نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 373

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 373 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 298908 / تحميل: 6695
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

الخجل ، على أوراق العار والفشل ، بقلم الخوف والوجل!

ولقد ألّف العلاّمة أبو العبّاس أحمد بن علي المقريزي الشافعي كتابه المشهور «النزاع والتخاصم بين بني اميّة وبني هاشم» وذكر فيه بعض أعمال بني اميّة القبيحة وجرائمهم الفظيعة ، فإنّهم لم يرحموا حيّا ولم يحترموا ميتا من شيعة آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الموالين لعليّ بن أبي طالب أمير المؤمنينعليه‌السلام وأولاده الغرّ الميامين.

وهنا اسمحوا لي أن أذكر لكم ـ كنموذج على ذلك ـ مثالين من هذا الكتاب ، حتّى تطّلعوا على الجرائم البشعة لبني اميّة ، وتعرفوا حقيقة أمرهم ، كي لا تتعجّبوا من كلامي ولا تستغربوه ، وتعرفوا أنّ ما أقوله لكم إنّما هو عن دليل وبرهان!

شهادة زيد بن عليّعليه‌السلام

قال المقريزي وغيره من المؤرخين : لمّا هلك يزيد بن عبد الملك ، تولّى الحكم أخوه هشام ، فبدأ بالجور والعدوان على أهل البيتعليهم‌السلام وشيعتهم ، فكتب إلى عمّاله بالتضييق عليهم وسجنهم والفتك بهم ، وأمر عامله على الكوفة يوسف بن عمر الثقفي ، أن يهدم دار الكميت شاعر أهل البيتعليهم‌السلام وأن يقطع لسانه ، لأنّه مدح آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !!

وكتب إلى عامله على المدينة خالد بن عبد الملك بن الحارث : أن يحبس بني هاشم فيها ويمنعهم من السفر! فنفّذ خالد أمر هشام ، وضيّق على الهاشميّين ، وأسمع زيد بن الإمام زين العابدينعليه‌السلام ما يكره ، فخرج زيد إلى الشام ليشكوا خالدا إلى هشام ، فأبى هشام أن يأذن له ، فأرسل إليه زيد رسالة يطلب الإذن بها له ، فكتب هشام في أسفلها :

٦١

ارجع إلى أرضك ، فقال زيد : والله لا أرجع. وأخيرا أذن له هشام وأمر خادما أن يتبعه ويحصي ما يقول. فسمعه يقول : والله ما أحبّ الدنيا أحد إلاّ ذلّ.

وأمر هشام جلساءه أن يتضايقوا في المجلس حتّى لا يقرب منه.

فلمّا دخل زيد لم يجد موضعا يجلس فيه ، فعلم أنّ ذلك قد فعل عمدا ، واستقبله هشام بالشتم والسباب ، بدل التكريم والترحاب!

وفي المقابل لم يسكت زيد عن الجواب ، وإنّما أسمع هشاما ما لم يحبّ أن يسمع ، فلم يتحمّل هشام وأمر بطرده ، دون أن يسمع شكواه ، فأخذ الغلمان بيده ليخرجوه ، فأنشد زيد :

شرّده الخوف وأزرى به

كذاك من يكره حرّ الجلاد

قد كان في الموت له راحة

والموت حتم في رقاب العباد

فخرج من مجلس هشام وتوجّه إلى الكوفة ، فحدّث الناس بظلم الخليفة وعمّاله ، فبايعه خلق كثير فيهم الأشراف والعلماء ، لأنّهم وجدوه أهلا للقيادة ، فهو سيّد هاشمي ، وفقيه تقيّ ، وشجاع باسل.

ولمّا رأى أعوانا ، نهض ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويدفع الظلم والضيم عن نفسه وعن المؤمنين ، فدارت المعركة بينه وبين يوسف الثقفي والي الكوفة وجيشه الجرّار. ولكن أصحاب زيد تركوا زيدا وحده قبل أن يخوض الحرب ويدخل في غمراتها ، ولم يبق معه إلاّ نفر قليل!! ورغم ذلك فقد دخل زيد الحرب وجاهد بشجاعة وبسالة هاشمية وهو يرتجز :

أذلّ الحياة وعزّ الممات

وكلا أراه طعاما وبيلا

فإن كان لا بدّ من واحد

فسيري إلى الموت سيرا جميلا

٦٢

فبينما هو يجاهد في سبيل الله ويحارب الأعداء ، إذ وقع سهم في جبهته ، فلمّا انتزعوه سقط شهيدا.

وكان ذلك في اليوم الثامن من شهر صفر عام ١٢١ ه‍ ، وكان عمره الشريف اثنتين وأربعين سنة ؛ فرثاه الحسن الكناني بأبيات منها :

فلمّا تردّى بالحمائل وانتهى

يصول بأطراف القنا الذوابل

تبيّنت الأعداء أنّ سنانه

يطيل حنين الامّهات الثواكل

تبيّن فيه ميسم العزّ والتقى

وليدا يفدّى بين أيدي القوابل

فحمله ابنه يحيى بإعانة عدّة من أنصاره ، ودفنه في ساقية وردمها وأجرى عليها الماء لكي لا يعلم أحد مدفنه ولكن تسرّب الخبر إلى يوسف ابن عمر ، فأمر بنبش القبر وإخراج الجسد الطاهر ، ثمّ أمر بقطع رأسه الشريف فقطع وبعث به إلى الشام ، فلمّا وصل الرأس الشريف إلى الشام كتب هشام إلى واليه على الكوفة : أن مثّل ببدنه واصلبه في كناسة الكوفة.

ففعل والي الكوفة يوسف بن عمر ذلك ، وصلبه في ساحة من ساحات الكوفة حقدا وعدوانا ، وراح الشاعر الأموي يفتخر بهذه الجريمة البشعة ويقول في قصيدة جاء فيها :

صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة

ولم أر مهديّا على الجذع يصلب!

فبقي أكثر من أربع سنين مصلوبا ، حتّى هلك هشام وتولّى بعده الوليد بن يزيد ، فكتب إلى عامله بالكوفة : أحرق زيدا بخشبته وأذر رماده.

ففعل وأذرى رماده على شاطئ الفرات!(١) .

__________________

(١) وأمّا الرأس الشريف ، فقد بعثه هشام من الشام إلى المدينة ونصب عند قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وكان العامل عليها : محمد بن إبراهيم بن هشام المخزومي.

٦٣

شهادة يحيى بن زيد

وفعلوا نفس الصنيع بولده يحيى ، فإنّه قام ضدّ ظلم بني أميّة وجورهم ، والتاريخ يذكره بالتفصيل(١) واستشهد في ميدان القتال ،

__________________

فطلب منه الناس أن ينزّل الرأس الشريف فأبى ، فضجّت المدينة بالبكاء.

وكان الوالي يجمع أنصاره ، وهم السفلة والأراذل ، ويأمرهم بسب عليّ وبنيه وشيعته ، وبقي على ذلك سبعة أيّام!!

ثم سيّر الرأس الشريف إلى مصر ، فنصب بالجامع ، فسرقه أهل مصر ودفنوه بالقرب من جامع ابن طولون.

ويعتقد بعض المحقّقين أنّ المسجد المعروف اليوم بمسجد رأس الحسين عليه‌السلام بالقاهرة ، هو مدفن رأس حفيده : «زيد بن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ».

وكانت كنيته : أبو الحسين. «المترجم».

(١) خرج يحيى من الكوفة ليلا بعد استشهاد أبيه ودفنه ، وقد وكّل الحاكم حريث الكلبي بتعقّبه والقبض عليه ، ولكن لم يتمكّن منه ، فوصل يحيى إلى الريّ ومنها إلى خراسان. فنزل في «سرخس» عند يزيد بن عمرو التيمي وبقي ستّة أشهر ثم خرج الى بلخ ونزل عند حريش بن عبد الرحمن الشيباني ، وبقي عنده حتّى هلك هشام وتولّى بعده الوليد بن يزيد ، وكتب يوسف بن عمر عامل الكوفة إلى نصر بن سيّار عامل خراسان : بأنّي استخبرت أنّ يحيى بن زيد أقام في بلخ عند حريش بن عبد الرحمن الشيباني ، فابعث إليه حتّى يسلّمك يحيى ، فكتب نصر لعامل بلخ : خذ حريش ولا تطلقه حتّى يسلّمك يحيى بن زيد.

فألقى عامل بلخ القبض على حريش وطلب منه ضيفه يحيى ، فأبى حريش تسليمه ، فأمر العامل بتعذيب حريش ، فضربوه ستّمائة جلدة ، وهو يأبى تسليم يحيى.

٦٤

__________________

وكان لحريش ولد يسمّى قريشا ، لمّا رأى ما نزل بأبيه من الضرب والتعذيب ، قام مع جماعة من أصحابه يفتش عن يحيى ، فلقيه في دار مع يزيد بن عمرو وهو صاحبه من الكوفة ، فجاءوا بهما إلى عامل بلخ وسلّمهما هو إلى نصر بن سيّار فسجنهما ، وكتب إلى يوسف بن عمر بالكوفة يخبره بذلك ، وكتب يوسف بالخبر إلى الوليد ابن يزيد بالشام ، فأمره الوليد أن يطلق يحيى وصاحبه من السجن ، وكتب يوسف ابن عمر الثقفي إلى نصر يخبره برأي الخليفة.

