نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار11%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 507

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 507 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 313550 / تحميل: 8746
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

( والثاني ) في الأحاديث التي تعرض لها الدهلوي، وهي اثنا عشر حديثاً، ذكرنا نصوصها على الترتيب سابقاً.

وقد كمل البحث عن الأحاديث التالية منها:

١ - حديث الغدير.

٢ - حديث المنزلة.

٣ - حديث الولاية.

٤ - حديث الطير.

٥ - حديث الباب.

٦ - حديث التشبيه.

٧ - حديث المناصبة.

٨ - حديث النور.

٩ - حديث الثقلين - ومعه حديث السفينة.

١٠ - حديث خيبر. المجلد الاول منه(١) .

وقد وقع البحث عن كل واحد هذه الأحاديث في جهتين:

( الاولى ): في سند الحديث، فأثبت تواتره من كتب العامة، بأسلوب لطيف، إذ يورد الحديث ثم يذكر رواته من الصحابة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن رواه عنهم من التابعين، ثم من رواه عن التابعين من تابعيهم ثم من أخرجه في كتابه كل ذلك حسب سني وفياتهم، مع ترجمة كل واحد منهم مثبتاً وثاقته وجلالته لدى تلك الطائفة.

( الثانية ): في دلالة الحديث: فأثبت دلالته على امامة أمير المؤمنينعليه‌السلام بالادلة العقلية والنقلية من مختلف كتب العامة المعتبرة وإذا ثبتت إمامته بلا فصل ثبتت لولده الأحد عشرعليهم‌السلام كما هو واضح.

____________________

(١). ذكر ذلك لنا الحجة المرحوم السيد محمد سعيد حفيد المؤلف.

١٢١

٦ - مؤلفو هذه المجلدات وما طبع منها

ثم انه قد اشترك في انجاز البحث في تلك المجلدات السيد حامد حسين وولده وحفيده، فأنجز السيد المؤلف - السيد حامد حسين - من هذه المهمة البحث عن:

١ - حديث الغدير، سنداً ودلالة.

٢ - حديث المنزلة، سنداً ودلالة.

٣ - حديث الولاية، سنداً ودلالة.

٤ - حديث التشبيه، سنداً ودلالة.

٥ - حديث النور، سنداً ودلالة.

وهذه المجلدات كلها مطبوعة.

ولما لم يمهله الأجل لإكمال سائر الأحاديث، أخذ ولده - السيد ناصر حسين - يكمل هذا المنهج متبعا أسلوب والده المرحوم وخطته المرسومة فكتب:

١ - حديث الطير، سنداً ودلالة.

٢ - حديث الباب، سنداً ودلالة.

٣ - حديث الثقلين - ومعه حديث السفينة، سنداً ودلالة.

وقد طبعت هذه أيضاً، وأعيد طبع المجلد الاول من مجلدتي حديث الغدير للمرة الثانية في ايران، وكذا حديث الثقلين في ستة أجزاء مع فهارس باهتمام العلامة الروضاتي وزملائه في أصفهان.

وجاء حفيده - السيد محمد سعيد - فأكمل:

١ - حديث المناصبة، سنداً ودلالة.

٢ - حديث خيبر، سنداً فقط.

ولم يطبع منهما شيء، فالمجلدات المطبوعة من هذه الموسعة هي (١٦) مجلداً حول (٨). أحاديث باعتبار أن كل حديث في مجلدين أحدهما للسند والآخر للدلالة، ولم يكتب من الأحاديث الاثني عشر:

١٢٢

١ - حديث الحق.

٢ - حديث خيبر، القسم الثاني منه(١) .

والجدير بالذكر: ان السيد ناصر حسين وولده قد جعلا ما ألفاه وأكملاه من ( العبقات ) باسم السيد حامد حسين تجليلا له وتقديراً لجهوده، ولأنه رحمة الله تعالى عليه قد رسم الخطوط لجميع هذه الأحاديث الاثني عشر، وفهرس رءوس اقلامها وأمهات مطالبها، وأشر على المصادر الموجودة لديه في أوائلها تسهيلا لإخراج ما يريد منها

٧ - استفادة المؤلفين من الكتاب

وقد أصبح هذا الكتاب من أهم الموسوعات العلمية، وأمهات مصادر الامامة والكلام والعلوم الإسلامية، منذ صدوره حتى يومنا هذا، إذ اعتمد عليه كبار العلماء الاعلام ومشاهير المؤلفين والكتاب، من معاصري المؤلف فمن بعدهم بين ناقل عنه ومحيل اليه، في شتى بحوثهم ومختلف مؤلفاتهم، ومنهم:

١ - العلامة المحدث الكبير الحاج ميرزا حسين النوري في ( مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ) وبعض مؤلفاته الأخرى.

٢ - آية الله المولى أحمد الكوزكنانى في ( هداية الموحدين ).

٣ - آية الله الشيخ محمد جواد البلاغى في ( آلاء الرحمن ).

٤ - آية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في ( أصل الشيعة وأصولها ).

٥ - العلامة المحقق الميرزا أبو الفضل الطهراني في ( شفاء الصدور في شرح زيارة العاشور ).

٦ - العلامة المحدث الشيخ عباس القمي في بعض تآليفه.

____________________

(١). أخذنا هذا من العلامة الحجة السيد محمد سعيد، وذكر ان ما كتبه هو باللغة العربية.

١٢٣

٧ - العلامة الشيخ نجم الدين العسكري في جملة من مؤلفاته.

٨ - العلامة الشيخ قوام الدين الوشنوي في ( حديث الثقلين ).

٩ - العلماء الأفاضل المؤلفون لكتاب ( جامع أحاديث الشيعة ) تحت اشراف زعيم الطائفة في عصره السيد حسين الطباطبائي البروجرديرحمه‌الله .

١٠ - العلامة السيد سبط الحسن الهندي اللكهنويرحمه‌الله في كتاب ( حديث الغدير ) بلغة أردو.

١١ - العلامة السيد مرتضى حسين الفتحپوري في كتاب ( تفسير التكميل ) في آية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) النازلة في واقعة غدير خم.

١٢ - العلامة السيد صديق حسن خان القنوجي، من مشاهير المؤلفين من أهل السنة، المعاصرين لصاحب العبقات في الهند، في كتابه ( أبجد العلوم ).

١٣ - العلامة الحجة المجاهد الشيخ عبد الحسين الاميني في أثره الخالد ( الغدير ) فقد قالرحمه‌الله : « السيد مير حامد حسين ابن السيد محمد قلي الموسوي الهندي اللكهنوي المتوفى سنة ١٣٠٦ عن ٦٠ سنة. ذكر حديث الغدير وطرقه وتواتره ومفاده في مجلدين ضخمين، في ألف وثمان صحائف وهما من مجلدات كتابه الكبير العبقات.

وهذا السيد الطاهر العظيم - كوالده المقدس - سيف من سيوف الله المشهورة على أعدائه، وراية ظفر الحق والدين، وآية كبرى من آيات الله سبحانه، قد أتم به الحجة وأوضح المحجة.

وأما كتابه العبقات فقد فاح أريجه بين لابتي العالم، وطبق حديثه المشرق والمغرب، وقد عرف من وقف عليه انه ذلك الكتاب المعجز المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وقد استفدنا كثيراً من علومه المودعة في هذا السفر القيم، فله ولوالده

١٢٤

٨ - ترجمته الى اللغات

لم ينتشر الى الآن - حسبما نعلم - كتاب بعنوان ترجمة كتاب عبقات الأنوار بلغة من اللغات، وان كنا وجدنا بعض المؤلفات باللغة العربية كل مطالبه أو جلّها من كتاب العبقات لكن لا ريب في تصدي بعض العلماء والفضلاء لتعريب الكتاب او ترجمته الى اللغة الاردوية ملخصاً أو غير ملخص في خلال هذه المدة المديدة ومن ذلك:

١ - فيض القدير في حديث الغدير. للعلامة المحدث الشيخ عباس القميرحمه‌الله فانه ملخص من مجلد حديث الغدير من عبقات الأنوار وهو موجود لدى نجل المؤلف حفظه الله، وقد نشرته مؤسسة ( در راه حق ) في قم المقدّسة.

٢ - الثمرات للسيد محسن نواب بن السيد أحمد النواب اللكهنوي فانه تعريب وتلخيص لمجلدات من كتاب العبقات. ذكره صاحب الذريعة.

٣ - حديث مدينة العلم. لحفيد المؤلف السيد محمد سعيد - وسنترجم له - لخص فيه مجلد حديث مدينة العلم. وهذا مطبوع بالنجف الأشرف.

٩ - فشل القوم في الرّد عليه

قد أشرنا سابقاً الى أن نشاط الامام السيد دلدار على النقوي هو السبب في تأليف « التحفة الاثني عشرية »، وأن ذلك كان بداية فصل جديد للصراع العقائدي بين الطائفتين على صعيد المؤلفات في الردود والمناقشات فأول من رد على « التحفة » هو السيد دلدار علي نفسه، حيث رد عليها بكتاب « الصوارم الإلهيات في قطع شبهات عابدي العزى واللات » وكتاب « صارم الإسلام ». فرد عليه رشيد الدين الدهلوي تلميذ صاحب التحفة بكتاب « الشوكة العمرية ». فرد عليه حكيم باقر علي خان بكتاب « الحملة الحيدرية ».

