إعلام الورى بأعلام الهدى الجزء ٢

إعلام الورى بأعلام الهدى0%

إعلام الورى بأعلام الهدى مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
ISBN: 964-319-011-0
الصفحات: 551

إعلام الورى بأعلام الهدى

مؤلف: أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (أمين الإسلام)
تصنيف:

ISBN: 964-319-011-0
الصفحات: 551
المشاهدات: 77489
تحميل: 6754


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 551 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 77489 / تحميل: 6754
الحجم الحجم الحجم
إعلام الورى بأعلام الهدى

إعلام الورى بأعلام الهدى الجزء 2

مؤلف:
ISBN: 964-319-011-0
العربية

( الفصل الثاني )

في ذكر بعض ما روي من دلالاته وبيّناتهعليه‌السلام

محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن محمد بن حمويه ، عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال : شككت عند مضيّ أبي محمدعليه‌السلام واجتمع عند أبي مال جليل ، فحمله وركب السفينة ، وخرجت معه مشيّعا ، فوعك وعكا شديدا فقال : يا بنيّ ، ردّني فهو الموت ، وقال لي : اتّق الله في هذا المال ، وأوصى إليّ ومات.

فقلت في نفسي : لم يكن أبي ليوصي بشيء غير صحيح ، أحمل هذا المال إلى العراق وأكتري دارا على الشطّ ولا أخبر أحدا بشيء ، فإن وضح لي شيء كوضوحه في أيّام أبي محمدعليه‌السلام أنفذته ، وإلاّ قصفت(1) به.

فقدمت العراق ، واكتريت دارا على الشطّ ، وبقيت أيّاما فإذا أنا برقعة مع رسول فيها : « يا محمد ، معك كذا وكذا » حتّى قصّ عليّ جميع ما معي ممّا لم أحطّ به علما ، فسلّمته إلى الرسول وبقيت أيّاما لا يرفع لي رأس ، واغتممت فخرج إليّ : « قد أقمناك مقام أبيك ، فاحمد الله »(2) .

وعنه ، عن محمد بن أبي عبد الله ، عن أبي عبد الله الشيباني قال : أوصلت أشياء للمرزباني الحارثيّ ، وكان فيها سوار ذهب ، فقبلت وردّ عليّ

__________________

(1) القصوف : الاقامة في الأكل والشرب ، أي أنّه ينفقه على أكله وشربه.

« انظر : القاموس المحيط 3 : 185 ».

(2) الكافي 1 : 434 / 5 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 356 ، غيبة الطوسي : 281 / 239 ، الخرائج والجرائح 1 : 462 / 7.

٢٦١

السوار وأمرت بكسره ، فكسرته فإذا في وسطه مثاقيل حديد ونحاس أو صفر ، فأخرجت ذلك منه وأنفذت الذهب فقبل(1) .

وعنه ، عن عليّ بن محمد قال : أوصل رجل من أهل السواد مالا فردّ عليه وقيل له : « أخرج حقّ بني عمّك منه ، وهو أربعمائة درهم » وكان الرجل في يده ضيعة لبني عمّه فيها شركة قد حبسها عليهم ، فنظر فإذا لولد عمّه في ذلك أربعمائة درهم ، فأخرجها وأنفذ الباقي فقبل(2) .

وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن عليّ بن الحسين اليماني قال : كنت ببغداد فاتّفقت قافلة لليمانيّين ، فأردت الخروج معها ، فكتبت ألتمس الإذن في ذلك ، فخرج : « لا تخرج معهم ، فليس لك في الخروج معهم خيرة ، وأقم بالكوفة ».

قال : فأقمت وخرجت القافلة فخرجت(3) عليهم بنو حنظلة فاجتاحتهم.

قال : وكتبت أستأذن في ركوب الماء فلم يؤذن لي ، فسألت عن المراكب التي خرجت تلك السنة في البحر فما سلم منها مركب ، خرج عليها قوم ( من الهند )(4) يقال لهم : البوارج ، فقطعوا عليها(5) .

