٩٣].

٤٤٢ ـ نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح ، كان قد تكلم بالإسلام ، فدعاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم يكتب له شيئاً ، فلما نزلت الآية التي في المؤمنين [١٢ ـ ١٤]( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ ) أملاها عليه فلما انتهى إلى قوله( ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ ) عجِب عبدُ الله من تفصيل خلق الإنسان فقال( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هكذا أُنزلت عليّ ، فشك عبد الله حينئذ ، وقال : لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي إليّ كما أُوحِيَ إليه ، ولئن كان كاذباً لقد

__________________

[٤٤٠] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٧ / ١٧٦) ، الدر (٣ / ٢٩) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، لباب النقول (ص ١٢٠)

[٤٤١] عزاه في اللباب (ص ١٢٠) لابن جرير عن عكرمة.

وعزاه في الدر (٣ / ٣٠) لعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن جريج ، ابن جرير (٧ / ١٨١)

[٤٤٢] عزاه في اللباب (ص ١٢٠) لابن جرير عن عكرمة. ابن جرير (٧ / ١٨١)

٢٢٣

قلت كما قال. وذلك قوله :( وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ ) وارتد عن الإسلام. وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي.

٤٤٢م ـ أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله [بن نعيم] ، قال : حدَّثني محمد بن يعقوب الأموي ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدَّثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، قال حدَّثني شرحبيل بن سعد ، قال :

نزلت في عبد الله بن سعد بن سَرْح ، قال : سأنزل مثل ما أنزل الله ، وارتد عن الإسلام ، فلما دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مكة [فر إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة فغيبه عنده ، حتى إذا اطمأن أهل مكة] أتى به عثمان رسول اللهعليه‌السلام ، فاستأمن له.

[٢١٦]

قوله تعالى :( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ ) [١٠٠].

٤٤٣ ـ قال الكلبي : نزلت هذه الآية في الزنادقة ، قالوا : إن الله تعالى وإبليس أخَوَان ، والله خالق الناس والدواب [والأنعام] ، وإبليس خالق الحيات والسباع والعقارب. فذلك قوله تعالى :( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ ) .

[٢١٧]

قوله تعالى :( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) . [١٠٨].

٤٤٤ ـ قال ابن عباس في رواية الوالبي : قالوا : يا محمد لتنتهين عن سبك آلهتنا أو لنهجونّ ربّك. فنهى الله أن يسبوا أوثانهم فيسبوا الله عدواً بغير علم.

__________________

[٤٤٢١] م مرسل ، أخرجه الحاكم في المستدرك (٣ / ٤٥) ، الدر (٣ / ٣٠)

[٤٤٣] الكلبي ضعيف.

[٤٤٤] الوالبي هو علي بن أبي طلحة : لم يسمع من ابن عباس.

وأخرجه ابن جرير (٧ / ٢٠٧) ، وزاد نسبته في الدر (٣ / ٣٨) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٢٢٤

٤٤٥ ـ وقال قتادة : كان المسلمون يسبون أوثان الكفار فيردون ذلك عليهم ، فنهاهم الله تعالى أن يَسْتَسِبُّوا لربهم قوماً جهلة لا علم لهم بالله.

٤٤٦ ـ وقال السّدّي : لما حضرت أبا طالب الوفاةُ ، قالت قريش : انطلقوا فلندخل على هذا الرجل ، فلنأمرنه أن ينهى عنا ابن أخيه ، فإنا نستحي أن نقتله بعد موته ، فتقول العرب : كان يمنعه فلما مات قتلوه! فانطلق أبو سفيان ، وأبو جهل والنَّضر بن الحارث ، وأمية وأبيّ ابنا خلف ، وعقْبَة بن أبي مُعَيْط ، وعمرو بن العاص ، والأسود بن البَخْتَرِي ، إلى أبي طالب فقالوا : أنت كبيرنا وسيدنا ، وإن محمداً قد آذانا وآذى آلهتنا ، فنحب أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا ، ولنَدَعْه وإلَهه. فدعاه فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له أبو طالب : هؤلاء قومك وبنو عمك ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما ذا تريدون؟ فقالوا : نريد أن تدعنا وآلهتنا وندعك وإلهك. فقال أبو طالب : قد أنصفك قومك فاقبل منهم. فقال رسول اللهعليه‌السلام : أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم مُعْطِيَّ كلمةً إن تكلمتم بها ملكتم العرب ودانت لكم بها العجم؟ قال أبو جهل : نعم وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها فما هي؟ قال : قولوا لا إله إلا الله. فأبوا واشمأزوا. فقال أبو طالب : قل غيرها يا ابن أخي ، فإن قومك قد فزعوا منها. فقال : يا عم ، ما أنا بالذي أقول غيرها ، ولو أتوني بالشمس فوضعوها في يدي ما قلت غيرها! فقالوا : لتكفن عن شتمك آلهتنا. أو لنشتمنك ونشتم من يأمرك. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢١٨]

قوله تعالى :( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها ) الآيات إلى قوله تعالى :( وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ) . [١٠٩ : ١١١].

