نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار7%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 507

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 507 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 317484 / تحميل: 8801
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

فأجاب الشيعي: رواه فلان وفلان من أهل السنة

فيدعي انكار أهل اللغة مجيء ( المولى ) بمعنى ( الاولى ).

فيخرج له الشيعي قائمة بأسماء اللغويين الذين نصوا على ذلك وهم من أهل السنة.

ومثال آخر:

يقول الشيعي قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ».

فأول ما ينكر السني صدور هذا الحديث عنه (ص).

فإذا رأى أسماء رواته من كبار علماء طائفته قال:

فأبو بكر و أبواب كذلك.

فإذا أثبت له الشيعي جهل هؤلاء بأبسط المسائل على ضوء كتب أهل السنة قال:

ليس « عليّ » في الحديث علماً، بل هو وصف للباب بمعنى « مرتفع ».

لماذا هذا التلاعب بالنصوص النبوية؟ وهلا فعلوا ذلك بلفظ « الصلاة » و « الحج » و « الوضوء » و « الغسل » وأمثالها؟

*(٧)*

وقد شكلت كتب الردود قسماً كبيراً من مؤلفات الامامية في مسائل الامامة، كما لا يخفى على من لا حظ فهارس المؤلفات.

والسبب في ذلك هو أن أهل السنة لا بضاعة لهم الا الكذب والإنكار، فمن السهل عليهم أن يقولوا حديث: « مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح فمن ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك» كذب موضوع. أو أن حديث: « اللهم ائتني بأحب خلقك إليك والى رسولك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء عليّ فأكل معه » لم يروه أحد من أصحاب الصحاح ولا

٢١

صححه أئمة الحديث. أوحديث: « خلقت أنا وعليّ من نور واحد » موضوع بإجماع أهل السنة.

أو يقولوا في جواب: « من كنت مولاه فعليّ مولاه » لم يقل أحد من أهل العربية بمجيء ( المولى ) بمعنى ( الاولى ). أو أن « عليّ » في « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » هو من « العلو » أي مرتفع، أو أن المراد من « بأحب خلقك إليك والى رسولك يأكل معي » هو « الأحب في الاكل مع النبي »

ان كل واحد من هذه الأقاويل سطر واحد أو سطران، لكن الجواب عنه يستدعي فصلا كبيراً من البحث، وربما يشكل كتاباً برأسه، كما هو واضح.

فمن هنا ترى كثرة كتب الرد عند الشيعة قديماً وحديثاً:

فألف عمرو بن بحر الجاحظ كتاب ( العثمانية ). ورد عليه جماعة من أعلام الشيعة بردود اشتهرت بـ ( نقص العثمانية )، كما رد عليه ابو جعفر الاسكافي من المعتزلة.

وألّف السيد المرتضى علي بن الحسين الموسوي كتاب ( الشافي في الامامة ) رداً على كتاب ( المغني ) للقاضي عبد الجبار بن أحمد، ثم لخصه تلميذه الشيخ محمد بن الحسن الطوسي، واشتهر كتابه بـ ( تلخيص الشافي ).

وألف شهاب الدين الشافعي الرازي(١) . من بني مشاط كتاب ( بعض فضائح الروافض ).

فرد عليه الشيخ نصير الدين عبد الجليل بن أبي الحسين بكتاب ( بعض مثالب النواصب في نقض بعض فضائح الروافض ).

وألف يوسف الأعور الشافعي الواسطي كتاب ( الرسالة المعارضة في

____________________

(١). قال في الذريعة: هو وان لم يصرح في الكتاب باسمه لكنه يعرف باشاراته كما ذكره القزويني المذكور في نقضه.

٢٢

الرد على الرافضة ). فرد عليه: الشيخ عز الدين الحسن بن شمس الدين المهلبي الحلي بكتاب ( الأنوار البدرية في كشف شبه القدرية ) قال فيه: « التزمت فيه على ان لا استدل من المنقول عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الا بما ثبت من طريق الخصم ولا أفعل كما فعل الناصب في كتابه ». والشيخ نجم الدين خضر بن محمد الحبلرودي الرازي بكتاب ( التوضيح الأنور في دفع شبه الأعور ).

وألف شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي المكي كتاب ( الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة ). فردّ عليه القاضي نور الله الشهيد بكتاب ( الصوارم المهرقة في رد الصواعق المحرقة ) وكذا السيد مير محمد القزويني المعاصر.

... وهكذا توالت كتب التهجم على الشيعة حتى زماننا، فألف كتّاب من أهل السنة في هذا العصر ( الصراع بين الوثنية والإسلام ) و ( الوشيعة في رد عقائد الشيعة ) و ( الخطوط العريضة ) و ( مسائل موسى جار الله ) و و وصدرت كتب الردود عليها من قبل علماء الشيعة

*(٨)*

وكان لعلماء الهند من الفريقين السهم الوافر والدور البارز في هذا الباب، فالهند بلاد واسعة يقطنها الملايين من المسلمين، أنجبت في كل فرقة علماء ورجالا تركوا آثاراً خالدة في مختلف العلوم الإسلامية. ومن الطبيعي أن تدعو كل فرقة الى نفسها، وتستغل كافة الوسائل في سبيل نشر عقائدها، وقد ساعد على ذلك ما في بلاد الهند من حرية الفكر والقول والتأليف والنشر.

وقد بلغ النشاط الفكري والصراع العقائدي ذروته في الهند في القرنين الثاني عشر والثالث عشر فقد نبغ بين الشيعة الفقيه المجاهد الكبير السيد

٢٣

دلدار علي بن معين الدين النقوي المولود سنة ١١٦٦ والمتوفى سنة ١٢٣٥، الذي انتشرت بفضل جهوده تعاليم المذهب الجعفري في تلك الارجاء، وانتظمت على يده أمور الطائفة، بعد أن كانوا متفرقين ليست لهم دعوة الى مذهبهم، وما كانت لهم جامعة تجمعهم، واشتغل طيلة أيام حياته الشريفة بترويج الدين ونشر الاحكام باقامة الشعائر وتأليف الكتب وتربية العلماء.

ولما وصل خبره الى حسن رضا خان - من وزراء حكومة « أوده » في لكهنو - استدعاه للاقامة بلكهنو، فهاجر إليها، وانصرف الى بث تعاليم الدين وإقامة الشعائر. وكان العلامة المولى محمد على الكشميري الشهير بپادشاه(١) نزيل فيض آباد قد ألف في تلك الأيام رسالة في فضل صلاة الجمعة، حث فيها السلطان آصف الدولة ابن شجاع بن صدر جنك سلطان مملكة « أوده » في لكنهو على إقامة الجمعة، وذكر من هو أهل لامامة الجماعة، وهم: السيد دلدار على وتلميذاه الميرزا محمد خليل والأمير السيد مرتضى، فأمر السلطان بإقامتها، ورشح السيد لها. فأقامها ابتداء من ظهر اليوم الثالث عشر من رجب - يوم ولادة أمير المؤمنينعليه‌السلام - سنة ١٢٠٠.

ثم أقيمت الجمعة في السابع والعشرين منه، يوم مبعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكانت أول صلاة جماعة للشيعة تقام في تلك الديار.

ثم استمرت الجماعة والخطب، وانتشرت أندية الذكر ومجالس الوعظ، واهتم السلطان لترويج الشريعة، وتشييد الدين، وكثر طلاب العلم، وأخذوا يتواردون على السيد من كل صوب(٢) .

قال السيد عبد الحي اللكهنوي المحقق السني: ثم انه بذل جهده في احقاق مذهب وإبطال غيره من المذاهب، لا سيما الأحناف والصوفية

____________________

(١). توجد ترجمته في: أعلام الشيعة، نزهة الخواطر ٧ / ٤٥٦.

(٢). أعلام الشيعة، الكرام البررة ٢ / ٥١٩.

٢٤

والاخبارية، حتى كاد يعم مذهبه في بلاد « أوده » ويتشيع كل الفرق(١) .

أقول: ولعل هذا الذي ذكر هو السبب في تأليف معاصره المولوي عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي الحنفي المولود سنة ١١٥٩ والمتوفى سنة ١٢٣٩ كتاب ( التحفة الاثنا عشرية في الرد على الامامية ) ألفه ليكون سداً أمام تقدم المذهب الجعفري في الأقطار الهندية وتشيع كل الفرق

وهذا هو دأب أهل السنة في كل صقع فقد قال ابن حجر المكي في أول كتاب ( الصواعق المحرقة ) ما نصه: « فاني سئلت قديماً في تأليف كتاب يبين حقية خلافة الصديق وامارة ابن الخطاب، فأجبت الى ذلك مسارعة في خدمة هذا الباب، فجاء بحمد الله أنموذجاً لطيفاً ومنهاجاً شريفاً ومسلكاً منيفاً.

