نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 507

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 507 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 300802 / تحميل: 8134
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

فأجاب الشيعي: رواه فلان وفلان من أهل السنة

فيدعي انكار أهل اللغة مجيء ( المولى ) بمعنى ( الاولى ).

فيخرج له الشيعي قائمة بأسماء اللغويين الذين نصوا على ذلك وهم من أهل السنة.

ومثال آخر:

يقول الشيعي قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ».

فأول ما ينكر السني صدور هذا الحديث عنه (ص).

فإذا رأى أسماء رواته من كبار علماء طائفته قال:

فأبو بكر و أبواب كذلك.

فإذا أثبت له الشيعي جهل هؤلاء بأبسط المسائل على ضوء كتب أهل السنة قال:

ليس « عليّ » في الحديث علماً، بل هو وصف للباب بمعنى « مرتفع ».

لماذا هذا التلاعب بالنصوص النبوية؟ وهلا فعلوا ذلك بلفظ « الصلاة » و « الحج » و « الوضوء » و « الغسل » وأمثالها؟

*(٧)*

وقد شكلت كتب الردود قسماً كبيراً من مؤلفات الامامية في مسائل الامامة، كما لا يخفى على من لا حظ فهارس المؤلفات.

والسبب في ذلك هو أن أهل السنة لا بضاعة لهم الا الكذب والإنكار، فمن السهل عليهم أن يقولوا حديث: « مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح فمن ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك» كذب موضوع. أو أن حديث: « اللهم ائتني بأحب خلقك إليك والى رسولك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء عليّ فأكل معه » لم يروه أحد من أصحاب الصحاح ولا

٢١

صححه أئمة الحديث. أوحديث: « خلقت أنا وعليّ من نور واحد » موضوع بإجماع أهل السنة.

أو يقولوا في جواب: « من كنت مولاه فعليّ مولاه » لم يقل أحد من أهل العربية بمجيء ( المولى ) بمعنى ( الاولى ). أو أن « عليّ » في « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » هو من « العلو » أي مرتفع، أو أن المراد من « بأحب خلقك إليك والى رسولك يأكل معي » هو « الأحب في الاكل مع النبي »

ان كل واحد من هذه الأقاويل سطر واحد أو سطران، لكن الجواب عنه يستدعي فصلا كبيراً من البحث، وربما يشكل كتاباً برأسه، كما هو واضح.

فمن هنا ترى كثرة كتب الرد عند الشيعة قديماً وحديثاً:

فألف عمرو بن بحر الجاحظ كتاب ( العثمانية ). ورد عليه جماعة من أعلام الشيعة بردود اشتهرت بـ ( نقص العثمانية )، كما رد عليه ابو جعفر الاسكافي من المعتزلة.

وألّف السيد المرتضى علي بن الحسين الموسوي كتاب ( الشافي في الامامة ) رداً على كتاب ( المغني ) للقاضي عبد الجبار بن أحمد، ثم لخصه تلميذه الشيخ محمد بن الحسن الطوسي، واشتهر كتابه بـ ( تلخيص الشافي ).

وألف شهاب الدين الشافعي الرازي(١) . من بني مشاط كتاب ( بعض فضائح الروافض ).

فرد عليه الشيخ نصير الدين عبد الجليل بن أبي الحسين بكتاب ( بعض مثالب النواصب في نقض بعض فضائح الروافض ).

وألف يوسف الأعور الشافعي الواسطي كتاب ( الرسالة المعارضة في

____________________

(١). قال في الذريعة: هو وان لم يصرح في الكتاب باسمه لكنه يعرف باشاراته كما ذكره القزويني المذكور في نقضه.

٢٢

الرد على الرافضة ). فرد عليه: الشيخ عز الدين الحسن بن شمس الدين المهلبي الحلي بكتاب ( الأنوار البدرية في كشف شبه القدرية ) قال فيه: « التزمت فيه على ان لا استدل من المنقول عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الا بما ثبت من طريق الخصم ولا أفعل كما فعل الناصب في كتابه ». والشيخ نجم الدين خضر بن محمد الحبلرودي الرازي بكتاب ( التوضيح الأنور في دفع شبه الأعور ).

وألف شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي المكي كتاب ( الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة ). فردّ عليه القاضي نور الله الشهيد بكتاب ( الصوارم المهرقة في رد الصواعق المحرقة ) وكذا السيد مير محمد القزويني المعاصر.

... وهكذا توالت كتب التهجم على الشيعة حتى زماننا، فألف كتّاب من أهل السنة في هذا العصر ( الصراع بين الوثنية والإسلام ) و ( الوشيعة في رد عقائد الشيعة ) و ( الخطوط العريضة ) و ( مسائل موسى جار الله ) و و وصدرت كتب الردود عليها من قبل علماء الشيعة

*(٨)*

وكان لعلماء الهند من الفريقين السهم الوافر والدور البارز في هذا الباب، فالهند بلاد واسعة يقطنها الملايين من المسلمين، أنجبت في كل فرقة علماء ورجالا تركوا آثاراً خالدة في مختلف العلوم الإسلامية. ومن الطبيعي أن تدعو كل فرقة الى نفسها، وتستغل كافة الوسائل في سبيل نشر عقائدها، وقد ساعد على ذلك ما في بلاد الهند من حرية الفكر والقول والتأليف والنشر.

وقد بلغ النشاط الفكري والصراع العقائدي ذروته في الهند في القرنين الثاني عشر والثالث عشر فقد نبغ بين الشيعة الفقيه المجاهد الكبير السيد

٢٣

دلدار علي بن معين الدين النقوي المولود سنة ١١٦٦ والمتوفى سنة ١٢٣٥، الذي انتشرت بفضل جهوده تعاليم المذهب الجعفري في تلك الارجاء، وانتظمت على يده أمور الطائفة، بعد أن كانوا متفرقين ليست لهم دعوة الى مذهبهم، وما كانت لهم جامعة تجمعهم، واشتغل طيلة أيام حياته الشريفة بترويج الدين ونشر الاحكام باقامة الشعائر وتأليف الكتب وتربية العلماء.

ولما وصل خبره الى حسن رضا خان - من وزراء حكومة « أوده » في لكهنو - استدعاه للاقامة بلكهنو، فهاجر إليها، وانصرف الى بث تعاليم الدين وإقامة الشعائر. وكان العلامة المولى محمد على الكشميري الشهير بپادشاه(١) نزيل فيض آباد قد ألف في تلك الأيام رسالة في فضل صلاة الجمعة، حث فيها السلطان آصف الدولة ابن شجاع بن صدر جنك سلطان مملكة « أوده » في لكنهو على إقامة الجمعة، وذكر من هو أهل لامامة الجماعة، وهم: السيد دلدار على وتلميذاه الميرزا محمد خليل والأمير السيد مرتضى، فأمر السلطان بإقامتها، ورشح السيد لها. فأقامها ابتداء من ظهر اليوم الثالث عشر من رجب - يوم ولادة أمير المؤمنينعليه‌السلام - سنة ١٢٠٠.

ثم أقيمت الجمعة في السابع والعشرين منه، يوم مبعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكانت أول صلاة جماعة للشيعة تقام في تلك الديار.

ثم استمرت الجماعة والخطب، وانتشرت أندية الذكر ومجالس الوعظ، واهتم السلطان لترويج الشريعة، وتشييد الدين، وكثر طلاب العلم، وأخذوا يتواردون على السيد من كل صوب(٢) .

قال السيد عبد الحي اللكهنوي المحقق السني: ثم انه بذل جهده في احقاق مذهب وإبطال غيره من المذاهب، لا سيما الأحناف والصوفية

____________________

(١). توجد ترجمته في: أعلام الشيعة، نزهة الخواطر ٧ / ٤٥٦.

(٢). أعلام الشيعة، الكرام البررة ٢ / ٥١٩.

٢٤

والاخبارية، حتى كاد يعم مذهبه في بلاد « أوده » ويتشيع كل الفرق(١) .

أقول: ولعل هذا الذي ذكر هو السبب في تأليف معاصره المولوي عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي الحنفي المولود سنة ١١٥٩ والمتوفى سنة ١٢٣٩ كتاب ( التحفة الاثنا عشرية في الرد على الامامية ) ألفه ليكون سداً أمام تقدم المذهب الجعفري في الأقطار الهندية وتشيع كل الفرق

وهذا هو دأب أهل السنة في كل صقع فقد قال ابن حجر المكي في أول كتاب ( الصواعق المحرقة ) ما نصه: « فاني سئلت قديماً في تأليف كتاب يبين حقية خلافة الصديق وامارة ابن الخطاب، فأجبت الى ذلك مسارعة في خدمة هذا الباب، فجاء بحمد الله أنموذجاً لطيفاً ومنهاجاً شريفاً ومسلكاً منيفاً.

