الصحيفة الصادقية

الصحيفة الصادقية0%

الصحيفة الصادقية مؤلف:
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 294

الصحيفة الصادقية

مؤلف: باقر شريف القرشي
تصنيف:

الصفحات: 294
المشاهدات: 165309
تحميل: 7736

توضيحات:

الصحيفة الصادقية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 294 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 165309 / تحميل: 7736
الحجم الحجم الحجم
الصحيفة الصادقية

الصحيفة الصادقية

مؤلف:
العربية

وأمره بأن يقرأ هذا الدعاء سبع مرات ، ففعل ، فذهب عنه ما كان يجد من ألم(1) .

ه‍ ـ روى عبدالله بن سنان: عن الامام الصادقعليه‌السلام ، أنه قال : إذا أصابك وجع ، فضع يدك عليه ، وقل :

« بِسْمِ اللهِ ، وَبِاللهِ ، مُحَمَدٌ رَسُولُ اللهِ (ص) لا حَوْلَ وَلا قُوَّةِ إلاَّ بِاللهِ ، اللّهُمَّ ، إمْسَحْ عَنِّي ما أُجِدُهُ ، وَتَمْسَحُ مُوْضِعَ الوَجَعِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ(2) .

و ـ روى حسين الخباز الخراساني ، قال : شكوت إلى الامام أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وجعا بي ، فقالعليه‌السلام : إذا صليت فضع يدك موضع سجودك ، ثم قل

« بِسْمِ اللهِ ، مُحَمَدٌ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إشْفِني يا شَافي ، شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يَغَادِرُ سُقْماً ، شفَاءٌ مِنْ كُلِّ داءٍ وَسُقْمٍ(3) .

ز ـ روى معاوية بن عمار ، عن الامام أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : تضع يدك على موضع الوجع ، وتقول :

« اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ القُرْآنِ العَظِيمِ ، الذي نَزَلَ بِهِ الروُحُ الَأمِينُ ، وَهُوَ عِنْدَكَ في أُمِّ الكِتَابِ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ، أَنْ تُشْفيَني بِشِفَائِكَ ، وَتُدَاويَني بِدَوَائِكَ ، وَتُعَافِيَني مِنْ بَلَائِكَ »

__________________

1 ـ اصول الكافي 2 / 566.

2 ـ اصول الكافي 2 / 553.

3 ـ اصول الكافي 2 /.

٢٦١

تقول ذلك: ثلاث مرات ، وتصلي على محمد وآله(1) .

ح ـ روى الحسين بن نعيم ، عن الامام الصادقعليه‌السلام ، أن بعض أولاده ، اشتكى علة ، فقالعليه‌السلام له : يا بني قل :

« اللّهُمَّ ، إشْفِني بِشِفَائِكَ ، وَدَاوِني بَدَوَائِكَ ، وَعَافِني مِنْ بَلَائِكَ ، فَإنّي عَبْدُكَ وَأبْنُ عَبْدِكَ(2) .

ط ـ روى داوود بن رزين ، عن الامام الصادقعليه‌السلام ، أنه قال : تضع يدك على الوجع ، وتقول : ثلاث مرات :

اللهُ ، اللهُ رَبِّي حَقّاً ، لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ لَهَا وَلِكُلِّ عَظِيمَةِ فَفَرِّجْهَا عني(3) .

ي ـ وكان الامام الصادقعليه‌السلام ، إذا دهمته بعض الامراض ، قال :

« اللّهُمَّ ، إجْعَلْهُ أَدَباً لا غَضَباً »(4)

إن هذه الادعية ، التي وصفها سليل النبوة ، لمعالجة بعض الامراض من الوصفات الروحية ، التي أثبتت الفحوص الطبية ، أنها من أنجع الوسائل ، لمعالجة بعض الامراض المستعصية ، كما أنها في نفس الوقت ، تشيع في آفاق النقس ، روح الطمأنينة بالله الذي بيده جميع مجريات الاحداث.

__________________

1 ـ اصول الكافي 2 /.

2 ـ اصول الكافي 2 /.

3 ـ اصول الكافي 2 /.

4 ـ اعيان الشيعة 4 / ق / 217 ـ 220.

٢٦٢

11 ـ دعاؤه عند المصيبة

وكان الامام الصادقعليه‌السلام ، إذا ألمت به مصيبة ، أو خطب ، دعا بهذا الدعاء :

« الحَمْدُ للهِ ، الذي لَمْ يَجْعَلْ مُصِيبَتي في دِيني ، وَالحَمْدُ للهِ الذي لَوْ شَاءَ أَنْ تَكُونَ مُصِيبَتي أَعْظَمَ مِمَّا كَانَتْ لَكَانَتْ ، وَالحَمْدُ للهِ على الَأمْرِ الذي شَاءَ أَنْ يَكُونَ »(1) .

