الصحيفة الصادقية

الصحيفة الصادقية6%

الصحيفة الصادقية مؤلف:
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 294

الصحيفة الصادقية
  • البداية
  • السابق
  • 294 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 174068 / تحميل: 8779
الحجم الحجم الحجم
الصحيفة الصادقية

الصحيفة الصادقية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

إلاَّ أَنْتَ ، يا مَنْ لا تَضُرُكَ المَعْصيةُ ، وَلا تُنْقِصُك المغْفرةُ ، اغْفِرْ لي ما لا يَضُرُّكَ ، وهبني لي مَا لا يُنْقِصُكَ »(١) .

أرأيتم ، هذا التذلل والتضرع أمام الله؟ أرأيتم كيف أناب إلى الله تعالى؟ وكيف سأله؟ لقد أناب سليل النبوة إلى الله بقلبه وعواطفه ، وسأله خير ما في الدنيا والآخيرة.

٨ ـ دعاؤه الجامع لتمجيد الله

من أدعية الامام الصادقعليه‌السلام الجامعة ، لتمجيد الله تعالى ، والثناء عليه ، هذا الدعاء :

أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ رَبُ العَالَمِينَ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الكَبِيرً ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ مَالِكُ يَوْمَ الدِّينِ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ مِنْكَ بَدَأَ الخَلْقِ ، وَإلَيْكَ يَعُودُ ، أَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ لَمْ تَزَلْ ، وَلا تَزَالُ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ خَالِقُ الخَيْرِ وَالشَرِّ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ خَالِقُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ أَحَدٌ ، صَمَدٌ ، لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ، أَنْتَ اللهُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ المَلِكُ القُدُّوسُ ، السَّلَامُ المُؤْمِنُ ، المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ ، المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ اللهُ ، الخَالِقُ البَارِىءُ ، المُصَوِّرُ ، لَهُ الَأسْمَاءُ الحُسْنَى ، يُسَبِّحُ لَهُ ما في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ

__________________

١ ـ المصباح ( ص ٢٨٣ ) البلد الامين ( ص ٣٧٢ ).

٢٤١

وَالكِبْرِيَاءُ ردَاؤُكَ »(١) .

وحكى هذا الدعاء ، مدى انطباع حب الله تعالى ، في قلب الامامعليه‌السلام ، فقد أخلص في حبه ، وأخلص في توحيده ، وأناب إليه كأعظم ما تكون الانابة.

٩ ـ دعاؤه الجامع لامور الدنيا والآخرة

ومن أدعية الامام الصادقعليه‌السلام ، الجامعة ، لامور الدنيا والآخرة ، هذا الدعاء الجليل ، رواه عنه الفقيه أبو بصير ، وهذا نصه :

اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ ثَوَابَ الشَّاكِرِينَ ، وَمَنْزلة المُقَرَّبين ، وَمُرَافَقة النَّبِيِّينَ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ خَوْفَ العَاملِينَ لَكَ ، وَعَمَلَ الخَائِفينَ مِنْكَ ، وَخُشُوعَ العَابِدِينَ لَكَ ، وَيَقينَ المُتَوَكِّلِين عَلَيْكَ ، وَتَوَكُّلَ المُؤْمِنينَ بِكَ.

اللّهُمَّ ، إنَّكَ بِحَاجَتي عَالِمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ ، وَأَنْت لهَا وَاسِعٌ غَيْرُ مُتَكَلِّفٍ ، أَنْتَ الذي لا يُحْيفك سَائِلُ ، ولا يَنْقصنك نَائِلٌ ، ولا يَبْلُغ مِدْحَتَكَ قَوْلَ قائلٍ ، اللّهُمَّ إجْعَلْ لي فَرجاً قَريباً وأَجْراً عَظيماً وَسِتْراً جَمِيلاً.

اللّهُمَّ ، إنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي على ظُلْمي لِنَفْْسِي ، وَاسْرَافي عليْها ، لَمْ أَتَّخِذُ لك ضدّاً ، ولَا نِدّاً وَلا صَاحبةً وَلا ولَدا ، يا مَنْ لا تَغْلِطُهُ المَسَائِلُ ، يا مَنْ لا يُشْغِلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ ، وَلا سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ ، وَلَا بَصَرٌ عَنْ بَصَرٍ ، وَلَا يُبْرمْهُ إلْحاحُ المُلِحِّينَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي ، في سَاعَتي هَذِهِ ، مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ ، وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ ، إنَّكَ تُحْيي العِظَامَ

__________________

١ ـ اصول الكافي ٢ / ٥١٦.

٢٤٢

وَهِيَ رَمِيمٌ ، وَإنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، يا مَنْ قَلَّ شُكْرِي فَلَمْ يُمْرِضْني ، وَعَظُمَتْ خَطِيئَتي فَلَمْ يَفْضَحْني ، وَرَآنِي على المَعَاصِي فَلَمْ يَجْبَهْني ، وَخَلَقَني لِلْذِي خَلَقَني لَهُ ، فَصَنَعْتُ غَيْرَ الذي صُنِعْتُ لَهُ ، فَنِعْمَ المَوْلَى أَنْتَ يا سَيِّدي ، وَبِئْسَ العَبْدُ أَنَا وَجَدْتَني ، وَنِعْمَ الطَّالِبُ أَنْتَ رَبِّي ، وَبِئْس المَطْلُوبُ أَنَا أَلْفَيْتَني ، عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، بَيْنَ يَدَيْكَ ، ما شِئْتَ صَنَعْتَ بي.