__________________

(1) الكافي 1 : 435 / 6 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 356.

(2) الكافي 1 : 435 / 8 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 356 ، وباختلاف يسير في : كمال الدين : 486 / 6 ، ودلائل الامامة : 286 ، وثاقب المناقب : 597 / 540.

(3) في نسختي « ط » و « ق » : فخرج.

(4) ما بين القوسين لم يرد في نسختي « ط » و « ق ».

(5) الكافي 1 : 436 / صدر حديث 12 ، وكذا في : الهداية الكبرى : 372 ، ارشاد المفيد 2 :358 ، وباختلاف يسير في : كمال الدين : 491 / صدر حديث 14.

٢٦٢

وعنه ، عن القاسم بن العلاء قال : ولد لي عدّة بنين ، فكنت أكتب وأسأل الدعاء لهم فلا يكتب إليّ لهم بشيء ، فماتوا كلّهم ، فلمّا ولد لي الحسن ابني كتبت أسأل الدعاء فأجبت : « يبقى ، والحمد لله »(1) .

وعنه ، عن الحسن بن الفضل بن يزيد اليماني قال : كتب أبي بخطّه كتابا فورد جوابه ، ثمّ كتب بخطّي فورد جوابه ، ثمّ كتب بخطّ رجل جليل من فقهاء أصحابنا فلم يرد جوابه ، فنظرنا فإذا العلّة في ذلك أنّ الرجل تحوّل قرمطيّا(2) .

قال الحسن بن الفضل : وردت العراق ، وزرت طوس ، وعزمت أن لا أخرج إلاّ عن بيّنة من أمري ، ونجاح من حوائجي ، ولو احتجت أن اقيم بها حتّى أتصدّق(3) . قال : وفي خلال ذلك يضيق صدري بالمقام ، وأخاف أن يفوتني الحجّ.

قال : فجئت يوما إلى محمد بن أحمد ـ وكان السفير يومئذ ـ أتقاضاه فقال لي : صر إلى مسجد كذا وكذا فإنّه يلقاك رجل.

قال : فصرت إليه ، فدخل عليّ رجل فلمّا نظر إليّ ضحك وقال : لا

__________________

(1) الكافي 1 : 435 / 9 ، وكذا في ارشاد المفيد 2 : 356.

(2) ذكر النوبختي في فرق الشيعة : أنّ هذه التسمية تعود إلى رئيس لهذه الفرقة يسمى بقرمطويه ، وانهم يزعمون بأن رسالة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد انقطعت يوم غدير خم وانتقلت إلى الإمام عليعليه‌السلام .

كما انهم يذهبون ـ على ما نسب إليهم ـ إلى ان الفرائض رموز واشارات ، وإلى اباحة جميع الملذات والمنكرات ، واستحلال استعراض الناس بالسيف وغير ذلك.

انظر : فرق الشيعة : 72 ، الملل والنحل 1 : 167 و 191 ، تلبيس ابليس : 110.

(3) أي أسأل الناس الصدقة.

٢٦٣

تغتم ، فإنّك ستحجّ في هذه السنة وتنصرف إلى أهلك وولدك سالما. قال : فاطمأننت وسكن قلبي وقلت : أرى مصداق ذلك إن شاء الله.

قال : ثمّ وردت العسكر ، فخرجت إليّ صرّة فيها دنانير وثوب ، فاغتممت وقلت في نفسي : جدّي(1) عند القوم هذا ، واستعملت الجهل فرددتها وكتبت رقعة ، ثمّ ندمت بعد ذلك ندامة شديدة ، وقلت في نفسي : كفرت بردّي على مولاي ، وكتبت رقعة أعتذر فيها من فعلي ، وأبوء بالاثم ، وأستغفر من ذلك ، وأنفذتها وقمت أتطهر للصلاة ، فأنا في ذلك أفكّر في نفسي وأقول : إن ردّت عليّ الدنانير لم أحلل صرارها ولم أحدث فيها حدثا حتّى أحملها إلى أبي فإنّه أعلم منّي ليعمل فيها بما شاء.