ثم سئلت في اقرائه في رمضان سنة خمسين وتسعمائة بالمسجد الحرام، لكثرة الشيعة والرافضة ونحوهما الآن بمكة المشرفة اشرف بلاد الإسلام، فأجبت الى ذلك رجاء لهداية بعض من زل به قدمه عن أوضح المسالك ».

فهذا دأب القوم، وليتهم أخذوا بالنزاهة في البحث والتزموا بجانب الإنصاف، وعملوا بقواعد المناظرة لكن صاحب ( التحفة ) نسج على منوال أسلافه من صاحب ( الصواعق ) وأمثاله فأكثر من التهجم على الشيعة، ونسب إليهم العقائد الباطلة التي هم منها براء، وحاول الحط عليهم بالاكاذيب والافتراءات

وما أن انتشر كتاب ( التحفة ) حتى انبرى له جماعة من علماء الشيعة - وعلى رأسهم السيد دلدار على نفسه - بالرد والنقد، وسنذكر أسماء تلك الكتب فيما بعد.

____________________

(١). نزهة الخواطر ٧ / ١٦٧.

٢٥

وظلت مواضيع الباب السابع المتعلق بمباحث الامامة من كتاب ( التحفة ) موضع الأخذ والرد، والنقض والإبرام، وحديث المجالس والاندية، حتى صدر كتاب ( عبقات الأنوار في امامة الأئمة الاطهار ).

٢٦

كتاب العبقات

و « عبقات الأنوار في امامة الأئمة الاطهار » كتاب ألّفه « السيد مير حامد حسين » في الرد على « التحفة الاثني عشرية » وقد كان صاحب التحفة قد زعم في باب الامامة من كتاب انحصار أدلة الشيعة على امامة عليّعليه‌السلام في ستة آيات واثنى عشر حديثاً فقط. ثم انه أجاب بزعمه عن الاستدلال بالآيات والروايات فجعل السيد صاحب العبقات كتابه في منهجين، المنهج الاول في الآيات، وهي:

١ -( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (١) .

٢ -( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) .

____________________

(١). سورة المائدة: ٥٥.

(٢). سورة الأحزاب: ٣٣.

٢٧

٣ -( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) .

٤ -( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ) (٢) .

٥ -( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (٣) .

٦ -( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (٤) .

والمنهج الثاني في الأحاديث، وهي:

١ - يا معشر المسلمين! ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا. بلى.

قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

٢ - قوله لعليّ: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي.

٣ - ان عليّاً مني وأنا من عليّ، وهو ولي كل مؤمن من بعدي.

٤ - كان عند النبي طائر قد طبخ له أو أهدي اليه. فقال: اللهم ائتني بأحب الناس إليك يأكل معي هذا الطير. فجاءه عليّ.

٥ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها

٦ - من أراد ان ينظر الى آدم في علمه والى نوح في تقواه والى ابراهيم في حلمه والى موسى في بطشه والى عيسى في عبادته فلينظر الى عليّ بن أبي طالب.

٧ - من ناصب عليّاً الخلافة فهو كافر.

٨ - كنت أنا وعليّ بن أبي طالب نوراً بين يدي الله قبل ان يخلق

____________________

(١). سورة الشورى: ٢٣.

(٢). سورة آل عمران: ٦١.

(٣). سورة الرعد: ٧.

(٤). سورة الواقعة: ١٠ و ١١.

٢٨

آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزءين فجزء أنا وجزء عليّ بن أبي طالب.

٩ - قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه.

١٠ - رحم الله عليّاً، اللهم أدر الحق معه حيث دار.

١١ - قوله لعليّ: انك تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.

١٢ - انّي تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله وعترتي. وقد بحث في ذيله حول حديث: « مثل اهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق ».

ولما كانت « التحفة » بالفارسية كان من الطبيعي أن يؤلف « العبقات » بالفارسية أيضاً.

وان هذا التراث العلمي الخالد بحاجة ماسة الى مقدمة علمية تتوفر على دراسته، لا سيما بعد ان أصبح رائد الباحثين المحققين في القرن الرابع عشر في مجال الصراع العقائدي وإليك ذلك في أبواب:

الباب الاول

الالتزام بآداب المناظرة وقواعد البحث

ويلوح للناظر في كتاب العبقات - قبل كل شيء - التزام مؤلفه العملاق بآداب المناظرة وقواعد البحث، فان هذه الظاهرة متجلية للناظر فيه لاول وهلة، ومثله سائر علماء الشيعة في كل ما كتبوا في الاحتجاج على أهل السنة، لكن القوم لم يلتزموا بشيء من هذه الآداب والقواعد.

لقد كان صاحب العبقات على جانب عظيم من الحلم والصبر وضبط

٢٩

النفس، فهو يقابل السباب بالأدب، والتعدي بالرفق، والظلم بالعدل والإنصاف.

ومن قواعد البحث : أن ينقل المخاصم كلام خصمه حول المسألة المبحوث عنها، من دون زيادة أو نقصان، وبكل دقة وأمانة، فإذا انتهى من إيراد كلامه بجميع جوانبه على أحسن ما يرام، وقرره أتقن تقرير، شرع في جوابه وبيان مواضع الاشكال والنظر فيه ليكون البحث بحثاً موضوعياً نزيهاً ينير الدرب للاجيال، ويوقفهم على ما يقوله الطرفان، فيستمعون اليه وينظرون فيه فيتبعون أحسنه

وكذلك فعل علماء الشيعة في بحوثهم وصاحب العبقات فانه يصدر بحثه بعد خطبة الكتاب بنص عبارة الدهلوي صاحب التحفة الاثني عشرية، فينقلها كاملة غير منقوصة ولا مبتورة، بل يتعرض لما أضافه الدهلوي في هامش كلامه من نفسه أو نقلا عن غيره، من دليل وحجة، أو توضيح وبيان

ثم يأخذرحمه‌الله في إبطاله وتفنيده، بالاساليب المختلفة، من نقض أو معارضة أو جواب حلّي

لكن القوم لم يلتزموا بهذه القاعدة فترى الدهلوي يريد الجواب عن الاستدلال بحديث الثقلين: « اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً » لا يتطرق الى وجه استدلال الشيعة بهذا الحديث أصلا. وفي حديث النور: « خلقت أنا وعليّ من نور واحد » يقول: « لا دلالة لهذا الحديث على ما يدعيه الامامية » ولكن أين وجه الاستدلال به على ما يدعونه؟ ويقول بالنسبة الى حديث السفينة: « مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق » يقول: « لا يدل الا على الفلاح والهداية الحاصلين من حبهم والناشئين من اتباعهم، وان التخلف عن حبهم موجب للهلاك » فهذا صحيح ولكن كيف يستدل به الشيعة على الامامة والخلافة؟

٣٠

ومن قواعد البحث : أن يحتج المخاصم بما يرويه خصمه ويراه حجة، لا بما يرويه هو ويعتمد عليه.

وهذا مما التزم به صاحب العبقات وطبّقه في بحوثه - كما عليه سائر علمائنا الذين كتبوا في الاحتجاج على أهل السنة - فهو في مقام الاستدلال في كل باب يحتج بكتب أهل السنة، ويستدل بأقوال كبار حفاظهم ومشاهير علمائهم في مختلف العلوم والفنون، وسنشير الى هذه الجهة باختصار عن قريب.

لكن القوم ما التزموا بهذه القاعدة، فان ادعوا الالتزام بها لم يعملوا بها وقد نبه صاحب العبقاترحمه‌الله على مواضع كثيرة خالف فيها الدهلوي هذه القاعدة المقررة، فتراه يتمسك بحديث: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وعضوا عليها بالنواجذ » في مقابلة حديث الثقلين، فيجيب السيد عنه قبل كل شيء بأن هذا الحديث مما تفرد به أهل السنة، وان الاحتجاج به ينافي الالتزام بالقاعدة.

ومن قواعد البحث : أن يقال بالحق ويعترف بالحقيقة في كلا مقامي الاحتجاج والرد على السواء.

