نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 507

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 507 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 310438 / تحميل: 8613
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

مريداً للعلوّ في الأرض والفساد ، وهذا حال فرعون !! والله تعالى يقول :( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) ، فمن أراد العلوّ في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الآخرة

وليس هذا كقتال الصدّيق للمرتدّين ومانعي الزكاة ، فإنّ الصدّيق إنّما قاتلهم على طاعة الله ورسوله لا على طاعته ، فإنّ الزكاة فرض عليهم ، فقاتلهم على الإقرار بها وعلى أدائها ، بخلاف من قاتل ليطاع هو »(١)

٣ ـ طعنه فيه وفي فضائله :

قال ابن تيمية : « إنّ الفضائل الثابتة في الأحاديث الصحيحة لأبي بكر وعمر أكثر وأعظم من الفضائل الثابتة لعلي ، والأحاديث التي ذكرها هذا ، وذكر أنّها في الصحيح عند الجمهور ، وأنّهم نقلوها في المعتمد من قولهم وكتبهم هو من أبين الكذب على علماء الجمهور ، فإنّ هذه الأحاديث التي ذكرها أكثرها كذب أو ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث ، والصحيح الذي فيها ليس فيه ما يدلّ على إمامة علي ، ولا على فضيلته على أبي بكر وعمر ، بل وليست من خصائصه ، بل هي فضائل شاركه فيها غيره ، بخلاف ما ثبت من فضائل أبي بكر وعمر ، فإنّ كثيراً منها خصائص لهما ، لاسيّما فضائل أبي بكر ، فإنّ عامّتها خصائص لم يشركه فيها غيره

وأمّا ما ذكره من المطاعن فلا يمكن أن يوجّه على الخلفاء الثلاثة من مطعن إلّا وجّه على علي ما هو مثله أو أعظم منه .

فإنّ عليرضي‌الله‌عنه لم ينزّهه المخالفون ، بل القادحون في علي طوائف متعدّدة ، وهم أفضل من القادحين في أبي بكر وعمر وعثمان ، والقادحون فيه أفضل من الغلاة فيه ، فإنّ الخوارج متّفقون على كفره ، وهم عند المسلمين كلّهم خير من الغلاة .

______________________

(١) المصدر السابق ٤ / ٤٩٩

١٠١

ومن المعلوم أنّ المنزّهين لهؤلاء أعظم وأكثر وأفضل ، وإنّ القادحين في علي حتّى بالكفر والفسوق والعصيان طوائف معروفة ، وهم أعلم من الرافضة وأدين .

والذين قدحوا في عليرضي‌الله‌عنه وجعلوه كافراً أو ظالماً ليس فيهم طائفة معروفة بالردّة عن الإسلام ، بخلاف الذين يمدحونه ويقدحون في الثلاثة .

بخلاف من يكفّر علياً ويلعنه من الخوارج ، وممّن قاتله ولعنه من أصحاب معاوية وبني مروان وغيرهم ، فإنّ هؤلاء كانوا مقرّين بالإسلام وشرائعه ، يقيمون الصلاة ، ويؤتون الزكاة ، ويصومون رمضان ، ويحجّون البيت العتيق ، ويحرّمون ما حرّم الله ورسوله ، وليس فيهم كفر ظاهر ، بل شعائر الإسلام وشرائعه ظاهرة فيهم ، معظّمة عندهم .

فمعلوم أنّ الذين قاتلوه ولعنوه وذمّوه من الصحابة والتابعين وغيرهم هم أعلم وأدين من الذين يتولّونه ويلعنون عثمان ، ولو تخلّى أهل السنّة عن موالاة عليرضي‌الله‌عنه وتحقيق إيمانه ووجوب موالاته لم يكن في المتولّين له من يقدر أن يقاوم المبغضين له من الخوارج والأُموية والمروانية ؛ فإنّ هؤلاء طوائف كثيرة »(١)

والكلام واضح لا يحتاج إلى تعليق

٥ ـ طعنه في فاطمةعليها‌السلام واتهامها بالنفاق !!

قال ابن تيمية : « إنّ فاطمةرضي‌الله‌عنها إنّما عظم أذاها لما في ذلك من أذى أبيها ، فإذا دار الأمر بين أذى أبيها وأذاها كان الاحتراز عن أذى أبيها أوجب ، وهذا حال أبي بكر وعمر ، فإنّهما احترزا عن أن يؤذيا أباها أو يريباه بشيء ، فإنّه عهد عهداً وأمر بأمر ، فخافا أن غيّرا عهده وأمره أن يغضب لمخالفة أمره وعهده ويتأذّى بذلك ، وكلّ عاقل يعلم أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا حكم بحكم وطلبت فاطمة أو غيرها ما يخالف ذلك الحكم ، كان مراعاة حكم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله
______________________

(١) المصدر السابق ٥ / ٦ ـ ١٠

١٠٢

أولى !! فإنّ طاعته واجبة ومعصيته محرّمة »(١)

فصوّر فاطمةعليها‌السلام بأنّها تريد أن يحكم أبو بكر بغير حكم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فرفض أبو بكر ذلك فتأذّت !!

وهذا معناه النفاق في فاطمة ـ أعاذنا الله من هذا ـ لأنّ الذين يريدون أن يحكم إليهم بخلاف حكم الله ورسوله هم المنافقون

هذا وهناك الكثير من المطاعن التي وجّهها ابن تيمية إلى أهل البيتعليهم‌السلام وإلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، سواء من ناحية التنقيص فيه ، أو تكذيب فضائله الثابتة له ، ومن شاء راجع « منهاج السنّة » ليرى النصب فيه طافح ، والتحامل على عليعليه‌السلام وأهل بيته ظاهر !! هذا ما يتعلّق بابن تيمية الحرّاني

وأمّا ما يتعلّق بمحمّد بن عبد الوهّاب فمنهجه هو منهج ابن تيمية لا غير ، سواء من ناحية العقيدة ـ كصفات الله والأنبياء وغيرها ـ أو من ناحية تحامله على المسلمين وتكفيرهم ، أو من ناحية تحامله على أهل البيتعليهم‌السلام

وارجع إلى كتابه « كشف الشبهات » لترى فيه التكفير الصريح للأُمّة الإسلامية جمعاء ، لأنّها تزور القبور ، وتتوسّل بالأنبياء والصالحين !!

وكذلك كتابه « الدرر السنية في الأجوبة النجدية » ، تجده مليئاً بالتكفير ورمي المسلمين بالغلوّ والشرك ، فمن نماذج تكفيره للمسلمين قوله :

١ ـ قال : « وهذا ـ أي الشرك ـ هو فعلكم عند الأحجار والبنايات التي على القبور وغيرها »!!(٢)

٢ ـ قال : ويصيحون كما صاح إخوانهم حيث قالوا :( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ) (٣)

ومقصوده بذلك المسلمين الذي يزورون القبور ويتوسّلون بالأنبياء والصالحين !

______________________

(١) المصدر السابق ٤ / ٢٥٣

(٢) كشف الشبهات : ١٧

(٣) المصدر السابق : ١٩

١٠٣

٣ ـ وقال في نفس الصفحة : « فإذا عرفت أنّ هذا الذي يسمّيه المشركون في زماننا الاعتقاد هو الشرك الذي أنزل فيه القرآن ، وقاتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس عليه ؛ فاعلم أنّ شرك الأوّلين أخفّ من شرك أهل زماننا بأمرين » !!

٤ ـ قال : « أنّ الذين قاتلهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصحّ عقولاً وأخفّ شركاً من هؤلاء » !!(١)

فهذا تكفير صريح لعامّة المسلمين ، أعاذنا الله من ذلك

٥ ـ قال : « وأنا أذكر لك أشياء ممّا ذكر الله في كتابه جواباً لكلام احتجّ به المشركون في زماننا علينا » !!(٢)

وغير ذلك كثير جدّاً يمكن مراجعته في الكتابين اللذين أشرنا إليهما

فمحمّد بن عبد الوهاب لم يتورّع في دماء المسلمين ، وحكم على الأُمّة الإسلامية بالشرك والكفر ، وأنّ شركها أعظم من شرك كفّار قريش أو اليهود والنصارى ، وقام بمحاربتهم وسفك دمائهم ، وقتل ذراريهم واستباحة أعراضهم ، إلى غير ذلك من الأفاعيل الشنيعة التي تبيّن مدى فساد عقيدة هذا الشخص وضحالة تفكيره ، وخطورته في نفس الوقت

« خالد ـ السعودية ـ سنّي »

تكفيره الشيعة :

س : أنتم الشيعة تتّهمون شيخ الإسلام ابن تيمية ، بأنّه يكفّر الشيعة ، فأين دليلكم على ذلك ؟

ج : ابن تيمية !! وما أدراك ما ابن تيمية ؟! أصل الفتنة ، وأصل كلّ خلاف ، شديد النصب للإمام عليعليه‌السلام

______________________

(١) المصدر السابق : ٢١

(٢) المصدر السابق : ١٣

١٠٤

ابن تيمية يقول بالتجسيم والتشبيه ، ابن تيمية يقول بقدم غير الله تعالى ، وبحوادث لا أوّل لها

ابن تيمية ينفي فضائل الإمام عليعليه‌السلام ، حتّى اعترض عليه الألباني في « سلسلة الأحاديث الصحيحة » ، وقال عنه : « إنّ هذه الاشتباهات وقع فيها ابن تيمية لتسرّعه في الردّ على الرافضة »

ابن تيمية يكذّب أكاذيب واضحة ، ولا يتّقي الله ولا يتورّع ، ابن تيمية ردّ عليه كبار علماء المذاهب الإسلامية ، قبل علماء الشيعة ، حتّى إنّ بعضهم نعته بالكفر والزندقة

