نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار7%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 507

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 507 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 300335 / تحميل: 8077
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

( إِذْ قالَ ) :

ظرف لاصطفيناه، أي: اخترناه في ذلك الوقت، أو انتصب بإضمار «اذكر»، استشهادا على ما ذكر، من حاله. كأنّه قيل: اذكر ذلك الوقت، لتعلم أنّه المصطفى الصّالح الّذي لا يرغب عن ملّة مثله.

( لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ) : اخطر ببالك النّظر في الدّلالة المؤدّية إلى المعرفة.

( قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) (١٣١)، أي: فنظر وعرف.

وقيل: أسلم، أي: أذعن وأطع(١) .

وقيل: يحتمل(٢) أن يكون المراد: أثبت على الانقياد.

( وَوَصَّى بِها ) ، أي: بالملّة، أو الكلمة. وهي( أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) .

وقرئ: وأوصى.

( إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ) :

عطف على إبراهيم. داخل في حكمه.

والمعنى: ووصّى بها يعقوب بنيه ـ أيضا.

وقرئ بالنّصب، عطفا على بنيه.

والمعنى: ووصّى بها إبراهيم بنيه ونافلته يعقوب.

[وفي كتاب علل الشّرائع(٣) ، بإسناده إلى أبي عبد الله ـ عليه السّلام. قال: كان يعقوب وعيص توأمين. فولد عيص، ثمّ ولد يعقوب. فسمّي يعقوب، لأنّه خرج بعقب أخيه عيص.

والحديث طويل. أخذت منه موضوع الحاجة].(٤)

( يا بَنِيَ ) :

على إضمار القول، عند البصريّين، وعند الكوفيّين، يتعلّق بوصيّ. لأنّه في معنى القول.

وفي قراءة أبيّ وابن مسعود: أن يا بنيّ.

( إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ ) : أعطاكم الدّين الّذي هو صفوة الأديان. وهو دين

__________________

(١ و ٢) ليس في أ.

(٣) علل الشرائع ١ / ٤٣، ح ١.

(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

١٦١

الإسلام. ووفّقكم الأخذ به،( فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (١٣٢): لا يكن موتكم على حال إلّا على حال كونكم ثابتين على الإسلام.

فالنّهي راجع إلى كونهم على خلاف الإسلام، في حال الموت. والنّكتة في إدخال النّهي على الموت، إظهار أنّ الموت على غير الإسلام، كلا موت. والموت الحقيقيّ هو موت السّعداء. وهو الموت على الإسلام.

[وفي أصول الكافي(١) : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرّحمن، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام. قال: إنّ أبي استودعني ما هناك. فلمّا حضرته الوفاة، قال لي: «ادع لي شهودا.» فدعوت له أربعة من قريش.

فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر.

قال: اكتب! هذا ما أوصى به يعقوب بنيه: يا بنيّ إنّ الله اصطفى لكم الدّين.

فلا تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون. وأوصى محمّد بن عليّ، إلى جعفر بن محمّد أمره، أن يكفّنه في برده الّذي كان يصلّي فيه الجمعة. (الحديث).

وفي كتاب كمال الدّين وتمام النّعمة(٢) ، بإسناده إلى محمّد بن الفضل، عن أبي حمزة الثّماليّ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ـ عليهما السّلام. حديث طويل. ذكره في باب اتّصال الوصيّة من لدن آدم ـ عليه السّلام. يقول فيه ـ عليه السّلام: وقال الله ـ عزّ وجلّ(٣) :( وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ) وقوله(٤) :( وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا ) لنجعلها في أهل بيته( وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ ) لنجعلها في أهل بيته.

وفي شرح الآيات الباهرة(٥) : روي صاحب شرح الأخبار، بإسناد يرفعه. قال: قال أبو جعفر الباقر ـ عليه السّلام ـ في قوله ـ عزّ وجلّ ـ( وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ، يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ. فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) بولاية عليّ ـ عليه السّلام.

ويؤيّده ما رواه الشّيخ محمّد بن يعقوب الكليني ـ رحمه الله(٦) ـ عن أحمد بن

__________________

(١) الكافي ١ / ٣٠٧، ح ٨.

(٢) كمال الدين وتمام النعمة ١ / ٢١٦، ح ٢.

(٣) البقرة / ١٢٧.

(٤) الانعام / ٨٤.

(٥) تأويل الآيات الباهرة، مخطوط / ٢٣.

(٦) نفس المصدر ونفس الموضع.

١٦٢

محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرّضا ـ عليه السّلام.

قال: ولاية عليّ مكتوبة في صحف الأنبياء. ولم يبعث الله نبيّا إلّا عرّفه نبوّة محمّد ووصيّه عليّ ـ صلوات الله عليهما].(١)

( أَمْ كُنْتُمْ ) :

«أم» هي المنقطعة. ومعنى الهمزة فيها الإنكار، أي: ما كنتم.

( شُهَداءَ ) : جمع شهيد. بمعنى الحاضر.

قيل(٢) : إنّ اليهود قالوا لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: ألست تعلم أنّ يعقوب أوصى بنيه باليهوديّة يوم مات؟ فنزلت ردّا عليهم، أي: ما كنتم حاضرين.

( إِذْ حَضَرَ ) :

وقرئ حضر (بكسر الضّاد.) وهي لغة.

( يَعْقُوبَ الْمَوْتُ ) . فالخطاب لليهود.

وقيل(٣) : الخطاب للمؤمنين، يعني: ما شاهدتم ذلك.

وإنّ ما حصل لكم العلم به، من طريق الوحي.

( إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي ) :

تقريرا لهم على التوحيد والإسلام.

و «ما» عامّ في كلّ شيء. فإذا علم، فرّق «بما» و «من» ويمكن أن يقال:( ما تَعْبُدُونَ ) سؤال عن صفة المعبود، كما تقول: ما زيد تريد؟ أفقيه أم طبيب أم غير ذلك من الصّفات؟

( قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ ) :

وقرأ أبيّ بطرح آبائك. وقرئ أبيك، إمّا بالإفراد وكون إبراهيم وحده عطف بيان له، أو بالجمع بالياء والنّون.

( إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ) :

عطف بيان لآبائك.

وعدّ إسماعيل من ابائه. لأنّ العرب تسمّي العمّ، أبا، كما تسمّي الخالة، أمّا ،

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٢) أنوار التنزيل ١ / ٨٣، باختلاف في بعض الألفاظ.

(٣) نفس المصدر ونفس الموضع.

١٦٣

لانخراطهم(١) في سلك واحد. وهو الأخوّة، ووجوب تعظيمها. وفي الحديث(٢) : عمّ الرّجل صنو أبيه، أي: لا تفاوت بينهما، كما لا تفاوت بين صنوي النّخلة.

( إِلهاً واحِداً ) :

بدل من «إله آبائك»، كقوله(٣) :( بِالنَّاصِيَةِ. ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ ) ، أو على الاختصاص، أي: نريد بإله آبائك إلها واحدا.

( وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (١٣٣) :

حال من فاعل «نعبد»، أو من مفعوله، لرجوع الهاء إليه في له.

ويجوز أن يكون جملة معطوفة على «نعبد»، وأن يكون جملة اعتراضيّة مؤكّدة إن جاز وقوع الاعتراض في الآخر، كما هو مذهب البعض، أي: ومن حالنا إنّا له مسلمون مخلصون بالتّوحيد، أو مذعنون.

وروى العيّاشيّ(٤) ، عن الباقر ـ عليه السّلام: أنّها جرت في القائم ـ عليه السّلام.

وقال بعضهم(٥) في توجيه الحديث: لعلّ مراده ـ عليه السّلام ـ إنها جارية في قائم آل محمّد: فكل قائم منهم يقول حين موته ذلك لبنيه ويجيبونه بما أجابوا به.

أقول: ويمكن أن يكون مراده ـ عليه السّلام ـ بكون الآية جارية في القائم ـ عليه السّلام ـ كون الوصيّة والتّقرير بالقائم ـ عليه السّلام ـ داخلين في وصيّة يعقوب وتقريره لبنيه، أي: وصّى بنيه وقرّرهم بالإقرار بالقائم ـ عليه السّلام ـ فيما أوصاه وقرّره.

ويؤيّد هذا التّوجيه ما كتبه صاحب نهج الإمامة، قال: روى صاحب شرح الأخبار، بإسناده يرفعه. قال: قال أبو جعفر الباقر ـ عليه السّلام ـ في قوله ـ عزّ وجلّ ـ ووصّى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنيّ إنّ الله اصطفى لكم الدّين فلا تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون بولاية عليّ ـ عليه السّلام. [على ما مرّ في شرح الآيات الباهرة].(٦)

( تِلْكَ ) أي: الأمّة المذكورة الّتي هي إبراهيم ويعقوب وبنوهما والموحّدون،( أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ) : قد مضت.

( لَها ما كَسَبَتْ ) : لا ينفعهم إلّا ما كسبوا من أعمال الخير.

__________________

(١) أ: لانحزاطهما. وهو الظاهر.

(٢) الكشّاف ١ / ١٩٣.

(٣) العلق / ١٦.

(٤) تفسير العيّاشي ١ / ٦١، ح ١٠٢.

(٥) هو الفيض الكاشاني في تفسير الصافي ١ / ١٩٢.

(٦) ليس في أ.

١٦٤

( وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ ) : لا ينفعكم إلّا ما كسبتم منها.

( وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ ) (١٣٤): لا تؤاخذون بسيّئاتهم(١) ، كما لا تثابون بحسناتهم.

والمقصود نفي الافتخار(٢) بالأوائل ونحوقول رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله(٣) : يا بني هاشم! لا يأتي النّاس بأعمالهم وتأتوني(٤) بأنسابكم.

( وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا ) ، أي: قالت اليهود: كونوا هودا، تهتدوا.

وقالت النصارى: كونوا نصارى، تهتدوا.

( قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ ) ، اي: بل نكون(٥) ملّة إبراهيم، أي: أهل ملّته.

وقيل(٦) : بل نتّبع ملّة إبراهيم. وقرئ بالرّفع، أي: ملّته ملّتنا، أو أمرنا ملّته، أو نحن ملّته، بمعنى أهل ملّته.

( حَنِيفاً ) : حال من المضاف إليه، كقولك: رأيت وجه هند قائمة.

«والحنيف»: المائل من كلّ دين باطل، إلى دين الحقّ. و «الحنف»: الميل في القدمين. و «تحنّف»، إذا مال.

روى العيّاشيّ(٧) ، عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ قال: الحنيفيّة، هي الإسلام.

وعن الباقر ـ عليه السّلام(٨) ـ قال: ما أبقت الحنيفيّة شيئا حتّى أنّ منها قصّ الشّارب وقلم الأظفار والختان.

( وَما كانَ ) إبراهيم،( مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (١٣٥): تعريض بأهل الكتاب وغيرهم. لأنّ كلّا منهم يدّعي اتّباع إبراهيم. وهو على الشّرك.

( قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ ) : خطاب بالكافرين، أي: قولوا لتكونوا على الحقّ. وإلّا فأنتم على الباطل. وكذا قوله( بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ ) يجوز أن يكون على معنى «بل اتّبعوا أنتم ملّة إبراهيم وكونوا أهل ملّته». والأظهر أنّ الخطاب للمؤمنين.

__________________

(١) أ: بشأنهم.

(٢) أ: الأنهار.

(٣) الكشاف ١ / ١٩٤.

(٤) أ: فأتونا. ر: تأتونا.

(٥) أ: تكون.

(٦) أنوار التنزيل ١ / ٨٤.

(٧) تفسير العياشي ١ / ٦١، ح ١٠٣.

(٨) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ١٠٤.

١٦٥

ويؤيّده ما نرويه في تأويله. وهوما رواه محمّد بن يعقوب(١) ، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن النّعمان، عن سلام بن عمرة، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في قوله ـ عزّ وجلّ(٢) ـ( قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا ) قال: إنّما عنى بذلك عليّا وفاطمة والحسن والحسين ـ عليهم السّلام. وجرت بعدهم في الأئمّة.

ثمّ رجع(٣) القول من الله في النّاس. فقال:( فَإِنْ آمَنُوا ) ، يعني: النّاس( بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ ) ، يعني: عليّا وفاطمة والحسن والحسين ـ عليهم السّلام ـ والأئمّة،( فَقَدِ اهْتَدَوْا. وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ ) ، يعني: النّاس. (انتهى).

ومعناه أنّ الله سبحانه أمر الأئمّة ـ صلوات الله عليهم ـ أن يقولوا آمنا بالله (وما بعدها) لأنّهم المؤمنون بما أمروا به حقّا وصدقا. ثمّ قال مخاطبا للأئمّة، يعني: النّاس:( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ) بكم وبما آمنتم به.( وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ ) ومنازعة ومحاربة لك، يا محمّد!( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) .

( وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا ) وهو القرآن.

( وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ ) : جمع سبط. وهو الحافد. وهم حفدة يعقوب، ذراريّ أبنائه الاثني عشر.

روى العيّاشيّ(٤) ، عن الباقر ـ عليه السّلام ـ أنّه سئل: هل كان ولد يعقوب أنبياء؟

قال: لا! ولكنّهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء(٥) . لم(٦) يكونوا يفارقوا(٧) الدّنيا إلّا سعداء. تابوا وتذكّروا ما صنعوا.

والمراد بما أنزل على هؤلاء الصّحف.

( وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى ) : التوراة والإنجيل،( وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ ) : جملة المذكورين وغيرهم،( مِنْ رَبِّهِمْ ) : متعلّق بالإيتاء. وكلمة «من»، ابتدائيّة.

__________________

(١) الكافي ١ / ٤١٥، ح ١٩.

(٢) البقرة / ١٣٦.

(٣) المصدر: يرجع.

(٤) تفسير العياشي ١ / ٦٢، ح ١٠٦.

(٥) أ: الأبناء.

(٦) أ: كم.

(٧) أ: يشارع.

١٦٦

( لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ) : لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض، كما فعلت اليهود والنّصارى، ولوقوع أحد في سياق النّفي وعمومه أضيف إليه «بين». وقيل(١) : لأنّه في معنى الجماعة.

( وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (١٣٦): منقادون في جميع ما أمر به ونهى عنه.

وفي الخصال(٢) ، فيما علّم أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ أصحابه: إذا قرأتم «( قُولُوا آمَنَّا ) فقولوا: أمنا «إلى قوله» مسلمون.

وفي الفقيه(٣) ، في وصاياه لابنه محمّد بن الحنفيّة: وفرض على اللّسان الإقرار والتعبير [عن القلب](٤) بما عقد عليه. فقال ـ عزّ وجلّ:( قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا ) .

(الآية.)( فَإِنْ آمَنُوا ) ، أي: سائر النّاس،( بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ ) من باب التّبكيت. لأنّ دين الحقّ واحد. لا مثل له. ولو فرض أنّهم حصلوا دينا آخر، مثل دينكم في الصّحّة والسّداد، فقد اهتدوا. ونظيره قولك للرّجل الّذي تشير عليه: هذا هو الرّأي الصّواب. فإن كان عندك رأي أصوب منه. فاعمل به. وقد علمت أنّه لا أصوب من رأيك. والمراد تبكيته.

ويجوز أن يكون الباء، للاستعانة، أي: فإن دخلوا في الإيمان بشهادة مثل شهادتكم الّتي آمنتم بها، أو المثل مقحم كما في قوله(٥) :( وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ ) ، أي: عليه.

وقرئ بحذفه. وقرأ أبيّ: بالّذي آمنتم به.

( فَقَدِ اهْتَدَوْا ) إلى الحقّ.

( وَإِنْ تَوَلَّوْا ) عمّا أنتم عليه،( فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ ) : في كفر، على ما رواه الطّبرسيّ، عن الصّادق ـ عليه السّلام(٦) .

وأصله المخالفة والمناوأة. فإنّ كلّ واحد من المتخالفين، في شقّ غير شقّ الآخر.

__________________

(١) مجمع البيان ١ / ٢١٧.

(٢) الخصال ٢ / ٦٢٩، ح ٤٠٠.

(٣) من لا يحضره الفقيه ٢ / ٣٨٢.

(٤) يوجد في المصدر.

(٥) الأحقاف / ١٠.

(٦) مجمع البيان ١ / ٢١٨.

١٦٧

( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ ) : تسلية للمؤمنين. ووعد لهم بالحفظ والنّصر.

( وَهُوَ السَّمِيعُ ) لأقوالكم،( الْعَلِيمُ ) (١٣٧) بنيّاتكم.

( صِبْغَةَ اللهِ ) :

مصدر منتصب عن قوله «آمنا به». وهي فعلة من صبغ، كالجلسة من جلس.

وهي الحالة الّتي يقع عليها الصّبغ.

والمعنى: تطهير الله. لأنّ الإيمان يطهّر النّفوس.

والأصل فيه أنّ النّصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر. يسمّونه المعموديّة.(١) ويقولون هو تطهير لهم. فإذا فعل الواحد منهم بولده ذلك، قال الآن صار نصرانيّا حقّا. فأمر المسلمون بأن يقولوا لهم: قولوا آمنا. وصبَغَنا الله بالإيمان، صبغةً لا مثل صبْغَتَنا. وطهّرنا به لا مثْل تطهيرنا، أو يقولوا أصبَغَنا الله بالإيمان صبغته ولم يصبغ صبغتكم.

فهو من باب المشاكلة. كما تقول لمن يغرس الأشجار: أغرس كما يغرس فلان. تريد رجلا يصطنع الكرام.(٢) [( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) : لا أحسن من صبغته.

وفي كتاب معاني الأخبار(٣) : أبي ـ رحمه الله ـ قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن فضالة، عن أبان، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) ، فقال: هي الإسلام.

وفي اصول الكافي(٤) ، بإسناده إلى عبد الرّحمن بن كثير، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قوله( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) ، قال: صبَغ المؤمنين بالولاية في الميثاق.

وبإسناده. إلى أبي عبد الله ـ عليه السّلام(٥) ـ في الحسن، في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) ، قال: الإسلام.

__________________

(١) كذا في أ. وفي الأصل ور: العمودية.

(٢) يوجد في أ: بعد هذه العبارة: «وفسّرها الصادق ـ عليه السّلام ـ بالإسلام.» وهي مشطوب في الأصل.

(٣) معاني الأخبار / ١٨١، ح ١.

(٤) الكافي ١ / ٤٢٢، ح ٥٣.

(٥) نفس المصدر ٢ / ١٤، ح ١.

١٦٨

حميد بن زياد(١) ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما ـ عليهما السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قال: الصّبغة هي الإسلام.

والحديثان طويلان. أخذت منهما موضع الحاجة.

وبإسناده(٢) إلى حمران، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قال: الصّبغة هي الإسلام].(٣)

وفي شرح الآيات الباهرة: وروى الشيخ محمّد بن يعقوب(٤) ، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب، عن عليّ بن حسّان، عن عبد الرّحمن بن كثير، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قوله ـ عزّ وجلّ ـ( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قال صبغ المؤمنين(٥) بالولاية في الميثاق.

وأقول: يظهر من تلك الأخبار(٦) ، أنّ الإسلام لا يتحقّق بدون الولاية. وقد ذكرنا لك مرارا، ما يدلّك على هذا.

( وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ ) (١٣٨) :

معطوف على( آمَنَّا بِاللهِ ) وتعريض بهم، أي: لا نشرك به كشرككم.

