الصحيفة الصادقية

الصحيفة الصادقية6%

الصحيفة الصادقية مؤلف:
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 294

الصحيفة الصادقية
  • البداية
  • السابق
  • 294 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 174206 / تحميل: 8786
الحجم الحجم الحجم
الصحيفة الصادقية

الصحيفة الصادقية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

اللهُ ، وَلا يَسُوقُ الخْيْرَ إلَّا اللهُ ، وَإنَّ الَأمْرَ كُلَّهُ بِيَدِ اللهِ ، وَأسْتَكْفِي بِاللهِ ، وَأَسْتَعِينُ بِاللهِ ، وَأَسْتَقِيلُ اللهَ ، وَأسْتَغِيثُ باللهَ ، وَصَلَّىَ اللهُ على مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَعلى أَنْبِيَاءِ اللهِ ، وَعلى رُسُلِ اللهِ ، وَمَلائكَةِ اللهِ ، وَعلى الصَّالِحِينَ ، مِنْ عِبَادِ اللهِ ، إنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتوني مُسلِمينَ ، كَتَبَ اللهُ لَأغْلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي ، إنَّ اللهَ قَوِيُّ عَزِيزٌ ، لا يَضُرُكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ، إنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ، وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً ، وَاجْعَلْ لَنَا مِنَ لَدُنْكَ نَصيراً ، إذْ هَمَّ قُوْمٌ أنْ يَبْسُطوا إلَيْكَ أَيْدِيَهمْ فَكَفَّ أيْدِيَهمْ عَنْكُمْ ، وَاللهُ يعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ، إنَّ الله لا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرينَ ، كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلحَرْبِ أَطفَأَهَا اللهُ ، قُلْنَا يا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إبرَاهِيمَ ، وَزَادَكُمْ في الخَلْقِ بَسْطَةً ، لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، وَمِنْ خَلْفِهِ ، يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللهِ ، رَبِّ أَدْخِلْني مُدْخَلَ صِدقٍ ، وَأَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدقٍ ، وَأجْعَلْ لي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نصيراً ، وَقَرَّبْنَاُه نَجِياً ، وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً ، سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمنُ وُدّاً ، وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ، وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْني ، إذْ تَمْشي أُخْتُكَ فَتَقُولُ : هَلْ أَدُلُّكُمْ على مَنْ يِكْفَلُهُ ، فَرَجَعْناكَ إلى أُمِّكَ ، كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ ، وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الغَمِّ ، وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً ، لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ القَوْمِ الظَّالِمْينَ ، لا تَخَفْ إنَّكَ مِنَ الآمِنينَ ، لا تَخَفْ إنَّكَ أَنْتَ الأعْلَى ، لا تَخَافْ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى ، لا تَخَافا إنَّني مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ، لا تَخَفْ إنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ ، وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ على اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ، إنَّ الله بالِغُ أَمْرِهِ ، قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ، فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ اليَوْمِ ، وَلَقَّاهُمْ نَصْرَةً وَسُرُوراً ، وَيَنْقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْروراً ، وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ، يُحِبُونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ ، وَالذينَ آمَنوا أَشَدُّ حُباً للهِ. رَبَّنَا أَفْرغْ

٨١

عَلَيْنا صَبْراً ، وَثَبَّتْ أَقْدَامَنَا ، وَانْصُرْنا على القَومِ الكَافِرينَ ، الذينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ ، إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشُوهُمْ ، فَزَادَهُمُ إيماناً ، وَقَالوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيْلُ ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ ، لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ، رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنَا ، وَإنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا ، وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرينَ ، رَبَّناَ اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ، إنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً ، إنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمَقَاماً ، رَبَّنَا ما خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً ، سُبْحَانَكَ ، فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، وَقُلْ الحَمْدُ للهِ الذي لمٍ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً ولا وَلَداً ، وَلَمَ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ في المُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذُّلِّ ، وَكَبِّرهْ تَكْبِيراً ، وَمَا لَنَا ألَّا نَتَوَكَّلُ على اللهِ ، وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنا ، وَلَنَصْبِرَنَّ على مَا آذَيْتُمُونا ، وَعلى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلونَ ، إنَّمَا أَمْرُهُ ، إذَا أَرَادَ شَيْئاً ، أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ، فَسُبْحَانَ الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيءٍ ، وَإلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، أَو مَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ ، وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً ، يَمْشي بِهِ في النَّاسِ ، هُوَ الذي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ ، وَبِالمُؤْمِنينَ ، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، لَوْ أَنْفَقْتَ ما في الأرْضِ جَميعاً مَاَ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، وَلكِنَّ اللهَ ألَّفَ بَيْنَهُمْ ، إنَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ. سَنَشُدَّ عَضُدَكَ بِأخِيكَ ، وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إلَيْكُمَا ، بآيَاتِنَا ، أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الغَالِبونَ ، على اللهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا اْفَتْح بَيْنَنا وبَيْنَ قَوْمِنا بِالحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتِحِينَ ، إنَّي تَوَكَّلْتُ على اللهِ ، رَبِّي وَرَبِّكُمْ ، ما مِنَ دَابَّةٍ إلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إنَّ رَبِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ ، وَأفَوِّضُ أَمْرِي إلى اللهِ ، إنَّ اللهَ بَصيرٌ بِالعِبَادِ ، حَسْبِيَ اللهُ. لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَلَْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ ، رَبِّ مَسَّني الضُرُّ ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ. لا إلهَ إلَّا أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ ، إني كُنْتُ مِنَ الظَالِمِينَ.

