الصحيفة الصادقية

الصحيفة الصادقية6%

الصحيفة الصادقية مؤلف:
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 294

الصحيفة الصادقية
  • البداية
  • السابق
  • 294 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 174236 / تحميل: 8789
الحجم الحجم الحجم
الصحيفة الصادقية

الصحيفة الصادقية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

عُمْرِي ، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الحَلَالِ »(١) .

طلب الامامعليه‌السلام ، في هذا الدعاء من الله تعالى أن يعينه في هذا الشهر المبارك ، على ما يقربه إليه زلفى ، من التمكن من صيامه ، والقدرة على القيام بطاعته ، وأن يكتبه من حجاج بيته الحرام ، المبرور حجهم ، المشكور سعيهم ، المغفورة ذنوبهم ، وهذه الامور من أهم متطلبات العارفين والمتقين.

٤ ـ دعاؤه عند الإفطار

كان الامام الصادقعليه‌السلام ، يدعو الله تعالى عند إفطاره ، بهذا الدعاء وقد علمه إلى تلميذه الفقيه العالم أبي بصير ، وهذا نصه :

« الحَمْدُ لله الذي أَعَانَنَا فَصُمْنَا ، وَزَرَقَنَا فَأَفْطَرْنَا ، اللّهُمَّ تَقَبَّلْهُ منا ، وَأَعِنَّا عَلَيْهِ ، وَسَلِّمْنَا فِيهِ ، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ ، الحَمْدُ للهِ الذي قَضَى عَنِّي يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ »(٢) .

٥ ـ دعاؤه عند حضور رمضان

كان الامام الصادقعليه‌السلام ، يدعو في أوائل رمضان ، بهذا الدعاء الجليل ، وهذا نصه :

« اللّهُمَّ ، هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكَ ، الذي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ ، وَجَعَلْتَهُ هُدىً لِلنَّاسِ ، وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ ، قَدْ حَضَرَ فَسَلِّمْنَا فِيهِ ، وَسَلِّمْهُ لَنَا ، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ ، وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ أَنْ تَغْفِرَ

__________________

١ ـ الاقبال ( ص ٦٢ ).

٢ ـ الاقبال ( ص ١١٦ ).

١٢١

لي في شَهْرِي هَذَا ، وَتَرْحَمَنِي فِيهِ ، وَتَعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَتُعْطِيَني فِيهِ خَيْرَ ما أَعْطَيْتَ أَحَداً منْ خَلْقِكَ ، وَخَيْرَ ما أَنْتَ مُعْطِيهِ ، وَلا تَجَعَلْهُ آَخِرَ شَهْرِ رَمَضَانَ صُمْتُهُ لَكَ ، مُنْذُ أَنْ أَسْكَنْتَني أَرْضَكَ إلى يَوْمِي هَذَا ، وَاجْعَلْهُ عَلَى أتِمِّهِ نِعْمَةً ، وَأََمِّهِ عَافِيَةً ، وَأَوْسَعِهِ رِزْقَاً وَأَجَزَلَهُ وَأَهْنَأَهُ.

اللّهُمَّ ، إني أَعُوذُ بِكَ ، وَبِوَجْهِكَ الكَرِيمِ ، وَمُلْكِكَ العَظِيمِ ، أَنْ تَغرْبُ َالشَّمْسُ مِنْ يَوْمي هَذَا ، أَوْ يَنْقَضِي بَقِيَّةً هَذَا اليَوْمِ ، أَوْ يَطْلَعَ الفَجْرُ مِنَ لَيْلَتي هذِهِ ، أوَ ْيخَرْجُ َهذَاَ الشَّهْرُ وَلَكَ قِبَلِيْ مَعَهُ تَبِعَةُ ، أَوْ ذَنْبٌ ، أَوْ خَطِيئَةٌ ، تُرِيدُ أَنْ تُقَابِلَني بِهَا ، أَوْ تُؤَاخِذَني ، أَوْ تُوقِفَني مَوْقِفَ خِزْيٍ ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، أَوْ تُعَذِّبَني بِهَا يَوْمَ القَاكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللّهُمَّ ، فَكَمَا كَاَنَ مِنْ شَأْنِكَ ، ما أَرَدْتَني بِهِ مِنْ مَسْأَلَتِكَ ، وَرَحِمْتَني بِهِ مِنْ ذِكْرِكَ ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ سَيدِي الإِجَابَةُ فِيمَا دَعَوْتُكَ ، وَالنَّجَاةُ فِيمَا قَدْ فَزَعْتَ إلَيْكَ مِنْهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمِّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافْتَحْ لي مِنْ خَزَائِن رَحْمَتِكَ ، رَحْمَةً لا تُعَذِّبُني بَعْدَهَا أَبَداً ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ الوَاسِعِ ، رِزْقَاً حَلَالاً طَيِّباً ، لا تُفْقِرُني بَعْدَهُُ إلى أَحَدٍ سِوَاكَ أَبَداً ، تَزِيدُني بِذلِكَ لََك شُكْراً ، وَإلَيْكَ فَاقَةً وَبِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ غِنَيً ، وَتَعَفُّفاً.

اللّهُمَّ ، إني أَعُوُذُ بِكَ أَنْ يَكُوْنَ جَزَاءَ إحْسَانِكَ ، اَلإِسَاءَةُ مِنِّي ، اللّهُمَّ ، إني أَعُوُذُ بِكَ أَنْ أُصْلِحَ عَمَلِي فِيمَا بَيْني وَبَيْنَ النَّاسِ ، وَأُفْسِدَهُ فِيمَا بيْنِي وَبَيْنَكَ ، اللّهُمَّ ، إني أَعُوُذُ بِكَ أَنْ تَحُوْلَ سَرِيرَتي بَيْنِي وَبَينَكَ أَوْ تَكُونَ مُخَالِفَةً لَِطَاعَتِكَ.

اللّهُمَّ ، إني أَعُوُذُ بِكَ أَنْ تَكُوَنَ شَيْءٌ مِنَ الَأشْيَاءِ ، آثَرَ َعنْدِي مِنْ

١٢٢

طَاعَتِكَ ، اللّهُمَّ ، إني أَعُوُذُ بِكَ أَنْ أَعْمَلَ عَمَلاً مِنْ طَاعَتِكَ قَلِيلاً أَوْ كَثِيراً أُرِيدُ بِهِ أَحَداً غَيْرَكَ ، أَوْ أَعْمَلَ عَمَلاً يُخَالِطُهُ رِيَاءٌ ، اللّهُمَّ ، إني أَعُوْذُ بِكَ مِنْ هَوىً يُرْدِي مَنْ رَكِبَهُ ، اللّهُمَّ ، أني أَعُوْذُ بِكَ أَنْ أَجَعَلَ شَيْئاً مِنْ شُكْرِي فِي مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ لِغَيْرِكَ ، أَطْلُبُ بِهِ رِضَا خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ ، إني أَعُوْذُ بِكَ أَنْ أَتَعَدَّى حَدّاً مِنْ حُدُودِكَ ، أَتَزَيَّنُ بِذلِكَ لِلنَّاسِ وَأَرْكُنُ بِهِ لِلدُّنْيَا.

اللّهُمَّ ، إني أَعُوْذُ بعَفْوِكَ ، وَأَعُوْذُ بِرِضَاكَ مِنْ سُخْطِكَ ، وَأَعُوذُ بِطَاعَتِكَ مِنْ مَعْصِيَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ جَلَّ ثَنَاؤكَ وَوَجْهُكَ ، لا أُحْصِي الثَّنَاءَ عَلَيْكَ وَلَوْ حَرِصْتُ ، وَأَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ على نَفْسِكَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ.

