المقنع

المقنع13%

المقنع مؤلف:
تصنيف: مكتبة الفقه وأصوله
الصفحات: 584

المقنع المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 584 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 140122 / تحميل: 7098
الحجم الحجم الحجم
المقنع

المقنع

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

وأمّا الصّوم الحرام: فصوم يوم الفطر، ويوم الأضحى، وثلاثة أيام التشريق(١) وصوم يوم الشّك أُمرنا به ونهينا عنه، أُمرنا أن نصومه مع شعبان، ونهينا عنه(٢) أن ينفرد الرّجل بصيامه في اليوم الذي يشكّ فيه النّاس، فان لم يكن صام من شعبان شيئاً ينوي ليلة الشّك أنّه صائم من شعبان، فان كان من شهر رمضان أجزأ عنه وإن كان من شعبان لم يضره.

فقال الزهري: وكيف يجزي صوم تطوّع عن فريضة؟ فقالعليه‌السلام : لو أنّ رجلاً صام يوماً من شهر رمضان تطوّعاً، وهو لا يدري ولا يعلم أنّه من شهر رمضان، ثمّ علم بعد ذلك، أجزأ عنه، لأنّ الفرض إنّما وقع على اليوم بعينه.

وصوم الوصال(٣) حرام وصوم الصّمت حرام، وصوم الدّهر حرام، وصوم نذر المعصية حرام.

وأمّا الصّوم(٤) الذي صاحبه فيه بالخيار، فصوم يوم الجمعة، والخميس، والإثنين، وصوم البيض، وصوم ستة أيّام من شوّال بعد شهر رمضان، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، كلّ ذلك صاحبه فيه بالخيار إن شاء صام، وإن شاء أفطر.

وأمّا صوم الإذن، فانّ المرأة لا تصوم تطوّعاً إلاّ بإذن زوجها، والعبد لا يصوم تطوّعاً إلاّ بإذن سيّده، والضّيف لا يصوم تطوّعاً إلاّ بإذن صاحبه.

قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من نزل على قوم فلا يصومنّ(٥) تطوّعاً إلاّ بإذنهم.

وأمّا صوم التأديب، فانّه يؤمر الصبّي إذا راهق بالصّوم تأديباً وليس بفرض، وكذلك من أفطر لعلّة من(٦) أوّل النّهار، ثمّ قوي بعد ذلك أُمر بالامساك بقيّة يومه تأديباً وليس بفرض.

__________________

١ - « من التشريق » أ، د. « من أيام التشريق » المستدرك.

٢ - « عن » أ، ب، ج.

٣ - « الوصل » ب، د.

٤ - ليس في «د».

٥ - « فلا يصوم » أ، د.

٦ - ليس في «ب».

١٨١

وأمّا صوم الإباحة، فمن أكل أو شرب ناسياً، أو تقيّأ من غير تعمّد، فقد أباح اللّه ذلك له، وأجزأ عنه(١) صومه.

وأمّا صوم السّفر والمرض، فانّ العامّة إختلفت فيه، فقال قوم: يصوم(٢) ، ( وقال قوم: )(٣) لا يصوم(٤) ، وقال قوم: إن شاء صام، وإن شاء أفطر. وأمّا نحن فنقول: يفطر(٥) في الحالتين جميعاً، فان صام في السّفر أو في حال المرض فعليه القضاء في ذلك، لأنّ اللّه عزّ وجلّ يقول:( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) (٦) (٧) .

٢

باب رؤية هلال شهر رمضان

واعلم أنّ صيام شهر رمضان للرؤية(٨) والفطر للرؤية(٩) ، وليس بالرأي ( والتظنّي )(١٠) ، وليس الرّؤية أن يقوم عشرة نفر فينظروا فيقول واحد منهم(١١) : هو

__________________

١ - « عن » د.

٢ - « نصوم » د.

٣ - « وآخر » ب.

٤ - « لا نصوم » د.

٥ - « نفطر » أ.

٦ - البقرة: ١٨٤.

٧ - عنه المستدرك: ٧/٣٢٨ ح ٣، وص ٣٩١ ذيل ح ٢، وص ٥٢٢ ذيل ح ٣، وص ٥٤٩ ح ١، وص ٥٥٣ ذيل ح ١ وذيل ح ٤، وص ٥٥٦ ذيل ح ١ قطعاً منه، وفي ص ٤٨٩ ذيل ح ١ عنه وعن فقه الرضا: ٢٠٠ إلى قوله وصوم الاعتكاف واجب. وفي تفسير القمي: ١/١٨٥، والكافي: ٤/٨٣ ح ١، والفقيه: ٢/٤٦ ح ١، والخصال: ٥٣٤ ح ٢، والمقنعة: ٣٦٣، والتهذيب: ٤/٢٩٤ ح ١ مثله، عنها الوسائل: ١٠/٣٦٧ - أبواب بقية الصوم الواجب - ب ١ ح ١ إلى قوله: وأمّا صوم السفر.

٨ - « بالرؤية » أ، ج، د.

٩ - « بالرؤية » ج.

١٠ - « ولا التظنّي » أ، د.

١١ - ليس في «ج» و « المستدرك ».

١٨٢

ذا وينظر تسعة فلا يرونه، لأنّه إذا رآه واحد رآه عشرة، وإذا رأيت ( علّة، أو )(١) غيماً فأتم شعبان ثلاثين(٢) .

وقد يكون شهر رمضان تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين، ويصيبه ما يصب الشّهور من النّقصان والتّمام(٣) .

واعلم أنّه لا تجوز الشّهادة في رؤية الهلال دون خمسين رجلاً عدد القَسامة(٤) ويجوز شهادة رجلين عدلين إذا كانا من خارج المصر(٥) وكان بالمصر علّة فأخبرا أنّهما رأياه، وأخبرا عن قوم صاموا للرؤية(٦) .

ولا تجوز شهادة النّساء(٧) في الهلال(٨) .

واعلم أنّ الهلال إذا غاب قبل الشّفق فهو لليلة(٩) ، وإذا غاب بعد الشّفق

__________________

١ - « عليه » أ، د.

٢ - عنه المستدرك: ٧/٤١٤ صدر ح ٢٥. وفي التهذيب: ٤/١٥٦ ح ٥، والاستبصار: ٢/٦٣ ح ٥ نحوه، وكذا في الكافي: ٤/٧٧ ح ٦، والفقيه: ٢/٧٦ ح ١ إلى قوله: رآه عشرة، عنها الوسائل: ١٠/٢٨٩ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ١١ ح ١١. وانظر الفقيه: ٢/٧٧ ح ٣.

٣ - عنه المستدرك: ٧/٤١٤ ذيل ح ٢٥. وفي التهذيب: ٤/١٥٦ ذيل ح ٤، والاستبصار: ٢/٦٣ ذيل ح ٤ مثله، عنهما الوسائل: ١٠/٢٦٣ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ٥ ح ٦. وفي فقه الرضا: ٢٠٣ باختلاف يسير.

٤ - القَسامة: وهي الأيمان، تقسّم على أولياء القتيل إذا ادّعوا الدم « مجمع البحرين: ٢/٥٠٤ - قسم - ».

٥ - ليس في «ب» و «ج». « البلد » المختلف.

٦ - عنه المختلف: ٢٣٤ إلى قوله: بالمصر علّة. وفي التهذيب: ٤/١٥٩ ح ٢٠، وص ٣١٧ ح ٣١، والاستبصار: ٢/٧٤ ح ٧ مثله، عنهما الوسائل: ١٠/٢٩٠ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ١١ ح ١٣.

٧ - « النسوان » أ، د.

٨ - الكافي: ٤/٧٧ ح ٣ وصدر ح ٤، والفقيه: ٢/٧٧ صدر ح ٧، والتهذيب: ٤/١٨٠ صدر ح ٧٠ مثله، عنها الوسائل: ١٠/٢٨٦ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ١١ ح ٢ وح ٣.

٩ - « لليله » أ، ب.

١٨٣

فهو لليلتين(١) .

وإذا رؤي(٢) فيه ظلّ الرأس فهو لثلاث ليال(٣) .

وقال أبو عبد اللّهعليه‌السلام : قد يكون الهلال لليلة وثلث، وليلة ونصف، وليلة وثلثين، ولليلتين إلاّ شيء وهو لليلة(٤) (٥) .

وروي إذا تطوّق الهلال فهو لليلتين(٦) .

وإذا رأيت الهلال من وسط النّهار أو آخره فأتم الصّيام إلى اللّيل، وإن غمّ عليك(٧) فعدّ ثلاثين، ثمّ افطر(٨) .

__________________

١ - عنه المختلف: ٢٣٥، وفي المستدرك: ٧/٤١٥ ضمن ح ١ عنه وعن الهداية: ٤٥ مثله. وفي فقه الرضا: ٢٠٩، والكافي: ٤/٧٧ ح ٧، وص ٧٨ ح ١٢، والفقيه: ٢/٧٨ ح ١٠، والتهذيب: ٤/١٧٨ ح ٦٦، والاستبصار: ٢/٧٥ ح ١ مثله، عن معظمها الوسائل: ١٠/٢٨٢ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ٩ ح ٣.

٢ - « رأى » ب.

٣ - عنه المختلف: ٢٣٥، وفي المستدرك: ٧/٤١٥ ضمن ح ١ عنه وعن الهداية: ٤٥ باختلاف يسير في اللفظ، وكذا روي في فقه الرضا: ٢٠٩، والكافي: ٤/٧٨ ذيل ح ١١، والفقيه: ٢/٧٨ ذيل ح ٩ والتهذيب: ٤/١٧٨ ذيل ح ٦٧، والاستبصار: ٢/٧٥ ذيل ح ٢، عن معظمها الوسائل: ١٠/٢٨١ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ٩ ح ٢.

٤ - « لليله » ب.

٥ - عنه المستدرك: ٧/٤١٥ ذيل ح ١.

٦ - عنه المستدرك: ٧/٤١٥ ضمن ح ١. وفي الكافي: ٤/٧٨ صدر ح ١١، والفقيه: ٢/٧٨ صدر ح ٩، والتهذيب: ٤/١٧٨ صدر ح ٦٧، والاستبصار: ٢/٧٥ صدر ح ٢ مثله، عنها الوسائل: ١٠/٢٨١ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ٩ صدر ح ٢.

٧ - ليس في «أ» و «د».

٨ - عنه المستدرك: ٧/٤١٤ ح ١ صدره. وفي الفقيه: ٢/٧٧ ذيل ح ٤، والتهذيب: ٤/١٧٨ ذيل ح ٦٣، والاستبصار: ٢/٦٤ ذيل ح ٩، وص ٧٣ ذيل ح ٢ باختلاف في اللفظ، عنها الوسائل: ١٠/٢٧٨ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ٨ ذيل ح ١.

١٨٤

قال أبو عبد اللّهعليه‌السلام : إذا رؤي الهلال قبل الزّوال فذلك اليوم من شوّال، وإذا رؤي بعد الزّوال فذلك اليوم(١) من شهر رمضان(٢) .

