سبل الرشاد إلى أصحاب الإمام الجواد عليه السلام

مؤلف: عبد الحسين التستري
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 363
مؤلف: عبد الحسين التستري
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 363
محدث امامي ثقة، ومن وجوه الشيعة في قم، وله كتاب.
روى عن الامامين الرضا والجوادعليهماالسلام .
روى عنه محمّد بن علي بن محبوب، وأحمد بن عيسى الأشعري، وسعد بن عبد الله الأشعري.
تردد اسمه في ١١ موردا في اسناد الروايات.
المراجع:
رجال الحلي (قسم الثقات) ص ٥٣. معجم الثقات ص ٤٧. أعيان الشيعة ج ٦ ص ٢٥٢. هداية المحدثين ص ٥٢. الكافي ج ٤ ص ٨١ وص ٢٨١. نقد الرجال ص ١٢٠. تنقيح المقال ج ١ ص ٣٧٧. وسائل الشيعة ج ٢٠ ص ١٨٤. الاختصاص ص ٢٨٠. رجال ابن داود (قسم الثقات) ص ٨٥. الخصال ص ١٥. التهذيب ج ١ ص ٣٦٦، وج ٢ ص ٣٥٠، وج ٤ ص ١٨٠ وص ١٨١ وص ٢٧٨. مجمع الرجال ج ٢ ص ٢٤٢. العندبيل ج ١ ص ٢٣٨. معجم رجال الحديث ج ٦ ص ٢٨٣. جامع الرواة ج ١ ص ٢٨٣. منتهى المقال ص ١٢٢. رجال النجاشي ص ١٠٢. بهجة الآمال ج ٣ ص ٤٠٨. الجامع في الرجال ج ١ ص ٦٩٠. الاستبصار ج ١ ص ٣٠، وج ٢ ص ٧٧ وص ٧٨ وص ١٢٠. رجال الأنصاري ص ٧٤. طرائف المقال ج ١ ص ٣٠٣. منهج المقال ص ١٢٦. اتقان المقال ص ٥٥ وفيه اسم أبيه علي بدل يعلى. الوجيزة ص ١٩. ثقات الرواة للشهرستاني ص ٢٩.
حرف الخاء
٦٥ - البصري
خلف بن سلمة البصري.
محدث امامي، صحب الأئمة الكاظم والرضا والجوادعليهمالسلام .
المراجع:
رجال الطوسي في أصحاب الرضاعليهالسلام ص ٣٧٥، وفي أصحاب الجوادعليهالسلام ص ٤٠١. معجم رجال الحديث ج ٧ ص ٦٣ وص ٦٨. الجامع في الرجال ج ١ ص ٧٢٨. تنقيح المقال ج ١ ص ٤٠١ وفيه: وظاهره كونه اماميا ولم أقف فيه على مدح يلحقه بالحسان. أعيان الشيعة ج ٦ ص ٣٣٠. العندبيل ج ١ ص ٢٥٣ وفيه: مهمل. مجمع الرجال ج ١ ص ٢٧١ وص ٢٧٢. جامع الرواة ج ١ ص ٢٩٨. منهج المقال ص ١٣٢. طرائف المقال ج ١ ص ٣٠٤.
٦٦ - الصيرفي
خلف الصيرفي.
صحب الامام الرضاعليهالسلام ، وأدرك الامام الجوادعليهالسلام .
المراجع:
رجال البرقي في أصحاب الجوادعليهالسلام ص ٥٥.
٦٧ - خيران
خيران بن اسحاق الزاكاني، وقيل الراكاني، القراطيسي، وقيل
الأسباطي.
ذكره المحققون على الوجوه التالية:
خيران بن اسحاق الراكاني مجهول مهمل.
خيران الخادم الثقة.
خيران مولى الرضاعليهالسلام .
فمنهم من وحدهم وجعلهم شخصا واحدا، ومنهم من فرق بينهم، وحسب تصوري انهم شخص واحد.
وعلى أي حال فانه محدث امامي ثقة، محمود الطريقة، جليل القدر، وله كتاب، وقيل له مسائل عن الامامين الرضا والهاديعليهماالسلام .
كان من موالي الامام الرضاعليهالسلام وخدامه.
كان موضع أسرار الأئمة الرضا والجواد والهاديعليهمالسلام وصحبهم وروى عنهم.
روى عنه محمّد بن عيسى العبيدي، والحسين بن محمّد بن عامر، وسهل بن زياد وغيرهم.
المراجع:
التحرير الطاوسي ص ٩٤ وفيه: شهد له الجواد محمّد بن عليعليهماالسلام بالهداية. خاتمه المستدرك ص ٨٠٠. رجال الكشي ص ٦٠٨ وص ٦١٠. توضيح الاشتباه ص ١٤٨. رجال الطوسي في أصحاب الهاديعليهالسلام ص ٤١٤. الكافي ج ١ ص ٤١٦، وج ٣ ص ٤٠٥. الجامع في الرجال ج ١ ص ٧٣٤. رجال البرقي في أصحاب الهاديعليهالسلام ص ٥٨. نقد الرجال ص ١٢٧. هداية المحدثين ص ٥٧. مجمع الرجال ج ٢ ص ٢٧٦ وص ٢٧٧. رجال ابن داود
(قسم الثقات) ص ٨٩. معجم الثقات ص ٤٩ وص ٢٨١. التهذيب ج ١ ص ٢٧٩، وج ٢ ص ٣٥٨. منتهى المقال ص ١٢٨. وسائل الشيعة ج ٢٠ ص ١٨٨. معجم رجال الحديث ج ٧ ص ٨٣ - ص ٨٦. جامع الرواة ج ١ ص ٢٩٩. تنقيح المقال ج ١ ص ٤٠٥. رجال الحلي (قسم الثقات) ص ٦٦. العندبيل ج ١ ص ٢٥٦. الاستبصار ج ١ ص ١٨٩. رجال النجاشي ص ١١٢. أعيان الشيعة ج ٦ ص ٣٦٢. رجال الأنصاري ص ٨٦. طرائف المقال ج ١ ص ٣٠٤. الوجيزة ص ٢٠. منهج المقال ص ١٣٣. نضد الايضاح ص ١٢٦. إيضاح الاشتباه ص ٣٦. بهجة الآمال ج ٤ ص ٥٣. اتقان المقال ص ٥٧. ثقات الرواة للشهرستاني ص ٣٠.
حرف الدال
٦٨ - أبو هاشم الجعفري
داود بن القاسم بن اسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب القرشي، الهاشمي، الجعفري، البغدادي، أبو هاشم، ابن خالة الامام الصادقعليهالسلام .
من مشاهير علماء ومحدثي الشيعة الامامية الثقات، وكان عظيم المنزلة عند الأئمة، شريفا عندهم، وكان فقيها جليل القدر، عظيم الشأن، مجتهدا فاضلا، عابدا، ورعا، زاهدا، ناسكا، وله كتاب.
صحب الأئمة الجواد والهادي والعسكريعليهمالسلام ، وحظي بلقاء ومشاهدة الامامين الرضا والمهدي المنتظرعليهماالسلام ، وروى عن جميعهم.
كان من أبرز شعراء أهل البيتعليهمالسلام ، ومن وكلاء المهدي المنتظر (عج).
كان يقيم ببغداد، ولتشيعه ولزومه جانب الحق نقل الى سامراء وحبس بها وذلك سنة ٢٥٢ ه.
جاء اسمه في اكثر من ٣٠ موردا في أسناد الروايات.
روى عنه زكريا بن يحيى التميمي، والفضل بن شاذان، وسهل بن زياد وغيرهم.
توفي ببغداد في شهر جمادى الاولى سنة ٢٦١ ودفن بها.
