الصحيفة الصادقية

الصحيفة الصادقية20%

الصحيفة الصادقية مؤلف:
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 294

الصحيفة الصادقية
  • البداية
  • السابق
  • 294 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 174270 / تحميل: 8798
الحجم الحجم الحجم
الصحيفة الصادقية

الصحيفة الصادقية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

« اللهُ ، اللهُ رَبِّي ، لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ،

فإذا خفت وسوسة ، أو حديث نفس ، فقل :

« اَلْلّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ ، وَأبْنَ عَبْدِكَ ، وَابنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتي بِيَدِكَ ، عَدْلٌ فيَّ حُكْمُكَ ، مَاضٍ في قَضَاؤُكَ ، اللُّهُمَ أِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، أَنْزَلْتَهُ في كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمتَهُ أَحَدَاً من خَلْقِكَ ، أَوْ أسْتَأثَرْتُ بِهِ في عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ نُوُرَ بَصَرِي ، وَرَبِيعَ قَلْبِي ، وَجَلاءَ حُزْني ، وَذَهَابَ هَمِّي ، اللهُ ، اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً(١) .

ب ـ وروى إسماعيل بن جابر ، عن الامام الصادقعليه‌السلام ، في إزالة الهم عن النفس ، قال : تغتسل ، وتصلي ركعتين ثم تقول :

« يا فَارِجَ الهَمِّ ، يا كَاشِفَ الغَمِّ ، يا رَحْمنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَرَحِيمَهُمَا ، فَرِّجْ هَمِّي ، وَاكْشِفْ غَمِّي ، يا اللهُ اَلْوَاحِدُ ، اَلَأحَدُ ، اَلْصَمَدُ ، الذي لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ ، إعْصِمْني ، وَطهِّرْنِي ، وأَذْهِبْ بِبَلِيِّتي

واقرأ آية الكرسي والمعوذتين(٢)

ج ـ روى سماعة عن الامام الصادقعليه‌السلام أنه قال : إذا خفت أمرا فقل :

« اللُّهُمَّ ، إنَّكَ لا يَكْفي مِنْكَ أَحَدٌ ، وَأَنْتَ تَكْفِي مِنْ كُلِّ أَحَدٍ ، مِنْ

__________________

١ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٦١.

٢ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٥٧.

٦١

خَلْقِكَ ، فَاكْفِنِي ما أَهِمَّني ، ( وَتَذْكُرُ مَا أَهَمَّكَ )

وفي رواية أخرى أنه قال : تقول :

« يا كَافِياً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وَلا يَكْفي مِنْكَ شَيْءٌ في السموَاتِ وَاَلْأرضِ إكْفِنِي ما أَهَمَّني مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ »(١)

إن هذه الادعية الجليلة ، من الادعية الروحية ، التي أثبتت البحوث النفسية الحديثة أنها من أنجع الوسائل في علاج الامراض النفسية.

٧ ـ أدعيته في التحرز من المنصور :

لم يمر على العلويين دور أسوأ ، ولا أبشع ، من عهد المنصور الدوانيقي ، فقد جهد هذا الطاغية السفاك في ظلمهم ، والتنكيل بهم ، وقد صب جام غضبه ، على الصغير والكبير ، ولم تسلم من شره ، حتى السيدات ، من العلويات ، وقد حاول عدة مرات ، الفتك بالامام ، ولكن الله أنجاه من شره ، ببركة أدعية الامامعليه‌السلام ، وفي ما يلي تلك الادعية :

أ ـ سافر المنصور الدوانيقي ، إلى بيت الله الحرام ، فلما انتهى إلى يثرب ، أمر حاجبه الربيع ، بإحضار الامام الصادقعليه‌السلام ، لاغتياله ، ولما مثل عنده عرف قصده ، وما بيته له من الشر ، فدعا الله تعالى ، بهذا الدعاء الجليل ، فأنجاه منه ، وهذا نصه :

« اللّهُمَّ إنّي أَسْأَلُكَ يا مُدْرِكَ الهَارِبينَ ، ويا مَلْجَأَ الخَائِفِينَ ، وَيا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخينَ ، ويا غِيَاثَ المُسْتَغِْيثِينَ ، وَيَا مُنْتَهَى غَايَةِ السَّائِلينَ ، وَيَا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرينَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا حَقُ ، يا مُبِينُ ، يَا ذَا

__________________

١ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٥٧.

٦٢

الكَيْد المَتينِ ، يا مُنْصِفَ المَظْلُومِينَ مِنَ الظَّالِمينَ ، يا مُؤْمِنَ أَوْلِيَائِهِ مِنَ العَذَابِ المُهِينِ ، يا مَنْ يَعْلَمُ خَافِيَاتِ الَأعْيُنِ ، وَخَافِيَاتِ لَحْظِ الجُفُونِ ، وسَرَائِرَ القُلُوبِ ، وَمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ ، يا رَبِّ السَّموَاتِ وَالأرَضَينِ ، وَالَملآئِكَةِ المُقْرَّبِينَ ، وَاَلَأنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ ، وَرَبَّ الإنْسِ وَالجِنِّ أجْمَعينَ ، يا شَاهِداً لا يَغِيبُ ، يَا غَالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ ، يا مَنْ هُوَ على كُلِّ شَيْءٍ رَقيبٌ ، وَعلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبٌ ، وَمِنْ كُلِّ عَبْدٍ رَقِيبٌ ،ْ وَلِكُلِّ دَعْوَةٍ مُسْتَجِيبٌ ، يا إلهَ المَاضِينَ ، وَالغَابِرِينَ ،ِ وَالجَاحِدِينَ ، وإلهَ الصَامِتِين ، وَالنَّاطِقِينَ ، ورَبَّ الَأخْيَارِ المُنِيبينَ.

يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا عَزِيزُ ، يا حَكِيمُ ، يا غَفُورُ ، يا رَحيمُ ، يا أَوَّلُ ، يا قَدِيمُ يَا شَكُورُ ، يَا قَاهِرُ ، يَا عَلِيمُ ، يا سَميعُ ، يا بَصِيرُ ، يا لَطِيفُ ، يا خَبِيرُ ، يا عَالِمُ ، يا قَدِيرُ ، يا قَهَّارُ ، يا غَفَّارُ ، يا جَبَّارُ ، يا خَالِقُ ، يا رَاَّزقُ ، يا فَاتِقُ ، يا وَاثِقُ ، يا صَادِقُ ، يا أَحَدُ ، يا مَاجِدُ ، يا صَمَدُ يا رَحْمنُ ، يا فرْدُ ، يا حنَّانُ ، يا مَنَّانُ ، يا سُبُّوحُ ، يا قُدُّوسُ ، يا رَؤوُفُ ، يا مُهَيْمِنُ ، يا حَمِيدُ ، يا مَجيدُ ، يا مُبْدِىءُ يا مُعِيدُ ، ياوَليُّ ، يا عَلِيُّ ، يا غَنِيُّ ، ياقَوِيُّ ، يا بَارِىءُ ، يا مُصَوِّرُ ، يا مُقْتَدِرُ ، يا بَاعِثُ ، يا وَارِثُ ، يا مُتَكَبِّرُ ، يا عَظِيمُ ، يا بَاسِطُ ، يا سَلَامُ ، يا مؤمِنُ ، ياوَتْرُ ، يا مُعْطي ، يا مَانِعُ ، يا ضَارُّ ، يا نَافِعُ ، يا مُفَرِّقُ يا جَامِعُ ، يا حَقُّ ، يا مُبِينُ ، يا حَيُّ ، يا قَيُّومُ ، يا وَدُودُ ، يا مُعيدُ ، يا طَالبُ ، يا غَالِبُ ، يا مُدْرِكُ ، يا جَلِيلُ ، يا مُفْضِلُ ، يا كَرِيمُ ، يا مُتَفَضِّلُ ، يا مُتَطَوِّلُ ، يا أوَّابُ ، ياسَمْحُ ، يا فَارِجَ الهمِّ ، يا كَاشِفَ الغّمَ ، يا مُنْزِلَ الحَقَّ ، يا قَائِلَ الصِّدْقُ ، يا فَاطِرَ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، يا عِمَادَ السَّموَاتِ وَالأرّضِ ، يا مُمْسِكَ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، يا ذَا البَلَاءِ الجَمِيلِ ، وَالطَّوْلِ العَظِيمِ ، ياَ

٦٣

ذا السُّلْطَان الذي لا يُذَلُّ ، وَالعِزّ الذي لا يُضَامُ ، يا مَعْرُوفاً بِالإحْسَان ، يا مَوْصُوفاً بالإمْتِنَانِ ، يا ظَاهِراً بِلا مُشَافَهَةٍ ، يا باطِناً بِلا مُلامَسَةٍ ، يا سَابِقَ الأشْيَاءِ بِنَفْسِهِ ، يا أَوَّلاً بِلَا غَايَةٍ ، يا آخِراً بِلا نِهَايةٍ ، يا قَائِماً بِلا انْتِصَابٍ ، يا عَالِماً بِلا اكْتِسَابٍ ، يا ذَا الَأسْمَاءِ الحُسْنى ، والصِفَاتِ المُثلىَ ، والمَثَلِ الأعْلَى ، يا مَنْ قَصُرَتْ عَنْ وَصْفِهِ أَلْسُنُ الوَاصِفِينَ ، وَانْقَطَعَتْ عَنْهُ أَفْكاَرُ المُتَفَكِّرِينَ ، وَعَلا وَتَكَبَّر عَنْ صِفَاتِ المُلْحِدِينَ ، وَجَلَّ وَعَزَّ عَنْ عَيْبِ العَائِبينَ ، وَتَبَارَكَ وَتَعَالىَ عَنْ كَذِبَ الكَاذِبينَ ، وَأَبَاطِيلِ المُبْطِليِنَ ، وَأَقَاَوِيلِ العَادلينَ ، يا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ ، وَظَهَرَ فَقَدَرَ ، وَأَعْطَى فَشَكَرَ ، وَعَلَا فَقَهَرَ ، يا رَبَّ العَيْنِ وَالأثَرِ ، وَالجِنِّ وَالبَشَرِ ، وَالُأنْثى وَالذَّكَر ، وَالبَحْثِ وَالنَظَرِ ، وَالقَطَرِ وَالمَطَرِ ، وَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ ، وَشَاهِدَ النَّجْوى ، وَكَاشِفَ الغَمِّ ، وَدَافِعَ البَلْوَى ، وَغَايَة كُلِّ شَكْوَىَ ، يانِعْمَ النَّصِيرِ ، وَالمَوْلَى ، يا مَنْ هُوْ على العَرْش ِاستَوَى ، لَهُ ما في السَّموَاتِ ، وَمَا في الَأرْضِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ، يا مُنْعِمُ ، يا مُحْسِنُ ، يا مُجْمِلُ ، يا كَافِي يا شَاَفِي ، يا مُحْيي يا مُمِيتُ ، يا مَنْ يَرَى ، وَلا يُرىَ ، وَلا يَسْتَعِينُ بِسَناءِ الضِياءِ ، يا مُحْصِي عَدَدَ الَأشْيَاءِ ، يا عَاليَ الجَدِّ ، يا غَالبَ الجُنْدِ ، يا مَنْ لَهُ على كُلِّ شَيْءٍ يَدٌ ، وَفي كُلِّ شَيْءٍ كَيْدٌ ، يا مَنْ لا يُشْغِلُهُ صَغِيرٌ عَنْ كَبِيرٍ ، وَلا حَقِيرٌ عَنْ خَطِيرٍ ، وَلَا يَسِيرٌ عَنْ عَسِيرٍ ، يا فَاعِلُ بِغَيْر مُبَاشَرَةٍ ، يا عَالِمُ مِنْ غَيْرِ مُعَلِّمِ ، يا مَنْ بَدَأَ بِالنِّعْمَةِ قَبْلَ استِحقَاقِهَا ، وَالفَضِيلَةِ قَبْلَ اسْتيجَابِها ، يا مَنْ أَنْعَمَ على المُؤْمِنِ وَالكَافِرِ ، وَاسْتَصْلَحَ الفَاسِدِ وَالصَالِحَ عَلَيْهِ ، وَوَدَدَ المُعَانِدَ وَالشَّارِدَ عَنْهُ ، يا مَنْ أَهَلَكَ بَعْدَ البَيِّنَةِ ، وَأَخَذَ بَعْدَ قَطْعِ المَعْذِرَةِ ، وَأَقَامَ الحُجَّةَ ، وَدَرَأَ عَنِ القُلُوبِ الشُبْهَةَ ، وَأَقَامَ الدَّلاَلَةَ ، وَقَادَ إلى مُعَايَنَةِ الآيَةِ ، يا بَارِىءَ الجَسَدِ ، وَمُوسِعَ البَلَدِ ، وَمُجْرِيَ

