تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة

تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة21%

تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 277

تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة
  • البداية
  • السابق
  • 277 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 70470 / تحميل: 6605
الحجم الحجم الحجم
تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة

تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

وفي إمتاع المقريزي(١) : أن النبي إذا رجع من مكة دخل المدينة من معرس الأبطح ، فكان في معرسه في بطن الوادي فقيل له إنك ببطحاء مباركة.

وفي مصابيح البغوي(٢) ، قال :

قال القاسم بن محمّد : دخلت على عائشةرضي‌الله‌عنه فقلت يا أماه اكشفي لي عن قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء.

وفي معجم البلدان(٣) :

البطحاء في اللغة مسيل فيه دقاق الحصى ، والجمع الأباطح والبطاح على غير قياس.

الاعتراض الثاني

وهو حمله الآية السورة كلها على أنّها مكية وبالتالي تنتفي الدلالة من كونها نازلة بعد حديث تولية إمارة المؤمنين لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام .

الرد الثاني

يمكن أن يكون مجموع السورة مكية بخصوص بعض الآيات فإنها مدنية كما هو واقع مجموع من السور القرآنية ولا إشكال في أن تكون

__________________

١ ـ امتاع الأسماع : ص ٥٣٤.

٢ ـ مصابيح السنة : ١ / ٥٦٠

٣ ـ معجم البلدان : ١ / ٤٤٤.

٨١

بدايتها ومفاتحها مكية كما هو الشأن لمجموعة من السور المدنية والتي تحتوي على آيات مكية ومثال ذلك كثير :

١ ـ سورة العنكبوت مكية ، عشر الآيات الأولى منها مدنية.

٢ ـ سورة الكهف مكية ، ٧ آيات منها مدنية.

٣ ـ سورة إبراهيم مكية إلاّ قوله تعالى :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ) (١) .

٤ ـ سورة الإسراء مكية إلا قوله :( وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ ) (٢) و( وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ) (٣) .

والأمثلة في القرآن على ذلك كثيرة.

الطباطبائي يرد

نورد هنا قول العلاّمة السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان وهو يبرهن على مدنية هذه الآية ، فانه يقول :

الذي يعطيه سياق السورة أنها تصف يوم القيامة بما أعد فيه من أليم العذاب للكافرين ; تبتدئ السورة فتذكر سؤال سائل سأل عذاباً من الله للكافرين فتشير إلى أنه واقع ليس له دافع قريب غير بعيد كما يحسبونه ثم تصف اليوم الذي يقع فيه والعذاب الذي أعد لهم فيه وتستثني

__________________

١ ـ ابراهيم : ٢٨.

٢ ـ الإسراء : ٧٦.

٣ ـ الإسراء : ٨٠.

٨٢

المؤمنين الذين قاموا بوظائف الاعتقاد الحق والعمل الصالح.

وهذا السياق يشبه سياق السور المكية غير أن المنقول عن بعضهم أن قوله :( وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ) (١) مدني والاعتبار يؤيده لأن ظاهره الزكاة قد شرعت بالمدينة بعد الهجرة وكون هذه الآية مدنية يستتبع كون الآيات الحافة بها الواقعة وهي أربع عشرة آيات قوله :( إِلاَّ الْمُصَلِّينَ ) إلى قوله :( فِي جَنّات مُكْرَمُونَ ) مدنية لما في سياقها من الاتحاد واستلزام البعض للبعض.

ومدنية هذه الآيات الواقعة تحت الاستثناء تستدعي ما استثنيت منه وهو على الأقل ثلاث آيات قوله :( إِنَّ الإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً ) إلى قوله( مَنُوعاً ) على أن قوله( فَما الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ) متفرع على ما قبله تفرعاً ظاهراً وهو ما بعده إلى آخر السورة ذو سياق واحد تكون هذه الآيات أيضاً مدنية.

ومن جهة أخرى مضامين هذا الفصل من الآيات تناسب حال المنافقين الحافين حول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن اليمين وعن الشمال عزين وهم الرادون لبعض ما أنزل الله من الحكم وخاصة قوله( أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئ مِنْهُمْ ) الخ ، وقوله( عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ ) الخ على ما سيجيء ، ومواطن ظهور هذا النفاق المدينة لا مكة ، ولا ضير في التعبير عن

__________________

١ ـ المعارج : ٢٤.

٨٣

هؤلاء بالذين كفروا فنظير ذلك في سورة التوبة وغيرها(١) .

ومنه يتضح بالجلي على أن هذه الآيات مدنية النزول باعتبار القرائن الملازمة لحالة المدينة لا مكة كمثل الزكاة والمنافقين ، وحتى لو سلمنا بكون السورة مكية فإنه من الجائز نزول الآية مرتين او مرة بعد أخرى من أجل العظة والتذكرة كمثل سورة الفاتحة فإنها نزلت مرة بمكة حين فرضت الصلاة ، ومرّة بالمدينة حولت القبلة ولتثنية نزولها سميت بالمثاني(٢) .

الاعتراض الثالث

انها نزلت بسبب ما قاله المشركون بمكّة ، ولم ينزل عليهم العذاب هناك لوجود النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينهم لقوله تعالى( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) .

الردّ الثالث

إن دليل الاعتراض مربوط بالاستدلال القرآني ولفظ الآية غير محمول على المشركين بل هو ملزوم بأصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودليل ذلك قوله تعالى( وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) فلا يكون الاستغفار من مشرك كافر. ومن هنا يصير الخطاب موجه لعصاة المسلمين وأما من ارتد عن

__________________

١ ـ محمد حسين الطباطبائي. الميزان : ٢٠ / ٦.

٢ ـ اتقان السيوطي : ١ / ٣١.

٨٤

الإسلام وكذب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطلب العذاب من الله تحديا واستخفافاً فعلى الله أن يعجل عليه نقمته. وكما أسلفنا سابقاً أنه خلال المرحلة المدنية تزايد المنافقون الذين يكنون الدسائس للإسلام.

الاعتراض الرابع

ان المعلوم من هذا الحديث أن حارثا المذكور كان مسلماً باعترافه بالمبادئ الخمسة الإسلامية ومن المعلوم بالضرورة أن أحداً من المسلمين لم يصبه عذاب على عهد النبي.

الجواب الرابع

إن الحارث قبل تشكيكه في أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان مسلماً ولكن لمجرد التشكيك دخل الكفر وفي قوله تعالى( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذاب واقِع ) والسؤال بمعنى الطلب والدعاء وتم الحاق الباء لما تضمن الفعل من الاهتمام والاعتناء ، وقيل الباء زائدة للتأكيد ، ومآل الوجوه واحد وهو طلب العذاب من الله كفراً وعتواً.

والآية تحكي سؤال العذاب وطلبه عن بعض من كفر طغياناً وكفراً(١) وأما العذاب الذي جاءه كان بعد الكفر والارتداد.

لكن شيخنا يتراجع ويخبرنا بكون الحارث بن كلدة غير معروف في الصحابة ولم يذكره ابن عبد البرفي الاستيعاب وابن مندة وابو نعيم

__________________

١ ـ الطباطبائي ، الميزان : ٢٠ / ٧.

٨٥

الاصبهاني وأبو موسى في تآليف ألّفوها في اسماء الصحابة وهذا في حسبي هو الخلط بعينه فكيف ينكره الآن بعد ما نسبه قبلا للإسلام مؤمناً بالأركان الإسلامية الخمسة.

واعتراضه هذا في حد ذاته واه فإن عدم تصنيف المصنفين لإسمه ليس دليلا على عدم وجوده. إذ أن كل مؤلف يكتب بقدر إحاطته وسعته ، عن أبي زرعة الرازي قال : توفي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة ، كلهم قد روى عنه سماعاً أو رؤية ومع هذا فجميع من في الاستيعاب يعني بمن ذكر فيه باسم او كنية وهم ثلاثة وخمسمائة ولم يستوعب ابن أبي زرعة الباقي ، ومما لاشك فيه أنّ عدم معرفتهم ليس دليلاً على عدم وجودهم.