اللّهُمَّ ، إني أَسْتَغْفِرُكَ ، وَأَتُوبُ إلَيْكَ ، مِنْ مَظَالِمَ كَثِيرَةِ لِعِبَادِكَ عِنْدِي ، فَأيُّ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِكَ ، أَوْ أَمَةٍ مِنْ إمَائِكَ ، كَانَتْ لَهُ قِبَلي مَظْلُمَةً ظَلَمْتُهُ إيَّاهَا في مَالِه ، أَوْ بَدَنِهِ ، أَوْ عِرْضِهِ ، لا أَسْتَطِيُع أَدَاءَ ذَلِكَ إلَيْهِ ، وَلا أَتَحَلَّلُهَا مِنْهُ ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَرْضِهِ أنتَ عَنِّي بِمَا شِئْتَ ، وَكَيْفَ شِئْتَ ، وَهَبْهَا لي ، وَمَا تَصْنَعُ يا سَيِّدِي بِعَذَابِي ، وَقَدْ وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَمَا عَلَيْكَ يَا رَبُّ أَنْ تُكَرِمَني بِرَحْمَتِكَ ، وَلا تُهِينَنِي بِعَذَابِكَ ، وَلا يَنْقُصُكَ يَا رَبُّ أَنْ تَفعَلَ بِي ما سَأَلْتُكَ ، وَأَنْتَ وَاجِدٌ لِكُلِّ شَيْءٍ.

اللّهُمَّ إنِّي أَسْتَغْفِرُكَ ، وَأَتُوبُ إلَيْكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ تُبْتُ إلَيْكَ مِنْهُ ، ثُمَّ عُدْتُ فِيهِ ، وَمِمَّا ضَيَّعْتُ مِنْ فَرَائِضِكَ وَأَدَاءِ حَقِّكَ مِنَ الصَّلاةِ ، وَالزَكَاةِ ، وَالصِّيَامِ وَالجِهَادِ ، وَالحَجِّ وَالعمْرَةِ ، وَإسْبَاغِ الوُضُوءِ ، وَالغُسْلِ مِنَ الجَنَابَةِ ، وَقِيَامِ اللَّيْلِ ، وَكَثْرَةِ الذِّكْرِ ، وَكَفَّارَةِ اليَمِينِ ، وَالإسْتِرْجَاعِ في المَعْصِيَةِ ، وَالصُدُودِ ، وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَصَّرْتُ فِيهِ ، مِنْ فَرِيضَةٍ ، أَوْ سُنَّةٍ

١٢٣

فإنَّي أَسْتَغْفِرُكَ ، وَأَتُوبُ إلَيْكَ مِنْهُ ، وَمِمَّا رَكِبْتُ مِنَ الكَبَائِرِ ، وَأَتَيْتُ مِنَ المَعَاصِي ، وَعَمِلْتُ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَاجْتَرَحْتُ مِنَ السَّيِئاتِ ، وَأَصَبْتُ مِنَ الشَّهَوَاتِ ، وَبَاشَرْتُ مِنَ الخَطَايَا مِمَّا عَمِلْتُهُ مِنْ ذَلِكَ عَمْداً أَوْ خَطَأً ، سِرَّاً أَوْ عَلَانِيَةً ، فَإنِّي أَتُوبُ إلَيْكَ مِنْهُ ، وَمِنْ سَفْكِ الدَّمِ ، وَعُقُوقِ الوَالِدَيْنِ وَقَطيعَةِ الرَّحِمِ ، وَالفَرَارِ مِنَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفِ المُحْصَنَاتِ ، وَأَكْلِ أَمْوَالِ اليَتَامَى ظُلْماً ، وَشَهَادَةِ الزُّورِ ، وَكُتْماَنِ الشَّهَادَةِ ، وَأَنْ أَشْتَرِي بِعَهْدِكَ في نَفْسِي ثَمَناً قَلِيلاٍ ، وَأَكْلِ الرِّيَاءِ ، وَالغُلُولِ ، وَالسِحْتِ وَالسِحْرِ ، وَاَلإكْتِهَاِن ، وَالطَّيَرَةِ ، وَالشِّرْكِ ، وَالرِّيَاءِ ، وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الخَمْرِ ، وَنَقْصِ المِكْيَالِ ، وَبَخْسِ المِيَزانِ ، وَالشِّقَاقِ ، وَالنِفَاقِ ، وَنَقْضِ العَهْدِ ، وَالفِرْيَةِ وَالخِيَانَةِ ، وَالغَدْرِ ، وَإخْفَارِ الذّمَةِ ، وَالحَلْفِ ، وَالغَيْبَةِ وَالنَّمِيمَةِ ، وَالبُهْتَانِ ، وَالهَمْزِ وَاللَّمْزِ ، وَالتَنَابُزِ بِالَألْقَابِ ، وَأذَى الجَارِ ، وَدُخُولِ بَيْتٍ بِغَيْرِ إذْنٍ ، وَالفَخْرِ ، وَالكِبَرِ ، وَالإِشْرَاكِ ، وَالإِصْرَارِ ، وَالإِسْتِكْبَارِ ، وَالمَشْيِ في الَأرْضِ مَرَحاً ، وَالجَوْرِ في الحُكْمِ ، وَالإِعْتِدَاءِ في الغَضَبِ ، وَرُكُوبِ الحَمِيَّةِ ، وَعَضْدِ الظَّالِمِ ، وَالعَوْدِ على الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ ، وَقِلَّةِ العَدَدِ في الَأهْلِ وَالوَلَدِ ، وَرُكُوبِ الظَّنِ ، وَاتِّبَاعِ الهَوَى ، وَالعَمَلِ بِالشَّهْوَةِ ، وَعَدَمِ الَأمْرِ بِالمْعرُوفِ ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَر ، وَالفَسَادِ في الَأرْضِ ، وَجُحُودِ الحَقِّ ، وَالإدْلاءِ إلى الحُكَّامِ بِغَيْرِ حَقِّ ، وَالمكْرِ وَالخَدِيعَةِ ، وَالقَوْلِ فِيمَا لا أْعَلُم ، وَأَكْلِ المَيْتَةِ وَالدَّمِ ، وَلَحْمِ الخِنْزِيرِ ، وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ ، وَالحَسَدَ ، وَالبَغْيِ وَالدُّعَاءِ إلى الفَاحِشَةِ ، وَالتَمَنِّي بِمَا فَضَّلَ اللهُ ، وَالإعْجَابِ بِالَنْفِس ، وَالمَنِّ بِالعَطِيَّةِ ، وَارْتِكَابِ الظُلْمِ ، وَجُحُودِ القُرْآنِ ، وَقَهْرِ اليَتْيم ، وَإنْتِهَارِ السَّائِلِ ، وَالحَنْثِ في والإِيمَانِ ، وَكُلِّ يَميِنٍ كَاذِبِةٍ فَاجِرَةٍ ، وَظُلْمِ أَحَدٍ مِنْ

١٢٤

خَلْقِكَ في أمْوَالِهِمْ ، وَأَشْعَارِهِمْ ، وَأَعْرَاضِهِمُ وَأَبْشَاِرِهِمْ ، وَمَا رَآهُ بَصَرِي ، وَسَمِعَهُ سَمْعِي ، وَنَطَقَ بِهِ لِسَانِي ، وَبَسَطْتُ إلَيْهِ يَدِي ، وَنَقَلْتُ إلِيْهِ قَدَمِي ، وَبِاشَرَهْ جِلْدِي وَحَدَّثْتُ بِهِ نَفْسِي ، مِمَّا هُوَ لَكَ مَعْصِيَةً ، وَكُلِّ يَمِينٍ زُورٍ ، وَمِنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ ، عَمِلْتُهَا في سَوَادِ اللَّيْلِ وَبَيَاضِ النَّهَارِ في مَلَاءٍ أَوْ خَلَاءٍ ، مِمَّا عَلِمْتَهُ أَوْ لَمْ أَعْلَمْهُ ، ذَكَرْتُهُ أَمْ لَمْ أَذْكُرْهُ ، سَمِعْتُهُ أَمْ لَمْ أَسْمَعْهُ ، عَصَيْتُكَ فِيهِ رَبِّي طَرْفَةَ عَينٍ ، وَمَا سِوَاهَا ، مِنْ حِلٍّ أَوْ حَرَامٍ ، تَعَدَّيْتُ فِيهِ أَوْ قَصَّرْتُ عَنْهُ ، مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتَنِي إلى أَنْ جَلَسْتُ مَجْلسِي هَذَا ، فَإنّي أَتُوبُ إلَيْكَ مِنْهُ ، وَأَنْتَ يا كَرِيمُ تَوَّابٌ رَحِيمٌ.