١٢٥

الطاهر منا الشكر المتواصل، ومن الله تعالى لهما أجزل الأجور »(١) .

ورد الميرزا محمد الكامل على « التحفة » بكتاب « النزهة الاثنا عشرية » فرد عليه أحد العامة بكتاب أسماه « رجوم الشياطين »، فرد عليه السيد جعفر الموسوي بكتاب « معين الصادقين في رد رجوم الشياطين ».

ورد السيد محمد قلي والد صاحب العبقات على التحفة بـ « الأجناد الاثنا عشرية المحمدية ». فرد عليه محمد رشيد الدهلوي، فعاد السيد محمد قلي ورد عليه بكتاب « الاجوبة الفاخرة في الرد على الاشاعرة ».

اذن بقيت مواضيع كتاب « التحفة » موضع الأخذ والرد بين الطرفين، فان كلا من السيد دلدار علي وصاحب التحفة أسس لمذهبه مدرسة وقاد حركة وتزعم أسرة علمية وربى تلامذة

حتى جاء دور صاحب عبقات الأنوار، فألف كتابه العظيم في ظروف لا يصدر عن الشيعة شيء الا وقد رد عليه من قبل تلامذة الدهلوي والمدافعين عن تحفته، كحيدر علي الفيض آبادى، ومحمد رشيد الدين الدهلوي، وغيرهما من مشاهير المعاصرين له من علماء أهل السنة

ولكن لم نسمع حتى الآن صدور كتاب في الرد على عبقات الأنوار، مما يدل على عجز القوم عن الرد عليه فان عدم الرد هنا كاف في الدلالة على العجز.

أضف الى ذلك ما ذكره المحقق السني عبد الحي اللكهنوي المتوفى سنة ١٣٤١ في كتابه « نزهة الخواطر » بترجمة المولوي أمير حسن السهسواني المتوفى سنة ١٢٩١ قائلا: « واني سمعت بعض الفضلاء يقول: ان مولانا حيدر علي الفيض آبادي استقدمه الى حيدرآباد ورتب له ثلاثمائة ربية شهرياً ليعينه في الرد على « عبقات الأنوار ». لان أوقاته لا يفرغ لذلك لكثرة الخدمات السلطانية. فأبى قبوله وقال: اني لا أرضى بأن أحتمل هم ثلاثمائة ربية،

____________________

(١). الغدير ١ / ١٥٦.

١٢٦

أين أضعها؟ وفيهم أبذلها؟ »(١) .

أترى أن حيدر علي كان يهتم بالخدمات السلطانية أكثر من الرد على العبقات؟

أترى أن المانع للسهسواني عن قبول الدعوة عدم تمكنه من تحمل هم الربيات أين يضعها وفيم يبذلها؟

الحقيقة هي العجز عن الرد والا لترك الفيض آبادي الخدمات السلطانية حتى الانتهاء من الرد على « العبقات »، كما فعل السيد حامد حسين حيث اعتزل الناس والشئون الاجتماعية حتى وفق للرد على « التحفة ».

ولو كان السهسواني قادراً على الرد على العبقات للبى الدعوة وأخذ الربيات بل استحق الأكثر من الثلاثمائة بأضعاف مضاعفة

ولو كان صادقاً في العذر الذي ذكره لحضر الى حيدرآباد وأعان الفيض آبادي في تلك المهمة ثم اعتذر عن قبول الربيات

الحقيقة هي العجز عن الرد وكذلك كتاب العبقات لا يمكن الرد عليه فكان القول الفصل، والكلام الحاسم في النزاع والصراع بين أنصار « التحفة » والرادين عليها وهذا من خصائص هذا الكتاب لأنه الكتاب المعجز المبين، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فلا جرم أن أجمع علماء الشيعة على أنه لم يكتب مثله في بابه بين السلف والخلف فلله دره وعليه أجره.

____________________

(١). نزهة الخواطر ٧ / ٧٩.

١٢٧

الباب السادس

ترجمة مشاهير بيت صاحب العبقات (١).

*(١)*

ترجمة السيد محمد قلى

هو: السيد محمد قلي ابن السيد محمد حسين المعروف بالسيد الله كرم ابن السيد حامد حسين ابن السيد زين العابدين ابن السيد محمد المعروف بالسيد البولاقي ابن السيد محمد المعروف بالسيد مدا ابن السيد حسين المعروف بالسيد ميئهر ابن السيد جعفر ابن السيد علي ابن السيد كبير الدين ابن السيد شمس الدين ابن السيد جمال الدين ابن السيد شهاب الدين أبى المظفر حسين الملقب بسيد السادات المعروف بالسيد علاء الدين أعلى بزرك ابن السيد محمد المعروف بالسيد عز الدين ابن السيد شرف الدين أبي طالب المعروف بالسيد الأشرف ابن السيد محمد الملقب بالمهدي المعروف بالسيد محمد المحروق ابن حمزة ابن علي بن أبي محمد بن جعفر بن مهدي بن أبي طالب بن علي بن حمزة بن أبي القاسم حمزة ابن الامام أبي ابراهيم موسى الكاظم ابن الامام أبي عبد الله جعفر الصادق ابن الامام أبى جعفر محمد الباقر ابن الامام أبى محمد علي زين العابدين ابن السبط الشهيد الامام أبى عبد الله الحسين ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله

____________________

(١). قال شيخنا الحجة الطهراني ;: « ان هذا البيت الجليل من البيوت التي غمرها الله برحمته، فقد صب سبحانه وتعالى على أعلامه المواهب، وأمطر عليهم المؤهلات واسبل عليهم القابليات وغطاهم بالإلهام، واحاطهم بالتوفيق، فقد عرفوا قدر نعم الله عليهم فلم يضيعوها. بل كرسوا حياتهم وبذلوا جهودهم وأفنوا أعمارهم في الذب عن حياض الدين، وسعوا سعياً حثيثاً في تشييد دعائم المذهب الجعفري، فخدماتهم للشرع الشريف وتفانيهم دون إعلان كلمة الحق غير قابلة للحد والإحصاء، ولذا وجب حقهم على جميع الشيعة الامامية ممن عرف قدر نفسه واهتم لدينه ومذهبه » اعلام الشيعة - الكرام البررة - ٢ / ١٤٨.

١٢٨

وسلامه عليهم أجمعين(١) .

كان: متكلماً، محققاً، كثير التتبع، جامعاً بين المعقول والمنقول، جدلياً حسن المناظرة، ومن كبار علماء الامامية في بلاد الهند، وكان له الاهتمام البالغ في الرد على المخالفين، وقد قام بذلك أحسن قيام.

ولادته:

ولد السيد محمد قلي يوم الاثنين الخامس من شهر ذي القعدة سنة ١١٨٨ في بلدة كنتور(٢) .

أساتذته:

لم يذكر المترجمون له من أساتذته سوى: الامام الأكبر السيد دلدار علي النقوي، ولعله لم يأخذ الا منه ولم يحضر على غيره، إذ به الكفاية في جميع العلوم كما يظهر من تراجم العلماء له(٣) .

____________________

(١). تكملة نجوم السماء ٢ / ٢٥. الفضل الجلى ص ٢ عن تذكرة ناصر الملة.

(٢). الفضل الجلى.

(٣). هو: من أعاظم علماء الشيعة في عصره وكبار فحول علماء الهند، وهو الذي نشر عقائد الشيعة هناك، عبر عنه الشيخ صاحب الجواهر بكلمات قلما جاءت في حق أحد من الشيخرحمه‌الله ومن غيره، قرأ في الهند، وهاجر الى العراق فحضر في كربلاء المقدسة على الوحيد البهبهاني وصاحب الرياض والميرزا الشهرستاني، وفي النجف الأشرف على السيد بحر العلوم، ثم سافر الى مشهد الرضا، فحضر هناك على الشهيد السيد محمد مهدى ابن هداية الله الخراساني، ثم رجع الى بلاده حاملا الإجازات والشهادات الثمينة، وخلف آثاراً جليلة في الفقه والأصول والفلسفة والكلام، وأولاداً علماء أبرار ستأتى تراجم بعضهم ولد سنة ١١٦٦، وتوفى سنة ١٢٣٥.

ريحانة الأدب ٤ / ٢٣٠، اعلام الشيعة الترجمة رقم ٩٤٨

١٢٩

مؤلفاته:

١ - تطهير المؤمنين عن نجاسة المشركين(١) .

٢ - تكميل الميزان في علم الصرف(٢) .

٣ - رسالة في التقية(٣) .

٤ - تقريب الافهام في تفسير آيات الاحكام(٤) .

٥ - الشعلة الظفرية(٥) في الرد على الشوكة العمرية لرشيد الدين الدهلوي.

٦ - حكم أحاديث الصحيحين.

٧ - الفتوحات الحيدرية، في الرد على كتاب الصراط المستقيم لعبد الحق الدهلوي(٦) .

٨ - أحكام العدالة العلوية(٧) .

٩ - الحواشي والمطالعات(٨) .

١٠ - رسالة في الكبائر(٩) .