فإذا رأيت هلال شهر رمضان فاستقبل القبلة، ولا تشر إليه، وارفع يديك إلى اللّه تبارك وتعالى، وخاطب الهلال، تقول: ربّي وربّك اللّه ربّ العالمين، اللّهم أهلّه علينا بالأمن والايمان، والسّلامة والاسلام، والمسارعة إلى ما تحب وترضى، اللّهمّ قد حضر شهر رمضان، وقد افترضت علينا صيامه، وأنزلت فيه القرآن هدى للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان، اللّهمّ أعنّا على صيامه وقيامه، وتقبّله منا، وسلّمنا فيه(٣) ( وتسلّمه منا )(٤) وسلّمه لنا في يسر منك وعافية، إنّك على كلّ شيء قدير يا أرحم الراحمين(٥) .

٣

باب صوم اليوم الذي يشكّ فيه

سئل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن اليوم المشكوك فيه، فقال: لأَن أصوم يوماً

__________________

١ - ليس في «ب».

٢ - عنه المستدرك: ٧/٤١٤ ح ٢. وفي التهذيب: ٤/١٧٦ ح ٦١، والاستبصار: ٢/٧٤ ح ٦ مثله، عنهما الوسائل: ١٠/٢٧٩ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ٨ ح ٥.

٣ - « منه » أ، ج، د.

٤ - ليس في «أ». « سلّمه منا » ج، د.

٥ - فقه الرضا: ٢٠٦، والفقيه: ٢/٦٢ ذيل ح ٢ صدره، وكذا في الهداية: ٤٥، وفي ص ٤٦، والكافي: ٤/٧٤ ح ٥، وإقبال الأعمال: ١٨ ذيله. وفي الكافي: ٤/٧٠ ح ١، والفقيه: ٢/٦٢ ح ٢، والتهذيب: ٤/١٩٦ ح ١ مضمونه، عن بعضها الوسائل: ١٠/٣٢١ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ٢٠ ح ١، وص ٣٢٥ ب ٢١ ح ١.

١٨٥

من شعبان أحبّ إليّ من أن أفطر يوماً من شهر رمضان(١) .

وقال أبو عبد اللّهعليه‌السلام : إذا صحّ هلال رجب فعدّ تسعة وخمسين يوماً وصم يوم ستّين(٢) .

وسأله بشير النبّال عن صوم يوم الشكّ، فقالعليه‌السلام : صمه، فان كان من شعبان كان تطوّعاً، وإن كان من رمضان فيوم وفّقت له(٣) .

وسأله عبد اللّه بن سنان عن رجل صام شعبان، فلمّا كان شهر رمضان أضمر يوماً من شهر رمضان [ فبان ](٤) أنّه من شعبان، لأنّه وقع حدّ(٥) الشّك، فقالعليه‌السلام : يعيد ذلك اليوم، وإن أضمر من شعبان [ فبان ](٦) أنّه من شهر(٧) رمضان فلا شيء عليه(٨) .

وسأله عبد الكريم بن عمرو ( فقال: جعلت فداك، إنّي )(٩) جعلت على نفسي

__________________

١ - عنه الوسائل: ١٠/٢٣ - أبواب وجوب الصوم - ب ٥ ح ٩ وعن الفقيه: ٢/٧٩ ح ١ مثله، وفي فضائل الأشهر الثلاثة: ١٠٦ ح ٩٩ مثله، وفي ص ٦٣ ذيل ح ٤٥، والفقيه: ٢/٨٠ ذيل ح ٨، باسناده عن الرضاعليه‌السلام عن آبائه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام مثله. وفي الكافي: ٤/٨١ ح ١، والمقنعة: ٣٠٠، والتهذيب: ٤/١٨١ ح ٦، والاستبصار: ٢/٧٨ ح ٤ بأسانيدهم عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام مثله.

٢ - عنه الوسائل: ١٠/٢٩٨ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ١٦ ح ٣، وعن الكافي: ٤/٧٧ ح ٨، والفقيه: ٢/٧٨ ح ١١ مثله، وفي التهذيب: ٤/١٨٠ ح ١، والاستبصار: ٢/٧٧ ح ٣ مثله. وفي المقنعة: ٢٩٨ إلى قوله: ثم صم.

٣ - عنه الوسائل: ١٠/٢١ - أبواب وجوب الصوم - ب ٥ ح ٣ وعن الكافي: ٤/٨٢ ح ٥، والفقيه: ٢/٧٩ ح ٣ مثله، وكذا في التهذيب: ٤/١٨١ ح ٥، والاستبصار: ٢/٧٨ ح ٣.

٤ - أثبتناه من الوسائل.

٥ - « فيه » الوسائل.

٦ - أثبتناه من الوسائل.

٧ - ليس في « الوسائل ».

٨ - عنه الوسائل: ١٠/٢٣ - أبواب وجوب الصوم - ب ٥ ح ١٠.

٩ - فقال: إني جعلت فداك » أ، د. « فقال: إني » ج.

١٨٦

أن أصوم حتّى يقوم القائمعليه‌السلام ، فقالعليه‌السلام : لا تصم في السّفر ولا في(١) العيدين، ولا أيام التّشريق، ولا اليوم الذي يشكّ فيه(٢) .

وسأله عمران الزّعفراني، فقال: إنّ السّماء تطبق علينا بالعراق(٣) اليومين والثلاثة، فأيّ يوم نصوم؟ فقالعليه‌السلام : أنظر اليوم الذي صمت فيه(٤) من(٥) السّنة الماضية، فعدّ منه خمسة أيام وصمّ يوم الخامس(٦) .

وقال أبو الحسن الرّضاعليه‌السلام : يوم الأضحى في اليوم الذي يصام فيه، ويوم عاشوراء في(٧) اليوم الذي يفطر فيه(٨) .

__________________

١ - ليس في «أ» و «د».

٢ - عنه الوسائل: ١٠/٢٦ - أبواب وجوب الصوم - ب ٦ ح ٣ وعن الكافي: ٤/١٤١ ح ١، والفقيه: ٢/٧٩ ح ٤، والتهذيب: ٤/١٨٣ ح ١١، وص ٢٣٣ ح ٥٨، والاستبصار: ٢/٧٩ ح ٩، وص ١٠٠ ح ١ باختلاف يسير في اللفظ.

٣ - ليس في «أ» و «د».

٤ - ليس في «ب» و «ج».

٥ - ليس في «ب».

٦ - عنه الوسائل: ١٠/٢٨٣ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ١٠ ح ٣ وعن الكافي: ٤/٨٠ ح ١، والتهذيب: ٤/١٧٩ ح ٦٨، والاستبصار: ٢/٧٦ ح ١ مثله.

٧ - ليس في «أ» و «ج» و «د».

٨ - عنه الوسائل: ١٠/٢٨٥ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ١٠ ح ٦، وص ٣٩٨ - أبواب الصوم المندوب - ب ١ ح ١٠ وعن الكافي: ٤/٥٤٧ ح ٣٧ مثله.

حمله صاحب الوسائل أوّلاً: على أنّ معناه أنّ يوم الأضحى يوافق أوّل يوم من شهر رمضان، ويوم عاشوراء يوافق أوّل شوّال على الأغلب. وثانياً: أنّ المراد أنّ يوم الصوم كالعيد لاستحقاق الثواب الجزيل، ويوم الافطار كيوم المصيبة لفوت الثواب.

١٨٧

٤

باب ما يفطر الصائم وما لا يفطره

واجتنب في صومك خمسة أشياء تفطرك(١) : الأكل، والشّرب، والجماع، والإرتماس في الماء، والكذب على اللّه ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وعلى الأئمّة )(٢) عليهم‌السلام (٣) .

ولا بأس بالقُبلة في شهر رمضان للصّائم(٤) ، وأفضل ذلك أن يتنزّه عنها(٥) ، فقد قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : أما يستحيي أحدكم أن لا يصبر يوماً إلى اللّيل؟ إنّه كان يقال: إنّ بدو القتال اللطام(٦) .

__________________

١ - ليس في «ب».

٢ - « والأئمّة » أ.

٣ - عنه المستدرك: ٧/٣٢٢ ح ٣. وفي فقه الرضا: ٢٠٧ مثله، وفي الخصال: ٢٨٦ ح ٣٩ باختلاف يسير في صدره، عنه الوسائل: ١٠/٣٤ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٢ ح ٦، ويؤيّد صدره ما في الفقيه: ٢/٦٧ ح ١، والتهذيب: ٤/١٨٩ ح ٢، والاستبصار: ٢/٨٠ ح ١، ويؤيّد ذيله ما في نوادر أحمد بن محمّد بن عيسى: ٢٠ ح ٨، وص ٢٤ ح ١٤، والكافي: ٢/٣٤٠ ح ٩.

٤ - أُنظر الكافي: ٤/١٠٤ ح ٢، والتهذيب: ٤/٢٧١ ح ١٢ وح ١٣، والاستبصار: ٢/٨٢ ح ١، عنها الوسائل: ١٠/٩٧ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٣٣ ح ٢ وح ١٢ وح ١٤.

٥ - فقه الرضا: ٢١٢، والفقيه: ٢/٧٠ ذيل ح ٢٢ مثله. وفي التهذيب: ٤/٢٧١ ضمن ح ١٤ نحوه، عنه الوسائل: ١٠/١٠٠ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٣٣ ضمن ح ١٣.

٦ - عنه الوسائل: ١٠/٩٨ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٣٣ ح ٥ وعن الفقيه: ٢/٧٠ ح ٢٣ مثله. وفي فقه الرضا: ٢١٢ مثله. وانظر علل الشرائع: ٣٨٦ ح ١، والتهذيب: ٤/٢٧٢ ح ١٥، والاستبصار: ٢/٨٢ ح ٣.

١٨٨

ولو أنّ رجلاً لصق بأهله في شهر رمضان فأمنى فليس(١) عليه شيء(٢) .

وسئل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الرّجل يقبّل امرأته وهو صائم؟ فقال(٣) : هل هي إلاّ ريحانة يشمّها(٤) .

وسأل حمّاد بن عثمان أبا عبد اللّهعليه‌السلام عن رجل أجنب في شهر رمضان من أوّل اللّيل، وأخّر الغسل إلى أن طلع الفجر؟ فقال: كان رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله يجامع نساءه من أوّل اللّيل ثمّ يؤخّر الغسل حتّى يطلع الفجر(٥)، ولا أقول(٦) كما يقول هؤلاء الأقشاب(٧) : يقضي(٨) يوماً مكانه(٩) .

__________________

١ - « لم يكن » الوسائل.

٢ - عنه الوسائل: ١٠/٩٨ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٣٣ ذيل ح ٥ وعن الفقيه: ٢/٧٠ ذيل ح ٢٣ إلاّ أنّه فيه « كان عليه عتق رقبة »، وحمل هذا صاحب الوسائل على عدم القصد والاعتياد، وما في المتن على حصول أحدهما.

٣ - « قال » أ، د.

٤ - عنه الوسائل: ١٠/٩٨ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٣٣ ح ٤ وعن الفقيه: ٢/٧٠ ح ٢٢ مثله.