اللّهُمَّ ، يا ذَا المَنِّ وَالفَضْلِ ، وَالمَحَامِدِ التي لا تُحْصَى ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاقْبَلْ تَوْبَتِي ، وَلا تَرُدَّهَا لِكَثْرَةِ ذُنُوبِي ، وَمَا أَسْرَفْتُ على نَفْسِي حَتَّى لا أَرْجَعَ في ذَنْبٍ تُبْتُ إلَيْكَ مِنْهُ ، فَاجْعَلْهَا يا عَزِيزُ تَوْبَةً نَصُوحاً صَادِقَةً مَبْرورَةً لَدَيْكَ مَقْبُوَلًة ، مَرْفُوعَةً عِنْدَكَ ، في خَزَائِنِكَ التي ذَخَرْتَهَا لَأولِيَائِكَ حِينَ قَبِلْتَهَا مِنْهُمْ ، وَرَضِيتَ بِهَا عَنْهُمْ ،

اللّهُمَّ ، إنَّ هذِهِ النَّفْسَ نَفْسُ عَبْدِكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ ْتُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَجْعَلَهَا في حِصْنٍ حَصِينٍ مَنِيعٍ لا يَصِلُ إليْهَا ذَنْبٌ ، وَلا خَطِيئَةٌ ، وَلا يُفْسِدُهَا عَيْبٌ وَلا مَعْصِيَةً حَتَّى أَلْقَاكَ يَوْمَ القِيَامَةِ ، وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ ، وَأَنَا مَسْروُرٌ تَغْبِطُني مَلائِكَتُكَ ، وَأَنْبِيَاؤُكَ وَجَميعُ خَلْقِكَ ، وَقَد قَبِلْتَنِي وَجَعَلْتَني تَائِباً طَاهِراً زَاكِياً عِنْدَكَ مِنَ الصَّادِقِينَ.

اللّهُمَّ ، إنَّي أَعْتَرِفُ لَكَ بِذُنُوبِي ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْهَا ذُنُوباً لا تُظْهِرهَا لَأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، يا غَفَّارَ الذُنُوبِ ، يا أَرْحَمَ الرَّاِحمِيَن ، سُبْحَانَكَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لي إنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

١٢٥

اللّهُمَّ ، إنْ كَانَ مِنْ عَطَائِكَ ، وَفَضْلِكَ ، وَفي عِلْمِكَ وَقَضَائِكَ ، أَنْ تَرْزُقَني التَّوْبَةَ ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاعْصِمْني بَقِيَّة عُمْرِي ، وَأَحْسِنْ مَعْونَتي في الجِدِّ ، وَالإِجْتِهَادِ ، وَالمُسَارَعَةِ إلى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَىَ ، وَالنَّشَاطِ وَالفَرَحِ وَالصْحَّةِ حَتَّى أبْلُغَ في عِبَادَتِكَ ، وَطَاعَتِكَ التي يَحِقُّ لَكَ عَلَيَّ رِضَاكَ ، وَأَنْ تَرْزُقَني بِرَحْمَتِكَ ، ما أُقِيمُ بِهِ حُدُودَ دِينِكَ ، وَحَتَّى أَعْمَلَ في ذَلِكَ بِسُنَنِ نَبِيِّكَ ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَافْعَلْ ذلِكَ بِجَميعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ في مَشَارِقِ الأرْضِ وَمَغَارِبِهَا اللّهُمَّ إنَّكَ تَشْكُرُ اليَسِيرَ ، وَتَغْفِرُ الكَثِيرَ وَأَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ

وكان يكرر ذلك ثلاث مرات.

اللّهُمَّ إقْسِمْ لي كُلِّ مَا تُطْفِىءُ بِهِ عَنِّي ، نَائِرَةَ كُلِّ جَاهِلٍ ، وَتُخْمِدُ عَنِّي شُعْلَةَ كُلِّ قَائِلٍ ، وَأعْطِنِي هُدًى عَنْ كُلِّ ضَلَالَةٍ ، وَغِنىً مِنْ كُلِّ فَقْرٍ ، وَقُوَّةً مِنْ كُلِّ ضَعْفٍ ، وَعِزاً مِنْ كُلِّ ذُلٍ ، وَرِفْعَةً مِنْ كُلِّ ضِعَةٍ ، وَأَمْناً مِنْ كُلِّ خَوْفِ ، وَعَافِيَةً مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ ،

اللّهُمَّ ، ارْزُقْني عَمَلاً يَفْتَحُ لي بَابَ كُلِّ يَقِين ، وَيَقِيناً يَسُدُّ عَنِّي بَابَ كُلِّ شُبْهَةٍ ، وَدُعاءً تَبْسُطُ لي فِيهِ الإِجَابَةَ ، وَخَوْفاً يَتَيَسَّرُ لي بِهِ كُلُّ رَحْمَةٍ ، وَعِصْمَةً تَحوُلُ بَيْنِي وَبَيْنَ الذُنُوبِ ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاِحِمينَ »(١) .

ويعتبر هذا الدعاء من أمهات أدعية الامام الصادقعليه‌السلام ، وذلك لما حواه من المضامين العظيمة ، والمطالب الجليلة ، التي كان منها عظيم إخلاصه في طاعة الله تعالى ، إخلاصا لا حدود له ، كما حفل هذا الدعاء

__________________

١ ـ الاقبال ( ص ٤٧ ـ ٥٠ ) وهناك بقية لهذا الدعاء آثرنا عدم ذكرها لعدم علمنا بأنها من الامام الصادقعليه‌السلام .

١٢٦

بالتحذير من اقتراف الجرائم والذنوب ، التي تمسخ الانسان ، وتهبط به إلى مستوى سحيق ما له من قرار ، وقد ذكر سجلا منها ، وحذر كأشد ما يكون التحذير منها ، وبذلك فقد اعطى منهجا متكاملا للحياة الاسلامية المتطورة ، التي تسود بمناهجها الرائعة ، جميع مجتمعات العالم ، حقا لقد كان هذا الدعاء من ذخائر أدعية أئمة أهل البيتعليهم‌السلام ومن مناجم ثرواتهم الفكرية.

