أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن6%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 439886 / تحميل: 6679
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

١٠٩ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكي ، حدَّثنا أبو عمرو بن مطر ، إملاء ، أخبرنا أبو خليفة ، حدَّثنا مسدد ، عن بشر ، حدَّثنا ابن عون ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال :

قال كعب بن عجزة : فيّ أنزلت هذه الآية ، أتيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ادنه ، فدنوت مرتين أو ثلاثاً ، فقال : أيؤذيك هَوَامُّك؟ قال ابن عون وأحسبه قال : نعم ، فأمرني بصيام أو صدقه أو نسك ما تيسر ، رواه مسلم عن أبي موسى ، عن ابن عدي ، [ورواه البخاري عن أحمد بن يونس عن ابن شهاب] ، كلاهما عن ابن عون.

١١٠ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله المخلدي ، أخبرنا أبو الحسن السراج ، أخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي ، حدَّثنا عاصم بن علي ، حدَّثنا شعبة ، أخبرني عبد الرحمن [بن] الأصفهاني ، سمعت عبد الله بن معقل قال :

قعدت إلى كعب بن عُجْرَة في هذا المسجد ـ مسجد الكوفة ـ فسألته عن هذه الآية :( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) قال : حُملت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والقمل يتناثر على وجهي ، فقال : ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا ، ما تجد شاة؟ قلت : لا فنزلت هذه الآية :( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) . قال : صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين ، لكل مسكين نصف صاع من طعام ، فنزلت فيّ خاصة

__________________

[١٠٩] أخرجه البخاري في الحج (١٨١٤ ، ١٨١٥ ، ١٨١٧ ، ١٨١٨) ، وفي المغازي (٤١٥٩ ، ٤١٩٠ ، ٤١٩١) ، وفي الطب (٥٦٦٥ ، ٥٧٠٣) ، وفي كفارات الأيمان (٦٧٠٨).

وأخرجه مسلم في الحج (٨٠ ، ٨١ ، ٨٢ ، ٨٣ / ١٢٠١) ، ص ٨٥٩ ، ٨٦٠ وأبو داود في المناسك (١٨٥٦ ، ١٨٥٧ ، ١٨٥٩ ، ١٨٦٠ ، ١٨٦١) ، والترمذي في الحج (٩٥٣) وقال حسن صحيح.

وفي التفسير (٢٩٧٣ م) ، (٢٩٧٤) والنسائي في الحج (في الكبرى).

وفي التفسير (٥٠) وانظر تحفة الأشراف (١١١١٤) وابن جرير (٢ / ١٣٥)

[١١٠] سبق برقم (١٠٨) ـ وعزاه السيوطي في الدر (١ / ٢١٤) لوكيع وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حيان والبيهقي.

٦١

ولكم عامة. رواه البخاري عن آدم بن أبي إياس وأبي الوليد ورواه مسلم عن بندار عن غندر ، كلهم عن شعبة.

١١١ ـ أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الصوفي ، أخبرنا محمد بن علي الغفاري ، أخبرنا إسحاق بن محمد [الرسعني] ، حدَّثنا جدي ، حدَّثنا المغيرة الصقلاني ، حدَّثنا عمر بن بشر المكي ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال :

لما نزلنا الحديبية جاء كعب بن عجرة ينتثر هَوَامُّ رأسه على جبهته ، فقال يا رسول الله ، هذا القمل قد أكلني قال : احلق وافده. قال : فحلق كعب فنحر بقرة ، فأنزل اللهعزوجل في ذلك الموقف :( فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ ) الآية.

قال ابن عباس : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : الصيام ثلاثة أيام ، والنسك شاة ، والصدقة الفَرْقُ بين ستة مساكين ، لكل مسكين مدان.

١١٢ ـ أخبرنا محمد بن محمد المنصوري ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن المهتدي ، حدَّثنا طاهر بن عيسى بن إسحاق التميمي ، حدَّثنا زهير بن عباد ، حدَّثنا مصعب بن ماهان ، عن سفيان الثوري ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة قال :

مرّ به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو يوقد تحت قدر له بالحديبية فقال : أيؤذيك هَوَامُّ رأسك؟ قال : نعم ، قال : احلق. فأنزل الله هذه الآية :( فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) . قال : فالصيام ثلاثة أيام ، والصدقة فرق بين ستة مساكين ، والنسك شاة.

[أخبرنا عبد الله بن عباس الهروي فيما كتب إليَّ : أن العباس بن الفضل بن زكريا حدثهم عن أحمد بن نجدة ، حدَّثنا سعيد بن منصور ، حدَّثنا أبو عوانة ، عن عبد الرحمن بن الأصفهاني ، عن عبد الله بن معقل قال :

__________________

[١١١] في إسناده : عمر بن قيس المكي وهو متروك.

[١١٢] سبق برقم (١٠٩) وأخرجه ابن جرير (٢ / ١٣٥) من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد به.

٦٢

كنا جلوساً في المسجد ، فجلس إلينا كعب بن عجرة فقال : فيّ أنزلت هذه الآية :( فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ ) قال : قلت : كيف كان شأنك؟ قال : خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، محرمين ، فوقع القمل في رأسي ولحيتي وشاربي حتى وقع في حاجبي ، فذكرت ذلك للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا ، ادعوا الحالق ، فجاء الحالق فحلق رأسي ، فقال : هل تجد نَسِيكَة؟ قلت : لا ، وهي شاة ، قال : فصم ثلاثة أيام أو أطعم ثلاثة آصُع بين ستة مساكين. قال فأنزلت فيّ خاصة ، وهي للناس عامة].

[٥٦]

قوله تعالى :( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى ) الآية. [١٩٧].

١١٣ ـ أخبرنا عمرو بن عمرو المُزَكَّي ، أخبرنا محمد بن المكي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، حدَّثنا يحيى بن بشير ، حدَّثنا شبابة ، عن ورقاء ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ، يقولون : نحن المتوكلون ، فإذا قدموا مكة سألوا الناس ، فأنزل اللهعزوجل :( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى ) .

١١٤ ـ وقال عطاء بن أبي رباح : كان الرجل يخرج فيحمل كَلَّهُ على غيره ، فأنزل الله تعالى :( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى ) .

[٥٧]

قوله تعالى :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ) الآية. [١٩٨].

__________________

[١١٣] أخرجه البخاري في الحج (١٥٢٣) وأبو داود في المناسك (١٧٣٠) والنسائي في التفسير (٥٣) وفي السير في الكبرى.

وذكره ابن كثير في تفسيره وزاد نسبته لابن أبي حاتم.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٦).

وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٢٠) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن حبان والبيهقي في سننه.

[١١٤] مرسل ، ويتفق مع السابق.

٦٣

١١٥ ـ أخبرنا منصور بن عبد الوهاب البزار ، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري ، عن شعيب بن [علي] الزَّرّاع ، حدَّثنا عيسى بن مساور ، حدَّثنا مروان بن معاوية الفزاري ، حدَّثنا العلاء بن المسيب ، عن أبي أمامة التيمي قال :

سألت ابن عمر فقلت : إِنا قوم نُكْرى في هذا الوجه ، وإن قوماً يزعمون أنه لا حج لنا. قال : ألستم تلبون ، ألستم تطوفون [أ لستم تسعون] بين الصفا والمروة؟ ألستم ألستم؟ قال [قلت] : بلى ، قال : إِن رجلاً سأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم عما سألت عنه فلم [يدر ما] يرد عليه حتى نزلت :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ) فدعاه فتلا عليه حين نزلت ، فقال : أنتم الحجاج.

١١٦ ـ أخبرنا أبو بكر التميمي ، حدَّثنا عبد الله بن محمد بن خشنام حدثنا أبو يحيى الرازي ، حدَّثنا سهل بن عثمان ، حدَّثنا يحيى بن أبي زائدة ، عن ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس قال :

كان ذو المجاز وعكاظ متجراً للناس في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ) في مواسم الحج.

١١٦١ م ـ وروى مجاهد عن ابن عباس قال :

كانوا يتقون البيوع والتجارة في الحج يقولون : أيام ذكر اللهعزوجل : فأنزل

__________________

[١١٥] أخرجه أبو داود في الحج (١٧٣٣) والحاكم في المستدرك (١ / ٤٤٩) وصححه ووافقه الذهبي وأخرجه ابن جرير (٢ / ١٦٤).

وأخرجه أحمد في مسنده (٢ / ١٥٥).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٧) وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٢٢) لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي.

[١١٦] أخرجه البخاري في الحج (١٧٧٠) وفي البيوع (٢٠٥٠) و (٢٠٩٨) وفي كتاب التفسير (٤٥١٩) ، وابن جرير (٢ / ١١٦) وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٧) وفي الدر (١ / ٢٢٢) وزاد نسبته لسفيان وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه.

[١١٦١] م ذكره المصنف بدون إسناد. وأخرجه أبو داود (١٧٣١) من طريق مجاهد عن ابن عباس وابن جرير (٢ / ١٦٥)

٦٤

الله تعالى :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ) فاتجروا.

[٥٨]

قوله تعالى :( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) الآية. [١٩٩].

١١٧ ـ أخبرنا التميمي بالإسناد [المتقدم] الذي ذكرنا ، عن يحيى بن هشام بن عروة ، عن أبيه عن عائشة قالت :

كانت العرب تفيض من عرفات ، وقريش ومن دان بدينها تفيض من جَمْع من المشعر الحرام ، فأنزل الله تعالى :( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) .

١١٨ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر المزكي ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السَّرْخَسِي ، حدَّثنا أبو بكر بن أبي خَيْثَمةَ ، حدَّثنا حامد بن يحيى ، حدَّثنا سفيان بن عيينة ، أخبرني عمرو بن دينار ، أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال :

أضللتُ بعيراً لي يوم عرفة ، فخرجت أطلبه بعرفة فرأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واقفاً مع الناس بعرفة ، فقلت : هذا من الحمس ما له هاهنا.

قال سفيان : والأحْمس : الشديد الشحيح على دينه.

وكانت قريش تسمى الحُمْسَ فجاءهم الشيطان فاستهواهم ، فقال لهم :

__________________

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٧) من طريق عبيد بن عمير عن ابن عباس وصححه ووافقه الذهبي.

وعزاه في الدر (١ / ٢٢٢) لأبي داود.

[١١٧] أخرجه البخاري في التفسير (٤٥٢٠) ومسلم في الحج (١٥١ / ١٢١٩) ص ٨٩٣ وأخرجه أبو داود في المناسك (١٩١٠).

والنسائي في الحج (٥ / ٢٥٤) وفي التفسير (٥٤) وابن جرير (٢ / ١٦٩) وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ٢٢٦) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الدلائل والبيهقي في سننه.

[١١٨] أخرجه البخاري في الحج (١٦٦٤).

وأخرجه مسلم في الحج (١٥٣ / ١٢٢٠) ص ٨٩٤ والنسائي في الحج (٥ / ٢٥٥).

وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وعزاه للإمام أحمد.

وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٢٧) للطبراني.

٦٥

إنكم إن عظمتم غير حَرَمِكُم استخف الناسُ بحرمكم ، فكانوا لا يخرجون من الحرم ، ويقفون بالمزدلفة ، فلما جاء الإسلام أنزل اللهعزوجل :( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) يعني عرفة. رواه مسلم عن عمرو الناقد ، عن ابن عيينة.

[٥٩]

قوله تعالى :( فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ ) الآية. [٢٠٠]

١١٩ ـ قال مجاهد : كان أهل الجاهلية إذا اجتمعوا بالموسم ذكروا فعل آبائهم في الجاهلية ، وأيامهم وأنسابهم فتفاخروا ، فأنزل الله تعالى :( فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ) .

١٢٠ ـ وقال الحسن : كانت الأعراب إذا حدثوا أو تكلموا يقولون : وأبيك إنهم لفعلوا كذا وكذا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٦٠]

قوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) الآية. [٢٠٤]

١٢١ ـ قال السدي : نزلت في الأَخَنْس بن شريق الثقفي ، وهو حليف بني زهرة أقبل إلى النبي ، ص ، إلى المدينة فأظهر له الإسلام وأعجب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذلك منه ، وقال إنما جئت أريد الإسلام ، والله يعلم إني لصادق ، وذلك قوله :( وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ ) ثم خرج من عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فمرّ بزرع لقوم من المسلمين وحمر ، فأحرق الزرع وعَقَرَ الحمر ، فأنزل الله تعالى فيه :( وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ) .

__________________

[١١٩] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (٢ / ١٧٢) وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٨) وفي الدر (١ / ٢٣٢) وزاد نسبته لابن المنذر.

[١٢٠] مرسل.

[١٢١] أخرجه ابن جرير (٢ / ١٨١) بسنده عن السدي.

وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية ـ والسيوطي في لباب النقول (ص ٣٨) وفي الدر (١ / ٢٣٨) وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم.

٦٦

[٦١]

قوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ) الآية. [٢٠٧].

١٢٢ ـ قال سعيد بن المسيب : أقبل صُهَيْب مهاجراً نحو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاتبعه نفر من قريش من المشركين ، فنزل عن راحلته ونثر ما في كنانته وأخذ قوسه ثم قال : يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أَرْمَاكم رجلاً ، وأيم الله لا تَصِلُون إلي حتى أرمي بما في كنانتي ، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ، ثم افعلوا ما شئتم ، فقالوا : دلنا على بيتك ومالك بمكة ونخلي عنك ، وعَاهَدُوه إنْ دلهم أن يَدَعُوه ، ففعل. فلما قدم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أبا يحيى ربح البيع ، ربح البيع ، وأنزل الله :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ) .

١٢٣ ـ وقال المفسرون : أخذ المشركون صهيباً فَعذبوه ، فقال لهم صهيب : إني شيخ كبير لا يضركم أمِنْكُمْ كنت أم من غيركم ، فهل لكم أن تأخذوا مالي وتَذَرُوني وديني؟ ففعلوا ذلك ، وكان قد شرط عليهم راحلة ونفقة ، فخرج إلى المدينة فتلقاه أبو بكر وعمر في رجال ، فقال له أبو بكر : ربح بيعك أبا يحيى ، فقال صهيب : وبيعك فلا يَخسر ما ذاك؟ فقال : أنزل الله فيك كذا ، وقرأ عليه هذه الآية.

١٢٤ ـ وقال الحسن : أتدرون فيمن نزلت هذه الآية في أن المسلم يلقى الكافر فيقول له : قل لا إله إلَّا الله ، فإذا قلتها عصمت مالك ودمك ، فأبى أن يقولها ، فقال المسلم : والله لأشرين نفسي لله ، فتقدم فقاتل حتى قتل.

__________________

[١٢٢] ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية. وأخرجه الحاكم (٣ / ٤٠٠) من طريق سعيد بن المسيب عن صهيب وصححه ووافقه الذهبي ولكن ليس فيه نزول الآية ، وذكره السيوطي في اللباب (ص ٣٩) وفي الدر (١ / ٢٤٠) للحارث بن أبي أسامة في مسنده وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب.

[١٢٣] أخرج الحاكم في المستدرك (٣ / ٣٩٨) من حديث أنس قصة إسلام صهيب وفيها سبب نزول الآية وقال : صحيح على شرط مسلم.

[١٢٤] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٢ / ١٨٧)

٦٧

١٢٥ ـ وقيل : نزلت فيمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر.

قال أبو الخليل : سمع عمر بن الخطاب إنساناً يقرأ هذه الآية فقال عمر : إنا لله قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل.

[٦٢]

قولهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ) . [٢٠٨].

١٢٦ ـ [أخبرني أبو نعيم الأصفهاني فيما أذن في روايته عنه : أخبرنا سليمان بن أحمد ، حدَّثنا بكر بن سهل ، حدَّثنا عبد الغني بن سعيد ، عن موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء] عن ابن عباس [قال] :

نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام وأصحابه ، وذلك أنهم حين آمنوا بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قاموا بشرائعه وشرائع موسى ، فعظموا السبت ، وكرهوا لُحْمانَ الإبل وألبانها بعد ما أسلموا ، فأنكر ذلك عليهم المسلمون فقالوا : إنا نَقْوَى على هذا وهذا ، وقالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن التوراة كتاب الله فدعنا فلنعمل بها فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٦٣]

قوله تعالى :( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ) الآية. [٢١٤].

١٢٧ ـ قال قتادة والسُّدِّي : نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والحر [والخوف] والبرد وضيق العيش وأنواع الأذى ، وكان كما قال الله تعالى :( وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ ) .

١٢٨ ـ وقال عطاء : لما دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأصحابه المدينة اشتد الضر

__________________

[١٢٥] أخرجه ابن جرير بإسناده (٢ / ١٨٧)

[١٢٦] في إسناده : ابن جريح مدلس ، وقد عنعنه.

وأخرجه ابن جرير (٢ / ١٨٩) من قول عكرمة ، وكذا ذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٩) وفي الدر (١ / ٢٤١) عن عكرمة.

[١٢٧] ذكره السيوطي في اللباب (ص ٣٩) وفي الدر (١ / ٢٤٣) وزاد نسبته لابن المنذر وابن جرير. وهو عند ابن جرير (٢ / ١٩٨)

[١٢٨] مرسل.

٦٨

عليهم لأنهم خرجوا بلا مال وتركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين ، وآثروا رضا الله ورسوله ، وأظهرت اليهود العداوة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأَسَرَّ قومٌ من الأغنياء النفاق ، فأنزل الله تعالى تطييباً لقلوبهم( أَمْ حَسِبْتُمْ ) الآية.

[٦٤]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ ) الآية. [٢١٥].

١٢٨ م ـ قال ابن عباس في رواية أبي صالح : نزلت في عَمْرو بن الجموح الأنصاري ، وكان شيخاً كبيراً ذا مال كثير فقال : يا رسول الله ، بما ذا نتصدق؟وعلى من ننفق؟ فنزلت هذه الآية.

١٢٩ ـ وقال في رواية عطاء : نزلت [هذه] الآية في رجل أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن لي ديناراً ، فقال : أنفقه على نفسك ، فقال : إن لي دينارين ، فقال : أنفقهما على أهلك ، فقال : إن لي ثلاثة ، فقال : أنفقها على خادمك ، فقال : إن لي أربعة ، فقال : أنفقها على والديك ، فقال : إن لي خمسة ، فقال : أنفقها على قرابتك ، فقال : إن لي ستة ، فقال : أنفقها في سبيل الله ، وهو أحسنها.

[٦٥]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ) الآية. [٢١٧].

١٢٩١ م ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي ، حدَّثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خِمَيْرُوَيْهِ الهروي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخزاعي ، حدَّثنا أبو اليمان : الحكم بن نافع ، أخبرني شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، قال :

أخبرني عروة بن الزبير أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعث سرّية من المسلمين وأمرَ

__________________

[١٢٨] م إسناده ضعيف : أبو صالح لم يسمع من ابن عباس.

[١٢٩] بدون إسناد.

[١٢٩١] م ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية. وهو مرسل. وله شاهد موصول من حديث جندب بن عبد الله أخرجه الطبراني (٢ / ١٦٢ رقم ١٦٧٠) وفيه : فأنزل الله( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ) الآية. وأخرجه أبو يعلى (٣ / ١٠٢) وأخرجه البيهقي في السنن (٩ / ١١ ـ ١٢)

٦٩

عليهم عبد الله بن جَحْش الأَسدي ، فانطلقوا حتى هبطوا نَخْلَة فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة لقريش ، في يوم بقي من الشهر الحرام ، فاختصم المسلمون فقال قائل منهم : لا نعلم هذا اليوم إلَّا من الشهر الحرام ، ولا نرى أن تستحلوه لطمع أَشْفَيْتُم عليه. فغلب عَلَى الأمْر الذين يريدون عرض الدنيا ، فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه وغنموا عيره ، فبلغ ذلك كفار قريش ، وكان ابن الحضرمي أول قتيل قتل بين المسلمين وبين المشركين ، فركب وفد من كفار قريش حتى قدموا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : أَتُحِلُّ القتال في الشهر الحرام؟ فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ ) إلى آخر الآية.

١٣٠ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الحارثي ، أخبرني عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد الرازيّ ، حدَّثنا سهل بن عثمان ، حدَّثنا يحيى بن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق ، عن الزّهري قال.

بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عبد الله بن جحش ومعه نفر من المهاجرين ، فقتل عبد الله بن وَاقِد الليثي عمرو بن الحضرمي ، في آخر يوم من رجب وأسروا رجلين ، واستاقوا العير ، فوقف على ذلك النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : لم آمركم بالقتال في الشهر الحرام. فقالت قريش : استحل محمد الشهر الحرام ، فنزلت( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ) إلى قوله :( وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ) . أي قد كانوا يفتنونكم وأنتم في حرم الله بعد إيمانكم ، وهذا أكبر عند الله من أن تقتلوهم في الشهر الحرام مع كفرهم بالله.

قال الزهري : لما نزل هذا قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم العير وفَادَى الأسيرين. ولما فرّج الله تعالى عن أهل تلك السرية ما كانوا فيه من غم ، طمعوا فيما عند الله من ثوابه ، فقالوا : يا نبي الله أنطمع أن تكون غزوة ولا نعطى فيها أجر المجاهدين في سبيل الله ، فأنزل الله تعالى فيها :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا ) الآية.

__________________

[١٣٠] مرسل. وقد ذكرت في الحديث السابق شاهد مسند صحيح.

