نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 373

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 373 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 306318 / تحميل: 6989
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

و معرفته بدرجة دهائه ، ليصير سببا لغلبته على أهل البيت ، و قد صار الأمر كما دبّر و لم يولّه بلدة ، بل إقليما مثل الشّام حتّى يمكنه المقاومة في مقابل أمير المؤمنين عليه السّلام ، مع كون الحجاز و العراق تحت يده ، و قد صرّح بذلك يوم الشّورى ، فألقى الاختلاف بين الستّة ، و دبّر حرمان أمير المؤمنين عليه السّلام بحكميّة ابن عوف صهر عثمان و قال : إن اختلفتم يغلبكم معاوية . فهل غلبة معاوية إلاّ منه ؟ و هل بغي على أهل البيت عليه السّلام أعظم ممّا فعل ؟

« و أدخلنا و أخرجهم » روى الخطيب في محمّد بن سليمان بن حبيب عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص قال : إنّ عليّا عليه السّلام أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و عنده ناس ، فلمّا دخل عليّ خرجوا ، ثمّ إنّهم قالوا : و اللَّه ما أخرجنا النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله فلم خرجنا ؟ فرجعوا فدخلوا على النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله فقال النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله : إنّي و اللَّه ما اخرجتكم و أدخلته ، و لكنّ اللَّه هو أدخله و أخرجكم . رواه بأسانيد ١ .

و روى أحمد بن حنبل في فضائله عن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من الصّحابة أبواب شارعة في المسجد ، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله : سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ بن أبي طالب . فتكلّم النّاس في ذلك ، فقام النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله فحمد اللَّه و أثنى عليه ، ثمّ قال : ما سدّدت شيئا و لا فتحته و لكنّي امرت بشي‏ء فاتّبعته ٢ .

و روى التّرمذي في ( صحيحه ) عن جابر قال : دعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله عليّا يوم الطّائف ، فانتجاه طويلا فقال النّاس : لقد طالت نجواه مع ابن عمّه . فبلغ ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله ، فقال : ما انتجيته و لكنّ اللَّه انتجاه ٣ .

ــــــــــــــــ

( ١ ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٥ : ٢٩٤ .

( ٢ ) رواه عنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٤١ .

( ٣ ) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٩ ح ٣٧٢٦ و رواه عنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٤٢ .

٤١

نقلهما سبط ابن الجوزي في كتابه .

« بنا » لا بغيرنا .

« يستعطى الهدى » إلى الحقّ ، و قد قال تعالى : . . . أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يتّبع أمّن لا يهدّي إلاّ أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ١ .

« و يستجلى العمى » عن الباطل ، و قول عمر : « معضلة ليس لها أبو الحسن » ٢ صار كالمثل .

« إنّ الأئمّة من قريش » حسبما استفاض عنه صلّى اللَّه عليه و آله من طريق الخاصّة و العامّة .

« غرسوا في هذا البطن من هاشم » أي : الطّالبيين منهم دون باقي بطون هاشم من العباسيّين و غيرهم ، و في الإثني عشر من بطن الطالبيّين دون غيرهم من الجعفريّين العقيليّين و غيرهما ، روى محمّد بن بابويه في ( إكماله ) عن الأسواري قال : كان ليحيى بن خالد مجلس بداره يحضره المتكلّمون من كل فرقة يوم الأحد ، فيتناظرون في أديانهم فيحتجّ بعضهم على بعض ، فبلغ ذلك الرّشيد فقال له : ما هذا المجلس الّذي بلغني عنك في منزلك يحضره المتكلّمون ؟ قال : ما شي‏ء ممّا رفعني به أمير المؤمنين عليه السّلام أحسن موقعا عندي من هذا المجلس الّذي يحضره كلّ قوم مع اختلاف مذاهبهم ، فيحتجّ بعضهم على بعض ، و يعرف المحق من بينهم ، و يبيّن لنا فساد كلّ مذهب من مذاهبهم . فقال له الرّشيد : احبّ أن أحضر هذا المجلس ، و أسمع كلامهم على أن لا يعلموا بحضوري ، فيحتشموا و لا يظهروا مذاهبهم . قال : ذلك إلى أمير

ــــــــــــــــ

( ١ ) يونس : ٣٥ .

( ٢ ) انساب الأشراف للبلاذري ٢ : ٩٩ ١٠٠ ح ٢٩ ، ٣٠ ، و غيره مرّ تخريجه في شرح فقرة « و الفضائل الجمة » من خطبة الرضي .

٤٢

المؤمنين إن شاء و متى شاء . قال : فضع يدك على رأسي على ألاّ تعلمهم بحضوري . ففعل ذلك و بلغ الخبر المعتزلة فتشاوروا بينهم و عزموا على ألاّ يكلّموا هشام بن الحكم إلاّ في الإمامة ، لعلمهم بمذهب الرّشيد و إنكاره على من قال بالإمامة ، فحضروا و حضر هشام و حضر عبد اللَّه بن يزيد الأباضي و كان من أصدق النّاس لهشام فدخل هشام و سلّم على عبد اللَّه من بينهم ،

فقال يحيى لعبد اللَّه : كلّم هشاما في ما اختلفتم فيه من الإمامة . فقال هشام : أيّها الوزير ليس لهؤلاء علينا جواب و لا مسألة ، إنّ هؤلاء قوم كانوا مجتمعين معنا على إمامة رجل ، ثم فارقونا بلا علم و لا معرفة ، فلا حين كانوا معنا عرفوا الحقّ ، و لا حين فارقونا علموا علام فارقونا . فقال بنان و كان من الحروريّة :

أخبرني عن أصحاب عليّ حين حكّموا الحكمين كانوا مؤمنين أم كافرين ؟

قال هشام : كانوا ثلاثة أصناف : صنف مؤمنون ، و صنف مشركون ، و صنف ضالّون ، فأمّا المؤمنون فمن قال مثل قولي : إنّ عليّا عليه السّلام إمام من عند اللَّه عزّ و جلّ و معاوية لا يصلح لها ، فآمنوا بما قال اللَّه تعالى في عليّ عليه السّلام و أقرّوا به .

و أمّا المشركون فقوم قالوا : عليّ إمام و معاوية يصلح لها ، فأشركوا و أدخلوا معاوية مع عليّ عليه السّلام . و أمّا الضّالّون فقوم خرجوا من الحميّة و العصبيّة للعشائر و القبائل ، و لم يعرفوا شيئا من هذا و هم جهّال . قال : فأصحاب معاوية ما كانوا ؟ قال : كانوا ثلاثة أصناف : صنف كافرون ، و صنف مشركون ،

و صنف ضالّون . أمّا الكافرون فالّذين قالوا : إنّ معاوية إمام و عليّ لا يصلح لها ، فكفروا من جهتين إذ جحدوا إماما من اللَّه عزّ و جلّ و نصبوا إماما ليس من اللَّه . و أمّا المشركون فقوم قالوا : معاوية إمام و عليّ يصلح لها ، فأشركوا معاوية مع عليّ عليه السّلام . و أمّا الضّالّون فعلى سبيل اولئك خرجوا بالحميّة و العصبيّة للقبائل و العشائر . فانقطع بنان عند ذلك .

فقال ضرار : و أنا أسألك يا هشام في هذا . قال : أخطأت . قال : و لم ؟ قال :

٤٣

لأنّكم كلّكم مجتمعون على دفع إمامة صاحبي ، و قد سألني هذا عن مسألة ،

و ليس لكم أن تثنوا عليّ بالمسألة ، حتّى أسألك يا ضرار عن مذهبك في هذا الباب . فقال : سل . فقال : أتقول إنّ اللَّه عزّ و جلّ عدل لا يجور ؟ قال : نعم . قال : فلو كلّف اللَّه المقعد المشي إلى المساجد و الجهاد ، و كلّف الأعمى قراءة المصاحف و الكتب أتراه كان عادلا أم جائرا ؟ قال : ما كان ليفعل ذلك . قال هشام : قد علمت أنّ اللَّه لا يفعل ذلك ، و لكن ذلك على سبيل الجدال و الخصومة ، و لو فعل ذلك أليس كان في فعله جائرا إذ كلّفه تكليفا لا يكون له السّبيل إلى إقامته و أدائه ؟

قال : لو فعل ذلك كان جائرا .

قال : فأخبرني عن اللَّه عزّ و جلّ كلّف العباد دينا واحدا لا اختلاف فيه لا يقبل منهم إلاّ أن يأتوا به كما كلّفهم ؟ قال : بلى . قال : فجعل لهم دليلا على وجود ذلك الدّين ، أو كلّفهم ما لا دليل لهم على وجوده ، فيكون بمنزلة من كلّف الأعمى قراءة الكتب ، و المقعد المشي إلى المساجد و الجهاد ؟ فسكت ضرار ساعة ثمّ قال : لا بدّ من دليل و ليس بصاحبك . فتبسّم هشام و قال : تشيع شطرك ، و صرت إلى الحقّ ضرورة و لا خلاف بيني و بينك إلاّ في التّسمية .