٤٤٧ ـ أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب

__________________

[٤٤٥] ابن جرير (٧ / ٢٠٧) ، وعزاه في الدر (٣ / ٣٨) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٤٦] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٧ / ٢٠٧)

[٤٤٧] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٧ / ٢١٠) ، الدر (٣ / ٣٩) واللباب ص ١٢١ وعزاه فيهما لابن جرير.

٢٢٥

الأموي ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدّثنا يونس بن بكير ، عن أبي مَعْشَر ، عن محمد بن كَعْب ، قال :

كلمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قريشٌ ، فقالوا : يا محمد [إنك] تخبرنا أن موسىعليه‌السلام كانت معه عصا ضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عَشْرَة عيناً ، وأن عيسىعليه‌السلام كان يحيي الموتى ، وأن ثمود كانت لهم ناقة ، فائتنا ببعض تلك الآيات حتى نصدقك. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيُّ شيء تحبون أن آتيكم به؟ فقالوا : تجعل لنا الصَّفَا ذهباً. قال : فإن فعلت تصدقوني؟ قالوا : نعم ، والله لئن فعلت لنتبعنك أجمعين. فقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو ، فجاءه جبريلعليه‌السلام وقال : إن شئتَ أصبح الصفا ذهباً ، ولكني لم أرسل آية فلم يُصَدَّق بها إلا أنزلت العذاب ، وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اتركهم حتى يتوب تائبهم. فأنزل الله تعالى :( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها ) إلى قوله :( ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ) .

[٢١٩]

قوله تعالى :( وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ ) الآية. [١٢١]

٤٤٨ ـ قال المشركون : يا محمد ، أخبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها؟ قال : الله قتلها ، قالوا : فتزعم أن ما قتلتَ أنت وأصحابك حلال ، وما قتل الكلبُ والصقر حلال ، وما قتله الله حرام؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٤٩ ـ وقال عِكْرِمَة : إن المجوس من أهل فارس لما أنزل الله تعالى تحريم الميتة كتبوا إلى مشركي قريش ـ وكانوا أولياءهم في الجاهلية ، وكانت بينهم مكاتبة ـ إن محمداً وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ، ثم يزعمون أن ما ذبحوا فهو حلال ، وما ذبح الله فهو حرام. فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شيء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٤٤٨] الدر (٣ / ٤٢) وعزاه لأبي داود في الناسخ والمنسوخ.

[٤٤٩] ابن جرير (٨ / ١٣) ، وهو مرسل.

٢٢٦

[٢٢٠]

قوله تعالى :( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ) الآية. [١٢٢].

٤٥٠ ـ قال ابن عباس : يريد حمزة بن عبد المطلب وأبا جهل ، وذلك أن أبا جهل رمى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بفرث ، وحمزة لم يؤمن بعد ، فأُخْبِرَ حمزةُ بما فعل أبو جهل ، وهو راجع من قَنْصه وبيده قوس ، فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول : يا أبا يعلى ، أما ترى ما جاء به : سفه عقولنا ، وسب آلهتنا ، وخالف آباءنا؟! قال حمزة : ومَنْ أَسَفْهُ منكم؟ تعبدون الحجارة من دون الله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٥١ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، والوليد بن أبان ، قالا : حدَّثنا أبو حاتم ، قال : حدَّثنا أبو تقي قال : حدَّثنا بقية بن الوليد ، قال : حدَّثنا مُبَشِّر بن عُبيد عن زيد بن أسلم ، في قولهعزوجل :( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) قال : عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ( كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ) قال : أبو جهل بن هشام.

__________________

[٤٥٠] بدون سند.

[٤٥١] مرسل ، الدر (٣ / ٤٣) وعزاه لابن أبي حاتم وابن المنذر وأبي الشيخ.

٢٢٧

سورة الأعراف

[٢٢١]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) الآية. [٣١].