ثم سئلت في اقرائه في رمضان سنة خمسين وتسعمائة بالمسجد الحرام، لكثرة الشيعة والرافضة ونحوهما الآن بمكة المشرفة اشرف بلاد الإسلام، فأجبت الى ذلك رجاء لهداية بعض من زل به قدمه عن أوضح المسالك ».

فهذا دأب القوم، وليتهم أخذوا بالنزاهة في البحث والتزموا بجانب الإنصاف، وعملوا بقواعد المناظرة لكن صاحب ( التحفة ) نسج على منوال أسلافه من صاحب ( الصواعق ) وأمثاله فأكثر من التهجم على الشيعة، ونسب إليهم العقائد الباطلة التي هم منها براء، وحاول الحط عليهم بالاكاذيب والافتراءات

وما أن انتشر كتاب ( التحفة ) حتى انبرى له جماعة من علماء الشيعة - وعلى رأسهم السيد دلدار على نفسه - بالرد والنقد، وسنذكر أسماء تلك الكتب فيما بعد.

____________________

(١). نزهة الخواطر ٧ / ١٦٧.

٢٥

وظلت مواضيع الباب السابع المتعلق بمباحث الامامة من كتاب ( التحفة ) موضع الأخذ والرد، والنقض والإبرام، وحديث المجالس والاندية، حتى صدر كتاب ( عبقات الأنوار في امامة الأئمة الاطهار ).

٢٦

كتاب العبقات

و « عبقات الأنوار في امامة الأئمة الاطهار » كتاب ألّفه « السيد مير حامد حسين » في الرد على « التحفة الاثني عشرية » وقد كان صاحب التحفة قد زعم في باب الامامة من كتاب انحصار أدلة الشيعة على امامة عليّعليه‌السلام في ستة آيات واثنى عشر حديثاً فقط. ثم انه أجاب بزعمه عن الاستدلال بالآيات والروايات فجعل السيد صاحب العبقات كتابه في منهجين، المنهج الاول في الآيات، وهي:

١ -( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (١) .

٢ -( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) .

____________________

(١). سورة المائدة: ٥٥.

(٢). سورة الأحزاب: ٣٣.

٢٧

٣ -( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) .

٤ -( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ) (٢) .

٥ -( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (٣) .

٦ -( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (٤) .

والمنهج الثاني في الأحاديث، وهي:

١ - يا معشر المسلمين! ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا. بلى.

قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

٢ - قوله لعليّ: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي.

٣ - ان عليّاً مني وأنا من عليّ، وهو ولي كل مؤمن من بعدي.

٤ - كان عند النبي طائر قد طبخ له أو أهدي اليه. فقال: اللهم ائتني بأحب الناس إليك يأكل معي هذا الطير. فجاءه عليّ.

٥ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها

٦ - من أراد ان ينظر الى آدم في علمه والى نوح في تقواه والى ابراهيم في حلمه والى موسى في بطشه والى عيسى في عبادته فلينظر الى عليّ بن أبي طالب.

٧ - من ناصب عليّاً الخلافة فهو كافر.

٨ - كنت أنا وعليّ بن أبي طالب نوراً بين يدي الله قبل ان يخلق

____________________

(١). سورة الشورى: ٢٣.

(٢). سورة آل عمران: ٦١.

(٣). سورة الرعد: ٧.

(٤). سورة الواقعة: ١٠ و ١١.

٢٨

آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزءين فجزء أنا وجزء عليّ بن أبي طالب.

٩ - قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه.

١٠ - رحم الله عليّاً، اللهم أدر الحق معه حيث دار.

١١ - قوله لعليّ: انك تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.

١٢ - انّي تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله وعترتي. وقد بحث في ذيله حول حديث: « مثل اهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق ».

ولما كانت « التحفة » بالفارسية كان من الطبيعي أن يؤلف « العبقات » بالفارسية أيضاً.

وان هذا التراث العلمي الخالد بحاجة ماسة الى مقدمة علمية تتوفر على دراسته، لا سيما بعد ان أصبح رائد الباحثين المحققين في القرن الرابع عشر في مجال الصراع العقائدي وإليك ذلك في أبواب:

الباب الاول

الالتزام بآداب المناظرة وقواعد البحث

ويلوح للناظر في كتاب العبقات - قبل كل شيء - التزام مؤلفه العملاق بآداب المناظرة وقواعد البحث، فان هذه الظاهرة متجلية للناظر فيه لاول وهلة، ومثله سائر علماء الشيعة في كل ما كتبوا في الاحتجاج على أهل السنة، لكن القوم لم يلتزموا بشيء من هذه الآداب والقواعد.

لقد كان صاحب العبقات على جانب عظيم من الحلم والصبر وضبط

٢٩

النفس، فهو يقابل السباب بالأدب، والتعدي بالرفق، والظلم بالعدل والإنصاف.

ومن قواعد البحث : أن ينقل المخاصم كلام خصمه حول المسألة المبحوث عنها، من دون زيادة أو نقصان، وبكل دقة وأمانة، فإذا انتهى من إيراد كلامه بجميع جوانبه على أحسن ما يرام، وقرره أتقن تقرير، شرع في جوابه وبيان مواضع الاشكال والنظر فيه ليكون البحث بحثاً موضوعياً نزيهاً ينير الدرب للاجيال، ويوقفهم على ما يقوله الطرفان، فيستمعون اليه وينظرون فيه فيتبعون أحسنه

وكذلك فعل علماء الشيعة في بحوثهم وصاحب العبقات فانه يصدر بحثه بعد خطبة الكتاب بنص عبارة الدهلوي صاحب التحفة الاثني عشرية، فينقلها كاملة غير منقوصة ولا مبتورة، بل يتعرض لما أضافه الدهلوي في هامش كلامه من نفسه أو نقلا عن غيره، من دليل وحجة، أو توضيح وبيان

ثم يأخذرحمه‌الله في إبطاله وتفنيده، بالاساليب المختلفة، من نقض أو معارضة أو جواب حلّي

لكن القوم لم يلتزموا بهذه القاعدة فترى الدهلوي يريد الجواب عن الاستدلال بحديث الثقلين: « اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً » لا يتطرق الى وجه استدلال الشيعة بهذا الحديث أصلا. وفي حديث النور: « خلقت أنا وعليّ من نور واحد » يقول: « لا دلالة لهذا الحديث على ما يدعيه الامامية » ولكن أين وجه الاستدلال به على ما يدعونه؟ ويقول بالنسبة الى حديث السفينة: « مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق » يقول: « لا يدل الا على الفلاح والهداية الحاصلين من حبهم والناشئين من اتباعهم، وان التخلف عن حبهم موجب للهلاك » فهذا صحيح ولكن كيف يستدل به الشيعة على الامامة والخلافة؟

٣٠

ومن قواعد البحث : أن يحتج المخاصم بما يرويه خصمه ويراه حجة، لا بما يرويه هو ويعتمد عليه.

وهذا مما التزم به صاحب العبقات وطبّقه في بحوثه - كما عليه سائر علمائنا الذين كتبوا في الاحتجاج على أهل السنة - فهو في مقام الاستدلال في كل باب يحتج بكتب أهل السنة، ويستدل بأقوال كبار حفاظهم ومشاهير علمائهم في مختلف العلوم والفنون، وسنشير الى هذه الجهة باختصار عن قريب.

لكن القوم ما التزموا بهذه القاعدة، فان ادعوا الالتزام بها لم يعملوا بها وقد نبه صاحب العبقاترحمه‌الله على مواضع كثيرة خالف فيها الدهلوي هذه القاعدة المقررة، فتراه يتمسك بحديث: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وعضوا عليها بالنواجذ » في مقابلة حديث الثقلين، فيجيب السيد عنه قبل كل شيء بأن هذا الحديث مما تفرد به أهل السنة، وان الاحتجاج به ينافي الالتزام بالقاعدة.

ومن قواعد البحث : أن يقال بالحق ويعترف بالحقيقة في كلا مقامي الاحتجاج والرد على السواء.

وكذلك فعل صاحب العبقات، فانه كما يسند الحديث الذي يريد الاحتجاج به الى مخرجيه من أعلام أهل السنة، كذلك يسند الحديث الذي يحتج به الخصم الى مخرجيه وان كانوا كثرة، فلا يكتم الحقيقة، ولا يكتفي بالاسناد والنقل عن واحد أو اثنين ليقلل من شأن الحديث، بل يعترف بالواقع، وينقله عمن رواه بجميع أسانيده وطرقه، ثم يجيب عنه نقضاً وحلا.

فهو حيث يريد الجواب عن تمسك الدهلوي بما رووه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر » في مقابلة حديث الطائر: « اللهم ائتني بأحب خلقك » لا ينكر أن هذا الحديث يرويه أهل السنة عن خمسة من الصحابة، بل لا يسكت عن ذلك، بل يعترف بروايتهم إياه عنهم وهم: حذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود،

٣١

وأبو الدرداء، وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر ثم ينقل نصوص أحاديثهم عن أهم مصادرهم كالمصنف لابن أبي شيبة، والمسند لأحمد، وصحيح الترمذي، والمستدرك للحاكم. ثم يشرع في إبطال الحديث المذكور سنداً ومتناً بوجوه كثيرة جداً.