٦٤

القُوتِ ، وَمُنْشِرَ العِظَامِ بَعْدَ المَوْتِ ، وَمُنْزِلَ الغَيْثِ ، يا سَامِعَ الصَّوْتِ ، وَسَابِقَ الفَوْتِ ، يا رَبِّ اَلآيَاتِ ، وَالمُعْجِزَاتِ ، مِنْ مَطَرٍ وَنَبَاتٍ ، وَآبَاءٍ وَأُمَّهَاتٍ ، وَبَنِينَ وَبَنَاتٍ ، وَذَاهِبٍ وَآتٍ ، وَلَيْلٍ دَاجٍ ، وَسَماءٍ ذَاتِ أَبْرَاجٍ ، وَسِرَاجٍ وَهَّاجٍ ، وَبَحرٍ عُجَاجٍ ، وَنُجُومٍ تًموُرُ ، وَمِيَاهٍ تَغُورُ ، وَمِهَادٍ مَوْضُوعٍ ، وَسِترٍ مَرْفوُعٍ ، وَرِيَاحٍ تَهُبُّ ، وَبَلَاءٍ مَدَفُوعٍ ، وَكَلامٍ مَسْمُوعٍ ، وَيَقَظَةٍ وَمَنَامٍ ، وَسِبَاعٍ وَأنَعْامٍ ، وَدَوَابٍّ وَهَوَامٍّ ، وَغَمَامٍ وَأَكْمَامٍ ، وَأُموُرٍ ذاتِ نِظَامٍ ، مِنْ شِتَاءٍ وَصَيْفٍ ، وَرَبِيعٍ وَخَرِيفٍ ، أَنْتَ يا رَبِّ خَلَقْتَ هَذَا ، فَأحْسَنْتَ ، وَقَدَّرْتَ فَأَتْقَنْتَ ، وَسَوَّيْتَ فَأَحْكَمْتَ ، وَنَبهْتَ على الفِكْرَةِ ، فَأَنْعَمْتَ ، وَنَادَيْتَ الأحْيَاءَ فَأَفْهَمْتَ ، فَلَمْ يَبْقَ عَلَيَّ إلَّا الشُكْرُ لَكَ ، وَالذِّكْرُ لِمَحَامِدِكَ ، وَالإنْقِيَادُ لِطَاعَتِكَ ، وَالإسْتِمَاعُ لْلداعِي إلَيْكَ ، فَإنْ عَصَيْتُكَ فَلَكَ الحُجَّةُ ، وَإنْ أَطَعْتُكَ فَلَكَ المِنَّةُ ، يا مَنْ يُمْهِلْ فَلا يُعْجِلْ وَيَعْلَمُ فلا يَجْهَلُ ، وَيُعْطِي فَلَا يَبْخَلُ ، يا أَحَقَّ مَنْ عُبِدَ ، وَحُمْدَ وَسُئِلَ ، وَرُجِيَ وَاعْتُمِدَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ مُقَدَّسٍ ، مُطَهَّرٍ ، مَكْنُونٍ اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ ، وَكُلِّ ثَنَاءٍ عَالٍ رَفِيعٍ ، كَريمٍ رَضِيتَ بِهِ مِدَحَةً لَكَ ، وَبِحَقِّ كُلِّ مَلَكٍ قَرُبَتْ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَكَ ، وَبِحَقِّ كُلِّ نَبِيٍ أرْسَلْتَهُ إلى عِبَادِكَ ، وَبِكُلِّ شَيْءٍ جَعَلْتَهُ مُصَدِّقاً لِرُسُلِكَ ، وَبِكُلِّ كِتَابٍ فَضَّلْتَهُ وَفَصَّلْتَهُ ، وَبَيَّنْتَهُ وَأَحْكَمْتَهُ ، وَشَرَعْتَهُ ، وَنَسَخْتَهُ ، وَبِكُلِّ دُعَاءٍ سَمِعْتَهُ فَأَحْبَبْتَهُ ، وَعَمَلٍ رَفَعْتَهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ مَنْ عَظَّمْتَ حَقَّهُ ، وَأعْلَيْتَ قَدْرَهُ ، وَشَرَّفْتَ بُنْيَانَهُ ، مِمَّنْ أَسْمَعْتَنَا ذِكْرَهُ ، وَعَرَّفْتَنَا أَمْرَهُ ، وَمِمَّنْ لَمْ تُعَّرِفْنَا مَقَامَهُ ، وَلَمْ تُظْهِرْ لَنَا شَأْنَهُ مِمَّنْ خَلَْتَهُ ، مِنْ أَوَّلَِ ما ابْتَدَأْتَ بِهِ خَلْقَكَ ، وَمِمَّنْ تَخْلُقُهَ إلى انْقضَاءِ الدهْرِ ، وَأَسْأَلُكَ بِتَوْحِيدِكَ الذي فُطِرَتْ عَلَيْهِ العُقُولُ ، وَأُخِذَتْ بِهِ المَوَاثِيقُ ، وَأُرْسِلَتْ بِهِ الرُسُلُ وَأُنٍزِلَتْ عَلَيْهِ الكُتُبُ ، وَجَعَلْتَهُ أَوَّلَ

٦٥

فُرُوضِكَ ، وَنِهَايَة طَاعَتِكَ ، فَلََمْ تَقْبَلْ حَسَنةً إلَّا مَعَهَا ، وَلَمْ تَغْفِرْ سَيِّئَةً إلَّا بَعْدَها ، وَأَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِجُودِكَ ، وَكَرَمِكَ ، وَعِزِّكَ وَجَلالِكَ ، وَعَفْوِكَ وَإمْنِتَانِكَ ، وَتَطَوُّلِكَ ، وَبِحَقِّكَ وَمَجْدِكَ الذي هُوَ أَعْظَمُ مِنْ حُقُوقِ خَلْقِكَ ، وَأَسْأَلُكَ يا اللهُ ، يا اللهُ يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا رَبَّاهُ وَأَرْغَبُ إلَيْكَ خَاصِّاً وَعَاماً ، وأَوَّلاً وَآخِراً ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الَأمِينِ رَسُولِكَ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ ، وَنَبِيِّكَ إمَامِ المُتّقِينَ ، وَبِالرِّسَالَةِ التي أدَّاهَاَ ، وَالعِبَادَةِ التي اجْتَهَدَ فِيهَا ، وَالمِحْنَةِ التي صَبَرَ عَلَيْهَا ، وَالمَغْفِرةِ التي دَعَا إلَيْهَا ، وَالدِّيَانَةِ التي حَضَّ عَلَيْهَا ، مُنْذُ وَقْتِ رِسَالَتِكَ إياهُ إلى أَنْ تَوَفَيّتَهُ ، وَبِمَا بَيْنَ ذلِكَ مِنْ أقوَاَلِهِ الحَكِيمَةِ ، وَأَفْعَالِهِ الكَرِيمَةِ ، وَمَقَامَاتِهِ المَشْهُودَةِ ، وَسَاعَاتِهِ المَعْدُودَةِ أَنْ تُصَلّيَ عَلَيْهُ كَمَا وَعَدْتَهُ مِنْ نَفْسِكَ ، وَتَعْطِيَهُ أَفْْضَلَ ما أَمِلَ مِنْ ثَوابِكَ ، وَتُزْلِفْ لَدَيْكَ مَنْزِلَتَهُ وُتُعْلِي عِنْدَكَ دَرَجَتَهُ ، وَتَبْعَثَهُ المَقَامَ المَحْمُودَ ، وَتُورِدَهُ حَوْضَ الكَرَمَ وَالجُودِ ، وَتُبَارِكَ عَلَيْهِ بَرَكَةً عَامَّةً ، خَاصَّةً نَامِيَةً ، زَاكِيَةً عَالِيَةً دَائمةً ، لا انْقِطَاعَ لِدَوَامِهَا ، وَلا نَِقيصَةً في كَمَالِهَا ، وَلا مَزِيدَ إلَّا في قُدْرَتِكَ عَلَيْهَا ، وَتَزِيد بَعْدَ ذلِكَ مِمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ ، وَأقُدَرُ عََلْيِه ، وَأَوْسَعُ ُلَهُ ، وَتُؤْتِيَ ذلِكَ ، حَتى يَزْدَادَ في الإيِمان بِهِ بَصِيرَةً ، وَفي مَحَبتِهِ ثَبَاتاً وَحُجَّةٍ ، وَعلى آلِهِ الطَّيبينَ الَأخْيَارِ ، المُنْتَجَبِينَ الَأبْرَارِ ، وَعلى ِجْبَرائيلَ وَمِيكَائِيلَ وَالمَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ ، وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ أَجْمَعِينَ ، وَعلى جَميعِ النَّبِيِيّنَ ، وَالصدِّيقِينَ ،وَالشُّهَدَاءِ ، وَالصَّالِحِينَ ، وَعَلَيْهِ وَعَلْيهِمُ السلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهِ.

اللّهُمَّ ، إنَّي أَصْبَحْتُ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ، ضُراً وَلا نَفْعاً ، وَلا مَوْتاً وَلا حَيَاةً ، وَلا نُشُوراً قَدْ دَنا مَصْرَعي ، وَانْقَطَعَ عُذْري ، وَذَهَبَتْ مَسْأَلَتي وَذُلَّ نَاصِريِ ، وَأسْلَمَني أَهْلِي ، وَوَلَدِي ، بَعْدَ قِيَامِ حُجَّتِكَ َعَليَّ ،

٦٦

وَظُهُورِ بَرَاهِينَكَ عِنْدَي ، وَوُضُوحِ دَلَائِلَكَ لَدَيَّ.

