أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن10%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 439991 / تحميل: 6685
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

[٣٣٠]

قوله تعالى :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً ) . [٦١].

٦٥٤ ـ قال قتادة والضحاك : نزلت في حي من كنانة يقال لهم : بنو ليث بن عمرو ، فكانوا يتحرّجُون أن يأكل الرجل الطعام وحده ، فربما قعد الرجل والطعامُ بين يديه من الصباح إلى الرواح ـ والشَّوْل حُفَّلٌ ، والأحوال منتظمة ـ تحرُّجاً من أن يأكل وحده ، فإذا أمسى ولم يجد أحداً أكل. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٥٤ م ـ وقال عكرمة : نزلت في قوم من الأنصار كانوا لا يأكلون إذا نزل بهم ضعيف إلا مع ضيفهم ، فرخص [الله تعالى] لهم أن يأكلوا كيف شاءوا جميعاً : مُتَحَلِّقِينَ أو أشتاتاً متفرقين.

__________________

[٦٥٤] مرسل ، الدر (٥ / ٥٨) وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن جرير.

[٦٥٤] م مرسل ، عزاه في الدر (٥ / ٥٨) لابن جرير وابن المنذر.

٣٤١

سورة الفرقان

[٣٣١]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ ) الآية. [١٠].

٦٥٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المقرئ ، قال : أخبرنا أحمد بن أبي الفرات قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري ، قال : أخبرنا محمد بن حميد بن فَرْقَد ، قال : حدَّثنا إسحاق بن بشر ، قال : حدَّثنا جُوَيْبر عن الضّحاك ، عن ابن عباس قال :

لما عيَّر المشركون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالفاقة( وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ ) ـ حزن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فنزل جبريلعليه‌السلام من عند ربه معزِّياً له ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ، رب العزة يقرئك السلام ويقول لك :( وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ ) أي يبتغون المعاش في الدنيا.

قال : فبينا جبريلُعليه‌السلام والنبيُّصلى‌الله‌عليه‌وسلم يتحدثان ، إذ ذاب جبريل عليه

__________________

[٦٥٥] إسناده ضعيف جداً : جويبر بن سعيد ضعيف جداً.

وعزاه في الدر (٥ / ٦٣) للواحدي وابن عساكر.

٣٤٢

السلام حتى صار مثل الهُردَة ـ قيل : يا رسول الله ، وما الهُرْدة؟ قال : العدسة ـ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما لك ذُبْتَ حتى صرت مثل الهُرْدَةِ؟ فقال : يا محمدُ ، فُتح باب من أبواب السماء ولم يكن فتح قبل ذلك اليوم ، وإني أخاف أن يعذَّب قومُك عند تعييرهم إياك بالفاقَة. فأقبل النبي وجبريلعليهما‌السلام ، يبكيان ، إذ عاد جبريلعليه‌السلام إِلى حاله ، فقال : أبشر يا محمد ، هذا رضوانُ خازنُ الجنة قد أتاك بالرضا من ربك. فأقبل رضوان حتى سلَّم ، ثم قال : يا محمدُ ، ربُّ العزة يُقْرِئُكَ السلام ـ ومعه سَفَط من نور يتلألأ ـ ويقول لك ربك : هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع ما لا ينتقص لك مما عندي في الآخرة مثل جناح بعوضة. فنظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى جبريلعليه‌السلام ، كالمستشير له ، فضرب جبريل بيده إلى الأرض فقال : تواضع لله ، فقال : يا رضوان لا حاجة لي فيها ، الفقر أحبّ إليَّ ، وأن أكون عَبْداً صابراً شكوراً. فقال رضوانعليه‌السلام : أصبت ، أصاب الله بك ، وجاء نداء من السماء فرفع جبريلعليه‌السلام رأسه ، فإذا السموات قد فُتِحت أبوابُها إلى العرش ، وأوحى الله تعالى إلى جنة عَدْن أن تدلي غصناً من أغصانها عليه عِذْقٌ عليه غُرْفَةٌ من زَبَرْجَدَةٍ خضراء ، لها سبعون ألف باب من ياقوتة حمراء ، فقال جبريلعليه‌السلام : يا محمد ارفع بصرك ، فرفع فرأى منازل الأنبياء وغُرفهم ، فإذا منازله فوق منازل الأنبياء فضلاً له خاصة ، ومُنَادٍ ينادي : أرضيت يا محمد؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : رضيت ، فاجعل ما أردت أن تعطيني في الدنيا ، ذخيرةً عندك في الشفاعة يوم القيامة.

ويروى : أن هذه الآية أنزلها رِضْوَان :( تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً ) .

[٣٣٢]

قوله تعالى :( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ ) الآية. [٢٧].

٦٥٦ ـ قال ابن عباس ـ في رواية عطاء الخراساني : كان أُبيُّ بن خَلَف

__________________

[٦٥٦] أخرجه ابن جرير (١٩ / ٦) من طريق ابن جريح عن عطاء الخراساني عن ابن عباس وزاد نسبته في الدر (٥ / ٦٨) لابن المنذر وابن مردويه.

٣٤٣

يَحْضُر النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ويجالسه ويستمع إلى كلامه من غير أن يؤمن به ، فزجره عُقْبَةُ بن أبي مُعَيْط عن ذلك ، فنزلت هذه الآية.

٦٥٧ ـ وقال الشعبي : وكان عُقْبَةُ خليلاً لأمية بن خلف ، فأسلم عقبة فقال أمية : وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمداً. وكفر وارتد لرضا أمية ، فأنزل الله تَبَارَكَ وَتَعَالى هذه الآية.

٦٥٧ م ـ وقال آخرون : إن أبيّ بن خلف وعقبة بن أبي مُعَيط كانا متحالفين ، وكان عقبة لا يقدم من سفر إلا صنع طعاماً فدعا إليه أشراف قومه ، وكان يكثر مجالسة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاماً فدعا الناس ودعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى طعامه ، فلما قُرِّب الطعام قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فقال عقبة : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فأكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من طعامه. وكان أبي بن خلف غائباً ، فلما أخبر بقصته قال : صبأت يا عقبة؟ فقال : والله ما صَبَأْت ولكن دخل علي رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له ، فاستحيت أن يخرج من بيتي ولم يطعم ، فشهدت [له] وطعم. فقال أبي : ما أنا بالذي أرضى عنك أبداً إلا أن تأتيه فَتَبْزُق في وجهه وتطأ عنقه ، ففعل ذلك عُقْبَةُ فأخذ رحم دابة فألقاها بين كتفيه ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا ألقاك خارجاً من مكة إلا عَلَوْتُ رأسَكَ بالسيف. فقتل عقبة يوم بدر صبراً. وأما أبيُّ بن خَلَف فقتله النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أُحُد في المبارزة ، فأنزل الله تعالى فيهما هذه الآية.

وقال الضحاك : لما بَزَقَ عقبة في وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عاد بُزَاقُةُ في وجهه فتشعب شعبين ، فأحرق خديه. وكان أثَرُ ذلك فيه حتى الموت.

[٣٣٣]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ) إلى آخر الآيات. [٦٨ : ٧٠].

__________________

[٦٥٧] مرسل.

[٦٥٧] م بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٥ / ٦٨) لابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل.

٣٤٤

٦٥٨ ـ أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي ، قال : أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي ، قال : أخبرنا المؤمل بن الحسن بن عيسى ، قال : حدَّثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزَّعْفَرَاني قال : حدَّثنا حجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، سمعه يحدث عن ابن عباس :

أن ناساً من أهل الشرك قَتَلوا فأكثروا ، وزنوا فأكثروا ، ثم أتوا محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : إن الذي تقول وتدعو إليه لَحَسنٌ لو تخبرنا أنَّ لما عملنا كفارةً. فنزلت :( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ) الآيات إلى قوله :( غَفُوراً رَحِيماً ) . رواه مسلم عن إبراهيم بن دينار ، عن حجاج.

٦٥٩ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي ، قال : حدَّثنا والدي ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : حدَّثنا إبراهيم الحَنْظَلِي ومحمد بن الصباح ، قالا : حدَّثنا جرير ، عن منصور والأعمش ، عن أبي وائل ، عن عمرو بن شُرَحْبِيل ، عن أبي مَيْسَرة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال :

سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أيُّ الذنب أعظم؟ قال : أن تجعل لله نداً وهو

__________________

[٦٥٨] أخرجه البخاري في التفسير (٤٨١٠) ومسلم في الإيمان (١٩٣ / ١٢٢) ص ١١٣.

وأبو داود في الفتن والملاحم (٤٢٧٤).

والنسائي في التفسير (٤٦٩).

والحاكم في المستدرك (٢ / ٤٠٣) وصححه ووافقه الذهبي.