لكن القوم لم يلتزموا بهذه القاعدة فترى الدهلوي حيث يريد الجواب عن حديث الثقلين يقول: « رواية زيد بن أرقم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله وعترتي ».

فتجاهل أن هذا الحديث مروي عن أكثر من عشرين صحابياً، منهم:

أمير المؤمنين علىعليه‌السلام .

جابر بن عبد الله الانصاري.

زيد بن أرقم.

أبو سعيد الخدري.

حذيفة بن أسيد.

خزيمة بن ثابت.

زيد بن ثابت.

سهل بن سعد.

ضميرة الاسلمي.

عامر بن ليلى الغفاري.

عبد الرحمن بن عوف.

عبد الله بن عباس.

عبد الله بن عمر.

عدي بن حاتم.

عقبة بن عامر.

أبو ذر الغفاري.

٣٢

أبو رافع الانصاري.

أبو شريح الخزاعي.

أبو قدامة الانصاري.

أبو هريرة.

أبو الهيثم بن التيهان.

أم سلمة أم المؤمنين.

أم هاني بنت أبي طالب.

وهذا العدد فوق التواتر بكثير.

ثم ان اللفظ الذي أورده الدهلوي مبتور، فالحديث في ( صحيح الترمذي ) و ( مسند أحمد ) وغيرهما من مصادر الحديث عند أهل السنة بعد « وعترتي » جملة: « أهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض ».

الباب الثاني

أسلوبه في الاستدلال

وعلى ضوء ما تقدم نتمكن من معرفة أسلوب صاحب « عبقات الأنوار » في استدلالاته. فان كتابه هو « في اثبات امامة الأئمة الاطهار » من الكتاب والسّنّة. وقد وقع البحث في هذا الكتاب عن عدة من النصوص يعتقد الشيعة دلالتها على امامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل، وقد أشرنا سابقاً الى أن في النصوص الواردة في السنة النبوية غنى عن أي دليل آخر في هذا الباب.

إلا ان اثبات دلالة هذه النصوص على المذهب الحق يتوقف - كما أشرنا سابقاً - الى ثبوتها من حيث السند أولا، ودلالتها على المطلوب ثانياً.

وقد ذكرنا أن من قواعد البحث - بل عمدتها - هو الاحتجاج والاستدلال بما يسلم به الخصم ويعتمده ويراه حجة.

وهكذا كان بحث صاحب العبقات.

٣٣

١ - البحث السندى

فقدم السيد البحث حول أسانيد النصوص على البحث حول الدلالة، إذ لا بد أولا من « تثبيت العرش » ثم « النقش » عليه. فلا يجوز الاحتجاج - في الأصول وفي المسائل الفرعية من الواجبات والمحرمات - بأحاديث لا أصل لها، أو مراسيل، أو ضعيفة سنداً... فكيف بمسألة « الامامة » التي هي أهم المسائل الإسلامية

الا أنه يشترط في باب الامامة أن يكون الخبر المحتج به - بالاضافة الى اعتباره - معلوم الصدور عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالتواتر أو بالقرائن والشواهد والمؤيدات المفيدة للعلم. أما الخبر الواحد المجرد عن كل قرينة مفيدة للعلم فلا يكفي للاستدلال على الامامة وان كان حجة.

وهذا الذي ذكرناه مما تسالم عليه الطرفان، وهو من أسسهم المعتمدة في البحث، فترى ابن تيمية يقول في رده لحديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » يقول: « وخبر الواحد لا يفيد العلم الا بقرائن » ومن المعلوم عدم كفاية الظن في المسائل الاعتقادية، لا سيما الامامة. والسيد صاحب العبقات يرد على المعارضة بالحديث « قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار موالي دون الناس كلهم ليس لهم موالي دون الله ورسوله » وبعض الأحاديث الأخرى بوجوه. منها: انه خبر واحد.

اذن لا بد من اثبات اعتبار الحديث وصدوره عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وهذا أول ما يهتم به السيد المؤلف. فيذكر أولا أسماء الصحابة ثم التابعين ثم الرواة والمخرجين للحديث في الطبقات المختلفة، منذ القرن الثاني حتى القرن الثالث عشر من حفاظ أهل السنة وكبار علمائهم ومشاهير أعلامهم

ثم يورد نصوص الاخبار والروايات عن أمهات المصادر، ابتداء بالصحاح فالمسانيد فالكتب الحديثية المعتبرة

وحينئذ يتبين عدد الرواة للحديث من الصحابة والتابعين والمحدثين

٣٤

من كل طبقة، فان تحقق بذلك شرط التواتر فلا حاجة الى ذكر الشواهد ونصوص عبارات أعلام القوم الصريحة بتواتره، ومن هنا لم يذكر شيئاً منها في ( حديث الثقلين ) لا سيما وأنه مخرج في أحد الصحيحين.

وقد يتحقق شرط التواتر بأضعاف مضاعفة، ولكن أهمية البحث تستدعي التعرض لبعض ذلك، كما هو الحال في ( حديث الغدير ) فانه روي عن أكثر من مائة وعشرين رجل وامرأة من الصحابة، ولكن هذا الحديث أهم الأحاديث التي يستدل بها الشيعة على الامامة. ولذا تراه يذكر - بعد نصوص الحديث وإخراجه بأسانيد أهل السنة - طائفة من المؤلفين في هذا الحديث، وينقل عن الحافظ ابن كثير عن امام الحرمين الجويني: « انه كان يتعجب ويقول: شاهدت مجلدا ببغداد في يد صحاف، فيه روايات هذا الخبر، مكتوبا عليه المجلدة الثامنة والعشرون من طرق من كنت مولاه فعليّ مولاه، ويتلوه المجلد التاسع والعشرون ». ثم يورد نص جماعة من الحفاظ كالذهبي وابن الجزري والسيوطي وغيرهم على تواتر حديث الغدير.

وقد يتحقق شرط التواتر، ويذكر - مع ذلك - طائفة من شواهد الحديث. ( كحديث السفينة ) الذي رواه أئمة أهل السنة عن عدة من الصحابة، كسيدنا أمير المؤمنين، وسيدتنا فاطمة الزهراء، وابن عباس، وأبي ذر، وأبي سعيد الخدري و ( كحديث أنا مدنية العلم ) الذي رواه عشرات الاعلام من أهل السنة، عن عدة من الصحابة، كأمير المؤمنين، والامام الحسن، والامام الحسين، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وعمرو بن العاص، وحذيفة بن اليمان، وأنس بن مالك فقد ذكر عدة من شواهده، مثل:

« أنا دار الحكمة وعليّ بابها ».

« أنا مدينة الحكمة وعليّ بابها ».

« أنا دار العلم وعليّ بابها ».

« أنا ميزان العلم وعليّ كفتاه ».

٣٥

« أنا مدينة الجنة وعلىّ بابها ».

« أنا مدينة الفقه وعلىّ بابها ».

« عليّ باب علمي ويبين لامتي ما أرسلت به من بعدي ».

« عليّ بن أبي طالب باب حطة ».

« لا يؤدي عني الا أنا أو عليّ ».

وغيرها من الأحاديث المعتبرة التي رواها مشاهير أئمة أهل السنة في كتبهم المعتبرة.

وقد يتحقق شرط التواتر كما هو الحال في ( حديث المنزلة ) الذي رواه اكثر من عشرين صحابي وصحابية عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأخرجه عنهم الأئمة والحفاظ من أهل السنة في كل القرون وجميع الطبقات. لكنه يضيف الى ذلك ثلاثة فصول:

الاول: في كثرة طرق حديث المنزلة.

فأورد فيه نصوص عبارات جماعة من مشاهير القوم في صحة هذا الحديث وكثرة طرقه، كالحافظ ابن عبد البر، والحافظ المزي، والحافظ ابن كثير، والحافظ ابن حجر العسقلاني، وغيرهم.

والثاني: في تواتر حديث المنزلة.

فأورد فيه عبارة ابن حجر المكي الصريحة في تحقق التواتر لحديث ورد من حديث ثمانية من الصحابة، وعبارة الحافظ ابن حزم الصريحة في تحققه لخبر أربعة من الصحابة فيكون ( حديث المنزلة ) الوارد عن أكثر من عشرين من الصحابة متواتراً بالاولوية القطعية. ثم نقل نصوص عبارات جماعة اعترفوا بتواتر هذا الحديث الشريف.

والثالث: في قطعية صدور أحاديث الصحيحين.

فأورد فيه نصوص كثيرة عن مشاهير الأئمة الصريحة في أن ما أخرج في الصحيحين مقطوع الصدور. وقد بحث عن ذلك من جهة أن ( حديث المنزلة ) مخرج في كلا الصحيحين.