لقد فوض الامامعليه‌السلام ، جميع أموره ، وشؤونه ، إلى الله تعالى ، فهو في الضراء ، والسراء يشكره ، ويرفع له آيات الحمد ، والرضا بما قسم وقدر.

12 ـ دعاؤه عند اجابة دعائه

وكان الامامعليه‌السلام ، إذا دعا الله تعالى ، واستجاب له دعاءه ، حمده ودعا بهذا الدعاء :

« يا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى ، وَيَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ ، وَيَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتَرْحِمَ ، يا أَحَدٌ ، يا صَمَدٌ ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ ، يا مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً ، يا مَنْ يَفْعَلُ ما يَشَاءُ ، وَيَحْكُمُ ما يُرِيدُ ، وَيَقْضِي ما أَحَبِّ ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ ، يا مَنْ هُوَ بِالمَنْظَرِ الَأعْلَى ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْىٌ يا سَمِيعٌ يا بَصِيرٌ »

13 ـ دعاؤه للتوسعة عليه

وكانعليه‌السلام ، يدعو بهذا الدعاء ، للتوسعة عليه في الرزق ، وهذا

__________________

1 ـ اعيان الشيعة 4 / ق 2 / 217 ـ 220.

٢٦٣

نصه :

« اللّهُمَّ ، أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الحَلَالِ ، ما أَكْفِي بِهِ وَجْهِي ، وَاُؤدِّي بِهِ عَنِّي أَمَانَتِي ، وَأَصِلُ بِهِ رَحِمي ، وَيَكُونُ عَوْناً لي في الحَجِّ وَالعُمْرَةِ »

14 ـ دعاؤه إذا أهمه أمر

وكان الامام الصادقعليه‌السلام ، إذا أهمه أمر ، دعا بهذا الدعا :

« اللّهُمَّ ، إنَّكَ لا يَكْفِي مِنْكَ أَحَدٌ ، وَأَنْتَ تَكْفِي مِنْ كُلِّ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَاكْفِني »

ثم يذكر ما أهمه(1) .

15 ـ دعاؤه في طلب المغفرة

ومن أدعية الامام الصادقعليه‌السلام ، في طلب المغفرة ، من الله تعالى ، هذا الدعاء :

« سَائِلٌ بِبَابِكَ ، مَضَتْ أَيَّامُهُ ، وَبَقِيَتْ آثَامُهُ ، وَانْقَضَتْ شهْوَتُهُ ، وَبَقِيَتْ تَبِعَتُهُ ، فَارْضَ عَنْهُ ، وَإنْ لَمْ تَرْضَ عَنْهُ فَاعْفُ عَنْهُ ، فَقَدْ يَعْفُو السَيِّدُ عَنْ عَبْدِهِ ، وَهُوَ غَيْرُ رَاضٍ عَنْهُ »(2)

16 ـ دعاؤه لتعجيل الدين

روى الوليد بن صبيح ، قال : شكوت إلى الامام أبي عبدالله عليه

__________________

1 ـ اصول الكافي 2 / 557.

2 ـ المخلاة ( ص 186 ).

٢٦٤

السلام ، دينا لي على أناس ، فقال : قل :

« اللّهُمَّ ، لَحْظَةً مِنْ لَحَظَاتِكَ ، تَيَسِّرًُ على غُرَمَائي بِهَا القَضَاءَ ، وَتُيَسِّرُ لي بِهَا الإِقْتِضَاءَ إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ »(1) .

17 ـ دعاؤه في مهام الامور

ومن أدعيتهعليه‌السلام ، هذا الدعاء الجليل ، وقد حفل بمهام أمور الدنيا والآخرة.

« اللّهُمَّ احرسِني بِعَينكَ التي لا تنام ، وَاكْنُفْني بِرُكْنِكَ الذي لا يُرَامُ ، وَاغْفِرْ لي ، بِقُدْرَتِكَ حَتَّى لا أَهْلَكَ ، وَأَنْتَ رَجَائي ، رَبِّ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ ، قُلَّّ عِنْدَهَا شُكْرِي ، وَكَمْ مِنْ بَلِيََّةٍ ابْتَلَيْتَني بِهَا ، قُلْ عِنْدَهَا صَبْرِي ، فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْني ، وَيَا مَنْ رَآنِي على المَعَاصِي فَلَمْ يَفْضَحْني ، يا ذا المَعْرُوفِ الذي لا يَنْقَضِي مَعْرُوفُهُ أَبَداً ، وَيا ذا النَّعْمَاءِ التي لا تُحْصَى عَدَداً ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَبِكَ أَدْرَأُ في نُحُورِ الَأعْدَاءِ وَالجَبَّارِينَ ، اللّهُمَّ ، أعِنِّي على دِيني بِالدُّنْيَا ، وعلى آخِرَتي بِالتَّقْوَى ، وَاحْفَظْني فِيمَا غَيَّبْتَ عَنِّي ، وَلا تَكِلْني إلى نَفْسِي فِيمَا حَظَّرْتَهُ عَلَيَّ ، يا مَنْ لا تَضُرُّهُ الذُنُوبُ ، وَلا تُنْقِصُهُ المَغْفِرَةُ اغْفِرْ لي ما لا يَضُرُّكَ ، وَأعْطِني ما لا يُنْقِصُكَ ، إنَّكَ وَهَّابٌ أَسَأَلُكَ فَرَجاً وَصَبْراً عَاجِلاً وَزِرْقاً وَاِسعاً وَالعَافِيَةَ مِنْ جَمِيعِ البَلَايَا يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ(2) .