٧٠

١٣١ ـ قال المفسرون : بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عبد الله بن جحش ، وهو ابن عمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في جمادى الآخرة ، قبل قتال بدر بشهرين ، على رأس سبعة عشر شهراً من مقدمه المدينة ، وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين : سعد بن أبي وقّاص الزهري ، وعُكَّاشَة بن محْصَن الأسدي ، وعُتْبة بن غَزْوان السلمي ، وأبا حُذَيْفَة بن عتبة بن ربيعة ، وسُهَيْل بن بيضاء ، وعامر بن ربيعة ، ووَاقِد بن عبد الله ، وخالد بن بُكَيْر ، وكتب لأميرهم عبد الله بن جحش كتاباً وقال : سر على اسم الله ، ولا تنظر في الكتاب حتى تسير يومين ، فإذا نزلت منزلين فافتح الكتاب واقرأه على أصحابك ، ثم امض لما أمرتك ، ولا تستكرهن أحداً من أصحابك على المسير معك ، فسار عبد الله يومين ، ثم نزل وفتح الكتاب فإذا فيه : «بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد ، فسر على بركة الله بمن تبعك من أصحابك حتى تنزل بطن نَخْلَةَ ، فترصَّد بها عير قريش لعلّك أن تأتينا منه بخبر» فلما نظر عبد الله في الكتاب قال : سمعاً وطاعة ، ثم قال لأصحابه ذلك وقال : إنه قد نهاني أن أستكره أحداً منكم ، حتى إذا كان بِمَعْدِن فوق الفُرُع ، وقد أضل سعد بن أبي وقّاص وعُتْبة بن غَزْوان بعيراً لهما كانا يَعْتَقِبَانِه ، فاستأذنا أن يتخلفا في طلب بعيرهما ، فأذن لهما ، فتخلفا في طلبه ، ومضى عبد الله ببقية أصحابه حتى وصلوا بَطْنَ نَخْلة بين مكة والطائف ، فبيناهم كذلك إذ مرت بهم عير لقريش تحمل زبيباً وأَدَماً وتجارة من تجارة الطائف ، فيهم عمرو بن الحَضْرَمِيّ ، والحكم بن كَيْسَان ، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة ، ونَوْفل بن عبد الله ، المَخْزُومِيَّان. فلما رأوا أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هابوهم ، فقال عبد الله بن جحش : إن القوم قد ذعروا منكم ، فاحلقوا رأس رجل منكم فليتعرض لهم ، فإذا رأوه محلوقاً أمنوا وقالوا : قوم عُمَّار ، فحلقوا رأس عُكَّاشَة ، ثم أشرف عليهم فقالوا : قوم عُمَّار لا بأس عليكم. فأمنوهم ، وكان ذلك في آخر يوم من جمادى الآخرة ، وكانوا يرون أنه من جمادى أو هو رجب ، فتشاور القوم فيهم وقالوا : لئن تركتموهم هذه الليلة ليَدخلُن الحَرَم فليمتنعن منكم ، فأجمعوا أمرهم في مُوَاقَعَة القوم ، فرمى وَاقِد بن عبد الله التَّمِيمِي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله ، فكان أول قتيل من المشركين ، واستأسر الحكم

__________________

[١٣١] يتفق مع الحديث السابق.

٧١

وعثمان ، فكانا أول أسيرين في الإسلام. وأفلت نوفل وأعجزهم. واستاق المؤمنون العير والأسيرين حتى قدموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بالمدينة فقالت قريش : قد استحل محمد الشهر الحرام ، شهراً يأمن فيه الخائف ويَبْذَعِرُّ الناس لمعاشهم ، فسفكَ فيه الدماء وأخذ فيه الحَرَائب ، وعير بذلك أهلُ مكة من كان بها من المسلمين فقالوا : يا معشر الصُّبَاة ، استحللتم الشهر الحرام فقاتلتم فيه. وتفاءلت اليهود بذلك وقالوا وَاقِد : وقَدَت الحرب وعمْرو : عَمَرَت الحرب والحَضْرَمي : حَضَرَت الحرب ، وبلغ ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال لابن جحش وأصحابه : ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام ، ووقَّفَ العير والأسيرين ، وأبى أن يأخذ من ذلك شيئاً ، فعظم ذلك على أصحاب السرية ، وظنوا أن قد هلكوا ، وسُقِطَ في أيديهم ، وقالوا : يا رسول الله ، إنا قتلنا ابن الحضرمي ثم أمسينا فنظرنا إلى هلال رجب ، فلا ندري أفي رجب أصبناه أو في جمادى؟ وأكثر الناس في ذلك ، فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ) الآية. فأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم العير فعزل منها الخمس ، فكان أول خمس في الإسلام ، وقسم الباقي بين أصحاب السَّرِيَّة فكان أول غنيمة في الإسلام. وبعث أهل مكة في فداء أسيريهم فقال : بل نَقِفُهما حتى يقدم سعد وعتبة ، فإن لم يقدما قتلناهما بهما. فلما قدما فاداهما.

وأما الحكم بن كَيْسَان فأسلم وأقام مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة فقتل يوم بئر معونة شهيداً.

وأما عثمان بن عبد الله فرجع إلى مكة فمات بها كافراً.

وأما نَوْفَل فَضَرَب بطنَ فرسه يوم الأحزاب ليدخل الخندق على المسلمين فوقع في الخندق مع فرسه فتحطما جميعاً. فقتله الله تعالى وطلب المشركون جيفته بالثمن ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : خذوه فإنه خبيث الجيفة ، خبيث الدية.

فهذا سبب نزول قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ) والآية التي بعدها.

[٦٦]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) الآية (٢١٩].

٧٢

١٣٢ ـ نزلت في عمر بن الخطاب ، ومُعَاذ بن جبل ، ونفر من الأنصار أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : أفتنا في الخمر والميسر فإنهما مَذْهَبَةٌ للعقل مَسْلَبَةٌ للمال ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٦٧]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى ) الآية. [٢٢٠].

١٣٣ ـ أخبرنا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج ، حدثنا الحسن بن المُثَنَّى بن معاذ ، حدثنا أبو حُذَيْفَة موسى بن مسعود ، حدثنا سفيان الثَّورِي ، عن سالم الأَفْطَس ، عن سعيد بن جُبَيْر قال :

لما نزلت :( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً ) عزلوا أموالهم [عن أموالهم] فنزلت :( قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ ) فخلطوا أموالهم بأموالهم.

١٣٤ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد ، أخبرنا أبو علي الفقيه ،

__________________

[١٣٢] أخرج الترمذي في التفسير (٣٠٤٩ ـ ٣٠٤٩ مكرر) وأبو داود في الأشربة (٣٦٧٠) والنسائي في الأشربة (٨ / ٢٨٦) من طريق عمرو بن شرحبيل عن عمر أنه قال : اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت التي في البقرة( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) الآية فدعي عمر فقرئت عليه فقال : اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت التي في النساء( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ) فدعي فقرئت عليه ثم قال : اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت التي في المائدة( إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) ( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ) فدعي فقرئت عليه فقال : انتهينا انتهينا هذا لفظ الترمذي.

وأخرجه الحاكم (٢ / ٢٧٨) وعزاه في الدر (١ / ٢٥٢) لابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي والضياء في المختارة.

وانظر رقم (٤١٣)

[١٣٣] مرسل ، وسيأتي موصولاً برقم (١٣٤)

[١٣٤] أخرجه أبو داود في الوصايا (٢٨٧١).

والنسائي في الوصايا (٦ / ٢٥٦).

والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٨) وصححه ووافقه الذهبي. وابن جرير (٢ / ٢١٧).

وذكره السيوطي (ص ٤١) في لباب النقول.

٧٣

أخبرنا عبد الله بن محمد البَغوي ، حدثنا عثمان بن أبي شَيْبَة ، حدثنا جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :

لما أنزل اللهعزوجل :( وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) و( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً ) انطلق من كان عنده مال يتيم فعزل طعامه من طعامه ، وشرابه من شرابه ، وجعل يَفْضُلُ الشيء مِنْ طعامه فَيُحْبَسُ له حتى يأكله أو يَفْسُد ، واشتد ذلك عليهم ، فذكروا ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل اللهعزوجل :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ ) فَتَخْلِطُوا طعامهم بطعامكم وشرابهم بشرابكم.

[٦٨]

قوله تعالى :( وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ ) الآية. [٢٢١].

١٣٥ ـ أخبرنا أبو عثمان بن أبي عمرو الحافظ ، أخبرنا جدي [أخبرنا] أبو عمرو أحمد بن محمد الجُرَشي ، حدَّثنا إسماعيل بن قُتْيَبة ، حدَّثنا أبو خالد ، حدَّثنا بُكَيْر بن معروف ، عن مقاتل بن حيان قال :

نزلت في أبي مَرْثَد الغَنَوِي : استأذن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في عَنَاق أن يتزوجها ، وهي امرأة مسكينة من قريش ، وكانت ذات حظ من جمال ، وهي مشركة ، وأبو مرثد مسلم ، فقال : يا نبي الله ، إنها لتعجبني ، فأنزل اللهعزوجل ( وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ ) .

١٣٦ ـ أخبرنا أبو عثمان ، أخبرنا جدي ، أخبرنا أبو عمرو ، حدَّثنا محمد بن

__________________

وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٥٥) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه.

[١٣٥] مرسل ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤١) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم والواحدي وذكره في الدر (١ / ٢٥٦)

[١٣٦] إسناده حسن ، عمرو بن حماد : قال الحافظ في التقريب : صدوق رُمي بالرفض ، أسباط بن نصر : صدوق كثير الخطأ ، السدي : هو إسماعيل بن عبد الرحمن السدي : صدوق يهم ورمي بالتشيع ، أبو مالك اسمه غزوان : ثقة.

٧٤

يحيى ، حدَّثنا عمرو بن حماد(١) ، حدَّثنا أَسْبَاط ، عن السُّدِّي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس في هذه الآية قال :

نزلت في عبد الله بن رَوَاحَة ، وكانت له أمة سوداء ، وإنه غضب عليها فلطمها ، ثم إنه فَزَعَ فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبره خبرها ، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما هي يا عبد الله؟ فقال : يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هي تصوم وتصلّي وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله. فقال : يا عبد الله هذه مؤمنة. فقال عبد الله : فو الذي بعثك بالحق [نبياً] لأُعْتِقَنَّها ولأتزوجنها ففعل ، فطعن عليه ناسٌ من المسلمين فقالوا : نكح أمَةً! وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوهم رغبة في أحسابهم ، فأنزل الله تعالى فيهم :( وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ) الآية.