فطلب نصر بن سيّار ، يحيى بن زيد الشهيد وحذّره من الخروج. ثمّ أعطاه عشرة آلاف درهم وبغلتين ، له ولصاحبه ، وأمرهما أن يلتحقا بالوليد بن يزيد بالشام.

ولكن يحيى توجّه مع صاحبه إلى سرخس ومنها إلى أبرشهر فطلبه عمرو بن زرارة والي أبرشهر وأعطاه ألف درهم نفقة الطريق وأخرجه إلى بيهق.

فلمّا وصل إلى بيهق التفّ حوله جماعة وعاهده سبعون رجلا على أن يقاتلوا معه من قاتل.

فاشترى يحيى لهم خيلا وسلاحا وخرج على عمرو بن زرارة ، فكتب عمرو إلى نصر يخبره بذلك ، وكتب نصر إلى عبد الله بن قيس عامل سرخس ، وإلى حسن ابن زيد عامل طوس ، يأمرهم أن يلتحقا مع جنودهما بعمرو بن زرارة عامله على أبرشهر ، ويقاتلا تحت لوائه.

فوصلا إلى أبرشهر ومعهما عشرة آلاف مقاتل. وفور وصولهم هجموا على يحيى وأصحابه. وثبت يحيى مع قلّة جنده ، ثبات الأبطال ، وأبدوا شجاعة وبسالة قلّ مثلها في التاريخ ، فنشبت حرب حامية ودارت معركة دامية حتّى قتل عمرو بن زرارة وانهزم جيشه. وتركوا غنائم كثيرة ليحيى وأصحابه ، فقويت شوكته وكثرت عدّته. وتوجّه إلى هراة ومنها إلى جوزجان في بلاد خراسان.

وامّا نصر بن سيّار فقد بعث سالم بن أحور مع ثمانية آلاف فارس شامي وغير شامي ، لقتال يحيى بن زيد.

٦٥

فقطعوا رأسه وبعثوه إلى الشام وصلبوا جسده الشريف ستّ سنين ـ وقد بكى عليه المؤالف والمخالف ـ حتّى مات الوليد ، ونهض أبو مسلم الخراساني واستولى على تلك البلاد فأمر فانزل جسد يحيى الشهيد ودفن في جرجان وقبره اليوم مزار يتوافد المؤمنون لزيارته.

بعد هذا الحديث الحزين تأثّر كلّ الحاضرين وتألّموا ، وبكى بعضهم على مصائب آل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولعنوا بني أميّة الظالمين.

سرّ وصيّة الإمام أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام

إنّ فاجعة قتل زيد وابنه يحيى وصلبهما ، واحدة من آلاف

__________________

فالتقى الجيشان في قرية «أرغوى» ودارت بينهما معركة ضارية ، دامت ثلاثة ايّام بلياليها ، وقتل جمع كثير من الفريقين ، وبينما كان يحيى يخوض غمار الحرب ويجاهد الاعداء إذ جاءه سهم وقع في جبهته ، ومضى شهيدا كأبيه زيد المظلومعليه‌السلام .

فقطعوا رأسه الشريف وبعثوه إلى نصر بن سيّار عامل خراسان ، وبعث هو به إلى الوليد بن يزيد في الشام ، وكان ذلك في سنة ١٢٥ ه‍.

وصلبوا جثمانه على بوّابه جوزجان وبقي مصلوبا إلى أن قام أبو مسلم الخراساني ضدّ بني أميّة وقوّض دولتهم ، فأمر بأن ينزلوا جسد يحيى ويدفنوه.

وأمر كذلك بأن يسمّوا كلّ من يولد ذلك العام في خراسان باسم يحيى ، ويوجد هذا اليوم قبران باسمه الشريف ، تقصدهما الوفود والزائرون ، ويتوسّلون به إلى الله تعالى في قضاء حوائجهم.

أحدهما في مدينة «كنبد كاووس» وهي تبعد عن جرجان ثلاثين كيلومترا.

وآخر في جوزجان في قرية تسمّى : «ميامي» وهي تبعد عن مدينة مشهد الإمام الرضا عليه‌السلام قرابة مائة كيلومتر. «المترجم».

٦٦

الفجائع التي أحدثتها أيدي بني أميّة ، بعد قتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

فيا ترى ما الذي كان يمنعهم ، إذا سنحت لهم الفرصة ، أن يصنعوا بجسد الإمام عليّعليه‌السلام الزكيّ الطاهر ، ما صنعوه بجسد حفيده المظلوم زيد بن الإمام زين العابدينعليه‌السلام ؟!

فقد جاء في كتاب منتخب التواريخ : انّ الحجّاج بن يوسف الثقفي نبش حواليّ الكوفة آلاف القبور ، يفتّش عن جثمان الإمام عليّعليه‌السلام !!

فلعلّه لهذا السبب وصّى بنيه أن يدفنوه ليلا لا نهارا ، وسرّا لا جهارا ، ويعفّوا موضع قبره ويخفوه على الناس. وكان كذلك حتى عهد هارون الرشيد.

اكتشاف قبر الإمام أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام

خرج الرشيد يوما للقنص والصيد إلى وادي النجف في ظهر الكوفة ، وكانت هناك آجام أصبحت أوكارا للحيوانات.

قال عبد الله بن حازم : فلمّا صرنا إلى ناحية الغريّ ، رأينا ظبية فأرسلنا إليها الصقور والكلاب ، فحاولتها ساعة ثمّ لجأت الظبية إلى أكمة فاستجارت بها ، وتراجعت الصقور والكلاب ، فتعجّب الرشيد من ذلك!

ثمّ إنّ الظباء هبطت من الأكمة ، فتعقّبتها الصقور والكلاب ، فرجعت الظباء إلى الأكمة ، فتراجعت عنها الصقور والكلاب ، ففعلت ذلك ثلاثا.

٦٧

فقال هارون : اركضوا إلى هذه الأنحاء والنواحي فمن لقيتموه ائتوني به ، فأتيناه بشيخ من بني أسد.

فقال له هارون : ما هذه الأكمة؟

قال الشيخ : إن جعلت لي الأمان أخبرتك!

فقال : لك عهد الله وميثاقه أن لا أهيجك ولا أؤذيك.

قال الشيخ : جئت مع أبي إلى هنا فزرنا وصلّينا فسألت أبي عن هذا المكان.

فقال : عند ما تشرّفت بزيارة هذه البقعة مع الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام قال : هذا قبر جدنا علي بن أبي طالبعليه‌السلام وسيظهره الله تعالى قريبا.

فنزل هارون ودعا بماء فتوضّأ وصلّى عند الأكمة وتمرّغ عليها وجعل يبكي. وبعده أمر ببناء قبّة على القبر! ومنذ ذلك اليوم لم يزل البناء في تطوّر ، وهو اليوم صرح بديع لا يوصف.

الحافظ : أظنّ إنّ قبر مولانا عليّ بن أبي طالب ، لم يكن في النجف ، ولا في الموضع الذي ينسب إليه ، لأنّ العلماء اختلفوا فيه ، فمنهم من يقول : دفن في قصر الإمارة. ومن قائل : إنّه في جامع الكوفة. وقول : إنّه في باب كندة. وقيل : إنّه دفن في رحبة الكوفة. وهناك من يقول : حمل إلى المدينة ودفن في البقيع. وبالقرب من كابل في أفغانستان أيضا قبر ينسب إليه!

ويقال : إنّ جسد مولانا عليّ (كرّم الله وجهه) ، وضع في صندوق وحمل على بعير ساروا به نحو الحجاز ، فاعترضهم عدد من قطّاع الطريق وظنّوا أنّ فيه أموالا فسرقوه ، ولمّا فتحوا الصندوق وجدوا فيه جثمان عليّ بن أبي طالب ، فذهبوا به إلى ذلك المكان من

٦٨

أفغانستان ، فدفنوه ، والناس عموما يحترمون ذلك القبر ويزورونه!

قلت : هذا الخبر مضحك جدّا ، فربّ مشهور لا أصل له ، وهو للاسطورة أقرب.

وأمّا الاختلاف في موضع قبر الإمام عليّعليه‌السلام فقد جاء على أثر وصيّته بإخفاء قبره الشريف ، وإنّما لم أشرح لكم الموضوع بالتفصيل رعاية للوقت.

فقد روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام : إنّ أمير المؤمنين أوصى ابنه الحسن وقال له ما مضمونه : بنيّ إذا دفنتني في النجف ورجعت إلى الكوفة ، فاصنع في أربعة مواضع أربعة قبور : ١ ـ مسجد الكوفة ٢ ـ الرحبة ٣ ـ الغريّ ٤ ـ دار جعدة بن هبيرة.

وإنّ هذا الاختلاف الذي تذكره ، إنّما يكون بين علمائكم ، لأنّهم أخذوا كلام هذا وذاك ، ولم يأخذوا بكلام العترة النبوية حتّى في تعيين موضع قبر أبيهم ، سيّد العترة ، الإمام عليّعليه‌السلام !!