__________________

1 ـ اصول الكافي 2 / 554.

2 ـ المخلاة ( ص 181 ـ 182.

٢٦٥
٢٦٦

القسم العاشر

فيما يرويه من الادعية عن آبائه

٢٦٧
٢٦٨

ونقل الرواة كوكبة ، من الادعية ، التي رواها ، الامام الصادقعليه‌السلام ، عن آبائه العظام ، عليهم السلام ، دعاة الله في أرضه ، وحججه على عباده ، وهي لوحات من النور ، تجذب العقول ، وتنمي الافكار ، وتهدي الحائر ، وترشد الضال ، وتدفع الانسان لما يسمو به من المثل العليا ، والصفات الكريمة ، ونعرض لبعضها.

1 ـ أدعية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

وروى الامام الصادقعليه‌السلام ، مجموعة من الادعية ، كان يدعو بها جده الرسول الاعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مفجر العلم ، والنور في الارض ، وهذه بعضها :

1 ـ قالعليه‌السلام : كان من دعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا الدعاء :

« اللّهُمَّ ، ارْحَمْني بِتَرْكِ مَعَاصيكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَني ، وَارْزُقْني حُسْنَ النَظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ عَني ، وَأَلْزِمْ قَلْبي حِفْظَ كِتَابِكَ عَلَّمْتَني ، وَاجْعَلْني أَتْلُوهُ على النَّحْوِ الذي يُرْضِيكَ عَنَّي ، اللّهُمَّ ، نُوِّرْ بِكِتَابِكَ بَصَرِي ،

٢٦٩

وَاشْرَحْ بِهِ صَدْرِي ، وَأَفْرِحْ بِهِ قَلْبي ، وَأَطْلِق بِهِ لِسَاني ، وَاسْتَعْمِلُ بِهِ بَدَني ، وَقَوِّنِي على ذلِكَ ، فَإنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ »(1) .

نظر هذا الدعاء الشريف إلى كتاب الله العظيم ، الذي هو من بركات الله ، على عباده ، ومن ألطافه عليهم ، وقد سأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الله تعالى ، أن يمن عليه بحفظه ، والتأمل في آياته ، وأن يشرح به صدره ، ويفرح به قلبه ، ويطلق به لسانه ، ومن الطبيعي أن في ذلك إرشاد للامة ، ليهتموا بالقرآن العظيم ، ويطبقوا أحكامه وتعاليمه على واقع حياتهم.

2 ـ قالعليه‌السلام : ما من نبي إلا وخلف في أهل بيته دعوة مجابة ، وقد خلف فينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، دعوتين مجابتين: أما الواحدة فلشدائدنا ، وأما الاخرى فلحوائجنا.

أما التي لشدائدنا :

« يا كَائِنُ دائماً لَمْ يَزَلْ ، يا إلهي ، يا إلهَ آبَائي ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، إجْعَلْني لَكَ مُخْلِصاً »

وأما التي لحوائجنا :

« يا مَنْ يَكْفي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وَلَا يَكْفَى مِنْهُ شَيْءٌ: يا اللهُ يا رَبِّ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(2) .

3 ـ روى الامامعليه‌السلام ، عن جده ، رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا الدعاء :

__________________

1 ـ قرب الاسناد ( ص 5 ).

2 ـ مفتاح السعادة ، ومصباح السيادة 3 / 138 طبع دار الكتب الحديثة

٢٧٠

« يا رَازِقَ المُقِلِّينَ(1) يا رَاحِمَ المَسَاكِينَ ، يَا وَلِيَ المُؤْمِنين ، يا ذا القُوَّةِ المَتِين ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، وَارْزُقْني ، وَعَافِنِي ، وَاكْفني ما أَهَمَّني »(2) .