٨٦

٨٧

الفصل الثالث

ابن كثير الوهم والحقيقة

٨٨

٨٩

لعمري ما أغرب أن تجد إنساناً يؤرخ لفترة زمنية وبقناعات ذاتية مرتبطة بتوجهه الايديلوجي يخبط خبط عشواء في سرد الأحداث والوقائع ، حتى أنه لا يستطيع هو نفسه استيعاب ما يريد إبلاغه للآخرين لذا تجده يورد أحداثاً في قضية معينة وكل حدث يناقض بعضه. مما يعطي رؤية على أن هذا الشخص غير مقتنع تمام الاقتناع بالقضايا التي يطرحها إذ أنه أصبح أسير الموروثات القديمة التي كونت لديه نفسية تاريخية تحدها أبعاد مذهبية. والعدد الهائل من الروايات التي يتعامل معها بعضها يعكس الحقيقة وقد تكون مخالفة لاعتقاداته واخرى هي من إنتاج التاريخ مما يحدث تصادماً بين هذه المعطيات الشيء الذي يدفع بالمؤرخ المتعامل مع هذه النصوص بإدراجها بأجمعها وإدخال قلمه على حسب قدرته لتبرير فعل أو الدفاع عنه أو أقرب طريقة لذلك وهو تضعيفه سند الرواية والانتصار للمرويات المفضلة عنده. أو بطريقة أخرى أسهل وهو إهمال الرواية وعدم إدراجها نظراً لما تحمله من دلالات ومعاني وبالتالي تخليص النفس من الدفاع والبحث عن الانتصار.

وقد كان ابن كثير أحد هؤلاء المؤرخين حيث أذهلتني موسوعته

٩٠

بذلك الكم الهائل من الروايات والتي غلب عليها التكرار وكذلك الحشو المتزايد بحيث لا تلمس نفسك تدرس موسوعة تاريخية على مثيل الامامة والسياسة ; بل هي عبارة عن كتاب جمع في داخلها المتناقضات المتفحص بحيث يقف مذهولا ويصاب عقله بالارتجاج وهو لا يستطيع الوصول إلى نتيجة ، لكن يطرح هذا الأمر أمامه باب الشك حول هذه الأحداث المتراكمة مما يجعله يستشف أن هناك أشياء وقعت ويحاول المؤرخ تجاوزها أو إغفال العين عنها.

لحظة الوفاة

طالعت ذات يوم بشوق متزايد أحداث سنة ١١ للهجرة ولكن مع الأسف وجدت أن يد ابن كثير تعاملت مع هذه الفترة بكثير من الوضاعة والاحتيال ; بحيث أن هناك أحداثاً تاريخية مهمة قد غض الطرف عنها بالإطلاق والتي كان لها تأثير كبير في تشخيص وضع المجتمع الإسلامي قبيل وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهم هذه الأحداث هي سرية أسامة بحيث لم يُذكر لها أثر والأحداث التي وقعت أثناء إنفاذ هذه السرية ، من تأييد الرسول لها وعقد لوائها بيده الشريفة ودعوته بالإسراع لتنفيذها ولعنة المتخلفين عنها. ولكل هذه الأعمال دلالات(١) ولكن رغم ذلك فإن إبن كثير لم يفرد لها شيئاً وهذه من إحدى الأبواب

__________________

١ ـ راجع أحمد شلبي والتاريخ في الملاحق القادمة.

٩١

التي سلكها لإخراج هذا التاريخ كما يوافق رؤاه والتي ترى خير القرون قرني هذا والذي يليه ومع تحقق اللعنة المرتبطة بالتخلف عن جيش أسامة وكان فيها كبار الصحابة فإن هذه الأحاديث تصبح لا داعي لذكرها ; لأنها تسقط اصنامهم المقدسة ، وهو الشيء الذي لا يريده مؤرخنا.

ولكن الأمرُّ من هذا هو الرواية الغريبة التي أوردها حول الرزية ـ رزية الخميس ـ بحيث لا علاقة لها بالحدث التاريخي الذي حصل أنذاك فأخرج في موسوعته عن علي بن أبي طالب قال أمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن آتيه بطبق يكتب فيه مالا تضل أمته من بعده ، قال : فخشيت أن تفوتني نفسه ، قال : قلت : إني احفظ وأعي(١) .

إن هذه الرواية متشابهة مع رزية الخميس ، ولكن هنا الإمام علي هو الذي امتنع عن إعطاءه الطبق باعتباره يحفظ ويعي ولا أظنها إلاّ رداً على الرواية التي اتفق عليها أصحاب الصحاح ، والتي رفض فيها جمع من الصحابة إعطاء النبي ما طلبه ليكتب لهم الوصية وفيهم عمر. فخالفوا بذلك أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولايخفى على أحد موقف الإسلام من مخالفة أمرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ويتضح من إيراد ابن كثير النص الصحيح وتعليقه عليه بأنّ الحديث عند الشيعة مع ربطه بأحاديث أخرى يفيد الوصية للإمام عليعليه‌السلام من

__________________

١ ـ ابن كثير ، البداية والنهاية : ٥ / ٢٠٩.

٩٢

بعد رسول الله ، مما جعل إبن كثير يراها إحدى مفتريات الشيعة إذ يقول : وأما ما يفتريه كثير من جهلة الشيعة والقصاص الأغبياء ، من أنه أوصى إلى علي بالخلافة فكذب وافتراء عظيم يلزم منه خطأ كبير(١) لكن في نفس الوقت يرجع للدفاع عن توصية الرسول لأبي بكر(٢) رغم مافي هذا القول من علة(٣) .

ابن كثير يتناقض مع نفسه

حينما تكثر الأحداث التاريخية ، فإن نباهة المؤرخ ومدى تتبعه لمصداقية الحدث التاريخي تظهر بوجود تناسق بين المرويات وسرد الأحداث ، لكن مع الأسف هذا مالم نره عند ابن كثير إذ أن تضارب الأحداث فات حده في كتابه بحيث يجعلك لا تستقر على أمر معين وهذا ما يجعل الباحث يستشف البعد التحريفي لأحداث التاريخ وما حدث فيه على طول استيلاء السلطات الظالمة على رقاب المسلمين ومدى مساعدة علماء الجور لهم والدفاع عنهم وإيجاد الطرق الكفيلة لتخريج هذا التاريخ للناس بشكل ينسجم وعقلية الناس التي أعتادت الاستسلام للظلم وتبرير ظلمهم بل وحتى في عصرنا الحالي نجد قلة

__________________

١ ـ ابن كثير ، البداية والنهاية : ٥ / ٢٣٦.

٢ ـ المصدر السابق.

٣ ـ للإطلاع على علل هذا الحديث راجع كتاب تاريخ الإسلام الثقافي والسياسي لصائب عبد الحميد.

٩٣

من يتعاطف مع شهداء حادثه كربلاء لأنّ الأغلبية العظمى تعطيها تأويلات صاغتها أيدي وعاظ السلاطين لتصل جاهزة الى عقول الآخرين وكثير من الناس لازالت تجهل مكانة آل البيت النبوي في الإسلام وعلى رأسهم أمير المؤمنين ، حتى وصل الأمر ببعضهم لاتهامه بالطامع في الخلافة(١) علماً أن الإمام عليعليه‌السلام كان الوجه الأول للمواجهة ضد اعداء الإسلام والحامل للواء العلم والمعرفة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وكل هذا لأنه رأى أنه هو المؤهل شرعاً وعقلاً لتسيير أمور المسلمين ، وهذا الأمر هو الذي حيّر المؤرخين في كيفية صياغة أحداث التاريخ بحيث تنسجم وطبيعة تصورهم ، لكن كما أسلفنا سابقاً لم يحالفهم الحظ في ذلك فكانت كل استدلالتهم ناقصة ، ومثال إبن كثير واضح في هذا المجال والأمثلة على ذلك كثيرة.