٣٦

توثيق الرواة:

ولما كان اعتبار الخبر وحجيته باعتبار رواته ووثاقتهم، كان أسلوب السيد:

١ - ذكر اسماء الرواة والمخرجين للحديث، مع سني وفياتهم قلوا أو كثروا.

٢ - ثم الشروع بإيراد نصوص روايتهم بأسانيدها من الاول الى الأخير، نقلا عن كتبهم ومؤلفاتهم رأسا، أو عن كتاب معتبر وقع الرجل في طريق روايته، أو نسب اليه فيه رواية الحديث.

٣ - ثم يأتي بنصوص علماء الجرح والتعديل وأصحاب التراجم والسير، مراعياً في ذلك طبقاتهم أيضاً، حيث ينقل عبارة الاسبق فالأسبق في توثيق الراوي والثناء عليه ومدح مصنفاته وربما يوثق الموثق أيضاً.

ولقد توفرت بحوثهرحمه‌الله في هذه الناحية على فوائد جمة ومباحث قيمة وتحقيقات ثمينة من تحقيق حال رجال مشاهير، وتحقيق حال كتب معروفة سنشير الى طرف من ذلك فيما سنذكره تحت عنوان: « بحوث وتحقيقات ».

٢ - البحث الدلالى

وعند ما ينتهيرحمه‌الله من بحث السند، يأخذ في بيان وجوه دلالة الحديث على امامة أمير المؤمنينعليه‌السلام

وقد التزم في هذه الجهة أيضاً بقواعد البحث والمناظرة التزاماً تاماً، ويمكن ترسيم الخطوط العامة لاسلوبه في البحث الدلالي على النحو التالي:

١ - الاحتجاج بأخبار أهل السنة لا بأخبار الشيعة

وهذه من قواعد البحث - بل أهمها -. فالسيد في جميع بحوثه ملتزم

٣٧

بهذه القاعدة، اذ تراه يحتج بأخبار أهل السنة حتى في السيرة وحوادث التاريخ. وهذه ظاهرة غير خافية على من ألقى نظرة واحدة على هذا الكتاب من أوله الى آخره، فلا نطيل

٢ - الرجوع الى كتب أهل السنة في كل فن

وهو مع ذلك لا ينقل أخبار أهل السنة عن طريق كتب الشيعة، بل ينقلها عن كتب اهل السنة أنفسهم - الا ما شذ وندر -، فلا يقول مثلا: أخرج المرتضى عن أحمد في مسنده عن بل يرجع الى نفس مسند أحمد، أو ينقل خبره عن واحد أو اكثر من أهل السنة عنه

وليس كل كتاب في الاخبار والأحاديث ينقل عنه ويعتمد عليه، بل اكثر نقله واعتماده على أهم كتب أهل السنة وأشهرها في الحديث، أمثال(١) :

١ - الصحاح الستة وشروحها.

٢ - الموطأ وشروحه.

٣ - الجمع بين الصحيحين.

٤ - الجمع بين الصحاح الستة.

٥ - معاجم الطبراني.

٦ - المستدرك على الصحيحين.

٧ - المسانيد المعتبرة، وأشهرها مسند أحمد.

٨ - كتب السنن

٩ - المشكاة وشروحها.

١٠ - جامع الأصول.

١١ - الجامع الصغير وشروحه.

____________________

(١). لسنا بصدد إعطاء قائمة بمصادر المؤلف، فان لذلك مجالا آخر سنقوم به باذن الله تعالى.

٣٨

١٢ - كنز العمال.

هذا بالنسبة الى الاخبار والأحاديث.

وأما بالنسبة الى العلوم الاخرى، فانه يرجع الى كتب أهل السنة في كل علم وفن، ففي التفسير مثلا الى:

١ - تفسير القرآن العظيم لابن كثير الدمشقي.

٢ - تفسير الجلالين.

٣ - مفاتيح الغيب - التفسير الكبير - للفخر الرازي.

٤ - غرائب القرآن لنظام الدين النيسابوري.

٥ - تفسير القرآن لمحمد بن جرير الطبري.

٦ - الكشاف لجار الله الزمخشري.

٧ - التفسير الوسيط لابي الحسن الواحدي.

٨ - تفسير القرآن لابن عربي الاندلسي.

٩ - البحر المحيط لابي حيان الاندلسي.

١٠ - أنوار التنزيل، تفسير القاضي البيضاوي.

١١ - السراج المنير للخطيب الشربيني.

١٢ - الدر المنثور لجلال الدين السيوطي.

١٣ - الدر اللقيط من البحر المحيط لتاج الدين القيسي.

١٤ - التفسير الحسيني - المواهب العلية. للحسين الكاشفي.

١٥ - روح المعاني، تفسير - لشهاب الدين الآلوسي.

١٦ - فتح البيان لصديق حسن خان القنوجي.

١٧ - الكشف والبيان لابي اسحاق الثعلبي.

١٨ - لباب التأويل لعلاء الدين الخازن.

١٩ - معالم التنزيل للبغوي.

٢٠ - تفسير شاهي لمحمد محبوب العالم.

٢١ - النهر الماد من البحر المحيط لاثير الدين ابي حيان.

٣٩

هذا بالاضافة الى أبواب التفسير في كتب الحديث.

وفي السيرة وفضائل الأئمةعليهم‌السلام الى:

١ - السيرة النبوية المعروفة بسيرة ابن هشام.

٢ - انسان العيون لنور الدين الحلبي.

٣ - السيرة النبوية لا حمد زيني دحلان.

٤ - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للدمشقي.

٥ - الروض الأنف في شرح السيرة للسهيلى.

٦ - الشفا في تعريف حقوق المصطفى وشروحه.

٧ - المواهب اللدنية بالمنح المحمدية وشرحه للزرقاني.

٨ - الخصائص الكبرى لجلال الدين السيوطي.

٩ - فضائل أمير المؤمنين على لا حمد بن حنبل.

١٠ - الإتحاف بحب الاشراف لعبد الله الشبراويّ.

١١ - احياء الميت بفضائل اهل البيت للسيوطي.

١٢ - استجلاب ارتقاء الغرف لشمس الدين السخاوي.

١٣ - اسعاف الراغبين لمحمد الصبان المصري.

١٤ - جواهر العقدين لنور الدين السمهودي.

١٥ - خصائص على بن أبي طالب للنسائي.

١٦ - ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى لمحب الدين الطبري.

١٧ - الرياض النضرة لمحب الدين الطبري.

١٨ - كفاية الطالب في مناقب على أبي طالب للكنجى الشافعي.

١٩ - المناقب للفقيه ابن المغازلي.

٢٠ - المناقب لموفق بن احمد الخوارزمي.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

وفي( الخصال ): عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسّان، عن أبي محمّد الرازي، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، وذكر مثله(١) .

وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد، عن السكوني، مثله (٢) .

[ ٩٥٨٢ ] ٦ - وعن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أبي عبدالله الرازي، عن محمّد بن عبدالله، عن إبراهيم بن عقبة، عن زكريّا، عن أبيه، عن يحيى قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : من قص أظافيره يوم الخميس وترك واحدة ليوم الجمعة نفى الله عنه الفقر.

وفي( الخصال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، مثله (٣) .

[ ٩٥٨٣ ] ٧ - الحسين بن بسطام في( طب الائمة ): عن أحمد بن عبدالله، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي الحسن قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : من أخذ من أظفاره كلّ خميس لم ترمد عيناه، ومن أخذها كلّ جمعة خرج من تحت كلّ ظفر داء، قال: والكحل يزيد في ضوء البصر وينبت الأشفار.

[ ٩٥٨٤ ] ٨ - وعنه، أنّه كان يقلّم أظفاره في كلّ خميس، يبدأ بالخنصر الأيمن ثمّ يبدأ بالأيسر، وقال: من فعل ذلك كان كمن أخذ أماناً من الرمد.

____________________

(١) الخصال: ٣٩٤ / ١٠٠.

(٢) ثواب الأعمال: ٤١ / ٢.

٦ - ثواب الأعمال: ٤١ / ٣.

(٣) الخصال: ٣٩٠ / ٨٢.

٧ - طب الأئمّة ٨٤.

٨ - طب الأئمّة: ٨٤.

٣٦١

٣٥ - باب ما يستحبّ أن يقال عند تقليم الأظفار والأخذ من الشارب يوم الجمعة

[ ٩٥٨٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الحصين، عن عمر الجرجاني، عن محمّد بن العلاء، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: من أخذ من شاربّه وقلم أظفاره يوم الجمعة ثمّ قال: بسم الله على سنّة محمّد وآل محمّد، كتب الله له بكلّ شعرة وكلّ قلامة عتق رقبة، ولم يمرض مرضاً يصيبه إلّا مرض الموت.