٦ ـ دعاؤه في ليالي رمضان

كان الامام الصادقعليه‌السلام ، يدعو في ليالي رمضان بعد صلاة المغرب بهذا الدعاء :

« اللّهُمَّ ، مَنْ طَلَبَ حَاجَتَهُ إلى أَحَدٍ مِنَ المَخْلُوقِينَ ، فَإني لا أطْلُبُ حَاجَتِي إلاَّ مِنْكَ ، أَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ ، وَرِضْوَانِكَ ، أَنْ تُصَلّي على مُحَمَّدٍ وُّآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَجَعَلَ لي مِنْ عَامِي هَذَا ، إلى بَيْتِكَ الحَرَامِ سَبِيلاً ، حِجَّةً مًبْرُورَةً ، مَقْبُولَةً زَاكِيَةً ، خَالِصَةً لَكَ تُقِرُّ بِهَا عَيْنِي ، وَتَرْفَعُ بِهَا دَرَجْتي ، وَتَرْزُقَني أَنْ أَغُضَ بَصَرِي ، وَأَنْ أَحْفَظَ فَرْجِي ، وَأَنْ أكُفَّ عَنْ جَمِيعِ مَحَارِمِكَ ، حَتَّى لا يَكُونَ شَيْءٍ آثَرَ عِنْدِي مِنْ طَاعَتِكَ وَخَشْيَتِكَ ، وَالعَمَلَ بِمَا أَحْبَبْتَ ، وَالتَّرْكَ لِمَا كَرِهْتَ ، وَنَهَيْتَ عَنْهُ وَاجْعَلْ ذَلِكَ في يُسْرٍ وَيَسَارٍ مِنْكَ ، وَعَافِيَة ، وَأَوْزِعْني شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ اللّهُمَّ اجْعَلْ لي مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً »(١) .

وكان حقا هذا هو التبتل والاعتصام بالله ، فهو لا يرجو قضاء أي حاجة من حوائجه إلا من الله ، ولا يرجو أي أحد من المخلوقين الذين هم فقراء إلى الله ، وقد كان أعز طلباته منه تعالى هو أن يرزقه حج بيته الحرام ، فإنه من أغلى

__________________

١ ـ الاقبال ( ص ٢٤ ).

١٢٧

أمانيه ، كما سأل منه تعالى الكف عن جميع ما لا يرضيه والتوفيق لطاعته وعبادته.

٧ ـ دعاؤه في أيام رمضان

كان الامام الصادقعليه‌السلام ، يدعو بهذا الدعاء الجليل ، في أيام شهر رمضان المبارك ، وهذا نصه :

« اللّهُمَّ ، إني أَسْأَلُكَ بِبَهَائِكَ ، وَجَلالِكَ ، وَجَمَالِكَ ، وَعَظَمَتِكَ وَنُورِكَ ، وَسَعَةِ رَحْمَتِكَ ، وَبِأَسْمَائِكَ ، وَعِزَّتِكَ ، وَقُدْرَتِكَ ، وَمَشِيئَتِكَ ، وَنَفَاذِ أَمْرِكَ ، وَمُنْتَهَى رِضَاكَ ، وَشَرَفِكَ ، وَدَوَامِ عِزِّكَ ، وَسُلْطَانِكَ وَفَخْرِكَ ، وَعُلُوِّ شَأْنِكَ ، وَقَدِيمِ مَنِّكَ ، وَعَجِيبِ آيَاتِكَ ، وَفَضْلِكَ وَجُودِكَ ، وَعُمُومِ رِزْقِكَ ، وَعَطَائِكَ وَخَيْرِكَ وَإحْسَانِكَ ، وَتَفَضُلِكَ وَامْتِنَانِكَ ، وَشَأْنِكَ ، وَجَبَرُوتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ مَسَائِلِكَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَتُنَجِّيَني مِنَ النَّارِ ، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِالجَنَّةِ ، وَتُوَسِّعُ عَلّيَّ مِنَ الرِّزْقِ الحَلَالِ الطَيِّبِ ، وَتَدْرَأَ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وَتَمْنَعَ لِسَانِي مِنَ الكَذِبِ ، وَقَلْبِي مِنَ الحَسَدِ ، وَعَيْنِي مِنَ الخِيَانَةِ ، فَّأِنَّكَ تَعْلَمُ خَائِنَةَ الَأعْيُنِ ، وَمَا تُخْفي الصُّدُورُ ، وَتَرْزُقَني في عَامِي هَذَا ، وَفي كُلِّ عَامٍ ، الحَجَّ وَالعُمْرَةَ ، وَتَغُضَّ بَصَرِي وَتُحْصِنَ فَرْجي ، وَتُوَسِّعَ رِزْقِي ، وَتَْصِمَني مِنْ كُلِّ سوءٍ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ »(١) .

لقد سأل الامام الصادقعليه‌السلام في هذا الدعاء الليل جميع ألوان الخير ، وجميع ما يقربه إلى الله تعالى زلفى.

__________________

١ ـ الاقبال ( ص ٣٣ ).

١٢٨

٨ ـ دعاؤه في رمضان

من أدعية الامام الصادقعليه‌السلام ، في شهر رمضان هذا الدعاء ، وكان يدعو به ، بعد أن يصلي ركعتين نافلة :

« الحَمْدُ لله الذي عَلَا فَقَهَرَ ، والحَمْدُ لله الذي مَلَكَ فَقَدَرَ ، والحَمْدُ لله الذي بَطَنَ فَخَبَرَ ، والحَمْدُ لله الذي يُحْيي المَوْتَى ، وَيُمِيتُ الَأحّيَاءَ وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، والحَمْدُ لله الذي تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِعظَمَتَهِ ِ، وَالحَمْدُ لله الذي ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ ، وَالحَمْدُ لله الذي اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ ، وَالحَمْدُ لله الذي خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمَمْلَكَتِهِ ، وَالحَمْدُ لله الذي يَفْعَلُ ما يَشَاءُ ، وَلا يَفْعَلُ ما يشَاءُ غَيْرُهُ ، اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَدْخِلْني في كُلِّ خَيْرٍ ، أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَأَخْرِجْني مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِِمْ ، وَالسَّلَامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ، وَرَحَمْةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، وَسَلمْ تَسْليمَاً كَثِيراً »(١) .

وأنت ترى في هذا الدعاء مدى تذلل الامامعليه‌السلام للخالق العظيم ، وتضرعه إليه وخشيته منه ورجائه له.

٩ ـ من ادعيته في رمضان

ومن أدعية الامام الصادقعليه‌السلام ، في شهر رمضان المعظم ، هذا الدعاء وكان يدعو به ، عقب ركعتين من الصلاة ، وهذا نصه :

« اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعَانِي جَميعِ ما دَعَاكَ بِهِ عِبَادُكَ الذين

__________________

١ ـ الاقبال ( ص ٢٨ ).

١٢٩

اصْطَفَيْتَهُمْ لِنَفْسِكَ ، المَأْمُونُونَ على سِرِّكَ ، المُحْتَجِبُونَ بِغَيبِكَ ، المُسْتَتِرُونَ بِدِينِكَ المُعْلَنونَ بِهِ ، الوَاصِفُوُنَ لِعَظَمَتِكَ ، المُنَزِّهُونَ عَنْ مَعَاصِيكَ ، الدَّاعُونَ إلى سَبِيلِكَ ، السَّابِقُونَ في عِلْمِكَ ، الفَائِزُوُنَ بِكَرَاَمَتِكَ ، أَدْعُوكَ على مَوَاضِعِ حْدُودِكَ ، وَكَمَالِ طَاعَتِكَ ، وَمَا يَدْعُوكَ بِهِ وُلاَةُ أَمْرِكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَفْعَلَ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَلَا تَفْعَلَ بي ما أنَتْ َأَهْلُهُ ، وَلَا تَفْعَلَ بي مَا أَنَا أَهْلُهُ »(١) .

وتوسل الامامعليه‌السلام إلى الله تعالى بعباده الصالحين المتحرجين في دينهم أن يقضي مهامه وحوائجه.

