تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة

تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة21%

تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 277

تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة
  • البداية
  • السابق
  • 277 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 70478 / تحميل: 6609
الحجم الحجم الحجم
تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة

تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

ولا رواية العقرقوفي الصحيحة المرويّة في التهذيب والاستبصار في حكاية تزويج المرأة التي لها زوج من قوله : ما أظن تناهى علمه بعد(5) ، لاحتمال كونه المرادي حيث روى عن العقرقوفي ذلك بطريق آخر وفيه : فذكرت ذلك لأبي بصير المرادي(6) ، وعلى تقدير كونه الأسدي كما استقربنا في المرادي فقد ظهر الجواب هناك ، مضافاً إلى عدم ثبوت القدح بمجرّد هذا القدر من الرجحان ، فليتأمّل.

ولا قول علي بن الحسن بن فضّال : إنّه كان مخلّطاً(1) ، لكونه فطحيّاً(2) مع قرب التوجيه واحتمال كونه غيره ، ولا يخفى أنّ سؤال محمّد بن مسعود هل كان متهماً بالغلو وجواب علي يدلان على أنّه لم يكن معروفاً بالواقفيّة ، فتدبّر.

وقد مضى في زرعة حديث ابن قياما بهذا المتن والسند وفيه : فما أصنع برواية زرعة عن سماعة. إلى آخره(3) .

وفي الكافي عن سماعة قال : كنت أنا وأبو بصير ومحمّد بن عمران مولى أبي جعفرعليه‌السلام في منزله بمكّة فقال محمّد بن عمران : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : نحن اثنا عشر محدّثاً ، فقال له أبو بصير : سمعت من أبي عبد اللهعليه‌السلام ؟ فحلَّفه مرّة أو مرّتين أنّه سمعه ، فقال أبو بصير : لكنّي‌

__________________

(5) التهذيب 7 : 487 / 1957 والاستبصار 3 : 189 / 687 ، وفيهما : ما أظنّ ( أنّ د ) صاحبنا تكامل علمه. ورواها الكشّي في رجاله : 171 / 292 قائلاً : ما أظنّ صاحبنا تناهى حلمه ( حكمه خ ) بعد.

(6) رجال الكشّي : 172 / 293.

(1) رجال الكشّي : 476 / 903.

(2) أي كون علي بن الحسن بن فضّال فطحيّاً.

(3) رجال الكشّي : 477 / 904.

٤١

سمعته من أبي جعفرعليه‌السلام (1) ، فتدبّر.

وممّا يؤيّد رواية ابن أبي عمير عنه(2) ، والقرينة على كونه هو مشاركة ابن أبي حمزة الذي هو قائد يحيى له في الرواية عنه.

وفي العيون عن علي بن أبي حمزة عن يحيى بن أبي القاسم عن الصادقعليه‌السلام عن أبيه عن جدّه عن عليعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الأئمة بعدي اثنا عشر أوّلهم علي بن أبي طالبعليه‌السلام وآخرهم القائمعليه‌السلام ، خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي ، المقرّ بهم مؤمن والمنكر لهم كافر(3) .

وفي كشف الغمّة عن إسحاق بن عمّار قال : أقبل أبو بصير مع أبي الحسن يعني الكاظمعليه‌السلام من المدينة يريد العراق فنزل زُبالة(4) ، فدعا بعلي بن أبي حمزة البطائني وكان تلميذاً لأبي بصير فجعل يوصيه بحضرة أبي بصير ، فقال : يا علي إذا صرنا إلى الكوفة تقدم في كذا ، فغضب أبو بصير فخرج من عنده فقال : ما أرى هذا الرجل وأنا أصحبه منذ حين ثمّ يتخطّاني بحوائجه إلى بعض غلماني ؛ فلمّا كان من الغد حُمّ أبو بصير بزبالة ، فدعا علي بن أبي حمزة وقال : استغفر الله ممّا حلّ في صدري من مولاي من سوء ظنّي ، إنّه كان قد علم أني ميّت وأني لا أُلحق بالكوفة ، فإذا أنا متّ فافعل بي كذا وتقدّم في كذا. فمات أبو بصير بزبالة(5) .

__________________

(1) الكافي 1 : 449 / 20.

(2) الكافي 2 : 261 / 1 والتهذيب 2 : 159 / 625 وغيرهما.

(3) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 59 / 28.

(4) زُبالة : منزل معروف بطريق مكّة من الكوفة ، وهي قرية عامرة بها أسواق ، بين واقصة والثعلبيّة ، معجم البلدان : 3 / 129.

(5) كشف الغمّة : 2 / 249.

٤٢

وهذا الحديث وإن كان ينافي الوقف ظاهراً ، إلاّ أنّه يظهر منه قدح عظيم فيه لكنّه غير مضر بالنسبة إلى أحاديثه ، لكونه هذه الحالة في آخر عمره ولم يلبث أن مات. هذا على كونه مرادهم من الثقة : العادل.

وفي النقد أيضاً أنّه رجلان أحدهما واقفي يعني الحذّاء(1) .

وفي الوجيزة : أبو بصير يحيى بن القاسم ثقة على الأظهر(2) .

هذا والأصحاب ربما يحكمون بصحّة رواية أبي بصير عن الصادقعليه‌السلام مع عدم ظهور قرينة كونه المرادي فتأمّل. ومضى في المرادي ماله دخل ؛ وفي بريد(3) وعبد الله بن وضّاح ما يدلّ على جلالته(4) ؛ وفي الفوائد ما ينبغي أن يلاحظ(5) .

أقول : الظاهر كما حققه سلمه الله تغاير الرجلين وأنّ المذكور فيجش غير المذكور فيظم أوّلاً بل هو المذكور فيه ثانياً. والظاهر أنّ كلمة « أبي » في أبي القاسم زائدة فيقر في الترجمة الثانية كما استظهره في المجمع أيضاً(6) .

وقال الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله : لا يخفى أنّه ربما يظهر من عبارات الشيخ المغايرة بين ابن القاسم الحذّاء(7) وابن القاسم المكنى بأبي‌

__________________

(1) نقد الرجال : 375 / 72.

(2) الوجيزة : 340 / 2084 ، وزاد : وفيه كلام.

(3) فيه أنّ أبا بصير الأسدي من الّذين اجتمعت العصابة على تصديقهم ، وقال بعضهم مكان أبي بصير الأسدي : أبو بصير المرادي وهو ليث بن البختري.

(4) نقلاً عن رجال النجاشي : 215 / 560 فيه أنّ عبد الله بن الوضّاح صَاحَب أبا بصير يحيى بن القاسم كثيراً وعرف به ، وله كتاب الصلاة أكثره عن أبي بصير.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 371.

(6) مجمع الرجال : 263.

(7) في نسخة « ش » : وبين.

٤٣

بصير ، وأنّ الواقفي هو الحذّاء وكلام العلاّمة فيصه وباقي الأصحاب يقتضي الاتحاد إلى آخر كلامهرحمه‌الله (1) .

وقول الميرزا : كلامكش كما فيصه يدلّ على الاتحاد ، لعلّ الظاهر خلافه بملاحظة ذكره في العنوان اسمين ، وجعل أحدهما ابن أبي القاسم والآخر ابن القاسم ، فتأمّل.

وما مرّ عن الفاضل الخراساني من أنّ المراد في قولكش وأبو بصير هذا. إلى آخره أبو بصير المذكور في العنوان ، يبعده قولكش في العنوان إنّ أبا بصير ابن أبي القاسم بزيادة كلمة « أبي » قبل القاسم ، فتدبّر.

وقول الأستاذ العلاّمة دام علاه : ولأنّ الظاهر من قولهعليه‌السلام كان ملتوياً على الرضاعليه‌السلام ، وقوله : رجع ، البقاء إلى زمانه خلاف الظاهر ، لتصريحجش والرواية المذكورة عن الكشف أيضاً بوفاة أبي بصير في زمن الكظامعليه‌السلام ، فيتعيّن كون(2) المراد به الحذّاء الواقفي ، وهو الذي كان ملتوياً على الرضاعليه‌السلام منكراً إمامته ، وقولهعليه‌السلام : إن كان رجع ، ظاهره عدم الرجوع ، مضافاً إلى أنّ في الرواية التصريح بالحذّاء. وقد أطال الكلام سلمه الله في أنّ الأسدي الثقة ليس حذّاء ، على أنّ الذي في نسختي من الاختيار ونقله الميرزا عنه أيضاً كما مرّ : واسم عمّه القاسم الحذّاء فلا تكون الرواية في أحدهما بل تكون خارجة مما نحن فيه.

وقوله سلمه الله : ولا يخفى أن سؤال محمّد بن مسعود. لا يخفى أن ظاهركش أنّ سؤال محمّد بن مسعود وقع عن الحذّاء كما استظهره دام فظله في أول كلامه ، فلا احتياج إلى التصدي لدفعه ، وخبر الكشف وإن‌

__________________

(1) حاوي الأقوال : 344 / 2140.