وقيل(٧) :( صِبْغَةَ اللهِ ) ، بدل من( مِلَّةِ إِبْراهِيمَ ) ، أو نصب على الإغراء. بمعنى: عليكم صبغة الله. ويردّهما هذا العطف، للزوم فكّ(٨) النّظم وإخراج الكلام عن التئامه.

( قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ ) :

قرئ: أتحاجّونا (بإدغام النّون)، يعني: تحاجّونا في شأن الله واصطفائه النّبيّ من العرب دونكم؟ وتقولون: لو أنزل الله على أحد، لأنزل علينا. لأنّا أهل الكتاب والعرب عبدة الأوثان. ونحن أسبق في النّبوّة. لأنّ الأنبياء كلّهم كانوا منّا.

( وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ ) لا اختصاص له بقوم دون قوم. يصيب برحمته من يشاء.

( وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ ) فلا يبعد أن يكرمنا بأعمالنا.

__________________

(١) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٣.

(٢) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٢.

(٣) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٤) الكافي ١ / ٤٢٢، ح ٥٣.

(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ: المؤمنون.

(٦) أ: الخبرين.

(٧) مجمع البيان ١ / ٢١٩، باختلاف في اللفظ.

(٨) أ: قلت.

١٦٩

( وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ) (١٣٩): موحّدون. نخلصه بالإيمان والطّاعة، دونكم.

والحاصل، أنّ إعطاء الكرامة إمّا بالتّفضّل وكونه ربّا، أو بالعمل، أو بالإخلاص. والأوّلان مشتركان بيننا وبينكم. والأخير مختصّ بنا. فدعواكم الأحقّيّة، ساقطة. لا وجه لها. بل نحن أحقّ.

( أَمْ تَقُولُونَ ) : يحتمل على قراءة التّاء، أن تكون «أم»، معادلة للهمزة، في «أتحاجّوننا» بمعنى أي الأمرين تأتون المحاجّة في حكم الله؟ أم ادّعاء اليهوديّة والنّصرانيّة على الأنبياء؟ والمقصود إنكارهما والتّوبيخ عليهما معا. وأن تكون منقطعة بمعنى «بل أتقولون».

والهمزة على قراءة الياء، لا تكون إلّا منقطعة.

( إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى ) ولم يكونوا مسلمين؟

( قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ ) وأنّه شهد لهم بالإسلام، في قوله(١) ( ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً ) .

( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ ) ، أي: شهادة الله لإبراهيم بالحنيفيّة.

و «من» فيه، كما في قولك: «هذه شهادة منّي لفلان»، إذا شهدت له.

والمعنى أنّ أهل الكتاب، لا أحد أظلم منهم. لأنّهم كتموا هذه الشّهادة وهم عالمون بها. أو أنّا لو كتمنا هذه الشّهادة، لم يكن أحد أظلم منّا. فلا نكتمها. أو الأعمّ من المعنيين. وفي الأخيرين تعريض بكتمانهم شهادة الله لمحمّد ـ عليه السّلام ـ بالنّبوّة، في كتبهم.

والآية تدلّ على كفر من كتم شهادة الله بالولاية، وعلى كفر أهل الخلاف.

تقريره أنّ نصّ النّبيّ على شيء، شهادة الله عليه. فكتمان نصّ النّبيّ، كتمان شهادة الله وكتمان شهادة الله، أشدّ الظّلم. فهو إمّا الكفر، أو أشدّ منه. وعلى كلا التّقديرين، يلزم المدّعي. ويدلّ عليه – أيضا ـ ما رواه في الفقيه(٢) ، عن الحسن بن محبوب [عن أبى أيّوب ،](٣) عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في أثناء خبر. قال :

__________________

(١) آل عمران / ٦٧.

(٢) من لا يحضره الفقيه ٤ / ٧٦، ح ٢٣٦.

(٣) يوجد في المصدر.

١٧٠

فقلت له: أرأيت من جحد الإمام منكم ما له(١) ؟

فقال: من جحد اماما من الله(٢) وبرئ منه ومن دينه، فهو كافر مرتدّ عن الإسلام.

لأنّ الإمام من الله ودينه دين الله. ومن برئ من دين الله، فهو كافر. ودمه مباح في تلك الحال، إلّا أن يرجع ويتوب إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ ممّا قال.

[وفي عيون الأخبار(٣) ، بإسناده إلى أبي الحسن موسى ـ عليه السّلام ـ حديث طويل، يقول فيه: وإن سئلت عن الشّهادة فأدّها. فإنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ يقول:( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) . وقال الله ـ عزّ وجلّ:( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ ) ].(٤)

( وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) (١٤٠): وعيد لهم. وقرئ بالتّاء.

( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ ) (١٤١): قيل(٥) : التّكرير للمبالغة في التّحذير، والزّجر عمّا استحكم في الطّبائع، من الافتخار بالآباء والاتّكال عليهم، أو الخطاب فيما سبق لهم. وفي هذه الآية لنا، تحذيرا عن الاقتداء بهم، أو المراد بالأمّة في الأوّل، الأنبياء، وفي الثّاني، أسلاف اليهود والنّصارى.

( سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ) الّذين خفّ أحلامهم واستمهنوها بالتّقليد والإعراض عن النّظر ـ يريد المنكرين لتغيير القبلة من المنافقين واليهود والمشركين.

وفائدة تقديم الإخبار، توطين النّفس وإعداد الجواب. وفي المثل قبل الرّمي يراش السّهم.

( ما وَلَّاهُمْ ) : ما صرفهم،( عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها ) وهي بيت المقدس.

( قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ) : بلاد المشرق والمغرب(٦) ، أو الأرض كلّها.

( يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (١٤٢): وهي ما توجبه الحكمة والمصلحة، من توجيههم تارة إلى بيت المقدس وأخرى إلى الكعبة.

__________________

(١) المصدر: ما حاله له. أ: ما حاله.

(٢) المصدر: برئ من الله.

(٣) عيون أخبار الرضا ١ / ٢٥ ،

(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٥) أنوار التنزيل ١ / ٨٦.

(٦) أ: الشرق والغرب.

١٧١

وفي تفسير الإمام ـ عليه السّلام(١) ـ عند قوله ـ عزّ وجلّ ـ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها ) وفي الاحتجاج(٢) عنه ـ عليه السّلام ـ أيضا. قال: لـمّا كان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بمكّة، أمره الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يتوجّه نحو بيت المقدس، في صلاته ويجعل الكعبة بينه وبينها، إذا أمكن، وإذا لم يمكن، استقبل بيت المقدس، كيف كان. وكان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يفعل ذلك، طول مقامه بها ثلاث عشرة سنة. فلمّا كان بالمدينة وكان متعبّدا(٣) باستقبال بيت المقدس استقبله وانحرف عن الكعبة سبعة عشر شهرا(٤) .

وجعل قوم من مردة اليهود يقولون: والله ما يدري(٥) محمّد كيف صلّى(٦) حتّى يتوجّه(٧) إلى قبلتنا في صلاته بهدينا ونسكنا؟

فاشتدّ ذلك على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لما اتّصل به عنهم. وكره قبلتهم. وأحبّ الكعبة. فجاءه جبرئيل ـ عليه السّلام ـ فقال له رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: يا جبرئيل! لوددت لو صرفني الله عن بيت المقدس، إلى الكعبة. ولقد(٨) تأذّيت(٩) بما يتّصل بي من قبل اليهود، من قبلتهم.

فقال جبرئيل ـ عليه السّلام: فسل(١٠) ربّك أن يحوّلك إليها. فإنّه لا يردّك عن طلبتك، ولا يخيّبك من بغيتك.

فلمّا استتمّ(١١) دعاءه، صعد جبرئيل ـ عليه السّلام. ثمّ عاد من ساعته. فقال: اقرأ، يا محمّد!( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ ) . (الآيات).

فقالت اليهود عند ذلك: ما ولّاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها؟

فأجابهم الله بأحسن جواب. فقال:( قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ) وهو يملكهما.

وتكليفه التّحوّل(١٢) إلى جانب، كتحويله لكم إلى جانب آخر.

__________________

(١) ر: تفسير العسكري / ٢٢٥ ـ ٢٢٧.

(٢) الاحتجاج ١ / ٤٣.

(٣) «وكان متعبدا» ليس في أ.

(٤) أ: وكان متعبدا سبعة عشر شهرا. المصدر: سبعة عشر شهرا أو سنة عشر شهرا.

(٥) المصدر: درى.

(٦) المصدر: يصلى. وهو الظاهر.

(٧) أ: حتى صار يتوجه.

(٨) المصدر: فقد. وهو الظاهر.

(٩) أ: ناديت.

(١٠) المصدر فاسأل.

(١١) أ: استقيم.

(١٢) المصدر: التحويل. وهو الظاهر.

١٧٢

( يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) هو مصلحهم(١) ومؤدّيهم بطاعته(٢) إلى جنّات النعيم.

وجاء(٣) قوم من اليهود إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقالوا: يا محمّد! هذه القبلة بيت المقدس. قد صلّيت إليها أربع عشرة سنة. ثمّ تركتها(٤) . أفحقّا كان ما كنت عليه، فقد تركته إلى باطل؟ فإنّ ما يخالف الحق فهو(٥) باطل. أو كان(٦) باطلا(٧) ، فقد كنت عليه طول [هذه](٨) المدّة؟ فما(٩) يؤمننا أن تكون الآن على باطل.

فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: بل ذلك كان حقّا. وهذا حقّ يقول الله تعالى:( قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ. يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) وإذا عرف صلاحكم، يا أيّها العباد! في استقبال(١٠) المشرق أمركم به، وإذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب أمركم به، وإن(١١) عرف صلاحكم في غيرهما، أمركم به. فلا تنكروا تدبير الله تعالى في عباده وقصده إلى مصالحكم.

