نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار11%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 507

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 507 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 300878 / تحميل: 8143
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

ب - تحقيق حول الموضوعات لابن الجوزي

وألف الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي كتاب الموضوعات ولكن كم من حديث صحيح أو غير موضوع أدرجه في هذا الكتاب وهذا ما نص عليه جماعة كبيرة من الأكابر

قال ابن الصلاح: « ولقد أكثر الذي جمع في هذا العصر الموضوعات في نحو مجلدين، فأودع فيها كثيراً مما لا دليل على وضعه، وانما حقه أن يذكر في مطلق الأحاديث الضعيفة ».

وقال ابن جماعة الكناني: « وصنف الشيخ ابو الفرج ابن الجوزي كتابه في الموضوعات فذكر كثيراً من الضعيف الذي لا دليل على وضعه ».

وقال الطيبي: « وقد صنف ابن الجوزي في الموضوعات مجلدات قال ابن الصلاح: أودع فيها كثيراً مما لا دليل على وضعه ».

وقال ابن كثير: « ادخل فيه ما ليس منه، واخرج عنه ما كان يلزمه ذكره فسقط عليه ولم يهتد اليه ».

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري بعد اثبات حديث سدوا الأبواب الا باب علي:

« وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات وأخطأ في ذلك خطأ شنيعاً، فانه سلك رد الأحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة ».

وقال في القول المسدد بعد الحديث المذكور: « قول ابن الجوزي في هذا الحديث: انه باطل وانه موضوع. دعوى لم يستدل عليها الا بمخالفة الحديث الذي في الصحيحين. وهذا اقدام على رد الأحاديث الصحيحة بمجرد التوهم ».

وقال السخاوي: « ربما أدرج فيها الحسن والصحيح مما هو في أحد الصحيحين فضلا عن غيرهما ولذا انتقد العلماء صنيعه ».

وقال السيوطي: أكثر فيه من إخراج الضعيف الذي لم ينحط الى رتبة الوضع، بل ومن الحسن ومن الصحيح ».

١٠١

وقال محمد بن يوسف الشامي: « قد نص ابن الصلاح في علوم الحديث وسائر من تبعه على ان ابن الجوزي تسامح في كتابه الموضوعات ».

ج - كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة

أثبت السيدرحمه‌الله صحة نسبة كتاب ( الامامة والسياسة ) الى ( ابن قتيبة ) بنقل جماعة من مشاهير القوم عن الكتاب المذكور قائلين: وفي الامامة والسياسة لابي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة. أو: قال ابو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب الامامة والسياسة، ومنهم:

عمر بن فهد المكي في كتاب اتحاف الورى بأخبار أم القرى.

وعز الدين عبد العزيز بن عمر بن فهد المكي في غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام.

وتقي الدين محمد بن احمد بن علي الفاسي في العقد الثمين في أخبار البلد الامين.

وأبو الحجاج يوسف بن محمد البلوى في كتاب ألف باء.

ومحمد محبوب العالم في تفسيره المشهور بتفسير شاهي، الذي اعتمد عليه صاحب التحفة ومن تبعه.

د - كتاب سر العالمين للغزالى

ونقل السيد في قسم حديث الغدير كلاماً لابي حامد الغزالي في الحديث المذكور عن كتابه ( سر العالمين ).

ثم أورد نص الكلام عن كتاب ( تذكرة الخواص الامة ) لسبط ابن الجوزي حيث نقله عن سر العالمين للغزالي وبذلك أثبت كون الكتاب للغزالي وأن الكلام المذكور هو للغزالي في سر العالمين.

ثم أضاف الى ذلك ما جاء في ( ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي )

١٠٢

بترجمة الحسن بن الصباح، حيث قال: « قال أبو حامد الغزالي في كتاب سر العالمين: شاهدت قصة الحسن بن الصباح ».

فيكون الكتاب المذكور لابي حامد الغزالي قطعاً.

٨ - تحقيق حول انتشار العلوم في البلاد الإسلامية

لقد زعم ابن تيمية في كلام له في القدح في حديث « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » أن العلوم انتشرت في البلاد الإسلامية من غير عليّعليه‌السلام قال: « فان جميع مدائن الإسلام بلغهم العلم عن الرسول من غير علي، أما أهل المدينة ومكة فالأمر فيهم ظاهر، وكذلك الشام والبصرة، فان هؤلاء لم يكونوا يروون عن علي الا شيئاً قليلا، وانما كان غالب علمه في الكوفة. ومع هذا فأهل الكوفة كانوا تعلموا القرآن والسنة قبل ان يتولى عثمان فضلا عن علي وفقهاء أهل المدينة تعلموا الدين في خلافة عمر. وتعليم معاذ بن جبل لأهل اليمن ومقامه فيهم اكثر من علي، ولهذا روى أهل اليمن عن معاذ بن جبل اكثر مما رووا عن علي. وشريح وغيره من أكابر التابعين انما تفقهوا على معاذ بن جبل. ولما قدم علي الكوفة كان شريح فيها قاضياً، وهو وعبيدة السلماني تفقها على غيره. فانتشر علم الإسلام في المدائن قبل أن يقدم علي الكوفة ».

فانبرى السيد للرد على هذه الدعوى محققاً لهذا الموضوع تحقيقاً شاملا ومثبتاً لانتشار علوم الإسلام في البلاد الإسلامية بواسطة باب مدينة العلم وأمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، فقال في الجواب ما ملخصه:

اما المدينة المنورة فقد قضى فيها الامام الشطر الأعظم من حياته المباركة وعمره الشريف، وقد كان فيها المرجع الوحيد لكبار الصحابة في المسائل والمعضلات وهذه حقيقة اعترف بها أعلام الحفاظ قال النووي: « وسؤال كبار الصحابة له ورجوعهم الى فتاواه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات مشهور ».

١٠٣

وأما مكة المكرمة فقد عاش فيها الامام منذ ولادته حتى الهجرة، وسافر إليها بعد الاستيطان بالمدينة مرات عديدة، ولا ريب في أخذ أهل مكة العلم منه في خلال هذه المدة.

على أن تلميذه الخاص - وهو عبد الله بن العباس - كان بمكة مدة مدية ينشر العلم، ويفسر القرآن، ويعلم المناسك، ويدرس الفقه:

قال الذهبي بترجمته من ( تذكرة الحفاظ ): « الأعمش عن أبي وائل قال: استعمل علي ابن عباس على الحج فخطب يومئذ خطبة لو سمعها الترك والروم لأسلموا، ثم قرأ عليهم سورة النور فجعل يفسرها ».

وفي ( طبقات ابن سعد ) عن عائشة: « انها نظرت الى ابن عباس ومعه الخلق ليالي الحج وهو يسأل عن المناسك. فقالت: هو اعلم من بقي بالمناسك ».

وفي ( الاستيعاب ) بترجمته: « روينا ان عبد الله بن صفوان مرّ يوماً بدار عبد الله بن عباس بمكة فرأى فيها جماعة من طالبي الفقه ».

وقد اعترف ابن تيمية نفسه بهذه الحقيقة ففي ( الإتقان للسيوطي ): « قال ابن تيمية: اعلم الناس بالتفسير أهل مكة لأنهم اصحاب ابن عباس رضي الله عنهما كمجاهد وعطاء بن ابى رباح وعكرمة مولى ابن عباس وسعيد بن جبير وطاوس وغيرهم ».

وأما الشام: فقد انتشر العلم فيه عن أبي الدرداء، وهو تلميذ عبد الله بن مسعود، وابن مسعود من تلامذة الامام، فانتهى اليهعليه‌السلام علم أهل الشام روى الحافظ محب الدين الطبري في ( الرياض النضرة ): « عن أبي الزعراء عن عبد الله قال: علماء الأرض ثلاثة: عالم بالشام وعالم بالحجاز وعالم بالعراق فأما عالم أهل الشام فهو أبو الدرداء، وأما عالم أهل الحجاز فعلي بن ابى طالب، وأما عالم اهل العراق فأخ لكم. وعالم اهل الشام وعالم اهل العراق يحتاجان الى عالم أهل الحجاز، وعالم أهل الحجاز لا يحتاج إليهما. أخرجه الحضرمي ».

١٠٤

وأما البصرة فقد ورد إليها الامامعليه‌السلام بنفسه وتلك خطبه ومواعظه فيها مدونة في كتب التاريخ.

وأيضاً فقد أخذ أهل البصرة وتفقهوا على ابن عباس حيث كان والياً على البصرة من قبل الامام، وهو من أشهر تلاميذه وملازميه بلا كلام ...قال الحافظ ابن حجر في ( الاصابة ): « ان ابن عباس كان يعشى الناس في رمضان وهو أمير البصرة، فما ينقضي الشهر حتى يفقههم ».

وأماالكوفة فقد تعلم أهلها القرآن والسنة منهعليه‌السلام مباشرة مدة بقائه بها ولو كانوا قد تعلموا شيئاً من ذلك قبل وروده إليها فمن عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر وهما من تلامذته عليه الصلاة والسلام.

وأمااليمن فقد روى الكل أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد بعثه الى اليمن قاضياً - والقضاء هو الفقه، فهو أفقه الامة لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما رواه الفريقان: أقضاكم عليّ - فهو الذي فقه أهل اليمن وعلمهم، و قد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين بعثه: « اللهم اهد قلبه وثبت لسانه » فهذا بعث عليّعليه‌السلام الى اليمن، وهذا شأنه في العلم والفقه فانتشر العلم في تلك البلاد عنهعليه‌السلام .