(2) في نسخة « ش » : كونه.

٤٤

كان يظهر منه قدح فيه لكنّه استغفر وتاب ورجع عمّا قال ، ولذا ترى جش صرّح بوثاقته ووجاهته ، ولو كان الأمر كما أفاده لكان الواجب الحكم بفسقه لا محالة بل كفره ، وإن كانت رواياته في حكم الصحيح.

هذا ولا يخفى أنّ في صدر الخبر المتضمّن لالتواء الحذّاء على الرضاعليه‌السلام اسم السائل عن الإمامعليه‌السلام والقاصد قصده : علي بن محمّد بن القاسم ، وفي آخره : محمّد بن علي بن أبي القاسم(1) متلوياً وبزيادة « أبي » مع القاسم.

وفي حواشي المجمع : في حقيقة اسم هذا الرجل سهو في أحد الموضعين ، ولعلّه محمّد بن علي المذكور في ترجمة عبد الله بن محمّد أبي بكر الحضرمي(2) وفي أحمد بن إسحاق القمي(3) انتهى(4) ، وفيه تأمّل ظاهر(5) ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن القاسم الحذّاء المكنى بأبي بصير ، عنه علي بن أبي حمزة ، وأبان بن عثمان الأحمر ، وشعيب العقرقوفي ، والحسين بن أبي العلاء ، والحسن بن علي بن أبي حمزة ، ومحمد بن عيسى بن عبيد على دعوى ملا محمّد أمين الأسترآبادي(6) .

وفي الفقيه في باب ولاء المعتق : عن عاصم بن حميد عن أبي بصير(7) .

__________________

(1) في النسخة المطبوعة من رجال الكشّي : محمّد بن علي بن القاسم الحذّاء.

(2) رجال الكشّي : 417 / 790.

(3) رجال الكشي : 556 / 1051.

(4) مجمع الرجال : 6 / 263.

(5) وجه التأمّل أنّ محمّد بن علي المذكور في ترجمة عبد الله وأحمد من مشايخ الكشّي ، بينما المذكور هنا يروي عنه الكشّي بأربع وسائط فلاحظ.

(6) هداية المحدّثين : 162 ، والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(7) الفقيه 3 : 79 / 283 وغيره أيضاً.

٤٥

3248 ـ يحيى اللحّام :

بالحاء المهملة ، الكوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ،صه (1) .

وزادجش : له كتاب يرويه الحسن بن محبوب(2) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بهذا الاسناد ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(3) .

والإسناد جماعة ، عن أبي المفضّل(4) .

وفيمشكا : يحيى اللحّام الثقة ، عنه الحسن بن محبوب(5) .

3249 ـ يحيى بن محمّد بن أحمد :

ابن محمّد بن عبيد الله بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام أبو محمّد ، كان فقيهاً عالماً متكلّماً يسكن نيسابور ،صه (6) .

وفيجش : ابن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن الحسن بن علي(7) بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام . إلى آخره ؛ وفيه : سكن(8) .

وفيد : ابن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن الحسن بن‌

__________________

(1) الخلاصة : 182 / 14.

(2) رجال النجاشي : 445 / 1202.

(3) الفهرست : 178 / 793.

(4) الفهرست : 177 / 791.

(5) هداية المحدّثين : 162. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(6) الخلاصة : 182 / 9 ، وفيها :. ابن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

(7) في نسخة « ش » والمصدر زيادة : ابن علي.

(8) رجال النجاشي : 443 / 1194 ، وفيه : يحيى بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله.

٤٦

علي بن علي(1) بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام . إلى آخره(2) .

فوافق ما فيجش في عبد الله(3) ووافقصه في تكرار علي باعتبار أكثر النسخ ، وكونه ابن محمّد بن أحمد. إلى آخره وهو الصحيح على ما يظهر من كتب النسب مثل عمدة الطالب(4) وغيره.

وفيتعق : هو ابن العلوي المتقدّم(5) .

أقول : هو الظاهر وفاقاً للمجمع(6) .

هذا وفي نسخة منجش كما ذكره الميرزا في نسبه ، وفي اخرى وهي الأصح عبيد الله مصغّراً وعلي مكرراً ، وفي الحاشية على أوّل الاسم هكذا ابن محمّد بن أحمد. إلى آخره.

وفي الوجيزة جعله ابن أحمد بن محمّد(7) ، ولعلّه لاضبطيّةجش والأمر كذلك لكن لا كليّاً.

والفاضل عبد النبي الجزائري ذكره في قسم الضعفاء(8) وكم له من أمثال ذلك.

وفيمشكا : ابن محمّد بن أحمد الفقيه العالم يعرف بعدم استناد خبره إلى أحد من الأئمّةعليهم‌السلام (9) .

__________________

(1) ابن علي الثانية لم ترد في المصدر.

(2) رجال ابن داود : 204 / 1717 ، ولم ترد فيه الكنية.

(3) في عبد الله ، لم ترد في نسخة « م ».

(4) عمدة الطالب : 339 وما بعدها.

(5) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(6) مجمع الرجال : 6 / 265.

(7) الوجيزة : 338 / 2060.

(8) حاوي الأقوال : 343 / 2130.

(9) هداية المحدّثين : 267. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٤٧

3250 ـ يحيى بن محمّد بن عليم :

له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن عبيد الله بن نهيك ، عنه ،ست : (1) . ومرّ ابن عليم(2) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن عليم ، عنه عبيد الله بن نهيك(3) .

3251 ـ يحيى بن معمّر العطّار :

روى عنه جعفر بن بشير في الحسن بإبراهيم(4) ،تعق (5) .

3252 ـ يحيى بن مقسم الكوفي :

أسند عنه ،ق (6) .

3253 ـ يحيى بن وثّاب :

بالثاء المثلثة المشدّدة بعد الواو والباء الموحّدة بعد الألف ، قرأ على عبيد بن نضلة ، كان يقرأ عليه كل يوم آية وفرغ من القرآن في سبع وأربعين سنة ، وكان يحيى بن وثّاب مستقيماً ، ذكره الأعمش ،صه (7) .

وعليها عنشه : عجباً من المصنّف ينقل عن الأعمش استقامة يحيى بن وثّاب ثمّ لا يذكر الأعمش في كتابه أصلاً ، ولقد كان حريّا لاستقامته وفضله ، وقد ذكره العامّة في كتبهم وأثنوا عليه مع اعترافهم‌

__________________

(1) الفهرست : 177 / 790 ، وفيها : عبيد الله بن أحمد بن نهيك.

(2) عن رجال النجاشي : 441 / 1188 والخلاصة : 182 / 6.

(3) هداية المحدّثين : 267 ، وفيها : عبد الله. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(4) الكافي 1 : 235 / 4 علي بن إبراهيم عن أبيه وصالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن يحيى بن معمر العطّار عن بشير الدهّان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 374.

(6) رجال الشيخ : 334 / 14.

(7) الخلاصة : 181 / 1.

٤٨

بتشيّعهرحمه‌الله (1) ، وغير المصنّف من أصحابنا الّذين صنفوا في الرجال تركوا ذكره أيضاً ، واسمه سليمان بن مهران(2) ، انتهى.

وفي ي منجخ في ترجمة عبيد بن نضلة قرأ يحيى بن وثّاب على عبيد بن نضلة إلى قوله مستقيماً ؛ وزاد : وذكر الأعمش أنّه كان إذا صلّى كأنّه يخاطب أحداً(3) .

وفيتعق : في الوجيزة : ممدوح(4) (5) .

3254 ـ يحيى بن هاشم :

كوفي ، قليل الحديث ، ثقة ،صه (6) .

وزادجش : له كتاب ، إبراهيم بن سليمان عنه به(7) .

وفيست : له كتاب رويناه بهذا الاسناد ، عن حميد ، عن إبراهيم بن سليمان ، عنه(8) .

والإسناد جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد(9) .

3255 ـ يحيى بن يحيى التميمي :

ضا جخ عامّي ،د (10) . ولم أجده فيجخ أصلاً.

__________________

(1) راجع تهذيب التهذيب 4 : 195 / 86 ، تهذيب الكمال 12 : 87 / 2570.

(2) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 86.

(3) رجال الشيخ : 48 / 24.

(4) الوجيزة : 341 / 2086.

(5) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 86.

(6) الخلاصة : 183 / 16.

(7) رجال النجاشي : 445 / 1203.

(8) الفهرست : 178 / 799.

(9) الفهرست : 178 / 797.

(10) رجال ابن داود : 284 / 553.

٤٩

أقول : رأيته في نسختين منجخ فيضا كما نقلهد (1) فلاحظ.

وفي حاشية المجمع : يحيى بن يحيى التميمي عامّيضا (2) . وفي الوجيزة : ضعيف(3) ، فتدبّر.

(أقول : يأتي ذكره في الّذي يليه )(4) .