قال ضرار : فإنّي ارجع عليك القول في هذا . قال : هات . قال ضرار : كيف تعقد الإمامة ؟ قال هشام : كما عقد اللَّه النّبوّة . قال : فهو إذن نبيّ ؟ قال : لا ، لأنّ النّبوّة يعقدها أهل السّماء ، و الإمامة يعقدها أهل الأرض ، فعقد النّبوّة بالملائكة ، و عقد الإمامة بالنّبيّ ، و العقدان جميعا بأمر اللَّه جلّ جلاله . قال : فما الدّليل على ذلك ؟ قال هشام : الاضطرار في هذا . قال ضرار : و كيف ذلك ؟ قال هشام : لا يخلو الكلام في هذا من أحد ثلاثة وجوه ، إمّا أن يكون اللَّه عزّ و جلّ رفع التّكليف عن الخلق بعد الرّسول صلّى اللَّه عليه و آله فلم يكلّفهم و لم يأمرهم و لم ينههم ،

فصاروا بمنزلة السّباع و البهائم ، الّتي لا تكليف عليها أفتقول هذا يا ضرار : إنّ التّكليف عن النّاس مرفوع بعد الرّسول صلّى اللَّه عليه و آله ؟ قال : لا أقول هذا . قال هشام :

٤٤

فالوجه الثّاني ينبغي أن يكون النّاس المكلّفون قد استحالوا بعد الرّسول صلّى اللَّه عليه و آله علماء في مثل حدّ الرّسول في العلم ، حتّى لا يحتاج أحد إلى أحد ، فيكونوا كلّهم قد استغنوا بأنفسهم و أصابوا الحقّ الّذي لا اختلاف فيه ، أفتقول هذا : إنّ النّاس استحالوا علماء حتّى صاروا في مثل حدّ الرّسول في العلم بالدّين ، حتّى لا يحتاج أحد إلى أحد ، مستغنين بأنفسهم عن غيرهم في إصابة الحقّ ؟ قال : لا أقول هذا و لكنّهم يحتاجون إلى غيرهم . قال : فبقي الوجه الثّالث ، و هو أنّه لا بدّ لهم من عالم يقيمه الرّسول لهم لا يسهو و لا يغلط و لا يحيف ، معصوم من الذّنوب مبرّأ من الخطايا يحتاج النّاس إليه و لا يحتاج إلى أحد . قال : فما الدّليل عليه ؟

قال هشام : ثمان دلالات : أربع في نعت نسبه ، و أربع في نعت نفسه ، فأمّا الأربع الّتي في نعت نسبه : فإنّه يكون معروف الجنس ، معروف القبيلة ،

معروف البيت ، و أن يكون من صاحب الملّة و الدّعوة إليه إشارة ، فلم ير جنس من هذا الخلق أشهر من جنس العرب ، الّذين منهم صاحب الملّة و الدّعوة ، الّذي ينادى باسمه في كل يوم خمس مرّات على الصّوامع : « أشهد ألاّ إله إلاّ اللَّه و أنّ محمّدا رسول اللَّه » فتصل دعوته إلى كلّ برّ و فاجر ، عالم و جاهل مقرّ و منكر في شرق الأرض و غربها ، و لو جاز أن تكون الحجّة من اللَّه على هذا الخلق في غير هذا الجنس لأتى على الطّالب المرتاد دهر من عصره لا يجده ، و لجاز أن يطلبه في أجناس من هذا الخلق من العجم و غيرهم ، و لكان من حيث أراد اللَّه عزّ و جلّ أن يكون صلاح يكون فساد ، و لا يجوز هذا في حكمة اللَّه تعالى و عدله ، أن يفرض على النّاس فريضة لا توجد ، فلمّا لم يجز ذلك لم يجز أن يكون إلاّ في هذا الجنس لاتّصاله بصاحب الملّة و الدّعوة ، فلم يجز أن يكون من هذا الجنس إلاّ في هذه القبيلة ، لقرب نسبها من صاحب الملّة و هي قريش ،

و لمّا لم يجز أن يكون من هذا الجنس إلاّ في هذه القبيلة ، لم يجز أن يكون من

٤٥

هذه القبيلة إلاّ في هذا البيت لقرب نسبه من صاحب الملّة و الدّعوة ، و لمّا كثر أهل هذا البيت ، و تشاجروا في الإمامة ، لعلوها و شرفها ادّعاها كلّ واحد منهم ،

فلم يجز إلاّ أن يكون من صاحب الملّة و الدعوة إشارة إليه بعينه و اسمه و نسبه ، كيلا يطمع فيها غيره .

و أمّا الأربع الّتي في نعت نفسه : فأن يكون أعلم النّاس كلّهم بفرائض اللَّه و سننه و أحكامه ، حتّى لا يخفى عليه منها دقيق و لا جليل ، و أن يكون معصوما من الذّنوب كلّها ، و أن يكون أشجع النّاس ، و أن يكون أسخى النّاس .

فقال عبد اللَّه بن يزيد الأباضي : من أين قلت : إنّه أعلم النّاس ؟

قال : لأنّه إن لم يكن عالما بجميع حدود اللَّه و أحكامه و شرائعه و سننه ،

لم يؤمن عليه أن يقلّب الحدود ، فمن وجب عليه القطع حدّه ، و من وجب عليه الحدّ قطعه ، فلا يقيم للَّه حدّا على ما أمر به ، فيكون من حيث أراد اللَّه صلاحا يقع فساد .

قال : فمن أين قلت : إنّه معصوم من الذّنوب ؟

قال : لأنّه إن لم يكن معصوما من الذّنوب دخل في الخطأ ، فلا يؤمن أن يكتم على نفسه ، و يكتم على حميمه و قريبه ، و لا يحتجّ اللَّه بمثل هذا على خلقه .

قال : فمن أين قلت : إنّه أشجع النّاس ؟

قال : لأنّه فئة للمسلمين يرجعون إليه في الحروب ، و قد قال عزّ و جلّ :

و من يولّهم يومئذ دبره إلاّ متحرّفا لقتال أو متحيّزا إلى فئة فقد باء بغضب من اللَّه . . . ١ فإن لم يكن شجاعا ، فرّ فيبوأ بغضب من اللَّه عزّ و جلّ حجّة اللَّه على خلقه .

قال : فمن أين قلت : إنّه أسخى النّاس ؟

ــــــــــــــــ

( ١ ) الأنفال : ١٦ .

٤٦

قال : لأنّه خازن المسلمين فإن لم يكن سخيّا ، تاقت نفسه إلى أموالهم فأخذها فكان خائنا ، و لا يجوز أن يحتجّ اللَّه على خلقه بخائن .

فعند ذلك قال ضرار : فمن هذا بهذه الصّفة في هذا الوقت ؟ فقال : صاحب القصر أمير المؤمنين و كان هارون قد سمع الكلام كلّه فقال عند ذلك :

أعطانا و اللَّه من جراب الثّورة ، و يحك يا جعفر و كان جعفر بن يحيى جالسا معه في السّتر من يعني بهذا ؟ فقال : يعني به موسى بن جعفر . قال : ما عنى به غيره . ثمّ عضّ على شفتيه و قال : مثل هذا حيّ و يبقى لي ملكي ساعة واحدة .

فو اللَّه للسان هذا أبلغ في قلوب النّاس من مائة ألف سيف . و علم يحيى أنّ هشاما قد أتى فدخل السّتر ، فقال : يا عبّاسي ويحك من هذا الرّجل ؟ فقال :

حسبك تكفى تكفى .

ثمّ خرج إلى هشام فغمزه ، فعلم هشام أنّه قد اتي ، فقام يريهم أنّه يبول أو يقضي حاجة ، فلبس نعليه و انسلّ ، و مرّ ببيته و أمرهم بالتّواري ، و هرب و مرّ من فوره نحو الكوفة ، و نزل على بشير النّبال و كان من حملة الحديث من أصحاب أبي عبد اللَّه عليه السّلام فأخبره الخبر ، ثمّ اعتل علّة شديدة ، فقال له البشير : آتيك بطبيب قال : لا أنا ميّت . فلمّا حضره الموت قال لبشير : إذا فرغت من جهازي فاحملني في جوف اللّيل ، وضعني بالكناسة و اكتب رقعة و قل : هذا هشام بن الحكم الّذي يطلبه الخليفة مات حتف أنفه . و كان هارون قد بعث إلى إخوانه و أصحابه فأخذ الخلق به ، فلمّا أصبح أهل الكوفة رأوه ، و حضر القاضي و صاحب المعونة و العامل و المعدّلون بالكوفة ، و كتب إلى الرّشيد بذلك فقال : الحمد للَّه الّذي كفانا أمره و خلّى عمّن كان أخذ به ١ .

« لا تصلح على سواهم ، و لا تصلح الولاة من غيرهم » ظهر لك من البرهان

ــــــــــــــــ

( ١ ) كمال الدين للصدوق : ٣٦٢ .

٤٧

الّذي ذكره هشام أنّ وجوب كون الإمام من بيت هاشم بيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله أمر عقلي لا يجوز تخلّفه ، و يعاضده الدّليل النّقلي القطعي ، قوله تعالى : إنّما وليّكم اللَّه و رسوله و الّذين آمنوا . . . ١ .