٥ - قال الشيخ العاملي في الوسائل: ١٠/٦٤ ذيل ح ٥ بعد ما نقل عن الشيخ نحوه: « حمله الشيخ على الضرورة، وعلى التعمّد مع العذر المانع من الغسل وعلى تعمّد النوم دون ترك الغسل ». ثمّ قال العاملي: ويحتمل كونه منسوخاً، وكونه من خصائصهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكون المراد بالفجر الأوّل دون الثاني، ويحتمل التقية في الرواية، وغير ذلك.

٦ - « ولا تقول » جميع النسخ، وما أثبتناه من المختلف، والوسائل.

٧ - الأقشاب: جمع قشب، وهو من لا خير فيه من الرجال « مجمع البحرين: ٢/٥٠٦ - قشب - ».

٨ - « تقضي » ج.

٩ - عنه المختلف: ٢٢٠، والوسائل: ١٠/٥٧ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ١٣ ح ٣. وفي قرب الاسناد: ٣٤٠ ح ١٢٤٦، والتهذيب: ٤/٢١٠ ح ١٥ وح ١٦، والاستبصار: ٢/٨٥ ح ١ وح ٢ بمعناه. وفي التهذيب: ٤/٢١٣ ح ٢٧ نحو صدره.

١٨٩

ولا بأس بالسِّواك للصّائم بالنّهار متى شاء(١) ، ولا بأس بأن(٢) يستاك بالماء وبالعود الرّطب(٣) .

وإذا استاك فأدمى ودخل(٤) الدّم جوفه فقد أفطر(٥) .

وسأله(٦) سماعة بن مهران عن القيء في شهر رمضان؟ فقال: إن كان شيء(٧) يبدره فلا بأس، وإن كان شيء يكره نفسه فقد أفطر(٨) .

وسئل أبو جعفرعليه‌السلام عن القلس(٩) يفطر الصّائم؟ قال: لا(١٠) .

ولا بأس أن يتمضمض الصّائم، ويستنشق، ويكتحل، ويحتجم، ويشمّ الرّيحان، ويتبخّر(١١) ، ويزقّ الفرخ، ويمضغ الخبز للرضيع من غير أن يبلع شيئاً.

__________________

١ - الكافي: ٤/١٠٧ صدر ح ٤، وص ١١١ ح ١، والتهذيب: ٤/٢٦٢ ح ١٩ وح ٢١ وح ٢٢ وصدر ح ٢٣، والاستبصار: ٢/٩١ صدر ح ٢، وص ٩٤ صدر ح ٢ باختلاف يسير في اللفظ، عنها الوسائل: ١٠/٨٢ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ضمن ب ٢٨.

٢ - « أن » أ، د.

٣ - التهذيب: ٤/٢٦٢ ح ٢٠، وص ٣٢٣ ح ٦١، والاستبصار: ٢/٩١ ح ١ باختلاف يسير في اللفظ، عنهما الوسائل: ١٠/٨٣ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٢٨ ح ٣.

٤ - « فدخل » ب.

٥ - لم نجده في مصدر آخر.

٦ - أي سأل أبا عبد اللّهعليه‌السلام .

٧ - « شيئاً » أ، ب، ج.

٨ - عنه الوسائل: ١٠/٨٧ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٢٩ ح ٥ وعن الفقيه: ٢/٦٩ ح ١٦، والتهذيب: ٤/٣٢٢ صدر ح ٥٩ مثله.

٩ - ما خرج من الحلق ملء الفم أو دونه وليس بقيء، فإذا غلب فهو القيء « لسان العرب: ٦/١٧٩ ».

١٠ - عنه الوسائل: ١٠/٨٩ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٣٠ ح ١، وعن الكافي: ٤/١٠٨ ح ٥، والفقيه: ٢/٦٩ ح ١٤ مثله، وكذا في التهذيب: ٤/٢٦٥ ح ٣٣ باسناده، عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام .

١١ - أُنظر فقه الرضا: ٢٠٦، والكافي: ٤/١٠٧ ح ٣، وص ١١١ ح ١، وص ١١٣ ح ٤، والفقيه: ٢/٦٨ ذيل ح ١٠ وص ٦٩ ذيل ١٤، والتهذيب: ٤/٢٥٨ ح ٣، وص ٢٦٥ ح ٣٦، وص ٣٢٥ ذيل ح ٧٤، والاستبصار: ٢/٨٩ ح ١، وص ٩٠ ح ١، وص ٩٢ ح ١، عن بعضها الوسائل: ١٠/٧١ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٢٣ ح ٢، وص ٧٤ ب ٢٥ ح ١، وص ٧٨ ضمن ب ٢٦، وص ٩١ ضمن ب ٣٢.

١٩٠

ولا بأس أن يذوق المرق(١) إذا كان طبّاخاً ليعرف حلوه من حامضه(٢) ، ويمضغ العلك(٣) ، ويصبّ الدّواء في أُذنه إذا اشتكى(٤) ، ويتسعّط(٥) ، ولا يجوز أن يحتقن(٦) .

والمرأة لا تجلس في الماء فانّها تحمل الماء بقبلها، ولا بأس للرّجل أن يستنقع فيه ما لم يرتمس فيه(٧) .

__________________

١ - ليس في «ج».

٢ - عنه المستدرك: ٧/٣٤٢ صدر ح ٣ ذيله، وص ٣٤٣ ح ٣ صدره. وفي الفقيه: ٢/٦٩ ذيل ح ١٧ مثله بزيادة في المتن، وفي المقنعة: ٣٨٠ مثله، وفي الكافي: ٤/١١٤ ح ١، والتهذيب: ٤/٣١٢ ح ١٠، والاستبصار: ٢/٩٥ ح ٣ نحوه، عن معظمها الوسائل: ١٠/١٠٥ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٣٧ ح ١ وح ٧.

٣ - عنه المستدرك: ٧/٣٤٢ ضمن ح ٣. وفي التهذيب: ٤/٣٢٤ ح ٧٠ باختلاف في اللفظ، عنه الوسائل: ١٠/١٠٥ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٣٦ ح ٣.

قال الشيخ: هذا الخبر غير معمول عليه.

٤ - عنه المستدرك: ٧/٣٤٢ ذيل ح ٣ صدره. وفي الكافي: ٤/١١٠ ح ١، والتهذيب: ٤/٢٥٨ ح ٢ باختلاف يسير في اللفظ، عنهما الوسائل: ١٠/٧٢ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٢٤ ح ١.

٥ - عنه المختلف: ٢٢١ وعن ابن الجنيد مثله. وذكر المصنّف عدم جوازه في الفقيه: ٢/٦٩ ذيل ح ١٧. ورويت كراهته في الكافي: ٤/١١٠ ذيل ح ٤، والتهذيب: ٤/٢٠٤ ذيل ح ٩، وص ٢١٤ ح ٢٩، عنهما الوسائل: ١٠/٤٣ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٧ ح ١ وح ٢.

٦ - عنه المستدرك: ٧/٣٢٤ ح ٣. وفي الكافي: ٤/١١٠ ذيل ح ٣، والفقيه: ٢/٦٩ ذيل ح ١٧، والتهذيب: ٤/٢٠٤ ذيل ح ٦، والاستبصار: ٢/٨٣ ذيل ح ١ مثله، عنها الوسائل: ١٠/٤٢ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٥ ذيل ح ٤.

٧ - عنه المستدرك: ٧/٣٢٣ ح ٢ وعن فقه الرضا: ٢١٢ مثله. وفي الكافي: ٤/١٠٦ ح ٥، والفقيه: ٢/٧١ ح ٣٢، وعلل الشرائع: ٣٨٨ ح ١، والتهذيب: ٤/٢٦٣ ح ٢٧ باختلاف في اللفظ، عنها الوسائل: ١٠/٣٧ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٣ ح ٦.

١٩١

٥

باب من أفطر، أو جامع في شهر رمضان

واعلم أنّ من جامع في شهر رمضان أو أفطر فيه متعمّداً، فعليه عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستّين مسكيناً، لكل مسكين مدّ من(١) طعام، وعليه قضاء ذلك اليوم، وأنّى له بمثله(٢) ، فان لم يقدر على ذلك تصدّق بما يطيق(٣) .

وروي أنّ رجلاً من الأنصار أتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: هلكت وأهلكت(٤) ، فقال: وما أهلكك(٥) ؟ فقال: أتيت امرأتي في شهر رمضان وأنا صائم.

فقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : أعتق رقبة، فقال: لا أجد، ( فقال: صم(٦) ) شهرين متتابعين، قال: لا أطيق، قال: تصدّق على ستّين(٧) مسكيناً، قال: لا أجد، ( قال: فأُتي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعذق(٨) في مكتل )(٩) فيه خمسة عشر صاعاً من تمر، فقال له

__________________

١ - ليس في «ب».

٢ - سيأتي في ص ٣٢٠ مثله.

٣ - عنه المختلف: ٢٢٦ قطعة، وفي موضع آخر ذيله، وفي المستدرك: ٧/٣٢٧ ح ٤ عنه وعن الهداية: ٤٧ إلى قوله: « بمثله »، وكذا روي في فقه الرضا: ٢١٢، ونوادر أحمد بن محمد بن عيسى: ٦٨ ح ١٤٠ باختلاف في اللفظ، وفي مسائل علي بن جعفر: ١١٦ ح ٤٧، والكافي: ٤/١٠١ ح ١، والفقيه: ٢/٧٢ ح ١، والتهذيب: ٤/٣٢١ ح ٥٢، والاستبصار: ٢/٩٧ ح ٦ باختلاف يسير، عن معظمها الوسائل: ١٠/٤٤ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ضمن ب ٨، وفي البحار: ٩٦/٢٨١ ح ٧ عن النوادر.

٤ - ليس في «أ» و «د».

٥ - « وما أهلكت » ب، د.

٦ - « قال: فصم » ب.

٧ - « خمسين » أ، د.

٨ - « بغدق » ب، والظاهر تصحيف. والعِذق: القِنوُ من النخل « لسان العرب: ١٠/٢٣٩ ».

٩ - بدل ما بين القوسين « فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : تصدّق في مكيال » أ، د.

١٩٢

النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( خذ هذا(١) ) وتصدّق(٢) به(٣) ، فقال الرّجل: والذي بعثك بالحقّ نبيّاً(٤) مابين لابتيها(٥) أهل بيت أحوج إليه منّا، قال: فخذه وكله، وأطعم عيالك، فانّه كفّارة لك(٦) (٧) .

٦

باب من جامع، أو أفطر ناسياً في شهر رمضان، أو غيره

إذا نسي الصّائم في شهر رمضان أو غيره فأكل وشرب فانّ ذلك رزق رزقه اللّه عزّ وجلّ، فليتم صومه، ولا قضاء عليه(٨) ، وكذلك إذا جامع في شهر رمضان ناسياً، كان بمنزلة من أكل وشرب في شهر رمضان ناسياً، وليس عليه شيء(٩) .

__________________

١ - « خذها » ج.

٢ - « تصدّق » أ، د، ج.

٣ - « بها » ج.

٤ - ليس في «ج».

٥ - يعني لابتي المدينة، وهما حرّتان تكتنفانها « لسان العرب: ١/٧٤٦ ».

٦ - « ذلك » د.