ونقول في الجواب على قولك : راجع كتابه « منهاج السنّة النبوية »(١) لتجد ذلك بنفسك

وفي الختام : نذكّرك بكلام الحافظ أبو الفضل عبد الله الغماري : « وابن تيمية ، يحتجّ كثير من الناس بكلامه ، ويسمّيه بعضهم شيخ الإسلام ، وهو ناصبي ، عدوّ لعلي كرّم الله وجهه ، اتهم فاطمة بأنّ فيها شعبة من النفاق ، وكان مع ذلك مشبهاً ، إلى بدع أُخرى كانت فيه ، ومن ثمّ عاقبه الله تعالى فكانت المبتدعة بعد عصره تلامذة كتبه ، ونتائج أفكاره ، وثمار غرسه »(٢)

« حيدر القزّاز ـ كندا ـ ٢٩ سنة ـ مهندس »

رأيه في قاتل علي :

س : أرجو بيان ما رأي ابن تيمية بالمجرم عبد الرحمن ابن ملجم ( لعنه الله ) ؟ وما هو رأيه عندما قتل أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ مع ذكر المصادر إن أمكن

ج : إنّ ابن تيمية ـ كعادته ـ يحاول الطعن بالإمام عليعليه‌السلام ، وذلك بصورة غير مباشرة ، كتكذيب فضائله ، والتشكيك في المسلّمات ، بل وبصورة مباشرة
______________________

(١) منهاج السنّة النبوية ٤ / ٣٦٣ و ٧ / ٩ و ٢٧

(٢) الصبح السافر : ٥٤

١٠٥

أحياناً ، فتراه ذلك الناصبي المراوغ ، الذي يتلاعب بالألفاظ والأساليب

فتراه يقول في ابن ملجم : « والذي قتل علياً ، كان يصلّي ويصوم ، ويقرأ القرآن ، وقتله معتقداً أنّ الله ورسوله يحبّ قتل علي ، وفعل ذلك محبّة لله ورسوله ـ في زعمه ـ وإن كان في ذلك ضالاً مبتدعاً »(١)

ويقول عنه أيضاً : « كان من أعبد الناس »(٢)

هذا قول ابن تيمية في ابن ملجم ، وقد وصف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قاتل عليعليه‌السلام بأنّه : « أشقى الناس »(٣)

« السيّد أحمد السيّد نزار ـ البحرين »

ردّ علماء أهل السنّة على قوله بالتجسيم :

س : تحية طيّبة وبعد :

هناك من الأصدقاء من يقول : إنّ ابن تيمية ومحمّد بن عبد الوهّاب لا يقولان بالتجسيم ، وما يقال ذلك عنهما نابع من التعصّب ، وردّ التهمة بتهمة مثلها

أين هي الكتب والمصادر التي يدّعون فيها أنّهما يقولان بالتجسيم بصراحة ؟ دون أن يكون لها وجه آخر ، أرجو ذكر أقوالهما مع ذكر المصادر لكي تتمّ الحجّة

ج : المعروف عن بعض الحنابلة أنّهم من القائلين بالتجسيم ، بمعنى أنّ لله تعالى يداً ، ووجهاً وعيناً وساقاً ، وأنّه متربّع على العرش ، شأنه شأن الملوك والسلاطين ، واستدلّوا على ذلك ، بآيات من القرآن الكريم ، كقوله تعالى :( يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) ، و( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) ، و( يَوْمَ يُكْشَفُ
______________________

(١) منهاج السنّة النبوية ٧ / ١٥٣

(٢) المصدر السابق ٥ / ٤٧

(٣) مجمع الزوائد ٧ / ١٤ و ٢٩٩ ، فيض القدير ١ / ٦٧٢ و ٣ / ١٢٨ ، ينابيع المودّة ٢ / ٢٠٠ و ٣٩٦ ، جواهر المطالب ٢ / ١٠٦ ، وغيرها من مصادر أهل السنّة ، فضلاً عن المصادر الشيعية

١٠٦

عَن سَاقٍ ) ، و( الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ) وغيرها من الآيات

وقالوا : إنّ اليد والوجه والساق والاستواء جاءت في القرآن على وجه الحقيقة في معانيها ، وليست مصروفة إلى معانيها المجازية

وقالوا : نعم يد الله ليست كيدنا ، ووجهه ليس كوجهنا ، وساقه ليس كساقنا بدليل قوله تعالى :( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )

ولا يخفى عليك أنّ ابن تيمية ، ومحمّد بن عبد الوهّاب يدّعيان أنّهما من الحنابلة

وأقوال ابن تيمية في التجسيم كثيرة جدّاً ، وللوقوف على ذلك راجع مثلاً كتابه « الفتوى الحموية الكبرى في مجموعة الفتاوى ، كتاب الأسماء والصفات »

وإنّ عقيدته في التجسيم كانت واحدة من أهمّ محاور الصراع الذي خاضه مع علماء عصره ، فهي السبب الوحيد لما دار بينه وبين المالكية من فتن في دمشق ، وهي السبب الوحيد لاستدعائه إلى مصر ، ثمّ سجنه هناك ، كما كانت سبباً في عدّة مجالس عقدت هنا وهناك لمناقشة أقواله

ولم تنفرد المالكية في الردّ عليه ، بل كان هذا هو شأن الحنفية ، والشافعية أيضاً ، وأمّا الحنبلية فقد نصّوا على شذوذه عنهم

قال الشيخ الكوثري الحنفي في وصف عقيدة ابن تيمية في الصفات : « إنّها تجسيم صريح » ، ثمّ نقل مثل ذلك عن ابن حجر المكّي في كتابه « شرح الشمائل »

وللشافعية دورهم البارز في مواجهة هذه العقيدة ، فقد صنّفوا في بيان أخطاء ابن تيمية فيها تصانيفاً كثيرةً ، وربّما يُعدّ من أهمّ تصانيفهم تلك ما كتبه شيخهم شهاب الدين ابن جَهبَل ـ المتوفّى سنة ٧٣٣ هـ ـ ويكتسب هذا التصنيف أهمّيته لسببين :

أوّلهما : إنّ هذا الشيخ كان معاصراً لابن تيمية ، وقد كتب ردّه هذا في حياة ابن تيمية موجّهاً إليه

١٠٧

والثاني : إنّه ختمه بتحدٍّ صريح قال فيه : « ونحن ننتظر ما يَرِدُ من تمويههِ وفساده ، لنبيّن مدارج زيغه وعناده ، ونجاهد في الله حقّ جهاده »

ثمّ لم يذكر لابن تيمية جواباً عليه ، رغم أنّه قد وضع ردّاً على الحموية الكبرى التي ألقاها ابن تيمية على المنبر في سنة ٦٩٨ هـ

وأمّا دفاع ابن تيمية عن التجسيم ، فهو دفاع المجسّمة الصرحاء ، فيقول ردّاً على القائلين بتنزيه الله تعالى عن الأعضاء والأجزاء : « إنّهم جعلوا عُمدتهم في تنزيه الربّ عن النقائص على نفي الجسم ، ومن سلك هذا المسلك ، لم يُنزِّه الله عن شيء من النقائص البتّة »(١)

ثمّ طريق إثبات شيء على المتّهم لا يتمّ بإقراره فقط ومن كتبه ، فإنّه قد لا يذكر ذلك صريحاً ، خوفاً من المسلمين ، ولكن هناك طريقة أُخرى ، وهي شهادة شهود عليه ، فإن هذا من أقوى أدلّة الإثبات ، خاصّة إذا كانوا كثيرين

وقد شهد على ابن تيمية الكثير ، منهم : ابن بطوطة في كتابه ، إذ يقول تحت عنوان : حكاية الفقيه ذي اللُّوثة ـ اللُّوثة بالضمّ : مَسُّ جنون ـ ! :

« وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة ، تقي الدين بن تيمية ، كبير الشام ، يتكلّم في الفنون ، إلّا أنّ في عقله شيئاً ! وكان أهل دمشق يُعظّمونه أشدّ التعظيم ، ويعظهم على المنبر ، وتكلّم مرّة بأمرٍ أنكره الفقهاء

قال : وكنت إذ ذاك بدمشق ، فحضرته يوم الجمعة ، وهو يعِظ الناس على منبر الجامع ويذكّرهم ، فكان من جُملة كلامه أنّ قال : إنّ الله ينزِلُ إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ، ونزل درجةً من المنبر !

فعارضه فقيه مالكي ، يعرف بابن الزهراء ، وأنكر ما تكلّم به ، فقامت العامّة إلى هذا الفقيه ، وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً ، حتّى سقطت عمامته ، وظهر على رأسه شاشية حرير ، فأنكروا عليه لباسها ، واحتملوه إلى دار عزّ الدين بن مسلم ، قاضي الحنابلة ، فأمر بسجنه ، وعزّره بعد ذلك »(٢)

______________________

(١) مجموع الفتاوى ١٣ / ١٦٤

(٢) رحلة ابن بطوطة : ١١٢

١٠٨

ومقولة ابن تيمية هذه ذكرها ابن حجر العسقلاني أيضاً في كتابه(١)

تلك صورة عن عقيدته في الله تعالى ، فهو يجيز عليه تعالى الانتقال والتحوّل والنزول ، وفي هذا التصوّر من التجسيم ما لا يخفى ، فالذي ينتقل من مكان إلى مكان ، وينزل ويصعد ، فلابدّ أنّه كان أوّلاً في مكان ، ثمّ انتقل إلى مكان آخر ، فخلا منه المكان الأوّل ، واحتواه المكان الثاني ، والذي يحويه المكان لا يكون إلّا محدوداً ! فتعالى الله عمّا يصفون !!