١٠ ـ من أدعيته في رمضان

كان الامام الصادقعليه‌السلام ، في شهر رمضان المبارك ، يدعو بهذا الدعاء بعد صلاة ركعتين :

« يَاذَا المَنَّ لا يُمَنُّ عَلَيْكَ ، يا ذَا الطًّولِ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، أَنْتَ ظَهْرُ اللَاجِئِينَ ، وَمَأَمَنُ الخَائِفِينَ ، وَجَارُ المُسْتَجيِريِنَ ، إنْ كَاَنَ عِنْدِكَ في أُمِّ الكِتَابِ ، أَنَّي شَقِيٌ أَوُ مَحْروُمٌ ، أَوْ مُقَتَّر عَلَيَّ رِزْقِي ، فَامْحُ مِنْ أُمِّ الكِتَابِ شَقَائِي وَحِرْمَانِي ، وَإقْتَاَر رِزْقِي ، وََاكْتُبْني عِنْدَكَ سَعِيداً مُوَفَّقاً لِلْخَيْرِ ، مُوسَعاً عَلَيَّ في رِزْقِكَ ، فَإنَّكَ قُلْتَ في كِتَابِكَ المُنْزَلِ ، على لِسَانِ نَبِيِّكَ المُرْسَلِ صَلَوَاتَكَ عَلَيْهِ : « يَمْحوُ الله ما يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ » وَقُلْتَ : « رَحْمَتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ » فَلْتَسعَنْي رَحْمَتُكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحمين ، وَصَلِّ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ »

__________________

١ ـ الاقبال ( ص ٢٩ ).

١٣٠

وكان يدعو بعد هذا الدعاء لنجاح ما أهمه(١) .

١١ ـ من أدعيته في رمضان من

من الادعية الجليلة ، التي كان يدعو بها الامام الصادقعليه‌السلام ، في شهر رمضان المبارك ، هذا الدعاء ، وكان يدعو به عقيب صلاة ركعتين :

« اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِعَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ ، وَبِوَاجِبِ رَحمَتِكَ السَلَامَةَ مِنْ كُلِّ إثْمٍ ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كْلِّ بِرّ ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ ، اللّهُمَّ دَعَاكَ الدَّاعُونَ وَدَعَوْتُكَ وَسَأَلَكَ السَّائِلوُنَ ، وَسَأَلْتُكَ ، وَطَلَبَكَ الطَّالِبُونَ ، وَطَلَبْتُكَ ،

اللّهُمَّ ،أَنْتَ الثِّقَةُ وَالرَّجَاءُ ، وَإلَيْكَ مُنْتَهَى الرًَّغَبَةِ وَالدُّعَاءِ ، في الشِدَّةِ وَالرَخَاء ، اللّهُمَّ فَصَلِّ على مُحَمَّدً وَآلِ مُحَمَّدٍ ، واجْعَلِ اليَقينَ في قَلْبِي ، وَالنَّورَ في بَصَرِي ، وَالنَصِيحَةَ في صَدْرِي ، وَذِكْرَكَ بِاللَّيل وَالنَّهَارِ عَلى لِسَانِي ، وَرِزْقاً وَاِسعاً غَيرَ مَمْنُوعٍ وَلَا مَمْنُونٍ ، وَلَا محْْظُورٍ ، فَارْزُقْني ، وَبَارِكْ لي فِي مَا رَزَقْتَني ، وَاجْعَلْ غِنَايَ في نَفْسِي ، وَرَغْبَتي في مَا عِنْدَكَ ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّحِمِينَ »(٢) .

لقد علمنا سليل النبوة كيف نسأل الله تعالى نتضرع إليه في قضاءِ حوائجنا واعطانا بهذا الدعاء منهجاَ مشرقاً لذلك.

١٢ ـ من ادعيته في رمضان

ومن أدعية الامام الصادقعليه‌السلام ، هذا الدعاء وقد وجده العلامة

__________________

١ ـ الاقبال ( ص ٣٢ ).

٢ ـ الاقبال ( ص ٣٧ ).

١٣١

إبن طاووس ، بخط شيخ الطائفة ، وزعيمها العظيم الشيخ الطوسيرحمه‌الله وهذا نصه :

« اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَفَرِّغْني لِمَا خَلَقْتَني لَهُ ، وَلا تُشْغِلْني بِمَا قَدْ تَكَفَّلْتُ لي بِهِ ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ إيمَاناً لا يَرْتَدُّ ، وَنَعِيماً لا يَنْفَذُ ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وِآلِهِ في أَعْلى جَنَّةٍ الخُلْدِ.

اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ رِزْقَ يَوْمٍ بِيَوْمٍ ، لا قَلِيلاً فَأَشْقَى ، وَلا كَثِيراً فَأَطْغَى ، اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْني مِنْ فَضلِكَ ، ما تَرْزُقُني بِهِ الحَجَّ وَالعُمْرَةَ في عَامِي هَذَا ، وَتُقَوِّيِني على الصَّوْمِ ، وَالصَّلاةِ ، فَأَْتَ رَبِّي وَرَجَائِي ، وَعِصْمَتي لَيْسَ لي مُعْتَصَمٌ إلاَّ أَنْتَ ، وَلا رَجَاءَ غَيْرُكَ ، ولا مَلْجَأَ لي ، وَلا مُنْجى مِنْكَ إلَا إلَيْكَ ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ ، وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآتِنِي في الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِني عَذَابَ النَّارِ »(١) .

١٣ ـ من أدعيته في رمضان

من أدعية الامام الصادقعليه‌السلام ، في شهر رمضان المبارك ، هذا الدعاء :

« اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ مِنْ جُهْدِ البَلَاءِ ، وَشمَاتَةِ الَأعْدَاءِ ، وَسُوءِ القَضَاءِ ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَمِنَ الضَّرَرِ في المَعِيشَةِ ، وأن لا تَبْتَلِيَني بِمَا لا طَاقَةِ لي بِهِ ، أَوْ تُسَلطَ عَلَيَّ طَاغِياً ، أَوْ تَهْتِكَ لي سِتراً ، أَوْ تُبْدِيَ لي عَوْرَةً ، أَوْ تُحَاسِبَني يَوْمَ القِيَامَةِ مُنَاقِشاً ، أَحوَجَ ما أَكُونُ إلى عَفْوِكَ ، وَتَجَاوُزِكَ عَنِّي فيمَا سَلَفَ.

__________________

١ ـ الاقبال ( ص ٣٨ ).

١٣٢

اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الكَرِيمِ ، وَكَلِمَاتِكَ التَامَّةِ أَنْ تُصلَيِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَجْعَلَني مِنْ عُتَقَائِكَ وَطُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ »(١) .

لقد طلب الامامعليه‌السلام ، في هذا الدعاء من الله تعالى أمورا ، هي أسمى وأجل ما في هذه الحياة ، فقد طلب خير الدنيا وخير الآخرة ، وبذلك فقد علمنا كيف نسأل ونطلب من الخالق العظيم.