اللّهُمَّ ، إنَّهُ قَدْ أَكَدَّ الطَلَبُ ، وَأَعْيَتِ الحِيَلُ إلا عِنْدَكَ ، وَانْغَلَقَتِ الطُرُقُ ، وَضَاقَتِ المَذَاهِبُ ، إلَّا إلَيْكَ ، وَدَرَسَتِ اَلآمَالُ ، وَانْقَطَعَ الرَجَّاءُ ، إلَّا مِنْكَ ، وَكَذَبَ الظَّنُ ، وَأَخْلَفَتَ العِدَاتُ إلَّا عدَّتُكّ

اللّهُمَّ ، إنَّ مَنَاهِلَ الرَجَاءِ لِفَضْلِكَ مُتُرَعَةٌ ، وَأَبْوَابَ الدُّعَاءِ لِمَنْ دَعَاكَ مُفْتَّحَةٌ ، وَالإسْتِغَاثَةَ لِمَنْ اسْتَغَاثَ بِكَ مُبَاحَةٌ ، وَأَنْتَ لِدَاعِيكَ مَوْضِعُ إجَابَةٍ ، وَلِلْصَارِخِ إلَيْكَ وَلِيُّ الإغَاثَةِ ، وَالقَاصِدِ إلَيْكَ يا رَبُّ قَرِيبُ المَسَافَةِ ، وَأَنْتَ لا تََحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ ، إلَّا أَنْ تَحْجُبَهُمُ الَأعْمَالُ السَيِّئةُ دُونَكَ ، وَما أُبَرِّىءُ نَفْسِي مِنْهَا ، وَلا أَرْفَعُ قَدْرِي عَنْهَا ، إنِّي لِنَفْسي يا سَيدِي لَظَلُومُ ، وَبِقَدْرِي لَجَهُولُ ، إلَّا أَنْ تَرْحَمَني ، وَتَعوُدَ بِفَضْلِكَ عَليَّ ، وَتَدْرَأَ عِقَابَكَ عَنِّي ، وَتَرْحَمَني ، وَتَلْحَظَني بِالعَيْنِ ، التي أَنْقَذْتَني بِهَا مِنْ حِيَرةِ الشَّكِّ ، وَرَفَعْتَني مِنْ هُوَّةِ الكُفْرِ ، وَأَنْعَشْتَني مِنْ مِيتَةِ الجَهَالَةِ ، وَهَدَيْتَنيِ بِهَا مِنْ الَأنْهَاجِ الجَائِرَةِ.

اللّهُمَّ ، وَقَد عَلَمْتَ أَنَّ أَفْضَلَ زَادِ الرَّاحِلِ إلَيْكَ عَزْمُ إرَادَةٍ ، وإخلاصُ نِيَّةٍ ، وَقَدْ دَعَوْتُكَ بِعَزْم إرَادَتي ، وَإخْلاصِ طَوِيَّتي ، وَصَادِقِ نِيَّتي ، فَهَا أنَا ذَا مِسْكِينُكَ ، بَِائِسُكَ ، أَسِيرُكَ ، فَقِيرُكَ ، سَائِلُكَ ، مُنِيخٌ بِفِنَائِكَ ، قَارِعٌ بَابَ رَجَائِكَ ، وَأَنْتَ أُنْسُ الآنِسِين لَأوْلِيَائِكَ ، وَأَحْرَى بِكفَايةِ المُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ ، وَأَوْلَى بِنَصْرِ الوَاثِقِ بِكَ ، وَأَحَقُ بِرِعَاَيَةِ المُنْقَطِعِ إلَيْكَ ، سِرِّي إلَيْكَ مَكْشُوفٌ ، وَأَنَا إلَيْكَ مَلْهُوفٌ ، أَنَا عَاجِزٌ ، وَأَنْتَ قَدِيرُ ، وَأَنَا صَغِيرٌ وَأَنْتَ كَبِيرٌ ، وَأَنَا ضَعِيفٌ وَأَنْتَ قَوِيُّ ، وَأَنَا فَقِيرٌ وَأَنْتَ غَنِيُّ ، إذَا أَوْحَشَتْني الغُرْبَةُ ، أنْسي ذِكْرُكَ ، وإذَا صَعُبَتْ عَلَيَّ الُأمُورُ اسْتَجَرْتُ بِكَ ، وإذَا تَلَاحَقَتْ عَلَيَّ الشدَائِدُ أمَّلتُكَ ، وَأَيْن يُذْهَبُ بِي

٦٧

عَنْكَ ، وأَنْتَ أَقْرَبُ مِنْ وَرِيدِي ، وَاحصَنُ مِنْ عَدِيدي وَاوُجَدُ في مَكَاني وَأَصحُّ في مَعْقُولِي ، وَأَزِمَّةُ اَلُأمُورِ كُلُّهَا بِيَدِكَ ، صَادِرَةٌ عَنْ قَضَائِكَ ، مُذْعِنَةٌ بِالخُضُوعِ لِقُدْرَتِكَ ، فَقِيرَةٌ إلى عَفْوِكَ ، ذَاتُ فَاقَةٍ إلى قَارِب مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَقَدْ مَسَّنيَ الفَقْرُ وَنَالَنيَ الضُرُّ ، وَشَمَلَتْنيَ الخَصَاصَةُ ، وَأَغْرَّتني الحَاجَةُ ، وَتَوَسَّمْتُ بِالذِلَّةِ ، وَعَلَتْنيَ المَسْكَنَةُ ، وَحَقَّتْ عَلَيَّ الكَلِمَةُ ، وَأَحَاطَتْ بيَ الخَطِيئَةُ ، وَهَذَا الوَقْتُ الذي وَعَدْتَ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ فِيهِ الإِجَابَةَ ، فَامْسَحْ مَا بِي بِيَمينِكَ الشَّافِيَةِ ، وَانْظُرْ لي بِعَيْنِكَ الرَّاحِمَةِ ، وَأَدْخِلْني في رَحْمَتِكَ الوَاسِعَةِ ، وَأقْبِلْ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ ذي الجَلَالَ وَالإكْرَامِ ، فَإنَّكَ إذَا أَقْبَلْتَ على أَسِيرٍ فَكَكَتَهُ ، وَعلى ضَالٍ هَدَيْتَهُ ، وَعلى حَائِر آوَيْتَهُ ، وَعلى ضَعِيفٍ قَوَّيْتَهُ ، وعلى خَائِفٍ آمَنْتَهُ. اللّهُمَّ ، إنَّكَ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَمْ أَشْكُرْ ، وَابْتَلَيْتَني فَلَمْ أَصْبِرْ ، فَلَمْ يُوجِبُ عَجْزِي عَنِ شُكْرِكَ مَنْعَ المُؤمَّل مِنْ فَضْلِكَ ، وَأَوْجَبَ عَجْزِي عَنِ الصَّبْرَ عَلىَ بِلَائِكَ كَشْفَ ضُرِّكَ ، وَأِنْزَالَ رََحْمَتِكَ ، فَيَا مَنْ قَُلَّ عِنْدَ بَلائِهِ صَبْري فَعَافَاني ، وَعِنْدَ نَعْمَائِهِ شُكْرِي فَأَعْطَاني ، أَسْأَلُكَ المَزِيدَ مِنْ فَضْلِكَ ، وَالإيِزَاعَ لِشُكْرِكَ ، وَاَلإعْتِدَادَ بِنَعْمَائِكَ في أعْفى العَافِيَةِ ، وَأسبَغِ النِّعْمَةِ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ ، لا تُخْلِني مِنْ يَدِكَ ، وَلا تَتْرُكْني لَقَاءاً لِعَدُوِّكَ ، وَلا لِعَدُوِّي ، وَلا تَوُحِشْني مِنْ لَطَائِفِكَ الخَفِيَّةِ ، وَكِفَايَتِكَ الجَمِيِلَةِ ، وَإنْ شَرَدْتُ عَنْكَ فَارْدُدْنِي إلَيْكَ ، وَإنْ فَسَدْتُ عَلَيْكَ فَأَصْلِحْنيِ لَكَ ، فإنَّكَ تَرُدُّ الشَّارِدَ ، وَتُصْلِحُ الفَاسِدَ ، وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ ، هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ ، اللّهُمَّ ، لُذْني بِعَفْوِكَ ، المُسْتَجِيرُ بِعِزِّ جَلالِكَ ، قَدْ رَأَى أعْلَامَ قُدْرَتِكَ ، فَأَرِهِ آثَارَ رَحْمَتِكَ ، فَإنَّكَ تُبْدِىءُ الخَلقَ ثُمَّ تُعِيدُهُ ، وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْكَ ، وَلَكَ المَثَلُ الأعلى في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ

٦٨

وَأَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ.

اللّهُمَّ ، فَتَوَلَّني وِلَايَةً تُغْنِيِني بِهَا ، عَنْ سِوَاهَا ، وَأَعْطِني عَطِيةً لا أَحْتَاجُ إلى غَيْرِكَ مَعَهَا ، فَأِنَّهَا ليْسَتْ بِبِدَعٍ مِنْ وِلَايَتِكَ ، وَلا بِنُكْرٍ مِنْ عَطيَّتِكَ ، وَلا بِأُوْلَى مِنْ كِفَايَتِكَ ، إدْفَعِ الصَّرْعَةَ ، وَأنْعْشِ السَّقْطَةَ ، وَتَجَاوَزْ عَنِ الزَلَّةِ ، وَأقْبَلِ التَّوْبَةَ ، وَارْحَم الهَفْوَةَ ، وَنَجِّ مِنَ الوَرْطَةِ ، وَأَقِلِ العَثْرَةَ ، يا مُنْتَهَى الرَّغْبَةِ ، وَغِيَاثَ الكَرْبَةِ ، وَوَليَّ النِّعْمَةِ ، وصَاحِبي في الشِّدَّةِ ، وَرَحْمنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِِ ، أنْتَ الرَّحيمُ فإلى مَنْ تَكِلْني؟ إلى بَعِيدٍ يَتَجَهَمُني ، أَوْ عَدُوٍّ يَمْلِكُ أَمْري ، إنْ لَمْ تَكُ عَلَيَّ سَاخِطاً فَمَا أُبَالي ، غَيْرَ أَنَّ عَفْوَكَ لا يَضِيْقُ عَني ، وَرِضَاكَ يَنْفَعُني ، وَكَنَفَكَ يَسَعُني ، وَيَدَكَ البَاسِطَةَ تَدْفَعُ عَني ، فَخُذْ بِيَدِي مِنْ دَحْضِ المَزَلَّةِ فَقَدْ كَبَوْتُ ، وَثَبِّتْني على الصِراطَ اُلْمُسْتَقِيمِ ، وَاهْدِنِي وَإلَّا غَوَيْتُ ، يا هَادِيَ الطَّرِيقِ ، يا فَارِجَ المَضِيقِ ، يا إلهي بالتحْقِيقِ ، يا جَاِري اللَّصِيقَ ، يا رُكْني الوَثِيقَ ، يا كَنْزِي العَتِيقَ ، أَحْلُلْ عَني المَضِيقَ وَاكْفِني شَرَّ ما أُطِيقُ ، وَمَا لا أُطِيقُ ، إنَّكَ حَقِيقٌ ، وَبِكُلِّ خَيْرٍ خَلّيقٌ ، يا أَهْلَ التقْوَى وَأَهْلَ المَغْفِرَةِ ، وَذَا العِزِّ وَالقُدْرَةِ ، وَالآلاءِ وَالعَظَمَةِ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَخَيْرَ الغَافِرِينَ ، وَأَكْرَمَ اَلْأكْرَمِينَ ، وَأَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، وَرَبَّ العَالَمِينَ ، لا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجَائِي ، وَلا تُخَيبْ دُعَائي ، وَلا تُجْهِدْ بَلائي ، وَلا تَجْعَلِ النَّارَ مَأْوَايَ ، وَاجْعَلِ الجَنَّةَ مَثْوَايَ ، وَأعْطِني مِنَ الدُّنْيَا سُؤلي وَمُنَايَ ، وَبَلِّغْني مِنَ الآخِرَةِ أَمَلي وَرِضَايَ ، وَآتِنَا في الدًُّنْيَا حَسَنةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيِرٌ ، وَبِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ، وَأَنْتَ حَسْبِيَ ، وَنِعْمَ الوَكِيلُ وَالمُعِينُ »(١) .

__________________

١ ـ البلد الامين ( ص ٣٨٢ ـ ٣٨٧ ) منهج الدعوات ( ص ٢١٨ ـ ٢٢٦ ).

٦٩

وأنت ، إذا وضعت يدك ، على أية فقرة من هذا الدعاء العظيم ، وجدت فيه قبل جمال الالفاظ ، روعة الايمان ، فهو يمثل تمثيلا صادقا ، انقطاع الامام إلى الله وتمسكه به ، وإلتجائه إليه في جميع أحواله وشؤونه ، بالاضافة إلى تعظيمه الله تعالى ، وتبجيله ، فلم يبق كلمة فيها تقديس لله إلا حفل بها هذا الدعاء الذي هو من ذخائر أدعية أهل البيتعليهم‌السلام .