اللّهُمَّ ، هَدَأَتِ الَأصْوَاتُ ، وَسَكَنَت الحَرَكَاتُ ، وَخَلَا كُلِّ حَبِيبٍ بِحَبِيبِه ، وَخَلَوتْ ُبِكَ ، أَنْتَ المَحْبُوبُ ، إلَيَّ ، فَاجْعلْ خَلْوَتي مِنَكَ اللَّيْلَةَ ، العَتْقَ مِنَ النَّار ، يا مَنْ ليْسَتْ لِعَالِمٍ فَوْقَهُ صِفَةٌ ، يا مَنْ لَيْسَ لِمَخْلُوقٍ دُونَهُ مِنْعَةُ ، يا أَوَّلَ ، قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَيَا آخِرُ ، بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ عُنْصُرٌ ، وَيَا مَنْ يَفقَهُ بِكُلِّ لُغَةً يُدْعَى بِهَا ، وَيَا مَنْ عَفْوُهُ قَدِيمٌ ، وَبَِطْشُهُ شَدِيدٌ ، وَمُلْكُهُ مُسْتَقِيمٌ ، أَسْأَلُكَ ، بِاسْمِكَ الذي شافَهَكَ بِهِ مُوسَى ، يا اللهُ ، يا رَحْمنُ ، يا رَحِيمُ ، يا لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ الصَّمَدُ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي ، على مُحَمَّدٍ وَعلى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تُدْخِلَني الجَنَّةَ بِرَحْمَتكَ(١)

وهذا الدعاء ، من غرر أدعية الامام الصادقعليه‌السلام ، وذلك لما حواه من المطالب الجليلة ، والمضامين العالية ، ولو لم يكن له من أدعية ، إلا هذا الدعاء الشريف ، لكفى في التدليل على سمو تراثه الروحي.

__________________

١ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٩٣ ـ ٥٩٥.

٢٤٣

١٠ ـ دعاؤه الفلسفي الذي علمه لجابر

من الادعية الفلسفية الجامعة ، للامام الصادقعليه‌السلام ، هذا الدعاء الجليل وقد علمه لتلميذه العظيم ، مفخرة الشرق ، جابر بن حيان ، وهو مما يستعان به على تلقي العلوم ، وحفظها ، والابداع فيها ، ولنترك الحديث لجابر فهو يحدثنا عن كيفية هذا الدعاء قال ما نصه :

« إني كنت ألفت سيدي ـ يعني الامام الصادق ـ صلوات الله عليه كثيرا ، وكنت لهجا بالادعية ، وبخاصة ما كان يدعو به الفلاسفة ، وكنت أعرضه عليه وكان منها ما استحسنه ، ومنها ما يقول عنه : الناس كلهم يدعون بهذا ، وليس فيه خاصية ، فلما كثرت عليه علمني هذا الدعاء ، وهو من جنس دعاء الفلاسفة بل إنه لا فرق بيه ، وبين ما يدعو به الفلاسفة ، فإنه قد اختار من دعاء الفلاسفة ، أجزاء وأضاف إليها أجزاء ، وقال لي: لا يتم لك الامر إلا به ، وعندي أنه لا يتم لاحد ممن قرأ كتبي خاصة به أن أزال صورة الشيطان عن قلبه ، وترك اللجاج ، واستعمل محض الاسلام ، والدين ، والنية الجميلة ، وأما ما دام الشيطان يلعب به ، وينزله قصدا ، فليس ينفعه شيء ، وذلك أن اللجاج ليس هو من الشيطان وحده ، إنما هو من فساد النية ، فاتق الله يا هذا في نفسك ، واعمد إلى ما أوصيك به ، وهذه هي الوصية :

إبدأ بالطهر ، بأن تفيض على بدنك ، ماء نظيفا ، في موضع نظيف ، ثم تلبس ثيابا طاهرة ، لا تمسها أمرأة حائض ، ثم تستخير الله ألف مرة(١) وتقول في استخارتك :

اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْتَخِيرُكَ في قَصْدِي ، فَوَفِّقْني ، وَأَزغِ الشَّيْطَانَ عَنِّي ، أِنَّكَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَلا يَقْدِرُ عَلَيْكَ.

__________________

١ ـ لم يذكر كيفية الاستخارة ، وانها هل هي بالمصحف أو غيره.