4 ـ قال الامام الصادقعليه‌السلام : أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجل ، فقال : يا نبي الله : الغالب علي الدين ووسوسة الصدر ، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قل :

« تَوَكْلتُ على الحَيِّ الذي لا يَمُوتُ ، الحَمْدُ للهِ الذي لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ في المُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُلِّ ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ».

فصبر الرجل مدة ثم مر على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له : ما صنعت؟ فقال : يا رسول الله قضى الله ديني وأذهب وسوسة صدري(3) .

5 ـ : قالعليه‌السلام : جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا رسول الله : قد لقيت شدة من وسوسة الصدر ، وأنت رجل مدين معيل ، محوج ، فقال له : كرر هذه الكلمات :

« تَوَكْلتُ على الحَيِّ الذي لا يَمُوتُ ، الحَمْدُ للهِ الذي لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ في المُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُلِّ ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ».

فلم يلبث أن جاءه فقال : أذهب الله عني وسوسة صدري ، وقضى عني

__________________

1 ـ المقلن : جمع مقل ، وهو الفقير البائس.

2 ـ اصول الكافي 2 / 552.

3 ـ اصول الكافي 2 / 554.

٢٧١

ديني ، ووسع علي رزقي(1) .

إن وسوسة الصدر ، من الامراض النفسية ، التي تشيع في النفس ، القلق والاضطراب ، وخير وصفة لدفعها ، أدعية أئمة أهل البيتعليهم‌السلام ، وذكر الله تعالى والاستعاذة به من الشيطان الرجيم.

2 ـ داعية الامام أمير المؤمنين (ع)

روى الامام الصادق عليه ، مجموعة من الادعية الجليلة ، عن جده الامام أمير المؤمنين ،عليه‌السلام ، باب مدينة علم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن كان منه بمنزلة هارون من موسى وهذا بعض ما رواه عنه :

1 ـ قالعليه‌السلام : إن عليا صلوات الله عليه وآله كان يقول : إذا أصبح :

« سُبْحَانَ اللهِ المَلِكِ القُدُّوسِ ـ كان يقول ذلك ثلاثاً. اللّهُمَّ ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَمِنْ تَحْوِيلِ عَافِيَتِكَ ، وَمِنْ فجْأَة نَقْمتكَ ، وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَمِنْ شَرِّ ما سَبَقَ في اللَّيْلَ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ بعِزَّةِ مُلْكِكَ ، وَشِدَّةِ قُوَّتِكَ ، وَتَعْظِيمِ سُلْطَانِكَ ، وَبِقُدْرَتِكَ على خَلْقِكَ »(2) .

لقد استعاذ الامام أمير المؤمنين ، بالله العظيم ، من زوال النعمة ، وتحويل العافية ، وفجأة النقمة ، فبانعدام هذه الامور تعود الحياة قاسية ، ولا تطاق.

2 ـ قالعليه‌السلام ، كان الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول : من قال هذا القول كان مع محمد وآل محمد ، إذا قام قبل أن يستفتح الصلاة :

__________________

1 ـ اصول الكافي 2 / 555.

2 ـ اصول الكافي 2 / 527.

٢٧٢

« اللّهُمَّ ، إنِّي أَتوَجَهُ إلَيْكَ بِمُحَمَدً وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأُقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ صَلَاتي ، وَأَتَقَرَّبُ بِهِمْ إلَيْكَ ، فَاجْعَلْني بِهِمْ وَجِيهاً ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَمِنَ المُقَرَّبِينَ ، اللّهُمَّ ، إنَّكَ مَنَنْتُ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ ، فَاخْتُمْ لي بِطَاعَتِهِمْ ، وَمَعْرَفتِهِمْ ، وَوِلَايَتِهِمْ فَإنَّهَا السَّعَادَةُ وَاْخُتْم لي بِهَا فَإنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ »

ثم تصلي ، فإذا إنصرفت قلت :

« اللّهُمَّ ، إجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ عَافِيَةٍ وَبَلَاءٍ ، وَاجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ مَثْوَى ، وَمُتَقَلَّبٍ اللّهُمَّ ، إجْعَلْ مَحْيَايَ مَحْيَاهُمْ ، وَمَمَاتي مَمَاتَهُمْ ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في المَوَاطِنِ كُلِّهَا ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ »(1) .

وعرض هذا الدعاء الشريف ، بجميع بنوده ، إلى أهمية آل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، دعاة العدل الاجتماعي في الارض ، وحملة مشعل التوحيد ، الذين ناضلوا كأشد ما يكون النضال ، في محاربة الظلم والاستبداد وتوطيد أركان العدل بين الناس.

3 ـ قالعليه‌السلام : كان الامام أمير المؤمنين ، صلوات الله عليه ، يقول إذا فرغ من الزوال ،

« اللّهُمَّ ، إنِّي أَتَقَرَّبً إلَيَْكَ بِجُودِكَ ، وَكَرَمِكَ ، وَأَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَأَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِمَلَائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ ، وَأَنْبِيَائِكَ المُرْسَلِينَ ، وَبِكَ.