فخرج إلى الرسول الذي حمل إليّ الصرّة : « أسأت إذ لم تعلم الرّجل إنا ربّما فعلنا ذلك بموالينا من غير مسألة ليتبرّكوا به ».

وخرج إليّ : « أخطأت في ردّك برّنا ، فإذا استغفرت الله فالله يغفر لك ، فأمّا إذا كانت عزيمتك وعقيدتك أن لا تحدث فيها حدثا ، ولا تنفقها في طريقك ، فقد صرفناها عنك ، وأمّا الثوب فلا بدّ منه لتحرم فيه ».

قال : وكتبت في معنيين وأردت أن أكتب في ثالث فامتنعت عنه مخافة أن يكره ذلك ، فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويت مفسّرا ، والحمد لله(2) .

وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن الحسن بن عبد الحميد قال : شككت في أمر حاجز بن يزيد(3) ، فجمعت شيئا وصرت إلى العسكر ، فخرج : « ليس

__________________

(1) جدّي : حظّي.

(2) الكافي 1 : 436 / 13 ، وكذا في ارشاد المفيد 2 : 360 ، وباختلاف يسير في : كمال الدين :490 / 13.

(3) ذكر الشيخ الصدوقرحمه‌الله في كمال الدين ( 442 / 16 ) : إنّ حاجزا ممّن وقف على

٢٦٤

فينا شكّ ، ولا في من يقوم مقامنا بأمرنا ، فاردد ما معك إلى حاجز بن يزيد »(1) .

وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن الحسن ، والعلاء بن رزق الله ، عن بدر ـ غلام أحمد بن الحسن ـ قال : وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة ، أحبّهم حملة ، إلى أن مات يزيد بن عبد الله ، فأوصى في علّته أن يدفع الشهري السمند(2) وسيفه ومنطقته إلى مولاه فخفت إن أنا لم أدفع الشهري إلى أذكوتكين(3) نالني منه استخفاف ، فقوّمت الدابّة والسيف والمنطقة بسبعمائة دينار في نفسي ولم اطلع عليه أحدا ، ودفعت الشهري إلى أذكوتكين ، فإذا الكتاب قد ورد عليّ من العراق : « أن وجّه السبعمائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة »(4) .

وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن محمد بن شاذان النيسابوري قال : اجتمع عندي خمسمائة درهم تنقص عشرون درهما ، فأنفت أن أبعث بها. ناقصة ، فوزنت من عندي عشرين درهما وبعثت بها إلى الأسدي ولم أكتب مالي فيها ، فورد : « وصلت خمسمائة درهم ، لك منها عشرون درهما »(5) .

__________________

معجزات صاحب الزمانعليه‌السلام ورآه من الوكلاء في بغداد.

(1) الكافي 1 : 437 / 14 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 361.

(2) الشهري السمند : اسم فرس. مجمع البحرين 3 : 357.

(3) اذكوتكين : كان من أمراء الترك وواليا على الري من قبل العباسيين. راجع مقدمة المحاسن للمحدث الأرموي ( صفحة : لا ، وما بعدها ) فقد أورد شرحا وافيا حول هذا الرجل وحول هذه الرواية أيضا.

(4) الكافي 1 : 438 / 16 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 363 ، غيبة الطوسي : 282 / 241 ، الخرائج والجرائح 1 : 464 / 9 ، وباختلاف يسير في : الهداية الكبرى : 369 ، دلائل الامامة : 285.

(5) الكافي 1 : 439 / 23 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 365 ، وباختلاف يسير في : كمال الدين : 485 / 5 و 509 / 38 ، وغيبة الطوسي : 416 / 394 ، ودلائل الامامة : 286 ، ونحوه

٢٦٥

وعنه ، عن الحسين بن محمد الأشعريّ قال : كان يرد كتاب أبي محمدعليه‌السلام في الإجراء على الجنيد ـ قاتل فارس ـ وأبي الحسن وآخر ، فلمّا مضى أبو محمدعليه‌السلام ورد استئناف من الصاحب لإجراء أبي الحسن وصاحبه ، ولم يرد في أمر الجنيد شيء فاغتممت لذلك ، فورد نعي الجنيد بعد ذلك(1) . وإذا قطع جرايته إنّما كان لوفاته.

وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن أبي عقيل عيسى بن نصر قال : كتب عليّ بن زياد الصيمري يسأل كفنا ، فكتب إليه : « إنّك تحتاج إليه في سنة ثمانين » فمات في سنة ثمانين ، وبعث إليه بالكفن قبل موته(2) .

وعنه ، عن محمد بن هارون بن عمران الهمدانيّ قال : كان للناحية(3) عليّ خمسمائة دينار ، وضقت بها ذرعا ، ثمّ قلت في نفسي : لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة دينار وثلاثين دينارا قد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار ، ولا والله ما نطقت بذلك ، فكتب إلى محمد بن جعفر : « اقبض الحوانيت من محمد بن هارون بالخمسمائة دينار التي لنا عليه »(4) .

وعنه ، عن الحسين بن الحسن العلويّ قال : انهي إلى عبيد الله بن سليمان الوزير أنّ له وكلاء ، وأنّه تجبى إليهم الأموال ، وسمّوا الوكلاء في النواحي. فهمّ بالقبض عليهم ، فقيل له : لا ، ولكن دسّوا لهم قوما لا يعرفون

__________________

في : رجال الكشي : 533 / 1017.

(1) الكافي 1 : 439 / 24 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 366 ، وفيه أخي بدل آخر.

(2) الكافي 1 : 440 / 27 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 366 ، غيبة الطوسي : 283 / 243 ، الخرائج والجرائح 1 : 463 ، ثاقب المناقب : 590 / 535 ، دلائل الامامة : 285.

(3) كناية عن الامام المهديعليه‌السلام .

(4) الكافي 1 : 440 / 28 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 366 ـ 367 ، الخرائج والجرائح 1 :472 / 16 ، ونحوه في : كمال الدين : 492 / 17.

٢٦٦

بالأموال ، فمن قبض منهم شيئا قبض عليه.

فلم يشعر الوكلاء بشيء حتّى خرج الأمر أن لا يأخذوا من أحد شيئا ، وأن يتجاهلوا بالأمر ، وهم لا يعلمون ما السبب في ذلك. فاندسّ لمحمد بن أحمد رجل لا يعرفه وقال : معي مال اريد أن أوصله ، فقال له محمد : غلطت ، أنا لا أعرف من هذا شيئا ، فلم يزل يتلطّف به ومحمد يتجاهل ، وبثّوا الجواسيس ، وامتنع الوكلاء كلّهم لما كان تقدّم إليهم ، فلم يظفر بأحد منهم ، ولم تتمّ الحيلة فيهم(1) .

وعنه ، عن عليّ بن محمد قال : خرج النهي عن زيارة مقابر قريش(2) والحائر ـ على ساكنيهما السلام ـ ولم نعرف السبب ، فلمّا كان بعد شهر دعا الوزير الباقطائي(3) فقال له : ألق بني الفرات والبرسيّين وقل لهم : لا تزوروا مقابر قريش ، فقد أمر الخليفة أن يتفقّد كلّ من زار فيقبض عليه(4) .

الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم الطالقانيّ ، عن أبي القاسم عليّ بن أحمد الخديجي الكوفيّ قال : حدّثنا الأودي قال : بينا أنا في الطواف ـ وقد طفت ستّا واريد السابع ـ فإذا بحلقة عن يمين الكعبة ، وشابّ حسن الوجه ، طيّب الرائحة ، هيوب مع هيبته ، متقرّب إلى الناس يتكلّم ، فلم أر أحسن من كلامه ، ولا أعذب من منطقه(5) ، فذهبت اكلّمه فزبرني الناس ، فسألت بعضهم : من هذا؟ فقالوا

__________________

(1) الكافي 1 : 440 / 30.

(2) يعني بذلك قبري الامامين الكاظم والجوادعليهما‌السلام .

