تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة

تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة0%

تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 276

تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة

مؤلف: الدكتور نورالدين الهاشمي
تصنيف:

الصفحات: 276
المشاهدات: 38187
تحميل: 5230

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 276 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 38187 / تحميل: 5230
الحجم الحجم الحجم
تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة

تاريخ الشيعة بين المورخ والحقيقة

مؤلف:
العربية

ولكنها هي نوع من البهلوانية في الدفاع عن هذا التاريخ المزيف الذي يصعب على الإنسان التخلص منه مما يجعله يبحث عن كلّ المنافذ لإخراج نفسه من الورطات والمآزق التاريخية حتى وإن كانت بطريقة ساذجة كما هو الحال مع مؤرخنا ابن كثير.

١٠١

ابن كثير والإمام عليعليه‌السلام

إن الامام عليعليه‌السلام يمتلك شخصية متكاملة من جميع الجوانب بحيث لو وقفنا عند كل شخصية من الشخصيات البارزة في التاريخ نجد انها لن تأخذ نفس الحجم والمكانة التي كانت تمتلكها شخصية الامام عليعليه‌السلام فحتى عمر بن الخطاب الذي بالغ التاريخ في وصفه لم يجد له التاريخ الا صفة الشدّة والصرامة ، كما أن شخصيته لم تستطع أن تؤثر في التفكير الإسلامي بل أن صيته العلمي والمعرفي لم يبلغ الحد الذي يخلق ثورة فكرية في المعرفة الإسلامية ; بل لطالما اعتبر نفسه أجهل الناس وحتى ربات الحجال أعرف منه ، ولطالما عبر كذلك عن احتياجه لابي الحسنعليه‌السلام بحيث كان يقول ويل لعمر من امر ليس له ابو الحسن.

اما الحركة العمرية في التاريخ فقد استغرقت مدة وجيزة لم تستطع بعدها الاستمرار في مجارات أحداثه وذلك ناتج أولاً عن غياب قاعدة فكرية وثانيا أنّها لم تخلق الا منافسة للخط العلوي الذي له مناعة وقاعدة فكرية تتمثل في التراث الإسلامي الأصيل والمرتبط أساساً بمدرسة آل البيت ، والتي كان عليعليه‌السلام رائدها مما جعلها المدرسة التي

١٠٢

استطاعت أن تخلّد نفسها في التاريخ وتتأقلم مع طبيعة الأحداث والوقائع التي تعيشها رغم حالات القهر والقمع السلطاني الذي عاشته ، والذي سخر علماءه للوقوف في وجه هذا المد المحمدي الأصيل وذلك بالتشكيك في رموز هذه المدرسة وتراثها المعرفي.

ولا غرابة أن نجد في التاريخ علماء أخرجوا هذه الطائفة من حظيرة الإسلام ، ونعتوهم بمجوس الأمة رغم القرائن والدلائل الشرعية التي تعبر عن صحة آراء هذه المدرسة ، وهذا كله لماذا؟ إنه الشخصية المميزة لهذا التاريخ ألا وهو عليعليه‌السلام ، والذي قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( هلك فيك اثنين كاره مبغض ومحب مغال ) ، الشيء الذي يجعل منه مفتاح الأمة الإسلامية وذلك كمحرار لقياس درجة الجسم ; مع العلم أن درجة الجسم 37 ْC فأي نزول أو زيادة عن هذه الدرجة فإنه حتماً تدل على حالة مرضية. لذا يكون الحفاظ على هذه الدرجة الثابتة هو عين الصحة. فكذلك حب الإمام عليعليه‌السلام فهو ثابت في درجة معينة فأي تقصير في حق هذه الدرجة هو خروج عن حالة الاعتدال وفيه هلاك الشخص ، ولا يكون ذلك إلاّ بإنكار حقوقه وحقوق آله والتي هي حقوق شرعية إلهية بحيث كل مخالفة لهم هي مخالفة لما أوجبه الله والذي يقول :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (1)

__________________

1 ـ الشورى : 23 ويرجع في تفسير هذه الآية إلى ابن كثير : 4 / 141 ، الكشاف للزمخشري : 4 / 219 ، الشوكاني ، تفسير القدير : 4 / 543 ، الطبري : 11 / 144.