« سامر ـ فلسطين ـ »

تعقيب على الجواب السابق :

مجرد تعليق بسيط : ابن تيمية والوهّابية ، هم ملعونون وهم كفرة ، كما قال ابن عابدين : خوارج العصر ، وشيخنا عبد الله الهرري له باع طويل في الردّ على الكافرين ، ومن كتبه : « المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد ابن تيمية » ، وهو من (٥٠٠) صفحة ، وله أيضاً الردّ على الوهّابية أكثر من كتاب ، أعانه الله للوقوف في وجههم

وليس الشيعة وحدهم يكفّرون ابن تيمية ، بل أهل السنّة ، فهم مجسّمة ، ويبغضون أهل البيت ، وثبت عندنا أنّ ابن تيمية ردّ أكثر من (٢٠) حديثاً في سيّدنا عليعليه‌السلام ، أقرأ كتاب المحدّث الهرري « الدليل الشرعي في عصيان من قاتلهم علي من صحابي وتابعي » ، وردّ على ابن تيمية ( لعنه الله )

« علوي ـ ـ »

رأيه في الجامع الكبير للترمذي :

س : هل هناك فرق بين المسند والصحيح عند القوم ؟ إذ الوهّابية يرفضون أن يكون الجامع الكبير للترمذي من الصحاح ، وإذا كان هناك ما يدفع كلامهم ، فأرجو البيان وذكر المصدر

______________________

(١) الدرر الكامنة ١ / ١٥٤

١٠٩

الجواب : الفرق بين المسند والصحيح هو : أنّ المسند هو الأحاديث التي يرويها المحدّث بأسانيد عن كلّ واحدٍ من الصحابة ، فيذكر أحاديثه تحت عنوان اسمه ، كما هو الحال في مسند أحمد مثلاً

أمّا الصحيح فهو مجموعة الأحاديث ، التي يرى المحدّث صحّتها بحسب شروطه ، مبوّبةً بحسب الموضوعات

والوهابيّة الذين يرفضون « الجامع الكبير » للترمذي إنّما يقلِّدون ابن تيمية في كتابه « منهاج السنّة النبوية » ، لكنّكم إذا راجعتموه وجدتم ابن تيمية يحتجُّ بـ « الجامع الكبير » للترمذي ، في كلّ موردٍ يكون في صالحه ، وأمّا رفضه له فهو لروايته مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام

فقال في حديث« أنا مدينة العلم وعلي بابها » : « أضعف وأوهى ، ولهذا إنّما يعدّ في الموضوعات ، وإن رواه الترمذي »(١)

وقال في موضع : « والترمذي في جامعة روى أحاديث كثيرة في فضائل علي ، كثير منها ضعيف ، ولم يرو مثل هذا لظهور كذبه »(٢)

وفي آخر : « والترمذي قد ذكر أحاديث متعدّدة في فضائله ، وفيها ما هو ضعيف بل موضوع »(٣)

فهو لا يرفض « الجامع الكبير » للترمذي بل يستدلّ برواياته وينقلها في كتبه ، وإنّما يرفض الروايات التي نقلها في فضائل الإمام عليعليه‌السلام

« عماد ـ ـ »

كلماته الدالّة على التجسيم :

س : هل بإمكانكم إخباري في أيّ كتاب قالت الوهّابية بإنّ الله له أرجل وأيدي ، ووجه وأعين .

______________________

(١) منهاج السنّة النبوية ٧ / ٥١٥

(٢) المصدر السابق ٧ / ١٧٨

(٣) المصدر السابق ٥ / ٥١١

١١٠

الجواب : بإمكانك التقصّي عن عقيدة الوهّابية في التجسيم من خلال فتاوى علمائهم ، أو بالسؤال من علمائهم ، عن تفسير آية :( ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ) (١) ، أو قوله تعالى :( هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (٢) ، إلى غير ذلك من الآيات ، وأنظر ماذا تجاب من قبلهم ؟ عندها تستطيع الحكم أنت بنفسك على ما يعتقدونه ، من صفات الربّ جلّ جلاله

ولعلّنا سنزوّدك ما يمكن ذكره في هذا المقام المختصر ، ببعض أقوال شيخهم ابن تيمية ، فقد قال عن حديث لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :« إنّ الله يضحك إلى رجلين ، يقتل أحدهما الآخر ، كلاهما يدخل الجنّة » : متّفق عليه(٣)

ومثله قال عن حديث لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :« ولا تزال جهنّم يلقى فيها ، وهي تقول : هل من مزيد ؟ حتّى يضع ربّ العزّة فيها رجله ، فينزوي بعضها إلى بعض ، فتقول : قط قط » (٤)

وما ذكره محمّد بن عبد الوهّاب في كتابه « التوحيد »(٥) ، عن ابن مسعود قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمّد ، إنّا نجد أنّ الله يجعل السماوات على إصبع من أصابعه ، والأرضين على إصبع ، والشجر على إصبع ، والماء على إصبع ، والثرى على إصبع ، وسائر الخلق على إصبع ، فيقول : أنا الملك ، فضحك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر ، ثمّ قرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (٦)

وقد قال ابن باز في فتاويه : « التأويل في الصفات منكر ولا يجوز ، بل يجب
______________________

(١) الأعراف : ٥٤

(٢) الإسراء : ١

(٣) العقيدة الواسطية : ٢٠

(٤) نفس المصدر السابق

(٥) كتاب التوحيد : ١٥٧

(٦) الزمر : ٦٧

١١١

إمرار الصفات كما جاءت على ظاهرها اللائق بالله جلّ وعلا ، بغير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ولا تمثيل(١)

وقال أيضاً : « الصحيح الذي عليه المحقّقون ، أنّه ليس في القرآن مجاز على الحدّ الذي يعرفه أصحاب فنّ البلاغة ، وكلّ ما فيه فهو حقيقة في محلّه(٢)

هذا بعض ما أمكننا إرشادك إليه من أقوالهما ، وجملةً من فتاويهما ، وعليك أن تتحقّق عن الباقي بنفسك ، وإن شئت فارجع إلى :

١ ـ العقيدة الواسطية لابن تيمية

٢ ـ شرح العقيدة الواسطية لابن عثمين

٣ ـ كتاب التوحيد لمحمّد بن عبد الوهّاب

٤ ـ شرح نونية ابن قيّم الجوزية لمحمّد خليل هراس

٥ ـ كتاب العرش لابن تيمية

٦ ـ كتاب السنّة لعبد الله بن أحمد بن حنبل

وكتب أُخرى لهم في هذا المجال ، وفيها التجسيم بأجلى صورة


______________________

(١) فتاوى ابن باز ١ / ٢٩٧

(٢) المصدر السابق ١ / ٣٦٠

١١٢

ابن عباس :

« زين ـ السعودية ـ »

أقوال علماء الشيعة فيه :

س : ما رأي علماء الشيعة في عبد الله بن عباسرضي‌الله‌عنه ؟

ج : نذكر بعض أقوال علماء الشيعة في ابن عباس :

١ ـ قال العلّامة الحلّي : « من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان محبّاً لعليعليه‌السلام وتلميذه ، حاله في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنينعليه‌السلام أشهر من أن يخفى

وقد ذكر الكشّي(١) أحاديث تتضمّن قدحاً فيه ، وهو أجلّ من ذلك ، وقد ذكرناها في كتابنا الكبير وأجبنا عنها رضي الله تعالى عنه »(٢)

٢ ـ قال الشيخ حسن صاحب المعالم : « عبد الله بن عباس ، حاله في المحبّة والإخلاص لمولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والموالاة والنصرة له ، والذبّ عنه ، والخصام في رضاه ، والمؤازرة ممّا لا شبهة فيه ، وقد كان يعتمد ذلك مع من يجب اعتماده معه ، على ما نطق به لسان السيرة »(٣)

٣ ـ قال العلّامة التستري ـ بعد أن ذكر جملة من مواقفه مع أعداء أهل البيت ـ : « وبالجملة : بعدما وقفت على محاجّاته مع عمر وعثمان ، ومعاوية وعائشة ، وابن الزبير وباقي أعداء أهل البيت ، وتحقيقه للمذهب ودفعه عن
______________________

(١) اختيار معرفة الرجال ١ / ٢٧٩

(٢) خلاصة الأقوال : ١٩٠

(٣) التحرير الطاووسي : ٣١٢

١١٣

الشبه ، لو قيل : إنّ هذا الرجل أفضل رجال الإسلام بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والأئمّة الاثني عشرعليهم‌السلام ، وحمزة وجعفر ( رضوان الله عليهما ) كان في محلّه »(١)

« يوسف ـ الإمارات ـ ٣٠ سنة ـ طالب جامعة »

ما قيل فيه مردود :

س : ما رأيكم في ابن عباس ؟

ج : هناك رأيان في ابن عباس ، رأي عدّه من الثقات للروايات المادحة له ، وقدح بالروايات الذامّة له ، ورأي ثان عدّه من الضعفاء للروايات الذامّة له ، ولأجل معرفة سبب تضعيفه ، نورد بعض ما أُشكل عليه :

أوّلاً : أنّه نقل بيت المال من البصرة إلى الحجاز حينما كان والياً على البصرة ، وهذا دليل خيانته وعدم عدالته ، وخروجه على طاعة إمام زمانه

وفيه : إنّ ما اشتهر عن نقله لبيت مال البصرة لم يثبت برواية صحيحة يطمئن إليها ، نعم كلّ من اعتمد على الخبر كان مدركه الشهرة وليس أكثر ، بل إنّ بعض علمائنا طعن في صحّة هذه الشهرة ، ونسب ما اشتهر في ذمّ ابن عباس إلى ما أشاعه معاوية من الطعن في أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وقد ذهب إلى ذلك السيّد الخوئيقدس‌سره في معجمه(٢)