(3) باقطايا ـ ويقال : باقطيا ـ : قرية من قرى بغداد على ثلاثة فراسخ من ناحية قطربل. « معجم البلدان 1 : 327 ».

(4) الكافي 1 : 441 / 31 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 367 ، غيبة الطوسي : 284 / 244 ، الخرائج والجرائح 1 : 465 / 10.

(5) في نسخة « م » زيادة : في حسن جلوسه.

٢٦٧

هذا ابن رسول الله يظهر للناس في كلّ سنة يوما لخواصّه يحدّثهم. فقلت : سيّدي ، مسترشدا اتيتك فأرشدني ، فناولنيعليه‌السلام حصاة وكشفت عنها فإذا بسبيكة ذهب ، فذهبت فإذا أنا بهعليه‌السلام قد لحقني فقال لي : « ثبتت عليك الحجّة ، وظهر لك الحقّ ، وذهب عنك العمى ، أتعرفني؟ » فقلت : لا ، فقالعليه‌السلام : « أنا المهديّ ، وأنا قائم الزمان ، أنا الذي أملأها عدلا كما ملئت جورا ، إنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، ولا يبقى الناس في فترة ، وهذه أمانة فحدّث بها إخوانك من أهل الحقّ »(1) .

قال : وحدّثنا أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن عليّ بن محمد الرازي قال : حدثني جماعة من أصحابنا : أنه بعث إلى عبد الله بن الجنيد ـ وهو بواسط ـ غلاما وأمر ببيعه ، فباعه وقبض ثمنه ، فلمّا عيّر الدنانير نقصت في التعيير ثمانية عشرة قيراطا وحبّة ، فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطا وحبّة وأنفذها ، فردّ عليه دينارا وزنه ثمانية عشر قيراطا وحبّة(2) .

قال : وحدّثنا أبو جعفر محمد بن عليّ الأسود : أنّ أبا جعفر العمريّ حفر لنفسه قبرا وسوّاه بالساج ، فسألته عن ذلك فقال : قد امرت أن أجمع أمري. فمات بعد ذلك بشهرين(3) .

قال : وحدّثنا محمد بن عليّ الأسود قال : سألني عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويهرحمه‌الله بعد موت محمد بن عثمان العمريّ أن أسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمانعليه‌السلام أن يدعو الله أن يرزقه ولدا ، قال : فسألته فأنهى ذلك ، ثمّ أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيّام أنّه قد دعا

__________________

(1) كمال الدين : 444 / 1 ، وكذا في : غيبة الطوسي : 253 / 223 ، الخرائج والجرائح 2 : 784 / 110.

(2) كمال الدين : 486 / 7.

(3) كمال الدين : 502 / 29.

٢٦٨

لعليّ بن الحسين وأنّه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به ، وبعده أولاد.

قال أبو جعفر محمد بن عليّ الأسود : وسألته في أمر نفسي أن يدعو لي أن ارزق ولدا ، فلم يجبني إليه وقال لي : ليس إلى هذا سبيل. قال : فولد لعليّ بن الحسين تلك السنة ابنه محمد بن عليّ وبعده أولاد ، ولم يولد لي.

قال الشيخ : كان أبو جعفر محمد بن عليّ الأسودرضي‌الله‌عنه كثيرا ما يقول لي إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد ابن الوليدرحمه‌الله وأرغب في كتب العلم وحفظه : ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعاء الإمامعليه‌السلام (1) .

قال : حدّثنا صالح بن شعيب الطالقاني ، عن أحمد بن إبراهيم بن مخلد قال : حضرت بغداد عند المشايخ فقال الشيخ عليّ بن محمد السمري ـ قدس الله روحه ـ ابتداء منه : رحم الله عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي.

قال : فكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم فورد الخبر أنّه توفّي في ذلك اليوم(2) .

فهذا طرف يسير ممّا جاء في هذا المعنى ، وإيراد سائره يخرج عن الغرض في الاختصار ، وفيما أوردناه كفاية في بابه إن شاء الله تعالى.