اللّهُمَّ ، أَنْتَ الغَنِّى عَنِّي ، وَبي الفَاقَةُ إلَيْكَ ، وَأَنْتَ الغَنِيُ ، وَأَنَا

__________________

1 ـ اصول الكافي 2 / 544.

٢٧٣

الفقيرُ إلَيْكَ أقلْتني مِنْ عَثْرَتي ، وَسَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوبي ، فَاقْضِ اليَوْمَ حاجتي ، ولا تُعَذّبْني بِقَبِيحِ ما تَعْلَمُ مِنِّي ، بَلْ عَفْوُكَ وَجُودُكَ يَسَعُني »

ثم يخر ساجدا ويقول :

« يا أَهْلَ التَقْوَى ، وَيَا أَهْلَ المَغْفِرَةِ ، يا بِرُّ يا رَحِيمُ ، أَنْتَ أَبرُّ بي مِنْ أَبي ، وَأُمِّي ، وَمِنْ جَمِيعِ الخَلَائِقِ ، إقْبَلْني بِقَضَاءِ حَاجَتي ، مُجَاباً دُعَائي ، مَرْحُوماً صَوْتي ، قَدْ كَشَفْتَ أَنْوَاعَ البَلَاءِ عَنِّي »(1)

ويلمس في هذا الدعاء ، مدى إنابة سيد المتقين ، والموحدين إلى الله تعالى ، فمن المقطوع به إنه ما عرف الله حق معرفته ، وآمن به كاشد ما يكون الايمان ، سوى الامام أمير المؤمنين ، وأبنائه الائمة الطاهرينعليهم‌السلام .

4 ـ روى معاوية بن عمار قال : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام ، أبتداء منه : يا معاوية أما علمت أن رجلا أتى الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام فشكا الابطاء عليه في الجواب في دعائه ، فقال له : ـ

« أين أنت عن الدعاء السريع الاجابة؟ »

ـ « فقال الرجل : ما هو؟.

ـ قال قل :

« اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ الَأعْظَمِ ، الَأجَلِّ الَأكْرَمِ ، المَخْزُونِ ، المَكْنُونِ ، النُّورِ الحَقِّ ، البُرْهَانِ المُبِينِ ، الذي هُوَ نُورٌ مَعَ نُورٍ ، نُورٌ مَنْ نُورً ، وَنُورٌ في نُورٍ ، وَنُورٌ على نُورٍ ، وَنُورٌ فَوْقَ كُلِّ نُورٍ ، وَنُورٌ يُضِييءُ بِهِ كُلِّ ظُلْمَةٍ ، وَيَكْسِرُ بِهِ كُلِّ شِدَّةٍ ، وَكُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ، وَكُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، وَلا تَقِرُّ بِهِ أَرْضٌ ، وَلا تَقُومُ بِهِ سَمَاءٌ ، وَيَا مَنْ يَأمنُ بِهِ كُلُّ

__________________

1 ـ اصول الكافي 2 / 545.

٢٧٤

خَائِفِ ، وَيَبْطُلُ بِهِ سِحْرُ كُلِّ سَاحِرٍ ، وَبَغْيُ كُلِّ بَاغٍ ، وَحَسَدُ كُلِّ حَاسِدٍ ، وَيَتَصَدَّعُ لِعَظَمَتِهِ البَرُّ وَالبَحْرُ ، وَتَسْتَقِلُّ بِهِ الفُلْكَ حِينَ يَتَكلَّمُ بِهِ المُلْكُ ، فَلَا يَكُونُ لِلْمَوْجِ عَلَيْهِ سَبِيلٌ ، وَهُوَ إسْمُكَ الَأعْظَمُ ، الَأعْظَمُ ، الَأجَلُّ ، الَأجَلُّ ، النٌّورٌ الَأكْبَرُ ، الذي سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسُكَ ، وَاسْتَوَيْتَ بِهِ على عَرْشِكَ ، وَاَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، أَسْأَلُكَ بِكَ وَبِهِمْ ، أَنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ »

ثم تذكر حاجتك التي تريد قضاءها(1) .