و قول رسوله صلّى اللَّه عليه و آله في المتواتر : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ٢ .

و منه يظهر لك ما في قول ابن أبي الحديد هنا : « إن قلت : إنّك شرحت هذا الكتاب على قواعد المعتزله و اصولهم فما قولك في هذا الكلام و هو تصريح بأنّ الإمامة لا تصلح من قريش إلاّ في بني هاشم خاصّة ، و ليس ذلك بمذهب المعتزلة لا متقدميهم و لا متأخريهم قلت : هذا الموضع مشكل ولي فيه نظر ،

و إن صحّ أن عليّا عليه السّلام قاله قلت : كما قال لأنّه ثبت عندي أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله قال : ( إنّه مع الحقّ و أنّ الحقّ يدور معه حيثما دار ) ٣ . و يمكن أن يتأوّل على مذهب المعتزلة ، فيحمل على أنّ المراد به كمال الإمامة كما في قوله صلّى اللَّه عليه و آله : ( لا صلاة لجار المسجد إلاّ في المسجد ) ٤ على نفي الكمال لا على نفي الصّحة » ٥ .

قلت : هذا التّأويل منه كتأويل بعض المتكلّمين كما في ( مختلف ابن قتيبة ) النّهي عن الخمر في القرآن على جهة التّأديب ، كما في قوله تعالى :

و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك و لا تبسطها كلّ البسط . . . ٦ و في قوله تعالى : . . . و اهجروهنّ في المضاجع و اضربوهنّ . . . ٧ و ذهب إلى عدم

ــــــــــــــــ

( ١ ) المائدة : ٥٥ .

( ٢ ) هذا حديث الغدير مرّ تخريجه في شرح فقرة « و لهم خصائص » في العنوان ٤ من هذا الفصل .

( ٣ ) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٣ ح ٣٧١٤ و غيره مرّ تخريجه في أواخر العنوان ٥ من هذا الفصل .

( ٤ ) أخرجه الدار قطني في سننه عنه الجامع الصغير ٢ : ٢٠٣ مسندا ، و المرتضى في الذريعة ١ : ٣٥٤ ، و الطوسي في التهذيب ١ : ٩٢ ح ٣ مجردا و روي أيضا عن عليّ عليه السّلام .

( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ٢ : ٤٠٢ .

( ٦ ) الاسراء : ٢٩ .

( ٧ ) النساء : ٣٤ .

٤٨
شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي WWW.ALHASSANAIN.COM كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة المجلد الثالث الشيخ محمد تقي التّستري شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

حرمة الخمر ١ .

و كتأويل بعضهم العدد في قوله تعالى : . . . فانكحوا ما طاب لكم من النّساء مثنى و ثلاث و رباع . . . ٢ على الجمع فجوّز نكاح تسع من الحرائر ،

و استشهد على تأويله بأنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله مات عن تسع ، و أنكر الخصوصيّة للنّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله ٣ .

و كتأويل حرمة لحم الخنزير في قوله تعالى : حرّمت عليكم الميتة و الدّم و لحم الخنزير . . . ٤ على حلّية شحمه و جلده ٥ ، مع كون ما قاله في ما مرّ خلاف ضرورة الإسلام .

و كتأويل قوله تعالى في نبيّه صلّى اللَّه عليه و آله : . . . و خاتم النّبيّين . . . ٦ على كون النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله زينة لهم كالخاتم لصاحبه ، فقال بعدم خاتميّة النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله ، و كما نقل عن بعض الغلاة و الإسماعيلية القول بنبوّة أنبياء بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله ، مع أنّه تواتر عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله أنّه قال : « لا نبيّ بعدي » ٧ فكما أنّ الآيات المتقدمّة لا تجوّز التأويل كذلك قوله عليه السّلام : « أين الذين زعموا أنّهم الرّاسخون في العلم دوننا كذبا و بغيا علينا ، أن رفعنا اللَّه و وضعهم ، و أعطانا و حرمهم و أدخلنا و أخرجهم ؟ بنا يستعطى الهدى و يستجلى العمى » قبل هذا الكلام أي :

قوله عليه السّلام « غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم و لا تصلح

ــــــــــــــــ

( ١ ) نقلها ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث : ٦٠ ٦١ ، و النقل بالمعنى .

( ٢ ) النساء : ٣ .

( ٣ ) نقلها ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث : ٦٠ ٦١ ، و النقل بالمعنى .

( ٤ ) المائدة : ٣ .

( ٥ ) نقلها ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث : ٦٠ ٦١ ، و النقل بالمعنى .

( ٦ ) الأحزاب : ٤٠ .

( ٧ ) هذا ذيل حديث المنزلة مرّ تخريجه في أوائل العنوان ٧ من هذا الفصل .

٤٩

الولاة من غيرهم » .

و لو فتح باب مثل تأويله لصحّ تأويل تلك المتنبّية عدم منافاة قول خاتم الأنبياء لنبوّتها بأنّه إنّما قال : « لا نبيّ بعدي » و لم يقل : « لا نبيّة بعدي » .

و سأل هشام بن الحكم أيضا جماعة من المتكلّمين فقال : أخبروني حين بعث اللَّه محمّدا صلّى اللَّه عليه و آله بعثه بنعمة تامّة أو بنعمة ناقصة ؟ قالوا : بنعمة تامّة .

قال : فأيّما أتمّ أن يكون في أهل بيت واحد نبوّة و خلافة أو تكون نبوّة بلا خلافة ؟ قالوا : بل تكون نبوّة و خلافة . قال : فلما ذا جعلتموها في غيرها ؟ فإذا صارت في بني هاشم ضربتم وجوههم بالسّيف ؟ فافحموا ١ .

و روى محمّد بن محمّد بن النّعمان عن المرزباني عن محمّد بن العبّاس عن محمّد بن يزيد النّحوي عن ابن عائشة : أنّ ذا الشّهادتين قال :

ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفا

عن هاشم ثمّ منها عن أبي حسن

أ ليس أوّل من صلّى بقبلتهم

و أعرف النّاس بالآثار و السّنن

و آخر النّاس عهدا بالنّبيّ و من

جبريل عون له في الغسل و الكفن

من فيه فيه ما فيه لا يمترون به

و ليس في القوم ما فيه من الحسن

ماذا الّذي ردّكم عنه فنعلمه

ها إنّ بيعتكم من أغبن الغبن ٢

و قال حسان :

و ما زال في الإسلام من آل هاشم

دعائم صدق لا ترام و مفخر

هم جبل الإسلام و النّاس حولهم

رضام إلى طود يطول و يقهر

و قال كعب الأنصاري :

قوم بهم عصم الإله عباده

و عليهم نزل الكتاب المنزل

ــــــــــــــــ

( ١ ) المناقب لأبن شهر آشوب ١ : ٢٧٦ .

( ٢ ) الارشاد للمفيد : ٢٢ .

٥٠

و روى الخطيب في هاشم بن مسرور المؤدب عن أبي صالح في قوله تعالى : الّذين إن مكّنّاهم في الأرش أقاموا الصّلاة و آتوا الزكوة و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر . . . ١ قال : هم بنو هاشم . ثم قلت : من مضى منهم أم من بقي ؟ قال : من مضى منهم و من بقي ٢ .

و روى ابن عبد ربّه في ( عقده ) في وفود قريش على سيف بن ذي يزن : أنّ سيفا قال لعبد المطّلب : إذا ولد مولود بتهامة ، بين كتفيه شامة ، كانت له الإمامة ، إلى يوم القيامة ٣ .

و قال الكميت مشيرا إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله :

يقولون لم يورث و لو لا تراثه

لما شاركت فيه بكيل و أرحب

و لا انتشلت عضوين منها يحابر

و كان لعبد القيس عضو مورّب

فإن هي لم تصلح لحيّ سواهم

إذن فذوو القربى أحقّ و أقرب

فيالك أمر قد اشتت جمعه

و دنيا أرى أسبابها تتقضّب

تبدّلت الأشرار بعد خيارها

و جدّ بها من امّة هي تلعب

و روى المسعودي في ( مروجه ) : أنّه لمّا ورد صعصعة على معاوية من قبل أمير المؤمنين عليه السّلام و سأله عن قومه ، و أجابه ، قال له معاوية : و يحك يابن صوحان فما ترك لهذا الحيّ من قريش مجدا و لا فخرا ؟ قال : بلى و اللَّه يابن أبي سفيان تركت لهم ما لا يصلح إلاّ بهم ، و لهم تركت الأبيض ، و الأحمر و الأصفر و الأشقر ، و السّرير ، و المنبر ، و الملك إلى المحشر ، و أنّى لا يكون ذلك كذلك و هم منار اللَّه في الأرض و نجومه في السّماء . ففرح معاوية و ظنّ أنّ كلامه

ــــــــــــــــ

( ١ ) الحج : ٤١ .

( ٢ ) تاريخ بغداد للخطيب ١٤ : ٦٩ .

( ٣ ) العقد الفريد لأبن عبد ربه ١ : ٢٤٣ .