3256 ـ يحيى بن يحيى الحنفي :

له كتاب ، أخبرنا أحمد بن عبدون ، عن ابن الزبير ، عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن أخيه أحمد ، عن أبيه ، عنه ،ست : (5) ،جش (6) .

أقول : الظاهر اتّحاده مع السابق عليه.

وفيمشكا : ابن يحيى الحنفي ، علي بن الحسن بن فضّال عن أخيه أحمد عن أبيه عنه(7) .

3257 ـ يحيى بن يزيد :

مضى بعنوان ابن زيد(8) ،تعق (9) .

3258 ـ يحيى بن يعقوب :

أبو طالب القاضي خال أبي يوسف القاضي ، أسند عنه ،ق (10) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 395 / 6. و: د لم ترد في نسخة « ش ».

(2) مجمع الرجال : 6 / 266 ولم يرد فيه أنّه من أصحاب الرضاعليه‌السلام .

(3) الوجيزة : 341 / 2088.

(4) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(5) الفهرست : 178 / 794 ، وفيه : يحيى بن الحنفي ، وفي مجمع الرجال : 6 / 266 نقلاً عنه كما في المتن. وهذه الترجمة لم ترد في نسخة « ش ».

(6) رجال النجاشي : 443 / 1195.

(7) هداية المحدّثين : 162.

(8) عن أمالي الصدوق : 313 / 1 المجلس الحادي والستون.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 374.

(10) رجال الشيخ : 335 / 42.

٥٠

3259 ـ يزيد أبو خالد القمّاط :

مولى بني عجل بن نجيم ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وله كتاب يرويه جماعة ، صفوان عنه به ،جش (1) .

وزادصه قبل مولى : قال حمدويه : واسم أبي خالد القمّاط يزيد ؛ وبدل وله كتاب. إلى آخره : ناظر زيديّاً فظهر عليه فأُعجب الصادقعليه‌السلام (2) .

وفي ضح : يزيد بالمثنّاة من تحت قبل الزاي وبعدها أبو خالد القمّاط بالقاف والميم المشدّدة مولى بني عجل بن نجيم(3) بالجيم كوفي ثقة.

وجدت بخطّ السيّد السعيد صفيّ الدين محمّد بن معد حاشية صورتها : إن أراد يزيد هذا الكناسي فالّذي ذكره الدارقطني أنّه بريد بالباء الموحّدة قال : وهو شيخ من شيوخ الشيعة روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، والشيخ أبو جعفر الطوسيرحمه‌الله ذكر في رجال أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام وقال : يزيد بالياء المثنّاة من تحت والله أعلم(4) ، انتهى.

وما فيكش من قول حمدويه فقد تقدّم في خالد بن يزيد(5) ؛ وتقدّم أيضاً عنق : خالد بن يزيد يكنّى أبا خالد القمّاط(6) ، فتأمّل.

أقول : ربما يوهم قول العلاّمةرحمه‌الله : قال حمدويه : اسم أبي خالد‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 452 / 1223 ، وفيه وفي الخلاصة : لجيم.

(2) الخلاصة : 183 / 4.

(3) في المصدر : لجيم.

(4) إيضاح الاشتباه : 320 / 770.

(5) رجال الكشّي : 411 / ذيل الحديث 774.

(6) رجال الشيخ : 189 / 71.

٥١

القمّاط يزيد أنّه مع ما يليه بأجمعه مقول قول حمدويه وليس كذلك ، بل هو فقط قوله كما رأيته في الاختيار وسبق في خالد.

هذا والظاهر أنّ القمّاط غير الكناسي الآتي بعيده ، والحاشية المذكورة من كلام صفي الدين محمّد بن معدرحمه‌الله الظاهر أنّها على الترجمة الآتية ، لأنّ الّذي ذكره الشيخرحمه‌الله فيقر وق هو الكناسي(1) لا القمّاط ، وقد ذكرهما في الوجيزة وجعل الأوّل ثقة والثاني ممدوحاً(2) .

وفيمشكا : أبو خالد القمّاط(3) ، عنه صفوان بن يحيى ، ومحمّد بن سنان ، وابن سماعة. وهو عن حمران بن أعين(4) .

3260 ـ يزيد أبو خالد الكناسي :

ق (5) . وفيقر : يكنّى أبا خالد الكناسي(6) .

وتقدّم في الّذي قبيله ما فيه.

أقول : فيمشكا : الكناسي ، عنه الحسن بن محبوب(7) .

3261 ـ يزيد أخو شتيرة :

مضى فيه(8) ، ويحتمل كونه بالموحّدة والمهملة ،تعق (9) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 140 / 7 ، 336 / 50.

(2) الوجيزة : 341 / 2092 و 342 / 2093.

(3) في المصدر زيادة : الثقة.

(4) هداية المحدّثين : 162. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(5) رجال الشيخ : 336 / 50.

(6) رجال الشيخ : 140 / 7.

(7) هداية المحدّثين : 162. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(8) عن الخلاصة : 87 / 2 نقلاً عن رجال الشيخ : 45 / 9 ، وفيه : شرحبيل وهبيرة وكريب ويزيد وسمير ويقال شتير هؤلاء اخوة بنو شريح قتلوا بصفّين كلّ واحد يأخذ لواءه بعد الآخر حتّى قتلوا ، إلاّ أنّ في الخلاصة بدل يزيد : بريد.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 274.

٥٢

3262 ـ يزيد بن إسحاق بن أبي السخف :

الغنوي(7) يلقّب شعر ، له كتاب يرويه جماعة ، ابن الحميري عن أبيه عنه به ،جش (8) .

وفيست : يزيد شعر له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار والحسن بن متيل جميعاً ، عن محمّد بن الحسين ، عن يزيد بن إسحاق شعر(1) .

وفيصه : ابن إسحاق شعر بالشين المعجمة والعين المهملة والراء روىكش عن حمدويه عن الحسن بن موسى عن يزيد بن إسحاق أنّه كان من أرفع الناس لهذا الأمر ، وأنّ أخاه محمّداً كان يقول بحياة الكاظمعليه‌السلام فدعا الرضاعليه‌السلام له حتّى قال بالحقّ(2) ، انتهى.

وفيكش بالسند المذكور إلى قوله : وكان من أرفع الناس لهذا الأمر ، قال : خاصمني مرّة أخي محمّد وكان مستوياً قال : فقلت له لمّا طال الكلام بيني وبينه : إن كان صاحبك بالمنزلة الّتي تقول فاسأله أن يدعو الله لي حتّى أرجع إلى قولكم.

قال : قال لي محمّد : فدخلت على الرضاعليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك إنّ لي أخاً وهو أسنّ منّي وهو يقول بحياة أبيك ، وأنا كثيراً ما أُناظره فقال لي يوماً من الأيّام : سل صاحبك إن كان بالمنزلة الّذي ذكرت أن يدعو الله لي حتّى أصير إلى قولكم ، فأنا أُحبّ أن تدعو الله له ، قال : فالتفت أبو الحسنعليه‌السلام نحو القبلة فذكر ما شاء الله أن يذكر ثمّ قال : اللهم خذ بسمعه‌

__________________

(7) في المصدر زيادة : أبو إسحاق.

(8) رجال النجاشي : 453 / 1225.

(1) الفهرست : 182 / 812 ، وفيه : يزيد بن إسحاق شعر. إلى أن قال : محمّد بن الحسين عنه.

(2) الخلاصة : 183 / 3.

٥٣

وبصره ومجامع قلبه حتّى تردّه إلى الحقّ ، قال : كانعليه‌السلام يقول هذا وهو رافع يده اليمنى. فلمّا قدم أخبرني بما كان فوالله ما لبثت إلاّ يسيراً حتّى قلت بالحقّ(1) ، انتهى.

وفيق : ابن إسحاق شعر(2) .

وفيتعق : يعدّ الأصحاب حديثه حسناً ، وببالي أنّهم يدّعون أنّه ممدوح ، وقال خاليرحمه‌الله : فيه مدح عظيم(3) . وإلى الآن لم أطّلع على ما ذكروه ، ولعلّهم فهموا ذلك من الخلاصة أنّه أدفع الناس ، أي أدفعهم عن هذا الأمر للاعتراضات والأبحاث ، وفيه ما فيه ، بل الظاهر العكس. ووجدوا أرفع بالراء وهو خلاف النسخ ، ومع ذلك فسّره في التحرير فقال معناه أنّه كان واقفيّاً(4) .

وقال(5) المصنّف في طريق الصدوق إلى هارون بن حمزة : لم أجد له توثيقاً غير أنّه بدعاء الرضاعليه‌السلام قال بالحقّ(6) ، انتهى. لكن العلاّمة صحّح الطريق المذكور وهو فيه(7) ، وحكمشه بتوثيقه على ما قاله خالي ، ونسبه الشيخ محمّد إلى شرحه على البداية(8) .

وفي رواية جماعة كتابه شهادة على الاعتماد عليه سيما وأن يكونوا‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 605 / 1126.

(2) رجال الشيخ : 337 / 64.