١٠٣

وكذلك الجهة الثانية وهي المحبة المغالية والتي تفوق الحدود العقلية فتجعل آل البيت وعلى رأسهم الإمام في منزلة الألوهية وهذا من المحال أن يصدقه العاقل الذي يعطي لكل ذي حقّ حقّه ، هذا الحقّ الذي خصه به الشارع الأكبر ألا وهو الله ، فتعالى أن يكون له شريك أو مثيل وهو القائل :( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) فلهذا تكون جميع المحاولات للخروج عن حدود المحبة الطبيعية سواء بالكره ، أو المغالات هي من قبيل الشطح الذي يجب أن ويُرد إلى طريق الصواب.

بهذا كانت شخصية الإمام هي المؤثرة في تاريخ الفكر الإسلامي بحيث ما افترقت الفرق إلاّ على هذه الشخصية سواءاً بمخالفتهعليه‌السلام ، او بمناصرته ، فكان الامامعليه‌السلام مستهدفاً من الفرق المعادية ، حتى أن معاوية أجزل العطايا لكل من يروي في ذم الإمامعليه‌السلام ، وما سمرة بن جندب وأبو هريرة إلاّ خير دليل على ذلك. كما أنه امر بلعنه على المنابر حتى تتزعزع مكانته في نفوس المسلمين ، وليس استشهاد حجر بن عديرضي‌الله‌عنه إلاّ دليلاً على تمسك المخلصين بحب هذه النفس الطاهرة صلوات الله عليه وعلى أبنائه الى يوم الدين.

وكما أن السلطان سخر القوة لمحاربتهم سخر كذلك باع وعاظ السلاطين أو أخذتهم النعرة المذهبية العقيمة للنيل من شخصيتهعليه‌السلام ، وما شخصية ابن كثير إلاّ إحدى هذه الشخصيات التاريخية التي تعاملت مع شخصية الإمام علي الإجحاف وبادرت إلى سلبه حقه الإلهي ، ولسنا هنا نعني الإمامة بل نقصد الحقوق الإلهية التي عبر عنها

١٠٤

الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلال حياته ، والتي تمنح الامام المكانة المميزة التي تميّزه عن باقي الصحابة حتى أوصلته إلى أن يقول له كل المسلمون يوم الغدير ( بخ بخ لك أصبحت وأمسيت ولي كل مؤمن ومؤمنة ).

لكن مؤرخنا الجليل لم يحرك منه كل ذلك ساكناً. فبادر بشتى الطرق إلى تضعيف هذه الروايات بدون مبرر عقلي ومنطقي ، حتى يتخلص من مثل هذه الشخصية العظيمة.

وكما أسلفنا سابقاً فما ابن كثير إلاّ الوجه الثاني لعملة وجهها الأوّل ابن تيمية الذي قال عنه ابن حجر العسقلاني أنه خلال رده على ابن المطهر الحلي تجاوز حده حتى أصبح يعرض لشخصية الامام علي.

واليك بعض الامثلة على انكار ابن كثير لفضائل الامام عليعليه‌السلام :

الإمام عليعليه‌السلام والمؤاخاة

لا أحد ينازع في كون حادث المؤاخاة هي إحدى المميزات والمفاخر التي تتوج بها الامام عليعليه‌السلام خلال حياة النبي والتي تبين مكانته في هذا الدين باعتباره صنو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونفسه. ولهذا دلالات عظيمة تحتم على كل الخاضعين لحضرة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يخضع لهذه الشخصية. ولم تكن هذه الحادثة مفردة في التاريخ الإسلامي بل نفسها أعيدت مرة اخرى ، وما سيرة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معهعليه‌السلام إلاّ تأكيداً لهذه الأخوة وهذه الرتبة ، وذلك ابتداءاً من حادثة الدار والذي أعطاهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأفضلية بين بني هاشم ، إلى حادثة الغدير والذي أعطاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأفضلية

١٠٥

على عامة المسلمين.