١٣٧ ـ وقال الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس :

إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعث رجلاً من غَنِيّ يقال له : مرثد بن أبي مرثد ، حليفاً لبني هاشم ، إلى مكة ليخرج نَاساً من المسلمين بها أُسَرَاء ، فلما قَدِمَها سمعت به امرأة يقال لها : عَنَاق ، وكانت خليلة له في الجاهلية ، فلما أسلم أعرض عنها ، فأتته فقالت : ويحك يا مرثد ألا نخلو؟ فقال لها : إن الإسلام قد حال بيني وبينك وحرمه علينا ، ولكن إن شئت تزوجتك ، إذا رجعت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، استأذنته في ذلك ثم تزوجتك. فقالت له أبي تتبرم؟ ثم استغاثت عليه فضربوه ضرباً شديداً ، ثم خلوا سبيله. فلما قضى حاجته بمكة انصرف إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، راجعاً وأعلمه الذي كان من أمره وأمر عناق وما لقي في سببها ، فقال : يا رسول الله أيحل لي أن أتزوجها؟ فأنزل الله ينهاه عن ذلك قوله :( وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ ) .

[٦٩]

قوله تعالى :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ) الآية. [٢٢٢].

__________________

وقد أخرجه بن جرير (٢ / ٢٢٣) عن السدي مرسلاً.

[١] هكذا بالأصل والصواب : عمرو بن حماد والتصويب من ابن جرير (٢ / ٢٢٣)

[١٣٧] إسناده ضعيف لضعف الكلبي.

٧٥

١٣٨ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي ، حدَّثنا محمد بن مِسْكَان ، حدَّثنا حيان ، حدَّثنا حماد ، أخبرنا ثابت ، عن أنس :

أن اليهود كانت إذا حاضت منهم امرأة أخرجوها من البيت ، فلم يُؤَاكِلُوهَا ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت ، فسئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذلك ، فأنزل اللهعزوجل :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ ) إلى آخر الآية.

رواه مسلم عن زهير بن حرب ، عن عبد الرحمن بن مَهْدِي ، عن حماد.

١٣٩ ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخَشَّاب ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، حدَّثنا أبو عِمْرَان موسى بن العباس الجُوَيْنِي ، حدَّثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد القَرْدُواني الحَرَّاني ، حدَّثني أبي ، عن سَابق بن عبد الله الرّقِّي ، عن خُصَيْف ، عن محمد بن المُنْكَدِر ، عن جابر [بن عبد الله] ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله تعالى :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً ) قال :

إن اليهود قالت : من أتى امرأته من دبرها كان ولده أَحْوَل ، فكان نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهم ، فجاءوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض ، وعما قالت اليهود ، فأنزل اللهعزوجل :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ

__________________

[١٣٨] أخرجه مسلم في كتاب الحيض (١٦ / ٣٠٢) ص ٢٤٦ ، وأخرجه أبو داود في الطهارة (٢٥٨) وفي النكاح (٢١٦٥) وأخرجه الترمذي في التفسير (٢٩٧٧ ـ ٢٩٧٧ م) وقال : حسن صحيح وأخرجه النسائي في الطهارة (١ / ١٨٧).

وفي التفسير (٥٧).

وفي عشرة النساء (٢١٥).

وابن ماجة في الطهارة (٦٤٤) ـ تحفة الأشراف (٣٠٨) ـ وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ٢٥٨) لأحمد وعبد بن حميد والدارمي وأبي يعلى وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وابن حبان والبيهقي في سننه.

[١٣٩] سيأتي برقم (١٤١)

٧٦

حَتَّى يَطْهُرْنَ ) يعني الاغتسال( فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ ) يعني القُبُل( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ* نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) فإنما الحرث حيث ينبت الولد ويخرج منه.

١٤٠ ـ وقال المفسرون : كانت العرب في الجاهلية إذا حاضت المرأة [منهم] لم يُؤاكلوها ولم يشاربوها ، ولم يساكنوها في بيت ، كفعل المجوس ، فسأل أبو الدَّحْدَاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن ذلك فقال : يا رسول الله ما نصنع بالنساء إذا حضن. فأنزل الله هذه الآية.

[٧٠]

قوله تعالى :( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ) الآية. [٢٢٣].

١٤١ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أخبرنا حاجب بن أحمد ، حدَّثنا عبد الرحيم بن مُنِيب ، حدَّثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن المنكدر ، أنه سمعَ جابرَ بن عبد الله يقول :

كانت اليهود تقول في الذي يأتي امرأته من دبرها في قبلها : إن الولد يكون أحول ، فنزل :( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) .

رواه البخاري عن أبي نعيم.

ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، كلاهما عن سفيان.

١٤٢ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أخبرنا أبو سعيد

__________________

[١٤٠] يتفق مع حديث أنس السابق برقم (١٣٨)

[١٤١] أخرجه البخاري في التفسير (٤٥٢٨) وأخرجه مسلم في النكاح (١١٧ / ١٤٣٥) ص ١٠٥٨ والترمذي في التفسير (٢٩٧٨) والنسائي في عشرة النساء (٩٣) ، وابن ماجة في النكاح (١٩٢٥) ، وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٣٥) من طريق الثوري وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٢).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ٢٦١) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد ووكيع وأبي داود وأبي نعيم في الحلية والبيهقي في سننه.

[١٤٢] إسناده صحيح : أخرجه أبو داود في النكاح (٢١٦٤) والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٩) وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٣٤) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٣) وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٦٣) ، لابن راهويه والدارمي وابن المنذر والطبراني والبيهقي في سننه.

٧٧

إسماعيل بن أحمد الخَلالي ، أخبرنا عبد الله بن زيد البجلي ، حدَّثنا أبو كُرَيب ، حدَّثنا المُحَارِبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبان بن مسلم ، عن مجاهد قال :

عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عَرْضات من فاتحة الكتاب إلى خاتمته ، أُوقِفُه عند كل آية منه فأسأله عنها حتى انتهى إلى هذه الآية :( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) فقال ابن عباس : إنّ هذا الحيّ من قريش كانوا يَشْرَحُون النساء [بمكة] ، ويتلذذون بهن مقبلات ومدبرات ، فلما قدموا المدينة تزوجوا من الأنصار ، فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بمكة ، فأنكرن ذلك وقلن : هذا شيء لم نكن نُؤَتى عليه. فانتشر الحديث حتى انتهى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى في ذلك :( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) قال : إن شئت مقبلة ، وإن شئت مدبرة ، وإن شئت باركة ، وإنما يعني بذلك موضع الولد للحرث. يقول : ائت الحرث حيث شئت.

رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه ، عن أبي زكريا الْعَنْبَرِي ، عن محمد بن عبد السلام ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن المُحَارِبي.

١٤٣ ـ أخبرنا سعيد بن محمد الحيّاني ، أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، أخبرنا أبو القاسم البَغَوي ، حدَّثنا علي بن جَعْد ، حدَّثنا شعْبَة ، عن محمد بن المُنْكِدر ، سمعت جابراً قال :

قالت اليهود : إن الرجل إذا أتى امرأته باركة كان الولد أحول ، فأنزل اللهعزوجل :( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ) الآية.

١٤٤ ـ أخبرنا سعيد بن محمد الحيّاني ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن

__________________

وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٣٤) ، وكذره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٣) وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٦٣) ، لابن راهويه والدارمي وابن المنذر والطبراني والبيهقي في سنته.

[١٤٣] أخرجه مسلم في النكاح (١١٩ / ١٤٣٥) ص ١٠٥٩.

وانظر الحديث رقم (١٤١)

[١٤٤] أخرجه مسلم في النكاح (١١٩ / ١٤٣٥) ص ١٠٥٩.

وقد سقط الزهري من إسناد المصنف ، فالإسناد عند مسلم : النعمان بن راشد عن الزهري عن محمد به.

وانظر الحديث رقم (١٤١)

٧٨

حمدون ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن الشَّرَقي ، حدَّثنا أبو الأزْهَر ، حدّثنا وهب بن جرير ، حدَّثنا أبو كريب ، قال : سمعت النعمان بن راشد [يحدث عن الزُّهْرِي] عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال :

قالت اليهود : إذا نكح الرجل امرأته مُجَبِّيَةً جاء ولدها أحول ، فنزلت( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) إن شاء مُجَبِّيَة وإن شاء غير مُجَبِّيَة ، غير أن ذلك في صمام واحد.

رواه مسلم عن هارون بن معروف ، عن وهب بن جرير.

قال الشيخ أبو حامد بن الشرقي : هذا حديث جليل يساوي مائة حديث ، لم يروه عن الزهري إلَّا النعمان بن راشد.

١٤٥ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الْمُطَوِّعِيُّ ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، أخبرنا أبو علي ، حدَّثنا زهير ، حدَّثنا يونس بن محمد ، حدَّثنا يعقوب القُمِّي ، حدَّثنا جعفر ، عن سعيد بن جُبَير ، عن ابن عباس قال :

جاء عمر بن الخطاب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : هلكت. فقال : وما الذي أهلكك؟ قال : حوّلت رَحْلِي الليلة ، قال : فلم يرد عليه شيئاً ، فأوحي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هذه الآية :( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) يقول : أقبل وأدبر ، واتق الدبر والحيضة.

١٤٦ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأصفهاني ، أخبرنا عبد الله بن محمد

__________________

[١٤٥] أخرجه الترمذي في كتاب التفسير (٢٩٨٠) وقال حسن غريب.

والنسائي في عشرة النساء (٩٤).

وأخرجه النسائي في التفسير (٦٠).

وأحمد في مسنده (١ / ٢٩٧).

وابن جرير (٢ / ٢٣٥).

والبيهقي في السنن (٧ / ١٩٨) والطبراني في الكبير (١٢ / ١٠ ـ ١١) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (٤٦٥) وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٢) ، وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٦٢) لعبد بن حميد وأبي يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والضياء في المختارة.

[١٤٦] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٣٤) ، وزاد السيوطي نسبته من الدر (١ / ٢٦٧) لابن أبي شيبة.

وأخرج الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٩) مثله من قول ابن عباس وصححه ووافقه الذهبي.

٧٩

الحافظ ، حدَّثنا أبو يحيى الرازي ، حدَّثنا سهل بن عثمان ، حدَّثنا المحاربي عن ليث ، عن أبي صالح ، عن سعيد بن المسيب ، أنه سئل عن قوله :( فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) قال : نزلت في العزل.

١٤٧ ـ وقال ابن عباس في رواية الكلبي :

نزلت في المهاجرين لما قدموا المدينة ذكروا إتيان النساء فيما بينهم ، والأنصار واليهود من بين أيديهن ومن خلفهن ، إذا كان المأتي واحداً في الفرج ، فعابت اليهود ذلك إلا من بين أيديهن خاصة ، وقالوا : إنا لنجد في كتاب الله في التوراة أنّ كل إتيان يؤتي النساء غير مستلقيات دَنَسٌ عند الله ومنه يكون الحول والخبل. فذكر المسلمون ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقالوا : إنا كنا في الجاهلية وبعد ما أسلمنا نأتي النساء كيف شئنا. وإن اليهود عابت علينا ذلك وزعمت لنا كذا وكذا. فأكذب الله تعالى اليهود ونزل عليه يرخص لهم( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ) يقول : الفرج مزرعة للولد( فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) يقول : كيف شئتم من بين يديها ومن خلفها في الفرج.