بِسْمِ اللهِ الرَحْمنِ الرَّحِيمِ. آلم ، اللهُ لا إلهَ إلَّا هُوَ ، الحَيُّ

٨٢

القَيُّومُ ، آلم ، ذلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ ، هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ ، الذِينَ يُؤْمِنونَ بِالغَيْبِ ، وَيُقيمُونَ الصَّلاةَ ، وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ، اللهُ لا إلَهَ إلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُومُ ، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ، وَلا نَوْمٌ ، لَهُ ما في السَّموَاتِ ، وما في الأرْضِ ، مَنْ ذَا الذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ ، إلَّا بِإذْنِهِ ، يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ ، إلَّا بِمَا شَاءَ ، وَسِعَ كُرْسِيهُ السَّموَاتِ والأرْضَ ، وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا ، وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ. لا إكْرَاهَ في الدِّين ، قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ ، فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَاغُوتِ ، وَيُؤمِنْ باللهِ ، فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بالعُرْوَةِ الوُثْقى ، لا انفِصَامَ لَهَا ، وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ ، شَهِدَ اللهُ ، أنَّهُ لا إلهَ إلَّا هُوَ ، وَالمَلائِكَةُ ، وَأوُلو العِلمِ ، قَائِماً بالقِسْطِ. لا إلهَ إلا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، إنَّ الدِّينَ عِنْدِ اللهَ الإسْلامُ ، قُلْ : اللّهُمَّ ، مَالِكَ المُلْكَ تُؤْتي المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ ، وَتُعِزُّ تَشَاءْ ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ، بِيَدِكَ الخَيْرُ ، إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ ، تُولِجُ اللَّيْلَ في النّهَارِ ، وَتُولِجُ النهَّاَرِ في اللَّيْلِ ، وَتُخْرِجُ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ ، وَتُخْرِجُ المَيِّتَ ، مِنَ الحَيِّ ، وَتَزْرُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا ، بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا ، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ، إنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ ، لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ، عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتَّمُ ، حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِنَ رَؤُوُفٌ رَحِيمٌ فَإنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ عَلَيْهُ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ ، الحَمْدُ للهِ الذي نَجَّانَا مِنَ القَوْمَ الظَالِمينَ ، الحَمْدُ للهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ ، إنَّ رَبَّنَا لِغَفُورٌ شَكُورٌ ، الذي أَدْخَلَنَا دَارَ المُقَامَةِ ، مِنْ فَضْلِهِ ، لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ ، وَلا يَمَسُّنَا فِيها لُغوُبٌ ، الحَمْدُ للهِ الذي هَدَانَا لِهَذا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لولا أَنْ هَدَانا اللهُ ، أَلحَمدُ للهِ الذي فَضَّلَنَا على كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ ، فَقُطِعَ دَابِرُ ُالقَوْمَ الذِينَ ظَلَمُوا ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ

٨٣

العَالَمِينَ ، فَللهِ الحَمْدُ ، رَبِّ السَّمواتِ وَالأرْضِ ، رَبِّ العَالَمِينَ ، وَلَهُ الكِبْرِيَاءُ في السَّموَاتِ والَأرْضِ ، وَهُوَ العَزِيزُ الحَكيمُ ، فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ ، وَحِينَ تُصْبِحوُنَ ، وَلَهُ الحَمْدُ في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظهِرونَ ، يُخْرِجُ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ ، وَيُخْرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ، وَيُحْييِ الَأرْضَ ، بَعْدَ مَوْتِها ، وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ، فَسُبْحَانَ الذي بِيَدِهِ مَلَكوتُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَإلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، إنَّ رَبَّكُمُ اللهُ ، الذي خَلَقَ السَّموَاتِ وَالَأرْضَ ، في سِتَّةِ أيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى على العَرْشِ. يُغْشِى اللَّيْلَ النَّهَارَ ، يَطْلُبُهُ حَثِيثاً ، وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ ، وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرهِ أَلَا لَهُ الخَلَقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ ، أُدْعوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً ، وَخِيفَةً ، إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ ، وَلا تُفْسِدُوا في الأرضِ بَعْدَ إصْلَاحِهِا ، وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ، إنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَريبٌٌ مِنَ المُحْسِنِينَ ، الذي خَلَقَني ، فَهُوَ يَهْدِين ، وَالَّذي هُوَ يَطْعِمُني ، وَيَسْقينِ ، وَإذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين ، وَالذي يُمِيتُني ثُمَّ يُحْيينِ ، وَالذي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لي خَطِيئَتي يَوْمَ الدِّينِ ، رَبِّ هَبْ لي حُكْماً وَأَلْحِقْنيِ بِالصَّالِحِينَ ، وَاجْعَلْ لي لِسَانَ صِدْقٍ في الآخِرَين ، وَاجْعَلْني مِنْ وَرَثَةِ جَنَّة ِالنَّعِيمِ ، وَاغْفِرْ لَأبي إنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ، وَلا تُخْزِني يَوْمَ يُبْعَثُونَ ، يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ ، إلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَليمٍ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. أَلحَمْدُ للهِ الذي خَلَقَ السَّموَاتِ وَالَأرْضَ ، وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ ، وَالنُّوُرَ ، ثُمَّ الذين كَفَروا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلونَ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالصَّافَّاتِ صَفّاً ، فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً ، فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً ، إنَّ إلهَكُمْ لَوَاحِدٌ ، رَبُّ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَرَبُّ المَشَارِقِ ، إنَّا زَيَّنا السَّمَاءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الكَوَاكِبِ ، وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ ، لا يَسَّمَّعُونَ إلى المَلأِ الَأعْلَى ، وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُل جَانِبٍ دُحُوراً ،