__________________

(1) كمال الدين : 502 / 31 ، وكذا في : غيبة الطوسي : 320 / 266 ، ودون ذيله في : الخرائج والجرائح 3 : 1124 / 42.

(2) كمال الدين : 503 / 32 ، وكذا في : غيبة الطوسي : 394 / 364 ، الخرائج والجرائح 3 : 128 / 45.

٢٦٩

( الفصل الثالث )

في ذكر بعض التوقيعات الواردة منهعليه‌السلام

الشيخ أبو جعفر بن بابويهرحمه‌الله ، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال : سمعت أبا عليّ محمد بن همّام قال : سمعت محمد بن عثمان العمريّ يقول : خرج توقيع بخطّ أعرفه : « من سمّاني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله ».

قال أبو عليّ محمد بن همّام : وكتبت أسأله عن ظهور الفرج متى يكون؟ فخرج التوقيع : « كذب الوقّاتون »(1) .

محمد بن يعقوب الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب قال : سألت محمد ابن عثمان العمريّرضي‌الله‌عنه أن يوصل لي كتابا سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الزمانعليه‌السلام :

« أمّا ما سألت عنه ـ أرشدك الله وثبّتك ـ من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمّنا ، فاعلم أنّه ليس بين الله وبين أحد قرابة ، ومن أنكرني فليس منّي ، وسبيله سبيل ابن نوحعليه‌السلام .

وأمّا سبيل عمّي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسفعليه‌السلام .

وأمّا الفقّاع فشربه حرام ، ولا بأس بالشلماب(2) .

__________________

(1) كمال الدين : 483 / 3.

(2) الشلماب : لفظة فارسية معناها ماء الشيلم ، والشيلم حب صغار مستطيل أحمر قائم كأنّه في خلقه سوس الحنطة ، ولا يسكر ولكنّه يمر الطعام امرارا شديدا. « انظر : لسان العرب 12 : 325 ».

٢٧٠

وأمّا أموالكم فلا نقبلها إلاّ لتطهروا ، فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع ، فما آتانا الله خير ممّا آتاكم.

وأمّا ظهور الفرج فإنّه إلى الله تعالى ذكره ، وكذب الوقّاتون.

وأمّا قول من زعم أنّ الحسين لم يقتل فكفر ، وتكذيب ، وضلال.

وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله.

وأمّا محمد بن عثمان العمريّ ـرضي‌الله‌عنه وعن أبيه من قبل ـ فإنّه ثقتي ، وكتابه كتابي.

وأمّا محمد بن عليّ بن مهزيار الأهوازيّ فسيصلح الله قلبه ، ويزيل عنه شكّه.

وأمّا ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلاّ لما طاب وطهر ، وثمن المغنية حرام.

وأمّا محمد بن شاذان بن نعيم فهو رجل من شيعتنا أهل البيت.

وأمّا أبو الخطّاب محمد بن أبي زينب الأجدع فملعون وأصحابه ملعونون ، فلا تجالس أهل مقالتهم ، فإنّي منهم بريء وآبائيعليهم‌السلام منهم براء.

وأمّا المتلبّسون بأموالنا فمن استحلّ منها شيئا فأكله فإنّما يأكل النيران.

وأمّا الخمس فقد ابيح لشيعتنا ، وجعلوا منه في حلّ إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث.

وأمّا ندامة قوم شكّوا في دين الله على ما وصلونا به فقد أقلنا من استقال ، ولا حاجة لنا في صلة الشاكّين.

وأمّا علّة ما وقع من الغيبة فإنّ الله عزّ وجل يقول :( لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ

٢٧١

إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (1) إنّه لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.

وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب ، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، فأغلقوا باب السؤال عمّا لا يعنيكم ، ولا تتكلّفوا علم ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإنّ ذلك فرجكم.

والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتّبع الهدى(2) ».