ولم يصل الامام عليعليه‌السلام إلى هذه المنزلة الا في ظل الرعاية الإلهية ، والتربية المحمدية والفطرة الأصيلة التي منحها الباري إياه ، حتى أصبح فريد زمانه في الجهاد فكان قاتل الكفار والمنافقين ، والثابت يوم حنين حين فرَّكل المسلمين ، وفاتح خيبر الذي قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد فشل أبي بكر وعمر في فتح حصن خيبر ( غداً أعطي الراية رجلاً يحبه الله ورسوله ويفتح الله على يده ) فحقق الله ذلك وانتصر فرفعت راية الإسلام بفضله.

وأما في الجانب العلمي فهناك قرائن كثيرة تبين أفضليته العلمية حتى قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) ويقول هو عن نفسه : ( كان لي عند رسول الله دخلتان ) ، وكذلك ( اسألوني قبل أن تفقدوني ) ، ولم يسبق أحد أن قالها غيره وهذا لثقته بنفسه ومكانته في هذا الدين.

وأفضل شاهد على عظمة مكانة الامام عليعليه‌السلام ، هو سد الأبواب إلاّ بابهعليه‌السلام ، ففي حديث جابر بن عبد الله الانصاري قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( يا علي إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي وإنك مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي )(1) .

وكذلك عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال قامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم سد الأبواب

__________________

1 ـ المراجعات نقلاً عن ينابيع المودة الباب 17.

١٠٦

خطيباً ، فقال : ( إن رجالا يجدون في أنفسهم شيئاً أن أسكنت علياً في المسجد واخرجتهم والله ما أخرجتهم وأسكنته بل الله أخرجهم وأسكنه ان الله عز وجل اوحى إلى موسى وأخيه أن تبوءا لِقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيمو الصلاة الى أن قال وإن علي مني بمنزلة هارون من موسى وهو أخي ولا يحل لأحد أن ينكح فيه النساء )(1) . وهذا مما يبرز المكانة العظمى لشخصية الإمام عليعليه‌السلام ، والتي لها دلالات وإيحاءات لا تستطيع أقلام المخالفين أن تنفيها(2) . لكن صاحبنا ابن كثير فإنه ينفي بكل جرأة حديث المؤاخاة ويقول أنها لم تكن من خصوصياتهعليه‌السلام ، ويرى أنّهعليه‌السلام تآخى مع شخص غير الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويقول : « وآخى النبي بينه وبين سهل بن حنيف ، وقد ذكر ابن اسحاق وغيره من أهل السير والمغازي أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آخى

__________________

1 ـ المصدر السابق ، ومن حديث سدّ الأبواب إلاّ باب عليعليه‌السلام راجع : مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص 255 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي 1 / 266 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 88.

2 ـ يوم فتح خيبر.

راجع : المناقب للخوارزمي الحنفي ص 76 و 96 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 45 ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 264 ط الحيدرية ، مجمع الزوائد : 9 / 131 ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : 2 / 449 ط أفست ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 130 ، ط 1 ، اسلامبول ، وص 154 ، ط الحيدرية.

١٠٧

بينه وبين نفسه وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة لا يصح منها شيء لضعف أسانيدها وركة بعض متونها فإن في بعضها « أنت أخي ووارثي وخليفتي وخير من أمر بعدي » وهذا الحديث موضوع مخالف لما ثبت في الصحيحين وغيرهما والله أعلم(1) .

إذن هذه وجهة نظر ابن كثير فلننظر إلى الحديث المخصوص بالأخوة مع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال ابن عبد البر في ترجمة علي من الاستيعاب : آخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين المهاجرين ، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار ، وقال في كل واحدة منهما لعلي : أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وقال آخى بينه وبين نفسه.

وقال السيد عبد الحسين شرف الدين في مراجعته ـ مراجعة 34 ـ : ولهذه الغاية نفسها قد اتخذ علياً أخاه ، وآثره بذلك على من سواه تحقيقاً لعموم الشبه بين منازل الهارونيين من أخويهما ، وحرصا على أن لا يكون ثمة من فارق بينهما ، وقد آخى بين أصحابهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرتين كما سمعت ، فكان أبو بكر وعمر في المرة الاولى اخوين(2) وعثمان

__________________

1 ـ ابن كثير ، البداية والنهاية : 5 / 234.

2 ـ في المؤاخاة كان أبو بكر وعمر وعليعليه‌السلام مع رسول الله.