(3) الوجيزة : 342 / 2094 ، وفيها زيادة : وحكم العلاّمة بصحّة حديثه والشهيد الثاني بتوثيقه. كما سينبّه عليه المصنّف.

(4) التحرير الطاووسي : 613 / 466.

(5) في نسخة « م » : فقال.

(6) منهج المقال : 416.

(7) الخلاصة : 279 ، الفقيه المشيخة ـ : 4 / 72.

(8) الرعاية في علم الدراية : 377.

٥٤

مثل محمّد بن الحسين(1) والخشّاب(2) والحميري(3) ، وأيضاً هو كثير الرواية ومقبولها.

وما مرَّ في كلام العلاّمة من الاشتباه فقد(4) نشأ منطس (5) .

أقول : ذكره الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في قسم الثقات(6) ، ثمّ في خاتمته وقد عقدها لمن لا نصّ على توثيقه في كتب الرجال ولكن يستفاد من قرائن وكتب أُخر ، وذكر ما مرّ من تصحيح العلاّمة حديثه ثمّ قال : وقد صرّحشه في شرح البداية بتوثيقه وليس ببعيد(7) ، انتهى. وفي الوجيزة أيضاً بعد ما ذكره سلّمه الله : وحكم العلاّمة بصحّة حديثه وشه بتوثيقه(8) ، انتهى.

وما مرَّ من أنّ في كلام العلاّمة اشتباهاً فهو أنّ الّذي كان يقول بحياة الكاظمعليه‌السلام ورجع بدعاء الرضاعليه‌السلام هو يزيد لا محمّد كما مرّ عنكش .

هذا ، وفي ضح : ابن إسحاق بن أبي السخف بالفاء الغنوي بفتح الغين المعجمة وفتح النون بعدها أبو إسحاق يلقّب شغر بفتح الشين المعجمة والغين المعجمة(9) انتهى. وما ذكرهرحمه‌الله في ترجمة شغر هو‌

__________________

(1) كما تقدّم في طريق الفهرست.

(2) أي الحسن بن موسى الخشّاب كما في طريق الكشّي.

(3) على ما في رجال النجاشي.

(4) في نسخة « ش » : فهو.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 374 ، وسينبّه المصنّف على هذا الاشتباه.

(6) حاوي الأقوال : 161 / 658.

(7) حاوي الأقوال : 173 / 719.

(8) الوجيزة : 342 / 2094.

(9) إيضاح الاشتباه : 321 / 771.

٥٥

المعروف المتداول على الألسنة.

وفيمشكا : ابن إسحاق مشترك بين رجلين فابن أبي السخف الغنوي الملقّب بشعر ، ابن الحميري عن أبيه عنه(1) ، وعنه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، والحسن بن موسى الخشّاب ، والظاهر الوحدة ، وحكم العلاّمة بصحّة طريق الصدوق إلى هارون بن حمزة الغنوي وفيه يزيد بن إسحاق شغر ، وعبارةشه في الدراية تقتضي توثيقه(2) .

3263 ـ يزيد بن حمّاد الأنباري :

السلمي أبو يعقوب الكاتب ، ثقة ،صه (3) .

ويأتي في ابنه يعقوب عنضا أيضاً(4) .

3264 ـ يزيد بن خليفة :

واقفي ،ظم (5) .

وفيق : ابن خليفة الحارثي الحلواني عربي ، وليس من بني الحارث ولكنه من بني يأمن اخوة الحارث وعدادهم(6) فيهم(7) .

وفيصه : ابن خليفة الحارثي من أصحاب الكاظمعليه‌السلام واقفي ؛ ثمّ نقل ما يأتي عنكش وقال : هذا الطريق غير متّصل ومع ذلك فلا يوجب التعديل(8) .

وفيجش : ابن خليفة الحارثي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب‌

__________________

(1) في المصدر :. الملقّب بشغر الحميري عن أبيه عنه.

(2) هداية المحدّثين : 267. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(3) الخلاصة : 183 / 2.

(4) رجال الشيخ : 395 / 12 ، وفيه : يعقوب بن يزيد الكاتب هو ويزيد أبوه ثقتان.

(5) رجال الشيخ : 364 / 15.

(6) في نسخة « م » : وعداده ، وفي المصدر : وعدادهم فيه.

(7) رجال الشيخ : 338 / 75.

(8) الخلاصة : 265 / 1.

٥٦

يرويه جماعة ، محمّد بن أبي حمزة عنه به(1) .

وفيكش في يزيد بن خليفة الحارثي ، حدّثني حمدويه بن نصير قال : حدّثني محمّد بن عيسى ؛ ومحمّد بن مسعود قال : حدّثني علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن النضر بن سويد رفعه قال : دخل على أبي عبد اللهعليه‌السلام رجل يقال له يزيد بن خليفة ، فقال له : من أنت؟ فقال : من الحارث(2) بن كعب ، قال : فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ليس(3) أهل بيت إلاّ وفيهم نجيب أو نجيبان وأنت نجيب الحارث بن كعب(4) ، انتهى. وفي نسخة في مواضع بلحارث(5) والظاهر أنّ الكلّ واحد.

وفيتعق : في كتاب المطاعم من الكافي : عن حنّان بن سدير ، عن يزيد بن خليفة وهو رجل من بني الحارث بن كعب قال : أتيت المدينة وزياد بن عبد الله(6) الحارثي عليها ، فاستأذنت الصادقعليه‌السلام فدخلت عليه فسلّمت وتمكّنت من مجلسي فقلت(7) له : إنّي رجل من بني الحارث بن كعب قد هداني الله إلى محبّتكم ومودّتكم أهل البيت ، فقالعليه‌السلام : كيف اهتديت إلى محبتنا(8) أهل البيت فوالله إنّ محبّتنا في بني الحارث لقليل. الحديث(9) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 452 / 1224.

(2) في المصدر : زيادة : من.

(3) في المصدر زيادة من.

(4) رجال الكشّي : 334 / 611 ، وفيه : وأنت نجيب بلحارث بن كعب.

(5) في نسخة « ش » : بالحارث.

(6) في المصدر : عبيد الله.

(7) في نسخة « ش » : وقلت.

(8) في المصدر والتعليقة : مودّتنا.

(9) الكافي 6 : 411 / 16.

٥٧

ويروي عنه يونس بن عبد الرحمن(1) وصفوان في الصحيح(2) وفيه إشعار بثقته.

وفي الوجيزة : ثقة(3) . ولم يظهر لي وجهه(4) .

أقول : يظهر من ذلك مغايرة ما فيظم لما فيجش وكش وق وهو الظاهر ، بل لا وجه للحكم بالاتّحاد أصلاً سوى تسمية أبويهما بخليفة ، فتأمّل.

هذا وفي القاموس : قولهم(5) بلحارث لبني الحارث بن كعب من شواذ التخفيف وكذلك يفعلون في كل قبيلة يظهر فيها(6) لام المعرفة(7) ، انتهى.

وفيمشكا : ابن خليفة الواقفي ، عنه صفوان ، وابن مسكان كما في الفقيه(8) ، ومحمّد بن أبي حمزة(9) .

3265 ـ يزيد بن سليط الزيدي :

ظم (10) . وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، له حديث‌

__________________

(1) التهذيب 2 : 20 / 56 بسنده عن محمّد بن يعقوب عن علي بن عن محمّد بن عيسى عن يونس عن يزيد بن خليفة قالت : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام .

(2) التهذيب 7 : 137 / 609 و 610 بسنده عن الحسن بن محمّد بن سماعة عن صفوان بن يحيى عن يزيد بن خليفة الحارثي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(3) الوجيزة : 342 / 2096.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 374.

(5) قولهم ، لم ترد في نسخة « م ».

(6) في نسخة « ش » : منها.

(7) القاموس المحيط : 1 / 165.

(8) الفقيه 2 : 170 / 745.

(9) هداية المحدّثين : 162. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(10) رجال الشيخ : 363 / 3.

٥٨

طويل(1) .

وفيكش : ابن سليط الزيدي ، حديثه طويل(2) .

وفيتعق : رواه في الكافي في باب النصّ على الرضاعليه‌السلام (3) وفي العيون(4) ، ويظهر منه النصّ على الكاظمعليه‌السلام أيضاً وهو يشير إلى حسن عقيدته بل حسن حاله. وعدّه في الإرشاد ممّن روى النصّ على الرضاعليه‌السلام عن أبيهعليه‌السلام من خاصّته وثقاته وأهل العلم والورع والفقه من شيعته(5) (6) .

قلت : في الوجيزة : ابن سليط وثّقه المفيدرحمه‌الله (7) .

3266 ـ يزيد الصائغ :

بالغين المعجمة ، قالكش : ذكر الفضل في بعض كتبه : الكذّابون المشهورون أبو الخطّاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصائغ ومحمّد بن سنان وأبو سمينة أشهرهم ،صه (8) . وفيكش ما ذكره(9) .