قال ابن أبي الحديد : « وقد اختلف الناس في المكتوب إليه هذا الكتاب ، فقال الأكثرون : إنّه عبد الله بن عباس ، ورووا في ذلك روايات ، واستدلّوا عليه بألفاظ من ألفاظ الكتاب ، كقولهعليه‌السلام :« أشركتك في أمانتي » وقال الآخرون ـ وهم الأقلّون ـ : هذا لم يكن ، ولا فارق عبد الله بن عباس عليّاًعليه‌السلام ولا باينه ولا خالفه ، ولم يزل أميراً على البصرة إلى أن قتل عليعليه‌السلام

______________________

(١) قاموس الرجال ٦ / ٤٩٠

(٢) معجم رجال الحديث ١١ / ٢٥٤

١١٤

قالوا : ويدلّ على ذلك ما رواه أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني من كتابه الذي كتبه إلى معاوية من البصرة لمّا قتل عليعليه‌السلام ، وقد ذكرناه من قبل ، قالوا : وكيف يكون ذلك ؟ ولم يخدعه معاوية ويجرّه إلى جهته ، فقد علمتم كيف اختدع كثيراً من عمّال أمير المؤمنينعليه‌السلام فما باله وقد علم النبوّة التي حدثت بينهما ، لم يستمل ابن عباس ، ولا اجتذبه إلى نفسه ، وكلّ من قرأ السير وعرف التواريخ يعرف مشاقّة ابن عباس لمعاوية بعد وفاة عليعليه‌السلام وما كان يلقاه من قوارع الكلام وشديد الخصام ، وما كان يثني به على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ويذكر خصائصه وفضائله ، ويصدع به من مناقبه ومآثره ، فلو كان بينهما غبار أو كدر لما كان الأمر كذلك ، بل كانت الحال تكون بالضدّ لما اشتهر من أمرهما .

وقد أُشكل عليّ أمر هذا الكتاب ، فإن أنا كذّبت النقل وقلت : هذا كلام موضوع على أمير المؤمنينعليه‌السلام خالفت الرواة ، فإنّهم قد أطبقوا على رواية هذا الكتاب عنه ، وقد ذكر في أكثر كتب السير

وإن صرفته إلى عبد الله بن عباس صدّني عنه ما أعلمه من ملازمته لطاعة أمير المؤمنينعليه‌السلام في حياته وبعد وفاته ، وإن صرفته إلى غيره لم أعلم إلى من أصرفه »(١)

وقال العلّامة التستري : « قاعدة عقلية : إذا تعارض العقل والنقل يقدّم العقل ، فإذا كان معلوماً ملازمته لطاعة أمير المؤمنينعليه‌السلام في حياته وبعد وفاته ، ولا استماله معاوية ـ مع انتهازه الفرصة في مثل ذلك ـ نقطع بأنّ النقل باطل ، وكيف يحتمل صحّة ذلك النقل مع أنّه طعن في معاوية بخيانة عمّاله ؟ فلو كان هو أيضاً خان لردّ عليه معاوية طعنه »(٢)

______________________

(١) شرح نهج البلاغة ١٦ / ١٦٩

(٢) قاموس الرجال ٦ / ٤٢٦

١١٥

على أنّا لو سلّمنا صحّة الحادثة ، فإنّ ذلك يمكن أن يكون من باب طروء الشبهة ، على كون استحقاقه بعض بيت المال اعتماداً على اجتهاده ، لقوله لابن الزبير ـ على فرض صحّة الرواية ـ : « وأمّا حملي المال ، فإنّه كان مالاً جبيناه ، وأعطينا كلّ ذي حقٍّ حقّه ، وبقيت بقية هي دون حقّنا في كتاب الله ، فأخذنا بحقّنا »(١)

فقوله : « هي دون حقّنا في كتاب الله » مشعر بأنّ ابن عباس قد اعتمد في اجتهاده على آية في كتاب الله ، استظهر منها صحّة حمل ما بقي من بيت المال ، ولعلّه قد تاب بعد تنبيه أمير المؤمنينعليه‌السلام له

ثانياً : إنّه ثبت صحّة قوله بإمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلّا أنّه لم يثبت بعد ذلك قوله بإمامة الحسن ، وإمامة الحسين ، وإمامة علي بن الحسينعليهم‌السلام وقد أدركهم ، وهذا طعن في إيمانه ، وصحّة اعتقاده

وفيه : إنّ التسالم على قوله بإمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام وأتباعه بلغ إجماع الفريقين ، فلا مجال للتشكيك فيه ، أمّا قوله بإمامة الحسنعليه‌السلام ، فإنّ الأربلي في « كشف الغمّة » نقل عن أبي مخنف ، بإسناده عن ابن إسحاق السبيعي وغيره قالوا :

« خطب الحسن بن عليعليهما‌السلام صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنينعليه‌السلام ثمّ جلس ، فقام عبد الله بن عباس ما بين يديه فقال : معاشر الناس ، هذا ابن نبيّكم ، ووصيّ إمامكم فبايعوه

ثمّ قال الراوي : فرتب العمّال ، وأمّر الأمراء ، وأنفذ عبد الله بن عباس إلى البصرة ، ونظر في الأُمور »(٢)

وهذا دليل على قوله بإمامة الحسنعليه‌السلام ، وعلى هذا يترتّب قوله بإمامة الحسينعليه‌السلام ، وإمامة علي بن الحسينعليهما‌السلام لعدم وجود الدليل النافي على قوله ______________________

(١) شرح نهج البلاغة ٢٠ / ١٣٠

(٢) كشف الغمّة ٢ / ١٦١

١١٦

بإمامتهما ، أي لم يصدر منهماعليهما‌السلام ذمّاً في حقّه ، إضافة إلى حسن سيرته ، واستقامته في عهديهما ، ولم يظهر منه ما يخالفهما ، ولو كانت هناك أدنى مخالفة للإمامينعليهما‌السلام لأظهره الرواة ، خصوصاً وقد كان معرضاً للطعن والذمّ من قبل أعداء أهل البيتعليهم‌السلام

« ـ السعودية ـ »

تقييم رواياته :

س : ما هي قيمة أحاديث ابن عباس عند علمائنا ؟ هل هي مقبولة عندهم أو مردودة ؟

ج : لا إشكال في جلالة قدر ابن عباس عند الجميع ، كما يظهر ذلك من كلام العلماء والرجاليين

نعم ، قد يكون هناك بعض الموارد الموجبة للتوقّف ، ولكن أُجيب عنها بما لا مزيد عليه(١)

ومجمل الكلام حول هذا الشخص هو : أنّه كان موالياً وعارفاً للحقّ ، ولكن لأُمور لم تتّضح لحدّ الآن كان لا يقتحم الصراعات الموجودة آنذاك ، فكان شاهداً للحقّ ـ إن صحّ التعبير ـ ومدافعاً عنه في حدّ وسعه ، فيجب أن ننظر إلى حياته من هذه الزاوية حتّى نعرف التفسير الصحيح لمجموعة تصرّفاته ، ومواقفه في كافّة الجوانب

ثمّ وإن كان ابن عباس ثقة ومعتمداً ، ولكن بالنسبة لأحاديثه ينبغي ملاحظة عدّة أُمور :

١ ـ لا يخفى أنّ مجموعة كبيرة من الأحاديث المنسوبة إليه في كتب الفريقين سندها منقطع ، أي أنّها إمّا مرسلة أو مقطوعة ، فلا حجّية لمفادها ، إلّا ما كانت منها تؤيّد بأخبار معتبرة أُخرى

______________________

(١) أُنظر : قاموس الرجال ٦ / ٤١٨

١١٧

٢ ـ توجد هناك طائفة من الأخبار تنقل عن لسان ابن عباس بدون إسنادها إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو إلى أحد من الأئمّةعليهم‌السلام ، أي أنّها آراؤه في تلك الموارد

وهذا القسم أيضاً لا يعتبر حجّة من الناحية الشرعية ، إلّا إذا كان موافقاً لما صدر عن المعصومعليه‌السلام

٣ ـ إنّ شخصية ابن عباس كانت معرّضةً للهجوم والتشويه من قبل أعداء الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، خصوصاً بني أُمية ، فدسّت الأيادي الأثيمة روايات وأحاديث في سبيل النيل من سمعته ، وهذه الفئة من الروايات جلّها ـ بل كلّها ـ جاءت عن طريق العامّة ، وعليه فينبغي التأمّل والتريّث في أحاديثه التي نقلت بإسنادهم ، وإن كانت معنعنة وغير مرسلة ومتّصلة ، خصوصاً في المواضع الخلافية بين الشيعة والسنّة

١١٨

أبو بكر :

« سلمان المحمّدي ـ البحرين ـ »

الفضل بالتقوى لا والد زوجة النبيّ :

س : كيف حصل أبو بكر على تلك المنزلة ، ليكون والد زوجة الرسول ؟

ج : قال تعالى :( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (١)

فإذا كان من الممكن أن تكون زوجتا نوح ولوط من الكفّار ، ونوح ولوط من الأنبياء ، فلا يمكن أن نحكم بفضل على امرأة لمجرد كونها زوجة نبيّ ، والفضل يكون بالتقوى والقرب من الله والإخلاص له ، وكذلك قوله تعالى :( فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ) (٢)

هذا كلّه في أزواج الأنبياء ، فكيف بآباء أزواج الأنبياء ؟!