المراجع:
رجال الطوسي في أصحاب الرضاعليهالسلام ص ٣٧٥، وفي أصحاب الجوادعليهالسلام ص ٤٠١، وفي أصحاب الهاديعليهالسلام ص ٤١٤، وفي أصحاب العسكريعليهالسلام ص ٤٣١. نقد الرجال ص ١٢٩. بهجة الآمال ج ٤ ص ٧٨. منتهى المقال
ص ١٣٠. وسائل الشيعة ج ٢٠ ص ١٩٠. رجال النجاشي ص ١١٣. هداية المحدثين ص ٥٩ وص ٣٠٠. الكامل لابن الأثير ج ٧ ص ٢٨٩. ريحانة الأدب (فارسي) ج ٧ ص ٢٩٥. معجم رجال الحديث ج ٧ ص ١١٨، وج ٢٢ ص ٧٥. الفصول الفخرية (فارسي) ص ٩٦. تاريخ الطبري ج ٨ ص ١٩. هدية الأحباب (فارسي) ص ٤٣. رجال الحلي (قسم الثقات) ص ٦٨. الكنى والألقاب ج ١ ص ١٦٧. تنقيح المقال ج ١ ص ٤١٢. الخصال ص ٧٦. فهرست الطوسي ص ٦٧. معجم الثقات ص ٥١. سفينة البحار ج ٢ ص ٧١٧ وص ٧١٨. مروج الذهب ج ٢ ص ٢٩٠. الجامع في الرجال ج ١ ص ٧٤٨. معالم العلماء ص ٤٧. التحرير الطاوسي ص ٩٩. جامع الرواة ج ١ ص ٣٠٧، وج ٢ ص ٤٢٢. أمالي المفيد ص ١٧٤. مقاتل الطالبيين ص ٦٤٤. تأسيس الشيعة ص ٢٠٢ وص ٤١٣. مجمع الرجال ج ٢ ص ٢٨٨ وص ٢٨٩، وج ٧ ص ١٠٧. تاريخ بغداد ج ٨ ص ٣٦٩. العندبيل ج ١ ص ٢٦٣. رجال البرقي في أصحاب الجوادعليهالسلام ص ٥٦، وفي أصحاب الهاديعليهالسلام ص ٥٧، وفي أصحاب العسكريعليهالسلام ص ٦٠. كامل الزيارات ص ٢٧٣. التوحيد ص ٦٩ وص ٩٤ وص ١١٣. رجال ابن داود (قسم الثقات) ص ٩١ وص ٢٢١. رجال الكشي ص ٢٧٨ وص ٤٨٤ وص ٤٨٦ وص ٤٨٩ وص ٥٤٣ وص ٥٧١. أعيان الشيعة ج ٦ ص ٣٧٧. كشف الغمة ج ٣ ص ١٥١. من لا يحضره الفقيه ج ٣ ص ٨٦، وج ٤ ص ٢٨٦. طرائف المقال ج ١ ص ٣٠٥. رجال الأنصاري ص ٨٧. روضة المتقين ج ١٤ ص ٤٩٠. منهج المقال ص ١٣٦. الكافي ج ١ ص ١٨ وص ٧٧ وص ٩٠ وص ٢٦٣ وص ٢٦٤ وص ٢٦٨ وص ٢٨١ وص ٤١٤، وج ٣ ص ٢١٥ وص ٤٤٢، وج ٤ ص ٥٦٧، وج ٦ ص ١٩٩ وص ٥٢٥ وص ٥٣٢ وغيرها. الوجيزة ص ٢١. اتقان المقال ص ٥٩. التهذيب ج ٣ ص ٢٩٧ وص ٣٢٧، وج ٦ ص ٩٣ وص ١٠٩،
وج ٨ ص ٢٤٧، وج ٩ ص ٥٥. الاستبصار ج ١ ص ٤٤١. ربيع الشيعة ص ٣٤٩. ثقات الرواة للشهرستاني ص ٣١.
٦٩ - الصرمي
داود بن مافنة الصرمي بالولاء، الكوفي، أبو سليمان.
محدث امامي ثقة، وله مسائل.
روى عن الأئمة الرضا والجواد والهاديعليهمالسلام .
جاء اسمه في ٢٣ موردا في أسناد الروايات.
روى عنه محمّد بن عيسى بن عبيد، وأحمد بن محمّد بن خالد البرقي، وأحمد بن محمّد بن عيسى وغيرهم.
المراجع:
كامل الزيارات ص ٣٠٣. رجال الطوسي في أصحاب الهاديعليهالسلام ص ٤١٥. الجامع في الرجال ج ١ ص ٧٤٥ وص ٧٥١. منتهى المقال ص ١٣١. بهجة الآمال ج ٤ ص ٨٨. العندبيل ج ١ ص ٢٦٢ وص ٢٦٥. مستطرفات السرائر ص ٦٦. جامع الرواة ج ١ ص ٣٠٥ وص ٣٠٩. فهرست الطوسي ص ٦٨. رجال ابن داود (قسم الثقات) ص ٩١. مجمع الرجال ج ٢ ص ٢٨٥ وص ٢٩٢. الذريعة ج ٢٠ ص ٣٣٤. أعيان الشيعة ج ٦ ص ٣٧٤ وص ٣٨٣. معجم رجال الحديث ج ٧ ص ١٢٨ وص ١٣٧. تنقيح المقال ج ١ ص ٤١٦. رجال البرقي في أصحاب الهاديعليهالسلام ص ٥٩. نقد الرجال ص ١٢٨ وص ١٣٠. رجال النجاشي ص ١١٦. معالم العلماء ص ٤٨. طرائف المقال ج ١ ص ٣٠٥. الوجيزة ص ٢١. منهج المقال ص ١٣٧. الكافي ج ٣ ص ٣٩٠ وص ٥٦٣، وج ٥ ص ١٢٥. من لا
يحضره الفقيه ج ١ ص ١٧٠. التهذيب ج ١ ص ٣٥، وج ٢ ص ٣٠ وص ١٢١ وص ٢١٠ وص ٢١٢ وص ٢١٣ وص ٣٠٧ وص ٣١٠، وج ٤ ص ٥٢، وج ٦ ص ٨٦ وص ١١١، وج ٨ ص ٢٣٧. إيضاح الاشتباه ص ٣٧. اتقان المقال (قسم الحسان) ص ١٨٨. نضد الايضاح ص ١٣٣. الاستبصار ج ١ ص ٢٦٤ وص ٣٣٢ وص ٣٣٦ وص ٣٨٤ وص ٣٨٧.
٧٠ - داود بن مهزيار
محدث، صحب الامام الجوادعليهالسلام .
روى عنه أخوه علي بن مهزيار، وأحمد بن محمّد الأقرع، وموسى بن جعفر بن وهب.
المراجع:
رجال الطوسي في أصحاب الجوادعليهالسلام ص ٤٠١. رجال الكشي ص ٨١. مجمع الرجال ج ٢ ص ٢٩٣. الاستبصار ج ١ ص ١١٠. الجامع في الرجال ج ١ ص ٧٥٢. التهذيب ج ١ ص ٣٦٩، وج ٤ ص ٣٣١، وج ٥ ص ٤٨٣. نقد الرجال ص ١٣٠. معجم رجال الحديث ج ٧ ص ١٣١. جامع الرواة ج ١ ص ٣٠٩. طرائف المقال ج ١ ص ٣٠٥. منهج المقال ص ١٣٧.
٧١ - دعبل الخزاعي
دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل ابن ورقاء الخزاعي، المضري، الكوفي، أبو علي، وقيل أبو جعفر، وقيل كان اسمه عبد الرحمن أو حسن أو محمّد، ولقب بدعبل فغلب على اسمه.