وأمّا إجماع علماء الشيعة فهو على أنّ قبر الإمام عليّعليه‌السلام في النجف الأشرف ، وفي الموضع المنسوب إليه ، وهم أخذوا هذا الخبر الصحيح من أهل بيته «وأهل البيت أدرى بما في البيت» ومن الواضح أنّ أولاد عليّعليه‌السلام الّذين قاموا بدفنه أعلم من غيرهم بموضع قبره ، والعادة في مثل هذه الاختلافات أن يرجعوا إلى الأبناء في تعيين قبر أبيهم. ولكن قاتل الله العناد!!

وإنّ العترة الهادية وأئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، اتّفقوا وأجمعوا على أنّ قبر جدّهم أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إن هو إلاّ في النجف وفي الموضع الذي اشتهر به ، وحرّضوا المسلمين ليزوروا قبر أبي الحسن عليّ بن

٦٩

أبي طالبعليه‌السلام في ذلك الموضع.

ذكر سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواصّ» ص ١٦٣(١) : إختلاف الأقوال في قبر الإمام عليّعليه‌السلام ـ إلى أن قال : ـ والسادس : إنّه على النجف في المكان المشهور الذي يزار فيه اليوم ، وهو الظاهر ، وقد استفاض ذلك.

وعلى هذا القول كثير من علمائكم ، كأمثال خطيب خوارزم في المناقب ، وخطيب بغداد في تاريخه ، ومحمد بن طلحة في «مطالب السئول» وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، والفيروزآبادي في القاموس ـ في كلمة : النجف ـ وغيرهم.

أبناء إبراهيم المجاب

صار حوارنا مصداقا للمثل : «الكلام يجر الكلام» وأعود الآن لأتحدّث عن نسبي :

توفّي السيّد إبراهيم المجاب بن السيد محمد العابد في كربلاء المقدّسة ، ودفن عند قبر جدّه سيّد الشهداء الإمام الحسينعليه‌السلام ، ومرقده اليوم مزار المؤمنين. وخلّف ثلاثة أولادا وهم : السيد أحمد ، والسيد محمود ، والسيد علي. فهاجروا الى بلاد إيران ليوجهوا الناس الى الله تعالى ويعلموهم أحكام الدين ويسلكوا بهم سبيل أهل البيت الطاهرينعليه‌السلام فأما السيد أحمد أقام في منطقة (قصر ابن هبيرة) وبقي فيها مع أولاده وخدموا الدين والمجتمع.

وأمّا السيّدان محمد وعلي ، فقد توجّها إلى كرمان.

__________________

(١) تذكرة الخواص ، الباب السابع : في وفاته ، ص ١٦٣.

٧٠

أمّا السيّد علي فسكن مدينة سيرجان وهي تبعد عن كرمان أكثر من مائة كيلومتر ، واشتغل هو وأولاده وأحفاده بتبليغ الدين وإرشاد المسلمين وأمّا السيّد محمد ـ الملقّب بالحائري ـ فقد وصل كرمان وبقي فيها ، وخلّف ثلاثة أولاد ، وهم : أبو علي الحسن ، ومحمد حسين الشيتي ، وأحمد.

أمّا محمد حسين وأحمد ، فقد رجعا إلى كربلاء وسكنا في جوار جدّهم الحسين الشهيدعليه‌السلام ، حتّى توفّيا ، وتوجد إلى يومنا هذا في العراق ، قبائل كبيرة من السادة الشرفاء ينتمون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن طريقهما ، مثل : آل شيته ، وآل فخّار وهم من نسل السيّد محمد الشيتي.

أمّا آل نصر الله وآل طعمه ، فهم من نسل السيّد أحمد ، وهم اليوم سدنة الروضة الحسينية المقدّسة في كربلاء.

وأمّا السيد أبو علي الحسن ، فقد هاجر مع أولاده من كرمان إلى شيراز وكان سكّانها آنذاك من العامّة ، بل كثير منهم كانوا يبغضون آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدخل المدينة مع أهله وأولاده بأزياء عربية وأقاموا بالقرب من الخندق المحيط بالبلد فأقاموا بيوتا عربية وسكنوا فيها.

واتّصلوا بالشيعة الساكنين في محلة (سردزك) وهم قليلون مستضعفون يعيشون في تقيّة. فبدأ السيّد أبو علي وأولاده بنشر تعاليم آبائهم الطيّبين وتبليغ مذهبهم الحقّ ، في خفاء وحذر.

وبعد وفاة السيّد أبي علي قام ابنه الأكبر السيّد أحمد أبو الطيّب بالتبليغ ونشر عقائد الشيعة وتعاليمهم ، واهتمّ بذلك اهتماما بالغا ، حتّى أنّ كثيرا من أهل شيراز اتّبعوه وتشيّعوا ، وأخذ عددهم يزداد يوما بعد يوم ، فلمّا رأى السيّد أبو الطيّب إقبال الناس عليه ، أعلن نسبه

٧١

ومذهبه ، فازداد إقبال الناس عليهم والتفافهم حول السادة الكرام ، فنصبوا منبر الإرشاد الإسلامي والتوجيه الديني في شيراز باسم السادة المجابية ، وهم المنسوبون إلى السيّد إبراهيم المجاب ، والسادة العابدية وهم المنسوبون إلى إخوان السيّد المجاب ، فإنّ أباهم جميعا هو السيّد محمد العابد.

فتحرّك الخطباء والمبلّغون من هؤلاء السادة وسافروا إلى انحاء ايران لينشروا عقائد العترة الهادية وتعاليمهم باسم ـ المذهب الشيعي ـ فانتشر المذهب الحقّ في أكثر البلاد الايرانية ، حتّى قامت دولة آل بويه وهم شيعة ، وجاء بعدهم غازان خان محمود ، والسلطان محمد خدابنده ، وهم من المغول ولكن تشيّعا وخدما مذهب الشيعة وأتباعه ، ثمّ قامت الدولة الصفوية وكان عصرهم أفضل العصور للشيعة في إيران ، إذ أعلنوا التشيّع هو المذهب الرسمي في إيران ، ولا يزال كذلك.

هجرتنا إلى طهران

في أواخر أيّام الملك فتح علي القاجاري ، تشرّف جدّنا السيّد حسن الواعظ الشيرازي ـ طاب ثراه ـ بزيارة مرقد الإمام الرضا عليّ بن موسىعليه‌السلام ، وعند رجوعه من خراسان وصل طهران العاصمة فاستقبله أهلها والعلماء ، وتوافدوا إلى منزله يزورونه ويرحّبون بقدومه ، وجاء وفد من قبل جلالة الملك وبلّغوه تحيّة جلالته ورغبته في أن يجعل السيّد محلّ إقامته في العاصمة ، فلبّى جدّنا دعوة الملك وأجابه بالقبول.

٧٢

وكانت المساجد آنذاك في طهران ، تختص بصلوات الجماعة وبيان المسائل الشرعية ، ولم تنعقد فيها مجالس الخطابة ـ المتداولة في زماننا ـ وكانت التكايا والحسينيات تختصّ بعرض التمثيليات عن وقائع عاشوراء الدامية وإقامة العزاء والشعائر الحسينية.

وكانت «تكية الدولة» من أهمّ التكايا والحسينيات ، فطلب جدّنا من الملك أن ينصب منبرا للخطابة والتبليغ والإرشاد ـ على النحو المتعارف في زماننا ـ في كلّ حسينية وتكية.

فأيّد الملك ذلك وبدأ بتكية الدولة ، ودعا فضيلته ليخطب ويفيد الناس فصعد جدّنا المنبر في تكية الدولة فوعظ وبلّغ وأرشد الناس إلى حقائق الدين وتعاليم المذهب ، وبعد ذلك رثى سيّد الشهداء الحسينعليه‌السلام وأبكى الحاضرين.

فاستقبل الناس طريقته بحضورهم المتكاثف ، واستمر مجلسه ليالي كثيرة في ذلك المكان ، وبعده دعي إلى تكية اخرى ، وهكذا كان جدّنا مؤسّس مجالس الوعظ والخطابة ، وأوّل من وضع منبر التوجيه الديني والإرشاد المذهبي في طهران.

ثمّ لمّا رأى جدّنا السيّد حسن الواعظ ، استقبال الناس لمجالسه وحديثه ، أرسل كتابا إلى والده السيّد إسماعيل ، أحد مجتهدي شيراز ، وطلب منه أن يبعث بعض أولاده إلى طهران ، وكان له أربعون ولدا ، فانتخب منهم :

١ ـ السيّد رضا ، وكان فقيها مجتهدا ٢ ـ السيّد جعفر ٣ ـ السيّد عباس ٤ ـ السيّد جواد ٥ ـ السيّد مهدي ٦ ـ السيّد مسلم ٧ ـ السيّد كاظم ٨ ـ السيّد فتح الله.

٧٣

وأمرهم أن يهاجروا إلى طهران ليعينوا أخاهم السيّد حسن في إدارة مجالس الوعظ والإرشاد ، ويطيعوه لأنّه كان أكبرهم وأفضلهم.

فأقام هؤلاء السادة في طهران واشتهروا فيها وفي المدن المجاورة لها ، بحسن أخلاقهم وإيمانهم وبعذوبة بيانهم وحلاوة كلامهم.

فطلب أهالي قزوين من السيد حسن أن يبعث إليهم بعض إخوته ، ليقيموا هناك ليرشدوهم ويعلموهم الدين.