الشيخ أبو جعفر بن بابويه ، عن أبيه ، ومحمد بن الحسن ، عن عبد الله ابن جعفر الحميريّ ، عن محمد بن صالح الهمدانيّ قال : كتبت إلى صاحب الزمانعليه‌السلام : إنّ أهل بيتي يؤذونني ويقرّعونني بالحديث الذي روي عن آبائكعليهم‌السلام أنّهم قالوا : خدّامنا وقوّامنا شرار خلق الله ، فكتبعليه‌السلام : « أمّا يقرءون قول الله عزّ وجلّ :( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً ) (3) نحن والله القرى التي بارك الله فيها وأنتم القرى الظاهرة »(4) .

__________________

(1) المائدة 5 : 101.

(2) كمال الدين : 483 / 4 ، وكذا في : غيبة الطوسي : 290 / 247 ، الخرائج والجرائح 3 : 1113 / 30 ، الاحتجاج : 469.

(3) سبأ 34 : 18.

(4) كمال الدين : 483 / 2.

٢٧٢

( الفصل الرابع )

في ذكر أسماء الذين شاهدوه أو رأوا دلائله

وخرج إليهم توقيعاته وبعضهم وكلاءه

الشيخ أبو جعفر ـ قدّس الله روحه ـ قال : حدّثنا محمد بن محمد الخزاعيّ ، عن أبي عليّ الأسدي ، عن أبيه محمد بن أبي عبد الله الكوفيّ : أنّه ذكر عدد من انتهى إليه ممّن وقف على معجزات صاحب الزمانعليه‌السلام ورآه من الوكلاء :

ببغداد : العمريّ ، وابنه ، وحاجز ، والبلالي ، والعطّار.

ومن الكوفة : العاصميّ.

ومن أهل الأهواز : محمد بن إبراهيم بن مهزيار.

ومن أهل قمّ : أحمد بن إسحاق.

ومن أهل همدان : محمد بن صالح.

ومن أهل الريّ : الشامى(1) ، والأسدي. يعني نفسه.

ومن أهل آذربيجان : القاسم بن العلاء.

ومن نيسابور : محمد بن شاذان.

ومن غير الوكلاء : من أهل بغداد : أبو القاسم بن أبي حليس ، وأبو عبد الله الكندي ، وأبو عبد الله الجنيدي ، وهارون القزّاز ، والنيلي ، وأبو القاسم ابن رميس ، وأبو عبد الله بن فرّوخ ، ومسرور الطبّاخ مولى أبي الحسنعليه‌السلام ، وأحمد ، ومحمد ابنا أبي الحسن ، وإسحاق الكاتب من بني

__________________

(1) فى نسخة « م » : البسامي.

٢٧٣

نيبخت وصاحب الفداء ، وصاحب الصرّة المختومة.

( ومن همدان : محمد بن كشمرد ، وجعفر بن حمدان ، ومحمد بن هارون بن عمران )(1) .

ومن الدينور : حسن بن هارون ، وأحمد وأخوه ، وأبو الحسن.

ومن اصفهان : ابن بادشايجه.

ومن الصيمرة : زيدان.

ومن قم : الحسن بن النضر ، ومحمد بن محمد ، وعليّ بن محمد بن إسحاق ، وأبوه ، والحسين(2) بن يعقوب.

ومن أهل الريّ : القاسم بن موسى ، وابنه ، وابن محمد بن هارون ، وصاحب الحصاة ، وعليّ بن محمد ، ومحمد بن محمد الكليني ، وأبو جعفر الرفاء.

ومن قزوين : مرداس ، وعليّ بن أحمد.

ومن قابس : رجلان.

ومن شهر زور : ابن الخال.

ومن فارس : المجروح(3) .

ومن مرو : صاحب الألف دينار ، وصاحب المال والرقعة البيضاء ، وأبو ثابت.

ومن نيسابور : محمد بن شعيب بن صالح.

ومن اليمن : الفضل بن يزيد ، والحسن ابنه ، والجعفري ، وابن

__________________

(1) ما بين القوسين لم يرد في نسختي « ق » و « ط » واثبتناه من نسخة « م ».

(2) في نسختي « ق » و « م » : الحسن.