٧ - عنه الوسائل: ١٠/٤٦ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٨ ح ٥ وعن الفقيه: ٢/٧٢ ح ٢، ومعاني الأخبار: ٣٣٦ ح ١ مثله، وفي الكافي: ٤/١٠٢ ح ٢، والتهذيب: ٤/٢٠٦ ح ٢، والاستبصار: ٢/٨٠ ح ٢ نحوه. وفي المختلف: ٢٢٥ عن المصنّف مثله.

٨ - عنه المستدرك: ٧/٣٢٩ صدر ح ٤. وفي فقه الرضا: ٢٠٧، والكافي: ٤/١٠١ ح ١ - ح ٣، والفقيه: ٢/٧٤ ح ١١، والتهذيب: ٤/٢٧٧ ح ١١ وح ١٢، وص ٢٦٨ ح ١ وح ٢ نحوه، عن معظمها الوسائل: ١٠/٥٠ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ضمن ب ٩.

٩ - عنه المستدرك: ٧/٣٢٩ ذيل ح ٤. وفي علل الشرائع: ٤٥٥ ح ١٤ باختلاف في اللفظ، وانظر الفقيه: ٢/٧٤ ح ١٢، والتهذيب: ٤/٢٠٨ ح ٩، عنها الوسائل: ١٠/٥١ - أبواب ما يمسك عنه الصائم - ب ٩ ح ٢ وح ٤ وح ١١.

١٩٣

٧

باب من يضعف عن الصّيام

إذا لم يتهيّأ للشّيخ أو الشّاب أو المرأة الحامل أن تصوم(١) من العطش والجوع، أو تخاف المرأة أن يضرّ بولدها فعليهم جميعاً الافطار، ويتصدّق كلّ واحد عن كلّ يوم بمدّ من طعام(٢) .

وسأل محمّد بن مسلم أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ:( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) (٣) قال: الشّيخ الكبير، والذي يأخذه العطش، وعن قوله:( فمن لم يستطع فاطعام ستّين مسكيناً ) (٤) قال: من مرض أو عطش(٥) .

والذّي يضعف عن الصّوم إذا لم يقدر على ما يتصدّق به فليس عليه شيء(٦) .

__________________

١ - « يصوم » أ، ب.

٢ - فقه الرضا: ٢١١ باختلاف يسير، وكذا في المختلف: ٢٤٥ عن رسالة علي بن بابويه، وانظر الكافي: ٤/١١٦ ح ٤، وص ١١٧ ح ١، والفقيه: ٢/٨٤ ح ١ وح ٤، والتهذيب: ٤/٢٣٨ ح ٤، وص ٢٣٩ ح ٨، والاستبصار: ٢/١٠٤ ح ٣، عنها الوسائل: ١٠/٢٠٩ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ١٥ ح ١، وص ٢١٥ ب ١٧ ح ١.

٣ - البقرة: ١٨٤.

٤ - المجادلة: ٤.

٥ - عنه الوسائل: ١٠/٢١٠ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ١٥ ح ٣ وعن الكافي: ٤/١١٦ ح ١، والتهذيب: ٤/٢٣٧ ح ٢ مثله.

٦ - أُنظر الكافي: ٤/١١٦ ذيل ح ٤، والفقيه: ٢/٨٤ ذيل ح ١، والتهذيب: ٤/٢٣٨ ذيل ح ٤، والاستبصار: ٢/١٠٤ ذيل ح ٣، عنها الوسائل: ١٠/٢٠١ - أبواب من يصح منه الصوم - ب ١٥ ذيل ح ١.

١٩٤

٨

باب الوقت الذي يؤخذ الصّبي فيه بالصّوم

إعلم أنّ الغلام يؤخذ بالصّيام إذا بلغ تسع سنين - على قدر ما يطيقه - فان أطاق إلى الظهر أو بعده صام إلى ذلك الوقت، فإذا غلب عليه الجوع والعطش أفطر(١) .

وإذا صام ثلاثة أيّام ولاء أُخذ بصوم الشّهر كلّه(٢) .

وروي أنّ الغلام يؤخذ بالصّوم(٣) ما بين ( أربع عشرة )(٤) سنة إلى ( خمس عشرة سنة )(٥) إلاّ أن يقوى قبل ذلك(٦) .

__________________

١ - فقه الرضا: ٢١١ مثله، وكذا في الفقيه: ٢/٧٦ ح ١، وفي ج ١/١٨٢ ذيل ح ١، والكافي: ٤/١٢٤ ذيل ح ١، والتهذيب: ٢/٣٨٠ ذيل ح ١، وج ٤/٢٨٢ ذيل ح ٢٦، والاستبصار: ١/٤٠٩ ذيل ح ٦، وج ٢/١٢٣ ذيل ح ٣ نحوه، عن معظمها الوسائل: ١٠/٢٣٤ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ٢٩ ح ٣.

٢ - الكافي: ٤/١٢٥ ح ٤، والفقيه: ٢/٧٦ ح ٢، والتهذيب: ٤/٢٨١ ح ٢٥، وص ٣٢٦ ح ٨١، والاستبصار: ٢/١٢٣ ح ٢ بمعناه، عنها الوسائل: ١٠/٢٣٥ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ٢٩ ح ٥.

٣ - « بالصيام » د.

٤ - «أربعة عشرة» أ. «أربع عشر» ج. «أربعة عشر» د، م.

٥ - ليس في « الوسائل ». « ست عشر سنة » ب. « خمسة عشر سنة إلى ستة عشر سنة » أ. « خمسة عشرة سنة إلى ست عشر » ج. « خمسة عشرة سنة إلى ستة عشر سنة » د.

٦ - عنه الوسائل: ١٠/٢٣٧ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ٢٩ ح ١٤. وفي الكافي: ٤/١٢٥ صدر ح ٢، والفقيه: ٢/٧٦ صدر ح ٤. والتهذيب: ٢/٣٨١ صدر ح ٧، وج ٤/٣٢٦ ح ٨٠ والاستبصار: ١/٤٠٩ صدر ح ٥ باختلاف في اللفظ، عنها الوسائل: ١٠/٢٣٣ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ٢٩ ح ١.

١٩٥

وروي عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام أنّه قال: على الصّبي إذا احتلم الصّيام، وعلى المرأة إذا حاضت الصّيام والخمار، إلاّ أن تكون مملوكة، فانّه ليس عليها خمار، إلاّ أن تحبّ أن تختمر، وعليها الصيام(١) .

٩

باب تقصير المسافر في الصّوم

إذا سافرت في شهر رمضان فأفطر على حدّ ما بيّنت لك الحدّ الذي يجب فيه التقصير في ( الصّوم والصّلاة )(٢) في باب المسافر(٣) .

واعلم أنّ كلّ من وجب عليه التقصير ( في الصّلاة )(٤) في السّفر فعليه الإفطار، وكلّ من وجب عليه التّمام في الصّلاة فعليه الصّيام، متى أتمّ صام، ومتى قصّر أفطر(٥) .

والذي يلزمه التّمام في الصّلاة والصّوم في السّفر المكاري، والكري(٦)

__________________

١ - عنه الوسائل: ١٠/٢٣٦ - أبواب من يصح منه الصوم - ب ٢٩ ح ٧، وعن التهذيب: ٤/٢٨١ ح ٢٤، وص ٣٢٦ ح ٨٣، والاستبصار: ٢/١٢٣ ح ١ مثله. وفي الفقيه ٢/٧٦ ح ٥ صدره.

٢ - « الصلاة » ج.

٣ - يعني باب الصلاة في السفر، وقد تقدم في ص ١٢٤.

٤ - ليس في «ب».

٥ - عنه المستدرك: ٧/٣٧٨ ح ٢، وفي صدر ح ١ عن فقه الرضا: ٢٠٨ مثله. وفي الفقيه: ١/٢٨٠ ذيل ح ٥، والتهذيب: ٤/٣٢٨ ذيل ح ٨٩، ومجمع البيان: ١/٢٧٤ في صدر حديث بمعناه، عنها الوسائل: ١٠/١٨٤ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ٤ ح ١ - ح ٣.

٦ - المكاري، والكري: الذي يكريك دابته. ويقال: أكرى الكريّ ظهره « لسان العرب: ١٥/٢١٩ ».

١٩٦

( والاشتقان - وهو البريد - )(١) ، والراعي، والملاّح لأنّه عملهم(٢) .

وصاحب الصّيد إذا كان صيده بطراً أو أشراً فعليه التّمام في الصّلاة، والإفطار في الصّوم، وإذا كان صيده مما يعود(٣) به على عياله فعليه التقصير في الصّوم والصّلاة(٤) .

وإذا أصبح المسافر في بلده، ثمّ خرج، فان شاء صام، وإن شاء أفطر(٥) .

وإذا طلع الفجر وهو خارج لم يدخل، فهو بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر(٦) .

وإن سافر قبل الزّوال فليفطر(٧) ، وإن خرج بعد الزّوال فليصم(٨) (٩) .

__________________

١ - « والسفّان، والبريد » أ، د.

٢ - عنه المستدرك: ٧/٣٧٨ صدر ح ٢. وفي الخصال: ٣٠٢ ح ٧٧، والفقيه: ١/٢٨١ ح ١١ وذيله مثله، وفي الكافي: ٣/٤٣٦ ح ١، والتهذيب: ٣/٢١٥ ح ٣٥، والاستبصار: ١/٢٣٢ ح ٣ باختلاف يسير، عنها الوسائل: ٨/٤٨٥ - أبواب صلاة المسافر - ب ١١ ح ٢ وح ٣، وص ٤٨٧ ح ١٢.

٣ - « يعول » ب.

٤ - عنه المستدرك: ٧/٣٧٨ ذيل ح ٢، وقد تقدم في ص ١٢٦ مثله.

٥ - عنه المستدرك: ٧/٣٧٩ صدر ح ٢. وفي التهذيب: ٤/٣٢٧ ح ٨٧ مثله، عنه الوسائل: ١٠/١٨٧ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ٥ ح ٧.

٦ - كتاب عاصم بن حميد الحنّاط: ٣٢ مثله، عنه المستدرك: ٧/٣٨٠ ذيل ح ٣. وفي الكافي: ٤/١٣٢ ذيل ح ٥ وذيل ح ٦، والفقيه: ٢/٩٣ ذيل ح ١٢، والتهذيب: ٤/٢٢٨ ذيل ح ٤٣، وص ٢٥٥ ذيل ح ٧ وذيل ح ٨، والاستبصار: ٢/٩٨ ذيل ح ٢ مثله، عنها الوسائل: ١٠/١٨٩ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ٦ ح ٢ وح ٣.

٧ - « فليقصّر » المختلف.

٨ - « فليتم » جميع النسخ والمستدرك، وما أثبتناه من المختلف.

٩ - عنه المختلف: ٢٣٠، والمستدرك: ٧/٣٧٩ ضمن ح ٢. وفي الكافي: ٤/١٣١ ضمن ح ٣ مثله، وفي ح ٢ باختلاف في اللفظ، وفي ح ١، والفقيه: ٢/٩٢ ح ١٠، والتهذيب: ٤/٢٢٨ ح ٤٦، والاستبصار: ٢/٩٩ ح ٥ نحوه، عنها الوسائل: ١٠/١٨٥ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ٥ ح ٢ - ح ٤.