٥١

يشتمل على قريش كلّها . فقال : صدقت يابن صوحان إنّ ذلك لكذلك . فعرف صعصعة ما أراد . فقال : ليس لك و لا لقومك في ذلك إصدار و لا إيراد ، بعدتم عن أنف المرعى ، و علوتم عن عذب الماء . قال : فلم ذلك ؟ و يلك يابن صوحان ؟

قال : الويل لأهل النّار ذلك لبني هاشم . . . ١ .

و روى أبو هلال العسكري في ( أوائله ) : أنّ أبا الهيثم بن التيهان قام خطيبا بين يدي أمير المؤمنين عليه السّلام ، فقال : إنّ حسد قريش إيّاك على وجهين :

أمّا خيارهم فتمنوا أن يكونوا مثلك منافسة في البلاء ، و ارتفاع الدّرجة ، و أمّا شرارهم فحسدوا حسدا أثقل القلوب ، و أحبط الأعمال ، و ذلك أنّهم رأوا عليك نعمة قدّمها إليك الحظّ و أخّرهم عنها الحرمان ، فلم يرضوا أن يلحقوا حتّى طلبوا أن يسبقوك ، فبعدت و اللَّه عليهم الغاية ، و قطعت المضمار . فلمّا تقدّمتهم بالسّبق و عجزوا عن اللحاق ، بلغوا منك ما رأيت ، و كنت و اللَّه أحق قريش بشكر قريش ، نصرت نبيّهم حيّا و قضيت عنه الحقوق ميّتا ، و اللَّه ، بغيهم إلاّ على أنفسهم ، و لا نكثوا إلاّ بيعة اللَّه يد اللَّه فوق أيديهم . . . ٢ .

و روى نصر بن مزاحم في ( صفيّنه ) عنه عليه السّلام في كتابه إلى معاوية :

و أعلم أنّ هذا الأمر لو كان إلى الناس أو بأيديهم لحسدونا و لا متنّوا به علينا ،

و لكنّه قضاء ممّن امتنّ به علينا على لسان نبيّه الصادق المصدّق ، لا أفلح من شكّ بعد العرفان و البيّنة . . . ٣ .

و هو صريح في مذهب الإماميّة من كون الإمامة من قبله تعالى بوساطة نبيّه صلّى اللَّه عليه و آله لا باختيار الامّة ، كما عليه المتسمّون بالسّنّة .

ــــــــــــــــ

( ١ ) مروج الذهب ٣ : ٤٠ .

( ٢ ) الفتن من البحار للمجلسي : ١٥٣ عن اوائل أبي هلال العسكري ، و الآية ١٠ من سورة الفتح .

( ٣ ) وقعة صفين لابن مزاحم : ١٠٩ .

٥٢

و في ( تاريخ اليعقوبي ) : أنّه بلغ عثمان أنّ أباذر وقف بباب المسجد ،

فقال : أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ، و من لم يعرفني فأنا أبوذر الغفاري ،

أنا جندب بن جنادة الرّبذي إنّ اللَّه اصطفى آدم و نوحا و آل إبراهيم ، و آل عمران على العالمين . ذريّة بعضها من بعض و اللَّه سميع عليهم ١ محمّد الصّفوة من نوح فالأوّل إبراهيم ، و السّلالة من إسماعيل و العترة الهادية من محمّد صلّى اللَّه عليه و آله ، إنّه شرف شريفهم ، و استحقّوا الفضل في قوم هم فينا كالسّماء المرفوعة ، أو كالكعبة المستورة ، أو كالقبلة المنصوبة ، أو كالشّمس الضاحية ، أو كالقمر السّاري ، أو كالنّجوم الهادية ، أو كالشّجرة الزّيتونة ،

أضاء زيتها ، و بورك زبدها ، و محمّد صلّى اللَّه عليه و آله وارث علم آدم ، و ما فضّل به النّبيّون ، و عليّ بن أبي طالب وصيّ محمّد صلّى اللَّه عليه و آله و وارث علمه . أيّتها الامّة المتحيّرة بعد نبيّها أما لو قدّمتم من قدّم اللَّه ، و أخّرتم من أخّر اللَّه ، و أقررتم الولاية و الوراثة في أهل بيت نبيّكم ، لأكلتم من فوق رؤوسكم ، و من تحت أقدامكم و لما عال ولي اللَّه ، و لما طاش سهم من فرائض اللَّه ، و لا اختلف اثنان في حكم اللَّه إلاّ وجدتم علم ذلك عندهم من كتاب اللَّه و سنّة نبيّه ، فأمّا إذا فعلتم ما فعلتم ، فذوقوا و بال أمركم . . . و سيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون . . . ٢ .

و لمّا افتخر ابن المعتز بالعبّاسيّين على الطّالبيّين بقصيدته الّتي أوّلها :

أبى اللَّه إلاّ ما ترون فما لكم

غضابى على الأقدار يا آل طالب

أجابه أبو القاسم التنوخي :

ــــــــــــــــ

( ١ ) آل عمران : ٣٣ ٣٤ .

( ٢ ) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٧١ ، و الآية ٢٢٧ من سورة الشعراء .

٥٣

من ابن رسول اللَّه و ابن وصيّه

إلى مدغل في عقدة الدّين ناصب

نشا بين طنبور و دفّ و مزهر

و في حجر شاد أو على صدر ضارب

و من ظهر سكران إلى بطن قينة

على شبه في ملكها و شوائب

إلى أن قال :

و نحن الألى لا يسرح الذّم بيننا

و لا تدّرى أعراضنا بالمعاتب

إذا ما انتدوا كانوا شموس نديّهم

و إن ركبوا كانوا بدور الرّكائب

و إن عبسوا يوم الوغى ضحك الرّدى

و إن ضحكوا بكّوا عيون النّوائب

و ما للغواني و الوغي فتعوّذوا

بقرع المثاني من قراع الكتائب

و يوم حنين قلت حزنا فخاره

و لو كان يدري عده في المثالب

أبوه مناد و الوصيّ مضارب

فقل في مناد صيّت و مضارب

و جئتم مع الأولاد تبغون إرثه

فأبعد محجوب بحاجب حاجب

و قلتم نهضنا ثائرين شعارنا

بثارات زيد الخير عند التّجارب

٥٤

فهلاّ بإبراهيم كان شعاركم

فترجع دعواكم بعلّة خائب

و معنى البيت الأخير أنّكم غلبتم على بني اميّة بادعائكم أخذ ثار أهل بيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و لو كنتم ادعيّتم أنّكم تطلبون ثار عمّكم إبراهيم بن محمّد بن عليّ بن عبد اللَّه بن عبّاس الّذي أمر بخنقه مروان بن محمّد المرواني لما أعانكم أحد .

هذا ، و أمّا خبر أنّ [ الأئمّة من قريش ] بلفظ العام فأصله أيضا متواتر ،

كتخصيصه بذاك البطن من هاشم ، و لمّا ادّعت الأنصار الأمر يوم السّقيفة ،

قال عمرو بن العاص دفعا لهم : إن كان سمعوا قول النّبيّ : « الأئمّة من قريش » ثم ادّعوها لقد هلكوا و أهلكوا ، و إن كانوا لم يسمعوها فما هم كالمهاجرين .

و قال النّعمان بن عجلان الأنصاري دفاعا عن الأنصار : إن كان النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله قال : « الأئمّة من قريش » فقد قال : « لو سلك النّاس شعبا و سلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار » ، و اللَّه ما أخرجناكم من الأمر إذ قلنا :

منّا أمير و منكم أمير .

و مع تواتر الخبر به قال عمر بعد أن طعن في معاذ بن جبل الأنصاري : لو كان معاذ حيّا لاستخلفته . و قال في سالم مولى أبي حذيفة : لو كان سالم حيّا لاستخلفته .

قال صاحب ( الاستيعاب ) في عنوان سالم بعد النّقل عن عمر قوله : لو كان سالم حيّا ما جعلتها شورى : و هذا عندي على أنّ عمر كان يصدر في الخلافة عن رأيه ١ .

قلت : ردّه قول النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله في ما مرّ ليس بمستنكر بعد قوله في

ــــــــــــــــ

( ١ ) الاستيعاب لابن عبد البر ٢ : ٧١ و الرواية مشهورة .

٥٥

النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله لمّا قال : « ايتوني بدواة و كتف أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعدي » :

دعوا الرّجل إنّه ليهجر ١ .

ثمّ كما تواتر أصله كذلك تواتر عنه صلّى اللَّه عليه و آله تعيينه لأئمّة قريش في اثني عشر فروى مسلم في ( صحيحه ) عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله ، فسمعته يقول : إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ، ثمّ تكلّم بكلام خفي عليّ ، فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : كلّهم من قريش ٢ .

و روى أيضا مسندا : أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله قال عشية جمعة رجم الأسلمي : لا يزال الدّين قائما حتّى تقوم السّاعة أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلّهم من قريش ٣ .