ثمّ قال لهم(١٢) رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: لقد تركتم العمل يوم السّبت. ثمّ عملتم به في سائر الأيام(١٣) . ثمّ تركتموه في السّبت. ثمّ عملتم بعده. أفتركتم الحقّ إلى باطل؟

أو الباطل إلى حقّ؟ او الباطل إلى باطل؟ أو الحقّ إلى الحقّ؟ قولوا: كيف شئتم؟ فهو قول محمّد وجوابه لكم.

قالوا: بل ترك العمل في السّبت، حقّ. والعمل بعده، حقّ.

فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: فكذلك قبلة بيت المقدس في وقته، حقّ.

ثمّ قبلة الكعبة في وقتها، حقّ.

فقالوا: يا محمّد! فبدا(١٤) لربّك فيما كان أمرك به بزعمك من الصّلاة إلى بيت المقدس، حين نقلك إلى الكعبة؟

__________________

(١) أور: مصلحتهم.

(٢) المصدر: وهو أعلم بمصلحتهم وتؤدّيهم طاعتهم.

(٣) المصدر: قال أبو محمد: وجاء.

(٤) المصدر: تركتها الآن.

(٥ و ٦ و ١٢) ليس في المصدر.

(٧) المصدر: باطلا كان ذلك.

(٨) يوجد في المصدر.

(٩) أ: فلا يؤمننا.

(١٠) المصدر: استقبالكم.

(١١) ر: وإذا.

(١٣) المصدر: ثم عملتم بعده سائر الأيّام.

(١٤) المصدر: أفبدا. وهو الظاهر.

١٧٣

فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: ما بدا له عن ذلك. فإنّه العالم بالعواقب والقادر على المصالح. لا يستدرك على نفسه. غلطا. ولا يستحدث رأيا، بخلاف المتقدّم.

جلّ عن ذلك. ولا يقع عليه ـ أيضا ـ مانع يمنعه عن(١) مراده. وليس يبدو إلّا لمن كان هذا صفته(٢) . وهو ـ عزّ وجلّ ـ يتعالى عن هذه الصّفات، علوّا كبيرا.

ثمّ قال لهم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: أيها اليهود! أخبروني عن الله، أليس يمرض ثمّ يصحّ ويصحّ ثمّ يمرض؟ أبدا له في ذلك؟ أليس يحيي ويميت؟ أبدا له في كلّ واحد من ذلك؟

قالوا: لا! قال: فكذلك الله تعبّد نبيّه محمّدا بالصّلاة إلى الكعبة، بعد أن كان تعبّد بالصّلاة إلى بيت المقدس. وما بدا له في الأوّل.

[ثم](٣) قال: أليس الله يأتي بالشّتاء في أثر الصّيف والصّيف بعد الشّتاء(٤) ؟ أبدا له في كلّ واحد من ذلك؟

قالوا: لا! قال: فكذلك لم يبد له في القبلة.

ثمّ قال: أليس قد ألزمكم في الشّتاء أن تحترزوا من البرد بالثّياب الغليظة، وألزمكم في الصّيف [أن تحترزوا من الحرّ. فبدا له في الصّيف](٥) حتى(٦) أمركم بخلاف ما كان أمركم به في الشّتاء؟

قالوا: لا! فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: فكذلكم الله في(٧) تعبّدكم في وقت، لصلاح يعلمه بشيء. ثم تعبده(٨) في وقت آخر، لصلاح آخر(٩) ، يعلمه بشيء اخر فإذا أطعتم الله في الحالين استحققتم ثوابه. وأنزل(١٠) الله( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ. فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ )

__________________

(١) المصدر: من.

(٢) أ: صفته. المصدر: وصفه.

(٣) يوجد في المصدر.

(٤) والصيف في أثر الشتاء.

(٥) ليس في أ.

(٦) المصدر: حين. وهو الظاهر.

(٧) ليس في ر والمصدر.

(٨) المصدر: تعبّدكم. وهو الظاهر.

(٩) ليس في المصدر.

(١٠) المصدر: فأنزل.

١٧٤

إذا(١) توجّهتم بأمره، فثمّ الوجه الّذي تقصدون منه الله وتأملون ثوابه.

ثمّ قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: يا عباد الله! أنتم المرضى(٢) والله ربّ العالمين كالطّبيب. وصلاح المريض(٣) فيما يعلمه الطّبيب ويدبّره. لا فيما يشتهيه(٤) ويقترحه.

ألا فسلّموا لله أمره، تكونوا من الفائزين (انتهى)

وهذا الخبر، كما تراه، يدل على نفي البداء لله تعالى.

وقد روى محمّد بن يعقوب(٥) ، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الرّيّان بن الصّلت. قال: سمعت الرّضا ـ عليه السّلام ـ يقول: ما بعث الله نبيّا إلّا بتحريم الخمر وأن يقرّ لله بالبداء.

فوقع(٦) التّنافي بين الخبرين.

وقد روى عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال(٧) : «لو علم النّاس ما في القول بالبداء من الأجر، ما فتروا(٨) عن الكلام فيه.»

فينبغي التّكلّم في الجمع بين الخبرين :

فأقول: البداء له معنيان :

الأوّل ـ أن يبدو له رأي غير الرّأي الأوّل لمفسدة في الرّأي الأوّل، أو لمحمدة في الرّأي الثّاني، لم يعلم به سابقا. وهو بهذا المعنى، منفيّ عنه تعالى عن ذلك علوّا كبيرا.

وهو المراد في الخبر الأوّل.

والثّاني ـ أن يكون في علمه السّابق أنّ الصّلاح في وقت معيّن، في الفعل الفلانيّ. وإذا جاز ذلك الوقت، فالمصلحة في الشيء الفلاني. وكان في علمه السّابق تغيير(٩) ذلك الشيء، إذا جاء وقته. أو كان مقرّرا في علمه السّابق أنّ زيدا(١٠) إن لم يعمل بالخيرات، مات في وقت كذا، وإن عمل، مات في وقت بعده، مع علمه بوقوع أحدهما. لكن كان ذلك العلم مخزونا عنده، لا يبديه لأحد من ملائكته وأنبيائه وأئمّته. والبداء إنّما يكون بهذا المعنى.

__________________

(١) المصدر: يعنى إذا.

(٢) المصدر: كالمرضى. وهو الظاهر.

(٣) المصدر: فصلاح المرضى.

(٤) المصدر: ويدّبره به. لا فيما يشتهيه المريض.

(٥) الكافي ١ / ١٤٨، ح ١٥.

(٦) أ: فرفع.

(٧) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ١٢.

(٨) أ: ما قروا ر: وما مروا.

(٩) بغير.

(١٠) أ: أنّ الصلاح في وقت معيّن في الفعل الفلاني أنّ زيدا.

١٧٥

فالبداء في الحقيقة في علم الملك أو النّبيّ أو الإمام، بمعنى الظّهور، لأحدهم، غير ما ظهر لهم أوّلا، لا في علمه تعالى بذلك المعنى. وهو المراد حيث أثبت له البداء ـ تعالى الله عمّا يقول الظّالمون.

يؤيّد هذا المعنى مارواه محمّد بن يعقوب(١) ، عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار. قال: سمعت أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ يقول: العلم علمان: فعلم عند الله مخزون. لم يطّلع عليه أحد من خلقه. وعلم علّمه ملائكته ورسله. فما علّمه ملائكته ورسله، فإنّه سيكون لا يكذّب نفسه ولا ملائكته ولا رسله. وعلم عنده مخزون، يقدّم منه ما يشاء ويثبت ما يشاء.

وأيضا، قد روى عن الصّادق ـ عليه السّلام(٢) ـ أنّه قال: إنّ لله علمين: علم مكنون مخزون لا يعلمه إلّا هو. من ذلك يكون البداء وعلم علّمه ملائكته ورسله وأنبياءه فنحن نعلمه.

( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً ) ، أي: مثل ذلك الجعل العجيب، جعلناكم أمّة.

وروى الصّدوق، يعني: أئمّة(٣) .

( وَسَطاً ) ، أي: خيارا.

وقيل(٤) . للخيار وسط. لأنّ الاطراف يتسارع إليها الخلل.

وقال الصّدوق(٥) : أي: عدلا وواسطة بين الرّسول والنّاس.

( لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) ، يعني: يوم القيامة.

( وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) :

روى في التفاسير(٦) : أنّ الأمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء. فيطالب الله الأنبياء بالبيّنة على أنّهم قد بلغوا وهو أعلم. فيؤتى بأمّة محمّد ـ صلّى الله عليه وآله.

فيشهدون. فتقول الأمم: من أين عرفتم؟

فيقول علمنا ذلك بإخبار الله، في كتابه النّاطق، على لسان نبيّه الصّادق.

__________________

(١) الكافي ١ / ١٤٧، ح ٦.

(٢) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٨.

(٣) بل القمي في تفسيره ١ / ٦٣.

(٤) الكشاف ١ / ١٩٨.

(٥) بل القمي في تفسيره ١ / ٦٣.

(٦) ر. تفسير القمي ١ / ١٩١+ الكشاف ١ / ١٩٩+ نور الثقلين ١ / ٤٨٢.

١٧٦

فيؤتى بمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله. فيسأل عن حال أمّته. فيزكيّهم. ويشهد بعدالتهم. وذلك قوله:( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) .

[وفي كتاب بصائر الدّرجات(١) : عبد الله بن محمّد، عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ.

قال: في كتاب بندار بن عاصم، عن الحلبيّ، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ تبارك وتعالى ـ( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) قال: نحن الشّهداء على النّاس، بما عندهم من الحلال والحرام، وبما صنعوا(٢) منه.

وفي أصول الكافي(٣) : الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن(٤) بن عليّ الوشا، عن أحمد بن عائذ، عن عمر بن أذينة، عن يزيد العجليّ. قال: سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) . فقال: نحن الأمّة الوسط. ونحن شهداء الله على خلقه وحجّته في أرضه.

عليّ بن إبراهيم(٥) ، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن يزيد العجليّ. قال: قلت لأبي جعفر ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ تبارك وتعالى ـ( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) .