١٩٧

وروي: إن(١) خرج بعد الزّوال فليفطر(٢) وليقض ذلك اليوم(٣) (٤) .

وإذا أفطر المسافر فلا بأس أن يأتي أهله، أو جاريته إن شاء(٥) ، وقد روي فيه نهي(٦) .

وقال أبو الحسنعليه‌السلام ليس من البرّ الصّيام(٧) في السّفر(٨) .

فان صام الرّجل وهو مسافر، فان كان بلغه أنّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن ذلك فعليه القضاء، وإن لم يكن بلغه فلا شيء عليه(٩) .

وسئل أبو عبد اللّهعليه‌السلام عن الرّجل يخرج يشيّع أخاه مسيرة يومين أو ثلاثة، فقال: إن كان في شهر رمضان فليفطر، قلت: أيّهما أفضل يصوم أو يشيّعه؟ قال: يشيّعه(١٠) إنّ اللّه قد وضع الصّوم عنه(١١) إذا شيّعه(١٢) .

__________________

١ - « إنّ من » المختلف.

٢ - « فليقصّر » المختلف.

٣ - ليس في «أ» والمستدرك.

٤ - عنه المختلف: ٢٣٠، والوسائل: ١٠/١٨٩ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ٥ ح ١٥، والمستدرك: ٧/٣٧٩ ذيل ح ٢. وفي التهذيب: ٤/٢٢٩ ح ٤٨، والاستبصار: ٢/٩٩ ح ٧ نحوه.

٥ - عنه الوسائل: ١٠/٢٠٨ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ١٣ صدر ح ١١، والمستدرك: ٧/٣٨٤ صدر ح ٢. وفي الكافي: ٤/١٣٣ ح ١ - ح ٤، والتهذيب: ٤/٢٤١ ح ١٤ وح ١٥، وص ٣٢٨ ح ٩٢، والاستبصار: ٢/١٠٥ ح ٤ وح ٥ بمعناه.

٦ - عنه الوسائل: ١٠/٢٠٨ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ١٣ ذيل ح ١١، والمستدرك: ٧/٣٨٤ ذيل ح ٢. وفي الكافي: ٤/١٣٤ ح ٥، والفقيه: ٢/٩٣ ح ١٤، وعلل الشرائع: ٣٨٦ ح ١، والتهذيب: ٤/٢٤٠ ح ١١ وح ١٢، والاستبصار: ٢/١٠٥ ح ١ وح ٢ بمعناه.

٧ - « الصوم » أ، ج، د، الوسائل.

٨ - عنه الوسائل: ١٠/٢٠٤ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ١٢ ح ٨، وفي ص ١٧٧ ب ١ ح ١١ عن الفقيه: ٢/٩٢ ح ٩ عن الصادقعليه‌السلام مثله. وفي التهذيب: ٤/٢١٨ ذيل ح ٧ مثله.

٩ - الكافي: ٤/١٢٨ ح ١، والفقيه: ٢/٩٣ ح ١٥، والتهذيب: ٤/٢٢٠ ح ١٨، وص ٢٢١ ح ١٩ مثله، عنها الوسائل: ١٠/١٧٩ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ٢ ح ٣.

١٠ - ليس في «أ».

١١ - ليس في «ج».

١٢ - عنه الوسائل: ١٠/١٨٢ - أبواب من يصحّ منه الصوم - ب ٣ ح ٥، وفي ج ٨/٤٨٢ - أبواب صلاة المسافر - ب ١٠ ح ٣ عنه وعن الكافي: ٤/١٢٩ ح ٥ باسناده عن أحدهماعليهما‌السلام ، والفقيه: ٢/٩٠ ح ٤ مثله. وفي التهذيب: ٣/٢١٩ ح ٥٤ نحوه.

١٩٨

وسئلعليه‌السلام عن رجل أتى سوقاً يتسوّق بها، وهي من منزله على سبع(١) فراسخ، فان هو أتاها على الدابّة أتاها في بعض يوم، وإن ركب السّفن لم يأتها في يوم؟

قال: يتمّ الرّاكب الذي يرجع من يومه صومه(٢) ، ويفطر(٣) صاحب السّفن(٤) .

وإذا أردت سفراً وأردت أن تقدّم من صوم السنّة شيئاً، فصم ثلاثة أيام للشّهر الذي تريد الخروج فيه(٥) ، فلا تصومنّ في السّفر شيئاً من فرض ولا سنّة ولا تطوّع، إلاّ الصّوم الذي ذكرته في أوّل الباب(٦) من صوم كفّارة صيد المحرم، ( وصوم كفّارة )(٧) الاحلال من الإحرام إن كان به أذى من رأسه، وصوم ثلاثة أيّام لطلب حاجة عند قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو يوم الأربعاء والخميس والجمعة، وصوم الإعتكاف في المسجد الحرام، أو(٨) في مسجد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو(٩) مسجد الكوفة، أو مسجد المدائن(١٠) (١١) .

__________________

١ - « أربع » الوسائل.

٢ - « صوما » أ، ج، د، الوسائل.

٣ - « ويقصّر » الوسائل.

٤ - عنه الوسائل: ٨/٤٦٧ - أبواب صلاة المسافر - ب ٣ ح ١٣.

٥ - فقه الرضا: ٢١١ مثله، عنه البحار: ٩٦/٣٣٢ ضمن ح ٥. وفي الفقيه: ٢/٥١ ذيل ح ١٤ عن رسالة أبيه مثله.

٦ - أُنظر ص ١٨٠.

٧ - « وكفّارة » أ.

٨ - « و » أ، د.

٩ - « و » أ.

١٠ - « مدائن » أ، ج، د.

١١ - عنه المختلف: ٢٢٩ وعن رسالة علي بن بابويه قطعة، وفي فقه الرضا: ٢١٣ مثله، عنه البحار: ٩٦/٣٢٤ ذيل ح ١٣. وانظر شرح اللمعة: ٢/١٠٤.

١٩٩

١٠

باب قضاء شهر رمضان

وإذا أردت قضاء شهر رمضان فان شئت قضيته متتابعاً، وإن شئت قضيته متفرّقاً(١) .

وقد روي عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام أنّه قال: تصوم(٢) ثلاثة أيام، ثمّ تفطر(٣) (٤) .

وإذا قضيت صوم شهر رمضان كنت بالخيار ( في الافطار )(٥) إلى زوال الشّمس، فان أفطرت بعد الزّوال فعليك الكفّارة مثل ما على من أفطر يوماً من(٦) شهر رمضان، وقد روي أنّ عليه إذا أفطر بعد الزّوال إطعام عشرة مساكين، لكلّ مسكين مدّ من طعام(٧) ، فان لم يقدر عليه صام يوماً بدل يوم، وصام ثلاثة أيام

__________________

١ - عنه المستدرك: ٧/٤٥٢ ح ٦. وفي فقه الرضا: ٢١١ مثله، عنه البحار: ٩٦/٣٣٢ ضمن ح ٥، وفي دعائم الإسلام: ١/٢٧٩ باختلاف في اللفظ، وفي الكافي: ٤/١٢٠ ح ٣ وح ٤، والفقيه: ٢/٩٥ ح ٣، والخصال: ٦٠٦ ح ٩، والتهذيب: ٤/٢٧٤ ح ١ وح ٢، والاستبصار: ٢/١١٧ ح ١ وح ٢ بمعناه، عنها الوسائل: ١٠/٣٤٠ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ٢٦ ح ٤ وح ٥.

٢ - « يصوم » الوسائل.

٣ - « يفطر » الوسائل.

٤ - عنه الوسائل: ١٠/٣٤٣ - أبواب أحكام شهر رمضان - ب ٢٦ ح ١٠، وفي فقه الرضا: ٢١١ مثله، عنه البحار: ٩٦/٣٣٢ ضمن ح ٥.

٥ - « بالافطار » أ.

٦ - « في » أ.

٧ - « الطعام » ب.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

ذلك.

رواه الزرندي وقال: نقل الشيخ العالم صدر الدين إبراهيم بن محمّد بن المؤيد رحمه الله تعالى في كتابه فضل أهل البيت ».

٥ - « على ولي الله » مكتوب على باب الجنة بالذهب

و في حديث آخر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « رأيت على باب الجنة مكتوباً بالذهب: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله علي ولي الله ».

و قد جاء هذا في رواية السيد الشهاب الدين احمد حيث قال في « اسماء امير المؤمنين » ما نصه:

« ومنها ولي الله. عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده على بن أبى طالبرضي‌الله‌عنه وعنهم أجمعين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آبائه وبارك وسلم: لما اسرى بى إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً بالذهب لا اله إلّا الله محمد رسول الله علي ولي الله.

الحديث بتمامه سيأتي في بابه. رواه الحافظ أبو موسى بأسناده »(١) .

٦ - « علي حبيب الله » مكتوب على باب الجنة

و رووا عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه رأى على باب الجنة مكتوباً. لا إله إلّا الله محمّد رسول الله علي حبيب الله. الحديث.

وقد جاء ذلك في رواية جماعة. منهم:

١ - الخوارزمي بسنده عن ابن عباس قال:

____________________

(١). توضيح الدلائل - مخطوط.

٢٤١

« قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لمـّا عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله علي حبيب الله الحسن والحسين صفوة الله فاطمة أمة الله علي مبغضيهم لعنة الله»(١) .

٢ - البدخشاني عن الخطيب والحافظ الرسعني عن ابن عباس عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) .

٣ - السيد شهاب الدين أحمد في ( أسماء أمير المؤمنين ) قال:

« منها حبيب الله. عن ابن عباس حبيب الله.

الحديث بتمامه سيأتي في بابه، رواه الصالحاني في بابه باسناده »(٣) .

٧ - « على مقيم الحجة » مكتوب على العرش

و جاء « مكتوب على العرش: لا إله إلّا الله محمّد نبي الرحمة علي مقيم الحجة »

وفي رواية:

١ - الخوارزمي بسنده عن عبد الله بن مسعود قال:

« قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لمـّا أن خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال الحمد لله، فأوحى الله تعالى: حمدني عبدي، وعزّتي وجلالي لو لا عبدان أريد أن أخلقهما في الدار الدنيا ما خلقتك، قال: إلهي ويكونان مني؟ قال نعم: يا آدم إرفع رأسك وانظر، فرفع رأسه فإذا مكتوب على العرش: لا إله إلّا الله محمّد نبي الرحمة علي مقيم الحجة، من عرف حق علي زكي وطاب، ومن أنكر حقه لعن وخاب، أقسمت بعزتي أن أدخل الجنة من أطاعه وإنْ عصاني،

____________________

(١). مناقب أمير المؤمنين: ٢١٤.

(٢). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.

(٣). توضيح الدلائل - مخطوط.

٢٤٢

وأقسمت بعزتي أن أدخل النار من عصاه وإنْ أطاعني »(١) .