من فحول شعراء العرب، وأحد شعراء أهل البيتعليهالسلام ، وبالاضافة الى علو كعبه في عالم الشعر والأدب كان من ثقات علماء ومحدثي الشيعة الامامية، عرف بالفصاحة والبلاغة والتصرف في صنوف الشعر، وتعصبه للقحطانية على النزارية، وكان جريئا على حكام عصره.
أصله من الكوفة، وقيل من قرقيسيا - بلدة بين واسط والأهواز - وولادته سنة ١٤٨ ه، وقيل سنة ١٤٢ ه.
كان يكثر المقام في بغداد بناء على طلب هارون العباسي، وقام بزيارات إلى الشام ومصر وخراسان وبلاد المغرب الأقصى.
روى عن الأئمة الكاظم والرضا والجوادعليهمالسلام وصحبهم وحظي لديهم، وأدرك من حياة الامام الهاديعليهالسلام خمسا وعشرين سنة.
عاصر من ملوك بني العباس كلا من هارون والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل، وله في هجائهم وهجاء غيرهم من ولاة الامور الشعر الكثير، وكان يقول: لي ثلاثون سنة أحمل خشبتي على كتفي ما أجد من يصلبني عليها.
حدث عنه جماعة أمثال: عبد السلام بن صالح الهروي، وعلي بن الحكم، وموسى بن حماد اليزدي وغيرهم.
من اثاره « ديوان شعر »، و « طبقات الشعراء »، و « الواحدة في مثالب العرب ومناقبها ».
ومن شعره في ذم هارون العباسي مشيرا الى تقارب قبره مع قبر الامام الرضاعليهالسلام ، فيقول:
قبران في طوس خير الخلق كلهم |
وقبر شرهم هذا من العبر |
|
ما ينفع الرجس من قرب الزكي له |
على الزكي بقرب الرجس من ضرر |
توفي مسموما بأمر من مالك بن طوق صاحب الرحبة بمدينة الطيب،
وقيل بقرية من نواحي السوس سنة ٢٤٥ ه، وقيل سنة ٢٤٦ ه، وقيل سنة ٢٤٤ ه، وقيل قبره بزويلة - من مدن المغرب العربي - والله أعلم.
المراجع:
الكافي ج ١ ص ٤١٥. اتقان المقال ص ١٨٨. الذريعة ج ٣ ص ٢٠٤، وج ٩ قسم ١ ص ٣٢٦، وج ١٥ ص ١٥٠، وج ٢٥ ص ٧. إيضاح الاشتباه ص ٣٧. شذرات الذهب ج ٢ ص ١١١. رجال الطوسي في أصحاب الرضا ص ٣٧٥. الارشاد ص ٣١٢. كشف الظنون ج ١ ص ٧٨٩. جامع الرواة ج ١ ص ٣١١. دائرة معارف البستاني ج ٧ ص ٦٩٣. الكامل في التاريخ ج ٧ ص ٩٤. اكتفاء القنوع ص ٢٦٦. وفيات الأعيان ج ٢ ص ٢٦٦. الأغاني ج ١٨ ص ٦٢. خزانة الأدب ج ٣ ص ٢٢٩، وج ٤ ص ٩٤ وص ٣١٩، وج ٥ ص ٤٧٩، وج ٦ ص ٣٠١، وج ٩ ص ٥٧٩. الأعلام ج ٢ ص ٣٣٩. الجامع في الرجال ج ١ ص ٧٥٦. التحرير الطاوسي ص ١٠٠. عيون أخبار الرضاعليهالسلام ج ٢ ص ٢٦٣ - ص ٢٦٧. الموسوعة الاسلامية ج ٥ ص ١٩٣. كفاية الأثر ص ٢٧٥. أعيان الشيعة ج ٦ ص ٤٠٠. دائرة المعارف الاسلامية ج ٩ ص ٢٤١ - ص ٢٤٥. أمالي الطوسي ج ١ ص ٩٨. تاريخ قم ص ٢٠٠. الشعر والشعراء في العصر العباسي ص ٣١٩ - ص ٣٤٢. الأنوار البهية ص ١٩٣ وص ٢٠٢. رجال ابن داود (قسم الثقات) ص ٩٢. سير أعلام النبلاء ج ١١ ص ٥١٩. توضيح الاشتباه ص ١٥٢. العندبيل ج ١ ص ٢٦٢. البداية والنهاية ج ١٠ ص ٣٤٨. لسان الميزان ج ١ ص ٤٢١ في ترجمة اسماعيل بن علي الخزاعي، وص ٤٣٠. وسائل الشيعة ج ٢٠ ص ١٩١. فرهنگ معين (فارسي) ج ٥ ص ٥٣١. تاريخ آداب اللغة العربية ج ١ ص ٣٧٧. دائرة المعارف لفريد وجدي ج ٤ ص ٤٢. الشعر والشعراء ص ٣٥٠. كشف
الحجب والأستار ص ١١٩. مفتاح السعادة ج ١ ص ٢٠١. نضد الايضاح ص ١٣٤. تاريخ بغداد ج ٣ ص ٣٨٣. رجال الكشي ص ٩٨ وص ٥٠٤. معاهد التنصيص ج ٢ ص ١٩٠. الكنى والألقاب ج ١ ص ٢٨ وص ٣١٩ وص ٣٢٠، وج ٣ ص ٧١. معجم المؤلفين ج ٤ ص ١٤٥. الوجيزة ص ٣٤. كشف الغمة ج ٣ ص ١٠٨. مجمع الرجال ج ٢ ص ٢٩٦. بهجة الآمال ج ٢ ص ١٧، وج ٤ ص ٩٤. العبر ج ١ ص ٤٤٧. مجالس المؤمنين ج ٢ ص ٥١٧. تاريخ الشعوب الاسلامية ج ٢ ص ٣٩. ميزان الاعتدال ج ١ ص ٣٢٨. هدية العافين ج ١ ص ٣٦٣. طبقات الشعراء لابن المعتز ص ٢١٨ وص ٢٦٤. رجال الحلي ص ٧٠ (قسم الثقات). تهذيب تاريخ دمشق ج ٥ ص ٢٢٧. مختار الأغاني ج ٣ ص ٥٢١. ديوان دعبل للدجيلي. تتمة المنتهى (فارسي) ص ٣٢١. معجم الادباء ج ١١ ص ٩٩. تنقيح المقال ج ١ ص ٤١٧. لغت نامه دهخدا (فارسي) مادة دعبل. رجال النجاشي ص ١١٦ وص ١٩٧ في ترجمة علي بن علي بن رزين. سفينة البحار ج ١ ص ٤٤٥. مرآة الجنان ج ٢ ص ١٤٥. النجوم الزاهرة ج ٢ ص ٣٢٢. الموسوعة العربية الميسرة ص ٧٩٦. ريحانة الأدب (فارسي) ج ٢ ص ١٢٨. الموشح ص ٢٩٩. معجم رجال الحديث ج ٧ ص ١٤٣. فهرست النديم ص ١٨٣. معالم العلماء ص ١٥١. معجم البلدان - مادة سمنجان -. روضات الجنات ج ٣ ص ٣٠٦. منهج المقال ص ١٣٧. الغدير ج ٢ ص ٣٦٣ - ص ٣٨٦. معجم الثقات ص ٢٨٢. منتخب التواريخ (فارسي) ص ٥٣٣. المناقب ج ٤ ص ٣٣٨ وص ٣٤٧ وص ٣٥٩ وص ٣٦٥. منتهى المقال ص ١٣٢. نقد الرجال ص ١٣١. طرائف المقال ج ١ ص ٣٠٥. ربيع الشيعة ص ٣٢٩.
حرف الراء
اللازم ممتنع الانفكاك عن الملزوم، وحكم المنجّم بما سيقع، والطبيب الحاذق حيث يقول: الشيء الفلاني ينذر بكذا وكذا من هذا الباب(١) .
