نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار7%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 507

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 507 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 300891 / تحميل: 8147
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

الناس فانما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه النور والهدى فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي »(١) .

ترجمته:

١ - ابن شاكر : « الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن على العلامة رضى الدين، أبو الفضائل القرشي العدوي العمري، المحدث الفقيه الحنفي اللغوي النحوي الصاغاني قال الدمياطي: كان شيخاً صالحاً صموتاً عن فضول الكلام، صدوقاً في الحديث، اماماً في اللغة والفقه والحديث، قرأت عليه وحضرت دفنه بداره »(٢) .

٢ - الذهبي : « وكان اليه المنتهى في معرفة اللغة، له مصنفات كبار في ذلك، وله بصر بالفقه والحديث مع الدين والامانة، توفى في شعبان وحمل الى مكة فدفن بها »(٣) .

٣ - ابن شحنة في حوادث سنة ٦٥٠: « وفيها توفى العلامة ابو الفضائل جار الله الحسن بن محمد الصاغاني الحنفي امام اللغة، وكان مولده سنة سبع وسبعين وخمسمائة، ومن مؤلفاته مجمع البحرين في اللغة اثنا عشر مجلداً والعباب عشرة ولم يكمل، والشوارد ومشارق الانوار في الحديث وشرح البخاري والمفصل وغير ذلك »(٤) .

٤ - اليافعي: « له بصر في الفقه والحديث مع الدين والامانة »(٥) .

____________________

(١). مشارق الانوار بشرح ابن الملك ٣ / ١٥٧.

(٢). فوات الوفيات ١ / ٣٥٨.

(٣). العبر ٥ / ٢٠٥.

(٤). روضة المناظر - هامش الكامل.

(٥).مرآة الجنان ٤ / ١٢١.

٣٨١

٥ - والسيوطي في ( بغية الوعاة ٢٢٧ ).

*(١٠٦)*

رواية ابن طلحة الشافعي

روى حديث الثقلين حيث قال: « وقد روى مسلم في صحيحه بسنده عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم الى زيد بن أرقم، فلما جلسنا اليه قال [ له ] حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت [ يا زيد ] خيراً كثيراً، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . قال: يا ابن أخي، لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فما حدثتكم فاقبلوه ومالا فلا تكلفونيه ثم قال: قام [ فينا ] رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد [ ألا ] يا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين [ الثقلين ] أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي [ أذكركم الله في أهل بيتي ] فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه بأهل بيته؟ قال: لا، أهل بيته من حرم الصدقة عليه بعده »(١) .

ترجمته:

ترجم له بكل اطراء في (مرآة الجنان ٤ / ١٢٨ ) و ( العبر ٥ / ٢١٣ ) و ( طبقات الاسنوى ٢ / ٥٠٣ ) و ( طبقات السبكى ٥ / ٢٦ ) و ( طبقات ابن

____________________

(١). مطالب السئول: ٨.

٣٨٢

قاضى شهبة ٢ / ٥٣ ) وغيرها.

كما عبر عنه الكنجي في ( كفاية الطالب ٢٣١ ) في حديث رواه عنه بـ « شيخنا حجة الاسلام شافعي الزمان » وهذا كاف في حقه.

والبدخشي في ( مفتاح النجا - مخطوط ) في ذكر أولاد الامام الحسنعليه‌السلام عند النقل عنه بـ « الشيخ العالم ».

واعتمد على أقواله محمد محبوب عالم في ( تفسير شاهى ) وهو الكتاب الذي يستند اليه ( الدهلوي ) وتلميذه في كتابيهما كما لا يخفى.

وقد ذكرنا نبذاً من شواهد اعتماده عليه في مجلد ( حديث التشبيه ).

*(١٠٧)*

رواية سبط ابن الجوزي

لقد روى حديث الثقلين وتكلم عليه بما يؤدي حقه وأثبت سنده وصححه وحققه(١) .

ترجمته:

ترجم له جماعة كبيرة من أعيان العلماء، ونقل عنه آخرون معتمدين عليه، منهم:

١ - الكنجي في ( كفاية الطالب ).

٢ - ابن خلكان في ( وفيات الاعيان ).

٣ - القطب البعلبكي في ( ذيل مرآة الزمان ).

٤ - أبو الفداء في ( المختصر ٣ / ٢٠٦ ).

٥ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر ٢ / ٢٨٦ ).

٦ - الذهبي في ( العبر ٥ / ٢٢٠ ).

____________________

(١). تذكرة خواص الامة: ٣٢٢ - ٣٢٣.

٣٨٣

٧ - الصفدي في ( الوافي بالوفيات ).

٨ - اليافعي في ( مرآة الجنان ٤ / ١٣٦ ).

٩ - ابن قاضى شهبة في ( طبقات الشافعية ٢ / ٦٦ ).

١٠ - السمهودي في ( جواهر العقدين - مخطوط ).

١١ - الداودي في ( طبقات المفسرين ٢ / ٢٨٣ ).

١٢ - الحلبي في ( السيرة ) حيث ينقل عنه.

١٣ - ابن حجر في ( لسان الميزان ٦ / ٣٣٨ ).

١٤ - ابن كثير في ( البداية والنهاية ١٣ / ١٩٤ ).

١٥ - الذهبي في ( ميزان الاعتدال ١٤ / ٤٧١ ).

١٦ - ابن تغرى بردي في ( النجوم الزاهرة ٧ / ٣٩ ).

١٧ - ابن العماد في ( شذرات الذهب ٥ / ٢٦٦ ).

*(١٠٨)*

رواية الكنجي الشافعي

روى حديث الثقلين عن الصحاح والمسانيد في باب جعله الاول من الكتاب وعنونه بـ ( في بيان صحة خطبته بماء يدعى خماً ).

ترجمته:

ترجم له في كثير من المصادر، ولقد ذكرنا له ترجمة بالتفصيل في بعض المجلدات.

*(١٠٩)*

رواية أبى الفتح الابيوردى

أخرج حديث الثقلين كما يظهر ذلك من عبارة السيوطي حيث قال: « الحديث الخامس والخمسون، أخرج الباوردي عن أبى سعيد، قال: قال

٣٨٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين، ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله سبب طرفه بأيديكم وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض »(١) .

وهكذا قال البدخشي في ( مفتاح النجا - مخطوط ).

ترجمته:

١ - الذهبي : « الامام المحدث الحافظ المفيد »(٢) .

٢ - الذهبي أيضاً: « والابيوردى - الحافظ زين الدين أبو الفتح محمد ابن أبي بكر الصوفي الشافعي. سمع وهو ابن أربعين سنة من كريمة وابن قميرة فمن بعدهما حتى كتب عن أصحاب محمد بن عماد، وشرع في المعجم وحرص وبالغ فما أفاق من الطلب الا والمنية قد فاجأته، وكان ذا دين وورع، توفي بخانكاه سعيد السعداء في جمادى الاولى وله شعر »(٣) .

٣ - السيوطي : « الابيوردى الامام المحدث الحافظ المفيد زين الدين أبو الفتح، محمد بن محمد بن أبي بكر الصوفي الشافعي نزيل القاهرة، ولد سنة ٦٠١ وطلب الحديث كهلا، فسمع من السخاوي والضياء الحافظ، وكان من أهل الدين والصلاح وله فهم ويقظة، خرج معجمه، ومات في حادي عشر جمادى الاولى سنة ٦٦٧ »(٤) .

٤ - السيوطي أيضاً: « الامام المحدث الحافظ زين الدين »(٥) .

____________________

(١). احياء الميت: ٣٠.

(٢). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٧٦.

(٣). العبر حوادث - ٦٦٧.

(٤). طبقات الحفاظ: ٥١١.

(٥). حسن المحاضرة ١ / ٣٠٦.