وابن جرير (١٩ / ٢٦) والبيهقي في السنن (٩ / ٩٨).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٧٧) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٦٥٩] أخرجه البخاري في التفسير (٤٤٧٧ ، ٤٧٦١) وفي الأدب (٦٠٠١) وفي الحدود (٦٨١١) وفي الديات (٦٨٦١) وفي التوحيد (٧٥٢٠ ، ٧٥٣٢).

وأخرجه مسلم في الإيمان (١٤١ ، ١٤٢ / ٨٦) ص ٩٠ ، ٩١.

وأخرجه أبو داود في الطلاق (٢٣١٠) والترمذي في التفسير (٣١٨٢) والنسائي في المحاربة (٧ / ٨٩).

وفي التفسير (٧ / ٣٨٩).

وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٩٤٨٠) للنسائي في الرجم في الكبرى.

وأخرجه أحمد (١ / ٣٨٠ ، ٤٣١ ، ٤٣٤) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٧٧) للفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب.

٣٤٥

خلقك ، قال : قلت : ثم أيّ؟ قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك ، قال : قلت : ثم أي؟ قال : أن تُزَانِيَ حليلة جارك. فأنزل الله تعالى تصديقاً لذلك :( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ ) .

رواه البخاري. [عن مسدِّد عن يحيى].

ومسلم عن عثمان بن أبي شَيْبَة ، عن جرير.

٦٦٠ ـ أخبرنا أبو بكر بن الحارث ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ، قال : حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق ، قال : حدَّثنا الحارث بن الزبير ، قال : حدَّثنا أبو راشد مولى اللهَبِيِّين عن سعيد بن سالم القَدَّاح ، عن ابن جُرَيج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال :

أتى وَحْشيٌّ إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا محمد ، أتيتك مستجيراً فأجرني حتى أسمع كلام الله. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : قد كنتُ أحب أن أراك على غير جِوَارٍ ، فأما إذ أتيتني مستجيراً فأنت في جواري حتى تسمع كلام الله. قال : فإني أشركت بالله ، وقتلت النفس التي حرم الله تعالى ، وزنيت ، هل يقبل الله مني توبة؟ فصمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى نزلت :( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ ) إلى آخر الآية. فتلاها عليه ، فقال : أرى شَرْطاً ، فلعلي لا أعمل صالحاً ، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله تعالى. فنزلت :( إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ) فدعا به فتلاها عليه ، فقال : ولعلي ممن لا يشاء ، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله. فنزلت :( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ) ، فقال : نعم ، الآن لا أرى شرطاً ، فأسلَمَ.

__________________

[٦٦٠] في إسناده ابن جريج وهو مدلس وقد عنعنه.

وانظر معجم الطبراني الكبير (١١ / ١٩٧ ـ رقم ١١٤٨٠) ، والدر المنثور (٥ / ٣٣٠)

٣٤٦

سورة القصص

[٣٣٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ) الآية. [٥٦].

٦٦١ ـ حدَّثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشِّيرَازِي ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن خمرويه ، قال : حدَّثنا علي بن محمد الخُزاعي ، قال : حدَّثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، قال : أخبرني شُعَيب ، عن الزّهري ، قال : أخبرني سعيد بن المسيب ، عن أبيه ، [أنه] قال :

لما حضرتْ أبا طالب الوفاةُ جاءه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فوجد عنده : أبا جهل ، وعبد الله بن أبي أمية ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا عم ، قل : لا إله إلا الله كلمة أحاجُّ لك بها عند الله سبحانه وتعالى. فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : [يا أبا طالب] أترغب عن ملّة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يعرضها عليه ويعاودانه بتلك المقالة ، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به : أنا على ملّة عبد المطلب ، وأبى أن يقول لا إله إلا الله ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : والله لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك ، فأنزل اللهعزوجل :( ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ) وأنزل في أبي طالب :( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) رواه البخاري عن أبي اليمان ،

__________________

[٦٦١] سبق برقم (٥٣٠)

٣٤٧

[عن شعيب] ، ورواه مسلم عن حَرْمَلَة ، عن ابن وهب ، عن يونس ، [كلاهما] ، عن الزهري.

٦٦٢ ـ حدَّثنا الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم ، قال : حدَّثنا الحسن بن محمد بن علي الشَّيْباني ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدَّثنا أبو عبد الرحمن بن بشر ، قال : حدَّثنا يحيى بن سعيد عن يزيد بن كَيْسانَ ، قال : حدَّثنا أبو حازم ، عن أبي هريرة ، قال :

قال : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لعمه : قل : لا إله إلا الله ، أشهد لك بها يوم القيامة. قال : لو لا أن تعيرني قريش ـ يقولون : إنه حمله على ذلك الجزع ـ لأقررت بها عينك ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) رواه مسلم عن محمد بن حاتم ، عن يحيى بن سعيد.

قال : سمعت أبا عثمان الحِيريَّ يقول : سمعت أبا الحسن بن مِقْسَم يقول : سمعت أبا إسحاق الزَّجَّاج يقول في هذه الآية : أجمع المفسرون أنها نزلت في أَبي طالب.

[٣٣٥]

قوله تعالى :( وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا ) . [٥٧].

٦٦٣ ـ نزلت في الحارث بن عثمان [بن نوفل] بن عبد مَنَاف ، وذلك أنه قال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنا لنعلم أن الذي تقول حق ، ولكن يمنعنا من اتباعك أن العرب تَتَخَطَّفَنا من أرضنا ، لإجماعهم على خلافنا ، ولا طاقة لنا بهم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٦٦٢] أخرجه مسلم في الإيمان (٤١ ، ٤٢ / ٢٥) ص ٥٥.

والترمذي في التفسير (٣١٨٨) وأخرجه أحمد في مسنده (٢ / ٤٣٤).

وعزاه السيوطي في الدر (٥ / ١٣٣) لمسلم والترمذي وابن أبي حاتم وابن مردويه. والبيهقي في الدلائل ، وفاته عزو الحديث لأحمد بن حنبل.

[٦٦٣] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٥ / ١٣٤) للنسائي وابن المنذر عن ابن عباس.

٣٤٨

[٣٣٦]

قوله تعالى :( أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ ) الآية. [٦١].

٦٦٤ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : أخبرنا محمد بن سليمان ، قال : حدَّثنا عبد الله بن حازم الأَيْلي قال : حدَّثنا بَدَل بن المُحَبَّر قال : حدَّثنا شُعْبَة ، عن أبان ، عن مجاهد ، في هذه الآية ، قال :

نزلت في علي وحمزة ، وأبي جهل.

٦٦٤ م ـ وقال السدي : نزلت في عمّار ، والوليد بن المغيرة.

وقيل : نزلت في النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبي جهل.

[٣٣٧]

قوله تعالى :( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ) الآية. [٦٨].

٦٦٥ ـ قال أهل التفسير : نزلت جواباً للوليد بن المغيرة ، حين قال فيما أخبر الله تعالى [عنه :( وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) أخبر الله تعالى] أنه لا يبعثُ الرسلَ باختيارهم.

__________________

[٦٦٤] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ١٣٤) لابن جرير.

[٦٦٤] م مرسل.

[٦٦٥] بدون إسناد.

٣٤٩

سورة العنكبوت

[٣٣٨]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا ) الآيتان. [١ ـ ٢].

٦٦٦ ـ قال الشعبي : نزلت في أناس كانوا بمكة قد أَقَرُّوا بالإسلام ، فكتب إليهم أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من المدينة : إنه لا يقبل منكم إقرار ولا إسلام حتى تهاجروا ، فخرجوا عَامِدين إلى المدينة ، فاتبعهم المشركون فآذوهم. فنزلت فيهم هذه الآية. فكتبوا إليهم : أن قد نزلت فيكم آية كذا وكذا ، فقالوا : نخرج فإن اتبعنا أحد قاتلناه. فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم ، فمنهم من قُتل ، ومنهم من نجا ، فأنزل الله تعالى فيهم :( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ) الآية.

٦٦٧ ـ وقال مقاتل : نزلت في مِهْجَع مولى عمر بن الخطاب ، كان أول قتيل من المسلمين يوم بدر ، رماه عَمْرو بن الحَضْرَمِي بسهم فقتله ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم [يومئذ] : سيد الشهداء مهجع ، وهو أول من يدعى إلى باب الجنة من هذه الأمة ، فجزع عليه أبواه وامرأته ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية ، وأخبر أنه لا بد لهم من البلاء والمشقة في ذات الله تعالى.

__________________

[٦٦٦] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ١٤١) لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٦٦٧] مرسل.

٣٥٠

[٣٣٩]

قوله تعالى :( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ) الآية. [٨].