فبعث إليهم السيّد مهدي والسيّد مسلم والسيّد كاظم ، فسكنوا قزوين وقاموا فيها بأمر التبليغ والتوجيه الديني ، وخلّفوا أولادا يعرفون بالسادة المجابية ، وعددهم اليوم كثير في قزوين.

وأمّا السيّد حسن مع بقيّة إخوانه فقد سكنوا طهران وعقدوا فيها مجالس كثيرة للتوجيه والإرشاد ، فخدموا الدين وأهله خدمة جليلة عن طريق المحراب والمنبر.

وبعد أن توفّي جدّنا السيّد حسن ـقدس‌سره ـ سنة ١٢٩١ ه‍ ، تعيّنت نقابة السادة المجابية والعابدية في ولده الأكبر ، السيّد قاسم ، بحر العلوم ، وهو والد والدي ، وكان عدد رجال هذا البيت الشريف يبلغ ألفا آنذاك ، وكانت مؤهّلات وشرائط الرئاسة مجتمعة في السيّد قاسم ، من الزهد والورع والعلم والحلم وحسن الخلق ، فكان يحوي العلوم العقلية والنقلية ، وعلم الأصول والفروع ، واشتهر في زمانه بالعلم وحسن التدبير والإدارة.

وتوفّي في سنة ١٣٠٨ ه‍ ونقل جثمانه إلى العراق وشيّع في مدينة كربلاء المقدّسة بكلّ عزّ واحترام ، ودفن عند مرقد جدّه الإمام الشهيد الحسين بن عليعليه‌السلام ، بجنب قبر والده السيّد حسن الواعظ ـ طاب ثراه ـ.

٧٤

وبعده انتقلت نقابة السادة العابدية والمجابية ، إلى والدي ، وهو اليوم من حماة الشيعة وأنصار الشريعة ، وحيد عصره ، وفريد دهره ، السيّد علي أكبر ، دامت بركاته.

وقد نال من الملك ناصر الدين شاه القاجاري ، لقب «أشرف الواعظين» ويبلغ عمره اليوم ثمانين سنة ، صرف جلّه في خدمة الدين وإثبات أصوله ونشر فروعه ، وقد قام بتوجيه الغافلين وإرشاد الجاهلين ، وخاصة في الآونة الأخيرة ، إذ مرّت بالأمّة عواصف إلحادية وحوادث خطيرة جاءت من قبل الأجانب المستعمرين وأعداء الإسلام والمسلمين ، فجرفت الكثير من العوامّ والجاهلين ، فنهض والدي وأمثاله من العلماء الكرام ، ووقفوا في وجوه الأعداء اللئام ، حتّى كشفوا عن الحقّ اللثام ، وشقّوا أمواج الفتن والظلام ، بنور العلم وضوء الكلام.

فدحضوا الباطل ، وأنقذوا العوامّ من الشكوك والأوهام ، فقدّر مواقف والدي وخدماته ، علماء عصره ومراجع الدين في زمانه ، أمثال :

١ ـ آية الله العظمى ، مجدّد مذهب سيّد البشر في القرن الثالث عشر ، السيّد ميرزا محمد حسن الشيرازي ـ طاب ثراه ـ.

٢ ـ آية الله العظمى ميرزا حبيب الله الرشتي.

٣ ـ الآية العظمى الشيخ زين العابدين المازندراني.

٤ ـ آية الله ميرزا حسين بن ميرزا خليل الطهراني.

٥ ـ المجتهد الأكبر آية الله السيّد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي.

٦ ـ آية الله العظمى الشيخ فتح الله ، شيخ الشريعة الأصفهاني.

٧٥

٧ ـ آية الله العظمى السيّد إسماعيل الصدر.

٨ ـ آية الله العظمى الميرزا محمد تقي الشيرازي ، قائد ثورة العشرين ضدّ الاحتلال البريطاني للعراق.

فهؤلاء المجتهدون الكرام والعلماء الأعلام ـ قدّس الله أسرارهم ـ كانوا يحترمون والدي كثيرا ويحبّونه ويكرمونه غاية الإكرام والاحترام.

وأمّا في هذا الزمان ، فإنّ زعيم الشيعة سيّد الفقهاء والمجتهدين ، وحيد دهره ، ونابغة عصره ، سماحة السيّد أبو الحسن الأصفهاني متّع الله المسلمين بطول بقائه ، وهو الآن في النجف الأشرف يرفع لواء الدين وراية أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ويهتمّ بنشر علوم سيّد المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كلّ أقطار العالم ، وقد دخل بواسطته جماعات كثيرة من أصحاب الملل والنحل في الإسلام واعتنقوا مذهب التشيّع.

وفي إيران ، زعيمنا آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري مدّ ظله العالي ، مؤسّس الحوزة العلمية في قمّ المقدّسة ، وهو ملاذ الشيعة ، وحامي الشريعة في إيران.

وإنّ هذين العالمين الكبيرين يحترمان والدي ويكرمانه كثيرا ، ويقدّران جهوده الجبّارة في سبيل إحياء الدين وردّ شبهات المضلّين.

وإنّ سماحة الشيخ الحائري يخاطب والدي ب «سيف الإسلام» لأنّ بيانه وكلامه مفعم بالأدلّة العقلية القاطعة ، والبراهين الساطعة ، فلسانه في الدفاع عن الدين الحنيف ، والذبّ عن مذهب التشيع الشريف ، أكثر أثرا من السيف.

واليوم بنو أعمامي ورجال شجرتنا المباركة موجودون في أكثر

٧٦

مدن إيران ، وبالأخصّ في طهران ونواحيها ، وشيراز وحواليها ، وقزوين وضواحيها ، وهم يعرفون بالسادة العابدية والمجابية والشيرازية ، ولم يزالوا يخدمون الدين وأهله ، بسلوكهم النزيه ، وبالإرشاد والتوجيه.

هذا ملخّص تاريخ هذه السلالة الكريمة ، في جواب سؤالكم : لما ذا هاجرنا إلى إيران؟ وقد تبيّن لكم من خلال الجواب أنّ هدف المهاجرين الأوّلين من هذه السلالة ، زيارة الإمام عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام ولمّا منعتهم السلطات ، قاموا يفضحون أعمال الحكّام والولاة ، ويعلنون جور الخلفاء الجفاة ، وينشرون الوعي بين الأمّة ، ويوجّهون الناس إلى الحقائق الدينية والأحكام الإلهية التي طالما سعى الخلفاء وأعوانهم في تغييرها. فكانوا كما قال تعالى :( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللهَ وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً ) (١) .

لمّا تلونا هذه الآية الكريمة ، نظر السيّد عبد الحيّ إلى ساعته فقال : لقد مضى كثير من الليل ، فلو تسمحون أن نؤجّل الكلام إلى الليلة الآتية ، فنأتيكم إن شاء الله تعالى من أوّل الليل ونواصل الحديث.

فابتسمت وأبديت موافقتي ، فانصرفوا وشيّعتهم إلى باب الدار.

__________________

(١) سورة الاحزاب ، الآية ٣٩.

٧٧
٧٨

المجلس الثاني

ليلة السبت ٢٤ / رجب / ١٢٤٥ ه

بعد ما انتهيت من صلاة العشاء ، حضر أصحاب البحث والحوار وكانوا أكثر عددا من الليلة الماضية ، فاستقبلتهم ورحّبت بهم ، وبعد أن استقرّوا في أماكنهم وشربوا الشاي ، افتتح الحافظ كلامه قائلا :

أقول حقيقة لا تملّقا : لقد استفدنا في الليلة السابقة من بيانكم الشيّق وكلامكم العذب ، وبعد ما انصرفنا من هنا كنّا نتحدّث في الطريق عن شخصيّتكم وأخلاقكم ، وعن علمكم الغزير واطّلاعكم الكثير ، وقد انجذبنا لصورتك الجميلة وسيرتك النبيلة ، وهما قلّ أن يجتمعا في شخص واحد ، فأشهد أنّك ابن رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) حقّا.

وإنّي راجعت المكتبة في هذا اليوم ، وتصفّحت بعض كتب الأنساب حول بني هاشم والسادة الشرفاء ، فوجدت كلامكم في الليلة الماضية حول نسبكم الشريف مطابقا لما في تلك الكتب ، واغتبطت بهذا النسب العالي لسماحتكم.

٧٩

ولكن استغربت وتعجّبت من شيء واحد ، وهو : أنّ شخصا شريفا صحيح النسب كجنابكم مع حسن الصورة والسيرة ، كيف تأثّرتم بالعادات الواهية والعقائد العاميّة ، وتركتم طريقة أجدادكم الكرام واتّبعتم سياسة الإيرانيّين المجوس ، وتمسّكتم بمذهبهم وتقاليدهم؟!

قلت :

أوّلا : أشكرك على أوّل كلامك حول نسبي وحسن ظنّك بي.

ولكنّك : اضطربت بعد ذلك في الكلام ، وخلطت الحلال بالحرام ، سردت جملا مبهمة ما عرفت قصدك منها والمرام ، وإنّ كلامك هذا عندي أقاويل وأوهام.

فالرجاء وضّح لي مرادك من : «العادات الواهية والعقائد العاميّة».

وما المقصود من : «طريقة أجدادي الكرام»؟!

وما هي : «سياسة الإيرانيّين التي اتّبعتها»؟!

وما المراد من : «مذهبهم وتقاليدهم التي تمسّكت بها»؟!