٤٥٢ ـ أخبرنا سعيد بن محمد العدل ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : أخبرنا الحسن بن سفيان ، قال : حدَّثنا الحسن بن حماد الوراق ، قال : أخبرنا أبو يحيى الحِمَّاني ، عن نصر بن الحسن [الحداد] عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

كان ناس من الأعراب يطوفون بالبيت ، عراة حتى إن كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة ، فتعلق على سُفْلَتِهَا سُيوراً مثل هذه السيور التي تكون على وجوه الحُمُر من الذّباب ، وهي تقول :

اليومَ يَبْدُوا بَعْضُه أو كلُّهُ

ومَا بَدَا مِنْه فَلَا أُحِلّهُ

فأنزل الله تعالى على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) فأمروا بلبس الثياب.

٤٥٢١ م ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار ، قال : حدَّثنا محمد بن

__________________

[٤٥٢] انظر الحديث الآتي.

[٤٥٢] م أخرجه مسلم في التفسير (٢٥ / ٣٠٢٨) ص ٢٣٢٠.

٢٢٨

عبد الله الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب المعقلي ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدَّثنا أبو داود الطَّيَالسي ، قال : حدَّثنا شُعْبَة عن سَلَمَة بن كُهَيْل ، قال : سمعت مُسْلِماً البَطِينِ يحدث عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

كانت المرأة تطوف بالبيت في الجاهلية وهي عريانة ، وعلى فرجها خرقة ، وهي تقول

اليوم يبدو بعضه أو كلّهُ

وما بدا منه فلا أُحلّهُ

فنزلت( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) ونزلت( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ ) الآيتان.

رواه مسلم عن بُنْدَار ، عن غُنْدَر ، عن شُعْبَة.

٤٥٣ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدَّثني أخي ، عن سليمان بن بلال ، عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب ، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن ، قال :

كانوا إذا حجوا فأفاضوا من منى لا يصلح لأحد منهم في دينهم الذي اشترعوا أن يطوف في ثوبيه ، فأيهم طاف ألقاهما حتى يقضي طوافه ، وكان أتقى فأنزل الله تعالى فيهم :( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) إلى قوله تعالى :( لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) أنزلت في شأن الذين يطوفون بالبيت عراة.

__________________

وأخرجه النسائي في الحج (٥ / ٢٣٣) وفي التفسير (٢٠٢).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣١٩) وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ـ والبيهقي في السنن (٢ / ٢٢٣ ، ٥ / ٨٨).

وأخرجه ابن جرير (٨ / ١١٨ ـ ١١٩).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ١٢٣).

وعزاه في الدر (٣ / ٧٨) لمسلم والنسائي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في السنن.

[٤٥٣] مرسل.

٢٢٩

٤٥٣ م ـ قال الكلبي : كان أهل الجاهلية لا يأكلون من الطعام إِلا قوتاً ، ولا يأكلون دَسَماً في أيام حجهم ، يعظمون بذلك حجَّهم ، فقال المسلمون : يا رسول الله ، نحن أحق بذلك ، فأنزل الله تعالى :( وَكُلُوا ) أي اللحم والدَّسَمَ( وَاشْرَبُوا ) .

[٢٢٢]

قوله تعالى :( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ) الآية. [١٧٥]

٤٥٤ ـ قال ابن مسعود : نزلت في بلعم بن أبره ـ رجل من بني إسرائيل ـ وقال ابن عباس وغيره من المفسرين : هو بلعم بن باعورا.

٤٥٥ ـ وقال الوالبي : هو رجل من مدينة الجبارين يقال له : بَلْعَم ، وكان يعلم اسم الله الأعظم ، فلما نزل بهم موسىعليه‌السلام ، أتاه بنو عمه وقومه وقالوا : إن موسى رجل حديد ، ومعه جنود كثيرة ، وإنه إن يَظْهَرْ علينا يهلكنا ، فادع الله أن يرد عنا موسى ومن معه. قال : إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي. فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخه مما كان عليه فذلك قوله( فَانْسَلَخَ مِنْها ) .

٤٥٦ ـ وقال عبد الله بن عَمْرو بن العاص وزيد بن أسْلَم : نزلت في أمَيّة ابن أبي الصَّلْت الثَّقفي ، وكان قد قرأ الكتب ، وعلم أن الله مُرْسِلُ رسولاً في ذلك

__________________

[٤٥٣] م الكلبي ضعيف.

[٤٥٤] أخرجه النسائي في التفسير (٢١٣) وابن جرير (٩ / ٨٢).