ربّما يستدل على علمه سبحانه بالأشياء قبل الايجاد بالقاعدة الشريفة التي تفطّن إليها الفيلسوف الكبير صدر الدين الشيرازي وهي: « بسيط الحقيقة كلّ الأشياء على النحو الأتم الأكمل الأبسط » وهذه القاعدة تثبت علمه سبحانه بالأشياء قبل الايجاد في مرتبة الذات بالتوضيح التالي :
إذا لاحظنا الوجودات الخاصة كالسماء والأرض ونحوهما نرى ثمّة وجوداً كوجود السماء ـ مثلاً ـ ولهذا الوجود حداً، وينتزع من حدّه ماهيّة، وهي ماهيّة السماء، فيلاحظ حينئذ أشياء ثلاثة: ذات الوجود، وحدّه، والماهية المنتزعة من حد، فينحلّ الملحوظ إلى ثلاثة :
١ ـ حقيقة الوجود.
٢ ـ حد ذلك الوجود، والمراد من الحد: فقدان تلك المرتبة من حقيقة الوجود الثابت لمرتبة اُخرى.
٣ ـ الماهيّة المنتزعة من ذلك الحد التي تكون قالباً للوجود الخاص به.
فيكون الموجود ـ بعد الانحلال ـ مركباً من أشياء ثلاثة لا يكون المتحقّق منها إلّا نفس الوجود.
وأمّا الحدّ فهو راجع إلى الفقدان، كما أنّ الماهيّة أمر عدمي أيضاً ولكنّه صار موجوداً بالوجود، ولولاه لما كان لها وجود.
فكلّ موجود كان مركّباً من هذه الاُمور الثلاثة أي من ( وجود وعدم وعدمي )
__________________
(١) المنظومة قسم الفلسفة: ص ١٦٤.
فهو مركّب بأسوء أنواع التركيب الذي لا ينفك عنها الامكان.
إذا عرفت هذا، فالله سبحانه بما أنّه لا كثرة في ذاته أبداً، يجب أن يجمع في مقام ذاته كلّ وجود، بحيث لا يشذّ عن وجوده وجود، إذ لو صدق أنّه شيء، وذلك الوجود شيء آخر مسلوب عنه سبحانه لصار محدوداً، والمحدود يلازم الإمكان، وكلّ محدود مركّب، وكلّ مركّب ممكن، فينتج أنّه لا شيء من الواجب ممكناً.
فعلى ذلك فوجوده سبحانه يجب أن يكون مع صرافته وبساطته جامعاً لكلّ وجود يتصوّر، بحيث لا يمكن سلب وجود عن مرتبة ذاته، وإلّا يلزم تركيبه من: أمر وجودي ( وهو ذاته )، وأمر عدمي ( وهو سلب ذلك الوجود عن ساحة ذاته )، وكان استجماعه لكلّ شيء لا بنحو الكثرة والتعدّد حتى يلزم التركيب بصورة أسوء وأبشع، بل ذلك الاستجماع يكون بنحو أتم وأعلى، أي بشكل جمعي رتقي بحيث يكون في وحدته كلّ الوجودات، ولا يكون اشتماله على هذه الكثرات والوجودات موجباً لإنثلام وحدته وانتقاض بساطته.
فوجوده سبحانه مشتمل وجامع لكلّ وجود، لكن كلّ وجود ملغى عنه حده، الذي تنتزع عنه ماهيّته وإن كان كماله موجوداً فيه.
وإن شئت توضيح هذا المطلب أكثر من ذلك فلاحظ حال الملكات بالنسبة إلى الأفعال الصادرة عنها.
فإنّ الملكة حالة بسيطة جامعة ـ على نحو الأتم والأبسط ـ فكان كلّ فعل يصدر منها وكلّ ظهور ينشأ منها، فالإنسان الواجد لملكة النحو قادر على الإجابة عن كلّ سؤال يرد عليه، وهذه الأجوبة الكثيرة الصادرة عنه بفضل تلك الملكة، كانت موجودة في نفس الملكة، لكن لا بتفاصيلها وخصوصيّاتها وحدودها وقيودها، بل بكمالها ووجودها الأتم والأبسط، إذ لولاها لكان معطي الكمال فاقداً له.
فكما أنّ الملكة ـ مع بساطتها ـ واجدة لكمال كلّ الأجوبة، وكمال وجودها
لكن لا على نحو التمايز والخصوصيّات، وإلّا تلزم الكثرة ويلزم التركيب بشرّ صورها في « الملكة ».
فكذلك كلّ علّة واجدة لكمال معلولها ولبّ كمالها على النحو الأتم والأبسط.
إذا عرفت هذا، فاستوضح للوقوف على استجماع ذاته تعالى لكلّ كمال صدر منه ولكلّ وجود ظهر منه، من حديث الملكة.
فإنّ ما سوى الله من أرض وسماء ومن إنسان وحيوان، ومن شجر وحجر، كلّها موجودات تفصيليّة، وتحقّقات امكانيّة، لا يعقل أن تكون موجودة في ذاته سبحانه بهذه الكثرات والتفصيلات، وإلّا يلزم انقلاب البسيط إلى المركّب، وانقلاب الواجب إلى الممكن، وهو أمر لا يصح لأي حكيم أن يتفوّه به.
ومع ذلك كلّه فذاته سبحانه ذات كاملة مشتملة لكلّ كمال موجود في هذه الموجودات، بل جامعة كذلك لجميع الوجودات لكن لا بخصوصيّاتها بل هي ـ بما أنّها وجود أتم وتحقّق أكمل ـ جامعة لتلك الكمالات بأشدّها وأكملها وأحسنها.
فكما أنّ « المائة » بوحدتها مشتملة على التسعين والثمانين مع شيء زائد، لا بمعنى أنّ التسعين والثمانين موجودتان في المائة بنحو التفصيل بل بمعنى أنّ وجود المائة ببساطته تشتمل على كمال كلّ من الرقمين بنحو أتم وأكمل.
فالله سبحانه بحكم البرهان المذكور من أنّه لا يمكن سلب مرتبة من مراتب الوجود عنه، وإلّا لزم التركّب في ذاته، وبفضل برهان آخر هو أنّ معطي الكمال لا يكون فاقداً له، وجوده أكمل الموجودات، وأتمّها، فإذا فرض العلم بذاته وحضور ذاته لديه، كان ذلك عبارة اُخرى عن علمه بالوجودات الامكانيّة لكن لا بوجه التفصيل، بل بنحو البساطة والوحدة.
وهذا هو ما يقال من: « أنّ وجوده سبحانه كشف إجمالي عن الأشياء بلا طروء تركيب وحدوث امكان ».
وعلى الجملة فالله سبحانه ـ بفضل هذين البرهانين ـ لا يمكن أن يشذّ عنه أيُّ كمال وأيّ وجود وإليك إعادة البرهانين :
١ ـ لو صحّ سلب وجود عنه، أو سلب كمال للزم تركيب ذاته سبحانه من « أمر وجودي وأمر عدمي » وهذا ممّا ينافي بساطته، ويستلزم التركيب في ذاته تعالى، وهو ملازم للامكان الموجب للاحتياج إلى العلّة.
٢ ـ إنّ معطي الكمال لا يمكن أن يكون فاقداً له فالله الصادر منه كلّ الأشياء، لا يصحّ أن يكون فاقداً لكمالات تلك الأشياء.
فعلى ذلك لا يمكن أن يكون وجوده سبحانه مثل سائر المراتب من الوجود بأن يكون وجدان ذاته عين فقدانه لوجود آخر، ومع ذلك كلّه لا يمكن أن تكون تلك الكثرات الامكانية موجودة فيها بحدودها وخصوصيّاتها، وإلّا يلزم تركيب أسوأ من التركيب السابق.