و روى أبو داود و البزّار عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله قال : لا يزال أمر امّتي قائما حتّى يمضي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش . و زاد الأوّل فلمّا رجع إلى منزله أتته قريش ، فقالوا : ثمّ يكون ماذا ؟ قال : ثمّ يكون الهرج ٤ .

و رواه أحمد بن الحسن القطّان شيخ من أصحاب حديثهم بأربعة عشر طريقا ، و عبد اللَّه بن محمّد الصّائغ منهم بطريقين .

و نقل طرقهما محمّد بن بابويه في ( خصاله ) ٥ ، و روى أيضا أحمد بن حنبل في ( مسنده ) أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله قال : بعدي اثنا عشر خليفة عدد نقباء بني

ــــــــــــــــ

( ١ ) صحيح البخاري ١ : ٣٢ ، و ٤ : ٧ ، ٢٧١ و غيره ، مرّ تخريجه في أواخر العنوان ٣ من هذا الفصل .

( ٢ ) صحيح مسلم ٣ : ١٤٥٢ ، ١٤٥٣ ح ٥ ، ٦ ، ٩ .

( ٣ ) صحيح مسلم ٣ : ١٤٥٣ ح ١٠ .

( ٤ ) سنن أبي داود ٤ : ١٠٦ ح ٤٢٧٩ ٤٢٨١ ، و مسند البزّار عنه تاريخ الخلفاء للسيوطي : ١٠ و النقل بتصرف .

( ٥ ) أخرجه الصدوق عن طريق أحمد بن الحسن بأربعة عشر طريقا في الخصال : ٤٦٩ ٤٧٢ ح ١٢ ، ٢٥ و عن طريق عبد اللَّه بن محمّد بطريقين في الخصال : ٤٧٥ ح ٣٦ ، ٣٧ .

٥٦

إسرائيل و زاد في خبر و حواري عيسى عليه السّلام ١ .

و لا تنطبق تلك الأخبار إلاّ على مذهب الإماميّة القائلين بالأئمّة الاثني عشر ، و أمّا أهل السّنّة فإن اقتصروا على الأربعة ، يقعوا في الكسر ، و إن تعدّوا إلى جميع من تصدى للأمر ، يقعوا في الكثرة ، و إن انتخبوا كما فعل القاضي عياض و ابن حجر ، خالفوا العقل و النّقل الكتاب و السّنّة و البرهان و العيان .

قال السّيوطي في ( تاريخ خلفائه ) : قال ابن حجر في ( شرح البخاري ) :

« كلام القاضي عياض أحسن ما قيل في الحديث و أرجحه أي حديث كون الأئمّة اثنى عشر من قريش لتأييده بقول في بعض طرق الحديث الصّحيحة :

« كلّهم يجتمع عليه النّاس » و إيضاح ذلك أنّ المراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته ،

و الّذي وقع أنّ النّاس اجتمعوا على أبي بكر ثمّ عمر ثمّ عثمان ثمّ عليّ ، إلى أن وقع أمر الحكمين في صفّين ، فتسمّى معاوية يومئذ بالخلافة ، ثم اجتمع النّاس على معاوية عند صلح الحسن ، ثمّ اجتمعوا على ولده يزيد ، و لم ينتظم للحسين أمر بل قتل قبل ذلك ، ثمّ لمّا مات يزيد وقع الاختلاف ، إلى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزّبير ، ثمّ اجتمعوا على أولاده الأربعة الوليد ثمّ سليمان ثمّ يزيد ثمّ هشام ، و تخلّل بين سليمان و يزيد عمر بن عبد العزيز ، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الرّاشدين ، و الثّاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، اجتمع النّاس عليه لمّا مات عمّه هشام ، فولّي نحو أربع سنين ، ثمّ قاموا عليه فقتلوه و انتشرت الفتن و تغيّرت الأحوال من يومئذ ، و لم يتفّق أن يجتمع النّاس على خليفة بعد ذلك ، لأنّ يزيد بن الوليد الّذي قام على ابن عمّه الوليد بن يزيد لم تطل مدّته ، بل ثار عليه قبل أن يموت ابن عم أبيه مروان بن محمّد بن مروان .

ــــــــــــــــ

( ١ ) مسند أحمد ١ : ٣٩٨ ، ٤٠٦ ، و النقل بتصرف و لم يوجد في الروايتين زيادة .

٥٧

و لمّا مات يزيد ولّى أخوه إبراهيم فقتله مروان ، ثمّ ثار على مروان بنو العبّاس إلى أن قتل ، ثمّ كان أوّل خلفاء بني العبّاس السفّاح ، و لم تطل مدّته مع كثرة من ثار عليه ، ثمّ ولّى أخوه المنصور فطالت مدّته ، لكن خرج عنهم المغرب الأقصى باستيلاء المروانيّين على الأندلس ، و استمرّت في أيديهم متغلّبين عليها ، إلى أن تسمّوا بالخلافة بعد ذلك ، و انفرط الأمر إلى أن لم يبق من الخلافة إلاّ الاسم في البلاد ، بعد أن كان في أيّام بني عبد الملك بن مروان يخطب للخليفة في جميع الأقطار من الأرض ، شرقا و غربا و يمينا و شمالا ممّا غلب عليه المسلمون ، و لا يتولّى أحد في بلد من البلاد كلّها الإمارة على شي‏ء منها إلاّ بأمر الخليفة ، و من انفراط الأمر أنّه كان في المائة الخامسة بالأندلس و حدها ستّة أنفس كلّهم يتسمّى بالخلافة ، و منهم صاحب مصر العبيدي و العبّاسي ببغداد ، خارجا عمّن كان يدّعي الخلافة في أقطار الأرض من العلويّة و الخوارج ١ .

قلت : فيه أوّلا : إنّه على ما أسّسه يكون أمير المؤمنين عليه السّلام أيضا خارجا ،

لأنّه لم يجتمع عليه النّاس ، فلم يبايعه سعد أحد عشرتهم و أحد ستّة شوراهم ،

و لم يبايعه ابن عمر ابن فاروقهم و النّاظر على شوراهم ، و محمّد بن مسلمة أحد أجلّة الصّحابة عندهم ، و ادّعى طلحة و الزّبير أنّهما بايعاه جبرا فخرجا عليه ، و لم يبايعه جلّ قريش بل كلّهم ، و إنّما بايعه نفر منهم كانوا في عداد بني هاشم ، كمحمّد بن أبي بكر التيميّ ربيبه عليه السّلام و جعدة بن هبيرة المخزومي ابن أخته ، و لم يبايعه معاوية و أهل الشّام ، و كانوا قريبا من نصف المسلمين .

و ثانيا : كيف يكون مثل معاوية خليفة النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله ؟ و قد قاتل أمير

ــــــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ١١ ١٢ ، مرّ نقله أيضا في العنوان ١ من هذا الفصل .

٥٨

المؤمنين عليه السّلام الّذي بمنزلة نفس النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله بنصّ القرآن ١ و حربه حرب النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله بنصّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله في المتواتر عنه ٢ و أمر اللّعين بسبّه عليه السّلام ، و سنّه و كانت باقية مدّة بقاء الشّجرة الملعونة في القرآن ، و قتل سيّد شباب أهل الجنّة الحسن بن عليّ عليهما السّلام و قتل آلافا من عباد اللَّه الصالحين ، كحجر بن عدي ، و عمرو بن الحمق ، و نظرائهما ، و قد لعنه النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله في غير موطن ،

و أظهر كفره للمغيرة ، و تأسّف على عدم قدرته على محو اسم النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله ،

و مثل ابنه يزيد الّذي ينكت بقضيبه على ثنايا سيّد شباب أهل الجنّة ، و يقول :

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل

و سبى بنات النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و فعل ما فعل بأهل المدينة ، و بمسجد النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و بالكعبة ؟ و مثل الوليد بن يزيد ؟ الّذي رمى القرآن بالنّشاب لمّا استفتحه و جاء و خاب كلّ جبّار عنيد ٣ و قال :

أ توعدنى بجبّار عنيد

فها أنا ذاك جبّار عنيد

إذا ما جئت ربّك يوم حشر

فقل يا رب مزّقني الوليد

و مثل عبد الملك و بنيه الّذين شوّهت شنائعهم وجوه صفحات التّاريخ ؟

و مثل عثمان الّذي أحدث أحداثا ألجأ الصّحابة من المهاجرين و في رأسهم عمّار المجمع على جلاله ، و الأنصار و صلحاء التّابعين على قتله ؟ كما أنّ الوليد الّذي جعله خاتمة الإثني عشر فعل من الأفعال الشّنيعة حتّى و طى‏ء محارمه ، بل إخوته ، ما ألجأ بني أميّة أنفسهم مع عتوهم إلى قتله .

و لهذه المفاسد التجأ بعضهم إلى انتخاب العدول من الخلفاء ، و إن لم

ــــــــــــــــ

( ١ ) النظر إلى قوله تعالى : انفسنا و انفسكم آل عمران : ٦١ كما روى في شأن نزوله .

( ٢ ) هذا المعنى جاء ضمن أحاديث أخرجه الخوارزمي في مناقبه : ٧٥ ، و الخزاز في كفاية الأثر : ١٥٧ عن عليّ عليه السّلام و في الباب من ابن عباس و جابر و أخرج جمع كثير حديث « انا حرب لمن حاربتم » .