ابن كثير وأحداث السقيفة

لا أحد يشك في أن أول اجتماع حدث بعيد وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان في سقيفة بني ساعدة ، وكان المجتمعون هم جماعة من الأنصار وثلاثة من المهاجرين وهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح إذ بلغ مسمعهم أن الانصار مجتمعين في السقيفة بزعامة سعد بن عبادة فلما وصل الخبر إلى أبي بكر فزع فزعاً شديداً ، وقام معه عمر فخرجا

__________________

١ ـ راجع فصل أحمد شلبي.

٩٤

مسرعين إلى سقيفة بني ساعدة فلقيا أبا عبيدة بن الجراح فانطلقوا جميعاً ، حتى دخلوا السقيفة وفيها رجال من الأشراف معهم سعد بن عبادة(١) .

إن دراستنا لهذا الحدث التاريخي تبين عدم عقد إجماع البيعة لأبي بكر وما إسراعه للسقيفة إلاّ محاولة لحصر هذا الموضوع وعدم انتشاره بين الناس كي لا ينفروا من بيعته وتكون بذلك أول بيعة لأبي بكر استعين بها بالعصبية القبلية ـ وخصوصاً بين الاوس والخزرج ـ قد وقعت في السقيفة مما لا يعطيها الشرعية الدينية بحيث يغيب عنها كبار الصحابة وبخاصة أهل البيت الهاشمي ولكن ابن كثير من أجل أن يخرج من هذا المأزق أخرج لنفسه رواية تجعل من البيعة بيعة عامة في المسجد قبل أن يتجه إلى السقيفة إذ بايعه في المسجد جماعة من الصحابة ووقعت حسب زعمه شبهة لبعض الأنصار(٢) .

وقد يظن البعض بأنّ هذه الرواية بسيطة لكنها في الحقيقة شرعنة للنظام الخلفائي الذي يفتقد المصداقية الدينية فمحاولة البعض لتصوير وقوع البيعة في المسجد هي وسيلة لشرعنة هذا العمل وإعطائه صبغة جماعية ، ومما يزيد من تأكيد هذا القول أي أنّ البيعة الأولى كانت في المسجد هو ما أورده بعد ذلك حيث يقول :

__________________

١ ـ انظر : ابن قتيبة الإمامة والسياسة ص ٩ ـ شركة مكتبة ومطبعة ومصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر محمد محمود الحلبي وشركاه ـ حلفاء.

٢ ـ ابن كثير ، البداية والنهاية : ٥ / ٢١٤.

٩٥

وخرج إلى المسجد ( أي أبو بكر ) وعمر يخطب في الناس ويتكلم ويقول : إن رسول الله لا يموت حتى يفني الله المنافقين ، فتكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله يقول :( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) الآية حتى فرغ من الآية فقال : من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، فقال عمر : إنها في كتاب الله وما شعرت أنها في كتاب الله(١) ثم قال عمر : يا أيها الناس هذا أبو بكر فبايعوه فبايعوه(٢) ومنه تكون البيعة قبل توجه المهاجرين الثلاثة إلى السقيفة.

قد يقول قائل إن البيعة أولها كانت في المسجد وبعدها ذهبوا لإقناع الانصار في السقيفة لكن يخرج علينا إبن كثير برواية تجيب عن هذا السؤال وتبين أن البيعة الأولى كانت في السقيفة حيث يقول ابن كثير على لسان أبي بكر وهو في السقيفة : وقد رضيت لكم هذين الرجلين أيهما شئتم وأخذ بيدي ـ أي يد عمر ـ ويد أبي عبيدة ابن الجراح.

إذن العقل ماذا يقول؟ إذا كانت البيعة قد تمت قبل الحضور في السقيفة وتم تنصيب أبي بكر ولياً للمسلمين فلماذا يختار لهم أحد الرجلين عمر وأبي عبيدة بن الجراح. ومنه يكون القول بالبيعة الأولى

__________________

١ ـ خلال إنكار عمر لموت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان أبو بكر آنذاك في السنح خارج المدينة؟!

٢ ـ ابن كثير ، البداية والنهاية ص ٢١.

٩٦

في المسجد قولاً لا مجال له من الصحة وإنما يأتي من بعد الخلاف والزام المخالفين بالبيعة بإحضارهم إلى المسجد أو الهجوم عليهم بمنزل الزهراءعليها‌السلام ، والمراد من هذا القول كما قلنا هو إصباغ البيعة بشرعية وبإجماع الأمة ولم يكن إدراجها من قبيل حكي المرويات ولكن لغرض في نفس ابن كثير يبغي من خلالها عملية التمويه التاريخي ولم يكتفي عند هذا الحد من أجل إعطاء الشرعية ونفي ما قيل عن حال الخلاف الواقع بل صوّر الأمر بأنّ كل المخالفين والتي أثبت كتب التاريخ إصرارهم على عدم الاعتراف بالبيعة اذعنوا بعد ذلك للامر وبايعوا بطيب خاطر.

سعد ابن عبادة وابن كثير

يعتبر سعد ابن عبادة من المعارضين لخلافة أبي بكر بحيث وقف ضد أبي بكر في السقيفة ولم ينحني أبداً أمام التهديدات وبقي على ما ذهب اليه حتى قتل في عهد عمر وهو لم يبايع عمر كذلك. وكان سعد ابن عبادة سيد قومه وله منزلة قبل إسلامه وبعد إسلامه مما يجعل عدم قبوله للبيعة لها أولاً دلالة حول مصداقيتها وثانياً أنّها تفنّد القول بالاجماع والذي حكى عنه المؤرخون.

فأما مصداقيتها فهي نفي الشرعية عن الولي بحيث يكون هو المسؤول عن كل الأمور الدينية وإمام الأمة في الصلاة وترك الصلاة وراءه هو من باب عدم الاعتراف بإمامته بحيث أن سعداً لم يكن يصلي

٩٧

بصلاتهم لم يجتمع معهم(١) بل وصل به الأمر أنه دعى إلى محاربتهم وكان هو على يقين من خروجهم عن جادة الشرع بحيث قال : أما والله لو أن لي ما أقدر به على النهوض ، لسمعتم مني في أقطارها زئيراً يخرجك أنت وأصحابك ، ولألحقنك بقوم كنت فيهم تابعاً غير متبوع خاملا غير عزيز(٢) وهكذا فإن المصداقية الشرعية تُفقد ، وما الدعوة إلى محاربتهم إلاّ دليل على ذلك ، ولا أظن أن سعد بن عبادة غافل عن تحريم القتال بين المسلمين.

وأما الاجماع فخروج نفر واحد له مكانته في قومه وبين المسلمين لخير دليل على سقوط القول بالإجماع ولا أظن أحداً من المؤرخين قال أن سعداً تنازل عن موقفه هذا إلاّ مؤرخنا الكبير ابن كثير بحيث خالف الإجماع التاريخي وذكر بأنّ ابن سعد تنازل واعترف بإمارة القرشيين إذ يقول أن أبي بكر قال له : ولقد علمت يا سعد أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال وأنت قاعد ، قريش ولاة الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم ، فقال له سعد : صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء(٣) .

وهذا جزء من التبريرات والشرعنة الواهية التي يتبعها ابن كثير

__________________

١ ـ الامامة والسياسة ، ابن قتيبة ص ١٠.

٢ ـ المصدر السابق.

٣ ـ البداية والنهاية : ٥ / ٢١٨.

٩٨

للانتصار لهذا التاريخ والتي تجعله يسقط في مطبات كثيرة بحيث أنّه في نفس هذه الحادثة المرتبطة بسعد بن عبادة يذكر كذلك رفض سعد لهذه البيعة حتى انزوى المبايعون في السقيفة على سعد ، فقال قائل منهم : قتلتم سعداً ، فقال عمر : قتل الله سعداً(١) ، مما يبين الحقيقة الصحيحة لموقف ابن عبادة والذين أجمع كل من كتبوا في التاريخ على هذه الحقيقة.