١١ - الاجوبة الفاخرة في رد الاشاعرة(١٠) .

وذكروا في مؤلفاته « نفاق الشيخين » لكن في نزهة الخواطر: « نفاق الشيخين بحكم أحاديث الصحيحين » فيكون كتاباً واحداً.

____________________

(١). الذريعة ٤ / ٢٠٢.

(٢). المصدر ٤ / ٤١٦.

(٣). المصدر ٤ / ٤٠٥.

(٤). المصدر ٤ / ٤٦٦.

(٥). المصدر ١٤ / ١٩٩.

(٦). المصدر ١٦ / ١١٦.

(٧). المصدر ١ / ٢٩٩.

(٨). القول الجلى.

(٩). الذريعة ١٧ / ٢٥٩.

(١٠). المصدر ٢ / ٦٧٧.

١٣٠

هذا بالاضافة الى كتبه التي رد بها على أبواب من ( التحفة الاثنا عشرية ) والتي سنوافيك بأسمائها.

وفاته:

وتوفي في ٤ محرم سنة ١٢٦٠ رحمة الله تعالى عليه(١) . وقد أرخه العلامة السيد محمد عباس التستري بقوله كما في ( أحسن الوديعة ): « لموته هو اقبال يوم عاشوراء ».

*(٢)*

ترجمة السيد حامد حسين

هو: السيد حامد حسين ابن السيد محمد قلي المذكور

كلمات العلماء في حقه:

١ - قال الحجة الامين العاملي:

« كان من أكابر المتكلمين الباحثين عن اسرار الديانة، والذابين عن بيضة الشريعة وحوزة الدين الحنيف، علامة نحريراً ماهراً بصناعة الكلام والجدل، محيطاً بالأخبار والآثار، واسع الاطلاع، كثير التتبع، دائم المطالعة، لم ير مثله في صناعة الكلام والإحاطة بالأخبار والآثار في عصره بل وقبل عصره بزمان طويل وبعد عصره حتى اليوم.

ولو قلنا: انه لم ينبغ مثله في ذلك بين الامامية بعد عصر المفيد والمرتضى لم نكن مبالغين، يعلم ذلك من مطالعة كتابه ( العبقات ) وساعده على ذلك ما في بلاده من حرية الفكر والقول والتأليف والنشر، وطار صيته

____________________

(١). مصادر الترجمة: ريحانة الأدب ٤ / ٥٥، أعيان الشيعة ٤٦ / ١٦١. الفضل الجلى في ترجمة السيد محمد قلى.

١٣١

في الشرق والغرب وأذعن لفضله عظماء العلماء.

وكان جامعاً لكثير من فنون العلم، متكلماً، محدثاً، رجالياً، أديباً، قضى عمره في الدرس والتصنيف والتأليف والمطالعة »(١) .

٢ - وقال شيخنا الحجة الطهراني ما ملخصه:

« من أكابر متكلمي الامامية وأعاظم علماء الشيعة المتبحرين في أوليات هذا القرن، كان كثير التتبع، واسع الاطلاع والإحاطة بالآثار والاخبار والتراث الإسلامي، بلغ في ذلك مبلغاً لم يبلغه أحد من معاصريه ولا المتأخرين عنه، بل ولا كثير من أعلام القرون السابقة، أفنى عمره الشريف في البحث عن اسرار الديانة والذب عن بيضة الإسلام وحوزة الدين الحنيف، ولا أعهد في القرون المتأخرة من جاهد جهاده وبذل في سبيل الحقائق الراهنة طارفه وتلاده، ولم تر عين الزمان في جميع الأمصار والاعصار مضاهياً له في تتبعه وكثرة اطلاعه ودقته وذكائه وشدة حفظه وضبطه.

قال سيدنا الحسن الصدر في ( التكملة ): كان من أكابر المتكلمين، وأعلام علماء الدين وأساطين المناظرين المجاهدين، بذل عمره في نصرة الدين وحماية شريعة سيد المرسلين والأئمة الهادين، بتحقيقات أنيقة وتدقيقات رشيقة، واحتجاجات برهانية، وإلزامات نبوية، واستدلالات علوية، ونقوض رضوية حتى عاد الباب من ( التحفة الاثني عشرية ) خطابات شعرية وعبارات هندية تضحك منها البرية، ولا عجب:

فالشبل من ذاك الهزبر وانما

تلد الأسود الضاريات أسودا »(٢) .

____________________

(١). أعيان الشيعة ١٨ / ٣٧١.

(٢). أعلام الشيعة ١ / ٣٤٧.

١٣٢

٣ - وقال المحقق الشيخ محمد على التبريزي ما تعريبه:

« حجة الإسلام والمسلمين، لسان الفقهاء والمجتهدين، ترجمان الحكماء والمتكلمين علامة العصر مير حامد حسين، من ثقات وأركان علماء الامامية، ووجوه وأعيان فقهاء الاثني عشرية، كان جامعاً للعلوم العقلية والنقلية، بل من آيات الله وحجج الفرقة المحقة، ومن مخافر الشيعة بل الامة الإسلامية، وبالاخص فانه يعد من أسباب افتخار قرننا على سائر القرون »(١) .

٤ - وقال العلامة المحدث القمي ما تعريبه:

« السيد الأجل العلامة والفاضل الورع الفهامة، الفقيه المتكلم المحقق والمفسر المحدث المدقق، حجة الإسلام والمسلمين آية الله في العالمين، وناشر مذهب آبائه الطاهرين، السيف القاطع والركن الدافع والبحر الزاخر والسحاب الماطر، الذي شهد بكثرة فضله العاكف والبادي، وارتوى من بحار علمه الضمآن والصادي:

هو البحر لا بل دون ما علمه البحر

هو البدر لا بل دون طلعته البدر

هو النجم لا بل دونه النجم طلعة

هو الدر لا بل دون منطقه الدر

هو العالم المشهور في العصر والذي

به بين أرباب النهى افتخر العصر

هو الكامل الأوصاف في العلم والنقي

فطاب به في كل ما قطر الذكر

محاسنه جلت عن الحصر وازدهى

بأوصافه نظم القصائد والنثر

____________________

(١). ريحانة الأدب ٣ / ٤٣٢.

١٣٣

وبالجملة: فان وجوده كان من آيات الله وحجج الشيعة الاثني عشرية، ومن طالع كتابه ( العبقات ) يعلم انه لم يصنف على هذا المنوال في الكلام - لا سيما في مبحث الامامة - من صدر الإسلام حتى الآن »(١) .

٥ - وقال عمر رضا كحالة:

« أمير، متكلم، فقيه، أديب »(٢) .

٦ - وقال صاحب تكملة نجوم السماء:

« آية الله في العالمين وحجته على الجاحدين، وارث علوم أوصياء خير البشر المجدد للمذهب الجعفري على رأس المائة الثالثة عشر، مولانا ومولى الكونين المقتفي لآثار آبائه المصطفين جناب السيد حامد حسين أعلى الله مقامه وزاد في الخلد إكرامه.

بلغ في علو المرتبة وسمو المنزلة مقاماً تقصر عقول العقلاء وألباب الالباء عن دركه، وتعجز ألسنة البلغاء وقرائح الفصحاء عن بيان أيسر فضائله »(٣) .

٧ - وقال صاحب المآثر والآثار:

« مير حامد حسين اللكهنوي آية من الآيات الالهية، وحجة من حجج الشيعة الاثني عشرية، جمع الى الفقه التضلع في علم الحديث والإحاطة بالأخبار والآثار وتراجم رجال الفريقين، فكان في ذلك المتفرد بين الامامية، وهو صاحب المقام المشهود والموقف المشهور بين المسلمين في فن

____________________

(١). الفوائد الرضوية ٩١ - ٩٢.

(٢). معجم المؤلفين.

(٣). تكملة نجوم السماء ٢ / ٢٤.

١٣٤

الكلام - ولا سيما مبحث الامامة - ومن وقف على كتابه عبقات الأنوار علم انه لم يصنف على منواله في الشيعة من الأولين والآخرين ومن الأمارات على كونه مؤيداً من عند الله ظفره بكتاب الصواقع لنصر الله الكابلي الذي انتحل الدهلوي كله »(١) .

٨ - وقال صاحب احسن الوديعة:

« لسان الفقهاء والمجتهدين، وترجمان الحكماء والمتكلمين، وسند المحدثين مولانا السيد حامد حسين كانرحمه‌الله من أكابر المتكلمين الباحثين في الديانة، والذابين عن بيضة الشريعة وحوزة الدين الحنيف، وقد طار صيته في الشرق والغرب، وأذعن بفضله صناديد العجم والعرب، وكان جامعاً لفنون العلم، واسع الإحاطة، كثير التتبع، دائم المطالعة، محدثاً رجالياً أديباً أريباً، وقد قضى عمره الشريف في التصنيف والتأليف، فيقال انه كتب بيمناه حتى عجزت بكثرة العمل، فأضحى يكتب باليسرى.

وله مكتبة كبيرة في لكهنو، وحيدة في كثرة العدد من صنوف الكتب، ولا سيما كتب المخالفين.

وبالجملة، فهو في الديار الهندية سيد المسلمين حقاً وشيخ الاسلام صدقاً وأهل عصره كلهم مذعنون لعلو شأنه في الدين والسيادة وحسن الاعتقاد وكثرة الاطلاع وسعة الباع ولزوم طريقة السلف »(٢) .