الحافظ : أقصد بالعادات الواهية والعقائد العاميّة : البدع المضلّة والتقاليد المخلّة ، التي أدخلها اليهود في الإسلام.

قلت : هل يمكن أن توضّح لي أكثر حتّى أعرف ما هذه البدع التي تأثّرت أنا بها؟!

الحافظ : إنّك تعلم جيّدا والتاريخ يشهد ، أنّ بعد موت كلّ نبيّ صاحب كتاب ، اجتمع أعداؤه وحرّفوا كتابه ، مثل : التوراة والإنجيل فحذفوا وزادوا ، وغيّروا وبدلوا ، حتّى سقط دينهم وكتابهم عن الاعتبار.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

٣ - الخطيب بمثل ما تقدم. ثم أورد عنه حديث الثقلين(١) .

*(٢١)*

رواية جعفر بن عون المخزومي

رواه عن ابي حيان يحيى بن سعيد التميمي، اخرج حديثه الحافظان عبد ابن حميد الكشي في مسنده(٢) والدارمي في سننه(٣) قالا:

اخبرنا جعفر بن عون انا ابو حيان التميمي عن يزيد بن حيان قال: سمعت زيد بن أرقم يقول:

قام فينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فحمد الله واثنى عليه، ثم قال: اما بعد أيها الناس، فإنما انا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي فأجيبه وانّي تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال:

واهل بيتي، اذكركم الله في اهل بيتي، ثلاث مرات

ورواه عن جعفر بن عون ايضاً - ابراهيم بن إسحاق الزهري، أخرجه الحافظ البيهقي(٤) بإسناده عنه، يأتي في ابراهيم.

و رواه عن جعفر بن عون ايضاً - ابو احمد محمد بن عبد الوهاب الفراء العبدي، أخرجه الحاكم النيسابوري عن الحسن بن يعقوب عن الفراء العبدي عنه، وأخرجه الحافظان البيهقي(٥) وابن عساكر في معجم شيوخه(٦) من

__________________

(١). تاريخ بغداد ٨ / ٤٤٢.

(٢). الورقة ٤٠ ب من نسخة خزائنية في مكتبة اياصوفيا رقم ٨٩٤ بالمكتبة السليمانية باسلامبول كتبت سنة ١٠٩٠ عن نسخة عتيقة رواية ابن الحامض الحنبلي سمعها على ابن اللتى سنة ٦٢٧ بروايته عن المؤلف، قرأتها وانتقيت منها في رحلتي عام ١٣٨٧.

(٣). ج ٢ ص ٣١٠ باب فضل من قرأ القرآن، الحديث رقم ٣٣١٩.

(٤). سنن البيهقي ١٠ / ١١٣.

(٥). سنن البيهقي ٢ / ١٤٨.

(٦). في الورقة ١١ قال اخبرنا احمد بن على بن محمد بن اسماعيل ابو نصر الطوسي المعروف =

١٢١

طريق الحاكم بهذا الاسناد.

واخرجه الحافظ البيهقي ايضاً(١) باسناد آخر من طريق الفراء العبدي عن جعفر بن عون بالاسناد واللفظ.

ترجم له:

١ - الحافظ ابن حجر ورمز له (ع) اي انه من رجال الستة وقال: جعفر ابن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي ابو عون الكوفي روى عن اسماعيل بن أبي خالد وابراهيم بن مسلم الهجري والأعمش وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد المسعودي وأبي العميس وعبد الرحمن بن ياد بن انعم وجماعة.

وعنه احمد بن حنبل والحسن بن علي الحلواني وإسحاق بن راهويه وعبد ابن حميد وبندار وهارون الحمال وابنا ابى شيبة وابو خيثمة والحسن بن علي بن عفان ومحمد بن احمد بن أبي المثنى الموصلي خاتمة أصحابه.

قال احمد: رجل صالح ليس به بأس، وقال أبو احمد الفراء قال لي احمد: عليك بجعفر بن عون، وقال ابن معين ثقة، وقال ابو حاتم صدوق. وقال البخاري مات سنة ٢٠٦ وقال ابو داود سنة (٧). قيل مات وهو ابن (٨٧) وقيل (٩٧) سنة.

قلت: وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات وقال ابن قانع في الوفيات كان ثقة. انتهى»(٢) .

٢ - ابن سعد : « جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث

__________________

= بابن العراقي ببغداد قال انبانا ابو بكر احمد بن على بن عبيد الله بن عمر بن خلف الشيرازي بنيسابور عن الحكم.

(١). سنن البيهقي ٧ / ٣٠.

(٢). تهذيب التهذيب ٢ / ١٠١.

١٢٢

المخزومي ويكنى ابا عون توفى بالكوفة يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة تسع ومائتين في خلافة المأمون، وكان ثقة كثير الحديث »(١) .

*(٢٢)*

رواية يزيد بن هارون

رواه عن زكريا بن ابى زائدة، ورواه المحاملي في اماليه عن أخي كرخويه عنه، وقد تقدم في زكريا بن ابى زائدة.

ترجم له:

١ - ابن حجر فانه من رجال الستة فقال: « يزيد بن هارون بن زاذى - ويقال زاذان - بن ثابت السلمى مولاهم ابو خالد الواسطي، احد اعلام الحفاظ المشاهير قيل أصله من بخارى وقال ابن المديني هو من الثقات وقال في موضع آخر ما رأيت احفظ منه وقال ابن معين: ثقة. وقال العجلى: ثقة ثبت في الحديث وقال ابو حاتم: ثقة امام صدوق لا يسأل عن مثله وقال يعقوب بن شيبة: ثقة وقال ابن قانع: ثقة مأمون »(٢) .

٢ - اسلم بن سهل بحشل وارخ ولادته ١١٨ ووفاته سنة ٢٠٦ وأسند عن هشيم انه قال: ما بالمصرين مثل يزيد بن هارون(٣) .

*(٢٣)*

رواية يعلى بن عبيد الطنافسي

رواه عن ابى حيان التيمي، ورواه ابراهيم بن إسحاق الزهري عن

__________________

(١). طبقات ابن سعد ٦ / ٣٩٦.

(٢). تهذيب التهذيب ١١ / ٣٦٦.

(٣). تاريخ واسط ١٥٨.

١٢٣

جعفر بن عون وعنه.

اخرجه الحافظ البيهقي في باب ما يقضى به القاضي ويفتي به المفتي من كتاب آداب القاضي فقال:

« اخبرنا ابو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة انبأ ابو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ثنا ابراهيم بن إسحاق الزهري ثنا جعفر - يعنى ابن عون - ويعلى بن عبيد عن ابى حيان التيمي - عن يزيد بن حيان قال سمعت زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه قال: قام فينا ذات يوم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً، فحمد الله واثنى عليه، ثم قال:

اما بعد ايها الناس انما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فأجيبه، واني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: واهل بيتي، أذكركم الله تعالى في اهل بيتي، ثلاث مرات. أخرجه مسلم في الصحيح من حديث ابى حيان التيمي »(١) .

ترجم له:

ابن حجر فانه من رجال الستة فقال: « يعلى بن عبيد بن أبي أمية الأيادي ويقال: الحنفي مولاهم ابو يوسف الطنافسي وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين ثقة، وقال عثمان الدارمي عن ابن معين ضعيف في سفيان ثقة في غيره، وقال ابو حاتم: صدوق هو اثبت اولاد أبيه في الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال احمد بن يونس: ما رأيت احداً يريد بعلمه الله تعالى الا يعلى بن عبيد ما رأيت أفضل منه مات في شوال سنة ٢٠٩ وقال ابن حبان مات في رمضان سنة سبع وقيل سنة تسع ومائتين »(٢) .

__________________

(١). سنن البيهقي ١٠ / ١١٣.

(٢). تهذيب التهذيب ١١ / ٤٠٢.

١٢٤

*(٢٤)*

رواية عبيد الله بن موسى العبسي

روى حديث الثقلين بطرق شتى عن أبيه، وعن إسرائيل بن يونس السبيعي وعن شريك بن عبد الله القاضي عن أبي إسرائيل الملائي وفضيل بن مرزوق.

اخرج حديثه الحافظ يعقوب بن سفيان الفسوي في كتابه(١) تأ تي أسانيده وألفاظه تحت الأرقام ٤، ٥، ٦، ٧، ٨ في ترجمة يعقوب بن سفيان.

واما حديثه عن أبيه، فقد اخرجه الحافظ ابو بكر الجعابي في كتاب الطالبيين وأخرجه عنه كل من الحافظ السخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف(٢) ونور الدين السمهودي في جواهر العقدين(٣). قالا: « ورواه الجعابي في الطالبيين من حديث عبيد الله بن موسى عن أبيه عن عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده عن عليرضي‌الله‌عنه ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: انّي مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله عز وجل، طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، وعترتي اهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قالا:

ورواه البزار، ولفظه اني مقبوض، واني قد تركت فيكم الثقلين: يعني كتاب الله وعترتي اهل بيتي، وانكم لن تضلوا بعدهما. ».

ترجم له:

١ - ابن سعد فقال: « عبيد الله بن موسى بن المختار(٤) ويكنى أبا

__________________

(١). المعرفة والتاريخ ١ / ٥٣٦.

