أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن10%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 440044 / تحميل: 6689
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

٧٧٩ ـ أخبرنا أحمد بن الحسن الحِيرِي ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب المعقلي ، قال : حدَّثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج ، قال : حدَّثنا بقية ، قال : حدَّثنا ابن ثوبان ، عن بكير بن أسيد ، عن أبيه ، قال :

حضرت محمد بن كَعْب وهو يقول : إذا رأيتموني أنطلق في القدر فغلوني فإني مجنون ، فو الذي نفسي بيده ما أنزلت هذه الآيات إلا فيهم. ثم قرأ :( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ) إلى قوله :( خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ) .

__________________

[٧٧٩] مرسل.

٤٢١

سورة الواقعة

[٤٠٥]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) . [٢٨].

٧٨٠ ـ قال أبو العالية والضحاك : نظر المسلمون إلى وَجّ ـ وهو واد مخصب بالطائف ـ فأعجبهم سِدْرُه ، فقالوا : يا ليت لنا مثلَ هذا! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٤٠٦]

قوله تعالى :( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) . [١٣ ـ ١٤].

٧٨١ ـ قال عُرْوَة بن رُوَيم : لما أنزل الله تعالى :( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) بكى عمر وقال : يا رسول الله آمنا بك وصدقناك ، ومع هذا كله مَنْ ينجو منا قليل. فأنزل الله تعالى :( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عمرَ ، فقال : يا عمرُ بن الخطاب ، قد أنزل الله فيما قلت ، فجعل( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) . فقال عمر : رضينا عن ربنا ، ونصدِّق نبينا ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مِن آدمَ إلينا ثُلةٌ ، ومني إلى يوم القيامة ثُلَّةٌ ، ولا يستتمها إلا سودانٌ من رُعاة الإبل ، ممن قال : لا إله إلا الله.

__________________

[٧٨٠] مرسل.

[٧٨١] مرسل.

٤٢٢

[٤٠٧]

قوله تعالى :( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) . [٨٢].

٧٨٢ ـ أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن حَمْدون ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدَّثنا حَمْدانٌ السلمي ، قال : حدَّثنا النَّضْر بن محمد ، قال : حدَّثنا عكرمة بن عمار ، قال : حدَّثنا أبو زُميل ، قال : حدَّثني ابن عباس ، قال :

مُطرِ الناسُ على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أصبح من الناس شاكر ، ومنهم كافر. قالوا : هذه رحمة وضعها الله تعالى وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا [وكذا]. فنزلت هذه الآيات :( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) حتى بلغ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) .

رواه مسلم عن عباس بن عبد العظيم ، عن النّضْر بن محمد.

٧٨٣ ـ وروى : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج في سَفْر فنزلوا [منزلاً] فأصابهم العطش وليس معهم ماء ، فذكروا ذلك للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أرأيتم إن دعوت لكم فسُقيتم فلعلكم تقولون : سقينا هذا المطر بِنْوءِ كذا ، فقالوا : يا رسول الله ما هذا بحين الأَنْواء. قال : فصلى ركعتين ودعا الله تبارك وتعالى ، فهاجت ريح ثم هاجت سحابة فمطروا حتى سالت الأودية وملئوا الأسْقِيَة ، ثم مر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم برجل يغترف بقدح له و [هو] يقول : سُقِينا بنوء كذا ، ولم يقل : هذا من رزق الله سبحانه. فأنزل الله سبحانه :( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) .

٧٨٤ ـ أخبرنا أبو بكر [بن محمد] بن عمر الزاهد ، قال : حدَّثنا أبو عمرو محمد بن أحمد [الجيزي] ، قال : أخبرنا الحسن بن سفيان ، قال : حدَّثنا

__________________

[٧٨٢] أخرجه مسلم في الإيمان (١٢٧ / ٧٣) ص ٨٤ ، وأخرجه الطبراني في الكبير (١٢ / ١٩٨) من طريق النضر بن محمد به.

[٧٨٣] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٦ / ١٦٢) لابن مردويه عن ابن عباس.

[٧٨٤] أخرجه مسلم في الإيمان (١٢٦ / ٧٢) ص ٨٤.

وأخرجه النسائي في المجتبى في كتاب الاستسقاء (٣ / ١٦٤) وأخرجه في عمل اليوم والليلة (٩٢٣)

٤٢٣

حَرْمَلة بن يحيى وعمرو بن سَوَّاد السّرْحي ، قال : أخبرنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، أن أبا هريرة قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألم تَرَوْا إلى ما قال ربكم؟ قال : ما أنعمتُ على عبادي من نعمة إلا أصبح فريقٌ بها كافرين ، يقولون : الكواكب وبالكواكب.

رواه مسلم عن حَرْمَلَة وعمرو بن سَوَّاد.

__________________

وأخرجه أحمد (٢ / ٣٦٢) من طريق ابن وهب به.

وأخرجه (٢ / ٣٦٨) من طريق يونس به.

وأخرجه البيهقي في السنن (٣ / ٣٥٨) من طريق عمرو بن سواد به.

٤٢٤

سورة الحديد

[٤٠٨]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ ) الآية. [١٠].

٧٨٥ ـ روى محمد بن فُضيل ، عن الكلبي : أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه . ويدل على هذا ما أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد [بن عبده] بن يحيى ، قال : حدَّثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله السَّلِيطي ، قال : حدَّثنا عثمان بن سليمان البغدادي ، قال : حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم المخزومي ، قال : حدَّثنا عمرو بن حَفْص الشَّيْباني ، قال : حدَّثنا العلاء بن عمرو ، قال : حدَّثنا أبو إسحاق الفَزَارِي ، عن سفيان الثَّوْرِي ، عن آدم بن علي ، عن ابن عمر ، قال :

بينا النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وسلم جالس وعنده أبو بكر الصديق ، وعليه عباءة قد خلَّلها على صدره بخِلَال ، إذ نزل عليه جبريلعليه‌السلام فأقرأه من الله السلام وقال : يا محمد ، ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خَلَّلها على صدره بخلال؟ فقال : يا جبريل ، أنفق ماله قبل الفتح عَلَيَّ. قال : فأَقْرِئه مِنَ الله سبحانه وتعالى السلام ، وقل له : يقول لك ربك : أراضٍ أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فالتفت

__________________

[٧٨٥] إسناده ضعيف ، في إسناده العلاء بن عمرو : قال ابن حبان في المجروحين [٢ / ١٨٥] : شيخ يروي عن أبي إسحاق الفزاري العجائب.

وذكر ابن حبان هذا الحديث من عجائبه.

٤٢٥

النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أبي بكر ، فقال : يا أبا بكر ، هذا جبريل يُقْرِئك من الله سبحانه السلام. ويقول لك : أراضٍ أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فبكى أبو بكر وقال : على ربي أغضب؟ أنا عن ربي راضٍ ، أنا عن ربي رَاضٍ.

[٤٠٩]

قوله تعالى :( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ ) الآية. [١٦].

٧٨٦ ـ قال الكلبي ومقاتل : نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة ، وذلك أنهم سألوا سلمان الفارسي ذاتَ يوم فقالوا : حدَّثنا عما في التوراة فإن فيها العجائب ، فنزلت هذه الآية ، وقال غيرهما : نزلت في المؤمنين.

٧٨٧ ـ أخبرنا عبد القاهر بن طاهر ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد الفِرْيابي ، قال : حدَّثنا إسحاق بن رَاهَوَيْه ، قال : حدَّثنا عمرو بن محمد القرشي ، قال : حدَّثنا خلاد بن [مسلم] الصَّفَّار ، عن عمرو بن قيس المُلَائي ، عن عمرو بن مُرَّة ، عن مُصْعَب بن سعد ، عن سعد ، قال :

أنزل القرآن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتلاه عليهم زماناً. فقالوا : يا رسول الله ، لو قصصت [علينا]. فأَنزل الله تعالى :( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) فتلاه عليهم زماناً ، فقالوا : يا رسول الله ، لو حدثتنا. فأنزل الله تعالى :( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) قال : كلُّ ذلك يُؤْمَرُونَ بالقرآن. قال خلاد : وزاد فيه آخر : قالوا : يا رسول الله ، لو ذكَّرْتنا. فأنزل الله تعالى :( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ ) .

__________________

[٧٨٦] الكلبي ضعيف.