وأخرجه الطبراني في الكبير (٩ / ٢٤٩) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٢٥) : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

[٤٥٥] مرسل ، الدر المنثور (٣ / ١٤٥) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٤٥٦] أخرجه النسائي في التفسير (٢١٢ ، ٢١٤) عن عبد الله بن عمرو بن العاصي.

وأخرجه ابن جرير (٩ / ٨٣) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٢٥) وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

وعزاه في الدر (٣ / ١٤٦) لعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والطبراني وابن مردويه.

٢٣٠

الوقت ، ورجا أن يكون هو ذلك الرسول ، فلما أرسل محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . حسده وكفر به.

٤٥٧ ـ وروى عِكْرِمَة عن ابن عباس في هذه الآية ، قال :

هو رجل أعطى ثلاث دعوات يستجاب له فيها ، وكانت له امرأة يقال لها : البَسُوسُ ، وكان له منها ولد ، وكانت له مُحِبَّة ، فقالت : اجعل لي منها دعوة واحدة ، قال : لك واحدة ، فما ذا تأمرين؟ قالت : ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل. فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه ، وأرادت شيئاً آخر ، فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نَبَّاحة ، فذهبت فيها دعوتان ، وجاء بنوها فقالوا : ليس لنا على هذا قرار ، قد صارت أمنا كلبة نباحة يعيرنا بها الناس ، فادع الله أن يردها إلى الحال التي كانت عليها. فدعا الله ، فعادت كما كانت ، وذهبت الدعوات الثلاث. وهي البسوس ، وبها يضرب المثل في الشؤم فيقال : «أشأم من البسوس».

[٢٢٣]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها ) [١٨٧].

٤٥٨ ـ قال ابن عباس : قال جَبَل بن أبي قُشير وشَمْوال بن زيد ـ وهما من اليهود ـ يا محمد أخبرنا متى الساعة إن كنت نبياً ، فإنا نعلم متى هي؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٥٩ ـ وقال قتادة : قالت قريش لمحمد : إن بيننا وبينك قرابة ، فأسِرَّ إلينا متى تكون الساعة؟ فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ ) .

٤٦٠ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الورّاق ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان ، قال : حدَّثنا أبو يَعْلَى ، قال : حدَّثنا عُقْبَة بن مكرم ، قال : حدَّثنا يونس ، قال : حدَّثنا عبد الغفار بن القاسم ، عن أبان بن لقيط ، عن قرظة بن حسان ، قال :

__________________

[٤٥٧] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٣ / ١٤٥) لابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٥٨] أخرجه ابن جرير (٩ / ٩٤)

[٤٥٩] ابن جرير (٩ / ٩٣)

[٤٦٠] أخرجه أبو يعلى في مسنده (١٣ / ١٩٩) وقال محققه : إن كان عبد الغفار بن قاسم هو أبو مريم الأزدي فهو متروك أ. ه.

٢٣١

سمعت أبا موسى في يوم جمعة على منبر البصرة يقول : سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الساعة وأنا شاهد ، فقال : لا يعلمها إلا الله لا يُجَلِّيها لوقتها إلا هو ، ولكن سأحدثكم بأَشْرَاطِها وما بين يديها ، إن بين يديها ردماً من الفتن وهَرْجاً ، فقيل : وما الهَرْج يا رسول الله؟ قال : هو بلسان الحبشة : القتل ، وأن تجف قلوب الناس ، وأن تلقى بينهم المناكرة فلا يكاد أحد يعرف أحداً ، ويرفع ذوو الحجى ، وتبقى رَجَاجَة من الناس لا تعرف معروفاً ولا تُنْكِرُ منكراً.

[٢٢٤]

قوله تعالى :( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا ) الآية. [١٨٨].

٤٦١ ـ قال الكلبي : إن أهل مكة قالوا : يا محمد ، ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو فتشتري فتربح؟ وبالأرض التي يريد أن تجدب فترحل عنها إلى ما قد أخصب؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٢٥]

قوله تعالى :( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ) إلى قوله تعالى :( وَهُمْ يُخْلَقُونَ ) . [١٨٩].

٤٦٢ ـ قال مجاهد : كان لا يعيش لآدم وامرأته ولد ، فقال لهما الشيطان : إذا ولد لكما ولد فسمياه عبد الحارث ، وكان اسم الشيطان قبل ذلك الحارث ، ففعلا فذلك قوله تعالى :( فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ ) الآية.

__________________

قلت : ذكره الهيثمي في المجمع (٧ / ٣٢٤) وقال : رواه الطبراني وفيه من لم يُسم. وفاته عزو الحديث لأبي يعلى أ. ه.