قال: نحن الأمّة الوسط].(٦) ونحن شهداء الله ـ تبارك وتعالى ـ على خلقه وحجته في أرضه وسمائه.

[والحديثان طويلان. أخذت منهما موضع الحاجة.

وبإسناده الى أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ حديث طويل يقول فيه ـ عليه السّلام(٧) :](٨)

__________________

(١) بصائر الدرجات / ٨٢، ح ١.

(٢) المصدر: ضيعوا.

(٣) الكافي ١ / ١٩٠، ح ٢.

(٤) كذا في المصدر. وفي الأصل ور: الحسين.

(٥) نفس المصدر ١ / ١٩١، ح ٤.

(٦) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٧) الكافي ١ / ٢٥١، ح ٧.

(٨) ما بين المعقوفتين ليس في أ. وفيه بعد «عليه السّلام» توجد عبارة. والظاهر زائدة. وهي: وفي حديث ليلة القدر عنه ـ عليه السّلام.

١٧٧

لقد قضى(١) أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف. ولذلك جعلهم شهداء على الناس.

ليشهد محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ علينا. ولنشهد على شيعتنا. وليشهد شيعتنا على الناس.

[وفي مجمع البيان(٢) ، بعد ان نقل رواية يزيد بن معاويه، قال وفي رواية أخرى قال: إلينا يرجع الغالي. وبنا يلحق المقصر.

وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني(٣) ، في كتاب شواهد التنزيل بقواعد التفضيل.

بإسناده عن سليم بن قيس الهلالي، عن عليّ ـ عليه السّلام: إنّ الله تعالى إيّانا عنى بقوله:( لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) [ويكون الرسول عليكم شهيدا](٤) فرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ شاهد علينا ونحن شهداء الله على خلقه. وحجّته في أرضه. ونحن الّذين قال الله تعالى:( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ) .

وفي تفسير العيّاشيّ(٥) : عن أبي بصير. قال: سمعت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ يقول: نحن نمط الحجاز.

فقلت: وما نمط الحجاز؟

قال: أوسط الأنماط. إنّ الله يقول:( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ) .» ثمّ قال: إلينا يرجع الغالي. وبنا يلحق المقصّر.

عن أبي عمرو الزّبيريّ(٦) عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام. قال: قال الله:( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) . فإن ظننت أنّ الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحّدين، أفترى. إنّ من لا يجوز شهادته في الدّنيا على صاع من تمر، يطلب الله شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة جميع الأمم الماضية؟ كلا لم يعن الله مثل هذا من خلقه، يعني: الأمّة الّتي وجبت لها دعوة إبراهيم:( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) . وهم الأمّة الوسطى. وهم خير أمّة أخرجت للنّاس](٧)

[وفي كتاب المناقب، لابن شهر آشوب(٨) : أبو الورد، عن أبي جعفر

__________________

(١) أ: قضى الأمر.

(٢) مجمع البيان ١ / ٢٢٤.

(٣) نفس المصدر والموضع.

(٤) يوجد في أ.

(٥) تفسير العياشي ١ / ٦٣، ح ١١١.

(٦) نفس المصدر، ح ١١٤.

(٧) ما بين المعقوفتين ليس في أ. (٨) المناقب ٤ / ١٧٩.

١٧٨

ـ عليه السّلام ـ](١) ( لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) [قال: نحن.

وفي رواية حمدان بن أعين(٢) ، عنه ـ عليه السّلام: إنّما أنزل الله:( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ) ، يعني: عدولا( لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) ](٣) ويكون الرسول شهيدا عليكم.» قال: ولا يكون شهداء على النّاس إلّا الأئمة ـ عليهم السّلام ـ والرسول. فاما الأمّة فانّه غير جائز أن يستشهدها الله وفيهم من لا تجوز شهادته في الدنيا على حزمة بقل.

[وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفيّ(٤) ، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ. قال: حدّثنا الحسن بن جعفر بن إسماعيل الأفطس. قال: حدّثنا أبو موسى المسرقانيّ(٥) عمران بن عبد الله. قال: حدّثنا عبد الله بن عبيد(٦) القادسيّ. قال حدّثنا: محمّد بن عليّ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قوله تعالى:( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) ، قال: نحن الأمّة الوسط. ونحن شهداء الله على خلقه وحجّته في أرضه].(٧)

( وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها ) : هي بيت المقدس، أي: غيّرناه إلى الكعبة.

وقيل(٨) : هي الكعبة. لأنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ كان يصلّي بمكّة إلى الكعبة. ثمّ أمر بالصّلاة إلى صخرة بيت المقدس، بعد الهجرة، تآلفا لليهود. ثمّ حوّل الى الكعبة. وينافيه ما رويناه سابقا، من أنّه ـ عليه السّلام ـ كان يصلّي بمكّة إلى بيت المقدس.

( إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ ) : يرتدّ عن دينه، إلفا لقبلة آبائه.

وذلك أنّ هوى أهل المدينة كان في بيت المقدس. فأمرهم بمخالفه(٩) ليبيّن من يوافق محمّدا فيما يكرهه؟ وقال: «لنعلم.» ولم يزل عالما بذلك؟ إمّا لأنّ المراد ليعلم رسول الله

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) نفس المصدر والموضع.

(٣) ليس في أ.

(٤) تفسير الفرات / ١٣.

(٥) المصدر: المرقانىّ.

(٦) المصدر: جيد.

(٧) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٨) تفسير البحر المحيط ١ / ٤٢٣.

(٩) أ: بمخالفة. ولعل الصواب: بمخالفته.

١٧٩

والمؤمنون والإسناد إلى ذاته لأنّهم خواصّه. أو لأنّ المراد ليتميّز التّابع من النّاكص، بوضع العلم موضع التّميّز. لأنّ العلم يقع به التّميّز. أو لأنّ المراد لنعلم علما يتعلّق به الجزاء. وهو(١) أن يعلمه موجودا حاصلا. والأخير روى في التّفسير المنسوب إلى الإمام ـ عليه السّلام(٢) ـ وفي الاحتجاج(٣) ـ أيضا.

[وفي تهذيب الأحكام(٤) : الطّاطريّ، عن محمّد بن أبي حمزة، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام. قال: سألته عن قوله ـ عزّ وجلّ ـ( وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ ) ، أمره به؟

قال: نعم! إنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ كان يتقلّب(٥) وجهه في السّماء.

فعلم الله ـ عزّ وجلّ. ـ ما في نفسه. فقال:( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ. فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها ) ](٦)

( وَإِنْ كانَتْ ) :

«إن» هي المخفّفة الّتي تلزمها الّلام الفارقة. والضّمير في «كانت» للصّلاة إلى بيت المقدس، أو لما دلّ عليه قوله «وما جعلنا القبلة» من الرّدّة، أو التّحويلة، أو الجعلة.

( لَكَبِيرَةً ) لثقلية شاقّة،( إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ ) وعرف أن الله يتعبّد بخلاف ما يريده المرء، ليبتلى طاعته في مخالفة هواه.

وفي الكشّاف(٧) ، أنّه يحكى عن الحجّاج، أنّه قال للحسن: ما رأيك في أبي تراب؟

فقرأ قوله.

( إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ ) ثمّ قال: وعليّ منهم وهو ابن عمّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله. وختنه على ابنته. وأقرب النّاس إليه، وأحبّهم.

[وفي كتاب الاحتجاج(٨) ، للطّبرسيّ ـ ره ـ متّصلا باخر الكلام السّابق، أعني :قوله ـ عليه السّلام ـ «وقصده إلى مصالحكم» فقيل: يا بن رسول الله! فلم أمر بالقبلة

__________________

(١) أ: الخبر او هو.

(٢) تفسير العسكري / ٢٢٧.

(٣) الاحتجاج ١ / ٤٥.

(٤) تهذيب الأحكام ٢ / ٤٣.

(٥) ر: تقلّب. المصدر: ينقلب.

(٦) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٧) الكشاف ١ / ٢٠١. (٨) الاحتجاج ١ / ٤٦.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

الشهير بالخفاجي عن البرهان ابراهيم بن أبي بكر العلقمي عن الجلال السيوطي ».

وقال هناك أيضاً في ذكر شيوخ محمد بن محمد بن سليمان الرداني، وهو أحد المشايخ السبعة: « ومنهم أبو الإرشاد علي بن محمد الاجهوري، وقاضي القضاة أحمد بن محمد الخفاجي، كلاهما عن الشمس محمد بن أحمد الرملي عن الشيخ زكريا ».

٧ - وقال ( الدهلوي ) نفسه في ( رسالة أصول الحديث ): « سنن أبي داود عن شيخنا الشيخ أبي طاهر، عن الشيخ حسن العجيمي، عن الشيخ عيسى المغربي، عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي، عن بدر الدين حسن الكرخي - وهو مسند وقته - عن الحافظ أبي الفضل جلال الدين السيوطي - إلخ ».

وبهذا كله يتضح شأن الشهاب الخفاجي

*(١٦٣)*

رواية العزيزي البولاقى الشافعي

روى حديث الثقلين، حيث شرح ما رواه الحافظ الجلال السيوطي في ( الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير )(١) .

ترجمته:

ترجم لهالمحبى في كتابه ( خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٣ / ٢٠١ ). وبمراجعته يظهر أن العزيزي هذا من أكابر أعلام محدثي أبناء السنة

____________________

(١). السراج المنير في شرح الجامع الصغير ١ / ٣٢٢ و ٢ / ٥١.