وحكى هذا الدعاء ، مدى فزع الامامعليه‌السلام ، من المنصور الطاغية الجلاد ، فقد أستجار الامام ، من شره بهذا الدعاء ، وقد وقاه الله وأنجاه منه ، وصرف عنه كيده ، فلم يتعرض له بمكروه.

ب ـ ولم يكن المنصور طيب النفس ، وإنما غليظ النفس حقودا ، فقد أترعت نفسه الشريرة ، بالبغض والعداء للامام الصادقعليه‌السلام ، وقد عزم على قتله حينما رجع من الحج ، فقد أوعز إلى حاجبه الربيع باحضاره ، وهو يرعد ويبرق ، ويتهدد ويتوعد ولما مثل الامام عنده ، قابله بحفاوة وتكريم ، ثم انصرف عنه فبهر الربيع ، وقال للامام : بأبي أنت وأمي ، يا ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إني لم أشك فيه ساعة دخولك عليه ، أن يقتلك ، ورأيتك تحرك شفتيك ، فما الذي قلت؟ قالعليه‌السلام إني قلت :

« حَسْبِيَ الخَالِقُ مِنَ المَخْلُوقِينَ ، حَسْبِيَ مِنْ لَمْ يَزلْ حَسْبِي ، حَسْبِيَ اللهُ الذي لَمْ يَزَلْ حَسْبِي ، حَسْبِيَ اللهُ وَنِعمَ الوَكِيِلُ. اللّهُمَّ ، أُحْرُسْني بِعَيْنِكَ التي لا تَنَامُ ، وَأكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الذي لا يُرَامُ ، وَاحْفَظْني بِعِزِّكَ ، وَاكْفِنِي شَرهُ بِقُدْرَتِكَ ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ ، وَإلَّا هَلَكْتُ وَأَنْتَ رَبِّي ، اللّهُمَّ ، إنَّكَ أَجَلُّ وَأَخْيَرُ مِما أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَدْرَأُ بِكَ في نَحْرِهِ ، وَأَعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ ، وَأَسْتَكْفيكَ إياهُ ، يا كَافِيَ مُوسَى فِرْعَوْنَ ، وَمُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الَأحْزَابَ ، الذين قَالَ لَهُمُ النَّاسُ انَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ، فَزَادَهُمْ إيمَاناً. وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ،

٧٠

وَأُولئِكَ الذين طَبَعَ اللهُ على قُلُوبِهِم ، وَسَمْعِهِمْ ، وَأَبْصَارِهِم ، وَأُولئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ ، لا جَرَمَ أَنهُمْ في الآخِرَةِ هُمُ اَلَأخَسَرُونَ ، وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيِهمْ سَدَّاً ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدَّاً ، فَأَغْشَيْنَاهُمْ ، فَهُمْ لا يُبْصِروُنَ(١) .

وصرف الله عنه ، كيد المنصور ببركة هذا الدعاء ، وقد روي أنه دعا بدعاء آخر أسماه : دعاء الجيب ، وهو يقي من حمله البلية والخوف وهذا نصه :

« اللّهُمَّ ، احْرُسْني بِعَيْنِكَ التي لا تَنَامُ ، وَاَكْنِفْنِي بِرُكْنِكَ الذي لا يُرَامُ ، وَارْحَمْني بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ، أَنْتَ ثِقَتي وَرَجَائي ، رَبِّ ، كَمْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ ، قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي ، وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنيِ بِهَا ، قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي ، فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْني ، وَيَا مَنْ قَلَّ عِندَ بَلائِهِ صَبْرِي فَلَمْ يَخْذُلْني ، وَيَا مَنْ رَآني ، على الخَطَايَا ، فَلَمْ يَفْضَحْني ، يا ذَا المَعْرُوفِ الذي لا يَنْقَضِي أَبَداً ، ويا ذا النّعَمِ التي لا تُحْصَى عَدَداً ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ على إبرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللّهُمَّ ، إنَهُ عَبْدٌ مِنَ عِبَادِكَ ، أَلْقَيْتَ عَلَيْهِ سُلطَاناً مِنْ سُلْطَانِكَ ، فَخُذْ سَمْعَهُ ، وَبَصَرَهُ ، وَقَلْبَهُ ، إلى ما فِيهِ صَلاحُ أَمْرِي ، وَبِكَ أَدْرَأُ في نَحْرِهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ ،

اللّهُمَ ، أَعِنِّي بِدِينِي على دُنْيَايَ ، وَعلى آخِرَتي بِالتَّقْوَى ، وَاحْفَظْني فِيما غِبْتَ عَنْهُ ، وَلا تَكِلْني إلى نَفْسِي فِيمَا حَضَرْتُهُ ، يا مَنْ لا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ ، وَلا تَنْقُصُهُ المَغْفِرَةُ ، إغْفِرْ لي ما لا يَضُرُكَ ، وَأَعْطِني ما لا يَنْقُصُكَ ، إنَّكَ أَنْتَ الوَهابُ ، يا إلهِي أَسْأَلُكَ فَرَجاً قَرِيَباً ، وَرِزْقاً وَاسِعاً ،

__________________

١ ـ منهج الدعوات ( ص ٢٢٧ ـ ٢٢٨ ) المخلاة ( ص ١٨١ ـ ١٨٢ ).

٧١

وَأَسْأَلُكَ العَافِيَةَ مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَأَسْأَلُكَ الشُّكْرَ على العَافِيَةِ ، وَدَوَامَ العَافِيَةِ ، وَأَسْأَسلُكَ الغِنَى عَنِ النَّاس ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ »

قال الربيع فكتبته فها هو في جيبي ، وقال طاش كسرى : وأنا الفقير الحقير تراب أقدام الفقراء ، كتبته ، وقد رأيت له أثرا ظاهرا وانتفعت به مدة ، فعليك أن تنخرط في هذا المسلك بشرط الاعتقاد الصحيح(١) .

ج ـ وورم أنف المنصور ، وتميز غيظا لما يراه ، ويسمعه ، من إجماع المسلمين ، على تعظيم الامام الصادقعليه‌السلام ، والاعتراف له بالفضل ، فأخذ يبغي له الغوائل لاغتياله ، ولكن الله صرف عنه كيده ، ولما قفل من يثرب ، أقام بالربذة ، التي دفن بها الثائر العظيم في الاسلام ، أبو ذر الغفاري ، وكان فيها الامام الصادقعليه‌السلام ، فأوعز المنصور إلى إبراهيم ابن جبلة. يإحضار الامام ، فأسرع إليه ، وفزع منه الامام ، ودفع يديه بالدعاء إلى الله تعالى قائلا :

« اللّهُمَّ ، أَنْتَ ثِقَتي في كْلِّ كَرْبٍ ، وَرَجَائي في كُلِّّ شِدَّةِ ، وَأَنْتَ لي في كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ الحِيلَةُ ، وَيَخْذُلُ فِيهِ القَرِيبُ ، وَيَشْمَتُ بِهِ العَدوّ ، وَتُعْيِيني فِيهِ الُأمُورُ ، أَنْزَلَتُهُ بِكَ ، وَشَكْوْتُهُ إلَيْكَ ، رَغْبَةً فِيهِ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ، فَفَرَّجْتَهُ ، وَكَشَفْتَهُ ، وَكَفَيْتَنِيهِ ، فَأَنْتَ وَلِيًّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وَمُنْتَهىَ كُلِّ حَاجَةٍ ، فَلَكَ الحَمْدُ كَثِيراً ، وَلَكَ المَنُّ فَاضِلاً »

وحينما دخل على الطاعية السفاك دعا الله قائلا :

__________________

١ ـ مفتاح السعادة ومصباح السيادة ٣ / ١٥٥.

٧٢

« يا إلهَ جِبْرَائِيلَ ، وَإسْرَافِيلَ ، وَإلهَ أبْرَاهِيمَ ، وَإسمَاعِيلَ ، وَإسحَاقَ ، وَيَعْقُوبَ ، وَمُحَمَدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، تَوَلَّنِي في هذِهِ الغَدَاةِ ، وَعَافِني وَلا تسَلِّطْ عليَّ أَحَداً من خَلْقِكَ بِشَيْءٍ لا طَاقَةَ لي بِهِ »

وصاح الطاغية بالامام ، متهما له بأنه ينازعه في سلطانه ، قائلا : « أما والله لأقتلنك ».

فقال له الامام برفق :

« ما فعلت؟ فَأَرْفِقْ فوالله لقلَّما أصحبك ».

وخلى المنصور سبيله ، إلا أنه أوجس في نفسه خيفة من قوله : « فوالله لقلما أصحبك » وخاف أنه قد عناه بذلك ، فأوعز إلى عيسى بن علي يسأله عن ذلك ، فأجابه : إنه عنى نفسه ، وأنه هو الذي ، يفارق الحياة عما قريب قال إبراهيم بن جبلة : فخرجت ، فوجدت الامامعليه‌السلام جالسا ينتظرني ليشكرني على ما قدمته له من خدمات ، وكان يدعو الله بهذا الدعاء :

« الحَمْدُ للهِ الذي أَدْعُوهُ فَيُجِيبُني ، وَإنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِينَ يَدْعُوني ، وَالَحَمْدُ للهِ الذي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِيني ، وَإنْ كُنْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْتَقْرضُني ، وَالحَمْدُ للهِ الذي أسْتَوْجَبَ الشُّكْرَ عليَّ بِفَضْلِهِ ، وَإنْ كُنْتُ قَليلاً شُكْرِيِ ، وَالحَمْدُ للهِ الذي وَكَلَني إلَيْهِ فَأَكْرَمَني ، وَلَمْ يَكِلْني إلى النَاسِ يُهينونَني ، فَرَضِيتُ بِلُطْفِكَ يا رَبُّ لُطْفاً ، وَبِكِفَايَتِكَ خُلْفاً ، اللّهُمَّ ، يا رَبُّ ما أَعْطَيْتَني مِمَّا أُحِبُّ ، فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لي فِيمَا تُحِبُ ، اللّهُمَّ ، وَمَا زَوَيْتَ عَني مِمَّا أُحِبُّ ، فَاجْعَلْهُ قِوَاماً ، اللّهُمَّ ، إعْطِني ما أُحِبُّ ، وَاجْعَلْهُ خَيْراً لي ، اللّهُمَّ ، ما غَيَّبْتَ عَني مِنَ الُأمُورِ ، فَلا تُغَيِّبْني عَنْ حِفْظِكَ ، وَمَا فَقَدْتُ ، فَلا أفْقِدُ عَوْنَكَ ، وَمَا نَسِيتُ ، فَلا أنْسَى ذِكْرَكَ ، وَمَا مَلَلْتُ فَلا أَمَلُّ

٧٣

شُكْرَكَ ، عَلَيْكَ تُوَكَّلْتُ حَسْبِيَ اللهُ وَنعْمَ الوَكيلُ »(١) .