٣٨٥

*(١١٠)*

رواية أبى زكريا النووي

روى حديث الثقلين في ترجمة الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام وبيان فضائله. فقال: « و في صحيح مسلم أيضاً عن زيد بن أرقم في جملة حديث طويل قال:

قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتى [ يأتينى ] رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله تعالى فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي [ أذكركم الله في أهل بيتي ]. فقيل: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعد [ ه‍ ] قال: ومن هم؟ قال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس »(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ) مفصلا نقتطف منها جملا. قال: « النواوي - الامام الحافظ الاوحد القدوة شيخ الاسلام علم الاولياء محيي الدين، أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي، صاحب التصانيف النافعة ولازم الاشتغال والتصنيف ونشر العلم والعبادة والاوراد، والصيام والذكر والصبر على المعيشة الخشنة في المأكل والملبس كلية لا مزيد عليها، ملبسه ثوب خام وعمامته سبجانية صغيرة، تخرج به جماعة من العلماء منهم: الخطيب الصدر سليمان الجعفري،

____________________

(١). تهذيب الاسماء واللغات ١ / ٣٤٧.

٣٨٦

وشهاب الدين أحمد بن جعوان، وشهاب الدين الاربدي، وعلاء الدين ابن العطار، وحدث عنه ابن أبى الفتح، والمزي، وابن العطار فمن تصانيفه: شرح صحيح مسلم ورياض الصالحين والاذكار والاربعين والارشاد في علوم الحديث والتقريب مختصره وكتاب المهمات وتحرير الالفاظ والعمدة وتصحيح النسبة والايضاح والمناسك مجلد. وله ثلاثة مناسك سواه، والتبيان في آداب حملة القرآن والروضة وقال الشيخ شمس الدين بن الفخر الحنبلي: كان اماماً بارعاً حافظاً متقناً».

٢ - السيوطي : « النووي الامام الفقيه الحافظ الاوحد القدوة، شيخ الاسلام علم الاولياء كان اماماً بارعاً حافظاً متقناً، أتقن علوماً شتى، وبارك الله في علمه وتصانيفه لحسن قصده، وكان شديد الورع والزهد، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، تهابه الملوك، تاركاً لجميع ملاذ الدنيا أفرزت ترجمته بالتأليف »(١) .

وانظر: (مرآة الجنان ٤ / ١٨٢ ) و (تتمة المختصر ٢ / ٣٢٢ ) و (النجوم الزاهرة ٧ / ٢٧٨ ) و (طبقات الاسنوي ٢ / ٤٧٦ ) و ( طبقات السبكى ٥ / ١٦٥ ) وغيرها.

*(١١١)*

رواية محب الدين الطبري

روى حديث الثقلين حيث قال: « الباب الخامس في فضل أهل البيت والحث على التمسك بهم وبكتاب الله عز وجل والخلف فيهما [ بخير ]: عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا

____________________

(١). طبقات الحفاظ: ٥١٠.

٣٨٧

علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.أخرجه الترمذي. وقال: حديث غريب.

و عنه قال: قام فينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد يا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي فأجيبه، واني تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله عز وجل وخذوا به، وحث عليه ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي، ثلاث مرات. فقيل لزيد: من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة عليهم، قيل: ومن هم؟ قال: هم آل جعفر وآل علي وآل عقيل وآل العباس. قيل: أكل هؤلاء قد حرم عليهم الصدقة؟ قال: نعم. أخرجه مسلم.

و عند أحمد بمعناه من حديث أبي سعيد ولفظه أنه قال: اني أوشك أن أدعى فأجيب، واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي، ان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بما تخلفوني فيهما »(١) .

ترجمته:

وتوجد ترجمة محب الدين الطبري في كثير من المصادر المعتبرة، منها:

١ - تذكرة الحفاظ ( ٤ / ١٤٧٤ ).

٢ - العبر ( ٥ / ٣٨٢ ).

٣ - النجوم الزاهرة ( ٨ / ٧٤ ).

٤ - البداية والنهاية ( ١٣ / ٣٤٠ ).

٥ - طبقات السبكى ( ٥ / ٨ ).

____________________

(١). ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى: ١٦.

٣٨٨

٦ - طبقات الاسنوي ( ٢ / ١٧٩ ).

٧ - الوافي بالوفيات ( ٧ / ١٣٥ ).

٨ - طبقات الحفاظ (٥١٠).

٩ - مرآة الجنان ( ٤ / ٢٢٤ ).

١٠ - تتمة المختصر ( ٢ / ٣٤٣ ).

١١ - دول الاسلام ( ٢ / ١٥٣ ).

*(١١٢)*

رواية النظام الاعرج

روى حديث الثقلين في تفسيره بتفسير قوله تعالى( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) قال ما نصه: « وعن أبي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله حبل متين ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي »(١) .

ترجمته:

ترجم له كبار العلماء، وقد ذكرنا ترجمته والكلام على اعتبار تفسيره واعتماد أبناء السنة عليه، في مجلد ( حديث الغدير ).

*(١١٣)*

اثبات سعيد الدين محمد بن أحمد الفرغاني

فقد قال في الشرح الفارسي لـ [ تائية ابن الفارض ] بشرح قوله:

وأوضح بالتأويل ما كان مشكلا

علي بعلم ناله بالوصية:

« لقد وضح وشرح علي ما كان مشكلا ومخفياً من القرآن والسنة لغيره

____________________

(١).غرائب القرآن ١ / ٣٤٩.

٣٨٩

من الصحابة، وبالاخص عمر، ولذلك قال « لولا عليّ لهلك عمر ». ولقد كان بيانه لتلك المشكلات بعلم ورثه من المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بالاضافة الى الوصية حيثقال: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاثاً - وقال أيضاً: أنت منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. معقوله: أنا مدينة العلم وعليّ بابها ».

ترجمته:

١ - الذهبي في ( العبر في خبر من غبر - وفيات سنة ٦٩٩ ).

٢ - والجامى في ( نفحات الانس ٥٥٩ ).

٣ - والكفوى في ( كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار ).

ولقد أوردنا ترجمته مفصلة في مجلد ( حديث مدينة العلم ).

*(١١٤)*

رواية محمد بن مكرم الانصاري الافريقي

روى حديث الثقلين في كتابه ( لسان العرب ) كما تقدم في تخريج رواية ابن اسحاق والازهري.

وقال أيضاً في مادة « حبل » نقلا عن الازهري ما نصه: « وفي حديث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أوصيكم بكتاب الله وعترتي، أحدهما أعظم من الاخر، وهو كتاب الله، حبل ممدود من السماء الى الارض - أي نور ممدود. قال أبو منصور: في هذا الحديث اتصال كتاب الله عز وجل وان كان يبقى في الارض وينسخ ويكتب، ومعنى الحبل الممدود نور هداه، والعرب تشبه النور الممتد بالحبل والخيط. قال الله تعالى( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) ، يعنى نور الصبح من ظلمة الليل، فالخيط الابيض

٣٩٠

هو نور الصبح اذا تبين للابصار وانفلق. والخيط الاسود دونه في الإنارة لغلبة سواد الليل عليه، ولذلك نعت بالاسود ونعت الاخر بالابيض، والخيط والحبل قريبان من السواد. وفي حديث آخر: وهو حبل الله المتين، أي نور هداه، وقيل عهده وامانه الذي يؤمن من العذاب، والحبل العهد والميثاق »(١) .

ترجمته:

١ - الصفدي : « محمد بن مكرم - بتشديد الراء - ابن علي بن احمد الانصاري الرويفعي الافريقي ثم المصري، القاضي جمال الدين أبو الفضل، من ولد رويفع بن ثابت الصحابي. ولد أول سنة ثلاثين، وسمع من يوسف ابن الخيلي وعبد الرحمن بن الطفيل ومرتضى بن حاتم وابن المقير وطائفة، وتفرد وعمر وكبر وأكثروا عنه، وكان فاضلا، وعنده تشيع بلا رفض، مات في شعبان سنة احدى عشرة وسبعمائة »(٢) .

٢ - وابن شاكر الكتبي في ( فوات الوفيات ٤ / ٣٩ ).

٣ - ابن حجر العسقلاني: « عمر وكبر وحدث فأكثروا عنه، وكان مغرى باختصار كتب الأدب المطولة، اختصر الأغاني والعقد والذخيرة ونشوار المحاضرة ومفردات ابن البيطار والتواريخ الكبار، وكان لا يمل من ذلك. قال الصفدي: لا أعرف في الادب وغيره كتاباً مطولا الا وقد اختصره. قال: أخبرني ولده قطب الدين أنه ترك بخطه خمسمائة مجلدة. ويقال: ان الكتب التي علقها بخطه من مختصراته خمسمائة مجلدة.