[٧٨٧] سبق برقم (٥٤٤)

٤٢٦

سورة المجادلة

[٤١٠]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها ) الآية. [١].

٧٨٨ ـ أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الغازي ، قال : أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحِيري ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن المثنَّى ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدَّثنا محمد بن أبي عبيدة ، قال : حدَّثنا أبي ، عن الأعمش ، عن تميم بن سلمة ، عن عروة ، قال :

قالت عائشة : تبارك الذي وسع سمعه كل شي ، إني لأسمع كلام خَوْلَة بنت ثَعْلَبة ، ويخفى عليّ بعضه ، وهي تشتكي زوجها إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهي تقول : يا رسول الله ، أبْلَى شبابي ، ونَثَرْتُ له بَطْنَي ، حتى إذا كبرَ سِنِّي ، وانقطع وَلَدِي ـ

__________________

[٧٨٨] أخرجه البخاري تعليقاً في كتاب التوحيد ترجمة الباب (٩) باب( وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً ) قبل الحديث (٧٣٨٦).

وأخرجه النسائي في الطلاق (٦ / ١٦٨).

وفي التفسير (٥٩٠).

وأخرجه ابن ماجة في المقدمة (١٨٨).

وفي الطلاق (٢٠٦٣).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٨١) وصححه ووافقه الذهبي.

٤٢٧

ظاهر مني ، اللهم إني أشكو إليك قالت : فما برحت حتى نزل جبريلُعليه‌السلام بهذه الآيات :( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ ) .

رواه [الحاكم] أبو عبد الله في صحيحه ، عن أبي محمد المزني عن مُطير ، عن أبي كُرَيب ، عن محمد بن أبي عبيدة.

٧٨٩ ـ أخبرنا أبو بكر بن الحارث ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ الأصفهاني ، قال : حدَّثنا عبدان بن أحمد ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد ، قال : حدَّثنا [يحيى] بن عيسى الرملي ، قال : حدَّثنا الأعمش ، عن تميم بن سلمة ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت :

الحمد لله الذي توسع لسمع الأصوات كلها! لقد جاءت المجادلة فكلمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وأنا في جانب البيت لا أدري ما تقول ، فأنزل الله تعالى :( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها ) .

[٤١١]

قوله تعالى :( الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ) الآية. [٢].

٧٩٠ ـ أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري ، قال : أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، قال : حدَّثنا أبو بكر محمد بن زياد النَّيْسَابُوري ، قال : حدَّثنا أبو بكر محمد بن الأشعث ، قال : حدَّثنا محمد بن بكار ، قال : حدَّثنا سعيد بن بشير ، أنه سأل قتادة عن الظِّهار ، قال : فحدثني أن أنس بن مالك ، قال :

إن أوس بن الصامت ظاهَرَ من امرأته خُوَيلة بنت ثَعْلَبة ، فشكت ذلك إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : ظاهر مني حين كَبِرَ سني ، ورَقَّ عَظْمي. فأنزل الله تعالى آية الظهار ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لأوس : أعتق رقبة ، فقال : مالي بذلك يدان ، قال : فصم شهرين متتابعين ، قال : أما إِني إذا أخطأني أن لا آكل في اليوم [مرتين] كلَ

__________________

[٧٨٩] انظر السابق.

[٧٩٠] إسناده ضعيف : سعيد بن بشير الأزدي : ضعيف [تهذيب التهذيب ٤ / ٨] وقال ابن حبان : يروي عن قتادة ما لا يتابع [مجروحين ١ / ٣١٥] وعزاه في الدر (٦ / ١٨٠) لابن مردويه.

٤٢٨

بصري ، قال : فأطعم ستين مسكيناً ، قال : لا أجد إلا أن تعينني منك بعون وصلة.قال : فأعانه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بخمسة عشرَ صرعاً حتى جمع الله له ، والله رحيم ، وكانوا يرون أن عنده مثلها ، وذلك لستِّين مسكيناً.

٧٩١ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حامد العدل ، قال : حدَّثنا محمد بن محمد بن عبد الله بن زكريا ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سيار ، قال : أخبرنا [عبد العزيز بن يحيى بن يوسف ، قال : حدَّثنا] أبو الأصبغ الحرّاني ، قال : حدَّثنا محمد بن مَسْلَمَة ، عن محمد بن إسحاق ، عن معمر بن عبد الله بن حنظلة ، عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال :

حدَّثتني خُويلة بنت ثعلبة ، وكانت عند أوس بن الصّامت ، أخي عُبادة بن الصّامِت ، قالت : دخل عليَّ ذات يوم فكلمني بشيء وهو فيه كالضجر ، فرادَدْتُه فغضب ، فقال : أنت عليَّ كظهر أمي ، ثم خرج في نادي قومه ، ثم رجع إليّ فراودني عن نفسي فامتنعت منه ، فشَادَّني فشادَدْتُه ، فغلبته بما تغلب به المرأة الرجلَ الضعيف فقلت : كلا ـ والذي نفس خُوَيْلة بيده. لا تصلُ إليّ حتى يحكم الله تعالى فيّ وفيك بحكمه ، ثم أتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أشكو ما لقيت ، فقال : زوجك وابن عمك ، اتقي الله وأحسني صحبته. فما برحت حتى نزل القرآن :( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها ) إلى [قوله] :( إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) حتى انتهى إلى الكفارة ، قال : مريه فليعتق رقبة ، قلت : يا نبي الله ، والله ما عنده رقبة يعتقها. قال : مريه فليصم شهرين متتابعين ، قلت : يا نبي الله [والله إنه] شيخ كبير ما به من صيام ، قال : فليطعم ستين مسكيناً ، قلت : يا نبي الله ، والله ما عنده ما

__________________

[٧٩١] أخرجه أحمد في مسنده (٦ / ٤١٠) وقد صرح ابن إسحاق بالسماع. وفي إسناده معمر بن عبد الله بن حنظلة ، قال الحافظ في التهذيب : ذكره ابن حبان في الثقات وأخرج حديثه في صحيحه وفيه تصريح ابن إسحاق بالسماع وقال القطان : مجهول الحال وتبعه الذهبي وقال : تفرد عنه ابن إسحاق.

والحديث أخرجه أبو داود في كتاب الطلاق (٢٢١٤ ، ٢٢١٥).

والبيهقي في السنن الكبرى (٧ / ٣٨٩).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ١٧٩) للطبراني وابن المنذر وابن مردويه.

٤٢٩

يطعم ، فقال : بلى سنعينه بعَرْق من تمر ـ مِكْتَلّ يسع ثلاثين صاعاً ـ قالت : قلت : وأنا أعينه بِعَرْقٍ آخر ، قال : قد أحسنت ، فليتصدق.

[٤١٢]

قوله تعالى :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ) . [٨].

٧٩٢ ـ قال ابن عباس ومجاهد : نزلت في اليهود والمنافقين ، وذلك أنهم كانوا يتناجون فيما بينهم دون المؤمنين وينظرون إلى المؤمنين ويتغامزون بأعينهم ، فإذا رأى المؤمنون نجواهم قالوا : ما نراهم إلا وقد بلَغَهم عن أقربائنا وإخواننا الذين خرجوا في السَّرَايا قَتْلٌ أو موت أو مصيبة أو هزيمة ، فيقع ذلك في قلوبهم ويحزنهم ، فلا يزالون كذلك حتى يقدم أصحابهم وأقرباؤهم ، فلما طال ذلك وكثر شكوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأمرهم أن لا يتناجوا دون المسلمين ، فلم ينتهوا عن ذلك ، وعادوا إلى مناجاتهم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٤١٣]

قوله تعالى :( وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ ) . [٨].

٧٩٣ ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب ، قال : أخبرنا أبو إسحاق

__________________

[٧٩٢] بدون إسناد.

[٧٩٣] أخرجه مسلم في كتاب السلام (١١ / ٢١٦٥) ص ١٧٠٦.

والنسائي في التفسير (٥٩١).

وابن ماجة (٣٦٩٨) ثلاثتهم من طريق أبي الضحى عن مسروق به ومن طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة :

أخرجه البخاري في استتابة المرتدين (٦٩٢٧).

ومسلم في كتاب السلام (١٠ / ٢١٦٥) ص ١٧٠٦.

والترمذي في الاستئذان (٢٧٠١).

والنسائي في التفسير (٥٩٢).

والنسائي في عمل اليوم والليلة (٣٨١).