وذكره السيوطي في الدر (٣ / ١٥٠) وعزاه للطبراني وابن مردويه.

[٤٦١] الكلبي ضعيف.

[٤٦٢] ابن جرير (٩ / ١٠٠) وقد ورد في ذلك حديث مرفوع أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٧٧) وقال عقبه : هذا الحديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة. ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٥٤٥) وصححه ووافقه الذهبي.

٢٣٢

[٢٢٦]

قوله تعالى :( وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ) . [٢٠٤].

٤٦٣ ـ أخبرنا أبو منصور المَنْصُورِي [قال : حدَّثنا علي بن عمر الحافظ ، حدَّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدَّثنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، حدَّثنا الأَوْزَاعِي] ، قال : أخبرنا عبد الله بن عامر ، قال : حدَّثني زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة في هذه الآية :( وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ ) قال :

نزلت في رفع الأصوات وهم خلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في الصلاة.

٤٦٤ ـ وقال قتادة : كانوا يتكلمون في صلاتهم في أول ما فُرِضت ، كان الرجل يجيء فيقول لصاحبه : كم صليتم؟ فيقول كذا وكذا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٦٥ ـ وقال الزُّهْرِي : نزلت في فتى من الأنصار كان رسول اللهعليه‌السلام كلما قرأ شيئاً قرأ هو ، فنزلت هذه الآية.

٤٦٦ ـ وقال ابن عباس : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ في الصلاة المكتوبة ، وقرأ أصحابه وراءه رافعين أصواتهم ، فخلطوا عليه. فنزلت هذه الآية.

٤٦٧ ـ وقال سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وعمرو بن دينار وجماعة : نزلت في الإنْصَات للإمام في الخطبة يوم الجمعة.

__________________

قلت : في إسناده عند الترمذي وعند الحاكم : عمر بن إبراهيم قال الحافظ في التقريب في حديثه عن قتادة ضعف ، والحسن البصري مدلس.

والحديث أخرجه ابن جرير في تفسيره (٩ / ٩٩) وأخرجه ابن جرير من قول سمرة (٩ / ٩٩).

وقد تكلم على هذا الحديث الدكتور محمد بن محمد أبو شهبة في كتابه (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير) فانظره هناك ص ٢٠٩ ـ ٢١٥.

[٤٦٣] أخرجه ابن جرير (٩ / ١١٠)

[٤٦٤] مرسل ، ابن جرير (٩ / ١١١) ، لباب النقول (ص ١٢٤) وزاد نسبته في الدر (٣ / ١٥٦) لعبد بن حميد وأبي الشيخ.

[٤٦٥] مرسل ابن جرير (٩ / ١١٠) ، لباب النقول (ص ١٢٤) ، الدر (٣ / ١٥٦)

[٤٦٦] بدون إسناد.

[٤٦٧] ابن جرير (٩ / ١١٢) ، الدر (٣ / ١٥٧) وعزاه لعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ كلهم عن مجاهد.

٢٣٣

سورة الأنفال

[٢٢٧]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) الآية. [١].

٤٦٨ ـ أخبرنا أبو سعيد النَّصْرُوبِيُّ ، قال : أخبرنا أبو بكر القطيعي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا أبو معاوية ، قال : حدَّثنا أبو إسحاق الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثَّقَفِي ، عن سعد بن أبي وقَّاص ، قال :

لما كان يوم بدر قتل أخي عُمَير ، وقَتَلتُ سعيد بن العاص ، فأخذت سيفه ،

__________________

[٤٦٨] إسناده صحيح : أبو معاوية هو محمد بن خازم ، قال الحافظ في التقريب : ثقة ، وأبو إسحاق الشيباني هو : سليمان بن أبي سليمان : ثقة.

ومحمد بن عبيد الله الثقفي : قال الحافظ في التقريب : ثقة ، وقد أخرجه من نفس الطريق أحمد في مسنده (١ / ١٨٠) وابن أبي شيبة (١٢ / ٣٧٠) وسعيد بن منصور (٢٦٨٩) وله طريق آخر وهي طريق مصعب بن سعد عن أبيه :

أخرجه أحمد (١ / ١٧٨ ، ١٨١ ، ١٨٥) وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٧٩) وعبد بن حميد (١٣٢ منتخب) وابن جرير (٩ / ١١٧) والبيهقي في السنن (٦ / ٢٩١) وانظر الحديث رقم (٤١٢) وتحفة الأشراف (٣٩٣٠).