وكذلك فعل صاحب العبقات، فانه كما يسند الحديث الذي يريد الاحتجاج به الى مخرجيه من أعلام أهل السنة، كذلك يسند الحديث الذي يحتج به الخصم الى مخرجيه وان كانوا كثرة، فلا يكتم الحقيقة، ولا يكتفي بالاسناد والنقل عن واحد أو اثنين ليقلل من شأن الحديث، بل يعترف بالواقع، وينقله عمن رواه بجميع أسانيده وطرقه، ثم يجيب عنه نقضاً وحلا.

فهو حيث يريد الجواب عن تمسك الدهلوي بما رووه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر » في مقابلة حديث الطائر: « اللهم ائتني بأحب خلقك » لا ينكر أن هذا الحديث يرويه أهل السنة عن خمسة من الصحابة، بل لا يسكت عن ذلك، بل يعترف بروايتهم إياه عنهم وهم: حذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود،

٣١

وأبو الدرداء، وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر ثم ينقل نصوص أحاديثهم عن أهم مصادرهم كالمصنف لابن أبي شيبة، والمسند لأحمد، وصحيح الترمذي، والمستدرك للحاكم. ثم يشرع في إبطال الحديث المذكور سنداً ومتناً بوجوه كثيرة جداً.

لكن القوم لم يلتزموا بهذه القاعدة فترى الدهلوي حيث يريد الجواب عن حديث الثقلين يقول: « رواية زيد بن أرقم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله وعترتي ».

فتجاهل أن هذا الحديث مروي عن أكثر من عشرين صحابياً، منهم:

أمير المؤمنين علىعليه‌السلام .

جابر بن عبد الله الانصاري.

زيد بن أرقم.

أبو سعيد الخدري.

حذيفة بن أسيد.

خزيمة بن ثابت.

زيد بن ثابت.

سهل بن سعد.

ضميرة الاسلمي.

عامر بن ليلى الغفاري.

عبد الرحمن بن عوف.

عبد الله بن عباس.

عبد الله بن عمر.

عدي بن حاتم.

عقبة بن عامر.

أبو ذر الغفاري.

٣٢

أبو رافع الانصاري.

أبو شريح الخزاعي.

أبو قدامة الانصاري.

أبو هريرة.

أبو الهيثم بن التيهان.

أم سلمة أم المؤمنين.

أم هاني بنت أبي طالب.

وهذا العدد فوق التواتر بكثير.

ثم ان اللفظ الذي أورده الدهلوي مبتور، فالحديث في ( صحيح الترمذي ) و ( مسند أحمد ) وغيرهما من مصادر الحديث عند أهل السنة بعد « وعترتي » جملة: « أهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض ».

الباب الثاني

أسلوبه في الاستدلال

وعلى ضوء ما تقدم نتمكن من معرفة أسلوب صاحب « عبقات الأنوار » في استدلالاته. فان كتابه هو « في اثبات امامة الأئمة الاطهار » من الكتاب والسّنّة. وقد وقع البحث في هذا الكتاب عن عدة من النصوص يعتقد الشيعة دلالتها على امامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل، وقد أشرنا سابقاً الى أن في النصوص الواردة في السنة النبوية غنى عن أي دليل آخر في هذا الباب.

إلا ان اثبات دلالة هذه النصوص على المذهب الحق يتوقف - كما أشرنا سابقاً - الى ثبوتها من حيث السند أولا، ودلالتها على المطلوب ثانياً.

وقد ذكرنا أن من قواعد البحث - بل عمدتها - هو الاحتجاج والاستدلال بما يسلم به الخصم ويعتمده ويراه حجة.

وهكذا كان بحث صاحب العبقات.

٣٣

١ - البحث السندى

فقدم السيد البحث حول أسانيد النصوص على البحث حول الدلالة، إذ لا بد أولا من « تثبيت العرش » ثم « النقش » عليه. فلا يجوز الاحتجاج - في الأصول وفي المسائل الفرعية من الواجبات والمحرمات - بأحاديث لا أصل لها، أو مراسيل، أو ضعيفة سنداً... فكيف بمسألة « الامامة » التي هي أهم المسائل الإسلامية

الا أنه يشترط في باب الامامة أن يكون الخبر المحتج به - بالاضافة الى اعتباره - معلوم الصدور عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالتواتر أو بالقرائن والشواهد والمؤيدات المفيدة للعلم. أما الخبر الواحد المجرد عن كل قرينة مفيدة للعلم فلا يكفي للاستدلال على الامامة وان كان حجة.

وهذا الذي ذكرناه مما تسالم عليه الطرفان، وهو من أسسهم المعتمدة في البحث، فترى ابن تيمية يقول في رده لحديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » يقول: « وخبر الواحد لا يفيد العلم الا بقرائن » ومن المعلوم عدم كفاية الظن في المسائل الاعتقادية، لا سيما الامامة. والسيد صاحب العبقات يرد على المعارضة بالحديث « قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار موالي دون الناس كلهم ليس لهم موالي دون الله ورسوله » وبعض الأحاديث الأخرى بوجوه. منها: انه خبر واحد.

اذن لا بد من اثبات اعتبار الحديث وصدوره عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وهذا أول ما يهتم به السيد المؤلف. فيذكر أولا أسماء الصحابة ثم التابعين ثم الرواة والمخرجين للحديث في الطبقات المختلفة، منذ القرن الثاني حتى القرن الثالث عشر من حفاظ أهل السنة وكبار علمائهم ومشاهير أعلامهم

ثم يورد نصوص الاخبار والروايات عن أمهات المصادر، ابتداء بالصحاح فالمسانيد فالكتب الحديثية المعتبرة

وحينئذ يتبين عدد الرواة للحديث من الصحابة والتابعين والمحدثين

٣٤

من كل طبقة، فان تحقق بذلك شرط التواتر فلا حاجة الى ذكر الشواهد ونصوص عبارات أعلام القوم الصريحة بتواتره، ومن هنا لم يذكر شيئاً منها في ( حديث الثقلين ) لا سيما وأنه مخرج في أحد الصحيحين.

وقد يتحقق شرط التواتر بأضعاف مضاعفة، ولكن أهمية البحث تستدعي التعرض لبعض ذلك، كما هو الحال في ( حديث الغدير ) فانه روي عن أكثر من مائة وعشرين رجل وامرأة من الصحابة، ولكن هذا الحديث أهم الأحاديث التي يستدل بها الشيعة على الامامة. ولذا تراه يذكر - بعد نصوص الحديث وإخراجه بأسانيد أهل السنة - طائفة من المؤلفين في هذا الحديث، وينقل عن الحافظ ابن كثير عن امام الحرمين الجويني: « انه كان يتعجب ويقول: شاهدت مجلدا ببغداد في يد صحاف، فيه روايات هذا الخبر، مكتوبا عليه المجلدة الثامنة والعشرون من طرق من كنت مولاه فعليّ مولاه، ويتلوه المجلد التاسع والعشرون ». ثم يورد نص جماعة من الحفاظ كالذهبي وابن الجزري والسيوطي وغيرهم على تواتر حديث الغدير.

وقد يتحقق شرط التواتر، ويذكر - مع ذلك - طائفة من شواهد الحديث. ( كحديث السفينة ) الذي رواه أئمة أهل السنة عن عدة من الصحابة، كسيدنا أمير المؤمنين، وسيدتنا فاطمة الزهراء، وابن عباس، وأبي ذر، وأبي سعيد الخدري و ( كحديث أنا مدنية العلم ) الذي رواه عشرات الاعلام من أهل السنة، عن عدة من الصحابة، كأمير المؤمنين، والامام الحسن، والامام الحسين، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وعمرو بن العاص، وحذيفة بن اليمان، وأنس بن مالك فقد ذكر عدة من شواهده، مثل:

« أنا دار الحكمة وعليّ بابها ».

« أنا مدينة الحكمة وعليّ بابها ».

« أنا دار العلم وعليّ بابها ».

« أنا ميزان العلم وعليّ كفتاه ».

٣٥

« أنا مدينة الجنة وعلىّ بابها ».

« أنا مدينة الفقه وعلىّ بابها ».

« عليّ باب علمي ويبين لامتي ما أرسلت به من بعدي ».

« عليّ بن أبي طالب باب حطة ».

« لا يؤدي عني الا أنا أو عليّ ».