وزاد السيوطي في الدر (٦ / ١٨٤) نسبته لعبد الرزاق وسعيد بن منصور والبيهقي في شعب الإيمان وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٤٣٠

إبراهيم بن عبد الله الأصفهاني ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق السَّرَّاج ، قال : حدَّثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي الضُّحى ، عن مَسْرُوق ، عن عائشة ، قالت :

جاء ناس من اليهود إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : السَّامُ عليك يا أبا القاسم ، فقلت : السَّامُ عليكم ، وفَعَلَ الله بكم ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مَهْ يا عائشة! فإن الله تعالى لا يحب الفحش ولا التَّفَحُّش. فقلت : يا رسول الله أَلَسْتَ تَرَىَ ما يقولون؟ قال : أَلَسْتِ تَرَيْنَ أردّ عليهم ما يقولون؟ أقول : وعليكم! ونزلت هذه الآية في ذلك :( وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ ) .

٧٩٤ ـ أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الغازي ، قال : أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحِيري ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ، قال : أخبرنا زهير بن محمد ، قال : أخبرنا يونس بن محمد ، قال : أخبرنا شيبان ، عن قتادة ، عن أنس.

أن يهودياً أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : السام عليك ، فرد القوم ، فقال نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل تدرون ما قال؟ قالوا : الله ورسوله أعلم [سلم] يا نبي الله ، قال : لا ، ولكن قال كذا وكذا رُدُّوه عليَّ ، فردوه عليه فقال : قلتَ : السام عليكم؟ قال : نعم ، فقال نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عند ذلك : إذا سلَّم عليكم أحدٌ من أهل الكتاب ، فقولوا : وعليكم ، أي عليك ما قلت. فنزل قوله تعالى :( وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ ) .

[٤١٤]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ ) الآية. [١١].

٧٩٥ ـ قال مقاتل : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في الصفة ، وفي المكان ضيق وذلك يوم

__________________

[٧٩٤] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٣٠١) من طريق قتادة عن أنس وقال الترمذي : حسن صحيح.

وأخرجه البخاري في كتاب استتابة المرتدين (٢٩٢٦) من طريق هشام بن زيد بن مالك عن أنس.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ١٨٤) لأحمد وعبد بن حميد.

[٧٩٥] مرسل ، وعزاه في الدر (٦ / ١٨٤) لابن أبي حاتم.

٤٣١

الجمعة ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار ، فجاء ناس من أهل بدر وقد سُبِقوا إلى المجلس ، فقاموا حِيَال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم على أرجلهم ينظرون أن يُوسّع لهم فلم يفسحوا لهم ، وشق ذلك على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال لمن حوله من غير أهل بدر : قم يا فلان وأنت يا فلان. فأقام من المجلس بقدر النفر الذين قاموا بين يديه من أهل بدر ، فشق ذلك على من أقيم من مجلسه وعرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الكراهية في وجوههم ، فقال المنافقون للمسلمين : ألستم تزعمون أن صاحبكم يعدل بين الناس؟ فو الله ما عدل بين هؤلاء : قوم أخذوا مجالسهم وأحبّوا القرب من نبيهم ، أقامهم وأجلس مَنْ أبطأ عنهم مقامهم! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٤١٥]

قولهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ ) الآية. [١٢].

٧٩٦ ـ قال مقاتل بن حيان : نزلت الآية في الأغنياء ، وذلك أنهم كانوا يأتون النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيكثرون مناجاته ويغلبون الفقراء على المجالس ، حتى كره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذلك من طول جلوسهم ومناجاتهم ، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية ، وأمر بالصدقة عند المناجاة ، فأما أهل العُسْرَة فلم يجدوا شيئاً ، وأما أهل الميسرة فَبَخِلُوا ، واشتد ذلك على أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت الرخصة.

٧٩٧ ـ وقال علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه : إن في كتاب الله لآيةً ما عَمِلَ بها أحد قبلي ، ولا يَعْمَلُ بها أحد بعدي :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ ) كان لي دينار فبعته [بدراهم] وكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفذ ، فَنُسِخَتْ بالآية الأخرى :( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ) الآية.

__________________

[٧٩٦] مرسل ، وعزاه في الدر (٦ / ١٨٤) لابن أبي حاتم.

[٧٩٧] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٨٢) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ١٨٤) لسعيد بن منصور وإسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٤٣٢

[٤١٤]

قولهعزوجل :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ) الآيات إلى قوله :( وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ ) . [١٤ : ١٨].

٧٩٨ ـ قال السدي ومقاتل : نزلت في عبد الله بن نَبْتل المنافق ، كان يجالس النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم يرفع حديثه إلى اليهود. فبينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في حُجْرة من حجره إذ قال : يدخل عليكم الآنَ رجلٌ قلبُه قلبُ جبار ، وينظر بعيني شيطان. فدخل عبد الله بن نَبْتَل ، وكان أزرقَ ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : علام تشتُمني أنت وأصحابك؟ فحلف بالله ما فعل ذلك ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : فعلتَ. فانطلق فجاء بأصحابه ، فحلفوا بالله ما شتموه. فأنزل الله تعالى هذه الآيات.

٧٩٩ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أخبرنا محمد بن جعفر بن مطر ، أخبرنا جعفر بن محمد الفِرْيَابِي ، حدَّثنا أبو جعفر النفَيْلِي ، حدَّثنا زهير بن معاويةَ ، حدَّثنا سِمَاك بن حرب ، قال : حدَّثني سعيد بن جُبَير ، أن ابن عباس حدَّثه :

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان في ظل حجرة من حجره ، وعنده نفرٌ من المسلمين قد كاد الظل يقلص عنهم ، فقال لهم : إنه سيأتيكم إنسان ينظر إليكم بعيني شيطان ، فإذا أتاكم فلا تكلموه ، فجاء رجل أزرقُ ، فدعاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وكلمه ، فقال : عَلَامَ تشتمني أنت وفلان وفلان؟ ـ نفر دعا بأسمائهم ـ فانطلق الرجل فدعاهم ، فحلفوا بالله واعتذروا إليه. فأنزل الله تعالى :( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ

__________________

[٧٩٨] مرسل ، وعزاه في الدر (٦ / ١٧٦) لابن أبي حاتم عن السدي.

[٧٩٩] أخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢٤٠) من طريق سماك به ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٨٢) وصححه وأقره الذهبي.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٢٨ / ١٧).

وأخرجه الطبراني في الكبير (١٢ / ٧) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٢٢) وعزاه للطبراني وأحمد والبزار وقال : رجال الجميع رجال الصحيح.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ١٨٦) للبيهقي في الدلائل وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٤٣٣

كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ ) .

رواه الحاكم في صحيحه ، عن الأصم ، عن ابن عفان ، عن عمرو العَنْقَزِي ، عن إسرائيل ، عن سِمَاك.

[٤١٧]

قوله تعالى :( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ) الآية. [٢٢].

٨٠٠ ـ قال ابن جريح : حُدِّثت أن أبا قُحَافَةَ سبَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصكّه أبو بكر صكّة شديدة سقط منها ، ثم ذكر ذلك للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أَوَفَعَلْته؟ قال : نعم ، قال : فلا تعد إليه ، فقال أبو بكر : والله لو كان السيف قريباً مني لقتلته ، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.

٨٠١ ـ وروي عن ابن مسعود ، أنه قال : نزلت هذه الآية في أبي عُبَيْدَة بن الجرّاح ، قتل أباه عبد الله بن الجراح يوم أحد.

وفي أبي بكر ، دعا ابنه يوم بدر إلى البراز ، فقال : يا رسول الله ، دعني أكن في الرَّعْلَة الأولى. فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مَتِّعْنا بنفسك يا أبا بكر ، أما تعلم أنك عندي بمنزلة سمعي وبصري؟

وفي مُصْعَب بن عُمَير ، قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أحُد.

وفي عمر ، قتل خالَه العاص بن هشام بن المغيرة يوم بدر.

وفي علي وحمزة [وعُبيدة] ، قتلوا عُتْبَة وشَيْبَة ابني ربيعة ، والوليدَ بن عتبة يوم بدر.

وذلك قوله :( وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) .

__________________

[٨٠٠] مرسل.

[٨٠١] بدون إسناد.

٤٣٤

سورة الحشر

[٤١٨]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( سَبَّحَ لِلَّهِ ) إِلى قوله :( وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [٦].