« سعيد خليل ـ لبنان ـ »

بعض مثالبه :

س : نشكر لكم جهودكم في طريق الإصلاح ، وإظهار الدين الحقّ

السؤال : نريد أن نعرف نبذة عن أبي بكر ، ودوره كيف كان ؟ شاكرين
______________________

(١) التحريم : ١٠

(٢) الأعراف : ٨٣

١١٩

لكم جهودكم ، وأجركم عند الله إن شاء الله

ج : سألت عن أبي بكر ، فنجيبك باختصار :

١ ـ إنّ أبا بكر قد أغضب فاطمةعليها‌السلام فهجرته حتّى توفّيت ، رواه البخاري في صحيحه(١) ، ومسلم في صحيحه(٢) ، وأحمد في مسنده(٣) ، وروى ابن قتيبة قول فاطمةعليها‌السلام لأبي بكر :« والله لأدعون الله عليك في كلّ صلاة أُصلّيها » (٤)

٢ ـ إنّ أبا بكر لا يعرف معنى قوله تعالى :( وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ) (٥)

٣ ـ إنّ أبا بكر لسانه قد أورده الموارد(٦)

٤ ـ إنّ أبا بكر وعمر انهزما يوم خيبر وأُحد(٧)

٥ ـ إنّ أبا بكر وعمر رفعا أصواتهما عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى نزل النهي(٨)

______________________

(١) صحيح البخاري ٨ / ٣

(٢) صحيح مسلم ٥ / ١٥٤

(٣) مسند أحمد ١ / ٦

(٤) الإمامة والسياسة ١ / ٣١

(٥) عبس : ٣١ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٦ ، فتح الباري ١٣ / ٢٢٩

(٦) الطبقات الكبرى ٥ / ١١ ، الموطّأ ٢ / ٩٨٨ ، مجمع الزوائد ١٠ / ٣٠٢ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٦ / ٢٣٧ و ٨ / ٥٧٢ ، كتاب الصمت وآداب اللسان : ٥٠ و ٥٥ مسند أبي يعلى الموصلي ١ / ١٧ شرح نهج البلاغة ٧ / ٩٠ و ١٠ / ١٣٧ ، كنز العمّال ٣ / ٨٣٤ ، فيض القدير ٥ / ٤٦٧ ، تفسير الثعالبي ٢ / ١٧٦ ، العلل ٢ / ١٣٢ و ٣ / ٢٦٩ ، التاريخ الكبير ٨ / ٩٠ ، الثقات ٢ / ١٧٢ ، علل الدارقطني ١ / ١٠٩ و ١٥٩ تاريخ مدينة دمشق ٨ / ٣٤٥ ، وغيرها من مصادر أهل السنّة

(٧) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٢٤ ، شرح نهج البلاغة ١٧ / ١٦٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٠٧ ، خصائص أمير المؤمنين : ٥٣

(٨) مسند أحمد ٤ / ٦ ، صحيح البخاري ٦ / ٤٦ و ٨ / ١٤٥ ، الجامع الكبير ٥ / ٦٣ ، جامع البيان ٢٦ / ١٥٥ ، أسباب نزول الآيات : ٢٥٧ ، زاد المسير ٧ / ١٧٧ ، الجامع لأحكام القرآن ١٦ / ٣٠٣ ، تفسير القرآن العظيم ٤ / ٢٢٠ ، الدرّ المنثور ٦ / ٨٤ ، تفسير الثعالبي ٥ / ٢٦٧ ، الإحكام في أُصول الأحكام لابن حزم ٦ / ٨٠٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٩ / ١٩١ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٠٧ ، تاريخ المدينة المنوّرة ٢ / ٥٢٣ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٧٨ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٤٣٧

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

بعض أحفاده »(١) .

٢ - شذور العقيان في تراجم الأعيان(٢) .

٣ - القول السديد(٣) .

٤ - مناظرته مع المولى محمد جان اللاهوري(٤) .

٥ - رسالة في أحوال الميرزا محمد الدهلويمؤلف ( النزهة الاثني عشرية )(٥) .

وفاته:

توفيرحمه‌الله عليه بلكنهو في ١٧ شوال سنة ١٢٨٦(٦) .

*(٤)*

ترجمة السيد سراج حسين

هو السيد سراج حسين ابن السيد محمد قلى.

كلمات العلماء في حقه:

١ - قال شيخنا الحجة الطهراني: « عالم كبير، وحكيم فاضل »(٧) .

٢ - وقال صاحب نجوم السماء « الفاضل الجليل، حكيم عصره

____________________

(١). اعلام الشيعة ( الكرام البررة ) ٣٠٢.

(٢). المصدر.

(٣). الذريعة ١٧ / ٢١٠.

(٤). أعلام الشيعة ( الكرام البررة ) ترجمته.

(٥). المصدر.

(٦).ريحانة الأدب ٤ / ٥٥، الكرام البررة ٢ / ١٤٨.

(٧). الكرام البررة - الترجمة رقم ١٠٧٢.

١٤١

وفيلسوف دهره »(١) .

٣ - وقال عبد الحي: « الشيخ الفاضل أحد علماء الشيعة برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، وولى التدريس في المدرسة الانجليزية »(٢) .

اساتذته:

قرأ على والده المرحوم، واخيه الاكبر السيد حامد حسين، والسيد حسين ابن دلدار علي.

ولم يذكر له فيما نعلم شيء من الاثار والمؤلفات.

وفاته:

توفىرحمه‌الله في سنة ١٢٨٢.

*(٥)*

ترجمة السيد ناصر حسين

هو: السيد ناصر حسين ابن السيد حامد حسين ابن محمد قلى المولود في ١٩ جمادى الثانية سنة ١٢٨٤.

بعض الكلمات في حقه:

١ - قال السيد الحجة الامين:

____________________

(١). نجوم السماء.

(٢). نزهة الخواطر ٧ / ١٩٥.

١٤٢

امام في الرجال والحديث، واسع التتبع، كثير الاطلاع، قوي الحافظة لا يكاد يسأله أحد عن مطلب الا ويحيله الى مظانه من الكتب مع الاشارة الى عدد الصفحات، وكان احد الاساطين والمراجع في الهند، وله وقار وهيبة في قلوب العامة واستبداد في الرأي ومواظبة على العبادات، وهو معروف بالادب بالفارسية والعربية معدود من اساتذتهما واليه يرجع في مشكلاتهما، وخطبه مشتملة على عبارات جزلة وألفاظ مستطرفة، وله شعر جيد »(١) .

٢ - وقال العلامة المحدث القمي - في ذيل ترجمة السيد حامد حسين - ما تعريبه:

« وجناب السيد مير ناصر حسين خلفه في جميع الملكات والآثار ووارث ذاك البحر الزخار، وهو مصداق قوله:

ان السري اذا سرى فبنفسه

وابن السرى اذا سرى أسراهما

ولم يترك جهود والده تذهب سدى، بل اشتغل بتتميم عبقات الانوار واخرج الى البياض حتى الان عدة مجلدات وطبعت، أدام الباري بركات وجوده الشريف وأعانه لنصرة الدين الحنيف »(٢) .

٣ - وقال المحقق العلامة الشيخ التبريزي ما تعريبه ملخصاً:

« السيد ناصر حسين الملقب بـ ( شمس العلماء ) - كان عالماً متبحراً فقيهاً أصولياً محدثاً رجالياً كثير التتبع واسع الاطلاع دائم المطالعة، من اعاظم علماء الامامية في الهند والمرجع في الفتيا لاهالى تلك البلاد »(٣) .

٤ - وقال المحقق الشيخ محمد هادى الاميني:

« امام في الفقه والحديث والرجال والادب »(٤) .

____________________

(١). أعيان الشيعة ٤٩ / ١٠٧ - ١٠٨.

(٢). هدية الاحباب ١٧٧.

(٣). ريحانة الادب ٤ / ١٤٤ - ١٤٥.

(٤). معجم رجال الفكر والادب ٣٩٠.

١٤٣

٥ - وقال العلامة السيد محمد مهدي الاصفهاني:

« شمس العلماء السيد ناصر حسين. عارف بالرجال والحديث، واسع التتبع، كثير الاطلاع، دائم المطالعة، وهو أحد مراجع أهالي هند. ولد سلمه الله في ١٩ جمادى الثانية ١٢٨٤ »(١) .

٦ - وقال العلامة السيد مرتضى حسين اللاهوري:

« هذا السيد العظيم شبل من ذاك الاسد، آية من آيات الله، قد أتم به الحجة وأوضح المحجة، كان فقيهاً محدثاً رجالياً متضلعاً، أديباً متطلعاً، خطيباً مفوهاً عالي الهمة، نبيه المنزلة، واسع العطاء، كريم الاخلاق، لين الجانب، ذا فكرة وقادة، حصيف الرأي، مرجع الامور، نافذ الامر، ومع أعمال المرجعية وأشغاله الكثيرة كان ضابطاً للاوقات، مثابراً على التحقيق والبحث، عاكفاً على التصنيف والتأليف، حتى في أضيق الاحوال والمرض والاسقام، يروح ويغدو دائماً في المكتبة ويجلس طول النهار، فكتب وأكثر وصنف وأفاض، فأتم قسماً هاماً من تأليف عبقات الانوار. ونشر كتب والده، ووسع في المكتبة، الى ان صارت تلك الخزانة من اكبر خزائن الكتب للشيعة واشهرها في العالم »(٢) .

اساتذته:

قرأ العلوم الدينية على والده المرحوم والمفتي محمد عباس، وغيرهما.

مؤلفاته:

ذكر مترجموه الكتب التالية له ( عدا ما كتبه من عبقات الانوار ):

____________________

(١). أحسن الوديعة: ١٠٤.