وذكره السيوطي في لباب النقول ص ١٢٥ ، الدر (٣ / ١٥٨)

٢٣٤

وكان يسمى ذَا الكِيْفَة ، فأتيت به النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : اذهب فاطرحه في القَبَضِ ، قال : فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله ، من قتل أخي ، وأخذ سَلَبي ، فما جاوزت إلا قريباً حتى نزلت سورة «الأنفال» ، فقال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اذهب فخذ سيفك.

٤٦٩ ـ وقال عكرمة ، عن ابن عباس : لما كان يوم «بدر» وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مَنْ فَعَلَ كذا وكذا فله كذا وكذا ، فذهب شبان الرجال وجلس الشيوخ تحت الرايات ، فلما كانت الغنيمة جاء الشباب يطلبون نَفَلَهُم ، فقال الشيوخ : لا تستأثروا علينا فإنا كنا تحت الرَّايات ، ولو انهزمتهم لكنا لكم رِدْءاً فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) فقسمها بينهما بالسوية.

٤٧٠ ـ أخبرنا أبو بكر [ابن] الحارث ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدَّثنا أبو يحيى ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدَّثنا يحيى بن [أبي] زائدة عن ابن أبي الزِّناد ، عن عبد الرحمن بن الحارث ، عن سليمان بن موسى الأَشْدق ، عن مَكْحُول ، عن أبي سلام الباهلي ، عن أبي أَمامة البَاهِلي ، عن عُبادَةَ بن الصَّامِت ، قال :

لما هزِم العدو يوم «بدر» واتبعتهم طائفة يقتلونهم ، وأحدقت طائفة برسول

__________________

[٤٦٩] ذكره المصنف بدون إسناد.

وقد أخرجه مسنداً أبو داود في الجهاد (٢٧٣٧ ، ٢٧٣٨ ، ٢٧٣٩) والنسائي في التفسير في الكبرى والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢٦) وصححه ووافقه الذهبي. وابن جرير (٩ / ١١٦) والبيهقي في السنن (٦ / ٢٩١). وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٥٩) لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن حبان وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

وذكره في لباب النقول (ص ١٢٥)

[٤٧٠] في إسناده : سليمان بن موسى الأشدق : قال البخاري : عنده مناكير وقال النسائي : أحد الفقهاء وليس بالقوي في الحديث وقال أبو حاتم : محله الصدق وفي حديثه بعض الاضطراب وقال الحافظ في التقريب : في حديثه بعض لين وخلط قبل موته بقليل والحديث أخرجه الحاكم (٢ / ٣٢٦) من طريق الحارث بن عبد الرحمن عن مكحول عن أبي أمامة به وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٥٩) : لأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في السنن.

٢٣٥

اللهعليه‌السلام ، واستولت طائفة على العسكر والنهب. فلما نفى الله العدو ورجع الذين طلبوهم ، قالوا : لنا النفل نحن طلبنا العدو وبنا نفاهم [الله] وهزمهم ، وقال الذين أحْدقُوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : والله ما أنتم بأحق به منا ، نحن أحدقنا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لا ينال العدو منه غِرَّة ، فهو لنا ، وقال الذين استولوا على العسكر والنهب : والله ما أنتم بأحقَّ به منا ، نحن أخذناه واستولينا عليه فهو لنا. فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ) فقسمه رسول اللهعليه‌السلام بالسوية.

[٢٢٨]

قوله تعالى :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) . [١٧]

٤٧١ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن محمد البَيّاع ، قال : أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشَّعْرَاني ، قال : حدَّثني جدي ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن المنذر الحِزَامِي ، قال : حدَّثنا محمد بن فليح ، عن موسى بن عُقْبَة ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبيه ، قال :

أقبل أبيّ بن خَلَف يوم «أحد» إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يريده ، فاعترض له رجال من المؤمنين ، فأمرهم رسول اللهعليه‌السلام فخلوا سبيله ، فاستقبله مُصْعَب بن عُمَيْر ـ أحد بني عبد الدَّار ـ ورأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ترقوة أبيّ من فُرْجَة بين سابِغَة البَيْضة والدرع ، فطعنه بحربته ، فسقط أبيّ عن فرسه ، ولم يخرج من طعنته دم ، وكسر ضلعاً من أضلاعه ، فأتاه أصحابه ، وهو يخور خوار الثور ، فقالوا له : ما أعجزك! إنما هو خدش ، فقال : والذي نفسي بيده ، لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المَجَازِ لماتوا أجمعين. فمات أُبيُّ إلى النار ، فسحقاً لأصحاب السعير ، قبل أن يقدم مكة. فأنزل الله تعالى في ذلك :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) .