قلت: وجمع في اللغة كتاباً سماه ( لسان العرب ) جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح والجمهرة والنهاية وحاشية الصحاح، وجوده ما شاء ورتبه ترتيب الصحاح، وهو كبير. وخدم في ديوان الانشاء طول عمره، وولي قضاء

____________________

(١). لسان العرب ١١ / ١٣٧.

(٢). الوافي بالوفيات ٥ / ٥٤.

٣٩١

طرابلس، وكان عنده تشيع بلا رفض »(١) .

٤ - الجلال السيوطي : « وكان رئيساً فاضلا في الادب مليح الانشاء، روى عنه السبكي والذهبي. وقال: تفرد بالعوالي، وكان عارفاً بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة »(٢) .

*(١١٥)*

رواية الحموئى

روى حديث الثقلين بسنده عن زيد بن أرقم قال: « قام فينا ذات يوم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس، انما ( فانما - ظ ) انا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي فأجيبه، واني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به، فحث على كتاب الله عز وجل ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاث مرات. فقال له حصين يا زيد من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى ان نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: آل عليّ وآل جعفر وآل عباس وآل عقيل، فقال: كل هؤلاء يحرم الصدقة؟ قال: نعم »(٣) .

و روى عنه أيضاً بسنده فقال: « خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال: ألا قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما كتاب الله عز وجل من تبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة، ثم أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاث مرات. قلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، أهل بيته

____________________

(١). الدرر الكامنة ٤ / ٢٦٢.

(٢). بغية الوعاة ١٠٦ - ١٠٧.

(٣). فرائد السمطين ٢ / ٢٦٨.

٣٩٢

عصبته الذين حرموا الصدقة بعده، آل علي وآل العباس وآل جعفر وآل عقيل »(١) .

و روى بسنده « عن أبي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اني أوشك أن أدعى فأجيب، واني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير أخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا ما تخلفوني فيهما »(٢) . وروى بسند -. فيه الحكيم الترمذي - « عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما صدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع خطب، قال: أيها الناس انه قد نبأني اللطيف الخبير انه لم يعمر نبى الا مثل نصف عمر الذي يليه من قبل، واني أظن أني موشك أن أدعى فأجيب، واني فرطكم على الحوض، واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الاكبر كتاب الله، طرف بيد الله وطرف بأيديكم، فاستمسكوا ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٣) .

ترجمته:

١ - الذهبي في ( العبر في خبر من غبر - وفيات سنة ٧٢٢ ).

٢ - وجمال الدين الاسنوى في ( طبقات الشافعية ).

وقد أكثر النقل عنه جماعة من العلماء منهم:

١ - الزرندي في ( نظم درر السمطين ).

٢ - نور الدين السمهودي في ( جواهر العقدين ).

____________________

(١). فرائد السمطين ٢ / ٢٥٠.

(٢). فرائد السمطين ٢ / ٢٧٢.

(٣). المصدر نفسه ٢٧٤.

٣٩٣

*(١١٦)*

رواية نجم الدين القمولي

روى حديث الثقلين بتفسير قوله تعالى( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) فقال: « والثقل: الامر العظيم، قالعليه‌السلام : انّي تارك فيكم الثقلين »(١) .

ترجمته:

١ - الاسنوى : « الشيخ نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي الحرم المكي القمولي، تسربل بسربال الورع والتقوى، وتعلق بأسباب الرقي فارتقى، وخاض مع الأولياء فركب في فلكهم ولزمهم حتى انتظم في سلكهم. كان اماماً في الفقه، عارفاً بالاصول والعربية، صالحاً سليم الصدر، كثير التلاوة متواضعاً متودداً كريماً كثير المروءة. شرح ( الوسيط ) شرحاً مطولا، أقرب تناولا من شرح ابن الرفعة وان كان كثير الاستمداد منه، وأكثر فروعاً منه أيضاً، بل لا أعلم كتاباً في المذهب أكثر مسائل منه، وسماه البحر المحيط في شرح الوسيط، ثم لخص أحكامه خاصة كتلخيص الروضة من الرافعي سماه جواهر البحر، وشرح مقدمة ابن الحاجب في النحو شرح مطولا، وشرح الاسماء الحسنى في مجلد، وأكمل تفسير ابن الخطيب، تولى تدريس الفخرية بالقاهرة ونيابة الحكم بها، وتدريس الفائزية بمصر »(٢) .

٢ - ابن قاضى شهبة : « الشيخ العلامة نجم الدين أبو العباس القمولي المصري، اشتغل الى أن برع، ودرس وأفتى وصنف. قال السبكي في الطبقات الكبرى: كان من الفقهاء المشهورين والصلحاء المتورعين وكان الشيخ صدر الدين ابن الوكيل يقول فيما نقل لنا عنه: ليس بمصر أفقه من القمولي. وقال الكمال جعفر الادفوي قال: لي أربعين سنة أحكم ما وقع

____________________

(١). تفسير الرازي.

(٢). طبقات الشافعية ٢ / ٣٣٢.

٣٩٤

لي حكم خطأ ولا مكتوب فيه خلل مني، وكان مع جلالته في الفقه عارفاً بالنحو والتفسير ...»(١) .

٣ - وابن حجر العسقلاني بمثل ما تقدم(٢) .

٤ - الجلال السيوطي : « قال الادفوي: كان من الفقهاء الافاضل والعلماء المتقدمين والصلحاء المتورعين »(٣) .

٥ - الجلال السيوطي أيضاً في ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية: « كان اماماً في الفقه، عارفاً بالاصول والعربية، صالحاً متواضعاً »(٤) .

٦ - والداودي باعتبار أنه مفسر، لأنه كمل تفسير الفخر الرازي(٥) .

*(١١٧)*

رواية فخر الدين الهانسوى

روى حديث الثقلين في كتابه ( دستور الحقائق )، فقد قال ملك العلماء الدولت آبادي ما نصه: « وفي دستور الحقائق للامام فخر الدين الهانسوي ما روي عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم - وهو اسم موضع بين مكة والمدينة - فأمر أن يجمع رحال الابل، فجعلها كالمنبر فصعد عليها وقال: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي »(٦) .

____________________

(١). طبقات الشافعية ٣ / ١٠٧.

(٢). الدرر الكامنة ١ / ٣٢٤.

(٣). بغية الوعاة: ١٦٨.

(٤). حسن المحاضرة ١ / ٤٢٤.

(٥). طبقات المفسرين ١ / ٨٧.

(٦). هداية السعداء - مخطوط.

٣٩٥

ترجمته:

ترجم له كبار العلماء ورجال التاريخ، وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في مجلد ( حديث الطير ).

*(١١٨)*

رواية علاء الدين الخازن

روى حديث الثقلين في تفسيره بتفسير قوله تعالى:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) فقال:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) ، أي تمسكوا بحبل الله، والحبل هو السبب الذي يتوصل به الى البغية، وسمي الامان حبلا لانه سبب يتوصل به الى زوال الخوف، وقيل: حبل الله هو السبب الذي به يتوصل اليه. فعلى هذا اختلفوا في معاني الاية، فقال ابن عباس: معناه تمسكوا بدين الله، لانه سبب يوصل اليه. وقيل: حبل الله هو القرآن، لانه أيضاً سبب يوصل اليه. و في أفراد مسلم من حديث زيد بن أرقم أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ألا وانّي تارك فيكم ثقلين، أحدهما كتاب الله هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة - الحديث »(١) .

و قال في تفسير آية المودة: « م عن زيد بن ارقم ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين: من أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرمت عليه الصدقة بعده. قال: ومن هم؟

____________________

(١). لباب التأويل ١ / ٣٢٨.

٣٩٦

قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس »(١) .

وقال في تفسير قوله تعالى( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) : « وأراد بالثقلين الانس والجن، سميا ثقلين لانهما ثقلا الارض أحياءاً وأمواتاً، وقيل: كل شيء له قدر ووزن ينافس فيه فهو ثقل، ومنه قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي. فجعلهما ثقلين اعظاماً لقدرهما »(٢) .