٢ - شهاب الدين أحمد في أسمائهعليه‌السلام : « ومنها مقيم الحجة » عن الصالحاني عن الخوارزمي(٢) .

٣ - القندوزي البلخي عن الخوارزمي كذلك(٣) .

٨ - « علي ولي الله » مكتوب على جناح جبرائيل

و في حديث أنه مكتوب على أحد جناحي جبرئيل: « لا إله إلّا الله علي الوصي » وعلى الآخر: « لا إله إلّا الله محمّد رسول الله » فقد جاء اسم عليعليه‌السلام موصوفاً بالوصاية بعد اسم الله تعالى، وقد ورد هذا في رواية:

١ - الخوارزمي حيث قال: « أخبرني شهردار هذا إجازة قال: أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني هذا كتابه، قال: حدّثنا أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة، قال: حدثنا أبو الفرج الصامت بن صهيب بن عباد قال: حدثني أبي عن جعفر بن محمّد عن أبيه، عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أتاني جبرئيل وقد نشر جناحيه فإذا مكتوب على أحد جناحيه: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، ومكتوب على الآخر: لا إله إلّا الله علي الوصي »(٤) .

٢ - السيد شهاب أحمد في أسماء عليعليه‌السلام قائلاً: « ومنها: وصي الله وخليفة الله. عن الامام جعفر الصادق عن أبيه الامام عن جده الامام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبارك وسلّم رواه الصالحاني بإسناده أيضاً »(٥) .

____________________

(١). المناقب للخوارزمي: ٢٢٧.

(٢). توضيح الدلائل - مخطوط.

(٣). ينابيع المودة: ١١.

(٤). المناقب: ٩٠.

(٥). توضيح الدلائل - مخطوط.

٢٤٣

٩ - « علي بن أبي طالب مقيم الحجة » مكتوب بين كفّي صرصائيل

و في حديث آخر أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأى: « لا إله إلّا الله محمّد رسول الله علي مقيم الحجة » مكتوباً بين كفي صرصائيل.

وقد ورد هذا في رواية:

الخوارزمي بسنده عن الامام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه

و هذا نص عبارته: « أنبأني أبو العلاء الحافظ الهمداني هذا والامام الأجل نجم الدين أبو منصور محمّد بن الحسين بن محمّد البغدادي، قالا: أنبأنا الشريف الامام الأجل نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي الزينبي، عن الامام محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، قال: حدّثنا المعافا بن زكريا عن الحسن بن علي العاصمي [ الهاشمي ] عن صهيب عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه [عليهم‌السلام ] قال: بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بيت أم سلمة فهبط عليه ملك له عشرون رأساً، في كل رأس ألف لسان، يسبّح الله ويقدّمه بلغة لا تشبه الأخرى، راحته أوسع من سبع سماوات وسبع أرضين، فحسب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه جبرئيل فقال: جبرئيل لم تأتني في هذه الصورة قط، قال: ما أنا جبرئيل، أنا صرصائيل بعثني الله إليك لتزوّج النور من النور، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من؟ وإلى من؟ قال: ابنتك فاطمة من علي بن أبي طالب.

فزوّج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة من علي بشهادة جبرئيل وميكائيل وصرصائيل.

قال: فنظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإذا بين كفي صرصائيل مكتوب: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله علي بن أبي طالب مقيم الحجة. فقال النبي: يا

٢٤٤

صرصائيل منذ كم [ كتب ] هذا بين كفيك؟ قال: من قبل أن يخلق الله الدنيا باثني عشر ألف سنة »(١) .

١٠ - « أيّد الله محمّداً بعلي » مكتوب على جبهة ملك:

و جاء في حديث أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأى ملكاً مكتوب على جبهته « أيد الله محمّداً بعلي ».

و قد جاء هذا في رواية:

الخوارزمي بسنده عن محمّد بن الحنيفة قال:

« قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لمـّا عرج بي الى السماء رأيت في السماء الرابعة [ أ ] والسادسة ملكاً نصفه من النار ونصفه من ثلج في جبهته مكتوب: أيّد الله محمّداً بعلي، فبقيت متعجباً، فقال لي الملك: لم تتعجب؟ كتب الله في جبهتي ما ترى قبل الدنيا بألفي عام »(٢) .

١١ - « علي ولي الله » مكتوب على لواء الحمد:

روى ذلك السيد علي الهمداني عن عبد الله بن سلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في حديث سأله عن لواء الحمد(٣) .

١٢ - « آل محمّد خير البرية » مكتوب على لواء النور:

روى ذلك أبو نعيم الحافظ عن جابر بن عبد الله قال:

« بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً في مسجد المدينة فذكر بعض

____________________

(١). المناقب ٢٤٥ وفيه بدل الكف: الكتف.

(٢). المصدر نفسه ٢١٨.

(٣). مودة القربى - ينابيع المودة: ٢٥٢.

٢٤٥

أصحابنا الجنة، قال دجانة: يا رسول الله سمعتك تقول الجنة محرم على النبيين وسائر الأمم حتى أدخلها، فقال له: أما علمت أن لله لواء من نور وعموداً من زبرجد خلقهما قبل أن يخلق السماوات بألفي سنة مكتوب على رداء ذلك اللواء: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله آل محمّد خير البرية، صاحب اللواء أمام القوم فقال علي: الحمد لله الذي هدانا بك واكرمنا وشرّفنا. فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما علمت أن من أحبّنا وامتحن أسكنه الله معنا، وتلا هذه الآية( فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) (١) .

١٣ - « محمّد رسول الله نصرته بعلي » مكتوب على درةٍ أو ورقةٍ خضراء

و جاء في حديث: أن « لا إله إلّا الله محمّد رسول الله نصرته بعلي » مكتوب على درةٍ او ورقة خضراء موجودة في لوزة خضراء أحضرت عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقد روى هذا الحديث جماعة منهم:

١ - محب الدين الطبري وقد تقدّم حديثه.

٢ - ابن المغازلي رواه بسنده عن سعيد بن جبير قال: « جاع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جوعاً شديداً، فأتى الكعبة فأخذ بأستارها وقال: أللهم لا تجع محمّداً أكثر مما أجعته. قال: فهبط جبرئيل ومعه لوزة فقال: إن الله تبارك وتعالى يقرأ عليك السلام ويقول لك: فكّ عنها فإذا فيها ورقة خضراء مكتوب فيها:صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم محمّد رسول الله أيّدته بعلي ونصرته به. فما أنصف الله من اتّهمه في قضائه واستبطأه في رزقه ».

٣ - القندوزي عن ابن المغازلي عن ابن عباس.

٤ - الصفوري عن ابن عباس قال: « كنا عند رسول الله صلّى الله عليه

____________________

(١). منقبة المطهرين - مخطوط.

٢٤٦

وسلّم وإذا بطائر في فمه لوزة خضراء، فألقاها فأخذها النبي، فوجد فيها درة خضراء مكتوب عليها بالصفرة: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله نصرته بعلي ».

١٤ - تقدّم النبوة دليل الأفضلية وهو فرع تقدّم النور الذي منه علي أيضا ً

إن تقدّم نبوة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دليل على أفضليته، ومن المعلوم أن ذلك فرع تقدّم نوره، فهذا يدل على ذلك بالأولوية.

وبما أن علياًعليه‌السلام قد خلق من نفس النور الذي خلق منه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنه كذلك يكون أفضل من جميع المخلوقين عدا الرسول، وعلى هذا، فلا وجه لتقدّم أحد عليه نبياً كان أو صحابياً

من أحاديث تقدّم نبوّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

وأمّا شواهد تقدّم نبوتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - من الأحاديث وأقوال العلماء - فكثيرة جداً، نذكر هنا بعضها:

(١) البخاري بسنده: « عن عرباض بن سارية صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: سمعت رسول الله يقول: إني عبد الله وخاتم النبيين وإنّ آدم لمنجدل في طينه وسأخبركم عن ذلك، أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى بن مريم ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات الأنبياء يرين، وإن أم رسول الله رأت حين وضعته نوراً أضاءت له قصور الشام »(١) .

(٢) الترمذي بسنده عن أبي هريرة قال: « قالوا: يا رسول الله متى وجبت

____________________

(١). التاريخ الصغير: ١ / ١٣.

٢٤٧

لك النبوة؟ قال: وآدم بين الروح والجسد.

هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أبي هريرة، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه »(١) .

(٣) أبو نعيم حيث قال: « ذكر ما روي في تقدّم نبوته قبل تمام خلقة آدم ».

فرواه بألفاظ وأسانيد مختلفة عن أبي هريرة وميسرة وابن سارية(٢) .

(٤) الكازروني بسنده عن عبد الله بن شفيق(٣) .

(٥) السيوطي حيث قال: « باب خصوصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكونه أول النبيين في الخلق، وتقدم نبوته، وأخذ الميثاق ».

فرواه عن ابن أبي حاتم وأبي نعيم عن أبي هريرة.

وعن أبي سهل القطان، عن سهل بن صالح الهمداني، عن أبي جعفر محمّد بن عليعليهما‌السلام .

وعن أحمد والبخاري والحاكم والطبراني وأبي نعيم عن ميسرة.

وعن أحمد والحاكم والبيهقي عن العرباض بن سارية.

وعن الحاكم والبيهقي وأبي نعيم عن أبي هريرة.

وعن البزار والطبراني وأبي نعيم من طريق الشعبي عن ابن عباس.

وعن أبي نعيم عن عمر.

وعن ابن سعد عن ابن أبي الجدعاء.

ثم إن السيوطي نقل عن تقي الدين السبكي كلاماً في معنى هذه الأحاديث هذا نصه: « فائدة: قال الشيخ تقي الدين السبكي في كتابه التعظيم والمنة في( لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ) :

في هذه الآية من التنويه بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتعظيم قدره العلي ما

____________________

(١). صحيح الترمذي ٥ / ٥٨٥.

(٢). دلائل النبوة: ١ / ٥٤.

(٣). المنتقى من سيرة المصطفى - مخطوط.

٢٤٨

لا يخفى، وفيه مع ذلك أنه على تقدير مجيئه في زمانهم يكون مرسلاً إليهم، فتكون نبوته ورسالته عامة لجميع الخلق من زمن آدم إلى يوم القيامة، وتكون الأنبياء وأممهم كلّهم من أمته، ويكونقوله « بعثت إلى الناس كافة » لا يختص به الناس من زمانه إلى القيامة، بل يتناول من قبلهم أيضاً.

ويتبين بذلك المعنى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد » وأن من فسّره بعلم الله بأنه سيصير نبيّاً لم يصل إلى هذا المعنى، لأن علم الله محيط بجميع الأشياء، ووصف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنبوة في ذلك الوقت ينبغي أن يفهم منه أنه أمر ثابت له في ذلك الوقت، ولهذا رأى آدم اسمه مكتوباً على العرش محمّد رسول الله، فلا بدّ أن يكون ذلك معنى ثابتاً في ذلك الوقت، ولو كان المراد بذلك مجرد العلم بما سيصير في المستقبل لم يكن له خصوصية بأنه نبي وآدم بين الروح والجسد، لأن جميع الأنبياء يعلم الله نبوتهم في ذلك الوقت وقبله، فلا بد من خصوصيّة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأجلها أخبر بهذا الخبر إعلاماً لأمته ليعرفوا قدره عند الله تعالى، فيحصل لهم الخير بذلك.