واما معاذ فقد بعثه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى طائفة من اليمن « ليجبره » بعد أن « اغلق ما له من الدين فباع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما له كله في دينه حتى قام معاذ بغير شيء » رواه الحافظ ابن عبد البر في ( الاستيعاب ). وهذا بعث معاذ الى طائفة من اليمن. وأما شأنه في العلم والفقه فلا يقاس بالإمامعليه‌السلام - كما لا يقاس به غيره - بل في نفس خبر بعثه الى اليمن ما يدل على فسقه أو جهله بأدنى الاحكام الشرعية فراجع الاستيعاب وغيره.

وبهذا عرفت انه قد انتشر علم الإسلام في جميع المدائن عن عليّعليه‌السلام .

١٠٥

٩ - تحقيق حول سلاسل الصوفية

( الى من تنتهي؟ عليّ أو أبى بكر؟ ) اعترف عبد العزيز الدهلوي بانتهاء سلاسل الصوفية الى الامام عليّ المرتضىعليه‌السلام وأنكر ذلك والده الدهلوي تبعاً لابن تيمية الحراني.

وقد انتصر المولوي حسن زمان صاحب كتاب ( القول المستحسن في فخر الحسن ) للحق، فرد على ابن تيمية الرد القاطع وأثبت انتهاء سلاسل الصوفية ورجال الطريقة الى سيد الأولياء أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.

وان شئت تفصيل ذلك فراجع قسم حديث التشبيه من كتاب ( عبقات الأنوار ).

الباب الخامس

( كتاب عبقات الأنوار )

١ - في سبيل التأليف

ان إخراج كتاب مثل « عبقات الأنوار » الى عالم الوجود يتطلب بذل جميع الطاقات بشتى أشكالها في سبيل توفير المصادر الاصلية للبحوث، ثم استخراج المواضيع المطلوبة وتنسيقها فان هذين العنصرين أهم العناصر المتوقف عليها انجاز هذه المهمة.

وبالفعل فان السيد المؤلف لم يدخر شيئاً مما كان بوسعه، فلم يأل جهداً في طريق تحصيل المصادر اللازمة، من مختلف المكتبات العامة والخاصة، في داخل الهند وخارجه.

فمن المصادر ما كان في مكتبة والده الموقوفة، مثل كتاب ( زاد المسير للسيوطي ). ومن هنا يعلم أن والده العلامة السيد محمد قلي هو المؤسس الاول لمكتبة الاسرة المعروفة ب- ( المكتبة الناصرية ) التي سنتحدث عنها.

ومنها: ما اشتراه في بعض أسفاره، مثل ( كتاب ألف باء في

١٠٦

المحاضرات للبلوي ) قال: اشتريته من ( الحديدة ) ونسخة من كتاب ( تهذيب الكمال للمزي ) نسخت من خط المزي وقرئت عليه، قال: اشتريتها في ( الحديدة ) يوم الأربعاء ٨ محرم سنة ١٢٨٣ لدى رجوعي من الحج.

ومنها: ما أرسل اليه من البلاد المختلفة بطلب منه، ( كالاربعين في فضائل أمير المؤمنين لابي عبد الله محمد بن مسلم بن أبي الفوارس الرازي ) قال: حصلت عليه بعد جهد بذله بعض العلماء الاعلام أدامهم الله المنعام. و ( استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف للمزي ) قال: نسخة عتيقة حصلت عليها بسعي من أحد العلماء.

ومنها: ما رآه واستفاد منه في المكتبات العامة وغيرها في بعض أسفاره ففي الحجاز استفاد من مكتبة الحرم النبوي الشريف من عدة من الكتب ( كالنور السافر عن أخبار القرن العاشر للعيدروس ) قال: هي نسخة الأصل، وعليها خط المصنف وتصحيحه، رآها ونقل منها، ثم ذكر أنه قد حصل على نسخة عتيقة منه بعد سعي كثير وكتاب ( سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر للمرادي ).

ومن مكتبة الحرم المكي الشريف كتاب ( عجالة الراكب وبلغة الطالب لعبد الغفار بن ابراهيم العلوي ) و ( كنز البراهين الكسبية والأسرار الوهبية الغيبية لشيخ بن علي الجفري باعلوي ) قال: وهو مطبوع بمصر. و ( الاعلام بأعلام بيت الله الحرام ) قال: رأيته في الهند أيضاً، وهو مطبوع بلندن. و ( رسالة الأسانيد للشيخ أحمد النخلي ) وذكر أنه قد حصل على نسخة منه بعد ذلك.

وفي العراق حصل على كتب منها ( المجالس لابي الليث نصر بن محمد ) وكتاب ( كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب للكنجي الشافعي ) و ( التبر المذاب في بيان ترتيب الاصحاب لأحمد بن محمد الحافي الحسيني الشافعي ) و ( الرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبي وعترته الطاهرة للمطيري ) رآه في النجف الأشرف سنة ١٢٨٣.

١٠٧

ومنها: ما وقف عليه في بعض المكتبات الخاصة ومن له أقل إلمام بنفسيات أصحاب المكتبات الخاصة يعلم مدى صعوبة الاستفادة من كتب المكتبات الخاصة، لا سيما إذا كان صاحبها من المخالفين وهناك قضايا نادرة تنقل حول كيفية أستاذة السيّد المؤلف من هذه المكتبات.

فهذا طرف من متاعبه وجهوده في سبيل تحصيل مصادر كتابه.

وأما ما تحملهرحمه‌الله في سبيل استخراج مطالبه من المصادر، وتأليف كتابه وكتابته فلسنا مبالغين ان قلنا بأنه قد ضحى بنفسه الشريفة في هذا السبيل فقد كتب بيده اليمنى حتى عجزت عن الكتابة، فأضحى يكتب باليسرى، وكان إذا تعب من الجلوس اضطجع وكتب، وإذا تعب استلقى على ظهره ووضع الكتاب على صدره وأملى.

لقد كان هذا دأبه ليلاً ونهاراً ولا يقوم عن مقامه الا لحاجة ملحة، ولا يأكل ولا ينام الا بقدر الضرورة وحتى العبادات والاعمال الشرعية لم يعمل الا بالفرائض منها الى أن مرض فلم يتمكن الا من الاملاء ولم يتركه حتى آخر لحظة من حياته.

وقد حكى لنا آية الله السيد شهاب الدين النجفي المرعشي دام ظله نقلا عن السيد ناصر حسين أنه لما وضع السيد على المغتسل لوحظ أثر عميق على شكل خط افقى على صدره الشريف كان موضع الكتاب الذي اعتاد على وضعه على صدره للاملاء.

٢ - أثر الكتاب

أ - في أوساط الهند

ان الغرض من تأليف هذا الكتاب هو الرّد على كتاب ( التحفة الاثنا عشرية ) الذي ألفه ( المولوي عبد العزيز الدهلوي )، محاولة منه للحيلولة دون تطور المذهب الشيعي، وفي ظروف قام الشيعة فيها بالنشاط الفكري من جديد في بلاد الهند، وأسسوا فيها مراكز علمية جعلوها منطلقاً لترويج

١٠٨

مذهبهم ونشر عقائدهم حتى كادت تتشيع سائر الفرق.

وكتاب التحفة - وان كان في الأغلب تكراراً لما قاله أبناء تيمية وحجر وروزبهان وكثير والجوزي والفخر الرازي وغيرهم من متعصبي أهل السنة السابقين، في مؤلفاتهم التي رد عليها علماء الشيعة المعاصرون لهم أو المتأخرون عنهم الا أن من الطبيعي أن يحدث فتنة عظيمة بين المسلمين في تلك الأقطار، وأن يحسب العوام والجهلة من أهل السنة أن قد نجح هذا الكتاب في الهدف الذي لأجله ألف، وهو الصد عن تقدم المذهب الشيعي.

لكن الشيعة كانوا ينتظرون بفارغ الصبر وبقلوب مطمئنة صدور الرد بل الردود العديدة عليه من قبل فطاحل العلماء الذين قيضهم الله عز وجل للذب عن الدين الحنيف والدفاع عن المذهب الحق.

حتى انبرى له جماعة من فحول الطائفة - سيأتي ذكر أسمائهم - وكتبوا ردودهم عليه لا سيما الباب السابع منه المتعلق بمباحث الامامة والخلافة.

وان من يقف على كتاب ( عبقات الأنوار ) الذي ألف في النصف الثاني من القرن الثالث عشر يمكنه - بسهولة - تقدير الأثر الذي تركه هذا الكتاب في زمن صدوره وانتشاره في الاوساط العلمية وغيرها من بلاد الهند.

لقد شفى هذا الكتاب غليل الشيعة، ورفع رءوسهم، وأثلج صدورهم، فكان برهاناً لامعاً لاعلان الحق، والدعوة الى سبيل الله، وتبليغ رسالاته، وسيفاً قاطعاً على الأعداء والخصوم وأصبح نبراساً يضيء طريق الحق للسائرين ورائداً لمن جاء بعده من الباحثين وان في ما ذكرناه في ( الدراسات ) في الدلالة على ما قلناه كفاية والحمد لله رب العالمين.

ب - في الاوساط الأخرى

١٠٩

وقد ترك هذا الكتاب آثاراً بالغة في الاوساط الإسلامية الأخرى

يتجلى ذلك بوضوح لمن يدقق النظر في التقاريظ والرسائل الموجهة الى المؤلف وأسرته وكبار رجالات الطائفة في الهند فقد جاء في رسالة لاية الله المازندراني أنه يهتدي ببركة هذا الكتاب في كل عام جمع كثير وجم غفير من أهل السنة في بغداد ومكة وشام وحلب بالاضافة الى بلاد الهند نفسها.