ترجمته:

١ - ابن حجر العسقلاني: « اشتغل كثيراً، وجمع تفسيراً كبيراً سماه ( لباب التأويل لمعالم التنزيل ) وشرح ( العمدة )، وهو الذي صنف ( مقبول المنقول ) في عشر مجلدات، جمع فيه بين مسند الشافعي وأحمد والستة والموطأ والدارقطني فصارت عشرة كتب، رتبها على الابواب، وجمع سيرة نبوية مطولة، وكان حسن التحبب والبشر والتودد »(٣) .

٢ - واعتمد احمد بن عبد القادر العجيلي على تفسير الخازن في كتابه ( ذخيرة المآل ) معبراً عنه بـ « الامام ».

٣ - وكذاالشبلنجي في كتابه ( نور الابصار ) في مواضع منه.

٤ - وذكر الكاتب الجلبي القسطنطينى تفسيره في ( كشف الظنون ١٥٤٠ ).

هذا ومن الجدير بالذكر أن الخازن هذا من جملة شيوخ مشايخ ( ولي الدين الدهلوي. والد الدهلوي ) السبعة، الذين يفتخر ويتباهى باتصال سنده بهم، ويصرح بأنهم من الائمة الاعلام، والمشايخ المشهورين في الحرمين،

____________________

(١). الباب التأويل ٦ / ١٠٢.

(٢). لباب التأويل ٧ / ٦.

(٣). الدرر الكامنة ٣ / ٧٩.

٣٩٧

المجمع على فضلهم من بين الخافقين.

*(١١٩)*

رواية الخطيب التبريزي

روى حديث الثقلين فقال: « وعن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه قال: قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، وفي رواية: كتاب الله هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة. رواه مسلم »(١) .

و قال فيه: « عن جابررضي‌الله‌عنه قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب، فسمعته يقول: يا أيها الناس اني تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي. رواه الترمذي.

عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن ضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الاخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. رواه الترمذي »(٢) .

____________________

(١). مشكاة المصابيح ٣ / ٢٥٥.

(٢). مشكاة المصابيح ٣ / ٢٥٨.

٣٩٨

ترجمته:

ترجم له وأثنى على ( مشكاته ) كبار علماء الرجال وأئمة الحديث، وقد ذكرنا بعض ذلك في مجلد ( حديث الطير ).

*(١٢٠)*

رواية ابى الحجاج المزي

روى حديث الثقلين بطرق عديدة وألفاظ مختلفة في كتابه ( تحفة الاشراف بمعرفة الاطراف ) عن الترمذي ومسلم والنسائي.

فقال في مسند جابر تحت عنوان: « جعفر بن محمد بن علي الهاشمي الصادق عن ابيه محمد بن علي عن جابر:

حديث ت: رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته في عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب. الحديث ت في المناقب عن نصر بن عبد الرحمن الكوفي عن زيد بن الحسن عنه به وقال: حسن غريب ».

و قال في مسند زيد بن أرقم: « حبيب بن أبي ثابت الاسدي الكوفي عن زيد بن أرقم حديث ت: اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا. الحديث ت في المناقب عن علي بن المنذر عن ابن فضيل عن الاعمش عنه به. وعن عطية عن ابى سعيد به. وقال: حسن غريب ».

و قال فيه: « عامر بن واثلة أبو الطفيل الليثي الكناني، وله رؤية، عن زيد بن أرقم: حديث ت س: من كنت مولاه فعليّ مولاه. ت في المناقب عن محمد بن يسار عن غندر عن شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبى سريحة أو زيد بن أرقم - شك شعبة - فذكره وقال: حسن غريب. س فيه عن محمد بن مثنى عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم به - أتم من الاول - لما رجع ونزل غدير خم الحديث ».

وقال فيه: « يزيد بن حيان التيمي الكوفي عن أبي حيان التيمي عن

٣٩٩

زيد بن أرقم. حديث م س: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم الى زيد بن أرقم قال له حصين: يا زيد لقد رأيت خيراً كثيراً، رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - الحديث بطوله - وفيه: انّي تارك فيكم الثقلين. م في الفضائل عن زهير بن حرب وشجاع بن مخلد كلاهما عن اسماعيل بن علية. وعن ابى بكر ابن ابى شيبة عن محمد بن فضيل وعن اسحاق بن ابراهيم عن جرير، ثلاثتهم عن ابى حيان التيمي وعن محمد بن بكار عن حسان بن ابراهيم عن سعيد بن مسروق كلاهما عنه به. س في المناقب عن زكريا بن يحيى السجزى عن إسحاق ابن ابراهيم به ».

و قال فيه في مسند أبي سعيد الخدري تحت عنوان سليمان بن مهران الاعمش عن عطية عن ابى سعيد: « حديث ت انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي الحديث في ترجمة حبيب بن ابى ثابت عن زيد بن أرقم ».

ترجمته:

١ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٩٦ ) و ( تذهيب التذهيب - مخطوط ) وغيرهما.

٢ - وابن الوردي في ( تتمة المختصر ٢ / ٤٧٤ ).

٣ - وتاج الدين السبكى في ( طبقات الشافعية ).

٤ - وجمال الدين الاسنوى في ( طبقات الشافعية ٢ / ٤٦٤ ).

٥ - وابن قاضى شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٩٩ ).

٦ - وابن تغرى بردي في ( النجوم الزاهرة ٩ / ٢٧١ ).

٧ - وابن حجر العسقلاني في ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ١ / ١٥٤ ).

٨ - وابن الشحنة في ( روضة المناظر في تاريخ الاوائل والاواخر - حوادث سنة ٧٤٢ ).

٤٠٠

٩ - والجلال السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٥١٧ ).

١٠ - والشوكانى في ( البذر الطالع لمحاسن من بعد القرن السابع ٢ / ٣٥٢ ).

وهنا نكتفي بما ذكره الشوكاني، وهذا نصه:

« يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزاهر الحلبي الاصل المزي، أبو الحجاج جمال الدين، الامام الكبير الحافظ، صاحب التصانيف. ولد في ربيع الآخر سنة ٦٥٤ وطلب فأكثر عن أحمد بن أبي الخير ومسلم بن علان والفخر بن البخاري ونحوهم من أصحاب ابن طبرزد والكندي، وسمع الكتب الطوال والاجزاء، ومشايخه نحو ألف شيخ، ومن مشايخه النووي، وأسمع بالشام والحرمين ومصر وحلب والاسكندرية وغيرها.

وأتقن اللغة والتصريف، وتبحر في الحديث، ودرس بمدارس منها دار الحديث الاشرفية، ولما ولي تدريسها قال ابن تيمية: لم يلها من حين بنيت الى الان أحق بشرط الواقف منه. قال الذهبي: ما رأيت أحداً في هذا الشأن أحفظ منه.

ومن مصنفاته ( تهذيب الكمال )، اشتهر في زمانه وحدث به خمس مرات، و ( كتاب الاطراف ) وهو كتاب مفيد جداً.

وقد أخذ عنه الاكابر وترجموا له وعظموه جداً. قال ابن سيد الناس في ترجمته: انه أحفظ الناس للتراجم وأعلمهم بالرواة الاعارب والاعاجم. وأطال الثناء عليه ووصفه بأوصاف ضخمة وقال: انه في اللغة امام، وله في الفرائض معرفة والمام.

وقال الصفدي: سمعنا صحيح مسلم على السيد المنبجي وهو حاضر، فكان يرد على القارئ فيقول القارئ: ما عندي الا ما قرأت، فيوافق المزي بعض من حضر ممن بيده نسخة، اما بأن يوجد فيها كما قال أو يوجد مظننا عليه أو في الحاشية، ولما كثر منه ذلك قلت له: ما النسخة الصحيحة

٤٠١

الا أنت. قال: ولم أر بعد أبي حيان مثله في العربية مثله خصوصاً التصريف، ولم يكن مع توسعه في معرفة الرجال يستحضر تراجم غير المحدثين، لا من الملوك ولا من الوزراء والقضاة والأدباء.

وقال الذهبي: كان خاتم الحفاظ، وناقد الأسانيد والألفاظ، وهو صاحب معضلاتنا ومرجع مشكلاتنا. قال: وفيه حياء وكرم وسكينة واحتمال وقناعة، وترك للتجمل وانجماع عن الناس، ومات يوم السبت ثاني عشر صفر سنة ٧٤٤ ».