٨٤

وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ، إلَّا مَنْ خَطِفَ الخَطْفةَ ، فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ، يا مَعْشَرَ الجِنَّ وَالإِنْسِ ، إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقطْارِ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، فَأنْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إلا بِسُلْطَانٍ. فَبِأَيِِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكذِّبانِ. يُرْسَلُ عَلَيْكُماَ شُوَاظٌ مِن نَارٍ ، وَنُحَاسٌ ، فَلا تَنْتَصِرَانِ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمَ. ألحَمْدُ للهِ ، فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، جَاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً ، أُولي أَجْنِحَةٍ ، مَثْنَى وَثُلاثَ ، وَرُبَاعَ ، يَزِيدُ في الخَلْقِ ، مَا يَشَاءُ ، إنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، ما يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ ، مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا ، وَمَا يَمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ، وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، إنَّ الفَضلِ بِيَدِ اللهِ ، يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَاللهُ وَاسِعٌ عَليمٌ ، يَخْتَصُّ بِِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَاللهُ ذو الفَضلِ العَظِيمِ ، وَنُنَزَّلُ مِنَ القُرْآنِ ، ما هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنينَ ، وَإذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتوُراً ، وَجَعْلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفي آذَانِهِمْ وَقْراً ، وَإذا ذَكَرْتَ رَبِّكَ في القُرْآنِ وَحْدَهُ وَلّوا على أَدْبَارِهِمْ نُقُوراً. أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلهَهُ هَوَاهُ ، وَأَضَلَّهُ اللهُ على عِلْمٍ ، وَخَتَمَ على سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ، وَجَعَلَ على بَصَرِهِ غِشَاوَةً ، فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ ، أَفَلا تَذَكَّرونَ ، أُولئكَ الذين طَبَعَ اللهُ على قُلُوبِهِمْ ، وَسَمْعِهِمْ ، وَأَبْصَارِهِمْ ، وَأُولئِكَ هُمُ الغَافِلونَ ، وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيِهمْ سَدّاً ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً ، فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبصِروُنَ ، وَمَا تَوْفِيقِي إلَّا بِاللهِ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَإلَيْهُ أُنِيبُ ، وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ، وَلا تَكُ في ضَيقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ. إنَّ اللهَ مَعَ الذينَ اتَّقَوا ، وَالذينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ، وَقَالَ المَلِكُ : إْئتونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي. فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ : إنَّكَ اليَوْمَ لَدَيْنَا مَكينٌ أَمِينٌ ، وَخَشَعِت اَلأصَوَاتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إلَّا هَمْساً ، فَيَسَكْفِيكَهُمُ اللهُ ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَليمٌ ، إنَّي تَوَكَّلْتُ ، على اللهِ

٨٥

رَبِّي ، وَرَبِّكُمْ ، مَا مِنْ دَابَّةٍ إلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِها إنَّ ربِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَإلهُكُمْ إلهٌ وَاحِدٌ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيءٍ ، فَأعْبُدُوهُ ، وَهُوَ على كُلِّ شَيْيٍ وَكِيلٌ ، قُلْ هُوَ رَبِّي ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيِهِ مَآبِ ، يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا ، نِعْمَةَ اللهِ عَليكُم هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ ، يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ والَأرْضِ لا إلهَ إلَّا هُوَ ، فَأَنَّى تُؤْفَكُون؟ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمينَ. هْوَ الحَيُّ لا إلهَ إلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.

الحَمْدُ للهِ رَبُّ العَالَمِينَ ، رَبُّ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً ، وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ، وَانْصَرْنا على القَوْمَ الكَافِرينَ ، لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القُرآن على جَبَلٍ ، لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خِشْيَةِ اللهِ ، وَتِلْكَ الَأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّروُنَ ، هُوَ اللهُ الذي لا إلهَ هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشهَادَةِ ، هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، هُوَ اللهُ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ ، السَّلامُ ، المُؤْمِنُ ، المُهَيْمِنُ ، العَزِيزُ الجَبَّارُ ، المُتَكَبِّرُ ، سُبْحَاَن اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ اللهُ ، الخَالِقُ ، البَاِرىءُ ، المُصَوِّرُ ، لَهُ الَأسْمَاءُ الحُسْنَى ، يُسَبَِّحُ لَهُ ما في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدٌ ، لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُن لَهُ كُفواً أَحَدٌ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ ، مِنْ شَرِّ مَا خَلقَ ، وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إذَا وَقَبَ ، ومِنْ شَرِّ النَّفَاثَاتِ في العُقَدِ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إلهِ النَّاسِ ، مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ ، الذي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ.

٨٦

اللّهُمَّ ، مَنْ أَرَادَ بي شَرّاً ، وَبِأهْلي شَرّاً ، وَبَأساً ، وَضُرّاً ، فَاقْمَعْ رَأْسَهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سُوءَهُ ، وَمَكْرُوهَهُ ، وَاعْقُدْ لِسَانَهُ ، وَاحْبِسْ كَيْدَهُ ، وَارْدُدْ عَنَّي إرَادَتَهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدٍ ، كَمَا هَدَيْتَنَا بِهِ مِنَ الكُفْرِ ، أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ ، على أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ. وَصَلِّ على مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدٍ ، كَمَا ذَكَرَكَ الذَّاكِروُنَ ، وَاغْفِرْ لَنَا ، وَلآبَائِنَا ، وَلُأمَّهَاتِنا ، وَذُريَّاتِنَاا ، وَجَميعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، وَالمُسْلِمينَ وَالمُسْلِمَاتِ ، الَأحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالَأموَاتِ ، وَتَابِعْ بَيْنَنَا ، وَبَيْنَهُمْ بِالخَيْرَاتِ ، إنَّكَ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ ، وَمُنْزِلُ البَرَكَاتِ ، وَدَافِعُ السيِّئَاتِ ، إنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْتَودِعُكَ ، دِيني وَدُنْيَايَ ، وَأَهْلي ، وَأَوْلَادِي ، وَعِيَالي ، وَأَمَانَتِي ، وَجَمِيعَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، فَإنَّهُ لا يَضِيعُ صَنَايِعُكَ ، وَلا تَضِيعُ وَدَايِعُكَ ، وَلا يُجيرُني مِنْكَ أَحَدٌ ، اللّهُمَّ ، رَبَّنا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنةً ، وَفي الآخِرَةِ حَسَنةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ »(١) .