[٧١]

قوله تعالى :( وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ ) . [٢٢٤].

١٤٨ ـ قال الكلبي : نزلت في عبد الله بن رَوَاحَة ينهاه عن قطيعة خَتِنَه بشير بن النعمان ، وذلك أن ابن رَوَاحَة حلَف أن لا يدخل عليه أبداً ، ولا يكلمه ، ولا يصلح بينه وبين امرأته ، ويقول : قد حلفت بالله أن لا أفعل ولا يحل [لي] إلا أن أبَرَّ في يميني فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٧٢]

قوله تعالى :( لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ) الآية. [٢٢٦].

١٤٩ ـ أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ، حدَّثنا محمد بن يعقوب ، حدَّثنا

__________________

[١٤٧] انظر الأحاديث السابقة.

[١٤٨] الكلبي ضعيف.

[١٤٩] أخرجه الطبراني في الكبير (١١ / ١٥٨) والبيهقي في السنن (٧ / ٣٨١) وأخرجه سعيد بن منصور

٨٠

إبراهيم بن مرزوق ، حدَّثنا مسلم بن إبراهيم ، حدَّثنا الحارث بن عبيد ، حدَّثنا عامر الأحول ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال :

كان إيلاء أهل الجاهلية السنة والسنتين وأكثر من ذلك ، فَوَقَّتَ الله أربعة أشهر ، فمن كان إيلاؤُه أقل من أربعة أشهر فليس بإيلاء.

١٥٠ ـ وقال سعيد بن المُسَيَّب : كان الإيلاء [من] ضرار أهل الجاهلية : كان الرجل لا يريد المرأة ولا يحب أن يتزوّجها غيره ، فيحلف أن لا يقربها أبداً ، وكان يتركها كذلك لا أيماً ولا ذات بعل ، فجعل الله تعالى الأجلَ الذي يعلم به ما عند الرجل في المرأة أربعة أشهر ، وأنزل الله تعالى :( لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ) الآية.

[٧٣]

قوله تعالى :( الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ ) الآية. [٢٢٩].

١٥١ ـ أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي ، حدَّثنا محمد بن يعقوب ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه :

كان الرجل إذا طلّق امرأته ثم ارتجعها قبل أن تنقضي عدتها كان ذلك له ، وإن طلقها ألف مرة ، فعمد رجل إلى امرأة له فطلقها ثم أمهلها حتى إذا شارَفَتْ انقضاء عدتها ارتجعها ثم طلقها ، وقال : والله لا آويك إليّ ولا تحلين أبداً. فأنزل اللهعزوجل :( الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ ) .

١٥٢ ـ أخبرنا أبو بكر التَّمِيمِي ، أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن

__________________

في سننه (١٨٨٤). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٥ / ١٠).

وعزاه في الدر (١ / ٢٧٠) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي والخطيب في تالي التلخيص.

[١٥٠] بدون سند.

[١٥١] أخرجه الترمذي في كتاب الطلاق (١١٩٢ مكرر) وأخرجه مالك في الموطأ ص ٥٨٨ وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٧٦) ـ وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ٢٧٧) للشافعي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه.

[١٥٢] أخرجه الترمذي في الطلاق (١١٩٢) وسياقه أتم ، وأعقبه بحديث مثله عن هشام بن عروة ولم

٨١

المرزبان [الأَبْهَري] حدَّثنا محمد بن إبراهيم الحَزَوَّرِي ، حدَّثنا محمد بن سليمان ، حدَّثنا يَعْلَى المكي مولى آل الزبير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة :

أنها أتتها امرأة فسألتها عن شيء من الطلاق. قالت : فذكرتُ ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالت فنزلت :( الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ ) .

[٧٤]

قوله تعالى :( وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَ ) الآية. [٢٣٢].

١٥٣ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر [بن] الغازي ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ ، أخبرني أحمد بن محمد بن الحسين ، حدَّثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ، حدَّثنا أبي ، حدَّثنا إبراهيم بن طهمان ، عن يونس بن

__________________

يذكر فيه عن عائشة وقال : وهذا أصح من حديث يعلى بن شبيب ا. ه.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠) وصححه ووافقه الذهبي قلت : في تصحيح هذا الحديث نظر لأن في إسناده عند الحاكم يعلى بن شبيب ، وقد قال الحافظ في التقريب (٢ / ٣٧٨) : لين الحديث ، والحديث أخرجه البيهقي في السنن (٧ / ٣٣٣) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٤) ، وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٧٧) لابن مردويه.

[١٥٣] أخرجه البخاري في كتاب التفسير (٤٥٢٩) وأخرجه في كتاب النكاح (٥١٣٠) وأخرجه في كتاب الطلاق (٥٣٣٠ ـ ٥٣٣١) ، وأخرجه أبو داود في النكاح (٢٠٨٧) والترمذي في التفسير (٢٩٨١).

والنسائي في التفسير (٦٢).

والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٨٠) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وتعقبه الذهبي بقوله : (الفضل بن دلهم ضعفه ابن معين وقواه غيره).

وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٩٧) ـ وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وعزاه للبخاري وأبي داود والترمذي وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه ، قلت : الحديث ليس عند ابن ماجة فلعله سهو منه والله أعلم.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٦).

وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٨٦) لوكيع وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي.

٨٢

عبيد ، عن الحسن أنه قال في قول اللهعزوجل :( فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا ) الآية. قال :

حدَّثني مَعْقِل بن يَسَار أنها نزلت فيه. قال : كنتُ زوَّجت أختاً لي من رجل ، فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها ، فقلت له : زوّجتك وأَفْرَشْتُك وأكرمتك فطلقتها ثم جئت تخطبها ، لا والله لا تعود إليها أبداً. قال : وكان رجلاً لا بأس به ، فكانت المرأة تريد أن ترجع إليه ، فأنزل اللهعزوجل هذه الآية ، فقلت : الآن أفْعَلُ يا رسول الله ، فزوجتها إِياه.

رواه البخاري عن أحمد بن حفص.

١٥٤ ـ أخبرنا الحاكم أبو منصور محمد بن محمد المَنْصُوري ، حدَّثنا علي بن عمر بن مهدي ، حدَّثنا محمد بن عمرو [بن] البختري ، حدَّثنا يحيى بن جعفر ، حدَّثنا أبو عامر العُقَدِي ، حدَّثنا عباد بن راشد ، عن الحسن قال : حدَّثني مَعْقِل بن يَسَار قال :

كانت لي أخت فَخُطِبَت إِليَّ : وكنت أَمْنَعُها الناسَ ، فأتاني ابن عم لي فخطبها فأنكحتها إياه ، فاصطحبها ما شاء الله ، ثم طلقها طلاقاً له رجعة ، ثم تركها حتى انقضت عدتها ، فخطبها مع الخُطَّاب ، فقلت : مَنَعْتُها الناسَ وزوجتك إياها ، ثم طلقتها طلاقاً له رجعة ، ثم تركتها حتى انقضت عدتها ، فلما خطبت إليّ أتيتني تخطبها ، لا أزوجك أبداً ، فأنزل الله تعالى :( وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَ ) الآية. فكفرت عن يميني وأنكحتها إياه.

١٥٥ ـ أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم النَّصْرَاباذيّ حدَّثنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن مَاسِي البَزَّاز ، حدَّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري ، حدَّثنا حَجَّاج بن مِنْهَال ، حدَّثنا مبارك بن فضالة ، عن الحسن :

أن مَعْقِل بن يَسَار زوّج أخته من رجل من المسلمين ، وكانت عنده ما كانت ،

__________________

[١٥٤] أخرجه ابن جرير (٢ / ٢٩٧) من طريق عباد بن راشد.

وانظر السابق. وهو في تفسير النسائي (٦١) من طريق عباد بن راشد.

[١٥٥] انظر الحديث رقم (١٥٣)

٨٣

فطلقها تطليقة ثم تركها ومضت العدة فكانت أحقّ بنفسها ، فخطبها مع الخطاب فرضيتْ أن ترجع إليه ، فخطبها إلى مَعْقِل بن يَسَار ، فغضب معقل وقال : أكرمتك بها فطلقتها ، لا والله لا ترجع إليك بعدها.

قال الحسن : علم الله حاجة الرجل إلى امرأته وحاجة المرأة إلى بعلها ، فأنزل الله تعالى في ذلك القرآن :( وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ) إلى آخر الآية.

قال : فسمع ذلك مَعْقِل بن يسار فقال : سمعاً لربي وطاعة ، فدعا زوجها فقال : أزوجك وأكرمك. فزوجها إياه.

١٥٦ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الشاهد ، أخبرنا جدي ، أخبرنا أبو عمرو الحِيرِي ، حدَّثنا محمد بن يحيى ، حدَّثنا عمرو بن حماد ، حدَّثنا أسباط ، عن السُّدِّي عن رجاله قال :

نزلت في جابر بن عبد الله الأنصاري ، كانت له بنت عم فطلقها زوجها تطليقة ، فانقضت عدتها ثم رجع يريد رجعتها فأبى جابر ، وقال : طلقت ابنة عمنا ثم تريد أن تنكحها [الثانية]؟ وكانت المرأة تريد زوجها قد رضيت به ، فنزلت فيهم الآية.

[٧٥]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ ) الآية [٢٤٠].

١٥٧ ـ أخبرني أبو عمر محمد بن عبد العزيز المروزي في كتابه ، أخبرنا أبو الفضل [محمد بن الحسين] الحدادي ، أخبرنا محمد بن يحيى بن خالد ، أخبرنا

__________________

[١٥٦] أخرجه ابن جرير (٢ / ٢٩٨) ، وذكر هذا القول ابن كثير في تفسيره وقال : والصحيح الأول أي حديث معقل.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٧).

وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٨٧) لابن المنذر.

[١٥٧] مرسل ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٨) وعزاه لإسحق بن راهويه في تفسيره.

٨٤

إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : حدثت عن [مقاتل] بن حيان في هذه الآية :

ذاك أن رجلاً من أهل الطائف قدم المدينة وله أولاد رجال ونساء ، ومعه أبواه وامرأته ، فمات بالمدينة ، فرفع ذلك إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأعطى الوالدين ، وأعطى أولاده بالمعروف ، ولم يعط امرأته شيئاً ، غير أنه أمرهم أن ينفقوا عليها من تركة زوجها إلى الحول.

[٧٦]

قوله تعالى :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ) [٢٥٦].

١٥٨ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر المزكي ، أخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال : حدَّثنا يحيى بن حكيم ، حدَّثنا ابن أبي عدي عن شُعْبَة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جُبَيْر ، عن ابن عباس قال :

كانت المرأة من نساء الأنصار تكون مِقْلَاةً فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تُهَوِّدَه فلما أُجْلِيَت النَّضِير كان فيهم من أبناء الأنصار ، فقالوا : لا ندع أبناءنا. فأنزل الله تعالى :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ ) . الآية.