ولم يقف ابن كثير فقط عند سعد ابن عبادة بل تعداه إلى الامام عليعليه‌السلام وجعله من المبايعين الأولين وهو الذي دافع عن حق هو له أهل ونسي أنه ما بايع أبي بكر إلاّ خشية أن يعود الناس عن دين محمد وذلك بعد مرور ستة أشهر وهو يبايع يذكر بأحقيته في الحكم وقبلها كذلك بحيث يقولعليه‌السلام : أنا عبد الله وأخو رسوله ، أنا أحق بهذا الأمر منكم(٢) وفي مجلس البيعة خاطب أبا بكر مؤكداً على أحقيته فذكر استبداد أبي بكر بهذا الأمر دونه فقالعليه‌السلام : فانه لم يمنعنا أن نبايعكم إنكاراً لفضيلتك ، ولا نفاسة عليك ولكن كنا نرى أنّ لنا هذا الامر حقا ، فاستبددت علينا(٣) . وكذلك البيت الهاشمي وعلى رأسهم العباس بن عبد المطلب إلى غاية ذلك الوقت وهو غير مبايع وكان يرى الأمر أمر

__________________

١ ـ المصدر السابق : ٥ / ٢١٦.

٢ ـ الإمامة والسياسة ص ١١.

٣ ـ الإمامة والسياسة ص ١١.

٩٩

أهل البيت دون سواهم وفي رده على أبي بكر وعمر حينما جاءا يسترضيانه بمنصب في التركة المسلوبة أبى ورد حجتهم التي احتجوا بها على الانصار من كون الرسول من قريش وهو دليل الأحقية فرد العباسرضي‌الله‌عنه : أما قولك إن رسول الله منا ومنكم ، فإنه كان من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها(١) .

إذن كل هذه الحوادث لم تحرك في ابن كثير حساً فأورد بأن علياً بايع مع الاوائل وذكر أن أبا بكر نظر في وجوه القوم فلم ير علياً فدعى بعلي بن أبي طالب فجاءه فقال ، قلت ابن عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وختنه على إبنته أن تشق عصا المسلمين قال : لا تثريب يا خليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فبايعه(٢) .

لكن الأحداث أصعب من أن تصدق بهذه السهولة ، وهناك روايات تتحدث عن رفضهعليه‌السلام البيعة لمدة ستة أشهر حتى توفيت فاطمةعليها‌السلام وبالتالي يلزمه تخريجة تساير الأحداث التاريخية فيقول في هذا التأخير : واحتاج على أن يراعي خاطرها بعض الشيء ، فلما ماتت بعد ستة أشهر من وفاة أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأى عليعليه‌السلام أن يجدد البيعة مع أبي بكر(٣) . فمتى كانت رعاية الزوجة تبطل البيعة؟ إذا كانت وجدت أصلا.

__________________

١ ـ الامامة والسياسة ص ١٦.

٢ ـ البداية والنهاية : ٥ / ٢١٨.

٣ ـ انظر : المصدر السابق ص ٢١٩.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

أقول : بل عبد الله هذا هو الطيالسي ، والظاهر أنّه قد صرّحكش بالاسم والكنية في ربعي بن عبد الله(1) .

أقول : فيمشكا : ابن خداش ، عنه سلمة بن الخطاب ، ويوسف بن السخت(2) .

1715 ـ عبد الله بن داهر :

بالدال المهملة والراء ، ابن يحيى الأحمري ، ضعيف ،صه (3) .

جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد : له كتاب يرويه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، محمّد بن إسماعيل البرمكي عنه به(4) .

أقول : فيمشكا : ابن داهر ، عنه محمّد بن إسماعيل البرمكي. وهو عن الصادقعليه‌السلام (5) .

1716 ـ عبد الله بن دكين الكوفي :

أبو عمرو ، أسند عنه ،ق (6) .

1717 ـ عبد الله بن راشد الكوفي :

ق في نسخة ، وفي أخرى : ابن أسد ، وقد تقدّم(7) .

وفيتعق : الظاهر صحّة هذه النسخة. وفي كتاب الحج من التهذيب‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 362 / 670 ، وفيه : قال محمّد بن مسعود : سألت أبا محمّد عبد الله بن محمّد بن خالد الطيالسي. إلى آخره. وصرّح في الكنية واللقب أيضا في ترجمة ميثم التمّار : 80 / 136.

(2) هداية المحدّثين : 101.

(3) الخلاصة : 238 / 29.

(4) رجال النجاشي : 228 / 602.

(5) هداية المحدّثين : 101 ، وهو عن الصادقعليه‌السلام ، لم ترد في نسختنا من الهداية.

(6) رجال الشيخ : 228 / 87.

(7) تقدّم أنّ في نسختنا من رجال الشيخ ذكر فيه كلاهما معا ، رجال الشيخ : 227 / 77 و 78.

١٨١

ـ في الصحيح ـ أنّ هشام بن سالم أمره أن يحفظ له عدد أشواط سعيه ، فكان يعدّ الذهاب والإياب شوطا ، وصحّح الصادقعليه‌السلام فعلهما(1) . وحمله الأصحاب على صورة النسيان(2) ، انتهى.

1718 ـ عبد الله بن رباط :

بالراء المكسورة والباء الموحّدة والطاء المهملة ، ثقة ،صه (3) .

ووثّقهجش في ترجمة ابنه محمّد(4) .

1719 ـ عبد الله بن رزين :

في الكافي في باب معجزات الجوادعليه‌السلام : الحسين بن محمّد ، عن شيخ من أصحابنا يقال له : عبد الله بن رزين. الحديث(5) ،تعق (6) .

أقول : بخطّ شيخنا يوسف البحرانيرحمه‌الله : وهذا(7) يدلّ على مدحه وأنّه من أصحابنا ، ولم يذكر في كتب الرجال ، انتهى.

1720 ـ عبد الله بن الزبير الأسدي :

روى نوادر كتابا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عنه عباد بن يعقوب الأسدي ،جش (8) .

أقول : لا يبعد اتّحاده مع الرساني الآتي لما فيق في ترجمة الفضيل‌

__________________

(1) التهذيب 5 : 152 / 501 ، إلاّ أنّ فيه : عبيد الله بن راشد.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 202.

(3) الخلاصة : 112 / 56.

(4) رجال النجاشي : 356 / 955 حيث قال : وكان هو وأبوه ثقتين.

(5) الكافي 1 : 412 / 2.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 202.

(7) في نسخة « ش » : وهو.

(8) رجال النجاشي : 220 / 576.

١٨٢

أخي عبد الله هكذا : الفضيل بن الزبير الأسدي مولاهم كوفي الرسان(1) ، انتهى. وصرّح بالاتّحاد في المجمع(2) ، فتأمّل.

1721 ـ عبد الله بن الزبير الرسّاني :

فيكش : إبراهيم بن محمّد بن العباس الختلي قال : حدّثني أحمد ابن إدريس القمّي ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن سيابة قال : دفع إليّ أبو عبد اللهعليه‌السلام دنانير وأمرني أن اقسّمها في عيالات من أصيب مع عمّه زيد ، قال : فقسّمتها فأصاب عيال عبد الله بن الزبير الرسّان أربعة دنانير(3) .

وفيصه بعد نقل ذلك : هذه الرواية تعطي أنّه كان زيديّا(4) .

وهو محلّ نظر ، لما روي من الترغيب في إعانة زيد وإمداده وأخذه البيعة للرضا من آل محمّدعليهم‌السلام ، وفي اندفاع ذلك بما روي من أنّه لم يخرج مع زيد من أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام غيره موضع نظر أيضا.

هذا ، وفيكش أيضا : قال محمّد بن مسعود : وسألت علي بن الحسن ابن فضّال عن فضيل الرسان ، قال : هو فضيل بن الزبير وكانوا ثلاثة إخوة عبد الله وآخر(5) ، انتهى.