وفي رسالة للسيد المجدد الشيرازي الحكم بلزوم قراءة هذا الكتاب على كل مسلم، والأمر بوجوب نشره وترويجه بكل طريق ممكن.

وفي رسائل عديدة من جماعة من أعلام علماء الوقت طلب المزيد من نسخ الكتاب لأجل استفادة العلماء والفضلاء منه في الحوزات العلمية، والتأكيد على السيد المؤلف في مواصلة العمل لأجل انجاز بقية مجلدات الكتاب.

ومن هنا فقد صدر الحكم من آية الله الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري الى مقلديه في الهند بالمبادرة في أسرع وقت الى طبع أجزاء الكتاب بمجرد خروجها من السواد الى البياض، وأن من الواجب المحتم عليهم أن يضعوا كافة قدراتهم المالية وغيرها تحت تصرف السيد ممتثلين جميع أوامره

٣ - تقاريظ الكتاب

ولما وصل كتاب ( عبقات الأنوار ) الى الأقطار الإسلامية كالعراق وايران واطلع عليه كبار الفقهاء، ووقف عليه رجالات الحديث والكلام، والعلماء في مختلف العلوم الإسلامية أكبروه غاية الإكبار، وأثنوا عليه وعلى مؤلفه الثناء البالغ والمدح العظيم، وأرسلوا الى السيد المؤلف رسائل التقريظ والتبجيل شاكرين الله تعالى على هذه النعمة، ومعبرين عن غاية سرورهم واعتزازهم بهذه الموهبة.

وقد جمعت نصوص لك التقاريظ في كتاب سمي بـ ( سواطع الأنوار

١١٠

في تقريظات عبقات الأنوار ) حوى المختار منه(١) ، منها ٢٧ تقريضاً، وهي من كبار فقهاء ومحدثي عصر المؤلف قد وجه بعضها الى المؤلف في حياته وبعضها الآخر الى نجله السيد ناصر حسين ونحن نكتفي هنا بذكر نصوص بعضها:

*(١)*

تقريظ سيد الطائفة في عصره المجدد السيد الميرزا الشيرازي (٢)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أبدع بقدرته على وفق إرادته فطرة الخليفة، وأولى كلا بحسب قابليته ما يليق به من صبغة الحقيقة، فعلم آدم الأسماء، واصطفى أكابر ذريته، وخلص صفوته للبحث عن حقائق الأشياء، والاطلاع على ما في بطون الأنبياء فألهمهم علوم حقائقه، وأعلمهم نوادر دقائقه، وجعلهم مواضع ودائع اسراره وطالع طوالع أنواره، فاستنبطوا وافادوا، واستوضحوا واجادوا، والصلاة والسلام على من حبه خير وأبقى، وآله الذين من تمسك بهم فقد استمسك بالعروة الوثقى.

____________________

(١). طبع في الهند سنة ١٣٥٩. ذكر صاحب كتاب ( علماء معاصرين: ٣٠ ) « أنّ العالم الجليل الشيخ عباس الهندي الشروانى ألّف كتاباً باسم سواطع الأنوار في تقريظات عبقات الأنوار، وأنّى قد طبع مع كتاب زينة الإنشاء بمطبعة بستان مرتضوى ببلدة لكهنو سنة ١٣٠٣ ».

(٢). هو السيد الميرزا محمد حسن الحسيني الشيرازي النجفي، أعظم علماء عصره وأشهرهم وأعلى مراجع الامامية في الأقطار الإسلامية في زمانه، حضر على الشيخ محمد تقى صاحب حاشية المعالم والسيد حسن المدرس والشيخ محمد ابراهيم الكلباسي في أصفهان وفي النجف الأشرف على الشيخ صاحب الجواهر والشيخ الأنصاري والشيخ حسن آل كاشف الغطاء وكان أيام زعامته مقيماً في سامراء المشرفة، وقصة ( التنباك ) وفتواه بتحريمه مشهورة.

ولد سنة ١٢٣٠ وتوفى سنة ١٣١٢ ( اعلام الشيعة ).

١١١

أما بعد: فلم وقفت بتأييد الله تعالى وحسن توفيقه على تصانيف ذي الفضل الغزير، والقدر الخطير، والفاضل النحرير، والفائق التحرير، والرائق التعبير، العديم النظير، المولوي السيد حامد حسين، أيده الله في الدارين وطيب بنشر الفضائل أنفاسه، وأذكى في ظلمات الجهل من نور العلم نبراسه.

رأيت مطالب عالية، تفوق روائح تحقيقها الغالية، عباراتها الوافية دليل الخبرة واشاراتها الشافية محل العبرة، وكيف لا؟ وهي من عيون الأفكار الصافية مخرجة، ومن خلاصة الإخلاص منتجة، هكذا هكذا والا فلا، العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من الأخيار، وفي الحقيقة افتخر كل الافتخار، ومن دوام العزم وكمال الحزم وثبات القدم وصرف الهمم في اثبات حقية أهل بيت الرسالة بأوضح مقالة أغار، فانه نعمة عظمى وموهبة كبرى، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

أسأل الله أن يديمك لإحياء الدين ولحفظ شريعة خاتم النبيين صلوات الله عليه وآله أجمعين.

فليس حياة الدين بالسيف والقنا

فأقلام أهل العلم امضى من السيف

والحمد لله على ان قلمه الشريف ماض نافع، ولا لسنة أهل الخلاف حسام قاطع، وتلك نعمة منّ الله بها عليه، وموهبة ساقها اليه.

واني وان كنت اعلم ان الباطل فاتح فاه من الحنق الا ان الذوات المقدسة لا يبالون في أعلاء كلمة الحق، فأين الخشب المسندة من الجنود المجندة، وأين ظلال الضلالة من البدر الأنور، وظلام الجهالة من الكوكب الأزهر.

أسأل الله ظهور الحق على يديه، وتأييده من لديه، وان يجعله موفقاً منصوراً مظفراً مشكوراً، وجزاه الله عن الإسلام خيراً.

١١٢

والرجاء منه الدعاء مدى الأيام، بحسن العاقبة والختام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حرره الأحقر محمد حسن الحسيني

في ذي الحجة الحرام سنة ١٣٠١

( الختم المبارك )

*(٢)*

تقريظ خاتمة المحدثين الميرزا حسين النوري (١)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خصنا من بين الفرق بالفلج، وأيدنا ما دونهم بأوضح الحجج والصلاة على من اصطفاه لدين قيم غير ذي عوج، وعلى آله الذين نشروا لواء الحق ولو بسفك المهج، وأحضوا على العلم ولو بخوض اللجج، عجل الله لهم النصر والفرج، وصلى الله عليهم ما مدحت الثغور بالبلج، ووصفت الحواجب بالزجج.

وبعد: فان العلم مشرع سلسال، لكن على أرجائه ضلال، وروض مسلوف لكن دونه قلل الجبال، دونهن حتوف، وان من أجل من اقتحم موارده، وارتاد آنسه وشارده، وعاف في طلابه الراحة، ورأى في اجتلاء أنواره مروحة وراحة، حتى فاز منه بالخصل، بل وأدرك الفرع منه والأصل: السيد السديد والركن الشديد، سباح عيالم التحقيق، سياح عوالم التدقيق،

____________________

(١). هو امام أئمة الحديث والرجال في الاعصار المتأخرة، مؤلفاته تربو على العشرين أشهرها وأهمها ( المستدرك ) استدرك فيه على كتاب ( وسائل الشيعة ) وهو أحد المجاميع الثلاثة المتأخرة، في ثلاثة مجلدات كبار تشتمل على زهاء (٢٣٠٠٠) حديث، وقد ختمها بخاتمة ذات فوائد جليلة، وله في بعض مؤلفاته آراء لم يوافقه عليها سائر العلماء.

ولد سنة ١٢٥٤ وتوفى سنة ١٣٢٠ ( أعلام الشيعة ).

١١٣

خادم حديث أهل البيت، ومن لا يشق غباره الاعوجي الكميت، ولا يحكم عليه لو ولا كيت سائق الفضل وقائده وأمير الحديث ورائده، ناشر ألوية الكلام، وعامر أندية الإسلام، منار الشيعة، مدار الشيعة، يافعة المتكلمين، وخاتمة المحدثين، وجه العصابة وثبتها، وسيد الطائفة وثقتها، المعروف بطنطنة الفضل بين ولايتي المشرقين، سيدنا الأجل حامد حسين، لا زالت الرواة تحدث من صحاح مفاخره بالأسانيد مما تواتر من مستفيض فضله المسلسل كل معتبر عال الأسانيد.

ولعمري لقد وفي حق العلم بحق براعته، ونشر حديث الإسلام بصدق لسان يراعته، وبذل من جهده في إقامة الأود وابانة الرشد ما يقصر دونه العيوق فأنى يدرك شأوه المسح السابح السبوق!! فتلك كتبه قد حبت الظلام وجلت الأيام، وزينت الصدور واخجلت المدور، ففيها ( عبقات ) أنوار اليقين و ( استقصاء ) شاف في تقدير نزهة المؤمنين، وظرائف طرف في إيضاح خصائص الإرشاد هي غاية المرام من مقتضب الأركان، وعمدة وافية في ابانة نهج الحق لمسترشد الصراط المستقيم الى عماد الإسلام ونهج الايمان، وصوارم في استيفاء احقاق الحق هي مصائب النواصب، ومنهاج كرامة كم له في اثبات الوصية بولاية الإنصاف من مستدرك مناقب، ولوامع كافية لبصائر الانس في شرح الاخبار، تلوح منها أنوار الملكوت، ورياض مونقة في كفاية الخصام من أنوارها المزرية بالدر النظيم تفوح منها نفحات اللاهوت.