أساتذته:

قرأقدس‌سره المقدمات ومبادئ العلوم والكلام على والده العلامة، وأخذ لفقه والاصول عن السيد حسين(٣) بن السيد دلدار علي المذكور سابقاً

____________________

(١). المآثر والآثار: ١٦٨.

(٢). أحسن الوديعة في تراجم علماء الشيعة: ١٠٣.

(٣). من مشاهير علماء الشيعة في الهند، لقب بـ ( سيد العلماء ) نشأ على أبيه واخوته بلع رتبة =

١٣٥

والمعقول عن السيد مرتضى(١) بن السيد محمد بن السيد دلدار علي، والادب عن المفتي السيد محمد عباس(٢) .

وهؤلاء كلهم من أعاظم الوقت وأشهر مشاهير ذلك العصر.

تصانيفه:

قال شيخنا العلامة الطهراني: « وله تصانيف جليلة نافعة، تموج بمياه التحقيق والتدقيق، وتوقف على ما لهذا الحبر من المادة الغزيرة وتعلم الناس بأنه بحر طام لا ساحل له »(٣) وهي ( عدا العبقات ):

١ - استقصاء الافحام واستيفاء الانتقام في رد منتهى الكلام لحيدر على الفيض آبادي، كتبه في الرد على الامامية(٤) .

٢ - اسفار الانوار عن حقائق أفضل الاسفار، شرح فيه وقائع سفره

____________________

= الاجتهاد في سن الشاب، نبغ نبوغاً باهراً وذاع صيته وقصده الطلاب. وله خدمات جليلة في العتبات المقدسة، ومصنفات ثمينة منها.

(١). مناهج التحقيق ومعارج التدقيق، فقه.

(٢). روضة الاحكام في مسائل الحلال والحرام.

(٣). الافادات الحسينية في تصحيح العقائد الدينية، في الرد على مقالات الشيخ أحمد الاحسائى.

(٤). طرد المعاندين.

ولد سنة ١٢١١ - وتوفى سنة ١٢٧٣. أعلام الشيعة ( الكرام البررة ) الترجمة رقم ٧٩٣.

(١). كان عارفاً بالعلوم العقلية وتوفى شاباً في حياة والده، وكان عالماً كاملا أريباً، وأما والده ( السيد محمد ) فكان من كبار مجتهدى الشيعة ومن أعاظم متكلميهم في الهند، لقب بـ ( سلطان العلماء ) أحسن الوديعة ١ / ٤٣، ريحانة الادب، وغيرهما.

(٢). هو العالم الشقير أديب الهند الكبير المفتي محمد عباس التستري من العلماء الاعلام ( الكرام البررة في ترجمة السيد حسين النقوى ).

(٣). اعلام الشيعة - ترجمته.

(٤). الذريعة ٢ / ٣١.

١٣٦

الى بيت الله الحرام وزيارة الائمة الطاهرينعليهم‌السلام (١). والظاهر انه ( الرحلة المكية والسوانح السفرية ) الذي ذكره كحالة(٢) .

٣ - الشريعة الغراء، فقه كامل(٣) .

٤ - الشعلة الجوالة، بحث فيه إحراق المصاحف على عهد عثمان(٤) .

٥ - شمع المجالس، قصائد له في رثاء الحسين سيد الشهداءعليهم‌السلام (٥) .

٦ - الطارف، مجموعة ألغاز ومعميات(٦) .

٧ - صفحة الالماس في أحكام الارتماس(٧) .

٨ - العشرة الكاملة، حل فيه عشرة مسائل مشكلة(٨) .

٩ - افحام أهل المين في رد ازالة الغين(٩) وهو لحيدر علي الفيض آبادي.

١٠ - شمع ودمع، شعر فارسي(١٠) .

١١ - الظل الممدود والطلح المنضود(١١) .

____________________

(١). الذريعة ٢ / ٦٠.

(٢). معجم المؤلفين ٣ / ١٧٨.

(٣). الذريعة ١٤ / ١٨٧.

(٤). المصدر ١٤ / ١٩٨.

(٥). المصدر ١٤ / ٢٣١.

(٦). المصدر ١٥ / ١٣٣.

(٧). المصدر ١٥ / ٤٧.

(٨). ولعله نفس كتاب كشف المعضلات في حل المشكلات الذي جاء في تكملة نجوم السماء ٢ / ٣١.

(٩). الذريعة ٢ / ٢٥٧.

(١٠). المصدر ١٤ / ٢٣٣.

(١١). المصدر ١٥ / ٢٠١.

١٣٧

١٢ - العضب البتار في مبحث آية الغار(١) .

١٣ - الدرر السنية في المكاتيب والمنشآت العربية(٢) .

١٤ - الذرائع في شرح الشرائع(٣) .

١٥ - شوارق النصوص(٤) .

١٦ - درة التحقيق(٥) .

قال المحقق التبريزي: « وقد صرح بعض الاكابر ببلوغ مؤلفاته المائتين مجلداً »(٦) .

وفي ( أعلام الشيعة ): « الامر العجيب أنه ألف هذه الكتب النفائس والموسوعات الكبار وهو لا يكتب الا بالحبر والقرطاس الاسلاميين، لكثرة تقواه وتورعه، وأمر تحرزه عن صنائع غير المسلمين مشهور متواتر »(٧) .

وفاته:

توفى بلكهنو في ١٨ صفر سنة ١٣٠٦ ودفن في حسينية له هناك.

وقد كانت ولادته سنة ١٢٤٦.

رثاؤه:

وقد رثاه جماعة من شعراء عصره بقصائد طبعت في مجموعة باسم ( القصائد المشكلة في المرائي المثكلة ). احتوت هذه المجموعة على قصائد من:

____________________

(١). المصدر ١٥ / ٢٧٧.

(٢). تكملة نجوم السماء ٢ / ٣١.

(٣). المصدر.

(٤). ذكره في مجلد حديث الطير.

(٥). ذكره في مجلد حديث مدينة العلم كما في ترجمة المؤلف في حديث الثقلين طبعة أصفهان.

(٦). ريحانة الادب ٣ / ٤٣٢.

(٧). اعلام الشيعة ( نقباء البشر ) ١ / ٣٤٧.

١٣٨

١ - الشيخ محمد سعيد ابن الشيخ محمود سعيد نائب سادن الروضة الحيدرية.

٢ - السيد حسين الواعظ اليزدي الطباطبائي الحائري.

٣ - الشيخ جعفر العرب.

٤ - السيد كلب مهدي الجائسي الهندي.

٥ - قصيدة أخرى للسيد كلب مهدي.

٦ - قصيدة أخرى للشيخ محمد سعيد.

٧ - قصيدة أخرى للسيد حسين الواعظ.

٨ - قصيدة ثالثة للسيد حسين الواعظ.

٩ - قصيدة للسيد محمد حسين ابن السيد جعفر آل بحر العلوم الطباطبائي.

١٠ - قصيدة السيد مهدي ابن السيد طاهر القزويني.

١١ - قصيدة الشيخ محمد حسين ابن الشيخ محسن الحائري.

١٢ - قصيدة للسيد حسن اليزدي الحائري.

١٣ - قصيدة أخرى للشيخ محمد حسين الحائري.

١٤ - قصيدة أخرى للسيد كلب مهدي الهندي.

١٥ - قصيدة أخرى للشيخ محمد سعيد.

١٦ - قصيدة أخرى للسيد محمد حسين آل بحر العلوم.

١٧ - قصيدة أخرى للسيد كلب مهدي.

*(٣)*

ترجمة السيد اعجاز حسين

هو: السيد اعجاز حسين ابن السيد محمد قلي المذكور، وكان عالماً متبحراً خبيراً بالعلوم والاخبار، ومن كبار رجالات الشيعة في الهند ومن أعاظم علمائهم.

١٣٩

ولع - بالوراثة عن والده - بالتتبع والتنقيب والبحث والتحقيق، ولا سيما فيما يعود الى مسائل الخلاف بين الطائفتين الشيعة والسنة، وكان من جلالة القدر وعظم الشأن بمكان.

قال عبد الحي بترجمته: « أحد العلماء المشهورين في مذهب الشيعة الامامية ولد بمدينة ميرته لتسع بقين من رجب سنة ١٢٤٠ »(١) .

اساتذته:

نشأ على أبيه وأخيه السيد حامد حسين وناهيك بها نشأة علمية عالية.

مؤلفاته:

له تآليف ثمينة وآثار جليلة منها:

١ - كشف الحجب والاستار عن وجه الكتب والاسفار(٢) قال شيخنا الحجة الطهراني: « فهرس لمؤلفات الشيعة، لم يحتو الا على نزر قليل، فانه لم يزد فيه على ما في خزانة كتبهم الجليلة الا قليلا، ولذا منعه شيخنا العلامة الاكبر الحجة الميرزا حسين النوري المتوفى ١٣٢٠ من طبعه ونشره، مخافة ان يظن الا جانب انحصار مؤلفات الشيعة بذلك المقدار، وقد اهدى نسخته بخطه لشيخنا المذكور، وذلك حين تشرفه للزيارة في النجف الأشرف مع أخيه العلامة السيد حامد حسين مؤلف عبقات الانوار، وقد كان عازماً على طبعه، ولما منعه الاستاذ اهداه اليه، وهو الان في مكتبة سبط الاستاذ المذكور. وقد طبع في الهند أخيراً في سنة ١٣٣٣ باشراف

____________________

(١). نزهة الخواطر ٧ / ٦٦ - ٣١.