د ـ وثقل الامام الصادقعليه‌السلام ، على المنصور ، وذلك لذيوع فضله ، وانتشار علومه ، فأوعز إلى إبراهيم بن جبلة بإشخاصه من يثرب إليه ، ومضى إبراهيم في مهمته ، يقطع البيداء ، حتى انتهى إلى الامامعليه‌السلام ، فعرفه بالامر ، فتسلحعليه‌السلام بالادعية ، والتضرع إلى الله ، أن يصرف عنه كيد المنصور ، وينجيه من شره ، وكان من أدعيته التي رواها إبراهيم ما يلي :

١ ـ روى إبراهيم بن جبلة قال : لما بلغته برسالة المنصور ، سمعته يدعو بهذا الدعاء :

« اللّهُمَّ ، أَنْتَ ثِقَتي في كُل كَرْبٍ ، وَرَجَائي في كُل شِدِّةٍ ، وَإتِكالي في كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بي ، عَلَيْكَ ثِقَتي ، وَبِكَ عُدَِّتي ، كمْ مِنْ كَرْبٍ تَضْعُفُ فِيهِ القُوَى ، وَتَقِلُّ فِيهِ الحِيْلَةُ ، وَيَخْذُلُ فِيهِ القَرِيبُ ، وَيَشْمَتُ فِيهِ العَدُوُّ ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ ، رَاغِباً فِيهِ إلَيْكَ ، عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ ، وَكَشَفْتَهُ ، فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَمُنْتَهى كُلِّ حَاجَةٍ ، لَكَ الحَمْدُ كَثيراً ، وَلَكَ المَنُّ فَاضِلاً »

٢ ـ قال إبراهيم : ولما قدمت للامام راحلته ليركب ، سمعته يدعو بهذا الدعاء :

« اللّهُمَّ ، بِكَ أَسْتَفْتِحُ ، وَبِكَ أَسْتَنْجِحُ ، وَبِمُحَمَدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَتَوَجَّهُ ، اللّهُمَّ ، أذْلِلْ لي حُزُونَتَهُ وَكُلِّ حُزُونَةٍ ، وَسَهِّلْ لي صُعُوبَتَهُ وَكُلِّ صُعُوبَةٍ ، وَارْزُقُني ، مِنَ الخَيْرِ فَوْقَ ما أَرْجُو ، وَاصْرِفْ عَني مِن الشَّرِ فَوُقَ ما أَحْذَرُ ، فَإنَّكَ تَمْحو ما تَشَاءُ ، وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أمُّ

__________________

١ ـ منهج الدعوات ( ص ٢٣٠ ـ ٢٣١ ).

٧٤

الكِتَابِ »

٣ ـ قال إبراهيم : ولما دخلنا الكوفة ، صلى ركعتين ، ورفع يديه إلى السماء ، ودعا بهذا الدعاء :

« اللّهُمَّ ، رَبَّ السَّمواتِ ، وَمَا أَظَلَّتْ ، وَرَبَّ الَأرَضينَ السَّبْعِ ، وَمَا أقَلَّتْ ، وَالرِّيَاحِ وَمَا ذَرَتْ ، وَالشَّياطِينِ وَمَا أَظَلَّتْ ، وَالمَلائِكَةِ وَمَا عَمِلَتْ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تصَلِّي عَلى مُحَمَدٍ وآلِ مُحَمَدٍ ، وَأَنْ تَرْزُقَني خَيْرَ هذِهِ البَلْدَةِ ، وَخْيرَ مَا فِيهَا ، وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَخَيرَ ما قَدِمْتُ لَهُ ، وَأَنْ تَصْرِفَ عَني شَرَّهَا ، وَشَر ما فِيهَا ، وَشَرَّ أَهْلِهَا ، وَشَرَّ مَا قَدِمْتُ لَهُ »(١) .

وَبِبَرَكَةِ هَذِهِ الأدْعِيَةِ ، وَشِدَّةِ الإِنْقِطَاعِ إلى اللهِ ، صَرَفَ اللهُ عَنْهُ ، بِغَيِ الَمْنصورِ وَكَيْدَهُ ، فَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ بِسوُءٍ ، بَعْدَ مَا كَانَ مُصَمِّماً عَلى قَتْلِهِ ،

ه‍ ـ وصمم المنصور ، على إغتيال الامام الصادقعليه‌السلام ، فأشخصه من يثرب إلى بغداد ، وأمر حاجبه الربيع ، أن يأتي به في غلس الليل على الحالة التي يجده فيها ، فأوعز الربيع ، إلى ولده وكان فظا غليظا بمداهمة الامام ، وحمله على ما هو عليه إلى المنصور ، وسارع في مهمته ، فوجد الامام ماثلا أمام الله يصلي ، وعليه قميص ، ومنديل قد أئتزر به ، فحمله إلى المنصور ، فلما رآه انتهره ، وقابله ، بأقسى القول ومره ، وانتضى سيفا كان معه أراد قتله ، والامام يعتذر منه ، وقد دعا الامامعليه‌السلام بهذا الدعاء :

« اللّهُمَّ ، احْرُسْني ، بِعَيْنِكَ التي لا تَنَامُ ، وَاكْنُفْني ، بِرُكْنِكَ الذي لا يُضَامُ ، وَاغْفِرْ لي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ، رَبِّ لا أَهْلَكُ ، وَأَنْتَ الرَّجَاُء ،

__________________

١ ـ منهج الدعوات ( ص ٢٣٢ ـ ٢٣٣ ).

٧٥

اللّهُمَّ ، أَنْتَ أَعَزُّ وَأَكْبَرُ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، بِالله أَسْتَفْتِحُ ، وَباللهِ أَسْتَنْجِحُ ، وَبِمُحَمَدٍ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَتَوَجَّهُ ، يا كَافِيَ إبْرَاهِيمَ نَمْرُودَ ، وَمُوسى فِرْعَونَ ، إكْفِني ما أَنَا فِيهِ ، اللهُ ، اللهُ رَبِّي ، لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، حَسْبِيَ الرَبُّ مِنَ المرْبُوبينَ ، حَسْبِيَ الخَالِقُ مِنَ المَخْلُوقِينَ ، حَسْبِيَ المَانِعُ مِنَ المَمْنُوعِينَ ، حَبْسِيَ مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبِيَ ، حَسْبِيَ اللهُ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ »

وافرج المنصور ، عن الامامعليه‌السلام ، وبهر الربيع مما رأى ، فتبع الامامعليه‌السلام ، وطلب منه أن يعلمه الدعاء الذي نجا به ، من شر المنصور فعلمه هذا الدعاء(١) .

و ـ لما استشهد البطل العظيم ، ذو النفس الزكية ، سعى بعض المرتزقة ، من باعة الضمير إلى المنصور ، فأخبروه بأن الامام الصادقعليه‌السلام ، كان يبعث مولاه المعلى بن خنيس ، بجباية الاموال من شيعته ، وكان يمد بها ذا النفس الزكية ، ليواصل حربه للمنصور ، فتميز الطاغية غيظا ، وورم أنفه ، وكتب إلى عمه داوود بن علي ، عامله على يثرب ، بإشخاص الامام إليه ، ولا يتأخر في ذلك ، ولما انتهت إليه الرسالة ، استدعى الامام وعرفه بالحال ، فنهض الامامعليه‌السلام ، إلى مسجد جده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فصلى ركعات ودعا بهذا الدعاء :

« يا مَنْ لَيْسَ لَهُ إِبْتِداء ، وَلا إنْتِهاءٌ ، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ أَمَدٌ ، وَلا نِهَايَةُ ، ولا مِيقَاتُ ، ولا غَايَةٌ ، يا ذا العَرْشِ المجيدِ ، وَالبَطْشِ الشَّدِيدِ ، يا مَنْ هُوَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ، يا مَنْ لا تَخْفَىٍ عَلَيْهُ اللُّغَاتُ ، وَلا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الَأصْواتُ ، يا مَنْ قَامَتْ بِجَبَرُوتِهِ الَأرْضُ والسَّمواتُ ، يا حَسَنَ الصُّحَبَةِ ،

__________________

١ ـ منهج الدعوات ( ٢٣٦ ـ ٢٤١ ).

٧٦

يا وَاسِعَ المَغْفِرَةِ ، يا كَرِيمَ العَفْوَ ، صَلِّ على مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدٍ ، وَاحْرُسني في سَفَري وَمَقَامي ، وَانتِقَالي بِعَيْنِكَ التي لا تَنَامُ ، وَاكْنِفْنيِ بِرُكْنِكَ الذي لا يُضَامُ.

اللّهُمَّ ، إني أَتَوَجَّهُ في سَفَري هَذَا ، بِلا ثِقَةٍ مِني لِغَيْرِكَ ، وَلا رَجَاءٍ يَأْوِي بي إلَّا إلَيْكَ ، ولا قُوَّةٍ لي أتَّكِلُ عَلَيْهَا ، ولا حِيلَةٍ أَلْجَأُ إلَيْهَا ، إلَّا إبْتِغَاءَ فَضْلِكَ ، وَإلتِمَاسَ عَافِيَتِكَ ، وَطَلَبَ فَضْلِكَ ، وَإجْرَاءَكَ لي على أفْضَل عَوَائِدِكَ عِنْدي.

اللّهُمَّ ، وَأنْتَ أعْلَمُ بِمَا سَبَقَ لي ، في سَفَري ، هَذَا ، مِمَّا أُحِبُّ وَأكْرَهُ ، فَمَهْمَا أَوْقَعْتَ عَلَيْهِ قَدَرَكَ ، فَمَحْمُودٌ فِيهِ بَلَاؤكَ ، مُنْتَصَحُ فيهِ قَضَاؤكَ ، وَأَنْتَ تَمْحو ما تَشَاءُ وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتَابِ. اللُّهُمَّ ، فَاصْرِفْ عَنِّي مَقَادِيرَ كُلِّ بلاءٍ ، وَمَقْضِيَّ كُلِّ لأوَاءٍ ، وَابْسُطْ عليَّ كَنَفاً مِنَ رَحْمَتِكَ ، وَلُطْفاً مِنْ عَفْوِكَ ، وَتَمَاماً مِنْ نِعْمَتِكَ ، حَتى تَحْفَظَني فِيهِ ، بِأحَسَنِ ما حَفِظْتَ بِهِ غَائِباً مِنَ المُؤْمِنِينَ ، وَخَلصْتَهُ مِنْ سَتْرِ كُل عَوْرَةٍ ، وَكِفَايَةِ كُلِّ مَضَرَّةٍ ، وَصَرْفِ كُلِّ مَحْذُورٍ ، وَهَبْ لي فِيهِ ، أَمناً وَإيمَاناً ، وَعَافِيَةً ، وَيُسْراً ، وَصَبْراً وَشُكْراً ، وأَرْجِعْني فِيهِ سَالِماً إلى سَّالمِيِنَ بِرَحْمَتِكَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ »

وتسلح الامامعليه‌السلام بهذا الدعاء ، وسافر إلى بغداد ، فالتقى بالطاغية المنصور ، وصرف عنه كيده ، وسلمه من شره(١) .

ز ـ وأجمع رأي المنصور ، على قتل الامامعليه‌السلام ، وقد أعرب عن عزمه ، إلى صاحب سره محمد بن عبدالله الاسكندري ، فقد قال

__________________

١ ـ منهج الدعوات ( ص ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ).

٧٧

له : يا محمد هلك من أولاد فاطمةعليها‌السلام مقدار مائة أو يزيدون(١) وقد بقي سيدهم ، وإمامهم ، فقال له محمد :

« من ذلك؟ »

« جعفر بن محمد الصادق » فعدله محمد عن فكرته ، وقال له :

« يا أمير المؤمنين إنه رجل أنحلته العبادة ، واشتغل بالله عن طلب الملك والخلافة »

فنهره المنصور ، وقال له :

« علمت أنك تقول : بإمامته ، ولكن الملك عقيم ، وقد آليت على نفسي إن لا أمسي عشيتي هذه ، أو أفرغ منه ».

ودعا أحد جلاديه ، وأمره بقتل الامامعليه‌السلام إذا حضر عنده ، ثم أحضر الامامعليه‌السلام ، وقد احتجب ، وتسلح بهذا الدعاء الشريف ، الذي هو من ذخائر أدعية أئمة أهل البيتعليهم‌السلام ، فصرف الله عنه كيده ، وأنجاه منه ، وهذا نصه :

« لا إلهَ إلَّا اللهُ أَبَداً حَقاً ، لا إلهَ إلا اللهُ إيمَاناً وَصِدْقاً ، لا إلهَ إلا اللهُ تَلَطُفاً وَرِفْقاً ، لا إلهَ إلَّا اللهُ حَقّاً حَقّاً ، لا إله إلا اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله .

أُعِيذُ نَفْسِي وَشَعْري ، وبشري ، وَدِيني ، وَأَهْلي وَمَالي وَوَلَدي ، وَذُرِيتي ، وَدُنْيَايَ ، وَجَميعَ مِنْ أَمْرُهُ يَعْنِينِي ، مِنْ شَرِّ كُلِّ مَنْ يُؤْذِيِني ، أعِيذُ نَفْسي ، وَجَميعَ ما رَزَقَني رَبِّي ، وَما أَغْلَقْتُ عَلَيْهِ أَبْوَابي ، وَأحَاطَت

__________________

١ ـ ان هذا العدد من السادة العلويين قد سفك دماءهم طاغية بني العباس المنصور الدوانيقي.

٧٨

بِهِ جُدْرَاني ، وَجَميعَ ما أَتَقَلَّبُ فِيهِ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ وَإحْسَانِهِ ، وَجَميعَ أُخْوَاني ، وَأَخَوَاتي مِنَ المُؤْمِنيِن وَالمؤْمِنَاتِ باللهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، وَبِأَسَمَائِهِ التامَّةِ الكَامِلَةِ ، المُتَعَالِيَةِ ، المُنِيفَةِ الشَّرِيفَةِ ، الشَافِيَةِ الكَرِيمَةِ ، الطَيِّبَةِ الفَاضِلَةِ ، المُبَارَكَةِ الطَّاهِرَةِ ، المُطّهرَةِ ، العَظيمَةِ ، المَخْزُونَةِ ، المَكْنُونَةِ ، التي لا يُجَاوِزُهُن بِرٌ وَلا فَاجِرُ ، وَبِأُمِّ الكِتَابِ ، وَفَاتِحَتِهِ وَخَاتِمَتِهِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ سَوُرٍ شَرِيفَةٍ ، وَآيَاتِ مُحْكَمَاتٍ ، وَشِفَاءٍ وَرَحْمَةٍ ، وَعَوْذَةٍ وَبَرَكَةٍ ، وَبِالتَوْرَاةِ ، وَالإنجيلِ ، وَالزَّبُورِ ، وَالقُرْآنِ العَظِيمِ ، وَبِصُحُفِ إبرَاهِيمَ وَموُسى ، وَبِكُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللهُ عَزَّوَجَلَّ ، وَكُلِّ رَسَولٍ أرْسَلَهُ إلَيْهِ ، وَبِكُلِّ بُرْهَانٍ أَظْهَرَهُ اللهُ عَزَّوَجَلَّ ، وَبِألاءِ اللهِ وَعِزَّةِ اللهِ ، وَقُدْرَةِ اللهِ ، وَجَلالِ اللهِ ، وَقُوَّةِ اللهِ ، وَعَظَمَةِ الله ، وَسُلْطَانِ اللهِ ، وَمِنْعَةِ اللهِ ، وَمَنِّ الله ، وَحُلْمِ اللهِ ، وَعَفْوِ اللهِ ، وغُفْرَانِ اللهِ ، وَمَلائكَةِ اللهِ ، وَكُتُبِ اللهِ ، وَأَنْبيَاِء الله ، وَرُسُلِ اللهِ ، وَمُحَمَدٍ رَسُولِهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَأعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَعِقَابِهِ ، وَسُخْطِ اللهِ وَنَكَالِهِ ، وَمِنْ نِقْمَتِهِ ، وَإعْرَاضِهِ ، وَصُدُودِهِ ، وَخُذْلانِهِ ، وَمِنَ الكُفْرِ وَالنِفَاقِ ، والحَيْرَةِ وَالشِّرْكِ ، في دِينِ اللهِ ، وَمِنَ شَرِّ يَوْمِ الحَشْرِ وَالنُّشُورِ ، وَالمَوْقِفِ وِالحِسَابِ ، وَمنِ شَرِّ كُلِّ كِتَابٍ سَبَقَ ، وَمِنْ زَوَالِ النِّعْمَةِ ، وَحُلُولِ النِّقْمَةِ ، وَتَحَوُّلِ العَافِيَةِ ، وَمُوجِبَاتِ الهَلَكَةِ ، وَمَوَاقِفِ الخِزْيِ ، وَالفَضِيحَةِ ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَأَعُوذُ بِاللهِ العَظيمِ ، مِنْ هَوَى مُرِدٍ ، وَقَرينِ سُوءٍ مُكْدٍ ، وَجَارٍ مُؤْذٍ ، وَغِنىً مُطْغٍ ، وَفَقْرٍ مُنْسٍ ، وَأَعُوذُ باللهِ العَظيمِ مِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ ، وَدُعَاءٍ لا يُسْمَعُ ، وَعَيْنٍ لا تَدْمَعُ ، وَبَطْنٍ لا يَشْبَعُ ، وَمِنْ نَصَبٍ وَإجْتِهَادٍ يُوجِبَانِ العَذَابَ ، وَمِنَ مَرَدٍّ إلى النَّارِ ، وَسُوءِ المَنْظَرِ ، في النَفْسِ ، والأهْلِ ، وَالمَالِ ، وَالوَلَدِ ، وَعِنْدَ مُعَايَنَةِ مَلَكِ

٧٩

المَوْتِعليه‌السلام ، وَأعوذُ بِاللهِ العَظيمِ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّّةٍ ، هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتها ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرِّ ، وَمِنْ شَرِّ ما أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإنْسِ وَالشَّيَاطِينِ ، وَمِنْ شَرِّ إبْليسَ ، وَجُنُودِهِ ، وَأشْيَاعِهِ ، وَأَتْبَاعِهِ ، وَمِنْ شَرِّ السلاطِينِ وَأَتْبَاعِهِمْ ، وَمِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ ، وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ، وَمِنْ شَرِّ ما يَلِجُ في الأرْضِ ، وَمَا يَخرُجُ مِنْهَا ، وَمِنْ كُلِّ سُقْمٍ وَآفَةٍ ، وَغَمٍّ وَفَاقَةٍ وَعَدَمٍ ، وَمِنْ شَرِّ مَا في البَرِّ وَالبَحْرِ ، وَمِن شَرِّ الفُسَّاقِ ، وَالفُجَّارِ ، وَالدُّعَّارِ ، وَالحُسادِ ، وَالَأشْرَارِ وَالسُرَّاقِ ، وَاللُّصُوصِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِها إنَّ رَبِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.

اللّهُمَّ ، إنّي أحْتَجِزُ بِكَ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْتَهُ ، وَأَحْتَرِسُ بِكَ مِنْهُمْ. وَأَعُوذُ بِاللهِ العَظيمِ مِنْ الحَرَقِ ، وَالغَرَقِ وَالشَرَقِ ، وَالهَدْمِ ، وَالخَسْفِ ، وَالمَسْخِ وَالجُنُونِ ، وَالحِجَارَةِ ، وَالصَّيْحَةِ ، وَالزَلازِلِ ، وَالفِتَن ، وَالعَينِ ، وَالصَواعِقِ ، وَالجُذَامِ ، وَالبَرَصِ ، وَالآفَاتِ ، وَالعَاهَاتِ ، وَأكْلِ السَبُعِ وَمِيتَةِ السُوءِ ، وَجَميعِ أنْوَاعِ البَلايَا ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَأعوُذُ باللهِ العَظيِمِ ، مِنْ شَرِّ ما اسْتَعَاذَ مِنْهُ المَلائِكَةُ المُقَرَّبُون وَالأنبيَاءُ المُرْسَلونَ ، وَخَاصَّةً مِمَّا إسْتَعَاذَ بِهِ رَسُولُكَ مُحَمَدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَسَلَّمَ ، أَسْأَلَكَ أَنْ تُعْطِيَنِي ، مِنْ خَيْرِ ما سَأَلوا ، وَأنْ تُعِيذَني مِنْ شَرِّ ما اسْتَعَاذُوا ، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الخَيْر كُلِّهِ ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، بِسْمِ الله ، وَبِاللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ ، وَاعْتَصَمْتُ بِاللهِ ، وَأَلجَأْتُ ظَهْري إلى اللهِ ، وَمَا تَوْفِيقي إلَّا باللهِ ، وَمَا شَاَءَ اللهُ ، وَأُفَوِّضَ أَمْرِي إلى اللهِ ، وَمَا النَّصْرُ إلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَمَا صَبْري إلَّا بِاللهِ ، وَنِعْمَ القَادِرُ اللهُ ، وَنِعْمَ النَصِيُر اللهُ ، وَلا يَأتي بِالحَسَنَاتِ إلَّا اللهُ ، وَمَا يَصْرِفُ السيِّئَاتِ إلا

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

لأهل الشام المهيعة وهي الجحفة(٢) ».

[٩١٦٨] ٣ - وفي بعض نسخه في محل آخر: « فإذا جئت الميقات وأنت تريد مكّة على طريق المدينة، فأت الشجرة وهي ذو الحليفة أحرمت منها، وإن اخذت على طريق الجادة أحرمت من ذات عرق، فأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وقت المواقيت: لأهل المدينة من ذي الحليفة، ولأهل الشام من الجحفة، ولأهل نجد من قرن، ولأهل اليمن يلملم ».

وفي حديث ابن عباس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « لأهل المشرق العقيق » وفي حديث عائشة عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « لأهل العراق ذات عرق ».

[٩١٦٩] ٤ - الصدوق في الهداية: فإذا بلغت أحد المواقيت التي وقتها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فإنه وقت لأهل الطائف قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم ولأهل الشام الجحفة ولأهل المدينة ذا الحليفة وهي مسجد الشجرة، ولأهل العراق العقيق، وأول العقيق المسلخ، ووسطه غمرة، وآخره ذات عرق.

[٩١٧٠] ٥ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن سيف التمار، عن رياح بن أبي نصر، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنا نروي بالكوفة: أن علياعليه‌السلام ، قال: « إن من تمام حجّك

__________________

(٢) الجحفة: وهي قرية على طريق المدينة إلى مكّة على أربع مراحل « معجم البلدان ج ٢ ص ١١١ ».

٣ - بعض نسخ الفقه الرضوي، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٦.

٤ - الهداية ص ٥٤.

٥ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٢٤.

١٠١

إحرامك من دويرة أهلك » قال: « سبحان الله، لو كان كما يقولون، ما تمتع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بثيابه إلى شجرة ».

[٩١٧١] ٦ - عوالي اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أنه مهّل(١) لأهل المدينة من ذي الحليفة، ومهّل لأهل الشام مهيعة وهي الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ومهّل لأهل اليمن يلملم، فقيل: لأهل العراق، قال: لم يكن عراق يومئذ.

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أنه وقت لأهل المشرق العقيق.

قال ابن شهرآشوب في المناقب(٢) في باب معاجز النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : ومن العجائب الموجودة تدبيرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أمر دينه، بأشياء قبل حاجته إليها، مثل وضعه المواقيت للحج، ووضع غمرة(٣) ، والمسلخ، وبطن العقيق ميقاتا لأهل العراق - ولا عراق يومئذ - والجحفة لأهل الشام، وليس به من يحج يومئذ.

٢ -( باب حدود العقيق التي يجوز الاحرام منها)

[٩١٧٢] ١ - كتاب محمد بن المثنى الحضرمي: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سألته عن المحرم هل يحتجم؟ قال: « نعم

__________________

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٣٠ ح ١٠.