٦٦٨ ـ قال المفسرون : نزلت في سعد بن أبي وَقَّاص ، وذلك أنه لما أسلم قالت له أمه حَمْنَةُ : يا سعد ، بلغني أنك صبوت ، فو الله لا يُظِلّني سقف بيت من الضِّحِّ والرِّيح ، ولا آكل ولا أشرب حتى تكفر بمحمد وترجع إلى ما كنت عليه. وكان أحب ولدها إليها ، فأبى سعد ، وصبرت هي ثلاثة أيام لم تأكل ولم تشرب ولم تستظل بظل حتى خُشي عليها ، فأتى سعد النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشكا ذلك إليه. فأنزل الله تعالى هذه الآية ، والتي في لقمان ، والأحقاف.

٦٦٩ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الغازي ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان ، قال : حدَّثنا أبو يعلى ، قال : حدَّثنا أبو خَيْثَمَة ، قال : حدَّثنا الحسن بن موسى ، قال : حدَّثنا زهير ، قال : حدَّثنا سِمَاك بن حَرْب ، قال : حدَّثني مُصْعَب بن سعد بن أبي وَقَّاص ، عن أبيه ، أنه قال :

نزلت هذه الآية فِيَّ ، قال : حلفت أم سعد لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه ، ولا تأكل ولا تشرب. ومكثت ثلاثة أيام حتى غشي عليها من الجهد ، فأنزل الله تعالى :( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ) . رواه مسلم عن أبي خَيْثَمَة.

[٣٤٠]

قوله تعالى :( وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ) الآية. [٨].

٦٧٠ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحافظ ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : أخبرنا أبو يَعْلَى ، قال : حدَّثنا أحمد بن

__________________

[٦٦٨] انظر الحديث رقم (٤١٢) ـ وأخرجه الترمذي (٣١٨٩) وقال : حسن صحيح.

[٦٦٩] أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (٤٣ ، ٤٤ / ١٧٤٨) ص ١٨٧٧ ـ وانظر الحديث رقم (٤١٢).

وأخرجه الترمذي (٣١٨٩)

[٦٧٠] مسلمة بن علقمة : قال الحافظ في التقريب : صدوق له أوهام. ومع اعتبار الحديث السابق شاهد فإن الحديث حسن والله أعلم.

وعزاه في الدر (٥ / ١٦٥) لأبي يعلى والطبراني وابن مردويه وابن عساكر.

٣٥١

أيوب بن راشد الضَّبي ، قال : حدَّثنا مسلمة بن علقمة ، قال : حدَّثنا داود بن أبي هند ، عن أبي عثمان النَّهْدِي ، أن سعد بن مالك ، قال :

أنزلت فِيَّ هذه الآية :( وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما ) . قال : كنتُ رجلاً برَّاً بأمي ، فلما أسلمت قالت : يا سعد ، ما هذا الدين الذي قد أحدثت؟ فَتَدَعَنَّ دينك هذا ، أَوْ لا آكل ولا أشرب حتى أموت ، فتُعيَّر بي فيقالَ : يا قاتل أمه. قلت : لا تفعلي يا أُمَّه ، فإني لا أدع ديني هذا لشيء. قال : فمكثت يوماً وليلة لا تأكل ، فأصبحتْ قد جهدت. قال : فمكثت يوماً آخر وليلة لا تأكل ، فأصبحت وقد اشتد جهدها. قال : فلما رأيت ذلك قلت : تعلمين والله يا أمَّه ، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ، ما تركت ديني هذا لشيء ، إن شئت فكلي ، وإن شئت فلا تأكلي ، فلما رأت ذلك أكلت. فنزلت هذه الآية :( وَإِنْ جاهَداكَ ) الآية.

[٣٤١]

قوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ ) الآية. [١٠].

٦٧١ ـ قال مجاهد : نزلت في أناس كانوا يؤمنون بألسنتهم ، فإذا أصابهم بلاء من الله أو مصيبة في أنفسهم ، افتتنوا.

٦٧١١ م ـ وقال الضحاك : نزلت في أناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون ، فإذا أوذوا رجعوا إلى الشرك.

٦٧٢ ـ وقال عكرمة عن ابن عباس : نزلت في المؤمنين الذين أخرجهم المشركون إلى بدر فارتدوا ، وهم الذين نزلت فيهم :( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) الآية.

__________________

[٦٧١] مرسل ، عزاه في الدر (٥ / ١٤٢) للفريابي وابن جرير وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٦٧١١] م مرسل.

[٦٧٢] بدون إسناد. وأخرجه ابن جرير (٥ / ١٤٨ ، ٢٠ / ٨٦) مسنداً عن ابن عباس.

٣٥٢

[٣٤٢]

قوله تعالى :( وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا ) الآية. [٦٠].

٦٧٣ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا أحمد بن جعفر الجمال ، قال : حدَّثنا عبد الواحد بن محمد البَجَلِي ، قال : حدَّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدَّثنا حجاج بن مِنْهَال ، عن الزهري ـ وهو عبد الرحمن بن عطاء عن عطاء ، عن ابن عمر ، قال :

خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى دخل بعض حِيطَان الأنصار ، فجعل يَلْقط من التمر ويأكل ، فقال : يا ابن عمر ، ما لك لا تأكل؟ فقلت : لا أشتهيه يا رسول الله. فقال : لكني أشتهيه ، وهذه صبيحة رابعة لم أذق طعاماً ، ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر ، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبَئُون رزق سنتهم ، ويَضْعُفُ اليقين. قال : فو الله ما برحنا حتى نزلت( وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) .

__________________

[٦٧٣] إسناده ضعيف : الجراح بن منهال : ضعيف [مجروحين ١ / ٢١٨].

وعزاه في الدر (٥ / ١٤٩) لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر بسند ضعيف.

٣٥٣

سورة الروم

[٣٤٣]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( الم* غُلِبَتِ الرُّومُ ) الآية. [١ ـ ٢].

٦٧٤ ـ قال المفسرون : بعث كسرى جيشاً إلى الروم ، واستعمل عليهم رجلاً يسمى شَهْريراز ، فسار إلى الروم بأهل فارس فظهر عليهم فقتلهم ، وخرّب مدائنهم وقطع زيتونهم. و [قد] كان قيصر بعث رجلاً يدعى يُحنَّس ، فالتقى مع شهربراز بأذْرِعات وبُصْرى ، وهي أدنى الشام إلى أرض العرب ، فغلب فارسُ الرومَ. وبلغ ذلك النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه بمكة فشق ذلك عليهم ، وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يكره أن يظهر الأميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم ، وفرح كفار مكة وشمتوا ، فلَقَوْا أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : إنكم أهلُ كتاب ، والنصارى أهلُ كتاب ، ونحن أميون ، وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الروم ، وإنكم إن قاتلتمونا لنَظْهَرَنَّ عليكم. فأنزل الله تعالى :( الم* غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ) إلى آخر الآيات.

٦٧٥ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن

__________________

[٦٧٤] بدون إسناد.

[٦٧٥] إسناده ضعيف : عطية بن سعد بن جنادة العوفي : صدوق يخطئ كثيراً كان شيعياً مدلساً.

وأخرجه الترمذي في التفسير (٣١٩٢) وقال : هذا حديث حسن غريب.

٣٥٤

حامد العطار ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار ، قال : حدَّثنا الحارث بن شريح ، قال : حدَّثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن عطيةَ العَوْفي ، عن أبي سعيد الخُدْرِي ، قال :

لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس ، فأُعْجِبَ المؤمنون [بذلك ، فنزلت :( الم* غُلِبَتِ الرُّومُ ) إلى قوله :( يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللهِ ) قال : يفرح المؤمنون] بظهور الروم على فارس.

٣٥٥

سورة لقمان

[٣٤٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ) الآية. [٦].

٦٧٦ ـ قال الكلبي ومقاتل : نزلت في النَّضر بن الحارث ، وذلك أنه كان يخرج تاجراً إلى فارس فيشتري أخبار الأعاجم فيرويها ويحدث بها قريشاً ويقول لهم : إن محمداً يحدثكم بحديث عاد وثمود ، وأنا أحدثكم بحديث رُسْتُم وإِسْفِنْدِيَار وأخبار الأكاسرة ، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن. فنزلت فيه هذه الآية.

٦٧٧ ـ وقال مجاهد : نزلت في شراء القيان والمغنيات.

٦٧٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المقرئ ، قال : أخبرنا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ، قال : حدَّثنا جدي ، قال : حدَّثنا علي بن

__________________

[٦٧٦] مرسل. والكلبي متهم بالكذب.

[٦٧٧] مرسل ـ

[٦٧٨] إسناده ضعيف جداً : مطرح بن يزيد قال الحافظ في التقريب (٢ / ٢٥٣) : ضعيف ، وعبيد الله بن زحر قال الحافظ في التقريب (١ / ٥٣٣) : صدوق يخطئ ، وقال ابن حبان (مجروحين ٢ / ٦٢) : منكر الحديث.