(٢). الفضل الجلى. طبع مقدمةً لتشييد المطاعن.

١٤٤

١ - نفحات الازهار في فضائل الأئمة الاطهارعليهم‌السلام .

٢ - ديوان شعر(١) .

٣ - كتاب المواعظ.

٤ - ديوان الخطب(٢) .

٥ - كتاب الانشاء(٣) .

٦ - اسباغ النائل بتحقيق المسائل(٤) .

٧ - مسند فاطمة بنت الحسينعليهما‌السلام (٥) .

٨ - ما ظهر من الفضائل لامير المؤمنينعليه‌السلام يوم خيبر(٦) .

٩ - نفحات الانس في وجوب السورة(٧) .

١٠ - اثبات رد الشمس لامير المؤمنينعليه‌السلام ودفع ما أورد عليه من الشبهات(٨) .

١١ - سبائك الذهبان في الرجال والأعيان(٩) .

١٢ - فهرست أنساب السمعاني(١٠) .

هذا وقد طبع له أخيراً كتاب « افحام الاعداء والخصوم » في نفي تزويج عمر بأم كلثوم، حققه وقدم له العلامة الشيخ محمد هادي الاميني، وهو كتاب قيّم يحوي مطالب جليلة، لكن لا أدري لماذا لم يذكر له فيما كان

____________________

(١). الذريعة ٩ / ١١٥٤.

(٢). المصدر ٧ / ١٨٦.

(٣). المصدر ٢ / ٣٩٥.

(٤). الذريعة ٢ / ٣.

(٥). الفضل الجلى.

(٦). الذريعة ١٩ / ٢٢.

(٧). الفضل الجلى.

(٨). الذريعة ١ / ٩٥.

(٩). الفضل الجلى في حياة السيد محمد قلى.

(١٠). المصدر.

١٤٥

بأيدينا من المصادر بل لم يذكره له الاميني حيث ترجم للسيد ناصر حسين في مجلة المكتبة الصادرة عن مكتبة أمير المؤمنينعليه‌السلام بالنجف الاشرف.

وفاته:

توفي - كما الفضل الجلى - في غرة رجب سنة ١٣٦١، ودفن عند مرقد القاضي التستري الشهيدقدس‌سره بمدينة ( آگره ) بالهند حسب وصيته.

*(٦)*

ترجمة السيد ذاكر حسين

هو: السيد ذاكر حسين ابن السيد حامد حسين، وكان من كبار العلماء البارزين في بلاد الهند، وكان أديباً شاعراً(١) .

اساتذته:

لم نقف له الا على السيد ناصر حسين، ولعله قرأ على غيره ايضاً.

مؤلفاته:

قال شيخنا العلامة الطهراني:

« له آثار: منها: ( الادعية المأثورة )، طبع في الهند وعليه تقريظ اخيه العلامة السيد ناصر حسين المتوفى سنة ١٣٦١ وتصديقه باعتبارها كما ذكرناه في الذريعة ١ / ٣٩٩.

وكان معين اخيه المذكور في تتميم مجلدات ( العبقات ).

____________________

(١). ريحانة الادب ٤ / ١٤٤.

١٤٦

وله ( ديوان شعر ) بالفارسية والعربية معاً.

وله ( حواشي على عبقات ) والده »(١) .

*(٧)*

ترجمة السيد محمد سعيد

هو: السيد محمد سعيد ابن السيد ناصر حسين، وكان عالماً فاضلا مجتهداً متكلماً محققاً مؤلفاً.

ولادته:

ولد السيد محمد سعيد في ٨ محرم ١٣٣٣ في لكهنو.

اساتذته:

شب وترعرع في أحضان العلماء في لكنهو، وعلى رأسهم والده العلامة ثم هاجر الى النجف الاشرف، وحضر على كبار العلماء حتى بلغ الدرجات العالية والمقامات السامية، وكان من أشهر اساتذته في المرحلة الاخيرة من دراساته: سيد الطائفة في عصره السيد ابو الحسن الاصفهانى، وشيخ المحققين الاستاذ الشيخ آغا ضياء الدين العراقي.

شخصيته العلمية والاجتماعية:

بعد ما فرغ من الدروس وبرزت شخصيته ولمع نجمه، عاد الى بلده ( لكنهو ) حيث تولى شؤون الرئاسة العلمية والدينية بجدارة، وكانت له هيبة في قلوب العامة ومكانة لدى جميع الطبقات.

____________________

(١). أعلام الشيعة ٧١٤.

١٤٧

زار العتبات المقدسة مراراً وحل ضيفاً بكربلاء في دار والدنا آية الله السيد نور الدين الميلاني، فكنا مسرورين مبتهجين بمجلسه، مستفيدين من علومه ومعلوماته، ومنه اخذنا جملة من معلوماتنا حول ( عبقات الانوار )، ولقد كان على جانب عظيم من الاخلاق الكريمة والسجايا الفاضلة.

مؤلفاته:

ألف كتباً تحقيقية كثيرة الفائدة، وهي ( عدا ما كتبه من أحاديث العبقات ):

١ - الامام الثاني عشر، ألفه حينما كان في النجف الاشرف رداً على كلمات جاءت في كتاب ( سبائك الذهب في معرفة انساب العرب للسويدى ) « وانما توجد كلماته المردودة في الطبع الاول من السبائك، فان الطبع الثاني اسقطت عنه تلك الكلمات »(١) وقد طبع بالنجف الاشرف سنة ١٣٤٥(٢) .

٢ - مسانيد الائمةعليهم‌السلام (٣) .

٣ - الايمان الصحيح « كتاب تحقيقي علمي يبحث فيه عن العقائد الصحيحة تحت اشعة القرآن الشريف »(٤) .

٤ - معراج البلاغة، جمع فيه خطب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٥ - مدينة العلم، بحث فيه حديث الباب(٥) .

____________________

(١). الذريعة ٢ / ٣١٩.

(٢). وفي سنة ١٣٩٣ للمرة الثانية مع تعليقات واضافات منا.

(٣). رأيناه في المكتبة الناصرية، وهو كتاب كبير.

(٤). الذريعة ٢ / ٥١٤.

(٥). الذريعة ٢٠ / ٢٥١. رد به على ( ابن عاشور ) شيخ الاسلام بتونس، وله مقدمة بقلم المرحوم الحجة السيد هبة الدين الشهرستاني.

١٤٨

٦ - آية التطهير(١) .

٧ - آية الولاية(٢) .

٨ - شرح خطبة الزهراءعليها‌السلام (٣) .

هذا بالاضافة الى ما كتبه من ( عبقات الانوار ).

وفاته:

توفىرحمه‌الله بالهند في ١٢جمادى الثانية سنة ١٣٨٧ وقد اقيمت مجالس الفاتحة على روحه الطاهرة، ودفن الى جنب والده المرحوم في صحن السيد التستري الشهيد، واعقب الخطيب الفاضل السيد على ناصر(٤) .

*(٨)*

ترجمة السيد محمد نصير

هو: السيد محمد نصير ابن السيد ناصر حسين المولود سنة ١٣١٧ كانرحمه‌الله عالماً كبيراً واستاذاً جليلا درس في النجف الاشرف وتخرج على كبار العلماء، ثم لما عاد الى بلاده اقتضت الظروف الخاصة والمصلحة العامة للمسلمين ان يدخل الحقل السياسى، فدخل المجلس النيابى منتخباً من قبل الشيعة الامامية.

____________________

(١). الفضل الجلى.

(٢). المصدر.

(٣). المصدر.

(٤). مصادر الترجمة: الذريعة، معجم رجال الفكر ٣٩٠، مؤلفين كتب چاپى ٣ / ٢٣ الفضل الجلى في حياة السيد محمد قلى، معلومات شخصية.

١٤٩

مؤلفاته:

١ - ديوان شعر.

٢ - مجمع الاداب.

٣ - التطهير.

٤ - ترجمة وجوب السورة في الصلاة الى الاردوية.

وفاته:

توفى في ( لكنهو ) سنة ١٣٨٦ وحمل نعشه الى العراق فدفن في كربلاء في الصحن الشريف بمقبرة شيخ الطائفة في عصره الزعيم المجاهد الميرزا الشيرازيقدس‌سره ، واقيمت على روحه مجالس الفاتحة في كل مكان(١) . منها: المجلس الذي اقامه سيدي الوالد آية الله السيد نور الدين الميلاني بكربلاء.

الباب السابع

المكتبة الناصرية

ومن آثار هذه الاسرة وخدماتهم للعلم والطائفة: المكتبة العظيمة التي خلفتها في مدينة لكهنو، هذه المكتبة التي كانت كتب العلامة السيد محمد قلي نواة لها، ثم ضم إليها نجله السيد حامد حسين كلما حصل اليه من الكتب، ولا سيما ما كان يفحص عنه وحصل عليه في البلاد المختلفة من امهات المصادر في مختلف العلوم والفنون لاجل كتابه عبقات الانوار ثم سعى نجله السيد ناصر حسين في تطويرها وتوسعتها فاشتهرت بالمكتبة الناصرية

لقد كانت في زمن السيد حامد حسين تحتوي على ثلاثين ألف

____________________

(١). مصادر الترجمة: معجم رجال الفكر ٣٩٠ الفضل الجلى - معلومات شخصية.

١٥٠

كتاب، قال شيخنا الطهراني بترجمته: « وللمترجم خزانة كتب جليلة وحيدة في لكهنو بل في بلاد الهند، وهي احدى مفاخر العالم الشيعي، جمعت ثلاثين ألف كتاب بين مخطوط ومطبوع، من نفائس الكتب وجلائل الاثار، ولا سيما تصانيف أهل السنة من المتقدمين والمتأخرين.