١٥٩ ـ أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ، حدَّثنا محمد بن يعقوب ، حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدَّثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله تعالى :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ) قال :

كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد ، فتحلف لئن عاش لها ولد لَتُهَوِّدَنَّهُ ، فلما أُجْلِيَتْ بنو النَّضِير إِذَا فيهم أناس من [أبناء] الأنصار ، فقالت

__________________

[١٥٨] أخرجه أبو داود في الجهاد (٢٦٨٢).

والنسائي في التفسير (٦٨).

وابن جرير في تفسيره (٣ / ١٠).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٩).

وزاد نسبته في الدر (١ / ٣٢٩) لابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وابن مندة في غرائب شعبة وابن حبان وابن مردويه والضياء في المختارة.

[١٥٩] انظر الحديث السابق.

٨٥

الأنصار : يا رسول الله ، أبناؤنا ، فأنزل الله تعالى :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ) .

قال سعيد بن جبير : فمن شاء لحق بهم ، ومن شاء دخل في الإسلام.

١٦٠ ـ وقال مجاهد : نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار كان له غلام أسود يقال له : صُبَيح ، وكان يكرهه على الإسلام.

١٦١ ـ وقال السُّدِّي : نزلت في رجل من الأنصار يكنى أَبا الحُصَين ، وكان له ابنان ، فقدم تجار الشام إلى المدينة يحملون الزيت ، فلما أرادوا الرجوع من المدينة أتاهم ابنا أبي الحصين فدعوهما إلى النصرانية ، فتنصرا وخرجا إلى الشام ، فأخبر أبو الحصين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أطلبهما ، فأنزل اللهعزوجل :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبعدهما الله ، هما أول من كفر. قال : وكان هذا قبل أن يؤمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بقتال أهل الكتاب ، ثم نسخ قوله :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ) وأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة.

١٦٢ ـ وقال مسروق : كان لرجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ابنان ، فتنصرا قبل أن يبعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قدما المدينة في نفر من النصارى يحملون الطعام ، فأتاهما أبوهما ، فلزمهما وقال : والله لا أدعكما حتى تسلما ، فأبيا أن يسلما ، فاختصموا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أيدخل بعضي النار وأنا أنظر؟ فأنزل اللهعزوجل :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ ) فخلى سبيلهما.

١٦٣ ـ أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم المقري ، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عَبْدُوس ، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محفوظ ، حدَّثنا عبد الله بن هاشم ، حدَّثنا عبد الرحمن بن مَهْدِيّ ، عن سفيان ، عن خصيف ، عن مجاهد قال :

__________________

[١٦٠] مرسل.

[١٦١] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (٣ / ١٠)

[١٦٢] مرسل.

[١٦٣] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (٣ / ١١)

٨٦

كان ناس مسترضعين في اليهود : قُرَيْظَةَ والنَّضِير ، فلما أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بإجلاء بني النضير ، قال أبناؤهم من الأوس الذين كانوا مسترضعين فيهم : لنذهبن معهم ، ولنَدينَنَّ بدينهم ، فمنعهم أهلهم وأرادوا أن يكرهوهم على الإسلام ، فنزلت :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ) الآية.

[٧٧]

قوله تعالى :( وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ) الآية [٢٦٠].

ذكر المفسرون السبب في سؤال إبراهيم ربه أن يريه إحياء الموتى :

١٦٤ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا شعبة بن محمد ، أخبرنا مكي بن عبدان ، حدَّثنا أبو الأزهر ، حدَّثنا روح ، حدَّثنا سعيد ، عن قتادة قال :

ذكر لنا : أن إبراهيم أتى على دابة ميتة وقد توزعتها دواب البر والبحر ، فقال : رب أرني كيف تحيي الموتى؟

١٦٥ ـ وقال الحسن ، وعطاء الخراساني ، والضحاك ، وابن جريج : [إن إبراهيم الخليل مر على دابة ميتة ، قال ابن جريح] : كانت جيفة حمار بساحل البحر. قال عطاء : بحيرة طبرية. قالوا : فرآها وقد توزَّعتها دواب البر والبحر ، فكان إذا مَدَّ البحرُ جاءت الحيتان ودواب البحر فأكلت منها ، فما وقع منها يصير في الماء ، وإذا جَزَرَ البحرُ جاءت السباع فأكلت منها ، فما وقع منها يصير تراباً ، فإذا ذهبت السباع جاءت الطير فأكلت منها ، فما سقط قطعته الريح في الهواء. فلما رأى ذلك إبراهيم تعجب منها ، وقال : يا رب قد علمت لتجمعنها ، فأرني كيف تحييها لأعاين ذلك.

١٦٦ ـ وقال ابن زيد : مرَّ إبراهيم بحوت ميت ، نصفه في البر ونصفه في (١) ص : إبراهيم.

__________________

[١٦٤] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (٣ / ٣٣)

[١٦٥] مرسل.

[١٦٦] مرسل.

٨٧

البحر ، فما كان في البحر فدواب البحر تأكله ، وما كان منه في البر فدواب البر تأكله ، فقال له إِبليس الخبيث : متى يجمع الله هذه الأجزاء من بطون هؤلاء؟ فقال :( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) بذهاب وسوسة إبليس منه.

١٦٧ ـ أخبرنا أبو نعيم الأصفهاني فيما أذن لي في روايته ، حدَّثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدَّثنا محمد بن سهل ، حدَّثنا سلمة بن شبيب ، حدَّثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان ، حدَّثنا أبي قال :

كنت جالساً مع عكرمة عند الساحل ، فقال عكرمة : إن الذين يغرقون في البحار تَقَسَّمُ الحيتان لحومهم ، فلا يبقى منهم شيء إلا العظام ، فتلقيها الأمواج على البر فتصير حائلَةً نَخِرَةً ، فتمر بها الإبل فتأكلها فتبعر ، ثم يجيء قوم فيأخذون ذلك البعر فيوقدون فتخمد تلك النار ، فتجيء ريح فتسفي ذلك الرماد على الأرض ، فإذا جاءت النفخة خرج أولئك وأهل القبور سواء ، وذلك قوله تعالى :( فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ ) .

١٦٨ ـ وقال محمد بن إسحاق بن يسار : إِن إبراهيم لما احتج على نمرود فقال : ربي الذي يحيي ويميت. وقال نمروذ أنا أحيي وأميت ، ثم قتل رجلاً وأطلق رجلاً قال : قد أمت ذلك وأحييت هذا. قال له إِبراهيم : فإن الله يحيي بأن يرد الروح إلى جسد ميت ، فقال له نمروذ : هل عاينت هذا الذي تقوله؟ فلم يقدر أن يقول : نعم رأيته ، فانتقل إلى حجة أخرى ، ثم سأل ربه أن يريه إِحياء الموتى لكي يطمئن قلبه عند الاحتجاج ، فإنه يكون مخبراً عن مشاهدة وعيان.

١٦٩ ـ وقال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والسدي : لما اتخذ الله إِبراهيم خليلاً استأذن ملك الموت ربه أن يأتي إبراهيم فيبشره بذلك ، فأتاه فقال : جئتك

__________________

[١٦٧] إسناده ضعيف : إبراهيم بن الحكم بن أبان ضعيف تقريب [١ / ٣٤].

[١٦٨] مرسل.

[١٦٩] أخرجه ابن جرير عن السدي (٣ / ٣٣) وهو مرسل.

ولم يذكر سنده إلى ابن عباس.

٨٨

أبشرك بأن الله تعالى اتخذك خليلاً ، فحمد اللهعزوجل وقال : ما علامة ذلك؟ فقال : أن يجيب الله دعاءك ، ويحيي الموتى بسؤالك ، ثم انطلق وذهب ، فقال إِبراهيم : رب أرني كيف تحيي الموتى؟ قال : أو لم تؤمن؟ قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي بعلمي أنك تجيبني إذا دعوتك ، وتعطيني إذا سألتك ، وأنك اتخذتني خليلاً.

[٧٨]

قوله تعالى :( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ) الآية [٢٦٢].

١٧٠ ـ قال الكلبي : نزلت في عثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عَوْف ، أما عبد الرحمن بن عوف فإنه جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بأربعة آلاف درهم صدقة ، فقال : كان عندي ثمانية آلاف درهم فأمسكت منها لنفسي وعيالي أربعة آلاف درهم ، وأربعة آلاف أقرضتها ربي. فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : بارك الله لك فيما أمسكت ، وفيما أعطيت.

وأما عثمانرضي‌الله‌عنه فقال : عليَّ جِهَازُ من لا جِهَازَ له في غزوة «تبوك» ، فجهز المسلمين بألف بعير بأَقْتَابِها وأَحْلَاسِهَا ، وتصدق بِرُومَة ـ رَكِيَّة كانت له ـ على المسلمين ، فنزلت فيهما هذه الآية.

١٧١ ـ وقال أبو سعيد الخُدْري : رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رافعاً يده يدعو لعثمان ويقول : يا رب ، إن عثمان بن عفان رضيتُ عنه فارض عنه. فما زال رافعاً يده حتى طلع الفجر ، فأنزل الله تعالى فيه :( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ) الآية.

[٧٩]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ ) الآية. [٢٦٧].

__________________

[١٧٠] الكلبي ضعيف.

[١٧١] بدون إسناد ـ ولم أهتد إلى تخريجه.

٨٩

١٧٢ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الصَّيْدَلَاني ، حدَّثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن نعيم ، حدَّثنا أحمد بن سهل بن حَمْدَويه ، حدَّثنا قيس بن أنيف ، حدَّثنا قتيبة بن سعيد ، حدَّثنا حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر قال :

أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بزكاة الفطر بصاع من تمر ، فجاء رجل بتمر رديء فنزل القرآن :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ) .

١٧٢١ م ـ أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد الواعظ ، أخبرنا عبد الله بن حامد الأصفهاني ، حدَّثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ، حدَّثنا أحمد بن موسى الجمار ، حدَّثنا عمرو بن حماد بن طلحة ، حدَّثنا أسباط بن نصر ، عن السدي ، عن عدي بن ثابت ، عن البَرَاء قال :

نزلت هذه الآية في الأنصار ، كانت تُخْرِجُ ـ إذا كان جذَاذُ النَّخْل ـ من حيطانها أَقْنَاء من التمر والبُسْر ، فيعلقونها على حبل بين أسطوانتين في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيأكل منه فقراء المهاجرين ، وكان الرجل يعمد فيدخل قنو الحشف وهو يظن أنه جائز عنه في كثرة ما يوضع من الأقناء ، فنزل فيمن فعل ذلك : وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ يعني القِنْوَ الذي فيه حَشَفٌ ولو أهدي إليكم ما قبلتموه.

__________________

[١٧٢] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٨٣ ـ ٢٨٤) وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

وعزاه في الدر (١ / ٣٤٥) للحاكم.