ورواه المفيد في( المقنعة) مرسلاً، نحوه (١) .

[ ٩٥٨٦ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابن فضّال، عن أبي حفص الجرجاني، عن أبي الخصيب الربّيع بن بكر الأزدي، عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) ، نحوه.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٢) ، وكذا الذي قبله.

ورواه الصدوق بإسناده عن عبد الرحيم القصير(٣) .

ورواه الشيخ أيضاً بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن فضّال، نحوه(٤) .

[ ٩٥٨٧ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) وفي( الخصال)

____________________

الباب ٣٥

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٤١٧ / ٢، والتهذيب ٣: ١٠ / ٣٣.

(١) المقنعة: ٢٦.

٢ - الكافي ٦: ٤٩١ / ٩.

(٢) التهذيب ٣: ١٠ / ٣٣.

(٣) الفقيه ١: ٧٣ / ٣٠٤.

(٤) التهذيب ٣: ٢٣٧ / ٦٢٧.

٣ - ثواب الأعمال: ٤٢ / ٥، والخصال: ٣٩١ / ٨٧.

٣٦٢

عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عيسى،( عن عتبة) (١) ، عن أبي أيوب المديني(٢) ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: تقليم الأظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والبرص والعمى، وإن لم تحتج فحكّها حكّاً.

قال: وقال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : من قلّم أظفاره وقص شاربّه في كل جمعة ثمّ قال: بسم الله وبالله وعلى سنّة محمّد وآل محمّد، أُعطي بكلّ قلامة وجزازة عتق رقبة من ولد إسماعيل.

٣٦ - باب كراهة الحجامة يوم الأربّعاء والجمعة

[ ٩٥٨٨ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - قال: نهى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) عن تقليم الأظفار بالأسنان، ونهى عن الحجامة يوم الأربعاء والجمعة.

أقول: ويأتي في التجارة ما يدلّ على الجواز(٣) بل الرجحان في بعض الصور(٤) .

____________________

(١) ليس في ثواب الأعمال، وفي الخصال: عتيبة.

(٢) في الثواب: المدني.

الباب ٣٦

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٤: ٢ / ١، وأورده في الحديث ١ من الباب ٨٢ من أبواب آداب الحمام، وقطعة منه في الحديث ٤ من الباب ١١ من أبواب ما يكتسب به.

(٣) يأتي في الحديث ٩ من الباب ٦٢ من أبواب تروك الاحرام، وفي الحديث ٢ من الباب ١١، والحديث ١٤ و ١٦ من الباب ١٣ من أبواب ما يكتسب به.

(٤) يأتي ما يدل على رجحان الحجامة في الأحاديث ١ و ١٥ و ١٧ و ١٩ من الباب ١٣ من أبواب ما يكتسب به، ويأتي ما يدل على كراهة الحجامة في يوم الأربعاء والجمعه في الأحاديث ٣ و ٤ و ٥ من الباب ١١، والحديث ٢٠ من الباب ١٣ من أبواب ما يكتسب به.

٣٦٣

٣٧ - باب تأكّد استحباب الطيب يوم الجمعه وفي كلّ يوم أو يومين، وكراهة تركه

[ ٩٥٨٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: لا ينبغي للرجل أنّ يدع الطيب في كل يوم، فإن لم يقدر عليه فيوم ويوم لا، فأنّ لم يقدر ففي كلّ جمعة ولا يدع.

ورواه الصدوق مرسلاً، نحوه(١) .

ورواه في( عيون الأخبار ): عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن معاوية بن حكيم، عن معمّر بن خلّاد، عن الرضا (عليه‌السلام ) ، مثله إلّا أنّه قال: ولا يدع ذلك(٢) .

ورواه في( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، مثله (٣) .

[ ٩٥٩٠ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمّد بن موسى بن الفرات، عن علي بن مطر، عن السكن الخرّاز(٤) قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: حقّ على كلّ محتلم في كلّ جمعة أخذ شاربه وأظفاره ومسّ شيء من الطيب، وكان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إذا كان

____________________

الباب ٣٧

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥١٠ / ٤.

(١) الفقيه ١: ٢٧٤ / ١٢٥٥.

(٢) عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ١: ٢٧٩ / ٢١ الباب ٢٨.

(٣) الخصال: ٣٩٢ / ٩٠.

٢ - الكافي ٦: ٥١١ / ١٠.

(٤) في المصدر: الخزاز.

٣٦٤

يوم الجمعة ولم يكن عنده طيب دعا ببعض خُمر نسائه فبلها في الماء ثمّ وضعها على وجهه.

ورواه الصدوق في( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن أبي عبدالله، مثله، إلى قوله: ومسّ شيء من الطيب (١) .

[ ٩٥٩١ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، رفعه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال عثمان بن مظعون لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : قد أردت أنّ أدع الطيب، وأشياء ذكرها، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : لا تدع الطيب، فإنّ الملائكة تستنشق ريح الطيب من المؤمن، فلا تدع الطيب في كلّ جمعة.

[ ٩٥٩٢ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسر، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : قال لي حبيبي جبرئيل( عليه‌السلام ) : تطيّب يوماً ويوماً لا، ويوم الجمعة لا بد منه ولا مترك(٢) له.

[ ٩٥٩٣ ] ٥ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ليتطيّب أحدكم يوم الجمعة ولو من قارورة امرّاته.

[ ٩٥٩٤ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين قال: كان رسول الله( صلى الله عليه

____________________

(١) الخصال: ٣٩٢ / ٩١.

٣ - الكافي ٦: ٥١١ / ١٤.

٤ - الكافي ٦: ٥١١ / ١٢.

(٢) في المصدر: تترك.

٥ - الكافي ٦: ٥١١ / ١٣.

٦ - الفقيه ١: ٢٧٤ / ١٢٥٦.

٣٦٥

وآله) إذا كان يوم الجمعة ولم يطيب طيباً دعا بثوب مصبوغ بزعفران فرشّ عليه الماء ثمّ مسح بيده ثمّ مسح به وجهه.

[ ٩٥٩٥ ] ٧ - وفي( عيون الأخبار) عن أبيه ومحمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس جميعاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن الجعفري يعني سليمان بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن الرضا( عليه‌السلام ) يقول: قلّموا أظفاركم يوم الثلاثاًء، واستحمّوا يوم الأربعاء، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس، وتطيّبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة.

ورواه في( الفقيه) مرسلاً (١) .

وفي( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، مثله (٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في آداب الحمّام(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٣٨ - باب حكم النورة يوم الجمعة

[ ٩٥٩٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن أبي عبدالله، رفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قيل له: يزعم بعض

____________________

٧ - عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ١: ٢٧٩ / ٢٠، وأورد قطعة منه في الحديث ٢ من الباب ٤٠ من أبواب آداب الحمّام.

(١) الفقيه ١: ٧٧ / ٣٤٥.

(٢) الخصال: ٣٩١ / ٨٩.

(٣) تقدم في الباب ٨٩ من أبواب اداب الحمام.

(٤) يأتي في الحديث ١٥ من الباب ٣٩، وفي الحديث ١٨ من الباب ٤٠ من هذه الأبواب.

الباب ٣٨

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٠٦ / ١٠.

٣٦٦

الناس أنّ النورة يوم الجمعة مكروهة، فقال: ليس حيث ذهبت، أيّ طهور أطهر من النورة يوم الجمعة.

[ ٩٥٩٧ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن حسان(١) ، عن حذيفة بن منصور قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يطلي العانة وما تحت الاليين(٢) في كلّ جمعة.

[ ٩٥٩٨ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : ينبغى للرجل أن يتوقّى النورة يوم الأربعاء فأنّه يوم نحس مستمّر، وتجوز النورة في سائر الأيام.

[ ٩٥٩٩ ] ٤ - قال: وروي( أنّ النورة) (٣) يوم الجمعة تورث البرص.

[ ٩٦٠٠ ] ٥ - وبإسناده عن الريان بن الصلت، عمن أخبره، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: من تنوّر يوم الجمعة فأصابه البرص فلا يلومن إلّا نفسه.

[ ٩٦٠١ ] ٦ - وفي( الخصال ): عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبدالله بن عامر، عن أبي أحمد عن محمّد بن زياد يعني ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبأنّ بن

____________________

٢ - الكافي ٦: ٥٠٧ / ١٤.

(١) في المصدر: محمّد بن سنان.

(٢) في هامش الاصلّ عن نسخة: الاليتين.

٣ - الفقيه ١: ٦٨ / ٢٦٦، وأورده في الحديث ١ من الباب ٤٠ من أبواب آداب الحمّام.

٤ - الفقيه ١: ٦٨ / ٢٦٧.

(٣) في المصدر: أنّها في.

٥ - الفقيه ١: ٦٨ / ٢٦٨.

٦ - الخصال: ٢٧٠ / ٩، وأورده عن روضة الواعظين في الحديث ٤ من الباب ٤٠ من أبواب آداب الحمّام.