٢٤٤

فإذا قلت ذلك ألف مرة ، عمدت إلى موضع طاهر نظيف ، وابتدأت فكبرت الله ، وقرأت الحمد ، وقل هو الله أحد مائة مرة ، وركعت ، وسجدت ، ثم قمت ، وصليت مثل ذلك ، ثم تشهدت ، وسلمت ، ثم قرأت في الركعتين الثانيتين مائة مرة : إذا جاء نصر الله والفتح ، وإذا سلمت أعدت مثل الركعتين الاوليين ، وقرأت : قل هو الله أحد مائة مرة ، ثم أعدت اثنتين بإذا جاء نصر الله والفتح ، ثم صليت ركعتين أخريين ، وهذا تمام العشر ، وقرأت سورة ، سورة ، ثم أتممت صلاتك ، وإياك أن تكلم احدا في خلال ذلك ، ويشغلك شاغل ، وأحرى المواضع بك ، الصحاري الخالية ، حتى لا يكلمك أحد البتة ، ثم إجلس ، وقل بعد أن تمد يديك إلى الله تعالى :

اللّهُمَّ ، إنِّي قَدْ مَدَدْتُهُمَا إلَيْكَ طَالِباً مَرْضَاتَكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ لا تَرُدَّهُمَا خَائِبَتَينِ ، وَتَبْدَأُ وَتَقُولُ :

« اللّهُمَّ ، أَنْتَ ، أَنْتَ ، يا مَنْ هُوَ هُوَ ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ ما هُوَ إلاَّ هُوَ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ خَالِقُ الكُلِّ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ خَالِقُ العَقْل ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ وَاهِبُ النَفْسِ الإِنْسَانِيََّةِ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ خَالِقُ العِلَّةِ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ خَالِقُ الرُّوحِ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ قَبْلَ الزَّمَانِ ، وَالمَكَانِ ، وَخَالِقُهُمَا ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ فَاعِلُ الخَلْقِ بِالحَرَكَةِ وَالسُّكُونَ وَخَالِقُهُمَا.

اللّهُمَّ ، إنِّي قَصَدْتُكَ ، فَتَفَضَّلْ عَلَيَّ ، بِمَوْهِبَةِ العَقْلِ الرَّصِينِ ، وَإرْشَادِي في مَسْلَكي إلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ.

اللّهُمَّ ، بِكَ ، فَلَا شَيْءٍ أَعْظَمُ مِنْكَ ، نَوِّرْ قَلْبِي ، وَأَوْضِحْ لي سَبيلَ القَصْدُ إلى مَرْضَاتِكَ

اللّهُمَّ ، أنِّي قَصَدْتُكَ ، وَنَازَعَتْني نَفْسَايَ: نَفْسِي النَّفْسَانِيَّةُ ، نَازَعَتْني إلَيْكَ ، وَنَفْسِي الحَيَوَانِيَّةُ ، نَازَعْتَني إلى طَلَبِ الدُّنْيَا.

٢٤٥

اللّهُمَّ ، فيك ، لا أَعْظمَ مِنْكَ ، يا فاعل الكُلّ ؛ صَلِّ على مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولك ، وعلى آلِهِ وَأَصحابِه المُنْتَجبين ، وَاهْدِ نَفْسي النَّفْسانيَّة ، إلى ما أَنْتَ أَعْلَمُ به ، مِنْ مُرادهَا مِنْهَا ، وَبَلِّغْ نَفْسِي الحيَوَانِيَّة مِنْك غاية آمَالِها ، فَتَكُونَ عِنْدَكَ ، إذَا بَلَّغْتَهَا ذَلِكَ ، فَقَدْ بَلَّغْتَهَا الدُّنْيَا وَالآخِرَة ، إنَّهُ سَهْلٌ عَلَيْكَ.

اللّهُمَّ ، إنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ لا تَخَافُ خَلَلاً ، وَلا نُقْصَاناً يُوهِنُكَ ، بِرَحمَتِكَ ، وَكَرَمِكَ ، هَبْ لي ما سَأَلْتُكَ مِنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، اللّهُم ، يا وَاهِبَ الكُلِّ ، فَاجْعَلْ ذَلِكَ في مَرْضَاتِكَ ، وَلا تَجْعَلْهُ فِيمَا يُسْخِطُكَ ،

اللّهُمَّ ، وَاجْعَلْ ما تَرْزُقُني ، عَوْناً على أَدَاءِ حُقُوقِكَ ، وَشَاهِداً لي عِنْدَكَ ، وَلا تَجْعَلْهُ شَاهِداً عَلَيَّ ، وَلا عَوْناً عَلَىَّ طَلَبِ ما يُعْرِضُكَ عَنّي.

اللّهُمَّ ، يا خَالِقَ الكُلِّ ، أَنْتَ خَلَقْتَ قَلْبِي ، وَخَلَقْتَ الشَّيْطَانَ وَلَعَنْتَهُ ، بِمَا أَسْتَحَقَّهُ ، وَأَمَرْتَنَا أَنْ نَلْعَنَهُ ، فَاصْرِفْهُ عَنْ قَلْبِ وَليِّكَ ، وَأَعِنِّي على ما أَقْصِدُ لَهُ »

ثم تذكر حاجتك ، فإذا فرغت عن سائر ما تريد ، فعفر خديك على الارض ، ثم قل في تعفيرك عشر مرات :

« خَضَعَ وَجْهِيَ الذَّّلِيلُ الفَانِي لِوَجْهِكَ العَزِيزِ البَاقي »

ثم اجلس مليا ، وقم فتوجه ، وكبر ، واقرأ الحمد ، وسورة ألم نشرح لك صدرك ، واقرأها في الركعة الثانية فإذا سلمت قل :

« يا سَيِّدِي ، ما اهْتَدَيْتُ إلاَّ بِكَ ، وَلا عَلِمْتَ إلاَّ بِكَ ، وَلا قَصَدْتُ إلاَّ إلَيْكَ ، وَلا أَقْصِدُ وَلا أَرْجُو غَيْرَكَ ، اللّهُمَّ ، لا تُضِيعُ زِمَامَ قَصْدِي وَرَجَائي ، إنَّكَ لا تُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ ، وَانَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ ،

٢٤٦

قد وعدت الصابرين خير الجزاء منك ، ولاصبرن فيك كما خففت عني ، وصيرتني على امتحانك.