٨٠٢ ـ قال المفسرون : نزلت هذه الآية في بني النَّضِير ، وذلك : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم لما قدم المدينة صالحه بنو النَّضِير على أن لا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه ، وقَبِلَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذلك منهم. فلما غزا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بدراً وظهر على المشركين ، قالت بنو النضير : والله إنه النبي الذي وجدنا نعته في التوراة ، لا تُردُّ له راية. فلما غزا أُحُداً وهُزم المسلمون ، نقضوا العهد ، وأظهروا العداوة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم والمسلمين. فحاصرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم صالحهم على الجلاء من المدينة.

٨٠٣ ـ أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الفارسي ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر ، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ ، حدَّثنا محمد بن يحيى ، حدَّثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن كعب بن مالك ، عن رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

[٨٠٣] أخرجه أبو داود في الخراج والإمارة (٣٠٠٤).

وعزاه في الدر (٦ / ١٨٩) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في الدلائل.

٤٣٥

أن كفار قريش كتبوا بعد وقعة بدر إلى اليهود : إنكم أهل الحَلْقة ، والحصون ، وإنكم لتقاتلنّ صاحِبنَا أو لنفعلن كذا ، ولا يحول بيننا وبين خَدَم نسائكم ـ وهي الخلاخل ـ شيء. فلما بلغ كتابُهم اليهودَ أجمعت بنو النضير [على] الغدر ، وأرسلوا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أن أخرج إلينا في ثلاثين رجلاً من أصحابك ، وليخرجْ منا ثلاثون حَبْراً ، حتى نلتقي بمكان نَصَف بيننا وبينك ، ليسمعوا منك ، فإن صدَقوك وآمنوا بك آمنا بك كلّنا. فخرج النبي صَلى الله عليه وآله وسلم في ثلاثين من أصحابه ، وخرج إليه ثلاثون حَبْراً من اليهود ، حتى إذا برزوا في بَرَاز من الأرض ، قال بعض اليهود لبعض : كيف تخلُصون إليه ومعه ثلاثون رجلاً من أصحابه كلُّهم يُحب أن يموت قبله؟ فأرسلوا [إليه] كيف نفهم ونحن ستون رجلاً؟ أخرج في ثلاثة من أصحابك ، ونخرج إليك ثلاثة من علمائنا ، إن آمنوا بك آمنا بك كلُّنا وصدقناك. فخرج النبي صَلى الله عليه وسلم في ثلاثة من أصحابه ، وخرج ثلاثة من اليهود ، واشتملوا على الخناجر ، وأرادوا الفتك برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأرسلت امرأة ناصحةٌ من بني النَّضِير إلى أخيها ـ وهو رجل مسلم من الأنصار ـ فأخبرته خبر ما أراد بنو النضير من الغدر برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأقبل أخوها سريعاً حتى أدرك النبيَّ صَلى الله عليه وسلم ، فسارَّه بخبرهم فرجع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فلما كان من الغد غدا عليهم بالكتائب ، فحاصرهم وقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء ، على أنّ لهم ما أقلَّت الإبل إلا الحَلْقة ، وهي السلاح وكانوا يُخَرِّبون بيوتهم ، فيأخذون ما وافقهم من خشبها ، فأنزل الله تعالى :( سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ) حتى بلغ :( وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .

[٤١٩]

قوله تعالى :( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) الآية. [٥].

٨٠٤ ـ وذلك : أن رسول الله صَلى الله عليه وسلم لما نزل ببني النضير ، وتحصنوا في حصونهم ، أمر بقطع نخيلهم وإحراقها ، فجزع أعداء الله عند ذلك ، وقالوا :

__________________

[٨٠٤] أخرج الترمذي في كتاب التفسير (٣٣٠٣) عن ابن عباس حديثاً يؤيد ذلك وقال : هذا حديث حسن غريب.

٤٣٦

زعمت يا محمد أنك تريد الصلاح ، أفمن الصلاح عَقْرُ الشجر المثمر وقطعُ النخيل؟ وهل وجدت فيما زعمت : أنه أنزل عليك ، الفساد في الأرض؟ فشق ذلك على النبي صَلى الله عليه وسلم. فوجد المسلمون في أنفسهم من قولهم ، وخشوا أن يكون ذلك فساداً ، واختلفوا في ذلك ، فقال بعضهم : لا تقطعوا فإنه مما أفاء الله علينا ، وقال بعضهم : بل اقطعوا. فأنزل الله تبارك وتعالى :( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) الآية.

تصديقاً لمن نَهَى عن قطعه ، وتحليلاً لمن قطعه. وأخبر : أن قطْعَه وترْكَه بإذن الله تعالى.

٨٠٥ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المُزكِّي ، أخبرنا والدي ، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدَّثنا قتيبة ، حدَّثنا الليث بن سعد ، عن نافع ، عن ابن عمر :

أَن رسول الله صَلى الله عليه وسلم حرق نخل النضير ، وقطع. وهي البُوَيْرة. فأنزل الله تعالى :( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ )

رواه البخاري.

ومسلم عن قُتيبةَ.

٨٠٦ ـ أخبرنا أبو بكر بن الحارث ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ،

__________________

[٨٠٥] أخرجه البخاري في المغازي (٤٠٣١) وفي التفسير (٤٨٨٤).

وأخرجه مسلم في الجهاد والسير (٢٩ / ١٧٤٦) ص (١٣٦٥).

وأبو داود في الجهاد (٢٦١٥) ، وأخرجه الترمذي في السير (١٥٥٢) وفي التفسير (٣٣٠٢) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه النسائي في التفسير (٥٩٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ١٨٨) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير والبيهقي في الدلائل.

[٨٠٦] أخرجه البخاري في الجهاد (٣٠٢١) ومسلم في الجهاد والسير (٣٠ / ١٧٤٦) ص ١٣٦٥ ، وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٨٤٥٧) للنسائي في السير في الكبرى.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٢٨ / ٢٣).

٤٣٧

أخبرنا أبو يحيى الرازي ، حدَّثنا سهل بن عثمان ، حدَّثنا عبد الله بن المبارك ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر :

أن رسول الله صَلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير وحرق ، وهي : البويرة ، ولها يقول حسّان :

وهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍ

حَرِيقٌ بِالْبُوَيرةِ مُسْتَطِيرُ

وفيها نزلت الآية :( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها ) الآية.

رواه مسلم عن سعيد بن منصور ، عن ابن المبارك.

٨٠٧ ـ وأخبرنا أبو بكر ، أخبرنا عبد الله ، حدَّثنا سَلْم بن عصام ، حدَّثنا رستة ، حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدَّثنا محمد بن ميمون التمار ، حدَّثنا جُرْمُوز ، عن حاتم النجار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

جاء يهودي إلى النبي صَلى الله عليه وسلم ، فقال : أنا أقوم فأصلي. قال : قدَّرَ الله لك ذلك أن تصلي. قال : أنا أقعد. قال : قدَّر الله لك أن تقعد. قال : أنا أقوم إلى هذه الشجرة فأقطعها. قال : قدر الله لك أن تقطعها. قال : فجاء جبريلعليه‌السلام ، فقال : يا محمد لُقِّنتَ حُجتَك ، كما لُقِّنَها إبراهيمُعليه‌السلام على قومه. فأنزل الله تعالى :( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ ) يعني اليهود.

[٤٢٠]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) الآية. [٩].

__________________

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ١٨٨) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

[٨٠٧] عزاه في الدر (٦ / ١٩٢) للبيهقي في الأسماء والصفات عن الأوزاعي وقد أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (١ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩) عن الأوزاعي.

٤٣٨

٨٠٨ ـ روى جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم : أن الأنصار قالوا : يا رسول الله ، اقسم بيننا وبين إخواننا من المهاجرين الأرض نصفين. قال : لا ، ولكنهم يَكفونكم المَئُونة ، وتقاسمونهم الثمرة ، والأرضُ أرضُكم. قالوا : رضينا. فأنزل الله تعالى :( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) الآية.

[٤٢١]

قوله تعالى :( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ) . [٩].

٨٠٩ ـ أخبرنا سعيد بن أحمد بن جعفر المؤذن [قال :] أخبرنا أبو علي الفقيه ، أخبرنا محمد بن منصور بن أبي الجهم السَّبيعي ، حدَّثنا نصر بن علي الجهْضَميّ ، حدَّثنا عبد الله بن داود ، عن فُضَيْل بن غَزْوان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة.