*(١٢١)*

اثبات شرف الدين الطيبي

أثبت حديث الثقلين في ( شرح المشكاة ) حيث قال:

« السادس زيد، قوله الثقلين، الثقل المتاع المحمول على الدابة، وانما قيل للانس والجن الثقلان لأنهما قطان الأرض فكأنهما ثقلاها. وقد شبه بها الكتاب والعترة لان الدين يستصلح بهما ويعمر كما عمرت الدنيا بالثقلين. وقيل: سماهما ثقلين لان الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل، وقيل: في تفسيره قوله تعالى:( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ) أي أوامر الله ونواهيه، لأنه لا تؤدى الا بتكليف ما ثقيل. وقيل قولا ثقيلا: أي له وزن. وسمي الجن والانس ثقلين لأنهما فضلا بالتمييز على سائر الحيوان، وكل شيء له وزن وقدر يتنافس فيه فهو ثقل. قوله « أذكركم الله في أهل بيتي » أي أحذركم الله في شأن أهل بيتي وأقول لكم لا تؤذوهم واحفظوهم، والتذكير بمعنى الوعظ، يدل عليه قوله « ووعظ وذكر ».

وقال فيه أيضاً: « الفصل الثاني - الاول جابر، قوله « وعترتي أهل بيتي » عترة الرجل أهل بيته ورهطه الأدنون، ولاستعمالهم العترة على أنحاء كثيرة بينها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليعلم أنه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه.

٤٠٢

الثاني زيد، قوله « ما ان تمسكتم به » ما الموصولة، والجملة الشرطية صلتها، وإمساك الشيء التعلق به وحفظه، قال تعالى:( وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ ) . واستمسك الشيء: إذا تحرى الإمساك به، ولهذا لما ذكر التمسك عقبه بالمتمسك به صريحاً، وهو الحبل في قوله « كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض »، وفيه تلويح الى معنى قوله تعالى:( وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ ) . والتمسك بالعترة: محبتهم والاهتداء بهديهم وسيرتهم.

و قوله « انّي تارك فيكم » إشارة الى أنهما بمنزلة التوأمين الخلفين عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنه يوصي الامة بحسن المعاشرة معهما وايثار حقهما على أنفسهم، كما يوصي الأب المشفق لأولاده. ويعضده الحديث السابق في الفصل الاول « أذكركم الله في أهل بيتي »، كما يقول الأب المشفق: الله الله في حق اولادي. ومعنى كون أحدهما أعظم من الآخر: ان القرآن مؤساة للعترة، وعليهم الاقتداء به، وهم أولى الناس بالعمل بما فيه.

ولعل السرفي هذه الوصية والاقتران بالقرآن إيجاب محبتهم، لقوله تعالى( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) فانه تعالى جعل شكر انعامه وإحسانه بالقرآن منوطاً بمحبتهم على سبيل الحصر، وكأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوصي الامة بقيام الشكر وقيد تلك النعمة به ويحذرهم عن الكفران، فمن قام بالوصية وشكر تلك الصنيعة بحسن الخلافة بينهما لن يتفرقا، فلا يفارقانه في مواطن القيامة ومشاهدها حتى يردا الحوض فيشكرا صنيعه عند رسول الله، فحينئذ هو بنفسه يكافيه والله يجازيه الجزاء الأوفى، ومن أضاع الوصية وكفر النعمة فحكمه بالعكس.

وعلى هذا التأويل حسن موقع قوله « أنظروا كيف تخلفوني فيهما »، والنظر بمعنى التأمل والتفكر، أي تفكروا واستعملوا الروية في استخلافى إياكم، هل تكونون خلف صدق أو خلف سوء. وان استغربت قولي لا يفارقانه في مواقف الحشر حتى يردا علي الحوض تمسكت بما ورد عن

٤٠٣

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « اقرأوا الزهراوين - الى قوله - يحاجان عن صاحبهما ». وان استبعدت قولي أنشدت لك قول الأعشى »(١) .

ترجمته:

١ - ابن حجر العسقلاني: « الحسن بن محمد بن عبد الله الطيبي، الامام المشهور، صاحب شرح المشكاة وغيره. قرأت بخط بعض الفضلاء: كان ذا ثروة من الإرث والتجارة، فلم يزل ينفق ذلك في وجوه الخيرات الى أن كان في آخر عمره فقيراً. قال: وكان كريماً متواضعاً حسن المعتقد، شديد الرد على الفلاسفة والمبتدعة، مظهراً فضائحهم مع استيلائهم في بلاد المسلمين حينئذ، شديد الحب لله ولرسوله، كثير الحياء ملازماً لاشغال الطلبة في العلوم الإسلامية بغير طمع، بل يجديهم ويعينهم ويعير الكتب النفيسة لأهل بلده وغيرهم من أهل البلدان من يعرف ومن لا يعرف، محباً لمن عرف منه تعظيم الشريعة، مقبلا على نشر العلم، آية في استخراج الدقائق من القرآن والسنن. شرح الكشاف شرحاً كبيراً وصنف في المعاني والبيان التبيان وشرحه، وأمر بعض تلامذته باختصار المصابيح على طريقة نهجها له وسماه المشكاة وشرحها هو شرحا حافلا، ثم شرع في جمع كتاب في التفسير وعقد مجلساً عظيماً لقراءة كتاب البخاري »(٢) .

٢ - الجلال السيوطي : « الامام المشهور العلامة في المعقول والعربية والمعاني والبيان، قال ابن حجر: كان آية »(٣) .

٣ - والشمس الداودي بمثل ما تقدم(٤) .

٤ - الشوكانى : « الامام المشهور، صاحب شرح المشكاة وحاشية

____________________

(١). الكاشف في شرح المشكاة - مخطوط.

(٢). الدرر الكامنة ٢ / ٦٨.

(٣). بغية الوعاة ٢٢٨.

(٤). طبقات المفسرين ١ / ١٤٣.

٤٠٤

الكشاف وغيرهما له اقبال على استخراج الدقائق من الكتاب والسنة، وحاشيته على الكشاف هي أنفس حواشيه على الإطلاق، مع ما فيها من الكلام على الأحاديث في بعض الحالات إذا اقتضى ذلك على طريقة المحدثين، مما يدل على ارتفاع طبقته في علمي المعقول والمنقول »(١) .

٥ - القنوجى : « امام مشهور وعالم مبرور »(٢) .

*(١٢٢)*

اثبات شمس الدين الخلخالى

أثبت حديث الثقلين حيث قال: « قوله بماء يدعى خماً » أي سمي ذلك الماء خماً، بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم. قوله « يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيب » أخبر النبيعليه‌السلام الناس عن وفاته « الثقلين » قال في شرح السنة: قيل سماهما ثقلين لان الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل، لان الكتاب عظيم القدر والعمل بمقتضاه ثقيل، وكذا محافظة اهل بيته واحترامهم وانقيادكم لهم إذا كانوا خلفاء بعدي »(٣) .

وقال فيه: « قوله: على ناقته القصوى »، قيل انها ناقة تلقب بالجدعاء وتارة بالعضباء وأخرى بالقصوى على حسب ما خيل للناظرين. قوله « كتاب الله وعترتي »، بيان « ما » في ما أخذتم به أو بدل، و « أهل بيتي » بيان عترتي. يريد بأهل بيتي نسله وعصابته الأدنين وأزواجه. و قوله « من السماء الى الأرض » المراد من السماء الربوبية وبالأرض الخلق. و « لن يتفرقا » أي كتاب الله وعترتي »(٤) .

____________________

(١). البدر الطالع ١ / ٢٢٩.

(٢). التاج المكلل: ٣٧٣.

(٣). المفاتيح في شرح المصابيح - مخطوط.

(٤). المفاتيح في شرح المصابيح - مخطوط.

٤٠٥

ترجمته:

١ - الاسنوى : « كان اماماً في العلوم النقلية والعقلية ذا تصانيف كثيرة مشهورة، منها ( شرح المصابيح ) و ( مختصر ابن الحاجب ) و ( المفتاح ) و ( التلخيص في علم البيان ) وصنف أيضاً في المنطق »(١) .

٢ - وابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ٣ / ٨٧ ).

٣ - والجلال السيوطي في ( بغية الوعاة ١٠٦ ).

٤ - وابن حجر العسقلاني في ( الدرر الكامنة ٤ / ٢٦٠ ) بمثل ما تقدم.