(٢). الورقة ٢٤ ب.

(٣). القسم الثاني الورقة ٨٧ / أ.

(٤). كذا والصحيح: ابن أبي المختار. كما في غيره من المصادر.

١٢٥

محمد، قرأ على عيسى بن عمرو وعلى علي بن صالح بن حي وكان يقرئ القرآن في مسجده وتوفى بالكوفة في آخر شوال سنة ثلاث عشرة ومائتين في خلافة المأمون. وكان ثقة، صدوقا ان شاء الله كثير الحديث حسن الهيئة، وكان يتشيع ويروي أحاديث في التشيع »(١) .

٢ - الذهبي ورمز له (ع) أي أجمع أصحاب الصحاح الستة على الرواية عنه، ووثقه ووصفه بالحافظ أحد الاعلام مات في ذي العقدة سنة ٢١٣(٢) .

٣ - الجزري « عبيد الله بن موسى بن باذام، أبو محمد ابن أبى المختار العبسي - مولاهم - الكوفي، حافظ ثقة، الا انه شيعي! وروى عنه البخاري في صحيحه بلا واسطة وباقي الكتب الخمسة بواسطة قال يحيى ابن معين وغيره: ثقة، وقال القاضي أسد: عبيد الله بن موسى بن المختار مشهور بالرواية ثقة في النقل، معروف بالقراءة من رواية القرآن والحديث والفقه والفرائض، علم في العلم والدراية وكان مع فضله ومعرفته ذا زهد وورع، من العلماء العالمين بعلمه، وقرأ على حمزة، انتهى، وقال البخاري: مات عبيد الله سنة ٢١٣ »(٣) .

٤ - الحافظ ابن حجر و وصفه بالحافظ ورمز له (ع) أي انه من رجال الستة بأجمعهم فقال: « عبيد الله بن موسى بن أبي المختار - واسمه باذام - العبسي، مولاهم، الكوفي أبو محمد، الحافظ روى عنه البخاري والباقون له بواسطة قال ابن ابى خيثمة عن ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق، ثقة، حسن الحديث وقال العجلي: ثقة، وكان عالماً بالقرآن رأساً فيه، وقال أيضاً: ما رأيته رافعا رأسه، وما رؤي ضاحكاً قط وقال ابن عدي:

__________________

(١). طبقات ابن سعد ٦ / ٤٠٠.

(٢). الكاشف ٢ / ٢٣٤.

(٣). طبقات القراء ١ / ٤٩٣.

١٢٦

ثقة، وقال الحاكم سمعت قاسم بن قاسم السياري سمعت أبا مسلم البغدادي الحافظ يقول عبيد الله ابن موسى من المتروكين! تركه أحمد لتشيعه! وقد عوتب أحمد على روايته عن عبد الرزاق»(١) .

أقول: هذا عبيد الله بن موسى ومكانته عند أصحاب الصحاح الستة ومحله عند أئمة الجرح والتعديل، فقد أجمع اولئك على الرواية عنه، وهؤلاء على توثيقه ووصفه بالحفظ والثناء عليه، مع ما عرفت من زهده وورعه وفقهه وعلمه، ولكن تركه أحمد بن حنبل وأمر بتركه! لماذا؟ بتشيعه وماذا يعني بتشيعه؟ أي انه يوالي عليا دون معاوية، كما أمر الله ورسوله بذلك في الأحاديث الصحيحة المتواترة التي روى أحمد نفسه جملة كثيرة منها في مسنده، وهب ان حديث الغدير ليس نصاً في نصبه ولياً واماماً للمسلمين أو ليس يؤلونه بمعنى الموالاة والحب؟ فلماذا يترك الرجل إذا والى علياً وعمل بما أمر الله ورسوله، أو ليس صح عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوله لعلي: « لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق » رواه مسلم والنسائي والترمذي وأحمد نفسه بطرق كثيرة، فكيف يترك رواية المؤمن ويروى عن المنافق ويوثقه؟

قال الخطيب: « حدّثنا أبوزكريا غلام أحمد ابن أبى خيثمة قال: كنت جالساً في مسجد الجامع بالرصافة مما يلي سويقة نصر عند بيت الزيت، وكان أبو خيثمة يصلي صلاته هناك، وكان يركع بين الظهر والعصر وأبو زكريا يحيى بن معين قد صلى الظهر وطرح نفسه بإزائه، فجاء رسول أحمد بن حنبل فأوجز في صلاته وجلس، فقال له: أخوك أبو عبد الله أحمد بن حنبل يقرأ عليك السلام ويقول لك: هو ذا تكثر الحديث عن عبيد الله ابن موسى العبسي، وأنا وأنت سمعناه يتناول معاوية بن أبي سفيان!؟ وقد تركت الحديث عنه! قال: فرفع يحيى بن معين رأسه وقال للرسول: اقرأ على

__________________

(١). تهذيب التهذيب ٧ / ٥٠.

١٢٧

أبي عبد الله السلام، وقل له: يحيى بن معين يقرأ عليك السلام وقال لك: أنا وأنت سمعنا عبد الرزاق يتناول عثمان بن عفان، فاترك الحديث عنه، فان عثمان أفضل من معاوية »(١) .

وهذا الذي أشار اليه ابن حجر في تهذيب التهذيب وطواه على عادته في لف ما يشابه ذلك وطيه، فقال: وقد عوتب أحمد على روايته عن عبد الرزاق.

ولم يبين أكثر من ذلك!.

هذا موقف أحمد مع عبيد الله بن موسى لأنه يتناول معاوية، ثم اقرأ ترجمة إسحاق بن سويد العدوي البصري في تهذيب التهذيب ١ / ٢٣٦ تجد أحمد بن حنبل قد وثقه على تحامله الشديد على عليّعليه‌السلام !!.

واقرأ ترجمة حريز بن عثمان الحمصي فيما شئت من الكتب الرجالية وموسوعات التراجم كتهذيب التهذيب، وتاريخ بغداد للخطيب، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وبغية الطلب في تاريخ حلب لكمال الدين ابن العديم، وتاريخ الإسلام للذهبي، وما شاكل تجدها كلها تحكي عن حريز بأنه كان ناصباً مبغضاً لأمير المؤمنينعليه‌السلام يسبه ويلعنه كل صباح ومساء! وتجدها كلها تحكي ان أحمد بن حنبل وثّقه وقال: ثقة، ثقة؟ ليس بالشام كلها أثبت منه!

قال ابن حجر: « حريز بن عثمان بن جبر بن أبي أحمر بن أسعد الرحبي المشرقي، أبو عثمان - ويقال أبو عون - الحمصي، ورحبة في حمير قال الآجري عن أبي داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، قال وسألت أحمد بن حنبل عنه؟ فقال: ثقة، ثقة! وقال أيضا: ليس بالشام أثبت من حريز الا أن يكون بحير، وقال أيضاً عن أحمد وذكر له حريز وأبوبكر بن أبى مريم وصفوان فقال: ليس فيهم مثل حريز، ليس أثبت منه! وقال البخاري قال أبو اليمان: كان حريز يتناول رجلا ثم ترك، وقال أحمد بن أبى يحيى عن أحمد:

__________________

(١). تاريخ بغداد ١٤ / ٤٢٧.

١٢٨

حريز صحيح الحديث الا انه يحمل على علي! وقال المفضل بن غسان: يقال في حريز مع تثبته انه كان سفيانياً، وقال العجلي: شامي ثقة وكان يحمل على علي، وقال عمرو بن علي كان ينتقص علياً وينال منه وكان حافظاً لحديثه. قال في موضع آخر: ثبت شديد التحامل على علي

وقال الحسن بن علي الخلال سمعت عمران بن إياس سمعت حريز ابن عثمان يقول لا أحبه، قتل آبائي، يعني علياً، وقال أحمد بن سعيد الدارمي عن أحمد بن سليمان المروزي سمعت اسماعيل بن عياش قال: عادلت حريز ابن عثمان من مصر الى مكة فجعل يسب علياً ويلعنه! حدثنا اسماعيل ابن عياش سمعت حريز بن عثمان يقول: هذا الذي يرويه الناس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى حق ولكن أخطأ السامع. قلت: فما هو؟ فقال: انما هو أنت مني بمنزلة هارون من موسى، قلت عمن ترويه؟ قال: سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله وهو على المنبر(١)

وقال ابن عدي: وحريز من الإثبات في الشاميين ويحدث عن الثقات منهم وقد وثّقه القطان(٢) وغيره وانما وضع منه ببغضه لعلي

وقال ابن عدي قال يحيى بن صالح الوحاظي: املى علي حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن لنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديثاً في تنقيص علي ابن أبي طالب لا يصلح ذكره

وقال غنجار: قيل ليحيى بن صالح لم لم تكتب عن حريز؟ فقال: كيف أكتب عن رجل صليت معه الفجر سبع سنين فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن علياً سبعين مرة!! وقال ابن حبان كان يلعن علياً بالغداة سبعين مرّة وبالعشي سبعين مرّة! فقيل له في ذلك، فقال هو القاطع رؤوس

__________________

(١). هذا أثبت الشاميين وشيوخه كلهم ثقات: كما تقدم عن أبى داود أحدهم الوليد بن عبد الملك السكير الخمار الذي مزق القرآن وعزم على أن يشرب الخمر على ظهر الكعبة.