أقول : في أمالي الشيخ الصدوق : أبيرضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن سيابة قال : دفع إليّ أبو عبد الله جعفر بن محمّد‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 272 / 22. وفي نسخة « ش » : الرساني.

(2) مجمع الرجال : 3 / 282.

(3) رجال الكشّي : 338 / 622 ، وفي نسخة « م » : الرساني.

(4) الخلاصة : 237 / 7.

(5) رجال الكشّي : 338 / 621.

١٨٣

عليه‌السلام ألف دينار وأمرني أن اقسّمها في عيال من أصيب مع زيد بن علي ، فقسّمتها فأصاب عبد الله بن الزبير أخا فضيل الرسّان أربعة دنانير(1) ، انتهى. ومضى صدره في عبد الرحمن بن سيابة.

وقال المقدّس التقيقدس‌سره في حواشي النقد : يظهر من هذا الخبر وغيره أنّ المقتول فضيل وكان عبد الله عياله ، ويدلّ على عدالة عبد الرحمن ابن سيابة ، كما يدلّ عليه خبر آخر رواه الكليني في باب أداء الأمانة(2) ، انتهى.

وما ذكرهرحمه‌الله من كون المقتول فضيل فيه تأمّل ظاهرا ، لما مرّ في إسماعيل الحميريرحمه‌الله من بقاء فضيل بعد زيد ومجيئه إلى الصادقعليه‌السلام وإخباره بقتله وإنشاده شعر السيّدرحمه‌الله في حضرته. إلى آخر الحديث(3) ، فراجع.

ويقرب سقوط كلمة عيال قبل عبد الله في نسخة الأمالي ، ولا ينافيه كون « أخا » منصوبا ، فتأمّل.

ثم إنّه قد سبقصه ابن طاوس في دلالة الرواية على كونه زيديّا(4) ، وهو محلّ تأمّل لما ذكره الميرزا ، بل ولما يظهر من الأخبار من ذمّ من سمع بخروجهرحمه‌الله ولم يخرج معه ، فتتبّع.

1722 ـ عبد الله بن الزبير :

ل (5) . وزادد : بالضمّ ، معروف(6) .

__________________

(1) أمالي الصدوق : 275 / 13.

(2) حاشية النقد للمقدّس التقي : 128 والكافي 5 : 134 / 9.

(3) رجال الكشّي : 285 / 505.

(4) التحرير الطاووسي : 329 / 224.

(5) رجال الشيخ : 23 / 10.

(6) رجال ابن داود : 119 / 862.

١٨٤

أقول : روى الخاصّة والعامّة عن عليعليه‌السلام قوله : ما زال الزبير منّا أهل البيت حتّى حدث ابنه عبد الله(1) .

وفي شرح ابن أبي الحديد : كان عبد الله بن الزبير يبغض علياعليه‌السلام وينتقصه وينال من عرضه.

وروى عمر بن شيبة الكلبي والواقدي وغيرهما(2) من رواة السير أنّه مكث أيام ادّعائه الخلافة أربعين جمعة لا يصلّي فيها على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : لا يمنعني من ذكره إلاّ أن تشمخ رجال بآنافها ، وقال يوما لعبد الله بن العبّاس : إنّي لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة.

وروى عمر بن شيبة(3) أيضا عن سعيد بن جبير قال : خطب عبد الله بن الزبير فنال من عليعليه‌السلام ، فبلغ ذلك محمّد بن الحنفية ، فجاء إليه وهو يخطب فوضع له كرسي فقطع عليه خطبته. الخبر(4) .

ويأتي في عبد الله بن العبّاس ذكره(5) ، فلاحظ.

1723 ـ عبد الله بن زرارة بن أعين الشيباني :

روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ،صه (6) .

وزادجش : له كتاب يرويه عنه علي بن النعمان(7) .

__________________

(1) البحار : 32 / 108 ، نهج البلاغة 3 : 260 / 453 ، تهذيب تأريخ دمشق الكبير : 5 / 366 ، أنساب الأشراف : 2 / 255 وفي هامشه نقله عن تأريخ دمشق : 18 / 66 باختلاف في الألفاظ بينهما.

(2) في المصدر : وروى عمر بن شبّة وابن الكلبي والواقدي وغيرهم.

(3) في المصدر : شبّة.

(4) شرح ابن أبي الحديد : 4 / 61.

(5) نقلا عن شرح ابن أبي الحديد : 20 / 129.

(6) الخلاصة : 111 / 46.

(7) رجال النجاشي : 223 / 583.

١٨٥

وفيتعق : مضى ذكره في أبيه(1) (2) .

أقول : فيمشكا : ابن زرارة الثقة ، عنه علي بن النعمان ، وحمّاد بن عثمان كما في مشرق الشمسين عن الشهيد(3) (4) .

1724 ـ عبد الله بن زيد بن عاصم :

من بني النجار ، قتل يوم الحرّة ، ي(5) .

وفيصه : من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قتل يوم الحرّة(6) .

1725 ـ عبد الله بن سالم الصيرفي :

يروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مرتفع القول ، لا يعبأ به ،صه (7) .

1726 ـ عبد الله بن سبأ :

ألعن من أن يذكر.

1727 ـ عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري :

غير مذكور في الكتابين. وفي ترجمة ابنه عيسى ما يظهر منه مدحه(8) ،

__________________

(1) عن الكشّي : 138 / 221 ، حيث قال له الإمام الصادقعليه‌السلام : اقرأ مني على والدك السلام وقل له : إنّي أعيبك دفاعا منّي عنك. الخبر.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 202.

(3) مشرق الشمسين :

(4) هداية المحدّثين : 101 ، وفيها بدل وحمّاد بن عثمان. إلى آخره : وحمّاد بن عيسى كذا في مشرق الشمسين عن التهذيب.

(5) رجال الشيخ : 50 / 66.

(6) الخلاصة : 103 / 5.

(7) الخلاصة : 238 / 33.

(8) الذي فيه وفي أخيه عمران ما عن الكشّي : 333 / 608 و 609 من قول الإمام الصادقعليه‌السلام : إنّ بيتهم من بيت النجباء ما أرادهم جبّار من الجبابرة إلاّ قصمه الله.

١٨٦

وفي ابنه عمران أيضا ما ينبغي أن يلاحظ.

1728 ـ عبد الله بن سعيد :

أبو شبل الأسدي ، مولاهم ، كوفي ، بيّاع الوشي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ،صه (1) .

وزادجش : له كتاب يرويه عنه علي بن النعمان(2) .

أقول : فيمشكا : أبو شبل الثقة ، عنه علي بن النعمان ، وصفوان(3) .

1729 ـ عبد الله بن سعيد بن حيّان :

بالياء ، ابن أبجر ـ بالجيم بعد الباء الموحّدة قبل الراء ـ الكناني أبو عمر الطبيب ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ،صه (4) .جش إلاّ الترجمة(5) . ثمّ فيهما أيضا : وأخوه عبد الملك بن سعيد ثقة ، عمّر إلى سنة أربعين ومائتين ، له كتاب الديات رواه عن آبائه وعرضه على الرضاعليه‌السلام ، والكتاب يعرف بين أصحابنا بكتاب عبد الله بن أبجر. وزادجش : عنه يونس بن عبد الرحمن.

أقول : فيمشكا : ابن سعيد بن حيّان الثقة ، عنه يونس بن عبد الرحمن(6) .

1730 ـ عبد الله بن سعيد الوابشي :

أبو محمّد الكوفي ،ق (7) .

__________________

(1) الخلاصة : 111 / 47.

(2) رجال النجاشي : 223 / 584.

(3) هداية المحدّثين : 203.

(4) الخلاصة : 110 / 39.

(5) رجال النجاشي : 217 / 565.

(6) هداية المحدّثين : 203.

(7) رجال الشيخ : 227 / 68.

١٨٧

وفيتعق : يروي عنه الحسن بن محبوب(1) .

1731 ـ عبد الله بن سليمان الصيرفي :

مولى ، كوفي ، روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، له أصل.