5 ـ روى الامام الصادق ،عليه‌السلام ، أن رجلا ، أتى الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقال له : يا أمير المؤمنين كان لي مال ورثته ، ولم أنفق منه درهما في طاعة الله ، ثم أكتسبت منه مالا فلم أنفق منه درهما في طاعة الله ، فعلمني داء يخلف علي ما مضى ، ويغفر لي ما عملت : أو عملا أعمله ، قالعليه‌السلام :

قل »

« وأي شيء أقول؟. »

قل :

« يا نُورِي في كُلِّ ظُلْمَةٍ ، وَيَا أُنْسِي في كُلِّ وَحْشَةٍ ، وَيَا رَجَائي في كُلِّ كَرْبَةٍ ، ويا ثِقَتي في كُُلِّ شِدَّةٍ ، وَيَا دَلِيلي في الضَّلَالَةِ ، أَنْتَ دَلِيلي إذَا انْقَطَعَتْ دَلَالَةُ الَأدِلَّاءُ : فَإِنَّ دَلَالَتَكَ لا تَنْقَطِعُ ، وَلَا يَضِلُّ مَنْ هَدَيْتَ ، أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَأسْبَغْتَ ، وَرَزَقْتَني فَوَفَرْتَ ، وَغَذَّيْتَني فَأَحْسَنْتَ غِذَائِي ، وَأَعْطَيْتَني فَأَجْزَلْتَ ، بِلَا اسْتِحْقَاقٍ لِذلِكَ بِفَضْلٍ مِنِّي ، وَلكِن إبْتِدَاءً مِنْكَ

__________________

1 ـ اصول الكافي 2 / 582 ـ 583.

٢٧٥

لكرمك ، وجُودك ، فتقوُيْتَ بكرمك على معاصيك ، وتقويْتُ برزْقك على سُخْطك ، وأَفْنيْتُ عُمْرِي فيما لا ُتحِبُّ ، فلمْ تمْنعْك جُرْأتي عليْك ، وَرُكُوبي لِمَا نهَيْتَني عنْهُ ، وَدُخُولي فيما حَرَّمْت علي ، أنْ عُدْتَ عليَّ بِفَضْلِكَ ، وَلَمْ يَمْنَعْني حِلْمُك عني ، وَعَوْدُكَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ ، انْ عُدْتُ في مَعَاصيكَ ، فَأَنْتَ العَوَّادُ بِالفَضْلِ ، وَأَنَا العوَّادُ بِالمَعَاصِي ، فيا أكْرمَ مَنْ أُقرَّ لَهُ بِذَنْبٍ ، وَأَعَزَّ مَنْ خُضِعَ لَهُ بِذُلِّ ، لِكَرَمِكَ أَقْرَرْتَ بِذَنْبي ، وَلِعِزِّكَ خَضَعْتُ بِذُلِّي ، فَمَا أَنْتَ صَانِعٌ بي في كَرَمِكَ وَإقْرَارِي بِذَنْبي ، وَعزِّكَ وَخُضُوعي بِذُلِّي إفْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَلَا تَفْعَلْ بي ما أنَا أَهْلُهُ »(1)

وحكى هذا الدعاء النعم التي أنعمها الله على عباده ، والالطاف التي أسداها عليهم ، ولجهلهم قابلوها بالتمرد والعصيان له ، وهو مع ذلك يفيض عليهم بعطائه وإحسانه.

6 ـ قالعليه‌السلام : يقول في دعائه ، وهو ساجد :

« اللّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَبْتَلِيَني بِبَلِيَّةٍ ، تَدْْْعُوني ضُرُورتُهَا على أَنْ أَتَعَّرضَ لِشَيْءٍ مِنَ مَعَاصِيكَ.

اللّهُمَّ ، لا تَجْعَلْ بي حَاجَةً إلى أَحَدٍ مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَلِئَامِهِمْ ، فَإنْ جَعَلْتَ لي حَاجَةً إلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، فَاجْعَلْهَا إلى أَحْسَنِهِمْ وَجْهاً وَخَلْقاً ، وَخُلُقاً ، وَأَسْخَاهُمْ بهِاَ نَفْساً ، وَأَطْلَقَهُمْ بِهَا لِسَاناً ، وَأَسْمَحَهُمْ بِهَا كَفّاُ ، وَأَقَلَّهُمْ بِهَا عَلَيَّ امْتِنَاناً. »(2)

__________________

1 ـ اصول الكافي 2 / 595.

2 ـ قرب الاسناد ( ص 1 ).