٤٨١

*(١٦٤)*

رواية المقبلى الصنعاني

روى حديث الثقلين في [ ملحقات الأبحاث المسددة ] حيث قال: « وأعجب من ذلك كله ما ادعاه حثالة المتأخرين أنه انعقد الإجماع على تحريم الخروج على أهل الجور، يعني: وأما وقت الحسين وأهل الحرة ونحوهم فلم يكن اجماع، فحين لم يشفهم سبهم أخرجوهم من أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لان كان من صدق عليه أنه من أمة محمد (ص) فهو معتبر في الإجماع عند من عقل معناه الشرعي، على أن هؤلاء النوكى يصرحون أن معرفة الكتاب والسنة قد استحالت، فكيف يكون الإجماع من الجهال، ظلمات بعضها فوق بعض. انما أرادوا أن يجيبوهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين قال: « انّي تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً، ان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما »، ورواياته مع شواهده متواترة معنى، فأجاب هؤلاء نخلفك فيهما شر خلافة، من قدر على السيف فيستقيد، ومن لم يقدر فبلسانه وقلبه، ومن تأخر زمانه كتاريخنا تناول بعداوته الأولين والآخرين، فكان أعمهم جناية، والله المستعان ».

ترجمته:

١ - محمد بن اسماعيل الامير اليماني في ( الروضة الندية ) و ( ذيل الأبحاث المسددة ).

٢ - والشوكانى في ( البدر الطالع ١ / ٢٨٨ ) و ( اتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر ١١٢ ).

٣ - وعبد الحق بن فضل الله الهندي ثم المكي في ( النكت اللطيفة ).

٤ - والقنوجى في ( التاج المكلل / ٣٧٦ ).

٤٨٢

*(١٦٥)*

اثبات أحمد أفندى الشهير بالمنجم باشى

هو ممن أثبت حديث الثقلين فقد قال رضي الدين الحسيني بترجمته ما نصه:

« قلت: وقد رأيت لهرحمه‌الله تعليقة على الحديث الشريف، وهو قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم خليفتين كتاب الله تعالى حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض - الحديث. وفي بعض الروايات زيادة: فاعرفوا كيف تخلفوني فيهما.

قال رحمه الله تعالى : وقد نقلها سيدي الوالد دام فضله ومن خطهرحمه‌الله نقلت: لا يخفى ان في هذا الحديث الشريف مواضع ينبغي للناظر المتبصر أن يقف على ما فيها من النكات والمزايا - إلخ »(١) .

ترجمته:

وقد ذكر رضي الدين الحسيني بترجمته: « وفي سنة ثلاث عشرة ومائة وألف توفي رئيس المحققين وسلطان المدققين العالم العلامة والفاضل الفهامة أحمد أفندي الشهير بالمنجم باشي، قاله صاحب لسان الزمان، وكان هذا الرجل أعجوبة من عجائب الدهر وفريدة من فرائد العصر، وهو من الأروام، جد واجتهد في طلب العلم. وقرأ على يحيى منقاري زاده وغيره من أكابر العلماء وصارت له يد طولى في علم المعقول والمحكيات والطب، وأما الفلك والتنجيم فكان فريد دهره ووحيد عصره، وكذلك كانت له اليد الطولى في علم العربية مثل النحو والصرف والمعاني والبيان، واتساع في الأدب ومعرفة اشعار العرب وتبحر في علم التاريخ وأخبار الأمم السالفة، واختص بصحبة

____________________

(١). تنضيد العقود السنية.

٤٨٣

السلطان محمد خان بن ابراهيم خان، ولازمه نحواً من عشرين سنة، وكان من خواص جلسائه وندمائه محترماً لديه ومقبولا عنده - الى أن قال:

وكان خفيف الروح، لطيف الشمائل، كثير التواضع، حج في أيام السلطان محمد، وهو في رئاسة، ورجع الى اسطنبول ثم عاد مرة ثانية وأقام بالمدينة المنورة، فأخذ عنه جماعة من أهلها وانتفعوا به، ثم الى مكة شرفها الله، فصحبته وجالسته وقرأت عليه بعض الكتب وانتفعت به، وله حواشي كثيرة نفيسة على علم المعقول والعربية وغير ذلك - انتهى ملخصاً من لسان الزمان »(١) .

*(١٦٦)*

رواية الزرقانى الأزهري المالكي

روى حديث الثقلين حيث شرح الأحاديث التي رواها الشهاب القسطلاني في ( المواهب اللدنية ) كما تقدم، وأضاف عليه أحاديث من مسلم والترمذي وغيرهما(٢) .

ترجمته:

١ - محمد خليل المرادي في ( سلك الدرر في أعيان القرن الحادي عشر ٤ / ٣٢ ).

٢ - والشرقاوى في ( التحفة البهية في الطبقات الشافعية ).

٣ - ومحمد بن محمد الأزهري في ( رسالة الأسانيد ).

٤ - وزيني دحلان في ( السيرة ) حيث ينقل عنه.

٥ - والكاتب الچلبى في ( كشف الظنون ) حيث ذكر كتبه (١٨٩٧).

____________________

(١). تنضيد العقود السنية.

(٢). شرح المواهب اللدنية ٧ / ٤ - ٨.

٤٨٤

*(١٦٧)*

رواية حسام الدين السهارنبورى

روى حديث الثقلين في مواضع من ( مرافض الروافض )، فرواه عن مسلم عن زيد بن أرقم ضمن الأحاديث التي رواها في مناقب أهل البيت.

وروى حديثه هناك أيضاً عن الترمذي.

وهكذا روى حديث جابر عن الترمذي.

ورواه عند الجواب عن حديث الغدير عن الطبراني وغيره بسند صحيح كما صرح بذلك.

*(١٦٨)*

رواية محمد بن معتمد خان البدخشي

روى حديث الثقلين عن مسلم والترمذي والطبراني والحاكم وعبد ابن حميد وابن الأنباري والبارودي والحكيم الترمذي(١) ...

ورواه في كتابه ( نزل الابرار ) عن مسلم عن زيد بن أرقم، وعن الحكيم الترمذي والطبراني عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد(٢) .

ترجمته:

ترجم له جماعة من العلماء، وقد ذكرنا ترجمته عنهم بالتفصيل في مجلد ( حديث الغدير )(٣) .

____________________

(١). مفاتح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.

(٢). نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل البيت الاطهار ١٢.

(٣). وترجمه في نزهة الخواطر ٦ / ٢٥٩ بالشيخ العالم المحدث محمد بن رستم بن قباد الحارثي البدخشي، أحد الرجال المشهورين في الحديث والرجال. ثم ذكر كتبه: تراجم الحفاظ، مفتاح النجا، نزل الأبرار، تحفة المحبين.

٤٨٥

*(١٦٩)*

رواية رضى الدين الشامي الشافعي

روى حديث الثقلين في كتابه ( تنضيد العقود السنية بتمهيد الدولة الحسينية ) كما تقدم آنفاً.

*(١٧٠)*

رواية محمد صدر عالم

روى حديث الثقلين في سياق طرق حديث الغدير، عن الطبراني والحاكم عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم. وعن الحكيم الترمذي والطبراني - بسند صحيح - عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد(١) .

ترجمته:

ترجم له ولي الله الدهلوي ( والد الدهلوي ) في كتابه ( التفهيمات الالهية ). وقد ذكرنا ترجمته في بعض المجلدات بالتفصيل.

*(١٧١)*

رواية ولى الله والد ( الدهلوي )

روى حديث الثقلين عن مسلم والحاكم وأبي عمرو(٢) .

ورواه في كتابه الاخر عن مسلم والترمذي(٣)

____________________

(١). معارج العلى في مناقب المرتضى - مخطوط. وفي نزهة الخواطر ٦ / ١١٣: الشيخ الفاضل، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ثم ذكر مصنفاته ومنها معارج العلى، وذكر كلمة ولى الله وقصيدته في تقريظ معارج العلى.

(٢). ازالة الخفا عن سيرة الخلفا ٢ / ٥٤.

(٣). قرة العينين ١١٩ و ١٦٨.

٤٨٦

ترجمته:

١ - ولى الله نفسه في ( الجزء اللطيف ) و ( التفهيمات الالهية ) و ( الفوز الكبير ).

٢ - ومحمد أمين بن محمد معين السندي في ( دراسات اللبيب في الاسوة الحسنة بالحبيب ).

٣ - وارتضاء العمرى في ( مدارج الاسناد ).

٤ - ورشيد الدين خان في ( غرة الراشدين ) و ( إيضاح لطافة المقال ).

٥ - والقنوجى في ( أبجد العلوم ) و ( اتحاف النبلاء ).

٦ - وولده ( الدهلوي )(١) .

*(١٧٢)*

رواية محمد معين بن محمد أمين السندي

روى حديث الثقلين في ( دراسات اللبيب في الاسوة الحسنة بالحبيب ) كما سيأتي ان شاء الله(٢) .

*(١٧٣)*

رواية محمد بن اسماعيل الامير

روى حديث الثقلين في ( الروضة الندية في شرح التحفة العلوية ) بشرح البيت التالي:

« فغدت عترته من أجلها

عترة المختار نصاً نبويا »

« وغدى السبطان والال

نسبوهم نبوياً علويا »

____________________

(١). وترجم له في نزهة الخواطر ٦ / ٣٩٨ - ٤١٥ ترجمة مفصلة جداً، ووصفه بأوصاف ضخمة، وقد أوردنا طرفاً مما ذكره في مقدمة الكتاب.

(٢). ترجم له في نزهة الخواطر ٦ / ٣٥١ - ٣٥٥ ووصفه بالشيخ الفاضل العلامة أحد للعلماء المبرزين في الحديث والكلام والعربية.

٤٨٧

فروى الحديث عن أحمد والترمذي عن زيد بن أرقم، وعن أبي عمرو الغفاري عن أياس بن سلمة، وعن أحمد عن علي أمير المؤمنينعليه‌السلام . ثم قال: « وحديث الثقلين قد أخرجه أئمة المسانيد عن أكثر من عشرة ( عشرين ظ ) من الصحابة ». كما روى حديث الثقلين عن ( محاسن الازهار لحميد المحلي ) في سياق طرق حديث الغدير.

ترجمته:

١ - الشوكانى في ( البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ٢ / ١٣٣ ).