وعلي بن يزيد : مرت ترجمته في رقم (٥١٧)

٣٥٦

حُجْر ، قال : حدَّثنا مِشْمَعِل بن مِلْحان الطائي ، عن مُطَّرِح بن يزيد ، عن عُبَيْد الله بن زَحْر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يحل تعليم المغنيات ولا بيعهنّ ، وأثمانهن حرام. وفي مثل هذا نزلت هذه الآية( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) إلى آخر الآية ، وما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله تعالى عليه شيطانين أحدهما على هذا المنكب ، والآخر على هذا المنكب ، فلا يزالان يضربان بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت».

٦٧٨ م ـ وقال ثُوَير بن أبي فاخِتَةَ عن أبيه ، عن ابن عباس : نزلت هذه الآية في رجل اشترى جارية تغنيه ليلاً ونهاراً.

[٣٤٥]

قوله تعالى :( وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ) الآية. [١٥].

٦٧٩ ـ نزلت في سعد بن أبي وَقَّاص ، على ما ذكرناه في سورة العنكبوت.

__________________

والحديث أخرجه الترمذي في البيوع (١٢٨٢) وقال : حديث أبي أُمامة إنما نعرفه مثل هذا من هذا الوجه ، وقد تكلم بعض أهل العلم في علي بن يزيد وضعفه وهو شامي ، وأخرجه في التفسير (٣١٩٥) وقال : هذا حديث غريب إنما يُروى من حديث القاسم عن أبي أُمامة والقاسم ثقة وعلي بن يزيد يضعف في الحديث ، قال : سمعت محمداً يقول : القاسم ثقة وعلي بن يزيد يضعف.

وأخرجه ابن ماجة في كتاب التجارات (٢١٦٨) ولم يذكر في الإسناد علي بن يزيد ولا القاسم.

وأخرجه أحمد في مسنده (٥ / ٢٥٢) وأخرجه الطبراني في الكبير (٨ / ٢١٢ ، ٢٣٣ ، ٢٥١ ، ٢٥٣ ، ٢٥٤) والبيهقي في السنن (٦ / ١٥).

وذكره الهيثمي في المجمع (٨ / ١٢١) وقال : رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف ، وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية (٢ / ١٩٨) وأخرجه ابن جرير (٢١ / ٣٩).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ١٥٩) لسعيد بن منصور وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٦٧٨] م ثوير بن أبي فاختة : ضعيف [تقريب ١ / ١٢١].

وقال سفيان الثوري : كان ثوير بن أبي فاختة من أركان الكذب [المجروحين ١ / ٢٠٥].

[٦٧٩] انظر رقم (٦٦٩) ، (٤١٢) ، ابن جرير (٢١ / ٤٥)

٣٥٧

[٣٤٦]

قوله تعالى :( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ) الآية. [١٥].

٦٨٠ ـ نزلت في أبي بكررضي‌الله‌عنه . قال عطاء عن ابن عباس : يريد أبا بكر ، وذلك أنه حين أسلم أتاه عبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، فقالوا لأبي بكررضي‌الله‌عنه : آمنت وصدقت محمداً؟ فقال أبو بكر : نعم ، فأتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فآمنوا وصدقوا ، فأنزل الله تعالى ـ يقول لسعد ـ :( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَ ) يعني أبا بكررضي‌الله‌عنه .

[٣٤٧]

قوله تعالى :( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ ) الآية. [٢٧].

٦٨١ ـ قال المفسرون : سألت اليهود رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الروح ، فأنزل الله [بمكة]( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) فلما هاجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المدينة. أتاه أحبار اليهود فقالوا : يا محمد بلغنا عنك أنك تقول :( وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) أفَتَعْنِينا أم قومَك؟ فقال : كُلّا قد عَنَيْتُ ، قالوا : ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة ، وفيها علم كل شيء؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هي في علم الله سبحانه قليل ، وقد آتاكم الله تعالى ما إن عملتم به انتفعتم به. فقالوا : يا محمد ، كيف تزعم هذا وأنت تقول :( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) فكيف يجتمع هذا : علم قليل وخير كثير؟ فأنزل الله تعالى :( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ ) الآية.

[٣٤٨] قوله تعالى :( إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) الآية. [٣٤].

__________________

[٦٨٠] بدون إسناد.

[٦٨١] أخرجه ابن جرير (٢١ / ٥١) من طريق ابن إسحاق قال ثني رجل من أهل مكة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكره.

قلت : هذا إسناد لا تقوم به حجة.

وعزاه في الدر (٥ / ١٦٧) لابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم.

٣٥٨

نزلت في الحارث بن عمرو بن حارثة بن محارب بن حفصة ، من أهل البادية ، أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسأله عن الساعة ووقتها ، وقال : إن أرضنا أجدبت فمتى ينزل الغيث؟ وتركت امرأتي حبلى فما ذا تلد؟ وقد علمت بأي أرض ولدتُ ، فبأي أرض أموت؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٨٢ ـ أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المؤذن ، قال : أخبرنا محمد بن حمدون بن الفضل ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ ، قال : أخبرنا حمدان السلمي ، قال : حدَّثنا النَّضْر بن محمد ، قال : حدَّثنا عكرمة ، قال : حدَّثنا إياس بن سلمة ، قال :

حدَّثني أبي أنه كان مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ جاء رجل بفرس له يقودها عَقُوق ومعها مهر له يتبعها فقال له : من أنت؟ قال : أنا نبي الله ، قال : ومن نبي الله؟ قال : رسول الله ، قال : متى تقوم الساعة؟ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : غيب ، ولا يعلم الغيب إلا الله. قال : متى تمطر السماء؟ قال : غيب ، ولا يعلم الغيب إلا الله. قال : ما في بطن فرسي هذه؟ قال : غيب ولا يعلم الغيب إلا الله. فقال : أرني سيفك ، فأعطاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم سيفه ، فهزَّه الرجل ثم رده إليه. فقال [له] النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما إنك لم تكن تستطيع الذي أردت. قال : وقد كان الرجل قال : أذهب إليه فأسائل عن هذه الخصال ، ثم أضرب عنقه.

٦٨٣ ـ أخبرنا أبو عبد الله بن [أبي] إسحاق ، قال : أخبرنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر ، قال : أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي سويد ، قال : حدَّثنا

__________________

[٦٨٢] أخرجه الحاكم في المستدرك (١ / ٧) من طريق النضر بن محمد به ، وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه الطبراني في الكبير (٧ / ٢١٨) من طريق عكرمة بن عمار به وذكره الهيثمي في المجمع (٨ / ٢٢٧) وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

وعزاه في الدر (٥ / ١٦٩) لابن مردويه وفاته عزو الحديث للطبراني والحاكم.

[٦٨٣] أخرجه البخاري في صلاة الاستسقاء (١٠٣٩).

وعزاه في الدر (٥ / ١٦٩) لمسلم والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم.

٣٥٩

أبو حذيفة ، قال : أخبرنا سفيان الثوري ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى : لا يَعلم متى تقوم الساعة إلا الله ، ولا يَعلم ما تَغِيضُ الأَرحام إلا الله ، ولا يَعلم ما في غد إلا الله ، ولا تعلم [نفس] بأي أرض تموت إلا الله ، ولا يَعلم متى ينزل الغيث إلا الله».

رواه البخاري عن محمد بن يوسف ، عن سفيان.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

الله لنبيه، مثل قوله:( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء، وهذا كثير في كتاب اللهعزوجل .

٢٣ ـ في جوامع الجامع وعن أبي عبيدة لتركبن سنن كان قبلكم من الأولين وأحوالهم، وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

٢٤ ـ في مجمع البيان( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) أي لتركبن يا محمد سماء بعد سماء تصعد فيها عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد والشعبي والكلبي إلى قوله: وقيل: معناه شدة بعد شدة، حياة ثم موت، ثم بعث ثم جزاء، وروى ذلك مرفوعا.

٢٥ ـ( وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ ) وفي خبر مرفوع عن أبي هريرة قال: قرء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ) فسجد.

٢٦ ـ في جوامع الجامع روى ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قرء ذات يوم( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) فسجد هو ومن معه من المؤمنين، وقريش تصفق فوق رؤسهم وتصفر فنزلت.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء( وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ) في فرائضه فانها سورة النبيين كان محشره وموقفه مع النبيين والمرسلين والصالحين.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرءها أعطاه الله من الأجر بعدد كل يوم جمعة وكل يوم عرفة يكون في دار الدنيا عشر حسنات.

٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ولقد سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وانا عنده عن الائمة بعده فقال للسائل:( وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ) ان عددهم بعدد البروج ورب الليالي والأيام والشهور، ان عدتهم كعدة الشهور.