3267 ـ يزيد بن فرقد الأسدي :

أخو داود ، مرّ في ترجمته عنجش (10) ، ويحتمل كونه النهدي الآتي بعيده ،تعق (11) .

__________________

(1) الخلاصة : 265 / 2.

(2) رجال الكشّي : 452 / 854.

(3) الكافي 1 : 250 / 14.

(4) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 23 / 9 باب 4.

(5) الإرشاد : 2 / 248.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 375.

(7) الوجيزة : 342 / 2097.

(8) الخلاصة : 265 / 3.

(9) رجال الكشّي 546 / 1033.

(10) رجال النجاشي : 158 / 418.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 375.

٥٩

3268 ـ يزيد بن فرقد النهدي :

ق (1) . وفيتعق : يروي عنه أبان في الصحيح(2) (3) .

3269 ـ يزيد بن نويرة :

بالنون المضمومة والياء المثنّاة من تحت بعد الواو قبل الراء ، من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قتل يوم النهروان ، الّذي قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من جاوز هذا التل فله الجنّة ، فقال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما بيني وبين الجنّة إلاّ(4) التل ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم ؛ فضرب بسيفه حتّى جاوزه ،صه (5) .ي إلاّ الترجمة ومن أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام (6) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(7) .

وذكره الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في قسم الثقات وقال : إنّي إنّما ذكرت هذا الرجل هنا لشرفه ولعلوّ شأنه ، وهي وإن كانت مرسلة لا تقتضي إدخاله في هذا القسم إلاّ أنّ رواية هذا الرجل للأحكام الشرعيّة غير موجودة(8) ، انتهى.

ولا يخفى أنّ الرواية لا تفيد أكثر من الحسن وإن لم توجد له رواية ،

__________________

(1) رجال الشيخ : 338 / 72.

(2) التهذيب 4 : 74 / 206 بسنده عن سعد بن عبد الله عن أبي جعفر عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن يزيد بن فرقد النهدي قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام .

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 375.

(4) في نسخة « ش » زيادة : هذا.

(5) الخلاصة : 183 / 1.

(6) رجال الشيخ : 62 / 2 ، وفيه زيادة : فقال ابن عمّ له : إن أنا تجاوزت فلي مثل ما لابن عمّي فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم ، فمضى حتّى جاوزه ثمّ أقبلا يختصمان في قتيل قتلاه فقال لهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أبشرا فكلاكما قد استوجبا الجنّة.

(7) الوجيزة : 342 / 2098.

(8) حاوي الأقوال : 162 / 660.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

ولكنها هي نوع من البهلوانية في الدفاع عن هذا التاريخ المزيف الذي يصعب على الإنسان التخلص منه مما يجعله يبحث عن كلّ المنافذ لإخراج نفسه من الورطات والمآزق التاريخية حتى وإن كانت بطريقة ساذجة كما هو الحال مع مؤرخنا ابن كثير.

١٠١

ابن كثير والإمام عليعليه‌السلام

إن الامام عليعليه‌السلام يمتلك شخصية متكاملة من جميع الجوانب بحيث لو وقفنا عند كل شخصية من الشخصيات البارزة في التاريخ نجد انها لن تأخذ نفس الحجم والمكانة التي كانت تمتلكها شخصية الامام عليعليه‌السلام فحتى عمر بن الخطاب الذي بالغ التاريخ في وصفه لم يجد له التاريخ الا صفة الشدّة والصرامة ، كما أن شخصيته لم تستطع أن تؤثر في التفكير الإسلامي بل أن صيته العلمي والمعرفي لم يبلغ الحد الذي يخلق ثورة فكرية في المعرفة الإسلامية ; بل لطالما اعتبر نفسه أجهل الناس وحتى ربات الحجال أعرف منه ، ولطالما عبر كذلك عن احتياجه لابي الحسنعليه‌السلام بحيث كان يقول ويل لعمر من امر ليس له ابو الحسن.

اما الحركة العمرية في التاريخ فقد استغرقت مدة وجيزة لم تستطع بعدها الاستمرار في مجارات أحداثه وذلك ناتج أولاً عن غياب قاعدة فكرية وثانيا أنّها لم تخلق الا منافسة للخط العلوي الذي له مناعة وقاعدة فكرية تتمثل في التراث الإسلامي الأصيل والمرتبط أساساً بمدرسة آل البيت ، والتي كان عليعليه‌السلام رائدها مما جعلها المدرسة التي

١٠٢

استطاعت أن تخلّد نفسها في التاريخ وتتأقلم مع طبيعة الأحداث والوقائع التي تعيشها رغم حالات القهر والقمع السلطاني الذي عاشته ، والذي سخر علماءه للوقوف في وجه هذا المد المحمدي الأصيل وذلك بالتشكيك في رموز هذه المدرسة وتراثها المعرفي.

ولا غرابة أن نجد في التاريخ علماء أخرجوا هذه الطائفة من حظيرة الإسلام ، ونعتوهم بمجوس الأمة رغم القرائن والدلائل الشرعية التي تعبر عن صحة آراء هذه المدرسة ، وهذا كله لماذا؟ إنه الشخصية المميزة لهذا التاريخ ألا وهو عليعليه‌السلام ، والذي قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( هلك فيك اثنين كاره مبغض ومحب مغال ) ، الشيء الذي يجعل منه مفتاح الأمة الإسلامية وذلك كمحرار لقياس درجة الجسم ; مع العلم أن درجة الجسم ٣٧ ْC فأي نزول أو زيادة عن هذه الدرجة فإنه حتماً تدل على حالة مرضية. لذا يكون الحفاظ على هذه الدرجة الثابتة هو عين الصحة. فكذلك حب الإمام عليعليه‌السلام فهو ثابت في درجة معينة فأي تقصير في حق هذه الدرجة هو خروج عن حالة الاعتدال وفيه هلاك الشخص ، ولا يكون ذلك إلاّ بإنكار حقوقه وحقوق آله والتي هي حقوق شرعية إلهية بحيث كل مخالفة لهم هي مخالفة لما أوجبه الله والذي يقول :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١)

__________________

١ ـ الشورى : ٢٣ ويرجع في تفسير هذه الآية إلى ابن كثير : ٤ / ١٤١ ، الكشاف للزمخشري : ٤ / ٢١٩ ، الشوكاني ، تفسير القدير : ٤ / ٥٤٣ ، الطبري : ١١ / ١٤٤.

١٠٣

وكذلك الجهة الثانية وهي المحبة المغالية والتي تفوق الحدود العقلية فتجعل آل البيت وعلى رأسهم الإمام في منزلة الألوهية وهذا من المحال أن يصدقه العاقل الذي يعطي لكل ذي حقّ حقّه ، هذا الحقّ الذي خصه به الشارع الأكبر ألا وهو الله ، فتعالى أن يكون له شريك أو مثيل وهو القائل :( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) فلهذا تكون جميع المحاولات للخروج عن حدود المحبة الطبيعية سواء بالكره ، أو المغالات هي من قبيل الشطح الذي يجب أن ويُرد إلى طريق الصواب.

بهذا كانت شخصية الإمام هي المؤثرة في تاريخ الفكر الإسلامي بحيث ما افترقت الفرق إلاّ على هذه الشخصية سواءاً بمخالفتهعليه‌السلام ، او بمناصرته ، فكان الامامعليه‌السلام مستهدفاً من الفرق المعادية ، حتى أن معاوية أجزل العطايا لكل من يروي في ذم الإمامعليه‌السلام ، وما سمرة بن جندب وأبو هريرة إلاّ خير دليل على ذلك. كما أنه امر بلعنه على المنابر حتى تتزعزع مكانته في نفوس المسلمين ، وليس استشهاد حجر بن عديرضي‌الله‌عنه إلاّ دليلاً على تمسك المخلصين بحب هذه النفس الطاهرة صلوات الله عليه وعلى أبنائه الى يوم الدين.

وكما أن السلطان سخر القوة لمحاربتهم سخر كذلك باع وعاظ السلاطين أو أخذتهم النعرة المذهبية العقيمة للنيل من شخصيتهعليه‌السلام ، وما شخصية ابن كثير إلاّ إحدى هذه الشخصيات التاريخية التي تعاملت مع شخصية الإمام علي الإجحاف وبادرت إلى سلبه حقه الإلهي ، ولسنا هنا نعني الإمامة بل نقصد الحقوق الإلهية التي عبر عنها

١٠٤

الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلال حياته ، والتي تمنح الامام المكانة المميزة التي تميّزه عن باقي الصحابة حتى أوصلته إلى أن يقول له كل المسلمون يوم الغدير ( بخ بخ لك أصبحت وأمسيت ولي كل مؤمن ومؤمنة ).

لكن مؤرخنا الجليل لم يحرك منه كل ذلك ساكناً. فبادر بشتى الطرق إلى تضعيف هذه الروايات بدون مبرر عقلي ومنطقي ، حتى يتخلص من مثل هذه الشخصية العظيمة.