أن رسول الله صَلى الله عليه وسلم دفع إلى رجل من الأنصار رجلاً من أهل الصفة ، فذهب به الأنصاري إلى أهله ، فقال للمرأة : هل من شيء؟ قالت : لا ، إلا قوت الصِّبْيَة. قال : فَنَوِّميهم ، فإذا ناموا فأتيني [به] ، فإذا وضعت فأطفئي السراج قال : ففعلت ، وجعل الأنصاري يقدم إلى ضيفه ما بين يديه ، ثم غدا به إلى رسول الله صَلى الله عليه وسلم ، فقال : لقد عجب من فعالكما أهل السماء. ونزلت( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ) . رواه البخاري عن مُسَدَّد ، عن عبد الله بن داود ، ورواه مسلم عن أبي كُرَيب ، عن وكيع ، كلاهما عن فُضَيل بن غَزْوان.

٨١٠ ـ أخبرنا أبو عبد الله بن إسحاق المُزَكِّي ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن

__________________

[٨٠٨] مرسل ، وعزاه في الدر (٦ / ١٩٥) لعبد بن حميد وابن المنذر عن يزيد بن الأصم.

[٨٠٩] أخرجه البخاري في المناقب (٣٧٩٨) وفي التفسير (٤٨٨٩).

وأخرجه مسلم في الأشربة (١٧٢ ، ١٧٣ / ٢٠٥٤) ص ١٦٢٤ ، ١٦٢٥.

وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٣٠٤).

والنسائي في التفسير (٦٠٢)

[٨١٠] إسناده ضعيف : عبيد الله بن الوليد ضعيف [تقريب ١ / ٥٤٠] و [المجروحين ٢ / ٦٣].

والحديث أخرجه الحاكم (٢ / ٤٨٤) وصححه وتعقبه الذهبي بقوله : عبيد الله ضعفوه.

٤٣٩

عبد الله السليطي حدَّثنا أبو العباس بن عيسى بن محمد المَرْوَزي ، حدَّثنا المستجير بن الصَّلْت ، حدَّثنا القاسم بن الحكم العُرَني ، حدَّثنا عبيد الله بن الوليد ، عن مُحَارِب بن دِثَار ، عن عبد الله بن عمر ، قال :

أهدي لرجل من أصحاب رسول الله صَلى الله عليه وسلم رأسُ شاة ، فقال : إن أخي فلاناً وعياله أحوجُ إلى هذا منا. فبعثَ به إليه ، فلم يزل يَبعثُ به واحدٌ إلى آخَرَ حتى تداولها سبعة أهلُ أبيات ، حتى رجعتْ إلى الأول ، فنزلت :( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ ) إلى آخر الآية.

__________________

وعزاه السيوطي في الدر (٦ / ١٩٥) للحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.

٤٤٠

معاوية بالهزيمة الساحقة ، فاستجاب لهم الإمام على كره ، وقد حذّرهم مِنْ أنّها مكيدة وخديعة فلمْ يكن يجدي ذلك معهم وأصروا على فكرتهم.

ولمّا استبان لهم ضلال ما اقترفوه أقبلوا على الإمام وهم يقولون له : إنّا قد كفرنا وتبنا فاعلن توبتك ، وقرّ على نفسك بالكفر لنكون معك ، فأبى (عليه السّلام) فاعتزلوه ، واتّخذوا لهم شعاراً (لا حكم إلاّ لله) ، وانغمسوا في الباطل ، وماجوا في الضلال ؛ فحاربهم الإمام (عليه السّلام) وقضى على الكثيرين منهم ، إلاّ أنّ البقيّة الباقية منهم ظلّت تواصل نشر أفكارها بنشاط ، وقد لعبت دوراً مهمّاً في إفساد جيش الإمام الحسن (عليه السّلام) حتّى اضطر إلى الصلح مع معاوية ، كما كان أكثر الجيش الذي زجّه ابن زياد لحرب الإمام الحُسين مِن الخوارج ، وكانوا موتورين مِن الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، فرووا أحقادهم مِنْ أبنائه الطيّبين في كارثة كربلاء.

الحزب الاُموي :

وهؤلاء يمثّلون وجوه الكوفة وزعماءها ، كقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجّاج الزبيدي ، ويزيد بن الحرث وشبث بن ربعي ، وعمرو بن حُريث وعمر بن سعد ، وكانوا يدينون بالولاء لبني اُميّة ، ويرون أنّهم أحقّ بالخلافة وأولى بزعامة الاُمّة مِنْ آل البيت (عليهم السّلام).

وقد لعبوا دوراً خطيراً في فشل ثورة مسلم ، كما زجّوا الناس لحرب الإمام الحُسين.

٤٤١

الشيعة :

وهي التي تدين بالولاء لأهل البيت (عليهم السّلام) ، وترى أنّه فرض ديني ، وقد أخلصت شيعة الكوفة في الولاء لهم ، أمّا مظاهر حبّهم فهي :

1 ـ الخطب الحماسية التي يُمجّدون فيها أهل البيت ويذكرون فضلهم ومآثرهم ، وما شاهدوه مِنْ صنوف العدل والحق في ظلّ حكومة الإمام أمير المؤمنين.

2 ـ الدموع السخية التي يهريقونها حينما يذكرون آلام آل البيت (عليه السّلام) وما عانوه في عهد معاوية مِن التوهين والتنكيل ، ولكنّهم لمْ يبذلوا أيّ تضحية تذكر لعقيدتهم ، فقد كان تشيّعهم عاطفيّاً لا عقائديّاً ، وقد تخلّوا عن مسلم وتركوه فريسة بيد الطاغية ابن مرجانة.

ويروي البلاذري أنّهم كانوا في كربلاء ، وهم ينظرون إلى ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقد تناهبت جسمه الشريف السيوف والرماح فكانوا يبكون ، ويدعون الله قائلين : اللّهم انزل نصرك على ابن بنت نبيك. فانبرى إليهم أحدهم فأنكر عليهم ذلك الدعاء ، وقال لهم : هلاّ تهبّون إلى نصرته بدل هذا الدعاء ، وقد جرّدهم الإمام الحُسين (عليه السّلام) مِنْ إطار التشيّع وصاح بهم : «يا شيعة آل أبي سفيان ...».

والحقّ أنّ الشيعة بالمعنى الصحيح لمْ تكن إلاّ فئة نادرة في ذلك العصر ، وقد التحق بعضهم بالإمام الحُسين واستشهدوا معه ، كما زُجّ الكثيرون منهم في ظلمات السجون.

وعلى أيّ حالٍ ، فلمْ يكن المسلمون في الكوفة على رأي واحد وإنّما كانت هناك انقسامات خطيرة بين صفوفهم.

٤٤٢

النصارى :

مِن العناصر التي سكنت الكوفة النصارى ، فقد أقبلوا إليها مِن الحيرة بعد زوال مجدها وقد أقاموا لهم في الكوفة عدّة كنائس ، فقد كانت لهم كنيسة في ظهر قبلة المسجد الأعظم(1) ، وكان لهم أسقفان ؛ أحدهما نسطوري والآخر يعقوبي(2) ، وكانوا طائفتين :

1 ـ نصارى تغلب :

وقد استوطنوا الكوفة عند تخطيطها مع سعد ، وكانت لهذه الطائفة عزّة ومنعة(3) ، وقد رفض أبناؤها دفع الجزية ممّا اضطر عمر أنْ يعاملهم معاملة المسلمين فجعل جزيتهم مثل صدقة المسلمين(4) .

2 ـ نصارى نجران :

نزلوا الكوفة في خلافة عمر ، واستوطنوا في ناحية منها سمّيت محلّة (النجرانية)(5) .

وقد شاركت النصارى مشاركة إيجابية في كثير مِنْ أعمال الدولة ، فقد اتّخذ أبو موسى الأشعري أمير الكوفة كاتباً نصرانياً(6) ، كما ولّى الوليد بن عقبة والي عثمان رجلاً مسيحياً لإدارة شؤون مسجد قريب مِن الكوفة(7) .

__________________

(1) فتوح البلدان / 284.

(2) خطط الكوفة / 35.

(3) تاريخ الطبري.

(4) تاريخ الطبري.

(5) حياة الشعر في الكوفة / 144.