٥٤١

٤ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي الصباح الكناني عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ان للشمس ثلاثمأة وستين برجا كل برج منها مثل جزيرة من جزاير العرب، وتنزل يوم على برج منها، فاذا غابت انتهت إلى بطنان العرش فلم تنزل ساجدة إلى الغد ثم ترد إلى موضع مطلعها، ومعها ملكان يهتفان معها.

٥ ـ في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذا دخل عليه رجل من أهل اليمن إلى قولهعليه‌السلام : يا أخا أهل اليمن عندكم علم؟ فقال اليماني: نعم جعلت فداك ان في اليمن قوما ليسوا كأحد من الناس في علمهم فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وما يبلغ من علم عالمهم؟ قال له اليماني: ان علم عالمهم ليزجر الطير ويقفو الأثر في الساعة الواحدة مسيرة شهر للراكب المجد فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فان عالم المدينة أعلم من عالم اليمن. قال اليماني: وما بلغ من علم عالم المدينة؟ فقال: إنّ عالم المدينة ينتهى إلى حيث لا يقفو الأثر ويزجر الطير ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس تقطع اثنى عشر برجا واثنى عشر برا واثنى عشر عالما ؛ فقال له اليماني: جعلت فداك ما ظننت ان أحدا يعلم هذا أو يدرى ما كنهه؟ قال: ثم قام اليماني وخرج.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم واليوم الموعود أي يوم القيامة.

٧ ـ في مجمع البيان( وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ) يعنى يوم القيامة في قول جميع المفسرين، وهو الذي تجازى فيه الخلائق ويفصل فيه القضاء.

أقول: وستقف قريبا إنشاء الله على حديثين في أن اليوم الموعود يوم القيامة.

٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله: وشاهد ومشهود قال: النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمير المؤمنينعليه‌السلام .

٩ ـ في كتاب معاني الأخبار سئل أبو عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :

٥٤٢

وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة.

١٠ ـ وباسناده إلى عبد الرحمان بن أبي عبد الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة.

١١ ـ وباسناده إلى يعقوب بن سعيد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قال: الشاهد يوم عرفة.

١٢ ـ وباسناده إلى محمد بن هاشم عمن روى عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سأله الأبرش الكلبي عن قول اللهعزوجل :( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) فقالعليه‌السلام : ما قيل لك؟ فقال: قالوا: شاهد يوم الجمعة ومشهود يوم عرفة، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : ليس كما قيل لك، الشاهد يوم عرفة، والمشهود يوم القيامة، أما تقرء القرآن قال اللهعزوجل ( ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) .

١٣ ـ عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن أبي الجارود عن أحدهماعليهما‌السلام في قول اللهعزوجل ( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قال: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، والموعود يوم القيامة.

١٤ ـ أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا أحمد بن إدريس عن عمران بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى أبي جعفر محمد بن علي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قال: النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنينعليه‌السلام .

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قال: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم القيامة.

١٦ ـ في مصباح شيخ الطائفة خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام خطب بها يوم الغدير يقول فيهاعليه‌السلام : ان هذا يوم عظيم الشأن إلى قولهعليه‌السلام : ويوم شاهد ومشهود.

١٧ ـ في مجمع البيان( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) فيه أقوال: أحدها ان الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس وقتادة وروى ذلك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى قوله.

٥٤٣

١٨ ـ وثانيها ان الشاهد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس وسعيد بن المسيب وهو المروي عن الحسن بن عليعليهما‌السلام .

١٩ ـ وروى ان رجلا دخل مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاذا رجل يحدث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: فسألته عن الشاهد والمشهود فقال: نعم، الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة، فجزته إلى آخر يحدث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسألته عن ذلك فقال: اما الشاهد فيوم الجمعة وأمّا المشهود فيوم النحر فجزتهما إلى غلام كأن وجهه الدينار، وهو يحدث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت: أخبرنى عن شاهد ومشهود فقال: نعم اما الشاهد فمحمد وأمّا المشهود فيوم القيامة، أما سمعت الله سبحانه يقول:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ) وقال:( ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) فسألت عن الاول، فقالوا: ابن عباس وسألت عن الثاني فقالوا: ابن عمر، وسألت عن الثالث فقالوا: الحسن بن عليعليهما‌السلام

٢٠ ـ وقيل: الشاهد الأيام والليالي والمشهود بنو آدم، وينشد للحسين بن علىعليهما‌السلام :

مضى أمسك الماضي شهيدا معدلا

وخلفت في يوم عليك شهيد

فان أنت بالأمس اقترفت اسائة

فقيد بإحسان وأنت حميد

فلا ترج فعل الخير يوما إلى غد

لعل غدا يأتى وأنت فقيد

٢١ ـ في الصحيفة السجادية في دعائهعليه‌السلام عند الصباح والمساء: وهذا يوم حادث جديد، وهو علينا شاهد عتيد، ان أحسنا ود عنا بحمد، وان أسأنا فارقنا بذم.

٢٢ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثه أن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه وقد ذكر بخت النصر: وملك بعده مهرويه بن بخت نصر ستة عشر سنة وعشرين يوما وأخذ عند ذلك دانيال. وحفر له جبا في الأرض وطرح فيه دانيالعليه‌السلام وأصحابه وشيعته من المؤمنين، فألقى عليهم النيران، فلما رأى أن النار ليست

٥٤٤

تقربهم ولا تحرقهم استودعهم الجب وفيه الأسد والسباع بكل لون من العذاب حتى خلصهم اللهعزوجل منه، وهم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه فقال جل وعز:( قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ ) .

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ ) قال: كان سببهم ان الذي هيج الحبشة على غزوة اليمن ذو نواس وهو آخر من ملك من حمير. تهود واجتمعت معه حمير على اليهودية وسمى نفسه يوسف، وأقام على ذلك حينا من الدهر، ثم أخبر ان بنجران بقايا قوم على دين النصرانية وكانوا على دين عيسى وعلى حكم الإنجيل، ورأس ذلك الدين عبد الله بن بريا من، فحمله. أهل دينه على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهودية ويدخلهم فيها، فسار حتى قدم نجران فجمع من كان بها على دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها فأبوا عليه، فجادلهم وعرض عليهم وحرص الحرص كله فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية والدخول فيها واختاروا القتل. فاتخذ لهم أخدودا وجمع فيه الحطب اشتعل فيه النار فمنهم من أحرق بالنار، ومنهم من قتل بالسيف ومثل بهم كل مثلة، فبلغ عدد من قتل وأحرق بالنار عشرين ألفا وأفلت منهم(١) رجل يدعى دوس ذو ثعلبان على فرس له ركضه، واتبعوه حتى أعجزهم في الرمل، ورجع ذو نواس إلى ضيعة من جنوده فقال الله:( قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ ) إلى قوله:( الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )

٢٤ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن هارون بن الجهم عن مفضل بن صالح عن جابر الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: بعث الله نبيا حبشيا إلى قومه فقاتلهم فقتل أصحابه وأسروا وخدوا لهم أخدودا من نار، ثم نادوا: من كان من أهل ملتنا فليعتزل، ومن كان على دين هذا النبي فليقتحم النار، فجعلوا يقتحمون النار، وأتت امرأة معها صبي لها فهابت النار، فقال لها صبيها: اقتحمي، قال: فاقتحمت النار وهم أصحاب الأخدود.

__________________

(١) أي خلص.

٥٤٥

٢٥ ـ في مجمع البيان روى مسلم في الصحيح عن هدية(١) بن خالد عن حماد بن سلمة عن ثابت بن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن صهيب عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر، فلما مرض الساحر قال: انى قد حضر اجلى فادفع إلى غلاما أعلمه السحر، فدفع إليه غلاما وكان يختلف اليه. وبين الساحر والملك راهب، فمر الغلام بالراهب فأعجبه كلامه وامره، فكان يطيل عنده القعود، فاذا ابطأ عن الساحر ضربه وإذا ابطأ عن اهله ضربوه فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: يا بنى إذا استبطأك الساحر فقل حبسني أهلي وإذا استبطأك أهلك فقل: حبسني الساحر، فبينما هو ذات يوم إذا بالناس قد غشيهم دابة عظيمة فظيعة فقال: اليوم أعلم أمر الساحر أفضل أم أمر الراهب، فأخذ حجرا فقال: أللّهم ان كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة، فرمى فقتلها ومضى الناس، فأخبر بذلك الراهب فقال: يا بنى انك ستبتلى فاذا ابتليت فلا تدل على، قال: وجعل يداوي الناس فيبرئ الأكمه والأبرص، فبينما هو كذلك إذ عمى جليس للملك فأتاه وحمل إليه مالا كثيرا، فقال: اشفني ولك ما هاهنا، فقال: انا لا أشفى أحدا ولكن الله يشفى فان آمنت بالله دعوت الله فشفاك، قال: فآمن فدعا الله فشفاه فذهب فجلس إلى الملك فقال: يا فلان من شفاك؟ فقال: ربي قال: انا؟ قال: لا، ربي وربك الله ؛ قال: أو ان لك ربا غيري؟ قال: نعم ربي وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى له على الغلام ؛ فبعث إلى الغلام فقال: لقد بلغ من أمرك أن تشفى الأكمه والأبرص قال: ما أشفى أحدا ولكن الله يشفى قال: أو ان لك ربا غيري؟ قال: نعم ربي وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى دله على الراهب فوضع المنشار عليه فنشر حتى وقع شقتين فقال للغلام: ارجع عن دينك فأبى فأرسل معه نفرا قال اصعدوا به جبل كذا وكذا فان رجع عن دينه والا فدهدهوه(٢)

__________________

(١) كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا والظاهر انه مصحف «هدبة» بالباء الموحدة روى عنه البخاري ومسلم وترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب وغيره في غيره فراجع.