(٢). الذريعة ١٨ / ٢٧.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

خلفتموني فيهما.

قال: فأعضل علينا ما ندري ما الثقلان حتى قام رجل من المهاجرين قال: بأبي وأمي أنت يا رسول الله وما الثقلان؟ قال: الاكبر منهما كتاب الله، سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم، تمسكوا به ولا تزلوا ولا تضلوا، والاصغر منهما عترتي، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم، فاني قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني، وناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل ووليهما لي ولي وعدوهما لي عدو، ألا فانها لن تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها وتظاهر على نبيها وتقتل من قام بالقسط.

ثم أخذ بيد علي بن أبى طالبرضي‌الله‌عنه ورفعها وقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

ترجمته:

وترجم له جماعة من العلماء، ومما يدل على عظمته وجلالته استناد العلامة الامير الى كتابه ( محاسن الازهار )، ونقله عنه كثيراً في كتابه ( الروضة الندية )، مع وصفه بـ « العلامة الفقيه » وتارة « الفقيه العلامة حميد الشهيدرحمه‌الله ».

وكذا رواية القاضي الشوكاني لكتابه المذكور، فانه يعد بذلك من جملة مشايخ الشوكانى في الاجازة، قال الشوكاني: « محاسن الازهار لحميد الشهيد، أرويها بالاسناد المتقدم في الديباج الى الداودي عن القاسم بن أحمد ابن حميد عن المؤلف »(١) .

____________________

(١). اتحاف الاكابر باسناد الدفاتر: ٧٨.

٤٢١

*(١٣١)*

رواية نور الدين الهيثمي

روى الهيثمي حديث الثقلين في كتابه ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ) - وهو الكتاب الذي جمع فيه زوائد الكتب الستة من ( مسند أحمد ) و ( مسند البزار ) و ( مسند أبي يعلى ) و ( المعاجم الثلاثة للطبراني ) - على ما نص عليه المناوي إذ قال في شرح الحديث: « قال الهيثمي رجاله موثقون، ورواه أيضاً أبو يعلى بسند لا بأس به، والحافظ عبد العزيز بن الاخضر، وزاد أنه قال في حجة الوداع، ووهم من زعم ضعفه كابن الجوزي. قال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة »(١) .

ترجمته:

١ - شمس الدين السخاوي : « على بن أبى بكر بن سليمان بن أبي بكر ابن عمر بن صالح، نور الدين أبو الحسن الهيثمي القاهري الشافعي الحافظ، ويعرف بالهيثمي، كان أبوه صاحب حانوت بالصحراء، فولد له هذا في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة، فنشأ فقرأ القرآن، ثم صحب الزين العراقي وهو بالغ، ولم يفارقه سفراً وحضراً حتى مات وهو مكثر سماعاً وشيوخاً، ولم يكن الزين يعتمد في شيء من أموره الا عليه، حتى أنه أرسله مع ولده الولي لما ارتحل بنفسه الى دمشق، وزوجه ابنته خديجة ورزق منها عدة أولاد.

وكتب الكثير من تصانيف الشيخ، بل قرأ عليه أكثرها، وتخرج به في الحديث، بل دربه في افراد زوائد كتب كالمعاجم الثلاثة للطبراني والمسانيد لأحمد والبزار وأبي يعلى على الكتب الستة. وابتدأ أولا بزوائد أحمد فجاء في مجلدين، وكل واحد من الخمسة الباقية في تصنيف مستقل الا الطبراني

____________________

(١). فيض القدير - شرح الجامع الصغير ٣ / ١٥ وانظر: مجمع الزوائد ٩ / ١٦٣.

٤٢٢

الاوسط والصغير منهما في تصنيف، ثم جمع الجميع في كتاب واحد محذوف الاسانيد سماه ( مجمع الزوائد ). وكذا أفرد زوائد صحيح ابن حبان على الصحيحين، ورتب أحاديث الحلية لابي نعيم على الابواب، ومات عنه مسودة فبيّضه وأكمله شيخنا في مجلدين، واحاديث الغيلانيات والخلعيات وفوائد ابى تمام والافراد للدارقطنى أيضاً على الابواب في مجلدين. ورتب كلا من ثقات ابن حبان والعجلي على الحروف

وكان عجباً في الدين والتقوى والزهد والاقبال على العلم والعبادة والاوراد، وخدمة الشيخ وعدم مخالطة الناس في شيء من الامور، والمحبة في الحديث وأهله، وحدث بالكثير رفيقاً للزين، بل قل أن حدث الزين بشيء الا وهو معه، وكذلك قل أن حدث هو بمفرده، لكنهم بعد وفاة الشيخ أكثروا عنه، ومع ذلك فلم يغير حاله ولا تصدر وتمشيخ

وقد ترجمه ابن خطيب الناصرية في ذيل تاريخ حلب، والتقي الفاسي في ذيل التقييد، وشيخنا في معجمه وانبائه ومشيخة البرهان الحلبي، والغرس خليل الاقفهسي في معجم ابن ظهيرة، والتقى ابن فهد في معجمه وذيل الحفاظ وخلق كالمقريزي في عقوده.

قال شيخنا في معجمه: وكان خيراً ساكناً ليناً سليم الفطرة، شديد الانكار للمنكر، كثير الاحتمال لشيخنا ولاولاده، محباً في الحديث وأهله

وقال في أنبائه: انه صار كثير الاستحضار للمتون جداً لكثرة الممارسة، وكان هيناً ليناً ديناً خيراً محباً في أهل الخير، لا يسأم ولا يضجر من خدمة الشيخ وكتابة الحديث، سليم الفطرة كثير الخير والاحتمال والاذى، خصوصاً عن جماعة الشيخ، وقد شهد لي بالتقدم في الفن جزاه الله عني خيراً.

وقال البرهان الحلبي: انه كان من محاسن القاهرة.

وقال التقي الفاسي: كان كثير الحفظ للمتون والاثار صالحاً خيراً

٤٢٣

وقال الاقفهسي: كان اماماً عالماً حافظاً زاهداً متواضعاً متودداً الى الناس، ذا عبادة وتقشف وورع - انتهى.

والثناء على دينه وزهده وورعه ونحو ذلك كثير جداً، بل هو في ذلك كلمة اتفاق، وأما في الحديث فالحق ما قاله شيخنا »(١) .

٢ - الجلال السيوطي : « الهيثمي الحافظ قال الحافظ ابن حجر: كان خيراً ساكناً صيناً ليناً سليم الفطرة شديد الانكار للمنكر لا يترك قيام الليل، مات في تاسع عشرين رمضان سنة ٨٠٧ »(٢) .

٣ - الجلال السيوطي أيضاً في ذكر من كان بمصر من حفاظ الحديث ونقاده، كما تقدم(٣) .

٤ - والشوكانى بمثل ما تقدم(٤) .

*(١٣٢)*

رواية المجد الفيروزآبادي

روى حديث الثقلين قائلا: « والثقل محركة متاع المسافر وحشمه وكل شيء نفيس مصون، ومنه الحديث: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي »(٥) .

ترجمته:

١ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ٤ / ٧٩ ).

٢ - وتقى الدين الفاسى في ( العقد الثمين في تاريخ البلد الامين ).

____________________

(١). الضوء اللامع ٥ / ٢٠٠.

(٢). طبقات الحفاظ: ٥٤١.

(٣). حسن المحاضرة ١ / ٣٦٢.

(٤). البدر الطالع ١ / ٤٤.

(٥). القاموس المحيط ٣ / ٣٤٣.

٤٢٤

٣ - والسخاوي في ( الضوء اللامع لاهل القرن التاسع ١٠ / ٧٩ ).

٤ - والجلال السيوطي في ( بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ١١٧ - ١١٨ ).

٥ - والشوكانى في ( البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ٢ / ٢٨٠ ).

٦ - والقنوجى في ( التاج المكلل ٨١٧ ) وغيرهم.

وبملاحظة هذه المصادر يتبين شأن المجد الشيرازي الفيروزآبادي لدى أبناء السنة.

*(١٣٣)*

رواية الحافظ البخاري المعروف بـ ( خواجة بارسا )*

روى حديث الثقلين في كتابه ( فصل الخطاب ) فقد قال فيه ما نصه: « وقال الشيخ الامام العارف الولي أبو عبد الله محمد بن علي الحكيم الترمذي قدس الله تعالى روحه في كتاب ( نوادر الاصول في معرفة أخبار الرسول ) في الاصل الموفي خمسين: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء، قال حدثنا زيد بن الحسن الانماطي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه رضي الله عنهما، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: يا أيها الناس قد تركت ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي.