راجع : مستدرك للحاكم : 3 / 14 ، الفصول المهمة لابن الصباغ الملكي ص 21 ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 194 ، ط الحيدرية ، وص 83 ، ط الغري ، اسد الغابة لابن الاثير : 2 / 221 ترجمة الامام علي ابن ابي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي : 1 / 105 ، كنز العمال : 15 / 105 ، ح299 ط2.

١٠٨

وعبد الرحمن بن عوف اخوين ، وكان في مرة ابو بكر وحارجة بن زيد اخوين ، وعمر وعتبان بن مالك أخوين ، أما علي فكان في كلتا المرتين أخا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

كما أن هذا الحديث رواه ما يقارب عشرة من الصحابة وهم ابن عباس ، وابن عمر وزيد ابن ارقم ، وزيد بن أبي أوفى ، وأنس بن مالك ، وحذيفة بن اليمان ، ومحذوج بن يزيد ، وعمر بن الخطاب ، والبراء بن عازب ، وعلي بن ابي طالب(1) .

ونظراً لكثرة الراوين أعرضنا عن ذكر كل المخرجين لحديثي المؤاخاة مما يعطي الدليل القاطع على صحته ووقوعه زمان الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لكن مؤرخنا اعرض عن هذه الاحاديث لأنه لم يقصد التحقيق المعرفي الذي يتوخى من خلاله إرشاد الناس إلى طريق الصواب ، ولو ثبت ذلك بالطريق العقلي الصحيح لآمن به كل الناس ، لكنها محل إجماع كل العلماء إلاّ علماء السلفية ومنهم ابن كثير لأن في بقائها ، وثبات صحتها مضرة لمدرسته التي بنيت على وهم قدسية عدالة الصحابة التي انفق المال الكثير من أجل تكريسها وليت ابن كثير يقف عند نفي المؤاخاة ، بل تجاوزها الى ماهو أفظع من ذلك فتهجّم بكل ما

__________________

1 ـ عن عبد الحسين شرف الدين ، المراجعات : المراجعة 34.

١٠٩

عنده من قوة على آل البيت وعلى رأسهم امير المؤمنين علي بن ابي طالبعليه‌السلام .

علي وآل البيتعليهم‌السلام

لم يتجرأ أحد من العلماء منذ الجيل الأوّل إلى يومنا هذا ليخرج علي بن أبي طالب من آل البيت ، لأن الوصول إلى هذه النتيجة هو من قبيل الحمق والجنون العلمي. فزعيم آل البيت لا يناقش أحد في كونه هو قائد الغر المحجلين. وهذا منزل وشرف خصه به الله سبحانه وتعالى وأبنائه وامهم فاطمة الزهراءعليها‌السلام دون غيرهم للحظوة والمكانة التي كانوا يمتلكونها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكذلك لأحقيتهم بخلافة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ورغم تجرء العلماء بتخطئة الإمام علي في سياسته وتسيره لأُمور الدولة ، لكن لم يسمح أحد لنفسه بأن يتجاوز الخط الأحمر ويعلن بصراحة أن أخا رسول الله ليس من آل البيت عليهم أجمعين السلام.

إلاّ مؤرخنا المحترم حيث يقول : قلت وأما الخلفاء الفاطميون الذين كانوا بالديار المصرية ، فان أكثر العلماء قالوا على أنهم أدعياء ، وعلي ابن أبي طالب ليس من أهل البيت ، ومع هذا لو يتم له الأمر كما كان للخلفاء الثلاثة قبله(1) .

وهذا من دلائل الخبل الذي أصاب صاحبنا علماً أنه يروي رواية

__________________

1 ـ ابن كثير البداية والنهاية : 5 / 237.

١١٠

أهل الكساء في تفسيره(1) . وما من أحد خالف كون المقصود في قوله تعالى :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) هم فاطمة وعلي والحسن والحسين ، وذلك كما جاء في رواية أم سلمةرضي‌الله‌عنها حيث قالت :

دعا رسول الله حسناً وحسيناً وفاطمة فأجلسهم بين يديه ، ودعا علياً فأجلسه خلفه فتجلل هو وهم بالكساء ، ثم قال : « هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ».

فتقول ام سلمة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « فأنا معهم يا نبي الله ».

فيقول لها « أنت على مكانك ، وأنت على خير »(2) .