اللّهُمَّ ، إنَّكَ قَدْ وَعَدْتَ بَعْدَ العُسْر يُسْراً ، اللّهُمَّ ، فامْحْ أوْقَاتَ العُسْر وَاجْعَلْهَا زِيَادَةً في أَوْقَاتِ اليُسْرِ ، وَاجْعَلْ ذلِكَ حظّاً مِنَ الدُّنْيَا ، وَخُظُوظاً مِنَ الآخِرَةِ.

اللّهُمَّ ، إنَّ وَسِيلَتي إلَيْكَ مُحَمَداً ، وَصَفْوَةَ أَهْلِ بَيْتِهِ آمِين ، آمِينَ ، آمِينَ »

قال لي سيدي في ذلك ، : إن الله عزوجل ، أكرم من أن يتوسل إليه إنسان ، بنبيه فيرده خائبا ، فإذا أتممت ذلك ، فتصدق في أثره درهمين وثلثين ، واجعله أربعة أقسام ، كل قسم أربعة دوانق ، فأول من يلقاك ، ممن يقبل الصدقة ، فاعطه ، وكذلك الثاني والثالث والرابع ، فان الله تعالى يحمدك العاقبة في سائر أمورك ، ويزجر الشيطان عن وجهك ، واقصد لما أنت تشتهيه ، فإنك ترى فيه الرشد ، ويرزقك الله قريبا »(١) . وعلق الدكتور زكي نجيب محمود على هذا الدعاء ، بقوله : أتريد أن تكون باحثا عالما؟ فخذ وصية جابر ، فإنها كبيرة النفع ، للسالكين في سبيل العلم ، علم الموازين ، وتركيب الطبائع ، على الجوهر تركيبا ، من شأنه أن ينتج لنا كل ما أردناه من كائنات(٢) .

__________________

١ ـ جابر بن حيان طبع بيروت ( ص ٢٦٨ ـ ٢٧١ ).

٢ ـ جابر بن حيان ( ص ٢٦٨ ).

٢٤٧
٢٤٨

القسم التاسع

مناجاته ، وأدعيته القصار

٢٤٩
٢٥٠

وأثرت عن سليل النبوة ، الامام الصادقعليه‌السلام ، بعض المناجيات ، ومجموعة من الادعية القصار ، وهي من بدائع التراث الروحي في الاسلام ، وهي في نفس الوقت ، تمثل جانبا كبيرا من إنابته ، وتقواه ، وانقطاعه الكامل ، إلى الله تعالى ، وفي ما يلي ذلك مناجياته :

ولم أعثر منمناجيات الامام الصادقعليه‌السلام ، سوى هذه المناجاة التي تلقي الاضواء على عميق اتصاله بالله ، وتمسكه به ، وهذا نصها :

« يا وَدُودُ ، يا وَدُودُ ، يا مُبْدىءُ ، يا مُعِيدُ ، يا فَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ ، يا ذَا العَرْشِ المَجِيدِ.

اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ ، الذي مَلَأ أَرْكَانَ عَرْشِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ التي اقْتَدَرْتَ بِهَا على خَلْقِكَ ، وَبِرَحْمَتِكَ التي وَسِعَتْ كُلِّ شَيْءٍ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ يا مُغِيثُ أَغِثْني.

الحَمْدُ للهِ ، الذي صَدَقَ وَعْدَهُ ، وَنَصَر عَبْدَهُ ، وَهَزَمَ الَأحْزَابَ وَحْدَهُ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَصْبَحْتُ وَامْسَيْتُ ، أَسْتَوْدِعُكَ ، وَأَسْلِمُ إلَيْكَ

٢٥١

نَفْسِي ، وَمَالِي ، وَأَهْلِي ، وَوَلَدِي ، وَمَا خَوَّلْتَني ، اللّهُمَّ ، وَأَسْتَرْعِيكَ ، وَأسْتَحْفِظُكَ نَفْسِي.

اللّهُمَّ ، كُنْ لي وَمَعِي في قَاطِنِ دَارِي ، وَحِلِّي ، وَارْتِحَالي ، وَلَيْلي ، وَنَهَارِي ، وَإقْبَالي ، وَإدْبَارِي ، وَسُكُونِي ، وَحَرَكَتي ، وَنَوْمِي وَيَقْظَتي ، وَذِهْني ، وَعَقْلي ، وَاجْعَلِ اللّهُمَّ ، عَافِيَتَكَ لي شِعَاراً ، وَاسْمَكَ وَذِكْرَكَ لي جُنَّةً وَدِثَاراً ، وَارْزُقْني خَيْرَ القَدَرَ ، وَخَيْرَ السَّفَرِ وَخَيْرَ الحَضَرِ ، وَخَيْرَ الغِيَابِ ، وَخَيْرَ الإِيَابِ ، وَخَيْرَ ما نَطَقَتْ بِهِ أُمُّ الكِتَابِ.