*(١٢٣)*

تصحيح شمس الدين الذهبي

قال الشيخاني القادري ما نصه: « وأخرج ابو عوانة عن ابى الطفيل عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه قال: لما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم [ أمر بدوحات ] فقممن، ثم قال: كأنى قد دعيت فأجبت، وانّي قد تركت فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: ان الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد عليرضي‌الله‌عنه فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت لزيد: سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: ما كان في الدوحات أحد الا رآه بعينه وسمعه بأذنه. قال الحافظ الذهبي: هذا حديث صحيح »(٢) .

أقول: ووافق الحاكم على تصحيحه في ( تلخيص المستدرك ٣ / ١٠٩ ).

____________________

(١). طبقات الشافعية ١ / ٥٠٥.

(٢). الصراط السوى - مخطوط.

٤٠٦

ترجمته:

١ - ابن شاكر الكتبي في ( فوات الوفيات ٣ / ٣١٥ ).

٢ - وتاج الدين السبكى في ( طبقات الشافعية ٥ / ٢١٦ ).

٣ - وجمال الدين الاسنوى في ( طبقات الشافعية ١ / ٥٥٨ ).

٤ - وابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ٢ / ٧٢ ).

٥ - وابن حجر العسقلاني في ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ٤ / ٤٢٦ ).

٦ - والجلال السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٥١٧ ).

٧ - وغياث الدين المدعو خواندمير في ( حبيب السير ).

٨ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ) و ( التحفة ).

٩ - والقنوجى في ( التاج المكلل ٤١٣ ).

ونكتفي هنا بما ذكرهالشوكانى وهذا نصه: « محمد بن أحمد بن عثمان ابن قايماز بن عبد الله التركماني الأصل، الفارقي ثم الدمشقي، أبو عبد الله شمس الدين الذهبي، الحافظ الكبير المؤرخ، صاحب التصانيف السائرة في الأقطار، ولد ثالث شهر ربيع الآخر سنة ٦٧٣، وأجاز له في سنة مولده جماعة بعناية أخيه من الرضاع، وطلب بنفسه بعد سنة ٦٩٠ فأكثر عن ابن عساكر وطبقته، ثم رحل الى القاهرة وأخذ عن الدمياطي وابن الصواف وغيرهما وخرج لنفسه ثلاثين بلداً، ومهر في فن الحديث وجمع فيه المجاميع المفيدة الكثيرة. قال ابن حجر: حتى كان أكثر أهل عصره تصنيفاً، وجمع ( تاريخ الإسلام ) فأربى فيه على من تقدمه بتحرير أخبار المحدثين خصوصاً - انتهى.

أي لا باعتبار تحرير غيرهم، فان غيره أبسط منه. واختصر منه مختصرات كثيرة منها ( النبلاء ) و ( العبر ) و ( تلخيص التاريخ ) و ( طبقات الحفاظ ) و ( طبقات القراء ). ولعل ( تاريخ الإسلام ) في زيادة على عشرين مجلداً وقفت منه على أجزاء، و ( النبلاء ) في نحو العشرين مجلدا وقفت منه على أجزاء، وهو مختصر من ( تاريخ الإسلام ) باعتبار أن الأصل لمن لم ينبل

٤٠٧

في الغالب و ( النبلاء ) ليس الا لمن نبل، لكنه أطال تراجم النبلاء فيه بما لم يكن في تاريخ الإسلام.

ومن مصنفاته ( الميزان في نقد الرجال ) جعله مختصاً بالضعفاء الذين قد تكلم فيهم متكلم [ وان كانوا غير ضعفاء في الواقع، ولهذا ذكر فيه مثل ابن معين وعلي بن المديني باعتبار أنه قد تكلم فيهما متكلم ] وهذا كتاب مفيد في ثلاث مجلدات كبار.

وله كتاب ( الكاشف ) المعروف، ومختصر ( سنن البيهقي ) الكبرى، ومختصر ( تهذيب الكمال ) لشيخه المزي، وخرج لنفسه ( المعجم الكبير ) و ( الصغير ) و ( المختص بالمحدثين )، فذكر فيه غالب الطلبة من أهل ذلك العصر، وعاش الكثير منهم بعده الى نحو أربعين سنة، وخرج لغيره من شيوخه وأقرانه وتلامذته.

وجميع مصنفاته مقبولة مرغوب فيها، رحل اليه الناس لأجلها، وأخذوا عنه وتداولوها وقرأوها وكتبوها في حياته وطارت في جميع بقاع الأرض، وله فيها تعبيرات رائقة وألفاظ رشيقة غالباً، لم يسلك فيها مسلكه أهل عصره ولا من قبلهم ولا من بعدهم. وبالجملة فالناس في التاريخ من أهل عصره فمن بعدهم عيال عليه، ولم يجمع أحد في هذا الفن كجمعه ولا حرره كتحريره.

قال البدر النابلسى في ( مشيخته ): كان علامة زمانه في الرجال وأحوالهم جيد الفهم ثاقب الذهن، وشهرته تغنى عن الاطناب فيه - انتهى »(١) .

*(١٢٤)*

رواية جمال الدين الزرندي المدني الأنصاري

روى حديث الثقلين في كتاب [ نظم درر السمطين ] حيث قال:

____________________

(١). البدر الطالع ٢ / ١١٠.

٤٠٨

« ذكر وصاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأهل بيته وفضل مودتهم وأن محبتهم من الايمان بالله ورسوله:روى ابن عباس ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أحبوا الله لما يغدوكم من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي.

و عن عبد الرحمن بن عوف (رض) قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أوصيكم بعترتي خيراً، وان موعدكم الحوض. وعن زيد بن أرقم (رض) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

و ورد عن عبد الله بن زيد عن أبيه أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من أحب أن ينسأ له في أجله وأن يمتع بما خوله الله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة، فمن لم يخلفني فيهم بتك عمره، وورد علي يوم القيامة مسوداً وجهه.

و في رواية عن زيد بن أرقم: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أيها الناس، انما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.

و في رواية: كتاب الله هو حبل من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة.

قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « وأنا تارك فيكم ثقلين » سماهما ثقلين لان الاخذ بهما والعمل بهما والمحافظة على رعايتهما ثقيل، وقد جعلهما ثقلين لان كان نفيس وخطير ثقيل، ومنه الثقلان الانس والجن، لانهما فضلا بالتمييز والعقل على سائر الحيوان، وكل شيء له وزن وقدر يتنافس فيه فهو ثقل، وسماهما بذلك إعظاماً لقدرهما. وفسروا قوله تعالى:( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً

٤٠٩

ثَقِيلاً ) أن أوامر الله تعالى وفرائضه ونواهيه لا يؤدى الا بتكلف ما يثقل، وقيل أي له وزن. قال زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه : أهل بيته أهل وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس.

و عن أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه قال سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أيها الناس اني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود بين السماء والارض، وعترتي أهل بيتي، ألا وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض - غريب.

و عن جابررضي‌الله‌عنه قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس، اني تركت فيكم ما أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي.

و رواه بلفظ آخر عن زيد بن أرقم أيضاً »(١) .

وقال نور الدين السمهودي ضمن طرق الحديث: « روى الحافظ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي المدني في كتابه ( نظم درر السمطين ) حديث زيد من غير اسناد ولا عزو، ولفظه: روى زيد بن أرقم قال: أقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع فقال: اني فرطكم على الحوض وانكم تبعي، وانكم توشكون أن تردوا علي الحوض فأسألكم عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما. فقام رجل من المهاجرين فقال: ما الثقلان؟ قال: الاكبر منهما كتاب الله سبب طرفه بيد الله وسبب طرفه بأيديكم فتمسكوا به، والاصغر عترتي، فمن استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فليستوص بهم خيراً. او كما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم، واني قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطانى أن يردوا علي الحوض كتين - أو قال كهاتين - فأشار بالمسبحتين، ناصرهما لي ناصر، وخاذلهما لي خاذل، ووليهما لي ولي، وعدوهما لي عدو.

____________________

(١). نظم درر السمطين ٢٣١ - ٢٣٢.

٤١٠

و قال الحافظ جمال الدين المذكور، وورد عن عبد الله بن زيد عن أبيه أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من أحب أن ينسأ له في أجله وان يمتع بما خوله الله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة، فمن لم يخلفني فيهم بتر عمره وورد علي يوم القيامة مسوداً وجهه »(١) .