وهذا الحديث يكفي ليبين ويزيل الغموض لصاحبنا بأنّ الإمام علي هو أحد أعمدة آل البيت ، كما أن هناك أحاديث أُخرى واردة في هذا السياق ، فعن مالك بن أنس قال : ( صليت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبعة عشر شهر فإذا خرج من بيته أتى باب فاطمةعليها‌السلام فقال :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) كل يوم خمس مرات )(3) .

__________________

1 ـ ابن كثير في تفسيره : 3 / 485.

2 ـ رواه الطبري وابن كثير في التفسير والمحب الطبري في ذخائر العقبى والسيوطي في الدر المنثور والحاكم في مستدرك الصحيحين.

3 ـ رواه الترمذي في الصحيح ، وأحمد في مسنده ، والطيالسي في المسند ، والحاكم في مستدرك الصحيحين ، وابن الأثير في اسد الغابة وابن كثير والسيوطي في تفاسيرهما.

١١١

ونفس الرواية واردة عن ابي برزة(1) ، وعبد الله ابن عباس(2) .

وقال شرف الدينرحمه‌الله :

وقد اجمعت كلمة أهل القبلة من أهل المذاهب كلها على أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما نزل الوصي بها ـ بآية التطهير ـ عليه ضم سبطيه وأباهما وأمهما إليه ، ثم غشاهم ونفسه بذلك الكساء ، تمييزاً لهم على سائر الأبناء والأنفس والنساء ، فلما انفردوا تحته عن أسرته كافة ، واحتجبوا به عن بقية أمته بلغهم الآية ، وهم على تلك الحال ، حرصاً على أن لا يطمع بمشاركتهم فيها أحد من الصحابة والآل ، فقال مخاطبهم ، وفي معزل عن الناس كافة :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) فأزاحصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحجبهم في كسائه حينئذ حجب الريب ، وهتك سدف الشبهات ، فبرح الخفاء بحكمته البالغة ، وسطعت أشعة الظهور ببلاغة المبين والحمد لله رب العالمين(3) .

وهناك مرويات كثيرة تثبت هذه المكانة للإمام عليعليه‌السلام وآيات قرآنية تخصه وآل بيته. فبالإضافة إلى آية التطهير ، هناك آية المودة ، وكذلك المباهلة ، والتي خصتهعليه‌السلام بالمنزلة الراقية وبالدرجة الرفيعة حتى قالعليه‌السلام :

__________________

1 ـ رواها في مجمع زوائد.

2 ـ الدر المنثور للسيوطي.

3 ـ الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء للامام شرف الدين عن آية التطهير الشيخ محمد مهدي الآصفي ص 66.

١١٢

( أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا ، أن رفعنا الله ، ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطي الهدي ، ويستجلي العمي ، إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لاتصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم )(1) .

إن هذه الآراء ليست إلاّ محاولات لإيجاد مخرج للمأزق التاريخي الذي وقعت فيه مدرسة الخلفاء للدفاع عن السراب المقدس ، والذي لا يعبر إلاّ عن حالة التيهان التي يعيشها المؤرخ داخل التاريخ الإسلامي حينما يفتقد إلى منهجية واقعية تتخلى عن أدوات الماضي البئيس ، وتنفتح على الحاضر والمستقبل ، بآليات تقضي فيها على الترسبات الماضوية ، وليدة المال والسلطان ، والجهل ، وكذلك على الطوباوية الفكرية والتي تحجب العقل عن ممارسة دوره الفعال في التنقيب وهدم صروح التخلّف كي يتسنى لهذه المادة الفعالة استجلاء الحقائق ، والتحقق من مصداقيتها لتعرف بعد ذلك طريق حريتها وخلاصها من التاريخ الملغوم وعقلية السلطان المتجبر الذي جعل الأمة الإسلامية تعيش في كآبة فكرية وترزخ في بحر من التيهان لا تستجرأ على الخروج منه.

الإمام عليعليه‌السلام والبيعة

لقد كان مقتل عثمان بن عفان نتيجة السياسة التي انتهجها في

__________________

1 ـ ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة : 2 / 36.