فلا محيص من أن يكون ذلك الوجود البسيط مشتملاً على وجود أقوى، وآكد من الوجودات الخاصّة، المتشتتة، المحدودة، التي من حدودها يحصل التركيب من « الوجدان والفقدان » والعلم بهذا الوجود الآكد الأقوى، نفس العلم بكلّ الكمالات، وكلّ الوجودات التالية الصادرة منه.
فهو بوجوده الجمعي الواحد واقف على ذاته، وواقف على كلّ ما يصدر منه.
وإن شئت فقل: إنّ صرف الوجود يجمع كلّ وجود، ولا يشذّ عنه شيء، ولكن المشتمل عليه هو ذات الوجود من كلّ شيء لا بخصوصيّته الخاصّة الناشئة عن حدّه. فالوجودات الخاصّة بخصوصيّاتها والماهيّات الموجودة بها غير متحقّقة في الأزل، وإذ لم يكن المعلوم بخصوصيّته في الأزل لا يتصور العلم به كذلك، ولكن
هناك وجوداً أكمل ومعلوماً أتمّ يكون العلم به أتمّ أنواع العلم بهذه الوجودات الصادرة منه.
إن قلت: كيف يصحّ أن يقال إنّ النحو الأدنى من كلّ وجود، معلوم له سبحانه في الأزل حسب الفرض إذ كيف يصير النحو الأعلى من كلّ وجود، والنحو الأظهر من كلّ تحقّق، علماً بالنحو الأدنى، مع أنّ النحو الأدنى من كلّ وجود لا يكون موجوداً في الأزل.
غير أنّ الاجابة عن هذا السؤال، بعد التوجّه إلى ما مثّلنا من حديث « الملكة » واضح فإنّ العلم بتمام الشيء وكماله، علم بمراتبه النازلة مثل كون العلم بالإنسان الذي هو عبارة عن الحيوان الناطق نفس العلم بالمراتب التالية من النبات والجماد.
وحينئذ يكون الوجود بالنحو الأعلى نفس التحقق للوجود الأدنى مع كمال آخر، وجمال زائد.
وعلى ذلك فالمعلوم الامكاني، وان لم يكن في الأزل بخصوصيّاته وتفاصيله لكنّه كمال وجوده وتمام تحقّقه موجود في الأزل بوجوده سبحانه فهو سبحانه ـ ببساطته ـ جميع الكمالات والجمالات، والعلم بالذات لا ينفك عن العلم بتلك الكمالات التي لا تنفك عن العلم بما صدر عنه من الكمالات.
قال صدر المتألّهين :
لـمّا كان وجوده تعالى وجود كلّ الأشياء ـ لما حققنا سابقاً من أنّ البسيط الحقيقي من الوجود يجب أن يكون كلّ الأشياء ـ فمن عقل ذلك الوجود عقل جميع الأشياء، وذلك الوجود هو بعينه عقل لذاته، وعاقل، فواجب الوجود عاقل لذاته بذاته، فعقله لذاته عقل لجميع ما سواه، وعقله لذاته مقدّم على وجود جميع ما سواه، فعقله لجميع ما سواه سابق على جميع ما سواه، فثبت أنّ علمه تعالى بجميع الأشياء حاصلة في مرتبة ذاته بذاته قبل وجود ما عداه فهذا هو العلم الكمالي التفصيلي بوجه والاجمالي بوجه، وذلك لأنّ المعلومات على كثرتها وتفصيلها
بحسب المعنى موجودة بوجودة واحد بسيط، ففي هذا المشهد الالهي والمجلي الأزلي ينكشف وينجلي الكلّ من حيث لا كثرة فيها، فهو الكلّ في وحده(١) .
قال العلّامة الطباطبائي: « إنّ ذاته المتعالية حقيقة الوجود الصرف البسيط الواحد بالوحدة الحقّة الذي لا يداخله نقص ولا عدم، فلا كمال وجوديّاً في تفاصيل الخلقة بنظامها الوجودي إلّا وهي واجدة له بنحو أعلى وأشرف، غير متميّز بعضها من بعض لمكان الصرافة والبساطة فما سواه من شيء فهو معلوم له تعالى في مرتبة ذاته المتعاليّة علماً تفصيليّاً في عين الإجمال وإجماليّاً في عين التفصيل(٢) .
إلى هنا تمّ الكلام في علمه بأفعاله أي الأشياء قبل وجودها. بقي البحث عن علمه بها بعد الايجاد. وإليك الكلام فيه.
يستدل على علمه بالأشياء بعد ايجادها بوجوه :
الأوّل: قيام الأشياء به يستلزم علمه بها
إنّ الأشياء أعمّ من المجرّدات والماديّات ـ معلولة لله سبحانه على سبيل ترقّب الأسباب والمسبّبات، وكلّ معلول حاضر بوجوده العيني عند علّته غير غائب ولا محجوب عنه، فالأشياء في عين معلوليّتها نفس علمه العقلي بعد الإيجاد(٣) .
وتوضيحاً لهذا الدليل نقول :
إنّ كلّ موجود سواه فهو ممكن في وجوده، معلول في تحقّقه ـ له سبحانه ـ و
__________________
(١) الاسفار: ج ٦، ص ٢٧٠ ـ ٢٧١.
(٢) نهاية الحكمة: ص ٢٨٩.
(٣) نهاية الحكمة: ص ٢٩٠، الطبعة الجديدة.
ليس معنى المعلوليّة إلّا تعلّقه وجوداً بالعلّة، وقيامه بها قياماً حقيقيّاً، كقيام المعنى الحرفي بالمعنى الاسمي.
فكما أنّ المعنى الحرفي قائم ـ حدوثاً وبقاءً ـ بالمعنى الاسمي، بحيث لو قطع النظر عن المعنى الاسمي لما كان للمعنى الحرفي تحقّق في وعاء الوجود، فهكذا المعلول، فصلته بالعلّة أشدّ من صلة المعنى الحرفي بالمعنى الاسمي.
فإذا قلنا « سرت من البصرة » فهناك معنىً اسميا من: السير، والبصرة، وهناك معنىً حرفيّاً وهو ابتداء السير من ذلك البلد.
فحقيقة الابتداء الحرفي ليس شيئاً مستقلاًّ، بل هو أمر مندكّ قائم بالطرفين، وهكذا مثل المعلول الصادر من العلّة، بمعنى مفيض الوجود، فليس للمعلول واقعيّة سوى قيامه بالعلّة، واندكاكه فيها وتعلّقه وتدلّيه بها.
وما هذا هو شأنه لا يخرج عن حيطة وجود العلّة، ومجال ثبوتها، إذ الخروج عن ذلك المجال مساوٍ للانعدام ومساوق للبطلان.
وعلى الجملة: فالمعلول بالنسبة إلى العلّة كالوجود الرابط بالنسبة إلى « الوجود المستقل » فكما أنّ الوجود الرابط لا يستغني عن « الوجود المستقل » آناً واحداً من الآنات، بل يستمد منه وجوده ـ كلّ وقت وحين ـ فهكذا المعلول يستمد وجوده ـ حدوثاً وبقاءً ـ من العلّة، وما هذا شأنه لا يمكن أن يخرج عن حيطة وجود العلّة، ومجال تحقّقه. ومعنى ذلك حضوره لدى العلّة وما نعني من العلم سوى الحضور.
ويتّضح من ذلك القاعدة أنّ الموجودات الامكانية بما أنّها فعله، هي علمه أيضاً فهي بوجوداتها الامكانية علم لله علماً فعلياً.
وإن أردت مزيد توضيح فلاحظ الصور الذهنية، فإنّ الصورة الذهنيّة أفعال للنفس مع أنّها في نفس الوقت علوم فعليّة لها، فالعلم والفعل مجتمعان.