إلى أن قال : قال : حدّثنا جعفر بن علي كان ينزل درب أسامة ، قال : حدّثنا عبد الله بن سليمان بكتابه ،جش (2) .

وفيتعق : حسّن خالي عبد الله بن سليمان لوجود طريق للصدوق إليه(3) . ويروي عنه صفوان وابن أبي عمير(4) ، وليس بمعلوم أنّه أيّهم ، والظاهر كونه الصيرفي على تقدير التعدّد(5) .

أقول : فيمشكا : ابن سليمان الصيرفي ، عنه جعفر بن علي(6) .

1732 ـ عبد الله بن سنان بن طريف :

مولى بني هاشم ، ويقال : مولى بني أبي طالب ، ويقال : مولى بني العبّاس ، كان خازنا للمنصور والمهدي بعده(7) والهادي والرشيد ، كوفي ، ثقة ، من أصحابنا ، جليل ، لا يطعن عليه في شي‌ء ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وقيل : روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، وليس بثبت(8) ،جش (9) . ونحوهصه (10) .

__________________

(1) لم يرد في نسخنا من التعليقة.

(2) رجال النجاشي : 225 / 592.

(3) الوجيزة : 390 / 213.

(4) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 61 ، وفيه روايتهما معا عنه.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 202.

(6) هداية المحدّثين : 101.

(7) بعده ، لم ترد في المصدر.

(8) في نسخة « م » : وليس يثبت.

(9) رجال النجاشي : 214 / 558.

(10) الخلاصة : 104 / 15.

١٨٨

ثمّ زادجش بعد ذكر كتبه : روى هذه الكتب عنه جماعات من الناس(1) لعظمه في الطائفة وثقته وجلالته ، عنه عبد الله بن جبلة.

وفيست : ثقة له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان.

وعنه محمّد بن علي الهمداني ، والحسن بن الحسين السكوني(2) .

وفيكش ما تقدّم في أبيه(3) .

أقول : فيمشكا : ابن سنان الثقة ، عنه النضر بن سويد ، ومحمّد بن عذافر ، وخلف بن حمّاد الثقة ، وعبد الرحمن بن أبي نجران ، وشهاب بن عبد ربّه ، وعبد الله بن جبلة ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، وعلي بن الحكم الثقة ، وعبد الله بن القاسم ، والحسن بن محبوب كثيرا ، وعلي بن الحسن ابن رباط ، وابن أبي عمير ، ومحمّد بن علي الهمداني ، والحسن بن الحسين السكوني ، والحسن بن علي الوشاء ابن بنت إلياس ، وعبد الله بن محمّد الحجّال ، وجعفر بن بشير ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وفضالة بن أيّوب ، والقاسم بن عروة ، وعلي بن إبراهيم بن محمّد الجواني ، وعبيد بن الحسن ـ وفي كتابي الشيخ : عبيد بن الحسين(4) ، وهو سهو ـ ، ومحمّد بن سليمان البصري ، وإبراهيم بن نعيم(5) ، ويونس بن عبد الرحمن كما في‌

__________________

(1) في المصدر : من أصحابنا.

(2) الفهرست : 101 / 433.

(3) رجال الكشّي : 410 / 770 و 771 ، حيث نقل عن الإمام الصادقعليه‌السلام ما مضمونه أنّهما لا يزدادا على الكبر إلاّ خيرا.

(4) التهذيب 4 : 278 / 841 ، الإستبصار 2 : 120 / 389.

(5) في المصدر : ومحمّد بن سليمان المصري ، ونعيم بن إبراهيم.

١٨٩

الفقيه(1) .

ووقع في كتابي الشيخرحمه‌الله رواية أبي عبد الله البرقي عن عبد الله ابن سنان(2) . وهو سهو ، ولذا رواه في موضع آخر من التهذيب عن محمّد بن سنان(3) ، وهو الصواب.

وفي الكافي البرقي عن ابن سنان(4) ، فيحمل على محمّد.

وفي المنتقى : المتكثّر رواية الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان ، وذلك يقتضي كونه المراد عند الإطلاق ، وربما يوجد عن محمّد ، لكنّه لشدّة ندوره لا يعقل إرادته عند الإطلاق(5) (6) .

1733 ـ عبد الله بن شبرمة الضبي :

الكوفي ، كنيته أبو شبرمة ، وكان قاضيا لأبي جعفر على سواد الكوفة ، ين(7) . ونحوهصه في القسم الثاني(8) . ثمّ فيهما : مات سنة أربع وأربعين ومائة.

وفي بعض نسخق : الكوفي البجلي الفقيه(9) .

أقول : في الكافي باب البدع والمقاييس عن أبي عبد الله عليه‌

__________________

(1) الفقيه 4 : 121 / 422.

(2) التهذيب 1 : 41 / 115 ، الاستبصار 1 : 10 / 13.

(3) التهذيب 1 : 37 / 101.

(4) الكافي 3 : 3 / 7.

(5) منتقى الجمان : 1 / 36.

(6) هداية المحدّثين : 101 وفيها زيادة رواية صفوان بن يحيى وأبي ولاّد حفص بن سالم الحنّاط عنه.

(7) رجال الشيخ : 97 / 16 ، وفيه زيادة : وكان شاعرا. والمراد من أبي جعفر هو المنصور الدوانيقي.

(8) الخلاصة : 236 / 5.

(9) رجال الشيخ : 228 / 91.

١٩٠

السلام : ضلّ علم ابن شبرمة. إلى أن قالعليه‌السلام : إنّ أصحاب المقاييس(1) طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا من الخير(2) إلاّ بعدا ، إنّ دين الله لا يصاب بالقياس(3) .

ويظهر منه ومن غيره كونه من العامّة ومن أصحاب المقاييس ، وصرّح بذلك المقدّس الصالح في شرح الكافي عند شرح هذا الحديث(4) .

وذكرهد في القسم الأوّل(5) ، ولا وجه لذلك أصلا.

وقال المقدّس المذكور : قال بعض العلماء : إنّه مستقيم مشكور وطريق الحديث من جهته ليس إلاّ حسنا ممدوحا ، ولست أرى لذكر العلاّمة له في قسم المجروحين وجها إلاّ أنّه قد تقلّد القضاء من قبل الدوانيقي ، وهو شي‌ء لا يصلح للجرح كما لا يخفى(6) ، انتهى.

والكلام المذكور لا يخلو من غفلة أو قصور ، ولذا في الوجيزة : ضعيف(7) ، وفي الحاوي ذكره في الضعاف(8) .

1734 ـ عبد الله بن شداد :

مشكور ،صه (9) ، طس(10) .

__________________

(1) في المصدر : القياس.

(2) في المصدر : من الحقّ.

(3) الكافي 1 : 46 / 14.

(4) شرح أصول الكافي : 2 / 319.

(5) رجال ابن داود : 120 / 873.

(6) شرح أصول الكافي : 2 / 154.

(7) الوجيزة : 244 / 1069.

(8) حاوي الأقوال : 289 / 1697.

(9) الخلاصة : 104 / 13.

(10) التحرير الطاووسي : 320 / 216. و : طس ، لم ترد في نسخة « م ».

١٩١

وفي قي في خواصّهعليه‌السلام (1) ، وكذا فيصه نقلا عنه(2) .

وفي جامع الأصول : من كبار التابعين وثقاتهم(3) .

وفي ي : عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي ، عربي ، كوفي(4) .

وفيكش : وجدت في كتاب محمّد بن شاذان بن نعيم بخطّه : روي عن حمران بن أعين أنّه قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يحدّث عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام أنّ رجلا كان من شيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام مريضا شديد الحمى ، فعاده الحسين بن عليعليه‌السلام ، فلمّا دخل من باب الدار طارت الحمى عن الرجل ، فقال : قد رضيت بما أوتيتم به حقّا حقّا والحمى لتهرب منكم ، فقالعليه‌السلام : والله ما خلق الله شيئا إلاّ أمره(5) بالطاعة لنا ، ياكبّاسة(6) ، قال : فإذا نحن نسمع الصوت ولا نرى الشخص يقول : لبيك ، قال : أليس أمرك أمير المؤمنينعليه‌السلام أن لا تقربي إلاّ عدوّا أو مذنبا لكي تكون كفّارة لذنوبه فما بال هذا؟! وكان الرجل المريض عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي(7) (8) .