حدثنا نصر، قال حدثنا زيد بن الحسن، قال حدثنا معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاريرضي‌الله‌عنه قال: لما صدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع خطب فقال: يا أيها الناس انه قد نبأنى اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي الا مثل نصف عمر الذي بليه من قبل، واني أظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، واني فرطكم على الحوض، واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا

٤٢٥

كيف تخلفوني فيهما، الثقل الاكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله سبحانه وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا. وعترتي أهل بيتي، فاني قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ».

وقال فيه نقلا عن جامع الاصول: « وقال زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه : قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً فيناً خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيب، واني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. أخرجه مسلم رحمه الله تعالى.

قال زيدرضي‌الله‌عنه : اهل بيتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حرم الصدقة بعده، آل عليّ وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس رضي الله عنهم. قيل لزيد: أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده - كذا أخرجه مسلمرحمه‌الله ».

ترجمته:

١ - الكفوى : « محمد بن محمد بن محمود الحافظي البخاري المعروف بخواجه محمد بارسا. أعز خلفاء الشيخ الكبير خواجه بهاء الدين نقشبند قدس الله أرواحهما. كان من نسل حافظ الدين الكبير تلميذ شمس الأئمة الكردري قد نص عليه في ذكر محمود الانجير الماضي في قلب الكتيبة الحادي عشر.

ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة، وقرأ العلوم على علماء عصره، وقد كان قد بهر على أقرانه في دهره، وحصل الفروع والاصول، وبرع في المعقول

٤٢٦

والمنقول، وكان شاباً.

أخذ الفقه عن قدوة وبقية أعلام الهدى الشيخ الامام الشيخ العارف الولي أبو الطاهر محمد بن الحسن بن علي الطاهر، ووقع منه الاجازة في أواخر شعبان سنة ست وسبعين وسبعمائة في بخارى. وروي عن خواجه محمد بارسا أنه قال: أجازنى بقية أعلام الهدى أبو الطاهر اني أروي عنه ما قرأت عليه وما سمعت من الفروع والاصول، وأدرس ما أحرزته من المعقول والمنقول على الشرط المشروط عند النقلة والرواة، وقد أكملت في تلك السنة عشرين، وذلك في أواخر شعبان سنة ست وسبعين وسبعمائة.

وأخذ أبو الطاهر عن الشيخ الامام مولانا صدر الشريعة عبيد الله البرهاني المحبوبى، ووقع الاجازة منه في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وسبعمائة. وهو أخذ عن جده تاج الدين محمود بن صدر الشريعة أحمد بن جمال الدين عبيد الله المحبوبي، عن أبيه أحمد عن أبيه جمال الدين، عن الشيخ الامام المفتي امام زاده صاحب الشرعة، عن العماد الزرنجري عن أبيه شمس الائمة الزرنجرى عن شمس الأئمة السرخسي، عن شمس الائمة الحلواني عن أبي على النسفي عن الشيخ الامام أبي بكر محمد بن أبي الفضل، عن عبد الله السدموني عن أبي عبد الله عن أبي حفص الكبير، عن أبيه عن محمد عن أبي حنيفة رحمة الله عليهم أجمعين.

وأخذ الفروع والاصول عنه المولى العالم الكامل الياس بن يحيى بن حمزة الرومي، وأجازه ببخارى يوم الجمعة الحادي والعشرين من شعبان سنة احدى وعشرين وثمانمائة، وأخذ عنه أيضاً ولده المولى العارف الرباني حافظ الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمود الحافظى البخاري الشهير بخواجه أبو نصر بارسا »(١) .

٢ - غياث الدين المدعو بـ ( خواندمير ) في تاريخه ( حبيب السيرفي

____________________

(١). كتائب اعلام الاخيار.

٤٢٧

اخبار افراد البشر ): « كان من أولاد عبد الله بن جعفر الطيار رضي الله عنهما، توجه في محرم سنة ٨٢٢ لاداء فريضة الحج وزيارة قبر خير الانام عليه الصلاة والسلام وكلما دخل بلدة أو قرية تلقاه أهلها وعلماؤها بالاكرام والاعزاز، وعند ما وصل مكة وفرغ من المناسك ابتلي بمرض شديد حتى انه طاف الطواف الاخير وهو محمول. ثم انه توجه الى المدينة على ما هو عليه من الضعف والمرض، فبينما هو في بعض الطريق اذ أمر أحد أصحابه بكتابة هذه الكلمات:

بسم الله الرحمن الرحيم. جاءنى سيد الطائفة الجنيد قدس الله سره في ضحوة يوم السبت التاسع عشر من ذي لحجة سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة عند انصرافنا من مكة المكرمة زادها الله تعالى تكريما، ونحن نسير مع الركب وأنا بين النوم واليقظة، فقال لي: زيارة وبشارة، القصد مقبول. فحفظت هذه الكلمة وسررت بها، ثم استيقظت من الحالة الواقعة بين النوم واليقظة، والحمد لله على ذلك.

حتى وصل المدينة المنورة يوم الاربعاء في الثالث والعشرين من الشهر نفسه، فتوفي يوم الخميس، فصلى عليه مولانا شمس الدين الفناري، وأهل الركب ليلة الجمعة، ودفن في تلك الليلة بجوار العباسرضي‌الله‌عنه .

ومن مؤلفات الخواجة محمد پارسا كتاب ( فصل الخطاب ) وهو الكتاب الذي لا ينظر اليه علماء الشيعة بنظر الاعتبار ».

٣ - ومجد الدين البدخشانى في ( جامع السلاسل - مخطوط ).

٤ - وعبد الرحمن الجامى كما تقدم(١) .

وهذا المقدار كاف لمعرفة عظمة الرجل

____________________

(١). نفحات الانس: ٣٩٢.

٤٢٨

*(١٣٤)*

رواية ملك العلماء شهاب الدين الدولت آبادي

روى حديث الثقلين بطرق عدة من الكتب المعتبرة في الاخبار والسنة، مع بيانات له تؤكد معنى الحديث وتصريح بما هو الحق الذي لا ريب فيه.

قال في الجلوة الاولى فيما جاء في تمسكهم: « وفي ( دستور الحقائق ) للامام فخر الدين الهانسويرحمه‌الله : روى عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن حجة الوداع ونزل عند غدير خم - وهو اسم موضع بين مكة والمدينة - فأخر أن يجمع رحال الابل، فجعلها كالمنبر فصعد عليها وقال: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي.

و فيه أيضاً: من أراد أن يتمسك بالحبل المتين فليحب علياً وذريته.

و في ( المشارق ) في باب أما و ( المصابيح ) عن زيد بن أرقم قال: قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فينا خطيباً بماء يسمى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد يا أيها الناس، انما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.

و في ( العمدة ) و ( الدرر ) و ( تاج الاسامي ): اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ولن تضلوا أبداً ان تمسكتم بهما.

و في ( الاربعين عن الاربعين ) و ( كتاب الشفاء ) و ( نصاب الاخبار ) و ( المصابيح ) و ( مشكاة الانوار ) و ( النسائية ): أنا محمد بن المثنى، قال نبأ يحيى [ بن حماد، قال أنا أبو عوانة، عن سليمان، قال ثنا حبيب ] بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن ثم قال: اني

٤٢٩

دعيت فأجبت، واني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أعظم من الاخر وأكبر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

و في ( المصابيح ) في الحسان: عن جابررضي‌الله‌عنه قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الناقة القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس اني تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي »(١) .

ثم انه تكلم على هذا الحديث وأحاديث أخرى بما لا مزيد عليه، إذ شرحها شرحاً يكشف عن أسرارها ويوضح مقصود النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من تلك الاقوال، كلمة كلمة.

ثم انه رواه في الجلوة الثالثة والخامسة والسادسة من كتابه المذكور.

كما رواه في كتابه الاخر ( مناقب السادات ).

ترجمته:

١ - الشيخ عبد الحق الدهلوي في ( أخبار الاخيار ).

٢ - ومحمد محبوب عالم في ( تفسير شاهي ) حيث ينقل عنه.

٣ - وولى الله الدهلوي ( والد الدهلوي ) في ( المقدمة السنية ).

٤ - والكاتب الجلبى في ( كشف الظنون ) حيث ذكر كتبه.

٥ - وغلام على آزاد في ( سبحة المرجان في علماء هندوستان ٣٩ ).

٦ - ورشيد الدين خان الدهلوي في ( ايضاح لطافة المقال ) و ( غرة الراشدين ).

وهذا تعريب ما ذكره الشيخ عبد الحق الدهلوي في ترجمة الدولت آبادي:

« القاضي شهاب الدين الدولت آبادي، أوصافه أشهر من أن تذكر،

____________________

(١). هداية السعداء - مخطوط.

٤٣٠

فانه - وان كان في عصره علماء وأساتذة كثيرون - اشتهر من بينهم ونال القبول التام في أهل زمانه دونهم.

ومن تصانيفه ( حواشي الكافية ) وهو في غاية اللطافة والمتانة، وقد اشتهر في زمانه وانتشر في الاقطار، و ( الارشاد ) في النحو، وقد التزم فيه التمثيل في ضمن التعبير، ورتبه ترتيباً جيداً، وهو أيضاً فريد من نوعه، و ( بديع البيان ) في علم البلاغة، وقد تقيد فيه بالسجع، و ( البحر المواج ) وهو تفسير للقرآن الكريم بالفارسية وله ( شرح أصول البزودي ) الى مباحث الامر ورسائل وكتب أخرى بالعربية والفارسية. وله رسالة في تقسيم العلوم، وأخرى في ( الصنائع ) بالفارسية. وكان ينظم الشعر أيضاً.