٢ - والقنوجى في جملة من كتبه منها ( التاج المكلل ٤١٤ ).

*(١٧٤)*

رواية محمد بن على الصبان

روى حديث الثقلين حيث قال: « وعن زيد بن أرقم قال: قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس انما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل - يعني: ملك الموت - فأجيبه، واني تارك فيكم ثقلين، كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله عز وجل وخذوا به وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. رواه مسلم.

ثم رواه عن أحمد، ورواه عن مسلم والنسائي عن زيد بن أرقم »(١) .

____________________

(١). اسعاف الراغبين ١١٠ - ١١١.

٤٨٨

*(١٧٥)*

اثبات محمد مرتضى الزبيدي الحنفي

أثبت حديث الثقلين في ( تاج العروس ): [ والثقل محركة متاع المسافر وحشمه ] والجمع: أثقال [ وكل شيء ] خطير [ نفيس مصون ] له قدر ووزن: ثقل عند العرب [ ومنه ] قيل لبيض النعام ثقل لان آخذه يفرح به وهو قوت، وكذلك [ الحديث اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ] جعلهما ثقلين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لهما. وقال ثعلب: سماها ثقلين لان الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل »(١) .

ترجمته:

ترجم لهالقنوجى في ( أبجد العلوم ) بما ملخصه:

« أبو الفيض محمد مرتضى بن محمد الحسيني صاحب ( تاج العروس شرح القاموس ) السيد الواسطي البلجرامي نزيل مصر، شريف النجار، عظيم المقدار، كريم الشمائل، غزير الفواضل والفضائل.

أخذ العلوم النقلية والعقلية في مدينة زبيد على جماعة أعلام، ثم توجه الى إقليم مصر، واستكمل فيها العلوم النقلية والعقلية، وبرع في جميع العلوم سيما علمي الحديث واللغة، وأدرك شيوخاً من أهل الأسانيد العالية، وألف التآليف النافعة الواسعة.

وقد طبع كتابه تاج العروس شرح القاموس لهذا العهد بمصر القاهرة وشاع في الأمصار، وبلغ الى الأقطار، يتضح من النظر فيه علو كعبه في علم اللغة وكونه اماماً فيه، وشرحه هذا يغني عن حمل جملة الدفاتر المؤلفة في فن اللغة وقد وقع تأليفه في علم الفقه والحديث وأصولهما والتصوف والسير، وكلها نافعة مفيدة على اختصار في أكثرها، وعندي منها نحو سبع عشرة

____________________

(١). تاج العروس من جواهر القاموس ٧ / ٣٤٥.

٤٨٩

رسالة.

استجاز منه الملك الأعظم أبو الفتح نظام الدين عبد الحميدخان سلطان الروم لكتب الحديث، فكتب له الاجازة وسند الحديث المسلسل المأثور المشهور: الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، مع غيره من الإجازات.

وقد أفنىرحمه‌الله عمره في اشتغال العلم والتدريس بمصر، والعلم عند الله سبحانه وتعالى ».

*(١٧٦)*

رواية أحمد بن عبد القادر العجيلى

روى حديث الثقلين بشرح قوله: « والزم بحبل الله ثم اعتصم » قائلا: « قال الله تعالى:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) . و قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي: أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي ان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، وسيأتي تحقيق ذلك ».

ثم روى حديث زيد بن أرقم، ورواه بلفظ الطبراني أيضاً، مع تحقيق معنى الحديث وشرحه(١) .

ترجمته:

١ - أحمد بن محمد الشيرواني في ( المناقب الحيدرية ).

٢ - وعبد الرحمن بن سليمان بن يحيى بن عمر في ( النفس اليماني والروح الريحاني في إجازة القضاة بني الشوكاني ).

٣ - والقنوجى وهذه خلاصة ما ذكره: « الشيخ العلامة المشهور،

____________________

(١). ذخيرة المآل في شرح عقد جواهر اللئال في مناقب الال - مخطوط.

٤٩٠

عالم الحجاز على الحقيقة لا المجاز أحمد بن عبد القادر بن بكري العجيليرحمه‌الله ، لم يزل مجتهداً في نيل المعالي، وكم سهر في طلبها الليالي، حتى فاز من ذلك بالقدح المعلى وصلى في محرابها وجلى. أخذ العلوم عن آبائه الكرام وعن غيرهم من الاعلام، وله مؤلفات في التصوف والتوحيد والعقائد الإلهيات والنبويات »(١) .

*(١٧٧)*

رواية محمد مبين اللكهنوى

روى حديث الثقلين في ( وسيلة النجاة في مناقب السادات ) عن مسلم عن زيد بن أرقم، وعن المشكاة عن الترمذي عن جابر بن عبد الله، وعن الترمذي عن زيد بن أرقم، وعن الحاكم عنه.

هذا، وقد صرح في مقدمة كتابه هذا بأنه قد التزم فيه بالرواية عن الكتب المعتبرة، وبإيراد الأحاديث الصحيحة، معرضاً عن الضعاف المتروكة والموضوعات المطروحة، مقتصراً على ما كان ثابتاً وحقاً، غير ملتفت الى ما كان باطلا وضعيفاً(٢) ...

*(١٧٨)*

رواية محمد اكرام الدين الدهلوي

روى حديث الثقلين في كتابه ( سعادة الكونين في بيان فضائل الحسنين ) عن المشارق والمصابيح وغيرهما، مترجماً إياه الى الفارسية.

____________________

(١). التاج المكلل: ٥٠٩.

(٢). ترجم له في نزهة الخواطر ٧ / ٤٠٣ بقوله: الشيخ الفاضل الكبير مبين بن محب اللكهنوى أحد الفقهاء الحنفية ثم ذكر كتابه. و وفاته سنة ١٢٢٥.

٤٩١

ترجمته:

أثنى عليه حيدر علي الفيض آبادي في كتابه ( إزالة الغين )، وعده من كبار العلماء والمحدثين الذين يلعنون يزيد بن معاوية، وعد كتابه ( سعادة الكونين ) من الكتب التي ألفها علماء أهل السنة في فضائل أهل البيتعليهم‌السلام ، متوخياً بذلك اثبات ولائهم لهم ومحبتهم إياهم، وهكذا اعتمد على كتابه المذكور واستند اليه في مباحث كتابه ( إزالة الغين ). وهذا المقدار كاف لمعرفة شأن إكرام الدين الدهلوي واعتبار كتابه(١) .

*(١٧٩)*

رواية ميرزا حسن على المحدث اللكهنوى

روى حديث الثقلين في ( تفريح الأحباب في مناقب الال والاصحاب ) حيث قال: « عن زيد بن أرقم قال: قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، الا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. و في رواية: كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة. رواه مسلم ».

و رواه عن الترمذي عن جابر، وعنه عن زيد بن أرقم(٢) .

____________________

(١). وترجم له في نزهة الخواطر ٧ / ٦٩ بقوله: الشيخ العالم المفتي إكرام الدين أحد العلماء المشهورين ثم ذكر مصنفاته وعد منها: سعادة الكونين.

(٢). ترجم له في نزهة الخواطر ٧ / ١٣٦ ووصفه بالشيخ العالم المحدث، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث. وارخ وفاته بسنة ١٢٥٥.

٤٩٢

*(١٨٠)*

اثبات عبد الرحيم الصفي بورى

أثبت حديث الثقلين في مادة « ثقل » حيث قال ما تعريبه: « والثقل محركة متاع المسافر وحشمه الجمع أثقال، وكل شيء نفيس محفوظ. ومنه الحديث « اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي »(١) .

*(١٨١)*

رواية ولى الله اللكهنوى

روى حديث الثقلين عن مسلم عن زيد بن أرقم، وعن الصواعق المحرقة عن الطبراني بسند صحيح.

هذا، وقد صرح في مؤلفه المذكور بأنه التزم فيه بالنقل من الكتب المعتبرة من الصحاح والتواريخ منبهاً على أسامي الكتب، معرضاً عن الضعاف المتروكة عند علماء الحديث، مقتصراً على ما تواتر من الأحاديث أو اشتهر أو كان من الحسان(٢) .

*(١٨٢)*

رواية رشيد الدين خان الدهلوي

روى حديث الثقلين في كتابه ( الحق المبين في فضائل أهل بيت سيد المرسلين ) عن الصواعق والشفاء وقرة العينين ونزل الأبرار وأحمد وابن جرير

____________________

(١). منتهى الارب ١ / ١٤٣. وتوجد ترجمة الصفي پورى في نزهة الخواطر ٧ / ٢٥٨. قال: الشيخ الفاضل العلامة عبد الرحيم بن عبد الكريم الصفي پورى أحد العلماء المبرزين في النحو واللغة. توفى ١٢٦٧.

(٢). مرآة المؤمنين - مخطوط وتوجد ترجمة ولى الله هذا في نزهة الخواطر ٧ / ٥٢٧ قال: الشيخ الفاضل العلامة أحد الاساتذة المشهورين ثم ذكر مصنفاته وعد منها - مرآة المؤمنين. وارخ وفاته بسنة ١٢٧٠.

٤٩٣

والحاكم وشرح المقاصد. وقد تقدمت هذه الروايات.

وهكذا رواه في كتابه ( ايضاح لطافة المقال )(١) .

*(١٨٣)*

اثبات عاشق على خان اللكهنوى

أثبت حديث الثقلين في ( ذخيرة العقبى في ذكر فضائل أئمة الهدى ) حيث قال ما تعريبه: الحق أن مثل هذه الجرأة تختص بهؤلاء حيث لا يتحرجون من الافتراء، والا فان مما لا شك فيه - وهو كالشمس في الوضوح - أن الفرقة المحقة لا يفتخرون الا بركوب سفينة أهل البيت والتمسك بحديث الثقلين، وهو لا يوجد في غيرهم ».