اللّهُمَّ ، مَنْ أَرَادَني بِسُوءٍ ، في لَيْلَ ، أَوْ نَهارٍ ، فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ كَادَني فَكِدْهُ ، وَمَنْ بَغَى عَلَيَّ فَأَهْلِكهُ وَاجْعَلِ اللّهُمَّ ، عِزَّهُ ذَلِيلاً ، وَمُلْكًهُ ضَئيلاً ، وَحَدَّهُ فَلِيلاً ، وَكَثْرَتَهُ قَلِيلاً ، وَقُوَّتَهُ كَلِيلَةً ، وَيَدَهُ غَليلةً وَجِسْمَهُ عَلِيلاً ، اللّهُمَّ ، فُلَّ عَنِّي مَنْ نَصَبَ لي حَدَّهُ ، وَاطْفِ عَنِّي نَارَ مَنْ شَبَّ لي وَقْدَهُ ، وَاكْفِني ، اللّهُمَّ ، هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ ، وَاجْعَلْني اللّهُمَّ ، في دِرْعِكَ الحَصِينَةِ ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ وقايتك وَالسَّكِينَةَ ، وَكُنْ لي اللّهُمَّ ، دُونَ عَدُوِّي بِالمرْصَاد ، اللّهُمَّ ، وَاجْعَلْني ، مِمَّنْ هَرَبَ إلَيْكَ فَآوَيْتَهُ ، وَتَشَفَّع إلَيْكَ فشَفَعْتَهُ ، وَفَزعَ إلى نُصْرَتِكَ فَضَمِنْتَهُ ، وَفي عِيَاذِكَ ، وَحِمَاكَ ، وَكنَفِكَ ، وَأمْنكَ ، وَجِوَارِكَ ، كَنِفْتَهُ ، وَاجْعَلْني اللّهُمَّ ، في ذِمَّتِكَ التي لا تُخْفَرُ ، وَخُصَّني بِدِلاصكَ التي لا تُفْقَرُ ، وَاحْمِنِي بِحمَاكَ الذي لا يُسْتبَاحُ ، وَاكْنُفْني بِمَعَاقِلِكَ التي إلَيْهَا يُرَاحُ ، وَأَعِنِّي بِنَصْرِكَ الذي لا يُغْلَبُ ، فإنَّك مُعْتمديِ وَعَلَيْكَ مُعَوَّلي يا ذا الجَلَالِ وَالإِكرْاَمِ »(١) .

__________________

١ ـ الحكم الجعفرية ( ص ١٢ ) نقلا عن الرسالة الرمضانية رقم ٣٣ جمع وتحقيق سيف الدين.

٢٥٢

لقد كان الامامعليه‌السلام ، يناجي ربه ، في غلس الليل البهيم ، ويدعوه بإخلاص أن يقربه إليه زلفى ، ويمنحه أعلى درجات المقربين والمنيبين.

أدعيته القصار

أما أدعية الامامعليه‌السلام القصار ، فهي بالاضافة ، إلى جمال ألفاظها ، وبديع بلاغتها ، فانها تمثل انقطاع ، الامام إلى الله تعالى ، وإلتجاءه إليه ، في جميع شؤونه ، وأحواله ، وفي ما يلي كوكبة منها :

١ ـ دعاؤه في حمد الله

من أدعية الامام الصادقعليه‌السلام ، في حمد الله تعالى هذا الدعاء :

« الحَمْدُ للهِ بِمَحَامِدِهِ كُلِّهَا ، على نِعَمِهِ كُلِّهَا ، حَتَّى يَنْتهي إلى ما يُحِبُّ رَبِّي ، وَيَرْضَى ، الحَمْدُ للهِ على عِلْمِهِ ، وَالحَمْدُ للهِ على فضْله عَلَيْنَا ، وَعلى جَمِيعِ خَلْقِهِ »(١) .

٢ ـ دعاؤه بالوحدانية لله

ومن أدعيته الجليلة ، دعاؤه بالوحدانية ، لله تعالى ، وهذا نصه :

« اللّهُمَّ ، إنِّي أُشْهِدُكَ كَمَا تَقُولُ: وَفَوْقَ ما يَقُولُ القَائِلُونَ: وَأَشْهدُ أَنَّكَ كَمَا شَهِدْتَ لِنَفْسِكَ ، وَشَهِدَتْ لَكَ مَلَائِكَتُكَ ، وَأَوُلُو العِلمِ بِأَنَّك قَائمٌ بِالقِسْطِ ، لا إله إلاَّ أَنْتَ ، وَكَمَا أَثْنَيْتَ على نَفْسِكَ سُبْحَانَكَ ، وَبِحَمْدِكَ »

__________________

١ ـ قرب الاسناد ص ٤.