توفي في سنة ثمان وأربعين وثمانمائة، وقبره في مدينة ( جونبور ).

وللقاضي شهاب الدين رسالة تسمى بـ ( مناقب السادات ) ذكر فيها وجوب محبة أهل البيتعليهم‌السلام ، وأسأله تعالى أن يسعده في الاخرة ببركاتها »(١) .

*(١٣٥)*

رواية ابن الصباغ المالكي

« روى حديث الثقلين حيث قال:

« وروى الترمذي أيضاً عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه. هذا اللفظ بمجرده رواه الترمذي ولم يزد عليه.

و زاد غيره - وهو الزهري - ذكر اليوم والزمان والمكان، قال: لما حج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجة الوداع وعاد قاصداً المدينة قام بغدير خم - وهو ما بين مكة والمدينة - وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة

____________________

(١). وتوجد ترجمته في نزهة الخواطر ٣ / ١٩.

٤٣١

الحرام وقت الهاجرة وقال: أيها الناس اني مسؤول وأنتم مسؤولون، هل بلغت ونصحت؟ قالوا: نشهد أنك بلغت ونصحت. ثم قال: وأنا أشهد أني قد بلغت ونصحت. ثم قال: أيها الناس تشهدون أن لا اله الا الله وأني رسول الله؟ قالوا: نشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله. قال: وأنا أشهد مثل ما شهدتم. ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيها الناس قد خلفت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وأهل بيتي، ألا وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، وسعة حوضي ما بين بصرى وصنعاء، عدد آنيته عدد النجوم، ان الله سائلكم كيف خلفتموني في كتابه وفي أهل بيتي. ثم قال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين؟ قالوا: الله ورسوله أولى بالمؤمنين يقول ذلك ثلاث مرات. ثم قال في الرابعة - وأخذ بيد عليرضي‌الله‌عنه -: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاده - يقولها ثلاث مرات - ألا فليبلغ الشاهد الغائب »(١) .

ترجمته:

وقد ترجم له ونقل عنه معتمداً عليه جماعة من مشاهير العلماء منهم:

١ - نجم الدين عمر بن فهد المكي في ( اتحاف الورى بأخبار أم القرى ).

٢ - وشمس الدين السخاوي في ( الضوء اللامع لاهل القرن التاسع ٥ / ٢٨٣ ).

٣ - ونور الدين السمهودي في ( جواهر العقدين - مخطوط ).

٤ - ونور الدين الحلبي في ( السيرة الحلبية ).

٥ - والشيخانى القادرى في ( الصراط السوي - مخطوط ).

٦ - وعبد الرحمن الصفورى في ( نزهة المجالس ).

____________________

(١). الفصول المهمة: ٢٣.

٤٣٢

٧ - ومحمد محبوب عالم في ( تفسير شاهي ).

٨ - واكرام الدين الدهلوي في ( سعادة الكونين ).

٩ - ومحمد الصبان في ( اسعاف الراغبين ).

١٠ - والعجيلى في ( ذخيرة المآل - مخطوط ).

١١ - والعدوى الحمزاوى في ( مشارق الانوار ).

١٢ - والشبلنجي في ( نور الابصار ).

والخلاصة: ان الرجل من كبار علماء أهل السنة البارزين الذين اعتمدوا على كتبهم ونقلوا رواياتهم.

*(١٣٦)*

رواية شمس الدين السخاوي الشافعي

روى حديث الثقلين يطرق وأسانيد متكثرة، فقال في بيان تفسير آية المودة:

« واذ قد بان لك الصحيح في تفسير هذه الاية فأقول: قد جاءت الوصية الصريحة بأهل البيت في غيرها من الاحاديث، فعن سليمان بن مهران الاعمش عن عطية بن سعيد العوفي وحبيب بن أبي ثابت، أولهما عن أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه وثانيهما عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الاخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. أخرجه الترمذي في جامعه وقال: حسن غريب - انتهى.

وحديث أبي سعيد عند أحمد في مسنده من حديث الاعمش، وكذا من حديث أبي اسرائيل الملائي اسماعيل بن خليفة وعبد الملك بن سليمان، ورواه الطبراني في الاوسط من حديث كثير النواء أربعتهم عن عطية، ورواه

٤٣٣

أبو يعلي وآخرون.

وتعجبت من ايراد ابن الجوزي له في العلل المتناهية، بل أعجب من ذلك قوله: انه حديث لا يصح، مع ما سيأتي من طرقه التي بعضها في صحيح مسلم، فقد أخرج في صحيحه حديث زيد من طريق سعيد بن مسروق وأبي حيان يحيى بن سعيد بن حيان كلاهما واللفظ الثاني - عن يزيد بن حيان عن ثانيهما عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه قال: قام فينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ ثم ذكر ثم قال: أما بعد أيها الناس فانما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، واني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى النور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثاً. فقيل لزيد: من أهل بيته، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قيل: ومن هم؟ قال: هم آل عليّ وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس رضي الله عنهم. قيل: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.

و في لفظ: قيل لزيدرضي‌الله‌عنه : من أهل بيته؟ نساؤه؟ فقال: لا أيم الله ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أمها. وفي رواية غيره: الى أبيها وأمها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. أخرجه مسلم أيضاً، وكذلك النسائي باللفظ الاول، وأحمد والدارمي في مسنديهما وابن خزيمة في صحيحه، وآخرون كلهم من حديث أبي حيان التيمي يحيى بن سعيد بن حيان عن يزيد بن حيان.

و أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث الاعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه .

و من حديث سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل أيضاً.

وحديث أبي الضحى مسلم بن صبيح عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه .

وقال عقب كل طريق من الطرق الثلاثة: انه صحيح على شرط

٤٣٤

الشيخين ولم يخرجاه.

وكذا اخرجه من طريق يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم، وافقه على تخريج هذه الطريق الطبراني في الكبير وأخرجه الطبراني أيضاً من حديث حكيم بن جبير عن أبي الطفيل عن زيد

وفي الباب عن جابر، وحذيفة بن أسيد، وخزيمة بن ثابت، وسهل بن سعد، وضميره، وعامر بن أبي ليلى، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر، وعدي بن حاتم، وعقبة بن عامر، وعليّ بن أبي طالب، وأبي ذر، وأبي رافع، وأبي الشريح الخزاعي، وأبي قدامة الانصاري، وأبي هريرة، وأبي الهيثم بن التيهان ورجال من قريش، وام سلمة وام هاني ابنة أبى طالب الصحابية رضوان الله عليهم.

أما حديث جابر فرواه الترمذي في ( جامعه ) من طريق زيد بن الحسن ورواه أبو العباس ابن عقدة في ( الولاية ) من طريق يونس بن عبد الله بن أبي فروة

وأما حديث حذيفة بن أسيد الغفاري فرواه الطبراني في ( معجمه الكبير ) من طريق سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل عنه وزيد بن أرقم ومن هذا الوجه أورده الضياء في ( المختارة ). ورواه أبو نعيم في ( الحلية ) وغيره من حديث زيد بن الحسن الانماطي عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة وحده به.

و أما حديث خزيمة فهو عند ابن عقدة من طريق محمد بن كثير عن فطر وأبي الجارود كلاهما عن أبي الطفيل أن علياًرضي‌الله‌عنه قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أنشدكم الله من شهد غدير خم الاقام، ولا يقوم رجل يقول نبئت أو بلغني الا رجل سمعت أذناه ووعاه قلبه. فقام سبعة عشر رجل منهم: خزيمة ابن ثابت وسهل بن سعد وعدى بن حاتم وعقبة بن عامر وأبو أيوب الانصاري أبو سعيد الخدري وأبو شريح الخزاعي وأبو قدامة الانصاري وأبو ليلى وأبو الهيثم بن التيهان ورجال من قريش، قال عليرضي‌الله‌عنه وعنهم:

٤٣٥

هاتوا ما سمعتم.

فقالوا: نشهد أنا أقبلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع حتى إذا كان الظهر خرج رسول الله، فأمر بشجرات شذ بن والقي عليهن ثوب ثم نادى بالصلاة، فخرجنا فصلينا، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ما أنتم قائلون؟ قالوا: قد بلغت. قال: اللهم اشهد - ثلاث مرات. قال: اني أوشك أن أدعى فأجيب، واني مسؤول وأنتم مسؤولون. ثم قال: ألا ان أموالكم ودماءكم حرام كحرمة يومكم هذا وحرمة شهركم هذا، أوصيكم بالنساء، أوصيكم بالجار، أوصيكم بالمماليك، أوصيكم بالعدل والاحسان. ثم قال: أيها الناس اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، نبأني بذلك اللطيف الخبير. وذكر الحديث في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « من كنت مولاه فعليّ مولاه ».

فقال عليرضي‌الله‌عنه : صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين.