٢٧٦

3 ـ الادعية التي يرويها عن الامام زين العابدين

وروى الامام الصادقعليه‌السلام ، بعض الادعية ، عن جده الامام زين العابدين ، وسيد الساجدينعليه‌السلام ، وهي تكشف عن جانب من روحانية ، هذا الامام العظيم ، الذي عطر الدنيا بأدعيته ، التي تمثل صفاء النفس ، وسمو الذات ، وفي ما يلي بعض تلك الادعية :

1 ـ قالعليه‌السلام : كان علي بن الحسينعليه‌السلام ، يدعو بهذا الدعاء :

« اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ حُسْنَ المَعِيشَةِ ، مَعِيشَةً أَتَقَوَّى بِهَا على جَمِيعِ حَوَائِجي وَأَتَوَصَّلُ بِهَا في الحَيَاةِ إلى آخِرَتي ، مِنْ غَيْرَ أَنْ تُتْرِفَني فِيهَا فَأَطْغى ، أَوْ تُقَتَّرَ بِهَا عَلَيَّ فَأَشْقَى ، أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ حَلَالِ رِزْقِكَ ، وَأَفْضِلْ عَلَيَّ مِنْ سَيْبِ فَضْلِكَ ، نِعْمَةً مِنْكَ سَابِغَةً ، وَعَطَاءاً غَيْرَ مَمْنُونٍ ، ثُمَّ لا تُشْغِلْني عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ ، بِإكْثَارٍ مِنْهَا تُلْهِيني بَهْجَتُهُ ، وَتَفْتِنيِّ زَهَراتُ زَهْوَتِهِ ، ولا بِإقْلَالٍ عَلَيَّ مِنْهَا يَقْصُرُ بِعَمَلي كَدُّهُ ، وَيَمْلُأ صَدْرِي هَمُّهُ ، أَعْطِني مِنْ ذلِكَ يا إلهي غِنى عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ ، وَبَلَاغاً أَنَالُ بِهِ رِضْوَانَكَ وَأَعُوذُ بِكَ يا إلهي مِنْ شَرِّ الدُّنْيَا ، وَشَرِّ ما فِيهَا ، وَلا تَجْعَلْ عَلَيَ الدُّنْيَا سِجْناً ، وَلَا فِراقَهَا عَلَيَّ حُزْناً ، أَخْرِجْني مِنْ فِتْنَتِهَا مَرْضيا عنِّي ، مَقْبُولاً فِيهَا عَمَلي إلى دَارِ الحَيَوَانِ ، وَمَسْاكِنِ الَأخْيَارِ ، وَأَبْدِلْني بِالدُّنْيا الفَانِيَةِ نَعِيمَ الدَّارِ البَاقِيَةِ.

اللّهُمَّ ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن أَزَلِّها(1) وَزِلْزَالِهَا ، وَسَطَوَاتِ شَيَاطِينِهَا ، وَسَلَاطِينِهَا ، وَنَكاَلِهَا ، وَمِنْ بَغْيِ مَنْ بَغَى عَلَيَّ فِيهَا ، اللّهُمَّ ، مَنْ كَاَدَني

__________________

1 ـ الازل : الشدة والضيق.

٢٧٧

فَكِدْهُ ، وَمَنْ أَرَادَني فَأَرِدْهُ ، وَفُلَّ عَنِّي حَدَّ مَنْ نَصَبَ لي حَدَّهُ ، وَأَطفِ عَنِّي نَارَ مَنْ شَبَّ لي وَقْدَهُ ، واكْفِني مَكْرَ المَكْرَةِ ، وَافْقَاْ عَنِّي عُيُونِ الكَفَرَةِ ، وَاكْفِني هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ ، وَادْفَعْ عَني شَرَّ الحَسَدَةِ ، وَاعْصِمْني مِنْ ذَلكِ َبِالسَكِينَةِ وَأَلْبِسْني دِرْعَكَ الحَصِينَةَ ، وَأَخْبِئْني في سِتْرِكَ الوَاقِي ، وَأَصْلِحْ لي حَالِي ، وَصَدِّقْ قَوْليِ بِفعَالِي ، وَبَارِكْ لي في أَهْلِي وَمَالِي »(1)

إن في أدعية الامام ، زين العابدينعليه‌السلام ، منهجا كاملا ، للحياة الرفيعة ، ودستورا شاملا ، لكل ما يسمو به الانسان من شرف وكرامة.

لقد حفل هذا الدعاء الشريف ، بجميع متطلبات الحياة الكريمة ، التي لا ضيق فيها ولا عسر ، ولا ترف موجب للطغيان ، وأن يجعله الله دوما يلهج بذكره وشكر نعمته ، ويكفيه شرار خلقه الذين جبلوا على الاعتداء والاساءة إلى الناس.

2 ـ قالعليه‌السلام : كان علي بن الحسينعليه‌السلام يقول : ما أبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الانس والجن ، وهي :

« بِسْمِ اللهِ ، وَبِاللهِ ، وَمِنَ اللهِ ، وَالى اللهِ ، وَفي سَبِيلِ اللهِ ، وَعلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، اللّهُمَّ إلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي ، وَإليْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي ، وَإلَيْكَ اَلْجَأْتُ ظَهْرِي ، وَإلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي ، اللّهُمَّ إحْفَظْني ، بِحِفْظِ الإِيمَانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفي ، وَعَنْ يَميني ، وَشِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقي ، وَمِنْ تَحْتي ، وَمِنْ قِبَلي ، وَادْفَعْ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ، فَإنَّهُ لا حَوْلَ ، وَلَا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ »(2) .