حدثني شيخنا العلامة الميرزا حسين النوري أن المترجم كتب اليه من لكهنو يطلب منه إرسال احد الكتب اليه، فأجابه الاستاذ بأنه من العجيب خلو مكتبتكم من هذا الكتاب على عظمها واحتوائها. فأجابه المترجم بأن من المتيقن لدي وجود عدة نسخ من هذا الكتاب، ولكن التفتيش عنه والحصول عليه أمر يحتاج الى متسع من الوقت، والكتاب الذي ترسله الي يصلني قبل وقوفي على الكتاب الذي هو في مكتبتى التي أسكنها. انتهى. فمن هذا يظهر عظم المكتبة واتساعها. وحدثني بعض فضلاء الهند أن أحد اهل الفضل حاول تأليف فهرس لها وفشل في ذلك.

وقد أهدى إليّ بعض أجلاء الأصدقاء صورة جانب واحد من جوانبها الأربع وهو كتب التفاسير، وقد زرناه فادهشنا. وبالجملة فان مكتبة هذا الامام الكبير من أهم خزائن الكتب في الشرق »(١) .

وقال السيد محسن الامين: « ومكتبته في لكهنو وحيدة في كثرة العدد من صنوف الكتب، ولا سيما كتب غير الشيعة. ويناهز عدد كتبها الثلاثين ألفاً ما بين مطبوع ومخطوط فيما كتبه الشيخ محمد رضا الشبيبي في مجلة العرفان ما صورته: من أهم خزائن الكتب الشرقية في عصرنا هذا: خزانة كتب المرحوم السيد حامد حسين اللكهنوي - نسبة الى لكهنو من بلاد الهند - صاحب كتاب عبقات الانوار الكبير في الامامة، من ذوي العناية بالكتاب والتوفر على جمع الاثار، أنفق الاموال الطائلة على نسخها ووراقتها، وفي كتابه عبقات الانوار المطبوع في الهند ما يشهد على ذلك.

____________________

(١). أعلام الشيعة - نقباء البشر ١ / ٣٤٨.

١٥١

وقد اشتملت خزانة كتبه على ألوف من المجلدات فيها كثير من نفائس المخطوطات القديمة»(١) .

وفي ( أحسن الوديعة ) بترجمته: « وله مكتبة كبيرة في لكهنو وحيدة في كثرة العدد من صنوف الكتب، ولا سيما كتب المخالفين ».

وجاء في ( صحيفة المكتبة ) الصادرة عن مكتبة أمير المؤمنينعليه‌السلام في النجف الاشرف في ذكر المكتبات التي زارها العلامة الحجة المجاهد صاحب الغدير في مدينة لكهنو بالهند ما نصه: « مكتبة الناصرية العامة. تزدهر هذه المكتبة العامرة بين الاوساط العلمية وحواضر الثقافة في العالم الاسلامي بنفائسها الجمة، ونوادرها الثمينة، وما تحوي خزانتها من الكتب الكثيرة في العلوم العالية من: الفقه وأصوله، والتفسير، والحديث، والكلام، والحكمة والفلسفة، والاخلاق، والتاريخ، واللغة، والادب. الى معاجم ومجاميع وموسوعات في الجغرافيا، والتراجم، والرجال، والدراية، والرواية.

وهي نتيجة فكرة ثلاثة من أبطال العلم والدين، جمعت يمنى كل منهم قسماً من هذه الثروة الاسلامية الطائلة في حياته السعيدة، فأسدى بها الى أمة القرآن الكريم خدمة كبيرة، تذكر وتشكر مع الأبد، ولم يكتف أولئك الفطاحل بذلك الى أن وقف كل منهم ما له عليه وقفاً. فغدت يقضي بها كل عالم مأربه، ويسد بها كل ثقافي حاجته.

وكانت النواة لها مكتبة السيد محمد قلي الموسوي ثم حذا حذوه وضم كتبه إليها نجله القدوة والاسوة السيد حامد حسين ثم شفعت تلك المكتبة بمكتبة شبله السيد ناصر حسين

وهذه المكتبة العامرة تسمى باسمه، يناهز عدد كتبها اليوم ثلاثين ألفاً من المطبوع والمخطوط، يقوم بادارة شئونها شقيقي الفضيلة: السيد محمد سعيد العبقاتي، والزعيم المحنك السيد محمد نصير العبقاتي، وقد شيدت لها

____________________

(١). أعيان الشيعة - بترجمة السيد حامد حسين.

١٥٢

حين كنا في تلكم الديار بهمتهما القعساء بناية فخمة تقع في أهدء مكان، قد خصصت لها الادارة المحلية لمتصرفية لكهنو، والادارة المركزية للشئون الثقافية للحكومة الهندية منحة مالية سنوية لادارة شئونها، وتسديد رواتب موظفيها، وهي وان كانت جل ذلك فضلا عن الكل، الا انها مساعدة تحمد عليها وتقدر ».

ثم ذكر الكاتب أسماء نفائس من هذه الحرّانة مما وقف عليه العلامة الاميني وغيره

ونحن نضيف الى تلك الاسماء قائمة بأسماء جملة من الكتب التي ذكرها صاحب العبقات في ثنايا الكتاب، ونص على وجود النسخ العتيقة الثمينة منها عنده:

١ - العلل المتناهية في الاحاديث الواهية لابن الجوزي.

٢ - بغية الطالبين - رسالة الاسانيد للشيخ أحمد النخلي.

٣ - قصص الانبياء لابي الحسن محمد بن عبد الله الكسائي.

٤ - نقاوة الملل وطراوة النحل لعبد الوهاب الروداوري.

٥ - ألف باء في المحاظرات للبلوي.

٦ - زاد المسير لجلال الدين السيوطي.

٧ - تهذيب الكمال في أسماء الرجال لابي الحجاج المزي.

٨ - العلل ( الجزء الثالث منه ) لابي الحسن علي بن عمر الدارقطني.

٩ - ميزان الاعتدال في نقد الرجال لشمس الدين الذهبي. عنده ثلاث نسخ منه.

١٠ - المنح المكية في شرح القصيدة الهمزية لابن حجر المكي. نسخة مستنسخة عن أصل نسخة الشارح.

١١ - الكوكب المنير في شرح الجامع الصغير للعلقمي.

١٢ - الضوء اللامع لاهل القرن التاسع لشمس الدين السخاوي. النسخة بخط عبد العزيز بن فهد المكي، عليها خط المصنف واجازته لابن

١٥٣

فهد المذكور.

١٣ - الفصول المهمة في معرفة الائمة لنور الدين ابن الصباغ المالكي. عنده منه نسختان.

١٤ - المقاصد الحسنة في الاحاديث المشتهرة على الالسنة لشمس الدين السخاوي. عنده منه نسخ عديدة.

١٥ - لواقح الانوار في طبقات السادة الاخيار لعبد الوهاب الشعراني. عنده منه ثلاث نسخ، واحدة منها محشاة بخط الميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني.

١٦ - النور السافر عن أخبار القرن العاشر. للعيدروس.

١٧ - غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام. لابن فهد المكي. نسخة مكتوبة في حياة مؤلفه.

١٨ - العرائس في قصص الانبياء لابي إسحاق الثعلبي.

١٩ - الاربعين في فضائل أمير المؤمنين لعطاء الله بن فضل الله المحدث الشيرازي.

٢٠ - ملحقات الابحاث المسددة في الفنون المتعددة لصالح بن مهدي المقبلي الصنعاني.

٢١ - التاريخ الصغير لمحمد بن اسماعيل البخاري.

٢٢ - الموضوعات لابن الجوزي.

٢٣ - شرح منهاج البيضاوي لبرهان الدين عبيد الله بن محمد العبري الفرغاني.

٢٤ - شرح منهاج البيضاوي لكمال الدين محمد بن محمد ابن امام الكاملية. نسخة مقروة على المصنف وعليها خطه.

٢٥ - الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد.

٢٦ - اقتصاد الاعتقاد لابي حامد الغزالي.

٢٧ - خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام للنسائي. عنده منه نسختان

١٥٤

احداهما مصححة من قبل بعض الافاضل.

٢٨ - المسند لاحمد بن حنبل.

٢٩ - المنمق لابن حبيب البغدادي.

٣٠ - الثقات لابن حبان البستي.

٣١ - نوادر الاصول للحكيم الترمذي.

٣٢ - المعجم الصغير للطبراني.

٣٣ - المفاتيح في شرح المصابيح لشمس الدين محمد بن المظفر الخلخالي.

٣٤ - المنتقى في سيرة المصطفى لسعيد الدين محمد بن مسعود الكازروني.

٣٥ - احياء الميت بفضائل أهل البيت لجلال الدين السيوطي. عنده منه نسختان في إحداهما أربعون حديثاً وفي الأخرى ستون حديثاً.

٣٦ - حلية الاولياء لابي نعيم الاصبهاني.

الباب الثامن

كتاب التحفة الاثنا عشرية

هو كتاب انتشر في أوائل القرن الثالث عشر الهجري في بلاد الهند باللغة الفارسية، وكان في طبعته الاولى عليه اسم مستعار هو « غلام حليم » وهذا الاسم هو مادة تاريخ ولادة مؤلفه عبد العزيز الدهلوي - ثم وضع اسمه الصريح في طبعته الثانية.

وموضوع هذا الكتاب استعراض عقائد الشيعة - ولا سيما الاثني عشرية - في التوحيد والنبوة والامامة والمعاد - وغيرها ثم نقدها والرد عليها، ولقد ذكر صاحبه في أوله ومواضع عديدة منه التزامه بنقل ما هو المسلم والمتفق عليه، الا أنه ملأ الكتاب بأشياء تخالف الواقع وتنافي الحقيقة، ولا سيما في باب الامامة، حيث انكر الاحاديث ودلالة الايات على امامة علي

١٥٥

أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وشحنه بأكاذيب ومفتريات لم يأت بها أحد من قبله.