١١٣

حياته ، وبالخصوص بتقريب أقربائه ، وإنزال الكرامات عليهم كإعطاء الاموال ، وتسليم مقاليد الامور في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي ، كالشام لمعاوية بن أبي سفيان ، وعبد الله بن أبي سرح على مصر ، وأشياء كثيرة ، مما جعل المسلمين يشمئزّون من هذا الوضع ، ويقومون بالثورة عليه ، وتزعم هذه الثورة كبار الصحابة ، فقد سبقهم إلى ذلك ابو ذر الغفاري ، حينما أعلن ثورته على المبذرين لمَّا كان في الشام ، وقال قولته المشهورة : عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يشهر سيفه. فكانت الثورة هي ثورة ضد النفوذ الاموي على مقاليد الحكم في الدولة الإسلامية.

فاجتمعت كل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتنتج ثورة على الخليفة الثالث رغم المحاولات الجادة من أمير المؤمنين عليعليه‌السلام لمنع الثوار من قتل عثمان لكن لسوء الحظ وللخطأ الذي ارتكبه عثمان بإرسال رسول يطلب من عبد الله بن أبي سرح قتل الثوار العائدين إلى مصر. فما كان منهم إلاّ الرد على هذه الرسالة ومهاجمة الخليفة في منزله وقتله.

قتل عثمان بن عفان فأصبح كرسي الخلافة فارغاً ، وكان انذاك الثوار موزعين على ثلاثة أقسام الكوفيين ، والبصريين ، والمصريين ، وقد كان المصريون يلحون على علي وهو يهرب منهم ، وكان الكوفيون يطلبون الزبير فلا يجدونه ، والبصريون يطلبون طلحة فلا يجيبهم وعلى

١١٤

قول حد ابن كثير وتفترق ثلاث فرق وكل فرقة تريد صاحبها(1) .

لكن إذا تسائلنا من المؤهل بين هؤلاء الثلاثة فإن الامام علي مما لاشك فيه ابداً هو المؤهل إلى قيادة هذه الأمّة.

لكن مع الأسف الشديد وأنت تطالع قول ابن كثير فإنك تلاحظ فيه شيئين رئيسين وهما :

نفي الإجماع عن بيعة عليعليه‌السلام .

الزام البيعة لمجموعة من الناس وفرضها عليهم بالقوة(2) .

لقد حاول المؤرخون ومنهم ابن كثير نفي صفة الإجماع على خلافة عليعليه‌السلام ، لكن نجده حينما كان يتحدث مثلا عن خلافة أبي بكر فقد أعطاها الإجماع منذ اليوم الأوّل لتعيينه رغم ما شاب هذه البيعة من اعتراض وخصوصاً من البيت الهاشمي وعلى رأسهم عليعليه‌السلام ، لكن كما أسلفنا سابقاً فإن ابن كثير ذكر بيعة للامام خلال اليوم الثاني وهذا مما خالف المأثور من التواريخ ، لكن عند مؤرخنا ابن كثير المشبع بالمؤثرات التيمية أصبح عنده الامام علي من ا لشخصيات المهملة وكان هدفه هو إضعاف شخصيته عند المسلمين ، وقد رأينا كيف نفى ابن كثير عن الامام قرابته وانتسابه إلى آل البيت.

ومعلوم أن هذه الحالات هي نوع من رد الفعل الصادر ضد الأفكار

__________________

1 ـ البداية والنهاية : 7 / 237.

2 ـ قد استغنينا في هذه الفقرة عن الإحالة لكن للتأكيد من الحوادث يرجع إلى المصدر السابق.

١١٥

الأخرى وخصوصاً الشيعية ، وانعدام الإجماع الذي يهول منه ابن كثير لم يكن إلاّ مجموعة من الاشخاص وقد عدّهم هو نفسه فقال وقد تربصوا سبعة نفر لم يبايعوا ، منهم ابن عمر ، سعد ابن أبي وقاص ، وصهيب ، وزيد ابن ثابت ومحمد بن أبي مسلمة ، وسلمة بن سلامة بن رقش ، واسامة بن زيد(1) ونفي الإجماع هو الإطاحة بشخصية مقابل الشخصيات الثلاث السابقة ( ونعني الخلفاء السابقين ) وقد تبين هذا من خلال قوله : « ومع ذلك لم يتم له الامر كما كان للخلفاء الثلاثة »(2) .