لقد احتجب الامامعليه‌السلام ، وتسلح بهذا الدعاء الشريف ، لحمايته من فرعون هذه الامة ، الذي جهد في ظلم عترة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والتنكيل بهم ، وببركة هذا الدعاء ، صرف الله عن الامام ، بغي المنصور وكيده ، ومن الجدير بالذكر ، أن هذا الدعاء ، من أجل أدعية أهل البيتعليهم‌السلام ، وقد قال فيه الشيخ إبن الفضل بن محمد : إن هذا الدعاء ، من أسنى التحف ، وأجل الهبات ، فمن وفقه الله عزوجل لقراءته ، صبيحة كل يوم ، حفظه الله ، من جميع البلايا ، وأعاذه من شر مردة الجن ، والانس ، والشياطين ، والسلطان الجائر ، ومن شر الامراض والآفات ، والعاهات كلها ،

__________________

١ ـ منهج الدعوات ( ص ٢٥٠ ـ ٢٦٠ ).

٨٧

وهو مجرب بشرط أن يخلص لله عزوجل(١) .

٨ ـ : دعاؤه عند الشدائد :

كان الامام الصادقعليه‌السلام ، إذا المت به شدة ، أو محنة فزع إلى الله ، وتضرع إليه ، وكشف عن ذراعيه ، وانتحب باكيا ، ودعا بهذا الدعاء الجليل :

« اللّهُمِّ ، لَوْلا أَنْ أُلْقِيَ بِيَدِي ، وَأَعِينَ عَلى نَفْسِي وَأُخَالِفَ كِتَابَكَ ، وَقَدْ قُلْتَ :

«أُدْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ فَإنِّي قَرِيبٌ ، أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ »(٢) لَمَا انْشَرَحَ قَلْبِي وَلِسَاني لِدُعَائِكَ ، وَالطَلَبِ مِنْكَ ، وَقَدْ عَلِمتُ مِنْ نَفْسي ، فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَا عَرَفْتُ ، الّلهُمَّ ، مَنْ أَعْظَمُ جُرْماً مِنّي ، وَقَدْ سَاوَرَتُ مَعْصِيَتَكَ ، التي زَجَرْتَني عَنْهَا بِنَهيِكَ إيَّايَ ، وَكَاثَرْتُ العَظِيمَ مِنْها التي أَوْجَبَتِ النَّارَ لِمَنْ عَمَلَهَا مِنْ خَلْقِكَ ، وَكُلَّ ذلِكَ على نَفْسي جَنَيْتُ ، وَإيَّاهَا أَوْبَقْتُ ، إلهِي فَتَدَارَكْنِي بِرَحْمَتِكَ ، التي بِهَا تَجْمَعُ الخَيْراتِ لَأوْلِيَائِكَ ، وَبِهَا تَصْرِفُ السَّيِئَاتِ عَنْ أحِبَّائِكَ(٣) .

اللّهُمَّ ، أنَّي أَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ النَّصُوحَ ، فَاسْتَجِبْ دُعَائِي ، وَارْحَمْ عَبْرَتي وَأقِلْني عِثْرَتي ، اللّهُمَّ ، لَوْْلا رَجَائِي لِعَفْوِكَ لَصَمُتُّ عَنِ الدُّعَاءِ ، وَلكِنَّكَ على كُلِّ حَالٍ ، يا إلهي غَايَةُ الطَّالِبِينَ ، وَمُنْتَهَى رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ ، وَاسْتِعَاذَةٍ العَائِذِينَ ، اللّهُمَّ فَأَنا أَسْتَعِيذُكَ مِنْ غَضَبِكَ ، وَسُوءِ سُخْطِكَ ،

__________________

١ ـ منهج الدعوات ( ص ٢٥٠ ).

٢ ـ سورة غافر ـ آية ٦.

٣ ـ سورة البقرة ـ آية ١٨٦.

٨٨

وَعِقَابِكَ وَنَقْمَتِكَ ، وَمِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَشَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنْ جَميعِ الذُّنُوبِ ، وَأَسْأَلُكَ الغَنِيمَةَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْري ، ِبالعَافِيَةِ أَبَداً ما أَبْقَيْتَني ، وَأَسْأَلُكَ الفَوْزَ وَالرَّحْمَةَ إذَا تَوَفَيْتَني ، فَإنَّكَ بِذلكَ لَطِيفٌ ، وَعَلَيْهِ قَادِرٌ. اللّهُمَّ ، إنِّي أشْكو إلَيْكَ كُلَّ حَاجَةٍ ، لا يُجِيرُني مِنْهَا إلاَّ أَنْتَ ، يا مَنْ هُوَ عُدَّتي في كُلِّ عُسْرٍ وَيُسْرٍ ، يا مَنْ هُوَ حَسَنُ البَلاءِ عِنْدِي ، يا قَدِيمَ العَفْوِ عَنِّي ، إنَّني لا أرْجُو غَيْرَكَ ، وَلا أَدْعو سِوَاكَ ، إذَا لَمْ تُجِبْني ، اللّهُمَّ فلا تَحْرِمْني لِقِلَّةِ شُكْرِي ، ولا تُؤْيِسْني لِكَثْرَةِ ذُنُوبَي ، فَإنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَى ، وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ.