فجزاه الله عن آبائه الأماجد خير ما جزى به ولداً عن والد، وأيد الله اقلامه في رفع الأستار عن وجه الحق والصواب، وأعلى ذكره في الدين ما شهد ببارع فضله القلم والكتاب، وملأت بفضائله صدور المهارق وبطون الدفاتر، ونطقت بمكارمه ألسنة الأقلام، وأفواه المحابر.

آمين آمين لا أرضى بواحدة

حتى أضيف إليها ألف أمينا

وصلى الله على سيدنا محمد والميامين من عترته وسلم تسليماً.

١١٤

كتب بيمناه الدائرة الخاثرة العبد المذنب المسيء حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي.

في ليلة الثاني عشر من شهر الصيام،

في الناحية المقدسة سر من رأى،

سنة ١٣٠٣ حامداً مصلياً

*(٣)*

تقريظ الفقيه الكبير الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري (١) .

« چون متدرجاً مجلدات كتب مؤلفات ومصنفات آن جناب سامي صفات كه عبارت از ( استقصاء الافحام ) و ( عبقات ) بوده باشد در اين صفحات به دست علماء وفضلاى اين عتبات عرش درجات ملحوظ ومشاهد افتاد به اضعاف مضاعف آنچه شنيده مى شد ديده شد( كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) از صفحاتش نمودار( كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) از اوراقش پديدار، از عناوينش( آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ) پيدا، واز مضامينش( هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ ) هويدا، از فصولش عالمى را تاج تشيع واستبصار بر سر نهاده، واز ابوابش بسوى( جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ) بابها گشاده، كلماتش( وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ ) كلامش( أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، مفاهيمش( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) مضامينش در لسان حال اعدا( يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) دلائلش( هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) براهينش

____________________

(١). من كبار الفقهاء ومراجع التقليد، درس في النجف الأشرف ثم انتقل الى كربلاء المقدسة واشتغل بالتدريس والتصنيف حتى توفى في ١٦ ذى القعدة سنة ١٣٠٩ ودفن في الصحن الحسيني الشريف.

١١٥

( كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ) .

براى دفع يأجوج ومأجوج مخالفين دين مبين سدّى است متين، واز جهت قلع وقمع زمره معاندين مذهب وآئين چون تيغ أمير المؤمنين، سيمرغ سريع النقل عقل از طيران بسوى شرف اخبارش عاجز، هماى تيز پاى خيال از وصول بسوى غرف آثارش قاصر. كتبي به اين لياقت ومتانت واتقان تا الآن از بنان تحرير نحريرى سر نزده، وتصنيفي در اثبات حقيّت مذهب وايقان تا اين زمان از بيان تقرير حبر خبيرى صادر وظاهر نگشته.

از عبقاتش رائحه تحقيق وزان، واز استقصايش استقصا بر جميع دلائل قوم عيان، ولله در مؤلفها ومصنفها:

( أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ ) .

*(٤)*

تقريظ سماحة العلامة الحجة الفقيه السيد محمد حسين الشهرستاني (١).

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي نصر الدين المبين بالعلماء الراسخين، ونفى بهم عنه بدع المبتدعين وانتحال المبطلين، وفضل مدادهم على دماء الشهداء في الدين، ولم يخل الأرض منهم في آن ولا حين، والصلاة على سيد العالمين والنبي قبل الماء والطين، وآله الذين هم لمعات أنواره، وعبقات أزهاره، سيما وصيه ومعدن

____________________

(١). من أئمة العلم ومراجع التقليد في كربلاء المقدسة، وقد انتهت اليه الرياسة في التدريس والزعامة في الأمور بعد وفاة أستاذه المحقق الأردكاني، الى أن توفى ليلة الخميس الثالث من شوال سنة ١٣١٥. وخلف آثاراً جليلة تنيف على الثمانين.

١١٦

اسراره، الذي شبهه النبي صلى الله عليه بالأنبياء فكان موجباً لافتخارهم لا لافتخاره، وبعد:

فاني قد نظرت في كتاب عبقات الأنوار في امامة الأئمة الاطهار عليهم صلوات الله وسلامه ما بقي الليل والنهار، للمولى الجليل والعالم النبيل، الذي علا علاه الفرقدين، وسما سناؤه النيرين، المبرأ من كل شين والمحلى بكل زين، مجمع البحرين جامع الفضلين المولوي السيد حامد حسين لا زال محبوراً بكل ما يقربه العين، مشكور السعي في النشأتين، فرأيته كتابا متينا متقنا حاويا للتحقيقات الرشيقة التي يهتز لها الناظر، جامعاً للتدقيقات التي يطرب بها الخاطر كم من عنق من الباطل به مكسور، وكم من عرق للضلالة به مبتور، قد أدحض به أباطيل المبطلين، وأوضح به الحجج والبراهين على الحق المبين وأرغم أنوف المعاندين، فلله دره من فاضل ما أفضله، وعالم ما أكمله، وبارع ما أفهمه ودقيق ما أتقنه، قمع رؤس المشككين بمقامع الحديد، وأذاب قلوبهم بشراب الصديد، ولم يدع لهم ركناً الّا هدمه، ولا باباً الّا ردمه، ولا عرقاً الّا قلعه، ولا شكاً الّا رفعه، ولا ريبا الّا منعه، ولا دليلا الّا صدعه، ولا قولا الاّ دفعه، ولا قرنا الاّ صرعه، ولا مذهبا الاّ نقضه، ولا رئيسا الاّ رفضه، ولا كيدا الاّ دمره ولا نقضا الّا سمره.

فجزاه الله عن الدين وأهله خير جزاء الصالحين، وأعطاه بكل حرف بيتاً في الجنة كما وعد به على لسان الصادقين، وحشره مع المجاهدين في زمن أجداده الطاهرين.

ونرجو من المؤلف دام بقاه أن يمن على أهل هذه النواحي ببعث سائر المجلدات من هذا الكتاب المبارك، ونشره في هذه الأصقاع، عسى أن ينفع به من طابت سريرته وحسنت سيرته، وسبقت له من الله العناية بسعادته، ولم يستحق الخذلان والحرمان بشقاوته. والله المستعان وعليه التكلان. وان لا ينسانا من الدعوات في مظان الاجابة وموارد الاستجابة، والسلام هو الختام. وقد قلت مرتجلا:

١١٧

عبقات فاحت من الهند طيباً

عطست منه معطس الحرمين

فأشار الحسين بالحمد منه

ودعا شاكراً لحامد حسين

حرره الجاني الفاني محمد حسين الشهرستاني عفي عنه وعن والديه بالنبي والوصي

٢٦ جمادى الاولى سنة ١٣٠٣

في أرض كربلاء المشرفة على مشرفها ألف ألف سلام وتحية

آمين والحمد لله رب العالمين

٤ - بعض ما قيل في الكتاب

ثم ضع يدك على أي كتاب شئت من كتب التراجم وفهارس المصنفات وغير ذلك تجد فيه كلمات جليلة من أكابر العلماء في حق كتاب العبقات ونحن نكتفي كذلك بذكر بعض تلك الكلمات، وعليها فقس ما سواها:

١ - الميرزا أبو الفضل الطهراني:

« عبقات الأنوار تصنيف السيد الجليل، المحدث العالم العامل، نادرة الفلك وحسنة الهند، ومفخرة لكهنو وغرة العصر، خاتم المتكلمين، المولوي الأمير حامد حسين المعاصر الهندي اللكهنويقدس‌سره وضوعف بره، الذي اعتقد أنه لم يصنف مثل هذا الكتاب المبارك منذ بداية تأسيس علم الكلام حتى الآن في مذهب الشيعة، من حيث اثبات الاتفاق في النقل، وكثرة الاطلاع على كلمات الأعداء، والإحاطة بالروايات الواردة

١١٨

من طرقهم في باب الفضائل. فجزاه الله عن آبائه الا ماجد خير جزاء ولد عن والده، ووفق خلفه الصالح لإتمام هذا الخير الناجح »(١) .

٢ - السيد محسن الامين العاملي:

« عبقات الأنوار في امامة الأئمة الاطهار بالفارسية، لم يكتب مثله في بابه في السلف والخلف، وهو في الرد على باب الامامة من ( التحفة الاثني عشرية ) للشاه عبد العزيز الدهلوي، فان صاحب التحفة أنكر جملة من الأحاديث المثبتة امامة أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، فأثبت المترجم تواتر كل واحد من تلك الأحاديث من كتب من تسموا بأهل السنة، وهذا الكتاب يدل على طول باعه وسعة اطلاعه وهو في عدة مجلدات، منها مجلد في حديث الطير، وقد طبعت هذه المجلدات ببلاد الهند، وقرأت نبذاً من أحدها فوجدت مادة غزيرة وبحراً طامياً، وعلمت منه ما للمؤلف من طول الباع وسعة الاطلاع.

وحبذا لو انبرى أحد لتعريبها وطبعها بالعربية، ولكن الهمم عند العرب خادمة »(٢) .