(6) عيون الأخبار 1 / 43.

(7) الأغاني 4 / 184.

٤٤٣

وقد شغل المسيحيون في الكوفة أعمالَ الصيرفة وكوّنوا أسواقاً لها(1) ، وكانت الحركة المصرفية بأيديهم ، كما كانوا يقومون بعقد القروض لتسهيل التجارة ، وكانت تجارة التبادل والصيرفة بأيديهم(2) ، وقد مهروا في الصيرفة ونظّموها على شكل يشبه البنوك في هذا العصر.

وكانت هذه البنوك الأهلية تستقرض منها الحكومة المحلّية الأموال إذا حدثت ثورة في القطر ، فكانت الأموال توزّع على أعضاء الثورة لإخمادها. وقد استقرض منها ابن زياد الأموال فوزّعها على وجوه الكوفة وأشرافها للقضاء على ثورة مسلم.

وعلى أيّ حالٍ ، فإنّ المجتمع الكوفي كان مزيجاً بين المسلمين والمسيحيين ، وكانت العلاقة بينهما وثيقة للغاية.

اليهود :

واستوطن اليهود الكوفة سنة (20 هـ)(3) ، وقد قدِمَ قسمٌ كبير منهم مِن الحجاز بعد أنْ أجلاهم منها عمر بن الخطاب(4) ، وقد كانت لهم محلّة تُعرف باسمهم في الكوفة ، كما بنوا فيها معابد لهم. ويذكر الرحّالة (بنيامين)

__________________

(1) تاريخ الكوفة / 146 ، يبدأ سوق البنوك والصيرفة مِنْ مسجد سهيل إلى المسجد الأعظم ، كما نصّت على ذلك بعض المصادر.

(2) خطط الكوفة / 146.

(3) نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ـ يوسف رزق الله غنيمة / 103.

(4) الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الكوفة / 105.

٤٤٤

إنّ بالكوفة سبعة آلاف يهودي ، وفيها قبر يسكنه اليهود وحوله كنيس لهم(1) ، وقد زاولوا بعض الحرف التي كان العرب يأنفون منها كالصياغة وغيرها ، وكانت اليهود تحقد على الرسول (صلّى الله عليه وآله) كأعظم ما يكون الحقد ؛ لأنّه أباد الكثيرين منهم وألحق بهم العار والهزيمة. وقد قاموا بدور فعّال ـ فيما يقول بعض المحققين ـ في مجزرة كربلاء تشفّياً مِن النّبي (صلّى الله عليه وآله) بأبنائه وذريته. وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض الأديان السائدة في الكوفة ، وقد اشترك معظمها في حركات الجهاد وعمليات الحروب في ذلك العصر.

تنظيم الجيش :

واُنشأت الكوفة لتكون معسكراً للجيوش الإسلاميّة ، وقد نُظِّمَ الجيش فيها على أساس قبلي ، كما كانوا مرتّبين وفق قبائلهم ، وكانوا يقسّمون في معسكراتهم باعتبار القبائل والبطون التي ينتمون إليها ، وقد رتّبت كما يلي :

نظام الأسباع :

ووزّع الجيش توزيعاً سباعياً يقوم قبل كلّ شيء على أساس قبلي ، بالرغم مِنْ أنّهم كانوا يُقاتلون في سبيل الله ، إلاّ أنّ الروح القبلية كانت سائدة ولمْ تضعف ، وفيما يلي أنظمتها :

السبع الأول : كنانة وحلفاؤها مِن الأحابيش وغيرهم ، وجديلة وكانوا أعواناً طيّعين للولاة القرشيين منذ إمارة سعد ، وتولّوا بإخلاص

__________________

(1) رحلة بنيامين ترجمة عزار حدّاد / 146.

٤٤٥

عمّال بني اُميّة وولاتهم.

السبع الثاني : قضاعة وغسّان وبجيلة وخثعم وكندة وحضرموت والأزد.

السبع الثالث : مذحج وحِمْيَر وهمدان وحلفاؤهم ، وقد اتّسموا بالعداء لبني اُميّة ، والمساندة الكاملة للإمام علي وأبنائه (عليهم السّلام).

السبع الرابع : تميم وسائر الرباب وحلفاؤهم.

السبع الخامس : أسد وغطفان ، ومحارب وضبيعة ، وتغلب والنمر.

السبع السادس : إياد وعكّ وعبد القيس ، وأهل هجر والحمراء.

السبع السابع : طي(1) .

وتحتوي هذه الأسباع على قطعات قبلية مِن الجيش ، وقد استعمل هذا النظام لأجل التعبئة العامّة للحروب التي جرت في ذلك العصر ، وتوزيع الغنائم عليها بعد العودة مِن الحرب ، وظلّت الكوفة على هذا التقسيم ، حتّى إذا كانت سنة (50 هـ) عمد زياد بن أبيه حاكم العراق فغيّر ذلك المنهج وجعله رباعياً ، فكان على النحو التالي :

1 ـ أهل المدينة : وجعل عليهم عمرو بن حريث.

2 ـ تميم وهمدان : وعليهم خالد بن عرفطة.

3 ـ ربيعة بكر وكندة : وعليهم قيس بن الوليد بن عبد شمس.

4 ـ مذحج وأسد(2) : وعليهم أبو بردة بن أبي موسى.

وإنّما عمد إلى هذا التغيير ؛ لإخضاع الكوفة لنظام حكمه ، كما إنّ الذين انتخبهم لرئاسة الأنظمة قد عُرفوا بالولاء والإخلاص للدولة ، وقد استعان بهم ابن زياد لقمع ثورة مسلم ، كما تولّى بعضهم قيادة الفرق التي

__________________

(1) حياة الشعر في الكوفة / 29 ـ 30.

(2) خطط الكوفة / 15 ـ 16.

٤٤٦

زجّها الطاغية لحرب الإمام الحُسين ، فقد كان عمرو بن حريث وخالد بن عرفطة من قادة ذلك الجيش. أمّا رؤوساء الأنظمة فقد كانت الدولة لا تنتخب إلاّ مِنْ ذوي المكانة الاجتماعية المعروفين بالنّجدة والبسالة والتجربة في الحرب(1) .

ورؤوساء الأرباع يكونون خاضعين للسلطة الحكومية ، كما إنّ اتصال السلطة بالشعب يكون عن طريقهم ، ونظراً لأهميتهم البالغة في المصر ، فقد كتب إليهم الإمام الحُسين يدعوهم إلى نصرته والذبّ عنه(2) .

العرافة :

وكانت الدولة تعتمد على العرفاء(3) ، فكانوا يقومون بأمور القبائل ويوزّعون عليهم العطاء ، كما كانوا يقومون بتنظيم السجّلات العامّة التي فيها أسماء الرجال والنساء والأطفال ، وتسجيل مَنْ يولد ليفرض له العطاء مِن الدولة وحذف العطاء لمَنْ يموت(4) ، كما كانوا مسؤولين عن شؤون الأمن والنظام ، وكانوا في أيّام الحرب يندبون الناس للقتال ، ويحثّونهم على

__________________

(1) تاريخ الطبري 7 / 207.

(2) أنساب الأشراف 5 / 245.

(3) العرفاء : جمع عريف ، وهو مَنْ يعرف أصحابه ، ومنه الحديث (فارجعوا حتّى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم). والعريف : هو القائم باُمور القبيلة والجماعة مِن الناس يلي اُمورهم ، ويتعرّف الأمير منه أحوالهم. جاء ذلك في تاج العروس 1 / 194.

(4) الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الكوفة / 53.

٤٤٧

الحرب ، ويخبرون السلطة بأسماء الذين يتخلّفون عن القتال(1) ، وإذا قصّر العرفاء أو أهملوا واجباتهم فإنّ الحكومة تعاقبهم أقسى العقوبات وأشدّها(2) .

ومِنْ أهم الأسباب في تفرّق الناس عن مسلم هو قيام العرفاء في تخذيل الناس عن الثورة ، وإشاعة الإرهاب والأراجيف بين الناس(3) ، كما كانوا السبب الفعّال في زجّ الناس وإخراجهم لحرب الإمام الحُسين (عليه السّلام)(4) .

إلى هنا ينتهي بنا الحديث عن مظاهر الحياة الاجتماعية في الكوفة ، وكان الإلمام بها مِنْ ضرورات البحث ؛ وذلك لما لها مِن الأثر في إخفاق الثورة.