__________________

1 ـ اصول الكافي 2 / 553 ـ 554.

2 ـ اصول الكافي 2 / 559 قرب الاسناد.

٢٧٨

إن في قراءة هذه الادعية صيانة للانسان ، ووقاية له من طوارق الزمن وحوادث الايام ، فإن الله تعالى ، يصرف عمن دعاه بها ، جميع شرور الدنيا وفجائعها.

3 ـ قالعليه‌السلام : إن علي بن الحسين ، صلوات الله عليه ، كان إذا أصبح قال : أبتدئ يومي بين يدي نسياني وعجلتي ، بسم الله وما شاء الله(1) .

هذه بعض الادعية ، التي رواها الامام الصادقعليه‌السلام عن جده الامام زين العابدينعليه‌السلام .

4 ـ أدعية الامام الباقر

وروى الامام الصادقعليه‌السلام ، مجموعة من أدعية أبيه الامام محمد الباقرعليه‌السلام ، وفي ما يلي بعضها :

1 ـ قالعليه‌السلام : كان أبي إذا أصبح يقول :

« بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَالى اللهِ ، وَفي سَبِيلِ اللهِ ، وَعلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، اللّهُمَّ ، إلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي ، وَإلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي ، وَعَلَيْكَ تَوَكَلْتُ يا ربِّ العَالَمِينَ ، اللّهُمَّ ، إحْفَظْني بِحِفْظِ الإِيمَانِ(2) مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفهي ، وَعَنْ يَمِيني وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقي ، وَمِنْ تَحْتي ، وَمِنْ قِبَلْي ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ ، نَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةِ ، مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، وَشَرِّ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

اللّهُمَّ ؛ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ ، وَمِنْ ضَغْطَةِ القَبْرِ ، وَمِنْ

__________________

1 ـ اصول الكافي 2 / 523.

2 ـ بحفظ الايمان : على حذف المضاف اي بحفظ أهل الايمان.

٢٧٩

ضِيقِ القَبْرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سَطَوَاتِ اللّيْلَ وَالنَّهَارِ ، اللّهُمَّ ، رَبَّ المَشْعَرِ الحَرَامِ ، وَرَبَّ ِالبَلَدِ الحَرَامِ ، وَرَبِّ الحِلِّ وَالحَرَمِ ، أَبْلِغْ مُحَمَّداً وِآلِ مُحَمَّدٍ عَنِّي السَّلَامُ.

اللّهُمَّ ، أنِّي أَعُوذُ بِدَرْعِكَ الحَصِينَةِ ، وَأَعُوذُ بِجَمْعِكَ أَنْ لا تُمِيتَني غَرَقاً أَوْ حَرْقاً ، أَوْ شَرَقاً ، أَوْ قَوَداً ، أَوْ صَبْراً ، أَوْ مُسَماً ، أَوْ تَرَدِياً في بِئْرٍ ، أَوْ أَكِيلَ سَبُعَ ، أَوْ مَوْتَ الفُجْأَةِ ، أَوْ بِشَيْءٍ مِنْ مِيتَاتِ السُوءِ ، وَلكِنْ أَمِتْني على فِرَاشِي في طَاعَتِكَ ، وَطَاعَةِ رَسُوُلِكَصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مُصِيباً لِلْحَقِّ غَيْرَ مُخْطِىءٍ أَوْ في الصَّفِِّ الذي نَعتَّهُمْ في كِتَابِكَ «كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ » أُعِيذُ نَفْسِي ، وَوَلَدي ، وَمَا رَزَقَني رَبِّي ، بِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ـ وَكَانَ يَقْرَأُ السُّورَةَ ـ الحَمْدُ للهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ ، وَالحَمْدُ للهِ زِنَةَ عَرْشِهِ ، وَالحَمْدُ للهِ رِضَا نَفْسِهِ ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ العَلِيُّ العَظِيمِ ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ السَّموَاتِ وَالَأرَضِينَ ، وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ.

اللّهُمَّ ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَمِنْ شَمَاتَةِ الَأعْدَاءِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْرِ وَالوَقْرِ(1) وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ المَنْظَرِ ، في الَأهْلِ وَالمَالِ وَالوَلَدِ »

وكان أبو جعفرعليه‌السلام ، يصلي على النبي وآله عشر مرات بعد هذا الدعاء(2) .

ويلمس في هذا الدعاء الشريف ، مدى اعتصام الامام أبي جعفر عليه

__________________

1 ـ الوقر : الثقل في السمع.

2 ـ اصول الكافي 2 / 525 ـ 526.

٢٨٠