٣ - وقال شيخنا الحجة الطهراني:

« وهو أجل ما كتب في هذا الباب من صدر الإسلام الى الآن »(٣) . وقال أيضاً:

« هو من الكتب الكلامية التاريخية الرجالية، أتى فيه بما لا مزيد

____________________

(١). شفاء الصدور ٩٩ - ١٠٠.

(٢). أعيان الشيعة ١٨ / ٣٧١. والحمد لله الذي وفقنا لتلبية هذا النداء.

(٣). أعلام الشيعة ١ / ٣٤٨.

١١٩

لاحد من قبله »(١) .

٤ - وقال المحدث الكبير الشيخ القمي ما تعريبه:

« لم يؤلف مثل كتاب ( العبقات ) من صدر الإسلام حتى يومنا الحاضر، ولا يكون ذلك لاحد الا بتوفيق وتأييد من الله تعالى ورعاية من الحجةعليه‌السلام »(٢) .

٥ - وقال المحقق الشيخ محمد على التبريزي ما تعريبه:

« ويظهر لمن راجع كتاب ( عبقات الأنوار ) انه لم يتناول أحد منذ صدر الإسلام حتى عصرنا الحاضر علم الكلام - لا سيما باب الامامة منه - على هذا المنوال وظاهر لكل متفطن خبير أن هذه الإحاطة الواسعة لا تحصل لاحد الا بتأييد من الله تعالى وعناية من ولي العصر عجل الله فرجه »(٣) .

٥ - الأحاديث التي تم البحث عنها

قد ذكرنا أن المؤلف جعل كتابه في منهجين:

( الاول ) في الآيات التي تعرض لها صاحب التحفة وهي ستة، ذكرناها سابقاً. وهذا المنهج - كما في بعض مجلدات الكتاب - مؤلف كلا أو بعضاً لكن في الذريعة: ان هذا المنهج تام ومخلوط في المكتبة الناصرية، ويوجد في غيرها أيضا(٤) .

____________________

(١). مصفى المقال في مصنفي علم الرجال ١٤٩.

(٢). هدية الأحباب في المعروفين بالكنى والألقاب ١٧٧. وانظر الفوائد الرضوية ٩١ - ٩٢.

(٣). ريحانة الأدب في المعروفين بالكنية واللقب ٣ / ٤٣٢.

(٤). الذريعة الى تصانيف الشيعة ١٥ / ٢١٤.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

الوقت الذي يحرم فيه فأشعرها وقلدها أيجب عليه حين فعل ذلك ما يجب على المحرم قال لا ولكن إذا انتهى إلى الوقت فليحرم ثم ليشعرها ويقلدها فإن تقليده الأول ليس بشيء

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام من أحرم بالحج في غير أشهر الحج فلا حج له ومن أحرم دون الميقات فلا إحرام له

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن مهران بن أبي نصر ، عن أخيه رباح قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إنا نروى بالكوفة أن عليا صلوات الله عليه قال إن من تمام الحج والعمرة أن يحرم الرجل من دويرة أهله فهل قال هذا عليعليه‌السلام فقال قد قال ذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام لمن كان منزله خلف المواقيت ولو كان كما يقولون ما كان يمنع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن لا يخرج بثيابه إلى الشجرة

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان ، عن علي بن عقبة ، عن ميسرة قال دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وأنا متغير اللون فقال لي من أين أحرمت قلت من موضع كذا وكذا فقال رب طالب خير تزل قدمه ثم قال يسرك إن صليت الظهر في السفر أربعا قلت لا قال فهو والله ذاك

٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال من أحرم دون الوقت وأصاب من النساء والصيد فلا شيء عليه

الحديث الرابع : حسن.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

الحديث السادس : مجهول.

الحديث السابع : مرسل كالحسن.

٢٤١

٨ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول ليس ينبغي لأحد أن يحرم دون المواقيت التي وقتها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلا أن يخاف فوت الشهر في العمرة

٩ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال سألته عن الرجل يجيء معتمرا عمرة رجب فيدخل عليه هلال شعبان قبل أن يبلغ الوقت أيحرم قبل الوقت ويجعلها لرجب أو يؤخر الإحرام إلى العقيق ويجعلها لشعبان قال يحرم قبل الوقت فيكون لرجب لأن لرجب فضله وهو الذي نوى

(باب)

(من جاوز ميقات أرضه بغير إحرام أو دخل مكة بغير إحرام)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي قال

الحديث الثامن : حسن.

قوله عليه‌السلام : « إلا أن يخاف فوت الشهر » لا خلاف ظاهرا بين الأصحاب في جواز التقديم على الميقات لإدراك فضل عمرة رجب.

الحديث التاسع : موثق.

قوله عليه‌السلام : « وهو الذي نوى » أي كان مقصوده إدراك فضل رجب أو المدار على النية إلى الإحرام ، وقال السيد (ره) يستفاد منها أن الاعتماد في رجب يحصل بالإهلال فيه وإن وقعت الأفعال في غيره ، والأولى تأخير الإحرام إلى آخر الشهر اقتصارا في تخصيص العمومات على موضع الضرورة.

باب من جاوز ميقات أرضه بغير إحرام أو دخل مكة بغير إحرام

الحديث الأول : حسن.

٢٤٢

سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل نسي أن يحرم حتى دخل الحرم قال قال أبي يخرج إلى ميقات أهل أرضه فإن خشي أن يفوته الحج أحرم من مكانه فإن استطاع أن يخرج من الحرم فليخرج ثم ليحرم

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال كتبت إليه أن بعض مواليك بالبصرة يحرمون ببطن العقيق وليس بذلك الموضع ماء ولا منزل وعليهم في ذلك مئونة شديدة ويعجلهم أصحابهم وجمالهم ومن وراء بطن العقيق بخمسة عشر ميلا منزل فيه ماء وهو منزلهم الذي ينزلون فيه فترى أن يحرموا من موضع الماء لرفقه بهم وخفته عليهم فكتب أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقت المواقيت لأهلها ولمن أتى عليها من غير أهلها وفيها رخصة لمن كانت به علة فلا يجاوز الميقات إلا من علة

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إني خرجت بأهلي ماشيا فلم أهل حتى أتيت الجحفة وقد كنت شاكيا فجعل أهل المدينة يسألون عني فيقولون لقيناه

قوله عليه‌السلام : « فليخرج » المشهور أنه يخرج إلى خارج الحرم إن أمكن وإلا فمن موضعه ، وأنه إن تركه لعذر فهو أيضا مثل الناسي ، وفصل المحقق في المعتبر بأنه إن منعه مانع عند الميقات فإن كان عقله ثابتا عقد الإحرام بقلبه ولو زال عقله بإغماء وشبهه سقط عنه الحج ، ولو أحرم عنه رجل جاز ، ولو أخر وزال المانع عاد إلى الميقات إن تمكن وإلا أحرم من موضعه ، ولو أخره عامدا فالمشهور أنه يعود إلى الميقات ولو تعذر لم يصح إحرامه ، واحتمل بعض الأصحاب الاكتفاء بإحرامه من أدنى الحل إذا خشي أن يفوته الحج لا طلاق هذا الخبر ، وألحق كثير من الأصحاب الجاهل بالناسي.

الحديث الثاني : صحيح.

الحديث الثالث : حسن.

٢٤٣

وعليه ثيابه وهم لا يعلمون وقد رخص رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمن كان مريضا أو ضعيفا أن يحرم من الجحفة

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد ، عن رفاعة بن موسى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن الرجل يعرض له المرض الشديد قبل أن يدخل مكة قال لا يدخلها إلا بإحرام

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة عن أناس من أصحابنا حجوا بامرأة معهم فقدموا إلى الوقت وهي لا تصلي فجهلوا أن مثلها ينبغي أن يحرم فمضوا بها كما هي حتى قدموا مكة وهي طامث حلال فسألوا الناس فقالوا تخرج إلى بعض المواقيت فتحرم منه وكانت إذا فعلت لم تدرك الحج فسألوا أبا جعفرعليه‌السلام فقال تحرم من مكانها قد علم الله نيتها

٦ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل مر على الوقت الذي يحرم الناس منه فنسي أو جهل فلم يحرم حتى أتى مكة فخاف إن رجع إلى الوقت أن يفوته الحج فقال يخرج من الحرم ويحرم ويجزئه ذلك

قوله عليه‌السلام : « أن يحرم » لا خلاف بين الأصحاب في جواز تأخير المدني الإحرام إلى الجحفة عند الضرورة ، وأما اختيارا فالمشهور عدم الجواز ، ويظهر من كثير من الأخبار الجواز ، لكن ظاهرهم أنه إذا تجاوز يصح إحرامه وإن كان آثما.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

الحديث الخامس : مرسل كالموثق. ويدل على أن مع جهل المسألة إذا جاوز الميقات ولم يمكنه الرجوع يحرم من حيث أمكن كما هو المشهور.

الحديث السادس : صحيح. ويدل على أن الناسي والجاهل مع تعذر عودهما إلى الميقات يخرجان إلى أدنى الحل وهو المشهور بين الأصحاب.

٢٤٤

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الصباح الكناني قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل جهل أن يحرم حتى دخل الحرم كيف يصنع قال يخرج من الحرم ثم يهل بالحج

٨ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن بعض أصحابنا ، عن أحدهماعليهما‌السلام في رجل نسي أن يحرم أو جهل وقد شهد المناسك كلها وطاف وسعى قال تجزئه نيته إذا كان قد نوى ذلك فقد تم حجه وإن لم يهل وقال

الحديث السابع : مجهول.