(٢). هذا القطان هو الذي في نفسه عن الامام الصادقعليه‌السلام شيء! وتراه هنا يوثق حريز.

١٢٩

آبائي وأجدادي »(١) .

هكذا تلاعبوا بالدين وبحديث سيد المرسلين وعترته الطاهرين، وهكذا انعكست المقاييس فصارت السنة بدعة والبدعة سنة، والمعروف منكراً والمنكر معروفاً، فعبيد الله بن موسى يترك حديثه أحمد بن حنبل ويأمر الناس بتركه لأنه يوالي علياً ولأنه ينال من معاوية، وأما حريز الذي يلعن علياً كل صباح ومساء فهو ثقة ثقة وهو أثبت الشاميين إطلاقاً.

ولهذا وأمثاله نسبوا أحمد الى توالى يزيد بن معاوية! نسبه الى ذلك أهل عصره قال سبط ابن الجوزي: « وحكى جدي أبو الفرج [ ابن الجوزي ] عن القاضي أبى يعلى ابن الفرا، في كتابه المعتمد في الأصول بإسناده الى صالح ابن أحمد بن حنبل قال: قلت لابي: ان قوماً ينسبوننا الى توالي يزيد؟! فقال: يا بني وهل يتوالى يزيد أحد يؤمن بالله؟!. »(٢) .

*(٢٥)*

رواية تليد بن سليمان

رواه عن أبى الجحاف داود بن أبى عوف، ورواه عنه اسماعيل بن موسى بن بنت السدى، ورواه عن اسماعيل أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد ابن حنبل في الفضائل لأبيه، تقدم نصه في أبى الجحاف

ترجم له:

ابن حجر : « تليد بن سليمان المحاربي أبو سليمان ويقال أبو إدريس الأعرج الكوفي، روى عن أبى الجحاف ويحيى بن سعيد الانصاري وعبد الملك بن عمير وحمزة الزيات. وعنه أبو سعيد الأشج وابن نمير ويحيى بن

__________________

(١). تهذيب التهذيب ٢ / ٢٣٧.

(٢). تذكرة خواص الامة: ٢٨٧.

١٣٠

يحيى النيسابوري وأحمد بن حنبل وجماعة، قال المروزي عن أحمد كان مذهبه التشيع ولم نر به بأساً »(١) .

*(٢٦)*

رواية ابى النضر الكناني

رواه عن محمد بن طلحة بن مصرف اليامي، ورواه عنه ابن سعد في الطبقات الكبير أخرج ابن سعد قال:

« أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا محمد بن طلحة عن الاعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال:

انّي أوشك أن ادعى فأجيب، وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير أخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(٢) .

ترجم له:

١ - ابن سعد : « هاشم بن القاسم الكناني ويكنى أبا النظر، وكان من بني ليث من أنفسهم وهو من أهل خراسان ونزل بغداد وكان ثقة، روى عن سليمان بن المغيرة ومحمد بن طلحة بن مصرف وتوفى ببغداد لغرة ذي القعدة سنة ٢٠٧ »(٣) .

٢ - الخطيب وعدد شيوخه ثم قال: وروى عنه أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين وأبو خيثمة وإسحاق بن راهويه

__________________

(١). تهذيب التهذيب ١ / ٥٠٩.

(٢). طبقات ابن سعد ٢ / ١٩٤.

(٣). طبقات ابن سعد ٧ / ٣٣٥.

١٣١

وحكى الخطيب توثيقه عن يحيى بن معين والعجلي(١) .

*(٢٧)*

رواية ابى غسان النهدي

روى حديث الثقلين عن إسرائيل بن يونس السبيعي، ورواه عنه فهد ابن سليمان شيخ الطحاوي، أخرجه الطحاوي(٢) يأتي بإسناده ولفظه في الطحاوي المتوفى ٣٢١.

ترجم له:

ابن حجر فانه من رجال الستة فقال: « مالك بن اسماعيل بن درهم - ويقال ابن زياد بن درهم - أبو غسان النهدي مولاهم الكوفي، الحافظ، ابن بنت حماد بن أبي سليمان وقال أبو حاتم: ظن ابن معين ليس في الكوفة أتقن من أبي غسان، وعن ابن معين قال: هو أجود كتاباً من أبي نعيم، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صحيح الكتاب، وكان من العابدين وقال مرة كان: ثقة متقناً، وقال ابن نمير: أبوغسان أحبّ اليّ من محمد بن الصلت، أبو غسان محدث من أئمة المحدثين، وقال أبو حاتم: كان أبو غسان يملي علينا من أصله وكان لا يملي حديثا حتى يقرأه وكان ينحو، ولم أر بالكوفة أتقن منه لا أبو نعيم ولا غيره، وهو أتقن من إسحاق بن منصور والسلولي وهو متقن ثقة، وكان له فضل وصلاح وعبادة وصحة حديث واستقامة وكانت عليه سيماء وتأن، كنت إذا نظرت اليه كأنه خرج من قبر. وقال أبو داود: كان صحيح الكتاب جيد الأخذ. وقال النسائي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات قال

__________________

(١). تاريخ بغداد ١٤ / ٦٤.

(٢). مشكل الاثار ٤ / ٢٦٨.

١٣٢

ابن سعد مات سنة »(١) .

*(٢٨)*

رواية ابن الاصبهانى

رواه عن حاتم بن اسماعيل الحارثي المدني، ورواه عنه محمد بن اسماعيل. أخرج حديثه الحافظ أبو جعفر العقيلي المتوفى ٣٢٢، يأتي في ترجمته.

ترجم له:

١ - الحافظ ابو نعيم : « محمد بن سعيد بن سليمان بن عبد الرحمن ابن الاصبهاني، أبو جعفر، سكن الكوفة يعرف بحمدان توفى سنة ٢٢٠ حدث عن القاسم بن معن »(٢) .

٢ - البخاري في ( التاريخ الكبير ١ / ٩٥ ).

٣ - ابن حجر حيث روى عنه البخاري والترمذي والنسائي فقال: « محمد بن سعيد بن سليمان بن عبد الله الكوفي أبو جعفر ابن الاصبهاني ولقبه حمدان روى عنه البخاري وروى الترمذي عن البخاري عنه والنسائي قال يعقوب بن شيبة: متقن، وقال النسائي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات »(٣) .

*(٢٩)*

رواية محمد بن كثير العبدى

روى حديث الثقلين عن فطر بن خليفة وزياد بن المنذر أبي الجارود

__________________

(١). تهذيب التهذيب ١٠ / ٣.

(٢). اخبار اصبهان ٢ / ١٧٥.

(٣). تهذيب التهذيب ٩ / ١٨٨.

١٣٣

العبدي كليهما عن أبي الطفيل، حديثه في جواهر العقدين للسمهودي في الذكر الرابع من القسم الثاني، الورقة ٨٦ / أ، والسخاوي في الاستجلاب الورقة ٢٢ ب.

ترجم له:

ابن حجر فانه من رجال الصحاح الستة فقال: « محمد بن كثير العبدي، أبو عبد الله البصري روى عنه البخاري وأبو داود وروى له الباقون بواسطة الدارمي وقال أبو حاتم: ثقة صدوق وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: حدثنا عنه الفضل بن الحباب، مات سنة ٢٢٣ وكان له يوم مات تسعون سنة وقال أحمد بن حنبل: ثقة، لقد مات على السنة »(١) .

*(٣٠)*

رواية سعيد بن سليمان الواسطي

روى حديث الثقلين عن زيد بن الحسن الانماطي، ورواه عنه احمد ابن القاسم بن مساور الجوهري شيخ الحافظ الطبراني، اخرج حديثه الطبراني في المعجم الكبير، وقد تقدم في زيد بن الحسن الانماطي.

ترجم له:

١ - ابن سعد : « يكنى ابا عثمان وهو سعدويه، وكان ثقة كثير الحديث »(٢) .

٢ - اسلم بن سهل بحشل : « سعيد بن سليمان ابو عثمان، ولد بواسط ونشأ بها ثم خرج الى بغداد فأقام بها فمات سنة ٢٢٥ »(٣) .

__________________

(١). تهذيب التهذيب ٩ / ٤١٧.

(٢). طبقات ابن سعد ٧ / ٣٤٠.

(٣). تاريخ واسط ٢١٥.

١٣٤

٣ - الخطيب : « فقال: « سعيد بن سليمان ابو عثمان الواسطي المعروف بسعدويه البزاز، سكن بغداد وحدث بها عن الليث بن سعد، وذكره ابو حاتم فقال: ثقة مأمون ولعله أوثق من عفان وحكي عن العجلي قال: سعيد بن سليمان يعرف بسعدويه واسطي ثقة وهو من رجال الستة. »(١) .

٤ - ابن حجر وحكى توثيقه عن ابى حاتم والعجلي وابن سعد وابن حبان(٢) .

*(٣١)*

رواية عبد الله بن بكير الغنوي

روى حديث الثقلين عن حكيم بن جبير ورواه عنه جعفر بن حميد.

اخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير عن مطين عن جعفر بن حميد عنه، وتقدم في حكيم بن جبير باسناده ومتنه.