*(١٨٤)*

رواية حسن العدوى الحمزاوى

روى حديث الثقلين عن ابن حجر عن أحمد في مسنده، وعن السيوطي عن مسلم والنسائي(٢) .

هذا وتبين التقاريظ المطبوعة في خاتمة الكتاب في طبعاته المصرية من أدباء مصر مع كلمات الحمزاوي نفسه، تبين ما لهذا الكتاب من قيمة واعتبار لدى العلماء ورجال الحديث.

____________________

(١). وقد ترجم له في نزهة الخواطر ٧ / ١٧٧ وأثنى عليه الثناء الكبير وذكر تتلمذه على صاحب التحفة وأخويه حتى صار علماً مفرداً في العلم معقولا ومنقولا، ونقل عن صاحب اليانع الجنى الثناء عليه وقوله: دأبه الذب عن حمى السنة والجماعة والنكاية في الرافضة المشائيم، صنف في الرد عليهم ما يعظم موقعه عند الجدليين من أهل النظر!! ثم ذكر مصنفاته. وارخ وفاته بسنة ١٢٤٣.

(٢). مشارق الأنوار في فوز أهل الاعتبار: ٨٦.

٤٩٤

*(١٨٥)*

رواية سليمان البلخي القندوزى

عقد لحديث الثقلين وحديث الغدير فصلا خاصاً، فروى حديث الثقلين برواياته وطرقه المتكثرة عن أساطين الحديث، وأرباب الصحاح والمسانيد، فرواه عن مسلم والترمذي والثعلبي وأحمد وعبد الله بن أحمد والسمهودي والخوارزمي والسيد علي الهمداني والزرندي في آخرين عن كبار الصحابة(١) .

*(١٨٦)*

رواية حسن زمان

روى حديث الثقلين في ( القول المستحسن في فخر الحسن ) حيث قال: « وقد قال المناوي في شرح الجامع الصغير في حديث: « انّي تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » رواه أحمد والطبراني والضياء في المختارة عن زيد بن ثابت، قال الهيتمي رجاله موثقون، ورواه أيضاً بسند لا بأس به الحافظ عبد العزيز بن الأخضر ، وزاد كونه في حجة الوداع، ووهم من زعم وضعه كابن الجوزي. قال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة.

تنبيه: قال الشريف: هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمان الى قيام الساعة، حتى يتوجه الحث المذكور الى التمسك به، كما أن الكتاب كذلك، فلذلك كانا أماناً لأهل الأرض فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض، انتهى بلفظه الشريف ».

____________________

(١). ينابيع المودة ٢٧ - ٤١.

٤٩٥

*(١٨٧)*

رواية صديق حسن خان

روى حديث الثقلين في كتابه ( السراج الوهاج في شرح صحيح مسلم ابن الحجاج ) حيث شرح روايات مسلم من روايات حديث الثقلين. كما أنه أضاف عليها من الترمذي وغيره.

ترجمته:

ترجم له جماعة، كما ترجم هو نفسه في الكتب التالية:

١ - الحطة في ذكر الصحاح الستة.

٢ - اتحاف النبلاء المتقين باحياء مآثر الفقهاء والمحدثين.

٣ - أبجد العلوم.

٤ - التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والاول.

٤٩٦

الفهرس

كلمة المؤلف تمهيدات ١٣

الباب الاول الالتزام بآداب المناظرة وقواعد البحث ٢٩

الباب الثاني أسلوبه في الاستدلال ٣٣

١ - البحث السندى ٣٤

توثيق الرواة: ٢ - البحث الدلالى ١ - الاحتجاج بأخبار أهل السنة لا بأخبار الشيعة ٣٧

٢ - الرجوع الى كتب أهل السنة في كل فن ٣٨

« تنبيه » ٣ - الاستناد الى فهم الاصحاب ٤٨

أ - في معنى « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ٤٩

ب - في معنى حديث الطائر ٥٠

ج - في معنى ثلاثة أحاديث ٥٢

د – في معنى حديث المنزلة ه - في معنى حديث التشبيه ٥٣

٤ - الاستدلال بالقواعد المقررة أ - قاعدة « تقدم المثبت على النافي » ٥٤

ب - قاعدة « عدم حمل الاستثناء على المنفصل ما أمكن المتصل » ج - قاعدة « الحمل على المعنى » ٥٥

د - قاعدة « الحديث يفسر بعضه بعضاً » ه - قاعدة « لزوم حمل اللفظ المشترك عند فقد المخصص على جميع معانيه » ٥٦

الباب الثالث أسلوبه في الرد ٥٧

(١) - نقل كلام الخصم كاملا (٢) - الاستيعاب الشامل ٥٨

(٣) - التتبع الهائل ٦٠

(٤) - الكشف عن الجذور أ - انتحال الدهلوي لبحوث الآخرين ٦٢

٤٩٧

ب - نسب لا أصل لها ٦٣

ج - تحريفات وتصرفات ٦٤

(٥) - التنبيه على موارد مخالفة الالتزامات: ٧٠

(٦) - رد بعضهم ببعض ٧٢

(٧) - النظر في أسانيد الأحاديث ٧٦

(٨) - النظر في شأن صدورها ٧٩

(٩) - النظر في متونها ٨٠

(١٠) - النقض ٨٢

(١١) - المعارضة ٨٣

(١٢) - الإلزام ٨٥

الباب الرابع بحوث وتحقيقات في كتاب العبقات ١ - أحاديث موضوعة ٨٧

٢ - عدالة الصحابة ٩٠

٣ - الحسن والقبح العقليان ٩١

٤ - موقف أهل السنة من أئمة أهل البيت ٩٢

٥ - حول الصحيحين ليس كل ما في الكتابين بصحيح ٩٣

ليس كل ما ليس في الكتابين بغير صحيح ٩٤

تعصب المؤلفين في الامامة والمناقب ٦ - تحقيق حال رجال ٩٥

أ - تحقيق حال عباد بن يعقوب الرواجني ٩٦

ب - تحقيق حال ابن عقدة ٩٧

ج - تحقيق حال الأجلح بن عبد الله د - تحقيق حال سبط ابن الجوزي ٩٨

هـ - تحقيق حال الجاحظ ٩٩

٧ - تحقيق حال كتب أ - تحقيق حول مسند أحمد ١٠٠

ب - تحقيق حول الموضوعات لابن الجوزي ١٠١

ج - كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة د - كتاب سر العالمين للغزالى ١٠٢

٨ - تحقيق حول انتشار العلوم في البلاد الإسلامية ١٠٣

٤٩٨

٩ - تحقيق حول سلاسل الصوفية الباب الخامس ( كتاب عبقات الأنوار ) ١ - في سبيل التأليف ١٠٦

٢ - أثر الكتاب أ - في أوساط الهند ١٠٨

ب - في الاوساط الأخرى ١٠٩

٣ - تقاريظ الكتاب ١١٠

تقريظ سيد الطائفة في عصره المجدد السيد الميرزا الشيرازي(٢) ١١١

تقريظ خاتمة المحدثين الميرزا حسين النوري(١) ١١٣

تقريظ الفقيه الكبير الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري(١) ١١٥

تقريظ سماحة العلامة الحجة الفقيه السيد محمد حسين الشهرستاني(١). ١١٦

٤ - بعض ما قيل في الكتاب ١ - الميرزا أبو الفضل الطهراني: ١١٨

٢ - السيد محسن الامين العاملي: ٣ - وقال شيخنا الحجة الطهراني: ١١٩

٤ - وقال المحدث الكبير الشيخ القمي ما تعريبه: ٥ - وقال المحقق الشيخ محمد على التبريزي ما تعريبه: ٥ - الأحاديث التي تم البحث عنها ١٢٠

٦ - مؤلفو هذه المجلدات وما طبع منها ١٢٢

٧ - استفادة المؤلفين من الكتاب ١٢٣

٨ - ترجمته الى اللغات ٩ - فشل القوم في الرّد عليه ١٢٥

الباب السادس ترجمة مشاهير بيت صاحب العبقات(١). ترجمة السيد محمد قلى ١٢٨

ولادته: ١٢٩

مؤلفاته: ١٣٠

وفاته: *(٢)* ترجمة السيد حامد حسين كلمات العلماء في حقه: ١ - قال الحجة الامين العاملي: ١٣١

أساتذته: ١٣٥

تصانيفه: ١٣٦

وفاته: رثاؤه: ١٣٨

*(٣)* ترجمة السيد اعجاز حسين ١٣٩

٤٩٩

*(٤)* ترجمة السيد سراج حسين ١٤١

*(٥)* ترجمة السيد ناصر حسين ١٤٢

*(٦)* ترجمة السيد ذاكر حسين ١٤٦

*(٧)* ترجمة السيد محمد سعيد ولادته: اساتذته: ١٤٧

وفاته: *(٨)* ترجمة السيد محمد نصير ١٤٩

الباب السابع المكتبة الناصرية ١٥٠

الباب الثامن كتاب التحفة الاثنا عشرية ١٥٥

أ - فهرس هذا الكتاب ١٥٦

ب - طبعاته: ج - ترجمته الى مختلف اللغات: ١٥٧

د - الردود عليه ١٥٩

الباب التاسع ترجمة صاحب التحفة ١٦٠

الباب العاشر في علمنا في الكتاب ١٦٥

في طريق العمل ١٦٦

١ - الاسلوب في التعريب ٢ - الاسلوب في التحقيق ١٦٧

٣ - الأسلوب في التخليص ١٦٨

٤ - الأسلوب في التعليق ١٧٠

٥ - الاسلوب في التنظيم ١٧١

حديث الثقلين ١٨٣

كلمة المؤلف ١٨٥

كلمة السيد صاحب العبقات ١٨٧

كلام الدهلوي حول حديث الثقلين ١٩٠

الرد: ١٩٤

أسماء الرواة والمخرجين لحديث الثقلين ١٩٧

رواية سعيد بن مسروق الثوري ٢١١

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507