وغيرها من الأحاديث المعتبرة التي رواها مشاهير أئمة أهل السنة في كتبهم المعتبرة.

وقد يتحقق شرط التواتر كما هو الحال في ( حديث المنزلة ) الذي رواه اكثر من عشرين صحابي وصحابية عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأخرجه عنهم الأئمة والحفاظ من أهل السنة في كل القرون وجميع الطبقات. لكنه يضيف الى ذلك ثلاثة فصول:

الاول: في كثرة طرق حديث المنزلة.

فأورد فيه نصوص عبارات جماعة من مشاهير القوم في صحة هذا الحديث وكثرة طرقه، كالحافظ ابن عبد البر، والحافظ المزي، والحافظ ابن كثير، والحافظ ابن حجر العسقلاني، وغيرهم.

والثاني: في تواتر حديث المنزلة.

فأورد فيه عبارة ابن حجر المكي الصريحة في تحقق التواتر لحديث ورد من حديث ثمانية من الصحابة، وعبارة الحافظ ابن حزم الصريحة في تحققه لخبر أربعة من الصحابة فيكون ( حديث المنزلة ) الوارد عن أكثر من عشرين من الصحابة متواتراً بالاولوية القطعية. ثم نقل نصوص عبارات جماعة اعترفوا بتواتر هذا الحديث الشريف.

والثالث: في قطعية صدور أحاديث الصحيحين.

فأورد فيه نصوص كثيرة عن مشاهير الأئمة الصريحة في أن ما أخرج في الصحيحين مقطوع الصدور. وقد بحث عن ذلك من جهة أن ( حديث المنزلة ) مخرج في كلا الصحيحين.

٣٦

توثيق الرواة:

ولما كان اعتبار الخبر وحجيته باعتبار رواته ووثاقتهم، كان أسلوب السيد:

١ - ذكر اسماء الرواة والمخرجين للحديث، مع سني وفياتهم قلوا أو كثروا.

٢ - ثم الشروع بإيراد نصوص روايتهم بأسانيدها من الاول الى الأخير، نقلا عن كتبهم ومؤلفاتهم رأسا، أو عن كتاب معتبر وقع الرجل في طريق روايته، أو نسب اليه فيه رواية الحديث.

٣ - ثم يأتي بنصوص علماء الجرح والتعديل وأصحاب التراجم والسير، مراعياً في ذلك طبقاتهم أيضاً، حيث ينقل عبارة الاسبق فالأسبق في توثيق الراوي والثناء عليه ومدح مصنفاته وربما يوثق الموثق أيضاً.

ولقد توفرت بحوثهرحمه‌الله في هذه الناحية على فوائد جمة ومباحث قيمة وتحقيقات ثمينة من تحقيق حال رجال مشاهير، وتحقيق حال كتب معروفة سنشير الى طرف من ذلك فيما سنذكره تحت عنوان: « بحوث وتحقيقات ».

٢ - البحث الدلالى

وعند ما ينتهيرحمه‌الله من بحث السند، يأخذ في بيان وجوه دلالة الحديث على امامة أمير المؤمنينعليه‌السلام

وقد التزم في هذه الجهة أيضاً بقواعد البحث والمناظرة التزاماً تاماً، ويمكن ترسيم الخطوط العامة لاسلوبه في البحث الدلالي على النحو التالي:

١ - الاحتجاج بأخبار أهل السنة لا بأخبار الشيعة

وهذه من قواعد البحث - بل أهمها -. فالسيد في جميع بحوثه ملتزم

٣٧

بهذه القاعدة، اذ تراه يحتج بأخبار أهل السنة حتى في السيرة وحوادث التاريخ. وهذه ظاهرة غير خافية على من ألقى نظرة واحدة على هذا الكتاب من أوله الى آخره، فلا نطيل

٢ - الرجوع الى كتب أهل السنة في كل فن

وهو مع ذلك لا ينقل أخبار أهل السنة عن طريق كتب الشيعة، بل ينقلها عن كتب اهل السنة أنفسهم - الا ما شذ وندر -، فلا يقول مثلا: أخرج المرتضى عن أحمد في مسنده عن بل يرجع الى نفس مسند أحمد، أو ينقل خبره عن واحد أو اكثر من أهل السنة عنه

وليس كل كتاب في الاخبار والأحاديث ينقل عنه ويعتمد عليه، بل اكثر نقله واعتماده على أهم كتب أهل السنة وأشهرها في الحديث، أمثال(١) :

١ - الصحاح الستة وشروحها.

٢ - الموطأ وشروحه.

٣ - الجمع بين الصحيحين.

٤ - الجمع بين الصحاح الستة.

٥ - معاجم الطبراني.

٦ - المستدرك على الصحيحين.

٧ - المسانيد المعتبرة، وأشهرها مسند أحمد.

٨ - كتب السنن

٩ - المشكاة وشروحها.

١٠ - جامع الأصول.

١١ - الجامع الصغير وشروحه.

____________________

(١). لسنا بصدد إعطاء قائمة بمصادر المؤلف، فان لذلك مجالا آخر سنقوم به باذن الله تعالى.

٣٨

١٢ - كنز العمال.

هذا بالنسبة الى الاخبار والأحاديث.

وأما بالنسبة الى العلوم الاخرى، فانه يرجع الى كتب أهل السنة في كل علم وفن، ففي التفسير مثلا الى:

١ - تفسير القرآن العظيم لابن كثير الدمشقي.

٢ - تفسير الجلالين.

٣ - مفاتيح الغيب - التفسير الكبير - للفخر الرازي.

٤ - غرائب القرآن لنظام الدين النيسابوري.

٥ - تفسير القرآن لمحمد بن جرير الطبري.

٦ - الكشاف لجار الله الزمخشري.

٧ - التفسير الوسيط لابي الحسن الواحدي.

٨ - تفسير القرآن لابن عربي الاندلسي.

٩ - البحر المحيط لابي حيان الاندلسي.

١٠ - أنوار التنزيل، تفسير القاضي البيضاوي.

١١ - السراج المنير للخطيب الشربيني.

١٢ - الدر المنثور لجلال الدين السيوطي.

١٣ - الدر اللقيط من البحر المحيط لتاج الدين القيسي.

١٤ - التفسير الحسيني - المواهب العلية. للحسين الكاشفي.

١٥ - روح المعاني، تفسير - لشهاب الدين الآلوسي.

١٦ - فتح البيان لصديق حسن خان القنوجي.

١٧ - الكشف والبيان لابي اسحاق الثعلبي.

١٨ - لباب التأويل لعلاء الدين الخازن.

١٩ - معالم التنزيل للبغوي.

٢٠ - تفسير شاهي لمحمد محبوب العالم.

٢١ - النهر الماد من البحر المحيط لاثير الدين ابي حيان.

٣٩

هذا بالاضافة الى أبواب التفسير في كتب الحديث.

وفي السيرة وفضائل الأئمةعليهم‌السلام الى:

١ - السيرة النبوية المعروفة بسيرة ابن هشام.

٢ - انسان العيون لنور الدين الحلبي.

٣ - السيرة النبوية لا حمد زيني دحلان.

٤ - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للدمشقي.

٥ - الروض الأنف في شرح السيرة للسهيلى.

٦ - الشفا في تعريف حقوق المصطفى وشروحه.

٧ - المواهب اللدنية بالمنح المحمدية وشرحه للزرقاني.

٨ - الخصائص الكبرى لجلال الدين السيوطي.

٩ - فضائل أمير المؤمنين على لا حمد بن حنبل.

١٠ - الإتحاف بحب الاشراف لعبد الله الشبراويّ.

١١ - احياء الميت بفضائل اهل البيت للسيوطي.

١٢ - استجلاب ارتقاء الغرف لشمس الدين السخاوي.

١٣ - اسعاف الراغبين لمحمد الصبان المصري.

١٤ - جواهر العقدين لنور الدين السمهودي.

١٥ - خصائص على بن أبي طالب للنسائي.

١٦ - ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى لمحب الدين الطبري.

١٧ - الرياض النضرة لمحب الدين الطبري.

١٨ - كفاية الطالب في مناقب على أبي طالب للكنجى الشافعي.

١٩ - المناقب للفقيه ابن المغازلي.

٢٠ - المناقب لموفق بن احمد الخوارزمي.

٤٠

وغيرها. بالاضافة الى أبواب السير والفضائل في كتب الحديث.

وفي الفقه الى:

١ - المبسوط لشمس الدين السرخسي.