وقال: فإنْ قلت: أريد أن أفهم ذلك القدر الزائد، فإن النبوة وصف لا بدّ أن يكون الموصوف به موجودا، وإنما يكون بعد بلوغ أربعين سنة أيضا، فكيف يوصف به قبل وجوده وقبل إرساله وإن صح ذلك فغيره كذلك.

قلت: قد جاء إن الله خلق الأرواح قبل الأجساد، فقد تكون الاشارة بقوله: كنت نبياً إلى روحه الشريفة وإلى حقيقته، والحقائق تقصر عقولنا عن معرفتها، وإنما يعلمها خالقها ومن أمده بنور إلهي، ثم إنّ تلك الحقائق يؤتى الله كلّ حقيقة منها ما يشاء في الوقت الذي شاء، فحقيقة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد تكون من قبل خلق آدم آتاها الله ذلك الوصف، بأن يكون خلقها متهيئة لذلك، وأفاضه عليها من ذلك الوقت، فصار نبيا وكتب اسمه على العرش وأخبر عنه بالرسالة ليعلم ملائكته وغيرهم كرامته عنده، فحقيقته موجودة من ذلك الوقت وإنْ تأخّر جسده الشريف المتصف بها، واتصاف حقيقته بالأوصاف الشريفة

٢٤٩

المفاضة عليه من الحضرة الالهية، وإنما يتأخر البعث والتبليغ وكل ما له من جهة الله، ومن تأهل ذاته الشريفة وحقيقته معجل لا تأخير فيه.

وكذلك استنباؤه وإيتاؤه الكتاب والحكم والنبوة، وإنما المتأخّر تكوّنه وتنقله إلى أن ظهرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وغيره من أهل الكرامة، وقد تكون إفاضة الله تلك الكرامة عليه بعد وجوده بمدة كما يشاء سبحانه، ولا شك أن كلما يقع فالله عالم به من الأزل ونحن نعلم علمه بذلك بالأدلة العقلية والشرعية، ويعلم الناس منها ما يصل اليهم عند ظهوره كعلمهم نبوة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين نزل عليه القرآن في أول ما جاءه جبرئيل، وهو فعل من أفعاله تعالى من جملة معلوماته، ومن آثار قدرته وإرادته واختياره في محل خاص يتّصف بها، فهاتان مرتبتان الأولى معلومة بالبرهان والثانية ظاهرة للعيان، وبين المرتبتين وسائط من أفعاله تعالى تحدث على حسب اختياره، منها ما يظهر لهم بعد ذلك، ومنها ما يحصل به كمال لذلك المحل وإنْ لم يظهر لأحدٍ من المخلوقين، وذلك ينقسم إلى كمال يقارن ذلك الحمل من حين خلقه وإلى كمال يحصل له بعد ذلك، ولا يصل علم ذلك إلينا إلّا بالخبر الصادق والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خير الخلق، فلا كمال لمخلوق أعظم من كماله ولا محل أشرف من محله.

فعرفنا بالخبر الصحيح حصول ذلك الكمال من قبل خلق آدم لنبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ربه سبحانه وأنه أعطاه النبوة من ذلك الوقت، ثم أخذ له المواثيق على الأنبياء ليعلموا أنه المقدّم عليهم، وأنه نبيهم ورسولهم، وفي أخذ المواثيق - وهي في معنى الاستخلاف، ولذلك دخلت لام القسم في( لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ) لطيفة أخرى وهي كأنها إيمان للبيعة التي تؤخذ للخلفاء، ولعل إيمان الخلفاء أخذت من هنا، فانظر هذا التعظيم العظيم للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ربه سبحانه وتعالى.

فإذا عرف ذلك فالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو نبي الأنبياء، ولهذا أظهر في الآخرة جميع الأنبياء تحت لوائه، وفي الدنيا كذلك ليلة الإِسراء صلّى بها، ولو اتفق

٢٥٠

مجيؤه في زمن آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وجب عليهم وعلى أممهم الإِيمان به ونصرته، وبذلك أخذ الله الميثاق عليهم ورسالته إليهم معنى حاصل له، وإنما أمره يتوقف على اجتماعهم معه، فتأخر ذلك لأمر راجع إلى وجودهم لا إلى عدم اتصافه بما تقتضيه، وفرق بين توقف الفعل على قبول المحل وتوقفه على أهلية الفاعل، فههنا لا توقف من جهة الفاعل ولا من جهة ذات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الشريفة، وإنما من جهة وجود العصر المشتمل عليه، فلو وجد في عصرهم لزمهم اتباعه بلا شك.

ولهذا يأتي عيسى في آخر الزمان على شريعته وهو نبي كريم على حاله، لا كما يظن بعض الناس أنه يأتي واحداً من هذه الأمة، نعم هو واحد من هذه الأمة لما قلناه من اتباعه للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإنما يحكم بشريعة نبينا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالقرآن والسنة، وكلّ ما فيها من أمر أو نهي فهو متعلق به كما يتعلق بسائر الأمة، وهو نبي كريم على حاله لم ينقص منه شيء، وكذلك لو بعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في زمانه أو في زمن موسى وإبراهيم ونوح وآدم كانوا مستمرين على نبوتهم ورسالتهم إلى أممهم، والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نبي عليهم ورسول إلى جميعهم.

فنبوته ورسالته أعم وأشمل وأعظم ومتفق مع شرائعهم في الأصول، لأنها لا تختلف، وتقدّم شريعتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما عساه يقع الاختلاف فيه من الفروع إما على سبيل لتخصيص وإما على سبيل النسخ أولا نسخ ولا تخصيص، بل تكون شريعة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تلك الأوقات بالنسبة إلى أولئك الأمم ما جاءت به أنبياءهم، وفي هذا الوقت بالنسبة إلى هذه الأمة هذه الشريعة، والأحكام تختلف باختلاف الأشخاص والأوقات.

وبهذا بان لنا معنى حديثين كان خفياً عنا، أحدهما: قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بعثت إلى الناس كافة، كنّا نظن أنه من زمانه إلى يوم القيامة، فبان أنه جميع الناس أوّلهم وآخرهم. والثاني: قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كنت نبياً وآدم

٢٥١

بين الروح والجسد، كنا نظن أنه بالعلم، فبان أنه زائد على ذلك على ما شرحناه، وإنما يفترق الحال بين ما بعد وجود جسدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبلوغه الأربعين، وما قبل ذلك بالنسبة إلى المبعوث إليهم وتأهلهم لسماع كلامه، لا بالنسبة إليه ولا إليهم لو تأهلوا قبل ذلك، وتعليق الأحكام على الشروط قد يكون بحسب المحل القابل وقد يكون بحسب الفاعل المتصرف، فههنا التعليق إنما هو بحسب المحل القابل المبعوث اليهم وقبولهم سماع الخطاب من الجسد الشريف الذي يخاطبهم بلسانه، وهذا كما يوكل الأب رجلاً في تزويج ابنته إذا وجدت كفواً، فالتوكيل صحيح وذلك الرجل أهل للوكالة ووكالته ثابتة، وقد يحصل توقف التصرف على وجود كفو ولا يوجد إلّا بعد مدة، وذلك لا يقدح في صحة الوكالة وأهلية الوكيل انتهى كلام السبكي بلفظه »(١) .

(٦) القسطلاني عن أحمد والبيهقي والحاكم - وقال: صحيح الإِسناد - عن العرباض بن سارية.

وعن البخاري وأحمد وأبي نعيم - وصحّحه الحاكم - عن ميسرة.

وعن الترمذي عن أبي هريرة.

ثم أورد كلام السبكي(٢) .

(٧) الدياربكري عن أحمد ومسلم والترمذي والحاكم والبيهقي وأبي نعيم والبخاري في تاريخه(٣) .

٨ - الحلبي عن ( وفاء الوفا ) عن ميسرة(٤) .

٩ - القندوزي عن الترمذي عن أبي هريرة، وعن المشكاة عن العرباض ابن سارية(٥) .

____________________

(١). الخصائص الكبرى ١ / ٣ - ٥.

(٢). المواهب اللدنية ١ / ٥ - ٨.

(٣). تاريخ الخميس ١ / ٢٠.

(٤). انسان العيون ١ / ٣٥٥.

(٥). ينابيع المودة: ١٠.

٢٥٢

١٠ - الجمال المحدّث (١) .

١١ - ابن حجر مصحّحاً إياه(٢) .

١٢ - وقال الاسكندري ما نصّه:

« وأما تفضيله على آدمعليه‌السلام ، فمن قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كنت نبياً وآدم بين الماء والطين، وآدم فمن دونه من الأنبياء يوم القيامة تحت لوائي.

ولقوله: إني أوّل شافع، وإني أوّل مشفع، وإني أوّل من تنشق الأرض عنه »(٣) .

١٣ - وقال محمّد بن يوسف الشامي :

« ويستدل بخبر الشعبي وغيره - مما تقدم في الباب السابق - على أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولد نبيا، فإن نبوته وجبت له حين أخذ منه الميثاق حيث استخرج من صلب آدم، فكان نبياً من حينئذ، لكن كانت مدة خروجه إلى الدنيا متأخرة عن ذلك، وذلك لا يمنع كونه نبياً، كمن يولى ولاية ويؤمر بالتصرف فيها في زمن مستقبل، فحكم الولاية ثابت له من حين ولايته وإن كان تصرفه يتأخر إلى حين مجيء الوقت، والأحاديث السابقة في باب تقدم نبوته صريحة في ذلك ».

ثم نقل حاصل كلام السبكي(٤) .

١٤ - وقال العيدروس:

« إعلم أن الله سبحانه وتعالى لما أراد إيجاد خلقه أبرز في الحقيقة المحمدية من أنواره الصمدية في حضرته الأحمدية، ثم سلخ منها العوالم كلها علوها وسفلها على ما اقتضاه كمال حكمته وسبق في إرادته وعلمه.

ثم أعلمه تعالى بكماله ونبوته وبشره بعموم دعوته ورسالته، وبأنه نبي

____________________

(١). روضة الاحباب في سيرة النبي والاصحاب.

(٢). المنح المكية في شرح الهمزية.

(٣). لطائف المنن ٤٧ - ٤٨.

(٤). السيرة الشامية.

٢٥٣

الأنبياء وواسطة جميع الأصفياء، وأبوه آدم بين الروح والجسد »(١) .

١٥ - أخذ ميثاق نبوة محمّد دليل أفضليّة وهو دليل أفضلية علي

لقد تفرّع على تقدّم نبوة نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ ميثاق نبوته من الأنبياء، وهذا يدل على أفضليتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقد علم من الوجه السابق أن تقدّم نبوته متفرع على تقدم خلقه، فمتى دل فرع الفرع على الأفضلية دل الأصل عليها بالأولوية القطعية.