(٢) أي دحرجوه.

٥٤٦

منه قال: فعلوا به الجبل فقال: أللّهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فتدهدهوا أجمعون وجاء إلى الملك فقال: ما صنع أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله فأرسل به مرة اخرى قال: انطلقوا به فلججوه في البحر، فان رجع والا فأغرقوه فانطلقوا به في قرقور(١) فلما توسطوا به البحر قال: أللّهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت(٢) بهم السفينة وجاء حتى قام بين يدي الملك فقال: ما صنع أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله، ثم قال: انك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به أجمع الناس ثم اصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضعه على كبد القوس، ثم قل: باسم رب الغلام فانك ستقتلني، قال فجمع الناس وصلبه ثم أخذ سهما من كنانته فوضعه على كبد القوس وقال: باسم رب الغلام ورمى فوقع السهم في صدغه(٣) ومات. فقال الناس: آمنا برب الغلام، فقيل له: أرأيت ما كنت تخاف قد نزل والله بك من الناس، فأمر بالأخدود فخددت على أفواه السكك ثم أضرمها نارا فقال من رجع عن دينه فدعوه، ومن أبى فاقحموه فيها فجعلوا يقتحمونها، وجاءت امرأة بابن لها فقال لها: يا امة اصبري فانك على الحق.

قال ابن المسيب كنا عند عمر بن الخطاب إذ ورد عليه انهم احتفروا فوجدوا ذلك الغلام وهو واضع يده على صدغه، فكلما مدت يده عادت إلى صدغه، فكتب عمر: واروه حيث وجدتموه.

٢٦ ـ وروى سعيد بن جبير قال: لـمّا انهزم أهل إسفندهان قال عمر بن الخطاب: ما هم يهود ولا نصارى ولا لهم كتاب وكانوا مجوسا، فقال عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : بلى قد كان لهم كتاب رفع، وذلك ان ملكا لهم سكر فوقع على ابنته ـ أو قال: على أخته ـ فلمّا أفاق قال لها: كيف المخرج مما وقعت فيه؟ قال: تجمع أهل مملكتك وتخبرهم أنّك ترى نكاح البنات وتأمرهم أن يحلوه، فجمعهم فأخبرهم فأبوا

__________________

(١) القرقور ـ بالضم ـ: السفينة الطويلة.

(٢) أي فانقلبت.

(٣) الصدغ ـ بضم الصاد ـ ما بين العين والاذن.

٥٤٧

ان يتابعوه فخد لهم أخدودا في الأرض وأوقد فيه النيران وعرضهم عليها فمن أبى قبول ذلك قذفه في النار ومن أجاب خلى سبيله، وقال الحسن كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا ذكر عنده أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء.

٢٧ ـ وروى العياشي باسناده عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: أرسل علىعليه‌السلام إلى اسقف نجران يسأله عن أصحاب الأخدود فأخبره بشيء فقالعليه‌السلام : ليس كما ذكرت ولكن سأخبرك عنهم ان الله بعث رجلا حبشيا نبيا وهم حبشية فكذبوه فقاتلهم فقتلوا أصحابه وأسروه وأسروا أصحابه، ثم بنوا له جسرا ثم ملأه نارا ثم جمعوا الناس فقالوا: من كان على ديننا وأمرنا فليعتزل، ومن كان على دين هؤلاء فليرم نفسه في النار، فجعل أصحابه يتهافتون في النار، فجاءت امرأة معها صبي لها ابن شهر فلما هجمت هابت ورقت على ابنها فنادى الصبى: لا تهابي وارمينى ونفسك في النار، فان هذا والله في الله قليل، فرمت بنفسها في النار وصبيها وكان ممن تكلم في المهد.

٢٨ ـ وباسناده عن ميثم التمار قال: سمعت أمير المؤمنين وذكر أصحاب الأخدود فقال: كانوا عشرة وعلى مثالهم عشرة يقتلون في هذا السوق.

٢٩ ـ في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن النيران فقالعليه‌السلام : اربعة: نار تأكل وتشرب، ونار تأكل ولا تشرب، ونار تشرب ولا تأكل، ونار لا تأكل ولا تشرب. فالتي تأكل وتشرب فنار ابن آدم وجميع الحيوان ؛ والتي تأكل ولا تشرب فنار الوقود، والتي تشرب ولا تأكل فنار الشجر، والتي لا تأكل ولا تشرب فهي نار القداحة والحباحب.

٣٠ ـ في روضة الكافي محمد بن سالم بن أبي سلمة عن أحمد بن الريان عن أبيه عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قد كان قبلكم قوم يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الأرض برحبها فما يردهم عما هم عليه شيء مما هم فيه من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا أذى، بل( ما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) ، فاسئلوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم

٥٤٨

تدركوا سعيهم.

٣١ ـ في جوامع الجامع:( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ) أي أحرقوهم وعذبوهم بالنار وهم أصحاب الأخدود فلهم في الاخرة عذاب جهنم بكفرهم و( لَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ ) وهي نار اخرى عظيمة بإحراقهم المؤمنين( فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ ) في الاخرة( وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ ) في الدنيا لـِمــا روي أنّ النار انقلبت عليهم فأحرقتهم.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله ذا العرش المجيد فهو الله الكريم المجيد حدّثني أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالس وعنده جبرئيل إذا حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء إلى أن قال: قال جبرئيلعليه‌السلام : ان هذا إسرافيل صاحب الرب وأقرب خلق الله منه، واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء، فاذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ثم ألقاه إلينا نسعى به في السموات والأرض.

٣٣ ـ وفيه قال علي بن إبراهيم في قوله:( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) قال: اللوح المحفوظ، له طرفان، طرف على يمين العرش على جبهة إسرافيل فاذا تكلم الرب جل ذكره بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل. فنظر في اللوح فيوحى بما في اللوح إلى جبرئيلعليه‌السلام .

٣٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى محمد بن يعقوب النهشلي قال: حدّثني علي بن موسى الرضاعليه‌السلام عن أبيه عن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الله جل جلاله ونقل حديثا طويلا.

وباسناده إلى علي بن بلال عن علي بن موسى الرضا عن موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن على

٥٤٩

بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيلعليهم‌السلام عن اللوح عن القلم قال: يقول اللهعزوجل : ولاية عليّ بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني امن من ناري.

٣٥ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب العقد، كتب ملك الروم إلى عبد الملك: أكلت لحم الجمل الذي هرب عليه أبوك من المدينة لأغزونك بجنود مأة ألف، ومأة ألف ومأة ألف، فكتب عبد الملك إلى الحجاج ان يبعث إلى زين العابدينعليه‌السلام ويتوعده ويكتب إليه ما يقول ففعل فقال علي بن الحسين: ان لله لوحا محفوظا يلحظه في كل يوم ثلاثمأة لحظة ليس منها لحظة واحدة إلّا يحيى فيها ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء، وانى لأرجو أن يكفيك منها لحظة واحدة، فكتب بها الحجاج إلى عبد الملك فكتب عبد الملك بذلك إلى ملك الروم، فلما قرأه قال: ما خرج هذا إلّا من كلام النبوة.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من كانت قراءته في فرائضه بالسماء والطارق كانت له عند الله يوم القيامة جاها ومنزلة، وكان من رفقاء النبيين وأصحابهم في الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان عن أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرأها أعطاه الله بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: والسماء والطارق قال: الطارق النجم الثاقب وهو نجم العذاب، ونجم القيامة وهو زحل في أعلى المنزل حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ ) قال: السماء في هذا الموضع أمير المؤمنين، والطارق الذي يطرق الائمة من عند الله مما يحدث بالليل والنهار ،

٥٥٠

رو هو الروح الذي مع الائمة يسددهم قلت ؛ والنجم الثاقب؟ قال: ذاك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤ ـ في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن وذكر حديثا طويلا وفيه فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فما زحل عند كم في النجوم؟ قال اليماني: نجم نحس فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا تقولن هذا فانه نجم أمير المؤمنين وهو نجم الأوصياءعليهم‌السلام ؛ وهو النجم الثاقب الذي قال الله في كتابه، فقال له اليماني: فما يعنى بالثاقب؟ قال: لان مطلعه في السماء السابعة، وانه ثقب(١) بضوءه حتى أضاء السماء الدنيا، فمن ثم سماه الله النجم الثاقب.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ ) قال: الملائكة قال علي بن إبراهيم في قوله:( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ ) قال: النطفة التي تخرج بقوة( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ ) قال الصلب الرجل والترائب المرأة وهو صدرها.

٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال أبو محمد الحسن العسكريعليه‌السلام سأل عبد الله بن صور يا رسول الله فقال: أخبرنى يا محمد الولد يكون من الرجل أو المرأة؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أمّا العظام والعصب والعروق فمن الرجل وأمّا اللحم والدم والشعر فمن المرأة، قال: صدقت يا محمد، ثم قال: فما بال الولد يشبه أعمامه ليس فيه من شبه أخواله شيء، ويشبه أخواله، وليس فيه من شبه أعمامه شيء فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيهما علمائه ماء صاحبه كان الشبه له فقال: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧ ـ وعن ثوبان قال: إنّ يهوديا قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أفلا اسألك عن شيء لا يعلمه إلّا نبي؟ قال: وما هو؟ قال: عن شبه الولد بأبيه وامه، قال: ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق، فاذا علا ماء الرجل ماء المرأة كان الولد

__________________

(١) ثقب الكوكب: أضاء.

٥٥١

ذكرا بإذن اللهعزوجل : ومن قبل ذلك يكون الشبه، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل خرج الولد أنثى بإذن اللهعزوجل ، ومن قبل ذلك يكون الشبه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أنس بن مالك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه لعبد الله بن سلام وقد سأله عن مسائل: وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد إلى أبيه(١) .

٩ ـ وباسناده إلى محمد بن عبد الله بن زرارة عن علي بن عبد الله عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: تعتلج النطفتان في الرحم فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها فان كانت نطفة المرأة أكثر جاءت تشبه أخواله، وان كانت نطفة الرجل أكثر جاءت تشبه أعمامه، وقال: تجول النطفة في الرجل أربعين يوما فمن أراد أن يدعو اللهعزوجل ففي تلك الأربعين قبل ان يخلق، ثم يبعث اللهعزوجل ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها إلى اللهعزوجل ، فيقف ما شاء الله فيقول: يا الهى أذكر أم أنثى؟ فيوحى اللهعزوجل ما يشاء ويكتب الملك.

١٠ ـ وباسناده إلى داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني عن الحسن بن علىعليهم‌السلام أنّه قال مجيبا للخضر بأمر أمير المؤمنين وقد سأل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن مسائل: وأمّا ما ذكرت من أمر الرجل يشبه أعمامه وأخواله فان الرجل إذا أتى اهله بقلب ساكن وعروق هادئة(٢) وبدن غير مضطرب أسكنت تلك النطفة في تلك الرحم، فخرج الولد يشبه أباه وامه وان هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب اضطربت تلك النطفة في جوف تلك الرحم، فوقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، فان وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله.

١١ ـ وباسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام

__________________

(١) نزع الولد أي أبيه أي أشبهه.

(٢) أي ساكنة.

٥٥٢

فقلت: ان الرجل ربما أشبه أخواله وربما أشبه أباه وربما أشبه عمومته؟ فقال: إنّ نطفة الرجل بيضاء ونطفة المرأة صفراء رقيقة فان غلبت نطفة الرجل نطفة المرأة أشبه الرجل أباه وعمومته، وان غلبت نطفة المرأة نطفة الرجل أشبه الرجل أخواله.

١٢ ـ وباسناده إلى ابن بكير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: المولود يشبه أباه وعمه؟ قال: إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة فالولد يشبه أباه وعمه، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل يشبه الولد، امه وخاله.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ ) كما( خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ ) يقدر ان يرده إلى الدنيا والى القيامة، وقوله( يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ) قال: يكشف عنها.

١٤ ـ في مجمع البيان والسرائر أعمال ابن آدم والفرائض التي أوجبت عليه، وهي سرائر بين الله والعبد و «تبلى» أي تختبر تلك السرائر يوم القيامة حتى يظهر خيرها من شرها ومؤديها من مضيعها روى ذلك مرفوعا عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ضمن الله خلقه أربع خصال: الصلوة والزكاة وصوم شهر رمضان والغسل من الجنابة وهي السرائر التي قال الله تعالى:( يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ) .

١٥ ـ وعن معاذ بن جبل قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما هذه السرائر التي ابتلى الله بها العباد في الاخرة؟ فقال: سرائركم هي أعمالكم من الصلوة والصيام والزكاة والوضوء والغسل من الجنابة، وكل مفروض، لان الأعمال كلها سرائر خفية فان شاء الرجل قال: صليت ولم يصل، وان شاء قال: توضأت ولم يتوضأ، فذلك قوله:( يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ) .

١٦ ـ في مصباح شيخ الطائفةقدس‌سره خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول: إنّ هذا يوم عظيم الشأن إلى قوله: ويوم كمال الدين هذا يوم إبلاء السرائر.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد بن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير في قوله:( فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ )

٥٥٣

قال:( فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ ) يهوى بها على خالقه، ولا ناصر من الله ينصره ان أراد به سوءا( وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ ) قال: ذات المطر( وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ) أي ذات النبات.

١٨ ـ في مجمع البيان:( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ) يعنى ان القرآن يفصل بين الحق والباطل بالبيان عن كل واحد منهما وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بقوله: ان أراد به سوءا قلت:( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً ) قال: كادوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكادوا علياعليه‌السلام وكادوا فاطمةعليها‌السلام ، فقال الله: يا محمد( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ) لو قد بعث القائمعليه‌السلام فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من قريش وبنى امية وساير الناس، وفيه( فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ) قال: دعهم قليلا.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال وباسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) في فرائضه أو نوافله قيل له يوم القيامة: ادخل الجنة من أي أبواب الجنة شئت إنْ شاء الله.

٢ ـ وباسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة ان يقرء في ليلة الجمعة بالجمعة و( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) ، الحديث.

٣ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرءها أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل حرف انزل الله على إبراهيم وموسى ومحمد صلوات الله عليهم

٤ ـ وعن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يحب هذه السورة( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) . وأول من قال سبحان ربي الأعلى ميكائيل.

٥ ـ عن ابن عباس كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا قرء( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) قال: سبحان ربي الأعلى ؛ وكذلك روى عن عليٍّعليه‌السلام .

٦ ـ وفيه قال الباقرعليه‌السلام : إذا قرأت( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) فقل: سبحان ربي الأعلى

٥٥٤

وان كنت في الصلوة فقل فيما بينك وبين نفسك.

٧ ـ وروى العياشي باسناده عن ابن أبي حميصة عن عليٍّعليه‌السلام قال: صليت خلفه عشرين ليلة وليس يقرء إلّا سبح الاسم ربك الأعلى. وقال: لو تعلمون ما فيها لقرءها الرجل كل يوم عشرين مرة ؛ وان من قرءها فكأنما قرء صحف موسى وإبراهيم الذي وفى.

٨ ـ وفي تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباته قال: لـمّا تقدم أمير المؤمنينعليه‌السلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) .

٩ ـ وعن عقبة بن عامر الجهني قال: لـمّا نزلت( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اجعلوها في ركوعكم، ولما نزل( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) قال: اجعلوها في سجودكم.

١٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : اقرء في ليلة الجمعة بالجمعة، وسبح( اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) .

١١ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر الأخلاق الرضاعليه‌السلام ووصف عبادته، فاذا قرء( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) قال سرا: سبحان ربي الأعلى.

١٢ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: إذا قرأتم من المسبحات الاخيرة فقولوا: سبحان الله الأعلى.