__________________

(1) رجال البرقي : 4.

(2) الخلاصة : 192.

(3) جامع الأصول : 14 / 665.

(4) رجال الشيخ : 47 / 18.

(5) في المصدر : إلاّ وقد أمره.

(6) قال الشيخ المامقاني في تنقيح المقال : 2 / 188 : قوله : « يا كناسة » ـ كما في بعض نسخ المصدر ـ خطاب للحمّى ، فإنّها من أسمائها ، سمّيت بها لكنسها الذنوب عن المؤمنين المذنبين ؛ وفي نسخة مصحّحة « يا كبّاسة » ، ولعلّها سمّيت بذلك لأنّها تهجم على الصحيح وتكبسه بغير إذنه ورضاه.

(7) رجال الكشّي : 87 / 141.

(8) في شرح ابن أبي الحديد عند ذكر بني أميّة منعوا من إظهار فضائل عليعليه‌السلام : روى عطاء عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال : وددت أن اترك فأحدّث بفضائل علي بن

١٩٢

1735 ـ عبد الله بن شريك العامري :

قر (1) . وزادصه : يكنّى أبا المحجل ، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفرعليهما‌السلام وكان عندهما وجيها مقدّما. وروىكش حديثين ـ ذكرناهما في كتابنا الكبير ـ في طريقهما ضعف يقتضيان مدحه ، وروى أيضا أنّه من حواري الباقر والصادقعليهما‌السلام . وروى السيّد علي بن أحمد العقيقي ثناء عظيما في حقّه(2) ، انتهى.

وفيكش : حدّثنا أبو صالح خلف بن حمّاد الكشّي قال : حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي الرازي قال : حدّثني علي بن

الحكم ، عن علي بن المغيرة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : كأنّي بعبد الله ابن شريك العامري عليه عمامة سوداء وذؤابتاها(3) بين كتفيه مصعدا في لحف الجبل بين يدي قائمنا أهل البيت في أربعة آلاف يكبّرون ويكرون(4) (5) .

ومرّ في إسماعيل بن جعفرعليه‌السلام أيضا مدحه(6) ، ورواية الحواريين مرّت في أويس(7) .

__________________

أبي طالبعليه‌السلام ، وإنّ عنقي ضربت بالسيف. ( منه قدّس سره ) شرح ابن أبي الحديد : 4 / 73.

(1) رجال الشيخ : 127 / 4.

(2) الخلاصة : 108 / 27.

(3) في النسخ : وذؤابتيها. وما أثبتناه من المصدر.

(4) في المصدر : مكرّون ومكرورون. يكبّرون ويكرّرون ( خ ل ).

(5) رجال الكشّي : 217 / 390.

(6) رجال الكشّي : 217 / 391.

(7) رجال الكشّي : 10 / 20.

١٩٣

وفيتعق : يأتي في عبيد بن كثير مدحه أيضا(1) (2) .

1736 ـ عبد الله بن صبيح البكري :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (3) .

1737 ـ عبد الله بن الصلت :

يكنّى أبا طالب القمّي ، مولى بني تيم اللات بن ثعلبة ، ثقة ، مسكون إلى روايته ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، له كتاب التفسير ، علي بن عبد الله ابن الصلت عن أبيه به ،جش (4) .

صه إلى قوله : عن الرضاعليه‌السلام . وفيها بدل بني تيم اللات : تيم الله(5) .

وقالشه : فيجش وجخ : مولى بني ، وهو الصواب. وقوله : تيم الله ، وافقه عليه الشيخ ، وفيجش ود : تيم اللات(6) (7) ، انتهى.

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(8) .

وفيضا : يكنّى أبا طالب ، مولى بني تيم الله بن ثعلبة ، ثقة(9) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 234 / 620 حيث قال عنه : روى عن علي بن الحسين وأبي جعفرعليهما‌السلام وكان يكنّى أبا المحجل وكان عندهما وجيها مقدّما.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 203.

(3) رجال الشيخ : 224 / 26.

(4) رجال النجاشي : 217 / 564.

(5) الخلاصة : 105 / 17.

(6) رجال ابن داود : 121 / 877.

(7) تعليقة الشهيد الثاني علي الخلاصة : 50.

(8) الفهرست : 104 / 447.

(9) رجال الشيخ : 380 / 13. كما وذكره في أصحاب الجوادعليه‌السلام : 403 / 5.

١٩٤

وفيكش : علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن عبد الجبّار ، عن أبي طالب القمّي قال : كتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام بأبيات شعر وذكرت فيها أباه ، وسألته أن يأذن لي في أن أقول فيه ، فقطع الشعر وحبسه وكتب في صدر ما بقي من القرطاس : قد أحسنت جزاك الله خيرا(1) .

وفيتعق : مدحه الصدوق في أوّل كمال الدين مدحا عظيما وأثنى عليه ثناء كثيرا(2) ، فلاحظ(3) .

أقول : فيمشكا : ابن الصلت القمّي الثقة ، ابنه علي عنه ، وعنه ابن بطّة ، وموسى بن جعفر بن أبي جعفر ، ومحمّد بن عبد الجبّار ، وأحمد بن أبي عبد الله ، وأحمد بن محمّد بن عيسى ، ومحمّد بن أحمد بن علي(4) .

وفي التهذيب في أخبار الحنوط : علي بن الحسين ، عن محمّد بن أحمد بن علي ، عن عبد الله بن الصلت ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله ابن سنان قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام (5) .

قال الشيخ محمّد في حاشيته على الاستبصار : الظاهر أنّ محمّد بن أحمد هذا هو محمّد بن أحمد بن أبي قتادة علي بن محمّد بن حفص الثقة ،

__________________

(1) رجال الكشّي : 245 / 451.

(2) أقول : المذكور في التعليقة كذا : وفي أوّل كمال الدين للصدوق : وكان أحمد بن محمّد ابن عيسى في فضله وجلالته يروي عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمّيرضي‌الله‌عنه ، وبقي ـ يعني أبا طالب ـ حتّى لقيه محمّد بن الحسن الصفّار وروى عنه ، فلمّا أظفرني الله تعالى ذكره بهذا الشيخ الذي هو من هذا البيت الرفيع.

ومراده من هذا الشيخ محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن أحمد بن علي بن الصلت. انظر كمال الدين : 1 / 3.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 203.

(4) في نسخة « ش » : محمّد بن أحمد بن عيسى.

(5) التهذيب 1 : 307 / 891 والاستبصار 1 : 212 / 749.

١٩٥

فتكون الرواية صحيحة(1) ، انتهى.

وذكر هذا في ترجمة محمّد كان أولى كما لا يخفى.

1738 ـ عبد الله بن طاهر الثقاب :

ثقة ،صه (2) . وزاد لم : حلواني ، صالح ورع ، يكنّى أبا القاسم ، من أصحاب العياشي. وفيه : النقّار(3) .

وكذا فيد ، وغلّط ما فيصه (4) .

1739 ـ عبد الله بن عاصم :

قال الفاضل الخراساني وأجاد : المستفاد من كلام المحقّق في المعتبر توثيقه ، حيث قال عند تعارض روايته مع رواية محمّد بن حمران : رواية ابن حمران أرجح لوجوه ، منها أنّه أشهر في العمل والعدالة من عبد الله ابن عاصم ، والأعدل مقدّم(5) .

هذا ، ويروي عنه جعفر بن بشير(6) ، وأبان بن عثمان(7) ؛ وهذا أيضا من شواهد الوثاقة. ويؤيّده أيضا أنّهم رضي الله عنهم رجّحوا روايته على رواية الثقة على ما يستفاد من المعتبر أيضا ،تعق (8) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 103.