ترجم له:

ابن حجر فقال: « عبد الله بن بكير الغنوي الكوفي، عن محمد بن سوقة، قال: ابو حاتم: كان من عتق الشيعة! وقال الساجي من اهل الصدق وليس بقوى وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يروي عن حكيم بن جبير وعنه ابو نعيم وروى عنه ايضاً ابراهيم بن الحسن الثعلبي وجعفر بن حميد العبسي وآخرون »(٣) .

__________________

(١). تاريخ بغداد ٩ / ٨٤.

(٢). تهذيب التهذيب ٤ / ٤٣.

(٣). لسان الميزان ٣ / ٢٦٤.

١٣٥

*(٣٢)*

رواية سعيد بن منصور

رواه في سننه باسناده عن زيد بن ثابت كما في ( كنز العمال )(١) .

ترجم له:

١ - ابن حجر فانه من رجال الستة فقال: « سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني ابو عثمان المروزي، ويقال: « الطالقاني وقال ابن نمير وابن خراش: ثقة وقال ابو حاتم: ثقة من المتقنين الاثبات ممن جمع وصنف وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان ممن جمع وصنف وكان من المتقنين الاثبات وقال ابن قانع: ثقة ثبت وقال الخليلي: ثقة متفق عليه ووثقه ايضاً مسلمة ابن قاسم »(٢) .

٢ - الذهبي : « الحافظ الامام الحجة ابو عثمان المروزي ويقال الطالقاني ثم البلخي المجاور [ بمكة ] صاحب السنن

قال سلمة بن شعيب: ذكرت سعيد بن منصور لاحمد بن حنبل فأحسن الثناء عليه وفخم امره مات سعيد بمكة في رمضان في سنة ٢٢٧ »(٣) .

*(٣٣)*

رواية داود بن عمرو الضبي

روى حديث الثقلين عن صالح بن موسى بن عبد الله، ورواه عنه احمد ابن منصور الرمادي المتوفى ٢٦٥ شيخ البزار، اخرج حديثه ابو بكر البزار

__________________

(١). كنز العمال ١ / ٤٧ الطبعة الاولى.

(٢). تهذيب التهذيب ٤ / ٨٩.

(٣). تذكرة الحفاظ ٤١٦.

١٣٦

الحافظ في مسنده، والحافظ ابن حجر العسقلاني في زوائد مسند البزار، يأتي في احمد بن منصور وفي ابن حجر.

ترجم له:

ابن حجر : « داود بن عمرو بن زهير بن عمرو بن جميل الضبي، ابو سليمان البغدادي روى عن نافع بن عمر وروى عنه مسلم وروى له النسائي بواسطة الفضل بن سهل الاعرج وابو يحيى صاعقة واحمد بن حنبل واحمد بن منصور الرمادي وقال ابو القاسم البغوي: حدثنا داود بن عمرو بن زهير الثقة المأمون، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال موسى بن هارون وغيره: مات في صفر سنة ٢٢٨ وقيل في ربيع الاول، قلت وقال ابن قانع: ثقة، ثبت »(١) .

*(٣٤)*

رواية عمار بن نصر المروزي

روى حديث الثقلين عن ابراهيم بن اليسع، ورواه عنه احمد بن يونس الضبي، اخرج حديثه الحافظ ابو نعيم الاصبهاني فقال:

« اخبرنا عبد الله بن جعفر - فيما قريء عليه واذن لي - قال ثنا احمد بن يونس الضبي ثنا عمار بن نصر ثنا ابراهيم بن اليسع الملكي ثنا جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن علي قال: خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالجحفة فقال(٢) ايها الناس ألست اولى بكم من انفسكم؟ قالوا: بلى. قال: فانى كأني لكم على الحوض فرطاً وسائلكم عن اثنتين: عن القرآن وعن عترتي »(٣) .

__________________

(١). تهذيب التهذيب ٣ / ١٩٥.

(٢). بهامش الحلية ان هنا بياضاً بالاصل، ولماذا لانه كان نص حديث الغدير فحذفه حفاظ السنة والشريعة!!

(٣). حلية الاولياء ٩ / ٦٤.

١٣٧

ترجم له:

١ - الخطيب : « عمار بن نصر أبو ياسر المروزي سكن بغداد وحدث بها عن جرير بن عبد الحميد وسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح ومحمد بن شعيب بن شابور وبقية بن الوليد. روى عنه علي بن سهل بن المغيرة وأبو حاتم الرازي وأبو بكر بن أبى الدنيا ومحمد بن الحسين الانماطي وصالح بن محمد جزرة وأبو القاسم البغوي. وقال أبو حاتم: كتبت عنه ببغداد وهو صدوق

قلت: وقد روى عن يحيى بن معين توثيقه. أخبرنا ابراهيم بن مخلد بن جعفر حدّثنا محمد بن أحمد بن ابراهيم الحكيمي حدّثنا عبد الرحمن بن سهل بن حليمة قال سمعت يحيى بن معين غير مرّة يقول عمار بن نصر ثقة.

اخبرنا العتيقي اخبرنا محمد بن المظفر قال قال عبد الله بن محمد البغوي مات عمار بن نصر أبو ياسر ببغداد في رمضان سنة ٢٢٩ »(١) .

٢ - ابن حجر : « عمار بن نصر السعدي أبو ياسر الخراساني المروزي سكن بغداد روى عن وعنه هارون حبان القزويني وأبو حاتم وأحمد بن يونس الضبي

روى الخطيب باسناد له الى ابن معين انه قال عمار بن نصر ثقة، وقال أبو حاتم عمار بن نصر صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. »(٢) .

*(٣٥)*

رواية منجاب بن الحارث

روى حديث الثقلين عن علي بن مسهر، ورواه عنه محمد بن عبد الله الحضرمي مطين.

__________________

(١). تاريخ بغداد ١٢ / ٢٥٥.

(٢). تهذيب التهذيب ٧ / ٤٠٧.

١٣٨

أخرج حديثه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير(١) عن مطين عنه، تقدم في علي بن مسهر باسناده ومتنه.

ترجم له:

١ - ابن سعد وقال: « المنجاب بن الحارث التميمي ويكنى أبا محمد، روى عن شريك وعلي بن مسهر وغيرهما »(٢) .

٢ - ابن حجر فقال: « ميجاب بن الحارث بن عبد الرحمن التميمي، أبو محمد الكوفي، روى عن علي بن مسهر وبشر بن عمارة الخثعمي ويزيد بن المقدام بن شرح بن هاني وحصين بن عمرو الاحمسي وحاتم بن اسماعيل وأبى الاحوص وشريك وابن المبارك وأبي عامر العقدي وجماعة. روى عنه مسلم، وروى ابن ماجة في التفسير عن رجل عنه ذكره ابن حبان في الثقات وقال هو ومطين وغيره: مات سنة ٢٣١ »(٣) .

*(٣٦)*

رواية عبد الرحمن بن صالح

روى حديث الثقلين عن صالح بن أبي الاسود ورواه عنه الحافظ مطين. أخرج حديثه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير عن مطين عنه. تقدم في صالح بن أبي الاسود.

ترجم له:

١ - ابن سعد فقال: « صالح بن عبد الرحمن بن صالح الازدي

__________________

(١). المعجم الكبير ج ٣ الرقم ٢٦٧٨.

(٢). طبقات ابن سعد ٦ / ٤١٢.

(٣). تهذيب التهذيب ٢ / ٢٩٧.

١٣٩

ويكنى أبا محمد، وهو من أهل الكوفة ونزل بغداد، وكان يحدث عن شريك وابن أبى زائدة وأبى بكر بن عياش وغيرهم وعن ملازم بن عمرو. وتوفى ببغداد يوم الاثنين انسلاخ ذي الحجة سنة ٢٣٥ »(١) .

٢ - الخطيب : « عبد الرحمن بن صالح أبو محمد الازدي كوفي سكن بغداد في جوار علي بن الجعد وحدث عن علي بن مسهر وشريك بن عبد الله. روى عنه عباس الدوري وأبو قلابة الرقاشي وعبد الله بن أحمد الدورقي وأبو بكر ابن أبى الدنيا وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وعمر بن أيوب السقطي وعبد الله بن محمد البغوي وغيرهم.

ثم روى الخطيب باسناد له عن ابن معين انه قال: يقدم عليكم رجل من اهل الكوفة يقال له عبد الرحمن بن صالح، ثقة صدوق شيعي، لان يخر من السماء أحب اليه من ان يكذب في نصف حرف

وكان يغشى أحمد بن حنبل فيقر به ويدنيه، فقيل له: يا أبا عبد الله، عبد الرحمن رافضي. فقال: سبحان الله! رجل أحب قوماً من أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نقول له: لا تحبهم؟! هو ثقة »(٢) .

٣ - ابن حجر : « عبد الرحمن بن صالح الازدي العنكي أبو صالح ويقال أبو محمد الكوفي سكن بغداد ويقال اسم جده عجلان »

ثم عدد شيوخه ومن رووا عنه وحكى كلام أحمد بن حنبل المتقدم وتوثيقه وحكى كلام يحيى بن معين الذي تقدم الى أن قال: وقال أبو حاتم صدوق وقال موسى بن هارون: كان ثقة(٣)

__________________

(١). طبقات ابن سعد ٧ / ٣٦٠.

(٢). تاريخ بغداد ١٠ / ٣٦١.

(٣). تهذيب التهذيب ٦ / ١٩٧.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373