٣٦٧

تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : خمس خصال تورث البرص: النورة يوم الجمعة ويوم الأربعاء، والتوضي والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس، والأكل على الجنابة، وغشيأنّ المرأة في أيّام حيضها، والأكل على الشبع.

أقول: يمكن حمل الاحاديث الأخيرة على التقيّة لأنّ الظاهر أنّ المراد من الناس العامة، وحديث ابن عبّاس على النسخ، والله أعلم.

٣٩ - باب استحباب التنفّل يوم الجمعة بالصلوات المرغّبة، وذكر جملة منها

[ ٩٦٠٢ ] ١ - محمّد بن الحسن في( المصباح ): عن محمّد بن زكريا الغلابي، عن جعفر بن محمّد بن عمارة(١) ، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، وعن عتبة بن أبي الزبير، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده، عن علي( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من صلّى أربع ركعات يوم الجمعة قبل الصلاة يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب عشر مرّات،( قُلْ أَعُوذُ بِربّ الْفَلَقِ ) عشر مرّات، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ النَّاسِ ) عشر مرّات(٢) ، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) عشر مرّات، و( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ‌ونَ ) عشر مرّات، وآية الكرسي عشر مرّات.

[ ٩٦٠٣ ] ٢ - قال: وفي رواية أُخرى( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) عشر مرّات، و( شَهِدَ اللَّـهُ ) (٣) عشر مرّات، فإذا فرغ من الصلاة استغفر الله مائة مرّة، ثمّ تقول:

____________________

الباب ٣٩

فيه ١٦ حديثاً

١ - مصباح المتهجد: ٢٧٩.

(١) في المصدر: عمّار.

(٢) في المصدر: وقل أعوذ بربّ الناس عشر مرّات وقل أعوذ بربّ الفلق عشر مرّات.

٢ - مصباح المتهجد: ٢٨٠.

(٣) آل عمران ٣: ١٨.

٣٦٨

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلّا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم مائة مرّة، وتصلّي على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، مائة مرّة، وقال: من صلّى هذه الصلاة وقال هذا القول دفع الله عنه شرّ أهل السماء وشرّ أهل الأرض، الحديث.

[ ٩٦٠٤ ] ٣ - وعن زيد بن ثابت قال: أتى رجل من الأعراب إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال(١) : إنا نكون في هذه البادية بعيداً من المدينة ولا نقدر أنّ نأتيك في كل جمعة فدلني على عمل فيه فضل صلاة الجمعة إذا رجعت(٢) إلى أهلي أخبرتهم به، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إذا كان ارتفاع النهار فصلّ ركعتين، تقرأ في أوّل ركعة الحمد مرّة، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ الْفَلَقِ ) سبع مرّات، واقرأ في الثانية الحمد مرّة واحدة، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ النَّاسِ ) سبع مرّات، فإذا سلّمت فاقرأ آية الكرسي سبع مرّات، ثمّ قم فصلّ ثماني ركعات وتسليمتين(٣) ، واقرأ في كلّ ركعة منها الحمد مرّة، و( إِذَا جَاءَ نَصْرُ‌ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ) مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمساً وعشرين مرة، فإذا فرغت من صلاتك فقل: سبحان ربّ العرش الكريم، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم سبعين مرّة، فو الذي اصطفاني بالنبوّة، ما من مؤمن ولا مؤمنة يصلّي هذه الصلاة يوم الجمعة كما أقول إلّا وأنا ضامن له الجنّة، ولا يقوم من مقامه حتى يغفر له ذنوبه ولأبويه ذنوبهما، الحديث.

[ ٩٦٠٥ ] ٤ - وعن حميد بن المثنّى، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا كان يوم الجمعة فصلّ ركعتين، تقرأ في كلّ ركعة ستين مرّة سورة الاخلاص، فإذا ركعت قلت: سبحان ربّي العظيم وبحمده، ثلاث مرّات، وإن شئت

____________________

٣ - مصباح المتهجد: ٢٨١.

(١) في المصدر زيادة: بأبي أنت وأمي يا رسول الله.

(٢) في المصدر: مضيت.

(٣) في المصدر: بتسليمتين.

٤ - مصباح المتهجد: ٢٧٩.

٣٦٩

سبع مرّات، ثمّ ذكر دعاء في السجود - إلى أنّ قال - قلت في أي ساعة أصليها من يوم الجمعة؟ قال: إذا ارتفع النهار ما بينك وبين زوال الشمس، ثمّ قال: من فعلها فكأنما قرأ القرآن أربّعين مرّة.

[ ٩٦٠٦ ] ٥ - وعن أبي اسحاق، عن الحارث، عن علي (عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من أراد أنّ يدرك فضل الجمعة فليصلّ قبل الظهر أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، وآية الكرسي خمس عشرة مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، فإذا فرغ من هذه الصلاة استغفر الله سبعين مرّة، ويقول: لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم، خمسين(٢) مرّة، ويقول: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، خمسين مرّة، ويقول: صلّى الله على النبي الأُمّي وآله، خمسين مرّة، فاذا فعل ذلك لم يقم من مقامه حتى يعتقه الله من النار، تمام الخبر.

[ ٩٦٠٧ ] ٦ - وعن أنس قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من صلى يوم الجمعة أربّع ركعات قبل الفريضة يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب مرّة، والأعلى مرّة، وخمس عشرة مرّة( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ، وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب مرّة، و( إِذَا زُلْزِلَتِ ) مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، وفي الركعة الثالثة فاتحة الكتاب مرّة، و( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ) مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، وفي الركعة الرابعة فاتحة الكتاب مرّة، و( إِذَا جَاءَ نَصْرُ‌ اللَّـهِ ) مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، فاذا فرغ من صلاته رفع يديه إلى الله تعالى ويسأله حاجته.

[ ٩٦٠٨ ] ٧ - وعن عبدالله بن مسعود، عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

____________________

٥ - مصباح المتهجد: ٢٨٠.

(١) في المصدر زيادة: يوم.

(٢) في المصدر: خمس عشرة وفي نسخة: خمسين.

٦ - مصباح المتهجد: ٢٨٠.

٧ - مصباح المتهجد: ٢٨٢.

٣٧٠

قال: من صلّى يوم الجمعة بعد صلاة العصر ركعتين، يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ الْفَلَقِ ) خمسا وعشرين مرّة وفي الثانية فاتحة الكتاب، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ النَّاسِ ) خمساً وعشرين مرّة، فاذا فرغ منها قال خمس مرّات: لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم، لم يخرج من الدنيا حتى يريه الله في منامه الجنّة ويرى مكانه فيها.

[ ٩٦٠٩ ] ٨ - وعن صفوان قال: دخل محمّد بن علي الحلبي على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في يوم الجمعة فقال له: تعلمني أفضل ما أصنع في مثل هذا اليوم، فقال: يا محمّد ما أعلم أنّ أحداً كان أكبر(١) عند رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) من فاطمة (عليها‌السلام ) ولا أفضل مما علمها أبوها(٢) ، قال: من أصبح يوم الجمعة فاغتسل وصف قدميه وصلّى أربّع ركعات مثنى مثنى، يقرأ في أوّل كل ركعة فاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمسين مرّة، وفي الثانية فاتحة الكتاب والعاديات خمسين مرّة، وفي الثالثة فاتحة الكتاب و( إِذَا زُلْزِلَتِ ) خمسين مرّة، وفي الرابعة فاتحة الكتاب و( إِذَا جَاءَ نَصْرُ‌ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ) خمسين مرّة، وهذه سورة النصر، وهي آخر سورة نزلت، فاذا فرغ منها دعا فقال: وذكر الدعاء.

[ ٩٦١٠ ] ٩ - وعن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ سورة إبراهيم وسورة الحجر في ركعتين جميعاً في يوم الجمعة لم يصبه فقر أبداً ولا جنون(٣) ولا بلوى.

[ ٩٦١١ ] ١٠ - وعن الحارث الهمداني، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام )

____________

٨ - مصباح المتهجد: ٢٨٢.

(١) في المصدر: أكثر.

(٢) في المصدر زيادة: محمّد بن عبدالله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ).

٩ - مصباح المتهجد: ٢٨٣.

(٣) في نسخة: خوف « هامش المخطوط ».

١٠ - مصباح المتهجد: ٢٨٣.

٣٧١

قال: إن استطعت أن تصلّي يوم الجمعة عشر ركعات تتمّ ركوعهنّ وسجودهنّ وتقول فيما بين كلّ ركعتين: سبحان الله وبحمده، مائة مرّة فافعل، تمام الخبر.