ترجمته:

ترجم له وأثنى عليه ونقل عنه جماعة من كبار العلماء، منهم:

١ - شمس الدين الكرماني في ( الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري ).

٢ - وابن حجر العسقلاني في ( الدرر الكامنة في اعيان المائة الثامنة ٤ / ٢٩٥ ).

٣ - وشهاب الدين احمد في ( توضيح الدلائل - مخطوط ).

٤ - وابن الصباغ المالكي في ( الفصول المهمة ).

٥ - ونور الدين السمهودي في ( جواهر العقدين - مخطوط ).

٦ - ومحمد بن يوسف الشامي في ( سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ).

٧ - وأحمد بن محمد بن الفضل بن باكثير المكي في ( وسيلة المآل - مخطوط ).

٨ - وميرزا محمد خان البدخشانى في ( مفتاح النجا - مخطوط ).

٩ - وأحمد العجيلى في ( ذخيرة المآل - مخطوط ).

وبمراجعة هذه المصادر وغيرها يتبين شأن هذا الرجل واعتماد أبناء السنة عليه.

____________________

(١). جواهر العقدين - مخطوط.

٤١١

*(١٢٥)*

رواية سعيد الدين الكازروني

روى حديث الثقلين في كتابه ( المنتقى في سيرة المصطفى ) وهذا نص كلامه:

« ومن توقيرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بره وبر آله وذريته وأمهات المؤمنين، قال رسول الله: أنشدكم الله في أهل بيتي - ثلاثاً. قال الراوي: قلنا لزيد: من أهل بيته؟ قال: آل عليّ وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس.

و قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

وقال فيه أيضاً: « ومن طعن في نسب شخص من أولاد فاطمة رضي الله عنها بأن قال: أفنى الحجاج بن يوسف ذريتها ولم يبق أحد منهم وليس في الناس أحد يصح نسبه إليها. فقد ظلم وكذب وأساء، فان تعمد ذلك بعد ما نشأ في بلاد علماء الدين كاد يكون كافراً، لانه يخالف ما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ما ثبت في الترمذي عن زيد بن أرقم أنه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الاخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. وقد تقدم في حديث المباهلة قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم هؤلاء أهل بيتي.

قال مؤلف هذا الكتاب سعيد بن مسعود الكازروني - جعله الله ممن دخل في العلم من طريق الباب حتى يفوز بالسداد والصواب: فما دام القرآن باقياً فأولاد فاطمة باقون، لظاهر الحديث الصحيح ».

ترجمته:

١ - ابن حجر العسقلاني: « محمد بن مسعود بن محمد ابن خواجة امام

٤١٢

مسعود بن محمد بن علي بن أحمد بن عمر بن اسماعيل بن الشيخ أبي علي الدقاق البليانى الكازروني.

ذكره ابن الجزري في ( مشيخة الجنيد البلياني ) ثم قال: كان سعيد الدين محدثاً فاضلا سمع الكثير، وأجاز له المزي صاحب ( تهذيب الكمال ) وجماعة، وخرج ( المسلسل ) وألف ( المولد النبوي ) فأجاد، ومات في أواخر جمادى الاخرة سنة ٧٥٨ »(١) .

٢ - محيي الدين محمد بن الخطيب القاسم: في ( حاشية روض الاخبار المنتخب من ربيع الابرار - مخطوط ): « كان شيخاً محدثاً في وقته، كتب اجازة بعض تلامذته سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة [ سبعمائة ظ ] بهراة، وروى عنه الشيوخ، منهم الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الشافعي، وكان الجزري شيخ المحدثين في أوانه وامام القراء في زمانه ».

٣ - وترجم له محمد بن أحمد بن محمدالسمرقندي في مقدمة كتابه ( ترجمة المنتقى ) ترجمة مفصلة.

وهذا المقدار باختصار يكفي لمعرفة عظمة سعيد الدين الكازروني.

*(١٢٦)*

رواية ابن كثير الدمشقي

روى حديث الثقلين في تفسير قوله تعالى( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، رواه في تفسير هذه الاية عن مسلم بسنده عن زيد بن أرقم(٢) .

ورواه في تفسير آية المودة عن أحمد بن حنبل بسنده عن زيد أيضاً، ثم

____________________

(١). الدرر الكامنة ٤ / ٢٥٥.

(٢). تفسير ابن كثير ٥ / ٤٥٧.

٤١٣

قال بعده: « وهكذا رواه مسلم في ( الفضائل ) والنسائي من طرق [ عن ] يزيد بن حيان به ».

« ورواه أيضاً عن الترمذي كذلك ثم قال: « وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد رضي الله عنهم »(١) .

وقال أيضاً: « و قد ثبت في الصحيح أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في خطبته بغدير خم: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٢) .

هذا، وقد تقدم في ابن عساكر أن ابن كثير قد روى حديث الثقلين في ( تاريخه ) أيضاً.

ترجمته:

١ - الذهبي في ( المعجم المختص - مخطوط ).

٢ - وابن حجر العسقلاني في ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ١ / ٣٩٩ ).

٣ - وابن قاضى شهبة في ( طبقات الشافعية ٢ / ١١٣ ).

٤ - وجلال الدين السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٥٢٩ ).

٥ - والداودي المالكي في ( طبقات المفسرين ١ / ١١٠ ).

وللاختصار نكتفي بما يلي:

قال الداودي: « اسماعيل بن عمر بن كثير كان قدوة العلماء والحفاظ، وعمدة أهل المعاني والالفاظ، تفقه على الشيخين برهان الدين الفزاري وكمال الدين ابن قاضي شهبة، ثم صاهر الحافظ أبا الحجاج المزي ولازمه وأخذ عنه وأقبل على علم الحديث، وأخذ الكثير عن ابن تيمية، وقرأ

____________________

(١). تفسير ابن كثير ٦ / ٢٠٠.

(٢). تفسير ابن كثير ٦ / ١٩٩.

٤١٤

الاصول على الاصفهاني، وسمع الكثير وأقبل على حفظ القرآن ومعرفة الاسانيد والعلل والرجال والتاريخ حتى برع في ذلك وهو شاب، وصنف في صغره كتاب الاحكام على أبواب التنبيه والتاريخ المسمى بالبداية والنهاية والتفسير وكتاباً في جمع المسانيد العشرة واختصر تهذيب الكمال وأضاف اليه ما تأخر في الميزان سماه التكميل وطبقات الشافعية ومناقب الامام الشافعي وخرج الاحاديث الواقعة في مختصر ابن الحاجب وسيرة صغيرة، وشرع في أحكام كثيرة حافلة كتب منها مجلدات الى الحج، وشرح قطعة من البخاري وقطعة كبيرة من التنبيه، وولي مشيخة أم الصالح بعد موت الذهبي، وبعد موت السبكي مشيخة دار الحديث الاشرفية مدة يسيرة، ثم أخذت منه.

وذكره شيخه الذهبي في المعجم المختص فقال: فقيه متفنن ومحدث متقن ومفسر نقاد.

وقال تلميذه الحافظ شهاب الدين ابن حجر: كان أحفظ من أدركناه لمتون الاحاديث، وأعرفهم بتخريجها ورجالها وصحيحها وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك، وكان يستحضر شيئاً كثيراً من الفقه والتاريخ، قليل النسيان، وكان فقيهاً جيد الفهم صحيح الذهن، ويحفظ ( التنبيه ) الى آخر وقت، ويشارك في العربية مشاركة جيدة، وينظم الشعر، وما أعرف أني اجتمعت به مع كثرة ترددي اليه الا واستفدت منه.

وقال غيره: كانت له خصوصية بالشيخ تقي الدين ابن تيمية ومناضلة عنه واتباع له في كثير من آرائه، وكان يفتي برأيه في مسألة الطلاق، وامتحن بسبب ذلك وأوذي. مات في يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة، ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية »

وقالالقنوجى في ( أبجد العلوم ): « الفقيه الشافعي الحافظ عماد الدين ابن الخطيب شهاب الدين المعروف بالحافظ ابن كثير، ولد سنة سبعمائة وقدم دمشق وله نحو سبع سنين مع أخيه بعد موت أبيه وذكره الذهبي في

٤١٥

معجمه المختص فقال: الامام المحدث المفتي البارع ووصفه بحفظه المتون وسمع من ابن عساكر وغيره وصنف التصانيف الكثيرة في التفسير والتاريخ والاحكام. وقال ابن حبيب فيه: امام ذوي التسبيح والتهليل، وزعيم أرباب التأويل، سمع وجمع وصنف وأطرب الاسماع بأقواله وشنف، وحدث وأفاد وطارت أوراق فتاواه الى البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت اليه رئاسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير ».