٢ - بدائع الصنائع للكاشاني.

٣ - الهداية وشروحها.

٤ - نيل الأوطار للشوكاني.

٥ - احكام الاحكام في شرح عمدة الاحكام لعماد الدين الحلبي.

٦ - المحلى لابن حزم الاندلسي.

وفي أصول الفقه الى:

١ - المختصر لابن الحاجب وشروحه.

٢ - الاصول للسرخسي.

٣ - الأصول للبزودي وشروحه.

٤ - المنار وشروحه.

٥ - مسلم الثبوت وشروحه.

٦ - المحصول للفخر الرازي.

٧ - التلويح في شرح التنقيح للتفتازاني.

٨ - التحرير لابن همام وشروحه.

٩ - الاحكام في اصول الاحكام للآمدي.

١٠ - الاحكام في أصول الاحكام لابن حزم.

١١ - ارشاد الفحول للشوكاني.

١٢ - نهاية العقول للفخر الرازي.

٤١

و في معرفة الصحابة الى:

١ - الاستيعاب لابن عبد البر.

٢ - الاصابة لابن حجر.

٣ - أسد الغابة لابن الأثير.

٤ - تجريد أسماء الصحابة للذهبي.

وفي معرفة الاحاديث الموضوعة والمشتهرة والمتواترة من غيرها الى:

١ - الموضوعات لابن الجوزي.

٢ - اللاالي المصنوعة للسيوطي.

٣ - التعقبات على الموضوعات للسيوطي.

٤ - الموضوعات لمحمد طاهر الفتني.

٥ - الموضوعات لعلي القاري.

٦ - تذكرة الموضوعات لعبد الحق الهندي.

٧ - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية لابن الجوزي.

٨ - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة لابن عراق.

٩ - مختصر تنزيه الشريعة لرحمة الله الهندي.

١٠ - الفوائد المجموعة في الاحاديث الموضوعة للشوكاني.

١١ - الدرر المنتثرة في الاحاديث المشتهرة للسيوطي.

١٢ - المقاصد الحسنة في الاحاديث المشتهرة على الالسنة للسخاوي.

١٣ - الدرر المتناثرة في الأحاديث المتواترة للسيوطي. والى غيرها من الكتب.

٤٢

و في معرفة الضعفاء والوضاعين والمدلسين الى:

١ - الضعفاء والمتروكين للبخاري.

٢ - الضعفاء والمتروكين للنسائي.

٣ - كشف الاحوال في الرجال لعبد الوهاب المدراسي.

٤ - الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث لسبط ابن العجمي.

٥ - التبيين لاسماء المدلسين لسبط ابن العجمي.

٦ - تمييز الطيب من الخبيث للشيباني.

٧ - المغني في الضعفاء للذهبي.

وفي معرفة رجال الحديث الى:

١ - تهذيب الكمال للمزي.

٢ - تذهيب التهذيب للذهبي.

٣ - تهذيب التهذيب لابن حجر.

٤ - تقريب التهذيب لابن حجر.

٥ - خلاصة تذهيب تهذيب الكمال للخزرجي.

٦ - الكمال في أسماء الرجال لعبد الغني المقدسي.

٧ - الجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني المقدسي.

٨ - الكاشف عن أسماء رجال الصحاح الستة للذهبي.

٩ - ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي.

١٠ - لسان الميزان لابن حجر العسقلاني.

١١ - الثقات لابن حبان.

١٢ - أسماء رجال المشكاة للخطيب التبريزي وغيره.

٤٣

و في الدراية وقواعد التجديث الى:

١ - علوم الحديث لا بن الصلاح.

٢ - التقييد والإيضاح للزين العراقي.

٣ - التقريب للنووي.

٤ - تدريب الراوي للسيوطي.

٥ - شرح ألفية الحديث للزين العراقي.

وفي الكلام الى:

١ - شرح المقاصد للتفتازاني.

٢ - شرح المواقف للجرجاني.

٣ - شرح التجريد للقوشچي.

وفي تراجم العلماء الى:

١ - اتحاف الورى بأخبار أم القرى لابن فهد المكي.

٢ - اخبار الأخيار لعبد الحق الدهلوي.

٣ - اخبار اصبهان لابي نعيم الحافظ.

٤ - الانساب للسمعاني.

٥ - التاج المكلل لصديق حسن القنوجي.

٦ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.

٧ - التدوين بذكر علماء قزوين للرافعي.

٨ - تذكرة الحفاظ للذهبي.

٩ - تراجم الحفاظ للبدخشاني.

١٠ - تهذيب الاسماء واللغات للنووي.

١١ - خلاصة الاثر في اعيان القرن الحادي عشر للمحبي.

١٢ - الدرر الكامنة في اعيان المائة الثامنة لا بن حجر.

٤٤

١٣ - دول الإسلام للذهبي.

١٤ - الضوء اللامع لاهل القرن التاسع للسخاوي.

١٥ - سبحة المرجان في علماء هندوستان للبلكرامي.

١٦ - سير أعلام النبلاء للذهبي.

١٧ - طبقات الحفاظ للسيوطي.

١٨ - طبقات الشافعية للسبكي والاسنوي وابن قاضي شهبة الاسدي.

١٩ - طبقات الصوفية للسلمي.

٢٠ - طبقات القراء لابن الجزري.

٢١ - طبقات المفسرين للداودي.

٢٢ - الطبقات لمحمد بن سعد.

٢٣ - العبر في خبر من غبر للذهبي.

٢٤ - العقد الثمين في تاريخ البلد الامين للفاسي.

٢٥ - فوات الوفيات لابن شاكر.

٢٦ - كتائب اعلام الاخيار للكفوي.

٢٧ - لواقح الانوار في طبقات الاخيار للشعراني.

٢٨ - الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي.

٢٩ - مرآة الجنان لليافعي.

٣٠ - معجم الادباء لياقوت الحموي.

٣١ - اتحاف النبلاء المتقين لصديق حسن خان.

٣٢ - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني.

٣٣ - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي.

٣٤ - وفيات الاعيان لابن خلكان.

٣٥ - الوافي بالوفيات للصفدي.

٣٦ - النور السافر في اعيان القرن العاشر للعيدروسي.

٤٥

٣٧ - سلك الدرر في اعيان القرن الحادي عشر لمحمد خليل المرادي.

وفي التاريخ الى:

١ - تاريخ الطبري.

٢ - تاريخ ابن الأثير.

٣ - تاريخ ابن خلدون.

٤ - تاريخ اليعقوبي.

٥ - مروج الذهب للمسعودي.

٦ - تاريخ المظفري لابن أبي الدم.

٧ - تاريخ الخلفاء للسيوطي.

٨ - تاريخ الخميس للدياربكري.

٩ - تاريخ أبي الفداء - المختصر في اخبار البشر.

١٠ - روضة المناظر لابن الشحنة.

١١ - النجوم الزاهرة لابن تغري بردي.

١٢ - حسن المحاضرة في اخبار مصر والقاهرة للسيوطي.

١٣ - مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي.

١٤ - عقد الجمان في تاريخ اهل الزمان للعينى.

١٥ - فتوح البلدان للبلاذري.

وفي غريب الحديث وعلوم العربية الى:

١ - النهاية لابن الأثير.

٢ - الفائق للزمخشري.

٣ - مجمع البحار للفتني.

٤ - المفردات في غريب القرآن للراغب.

٤٦

٥ - الصحاح للجوهري.

٦ - المخصص لابن سيدة.

٧ - القاموس المحيط للفيروزآبادي.

٨ - تاج العروس للزبيدي.

٩ - لسان العرب لابن منظور.

١٠ - النثير في مختصر نهاية ابن الاثير للسيوطي.

١١ - أساس البلاغة للزمخشري.

١٢ - منتهى الارب للصفي پوري.

١٣ - تهذيب اللغة للازهري.

١٤ - المزهر في علوم اللغة للسيوطي.

١٥ - المغني في علم النحو لا بن هشام.

١٦ - الاشباه والنظائر في اللغة للسيوطي.

١٧ - التصريح في شرح التوضيح لخالد الأزهري.

١٨ - مفتاح العلوم للسكاكي.

١٩ - المطول في علم البلاغة للتفتازاني.

٢٠ - الكافية لابن الحاجب وشروحها.

وفي معرفة البلدان الى:

١ - معجم البلدان لياقوت الحموي.