[ ٩٦١٢ ] ١١ - وعن محمّد بن داود بن كثير، عن أبيه قال: دخلت على الصادق (عليه‌السلام ) ، فرأيته يصلّي، ثمّ رأيته قنت في الركعة الثانية في قيامه وركوعه وسجوده، ثمّ انفتل بوجهه الكريم ثم قال: يا داود، هي ركعتان، والله لا يصلّيهما أحد فيرى النار بعينه بعد ما يأتي بينهما ما أتيت، فلم أبرح من مكإنّي حتى علّمني.

قال محمّد بن داود: فعلّمني يا أبه كما علّمك - إلى أنّ قال -: قال: إذا كان يوم الجمعة قبل أنّ تزول الشمس فصلّهما، واقرأ في الركعة الأُولى فاتحة الكتاب و( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) ، وفي الثانية فاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ، وتستفتحهما بفاتحة الكتاب(١) ، فإذا فرغت من( القراءة في الثانية قبل أنّ تركع) (٢) فارفع يديك قبل أنّ تركع وقل، ثمّ ذكر دعاء في القنوت ودعاء في السجود.

[ ٩٦١٣ ] ١٢ - وعن الصادق (عليه‌السلام ) ، أنّه قال: صم يوم الأربّعاء والخميس والجمعة، فاذا كان يوم الجمعة فاغتسل وألبس ثوباً جديداً ثمّ اصعد إلى أعلى موضع في دارك،( أو ابرز) (٣) مصلّاك في زاوية من دارك، وصلّ ركعتين، تقرأ في الأُولى الحمد و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) وفي الثانية الحمد و( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ‌ونَ ) ، ثمّ ترفع يديك إلى السماء، وليكن ذلك قبل الزوال بنصف ساعة، وقل اللهمّ إنّي ذخرت(٤) توحيدي إياك، ومعرفتي بك،

____________________

١١ - مصباح المتهجد: ٢٨٣.

(١) في المصدر: الصلاة.

(٢) في المصدر هكذا: قراءة قل هو الله أحد في الركعة الثانية.

١٢ - مصباح المتهجد: ٢٩٣.

(٣) في المصدر: وابرز.

(٤) في المصدر: ذكرت.

٣٧٢

وإخلاصي لك - وذكر الدعاء إلى أن قال - ثمّ تصلّي ركعتين، تقرأ في الأُولى الحمد وخمسين مرّة( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ، وفي الثانية الحمد وستّين مرّة( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) ، ثمّ تمدّ يديك وتقول، وذكر الدعاء.

[ ٩٦١٤ ] ١٣ - وعن أبأنّ بن تغلب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا كانت لك حاجة فصم الأربعاء والخميس والجمعة، وصلّ ركعتين عند زوال الشمس تحت السماء، وقل: اللهمّ إنّي حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيّتك، الدعاء.

[ ٩٦١٥ ] ١٤ - وعن يونس بن عبد الرحمن، عن غير واحدٍ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال من كانت له حاجة مهمّة فليصم الأربعاء والخميس والجمعة، ثمّ يصلّي ركعتين قبل الركعتين اللتين يصلّيهما قبل الزوال، ثمّ يدعو بهذا الدعاء، وذكر الدعاء.

[ ٩٦١٦ ] ١٥ - وعن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) ، أنّه قال: من كانت له حاجة قد ضاق بها ذرعاً فلينزلها بالله عزّ وجلّ، قلت: كيف يصنع؟ قال: فليصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، ثمّ ليغسل رأسه بالخطمي يوم الجمعة، ويلبس أنظف ثيابه، ويتطيب بأطيب طيبه، ثمّ يقدم صدقة على امرئ مسلم بما تيسر من ماله، ثمّ ليبرز إلى آفاق السماء ولا يحتجب، ويستقبل القبلة، ويصلّي ركعتين، يقرأ في الأُولى فاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، ثمّ يركع فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يرفع رأسه فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يسجد فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يرفع رأسه فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يسجد ثانية فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يرفع رأسه فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ ينهض فيقول مثل ذلك في الثانية، فإذا جلس

____________________

١٣ - مصباح المتهجد: ٢٩٩.

١٤ - مصباح المتهجد: ٣٠٠.

١٥ - مصباح المتهجد: ٣٠٣.

٣٧٣

للتشهّد قرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يتشهّد ويسلّم ويقرؤها بعد التسليم خمس عشرة مرّة، ثم يخرّ ساجداً فيقرؤها خمس عشرة مرّة، ثم يضع خدّه الأيمن على الأرض فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يضع خده الأيسر على الأرض فيقرؤها خمس عشرة مرّة،( ثمّ يعود إلى السجود فيقرأها خمس عشرة مرّة) (١) ، ثمّ يخّر ساجداً فيقول: وهو ساجد يبكي: يا جواد، يا ماجد، يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، يا من هو هكذا ولا هكذا غيره، أشهد أنّ كلّ معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك باطل إلّا وجهك، جلّ جلالك، يا معزّ كلّ ذليل، ويا مذل كل عزيز، تعلم كربّتي، فصلّ على محمّد وآل محمّد وفرج عني، ثمّ تقلب خدك الأيمن وتقول ذلك ثلاثاً، ثمّ تقلب خدك الأيسر وتقول مثل ذلك ثلاثاً، قال أبو الحسن (عليه‌السلام ) : فإذا فعل العبد ذلك يقضي الله حاجته، وليتوجّه في حاجته إلى الله تعالى بمحمّد وآله( عليه وعليهم السلام) ويسميهم عن آخرهم.

[ ٩٦١٧ ] ١٦ - وعن يعقوب بن يزيد، عن أبي الحسن الثالث( عليه‌السلام ) قال: إذا كانت لك حاجة مهمّة فصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، واغتسل في يوم الجمعة في أوّل النهار، وتصدق على مسكين بما أمكن، واجلس في موضع لا يكون بينك وبين السماء سقف ولا ستر من صحن دار أو غيرها، تجلس تحت السماء، وتصلّي أربع ركعات، تقرأ في الأُولى الحمد، ويس، وفي الثانية الحمد، وحم الدخان، وفي الثالثة الحمد والواقعة، وفي الرابعة الحمد و( تبارك الذي بيده الملك ) ، فأنّ لم تحسنها فأقرأ الحمد ونسبة الرب تعالى( قل هو الله أحد ) ، فإذا فرغت بسطت راحتك إلى السماء ثمّ تقول وذكر الدعاء.

____________________

(١) ليس في المصدر.

١٦ - مصباح المتهجد: ٣٠٤.

يأتي ما يدل عليه في الباب ٢٦، وفي الحديث ١ من الباب ٤٤، وفي الحديث ٢٤ من الباب ٤٩ من أبواب بقية الصلوات المندوبة.

٣٧٤

٤٠ - باب وجوب تعظيم يوم الجمعة والتبرّك به واتخاذه عيداً، واجتناب جميع المحرّمات فيه

[ ٩٦١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال - في حديث -: إنّ الله اختار من كلّ شيء شيئاً ، فاختار من الأيّام يوم الجمعة.

[ ٩٦١٩ ] ٢ - وعنه(١) ، عن أحمد بن محمّد، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة.

[ ٩٦٢٠ ] ٣ - وعنه، عن عبدالله بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أنّ للجمعة حقا وحرمة، فاياك أنّ تضيع أو تقصر في شيء من عبادة الله والتقربّ إليه بالعمل الصالح، وترك المحارم كلها، فأنّ الله يضاعف فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات، قال: وذكر أنّ يومه مثل ليلته، فأنّ استطعت أنّ تحييه بالصلاة والدعاء فافعل، فإن ربّك ينزل في أول ليلة الجمعة إلى سماء الدنيا يضاعف فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، وإنّ الله واسع كريم.

____________________

الباب ٤٠

فيه ٢٥ حديثاً

١ - الكافي ٣: ٤١٣ / ٣، والتهذيب ٣: ٤ / ١٠، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ١٨ من أبواب أحكام المساكن.

٢ - الكافي ٣: ٤١٣ / ١، والتهذيب ٣: ٢ / ١.

(١) في نسخة: عن عدّة من أصحابنا « هامش المخطوط ».

٣ - الكافي ٣: ٤١٤ / ٦، ومصباح المتهجد: ٢٤٨، والتهذيب ٣: ٣ / ٣.

٣٧٥

[ ٩٦٢١ ] ٤ - وعن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّ يوم الجمعة سيّد الأيّام، يضاعف الله فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات، ويستجيب فيه الدعوات، وتكشف فيه الكربّات، وتقضي فيه الحوائج العظام، وهو يوم المزيد لله فيه عتقاء وطلقاء من النار، ما دعا به أحد من الناس وعرف حقّه وحرمته إلّا كان حقاً على الله عزّ وجلّ أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار، فإن مات في يومه أو ليلته مات شهيداً وبعث آمناً، وما استخفّ أحد بحرمته وضيّع حقه إلّا كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يصليه نار جهنّم إلّا أن يتوب.

ورواه المفيد في( المقنع) مرسلاً (١) .

ورواه الشيخ في( المصباح) عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر (٢) .