( ٣ ) إبراهيم : ١٥ .

٥٩

يكونوا على الولاء ، قال فصيح الدين البياضي منهم : قد أشكل مضمون الحديث الصّحيح الّذي رواه مسلم ، و هو قول النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله : إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة كلّهم من قريش . و في رواية : لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلّهم من قريش .

قال في ( شرح المشارق ) : يريد بهذا الأمر الخلافة ، و أمّا العدد ، فقيل :

ينبغي أن يحمل على العادلين منهم ، فإنّهم إذا كانوا على منهاج الرّسول و طريقته يكونون خلفاءه ، و إلاّ فلا ، و لا يلزم أن يكونوا على الولاء ١ .

هذا ما قالوه و لكن لا مقنع فيه ، و هو أيضا تأويل باطل لتنافيه مع قول النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله : « لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلّهم من قريش » ٢ ،

و لذا اعترف الفصيح بأنّه لا مقنع فيه .

و ثالثا : إنّه لم اقتصر ممّا في الأخبار على خبر « كلّهم يجتمع النّاس عليه » ، مع أنّ في ( صحيح أبي داود ) عنه صلّى اللَّه عليه و آله : « لا يزال الدّين ظاهرا حتّى تقوم السّاعة ، و يكون عليهم إثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش » ٣ .

و في ( صحيح مسلم ) « لا يزال الدّين قائما حتّى تقوم السّاعة ، أو يكون عليكم اثني عشر خليفة كلّهم من قريش » ٤ . و في ( إبانة ابن بطة العكبري ) قال النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله : لا يزال هذا الدّين قائما إلى اثني عشر أميرا من قريش فإذا مضوا ساخت الأرض بأهلها » ٥ .

ــــــــــــــــ

( ١ ) لم اظفر بمرجع نقله ، لكن هذا المعنى جاء في كلام كثير من شارحي الحديث مثل ، النوري و غيره.

( ٢ ) هذا حديث جابر بن سمرة أخرجه جمع كثير ، منهم البخاري في صحيحه ٤ : ٢٤٨ ، و الترمذي في سننه ٤ : ٥٠١ ح ٢٢٢٣ ، مرّ بعض طرقه آنفا .

( ٣ ) أخرجه أبو داود في سننه ٤ : ١٠٦ ح ٤٢٧٩ ٤٢٨١ ، و النقل بتصرف .

( ٤ ) أخرجه مسلم في صحيحه ٣ : ١٤٥٣ ح ١٠ .

( ٥ ) أخرجه ابن بطة في الإبانة عنه مناقب ابن شهر آشوب ١ : ٢٩٠ .

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

زرته »(١) .

*(٥٧)*

رواية زكريا بن يحيى الساجي

روى حديث الثقلين عن نصر بن عبد الرحمن الوشاء عن زيد بن الحسن الانماطي ورواه عنه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير رقم ٢٦٨٠ و ٣٠٥٢ تقدم في زيد بن الحسن.

ترجم له:

١ - الذهبي فقال: « الامام الحافظ محدث البصرة أبويحيى زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن أبيض بن الديلم بن باسل بن ضبة الضبي البصري الساجي وجمع وصنف، روى عنه أبوأحمد بن عدي وأبوبكر الاسماعيلي وأبوعمرو محمد بن أحمد بن حمدان والقاضي يوسف الميانجي وعبد الله بن محمد بن السقا الواسطي ويوسف بن يعقوب النجيرمي وعلي بن لؤلؤ الوراق وطائفة سواهم، وعنه أخذ أبوالحسن الاشعري تحرير مقالة أهل الحديث والسلف. وللساجي كتاب جليل في علل الحديث يدل على تبحره في هذا الفن مات سنة ٣٠٧ وقد قارب التسعين »(٢) .

٢ - الخطيب وكناه أبا يعلى(٣) .

*(٥٨)*

رواية العباس بن أحمد البرتى

روى حديث الثقلين عن نصر بن عبد الرحمن الوشاء ورواه عنه أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن السكري.

__________________

(١). الانساب - البالوزي.

(٢). تذكرة الحفاظ ٧٠٩.

(٣). تاريخ بغداد ٨ / ٤٥٩.

١٦١

أخرج حديثه الحافظ ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام من ( تاريخ مدينة دمشق ١ / ٤٥ ) رقم ٥٤٥ وقد تقدم تقدم اسناداً ومتناً في زيد ابن الحسن الانماطي.

ترجم له:

١ - الخطيب وقال: « العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى أبو خبيب ابن القاضي البرتي، سمع عبد الاعلى بن حماد النرسي وسوار بن عبد الله العنبري وجعد بن يحيى المدني ومحمد بن يعقوب الزبيري.

روى عنه أبوبكر الشافعي وعبد الله بن موسى الهاشمي وعبد العزيز ابن أبي صابر وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي وأبو حفص بن شاهين وعلي بن عمر السكري وغيرهم. حدثنا يحيى بن علي الدسكري أخبرنا أبوبكر بن المقري الاصبهاني حدثنا عباس بن أحمد بن محمد أبو خبيب البرتي القاضي الشيخ الجليل الصالح الامين، أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ(١) أخبرنا العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى أبو خبيب سنة ٣٠٨ وفيها مات »(٢) .

٢ - ابن ماكولا . ترجم له ولابيه(٣) .

٣ - ابن حجر وقال: « البرتى بالكسر القاضي أبو العباس احمد بن محمد وقع لنا مسند أبي هريرة له »(٤) .

٤ - السمعاني : « وقال: « البرتي بكسر الباء هذه النسبة الى برت وهي مدينة بنواحي بغداد، والمشهور بهذه النسبة القاضي ابو العباس احمد بن

__________________

(١). هو أبو حفص ابن شاهين.

(٢). تاريخ بغداد ١٢ / ١٥٢.

(٣). الاكمال ١ / ٤١٠.

(٤). تبصير المنتبه ١ / ١٣٢.

١٦٢

محمد بن عيسى البرتي وابنه ابو خبيب العباس بن احمد »(١) .

*(٥٩)*

رواية ابى بكر بن ابى داود

رواه عن عبد الله بن نمير الهمداني، ورواه عنه الحافظ ابو جعفر الطحاوي(٢) يأتي بكاملة في الطحاوي.

ترجم له:

١ - الخطيب فقال: « عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق ابن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران، ابو بكر بن أبي داود الازدي السجستاني رحل به أبوه من سجستان يطوف به شرقاً وغرباً وسمعه من علماء ذلك الوقت فسمع بخراسان والجبال وأصبهان وفارس والبصرة وبغداد والكوفة والمدينة ومكة والشام ومصر والجزيرة والثغور. واستوطن بغداد وصنف المسند والسنن والتفسير والقراءات والناسخ والمنسوخ وغير ذلك وكان فهماً عالماً حافظاً

اخبرنا ابو منصور محمد بن عيسى الهمداني حدثنا ابو الفضل صالح بن احمد الحافظ قال: ابو بكر عبد الله بن سليمان امام العراق وعلم العلم في الأمصار، نصب له السلطان المنبر فحدث عليه لفضله ومعرفته

وكان في وقته بالعراق مشايخ اسند منه ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو قلت: كان ابن أبي داود يتهم بالانحراف عن علي والميل عليه

مات ابو بكر ابن أبي داود يوم الأحد لاثنتي عشرة بقيت من ذى الحجة سنة ٣١٦. وصلى عليه زهاء ثلاثمائة الف انسان »(٣) .

__________________

(١). الانساب - البرتى.

(٢). مشكل الاثار ٤ / ٣٦٨.

(٣). تاريخ بغداد ٩ / ٤٦٤.

١٦٣

*(٦٠)*

رواية الحسن بن مسلم

روى حديث الثقلين عن عبد الحميد بن صبيح ورواه عنه الحافظ الطبرانيّ في ( معجم شيوخه ١ / ١٣٥ ).

ورواه الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه في الرسم في ترجمة الحسن بن مسلم هذا من طريق الطبراني عنه كما تقدم بإسناده ومتنه في يونس بن أرقم.

ترجم له:

١ - الخطيب في ( تلخيص المتشابه في الرسم ) كما مر وضبطه بتشديد اللام.

٢ - الامير ابن ماكولا فقال: « والحسن بن مسلم بن الطبيب الصنعاني حدث عن عبد الحميد بن صبيح، روى عنه الطبراني »(١) .

٣ - ابن حجر فقال: « والحسن بن مسلم بن الطبيب، شيخ للطبراني »(٢) .

*(٦١)*

رواية ابى جعفر الطحاوي

رواه في مشكل الاثار ٤ / ٣٦٨ بسندين فقال:

١ - حدثنا فهد بن سليمان قال ثنا ابو غسان مالك بن اسماعيل النهدي ثنا إسرائيل بن يونس عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة الأسدي قال: لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار او خارج، فقلت: ما حديث بلغني عنك سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول:

__________________

(١). الإكمال ٧ / ٢٤٤.