الحديث الثامن : مرسل كالحسن.

قوله عليه‌السلام : « تجزئه » عمل به الشيخ في النهاية والمبسوط وأكثر الأصحاب. والمشهور بين المتأخرين أنه لا يعتد بحجه ويقضي إن كان واجبا.

فائدة

قال السيد : (ره) اختلف عبارات الأصحاب في حقيقة الإحرام فذكر العلامة في المختلف في مسألة تأخير الإحرام عن الميقات. أن الإحرام ماهية مركبة من النية والتلبية ولبس الثوبين ومقتضاه أنه ينعدم بانعدام أحد أجزائه.

وحكى الشهيد في الشرح عن ابن إدريس : أنه جعل الإحرام عبارة عن النية والتلبية ولا مدخل للتجرد ولبس الثوبين فيه.

وظاهر المبسوط والجمل : أنه جعله أمرا واحدا بسيطا وهو النية ثم قال : وكنت قد ذكرت في رسالة أن الإحرام هو توطين النفس على ترك المنهيات المعهودة إلى أن يأتي بالمناسك ، والتلبية هي الرابطة لذلك التوطين نسبتها إليه كنسبة التحريم إلى الصلاة.

ثم أطال الكلام في ذلك وقال في آخر كلامه : فعلى هذا يتحقق نسيان الإحرام بنسيان النية ونسيان التلبية.

وذكر المحقق الشيخ على : أن المنسي إن كان نية الإحرام لم يجز ، وإن

٢٤٥

في مريض أغمي عليه حتى أتى الوقت فقال يحرم منه

٩ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار قال سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن الإحرام من غمرة قال ليس به بأس أن يحرم منها وكان بريد العقيق أحب إلي

١٠ ـ صفوان ، عن معاوية بن عمار قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن امرأة كانت مع قوم فطمثت فأرسلت إليهم فسألتهم فقالوا ما ندري أعليك إحرام أم لا وأنت حائض فتركوها حتى دخلت الحرم قال إن كان عليها مهلة فلترجع إلى الوقت فلتحرم منه وإن لم يكن عليها وقت فلترجع إلى ما قدرت عليه بعد ما تخرج من الحرم بقدر ما لا يفوتها

كان المنسي التلبيات أجزأ وكان وجهه حمل النية الواقعة في مرسلة جميل على نية الإحرام وهو بعيد فإن مقتضى الرواية صحة الحج مع ترك الإحرام جهلا أو نسيانا ، والظاهر من حال الجاهل بوجوب الإحرام والناسي له أنه لم يأت بالنية ولا بالتلبية ولا التجرد ولا لبس الثوبين وإذا ثبت صحة الحج مع الإخلال بذلك كله فمع البعض أولى.

قوله عليه‌السلام : « يحرم به » كما مر في حج الصبي الصغير.

الحديث التاسع : موثق. ولعل المرادببريد العقيق البريد الأول وهو المسلخ كما ذكره الأصحاب.

الحديث العاشر : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « إلى ما قدرت عليه » ظاهر الخبر أنه مع تعذر العود إلى الميقات يرجع إلى ما أمكن من الطريق ، وظاهر الأكثر عدمه بل يكفي الإحرام من أدنى الحل والأولى العمل بالرواية لصحتها.

قال السيد في المدارك : ولو وجب العود فتعذر ، فمع وجوب العود إلى ما

٢٤٦

١١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن أحمد بن عمرو بن سعيد ، عن وردان ، عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام قال من كان من مكة على مسيرة عشرة أميال لم يدخلها إلا بإحرام

١٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن سورة بن كليب قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام خرجت معنا امرأة من أهلنا فجهلت الإحرام فلم تحرم حتى دخلنا مكة ونسينا أن نأمرها بذلك قال فمروها فلتحرم من مكانها من مكة أو من المسجد

(باب)

(ما يجب لعقد الإحرام )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان وابن أبي عمير جميعا ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا

أمكن من الطريق وجهان ، أظهر هما العدم للأصل وظاهر الروايات المتضمنة لحكم الناسي انتهى.

ولعله (ره) غفل عن هذا الخبر.

الحديث الحادي عشر : مجهول.

قوله عليه‌السلام : « لم يدخلها » لعل المعنى أنه يحرم من موضعه ولا يترك الإحرام لعدم توسط الميقات بينه وبين مكة.

الحديث الثاني عشر : حسن.

« باب ما يجب لعقد الإحرام »

أقول : لعل مراده ما هو أعم من الوجوب بالمعنى المصطلح.

الحديث الأول : حسن كالصحيح.

٢٤٧

انتهيت إلى العقيق من قبل العراق أو إلى الوقت من هذه المواقيت وأنت تريد الإحرام إن شاء الله فانتف إبطيك وقلم أظفارك واطل عانتك وخذ من شاربك ولا يضرك بأي ذلك بدأت ثم استك واغتسل والبس ثوبيك وليكن فراغك من ذلك إن شاء الله عند زوال الشمس وإن لم يكن عند زوال الشمس فلا يضرك غير أني أحب أن يكون ذاك مع الاختيار عند زوال الشمس

٢ ـ علي ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال السنة في الإحرام تقليم الأظفار وأخذ الشارب وحلق العانة

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن علي بن أبي حمزة قال سأل أبو بصير أبا عبد اللهعليه‌السلام وأنا حاضر فقال إذا طليت للإحرام الأول كيف

قوله عليه‌السلام : « فانتف إبطيك » يمكن أن يكون المراد بالنتف مطلق الإزالة فعبر عنه بما هو الشائع فإن الظاهر أن الحلق أفضل من النتف كما صرح به جماعة من الأصحاب ، وسيأتي في خبر ابن أبي يعفور ، وهذه المقدمات كلها مستحبة كما قطع به الأصحاب إلا الغسل فإنه ذهب به ابن أبي عقيل إلى الوجوب ، والمشهور فيه الاستحباب أيضا.

وقال الفيروزآبادي : « الإبط » باطن المنكب وبكسر الباء وقال : « طلا البعير الهناء » يطليه وبه لطخه به كطلاه وقد اطلى به وتطلي.

قوله عليه‌السلام : « ذاك مع الاختيار » ذاك مبتدأ ومع الاختيار خبره ، وعند زوال الشمس بيان لقوله ذاك ، أو ذاك فاعل لا يضرك ، وفي الكلام تقدير أي إنما يستحب مع الاختيار إيقاعه عند زوال الشمس ، وفي الفقيه هكذا ، وإن لم يكن ذلك عند زوال الشمس فلا يضرك إلا أن ذلك أحب إلى أن يكون عند زوال الشمس» وهو الأصوب.

الحديث الثاني : حسن.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

٢٤٨

أصنع في الطلية الأخيرة وكم بينهما قال إذا كان بينهما جمعتان خمسة عشر يوما فاطل

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد ، عن صفوان ، عن أبي سعيد المكاري ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله قال لا بأس بأن تطلي قبل الإحرام بخمسة عشر يوما

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن مهزيار قال كتب الحسن بن سعيد إلى أبي الحسنعليه‌السلام رجل أحرم بغير غسل أو بغير صلاة عالم أو جاهل ما عليه في ذلك وكيف ينبغي أن يصنع فكتبعليه‌السلام يعيد

٦ ـ بعض أصحابنا ، عن ابن جمهور ، عن محمد بن القاسم ، عن عبد الله بن أبي يعفور قال كنا بالمدينة فلاحاني زرارة في نتف الإبط وحلقه فقلت حلقه

قوله عليه‌السلام : « خمسة عشر يوما » ظاهره الاكتفاء بأقل من خمسة عشر يوما وعدم استحبابه لأقل من ذلك كما هو ظاهر المحقق وجماعة ، وذهب العلامة وجماعة إلى أن المراد به نفي تأكد الاستحباب.

وقيل : يستحب ذلك أيضا لغيره من الأخبار وهو أظهر.

الحديث الرابع : ضعيف.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « يعيد » استحباب الإعادة حينئذ هو المشهور ، وأنكره ابن إدريس ، وقد نص الشهيدان على أن المعتبر هو الأول إذ لا سبيل إلى إبطال الإحرام بعد انعقاده ، وعلى هذا فلا وجه لاستيناف النية بل ينبغي أن يكون المعاد بعد الغسل والصلاة التلبية واللبس خاصة ، وربما ظهر من عبارة العلامة في المختلف أن المعتبر هو الثاني.

وبالجملة يمكن أن يؤيد مذهب ابن أبي عقيل به.

الحديث السادس : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « فلاحاني » الملاحاة : المنازعة.

٢٤٩

أفضل وقال زرارة نتفه أفضل فاستأذنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام فأذن لنا وهو في الحمام يطلي وقد اطلى إبطيه فقلت لزرارة يكفيك قال لا لعله فعل هذا لما لا يجوز لي أن أفعله فقال فيما أنتما فقلت إن زرارة لاحاني في نتف الإبط وحلقه قلت حلقه أفضل وقال زرارة نتفه أفضل فقال أصبت السنة وأخطأها زرارة حلقه أفضل من نتفه وطليه أفضل من حلقه ثم قال لنا اطليا فقلنا فعلنا منذ ثلاث فقال أعيدا فإن الاطلاء طهور

(باب)

(ما يجزئ من غسل الإحرام وما لا يجزئ)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال غسل يومك ليومك وغسل ليلتك لليلتك

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال سألته عن الرجل يغتسل بالمدينة لإحرامه أيجزئه ذلك من غسل ذي الحليفة قال نعم فأتاه رجل وأنا عنده فقال اغتسل بعض

قوله عليه‌السلام : « يكفيك » أي ما رأيت من فعلهعليه‌السلام ويظهر من تصديق زرارة أن نزاعهم كان في وجوب النتف وعدمه أو في فضل النتف أو غير النتف ويكون ذكر الحلق على المثال.