الطاغية ابن مرجانة :

ولا بد لنا أنْ نتعرّف على قائد الانقلاب الطاغية ابن مرجانة فنقف على نشأته وصفاته ، ومخطّطاته الرهيبة التي أدّت إلى القضاء على الثورة ، وإلى القرّاء ذلك.

ولادته :

ولد الطاغية سنة (39 هـ) ، وقد ولد لخلق الكوارث وإشاعة الخطوب في الأرض ، وعلى هذا فيكون عمره يوم قتله لريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) (21 سنة) ، ولمْ تعيّن المصادر التي بأيدينا المكان الذي ولد فيه.

__________________

(1) تاريخ الطبري 7 / 226.

(2) الأغاني 2 / 179.

(3) البداية والنهاية 8 / 154.

(4) البداية والنهاية 8 / 284.

٤٤٨

أبواه :

أمّا أبوه فهو زياد بن سُميّة ، وهو مِنْ عناصر الشرّ والفساد في الأرض ، فقد سمل عيون الناس وصلبهم على جذوع النخل ، وقتل على الظنّة والتّهمة وأخذ البريء بذنب السقيم ، وأغرق العراق بالحزن والثكل والحداد.

وأمّا اُمّه مرجانة فكانت مجوسية(1) ، وقد عُرِفَتْ بالبغي ، وقد عرض بها عبيد الله التميمي أمام ابنها عبيد الله فقال : إنّ عمر بن الخطاب كان يقول : اللّهم إنّي أعوذ بك مِن الزانيات وأبناء الزانيات ، فالتاع ابن زياد وردّ عليه : إنّ عمر كان يقول : لمْ يقمْ جنين في بطن حمقاء تسعة أشهر إلاّ خرج مائقاً(2) . وفارق زياد مرجانة فتزوّج بها شيرويه(3) .

نشأته :

نشأ الطاغية في بيت الجريمة ، وقد قطع دور طفولته في بيت زوج اُمّه شيرويه ولمْ يكن مسلماً ، ولمّا ترعرع أخذه أبوه زياد وقد ربّاه على سفك الدماء والبطش بالناس وربّاه على الغدر والمكر ، وقد ورث جميع صفات أبيه الشريرة مِن الظلم والتلذّذ بالإساءة إلى الناس ، وقد كان لا يقلّ قسوة عن أبيه ، وقد قال الطاغية في بعض خطبه : أنا ابن زياد أشبهته مِنْ بين مَنْ وطأ الحصا ، ولمْ ينتزعني شبه

__________________

(1) البداية والنهاية 8 / 284.

(2) البيان والتبيين 2 / 242.

(3) البيان والتبيين 1 / 72.

٤٤٩

خال ولا ابن عمّ(1) . لقد كان كأبيه في شدّته وصرامته في الباطل وتنكّره للحقّ.

صفاته :

أمّا صفاته النفسية فكان مِنْ أبرزها القسوة والتلذّذ بسفك الدماء ، وقد أخذ امرأة مِنْ الخوارج فقطع يديها ورجليها وأمر بعرضها في السوق(2) .

ووصفه الحسن البصري بأنّه غلام سفيه سفك الدماء سفكاً شديداً(3) .

ويقول فيه مسلم بن عقيل : ويقتل النفس التي حرّم الله قتلها على الغضب والعداوة وسوء الظنّ ، وهو يلهو ويلعب كأنّه لمْ يصنع شيئاً.

وكان متكبّراً لا يسمع مِنْ أحد نصيحة ، وقد دخل عليه الصحابي عائذ بن عمرو فقال له : أيّ بُني ، إنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : «إنّ شرّ الرعاء الحطمة(4) ، فإيّاك أنْ تكون منهم».

فلذعه قوله وصاح به : اجلسْ ، إنّما أنت مِنْ نخالة أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله). فأنكر عليه عائذ وقال : وهل كان فيهم نخالة؟! إنّما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم(5) .

__________________

(1) تاريخ الطبري.

(2) قصص العرب 1 / 214.

(3) سير أعلام النبلاء 3 / 357.

(4) الحطمة : القاسي الذي يظلم الناس.

(5) البداية والنهاية 8 / 285.

٤٥٠

وعُرف في أثناء ولايته على البصرة بالغشّ للرعية والخديعة لها ، وقد نصحه معقل بن يسار أنْ يترك ذلك ، وقال له : إنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : «ما مِنْ عبد يسترعيه الله ويموت وهو غاش لرعيته إلاّ حرّم الله عليه الجنّة»(1) .

هذه بعض نزعاته وصفاته النفسية ، أمّا صفاته الجسمية فقد كان منها ما يلي :

اللكنة :

ونشأ الطاغية في بيت اُمّه مرجانة ولمْ تكن عربية فأخذ لكنتها ، ولمْ يكن يفهم اللغة العربية ، فقد قال لجماعة : افتحوا سيوفكم ، وهو يريد سلّوا سيوفكم ، وإلى هذا يشير يزيد بن المفرغ في هجائه له :

ويوم فتحتَ سيفك مِنْ بعيدٍ

أضعتَ وكلّ أمركَ للضياعِ

وجرت بينه وبين سويد مشادّة ، فقال له عبيد الله : اجلس على أست الأرض ، فسخر منه سويد وقال : ما كنت أحسب أنّ للأرض أستاً(2) .

وكان لا ينطق بالحاء ، وقد قال لهانئ : أهروري سائر اليوم! يريد أحروري. وكان يقلب العين همزة ، كما كان يقلب القاف كافاً ، فقد قال يوماً : مَنْ كاتلنا كاتلناه ، يريد مَنْ قاتلنا قاتلناه(3) .

__________________

(1) صحيح مسلم 1 / 67.

(2) البيان والتبيين 1 / 73.

(3) البداية والنهاية 8 / 284.

٤٥١

نهمة في الطعام :

ويقول المؤرّخون : إنّه كان نهماً في الطعام ، فكان كلّ يوم يأكل خمس أكلات آخرها جنبة بغل ، ويوضع بين يديه بعد ما يفرغ عناق(1) أو جدي فيأتي عليه وحده(2) .

وكذلك كان مسرفاً في النساء ، فقد بنى ليلة قدومه إلى الكوفة باُمّ نافع بنت عمارة بن عقبة بن أبي معيط(3) . هذه بعض صفاته الجسمية.

ولايته على البصرة :

وأسند إليه معاوية إمارة البصرة وولاّه أمور المسلمين ، وكان في ميعة الشباب وغروره وطيشه ، وقد ساس البصرة كما ساسها أبوه ؛ فكان يقتل على الظنّة والتّهمة ، ويأخذ البريء بالسقيم ، والمقبل بالمدبر.

وقد وثق به معاوية وارتضى سيرته ، وكتب إليه بولاية الكوفة إلاّ أنّه هلك قبل إنْ يبعث إليه بهذا العهد.

__________________

(1) العناق : الاُنثى من أولاد المعز.

(2) نهاية الإرب 3 / 343.

(3) مرآة الزمان / 285.

٤٥٢

أحقاد يزيد على ابن مرجانة :

وكان يزيد ناقماً على ابن مرجانة كأشدّ ما يكون الانتقام ؛ لاُمور كان مِنْ أهمّها :

إنّ أباه زياداً كان مِن المنكرين على معاوية ولايته ليزيد ؛ لاستهتاره وإقباله على اللّهو والمجون ، وقد أراد يزيد أنْ يعزل عبيد الله مِن البصرة ويجرّده مِن جميع الامتيازات ، إلاّ أنّه لمّا أعلن الإمام الحُسين (عليه السّلام) الثورة وبعث سفيره مسلماً لأخذ البيعة مِنْ أهل الكوفة ، أشار عليه سرجون بأنْ يقرّه على ولاية البصرة ويضمّ إليه الكوفة ، ويندبه للقضاء على الثورة فاستجاب له يزيد.

وقد خلص العراق بأسره لحكم ابن زياد فقبض عليه بيد مِنْ حديد ، واندفع كالمسعور للقضاء على الثورة ؛ ليحرز بذلك ثقة يزيد به وينال إخلاص البيت الاُموي له.

مخطّطات الانقلاب :

وبالرغم مِنْ حداثة سن ابن زياد فإنّه كان مِنْ أمهر السياسيين في الانقلابات ، وأكثرهم تغلّباً على الأحداث ، وقد استطاع بغدره ومكره أنْ يسيطر على حامية الكوفة ، ويقضي على جذور الثورة ويخمد نارها.