(١) لعله مأخوذ من المهلة وهي العدة أي أعده لهم قبل أن تفتح بلادهم مواقيت يحرمون منها للحج (القاموس المحيط ج ٤ ص ٥٤). أو من التمهل وهو التقدم في الخير (لسان العرب ج ١١ ص ٦٣٤).

(٢) المناقب لابن شهرآشوب ج ١ ص ١١٢.

(٣) في المصدر: عمرة.

الباب ٢

١ - كتاب محمد بن مثنى الحضرمي ص ٨٥.

١٠٢

إذا خشي الدم » فقلت: إنّما يحرم من العقيق وإنما هي ليلتين، قالعليه‌السلام : « إن الحجامة تختلف ».

٣ -( باب استحباب الاحرام من أوّل العقيق)

[٩١٧٣] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : في الكلام المتقدم: « وأوله المسلخ، ووسطه غمرة، وآخره ذات عرق، وأوّله أفضل - إلى أن قال - فإذا كان الرجل عليلا أو اتقى، فلا بأس بأن يؤخر الاحرام إلى ذات عرق ».

٤ -( باب حدّ مسجد الشجرة)

[٩١٧٤] ١ - كتاب محمد بن المثنى الحضرمي: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سألته عن معرس(١) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بذي الحليفة، فقال: « عند المسجد ببطن الوادي، حيث يعرس الناس ».

٥ -( باب أنّ من كان به علة من أهل المدينة أو ممّن مرّ بها، جاز له تأخير الاحرام إلى الجحفة)

[٩١٧٥] ١ - كتاب درست بن أبي منصور: عن عبد الحميد بن سعيد،

__________________

الباب ٣

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

الباب ٤

١ - كتاب محمد بن المثنى الحضرمي ص ٨٥.

(١) المُعَرّس: مسجد الحليفة على ستة أميال من المدينة، كان رسول الله يعرس فيه ثم يرحل لغزاة أو غيرها « معجم البلدان ج ٥ ص ١٥٥ ».

الباب ٥

١ - كتاب درست بن أبي منصور ص ١٦٧.

١٠٣

قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال: أصلحك الله، بلغني أنّك صنعت أشياء خالفت فيها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « وما هي؟ » قال: بلغني أنّك أحرمت من الجحفة، وأحرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من الشجرة - إلى أن قال - قالعليه‌السلام : « قد فعلت » قال: فقال: وما دعاك إلى ذلك؟ قال: فقال: « إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وقت الجحفة للمريض والضعيف، فكنت قريب العهد بالمرض، فأحببت أن آخذ برخص الله تعالى » الخبر.

[٩١٧٦] ٢ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام : قال: « قال أبو بصير للصادقعليه‌السلام ، كما يظهر الخبر الذي قبله: جعلت فداك، إن أهل مكّة أنكروا عليك ثلاثة أشياء صنعتها، قال: وما هي؟ قال أحرمت من الجحفة، وقد علمت أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أحرم من ذي الحليفة، فقال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ جعل ذلك وقتا وهذا وقت، إنا أحرمنا ثم ضمنّا أنفسنا، الله أن المسلم ضمانه على الله، لا يصيبه نصب ولا يلوحه (شمس، إلّا كتب له وما لا يعلم أكثر)(١) ».

__________________

٢ - بعض نسخ الفقه الرضوي ص ٧٣ وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥٣ ح ٨.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

١٠٤

٦ -( باب عدم انعقاد الإحرام قبل الميقات إلّا ما استثني، فلا يجب عليه ما يجب على المحرم وإن لبّى وأشعر وقلّد، ويجوز له الرجوع، وكذا من أحرم بالحج في غير أشهر الحج)

[٩١٧٧] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « إن من تمام الحج والعمرة، أن يحرم من المواقيت التي وقّتها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وليس لأحد أن يحرم قبل الوقت، ومن أحرم قبل الوقت فأصاب ما يفسد إحرامه، لم يكن عليه شئ حتى يبلغ الميقات ويحرم منه ».

[٩١٧٨] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا يجوز الاحرام قبل بلوغ الميقات ».

٧ -( باب جواز الاحرام قبل الميقات، لمن أراد العمرة في رجب ونحوه وخاف تضيّقه)

[٩١٧٩] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه قال: « من خاف فوات الشهر من العمرة فله ان يحرم دون الميقات، إذا خرج في رجب يريد العمرة فعلم أنه لا يبلغ الميقات حتى يهل، فلا يدع الإحرام حتى يبلغ فتصير عمرته(١) شعبانية، ولكن يحرم قبل الميقات فتكون لرجب، لأنّ الرجبيّة أفضل، وهو الذي نوى ».

__________________

الباب ٦

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٧.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

الباب ٧

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٧.

(١) في المصدر: عمرة.

١٠٥

٨ -( باب أن من ترك الاحرام ولو نسيانا أو جهلا، وجب عليه العود إلى الميقات والاحرام منه، فإن تعذّر أو ضاق الوقت فإلى أدنى الحل، فإن أمكن الزيادة فعل، فإن تعذّر فمن مكانه)

[٩١٨٠] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « من أتى الميقات فنسي أو جهل أن يحرم منه حتى جاوزه، أو صار إلى مكّة ثم علم، فإن كانت عليه مهلة وقدر على الرجوع إلى الميقات رجع فأحرم منه، وإن خاف فوات الحج ولم يستطع الرجوع أحرم من مكانه، وإن كان بمكّة فأمكنه أن يخرج من الحرم، فيحرم من الحلّ [ ويدخل الحرم ](١) محرما فليفعل، وإلا أحرم من مكانه ».

[٩١٨١] ٢ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام : « قال أبي في امرأة طمثت فسألت من حضرها فلم يفتوها بما وجب عليها، حتى دخلت مكّة غير محرمة: فلترجع إلى الميقات إن أمكن ذلك ولم يفت الحج، وإن لم يمكن خرجت إلى أقرب المواقيت، وإلا خرجت من الحرم فأحرمت خارج الحرم، لا يجزؤها غير ذلك ».

٩ -( باب أن كلّ من مرّ بميقات وجب عليه الاحرام منه، وإن كان من غير أهله)

[٩١٨٢] ١ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام : « عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنّه قال في هذه المواقيت: هنّ لأهلهن، ولمن أتى

__________________

الباب ٨

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٨، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ١٣١ ح ٢٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - بعض نسخ الفقه الرضوي ص ٧٤.

الباب ٩

١ - بعض نسخ الفقه الرضوي، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٧ ح ٧.

١٠٦

عليهن من غير أهلهن، لمن أراد الحج والعمرة ».

[٩١٨٣] ٢ - دعائم الاسلام: عن الصادقعليه‌السلام ، في الخبر المتقدم(١) قال: « فهذه المواقيت التي وقّتها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لأهل هذه المواضع، ولمن جاء من جهاتها من أهل البلدان ».

١٠ -( باب عدم جواز تجاوز الميقات اختيارا بغير احرام، فإن خاف على نفسه أخرّه إلى الحرم)

[٩١٨٤] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا يجوز الاحرام قبل بلوغ الميقات، ولا يحوز تأخيره عن الميقات إلّا لعلّة أو تقيّة، فإذا كان الرجل عليلا أو اتقى، فلا بأس بأن يؤخر الاحرام إلى ذات عرق ».

١١ -( باب أن من كان منزله دون الميقات إلى مكّة، يحرم من منزله)

[٩١٨٥] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « من كان منزله أقرب إلى مكّة من المواقيت فليحرم من منزله، وليس عليه أن يمضي إلى الميقات، قال عليعليه‌السلام : من تمام الحج أن تحرم من دويرة أهلك، هذا لمن كان دون الميقات إلى مكّة ».

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٧.

(١) تقدم في الباب ١ من أبواب المواقيت الحديث ١.

الباب ١٠

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ١٣٠ ح١٩.

الباب ١١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٨، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ١٣١ ح ٢٥ و ٢٦.

١٠٧

[٩١٨٦] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ومن كان منزله دون هذه المواقيت، ما بينها وبين مكّة، فعليه أن يحرم من منزله ».

وفي بعض نسخه في موضع آخر(١) : « ومن كان منزله دون الميقات، فمن حيث ينشئ ».

١٢ -( باب وجوب الاحرام بحج التمتع من مكّة، وأفضله المسجد، أفضله عند المقام)

[٩١٨٧] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في المتمتع بالعمرة إلى الحج: « إذا كان يوم التروية اغتسل، ولبس ثوبي احرامه، وأتى المسجد الحرام - إلى أن قال - ثم يحرم كما يحرم من الميقات ».

قالعليه‌السلام : « وأهل مكّة كذلك يحرمون للحج من مكّة، وكذلك من أقام بها من غير أهلها ».

[٩١٨٨] ٢ - وعنهعليه‌السلام في سياق حجّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « ثم أحرموا للحج من المسجد الحرام ».

[٩١٨٩] ٣ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا كان يوم

__________________

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ١٣٠ ح ١٩.

(١) عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٧ ح ٧.

الباب ١٢

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣١٩.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٠٠.

٣ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام ، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٧.

١٠٨

التروية وجب ان يأخذ المتمتع من شاربه - إلى أن قال - ويدخل البيت ويحرم منه، أو من الحجر فإن الحجر من البيت، وإن خرج من غير ما وصفت، من رحله أو من المسجد أو من أي موضع شاء يجوز، أو من الأبطح ».

١٣ -( باب أنّ من كان بمكّة وأراد العمرة، يخرج إلى الحلّ فيحرم من الجعرانة، أو الحديبية أو ما أشبهها)

[٩١٩٠] ١ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: وفي الحديث أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أحرم من الجعرانة، وأراد الإحرام من الحديبية، وأمر أسامة بن زيد بالاحرام من التنعيم.

قال المؤلف: فعلم من ذلك جواز الاحرام من الجميع، ويفهم منه أفضلية الجعرانة لأن فعله أفضل من قوله، وأفضليّة التنعيم بعدها لزيادة الاهتمام به، لأجل امرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بالاحرام منه.

١٤ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب المواقيت)

[٩١٩١] ١ - قال السيد علي السمهودي المدني في خلاصة الوفا: الحليفة كجهينة تصغير الحلفة بفتحات، واحد الحلفاء وهو النبات المعروف، وهو ذو الحليفة ميقات المدينة وهو من وادي العقيق كما سبق، ثم ذكر اختلافهم في المسافة التي بينه وبين المدينة قال: وقد اختبرتها فكان من عتبة باب المسجد النبي المعروف بباب السلام، إلى عتبة مسجد

__________________

الباب ١٣

١ - درر اللآلي ج ١ ص ٢٦٢.

الباب ١٤

١ - خلاصه الوفاء ص ٢٥٤.

١٠٩

الشجرة بذي الحليفة تسعة عشر الف ذراع وسبعمائة ذراع واثنان وثلاثون ذراعا ونصف ذراع، وذلك خمسة أميال وثلثا ميل ينقص مائة ذراع، قال العز بن جماعة: وبذي الحليفة البئر التي تسميها العوام بئر علي - يعني ابن أبي طالبعليه‌السلام - لظنّهم أنه قاتل الجنّ بها، وهو كذب ونسبته إليه غير معروفة، انتهى.

وذكر في فضل وادي العقيق وعرصته وحدوده وقصوره، شرحا طويلا لا يناسب الكتاب(١) .

__________________

(١) نفس المصدر ص ٢٣٣ - ٢٣٦.

١١٠

أبواب آداب السفر إلى الحج وغيره

١١١

أبواب آداب السفر إلى الحج وغيره

١ -( باب عدم جواز السفر في غير الطاعات والمباحات، وعدم واز السياحة والترهّب)

[٩١٩٢] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: «جاء عثمان بن مظعون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فقال: يا رسول الله قد غلبني حديث النفس، ولم أحدث شيئا حتى استأمرتك(١) ، ال: بم حدثتك نفسك يا عثمان؟ قال: هممت أن أسيح في الأرض، قال (لا تسيّح فيها)(٢) ، فأن سياحة أمتي في المساجد ».