٢٥٣

٣ ـ دعاؤه في التوحيد

ومن أدعيتهعليه‌السلام ، في التوحيد ، هذا الدعاء : وكان يدعو به قبل أن يسأل الله حاجته :

« يا وَاحِدُ ، يا مَاجِدُ ، يا أَحَدٌ ، يا صَمَدٌ ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يُولَدُ ، وَلَمْ يَكنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ ، يا عَزِيزٌ ، يا كَرِيمٌ ، يا حَنَّانُ ، يا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ ، يا أَجْوَدَ مَنْ سُئِلَ ، وَيَاخَيْرَ مَنْ أَعْطَى ، يا الله ، يا الله ، يا الله ، وَلَقَدْ نَادانا نُوحٌ ، فَلَنِعْم المُجِيبُونَ ، نِعْمَ المُجِيبُ أَنْتَ ، وَنِعْمَ المَدْعُو ، أَسْأَلُكَ بِمَلَكُوتِكَ وَدَرْعك الحَصينَةِ ، وَبجَمْعكَ ، وَأرْكَانِكَ كُلَّهَا ، وَبِحقِّ مُحَمَّدً ، وَبِحَقِّ اَلأوْصيَاءِ بَعْدَ مُحَمَّدِ ، أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ »(١) .

٤ ـ دعاؤه للتمكن من صلة الفقراء

ومن أدعيته الجليلة ، هذا الدعاء ، وكان يدعو به للتمكن من صلة الفقراء ، وإسعاف الضعفاء ، وهذا نصه :

اللّهُمَّ ، أَعِزْنِي بطَاعَتِك ، وَلا تُخْزِنِي بِمَعْصِيِتَكَ ، اللّهُمَّ ، أَرْزُقْني مُوَاسَاة مَنْْ قتَّرْت عَلَيْهِ رِزْقَهُ ، بِمَا وَسَّعْت عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ »

وعرض أبو معاوية ـ يعني غسان ـ هذا الدعاء على سعيد بن سالم ، فقال هذا دعاء الاشراف(٢) .

____________

١ ـ قرب الاسناد. ( ص ٤ ).

٢ ـ اعيان الشيعة ٤ / ق ٢ / ١٧ نقلا عن حلية الاولياء ، جمهرة الاولياء ٢ / ٧٩.

٢٥٤

٥ ـ أدعيته في طلب الرزق

وأثرت عن الامام الصادقعليه‌السلام ، مجموعة من الادعية ، لطلب الرزق ، والسعة ، في الحياة الاقتصادية ، وفي ما يلي بعضها :

أ ـ روى العالم الفقيه معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبداللهعليه‌السلام ، أن يعلمني دعاء للرزق ، فعلمني دعاء ، ما رأيت أجلب للرزق منه ، وهو :

« اللّهُمَّ ارْزقْني مِنْ فَضْلِكَ الوَاسِعِ ، الحَلَالِ الطَّيِّبِ ، رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالاً طَيِّباً ، بَلَاغاً لِلدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، صَبّاً صَبّاً(١) هَنيئاً مَرِيئاً ، مِنْ غَيْرِ كَدٍ ، وَلَا مَنٍّ مِنْ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، إلاَّ سَعَةً مِنْ فَضلِكَ الوَاسِعِ ، فَإنَّكَ قُلْتَ : «وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ » مِنْ فَضْلِكَ أَسْأَلُ ، وَمِنْ عَطِيَّتِكَ أَسْأَلُ ، وَمِنْ يَدِكَ المَلَأى أَسْأَلُ »(٢) .

ب ـ رَوَى الفَقِيهُ أَبو بَصِيرٍ قال : شَكَوْتُ إلى أَبي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، الحَاجَةَ وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُعَلّمَني دُعَاءً ، في طَلَبِ الرِّزْقِ ، فَعَلَّمَني دُعَاءً ، ما احْتَجْتُ مُنْذُ دَعَوْتَهُ بِهِ ، قَالَ : قُلْ في صَلَاةِ اللَّيْلِ وَأَنْتَ سَاجِدً :

« يا خَيْرَ مَدْعُوٍّ ، وَيا خَيْرَ مَسْؤُولٍ ، وَيا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطَى ، وَيا خَيْرَ مُرْتَجَى ، أُرْزِقْني ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ ، وَسَبِّبْ لي رِزْقاً مِنْ قِبَلِكَ إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ »(٣)

ج ـ روى الفضل بن مرثد ، عن الامام أبي عبداللهعليه‌السلام ، هذا

__________________

١ ـ صبا صبا ، أي كثيرا كثيرا.

٢ ـ اصول الكافي ٢ /.

٣ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٥٠.

٢٥٥

الدعاء في طلب الرزق وهو :

« اللّهُمَّ ، أَوْسِعْ عَلَيَّ في رِزْقِي ، وَامْدُدْ لي في عُمْري ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بي غَيْري »(١) .