وكما أسلفنا سابقاً فما ابن كثير إلاّ الوجه الثاني لعملة وجهها الأوّل ابن تيمية الذي قال عنه ابن حجر العسقلاني أنه خلال رده على ابن المطهر الحلي تجاوز حده حتى أصبح يعرض لشخصية الامام علي.

واليك بعض الامثلة على انكار ابن كثير لفضائل الامام عليعليه‌السلام :

الإمام عليعليه‌السلام والمؤاخاة

لا أحد ينازع في كون حادث المؤاخاة هي إحدى المميزات والمفاخر التي تتوج بها الامام عليعليه‌السلام خلال حياة النبي والتي تبين مكانته في هذا الدين باعتباره صنو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونفسه. ولهذا دلالات عظيمة تحتم على كل الخاضعين لحضرة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يخضع لهذه الشخصية. ولم تكن هذه الحادثة مفردة في التاريخ الإسلامي بل نفسها أعيدت مرة اخرى ، وما سيرة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معهعليه‌السلام إلاّ تأكيداً لهذه الأخوة وهذه الرتبة ، وذلك ابتداءاً من حادثة الدار والذي أعطاهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأفضلية بين بني هاشم ، إلى حادثة الغدير والذي أعطاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأفضلية

١٠٥

على عامة المسلمين.

ولم يصل الامام عليعليه‌السلام إلى هذه المنزلة الا في ظل الرعاية الإلهية ، والتربية المحمدية والفطرة الأصيلة التي منحها الباري إياه ، حتى أصبح فريد زمانه في الجهاد فكان قاتل الكفار والمنافقين ، والثابت يوم حنين حين فرَّكل المسلمين ، وفاتح خيبر الذي قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد فشل أبي بكر وعمر في فتح حصن خيبر ( غداً أعطي الراية رجلاً يحبه الله ورسوله ويفتح الله على يده ) فحقق الله ذلك وانتصر فرفعت راية الإسلام بفضله.

وأما في الجانب العلمي فهناك قرائن كثيرة تبين أفضليته العلمية حتى قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) ويقول هو عن نفسه : ( كان لي عند رسول الله دخلتان ) ، وكذلك ( اسألوني قبل أن تفقدوني ) ، ولم يسبق أحد أن قالها غيره وهذا لثقته بنفسه ومكانته في هذا الدين.

وأفضل شاهد على عظمة مكانة الامام عليعليه‌السلام ، هو سد الأبواب إلاّ بابهعليه‌السلام ، ففي حديث جابر بن عبد الله الانصاري قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( يا علي إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي وإنك مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي )(١) .

وكذلك عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال قامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم سد الأبواب

__________________

١ ـ المراجعات نقلاً عن ينابيع المودة الباب ١٧.

١٠٦

خطيباً ، فقال : ( إن رجالا يجدون في أنفسهم شيئاً أن أسكنت علياً في المسجد واخرجتهم والله ما أخرجتهم وأسكنته بل الله أخرجهم وأسكنه ان الله عز وجل اوحى إلى موسى وأخيه أن تبوءا لِقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيمو الصلاة الى أن قال وإن علي مني بمنزلة هارون من موسى وهو أخي ولا يحل لأحد أن ينكح فيه النساء )(١) . وهذا مما يبرز المكانة العظمى لشخصية الإمام عليعليه‌السلام ، والتي لها دلالات وإيحاءات لا تستطيع أقلام المخالفين أن تنفيها(٢) . لكن صاحبنا ابن كثير فإنه ينفي بكل جرأة حديث المؤاخاة ويقول أنها لم تكن من خصوصياتهعليه‌السلام ، ويرى أنّهعليه‌السلام تآخى مع شخص غير الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويقول : « وآخى النبي بينه وبين سهل بن حنيف ، وقد ذكر ابن اسحاق وغيره من أهل السير والمغازي أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آخى

__________________

١ ـ المصدر السابق ، ومن حديث سدّ الأبواب إلاّ باب عليعليه‌السلام راجع : مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص ٢٥٥ ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ١ / ٢٦٦ ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ٨٨.

٢ ـ يوم فتح خيبر.

راجع : المناقب للخوارزمي الحنفي ص ٧٦ و ٩٦ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ١ / ٤٥ ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٢٦٤ ط الحيدرية ، مجمع الزوائد : ٩ / ١٣١ ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : ٢ / ٤٤٩ ط أفست ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ١٣٠ ، ط ١ ، اسلامبول ، وص ١٥٤ ، ط الحيدرية.

١٠٧

بينه وبين نفسه وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة لا يصح منها شيء لضعف أسانيدها وركة بعض متونها فإن في بعضها « أنت أخي ووارثي وخليفتي وخير من أمر بعدي » وهذا الحديث موضوع مخالف لما ثبت في الصحيحين وغيرهما والله أعلم(١) .

إذن هذه وجهة نظر ابن كثير فلننظر إلى الحديث المخصوص بالأخوة مع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال ابن عبد البر في ترجمة علي من الاستيعاب : آخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين المهاجرين ، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار ، وقال في كل واحدة منهما لعلي : أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وقال آخى بينه وبين نفسه.

وقال السيد عبد الحسين شرف الدين في مراجعته ـ مراجعة ٣٤ ـ : ولهذه الغاية نفسها قد اتخذ علياً أخاه ، وآثره بذلك على من سواه تحقيقاً لعموم الشبه بين منازل الهارونيين من أخويهما ، وحرصا على أن لا يكون ثمة من فارق بينهما ، وقد آخى بين أصحابهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرتين كما سمعت ، فكان أبو بكر وعمر في المرة الاولى اخوين(٢) وعثمان

__________________

١ ـ ابن كثير ، البداية والنهاية : ٥ / ٢٣٤.

٢ ـ في المؤاخاة كان أبو بكر وعمر وعليعليه‌السلام مع رسول الله.

راجع : مستدرك للحاكم : ٣ / ١٤ ، الفصول المهمة لابن الصباغ الملكي ص ٢١ ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ١٩٤ ، ط الحيدرية ، وص ٨٣ ، ط الغري ، اسد الغابة لابن الاثير : ٢ / ٢٢١ ترجمة الامام علي ابن ابي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي : ١ / ١٠٥ ، كنز العمال : ١٥ / ١٠٥ ، ح٢٩٩ ط٢.

١٠٨

وعبد الرحمن بن عوف اخوين ، وكان في مرة ابو بكر وحارجة بن زيد اخوين ، وعمر وعتبان بن مالك أخوين ، أما علي فكان في كلتا المرتين أخا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

كما أن هذا الحديث رواه ما يقارب عشرة من الصحابة وهم ابن عباس ، وابن عمر وزيد ابن ارقم ، وزيد بن أبي أوفى ، وأنس بن مالك ، وحذيفة بن اليمان ، ومحذوج بن يزيد ، وعمر بن الخطاب ، والبراء بن عازب ، وعلي بن ابي طالب(١) .

ونظراً لكثرة الراوين أعرضنا عن ذكر كل المخرجين لحديثي المؤاخاة مما يعطي الدليل القاطع على صحته ووقوعه زمان الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لكن مؤرخنا اعرض عن هذه الاحاديث لأنه لم يقصد التحقيق المعرفي الذي يتوخى من خلاله إرشاد الناس إلى طريق الصواب ، ولو ثبت ذلك بالطريق العقلي الصحيح لآمن به كل الناس ، لكنها محل إجماع كل العلماء إلاّ علماء السلفية ومنهم ابن كثير لأن في بقائها ، وثبات صحتها مضرة لمدرسته التي بنيت على وهم قدسية عدالة الصحابة التي انفق المال الكثير من أجل تكريسها وليت ابن كثير يقف عند نفي المؤاخاة ، بل تجاوزها الى ماهو أفظع من ذلك فتهجّم بكل ما

__________________

١ ـ عن عبد الحسين شرف الدين ، المراجعات : المراجعة ٣٤.

١٠٩

عنده من قوة على آل البيت وعلى رأسهم امير المؤمنين علي بن ابي طالبعليه‌السلام .

علي وآل البيتعليهم‌السلام

لم يتجرأ أحد من العلماء منذ الجيل الأوّل إلى يومنا هذا ليخرج علي بن أبي طالب من آل البيت ، لأن الوصول إلى هذه النتيجة هو من قبيل الحمق والجنون العلمي. فزعيم آل البيت لا يناقش أحد في كونه هو قائد الغر المحجلين. وهذا منزل وشرف خصه به الله سبحانه وتعالى وأبنائه وامهم فاطمة الزهراءعليها‌السلام دون غيرهم للحظوة والمكانة التي كانوا يمتلكونها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكذلك لأحقيتهم بخلافة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ورغم تجرء العلماء بتخطئة الإمام علي في سياسته وتسيره لأُمور الدولة ، لكن لم يسمح أحد لنفسه بأن يتجاوز الخط الأحمر ويعلن بصراحة أن أخا رسول الله ليس من آل البيت عليهم أجمعين السلام.