باب ما يجزي من غسل الإحرام وما لا يجزي

الحديث الأول : حسن كالصحيح. وظاهره عدم انتقاض الغسل بالأحداث الواقعة قبل إتمام اليوم أو إتمام الليل.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « نعم » لا خلاف بين الأصحاب في جواز تقديم الغسل على الميقات

٢٥٠

أصحابنا فعرضت له حاجة حتى أمسى قال يعيد الغسل يغتسل نهارا ليومه ذلك وليلا لليلته

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال سألته عن الرجل يغتسل للإحرام ثم ينام قبل أن يحرم قال عليه إعادة الغسل

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل اغتسل للإحرام ثم لبس قميصا

مع خوف عوز الماء ويظهر من هذا الخبر وغيره الجواز مطلقا ، والمشهور استحباب الإعادة إذا وجد الماء في الميقات كما يدل عليه تتمة خبر هشام بن سالم(١) وقد تركه الكليني حيث قال في آخر الخبر : فلما أردنا أن نخرج قال : لا عليكم أن تغتسلوا إن وجدتم ماء إذا بلغتم ذا الحليفة.

الحديث الثالث : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « عليه إعادة الغسل » قال السيد (ره) الأصح عدم انتقاض الغسل بالنوم وإن استحب الإعادة بل لا يبعد عدم تأكد استحباب الإعادة لصحيحة عيص قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يغتسل للإحرام بالمدينة ويلبس ثوبين ثم ينام قبل أن يحرم قال : ليس عليه غسل(٢) والظاهر أن المراد نفي تأكد الغسل ، وحمله الشيخ على أن المراد به نفي الوجوب وهو بعيد ، ونقل عن ابن إدريس أنه نفى استحباب الإعادة وهو ضعيف ، وألحق الشهيد في الدروس بالنوم غيره من نواقض الوضوء وهو ضعيف.

الحديث الرابع : ضعيف.

__________________

(١) الوسائل : ج ٩ ص ١٢ ح ٤.

(٢) الوسائل : ج ٩ ص ١٥ ح ٣.

٢٥١

قبل أن يحرم قال قد انتقض غسله

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة قال سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن رجل اغتسل للإحرام ثم نام قبل أن يحرم قال عليه إعادة الغسل

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن بعض أصحابه ، عن أبي جعفرعليه‌السلام في رجل اغتسل لإحرامه ثم قلم أظفاره قال يمسحها بالماء ولا يعيد الغسل

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال أرسلنا إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ونحن جماعة ونحن بالمدينة إنا نريد أن نودعك فأرسل إلينا أن اغتسلوا بالمدينة فإني أخاف أن يعسر عليكم الماء بذي الحليفة فاغتسلوا بالمدينة والبسوا ثيابكم التي تحرمون فيها ثم تعالوا فرادى أو مثاني

٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد ، عن علاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إذا اغتسل الرجل وهو يريد أن يحرم فلبس قميصا قبل أن يلبي فعليه الغسل

قوله عليه‌السلام : « قد انتقض غسله » المشهور استحباب إعادة الغسل بعد لبس ما لا يجوز للمحرم لبسه وأكل ما لا يجوز أكله ، وألحق الشهيد في الدروس ، الطيب أيضا لصحيحة عمر بن يزيد(١) والمشهور عدم استحباب الإعادة لغيرها من تروك الإحرام.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور. وقد مر الكلام فيه.

الحديث السادس : مرسل كالحسن.

قوله عليه‌السلام : « يمسحها بالماء » أي استحبابا لكراهة الحديد.

الحديث السابع : صحيح.

الحديث الثامن : ضعيف على المشهور.

__________________

(١) الوسائل : ج ٩ ص ١٦ ح ٢.

٢٥٢

٩ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن دراج ، عن أحدهماعليهما‌السلام في الرجل يغتسل للإحرام ثم يمسح رأسه بمنديل قال لا بأس به

(باب)

(ما يجوز للمحرم بعد اغتساله من الطيب والصيد وغير ذلك)

(قبل أن يلبي)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة قال سألته عن الرجل يدهن بدهن فيه طيب وهو يريد أن يحرم قال لا تدهن حين تريد أن تحرم بدهن فيه مسك ولا عنبر تبقى رائحته في رأسك بعد ما تحرم وادهن بما شئت من الدهن حين تريد أن تحرم قبل الغسل وبعده فإذا أحرمت فقد حرم عليك الدهن حتى تحل

الحديث التاسع : حسن.

باب ما يجوز للمحرم بعد اغتساله من الطيب والصيد وغير ذلك قبل أن يلبي

الحديث الأول : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « ولا تدهن » لا خلاف بين الأصحاب في حرمة استعمال الدهن المطيب وغير ذلك قبل وبعد الإحرام وكذا غير المطيب على المشهور وجوزه جماعة وأما قبل الإحرام فالمشهور عدم جواز استعمال دهن تبقى رائحته الإحرام وجعله ابن حمزة مكروها ، وما لم تبق رائحته فالمشهور الجواز مطلقا ، وقيد شاذ بعدم بقاء أثره أيضا قياسا على المطيب ، وهو ضعيف. وفي خبر محمد بن مسلم(١) إشعار بالكراهة.

__________________

(١) الوسائل : ج ٩ ص ١٠٦ ح ٣.

٢٥٣

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا تدهن حين تريد أن تحرم بدهن فيه مسك ولا عنبر من أجل رائحة تبقى في رأسك بعد ما تحرم وادهن بما شئت من الدهن حين تريد أن تحرم فإذا أحرمت فقد حرم عليك الدهن حتى تحل

٣ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن أبان ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله وفضيل ومحمد بن مسلم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه سئل عن الطيب عند الإحرام والدهن فقال كان علي صلوات الله عليه لا يزيد على السليخة

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن داود بن النعمان ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لا بأس بأن يدهن الرجل قبل أن يغتسل للإحرام أو بعده وكان يكره الدهن الخاثر الذي يبقى

٥ ـ أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلاء قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل المحرم يدهن بعد الغسل قال نعم فادهنا عنده بسليخة بان وذكر أن أباه كان يدهن بعد ما يغتسل للإحرام وأنه يدهن بالدهن ما لم يكن غالية أو دهنا فيه مسك أو عنبر

الحديث الثاني : حسن.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « على السليخة » قال في القاموس « السليخة » عطر كأنه قشر منسلخ :

أقول : لعلها مما لا تبقى رائحته بعد الإحرام.

الحديث الرابع : صحيح. وقال الجوهري« الخثورة » نقيض الرقة.

وأقول : الكراهة لا تنافي الحرمة.

الحديث الخامس : حسن. وقال الجوهري« البان » ضرب من الشجر ومنه دهن البان.

وقال في النهاية :الغالية ؟ نوع من الطيب مركب من مسك وعنبر وعود و

٢٥٤

٦ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن علي بن عبد العزيز قال اغتسل أبو عبد اللهعليه‌السلام للإحرام ثم دخل مسجد الشجرة فصلى ثم خرج إلى الغلمان فقال هاتوا ما عندكم من لحوم الصيد حتى نأكله

٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في الرجل إذا تهيأ للإحرام فله أن يأتي النساء ما لم يعقد التلبية أو يلب

٨ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن بعض أصحابنا ، عن أحدهماعليهما‌السلام في رجل صلى الظهر في مسجد الشجرة وعقد الإحرام ثم مس طيبا أو صاد صيدا أو واقع أهله قال ليس عليه شيء ما لم يلب

دهن وهي معروفة(١) .

الحديث السادس : مجهول.

قوله عليه‌السلام : « حتى نأكله » ظاهره أنهعليه‌السلام لم يكن لبى بعد ، ويدل على عدم مقارنة التلبية كما سيأتي.

الحديث السابع : حسن.

قوله عليه‌السلام : « أو يلب » لعل الترديد من الراوي.

الحديث الثامن : مرسل كالحسن.

قوله عليه‌السلام : « ليس عليه شيء » يدل على ما هو المقطوع به في كلام الأصحاب من أنه إذا عقد نية الإحرام ولبس ثوبيه ثم لم يلب وفعل ما لا يحل للمحرم فعله لم يلزمه بذلك كفارة إذا كان متمتعا أو مفردا وكذا لو كان قارنا لم يشعر ولم يقلد.

ونقل السيد المرتضى (ره) في الانتصار إجماع الفرقة فيه ، وربما ظهر من الروايات أنه لا يجب استئناف نية الإحرام بعد ذلك بل يكفي الإتيان بالتلبية وعلى

__________________

(١) نهاية ابن الأثير : ج ٣ ص ٣٨٣.

٢٥٥

٩ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن بعض أصحابه قال كتبت إلى أبي إبراهيمعليه‌السلام رجل دخل مسجد الشجرة فصلى وأحرم وخرج من المسجد فبدا له قبل أن يلبي أن ينقض ذلك بمواقعة النساء أله ذلك فكتبعليه‌السلام نعم أو لا بأس به

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عن زياد بن مروان قال قلت لأبي الحسنعليه‌السلام ما تقول في رجل تهيأ للإحرام وفرغ من كل شيء الصلاة وجميع الشروط إلا أنه لم يلب أله أن ينقض ذلك ويواقع النساء فقال نعم

(باب)

(صلاة الإحرام وعقده والاشتراط فيه)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ومعاوية بن عمار جميعا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يضرك بليل أحرمت أم نهار إلا أن أفضل ذلك عند زوال الشمس

هذا فيكون المنوي عند عقد الإحرام اجتناب ما يجب على المحرم اجتنابه من حين التلبية ، وصرح المرتضى في الانتصار بوجوب استيناف النية قبل التلبية والحال هذه وهو الأحوط.