لكن المتدبر في الأحاديث التاريخية يلاحظ أن الإقبال كان عليه منذ موت الرسول وهذا يجسده ما قاله الناس إلى فاطمة الزهراءعليها‌السلام بأنهم قد سبقت بيعتهم إلى أبي بكر وأما من انعدام الإجماع بقيام الحروب بين المسلمين في زمانه ، فنلاحظ أن أغلبهم ممن كانت تحركه دوافع شخصية فالزبير وطلحة ممن كانا يطمعان في الحكم وأما معاوية فهو محب للحكم.

لكن الغريب هو أن ابن كثير جعل بيعة الإمام عليعليه‌السلام إكراهاً لبعض الأشخاص وبالخصوص طلحة والزبير.

واستغرب استغراباً عجيباً وهو يذكر رفض مبايعة مجموعة من الأشخاص ولم يلزمهم الامام عليعليه‌السلام الخضوع لبيعته ، ولم يفرضها

__________________

1 ـ ابن كثير : 6 / 237.

2 ـ المصدر السابق : 5 / 237.

١١٦

عليهم ، فلماذا يفرض بيعته على اثنين دون الآخرين ، علماً أن هناك اسباب كافية تمنع الامام عليعليه‌السلام من فرضها ضماناً لوحدة الأمة الإسلامية.

وأما سبب نفي ابن كثير مسألة الإجماع على البيعة وذكره مسألة اكراه طلحة والزبير على البيعة هو نفي إمامة الحاكم ـ وفق مبادئ أهل السنة ـ لأن الإمامة والحكم عندهم لا تعقد إلاّ بالإجماع وأي خروج على هذا الحاكم ليس له أي تبعات دينية ، ومنه يكون الخارجون على الإمام عليعليه‌السلام لا يستحقون أي عقوبة دينية ، وأما طلحة والزبير فإثبات إكراههم على البيعة يجيز لهم الخروج على الإمام وفض البيعة السابقة ، وقد سبق أن ذكرنا حديثاً رواه مسلم في صحيحه والنسائي(1) ، يقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من بايع إماماً فأعطاه صفقة يمينه وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع.

إذن شروط الطاعة ، بعد البيعة هو إعطاء ثمرة القلب ، وصفقة اليمين عن طيب خاطر ، وأي انتفاء لأحد هذه الشروط يجعل البيعة غير قائمة ، والطاعة غير ملزمة ، وهذا ما حاول ابن كثير الوصول إليه وذلك من أجل تبرير خروج الاثنين على الإمام عليعليه‌السلام في موقعة الجمل ، علماً أن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخبر الزبير أنه سيقاتل الامام علي وهو ظالم له.

لكن التبرير التاريخي وايجاد الطرق لتخليص رموز التاريخ

__________________

1 ـ صحيح مسلم : ح 4755 ، النسائي ح 4202.

١١٧

الإسلامي من المزالق التي ارتكبوها وتصوير ذلك بالشكل الذي ينسجم مع الدولة الإسلامية والتاريخ الإسلامي الذي يراد إخراجه لجموع المسلمين. ودون الخوض في مداخل أخرى للتاريخ الإسلامي ، وخصوصاً موقعيتي الجمل وصفين ، نطرح فقط سؤالا واحداً ندعو العقول أن تفكر فيه بمنطق إذا كان خروجهم لطلب دم عثمان وخصوصاً معاوية فما علاقته باستلام الحكم واستبداده به فيما بعد؟

طلحة والزبير في مواجهة الإمام عليعليه‌السلام

لقد أفرط المؤرخون في الحديث عن نقض طلحة والزبير لبيعة الإمام علي ، وذلك دون اللجوء إلى التعمق في أسباب هذا الخروج. لكن الامام عليعليه‌السلام نفسه قد عبر في مجموعة من خطبه عن موقفه من خروج الاثنين ، والأسباب التي دفعتهم ، وكذلك موقفهما الأول من البيعة فقالعليه‌السلام : ( والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة ، ولكنكم دعوتموني إليها ، وحملتوني عليها ، فلما أفضت إليَّ نظرت إلى كتاب الله ، وما وضع لنا وأمرنا بالحكم به فاتبعته ، وما استسن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاقتديته ، فلم أحتج إلى رأيكما ، ولا رأي غيركما ، ولا وقع حكم جهلته فاستشيركما ، وإخواني من المسلمين )(1) وهنا يتجلى خلاف ما ذهب إليه ابن كثير في كون الزبير وطلحة كانا مكرهين على البيعة ، وكذلك خلاف عدم الإجماع على بيعته فقد روى

__________________

1 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 11 / 7.