وهذا البرهان هو المنقول عن شيخ الاشراق وقد أوضحه المحقّقون.
قال العلّامة الحلّي; :
« إنّ كلّ موجود سواه، ممكن، وكلّ ممكن فإنّه مستند إليه، فيكون عالماً به سواء أكان جزئياً أم كلّياً، كان موجوداً قائماً بذاته أو عرضاً قائماً بغيره، وسواء أكان موجوداً في الأعيان أو متعقّلاً في الأذهان، لأنّ وجود الصورة في الذهن من الممكنات أيضاً فسيتند إليه، وسواء كانت الصورة الذهنية صورة أمر وجودي أو عدمي ممكن، أو ممتنع، فلا يعزب عن علمه شيء من الممكنات ولا من الممتنعات.
ثمّ إنّ العلّامة; وصف هذا الدليل بأنّه برهان شريف قاطع(١) .
والحاصل: انّ وزان الممكن بالنسبة إلى الواجب وزان المعنى الحرفي بالنسبة إلى المعنى الاسمي، ووزان الوجود الرابط بالنسبة إلى الوجود التام المستقل، فليس للمعلول واقعيّة سوى القيام والارتباط والتدلّي بالعلّة.
فما سوى الله ـ ماديّاً ومجرّداً، جوهراً وعرضاً ـ مخلوق له، فهو في عين الوجود قائم به قيام المعنى الحرفي بالمعنى الاسمي ومرتبط به، وما هذا هو حاله لا يمكن أن يكون غائباً عن الله مستوراً عليه، لأنّه وجوده قائم بوجود العلّة، كما يكون المعنى الحرفي قائماً بالمعنى الاسمي.
وإن شئت قلت: إنّ وزان الممكن بالنسبة إلى الواجب وزان الفقير المطلق بالنسبة إلى الغني، فالعالم بحكم فقره المطلق محتاج إليه في وجوده وتحقّقه، في حدوثه وبقائه، وما هذا شأنه لا يمكن غيابه، لأنّ غيابه عن العلّة مساوق للإنعدام.
لقد أثبتت البراهين القاطعة على أنّ وجوده سبحانه مجرّد عن المادة والمدّة ،
__________________
(١) كشف المراد: ص ١٧٥.
مجرّد عن الزمان والمكان، فوجوده فوق كلّ قيد زماني أو مكاني، وكلّ من كان كذلك فوجوده غير محدود وغير متناه لأنّ المحدوديّة والتقييد فرع كون الشيء سجيناً في الزمان والمكان، فهذا هو الذي لا يتجاوز إطار محيطه، وزمانه، وأمّا الموجود المجرَّد عن ذينك القيدين، المتجرّد من إطار الزمان والمكان بل الخالق لهما، وللمادّة، فهو فوق الزمان والمكان، والمادّة، والمدّة، لا يحدّه شيء من ذلك العوارض ولا يحصر حاضر منها، ولهذا لا يمنعه المكان من الإحاطة والسيطرة على ما قبله، وما بعده.
ولتوضيح هذه الحقيقة نأتي بالأمثلة التالية :
١ ـ إنّ النملة الصغيرة الماشية على سجّادة منسوجة بألوان مختلفة لا يمكنها بحكم صغر جسمها ومحدوديّة حواسّها أن تشاهد إلّا اللّون الذي تسير عليه دون بقية الألوان.
أمّا الإنسان الواقف على طاولة، المشرف على تلك السجّادة فإنّه يرى جميع ألوانها ويحيط بكلّ نقوشها دون إستثناء، لأنّه لا ينظر إليها من زاوية دون زاوية كما هي في تلك النملة.
٢ ـ إنّ الإنسان الجالس في غرفة، الناظر إلى خارجها من كوة صغيرة، لا يمكنه مشاهدة إلّا ناقة واحدة من قافلة النوق والابل التي تمرّ أمام الغرفه بعكس من يقف على سطح تلك الغرفة المشرف على الطريق من شاهق، فإنّه يرى كلّ ما في تلك القافلة من الإبل والنوق جملة واحدة، ومن دون أن يمنعه عن ذلك قيد المكان.
٣ ـ إنّ الإنسان الجالس على حافة نهر جار لا يرى إلّا بعض الأمواج المائيّة التي تمرّ أمام عينيه دون بقيّة الأمواج الكائنة في منبع النهر أو مصبّه بخلاف من يراقب ذلك النهر من طائرة هليكوبتر أو من فوق مكان شاهق، فإنّه يرى جميع التعرّجات والتموّجات في ذلك النهر جملة واحدة وفي وقت واحد.
وإنّما يرى هؤلاء الأشياء جميعها بخلاف غيره لأنّه لا ينظر إليها من خلال المكان المحدود.
هذه الأمثلة وإن كانت أقلّ بكثير عمّا يناسب ساحته سبحانه غير أنّها تكفي لإلقاء بعض الضوء على الحقيقة، وتقريب سعة علمه إلى الذهن.
وعلى الجملة فالله المجرّد عن الزمان والمكان، المجرّد عن كلّ حدّ وقيد، بما أنّه لا يحيط به شيء، بل هو المحيط بالأشياء جميعاً، لا يصحّ في مجال علمه تقديم وتأخير، وماض وحاضر، أو حاضر ومستقبل، بل العالم بأجمعه حاضر لديه وهو يحيط بجميع ما خلق دونما استثناء.
وقد عرفت أنّه لا معنى لحقيقة العلم إلّا حضور المعلوم لدى العالم، فبما أنّ وجوده سبحانه وجود غير متناه، لا يحدّه حدّ ولا يقيّده قيد، فهو في كلّ الأزمنة والأمكنة، وحاضر مع كلّ الأشياء والموجودات، والّا يلزم أن يكون وجوده محدوداً متناهياً، وعند ذلك يتحقّق علمه بكلّ حاضر لديه، وبكلّ ماثل فلا يغيب عن وجوده شيء ولا ذرّة.
وقد أشار الإمام علي7 إلى هذه الحقيقة إذ قال :
« إنّ الله عزّ وجلّ أيّنَ الأين فلا أين له، وجلّ أن يحويه مكان، وهو في كلّ مكان، بغير مماسة ولا مجاورة، يحيط علماً بما فيها ولا يخلو شيء منها من تدبيره »(١) .
إنّ الكون ـ من حيث سعته، واشتماله على أسرار ورموز ـ أشبه ما يكون بمحيط لا تعرف سواحله التي قد غمرته الظلمة، وغابت شواطيه في جنح المجهول ،
__________________
(١) الارشاد للمفيد: ص ١٠٨، قضايا أمير المؤمنين7 .
ولم يوفّق الإنسان إلّا إلى كشف بعض سطوحه بما سلّطه من أضواء كاشفة له، فيما لا تزال أعماقه غير مكشوفة له بل لا يزال القسم الأعظم من سطوحه مجهولة.
إنّ عالم الخلقة أشبه ما يكون بهذا المحيط فإنّ الإنسان رغم ما قام به من جهود جبّارة للتعرّف على حقائقه، ورموزه، لم يقف إلّا على قدر قليل من أسراره بينما لا تزال أكثرها غير معلومة له.
يقول أحد الاختصاصيين في الطبيعة الحيوية والأبحاث النووية :
« لقدكنت عند بدء دراستي للعلوم شديد الاعجاب بالتفكير الإنساني، وبقوّة الأساليب العلميّة إلى درجة جعلتني اَثِقُ كلّ الثقة بقدرة العلوم على حلّ أية مشكلة في هذا الكون بل على معرفة منشأ الحياة، والعقل وادراك معنى كلّ شيء، وعندما تزايد علمي ومعرفتي بالأشياء من الذرة إلى الأجرام السماوية، ومن الميكروب الدقيق إلى الإنسان، تبيّن لي أنّ هناك كثيراً من الأشياء التي لم تستطع العلوم حتّى اليوم اَنْ تجدَ لها تفسيراً أو تكشف عن أسرارها النقاب، وتستطيع العلوم أن تمضي في طريقها ملايين السنين ومع ذلك فسوف تبقى كثير من المشكلات حول تفاصيل الذرّة والكون والعقل كما هي لا يصل الإنسان إلى حلّ لها أو الاحاطة بأسرارها »(١) .