٢ - مراصد الاطلاع للبغدادي.

... وهكذا في كتب الاخلاق، والتصوف، والسلوك، وحتى في كتب المحاضرات والطرائف والقصص والادب كل ذلك يرجع فيه الى كتب أهل السنة

هذا، وفي كثير من الاحايين يؤكد على اعتبار الكتاب الذي ينقل عنه أو يستشهد بما جاء فيه، وأسلوبه في ذلك هو:

٤٧

١ - ذكر كلام كاشف الظنون. وبذلك يثبت اسم الكتاب واسم مؤلفه وصحة نسبة الكتاب الى مؤلفه.

٢ - ذكر رواية العلماء للكتاب في كتب الاجازات والاسانيد.

٣ - ذكر من نقل عن الكتاب واعتمد عليه.

٤ - ذكر من جعل الكتاب من مصادر كتابه ونص على ذلك في خطبة مؤلفه.

٥ - خطبة الكتاب المشتملة على التزام مؤلفه بالنقل عن الكتب المعتبرة وإيراد الاخبار المعتمدة.

ولا يخفى ما لهذا الاسلوب من الاثر في بلوغ المرام وكفاية الخصام.

« تنبيه »

قد ذكرنا ان احتجاج الشيعة بأخبار أهل السنة ورجوعهم الى كتب أولئك هو من قواعد البحث وقوانين المناظرة لكن بعض متعصبي أهل السنة جهلوا أو تجاهلوا، فقالوا بأن ذلك دليل على أن الشيعة ليس لهم كتاب ولا رواية ولا علماء، فهم في كل ما يدعونه عيال على أهل السنة قال ابن روزبهان في الرد على العلامة الحلّي:

« العجب من هذا الرجل، لا ينقل حديثاً الا من جماعة أهل السنة، لان الشيعة ليس لهم كتاب ولا رواية ولا علماء مجتهدون مستخرجون للاخبار، فهو في اثبات ما يدعيه عيال على أهل السنة ».

والسيدرحمه‌الله غير غافل عن هذا التوهم أو التجاهل، فأورد في بحثه حول بعض الاحاديث ( كحديث النور ) ألفاظاً منه بطريق الشيعة الامامية عن أئمتهم الاطهار عن النبي المختارصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رداً على كلام ابن روزبهان ومن لف لفه

٣ - الاستناد الى فهم الاصحاب

ومن أساليبه في الاستدلال على ما يذهب اليه هو الرجوع الى فهم

٤٨

الاصحاب فان فهم الصحابة - لا سيما من خالف منهم علياًعليه‌السلام - يكون حجة ومرجعاً لدى الخصومة والنزاع في معنى الحديث النبوي، وذلك:

١ - لانهم عدول عند المشهور بين أهل السنة.

٢ - لانهم عاصروا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحضروا الوقائع وشهدوا صدور الحديث المتنازع فيه وسمعوه ووعوه.

٣ - ولانهم أهل اللسان.

فمن الحري بنا أن نرجع الى فهمهم، وهذا ما صنعه السيد في مواضع من بحوثه، نذكر هنا بعضها من باب التمثيل:

أ - في معنى « من كنت مولاه فعليّ مولاه »

لقد فهم الاصحاب مما قاله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم غدير خم نفس المعنى الذي تقول به الشيعة:

١ - ناشد أمير المؤمنينعليه‌السلام الناس عن ( حديث الغدير ) وطلب ممن حضر ذلك اليوم وسمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقوم فيشهد.

أترى انهعليه‌السلام كان يفهم من الحديث غير الامامة؟

٢ - ولو كان المراد من ( حديث الغدير ) غير « الامامة » من معاني « الولاية » فلماذا كتم جماعة من الاصحاب الشهادة بذلك؟ ولماذا دعاعليه‌السلام على من كتم؟

٣ - ولماذا « سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع » أليس قد فهم « الامامة » من الخطبة؟ ألم يقل للنبي: « ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه »

٤ - وقال حسان بن ثابت الانصاري في شعره في يوم الغدير:

« رضيتك من بعدي اماماً وهادياً ».

٤٩

٥ - واستنكر أبو الطفيل ( حديث الغدير ). قال: « فخرجت وفي نفسي شيء ».

٦ - وقال أبو أيوب الانصاري وجماعة من الاصحاب دخلوا على أمير المؤمنينعليه‌السلام : السلام عليك يا مولانا. فقالعليه‌السلام : وكيف أكون مولاكم وأنتم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم: « من كنت مولاه فعليّ مولاه ».

٧ - وهنأ ابو بكر وعمر وسائر الصحابة وأزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياً يوم الغدير قائلين: « ليهنئك يا عليّ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة »

٨ - وقال عمر - في جواب من قال له: تصنع بعلي شيئاً لا تصنعه بأحد من اصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قال: « انه مولاي ».

٩ - وقال لمن استنكف من قضاء علي:

« ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاي ».

١٠ - وقال ابن حجر المكي في ( الصواعق ) في وجوه الجواب عن حديث الغدير: « ثالثها: سلمنا انه أولى، لكن لا نسلم أن المراد انه الاولى بالامامة، بل بالاتباع والقرب منه، فهو كقوله تعالى:( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ. ) ولا قاطع بل ولا ظاهر على نفي هذا الاحتمال. بل هو الواقع، اذ هو الذي فهمه ابو بكر وعمر، وناهيك بهما في الحديث، فانهما لما سمعاه قالا له: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة. أخرجه الدارقطني. وأخرج أيضاً انه قيل لعمر: انك تصنع بعلي شيئاً لا تصنعه بأحد من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال: انه مولاي».

ب - في معنى حديث الطائر

قال الدهلوي: ان المراد من « الاحب » في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اللهم ائتني بأحب خلقك اليك والى رسولك يأكل معي من هذا الطائر »

٥٠

هو « الأحب في الاكل ».

وقد أجاب السيدرحمه‌الله عن هذه الدعوى بـ (٧٠) وجهاً، ومنها الرجوع الى فهم الاصحاب، فانهم قد فهموا من هذا اللفظ ما تقوله الشيعة وتفهمه فمن ألفاظ الحديث عن مالك بن أنس قال:

« أهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجل مشوي، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم ائتني بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطعام. فقالت عائشة: اللهم اجعله أبي. وقالت حفصة: اللهم اجعله أبي. قال أنس: فقلت أنا: اللهم اجعله سعد بن عبادة. قال أنس: سمعت حركة الباب فسلم فإذا عليّ. فقلت: ان رسول الله على حاجة. فانصرف. ثم سمعت حركة الباب فسلم عليّ وسمع رسول الله فقال: أنظر من هذا. فخرجت فاذا عليّ فجئت الى رسول الله فأخبرته فقال: ائذن له فأذنت له فدخل - فقال رسول الله: الي الي ».

فليت شعري هل كان هذا الشوق من عائشة وحفصة وانس لان يكون « الأحب في الاكل » غير عليّ؟ وما ضرهم لو كان عليّ « الأحب في الاكل »؟ وهل يرتكب انس بن مالك كبيرة الكذب لأمر صغير كهذا؟

ثم ان هذه القضية لتذكر الإنسان بقضية أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ايام مرضه بأن يدعو له الحاضرون علياًعليه‌السلام لأجل الوصية اليه، ولان يأمره بالصلاة في مقامه ففي الحديث عن الأرقم بن شرحبيل قال: « سألت ابن عباس: أوصى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: لا. قلت: فكيف كان ذلك؟ قال:

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ابعثوا الى علي فادعوه. فقالت عائشة:

لو بعثت الى أبي بكر. وقالت حفصة: لو بعثت الى عمر، فاجتمعوا عنده جميعاً. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انصرفوا فان تك لي حاجة أبعث إليكم. فانصرفوا »

وفيه: عن عائشة قالت « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - وهو في بيتها

٥١

لما حضره الموت - ادعوا لي حبيبي. فدعوت له أبا بكر، فنظر اليه ثم وضع رأسه، ثم قال: ادعوا لي حبيبي. فدعوت له عمر، فنظر اليه ثم وضع رأسه، ثم قال: ادعوا لي حبيبي. فقلت: ويلكم أدعوا له علياً فو الله ما يريد غيره. فلما رآه أفرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله معه. فلم يزل محتضنه حتى قبض ويده عليه »(١) .