وروى الذي قبله مرسلاً.

[ ٩٦٢٢ ] ٥ - وعن أحمد بن مهرأنّ وعلي بن إبراهيم جميعاً، عن محمّد بن علي، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم، عن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) - في حديث طويل - قال: وأمّا اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال، وهو اليوم الذي هبط فيه الروح الأمين، وليس للمسلمين عيد كان أولى منه، عظّمه الله تبارك وتعالى وعظّمه محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، فأمره أن يجعله عيداً، فهو يوم الجمعة.

[ ٩٦٢٣ ] ٦ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن

____________________

٤ - الكافي ٣: ٤١٤ / ٥، والتهذيب ٣: ٢ / ٢.

(١) المقنعة: ٢٥.

(٢) مصباح المتهجد: ٢٣٠.

٥ - الكافي ١: ٤٠٠ / ٤.

٦ - الكافي ٣: ٤١٥ / ٨، والتهذيب ٣: ٣ / ٥.

٣٧٦

النعمان، عن عمر بن يزيد، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) ، قال: سئل عن يوم الجمعة وليلتها؟ فقال: ليلتها ليلة غراء، ويومها يوم زاهر(١) ، وليس على وجه الأرض يوم تغربّ فيه الشمس أكثر معافى من النار(٢) ، من مات يوم الجمعة عارفاً بحقّ هذا البيت( كتب له) (٣) براءة من النار وبراءة من العذاب القبر، ومن مات ليلة الجمعة أُعتق من النار.

ورواه الصدوق مرسلاً(٤) .

وكذا المفيد في( المقنعة) (٥) .

[ ٩٦٢٤ ] ٧ - وعنه، عن محمّد بن موسى، عن العبّاس بن معروف، عن ابن أبي نجران، عن عبدالله بن سنان، عن ابن أبي يعفور،( عن أبي حمزة) (٦) عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) ، قال: قال له رجل: كيف سميت الجمعة؟ قال: إنّ الله عزّ وجلّ جمع فيها خلقه لولاية محمّد ووصيّه في الميثاق فسمّاه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه.

[ ٩٦٢٥ ] ٨ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر( و) (٧) أبي عبدالله (عليهما‌السلام ) قال: ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم

____________________

(١) في التهذيب: أزهر « هامش المخطوط ».

(٢) في نسخة من التهذيب زيادة: منه هامش المخطوط.

(٣) في المصدرين: كتب الله له. وقد شطب المصنف على اسم الجلالة.

(٤) الفقيه ١: ٨٣ / ٣٧٦.

(٥) المقنعة: ٢٥.

٧ - الكافي ٣: ٤١٥ / ٧، والتهذيب ٣: ٣ / ٤.

(٦) ليس في التهذيب « هامش المخطوط ».

٨ - الكافي ٣: ٤١٥ / ١١، والتهذيب ٣: ٤ / ٧.

(٧) في المصدرين: أو.

٣٧٧

الجمعة، وإنّ كلام الطير فيه( إذا لقى) (١) بعضها بعضاً: سلام سلام، يوم صالح.

[ ٩٦٢٦ ] ٩ - وعن علي بن إبراهيم، عن أخيه إسحاق بن إبراهيم، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إذا ركدت الشمس عذّب الله أرواح المشركين بركود الشمس ساعةً، فإذا كان يوم الجمعة لا يكون للشمس ركود، رفع الله عنهم العذاب لفضل يوم الجمعة.

ورواه الصدوق مرسلاً، نحوه(٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٣) ، وكذا كلّ ما قبله إلّا حديث حمل مريم.

[ ٩٦٢٧ ] ١٠ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن داود بن سرحان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، في قول الله عزّ وجلّ:( وَشَاهِدٍ وَمَشهُودٍ ) (٤) قال: الشاهد يوم الجمعة.

[ ٩٦٢٨ ] ١١ - وبإسناده عن المعلّى بن خنيس، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من وافق منكم يوم الجمعة فلا يشتغلنّ بشيء غير العبادة، فإنّ فيه يغفر للعباد، وتنزل عليهم الرحمة.

ورواه المفيد في( المقنعة) مرسلاً (٥) .

____________________

(١) في المصدر: إذا التقى.

٩ - الكافي ٣: ٤١٦ / ١٤، ومصباح المتهجد: ٢٤٨.

(٢) الفقيه ١: ١٤٥ / ٦٧٥.

(٣) التهذيب: لم نعثر على الحديث.

١٠ الفقيه ١: ٢٧٢ / ١٢٤٢، مصباح المتهجد: ٢٤٨، معاني الأخبار: ٢٩٩.

(٤) البروج ٨٥: ٣.

١١ - الفقيه ١: ٢٧٢ / ١٢٤٣.

(٥) المقنعة: ٢٥.

٣٧٨

ورواه في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن عبدالله بن حماد، عن المعلّى بن خنيس(١) .

ورواه الشيخ في( المصباح) عن المعلّى بن خنيس (٢) ، والذي قبله مرسلاً، والذي قبلهما عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، مثله.

[ ٩٦٢٩ ] ١٢ - قال الصدوق: وخطب أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في الجمعة فقال: الحمد لله الوليّ الحميد - إلى أنّ قال -: ألا أنّ هذا اليوم يوم جعله الله لكم عيداً، وهو سيّد أيّامكم وأفضل أعيادكم، وقد أمركم الله في كتابه بالسعي فيه إلى ذكره، فلتعظم رغبتكم فيه، ولتخلص نيّتكم فيه، وأكثروا فيه التضرّع والدعاء ومسألة الرحمة والغفران، فإنّ الله عزّ وجلّ يستجيب لكلّ من دعاه، ويورد النار من عصاه وكلّ مستكبر عن عبادته، قال الله عزّ وجلّ:( ادعُونِي أَستَجِب لَكُم أنّ الَّذِينَ يَستَكِبرُونَ عَن عِبَادَتِي سَيَدخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (٣) ، وفيه ساعة مباركة لا يسأل الله عبد مؤمن فيها شيئاً إلّا أعطاه.

[ ٩٦٣٠ ] ١٣ - وبإسناده عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) ، أنّه قال: ليلة الجمعة ليلة غرّاء، ويومها يوم أزهر، ومن مات ليلة الجمعة كتب(٤) لهُ براءة من ضغطة القبر، ومن مات يوم الجمعة كتب لهُ براءة من النار.

[ ٩٦٣١ ] ١٤ - وبإسناده عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، في الرجل يريد أنّ يعمل شيئاً من الخير مثل الصدقة والصوم ونحو

____________________

(١) ثواب الأعمال: ٥٩ / ٣.

(٢) مصباح المتهجد: ٢٤٨.

١٢ - الفقيه ١: ٢٧٥ / ١٢٦٢.

(٣) غافر ٤٠: ٦٠.

١٣ - الفقيه ١: ٢٧٢ / ١٢٤٤، والمقنعة: ٢٥.

(٤) في المصدر زيادة: الله.

١٤ - الفقيه ١: ٢٧٢ / ١٢٤٥، وأورده في الحديث ٤ من الباب ٥ من أبواب الصوم المندوب.

٣٧٩

هذا، قال: يستحبّ أن يكون ذلك يوم الجمعة، فإنّ العمل يوم الجمعة يضاعف.

وفي( الخصال ): عن أحمد بن زياد، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير وعلي بن الحكم، عن هشام بن الحكم، مثله(١) .

[ ٩٦٣٢ ] ١٥ - وفي( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: الخير والشرّ يضاعف في يوم الجمعة.

[ ٩٦٣٣ ] ١٦ - وفي( الخصال) عن محمّد بن أحمد الوراق، عن علي بن محمّد مولى الرشيد، عن دارم بن قبيصة، عن الرضا، عن آبائه، عن النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: تقوم الساعة يوم الجمعة بين صلاة الظهر والعصر.

[ ٩٦٣٤ ] ١٧ - وعن الحسن بن علي بن محمّد العطار، عن محمّد بن أحمد بن مصعب، عن أحمد بن محمّد بن إسحاق الآملي، عن أحمد بن محمّد بن غالب، عن دينار، عن أنس، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: إنّ ليلة الجمعة ويوم الجمعة أربّع وعشرون ساعة، لله عزّ وجلّ في كلّ ساعة ست مائة ألف عتيق من النار.

[ ٩٦٣٥ ] ١٨ - وعن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن غير واحدٍ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: السبت لنا، والأحد لشيعتنا، والأثنين لأعدائنا، والثلثاء لبني أُميّة، والأربعاء يوم شربّ

____________________

(١) الخصال: ٣٩٢ / ٩٣.

١٥ - ثواب الأعمال: ١٧١ / ٢٢.

١٦ - الخصال: ٣٩٠ / ٨٤.

١٧ - الخصال: ٣٩٢ / ٩٢.

١٨ - الخصال: ٣٩٤ / ١٠١.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507