د ـ روى أبو بصير قال : قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : إنا قد استبطأنا الرزق ، فغضب ، ثم قال : قل :

« اللّهُمَّ ، إنَّكَ قَدْ تَكَفَّلْتَ بِرِزْقِي ، وَرِزْقِ كُلِّ دَابَّةٍ ، فَيَا خَيْرَ مَنْ دُعِيَ ، وَيَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ ، وَيَا خَيْرَ مَنْ أَعْطَى ، وَيَا أَفْضَلَ مُرْتَجَى »

وبعد هذا الدعاء أمر برفع حاجته إلى الله تعالى(٢)

ه‍ : ـ من أدعيتهعليه‌السلام ، إذا جاء الرزق بعد انقطاع ، هذا الدعاء :

الحَمْدُ للهِ الذي نِعْمَتُهُ تَغْدُو وَتَرُوحُ ، وَنَظِلُّ بِهَا نَهَارنا ، وَنَبِيتُ فِيهَا لَيْلَتَنَا ، فَنُصْبحُ فِيهَا بِرَحْمَتِهِ مُسْلِمِيِنَ ، وَنُمْسِي فِيهَا بِمَنِّهِ مُؤْمِنِينَ مِنَ البَلْوَى ، مُعَافينَ ، الحَمْدُ للهِ المُنْعِمِ ، المُتَفَضلِ ، المُحْسِنِ ، المُجْمِلِ ، ذي الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ ، ذي الفَوَاضِلِ وَالنِعَمِ ، وَالحَمْدُ للهِ الذي لَمْ يَخْذُلْنَا عِنْدَ شِدَّةٍ ، وَلَمْ يَفْضَحْنَا عِنْدَ سَرِيرَةٍ ، وَلَمْ يُسْلِمْنَا بِجَرِيرَةٍ »(٣)

وتمثل هده الادعية ، مدى اعتصام ، الامامعليه‌السلام ، بالله تعالى ، واعتقاده الجازم ، بأن أرزاق العباد ، بيد الله عزوجل ، ولا شأن لارادتهم فيه.

__________________

١ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٥١.

٢ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٥٣.

٣ ـ الاسناد ( ص ٦ ).

٢٥٦

٦ ـ دعاؤه في الحمد على الطاعة

من أدعية الامامعليه‌السلام ، هذا الدعاء ، وكان يدعو به ، عند طاعته ، لله تعالى :

اللّهُمَّ ، لَكَ الحَمْدُ إنْ أَطَعْتُكَ ، وَلَكَ الحُجَّةُ إنْ عَصَيْتُكَ ، لا صَنِيعَ لي ، ولا لِغَيْرِي ، في إحْسَانٍ ، وَلا حُجَّةَ لي ، وَلا لِغَيْرِي في إسَاءَةِ »(١) .

أما طاعة الانسان لخالقه ، فإنما هي لطف من الله تعالى إن وفقه لذلك ، وأما معصيته له ، فإنما هي بإرادته ، وله تعالى الحجة عليه ، بعد أن منحه الاختيار ، ولم يجبره على الطاعة ولا على المعصية.

٧ ـ دعاؤه في الحمد على فضل الله

من أدعية الامامعليه‌السلام ، هذا الدعاء ، وكان يدعو به ، على فضل الله تعالى ، على أهل البيتعليهم‌السلام :

الحَمْدُ للهِ على عِلْمِهِ ، وَالحَمْدُ للهِ على فَضْلِهِ عَلَيْنَا ، وَعلى جَميعِ خَلْقِهِ ، وَكَانَ بِهِ أَكْرَمُ الفَضْل في ذلِكَ »(٢) .

٨ ـ دعاؤه في طلب العفو من الله

من أدعية الامامعليه‌السلام ، هذا الدعاء ، وكان يدعو به ، لطلب العفو ، من الله عزوجل ، وهذا نصه :

« اللّهُمَّ ، إنِّكَ بِمَا أَنْتَ أَهْلٌ لَهُ مِنَ العَفْوِ ، أَوْلَى بِمَا أَنَا أَهْلٌ لَهُ مِنَ

__________________

١ ـ الائمة الاربعة ( ص ٣١٦ ).

٢ ـ قرب الاسناد ( ص ٦ ـ ٧ ).

٢٥٧

العُقُوبَةِ »(١) .

إن الله تعالى ، الذي هو مصدر الفيض ، والاحسان ، على عباده ، الذي لا حول لهم ولا قوة ، فهو تعالى أولى وأجدر بالعفو عن العقوبة والاساءة.

٩ ـ دعاؤه لقضاء الحوائج

كان الامام الصادقعليه‌السلام ، يأمر من كانت له حاجة ، يريد قضاءها ، بقراءة سورة الانعام ، وصلاة أربع ركع ، يقرأ فيها سورة الحمد ، والانعام ، وإذا فرغ من صلاته فليقرأ هذا الدعاء :

« يا كَرِيمُ ، يا كَرِيمُ ، يا عَظِيمُ ، يا عَظِيمُ مِنْ كُلِّ عَظِيمٍ ، يا سَمِيعَ الدُّعَاءِ ، يا مَنْ لا تُغَيِّرُهُ اَلَأيَّامُ وَاللَّيَالِي ، صَلِّ على مًُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارْحَمْ ضَعْفِي ، وَفَقْرِي ، وَفَاقَتي ، وَمَسْكَنَتي ، وَمَسْأَلَتي ، فَإنَّكَ أَعْلَمُ بِحَاجَتي ، يا مَنْ رَحِمَ الشَّيْخَ الكَبِيرَ يَعْقُوبَ ، حَتَّى رَدَّ عَلَيْهِ يُوسُفَ ، وَأَقَرَّ عَيْنَهُ ، يا مَنْ رَحِمَ أَيُوبَ بَعْدَ طُولِ بَلَاءٍ ، يا مَنْ رَحِمَ مُحَمَداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَفي اليُتْمِ آوَاهُ ، وَنَصَرَهُ على جَبَابِرَةِ قُرَيْشٍ ، وَطَوَاغِيتِهَا ، وَأمْكَنَهُ مِنْهُمْ ، يا مُغِيثُ ، يا مُغِيثُ »

وأضاف الامامعليه‌السلام ، قائلا: فوالذي نفسي بيده ، لو دعوت به ، بعدما تصلي هذه الصلاة ، لقضيت جميع حوائجك(٢) .