[١٧٢١] م أخرجه ابن ماجة في الزكاة (١٨٢٢) من طريق أسباط به.

وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير (٢٩٨٧) من طريق أبي مالك الغفاري عن البراء ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٨٥) وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن جرير (٣ / ٥٥).

وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية. والسيوطي في لباب النقول (ص ٥٠).

وزاد نسبته في الدر (١ / ٣٤٥) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي.

٩٠

[٨٠]

قوله تعالى :( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ ) الآية. [٢٧١].

١٧٣ ـ قال الكلبي : لما نزل قوله تعالى( وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ ) الآية. قالوا : يا رسول الله ، صدقة السر أفضل أم صدقة العلانية؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٨١]

قوله تعالى :( لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ ) الآية. [٢٧٢].

١٧٣١ م ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد بن مسلم ، حدَّثنا سهل بن عثمان العسكري ، حدَّثنا جرير ، عن أشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جُبَيْر قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تَصَدَّقوا إلا على أهل دينكم» فأنزل الله تعالى :( لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ ) فقال رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وسلم : تصدقوا على أهل الأديان.

١٧٤ ـ أخبرنا أحمد ، حدَّثنا عبد الله ، حدَّثنا عبد الرحمن ، حدَّثنا سهل ، حدَّثنا ابن نمير ، عن الحجاج ، عن سلمان المكي ، عن ابن الْحَنَفِيَّة قال :

كان المسلمون يكرهون أن يتصدقوا على فقراء المشركين حتى نزلت هذه الآية ، فأمروا أن يتصدقوا عليهم.

١٧٤١ م ـ وقال الكلبي : اعتمر رسول الله عُمْرَة القضاء ، وكانت معه في تلك العمرة أسماء بنت أبي بكر ، فجاءتها أمها قُتَيْلة وجدّتها يسألانها ، وهما مشركتان ، فقالت : لا أعطيكما شيئاً حتى أستأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإنكما لستما على ديني.

__________________

[١٧٣] الكلبي متهم بالكذب.

[١٧٣١] م مرسل.

[١٧٤] مرسل.

[١٧٤١] م الكلبي متهم بالكذب ـ ومرت ترجمته في رقم (١٠)

٩١

فاستأمرته في ذلك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. فأمرها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعد نزول هذه الآية ، أن تصدَّق عليهما ، فأعطتهما ووصلتهما.

قال الكلبي : ولها وجه آخر ، وذلك أن ناساً من المسلمين كانت لهم قرابة وأصهار ورضاع في اليهود ، وكانوا ينفعونهم قبل أن يسلموا ، فلما أسلموا كرهوا أن ينفعوهم وأرادوهم على أن يسلموا ، فاستأمروا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت هذه الآية ، فأعطوهم بعد نزولها.

[٨٢]

قوله تعالى :( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) الآية. [٢٧٤].

١٧٥ ـ أخبرنا [أبو إبراهيم] إسماعيل بن إبراهيم النَّصْرابَادي ، أخبرنا عمرو بن نجيد ، أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل ، حدَّثنا هشام بن عمار ، حدَّثنا محمد بن شعيب ، عن ابن مهدي ، عن يزيد بن عبد الله بن عَرِيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال :

نزلت هذه الآية :( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) في أصحاب الخيل ، وقالصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الشياطين لا تخبل أحداً في بيته فرس عتيق من الخيل.

__________________

[١٧٥] إسناده ضعيف : قال السيوطي في لباب النقول (ص ٥١) بعد أن ذكر هذه الآية وهذا الحديث : يزيد وأبوه مجهولان أ. ه.

قلت : جاء في لسان الميزان (ج ٣ ص ٣١٥) في ترجمة عبد الله بن عريب المليكي :

أخرج ابن مندة في المعرفة من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج عن بقية عنه [أي عن عبد الله بن عريب المليكي] عن أبيه عن جده رفعه : لن يخبل الشيطان أحداً في داره فرس عتيق ، وأخرجه ابن قانع من طريق أبي حيوة عن سعيد بن سنان عن عمرو بن عريب عن أبيه عن جده ، وأخرج الطبراني من طريق أبي جعفر النفيلي عن سعيد بن سنان عن يزيد بن عبد الله بن عريب عن أبيه عن جده حديثاً آخراً في الخيل.

قال العلائي : هذا اختلاف شديد مع ما في روايته من الجهالة يعني عبد الله ويزيد وعمراً. أه. وانظر طبقات ابن سعد (٧ / ٢ / ١٤٧) ، الإصابة (٢ / ٤٧٩)

٩٢

وهذا قول أبي أمامة وأبي الدَّرْداء ومَكْحُول ، والأوْزَاعي ، ورَبَاح بن زيد قالوا : هم الذين يربطون الخيل في سبيل الله تعالى ، ينفقون عليها بالليل والنهار سراً وعلانية. نزلت فيمن لم يرتبطها خيلاء ولا لِضَمار.

١٧٦ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرني الحسين بن محمد الدِّينوري ، حدَّثنا عمر بن محمد بن عبد الله النَّهْرَوَاني ، حدَّثنا علي بن محمد بن مهْرَوَيه القزويني ، حدَّثنا علي بن داود القَنْطَرِيّ ، حدَّثنا عبد الله بن صالح ، حدَّثني أبو شريح ، عن قيس بن الحجاج ، عن حَنَش بن عبد الله الصَّنْعَاني ، أنه قال : حدث ابن عباس في هذه الآية :( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) قال : في علف الخيل.

ويدل على صحة هذا ما :

١٧٧ ـ أخبرنا أبو إسحاق القري ، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس ، أخبرنا أبو العباس عبد الله بن يعقوب الكِرْمَاني ، حدَّثنا محمد بن زكريا الكِرْمَاني ، حدَّثنا وكيع ، حدَّثنا عبد الحميد بن بهرام ، عن شَهْر بن حَوْشَب ، عن أسماء بنت يزيد ، قالت :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ارتبط فرساً في سبيل الله فأنفق عليه احتساباً ، كان شبعه وجوعه وريه وظَمؤُه وبوله ورَوْثُه ، في ميزانه يوم القيامة».

__________________

[١٧٦] إسناده حسن.

حنش بن عبد الله الصنعاني : ثقة ، تقريب [١ / ٢٠٥].

قيس بن الحجاج : صدوق ، تقريب [٢ / ١٢٨].

أبو شريح هو عبد الرحمن بن شريح : ثقة فاضل [تقريب ١ / ٤٨٤].

عبد الله بن صالح كاتب الليث : صدوق كثير الغلط تقريب [١ / ٤٢٣].

علي بن داود القنطري : صدوق ، تقريب [٢ / ٣٦].

وعزاه في الدر (١ / ٣٦١) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والواحدي.

[١٧٧] إسناده ضعيف : شهر بن حوشب : قال الحافظ في التقريب : صدوق كثير الإرسال والأوهام وذكره ابن حبان في المجروحين (١ / ٣٥٧).

والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (١٢ / ٤٨٢) وأحمد (٦ / ٤٥٨) وعنده زيادة «ومن ارتبط فرساً رياء وسمعة كان ذلك خسراناً في ميزانه يوم القيامة».

٩٣

١٧٨ ـ وأخبرنا أبو إسحاق ، أخبرنا أبو عمرو الفُرَاتي ، أخبرنا أبو موسى عمران بن موسى ، حدَّثنا سعيد بن عثمان الجَزَرِي ، حدَّثنا فارس بن عمر ، حدَّثنا صالح بن محمد ، حدَّثنا سليمان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن يزيد عن مكحول ، عن جابر قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «المنفق في سبيل الله على فرسه كالباسط كفيه بالصدقة».

١٧٩ ـ أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن الكاتب ، أخبرنا محمد بن أحمد بن شاذَان الرَّازي ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، حدَّثنا أبو سعيد الأشَج ، حدَّثنا زيد بن الحُبَاب ، أخبرنا رجاء بن أبي سلمة ، عن سليمان بن موسى الدمشقي ، عن عَجْلان بن سهل الباهلي ، قال :

سمعت أبا أمامة الباهلي يقول : من ارتبط فرساً في سبيل الله لم يرتبطه رياء ولا سمعة ، كان من( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ ) الآية.

قول آخر :

١٨٠ ـ [أخبرنا أبو بكر التميمي ، أخبرنا أبو محمد بن حيان ، حدَّثنا] محمد بن يحيى بن مالك الضَّبِّي ، حدَّثنا محمد بن إسماعيل الجُرْجَاني ، حدَّثنا عبد الرزاق ، حدَّثنا عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله :( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) قال : نزلت في علي بن أبي

__________________

[١٧٨] في إسناده انقطاع : مكحول لم يسمع جابر.

[١٧٩] إسناده ضعيف : عجلان بن سهل الباهلي : قال ابن حبان منكر الحديث مجروحين [٢ / ١٩٣] وقال البخاري روى عنه سليمان بن موسى ولم يصح حديثه ، سليمان بن موسى قال الحافظ في التقريب : في حديثه بعض لين وخلط قبل موته [تقريب ١ / ٣٣١].

والحديث عزاه السيوطي في الدر (١ / ٣٦٣) لابن المنذر وابن أبي حاتم والواحدي.

[١٨٠] إسناده ضعيف : عبد الوهاب بن مجاهد متروك [تقريب ١ / ٥٢٨] وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وعزاه لابن مردويه ـ وعزاه السيوطي في الدر (١ / ٣٦٣) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن عساكر.

٩٤

طالب ، كان عنده أربعة دراهم فأنفق بالليل واحداً ، وبالنهار واحداً ، وفي السر واحداً ، وفي العلانية واحداً.

١٨١ ـ أخبرنا أحمد بن الحسن الكاتب ، حدَّثنا محمد بن أحمد بن شَاذان ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، حدَّثنا أبو سعيد الأشَجّ ، حدَّثنا يحيى بن يمان ، عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، قال :

كان لعليرضي‌الله‌عنه أربعة دراهم ، فأنفق درهما بالليل ، ودرهماً بالنهار ، ودرهماً سراً ، ودرهماً علانية ، فنزلت :( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) .

١٨٢ ـ وقال الكلبي : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، لم يكن يملك غير أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلاً ، وبدرهم نهاراً ، وبدرهم سراً ، وبدرهم علانية ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما حملك على هذا؟ قال : حملني أن أستوجب على الله الذي وعدني ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أَلا إِنَّ ذلك لك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٨٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا ) . [٢٧٨]

(١٨٣) ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، أخبرنا أبو يعلى ، حدَّثنا أحمد بن الأخنس ، حدَّثنا محمد بن فضيل ، حدَّثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس :

بلغنا ـ والله أعلم ـ أن هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عمير بن عوف ، من

__________________

[١٨١] إسناده ضعيف : عبد الوهاب بن مجاهد متروك.

[١٨٢] الكلبي ضعيف ـ وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٥١) لعبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني بسند ضعيف.

[١٨٣] إسناده ضعيف لضعف الكلبي.