(٢). تبصير المنتبه ٢ / ١٢٨.

١٦٤

انّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزوجل وعترتي؟ قال: نعم.

واخرجه احمد بن حنبل في ( المسند )(١) وفي فضائل علي الحديث رقم ٩٠ عن الأسود بن عامر عن إسرائيل بالاسناد واللفظ، وأورده سبط ابن الجوزي عن احمد في فضائل علي بأطول مما هنا ثم قال: الحديث الذي رويناه، أخرجه احمد في الفضائل وليس في اسناده احمد ممن ضعفه جدي، وقد أخرجه ابو داود في سننه والترمذي ايضاً وعامة المحدثين انتهى »(٢) .

٢ - حدثنا ابن ابى داود ثنا عبد الله بن نمير الهمداني ثنا محمد بن فضيل ابن غزوان ثنا ابو حيان يحيى بن سعيد بن حيان التيمي عن يزيد ابن حيان: انطلقت انا وحصين بن عقبة الى زيد بن ارقم بلفظ مسلم.

ترجم له:

الذهبي فقال: « الامام العلامة الحافظ صاحب التصانيف البديعة ابو جعفر احمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الازدي الحجري المصري الطحاوي الحنفي وطحا من قرى مصر قال ابن يونس: ولد سنة سبع وثلاثين ومائتين وكان ثقة ثبتاً فقيهاً عاقلا لم يخلف مثله مات ابو جعفر في مستهل ذى القعدة سنة ٣٢١ »(٣) .

*(٦٢)*

رواية ابى جعفر العقيلي

بثلاثة طرق

اخرجه في كتابه الضعفاء(٤) قال في ترجمة عبد الله بن داهر: ومن

__________________

(١). المسند ٤ / ٣٧١.

(٢). تذكرة خواص الامة ٣٢٢.

(٣). تذكرة الحفاظ ٨٠٨.

(٤). نسخة قديمة منه في دار الكتب الظاهرية بدمشق رقم ٣٦٢ حديث، عليها سماعات كثيرة =

١٦٥

حديثه:

١ - ما حدثناه احمد بن يحيى الخلواني قال حدثنا عبد الله بن داهر قال حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن عطية عن ابى سعيد الخدري قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي فإنهما لن يزالا جميعاً حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما(١) .

٢ - و حدثنا محمد بن اسماعيل قال حدثنا محمد بن سعيد ابن الاصبهانى قال: حدثنا حاتم بن اسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه.

عن جابر ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطب يوم عرفة فقال في خطبته: قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده ان اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم مسؤلون عنى فما انتم قائلون؟ قالوا: نشهد انك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها الى السماء ويكبها الى الناس: اللهم اشهد(٢) .

وقال في ترجمة هارون بن سعد في الجزء الثاني عشر منه في الورقة ٢٢٨، ومن حديثه:

٣ - ما حدثناه محمد بن عثمان قال حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات القزاز قال حدثنا محمد بن ابى حفص العطار عن هارون بن سعد عن عبد الرحمن ابن ابى سعيد الخدري عن أبيه قال:

__________________

= تاريخ احداها سنة ٤١٤ وهذا الحديث نقلته منها من الجزء السادس الورقة ١٠٤، وهو في المطبوعة ٢ / ٢٥٠.

(١). ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية باسناده من طريق العقيلي.

(٢). لقد حذف الخونة المتاعبون بالسنة النبوية المطهرة من مبغضي آل محمدعليهم‌السلام الثقل الثاني من الحديث، على ان الترمذي رواه في صحيحه ج ٢ ص ٢١٩ من طريق زيد ابن الحسن الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بلفظه الكامل من غير سقط ولا حذف. فراجع ما تقدم في ص ١٢٤ ج ١.

١٦٦

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّى تارك فيكم الثقلين: أحدهما كتاب الله تبارك وتعالى سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

وهذا يروى بأصلح من هذا الاسناد.

ترجم له:

الذهبي فقال: « الحافظ الامام أبوجعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي صاحب كتاب الضعفاء الكبير قال مسلمة بن القاسم كان العقيلي جليل القدر عظيم الخطر ما رأيت مثله، وكان كثير التصانيف فكان من أتاه من المحدّثين قال: اقرأ من كتابك ولا يخرج أصله فتكلمنا في ذلك وقلنا امّا أن يكون من احفظ الناس واما ان يكون من أكذب الناس! فاجتمعنا عليه فلما أتيت بالزيادة والنقص فطن لذلك فأخذ مني الكتاب وأخذ القلم فأصلحها من حفظه فانصرفنا من عنده وقد طابت أنفسنا وعلمنا انه من احفظ الناس.

وقال الحافظ أبو الحسن بن سهل القطان: أبو جعفر ثقة جليل القدر عالم بالحديث مقدم في الحفظ توفى سنة ٣٢٢ »(١) .

*(٦٣)*

رواية ابى الفضل البخاري الحسن بن يعقوب

رواه عن محمد بن عبد الوهاب أبو أحمد الفراء العبدي المتوفى ٢٧٢ عن جعفر بن عون ورواه عنه الحاكم النيسابوري، أخرجه الحافظ البيهقي(٢) عن الحاكم عنه بلفظ تقدم في جعفر بن عون.

__________________

(١). تذكرة الحفاظ ٨٣٣.

(٢). سنن البيهقي ٢ / ١٤٨.

١٦٧

وأخرجه الحافظ ابن عساكر في معجم شيوخه الورقة ١١ عن ابن العراقي أحمد بن علي عن أبي بكر ابن خلف الشيرازي أحمد بن علي عن الحاكم بالاسناد واللفظ.

ترجم له:

الذهبي في وفيات سنة ٣٤٢ قال: « وفيها الحسن بن يعقوب أبو الفضل البخاري العدل، بنيسابور، روى عن أبي حاتم الرازي وطبقته ورحل وأكثر »(١) .

*(٦٤)*

رواية ابن الاخرم الشيباني محمد بن يعقوب

رواه عن محمد بن عبد الوهاب الفراء الحافظ أبو أحمد العبدي النيسابوري المتوفى ٢٧٢ ورواه عنه أبو كريا يحيى بن ابراهيم بن محمد بن يحيى.

أخرجه الحافظ البيهقي(٢) ، وتقدم في أبي أحمد الفراء.

ترجم له:

الذهبي في وفيات سنة ٣٤٤ قال: « وفيها أبو عبد الله محمد بن يعقوب ابن يوسف بن الاخرم الشيباني الحافظ محدث نيسابور، صنف المسند الكبير، وصنف مستخرجاً على الصحيحين وروى عن أبى الحسن الهلالي ويحيى الذهلي وطبقتهما، ومع براعته في الحديث والعلل والرجال، لم يرحل من

__________________

(١). العبر ٣ / ٢٥٩.

(٢). سنن البيهقي ٧ / ٣٠.

١٦٨

نيسابور، عاش اربعا وتسعين سنة »(١) .

*(٦٥)*

رواية عبد الله بن جعفر

روى حديث الثقلين عن احمد بن يونس الضبي. ورواه عنه الحافظ أبو نعيم الاصبهاني(٢) تقدم بإسناده ولفظه في عمار بن نصر.

ترجم له:

تلميذه أبو نعيم في ( ذكر أخبار أصبهان ٢ / ٨٠ ) فقال: « عبد الله بن جعفر ابن احمد بن فارس بن الفرج أبو محمد، مولده سنة ٢٤٨ وتوفى سنة ٣٤٦ في شوال، ذكر المتأخر(٣) ا نه توفى سنة ٣٤٥ في شوال سمعت أبا محمد ابن حيان يقول: سمعت أبا عمر القطان يقول: رأيت عبد الله بن جعفر في المنام فقلت له ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وأنزلني منازل الانبياء! »(٤) .

*(٦٦)*

رواية محمد بن أحمد بن تميم

رواه عن أبي قلابة الرقاشي عن يحيى بن حماد ورواه عنه تلميذه الحاكم النيسابوري في مستدركه على الصحيحين فقال: « حدثنا أبو الحسن محمد ابن أحمد بن تميم الحنظلي ببغداد ثنا أبو قلابة ( تقدم بإسناده ومتنه ص ١٦٦ ) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

__________________

(١). العبر ٣ / ٢٦٥.

(٢). حلية الاولياء ٩ / ٦٤.

(٣). اظنه ابن مندة في تاريخ اصبهان فانه معاصر لابي نعيم ومتأخر عنه وكان بينهما تنافس شديد!.

(٤). اخبار اصبهان ٢ / ٨٠.

١٦٩

بطوله »(١) . وأقره الذهبي في تلخيصه.

ترجم له:

الخطيب البغدادي فقال: « محمد بن أحمد بن تميم أبو الحسين الخياط القنطري وكان ينزل قنطرة البلدان وحدث عن أحمد بن عبيد الله النرسي وأبي قلابة الرقاشي توفى أبوالحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري يوم الجمعة سلخ شعبان سنة ٣٤٨ »(٢) .