ج - في معنى ثلاثة أحاديث

و رووا عن سعد بن أبي وقاص قال: قدم معاوية في بعض حجاته فدخل على سعد، فذكروا علياً، فنال منه، فغضب سعد وقال: تقول هذا لرجل سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول له ثلاث خصال لئن تكون له واحدة منهن أحب الي من الدنيا وما فيها.

سمعته يقول: من كنت مولاه فعليّ مولاه.

و سمعته يقول: لأعطينّ الراية رجلا يحب الله ورسوله.

وسمعته يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبيّ بعدي ».

فما الذي فهم من « الولاية » و « الحب » و « المنزلة » وتمنى حصوله له مرجحاً إياه على الدنيا وما فيها؟!

____________________

(١). بحث الحافظ ابن الجوزي مسألة صلاة أبى بكر في مرض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في رسالة له اسمها ( آفة أصحاب الحديث ). فأثبت فيها خروج النبي عند ذاك الى المسجد وإقامته تلك الصلاة بنفسه الشريفة، وقد نشرنا هذه الرسالة لاول مرة سنة ١٣٩٨. مكتبة نينوى الحديثة - طهران - مع مقدمة أثبتنا فيها كون خروج أبى بكر بأمر من عائشة لا من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكرنا فيها مطالب جليلة، وأضفنا الى تلك الرسالة فوائد علمية وتعاليق هامة لا تخفى قيمتها على الباحثين. ثمّ بحثنا ذلك في رسالة مفردة نشرت والحمد لله.

٥٢

د – في معنى حديث المنزلة

وفهم معاوية من حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبيّ بعدي » أعلمية الامامعليه‌السلام ، فقد قال ابن حجر المكي وغيره واللفظ له: « أخرج أحمد أن رجلا سأل معاوية عن مسألة، فقال: اسأل عنها علياً فهو أعلم. فقال: يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحب الي من جواب علي. فقال: بئسما قلت، لقد كرهت رجلا كان رسول الله يغزره بالعلم غزراً. ولقد قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبيّ بعدي. وكان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذ منه.

وقد أخرجه آخرون بنحوه، لكن زاد بعضهم: قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان. ولقد كان عمر يسأله ويأخذ عنه، ولقد شهدته إذا أشكل عليه شيء قال: هاهنا عليّ؟ »

ه - في معنى حديث التشبيه

وفهم أبو بكر من حديث التشبيه ما يفهمه الامامية، ففي الحديث عن حارث الأعور قال: بلغنا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان في جمع من أصحابه فقال: أريكم آدم في علمه ونوحاً في فهمه وابراهيم في حكمته.

فلم يكن بأسرع من أن طلع عليّ.

فقال أبو بكر: يا رسول الله أقست رجلا بثلاثة من الرسل؟! بخ بخ لهذا الرجل، من هو يا رسول الله؟

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألا تعرفه يا أبا بكر.

قال: الله ورسوله أعلم.

قال: أبو الحسن عليّ بن أبي طالب.

قال أبو بكر: بخ بخ لك يا أبا الحسن ؛ وأين مثلك يا أبا الحسن؟!

٥٣

٤ - الاستدلال بالقواعد المقررة

ثم ان في كل علم من العلوم قواعد مقررة مقبولة عند علماء ذاك العلم، وكل استدلال يجب ان لا يتنافى مع قاعدة من تلك القواعد، بل لا بد من أن ينطبق عليها، والا فلا يتم الاستدلال ولا ينتج المطلوب.

وأنت لا تجد في استدلال من استدلالات صاحب العبقات مخالفة لشيء من القواعد المسلمة في علم من العلوم، بل الأمر بالعكس، فإنك ترى - في كل مقام اقتضى البحث - الاستدلال المتين بالقواعد العلمية المتفق عليها بين العلماء، وهو حيث يستدل بقاعدة يستشهد لاعتبارها بموارد من استدلال كبار علماء القوم بها في كتبهم المختلفة، ونحن نشير هنا الى بعض تلك القواعد:

أ - قاعدة « تقدم المثبت على النافي »

وهذه قاعدة عامة استند إليها السيد في الجواب عن مناقشة الفخر الرازي لحديث الغدير، فكان مما ذكر الرازي أن البخاري ومسلماً لم يخرجوا حديث الغدير، فأجاب عن كل جملة جملة من كلامه في فصل خاص يتوفر على مطالب جليلة ومباحث مهمة ووجوه كثيرة

وكان من تلك الوجوه: تقديم قول الرواة المثبتين لحديث الغدير على قول النافين له - فضلا عن الساكتين عن روايته - استناداً الى قاعدة « تقدم المثبت على النافي »، وهي قاعدة استند إليها المحدثون والفقهاء والاصوليون والأدباء

ففي ( السيرة الحلبية ) في البحث عن أنه هل صلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الكعبة يوم فتح مكة أولا: « فبلالرضي‌الله‌عنه مثبت للصلاة في الكعبة وأسامةرضي‌الله‌عنه ناف، والمثبت مقدم على النافي ».

وفي ( زاد المعاد في هدي خير العباد ) - في كيفية جلوس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الصلاة، وانه هل كان يحرك إصبعه عند ما يشير بإصبعه إذا دعا

٥٤

فيها أولا ذكر حديثين أحدهما لأبي داود عن عبد الله بن الزبير وفيه: « لا يحركها » والآخر لأبي حاتم عن وائل بن حجر وفيه: « ويحركها ». فأجاب عن الاول بوجوه، منها قوله: « وأيضاً فليس في حديث أبي داود ان هذا كان في الصلاة، فلو كان في الصلاة لكان نافياً، وحديث وائل مثبتاً، وهو مقدم ».

وفي ( الفتح الوهبي ) في تحقيق أنه هل في لفظ « المشورة » لغة واحدة أو لغتان؟ فنقل عن بعض اللغويين أنها لغة واحدة لا غير، وعن بعض لغتان. وقال مرجحاً للقول الثاني: « والمثبت مقدم على النافي، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ».

ب - قاعدة « عدم حمل الاستثناء على المنفصل ما أمكن المتصل »

وهذه قاعدة أصولية نص عليها كبار الأصوليين، استند إليها السيد في الاستدلال بحديث « أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي » في جواب دعوى الدهلوي الضرورة على كون الاستثناء في هذا الحديث منقطعاً. فأثبت أنه لا وجه للحمل على الانفصال وحمله على الاتصال ممكن، والأصل هو الحمل على الاتصال مهما أمكن، لان الاستثناء المتصل حقيقة، والمنقطع مجاز، ومهما أمكن حمل الاستثناء على الحقيقة وجب حمله عليها، إذ الأصل في الكلام هو الحقيقة.

وقد أورد هناك نصوص عدة من الأصوليين على هذه القاعدة عن المتون الاصولية الشهيرة وشروحها، كالمختصر لابن الحاجب، والمنهاج للبيضاوي، والتلويح للتفتازاني، وكشف الأسرار في شرح اصول البزودي لعبد العزيز البخاري. وغيرها.

ج - قاعدة « الحمل على المعنى »

وهي قاعدة أدبية، استند إليها السيد في حديث المنزلة قائلا بأن « الا

٥٥

أنه لا نبي بعدي » محمول على « الا النبوة » عملا بقاعدة « الحمل على المعنى ». ثم ذكررحمه‌الله نظائر لهذا الحمل عملا بتلك القاعدة عن كتاب ( الأشباه والنظائر ) للسيوطي.

د - قاعدة « الحديث يفسر بعضه بعضاً »

وهي قاعدة حديثية. استند إليها في بعض بحوثه وهو بصدد الاستدلال بحديث أو الرد على كلام. فمن الاول: استدلاله على دلالة « المولى » في ( حديث الغدير ) على معنى « الاولوية بالتصرف » بالألفاظ المختلفة الأخرى الأوضح دلالة على المعنى المذكور، فتكون تلك الألفاظ مفسرة للفظ « المولى » في لفظ « من كنت مولاه فهذا مولاه ».

ومن الثاني: استدلاله بشواهد ومؤيدات ( حديث أنا مدينة العلم ) - والتي ذكرنا نصوص طائفة منها - على إبطال تأويل يوسف الواسطي لفظ « عليّ » في الحديث بأن المراد منه هو « العلو والارتفاع ».

وقد استند الى هذه القاعدة كبار علماء الحديث كالحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري - في شرح الأحاديث وبيان معانيها.