(3) في نسخة « ق » النجروح ، وفي كمال الدين المحروج.

٢٧٤

الأعجمي ، والشمشاطي.

ومن مصر : صاحب المولودين ؛ وصاحب المال بمكّة ، وأبو رجاء.

ومن نصيبين : أبو محمد بن الوجناء.

ومن الأهواز : الحصيني(1) .

__________________

(1) كمال الدين : 442 / 16.

٢٧٥
٢٧٦

(الباب الرابع )

في ذكر علامات قيام القائمعليه‌السلام ،

ومدة أيام ظهوره وطريقة أحكامه ، وسيرته عند قيامه ،

وصفته ، وحليته.

أربعة فصول :

٢٧٧
٢٧٨

( الفصل الأول )

في ذكر علامات خروجهعليه‌السلام

قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيامهعليه‌السلام ، فمن ذلك ما رواه صفوان بن يحيى ، عن محمد بن حكيم ، عن ميمون البان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « خمس قبل قيام القائم : اليماني ، والسفياني ، والمنادي ينادي من السماء ، وخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكيّة »(1) .

ومنه ما رواه عليّ بن عاصم ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تقوم الساعة حتى يخرج المهديّ من ولدي ، ولا يخرج المهديّ حتى يخرج ستّون كذّابا كلّهم يقول : أنا نبيّ »(2) .

وروى الفضل بن شاذان ، عمن رواه ، عن أبي حمزة قال : قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : خروج السفياني من المحتوم؟ قال : « نعم ، والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم ، واختلاف بني العباس محتوم ، وقتل النفس الزكيّة محتوم ، وخروج القائم من آل محمد محتوم ».

قلت له : وكيف يكون النداء؟ فقال : « ينادي مناد من السماء أوّل النهار : ألا إنّ الحقّ مع آل عليّ وشيعته ، ثمّ ينادي إبليس في آخر النهار : ألا إنّ الحقّ مع عثمان(3) وشيعته ، فعند ذلك يرتاب المبطلون »(4) .

__________________

(1) كمال الدين : 649 / 1.

(2) إرشاد المفيد 2 : 371 ، كشف الغمة 2 : 459 ، ورواه الطوسي في الغيبة : 434 / 424 دون ذكر ( حتى يخرج المهدي من ولدي ولا يخرج المهدي ).

(3) المراد عثمان بن عنبسة ، وهو السفياني.

(4) ارشاد المفيد 2 : 371 ، وباختلاف في كمال الدين : 652 / 14 ، غيبة الطوسي : 474 / 497 ، وصدره في : الفصول المهمة : 302.

٢٧٩

وروى الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « لا يخرج القائم حتّى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلّهم يدعو إلى نفسه »(1) .

وروى صالح بن عقبة ، عن عبد الله بن محمد الجعفيّ ، عن جابر قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام : « توقّوا آخر دولة بني العبّاس ، فإنّ لهم في شيعتنا لذعات أمضّ من الحريق الملتهب ».

وروى عمّار الساباطيّ ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال : « آخر دولة ولد العبّاس ضرام عرفج(2) ، يلتهب ، فتوقوهم فإنّ المتوقّي لهم فائز ».

وروى الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، والعلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « إنّ قدّام القائم علامات تكون من الله تعالى للمؤمنين ».

قلت : فما هي جعلني الله فداك؟

قال : « ذاك قول الله عزّ وجل :( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ) يعني المؤمنين قبل خروج القائم( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) (3) قال : « يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في

__________________

435 / 425.

(1) ارشاد المفيد 2 : 372 ، غيبة الطوسي : 437 / 428 ، الخرائج والجرائح 3 : 1162 ، كشف الغمة 2 : 459.

(2) العرفج : شجر معروف صغير سريع الاشتعال بالنار ، ولهبه شديد الحمرة ، يبالغ بحمرته فيقال : كضرام عرفج.

« انظر : النهاية 3 : 219 ، لسان العرب 2 : 323 ».

(3) البقرة 2 : 155.

٢٨٠