إلهي : أَنَا مَنْ قَدْ عَرَفْتَ ، بِئِسَ العَبْدُ أَنَا ، وَخَيرُ المَوْلى أَنْتَ ، فَيَا مَخْشِيَّ الإنْتِقَامِ ، وَيَا مَرْهُوبَ البَطْشِ ، يا مَعْرُوفاً بِالمَعْروفِ ، إنّي لَيْسَ أَخَافُ مِنكَ إلَّا عَدْلَكَ ، وَلا أرْجُو الفَضْلَ وَالعَفْوَ ، إلَّا مِنْ عِنْدِكَ ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَلا عَبْدَ لَكَ أحَقُ بِاسْتِيِجَابِ جَمِيعِ العُقُوبَةِ مِنَّي ، وَلكِنَّي وَسِعَني عَفْوُكَ ، وَحِلَمُكَ ، وَأَخَّرْتَنِي إلى اليَوْمِ ، فَلَيْتَ شِعْري ، يا إلهي لأزْدَادَ إثْماً ، أَمْ لِيَتِمَّ رَجَائِي مِنْكَ ، وَيَتَحَقَّقَ حُسْنُ ظَني بِكَ ، فَأَمَّا بِعَمَلي ، فَقَدْ أَعْلَمْتُكَ ، يا إلهِي أَنَّني مُسْتَحِقٌ ، لِجَميعِ عُقُوبَتِكَ ، بَذُنُوبي ، غَيْرَ أَنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، وَأَنتَ بِي أَعْلَمُ مِنْ نَفْسِي ، وَعَنْدِي أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَيَا أَرحَمَ الرَّاحِمينَ ، لا تُشَوِّهْ خَلْقِي بِالنَّارِ ، وَلا تَقْطَعْ عَصَبِي بِالنَّارِ ، يا اللهُ ، وَلا تَفْلِقْ قُحْفَ رَأسِي بِالنَّارِ ، يا رَحْمنُ ، ولا تُفَرِّقْ بَيْنَ أوْصَالي بِالنَّارِ ، يا كَرِيمُ ، وَلا تُهَشِّمْ عِظَامِي بِالنَّارِ ، يا غَفُورُ ، لا تُصْلِ شَيْئاً مِنْ جَسَدِي بِالنَّارِ ، يا رَحْمنُ عَفْوَكَ ، عَفْوَكَ ثُمَّ عَفْوَكَ عَفْوَكَ ، فإنَّهُ لا يَقْدِرُ على ذلِكَ غَيرُكَ ، وَأَنْتَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، يا مُحِيطاً بِمَلَكوُتِ السَّموَاتِ وَالأرْضِ ، ومُدَبِّرَ أُمُورِهِمَا ، أَوَّلِهِمَا وَأخِرِهِمَا ، أَصْلِحْ لي

٨٩

دُنْيَايَ وَآخِرَتي ، وَأَصْلِحْ لي نَفْسِي ، وَمَا لي ، وَمَا خَوَّلْتَني ، يا اللهُ خَلِّصْني مِنَ الخَطَايَا ، يا أللهُ مُنَّ عَلَيَّ بِتَرْكِ الخَطَايَا ، يا رَحِيمُ ، تَحَنَّنْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ ، يا عَفُوّ تَفَضَّلْ عَلَيَّ ، يا حَنَّانُ ، جُدْ عَلَيَّ بِسَعَةِ عَافِيَتِكَ ، يا مَنَّانُُ ، أمْنُنْ عَلَيَّ بِالعِتْقِ مِنَ النَّارِ ، ياذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، أوْجِبْ لي الجَنَّةَ ، التي حَشْوُهَا رَحْمَتُكَ ، وَسُكَّانُهَا مَلائِكَتُكَ ، يا ذا الجَلالِ ، وَالإِكْرَامِ ، أَكْرِمْني ، وَلا تَجْعَلْ لَأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، عَلَيَّ سَبيلاً أَبَدَاً ، ما أَبْقَيْتَني ، فإنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ ، وَأَنْتَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، سُبْحَانَكَ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، رَبَّ العَرْشِ العَظيِم ، لَكَ الأسْمَاء الحُسْنى ، وَأَنْتَ عَليِمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(١) .

أَرَأَيْتُمْ ، تَضَرُّعَ الإمَامِعليه‌السلام ، وَتَذَلُّلَهُ أَمَامَ الخَالِقِ العَظِيمِ؟!

أَرَأَيْتُمْ ، كَيْفَ يَذُوبُ الإمَامُعليه‌السلام خَوْفاً وَرَهْبَةً مِنَ اللهِ؟!

أَرَأَيْتُمْ ، كَيْفَ اعْتَصَمَ الإمَامُ باللهِ ، فَقَدْ تَمَسَّكَ بِهِ ، وَأَلْجَأَ جَمِيعَ شُؤُونِهِ وَأُمُورِهِ إلَيْهِ؟

حَقّاً ، هَذَا هُوَ جَوْهَرُ الإيمَانِ ، الذي انطَبَعَ في قُلُوبِ إَئِمةِ أَهْلِ البَيْتِعليهم‌السلام ، فَكَأَنوا مَعْدَنِهُ وَحَقِيقَتَهُ.

٩ ـ دعاؤه في الوقاية من طوارق الزمن

وكان الامام الصادقعليه‌السلام ، يحتجب بهذا الدعاء ، من طوارق الزمن وشرور الاعداء ، وهذا نصه بعد البسملة :

« وَإذا قَرأْتَ القُرْآنَ ، جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ

__________________

١ ـ منهج الدعوات ( ص ٢٦٥ ـ ٢٦٧ ).

٩٠

حِجَاباً مَسْتُوراً ، وَجَعَلْنا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ، وَفي آذَانِهِمْ وَقْراً ، وَإذَا ذَكَرْتَ رَبِّكَ في القُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوا على أَدْبَارِهِمْ نُفوُراً.