إلاّ مؤرخنا المحترم حيث يقول : قلت وأما الخلفاء الفاطميون الذين كانوا بالديار المصرية ، فان أكثر العلماء قالوا على أنهم أدعياء ، وعلي ابن أبي طالب ليس من أهل البيت ، ومع هذا لو يتم له الأمر كما كان للخلفاء الثلاثة قبله(١) .

وهذا من دلائل الخبل الذي أصاب صاحبنا علماً أنه يروي رواية

__________________

١ ـ ابن كثير البداية والنهاية : ٥ / ٢٣٧.

١١٠

أهل الكساء في تفسيره(١) . وما من أحد خالف كون المقصود في قوله تعالى :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) هم فاطمة وعلي والحسن والحسين ، وذلك كما جاء في رواية أم سلمةرضي‌الله‌عنها حيث قالت :

دعا رسول الله حسناً وحسيناً وفاطمة فأجلسهم بين يديه ، ودعا علياً فأجلسه خلفه فتجلل هو وهم بالكساء ، ثم قال : « هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ».

فتقول ام سلمة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « فأنا معهم يا نبي الله ».

فيقول لها « أنت على مكانك ، وأنت على خير »(٢) .

وهذا الحديث يكفي ليبين ويزيل الغموض لصاحبنا بأنّ الإمام علي هو أحد أعمدة آل البيت ، كما أن هناك أحاديث أُخرى واردة في هذا السياق ، فعن مالك بن أنس قال : ( صليت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبعة عشر شهر فإذا خرج من بيته أتى باب فاطمةعليها‌السلام فقال :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) كل يوم خمس مرات )(٣) .

__________________

١ ـ ابن كثير في تفسيره : ٣ / ٤٨٥.

٢ ـ رواه الطبري وابن كثير في التفسير والمحب الطبري في ذخائر العقبى والسيوطي في الدر المنثور والحاكم في مستدرك الصحيحين.

٣ ـ رواه الترمذي في الصحيح ، وأحمد في مسنده ، والطيالسي في المسند ، والحاكم في مستدرك الصحيحين ، وابن الأثير في اسد الغابة وابن كثير والسيوطي في تفاسيرهما.

١١١

ونفس الرواية واردة عن ابي برزة(١) ، وعبد الله ابن عباس(٢) .

وقال شرف الدينرحمه‌الله :

وقد اجمعت كلمة أهل القبلة من أهل المذاهب كلها على أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما نزل الوصي بها ـ بآية التطهير ـ عليه ضم سبطيه وأباهما وأمهما إليه ، ثم غشاهم ونفسه بذلك الكساء ، تمييزاً لهم على سائر الأبناء والأنفس والنساء ، فلما انفردوا تحته عن أسرته كافة ، واحتجبوا به عن بقية أمته بلغهم الآية ، وهم على تلك الحال ، حرصاً على أن لا يطمع بمشاركتهم فيها أحد من الصحابة والآل ، فقال مخاطبهم ، وفي معزل عن الناس كافة :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) فأزاحصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحجبهم في كسائه حينئذ حجب الريب ، وهتك سدف الشبهات ، فبرح الخفاء بحكمته البالغة ، وسطعت أشعة الظهور ببلاغة المبين والحمد لله رب العالمين(٣) .

وهناك مرويات كثيرة تثبت هذه المكانة للإمام عليعليه‌السلام وآيات قرآنية تخصه وآل بيته. فبالإضافة إلى آية التطهير ، هناك آية المودة ، وكذلك المباهلة ، والتي خصتهعليه‌السلام بالمنزلة الراقية وبالدرجة الرفيعة حتى قالعليه‌السلام :

__________________

١ ـ رواها في مجمع زوائد.

٢ ـ الدر المنثور للسيوطي.

٣ ـ الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء للامام شرف الدين عن آية التطهير الشيخ محمد مهدي الآصفي ص ٦٦.

١١٢

( أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا ، أن رفعنا الله ، ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطي الهدي ، ويستجلي العمي ، إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لاتصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم )(١) .

إن هذه الآراء ليست إلاّ محاولات لإيجاد مخرج للمأزق التاريخي الذي وقعت فيه مدرسة الخلفاء للدفاع عن السراب المقدس ، والذي لا يعبر إلاّ عن حالة التيهان التي يعيشها المؤرخ داخل التاريخ الإسلامي حينما يفتقد إلى منهجية واقعية تتخلى عن أدوات الماضي البئيس ، وتنفتح على الحاضر والمستقبل ، بآليات تقضي فيها على الترسبات الماضوية ، وليدة المال والسلطان ، والجهل ، وكذلك على الطوباوية الفكرية والتي تحجب العقل عن ممارسة دوره الفعال في التنقيب وهدم صروح التخلّف كي يتسنى لهذه المادة الفعالة استجلاء الحقائق ، والتحقق من مصداقيتها لتعرف بعد ذلك طريق حريتها وخلاصها من التاريخ الملغوم وعقلية السلطان المتجبر الذي جعل الأمة الإسلامية تعيش في كآبة فكرية وترزخ في بحر من التيهان لا تستجرأ على الخروج منه.

الإمام عليعليه‌السلام والبيعة

لقد كان مقتل عثمان بن عفان نتيجة السياسة التي انتهجها في

__________________

١ ـ ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة : ٢ / ٣٦.

١١٣

حياته ، وبالخصوص بتقريب أقربائه ، وإنزال الكرامات عليهم كإعطاء الاموال ، وتسليم مقاليد الامور في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي ، كالشام لمعاوية بن أبي سفيان ، وعبد الله بن أبي سرح على مصر ، وأشياء كثيرة ، مما جعل المسلمين يشمئزّون من هذا الوضع ، ويقومون بالثورة عليه ، وتزعم هذه الثورة كبار الصحابة ، فقد سبقهم إلى ذلك ابو ذر الغفاري ، حينما أعلن ثورته على المبذرين لمَّا كان في الشام ، وقال قولته المشهورة : عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يشهر سيفه. فكانت الثورة هي ثورة ضد النفوذ الاموي على مقاليد الحكم في الدولة الإسلامية.

فاجتمعت كل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتنتج ثورة على الخليفة الثالث رغم المحاولات الجادة من أمير المؤمنين عليعليه‌السلام لمنع الثوار من قتل عثمان لكن لسوء الحظ وللخطأ الذي ارتكبه عثمان بإرسال رسول يطلب من عبد الله بن أبي سرح قتل الثوار العائدين إلى مصر. فما كان منهم إلاّ الرد على هذه الرسالة ومهاجمة الخليفة في منزله وقتله.

قتل عثمان بن عفان فأصبح كرسي الخلافة فارغاً ، وكان انذاك الثوار موزعين على ثلاثة أقسام الكوفيين ، والبصريين ، والمصريين ، وقد كان المصريون يلحون على علي وهو يهرب منهم ، وكان الكوفيون يطلبون الزبير فلا يجدونه ، والبصريون يطلبون طلحة فلا يجيبهم وعلى

١١٤

قول حد ابن كثير وتفترق ثلاث فرق وكل فرقة تريد صاحبها(١) .

لكن إذا تسائلنا من المؤهل بين هؤلاء الثلاثة فإن الامام علي مما لاشك فيه ابداً هو المؤهل إلى قيادة هذه الأمّة.

لكن مع الأسف الشديد وأنت تطالع قول ابن كثير فإنك تلاحظ فيه شيئين رئيسين وهما :

نفي الإجماع عن بيعة عليعليه‌السلام .

الزام البيعة لمجموعة من الناس وفرضها عليهم بالقوة(٢) .

لقد حاول المؤرخون ومنهم ابن كثير نفي صفة الإجماع على خلافة عليعليه‌السلام ، لكن نجده حينما كان يتحدث مثلا عن خلافة أبي بكر فقد أعطاها الإجماع منذ اليوم الأوّل لتعيينه رغم ما شاب هذه البيعة من اعتراض وخصوصاً من البيت الهاشمي وعلى رأسهم عليعليه‌السلام ، لكن كما أسلفنا سابقاً فإن ابن كثير ذكر بيعة للامام خلال اليوم الثاني وهذا مما خالف المأثور من التواريخ ، لكن عند مؤرخنا ابن كثير المشبع بالمؤثرات التيمية أصبح عنده الامام علي من ا لشخصيات المهملة وكان هدفه هو إضعاف شخصيته عند المسلمين ، وقد رأينا كيف نفى ابن كثير عن الامام قرابته وانتسابه إلى آل البيت.

ومعلوم أن هذه الحالات هي نوع من رد الفعل الصادر ضد الأفكار

__________________

١ ـ البداية والنهاية : ٧ / ٢٣٧.

٢ ـ قد استغنينا في هذه الفقرة عن الإحالة لكن للتأكيد من الحوادث يرجع إلى المصدر السابق.