٤٧٢ ـ وروى صَفْوَان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جُبَير : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

[٤٧١] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢٧) وصححه ووافقه الذهبي ، وذكره السيوطي في لباب النقول ص ١٢٦.

[٤٧٢] مرسل ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ١٢٧)

٢٣٦

يوم «خيبر» دعا بقوس ، فأُتِيَ بقوس طويلة ، فقال : جيئوني بقوس غيرها. فجاءوه بقوس كبداء فرمى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [على] الحصن فأَقبل السهم يهوي حتى قتل كِنانة بن أبي الحُقَيق وهو على فراشه فأنزل الله تعالى :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) .

وأكثر أهل التفسير [على] أن الآية نزلت في رمي النبيعليه‌السلام القَبْضَة من حَصْبَاءَ الوادي يوم «بدر» حين قال للمشركين : شاهت الوجوه ، ورماهم بتلك القبضة ، فلم تبق عين مشرك إلا دخلها منه شيء.

٤٧٣ ـ قال حَكِيم بن حِزَام : لما كان يوم «بدر» سمعنا صوتاً وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طَسْت ، ورمى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تلك الحصاة فانهزمنا. فذلك قوله تعالى :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) .

[٢٢٩]

قوله تعالى :( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ ) . [١٩].

٤٧٤ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد [بن الحسن] الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدَّثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، قال : حدَّثني عبد الله بن ثعلبة بن صُعَيْر ، قال : كان المستفتح أبا جهل ، وإنه قال حين التقى بالقوم : اللهم أينا كان

__________________

[٤٧٣] أخرجه الطبراني في الكبير (٣ / ٢٠٣) وذكره الهيثمي في المجمع (٦ / ٨٤) وقال : إسناده حسن.

وأخرجه ابن جرير (٩ / ١٣٦).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٧٤) لابن أبي حاتم وابن مردويه. وذكره في لباب النقول (ص ١٢٧)

[٤٧٤] أخرجه النسائي في التفسير (٢٢١) والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢٨) وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه ابن جرير (٩ / ١٣٨) وأحمد في مسنده (٥ / ٤٣١) مختصراً ، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٧٥) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه وابن مندة والبيهقي في الدلائل.

٢٣٧

أقطع للرحم ، وأتانا بما لم نعرف ـ فأَحِنْه الغداة. وكان ذلك استفتاحه ، فأنزل الله تعالى [في ذلك] :( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ ) إلى قوله تعالى :( وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ) . رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن القطيعي ، عن ابن ابن حنبل ، عن أبيه ، عن يعقوب.

٤٧٥ ـ وقال السُّدِّي والكَلْبي : كان المشركون حين خرجوا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة ، أخذوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم انصر أعلى الجندين ، وأهْدَى الفئتين ، وأكرم الحزبين ، وأفضل الدينين. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٧٦ ـ وقال عكرمة : قال المشركون : اللهم لا نعرف ما جاء به محمدعليه‌السلام ، فافتح بيننا وبينه بالحق. فأنزل الله تعالى :( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) الآية.

[٢٣٠]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ ) الآية. [٢٧].

٤٧٧ ـ نزلت في أبي لُبَابَة بن عَبد المُنْذِر الأنصاري ، وذلك أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حاصر يهود قُرَيْظَة إحدى وعشرين ليلة ، فسألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الصُّلْحَ على ما صالح عليه إِخوانهم من بني النضير ، على أن يسيروا إلى إخوانهم بأذْرِعَات وأرِيحا ، من أرض الشام. فأبى أن يعطيهم ذلك إلا أن ينزلوا على حكم سعد بن مُعَاذ ، فأبوا وقالوا : أرسل إلينا أبا لُبَابَةَ ، وكان مناصحاً لهم لأن ماله وعياله وولده كانت عندهم ، فبعثه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتاهم ، فقالوا : يا أبا لبابة ، ما ترى؟ أننزل على حكم سعد بن معاذ؟ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه : إنه الذبح فلا تفعلوا. قال أبو لبابة : والله ما زالت قدماي حتى علمت أن قد خنتُ الله ورسوله. فنزلت فيه هذه الآية. فلما نزلت شدّ نفسه على سَارِيَةٍ من سَوَارِي المسجد وقال : والله لا

__________________

[٤٧٥] مرسل ، والكلبي ضعيف.