[٩١٩٣] ٢ - الصدوق في معاني الأخبار: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي الجوزاء، عن الحسين بن علوان، عن عمرو(١) بن خالد، عن زيد بن علي، عن

__________________

أبواب آداب السفر إلى الحج وغيره

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٠.

(١) في المصدر: استأمرك.

(٢) وفيه: فلا تسح في الأرض.

٢ - معاني الأخبار ص ١٧٣.

(١) كان في المخطوط: عمر، والصواب أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال « اجع معجم رجال الحديث ج ٧ ص ٣٥٦ ».

١١٢

آبائه، عن عليعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : ليس في أمتي رهبانية، ولا سياحة، ولازم(٢) ، يعني سكوت ».

[٩١٩٤] ٣ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : سر سنتين بر والديك، سر سنة توصل رحمك، سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أميال أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخا في الله تعالى، سر خمسة أميال انصر مظلوما، سر ستة أميال أغث ملهوفا ».

[٩١٩٥] ٤ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر وعدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن مروان جميعا، عن أبان بن عثمان، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إنّ الله أعطى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ شرائع نوح - إلى أن قال - والفطرة الحنيفيّة السمحة، لا رهبانية، ولا سياحة » الخبر.

٢ -( باب استحباب السفر في الطاعات والمهمّ من العبادات، حيث لا يجب)

[٩١٩٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن

__________________

(٢) في المصدر: ولادم.

٣ - الجعفريات ص ١٨٦.

٤ - الكافي ج ٢ ص ١٤.

الباب ٢

١ - الجعفريات ص ٦٥.

١١٣

أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : سافروا تصحوا، وصوموا تؤجروا، واغزوا تغنموا، وحجّوا لن تفتقروا ».

[٩١٩٧] ٢ - وبهذا الإسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : ما من مؤمن يموت في غربه إلّا بكت الملائكة رحمة له حيث قلت بواكيه، وإلّا فسح له في قبره بنور يتلألأ من حيث دفن إلى مسقط رأسه ».

[٩١٩٨] ٣ - وبهذا الإسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إذا أعسر أحدكم فليخرج، ولا يغم نفسه وأهله ».

[٩١٩٩] ٤ - وفي ديوان ينسب إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام :

تغرّب عن الأوطان في طلب العلى

وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرّج همّ واكتساب معيشة

وعلم وآداب وصحبة ماجد

فإن قيل في الأسفار ذلّ ومحنة

وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد

فموت الفتى خير له من معاشه

بدار هوان بين واش وحاسد ».

[٩٢٠٠] ٥ - زيد الزراد في أصله: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في حديث شريف في صفات المؤمنين الكاملين - إلى أن قالعليه‌السلام -: « فهم الحفي عيشهم، المنتقلة ديارهم من أرض إلى أرض ».

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٩٢.

٣ - الجعفريات ص ١٦٥.

٤ - ديوان أميرالمؤمنينعليه‌السلام ص ٣٦.

٥ - أصل زيد الزراد ص ٦.

١١٤

[٩٢٠١] ٦ - فقه الرضاعليه‌السلام : « في حكمة آل داود: ينبغي أن لا ترى ظاعنا إلّا في ثلاث: مرمّة(١) لمعاش، أو لذّة في غير محرّم، أو تزوّد لمعاد ».

٣ -( باب استحباب اختيار السبت للسفر، دون الجمعة والأحد)

[٩٢٠٢] ١ - الصدوق في العيون: عن أبي الحسن محمد بن علي المروزي، عن أبي بكر عبد الله النيسابوري(١) ، عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي [ عن أبيه ](٢) عن الرضاعليه‌السلام .

وعن أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي، عن أبي إسحاق إبراهيم ابن مروان(٣) ، عن جعفر بن محمد بن زياد الفقيه، عن أحمد بن عبد الله الهروي، عنهعليه‌السلام .

وعن أبي عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي، عن علي بن محمد بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان، عنه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم سبتها وخميسها ».

وعن محمد أحمد بن الحسين الورّاق، عن علي بن محمد بن

__________________

٦ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٠.

(١) رمّ الشئ مرمّة: أصلح ما فسد منه (لسان العرب ج ١٢ ص ٢٥١).

الباب ٣

١ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ٣٤ ح ٧٣ وعنه في البحار ج ٥٩ ص ٣٥ ح ٣.

(١) في المصدر: أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري.

(٢) أثبتناه من المصدر وهو الصواب « راجع رجال النجاشي ص ١٥٨ ».

(٣) في المصدر: هارون.

١١٥

عنبسة مولى الرشيد، عن دارم بن قبيصة، عنهعليه‌السلام : مثله(٤) .

[٩٢٠٣] ٢ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : مثله، وقال: «(١) قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : والجمعة لله عزّوجلّ، وليس فيه سفر، قال الله جلّ ذكره:( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّـهِ ) (٢) يعني [ سفر ](٣) يوم السبت ».

[٩٢٠٤] ٣ - القطب الراوندي في آيات الأحكام: وفي الخبر أنّ الله بارك لأمتي في خميسها وسبتها، لأجل الجمعة.

٤ -( باب كراهة اختيار الأربعاء للسفر وطلب الحوائج، وخصوصا في آخر الشهر)

[٩٢٠٥] ١ - الشيخ جعفر بن أحمد القمي في كتاب المسلسلات: حدثنا محمد بن جعفر الوكيل من بني هاشم، قال: حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن رزين(١) البغدادي، قال: حدثنا محمد بن حمدون(٢)

__________________

(٤) عنه في البحار ج ٥٩ ص ٣٥، ورواه الصدوق في الخصال ص ٣٩٤ ح٩٨.

٢ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٤٤ ح ٤٩.

(١) نفس المصدر ص ٧٢ ح ١٦٨.

(٢) الجمعة ٦٢: ١٠.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٣ - فقه القرآن ج ١ ص ١٣٧.

الباب ٤

١ - المسلسلات ص ١١١.

(١) في المصدر: ابن زريق وهو الصحيح « راجع تاريخ بغداد ج ١ =

١١٦

السمسار، قال: حدثني محمد بن حماد بن عيسى، قال: حدثني الفضل بن الربيع، يقول: كنت يوما مع مولاي المأمون فأردنا الخروج يوم الأربعاء، فقال المأمون: يوم مكروه، سمعت أبي الرشيد يقول: سمعت أبي المهدي يقول: سمعت المنصور يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي عليّ يقول: سمعت عبد الله بن العباس يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقول: « إن آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر ».

قال مصنف هذا الكتاب: وروي أنّ معنى مستمر: أن يكون النهار نحسا من أوّله إلى الليل.

وقالعليه‌السلام : « إن معنى المستمر: هو أن لا يذهب نحسه إلى أن يذهب من يوم الخميس ساعة ».

[٩٢٠٦] ٢ - الحافظ الشيخ رجب البرسي في مشارق الأنوار: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « عادانا من كلّ شئ، حتى من الطيور الفاختة، ومن الأيام الأربعاء ».

٥ -( باب ما يستحب اختياره من أيام الأسبوع للحوائج)

[٩٢٠٧] ١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بالأسانيد المتكثرة إليه، بإسنادهعليه‌السلام ، قال: « قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : السبت لنا، والأحد لشيعتنا، والاثنين لبني أميّة،

__________________

= ص ٢٩٠ ».

(٢) وفيه: حمدوي.

٢ - مشارق أنوار اليقين ص ٩٠.

الباب ٥

١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٧٢ ح ١٦٨.

١١٧

والثلاثاء لشيعتهم والأربعاء لنبي العباس، والخميس لشيعتهم، والجمعة لله عزّوجلّ » الخبر.

[٩٢٠٨] ٢ - الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام :

« لنعم اليوم يوم السبت حقا

لصيد ان أردت بلا امتراء

وفي الأحد البناء لأنّ فيه

تبدى الله في خلق السماء

وفي الأثنين إن سافرت فيه

ستظفر بالنجاح وبالثراء

ومن يرد الحجامة فالثلاثا

ففي ساعاته هرق(١) الدماء

وإن شرب امرؤ يوما دواء

فنعم اليوم يوم الأربعاء

وفي يوم الخميس قضاء حاج

ففيه الله يأذن بالدعاء

وفي الجمعات تزويج وعرس

ولذّات الرجال مع النساء

وهذا العلم لم يعلمه إلّا

نبيّ أو وصيّ الأنبياء ».

٦ -( باب استحباب اختيار يوم الخميس، أو ليلة الجمعة، أو يومها بعد صلاة الجمعة، للسفر)

[٩٢٠٩] ١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال: « إذا أراد أحدكم الحاجة فليباكر(١) في طلبها يوم الخميس، وليقرأ إذا خرج من منزله أخر سورة آل عمران، وآية الكرسي، وإنّا أنزلناه في ليلة القدر، وأمّ الكتاب، فإن فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة ».

__________________

٢ - الديوان المنسوب إلى أميرالمؤمنينعليه‌السلام ص ٧.

(١) في المصدر: ساعاتها حرق.

الباب ٦

١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٦٥ ح ١٤٣.

(١) وفي نسخة: فليبكر - منه قدس سره -.

١١٨

٧ -( باب استحباب ترك التطير، والخروج يوم الأربعاء ونحوه خلافا على أهل الطيرة)

[٩٢١٠] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لا عدوى، ولا طيرة، ولا هام(١) والعين حق، والفأل حق ».

[٩٢١١] ٢ - البحار: عن أبي الحسن البكري بإسناده في حديث وفاة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه لما قال بعد صياح الإوز(١) : « صوارخ تتبعها نوائح [ وفي غداة غد يظهر القضاء ](٢) قالت أم كلثوم فقلت: يا أباه هكذا تتطير، فقال: « يا بنية ما منّا أهل البيت من يتطير، ولا يتطير به، ولكن قول جرى على لساني ».

٨ -( باب استحباب السير في آخر الليل، أو في الغداة والعشي، وكراهة السير في أول الليل)

[٩٢١٢] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : أن رسول الله

__________________

الباب ٧

١ - الجعفريات ص ١٦٨.

(١) الهام: جمع وهي طائر من طيور الليل، وقيل هي البومة وكانت العرب تتشأم بها (مجمع البحرين ج ٦ ص ١٩٠).

٢ - البحار ج ٤٢ ص ٢٧٨.

(١) إوَزّ: بكسر الهمزة وفتح الواو وتشديد الزاء المعجمة - المصباح المنير - (منه قدس سره).

(٢) أثبتناه من المصدر.

الباب ٨

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٨.

١١٩

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال في حديث: « وعليكم بالسير بالليل، فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار ».

[٩٢١٣] ٢ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ » وذكر مثله.

٩ -( باب كراهة السفر والقمر في برج العقرب)

[٩٢١٤] ١ - علي بن أسباط في نوادره: عن إبراهيم بن محمد بن حمران، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « من سافر أو تزوّج والقمر في العقرب، لم ير الحسنى ».

١٠ -( باب استحباب الوصيّة لمن أراد السفر، والغسل والدعاء)

[٩٢١٥] ١ - فقه الرضا: « إذا أردت الخروج إلى الحج - إلى أن قال - واجمع أهلك، وصلّ ركعتين، ومجّد الله عزّوجلّ، وصلّ على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وارفع يديك إلى الله تعالى وقل: اللهم إنّي أستودعك اليوم ديني، ونفسي، ومالي، وأهلي، وولدي، وجميع جيراني، وإخواننا المؤمنين، الشاهد منّا والغائب، عنّا ».

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٥٩.

الباب ٩

١ - نوادر علي بن أسباط ص ١٢٤.

الباب ١٠

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294