ه - قاعدة « لزوم حمل اللفظ المشترك عند فقد المخصص على جميع معانيه »

استند الى هذه القاعدة في دلالة حديث: « ان عليّاً مني وأنا من عليّ وهو ولي كل مؤمن من بعدي » . فان لفظ « ولي » يحمل هنا على جميع معانيه ومنها « الاولى بالتصرف » بعد التنزل عن تبادر هذا المعنى منها بالخصوص في هذا الحديث الشريف.

٥٦

الباب الثالث

أسلوبه في الرد

وتتجلى عظمة المؤلف، ودقته في النظر، واحاطته بالعلوم، وتتبعه للأقوال، وأمانته في النقل، والتزامه العملي بقواعد البحث في أساليبه في الرد على الإشكالات أو النقد للاستدلالات

لقد قطعرحمه‌الله بأقوى الحجج وأمتن البراهين كافة الطرق والذرائع، ودفع جميع الشكوك والشبهات، حتى لم يبق للخصوم أي طعن في المذهب، أو قدح في دليل، أو تضعيف لحديث الا ودفعه بالتي هي أحسن، ورد عليه الرد الجميل: « بتحقيقات أنيقة، وتدقيقات رشيقة، واحتجاجات برهانية، وإلزامات نبوية، واستدلالات علوية، ونقوض رضوية » مستنداً في ذلك كله الى كتب أهل السنة، ومستدلا بأقوال أساطين علمائهم في مختلف العلوم والفنون.

لقد تناول كل كلمة جاءت في « التحفة » رادا عليها أو منتقداً لها.

وكثيراً ما يرد كلمات صاحب « التحفة » بما ذكره هو في نفس الكتاب أو غيره من كتبه، وطالما يفندها بكلمات والده وغيره من شيوخه وأساتذته. « حتى عاد الباب من التحفة الاثني عشرية خطابات شعرية، وعبارات هندية، تضحك منها البرية ».

وقد يناقش كلمات شيخه ووالده « ولي الله الدهلوي » وكلمات تلامذته ولا سيما محمد رشيد الدين خان الدهلوي، وحيدر علي الفيض آبادي.

بل لقد تناول بالرد والبحث كل ما ذكره أولئك المتعصبون المنكرون للحقائق طعناً في مذهب أهل البيت، أمثال أبناء تيمية والجوزي وحجر وكثير

فتراه في حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » الذي بحث فيه في مجلدين كبيرين - يخصص المجلد الاول منهما بإثبات الحديث سنداً ثم بيان وجوه دلالته على امامة أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٥٧

بلا فصل كل ذلك رداً على المولوي عبد العزيز صاحب « التحفة » وبه يتم البحث اثباتاً ورداً، ثم يخصص المجلد الثاني للبحث مع الذين ناقشوا في الاستدلال بهذا الحديث على الامامة بالطعن في سنده أو دلالته من علماء أهل السنة من المتقدمين والمتأخرين من الهنود وغيرهم كما سيأتي.

وبذلك أصبح هذا الكتاب موسوعة عقائدية علمية تاريخية ومن أهم وأوسع الكتب المؤلفة في مجال الصراع العقيدي وإليك بعض الجوانب المهمة من خصائص الكتاب في أسلوبه في النقاش العلمي:

(١) - نقل كلام الخصم كاملا

قد ذكرنا أن من عادة علماء الشيعة في الرد هو نقل كلام الخصم بصورة كاملة، وبلفظه الوارد في كتابه، فلا ينقصون منه شيئاً ولا ينقلونه بالمعنى وهكذا كان دأب السيد صاحب العبقات فانه يورد كلام الدهلوي وغيره ثم يرد عليه جملة جملة تحت عنوان « قوله - أقول »

(٢) - الاستيعاب الشامل

واستوعب هذا الكتاب جميع جوانب البحث حول كل موضوع من مواضيعه فهو حينما يأخذ بالرد على استدلال الخصم بحديث من الأحاديث، أو بكلام له في الطعن على استدلال الامامية لا يغفل عن جانب من جوانب البحث فيه، ولا يكتفي بالرد عليه من ناحية أو ناحيتين، بل يعالجه علاجاً جذرياً، ويهدم ما تفوه به من الأساس هدماً كليا

فتراه حينما يرد على قدح ابن الجوزي في حديث الثقلين بايراده في كتابه « العلل المتناهية في الأحاديث الواهية » قائلا: « حديث في الوصية لعترته: أنبأنا عبد الوهاب الانماطي قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: نا أحمد ابن محمد العتيقي قال: حدثنا يوسف بن الدخيل قال: حدثنا أبو جعفر

٥٨

العقيلي قال: نا أحمد بن يحيى الحلواني قال: نا عبد الله بن داهر قال: نا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وانهما لن يفترقا جميعاً حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

قال المصنف: هذا حديث لا يصح. أما عطية فقد ضعفه أحمد ويحيى وغيرهما. واما ابن عبد القدوس فقال يحيى: ليس بشيء رافضي خبيث. وأما عبد الله بن داهر فقال أحمد ويحيى: ليس بشيء ما يكتب منه انسان فيه خير ».

يرد عليه بمائة وست وخمسين وجهاً توفرت هذه الوجود على الرد لهذا الكلام من جهات:

١ - النقض برواية أصحاب الصحاح والمسانيد وغيرهم إياه وتصحيح آخرين له

٢ - البحث حول « عطية » و « ابن عبد القدوس » و « عبد الله بن داهر ».

٣ - استنكار جماعة من علماء أهل السنة كلام ابن الجوزي، وإيراده الحديث في « العلل المتناهية ». فأورد كلام سبط ابن الجوزي في الرد على جده قائلا: « والعجب كيف خفي على جدي ما روى مسلم » وكلام الحافظ السخاوي حيث يقول: « وتعجبت من إيراد ابن الجوزي له في العلل المتناهية، بل أعجب من ذلك قوله انه حديث لا يصح » والحافظ السمهودي القائل: « ومن العجيب ذكر ابن الجوزي له في العلل المتناهية، فإياك أن تغتر به » وابن حجر المكي: « وذكر ابن الجوزي لذلك في العلل المتناهية وهم أو غفلة » والمناوي: « ووهم من زعم ضعفه كابن الجوزي ».

فهل ترى لابن الجوزي من باقية؟

وتراه حينما يرد على معارضة الخصم حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ

٥٩

بابها » بما وضعوهعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما صب الله شيئاً في صدري الا وصببته في صدر أبي بكر » يرد عليه باثني عشر وجهاً توفرت هذه الوجوه على الرد عليه من جهات، أهمها:

١ - مصادمته للواقع.

٢ - تصريح العلماء ببطلانه ووضعه، كابن الجوزي، والطيبي، وابن قيم الجوزية، ومجد الدين الفيروزآبادي، ومحمد بن طاهر الفتني، والشيخ علي القاري، والشيخ عبد الحق الدهلوي، والشوكاني

قال القاري نقلا عن ابن القيم: « ومما وضعه جهلة المنتسبين الى السنية في فضل الصديق حديث: ان الله يتجلى للناس عامة يوم القيامة ولابي بكر خاصة. و حديث: ما صب الله في صدري شيئاً الا وصببته في صدر أبي بكر ، و حديث: كان إذا اشتاق الى الجنة قبل شيبة أبي بكر ».

(٣) - التتبع الهائل

وتتّبع السيدرحمه‌الله جميع الأقوال الواردة في كل موضوع بحثه، فلم يترك قولا لم يتعرض له، بل يذكر ما يمكن أن يقال أيضاً

فهو عند ما ينتهي من الرد على خصمه الدهلوي يشرع في البحث مع الآخرين، وربّما يقدم الرد على كلام غيره - لاقتضاء البحث ذلك - ثم يدخل في مناقشة كلمات « التحفة ».

فمن الثاني ما صنعه في حديث: « مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح » الذي رد الدهلوي على الاستدلال به على امامة أمير المؤمنينعليه‌السلام من جهة الدلالة، ولم يتعرض الى جهة السند فذكر السيدرحمه‌الله أسماء طائفة من المخرجين لهذا الحديث الشريف وهم ٩٢ رجلا، ابتداء بالشافعي فأحمد فمسلم بن الحجاج وانتهاء بالمعاصرين له ثم نصوص رواياتهم لما ذكرنا سابقاً من أن البحث عن السند مقدم على البحث الدلالي. وقد دعاه الى ذلك طعن ابن تيمية في هذا الحديث بقوله: « أما

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507