[٤٧٦] مرسل.

[٤٧٧] أخرجه ابن جرير مرسلاً (٩ / ١٤٦) عن عبد الله بن أبي قتادة. وعزاه في الدر (٣ / ١٧٨) لسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن جرير.

٢٣٨

أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله علي. فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاماً حتى خر مَغْشِيَّاً عليه ، ثم تاب الله تعالى عليه فقيل له : يا أبا لُبَابة ، قد تِيبَ عليك ، فقال : لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم هو الذي يحلني ، فجاءه فحله بيده ، ثم قال أبو لبابة : إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصَبْتُ فيها الذنب وأن أنْخَلِع من مالي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يجزيك الثلث أن تتصدق به.

[٢٣١]

قوله تعالى :( وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ) الآية. [٣٢ ، ٣٣].

٤٧٨ ـ قال أهل التفسير : نزلت في النَّضْر بن الحارث ، وهو الذي قال : إن كان ما يقوله محمد حقاً ، فأمطر علينا حجارة من السماء.

٤٧٩ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن الحكم ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب الشيباني ، قال : حدَّثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب ، قال : حدَّثنا عُبَيْد الله بن معاذ ، قال : حدَّثنا أبي ، قال : حدَّثنا شعبة ، عن عبد الحميد صاحب الزيادي ، سمع أنس بن مالك يقول :

قال أبو جهل : اللهُمَّ إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزلت :( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) الآية.

رواه البخاري عن أحمد بن النضر.

ورواه مسلم عن عبد الله بن معاذ.

__________________

[٤٧٨] ذكر ذلك ابن جرير (٩ / ١٥٢) عن سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر والسدي.

[٤٧٩] أخرجه البخاري في التفسير (٤٦٤٨ ـ ٤٦٤٩) ومسلم في صفات المنافقين (٣٧ / ٢٧٩٦) ص ٢١٥٤.

وعزاه السيوطي في الدر (٣ / ١٨٠) للبخاري وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل ، وفاته عزو الحديث لمسلم.

وقد فات المصنف رحمه‌الله كتابة ترجمة لهذه الآية.

٢٣٩

[٢٣٢]

قوله تعالى :( وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ ) الآية. [٣٥].

٤٨٠ ـ أخبرنا أبو إسماعيل بن أبي عمرو النَّيْسَابُورِي ، قال : أخبرنا حمزة بن شبيب المعمري ، قال : أخبرنا عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه ، قال : حدَّثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى قال : حدَّثنا عمرو ، قال : حدَّثنا أبي ، قال : حدَّثنا قُرَّة ، عن عطية ، عن ابن عمر ، قال :

كانوا يطوفون بالبيت ويصفقون ـ ووصف الصفق بيده ـ ويصفرون ، ووصف صفيرهم ، ويضعون خدودهم بالأرض. فنزلت هذه الآية.

[٢٣٣]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) الآية [٣٦].

٤٨١ ـ قال مقاتل والكلبي : نزلت في المُطْعِمِينَ يوم «بدر» وكانوا اثنى عشر رجلاً : أبو جهل بن هشام ، وعُتْبة وشَيْبة ابنا ربيعة ، ونُبَيْه ومُنَبَّه ابنا حجَّاج ، وأبو البَخْتَرِي بن هشام ، والنَّضْر بن الحارث ، وحَكِيم بن حِزَام ، وأُبيّ بن خلَف ، وزمعة بن الأسود ، والحارث بن عامر بن نَوْفَل ، والعباس بن عبد المطلب ، وكلهم من قريش ، وكان يطعم كلّ واحد منهم كل يوم عشر جرائر.

٤٨١١ م ـ وقال سعيد بن جُبَيْر وابن أبْزَى : نزلت في أبي سفيان بن حرب ، استأجر يوم أحد ألفين من الأحَابِيش يقاتل بهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم سوى من استحباب له من العرب ، وفيهم يقول كَعْبُ بن مالك :

__________________

[٤٨٠] ضعيف : في إسناده : عطية بن سعد العوفي : صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً.

أخرجه ابن جرير (٩ / ١٥٧) ، وزاد نسبته في الدر (٣ / ١٨٣) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.

[٤٨١] مرسل.

[٤٨١١] م أخرجه ابن جرير (٩ / ١٥٩) عن سعيد بن جبير ، وابن أبي أبزى (٩ / ١٦٠) وعزاه في الدر (٣ / ١٨٤) لابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن عساكر.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591