١٣ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام انه قال: وان لله ملكا يقال له: حزقائيل له ثمانية عشر الف جناح ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام، ثم اوحى الله إليه ايها الملك: طر فطار مقدار عشرين الف عام لم ينل رأس قائمة من قوائم العرش، ثم ضاعف الله له في الجناح والقوة، وامره ان يطير فطار مقدار ثلثين الف عام لم ينل أيضا، واوحى الله اليه: ايها الملك لو طرت إلى نفخ الصور ومع أجنحتك وقوتك لم تبلغ إلى ساق عرشي، فقال الملك

٥٥٥

سبحان ربي الأعلى، فأنزل اللهعزوجل ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اجعلوها في سجودكم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة انه سأل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) فقال: مكتوب على قائمة العرش قبل ان يخلق الله السماوات والأرضين بألفى عام، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله فاشهدوا بهما وان عليا وصيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وفيه( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) قال: قل سبحان ربي الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى قال: قال: قدر الأشياء بالتقدير الاول ثم هدى إليها من يشاء.

١٥ ـ في مجمع البيان قرء الكسائي «قدر» بالتخفيف وهو قراءة علىعليه‌السلام والباقون «قدر» بالتشديد.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى ) قال: أي النبات فجعله بعد إخراجه غثاء أحوى قال: يصير هشيما بعد بلوغه ويسود.

قوله: سنقرئك فلا تنسى أي نعلمك فلا تنسى ثم استثنى فقال: إلّا ما شاء الله لأنه لا يؤمن النسيان اللغوي وهو الترك لان الذي لا ينسى هو الله.

١٧ ـ في مجمع البيان( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى ) قال ابن عباس: كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا نزل عليه جبرئيلعليه‌السلام بالوحي يقرئه مخافة ان ينساه فكان لا يفرغ جبرئيلعليه‌السلام من آخر الوحي حتى يتكلم هو بأوله، فلما نزلت هذه الآية لم ينس بعد ذلك شيئا( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) فان من تطهر من الشرك وقال: لا إله إلّا الله إلى قوله: وقيل: أراد صدقة الفطرة وصلوة العيد وروى ذلك مرفوعا.

ومتى قيل: على هذا القول كيف يصح والسورة مكية ولم يكن هناك صلوة العيد ولا زكوة فطر؟ قلنا يحتمل ان يكون أولها بمكة وختمت بالمدينة.

١٨ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن أحمد بن الحسين عن علي بن ريان عن

٥٥٦

عبيد الله بن عبد الله الدهقان قال: دخلت على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فقال لي: ما معنى قوله( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) فقلت: كلّما ذكر اسم ربه قام فصلى، فقال لي لقد كان اللهعزوجل كلف هذا شططا! فقلت: جعلت فداك فكيف هو؟ فقال: كلّما ذكر اسم ربه صلى على محمد وآله.

١٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) قال: من اخرج الفطرة. قيل له:( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) قال: خرج إلى الجبانة(١) فصلى.

٢٠ ـ وروى حماد بن عيسى عن حريز عن أبي بصير وزرارة قالا: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان من إتمام الصوم إعطاء الزكاة يعنى الفطرة، كما ان الصلوة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من تمام الصلوة، لأنه من صام ولم يؤد الزكاة فلا صوم له إذا تركها متعمدا، ولا صلوة له إذا ترك الصلوة على النبي وآله، ان اللهعزوجل قد بدء بها قبل الصوم قال( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) .

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) قال: زكوة الفطرة، فاذا أخرجها قبل صلوة العيد( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) قال: صلوة الفطر والأضحى.

٢٢ ـ في مجمع البيان: بل تؤثرون الحيوة الدنيا والاخرة خير وأبقى وفي الحديث من أحب آخرته أضر بدنياه، ومن أحب دنياه أضر بآخرته.

٢٣ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا ) قال: ولاية شبوية(٢) ( وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى ) ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام ( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) .

٢٤ ـ باسناده إلى درست بن أبي منصور عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وهشام

__________________

(١) الجبانة: الصحراء.

(٢) الشبوة: العقرب والنسبة إليها شبوية قال الفيض (ره): كأنه شبه الجائر بالعقوب «انتهى» وفي المصدر وكذا المنقول عنه في البحار «ولايتهم» مكان «ولاية شبوية».

٥٥٧

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال رأس كل خطيئة حب الدنيا.

٢٥ ـ وباسناده إلى مسلم بن عبد الله قال: سئل علي بن الحسينعليهما‌السلام أي الأعمال أفضل عند الله؟ قال: ما من عمل بعد معرفة اللهعزوجل ومعرفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل من بغض الدنيا، فان لذلك شعبا كثيرة وللمعاصي شعب، فأول ما عصى الله به الكبر معصية إبليس حين( أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ ) ، ثم الحرص وهي معصية آدم وحواعليهما‌السلام حين قال اللهعزوجل لهما: «كلا( مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ ) فأخذا ما لا حاجة بهما اليه، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك ان أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به اليه، ثم الحسد وهي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرياسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقالت الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والدنيا دنيائان دنيا بلاغ ودنيا ملعونة وأمل لا يدرك ورجاء لا ينال.

قال مؤلف هذا الكتاب والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ومفادها لا يخفى على من( كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) رزقنا الله وإياكم دوام التفكر في حقيقة أحوال الدارين.

٢٦ ـ في كتاب الخصال عن عتبة بن عمر الليثي عن أبي ذررحمه‌الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه قلت: يا رسول الله فما في الدنيا مما أنزل الله عليك شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال: يا أبا ذر اقرأ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) .

٢٧ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: يا أبا محمد ان اللهعزوجل لم يعط الأنبياء شيئا إلّا وقد أعطاه

٥٥٨

محمدا، وقال: وقد اعطى محمدا جميع ما اعطى الأنبياء وعندنا الصحف التي قال اللهعزوجل :( صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) قلت: جعلت فداك: هي الألواح؟ قال: نعم.

٢٨ ـ وباسناده إلى مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ايها الناس ان الله تبارك وتعالى أرسل إليكم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أن قال: فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاولى، وتصديق الذي بين يديه، وتفصيل الحلال من ريب الحرام، ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم.

٢٩ ـ وباسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: وقد ذكر المسيحعليه‌السلام وجرت بعده في الحواريين في المستحفظين، وإنّما سماهم اللهعزوجل المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب الذي يعلم به علم كل شيء، الذي كان مع الأنبياءعليهم‌السلام ، يقول اللهعزوجل :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ ) الكتاب الاسم الأكبر، وإنّما عرف مما يدعى الكتاب التوراة، والإنجيل والفرقان، فيها كتاب نوحعليه‌السلام وفيها كتاب صالح وشعيب وإبراهيم فأخبر اللهعزوجل :( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) فأين صحف إبراهيم انما صحف إبراهيم الاسم الأكبر، وصحف موسى الاسم الأكبر.

٣٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور ثم نزل في طول عشرين سنة، ثم قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نزل صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان.

٣١ ـ في الكافي باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أنزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الإنجيل في اثنى عشر ليلة من شهر رمضان، وانزل الزبور في ليلة ثمان عشرة مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن في ليلة القدر.

٥٥٩

٣٢ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد بن الكوفي عن علي بن الحسن التيمي عن علي بن أسباط عن علي بن جعفر قال: حدّثني معتب أو غيره قال: بعث عبد الله بن الحسن إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام يقول لك أبو محمد: انا أشجع منك وأنا أسخى منك وانا أعلم منك فقال لرسوله: اما الشجاعة فو الله ما كان لك موقف يعرف به جبنك من شجاعتك، وأمّا السخي فهو الذي يأخذ الشيء من جهته فيضعه في حقه، وأمّا العلم فقد أعتق أبوك عليّ بن أبي طالب ألف مملوك فسم لنا خمسة منهم وأنت عالم، فعاد إليه فأعلمه ثم عاد اليه، فقال له: يقول لك انك رجل صحفي فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام قل له: أي والله صحف إبراهيم وموسى وعيسى ورثتها عن آبائيعليهم‌السلام .

٣٣ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر ابن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : عندنا الصحف التي قال الله:( صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) قلت: الصحف هي الألواح؟ قال: نعم.

٣٤ ـ محمد بن عيسى عمن رواه عن محمد قال: حدّثني عبد الله بن إبراهيم الأنصاري الهمداني عن أبي خالد القماط عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: لنا ولادة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله طهر، وعندنا( صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) ورثناها عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣٥ ـ محمد بن عبد الجبار عن الحسين عن أحمد بن الحسن التيمي عن فيض بن المختار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضت إليه صحف إبراهيم وموسى فائتمن عليها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا، فائتمن عليها على الحسن، وائتمن عليها الحسن الحسين حتى انتهى إلينا.

٣٦ ـ أحمد بن محمد عن ابن سنان عن عبد الله بن مسكان وشعيب الحذاء عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : عندي الصحف الاولى صحف إبراهيم وموسى، قال ضريس أليست هي الألواح؟ قال: نعم.

٣٧ ـ إبراهيم بن هاشم عن البرقي عن ابن سنان وغيره عن بشر عن حمران

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591