وهذا ما دعاء علماء الشيعة - ولا سيما صاحب العبقات - الى الرد عليه وبيان ما هو الواقع والصحيح، فأثبتوا الاحاديث سنداً ودلالة، وظهور دلالة الآيات الكريمة في عقيدة الشيعة الامامية، على ضوء كتب العامة وكلمات علمائهم.

ولم يكن عبد العزيز الدهلوي يقصد من تأليف هذا الكتاب ونشره الا اشاعة الفتنة بين الطوائف الاسلامية وضرب بعضها ببعض.

والجدير بالذكر: انه قد ثبت لدى المحققين ان ( التحفة ) هذه مسروقة من كتاب ( الصواقع ) لنصر الله الكابلي، وقد ترجمه ( الدهلوي ) الى الفارسية.

أ - فهرس هذا الكتاب

ولقد جاء ذكر الاحاديث الاثني عشر التي أجاب عنها في الباب السابع حيث بحث فيه الامامة، وكان رد ( صاحب العبقات ) على حسب ترتيبه، ابتداءاً بحديث الغدير، وانتهاءاً بالثقلين.

هذا ولمزيد الفائدة نذكر عناوين أبواب التحفة:

الباب الاول: في ذكر فرق الشيعة وبيان كيفية حدوث مذهب التشيع.

الباب الثاني: في ذكر مكايد الشيعة.

الباب الثالث: في ذكر اسلاف الشيعة وعلمائهم وتصانيفهم.

الباب الرابع: في أخبار الشيعة ورواتهم.

الباب الخامس: في الالهيات.

الباب السادس: في النبوات.

الباب السابع: في الامامة.

الباب الثامن: في المعاد.

الباب التاسع: في مسائل فقهية.

١٥٦

الباب العاشر: في مطاعنهم في الخلفاء الثلاثة وغيرهم.

الباب الحادي عشر: في ما يختص به الشيعة ولم يوجد عند غيرهم من فرق الاسلام.

الباب الثاني عشر: في التولي والتبري.

ب - طبعاته:

والظاهر ان ( التحفة ) طبعت أكثر من مرة كما مر، وأما ترجمتها الى اللغة العربية فقد طبعت مراراً كما سيأتي.

ج - ترجمته الى مختلف اللغات:

لقد ترجم « الحافظ غلام محمد بن الشيخ محي الدين بن الشيخ عمر المدعو بالاسلمى » تلميذ المولوي عبد العلى بن نظام الدين التحفة الى العربية وسماها بالترجمة العبقرية والصولة الحيدرية للتحفة الاثنا عشرية »(١) وجاء في مقدمة كتاب ( المنحة الالهية في مختصر التحفة الاثني عشرية ) انه قد اختصره من ( ترجمة العالم العلامة والنحرير الفهامة الشيخ غلام محمد الاسلمي الهندي ). وعلى هذا فالترجمة الاولى ( للتحفة ) كانت الى اللغة العربية ومن قبل غلام محمد المذكور.

ثم جاء محمود شكري الالوسي فهذب ألفاظ تلك الترجمة واختصرها باسم ( المنحة الالهية تلخيص ترجمة التحفة الاثني عشرية ) وقدمه الى السلطان عبد الحميد العثماني قائلا:

« وقدمته لاعتاب خليفة الله في أرضه ونائب رسوله عليه الصلاة والسلام في سنته وفرضه، الذي راعى رعاياه بجميل رعايته ودبرهم بصائب تدبيره وواسع درايته، وسلك أحسن المسالك في استقامة أمورهم وصيانة

____________________

(١). هكذا جاء في عبقات الانوار، قسم حديث الغدير عند النقل عنه.

١٥٧

نفوسهم وحراسة جمهورهم، وخص من بينهم علماء دولته وصلحاء ملته بحسن ملاحظته وفضل محافظته، تمييزاً لهم بالعناية، وتخصيصاً بما يجب من الرعاية ووضعاً للامور مواضعها واصابة بها مواقعها، وهو أمير المؤمنين الواجب طاعته على الخلق أجمعين سلطان البرين وخاقان البحرين السلطان ابن السلطان، السلطان الغازي عبد الحميدخان ابن السلطان الغازي عبد المجيد خان.

اللهم أيده بنصرك وانصره لتأييد ذكرك، واطمس شر سويداء قلوب أعدائه وأعدائك، ودق أعناقهم بسيوف قهرك وسطوتك ».

وقسم الالوسي ترجمته هذه الى تسعة أبواب وهذا تفصيلها:

الباب الاول: في ذكر فرق الشيعة وبيان أسلافهم ونبذة من مكايدهم.

الباب الثاني: في بيان أقسام الشيعة وأحوال رجال أسانيدهم.

الباب الثالث: في الالهيات.

الباب الرابع: في النبوة.

الباب الخامس: في الامامة ( وفيه الايات والاحاديث والدلائل العقلية التي يستند اليها الشيعة على امامة الامير بلا فصل ).

الباب السادس: في بعض عقائد الامامية المخالفة لعقائد أهل السنة.

الباب السابع: في الاحكام الفقهية.

الباب الثامن: في المطاعن.

الباب التاسع: في ذكر ما اختص بهم ولم يوجد عند غيرهم من فرق الاسلام.

ولقد طبع هذا الكتاب في « بمبىء » سنة ١٣٠١، ثم طبع ثانية في مصر من قبل مدير مجلة ( الازهر )، وطبع مرة أخرى مع تعاليق المدعو بمحب الدين الخطيب.

هذا وقد جاء في بعض فهارس ( لاهور ) انه قد طبع مترجماً الى اللغة الاردوية أيضاً.

١٥٨

د - الردود عليه

لقد رد على ( التحفة ) جماعة من كبار علماء الشيعة، وهذه أسماؤهم ( عدا العبقات ):

١ - أبو أحمد محمد بن عبد النبي بن عبد الصانع الاخباري النيسابوري المقتول سنة ١٢٣٢، وقد سماه بـ ( السيف المسلول على مخربي دين الرسول )(١) .

٢ - السيد دلدار علي النقوي المتقدمة ترجمته، وهو في أربعة مجلدات رد بها على أبواب ( التحفة ) الخامس والسادس والسابع والثاني عشر، وقد سمى كل مجلد باسم وبعض هذه المجلدات مطبوع.

٣ - الميرزا محمد بن عناية أحمدخان الكشميري الملقب بـ ( الكامل ) والمتوفى سنة ١٢٣٥ مسموماً، وقد سماه بـ ( النزهة الاثنا عشرية )، وقد ترجم له السيد اعجاز حسين في رسالة خاصة كما تقدم، كما ذكره السيد محسن الامينرحمه‌الله (٢) .

٤ - السيد محمد قلي المتقدم ذكره، وقد سماه بـ ( الاجناد الاثنا عشرية المحمدية ) وهو في مجلدات رد بها على الابواب: الاول والثاني والسابع والعاشر والحادي عشر من ( التحفة ) وهذه كلها مطبوعة، وقد سمى رده على الباب العاشر بـ ( تشييد المطاعن ) وهو في ثلاثة أجزاء ضخام.

٥ - الشيخ سبحان علي خان الهندي المتوفى بعد عام ١٢٦٠، وقد سماه بـ ( الوجيزة في الاصول ).

٦ - السيد محمد ابن السيد دلدار علي النقوي المتوفى سنة ١٢٨٤ وقد سماه بـ ( الامامة )(٣) باللغة العربية، وهو رد على الباب السابع، كما ان له

____________________

(١). الذريعة ١٢ / ٢٨٨.

(٢). أعيان الشيعة ٤٦ / ٢٠٨.

(٣). الذريعة ٢ / ٣٣٥.

١٥٩

عليه رداً آخر بالفارسية سماه بـ ( البوارق الالهية )(١) .

٧ - السيد جعفر الموسوي الدهلوي، وقد رد على البابين: السابع والعاشر من ( التحفة ).

٨ - المولوي خير الدين محمد الاله آبادي، وقد سماه بـ ( هداية العزيز ) وهو رد على الباب الرابع من ( التحفة ).

٩ - السيد المفتي محمد عباس التستري المتوفى سنة ١٣٠٦، وقد سماه بـ ( الجواهر العبقرية ) وهو رد على ما ذكره في ( التحفة ) في الباب السابع حول غيبة المهديعليه‌السلام ، وهو مطبوع(٢) .

هذا ولقد رد على المنحة الالهية - تلخيص مختصر التحفة الاثني عشرية - المذكور سابقاً علمان من أعلام الطائفة الشيعية وهما:

١ - الحجة الكبير المجاهد الشيخ محمد مهدي الخالصي الكاظمي المتوفى سنة ١٣٤٣ وقد سماه بـ ( تصحيف المنحة الالهية عن النفثة الشيطانية ) في ثلاثة مجلدات(٣) .

٢ - العلامة الحجة الاية الشيخ ميرزا فتح الله شيخ الشريعة المتوفى سنة ١٣٣٩(٤) .

الباب التاسع

ترجمة صاحب التحفة

هو الشيخ المحدث عبد العزيز بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري ( ينتهي نسبه الى عمر بن الخطاب ) الدهلوي.

____________________

(١). المصدر ٣ / ٩٧.

(٢). الذريعة ٥ / ٢٧١.

(٣). المصدر ٣ / ٦٣٣.

(٤). أعيان الشيعة ٤٢ / ٢٥٩.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507