وأما حديث زيد فرواه أحمد في ( مسنده )

وأما حديث سهل فقد تقدم مع خزيمة.

وأما حديث ضميرة الاسلمي فهو في ( الموالاة ) من حديث ابراهيم بن محمد الاسلمي عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جدهرضي‌الله‌عنه

وأما حديث عامر فأخرجه ابن عقدة في ( الموالاة ) من طريق عبد الله ابن سنان عن أبي الطفيل عن عامر بن ليلى بن ضمرة وحذيفة بن أسيد رضي الله عنهما ومن طريق ابن عقدة أورده أبو موسى المديني في ( ذيله ) في الصحابة وقال: انه عزيز جداً.

وأما حديث عبد الرحمن بن عوف فهو عند ابن أبي شيبة، وعند أبي يعلى في ( مسنديهما )، وكذا أخرجه البزار في ( مسنده ) أيضاً

وأما حديث ابن عباس فأشار اليه الديلمي في ( مسنده ).

٤٣٦

وأما حديث ابن عمر فهو في ( المعجم الاوسط ) للطبراني بلفظ: آخر ما تكلم به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أخلفوني في أهل بيتي.

وأما حديث عدي بن حاتم وعقبة بن عامر فقد تقدم حديثهما في خزيمة.

وأما حديث على فهو عند اسحاق بن راهويه في ( مسنده ) من طريق كثير بن زيد عن محمد بن عمر بن علي أبي طالب وكذا رواه الدولابي في ( الذرية الطاهرة ). ورواه الجعابي من حديث عبد الله بن موسى عن أبيه عن عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده عن عليرضي‌الله‌عنه . ورواه البزار

وأما حديث أبي ذر فأشار اليه الترمذي في ( جامعه )، وأخرجه ابن عقدة من حديث سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة عن أبي ذررضي‌الله‌عنه

وأما حديث أبي رافع فهو عند ابن عقدة أيضاً من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

وأما حديث أبي شريح وأبي قدامة فقد تقدما في خزيمة.

وأما حديث أبي هريرة فهو عند البزار في ( مسنده )

وأما حديث الهيثم ورجال من قريش فقد تقدموا في خزيمة.

وأما حديث أم سلمة فحديثها عند ابن عقدة من حديث هارون بن خارجة عن فاطمة ابنة علي عن أم سلمة رضى الله عنها

وأما حديث أم هاني فحديثها عنده أيضاً من حديث عمر بن سعيد عن عمر ابن جعدة بن هبيرة عن أبيه »(١) .

____________________

(١). استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط.

٤٣٧

ترجمته:

ذكرنا ترجمته مفصلة عن جماعة في مجلد حديث ( مدينة العلم )، وهنا نكتفي بخلاصة ما ذكره هو بترجمة نفسه:

« ولد في ربيع الاول سنة احدى وثلاثين وثمانمائة، وأدخله أبوه المكتب بالقرب من الميدان عند المؤدب الشرف عيسى بن أحمد المقسى الناسخ، فأقام عنده يسيراً جداً، ثم نقله لزوج أخيه الفقيه الصالح البدر حسين بن أحمد الازهري أحد أصحاب العارف بالله يوسف الصفي، فقرأ عنده القرآن وصلى به الناس التراويح في رمضان، ثم توجه به أبوه لفقيه المجاور لمسكنه المفيد النفاع القدوة الشمس محمد بن أحمد التحريري الضرير مؤدب البرهان ابن خضر والجلال ابن الملقن، وابن اسد، وغيرهم من الائمة، ولزم الاستاذ الفريد البرهان ابن خضر، وكذا قرأ على أوحد النحاة الشهاب أبي العباس الحناوي. وأخذ العربية أيضاً عن الشهاب الابدي المغربي، والجمال ابن هشام الحنبلي حفيد سيبويه وقته الشهير وغيرهما، وحضر عند الشمس الوقائى وكذا أخذ اليسير من الفقه عن العلم صالح البلقينى

وحضر تقسيم البهجة بتمامه عند الشرف المناوي وتقسيم المهذب أو غالبه عند الزين البوتنجى، وتردد اليه في الفرائض وغيرها، بل أخذ عن الشهاب ابن المجدي، وقرأ الاصول عن الكمال ابن امام الكاملية، وحضر كثيراً من دروس التقي الشمني، وأخذ دروساً كثيرة عن الامين الاقصرائى، وكثير من التفسير وغيره عن السعد ابن الديري، ومن شرح ألفية العراقي عن الزين السندبيسي، بل قرأ الشرح بتمامه على الزين العراقي، وأخذ قطعة من القاموس في اللغة تحريراً واتقانا مع المحب ابن الشحنة، ولزم الشمس الطبنداني الحنفي امام مجلس التدرسية فيها أياماً، ولبس الخرقة مع التلقين من المحيوي حفيد الكمال يوسف العجمي، وأبي محمد مدين الاشموني، وأبي الفتح الفوي وعمر التنيسى في آخرين في هذه العلوم وغيرها كابن الهمام، وأبي القاسم النويرى، والعلاء القلقشندي، والجلال المحلي، والمحب

٤٣٨

الاقصرائي. وقبل ذلك كله سمع مع والده الكثير من الحديث على شيخه امام الائمة الشهاب ابن حجر، حتى صار أكثر أهل العصر مسموعاً وأوسعهم دراية.

ومن محاسن من أخذ عنه من عنده الصلاح ابن أبي عمر، وابن أميلة، وابن النجم، وابن الهبل، والشمس ابن المحب، والفخر ابن يسارة، وابن الخوجي، والمنبجي، والزيتاوي، والبياني، والسوقي والطبقة، ثم من عنده القاضي العز ابن جماعة، والتاج السبكى، وأخوه البهاء، الجمال الاسنائي، والشهاب الاذرعي، والكرماني، والصلاح الصفدي، والقيراطي، والحراوي، ثم الحسين التكريتي، والاميوطي، والباجي، وأبو البقاء السبكى، والنشاوري، وابن الذهبي، وابن العلائي، والآمدي، والنجم ابن الكشك، وأبو اليمن، وابن الكويك، وابن الخشاب، وابن حاتم، والمليحي، وابن رزين، والبدر ابن الصاحب، ثم السراج الهندي، وأكمل الدين البلقينى، وابن الملقن، والعراقي، والهيثمي، والابناسي، والبرهان ابن فرحون.

وهكذا سمع من أصحاب أبي طاهر ابن الكويك، والعز ابن جماعة، وابن خير، ثم من أصحاب الولي العراقي، والفوي، وابن الجزري، ثم من يليهم، والبرهان الزمزمي، والتقى ابن فهد، والزين الامياطي، والشهاب الشوابطي، وأبي السعادات، وابن ظهيرة، وابن حامد بن العيناء، والبدر عبد الله بن فرحون، والشهاب أحمد بن النور المحلي، وابن الفرج المراغي، والثغر الاسكندري.

ولهذا كله زاد عدد من أخذ عنه من الاعلى والدون والمساوي حتى الشعراء ونحوهم على ألف ومائتين، والاماكن التي تحمل فيها من البلاد والقرى على الثمانين.

واجتمع له من المرويات بالسماع والقراءة ما يفوق الوصف. وهي تتنوع أنواعاً:

٤٣٩

أحدها: ما رتب على الابواب الفقهية ونحوها، وهي كثيرة جداً.

ثانيها: ما رتب على المسانيد.

ثالثها: ما هو على الاوامر والنواهي.

رابعها: ما هو على الحروف في أول كلمات الاحاديث.

خامسها: ما هو في الاحاديث الطوال خاصة.

سادسها: ما يقتصر فيه على أربعين حديثاً فقط.

سابعها: ما هو على الشيوخ.

ثامنها: ما هو على الرواة.

تاسعها: ما يقتصر فيه على الافراد والغرائب.

عاشرها: ما لا تقيد فيه بشيء مما ذكر.

حادي عشرها: مالا اسناد فيه بل اقتصر فيه على المتون مع الحكم عليها.

الى غيرها من المسموعات التي لا تقيد فيها بالحديث كالشاطبية والرائية في علم القراءة والرسم والالفية في علمي النحو والصرف وجمع الجوامع في الاصلين التصوف. كما أنه ليس المراد بما ذكر من الانواع الحصر، اذ لو سرد كل نوع منه لطال ذكره وعسر الان حصره، بل لو سرد مسموعه ومقروه على شيخه فقط لكان شيئاً عجباً. وأعلى ما عنده من المروي ما بينه وبين الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالسند المتماسك فيه عشرة أنفس.

وشرع في التصنيف والتخريج قبيل الخمسين وهلم جراً. ومما صنفه في علوم هذا الشأن: فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، الغاية في شرح منظومة ابن الجوزي الهداية في مجلد لطيف، والايضاح في شرح نظم العراقي للاقتراح في مجلد لطيف أيضاً، والنكت على الالفية وشرحها بيض منه نحو ربعه في مجلد وشرح التقريب للنووي في مجلد، وبلوغ الامل بتلخيص كتاب الدارقطني في العلل كتب منه الربع مع زوائد مفيدة، وتكملة تلخيص شيخنا للمتفق والمفترق ومنه في الشروح تكملة شرح الترمذي للعراقي كتب منه أكثر

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507