اللّهُمَّ ، إني أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الذي بِهِ تُحْيِيِ وَتُميتُ ، وَتَزْرُقُ وَتُعْطيِ ، يا ذَا الجَلَالِ وَالإكْرَامِ ، اللّهُمَّ ، مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ مِنْ جَمِيَعِ خَلْقِكَ ، فَأَعْمِ عَنَّا عَيْنَهُ ، وَأَصْمِمْ عَنَّا سَمْعَهُ ، وَأَشْغِلْ عَنَّا قَلبَهُ ، وَاغْلُلْ عَنَّا يَدَهُ ، وَأَصْرِفْ عَنَّا كَيْدَهُ ، وَخُذْهُ مِنْ بَينَ يَدَيْهِ ، وَمِنْ خَلْفِهِ ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ، وَمِنْ تَحْتِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ ، يا ذا الجَلالِ وَالإِكرامِ »

وعلق الامام الصادقعليه‌السلام على هذا الدعاء فقال إنه دعاء الحجاب من جميع الاعداء(١) .

__________________

١ ـ منهج الدعوات ( ص ٢٦٥ ).

٩١
٩٢

القسم الثالث

من أدعيته في الايام المباركة

٩٣
٩٤

إعتنى الامام الصادقعليه‌السلام ، عناية بالغة ، بالايام المباركة ، في الاسلام فكان يحييها بالعبادة ، وبالابتهال ، والدعاء ، إلى الله تعالى ، وقد اثرت عنه فيها مجموعة من الادعية ، كان من بينها ما يلي :

١ ـ دعاؤه في يوم الجمعة

أما يوم الجمعة ، فهو من أفضل الايام ، وأجلها شأنا ، ففيه تقام صلاة الجمعة ، التي هي من أهم العبادات في الاسلام ، وذلك لما لها من الاثر الايجابي في يقظة المسلمين ، وتنمية وعيهم ، وتطوير حياتهم السياسية ، والاجتماعية ، وذلك لما يلقيه إمام الجمعة ، من الخطب قبل الصلاة ، وهو ملزم بأن يوصي الناس بتقوى الله وطاعته ، ويعرض لما أهمهم من الاحداث ، والشؤون الاجتماعية.

وعلى أي حال ، فإن الامام الصادقعليه‌السلام ، كان يستقبل يوم الجمعة بذكر الله تعالى ، وبالدعاء ، وكان مما يدعو به هذا الدعاء الجليل ، وكان يسقبل القبلة قائما في حال دعائه ، وهذا نصه :

يا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمُهُ العِبَادُ ، وَيا مَنْ يَقْبَلُ مَنْ لا تَقْبَلُهُ البِلادُ ، وَيا مَنْ لا يَحتَقِرُ أَهْلَ الحَاجَةِ إليْهِ ، ويا مَنْ لا يُخِيبُ المُلِحِّينَ عَلَيْهِ ، ويا

٩٥

مَنْ لا يَجُبَهُ بِالرَدِّ ، أَهْلَ الدَّالَةِ عَلَيْهِ ، وَيا مَنْ يَجْتَبي صَغِيرَ ما يُتْحَفُ بِهِ وَيْشكُر يسير ما يُعمل له ، ويا من يُشْكَرُ بالقليل ، ويجازي بالجليل ، ويا من يُدْنِي مَنْ دَنَا مِنْهُ ، وَيا مَنْ يَدْعُو إلى نَفسِهِ مَنْ أَدْبَرَ عَنهْ ُ، وَيا مَنْ لا يُغَيَّرُ النِّعْمَةَ ، وَلا يُبَادِرُ بِالنَّقْمَةِ ، وَيا مَنْ يُثْمِرُ الحَسَنةَ حَتىَّ يُنْمِيَها ، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ السَيِّئَةِ حَتى يُعْفِيهَا ، إنْصَرَفَتِ الآمَالُ دُونَ مَدَى كَرَمِكَ بِالحَاجَاتِ ، وَامْتَلَأتْ بِفَيْضِ جُودِكَ أَوُعِيَةُ الطَّلَبَاتِ ، وَتَفَتَّحَتْ دُونَ بُلُوغِ نَعْتِكَ الصِفَاتُ ، فَلَكَ العُلُوُّ الَأعْلَى ، فَوْقَ كُلِّ عَالٍ ، وَالجَلالُ الأمْجَدُ ، فَوْقَ كُلِّ جَلالٍ ، كُلُّ جَلالٍ عِنْدَكَ صَغِيرٌ ، وَكُلُّ شَرِيفٍ في جَنْبِ شَرَفِكَ حَقِيرٌ ، خَابَ الوَافِدُونَ على غَيْرِكَ ، وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إلاَّ لَكَ ، وَضَاعَ المُلِمُّونَ إلاَّ بِكَ ، وَأَجْدَبَ المُنْتَجِعُونَ إلاَّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ ، بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِينَ ، وَجُودُكَ مُبَاحٌ لِلسَّائِلينَ ، وَإغَاثَتُكَ قَرِيبَةُ مِنَ المُسْتَغِيثِينَ ، لا يَخِيبُ مِنْكَ الآمِلُونَ ، ولا يَيَأسُ مِنْ عَطَائِكَ المُتَعَرِّضُونَ ، ولا يَشْقى بِنَقْمَتِكَ المُسْتَغْفِروٌنَ ، رِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ ، وَحِلْمُكَ مُتَعَرِّضٌ لِمَنْ نَاوَأكَ ، عَادَتُكَ الإحْسَانُ إلى المُسْيئِينَ وَسُنَّتُكَ الإِبْقَاءُ على المُعْتَدِينَ ، حَتىَّ لَقْد غَرَّتْهُمْ أَنَاتُكَ عَنِ الرُجُوعِ ، وَصَدَّهُمْ إمْهَالُكَ عَنِ النُّزُوعِ ، وَإنَّما تَأَنَّيْتَ بِهِمْ لِيَفِيئوا إلى أَمْرِكَ ، وَأَمْهَلْتَهُمْ ثِقَةً بِدَوَامِ مُلْكِكَ ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلَ السَّعَادَةِ خَتَمْتَ لَهُ بِهَا ، وَمَنْ كَانَ مِنَ أَهْلَ الشَّقَاوَةِ خَذَلْتَهُ بِهَا ، كُلُّهُمْ صَائِروُنَ إلى حُكْمِكَ ، وَأُمُورُهُم آيلِةٌ إلى أَمْرِكَ ، لَمْ يَهُنْ على طُولِ مُدتِهِمْ سُلْطَانُكَ ، وَلَمْ يُدْحَضْ لِتَرْكِ مُعَاجَلَتِهِمْ بُرْهَانُكَ ، حُجَّتُكَ قَائِمَةٌ لا تُدْحَضُ ، وَسُلْطَانُكَ ثَابِتٌ لا يَزولُ ، فَالوَيْلُ الدَّائِمُ لِمَنْ جَنَحَ عَنْكَ ، وَالخَيْبَةُ الخَاذِلَةُ لِمَنْ خَابَ مِنْكَ ، وَالشَّقَاءُ الَأشْقَى لِمَنْ اغْتَرَّ بِكَ ، ما أَكْثَرَ تَصَرُّفَهُ في عَذَابِكَ ، وما أَطْوَلَ تَرَدُّدَهُ في عِقَابِكَ ، وَما أَبْعَدَ