١٤ ـ من ادعيته في رمضان

كان الامام الصادقعليه‌السلام ، يدعو بهذا الدعاء ، في أيام رمضان وهذا نصه :

« يا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى ، وَياخَيْرَ مَنْ سُئِلَ ، ويا أَرْحَمَ منَ ْاسْتُرْحِمَ ، يا وَاحِدُ يا أَحَدُ ، يا صَمَدُ ، يامَنْ لَمْ يِلدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَم يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ ، يا مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً ، وَلا وَلَداً ، يا مَنْ يَفْعَلُ ما يَشاءُ ، وَيَحْكُمُ بِمَا يُرِيدُ ، وَيقْضِي بِمَا أَحَبَّ ، يا مَنْ يَحوُلُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ ، يا مَنْ هُوَ بِالمَنْظَرِ الَأعْلَى ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٍ ، يا حَكِيمُ ، يا سَمِيعُ ، يا بَصيِرُ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الحَلَالِ ، ما أكْفي بِهِ وَجْهِي ، وَأُؤَدِّي بِهِ عَني أَمَانَتِي ، وَأَصِلُ بِهِ رَحِمي ، وَيَكُونُ عَوْناً لي على الحَجِّ وَالعُمْرَةِ »(٢) .

لقد سأل الامامعليه‌السلام ، من الله تعالى في هذا الدعاء ، السعة في

__________________

١ ـ الاقبال ( ص ١٧٤ ).

٢ ـ الاقبال ( ص ١٧٣ ).

١٣٣

حياته الاقتصادية ، ليستعين بها على فعل الخير ، من صلة الرحم ، وحج بيت الله الحرام.

١٥ ـ من أدعيته في رمضان

من الادعية الجليلة ، التي كان يدعو بها سليل النبوة ، ومعدن العلم والحكمة ، في أيام شهر رمضان المبارك ، هذا الدعاء :

« يا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ ، وَسَتَرَ القَبِيحَ ، يا مَنْ لَمْ يَهْتِكِ السِّترَ ، وَلَمْ يَأْخُذْ بِالجَرِيرَةِ ، يا عَظِيمَ العَفْوِ ، يا حَسَنَ التَجَاوُزِ ، يا وَاسِعَ المَغْفِرَةِ ، يا بَاسِطَ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ ، يا صَاحِبِ كُلِّ نَجْوَى ، وَمُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى ، يا مُقِيلَ العَثَرَاتِ ، يا كَرِيمَ الصَّفحِ ، يا عَظِيمَ المَنِّ ، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ ، قَبْلَ اسْتِحقَاقِهَا ، يا رَبَّاهُ يا سَيِّدَاهُ ، يا أَمَلَاهُ ، يا غَايَةَ رَغْبَتَاهُ ، أَسْأَلُكَ بِكَ يا اللهُ ، لا تُشَوِّه خَلْقِي بِالنَّارِ ، وَأَنْ تَقْضِيَ حَوَائِجَ آخِرَتِي ، وَدُنْيَايَ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

وكانعليه‌السلام ، بعد هذا الدعاء ، يصلي ركعتين ، ثم يستمر في دعائه قائلا :

اللّهُمَّ ، خَلَقْتَني فَأَمَرْتَني ، وَنَهَيْتَني ، وَرَغَّبْتَني في ثَوَابِ ما بِهِ أَمَرْتَني ، وَرَهَّبْتَني عِقَابَ ما عَنْهُ نَهَيْتَني ، وَجَعَلْتَ لي عَدُواً يَكَيدُني ، وَسَلَّطْتَهُ عَلَيَّ ، على ما لَمْ تُسَلِّطْني عَلَيْهِ مِنْهُ ، فَأَسْكَنْتَهُ صَدْرِي ، وَأَجْرَيْتَهُ مَجْرَى الَّدمِ مِنِّي ، لا يَغْفَلُ إنْ غَفِلْتُ ، وَلا يَنْسَى إنْ نَسِيتُ ، يُؤْمِنُني عَذَابَكَ ، وَيُخَوِّفُني بِغَيْرِكَ ، إنْ هَمَمْتُ بِفَاحِشَةٍ شَجَّعَني ، وَإنْ هَمَمْتُ بِصَالِحِ ثَبَّطَني ، يَنْصُبُ لي بِالشَّهَوَاتِ ، وَيَعْرِضُ لي بِهَا ، أنْ وَعَدَني كَذَبَني ، وَإنْ مَنَّانِي أَقْنَطَني ، وَإنْ اتَّبَعْتُ هَوَاهُ أضَلَّني ، وَالاَّ تَصْرِفُ عَنيِّ

١٣٤

كَيْدَهُ يَسْتَزِلُّني ، وَإلاَّ تُفْلِتْني مِنْ حَبَائِلِهِ يَصُدُّني ، وَإلاُّ تَعْصِمْني مِنْهُ يَفْتِنِّي ، اللّهُمَّ ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاقْهَرْ سَلْطَانَهُ عَلَيَّ ، بِسُلْطَانِكَ عَلَيْهِ ، حَتَّى تَحْبِسَهُ عَنِّي بِكَثْرَةِ الدُّعَاءِ لَكَ مِنِّي ، فَأَفُوزَ في المَعْصُومِينَ مِنْهُ بِكَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ »(١) .

حكى المقطع الاول ، من هذا الدعاء ، الطاف الله التي لا تحصى على عباده ، والتي كان من إظهاره ، وإشاعته لجميل ما يصدر عنهم ، وستره لقبيح أعمالهم ، التي لو شاعت عنهم لسقطوا من أعين الناس ، إلى غير ذلك ، من فيوضاته تعالى عليهم وحكى المقطع الثاني ، من هذا الدعاء الالتجاء إلى الله تعالى ، في الاستعاذة من الشيطان الرجيم ، الذي ينفذ إلى أعماق النفس ، والذي يحبب لها كل معصية وموبقة ، ويبغض لها كل طاعة لله ، فقد استعان به تعالى للوقاية ، من غروره وشروره.

١٦ ـ من أدعيته في رمضان

كان الامام الصادقعليه‌السلام ، يدعو بهذا الدعاء الجليل ، في شهر رمضان وقد نقله السيد إبن طاووس عن جده لامه شيخ الطائفة ، وزعيمها الاعلى الشيخ الطوسيرحمه‌الله ، وهذا نصه :

اللّهُمَّ ، بِكَ الحَمْدُ كُلُّهُ ، وَلَكَ المُلْكُ كُلُّهُ ، وَبِيَدِكَ الخَيْرُ كُلُّهُ ، وَإلَيْكَ يَرْجِعُ الَأمْرُ كُلُّهُ ، عَلَانِيَتُهُ وِسِرُّهُ ، وَأَنْتَ مُنْتَهَى الشَأْنِ كُلُّهُ.

اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الخَيْرِ كُلُّهُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الَشرِّ كُلُّهِ ، اللّهُمَّ ، صلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأرْضِنِي بِقَضَائِكَ ، وَبَارِك لي في قَدْرِكَ ، حَتَّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أَخَّرْتَ وَلا تَأخِيرَ ما عَجَّلْتَ.

__________________

١ ـ الاقبال ( ص ١٧٢ ).

١٣٥

اللّهُمَّ ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ ، وَارْزُقْني بَرَكَتَكَ ، وَاسْتَعْمِلْني في طَاعَتِكَ ، وَتَوَفَّني عِنْدَ انْقِضَاءِ أَجَلي على سَبِيلِكَ ، وَلا تُوَلِّ أَمْري غَيْرِكَ ، وَلا تُزغْ قَلْبِيَ بَعْدَ إذْ هَدَيْتَني ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ، إنَكَ أَنْتَ الوَهَّابُ »(١) .