ونور عليعليه‌السلام متحد مع نورهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو أيضاً مخلوق قبل آدم، فللامامعليه‌السلام فضيلة عظيمة كان أخذ الميثاق فرع فرعها، فلا ريب إذاً في أفضليته من جميع الأنبياء والمرسلينعليهم‌السلام ، فهو المتعين للخلافة عن الرسول لا غيره.

من أحاديث أخذ ميثاقه متفرعاً على تقدّم خلقه (ص):

وأما كون أخذ الميثاق متفرعاً على تقدم خلقهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو المستفاد من الأحاديث العديدة:

١ - قالأبو نعيم : « ثم قدّمهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الذكر على من تقدمه في البعث فقال:( إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ) إلى قوله( وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً ) وقال:( وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ) .

وذلك ما حدّثناه: أبو محمّد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب، ثنا جعفر بن عاصم، ثنا هاشم بن عمار، ثنا بقية حدّثني سعيد بن بشير، نا قتادة عن الحسن

____________________

(١). النور السافر في أعيان القرن العاشر - مقدمة الكتاب.

٢٥٤

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قوله:( أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ) قال: كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث » ثم ذكر بثلاثة طرق أخرى عن أبي هريرة مثله(١) .

٢ - وقالالسبكي فيما نقل عنه السيوطي: « فعرفنا بالخبر الصحيح » وقد تقدّم.

٣ - ونص على ذلك الشيخ عبد الحق الدهلوي قائلاً:

« وجاء في الروايات »(٢) .

من أحاديث أفضليته من الأنبياء بسبب أخذ الميثاق منهم

وأما دلالة أخذ الميثاق على أفضليته منهمعليهم‌السلام فمن الواضحات، ومن الأحاديث والأقوال الصريحة في الدلالة على ذلك:

١ - قالأبو نعيم: « ومن فضائلهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أخذ الله الميثاق على جميع أنبيائه إن جاءهم رسول آمنوا به ونصروه، فلم يكن ليدرك أحد منهم الرسول إلّا وجب عليه الايمان به والنصر لأخذه الميثاق منهم، فجعلهم كلهم أتباعاً له يلزمهم الانقياد والطاعة لو أدركوه.

وذلك مما حدّثناه محمّد بن أحمد بن الحسن عن جابر عن عمر بن الخطاب قال: أتيت النبي ومعي كتاب أصبته من بعض أهل الكتب، فقال:

والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حياً اليوم ما وسعه إلّا أن يتبعني »(٣) .

٢ - وقالالقاضي عياض : « السابع في ما أخبر الله به في كتابه العزيز من عظيم قدره وشريف منزلته على الأنبياء وخطورة رتبته، قوله تعالى:( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ) إلى قوله:( مِنَ الشَّاهِدِينَ ) .

____________________

(١). دلائل النبوة: ١ / ٤٤.

(٢). مدارج النبوة ٢ / ٣.

(٣). دلائل النبوة: ١ / ٥٠.

٢٥٥

قال أبو الحسن القابسي: إختص الله نبينا محمّداً بفضل لم يؤته أحداً غيره أبانه به، وهو ما ذكره في هذه الآية. قال المفسرون: أخذ الله الميثاق بالوحي ولم يبعث نبياً إلّا ذكر له محمّداً ونعته وأخذ على ذلك الميثاق منه إنْ أدركه ليومننّ به.

وقيل: أن يبينه لقومه ويأخذ ميثاقهم أن يبينوه لمن بعدهم

قال علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه : لم يبعث الله نبياً من آدم فمن بعده إلا أخذ عليه العهد في محمّد عليه الصلاة والسّلام لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، ويأخذ العهد بذلك على قومه.

ونحوه عن السدي وقتادة في آي تضمنت فضله من غير وجه واحد. قال الله تعالى:( وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ) الآية، وقال:( إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ ) إلى قوله( وَكِيلاً ) .

و روى عن عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه في كلام بكى به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عند الله أن بعثك آخر الأنبياء وذكرك في أوّلهم فقال:( وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ) الآية بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده أن أهل النار يودّون أن يكونوا أطاعوك وهم بين أطباقها يعذبون يقولون( يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ) قال قتادة: إن النبي قال: كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث، فلذلك وقع ذكره مقدماً هنا قبل نوح وغيره.

قال السمرقندي: في هذا تفضيل نبيناعليه‌السلام ، لتخصيصه بالذكر قبلهم وهو آخرهم.

قال بعضهم: ومن فضله أن الله تعالى خاطب الأنبياء بأسمائهم، وخاطبه بالنبوة والرسالة في كتابه فقال يا أيها النبي، ويا أيها الرسول.

وحكى السمرقندي عن الكلبي - في قوله تعالى:( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ ) إن الهاء عائدة على محمّد، أي من شيعة محمّد لإِبراهيم، أي: علي دينه ومنهاجه، واختاره الفراء وحكاه عنه مكي، وقيل: المراد نوح عليه الصلاة

٢٥٦

والسلام »(١) .

٣ - وللقسطلاني في المقصد السادس من كتابه بحث طويل خصّه بالموضوع هذا أوله:

« النوع الثاني في أخذ الله تعالى له الميثاق على النبيين فضلاً ومنّة ليومننّ به إن أدركوه ولينصرّنّه» نقل فيه الآيات والأحاديث(٢) .

٤ - وقالالقسطلاني ما ملخصه:

« روي عن علي بن أبي طالب أنه قال: لم يبعث الله تعالى: نبيّاً من آدم فمن بعده إلّا أخذ عليه العهد في محمّد، لئن بعث وهو حي ليؤمننّ به ولينصرنّه ويأخذ العهد بذلك على قومه. وهو مروي عن ابن عباس أيضاً. ذكرهما العماد ابن كثير في تفسيره.

قال الشيخ تقي الدين السبكي: فإذا عرف هذا فالنبي نبي الأنبياء، وبهذا ظهر في الآخرة أن جميع الانبياء تحت لوائه، وفي الدنيا كذلك ليلة المعراج صلّى بهم، ولو اتفق مجيؤه في زمن آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم وجب عليهم وعلى أممهم الايمان به ونصرته، وبذلك أخذ الميثاق عليهم »(٣) .

٥ - وبمثل هذا قال ابن حجر والشيخ سليمان في شرحيهما على الهمزيّة بشرح قول البوصيري:

« ما مضت فترة من الرسل إلّا

بشّرت قومها بك الأنبياء »

٦ - والشيخ القندوزي في ( ينابيع المودة ) حيث نقل حديث عليعليه‌السلام وغيره(٤) .

____________________

(١). الشفا ٣٥ - ٣٨.

(٢). المواهب اللدنية ٢ / ٥١.

(٣). المصدر نفسه ١ / ٨.

(٤). ينابيع المودة: ١٧.

٢٥٧

أحاديث في ولاية علي وميثاق إمامته

لقد علم من كلمات أكابر أهل السنة ومشاهير أئمتهم وحفاظهم: أن أخذ ميثاق نبوّة سيد الأنبياءصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من جميع الانبياء والمرسلين من أوضح البراهين وأتّمها على أفضليّته منهم وتقدّمه عليهم.

ولمـّا كان هذا المعنى متفرعاً على تقدّمه في الخلق عليهم، وكان التقدم في الخلق ثابتاً لعليعليه‌السلام ، كان هو أيضاً أفضل الخلائق بعد خاتم النبيينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فهو الامام والخليفة من بعده ولا يجوز تقدم أحد عليه.

بل لقد وردت أحاديث كثيرة في كتبهم صريحة في: أنه قد أخذ من الأنبياء وغيرهم ميثاق ولاية علي وإمامته، كما أخذ منهم ميثاق نبوة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيكون جميع ما ذكره كبار العلماء من الفضل لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ضوء أحاديث الميثاق وغيرها ثابتاً لعليعليه‌السلام وهذا ما يقطع ألسنة المكابرين، ويضيق الخناق على المعاندين، والحمد لله رب العالمين. ولنذكر بعض تلك الأحاديث في هذا المقام:

١ - حديث بعث الأنبياء على ولاية علي

فمن تلك الأحاديث الشريفة: حديث بعث الأنبياء على ولاية سيدنا عليعليه‌السلام ، وقد رواه جماعة من أعلام أهل السنة، ومنهم:

١ - الحاكم النيسابوري.

٢ - أبو إسحاق الثعلبي.

٣ - أبو نعيم الاصفهاني.

٤ - الخطيب الخوارزمي.

٢٥٨

٥ - عبد الرزاق الرسعني.

٦ - السيد علي الهمداني.

٧ - السيد شهاب الدين أحمد.

٨ - شمس الدين الجيلاني.

٩ - عبد الوهاب بن محمد رفيع الدين أحمد.

١٠ - ميرزا محمّد البدخشاني.

رواية الحاكم

رواه بسنده عن عبد الله بن مسعود حيث قال: « حدّثني محمّد بن المظفر الحافظ، نا عبد الله بن محمّد بن غزوان، نا علي بن جابر، نا محمّد بن خالد بن عبد الله، نا محمّد بن فضيل، نا محمّد بن سوقة عن ابراهيم عن الاسود عن عبد الله قال:

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتاني ملك فقال يا محمّد: واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا، قال: قلت: على ما بعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب.

قال الحاكم: تفرّد به علي بن جابر عن محمّد بن خالد عن محمّد بن فضيل، ولم نكتب إلّا عن ابن مظفر، وهو عندنا حافظ ثقة مأمون »(١) .

رواية الثعلبي

ورواه الثّعلبي قائلاً: « أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن الحسين

____________________

(١). معرفة علوم الحديث: ٩٦.

٢٥٩

الدينوري، حدّثنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي الموصلي، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن غزوان البغدادي، حدّثنا علي بن جابر، حدّثنا محمّد بن خالد ومحمّد بن إسماعيل قال: حدّثنا محمّد بن فضيل، عن محمّد بن سوقة، عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود » مثله(١) .

رواية الخوارزمي

رواه عن شهردار الديلمي عن الحاكم عن عبد الله بن مسعود(٢) .

رواية شهاب الدين أحمد

رواه « عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص): لمـّا أُسري بي ليلة المعراج فاجتمع عليّ الأنبياء في السماء فأوحى الله إليّ: سلهم يا محمّد بما ذا بعثتم؟ قالوا: بعثنا على شهادة أن لا إله إلّا الله وعلى الإِقرار بنبوتك والولاية لعلي بن أبي طالب.

أورده الشيخ المرتضى العارف الرباني السيد شرف الدين علي الهمداني في بعض تصانيفه وقال: رواه الحافظ أبو نعيم »(٣) .

رواية عبد الوهاب بن محمّد

رواه عن أبي نعيم الاصبهاني عن أبي هريرة مثله(٤) .

____________________

(١). الكشف والبيان - مخطوط، بتفسير قوله تعالى في سورة زخرف( وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا ) .

(٢). المناقب ٢٢٠ - ٢٢١.

(٣). توضيح الدلائل - مخطوط. ومنه علم رواية أبي نعيم والهمداني.

(٤). تفسير أنورى ومنه علم رواية أبي نعيم.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584