وقال أنيشتاين ـ عند ما كان واقفاً على درج مكتبته ـ: « إنّ نسبة ما أعلم إلى ما لا أعلم كنسبة هذا الدرج إلى السماء »(٢) .
ويقصد بذلك: انّه لم يتسلّق من درجات العلم والمعرفة سوى درجات معدودة جداً، وإنّ المسافة بين معلوماته إلى مجهولاته كالمسافة بين الأرض والسماء.
حقاً إنّ الإنسان عند ما يقيس حجمه بأحجام الأجسام والأجرام السماوية، و
__________________
(١) الله يتجلى في عصر العلم: ص ٣٥ ـ ٣٦، بول كلارنس ابرسولد.
(٢) رسالة الاسلام، السنة الرابع العدد الاول ٢٤.
ما بينها من فواصل وأبعاد، يدرك مدى صغر حجمه وضآلة معلوماته وضحالة معارفه.
إنّ أضخم مكتبة توصلّت البشرية إلى تأسيسها في الوقت الحاضر هي الآن في أمريكان حيث تضم عشرة ملايين كتاباً، وما يقوم في « لينينغراد »، وما يوجد في متاحف بريطانيا ومع ذلك فإنّ كلّ هذه الكتب لا تتجاوز معلومات البشر حول الأرض وقليل جداً من الفضاء الخارجي.
إنّ ملاحظة كلّ جهاز بسيط أو معقد ـ كقلم أو كومپيوتر ـ يدلّنا على أنّ صانعه عالم بما يسود ذلك الجهاز من القوانين والعلاقات، كما تدل دائرة معارف ضخمة على علم مؤلّفها وجامعها بما فيها.
إنّ المصنوع بما فيه من اتقان ودقّة، وتركيب عجيب ونظام بديع، ومقادير معيّنة يحكي عن أنّ صانعه مطّلع على هذه القوانين والرموز، عارف بما يتطلبه ذلك المصنون من مقادير وأنظمة.
ومن هنا يشهد الكون ابتداءً من الذرّة الدقيقة إلى المجرّة الهائلة، ومن الخليّة الصغيرة إلى أكبر نجم، بما يسوده من أنظمة وقوانين، وتخطيط بالغ الدقّة، وتركيب بالغ الاتقان، على أنّ خالق الكون عالم بكلّ ما تنطوي عليه هذه الأشياء وما يسودها من أسرار وقوانين، وانّ من المستحيل الممتنع أن يكون جاهلاً.
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الدليل بقوله :
( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ ) ( الملك / ١٤ ).
وقال تعالى:( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ) ( سورة ق / ١٦ ).
ومن وقف على علم التشريح ظهر له ذلك ظهوراً تامّاً.
__________________
(١) الملك: ١٤.
(٢) ق: ١٦.
كلام للمحقق الطوسي
ثمّ إنّ المحقّق الطوسي استدلّ على علمه سبحانه بوجوه ثلاثة نذكر منها اثنين :
١ ـ الإحكام.
٢ ـ استناد كلّ شيء إليه.
حيث قال: والإحكام واستناد كل شيء إليه من دلائل العلم.
وقال العلّامة في شرح الدليل الأوّل: إنّه تعالى فعل الأفعال المحكمة، كلّ من هو كذلك فهو عالم.
أمّا المقدّمة الأُولى فحسّية، لأنّ العالم إمّا فلكي أو عنصري، وآثار الحكمة والإتقان فيهما ظاهر مشاهد.
وأمّا الثانية فضروريّة لأنّ الضرورة قاضية بأنّ غير العالم يستحيل منه وقوع الفعل المحكم المتقن مرّة بعد اُخرى.
وقال في شرح الدليل الثاني: إنّ كلّ موجود سواه ممكن، وكلّ ممكن فإنّه مستند إلى الواجب إمّا ابتداءً أو بوسائط، وقد سلف أنّ العلم بالعلّة يستلزم العلم بالمعلول، والله تعالى عالم بذاته، فهو عالم بغيره(١) .
جمل درّية لأئمة أهل البيت:
إنّ لأئمّة أهل البيت جملاً وكلماً درّية حول علمه سبحانه نقتبس منها ما يلي :
__________________
(١) كشف المراد: ص ١٧٤ ـ ١٧٥ ـ طبعة صيدا ١٣٥٣ ه.ق، ولاحظ: كشف الفوائد له أيضاً: ص ٤٣، طبعة طهران ١٣١١ ه.ق.
١ ـ قال الإمام علي7 :
« علم ما يمضى وما مضى. مبتدع الخلائق بعلمه ومنشئها بحكمته(١) .
٢ ـ سأل منصور بن حازم الصادق7 : أرأيت ما كان وما هوكائن إلى يوم القيامة، أليس فيعلم الله ؟ فقال: بلى قبل أن يخلق السماوات والأرض(٢) .
٣ ـ سأل الحسين بن بشار أبا الحسن علي بن موسى الرضا7 : أيعلم الله الشيء الّذي لم يكن، أن لو كان كيف يكون ؟ ولا يعلم إلّا ما يكون ؟
فقال: إنّ الله تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء. قال الله عزّ وجلّ:( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) (٣) .
وقال لأهل النار:( وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) (٤) .
فقد علم الله عزّ وجلّ أنّه لو ردّهم لعادوا لما نهوا عنه.
وقال للملائكة لـمّا قالوا:( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) . قال:( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ) (٥) . فلم يزل الله عزّ وجلّ علمه سابقاً للأشياء قديماً قبل أن يخلقها فتبارك ربّنا تعالى علوّاً كبيراً. خلق الأشياء وعلمه بها سابق لها كما شاء كذلك لم يزل ربّنا عليماً سميعاً بصيراً(٦) .
__________________
(١) نهج البلاغة الخطبة ١٩١.
(٢) التوحيد للصدوق: ص ١٣٥ باب العلم الحديث ٥.
(٣) الجاثية: ٢٩.
(٤) الأنعام: ٢٨.
(٥) البقرة: ٣٠.
(٦) التوحيد: ص ١٣٦ الحديث ٨.
قد تبيّن ممّا ذكرنا انّ علمه سبحانه بالأشياء ذا مراتب هي :
الأُولى: علمه سبحانه بالأشياء بنفس علمه بالذات، وما عرفت من أنّ العلم بالذات علم بالحيثيّة الّتي تصدر بها المعاليل منه سبحانه، والعلم بنفس الحيثيّة علم بنفس الأشياء.
وقد عرفت انّ هناك بياناً آخر لعلم الله سبحانه بالأشياء في مرتبة الذات قبل الإيجاد والخلق، ويرجع أصلها إلى القاعدة الفلسفيّة: « بسيط الحقيقة كل الأشياء » والّذي معناه أنّه جامع كل كمال وجمال ولا يشذّ عن حيطته شيء.
الثانية: إنّ الأشياء بنفسها فعله وعلمه وانّه لا مانع من أن يكون فعل الفاعل نفس علمه، كما أنّ الصور المرتسمة في الذهن فعل الذهن وعلمه، وانّ القائم بوجوده الخارجي مرتبة من مراتب فعله.
هذا كلّه حسب البراهين الفلسفيّة الكلامية غير أنّ الذكر الحكيم دلّ على أنّ لعلمه سبحانه مظاهر خاصّة، عبّر عنه :
تارة باللوح المحفوظ.