١١٨

الطبري في التاريخ ورواه غيره أيضاً أن الناس غَشُوه ، وتكاثروا عليه يطلبون مبايعته(1) . ومما يبين كذلك الإجماع على البيعة وأن الاثنين كانا موجودين هو قول الإمامعليه‌السلام قال : ( إن كان لابد من ذلك ففي المسجد ، فإن بيعتي لا تكون خفياً ولا تكون إلاّ عن رضا المسلمين ، وفي ملأ وجماعة فقام الناس حوله فدخل المسجد وانثال عليه المسلمون ، وفيهم طلحة والزبير(2) .

فمن خلال هذا القول يتضح أن الزبير وطلحة ممن بايعوا عن طيب خاطر ، وكان الامامعليه‌السلام يظهر الأسباب المؤدية إلى خروجهما ، وكان يعزي هدفهما من الخروج وسببه الرئيسي ، وكان من جملة أقوالهعليه‌السلام ( والله ما أنكروا علي منكراً ، ولا جعلوا بيني وبينهم نصفاً ، وإنهم ليطلبون حقا هم تركوه ودماً هم سفكوه ، فإن كنت شريكهم فيه ، فإن لهم نصيبهم منه ، وإن كانوا ولوه دوني فما الطلبة إلاّ قبلهم ، وإن أول عدلهم للحكم على أنفسهم ، وإن معي لبصيرتي مالبست ولا لبس علي )(3) .

ومما يدل على بيعتهما بطيب خاطر ما قاله الطبري حيث قال أنه قال كان لهما قبل بيعتهما له : إن أحببتما أن تبايعاني ، وإن أحببتما بايعتكما ، فقالا : لا ، بل نبايعك ثم قالا بعد ذلك : إنما خشية على

__________________

1 ـ المصدر السابق : 11 / 8.

2 ـ المصدر السابق : 11 / 9.

3 ـ المصدر السابق : 9 / 25.

١١٩

أنفسنا ، وقد عرفنا أنه لم يكن يبايعنا(1) .

وأما الأسباب الحقيقية لخروجهما فنقف مع ابن ابي الحديد وهو يحدد هذه الأسباب :

إن طلحة والزبير لما أيسا من جهة عليعليه‌السلام ، ومن حصول الدنيا من قبله ، قَلَبا له ظهر المجن ، فكاشفاه وعاتباه قبل المفارقة عتاباً لاذعاً روى شيخنا أبو عثمان قال :

أرسل طلحة والزبير إلى عليعليه‌السلام قبل خروجهما إلى مكة مع محمد ابن طلحة ، وقالا : لا تقل له : « يا أمير المؤمنين » ولكن قل له : « يا أبا الحسن » لقد قال فيك رأينا ، وخاب ظننا ، أصلحنا لك الامر ، ووطدنا لك الأمره ، وأجبلنا على عثمان حتى قتل ، فلما طلبك الناس لأمرهم ، أسرعنا إليك ، وبايعناك ، وقدنا إليك أعناق العرب ، ووطيء المهاجرون والأنصار أعقابنا في بيعتك حتى إذا ملكت عنانك ، استبددت برأيك عنا ، ورفضتنا رفض التريكة وأذلتنا إذالة الإماء ، وملكت أمرك الأشتر وحكيم بن جبلة وغيرهما من الأعراب ونزاع الامصار ، فكنا فيما رجوناه منك ، وأملناه من ناحيتك ، كما قال الأوّل.

فكنت كمهريق الذي في سقائه

لرقراق آل فوق رابية صلد

فلما جاء محمد بن طلحة أبلغه ذاك فقال اذهب إليهما ، فقل لهما : فما الذي يرضيكما؟ فذهب وجاءه ، فقال إنهما يقولان : ول أحدنا

__________________

1 ـ المصدر السابق : 11 / 14.

١٢٠