١١٥

الأخرى وخصوصاً الشيعية ، وانعدام الإجماع الذي يهول منه ابن كثير لم يكن إلاّ مجموعة من الاشخاص وقد عدّهم هو نفسه فقال وقد تربصوا سبعة نفر لم يبايعوا ، منهم ابن عمر ، سعد ابن أبي وقاص ، وصهيب ، وزيد ابن ثابت ومحمد بن أبي مسلمة ، وسلمة بن سلامة بن رقش ، واسامة بن زيد(١) ونفي الإجماع هو الإطاحة بشخصية مقابل الشخصيات الثلاث السابقة ( ونعني الخلفاء السابقين ) وقد تبين هذا من خلال قوله : « ومع ذلك لم يتم له الامر كما كان للخلفاء الثلاثة »(٢) .

لكن المتدبر في الأحاديث التاريخية يلاحظ أن الإقبال كان عليه منذ موت الرسول وهذا يجسده ما قاله الناس إلى فاطمة الزهراءعليها‌السلام بأنهم قد سبقت بيعتهم إلى أبي بكر وأما من انعدام الإجماع بقيام الحروب بين المسلمين في زمانه ، فنلاحظ أن أغلبهم ممن كانت تحركه دوافع شخصية فالزبير وطلحة ممن كانا يطمعان في الحكم وأما معاوية فهو محب للحكم.

لكن الغريب هو أن ابن كثير جعل بيعة الإمام عليعليه‌السلام إكراهاً لبعض الأشخاص وبالخصوص طلحة والزبير.

واستغرب استغراباً عجيباً وهو يذكر رفض مبايعة مجموعة من الأشخاص ولم يلزمهم الامام عليعليه‌السلام الخضوع لبيعته ، ولم يفرضها

__________________

١ ـ ابن كثير : ٦ / ٢٣٧.

٢ ـ المصدر السابق : ٥ / ٢٣٧.

١١٦

عليهم ، فلماذا يفرض بيعته على اثنين دون الآخرين ، علماً أن هناك اسباب كافية تمنع الامام عليعليه‌السلام من فرضها ضماناً لوحدة الأمة الإسلامية.

وأما سبب نفي ابن كثير مسألة الإجماع على البيعة وذكره مسألة اكراه طلحة والزبير على البيعة هو نفي إمامة الحاكم ـ وفق مبادئ أهل السنة ـ لأن الإمامة والحكم عندهم لا تعقد إلاّ بالإجماع وأي خروج على هذا الحاكم ليس له أي تبعات دينية ، ومنه يكون الخارجون على الإمام عليعليه‌السلام لا يستحقون أي عقوبة دينية ، وأما طلحة والزبير فإثبات إكراههم على البيعة يجيز لهم الخروج على الإمام وفض البيعة السابقة ، وقد سبق أن ذكرنا حديثاً رواه مسلم في صحيحه والنسائي(١) ، يقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من بايع إماماً فأعطاه صفقة يمينه وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع.

إذن شروط الطاعة ، بعد البيعة هو إعطاء ثمرة القلب ، وصفقة اليمين عن طيب خاطر ، وأي انتفاء لأحد هذه الشروط يجعل البيعة غير قائمة ، والطاعة غير ملزمة ، وهذا ما حاول ابن كثير الوصول إليه وذلك من أجل تبرير خروج الاثنين على الإمام عليعليه‌السلام في موقعة الجمل ، علماً أن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخبر الزبير أنه سيقاتل الامام علي وهو ظالم له.

لكن التبرير التاريخي وايجاد الطرق لتخليص رموز التاريخ

__________________

١ ـ صحيح مسلم : ح ٤٧٥٥ ، النسائي ح ٤٢٠٢.

١١٧

الإسلامي من المزالق التي ارتكبوها وتصوير ذلك بالشكل الذي ينسجم مع الدولة الإسلامية والتاريخ الإسلامي الذي يراد إخراجه لجموع المسلمين. ودون الخوض في مداخل أخرى للتاريخ الإسلامي ، وخصوصاً موقعيتي الجمل وصفين ، نطرح فقط سؤالا واحداً ندعو العقول أن تفكر فيه بمنطق إذا كان خروجهم لطلب دم عثمان وخصوصاً معاوية فما علاقته باستلام الحكم واستبداده به فيما بعد؟

طلحة والزبير في مواجهة الإمام عليعليه‌السلام

لقد أفرط المؤرخون في الحديث عن نقض طلحة والزبير لبيعة الإمام علي ، وذلك دون اللجوء إلى التعمق في أسباب هذا الخروج. لكن الامام عليعليه‌السلام نفسه قد عبر في مجموعة من خطبه عن موقفه من خروج الاثنين ، والأسباب التي دفعتهم ، وكذلك موقفهما الأول من البيعة فقالعليه‌السلام : ( والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة ، ولكنكم دعوتموني إليها ، وحملتوني عليها ، فلما أفضت إليَّ نظرت إلى كتاب الله ، وما وضع لنا وأمرنا بالحكم به فاتبعته ، وما استسن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاقتديته ، فلم أحتج إلى رأيكما ، ولا رأي غيركما ، ولا وقع حكم جهلته فاستشيركما ، وإخواني من المسلمين )(١) وهنا يتجلى خلاف ما ذهب إليه ابن كثير في كون الزبير وطلحة كانا مكرهين على البيعة ، وكذلك خلاف عدم الإجماع على بيعته فقد روى

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١١ / ٧.

١١٨

الطبري في التاريخ ورواه غيره أيضاً أن الناس غَشُوه ، وتكاثروا عليه يطلبون مبايعته(١) . ومما يبين كذلك الإجماع على البيعة وأن الاثنين كانا موجودين هو قول الإمامعليه‌السلام قال : ( إن كان لابد من ذلك ففي المسجد ، فإن بيعتي لا تكون خفياً ولا تكون إلاّ عن رضا المسلمين ، وفي ملأ وجماعة فقام الناس حوله فدخل المسجد وانثال عليه المسلمون ، وفيهم طلحة والزبير(٢) .

فمن خلال هذا القول يتضح أن الزبير وطلحة ممن بايعوا عن طيب خاطر ، وكان الامامعليه‌السلام يظهر الأسباب المؤدية إلى خروجهما ، وكان يعزي هدفهما من الخروج وسببه الرئيسي ، وكان من جملة أقوالهعليه‌السلام ( والله ما أنكروا علي منكراً ، ولا جعلوا بيني وبينهم نصفاً ، وإنهم ليطلبون حقا هم تركوه ودماً هم سفكوه ، فإن كنت شريكهم فيه ، فإن لهم نصيبهم منه ، وإن كانوا ولوه دوني فما الطلبة إلاّ قبلهم ، وإن أول عدلهم للحكم على أنفسهم ، وإن معي لبصيرتي مالبست ولا لبس علي )(٣) .

ومما يدل على بيعتهما بطيب خاطر ما قاله الطبري حيث قال أنه قال كان لهما قبل بيعتهما له : إن أحببتما أن تبايعاني ، وإن أحببتما بايعتكما ، فقالا : لا ، بل نبايعك ثم قالا بعد ذلك : إنما خشية على

__________________

١ ـ المصدر السابق : ١١ / ٨.

٢ ـ المصدر السابق : ١١ / ٩.

٣ ـ المصدر السابق : ٩ / ٢٥.

١١٩

أنفسنا ، وقد عرفنا أنه لم يكن يبايعنا(١) .

وأما الأسباب الحقيقية لخروجهما فنقف مع ابن ابي الحديد وهو يحدد هذه الأسباب :

إن طلحة والزبير لما أيسا من جهة عليعليه‌السلام ، ومن حصول الدنيا من قبله ، قَلَبا له ظهر المجن ، فكاشفاه وعاتباه قبل المفارقة عتاباً لاذعاً روى شيخنا أبو عثمان قال :

أرسل طلحة والزبير إلى عليعليه‌السلام قبل خروجهما إلى مكة مع محمد ابن طلحة ، وقالا : لا تقل له : « يا أمير المؤمنين » ولكن قل له : « يا أبا الحسن » لقد قال فيك رأينا ، وخاب ظننا ، أصلحنا لك الامر ، ووطدنا لك الأمره ، وأجبلنا على عثمان حتى قتل ، فلما طلبك الناس لأمرهم ، أسرعنا إليك ، وبايعناك ، وقدنا إليك أعناق العرب ، ووطيء المهاجرون والأنصار أعقابنا في بيعتك حتى إذا ملكت عنانك ، استبددت برأيك عنا ، ورفضتنا رفض التريكة وأذلتنا إذالة الإماء ، وملكت أمرك الأشتر وحكيم بن جبلة وغيرهما من الأعراب ونزاع الامصار ، فكنا فيما رجوناه منك ، وأملناه من ناحيتك ، كما قال الأوّل.

فكنت كمهريق الذي في سقائه

لرقراق آل فوق رابية صلد

فلما جاء محمد بن طلحة أبلغه ذاك فقال اذهب إليهما ، فقل لهما : فما الذي يرضيكما؟ فذهب وجاءه ، فقال إنهما يقولان : ول أحدنا

__________________

١ ـ المصدر السابق : ١١ / ١٤.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277