٩٦

غَايَتَهُ مِنَ الفَرَجِ ، وما اقْنَطَهُ مِنْ سُهُولَةِ المَخْرَجِ ، عَدْلاً مِنْ قَضَائِكَ لا تَجوُرُ فِيِهِ ، وَإنصَافاً مِنْ حُكْمِكَ لا تَحِيفُ عَلَيهِ ، فَقَد ظَاهَرْتَ الحُجَجَ ، وَأَبْلَيْتَ اَلإِعْذَارَ ، وَقَدْ تَقَدَّمْتَ بِالوَعِيدِ ، وَتَلَطَّفْتَ في التَّرْغِيبِ ، وَضَرَبْتَ الأمْثَالَ ، وَأَطَلْتَ اَلإمْهَالَ ، وَأَخرْتَ ، وَأَنْتَ مُسْتَطِيعٌ بِالمُعَاجَلَةِ ، وَتَأَنَّيْتَ وَأَنْتَ مَليءٌ بِالمُبَادَرَةِ ، وَلَمْ تَكُنْ أناتُكَ عَجْزاً ، ولا إمْهَالُكَ وَهْناً ، وَلا إمْسَاكُكَ غَفْلَةً ، وَلا انْتِظَارُكَ مَدَارَاةً ، بَلْ لِتَكُونَ حُجَتُكَ أبْلَغَ ، وَكَرَمُكَ اَكْمَلَ ، وَإحْسَانُكَ أَوْفَى ، وَنِعْمَتُكَ أَتَمَ ، كُلُّ ذلِكَ ، كَاَنَ ؛ وَلَمْ تَزَلْ ، وَهُوَ كَائِنٌ ، وَلا تَزَالُ ، وَحُجَّتُكَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ تُوصَفَ بِكُلِّهَا ، وَمَجْدُكَ أَرفَعُ مِنْ أَنْ يُحَدَّ بِكُنْهِهِ ، وَنِعْمَتُكَ أكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى بِأَسْرِها ، وَإحْسَانُكَ أكْثَرُ ، مِنْ أَنْ تُشْكَرَ على أَقَلِهِ ، وَقَدْ قَصُرَ بي السُّكُوتُ ، عَنْ تَحْمِيدِكَ ، وَفَهَهَني الإمْسَاكُ عَنْ تَمْجِيدِكَ ، وَقُصَارَى الأقْرَارِ بِالحُسُورِ ، لا رَغْبَةَ يا إلهي ، بَلْ عَجْزاً ، فَهَا أَنا ذَا أَرومُكَ بِالوِفَادَةِ ، وَأَسأَلُكَ حُسْنَ الرِفَادَةِ ، فَصَلِّ على مُحَمَدً وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاسْمَعْ نَجْوَايَ وَاسْتَجِبْ دُعَائِي ، وَلا تَخْتُمْ يَوْمي بِخَيْبَتِي ، وَلا تَجْبَهْني بالرَدِّ في مَسْأَلَتَي ، وَأَكْرِمْ مِنْ عِنْدَكَ مُنْصَرَفي ، وَإلَيْكَ مُنْقَلَبي ، إنَّكَ غَيْرُ ضَائِقٍ بِمَا تُرِيدُ ، وَلا عَاجِزٌ عَمَّا تُسْأَلُ ، وَأَنْتَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ »(١) .

لقد أخلص الامام الصادقعليه‌السلام ، في دعائه لله تعالى ، كأعظم ما يكون الاخلاص ، فقد دعاه بقلب متفتح بنور التوحيد ، وناجاه بعقل مشرق بنور الايمان ، وقد حفل دعاؤه ، بجميع آداب الدعاء ، من الخضوع والتذلل ، والانقياد إلى الله تعالى.

__________________

١ ـ المصباح ( ص ٤٣٣ ـ ٤٣٤ ).

٩٧

لقد أشاع الامام الادقعليه‌السلام ، بأدعيته روح التقوى والطاعة لله بين المسلمين ، فقد أرشدهم إلى الاعتصام بالله الذي بيده جميع مجريات الاحداث والامور.