(2) الخلاصة : 106 / 21.

(3) رجال الشيخ : 479 / 11.

(4) رجال ابن داود : 121 / 879.

(5) المعتبر : 1 / 400 بحث وجدان الماء بعد دخول المتيمّم في الصلاة ، ذخيرة المعاد : 108.

(6) التهذيب 1 : 204 / 593.

(7) التهذيب 1 : 204 / 592.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 203.

١٩٦

1740 ـ عبد الله بن عامر بن عمران :

ابن أبي عمر الأشعري أبو محمّد ، شيخ من وجوه أصحابنا ، ثقة ،صه (1) .

وزادجش : له كتاب نوادر ، أخبرنا الحسين بن عبيد الله في آخرين ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه به(2) .

أقول : فيمشكا : ابن عامر بن عمران الثقة ، الحسين بن محمّد بن عامر عن عمّه(3) .

1741 ـ عبد الله بن العبّاسرضي‌الله‌عنه :

من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان محبّا لعليعليه‌السلام وتلميذه ، حاله في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنينعليه‌السلام أشهر من أن يخفى ، وقد ذكركش أحاديث تتضمّن قدحا فيه ، وهو أجلّ من ذلك ، وقد ذكرناها في كتابنا الكبير وأجبنا عنها ،صه (4) .

وقالشه : جملة ما ذكرهكش من الطعن فيه خمسة أحاديث كلّها ضعيفة السند ، والله أعلم بحاله(5) .

وفيكش : جعفر بن معروف ، عن يعقوب بن يزيد الأنباري ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : أتى رجل أبيعليه‌السلام فقال : إنّ فلانا‌

__________________

(1) الخلاصة : 111 / 42.

(2) رجال النجاشي : 218 / 570 ، وفيه : له كتاب ، أخبرنا.

(3) هداية المحدّثين : 103.

(4) الخلاصة : 103 / 1.

(5) لم يرد له ذكر في نسختنا من تعليقة الشهيد.

١٩٧

ـ يعني عبد الله بن العبّاس ـ يزعم أنّه يعلم كلّ آية نزلت في القرآن في أيّ يوم نزلت وفيمن نزلت ، قال : فاسأله فيمن نزلت :( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) (1) ، وفيمن نزلت :( وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ ) (2) ، وفيمن نزلت :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) (3) .

فأتاه الرجل وقال له : وددت الذي أمرك بهذا واجهني به فأسأله ، ولكن سله ما العرش ومتى خلق وكيف هو؟

فانصرف الرجل إلى أبيعليه‌السلام فقال له ما قال ، فقال : وهل أجابك في الآيات؟ قال : لا ، قال : ولكنّي أجيبك فيها بنور وعلم غير المدّعي والمنتحل ، أمّا الأولتان فنزلتا في أبيه ، وأمّا الأخيرة فنزلت في أبي وفينا. الحديث(4) .

حدّثني أبو الحسن علي بن محمّد بن قتيبة قال : حدّثنا الفضل بن شاذان ، عن محمّد بن أبي عمير [ عن أحمد بن محمّد بن زياد ](5) قال : جاء رجل إلى علي بن الحسينعليه‌السلام ، وذكر نحوه(6) .

قال الكشّي : روى علي بن يزداد الصائغ الجرجاني ، عن عبد العزيز ابن محمّد بن عبد الأعلى الجزري ، عن خلف المخزومي(7) البغدادي ، عن سفيان بن سعيد ، عن الزهري قال : سمعت الحارث يقول : استعمل علي‌

__________________

(1) الإسراء : 72.

(2) هود : 34.

(3) آل عمران : 200.

(4) رجال الكشّي : 53 / 103.

(5) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر ، وفي النسخ مكانه : أبي أحمد محمّد بن زياد.

(6) رجال الكشّي : 55 / 104.

(7) في المصدر : عن خلف المخزمي.

١٩٨

عليه‌السلام على البصرة عبد الله بن عبّاس فحمل كلّ ما في بيت مال البصرة ولحق بمكّة وترك عليّاعليه‌السلام ، وكان مبلغه ألفي ألف درهم ، فصعد عليعليه‌السلام المنبر حين بلغه فبكى فقال : هذا ابن عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في علمه وقدره يفعل مثل هذا فكيف يؤمن من كان دونه! اللهم إنّي قد مللتهم فأرحني منهم واقبضني غير عاجز ولا ملول(1) .

إلى غير ذلك من الأحاديث الذامّة له كلّها ضعاف.

وفيه : حمدويه وإبراهيم ، عن أيّوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن سلام بن سعيد ، عن عبد الله بن عبد يائيل(2) ـ رجل من أهل الطائف ـ قال : أتينا ابن عبّاسرحمه‌الله نعوده في مرضه الذي مات فيه ، قال : فأغمي عليه في البيت فاخرج إلى صحن الدار ، قال : فأفاق فقال : إنّ خليلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إني سأهجر هجرتين وإنّي سأخرج من هجرتي ، فهاجرت هجرة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهجرة مع عليعليه‌السلام ؛ وإني سأعمى ، فعميت ؛ وإني سأغرق ، فأصابني حكّة فطرحني أهلي في البحر فغفلوا عنّي فغرقت ثمّ استخرجوني بعد ؛ وأمرني أن أبرأ من خمسة : من الناكثين وهم أصحاب الجمل ، ومن القاسطين وهم أصحاب الشام ، ومن الخوارج وهم أهل النهروان ، ومن القدريّة وهم الّذين ضاهوا النصارى في دينهم فقالوا : لا قدر ، ومن المرجئة الّذين ضاهوا اليهود في دينهم فقالوا : الله أعلم.

قال : ثمّ قال : اللهم إنّي أحيى على ما حيي عليه علي بن أبي طالبعليه‌السلام وأموت على ما مات عليه علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

__________________

(1) رجال الكشّي : 60 / 109 ، وفيه : واقبضني إليك.

(2) في المصدر : عبد بالليل.

١٩٩

ثمّ مات ، فغسّل وكفّن ثمّ صلّي على سريره ، فجاء طائران أبيضان فدخلا في كفنه ، فرأى الناس إنّما هو فقهه ، فدفن(1) .

وفيه أيضا حديث إرسال عليعليه‌السلام إيّاه إلى عائشة يوم الجمل بعد هزيمة أصحابه يتضمّن احتجاجه معها وفضله ، وفي آخره : فقال عليعليه‌السلام : أنا كنت أعلم بك حيث بعثتك(2) .

وفيتعق : في الوجيزة أنّه مختلف فيه(3) .

وفي كشف الغمّة عن أبي مخنف لوط بإسناده عن أبي إسحاق السبيعي وغيره قالوا : خطب الحسنعليه‌السلام صبيحة الليلة التي قبض فيها عليعليه‌السلام . إلى أن قال : فقام عبد الله بن عباس بين يديه فقال : معاشر الناس هذا ابن نبيّكم ووصيّ إمامكم فبايعوه. إلى أن قال : فرتّب العمّال وأمّر الأمراء وأنفذ عبد الله بن العبّاس إلى البصرة. الحديث(4) ، فتأمّل فيه ، فإنّ الظاهر من هذا عدم صحّة حكاية حمل بيت المال ، ولعلّه الحامل له عبيد الله بن العبّاس ، بل هو الظاهر ، فإنّه لم يكن مرتبطا بعلي بن الحسين والباقر بل والحسينعليهم‌السلام ، وتخلّف عنه ، فتأمّل. لكن في كتاب الحجّة من الكافي في شأن سورة إنّا أنزلناه خبر يتضمّن ذمّا عظيما فيه(5) ، فلاحظ(6) .

أقول : لا يخفى أنّ المعروف من كتب السير والأخبار أنّ عبد الله كان‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 56 / 106.

(2) رجال الكشّي : 57 / 108.

(3) الوجيزة : 244 / 1076.

(4) كشف الغمّة : 1 / 537.

(5) الكافي 1 : 191 / 2.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 203.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277