١٧ ـ دعاؤه في كل ليلة من رمضان

وأثر عن الامام الصادقعليه‌السلام ، هذا الدعاء ، وكان يدعو به في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك :

« اللّهُمَّ ، أنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ فِيمَا تَقْضِي ، وَتُقْدِّرُ ، مِنَ الَأمْر المَحْتُومِ ، في الَأمْرِ الحَكِيم ، في القَضَاءِ الذي لا يُرَدُ ، وَلا يُبَدَّلُ ، أَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرَامِ المَبْروُرِ حَجُّهُمْ ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمْ ، المَغْفُورَةِ ذُنُوبُهُمْ ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ ، وَأَنْ تَجْعَلَ فيمَا تَقضِي ، وَتُقَدِّرُ ، أَنْ تُطِيلَ عُمُرِي ، في خَيْرٍ وَعَافِيَةٍ ، وَتُوَسِّعَ في رِزْقِي ، وَتَجْعَلنَي مِمَّنْ تَنْتَصِرُ به لِدِينِكَ ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بي غَيْري »(٢) .

وحكى هذا الدعاء ، مدى تعلق الامامعليه‌السلام بالحج ، ورغبته الملحة في أداء مناسك الحج ، والوقوق بتلك المشاهد الكريمة التي يحبها الله.

١٨ ـ دعاؤه في وداع رمضان

كان الامام الصادقعليه‌السلام يودع شهر رمضان المبارك ، بالتضرع إلى

__________________

١ ـ الاقبال ( ص ٣٨ ).

٢ ـ الاقبال ( ص ٦١ ـ ٦٢ ).

١٣٦

الله تعالى ، والابتهال إليه ، وكان يدعو أن يجزل الله له المزيد من الاجر ، ويضاعف حسناته ، ويتقبل مبراته ، وإحسانه ، إلى الفقراء ، وكان مما يدعو به هذا الدعاء :

« اللّهُمَّ ، إنَّكَ قُلْتَ : في كِتَابِكَ المُنْزَلِ ، على لِسَانِ نَبِيِّكَ المُرْسَلِ ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَقَوُلُكَ حَقٌ : «شَهْرُ رَمَضَانَ ، الذي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ ، هُدَىً لِلْنَّاسِ ، وَبَينَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ » ، وَهَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ قَدْ تَصَرَّمَ ، فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ ، وَكَلِمَاتِكَ التَامَّةِ ، وَجَمَالِكَ وَبَهَائِكَ ، وَعُلُوِّكَ وَارْتِفَاعِكَ ، فَوْقَ عَرْشِكَ ، أَنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَإنْ كَانَ قَدْ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنْبٌ لَمْ تَغْفِرْهُ لي ، أَوْ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَني عَلَيْهِ ، أَوْ تُحَاسِبَني عَلَيهِ ، أَنْ يَطْلَعَ فَجْرُ هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، أَوْ يَنْصَرِمَ هَذَا الشَّهْرُ ، إلاَّ وَقَدْ غَفَرْتَهُ لي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللّهُمَّ ، لَكَ الحَمْدُ ، بِمَحَامِدِكَ كُلِّهَا ، أَوَّلِهَا وَآخِرِهَا ، ما قُلْتَهُ لِنَفْسِكَ مِنهَا ، وَمَا قَاَلَ لَكَ الخَلَائِقُ : الحَامِدُونَ ، المُتَهَجِّدُونَ ، المُعَدِّدونَ ، المُؤثِرُونَ في ذِكْرِكَ وَالشُّكْرِ لَكَ ، أَعَنْتَهُمْ على اَدَاءِ حَقِّكَ مِنْ أَصَنْاَف ِخَلْقِكَ ، مِنَ المَلَائِكَةِ المُقَرَّبِينَ ، وَالنَبِيِّينَ ، وَالمُرْسَلِينَ ، وَأَصْنَافِ النَّاطِقِينَ ، المُسَبِّحِينَ لَكَ مِنْ جَمِيعِ العَالَمِينَ ، عَلى أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَعَلَيْنَا مِنْ نِعَمِكَ ، وَعِنْدَنَا مِنْ قِسَمِكَ ، وَإحْسَانِكَ ، وَتَظَاهُرِ امْتِنَانِكَ ، فَبِذلِكَ لَكَ الحَمْدُ الخَالِدُ ، الدَّائِمُ ، المُخَلَّدُ ، السَّرْمَدُ ، الذي لا يَنْفُذُ طُولَ الَأبَدِ ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ ، وَأَعَنْتَنَا عَلَيْهِ ، حَتَّى قَضَيْتَ عَنَّا صِيَامَهُ ، وَقِيَامَهُ ، مِنَ صَلَاةَ ، وَمَا كَاَنَ فِيهِ مِنْ بِرٍّ أو شُكْرٍ ، أَوْ ذِكْرٍ.

اللّهُمَّ ، فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا بِأَحْسَنِ قَبُولِكَ ، وَتَجَاوُزِكَ ، وَعَفْوِكَ ، وَصَفْحِكَ

١٣٧

وَغُفْرَانِكَ ، وَحَقِيقَةِ رِضْوَانِكَ ، حَتَّى تُظْفِرَنَا فِيهِ ، بِكُلِّ خَيْرٍ مَطْلُوبٍ وَجَزِيلِ عَطَاءٍ مَوهُوبٍ ، وَتُؤْمِنَنَا فِيهِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ مَرهُوبٍ ، وَذَنْبٍ مَكْسوبٍ.

اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظِيم مَا سَأَلَكَ أَحَدٌ ، مِنْ خَلْقِكَ ، مِنْ كَرِيمِ أَسْمَائِكَ ، وَجَزِيلِ ثَنَائِكَ ، وَخَاصَّةِ دُعَائِكَ أَنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَجْعَلَ شَهْرَنَا هَذَا ، أَعْظَمَ شَهْرِ رَمَضَانَ مَرَّ عَلَيْنا ، مُنْذُ أَنْزَلْتَنَا إلى الدُّنْيَا ، في عِصْمَةِ دِينِي ، وَخَلاِصِ نَفْسِي ، وَقَضَاءِ حَاجَتي ، وَتُشَفِّعَني في مَسَائِلي ، وَتَمَامِ النِعْمَةِ عَلَيَّ ، وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي ، وَلِبَاسِ العَافِيَةِ لي ، وَأَنْ تُجْعَلَني بِرَحْمَتِكَ ، مِمَّنْ حُزْتَ لَهُ لِيْلَةَ القَدْرِ ، وَجَعَلْتَها لَهُ خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرِ ، في أَعْظَمِ الَأجْرِ ، وَكَرَائِمِ الذُّخْرِ ، وَطُولِ العُمْرِ ، وَحُسْنِ الشُّكْرِ ، وَدَوَامَ اليُسْرِ.

اللّهُمَّ ، وَأَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ ، وَطَولِكَ ، وَعَفْوِكَ ، وَنَعْمَائِكَ ، وَجَلَالِكَ وَقَدِيمِ إحْسَانِكَ ، وَامْتِنَانِكَ ، أَنْ لا تَجْعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِنَّا ، لِشَهْرِ رَمَضَانَ ، حَتَّى تُبَلِّغَنَا مِنْ قَابِلٍ على أَحْسَنِ حَالٍ ، وَتُعَرِّفَني هِلَالَهُ ، مَعَ النَّاظِرِيِنَ إلَيْهِ ، وَالمْتَعَرِّفِينَ لَهُ ، في أَعْفى عَافِيَتِكَ ، وَأَتَمِّ نِعْمَتِكَ ، وَأَوْسَعِ رَحْمَتِكَ ، وَأَجْزَلِ قِسَمِكَ ، اللّهُمَّ ، يا ربِّ الذي لَيْسَ لي غَيْرُهُ ، أَسْأَلُكَ أَنْ لا يَكُونَ هَذَا الوَدَاعُ مِنِّي ، وَدَاعَ فَنَاءٍ ، وَلَا آخِرَ العَهْدِ مِنَ اللِّقَاءِ ، حَتَّى تُرِينيهِ مِنْ قَابِلِ في أَسْبَغِ النِّعَمِ ، وَأَفْضَلِ الرَّخَاءِ ، وَأَنَا لَكَ على أَحْسَنِ الوَفَاءِ ، إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء.