٢ ـ دعاؤه في يوم المباهلة

من الايام الخالدة في دنيا الاسلام ، يوم المباهلة ، وهو اليوم الذي خفت فيه الطلائع العلمية والدينية ، من النصارى ، إلى الرسول الاعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لتباهله أمام الله تعالى ، على أن ينصر المحق ، ويهلك المبطل منهما :

وتطلعت النصارى ، والجماهير الحاشدة من المسلمين ، إلى من يخرج مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للمباهلة ، وباتفاق المؤرخين أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخرج معه خيرة أهل الارض ، وأعزهم عند الله ، وهم : وصيه ، وبابا مدينة علمه ، وبضعته الطاهرة سيدة نساء العالمين ، فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، وسيدا شباب أهل الجنة ، الامامان : الحسن والحسينعليهما‌السلام ، ولم يخرج معه صنو أبيه العباس بن عبدالمطلب ، ولا إحدى السيدات من نسائه ، ولا أحد من خيرة أصحابه ، من المهاجرين والانصار ، فقد اقتصر على أهل بيت العصمة ، ومعدن الفضل والكرامة ،

واضطرب المسيحيون ، حينما رأوا تلك الوجوه المشرقة ، وأيقنوا بالهلاك ، والدمار ، إن باهلوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وصاح بعضهم : « إني أرى مع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجوها ، لو سئل الله بها أن يزيل جبلا عن محله لازاله »

__________________

١ ـ اللمعة الدمشقية ١ / ٣١٦ وجاء فيه ان يوم المباهلة هو اليوم الرابع والعشرون من ذي الحجة وقيل يوم الخامس والعشرين من ذي الحجة.

٩٨

وانسحبوا عن المباهلة ، واستجابوا لما أملاه عليهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من شروط ، ولهذا اليوم العظيم ، شأن كبير ، في الاسلام فيستحب الغسل فيه وإحياؤه بالعبادة والدعاء ، وكان الامام الصادقعليه‌السلام يدعو فيه بهذا الدعاء الجليل :

الّلهُمَّ ، إنِّي أسْألُكَ مِنْ بَهَائِكَ بِأَبْهَاهُ ، وَكُلِّ بَهَائِكَ بَهيُّ ، الّلُهّم ، إني أَسْأَلُكَ بِبَهَائِكَ كُلِّهْ ، الّلهُمّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ جَلالِكَ بِأَجَلِّهِ ، وَكُلُّ جَلالِكَ جَلِيلٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِجَلالِكَ كُلِّهْ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ جَمَالِكَ بِأَجْمَلِهِ ، وَكُلُّ جَمَالِكَ جَمِيلٌ ، اللّهُمَّ إني أسْأَلُكَ بِجَمَالِكَ كُلِّهْ ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ عَظَمَتِكَ بِأَعْظَمِهَا ، وَكُلُّ عَظَمَتِكَ عَظِيمَةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِعَظَمَتِكَ كُلِّهَا ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ نُورِكَ بِأَنْوَرِهِ وَكُلُّ نُورِكَ نَيِّرٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِأَوْسَعِهَا ، وَكُلُّ رَحْمَتِكَ وَاسِعَةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ برَحْمَتِكَ كُلِّها ، اللّهُمَّ إني أدْعُوكَ كَمَا أمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ كَمَالِكَ بِأَكْمَلِهِ ، وَكُلُّ كَمَالِكَ كَامِلٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِكَمَالِكَ كُلَّهِ ، اللّهُمَّ إني أسْأَلُكَ مِنْ كَلِمَاتِكَ بِأَتَمِّهَا وَكُلُّ كَلِمَاتِكَ تَامَّةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِكَلِمَاتِكَ كُلِّهَا ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ أسْمَائِكَ بِأَكْبَرِها ، وَكُلٌّ أَسْمَائِكَ كَبِيرَةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِأَسْمَاِئَك كُلِّهَا ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاْسَتِجْب لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ عِزَّتِكَ بِأعَزَّهَا وَكُلُّ عِزَّتِكَ عَزيزَةُ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ كُلِّهَا ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ مَشيئَتِكَ بِأَمْضَاهَا وَكُلُّ مَشِيئَتِكَ مَاضِيَةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِمْشيِئَتِكَ كُلِّها ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ التي اسْتَطَلْت بِها على كُلِّ شَيءٍ ، وَكُلُّ قُدْرَتِكَ مُسْتَطيلَةٌ ، اللّهُمَّ

٩٩

إني أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ كُلِّها ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجبْ لي كِمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ عِلْمِكَ بِأَنْفَذِهِ وَكُلُّ عِلْمِكَ نَافِذٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ قَوْلِكَ بِأَرْضَاهُ وَكُلُّ قَوْلِكَ رَضِيٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِقُوْلِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ مَسَائِلِكَ بِأحَبِّهَا وَكُلُّهَا إلَيْكَ حَبِيبَةٍ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِمَسَائِلِكَ كُلِّهَا ، اللّهُمَّ إني أَدْعوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ شَرَفِكَ بِأَشْرَفِهِ وَكْلُّ شَرَفِكَ شَرِيفٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِشَرَفِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ سُلْطانِكَ بِأَدْوَمِهِ وَكُلُّ سُلْطَانِكَ دَائِمٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِسُلْطَانِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ مِلْكُكَ بِأَفْخَرِهِ ، وَكُلُّ مُلْكِكَ فَاخِرٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِمُلْكِِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ عَلَائِكَ بِأَعلَاهُ ، وَكُلِّ عَلائِكَ عَالٍ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِعَلائِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ آيَاتِكَ بِأعْجَبِهَا وَكُلِّ آياتِكَ عَجِيبَةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بآيَاتِكَ كُلِّها ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ مَنِّكَ بِأَقْدَمِهِ وَكُلُّ مِنِّكَ قَدِيمٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِمَنِّكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِما أَنْتَ فِيهِ مِنَ الشَأْنِ وَالجَبَروُتِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِكُلِّ شَأنٍ وكلِ جَبَروُتٍ.

اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِمَا تُجِيبُني حِينَ أَسْأَلُكَ ، يا اللهُ ، يا لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، أَسْأَلُكَ بِبَهَاءِ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، يالا إلهَ إلاَّ أَنْتَ أَسْأَلُكَ ، بِجَلَالِ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ أَسْأَلُكَ ، بِلا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني ، فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ بِأَعَمِّهِ وَكُلُّ رِزْقِكَ عَامِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِرِزْقِكَ كُلَّهُ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ عَطَائِكَ بِأَهْنَئِهِ

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294