وثانية بالكتاب المسطور.
وثالثة بالكتاب المبين.
ورابعة بالكتاب المكنون.
وخامسة بالكتاب الحفيظ.
وسادسة بالكتاب المؤجّل.
وسابعة بالكتاب المطلق.
وثامنة بالإمام المبين.
وتاسعة باُمّ الكتاب.
وعاشرة بلوح المحو والأسباب
وعن اللوح المحفوظ قال سبحانه :
( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ *فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ) ( البروج / ٢١ و ٢٢ ).
وعن الكتاب المسطور قال سبحانه :
( وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ *فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ ) ( الطور / ٢ و ٣ ).
وقال سبحانه :
( إلّاأَن تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ) ( الأحزاب / ٦ ).
وقال عزّ اسمه:( وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ *وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ *وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ ) ( القمر / ٥١ ـ ٥٣ ).
وعن الكتاب المبين قال سبحانه :
( وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إلّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) ( الأنعام / ٥٩ ).
وقال سبحانه :
( وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلا أَكْبَرَ إلّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) ( يونس / ٦١ ).
وقال سبحانه :
( وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إلّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) ( النمل / ٧٥ ).
وعن الكتاب المكنون قال سبحانه :
( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ *فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ) ( الواقعة / ٧٧ و ٧٨ ).
وعن الكتاب الحفيظ قال سبحانه :
( قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ) ( ق / ٤ ).
وعن الكتاب المؤجّل قال سبحانه :
( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إلّا بِإِذْنِ اللهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلاً ) ( آل عمران / ١٤٥ ).
وعن الكتاب المطلق قال سبحانه :
( وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ) ( الاسراء / ٤ ).
وقال سبحانه :
( لَوْلا كِتَابٌ مِّنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ( الأنفال / ٦٨ ).
وقال سبحانه :
( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ ) ( الحج / ٧٠ ).
وقال سبحانه :
( قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى ) ( طه / ٥٢ ).
وقال سبحانه :
( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إلّا فِي كِتَابٍ ) ( الحديد / ٢٢ ).
وعن الإمام المبين قال تعالى :
( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ) ( يس / ١٢ ).
وعن لوح « اُمّ الكتاب » قال تعالى :
( يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) ( الرعد / ٣٩ ).
( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) ( الزخرف / ٤ ).
وعن لوح المحو والاثبات، يقول سبحانه:( يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) ( الرعد / ٣٩ ).
ثم إنّ المفسّرين ومثلهم الحكماء اختلفوا في حقيقة هذه الكتب وخصوصيّاتها، فذهب الحكماء إلى أنّها موجودات مجرّدة كالعقول والنفوس المستتر فيها كل صغيرة وكبيرة.
وذهب آخرون إلى أنّها ألواح ماديّة سطّرت فيها الأشياء بكيفيّاتها وأسبابها الموجبة لها وأوقاتها المضروبة لها.
وقد استشكل عليه بأنّ ذلك يقتضي عدم تناهي الأبعاد، وقد قامت البراهين العقليّة والنقليّة على خلاف ذلك، فلابدّ من تخصيص ذلك بموجودات بعض النشآت.
فأجاب آخرون إلى أنّ الأشياء سطرّت فيها على نحو الرمز لا بالتفصيل.
غير أنّ كل هذه المذاهب والأقوال ممّا لا يصحّ الركون إليه فالمسألة من المعارف العليا التي يجب الايمان بها ولا يمكن التعرّف عليها.
ثم إنّه ربّما يعد من مراتب علمه سبحانه « القضاء ».
والقضاء عندهم عبارة عن الوجود الإجمالي لجميع الأشياء، كما أنّ القدر عبارة عن الوجود التفصيلي لها.
فبما أنّ الصادر الأوّل حاوٍ لكلّ كمال موجود في الكائنات والموجودات التالية، هو قضاء الله سبحانه عندهم ومن مراتب علمه تعالى، فالعلم به، بجميع ما دونه من المراتب، كما أنّ القدر عبارة عن الوجود التفصيلي للأشياء سواء كانت بصورها العلميّة القائمة الموجودات المجرّدة، أم بوجودها الخارجي الشخصي.
فهذه مراتب علمه سبحانه، غير أنّ الغور والتعمّق في بيان حقائقها من الاُمور العويصة التي لا يتمكن الإنسان من الوقوف عليها والتطلّع إليها من خلال هذه العلم.
نعم، القضاء والقدر من المعارف العليا التي نطق بها القرآن الكريم، وسنبحث عنها لدى الحديث عن عدله سبحانه سواء أصحّ تفسيرهما بالوجود الاجمالي للأشياء، أو بالوجود التفصيلي لها أم لا.
وأخيراً نقول: إنّ هذه التعابير العشرة الواردة في القرآن الكريم، يمكن ارجاع بعضها إلى البعض الآخر، كما يمكن عدّ كل منها مرتبة مستقلة من مراتب علمه، ويظهر ذلك بالغور في الآيات الواردة في هذا المجال.
إنّ للباحثين في علمه سبحانه بالأشياء مذاهب شتّى حتّى إنّ بعضهم أنكره من أصله.
كما أنّ للمثبتين آراء مختلفة أنهاها المحقق السبزواري إلى أحد عشر رأياً نشير إلى بعضها هنا :
الأوّل: إنّ له تعالى علماً بذاته دون معلولاتها لأنّ الذات المتعالية أزليّة، وكل معلول حادث، فلا يمكن أن يكون الحادث معلوماً في الأزل.
وقد عرفت بطلان هذا الرأي من وجوه مختلفة، منها :
١ ـ إنّ العلم بالذات من الجهة الّتي تنشأ عنها المعلولات علم بنفس المعلول، وقد أوضحنا هذا البرهان في ما سبق.
٢ ـ إنّ بسيط الحقيقة كل الأشياء وإنّ العلم بالذات علم إجمالي بنفس المعاليل قبل الايجاد، وقد أوضحنا هذا الدليل أيضاً.
الثاني: ما ينسب إلى شيخ الاشراق وتبعه فيه جمع من المحقّقين بعده، هو أنّ الأشياء أعمّ من المجرّدات، والماديّات حاضرة بوجودها العيني لديه سبحانه وغير غائبة عنه تعالى ولا محجوبة، وهو علمه التفصيلي بالأشياء بعد الإيجاد.
وقد عرفت إتقان هذا القول، غير أنّ علمه سبحانه بالأشياء لا يختصّ بهذا القسم إذ هو علم بالأشياء بعد الايجاد بالعلم الحضوري.
الثالث: إنّ ذاته المتعالية علم تفصيلي بالمعلول الأوّل، واجمالي بما دونه، وذات المعلول الأوّل علم تفصيلي بالمعلول الثاني، وإجمالي بما دونه وعلى هذا القياس.
وقد عرفت أنّ خلو الذات الإلهية المقدّسة عن كمال العلم بما دون المعلول الأوّل غير تامّ، كيف وهو وجود صرف لا يسلب عنه كمال.
الرابع: ما ينسب إلى المشائيين من أنّ له علماً حضورياً بذاته المتعالية، وعلماً تفصيلياً حصولياً بالأشياء قبل إيجادها، بحضور ماهيّاتها ( الصورة المرتسمة ) على النظام الموجود في الخارج لذاته تعالى، وهذه الماهيّات قائمة به سبحانه نحو قيامها بأذهاننا فهوعلم عنائي له.
وفيه أنّ لازم ذلك خلو الذات عن العلم بالأشياء في مرتبة الذات. وقد عرفت ثبوته بالبرهانين المتقدّمين.
الخامس: إنّ علمه سبحانه بالمعلول الأوّل حضوري لحضور هويته الخارجية