الحديث التاسع : مرسل.

قوله عليه‌السلام : « أن ينقض » يمكن الاستدلال به على ما ذهب إليه السيد ـرضي‌الله‌عنه ـ كما ذكر في الخبر السابق.

الحديث العاشر : مجهول.

باب صلاة الإحرام وعقده والاشتراط فيه

الحديث الأول : حسن.

قوله عليه‌السلام : « عند زوال الشمس » ظاهر كلام الأصحاب أن الأفضل إيقاع

٢٥٦

٢ ـ علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان ، عن ابن أبي عمير جميعا ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال لا يكون إحرام إلا في دبر صلاة مكتوبة أحرمت في دبرها بعد التسليم وإن كانت نافلة صليت ركعتين وأحرمت في دبرهما فإذا انفتلت من صلاتك فاحمد الله وأثن عليه وصل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقل ـ اللهم إني أسألك أن تجعلني ممن استجاب لك وآمن بوعدك واتبع أمرك فإني عبدك وفي قبضتك لا أوقى إلا ما وقيت ولا آخذ إلا ما أعطيت وقد ذكرت الحج فأسألك أن تعزم لي عليه على كتابك وسنة نبيك و ـ تقويني على ما ضعفت عنه وتسلم مني مناسكي في يسر منك وعافية واجعلني من وفدك الذين رضيت وارتضيت وسميت وكتبت اللهم فتمم لي حجي وعمرتي اللهم إني أريد التمتع «بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ » على كتابك وسنة نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله فإن عرض

الإحرام بعد فريضة الظهر وبعده في الفضل بعد فريضة أخرى فإن لم يتفق صلى للإحرام ست ركعات وأقله ركعتان ، وبه جمعوا بين الأخبار وهو حسن.

وقال الشهيد الثانيرحمه‌الله : إذا أحرم بعد دخول وقت الفريضة يبتدأ بالست ركعات أو الركعتين ثم يأتي بالفريضة ويوقع الإحرام بعدها ، وهو مخالف لظاهر الأخبار إذ الظاهر منها أنه إنما يأتي بالنافلة مع عدم كونه في وقت فريضة.

الحديث الثاني : حسن كالصحيح.

قوله عليه‌السلام : « ممن استجاب لك » بأن يأتي بالحج بشرائطها وآدابها.

قوله عليه‌السلام : « إلا ما وقيت » أي مما وقيت. والحاصل لا أوقي من شيء إلا مما وقيتني منه ، وكذاقوله : ولا أخذ أي شيئا من العطايا إلا ما أعطيت.

قوله عليه‌السلام : « وقد ذكرت الحج » أي في كتابك أو الأعم ، وعلى الأول في سورة الحج أو الأعم.

وقال في النهاية : حديث أم سلمة« فعزم الله لي » أي خلق لي قوة وصبرا(١) .

وقوله « على كتابك » حال عن الضمير في عليه أي حال كونه موافقا لكتابك

__________________

(١) نهاية ابن الأثير : ج ٣ ص ٢٣٢.

٢٥٧

لي شيء يحبسني فحلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت علي اللهم إن لم تكن حجة فعمرة أحرم لك شعري وبشري ولحمي ودمي وعظامي ومخي وعصبي من النساء والثياب

وسنة نبيك و« التسليم » القبول

قوله عليه‌السلام : « وارتضيت » أي اخترتهم.

قوله عليه‌السلام : « وسميت » أي من الذين سميتهم وكنيتهم لتقدير الحج في ليلة القدر.

قوله عليه‌السلام : « فحلني » لعله من حل العقد لا من إلا حلال فإنه لازم.

وقال الجوهري : حل المحرم يحل حلالا ، وأحل بمعنى(١) وقال : وحللت العقدة أحلها حلا أي فتحتها ، فانحلت(٢) .

وقال في المنتقى : الذي في الكافي فحلي وكذا في كتب المتقدمين كالمقنع للصدوق ، ومختصر ابن الجنيد وذكره كذلك العلامة في المنتهى على ما وجدته بخطه ولكن في النسخ بغير خطه زيادة النون كما هو المعروف في كلام المتأخرين ولعل الإصلاح الواقع هنا مبني على ما هو المعروف ، وحينئذ يكون الصواب إسقاط النون وإبقاء الكلمة على ما كانت عليه في الأصل.

قوله عليه‌السلام : « أحرم » بصيغة الماضي وربما يقرأ بصيغة المضارع فيكون شعري بدلا من الضمير المستتر أو منصوبا بنزع الخافض أي بشعري وبشري ولا يخفى بعده.

قوله عليه‌السلام : « من النساء » ظاهر الخبر أن ما هو جزء حقيقة الإحرام وهو العزم على ترك تلك الثلاثة وأما غيرها فهي واجبات خارجة عن حقيقته ولا

__________________

(١) الصحاح للجوهري : ج ٤ ص ١٦٧٤.

(٢) الصحاح للجوهري : ج ٤ ص ١٦٧٢.

٢٥٨

.... والطيب أبتغي بذلك وجهك والدار الآخرة قال ويجزئك أن تقول هذا مرة واحدة حين تحرم ثم قم فامش هنيئة فإذا استوت بك الأرض ماشيا كنت أو راكبا فلب

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت له إني أريد أن أتمتع «بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ » فكيف أقول قال تقول ـ اللهم إني أريد أن أتمتع «بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ » على كتابك وسنة نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله وإن شئت أضمرت الذي تريد

استبعاد في ذلك وعلى المشهور يمكن حمله على أنهعليه‌السلام إنما خص بالذكر هذه الأشياء لكونها الأهم في الإحرام ، وأما القصد فلا بد من شموله لجميع المحرمات ولو إجمالا.

قوله عليه‌السلام : « والدار الآخرة » يدل على أن ضم المطالب الأخروية إلى القربة لا ينافي الإخلاص.

قوله عليه‌السلام : « فلب » ظاهره عدم اشتراط مقارنة التلبية لنية الإحرام وعدم وجوب التلبية سرا كما ذكره جماعة وقد اختلف الأصحاب فيه ، فنقل عن ابن إدريس أنه اعتبر مقارنتها لها كمقارنة التحريم لنية الصلاة ، وبه قطع الشهيد الثاني في اللمعة ، لكن ظاهر كلامه في الدروس التوقف في ذلك ، وكلام باقي الأصحاب خال من الاشتراط بل صرح كثير منهم بعدمه ، وينبغي القطع بجواز تأخير التلبية عن نية الإحرام للأخبار الكثيرة الدالة عليه بل يظهر من هذا الخبر تعين ذلك ، لكن الظاهر أنه للاستحباب والذي يقتضيه الجمع بين الأخبار التخيير بين التلبية في موضع عقد الإحرام وبعد المشي هنيئة وبعد الوصول إلى البيداء ، وإن كان الأحوط بينهما الجمع.

الحديث الثالث : حسن.

قوله عليه‌السلام : « وإن شئت أضمرت » قال السيد (ره) في المدارك : الأفضل أن

٢٥٩

٤ ـ علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته أليلا أحرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أم نهارا فقال نهارا قلت أي ساعة قال صلاة الظهر فسألته متى ترى أن نحرم فقال سواء عليكم إنما أحرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة الظهر لأن الماء كان قليلا كأن يكون في رءوس الجبال فيهجر الرجل إلى.

يذكر في تلبية عمرة التمتع الحج والعمرة معا على معنى أنه ينوي فعل العمرة أولا ثم الحج بعدها باعتبار دخولها في حج التمتع لصحيحة الحلبي(١) وصحيحة يعقوب بن شعيب(٢) ولو أهل المتمتع بالحج جاز لدخول عمرة التمتع فيه كما يدل عليه صحيحة زرارة(٣) ، وقال الشهيد (ره) في الدروس بعد أن ذكر أن في بعض الروايات الإهلال بعمرة التمتع وفي بعضها الإهلال بالحج وفي بعض آخر الإهلال بهما وليس ببعيد ، وإجزاء الجميع إذ الحج المنوي هو الذي دخلت فيه العمرة فهو دال عليها بالتضمن ونيتهما معا باعتبار دخول الحج فيها وهو حسن.

وقال في المنتهى : ولو اتقى كان الأفضل الإضمار واستدل عليه بروايات منها : صحيحة ابن حازم(٤) .

الحديث الرابع : حسن.

قوله عليه‌السلام : « سواء عليكم » لعله محمول على التقية أو على عدم تأكد الاستحباب.

قوله عليه‌السلام : « فيهجر الرجل » قال في المغرب : يقال هجر : إذا سار في الهاجرة وهي نصف النهار في القيظ خاصة ، ثم قيل هجر إلى الصلاة : إذا بكر ومضى إليها في أول وقتها.

__________________

(١ و ٢) الوسائل : ج ٩ ص ٣٠ ح ٦.

(٣) الوسائل : ج ٩ ص ٣١ ح ٣.

(٤) التهذيب ج ٥ ص ٨٧ ح ٩٥.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507