وقد كانت أهمّ مخطّطاته ما يلي :

1 ـ التجسّس على مسلم والوقوف على جميع شؤون الثورة.

2 ـ نشر أوبئة الخوف : وقد أثار جوّاً مِن الفزع والإرهاب لمْ تشهد له الكوفة نظيراً ، وانشغل الناس بنفوسهم عن التدخّل في أيّ شأن مِن الشؤون السياسية.

3 ـ بذل المال للوجوه والأشراف : وقد صاروا عملاء عنده يوجههم

٤٥٣

حيثما شاء ؛ وقد أفسدوا عشائرهم وألحقوا الهزيمة بجيش مسلم.

4 ـ الاحتيال على هانئ بإلقاء القبض عليه : وهو أمنع شخصية في المصر ، وقد قضى بذلك على أهمّ العناصر الفعّالة في الثورة.

هذه بعض المخطّطات الرهيبة التي استطاع أنْ يسيطر بها الطاغية على الموقف ، ويقضي على الثورة ويزجّ حامية الكوفة إلى حرب ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

مسلم بن عقيل :

أمّا مسلم بن عقيل فكان مِنْ أعلام التقوى في الإسلام ، وكان متحرّجاً في دينه كأشدّ ما يكون التحرّج ، فلمْ يسلك أيّ منعطف في طريقه ، ولا يقرّ أيّ وسيلة مِنْ وسائل المكر والخداع ، وإنّ توقّف عليها النصر السياسي ، شأنه في ذلك شأن عمّه أمير المؤمنين (عليه السّلام).

بالإضافة إلى ذلك : إنّه لمْ يُبعثْ إلى الكوفة كوالٍ مطلق حتّى يتصرّف حسبما يراه ؛ وإنّما كانت مهمّته محدودة وهي أخذ البيعة للإمام ، والاستطلاع على حقيقة الكوفيين. فإنْ رآهم مجتمعين بعث إلى الإمام الحُسين بالقدوم إليهم ، ولمْ يؤمر بغير ذلك ، وقد أطلنا الحديث في هذه الجهة في البحوث السابقة.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن إخفاق ثورة مسلم التي كانت فاتحة لفاجعة كربلاء ومصدراً لآلامها العميقة ، كما ينتهي بنا الحديث عن الحلقة الثانية مِن هذا الكتاب.

٤٥٤

محتويات الكتاب

المُقدّمة7

مع القاسطين والناكثين 21

الناكثون :24

دوافع التمرّد :24

خديعة معاوية للزبير :26

مؤتمر مكة :26

قرارات المؤتمر :27

تجهيز الجيش بالأموال المنهوبة :27

الخطاب السّياسي لعائشة :28

عائشة مع أُمّ سلمة :29

الزحف إلى البصرة :31

عسكر :31

الحوأب :32

في ربوع البصرة :33

النزاعُ على الصلاة :38

رُسل الإمام (عليه السّلام) إلى الكوفة :38

التقاءُ الجيشين :40

رُسل السّلام :40

الدعوة إلى القرآن :41

الحربُ العامة :42

مصرعُ الزبير :43

مصرعُ طلحة :46

٤٥٥

قيادةُ عائشة للجيش :46

عقرُ الجمل :47

العفو العام :48

متاركُ الحرب :50

القاسطون :51

إيفادُ جرير :53

معاوية مع ابن العاص :53

ردُّ جرير :56

قميصُ عثمان :56

زحفُ معاوية لصفّين :57

زحفُ الإمام (عليه السّلام) للحرب :57

احتلالُ الفرات :58

رسلُ السلام :59

الحربُ :60

منعُ الحسنين (عليهما السّلام) من الحرب :61

مصرعُ عمّار :62

مكيدةُ ابن العاص :65

التحكيمُ :70

وثيقةُ التحكيم :71

رجوعُ الإمام (عليه السّلام) للكوفة :72

مع المارقين :73

اجتماعُ الحكمين :75

تمرّدُ المارقين :81

قتالُ المارقين :83

٤٥٦

مخلّفات الحرب :85

1 ـ انتصار معاوية :85

2 ـ تفلّل جيش الإمام (عليه السّلام) :86

3 ـ احتلال مصر :87

الغارات :89

الغارة على العراق :89

1 ـ عين التّمر :89

2 ـ هيت :90

3 ـ واقصة :92

الغارة على الحجاز واليمن :93

عبثُ الخوارج :95

دعاءُ الإمام (عليه السّلام) على نفسه :96

اُفول دولة الحق 99

مؤتمرُ مكة :103

رأيٌ رخيص :103

اشتراكُ الاُمويِّين في المؤامرة :104

اغتيالُ الإمام (عليه السّلام) :106

الى رفيق الاعلى :109

متاركُ حكومة الإمام (عليه السّلام) :109

خلافةُ الحسن (عليه السّلام) :111

1 ـ الاعتداء على الإمام (عليه السّلام) 113

2 ـ الحكم عليه بالكفر 113

3 ـ الخيانة العظمى 113

4 ـ نهب أمتعة الإمام (عليه السّلام) 114

الصلحُ :114

٤٥٧

موقفُ الإمام الحسين (عليه السّلام) :115

عدي بن حاتم مع الحسين (عليه السّلام) :116

تحوّلُ الخلافة :116

حكومةُ معاوية119

سياسته الاقتصادية :122

الحرمان الاقتصادي :123

1 ـ يثرب :123

2 ـ العراق :125

3 ـ مصر :125

الرفاه على الشام :126

استخدام المال في تدعيم ملكه :126

المنحُ الهائلة لأسرته :127

منح خراج مصر لعمرو :127

هباتُ الأموال للمؤيّدين :128

شراءُ الأديان :128

عجز الخزينة المركزيّة :129

مصادرةُ أموال المواطنين :130

ضريبةُ النيروز :131

نهب الولاة والعمال :131

جبايةُ الخراج :132

اصطفاء الذهب والفضة :132

شلّ الحركة الاقتصادية :133

حجّة معاوية :134

سياسةُ التفريق :134

اضطهادُ الموالي :135

العصبيّة القبلية :137

٤٥٨

سياسة البطش والجبروت :138

احتقارُ الفقراء :140

سياسةُ الخداع :141

إشاعةُ الانتهازيّة :143

الخلاعةُ والمجون :144

إشاعةُ المجون في الحرمين :147

الاستخفافُ بالقيم الدينيّة :148

استلحاقُ زياد :149

إنكارُ الإمام الحُسين (عليه السّلام) :150

الحقدُ على النّبي (صلّى الله عليه وآله) :150

تغييرُ الواقع الإسلامي :153

مع أهل البيت (عليهم السّلام) :154

1 ـ تسخير الوعّاظ :155

2 ـ استخدامُ معاهد التعليم :155

3 ـ افتعال الأخبار 155

حديثُ مفتعل على الحُسين (عليه السّلام) :158

سب الإمام أمير المؤمنين :160

ستر فضائل أهل البيت :162

التحرج من ذكر الإمام :164

مع الشيعة :166

القتل الجماعي 167

إبادة القوى الواعية :167

1 ـ حجر بن عدي :167

مذكرة الإمام الحسين 168

2 ـ رشيد الهجري :169

3 ـ عمرو بن الحمق الخزاعي :170

٤٥٩

مذكّرة الإمام الحُسين :171

4 ـ أوفى بن حصن :171

5 ـ الحضرمي مع جماعته :172

إنكار الإمام الحُسين :172

6 ـ جويرية العبدي :173

7 ـ صيفي بن فسيل :173

8 ـ عبد الرحمن :174

المروّعون مِن أعلام الشيعة :176

1 ـ عبد الله بن هاشم المرقال 176

2 ـ عَدِي بن حاتم الطائي 176

3 ـ صعصعة بن صوحان 176

4 ـ عبد الله بن خليفة الطائي 176

ترويع النّساء :176

هدم دور الشيعة :177

حرمان الشيعة مِن العطاء :177

عدم قبول شهادة الشيعة :178

إبعاد الشيعة إلى الخراسان :178

البيعة ليزيد :178

ولادة يزيد :179

نشأته :180

صفاته :180

ولَعه بالصيد :181

شغفه بالقرود :182

إدمانه على الخمر :183

ندماؤه :184

نصيحة معاوية ليزيد :185

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591