١٠ ـ ادعيته في دفع الامراض

ونقل الرواة ، مجموعة من الادعية ، عن الامام الصادقعليه‌السلام ،

__________________

٢ ـ زهر الآداب وثمر الالباب ١ / ٨٤.

١ ـ البلد الامين ( ص ١٥٥ ـ ١٥٦ ).

٢٥٨

كان يتسلح بها ، في دفع العلل والامراض عنه ، وكان يعلمها لاصحابه ، ويرشدهم لقراءتها ، وهذه بعضها :

إ ـ كان الامام الصادقعليه‌السلام ، إذا ألم به المرض ، دعا بهذا الدعاء الجليل :

اللّهُمَّ ، إنَّكَ عَيَّرْتَ أَقْوَاماً ، فَقُلْتَ : «قُلْ ادْعُوا الذِين زَعَمْتُمْ ، مِنْ دُونِهِ ، فَلَا يَمْلِكُوُنَ كَشْفَ الضُرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلا » (١) فَيَا مَنْ لا يَمْلِكُ كَشْفَ ضُرِّي ، وَلا تَحْويلَهُ عَنِّي غَيْرُهُ ، صَلِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاكْشِفْ ضُرِّيَ ، وَحَوِّلْهُ إلى مَنْ يَدْعُو مَعَكَ اِلَهآ آخَرَ ، لا إلهَ غَيْرُكَ »(٢) .

ب ـ روى داوود بن رزين قال : مرضت بالمدينة ، مرضا شديدا فبلغ ذلك ، أبا عبداللهعليه‌السلام ، فكتب إلي: قد بلغني علتك فاشتر صاعا من بر ، ثم استلق على قفاك ، وانثره على صدرك كيفما انتثر وقل :

اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ ، الذي إذَا سَأَلَكَ بِهِ المُضْطَرُ ، كَشَفْتَ ما بِهِ مِنْ ضُرِّ ، وَمَكَّنْتُ لَهُ في الَأرْضِ ، وَجَعَلْتَهُ على خَلِيفَتَكَ على خَلْقِكَ ، أَنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُعَافِيني مِنْ عِلَّتي »

ثم إستو جالسا ، واجمع البر من حولك ، وأقسمه مدا مدا لكل مسكين ، قال داوود: فعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال ، وقد فعله غير واحد فانتفع به(٣) .

__________________

١ ـ سورة الاسراء ) آية ٥٦.

٢ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٦٤.

٣ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٦٤.

٢٥٩

ج: ـ روى يونس بن عمار ، قال : قلت لابي عبداللهعليه‌السلام ، جعلت فداك ، هذا الذي ، ظهر بوجهي ، يزعم الناس ، أن الله عزوجل ، لم يبتل به عبدا له فيه حاجة ، فقال لي: لقد كان مؤمن آل فرعون مكنع الاصابع(١) فكان يقول : هكذا ويمد يده ـ ويقول : « يا قوم اتبعوا المرسلين » ثم قال : إذا كان الثلث الاخير من الليل ، ففي أوله توضأ ، وقم إلى صلاتك التي تصليها ، فإذا كنت في السجدة الاخيرة من الركعتين الاوليين ، فقل وأنت ساجد :

« يا عَلِيٌّ ، يا عَظِيمُ ، يا رَحْمنُ ، يا رَحِيمُ ، يا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ ، وَيا مُعْطِيَ الخَيْرَاتِ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاعْطِني مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي من شَرِّ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَأَذهِبْ عَنِّي هَذَا الوَجَعَ ـ وتذكر اسمه ، فَإنَّهُ قَدْ غَاظَني وَأَحْزَنَني »

وامره بالاكثار من الدعاء ، قال يونس: فما وصلت إلى الكوفة ، حتى أذهب الله به عني كله(٢) .

د : شكا بعض أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام إليه ، وجعا ألم به ، فقالعليه‌السلام له قل : بسم الله ، ثم امسح يدك عليه ، وقل

« أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِقُدْرَةِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِجَلَالِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَةِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِجَمعِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِرَسُولِ اللهِ (ص) وَأَعُوذُ بِأَسْمَاءِ اللهِ مِنْ شَر ما أَحْذَرُ ، وَمِنْ شَرِّ ما أَخَافُ على نَفْسِي »

__________________

١ ـ مكنع الاصابع : هو من رجعت اصابعه إلى كفه ، وظهرت دواجيه وهي مفاصل اصول الاصابع جاء ذلك في مجمع البحرين.

٢ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٦٥.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294