*(١٢٧)*

رواية السيد على الهمداني

روى حديث الثقلين في كتابه [ المودة في القربى ] حيث قال ما نصه: « عن أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وأهل بيتي - ويروى عترتي - لم [ لن ظ ] يفترقا حتى يردا علي الحوض ».

و قال فيه: « وعن جبير بن مطعمرضي‌الله‌عنه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألست بوليكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: اني أوشك أن أدعى فأجيب، وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله ربي وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

ترجمته:

ترجم له، واعتمد عليه عدة من الاعلام، مما يدل على جلالته، نذكر من ذلك:

١ - نور الدين جعفر البدخشانى في ( خلاصة المناقب - مخطوط ).

٢ - عبد الرحمن الجامى في ( نفحات الانس ٤٤٧ ).

٣ - الكفوى في ( كتائب أعلام الاخيار - مخطوط ).

٤ - مجد الدين البدخشانى في ( جامع السلاسل - مخطوط ).

٤١٦

٥ - شهاب الدين احمد في ( توضيح الدلائل - مخطوط ).

٦ - حسين الميبدى في ( الفواتح ).

٧ - القشاشى في ( السمط المجيد ).

٨ - الدهلوي ( والد الدهلوي ) في ( الانتباه ).

٩ - الفاضل الرشيد الدهلوي ( تلميذ الدهلوي ) في ( ايضاح لطافة المقال ).

*(١٢٨)*

اثبات السيد محمد الطالقاني

في كتابه ( رساله قيافه نامه ) - على ما نقل عنه مجد الدين البدخشاني في كتابه ( جامع السلاسل - مخطوط ) بترجمة السيد علي الهمداني.

قال في كلام له في معنى « حبل الله »: « وقال بعضهم: ان المراد من حبل الله هو عترة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما قال: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ألا فتمسكوا بهما، فانهما حبلان لا ينقطعان الى يوم القيامة ».

ترجمته:

ترجم له مجد الدين البدخشاني في كتابه ( جامع السلاسل - مخطوط ). وقد أثنى عليه الثناء البالغ، ووصفه بالاوصاف الجميلة التي قلما يصفون أحداً بها.

*(١٢٩)*

اثبات سعد الدين التفتازاني

أثبت حديث الثقلين حيث قال ما نصه:

« فان قيل: قال الله تعالى( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ

٤١٧

الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) . وقال عليه الصلاة والسلام: انّي تركت فيكم ما أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله تعالى وعترتي أهل بيتي. وقال عليه‌السلام : انّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. ومثل هذا يشعر بفضلهم على العالم وغيره.

قلنا: لا تصافهم بالعلم والتقوى وشرف النسب، ألا ترى أنه عليه الصلاة والسلام قرنهم بكتاب الله تعالى في كون التمسك بهما منقذاً عن الضلالة، ولا معنى للتمسك بالكتاب الا الاخذ بما فيه من العلم والهداية. فكذا في العترة، ولهذا قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه »(١) .

ترجمته:

وقد ترجم للتفتازاني جماعة من أعيان العلماء، أمثال:

١ - الجلال السيوطي في ( بغية الوعاة ٣٩١ ).

٢ - وابن حجر العسقلاني في ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ٥ / ١١٩ ).

٣ - والداودي في ( طبقات المفسرين ٢ / ٣١٩ ).

٤ - والقنوجى في ( التاج المكلل ٤٧١ ).

٥ - والشوكانى في ( البدر الطالع ٢ / ٣٠٣ ) وهذا نص كلام الشوكاني:

« مسعود بن عمر التفتازاني، الامام الكبير، صاحب التصانيف المشهورة المعروف بسعد الدين، ولد بتفتازان في صفر سنة ٧٢٢، وأخذ عن أكابر أهل العلم في عصره كالعضد وطبقته، وفاق في النحو والصرف

____________________

(١). شرح المقاصد ٢ / ٢٢١.

٤١٨

والمنطق والمعاني والبيان والاصول والتفسير والكلام وكثير من العلوم، وطار صيته واشتهر ذكره ورحل اليه الطلبة، وشرع في التصنيف وهو في ست عشرة سنة، فصنف الزنجانية وفرغ منها في شعبان سنة ٧٣٨، وفرغ من شرح التلخيص الكبير في صفر سنة ٧٤٨ بهراة، ومن مختصره سنة ٧٥٦، ومن شرح التوضيح في ذي القعدة سنة ٧٥٨ بكاشان، ومن شرح العقائد في شعبان سنة ٧٦٨، ومن حاشية العضدي في ذي الحجة سنة ٧٧٠، ومن رسالة الارشاد سنة ٧٧٤، كلها بخوارزم، ومن المقاصد وشرحه في ذي القعدة سنة ٧٨٤ بسمرقند، ومن تهذيب الكلام في رجب منها، ومن شرح المفتاح في شوال سنة ٧٨٩ بسمرقند ايضاً.

وشرع في فتاوى الحنفية يوم الاحد التاسع من ذي القعدة سنة ٧٦٩ بهراة، وفي تأليف مفتاح الفقه سنة ٧٧٢، وفي شرح تلخيص المفتاح سنة ٧٨٦ كليهما بسرخس، وفي حاشية الكشاف في ثامن ربيع الآخر سنة ٧٨٩ بظاهر سمرقند.

هكذا ذكر ملا زادة تاريخ ما فرغ منه من مؤلفاته وما شرع فيه ولم يكمل وقال في أول الترجمة ما لفظه: أستاذ العلماء المتأخرين وسيد الفضلاء المتقدمين مولانا سعد الملة والدين، معدل ميزان المعقول والمنقول، منقح أغصان الفروع والاصول، أبي سعيد مسعود ابن القاضي الامام فخر الملة والدين عمر ابن المولى الاعظم سلطان العارفين الغازي التفتازاني

وبالجملة، فصاحب الترجمة متفرد بعلومه في القرن الثامن، لم يكن له في أهله نظير فيها، وله من الحظ والشهرة والصيت في أهل عصره فمن بعدهم مالا يلحق به غيره ».

*(١٣٠)*

رواية حسام الدين حميد المحلى

روى حديث الثقلين في كتابه ( محاسن الازهار في تفصيل مناقب

٤١٩

العترة الاخيار الاطهار ) كما ذكره العلامة محمد بن اسماعيل الامير في ( الروضة الندية ) في سياق طرق حديث الغدير حيث قال ما نصه: « وذكر الخطبة بطولها الفقيه العلامة حميد المحلى في ( محاسن الازهار ) في شرح قول الامام المنصور بالله:

أيهما نص بها أجملا

له على المكي واليثربي

بسنده الى زيد بن أرقم قال: أقبل نبى اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة، فأمر بدوحات فقم ما تحتهن من شوك، ثم نادى الصلاة جامعة، فخرجنا الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم شديد الحر، ان منا من يضع بعض ردائه على رأسه وبعضه على قدمه من شدة الرمضاء، حتى أتينا الى رسول الله، فصلى بنا الظهر، ثم انصرف الينا فقال:

الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدى، وأشهد ان لا اله الا الله وأن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد، أيها الناس فانه لم يكن لنبي من العمر الا النصف من عمر الذي قبله، وان عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة، واني قد شرعت في العشرين، ألا واني يوشك أن أفارقكم، ألا واني مسؤول وأنتم مسؤولون، فهل بلغتكم فما ذا أنتم قائلون؟

فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد أنك عبد الله ورسوله، قد بلغت رسالته وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره وعبدته حتى أتاك اليقين، جزاك الله عنا خيراً ما جزى نبياً عن أمته.

فقال: ألستم تشهدون أن لا اله الا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الجنة حق والنار حق وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا: بلى.

فقال: انى أشهد أن صدقتكم وصدقتموني، ألا واني فرطكم وأنتم تبعي توشكون أن تردوا علي الحوض فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507