اللّهُمَّ اسْمَعْ دُعَائِي ، وَارْحَمْ تَضَرُعِي ، وَتَذَلُّلي لَكَ ، وَاسْتِكَانَتِي

١٣٨

لَكَ ، وَتَوْكُّلِي عَلَيْكَ ، وَأَنَا لَكَ سِلِمٌ(١) لا أرَجْوُ نَجَاحاً ، وَلا مُعَافَاةً ، وَلا تَشْرِيفاً ، وَلا تَبْلِيغاً إلاَّ بِكَ وَفِيْكَ ، فَامْنُنْ عَلَيَّ جَلَّ ثَنَاؤُكَ ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ ، بِتَبْلِيغِي شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَأَنَا مُعَافَى مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ ، وَمَحْذُورٍ ومِنْ جَمِيعِ البَوَائِقِ.

الحَمْدُ لله ، الذي أَعَانَنَا ، على صِيَامِ هَذَا الشَّهْرِ وَقِيَامِهِ ، حَتَّى بَلَغَنَا آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْهُ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِأَحَبِّ ما دُعِيتَ بِهِ ، وَأَرْضَى مَا رَضَيتَ بِهِ عَنْ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلا تَجْعَلْ وَدَاعِي شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَدَاعَ خُرُوجِي مِنَ الدُّّنْيَا ، وَلا وَدَاعَ آخِرَ عِبَادَتِكَ فِيهِ ، وَلا آخِرَ صَوْمي لَكَ ، وَأرْزُقْني العَوْدَ فِيهِ ، ثُمَ العَوْدَ فِيهِ ، بِرَحْمَتِكَ يا وَلِيِّ المُؤْمِنِينَ ، وَوَفِّقْني فِيهِ لِلَيْلَةِ القَدْرِ ، وَاجْعَلْهَا لي خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، رَبِّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَالجِبَالِ وَالبِحَارِ ، وَالظُلَمِ وَالَأنْوَارِ ، وَالَأرْضِ وَالسَّمَاءِ ، يَا بَارِئُ ، يا مُصَوِّرُ ، يا حَنَّانُ ، يا مَنَّانُ ، يا اللهُ ، يا رَحْمنُ يا قَيُّومُ ، يا بَدِيعُ ، لَكَ الَأسمَاءُ الحُسْنَى ، وَالكِبْرِيَاءُ وَاَلآلاءُ ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، أنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي ، في هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، في السُّعَدَاءِ وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ ، وَإحْسَانِي في عِلِّيِّيْنَ ، وَإسَاءَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لي يَقِيناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإيمَاناً لا يَشُوبُهُ شَكٌّ ، وَرِضَىً بِمَا قَسَمْتَ لي ، وَأَنْ تُؤْتِيَني ، فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَأَنْ تَقِيَني عَذَابَ النَّارِ ،

اللّهُمَّ ، أجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ ، مِنَ الَأمْرِ المَحْتُومِ ، وَفِيمَا تُفْرُقُ

__________________

١ ـ سلم : اي مستسلم منقاد إليك.

١٣٩

مِنَ الَأمْر الحَكِيمِ ، في لَيْلَةِ القَدْرِ ، مِنَ القَضَاءِ الذي لا يُرَدُّ ، وَلا يُبَدَّلُ ، وَلا يُغَيَّرُ أَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجَّاجَ بَيْتِكَ الحَرَامِ ، المَبْرُورِ حَجُّهُمْ ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمْ ، المَغْفُورَةِ ذُنُوبُهُمْ ، المُكَّفِر عَنْهُمْ سَيِّئَاتُهُم ، وَاجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ ، أَنْ تَعْتِقَ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ وَلَمْ يَسْأَلِ العِبَادُ مِثْلَكَ جُوداً وَكَرَماً ، وَأَرْغَبُ إلَيْكَ ، وَلَمْ يُرْغَبْ إلى مِثْلِكَ ، أَنْتَ مَوْضِعُ مَسْأَلَةِ السَّائِلِينَ ، وَمُنْتَهَى رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ ، أَسْأَلُكَ يا عَظِيمَ المَسَائِلِ كُلِّهَا ، وَأَنْجَحِهَا ، التي يَنْبَغِي لِلْعِبَادِ أَنْ يَسْأَلُوكَ بِهَا ، يا اللهُ ، يا رَحْمنُ ، وَبِأَسْمَائِكَ ما عَلِمْتُ مِنْهَا ، وَماَ لَمْ أَعْلَمْ ، وَيِأَسْمَائِكَ الحُسْنَى ، وَأَمْثَالِكَ العُلْيَا ، وَنِعَمِكَ التي لا تُحْصَى ، وَبِأَكْرَمِ أَسْمَائِكَ عَلَيْكَ ، وَأَحَبِّهَا وَأَشْرَفِهَا عِنْدَكَ مَنْزِلَةً ، وَأَقرَبِهَا مِنْكَ وَسِيلَةً ، وَأجَزْ َلِهَا مِنْكَ ثَوَاباً ، وَأَسْرَعِهَا لَدَيْكَ إِجَابَةً ، وَبِاسْمِكَ المَكْنُونِ المَخزُونِ ، الحَيِّ ، القَيُّومِ ، الَأكْبَرِ ، الَأجَلِّ ، الذي تُحِبُّهُ وَتَهْوَاهُ ، وَتَرْضَى عَمَّنْ دَعَاكَ بِهِ ، وَتَسْتَجِيبُ لَهُ دَعَاءَهُ ، وَحَقَّ عَلَيْكَ يا رَبُّ ، أنْ لا تُخيِّبَ سَائِلَكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ ، هُوَ لَكَ في التَوْرَاةِ ، وَالإِنْجِيلِ ، وَالزَّبُورِ ، وَالقُرْآنِ ، وَبِكُلِّ اسْمٍ دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ ، وَمَلَائِكَةُ سَموَاتِكَ ، وَجَمِيعُ الَأصْنَافِ مِنْ خَلْقِكَ ، مِنْ نَبِيٍّ ، أَوْ صِدِّيقٍ أَوْ شَهِيدٍ ، وَبِحَقِّ الرَّاغِبِينَ إلَيْكَ ، القَرِيبِينَ مِنْكَ ، المُتَعَوِّذِينَ بِكَ وَبِحَقِّ مُجَاوِرِي بَيْتِكَ الحَرَامِ ، حُجَّاجاً وَمُعْتَمِرِينَ ، وَمُقَدِّسِينَ ، وَالمُجَاهِدِينَ في سَبِيلِكَ ، وَبِحَقِّ كُلِّ عَبْدٍ مُتَعَبِّدٍ لَكَ في بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ ، أَوْ سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ ، أَدْعوُكَ دُعَاءَ مَنْ قَدِ اشْتَدَّتُ فَاقَتُهُ ، وَكَثُرَتْ ذُنُوبُهُ ، وَعَظُمَ جُرْمُهُ ، وَضَعُفَ كَدْحُهُ ، دُعَاءِ مَنْ لا يَجِدُ لِنَفْسِهِ سَادّاً ، وَلا لِضَعْفِهِ مُقَوِّياً ، وَلا لِذَنْبِهِ غَافِراً غَيْرَكَ ، هَارِباً إلَيْكَ ، مُتَعَوِّذاً بِكَ ، غَيْرَ مُسْتَكْبِرٍ وَلا مُسْتَنْكِفٍ ، خَائِفاً ،

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294