وعزاه السيوطي في اللباب (ص ٥١) لأبي يعلى وابن مندة من طريق الكلبي.

٩٥

ثَقِيف ، وفي بني المُغِيرَة ، من بني مَخْزُوم ، وكانت بنو المغيرة يُرْبُون لِثَقِيف ، فلما أظهر الله تعالى رسوله على مكة وضع يومئذ الربا كلّه فأتى بنو عمرو بن عمير ، وبنو المغيرة إلى عَتَّاب بن أسيد ، وهو على مكة ، فقال بنو المغيرة : ما جعلنا أشقى الناس بالربا؟ وضع عن الناس غيرنا. فقال بنو عمرو بن عمير : صُولِحْنَا على أن لنا رِبَانا. فكتب عتّاب في ذلك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت هذه الآية والتي بعدها :( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ) فعرف بنو عمرو أن لا يَدَانِ لهم بحرب من الله ورسوله. يقول الله تعالى :( وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ ) فتأخذون أكثر( وَلا تُظْلَمُونَ ) فتُبْخَسُون منه.

١٨٤ ـ وقال عطاء ، وعكرمة : نزلت هذه الآية في العباس بن عبد المطلب ، وعثمان بن عفان ، وكانا قد أسلفنا في التمر ، فلما حضر الجذاذ قال لهما صاحب التمر : لا يبقى لي ما يكفي عيالي إذا أنتما أخذتما حظّكما كله ، فهل لكما أن تأخذا النصف [وتؤخرا النصف] وأضعف لكما؟ ففعلا. فلما حلّ الأجل طلبا الزيادة ، فبلغ ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنهاهما وأنزل الله تعالى هذه الآية ، فسمعا وأطاعا وأخذا رؤوس أموالهما.

١٨٥ ـ وقال السُّدِّي : نزلت في العباس ، وخالد بن الوليد ، وكانا شريكين في الجاهلية ، يسلفان في الربا ، فجاء الإسلام ولهما أموال عظيمة في الربا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا إن كلَّ ربا مِنْ ربا الجاهلية مَوْضُوع وأول ربا أَضَعُهُ ربا العباس بن عبد المطلب.

[٨٤]

قوله تعالى :( وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ ) . [٢٨٠].

١٨٦ ـ قال الكلبي : قالت بنو عمرو بن عمير لبني المغيرة : هاتوا رؤوس أموالنا ولكن الربا ندعه لكم ، فقالت بنو المغيرة : نحن اليوم أهل عسرة فأخرونا

__________________

[١٨٤] مرسل.

[١٨٥] عزاه السيوطي في الدر (١ / ٣٦٦) لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[١٨٦] الكلبي ضعيف.

٩٦

إلى أن تدرك الثمرة ، فأبوا أن يؤخروهم ، فأنزل الله تعالى :( وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ ) الآية.

[٨٥]

قوله تعالى :( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ) . [٢٨٥].

١٨٧ ـ أخبرنا الإمام أبو منصور : عبد القاهر بن طاهر ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن علي بن زياد ، حدَّثنا محمد بن إبراهيم البُوشَنْجِي ، حدَّثنا أمية بن بسطام ، حدَّثنا يزيد بن زُرَيع ، حدَّثنا رَوْح بن القاسم ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال :

لما أنزل [الله] على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ،( وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ ) الآية ، اشتد ذلك على أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم أتوا رسول الله فقالوا : كُلِّفْنَا من الأعمال ما نطيقُ : الصلاة والصيام والجهاد والصدقة ، وقد أنزل الله عليك هذه الآية ولا نطيقها. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم ـ أراه قال ـ : سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا قولوا( سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) فلما اقترأها القوم فذلّت بها ألسنتهم ، أنزل الله تعالى في أثرها( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ) الآية كلها ، ونسخها الله تعالى فأنزل الله( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها ) الآية إلى آخرها. رواه مسلم عن أمية بن بسطام.

١٨٨ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، حدَّثنا والدي ، حدَّثنا

__________________

[١٨٧] صحيح : أخرجه مسلم في الإيمان (١٩٩ / ١٢٥) ص ١١٥.

وأحمد في مسنده (٢ / ٤١٢) من طريق العلاء به ، وأبو عوانة في مسنده (١ / ٧٦) من طريق أمية بن بسطام ، وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٥٢) ، وابن جرير (٣ / ٩٥).

وفي الدر (١ / ٣٧٤) عزاه لأبي داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[١٨٨] صحيح : أخرجه مسلم في كتاب الإيمان (٢٠٠ / ١٢٦) ص ١١٦ وأخرجه الترمذي في التفسير (٢٩٩٢) وقال هذا حديث حسن والنسائي في التفسير (٧٩).

وأحمد في مسنده (١ / ٢٣٣) والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٨٦) وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه ابن جرير (٣ / ٩٥)

٩٧

محمد بن إسحاق الثقفي ، حدَّثنا عبد الله بن عمرو ويوسف بن موسى ، قالا : حدَّثنا وكيع ، حدَّثنا سفيان ، عن آدم بن سليمان. قال : سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال :

لما نزلت هذه الآية :( وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ ) دخل قلوبهم منها شيء لم يدخله من شيء ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : قولوا : سمعنا وأطعنا وسلَّمنا. فألقى الله تعالى الإيمان في قلوبهم فقالوا : سمعنا وأطعنا. فأنزل الله تعالى :( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها ) حتى بلغ( أَوْ أَخْطَأْنا ) فقال : قد فعلت ، إلى آخر البقرة ، كل ذلك يقول : قد فعلت. رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع.

١٨٩ ـ قال المفسرون : لما نزلت هذه الآية :( وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ ) جاء أبو بكر ، وعمر ، وعبد الرحمن بن عَوْف ، ومُعَاذ بن جَبَل ، وناس من الأنصار إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فَجَثَوْا على الركب ، وقالوا : يا رسول الله ، والله ما نزلت آية أشدّ علينا من هذه الآية ، إن أحدنا لَيُحَدِّثُ نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه وأنَّ له الدنيا بما فيها ، وإنا لمأخوذون بما نحدث به أنفسنا ، هلكنا والله. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هكذا أنزلت ، فقالوا : هلكنا وكُلِّفنا من العمل ما لا نطيق.قال : فلعلكم تقولون كما قالت بنو إسرائيل لموسى : سمعنا وعصينا ، قولوا : سمعنا وأطعنا ، فقالوا : سمعنا وأطعنا. واشتد ذلك عليهم فمكثوا بذلك حولاً ، فأنزل الله تعالى الفرج والراحة بقوله :( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها ) الآية فنسخت هذه الآية ما قبلها. قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله قد تجاوز لأمتي ما حدَّثوا به أنفسهم ما لم يعملوا أو يتكلموا به».

__________________

[١٨٩] انظر الحديث السابق.

٩٨

سورة آل عمران

١٩٠ ـ قال المفسرون : قَدِمَ وفد نَجْرَان ، وكانوا ستين راكباً ، على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم ، وفي الأربعة عشر ثلاثةُ نفر إليهم يَؤولُ أمرهم ، العَاقِب : أمير القوم وصاحب مشورتهم الذي لا يُصْدِرُون إلا عن رأيه ، واسمه عبد المسيح. والسيد : ثِمَالُهُمْ وصاحبُ رَحْلِهم ، واسمه الأيْهَم. وأبو حارِثَةَ بن علقمة أسقفهم وحَبْرُهم ، وإمامهم وصاحب مِدْرَاسِهِمْ ، وكان قد شرف فيهم ودَرَسَ كتبهم ، حتى حَسُن علمه في دينهم ، وكانت ملوك الروم قد شرّفوه ومولّوه ، وبنوا له الكنائس لعلمه واجتهاده. فقدموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ودخلوا مسجده حين صلى العصر ، عليهم ثياب الحِبَرَات جِبَابٌ وأرْدِية ، في جمال رجال بني الحارث بن كعب ، يقول بعض من رآهم من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما رأينا وفداً مثلهم ، وقد حَانَت صلاتُهم ، فقاموا فصلوا في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : دعوهم. فصلوا إلى المشرق. فكلم السيد والعاقب رسولَ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال لهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أسلما ، فقالا : قد أسلمنا قبلك ، قال : كذبتما ، منعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولداً ، وعبادتكما الصليب ، وأكلكما الخنزير. قالا : إن لم يكن عيسى ولداً لله ، فمن أبوه؟ وخاصموه جميعاً في عيسى ، فقال لهما النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا و [هو] يشبه أباه؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت ، وأن عيسى يأتي عليه

__________________

[١٩٠] ذكر ذلك ابن كثير في أول تفسير سورة آل عمران.

٩٩

الفناء؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يحفظه ويرزقه؟ قالوا : بلى ، قال : فهل يملك عيسى من ذلك شيئاً؟ قالوا : لا ، قال : فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء ، وربنا لا يأكل ولا يشرب ولا يحدث. قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ، ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها ، ثم غذي كما يغذى الصبي ، ثم كان يطعم ويشرب ويحدث؟ قالوا : بلى ، قال : فكيف يكون هذا كما زعمتم؟ فسكتوا فأنزل اللهعزوجل فيهم صدر صورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها.

[٨٦]

قوله تعالى :( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ ) الآية. [١٢].

١٩١ ـ قال الكلبي عن أبي صالح ، عن ابن عباس : إن يهود أهل المدينة قالوا لما هزم الله المشركين يوم بدر : هذا والله النبي الأمي الذي بشَّرْنا به موسى ، ونَجِدُه في كتابنا بنعته وصفته ، وإنه لا تُرَدُّ له راية. فأرادوا تصديقه واتباعه ، ثم قال بعضهم لبعض : لا تعجلوا حتى ننظر إلى وقعة له أخرى. فلما كان يوم أحد ونُكِبَ أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، شَكُّوا وقالوا : لا والله ما هو به. وغلب عليهم الشقاء فلم يسلموا ، وكان بينهم وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عهد إلى مُدَّة ، فنقضوا ذلك العهد ، وانطلق كعب بن الأَشْرَف في ستين راكباً إلى أهل مكة : أبي سفيان وأصحابه ، فوَافَقُوهم ، وأجمعوا أمرهم ، وقالوا : لتكونن كلمتنا واحدة. ثم رجعوا إِلى المدينة ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.

١٩٢ ـ وقال محمد بن إسحاق بن يسار : لما أصاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قريشاً ببدر ، فقدم المدينة ، جَمَع اليهود فقال : يا معشر اليهود ، احذروا من الله مثلَ ما

__________________

[١٩١] الكلبي ضعيف.

[١٩٢] ذكره المصنف بدون إسناده وقد أخرجه أبو داود (٣٠٠١) وابن جرير في تفسيره (٣ / ١٢٨) من طريق محمد بن إسحاق قال حدَّثني. محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس به. قلت : محمد بن أبي محمد ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي : لا يعرف.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591