*(٦٧)*

رواية أبى جعفر الشيباني

روى حديث الثقلين عن ابراهيم بن إسحاق الزهري ورواه عنه أبومحمد جناح بن نذير بن جناح القاضي.

أخرج حديثه الحافظ البيهقي(٣) تقدم بإسناده ومتنه في يعلى بن عبيد.

ورواه أيضاً عن أحمد بن حازم بن أبي غرزة، ورواه عنه الحاكم(٤) وصرح بصحته هو والذهبي في تلخيصه.

ترجم له:

١ - الذهبي و وصفه بمسند الكوفة في زمانه(٥) .

٢ – و وصفه في ( تذكرة الحفاظ ) بمحدث الكوفة(٦) .

__________________

(١). المستدرك ٣ / ٩٠.

(٢). تاريخ بغداد ١ / ٢٨٣.

(٣). سنن البيهقي ١٠ / ١١٣.

(٤). المستدرك ٣ / ٥٣٣.

(٥). العبر ٢ / ٢٩٣.

(٦). تذكرة الحفاظ ٨٨٢.

١٧٠

٣ - ابن العماد ناقلا كلام الذهبي في العبر، وهو قوله في وفيات سنة ٣٥١: « وفيها أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني الكوفي مسند الكوفة في زمانه، روى عن ابراهيم بن عبد الله القصار وأحمد بن عرعرة وجماعة »(١) .

*(٦٨)*

رواية أبى الشيخ ابن حيان الاصبهانى

رواه في الجزء الاول من عوالي حديثه الموجود في المجموع رقم ٣٦٣٧(٢) في دار الكتب الظاهرية بدمشق، ففي الورقة ٦٠ / أ:

أخبرنا أبويعلى قال حدثنا غسان عن أبي إسرائيل عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله عز وجل سبب موصول من السماء الى الأرض وعترتي اهل بيتي، ألا وانهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ».

ترجم له:

١ - أبونعيم الاصبهانى وقال: « يعرف بأبي الشيخ، أحد الثقات والاعلام صنف الاحكام والتفسير والشيوخ »(٣) .

٢ - ابن الاثير وقال: « حافظ كبير ثقة، له تصانيف كثيرة، روى

__________________

(١). شذرات الذهب ٣ / ٩.

(٢). مجموعة قيمة ونسخة قديمة وهذا الجزء رواية أبى طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم عنه.

رواية أبى الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي عنه.

رواية أبى عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد عنه.

سماع محمد بن عبد الواحد بن أحمد وهو الحافظ ضياء الدين المقدسي المتوفى ٦٤٣ وعليه سماعات وقراءات كثيرة.

(٣). أخبار اصبهان ٢ / ٩٠.

١٧١

عن أبي يعلى الموصلي وخلق كثير، أكثر الرواية عنه أبو نعيم الحافظ، وآخر من روى عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب بأصبهان(١) »(٢) .

٣ - الذهبي و وصفه بحافظ اصبهان ومسند زمانه الامام أبو محمد ( الى أن قال ) قال ابن مردويه: ثقة مأمون، صنف التفسير والكتب الكثير في الاحكام وغير ذلك، وقال أبو بكر الخطيب: كان حافظاً ثبتاً متقناً »(٣) .

٤ - ابن العماد و وصفه بالامام الحافظ الثبت الثقة أبو الشيخ وأبو محمد وحكى أقوال أبي نعيم وابن مردويه والخطيب في الثناء عليه(٤) .

٥ - الذهبي بمثل ما تقدم(٥) .

*(٦٩)*

رواية محمد بن أحمد بن بالويه

رواه عن عبد الله بن أحمد ورواه عنه الحاكم النيسابوري وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله(٦) وأورده الذهبي في تلخيصه وسكت عليه حيث لم يجد في اسناده أي مساغ للطعن والجرح، وقد تقدم بإسناده ومتنه ص ١٦٦.

ترجم له:

الخطيب وكناه أبا علي! وعدد شيوخه وقال حدثنا عنه أبو بكر البرقاني وسألته عنه؟ فقال: ثقة وحدثت عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ

__________________

(١). وهو راوي الجزء كما تقدم.

(٢). اللباب ١ / ٤٠٤.

(٣). تذكرة الحفاظ ٩٤٥.

(٤). شذرات الذهب ٣ / ٦٩.

(٥). العبر ٢ / ٣٥١.

(٦). المستدرك ٣ / ١٠٩.

١٧٢

[ الحاكم ] النيسابوري ان أبا علي بن بالويه مات بنيسابور في يوم الخميس سلخ شوال من سنة ٣٧٤(١) .

*(٧٠)*

رواية محمد بن أحمد بن حمدان

روى حديث الثقلين عن الحافظ الحسن بن سفيان النسوي ورواه عنه الحافظ أبو نعيم(٢) في ترجمة حذيفة بن أسيد الغفاري، تقدم بإسناده ومتنه في زيد بن الحسن الانماطي.

ورواه باسناد آخر رواه الخطيب الخوارزمي(٣) عن الحافظ أبي العلاء عن زاهر الشحامي عن أبي سعيد الكنجرودي عنه. يأتي في الخوارزمي المتوفى سنة ٥٦٨.

ترجم له:

السبكى فقال: « محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان أبو عمر وابن الزاهد أبي جعفر الحيري النيسابوري الزاهد المقرئ الفقيه المحدث النحوي، أدرك أبا عثمان الحيري وسمع منه سنة ٢٩٥ سمع أبا بكر محمد بن زنجويه بن الهيثم وأبا عمرو أحمد بن نصر وجعفر بن أحمد الحافظ ورحل فسمع من الحسن بن سفيان سنة ٢٩٩ مسنده ومسند شيخه أبي بكر ابن أبي شيبة وسمع من أبي يعلى الموصلي مسنده ومن عبدان الأهوازي وزكريا الساجي ومحمد بن جرير الطبري وأبي العباس ابن السراج وابن خزيمة وخلق.

__________________

(١). تاريخ بغداد ١ / ٢٨٢.

(٢). حلية الاولياء ١ / ٣٥٥.

(٣). مقتل الحسين ١ / ١٠٤.

١٧٣

روى عنه الحاكم أبوعبد الله وأبونعيم الحافظ توفي في الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة ٢٧٦ وصلى عليه أبو أحمد الحاكم الحافظ »(١) .

٢ - ( شذرات الذهب ٣ / ٨٧ ).

٣ - ( العبر ٣ / ٣ ).

٤ - ( لسان الميزان ٥ / ٣٨ ).

٥ - ( الوافي بالوفيات ٢ / ٤٦ ) وأرخ وفاته سنة ٣٧٨.

٦ - ( النجوم الزاهرة ٤ / ١٥٠ ).

٧ - ( بغية الوعاة ١ / ٢٢ ) ناقلا كلام الصفدي مقتصرا عليه.

*(٧١)*

رواية أبى محمد ابن حمويه السرخسي

أخرج الحافظ ابن عساكر في معجم شيوخه الورقة ٢٠٥ قال: « أخبرنا محمد بن العمركي بن نصر أبو عبد الله المتوثى البوشنجي بقراءتي عليه ببوسنج قال أنبأنا أبوالحسن عبد الرحمان بن محمد بن المظفر الداودي ببوسنج قال أنبأنا أبومحمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي الحموئي قال أنبأنا أبو إسحاق ابراهيم بن خزيم الشاشي أنبأنا أبو محمد عبد بن حميد بن نصر الكشي(٢) ... ».

ترجم له:

السمعاني فقال: « أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي الحموئي نزيل بوشنج وهراة، كان رحل الى بلاد ما وراء النهر وسمع بفربر أبا

__________________

(١). طبقات الشافعية ٣ / ٦٩.

(٢). تقدمت رواية عبد بن حميد الكشي في شيخه جعفر بن عون المخزومي المتوفى ٢٠٦ باسناده ولفظه.

١٧٤

عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري راوية الصحيح، وبسمرقند أبا عمر العباس ابن عمر السمرقندي راوي الدارمي، وبخرشكت أبا إسحاق ابراهيم ابن خزيم الشاشي راوي عبد بن حميد وغيرهم.

سمع منه أبوبكر محمد بن أبي الهيثم الترابي المروزي وأبو الحسن عبد الرحمان بن محمد الداودي الفوشنجي وغيرهما، وتوفى في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة »(١) .

*(٧٢)*

رواية أبى الحسن السكرى

روى حديث الثقلين عن أبي خبيب العباس بن أحمد البرتي ورواه عنه أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي، أخرجه الحافظ ابن عساكر الدمشقي في ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام من ( تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٤٥ ) رقم ٥٤٥ تقدم اسناداً ومتناً في زيد بن الحسن الانماطي.

ترجم له:

الخطيب البغدادي فقال: « علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان بن ابراهيم بن إسحاق بن علي بن إسحاق أبو الحسن الحميري، أصله ناقلة من حضرموت الى ختل. ويعرف بالسكرى وبالصيرفي وبالكيال وبالحربى سمع أحمد بن الحسن بن عبد الجبار وأبا خبيب البرتي حدثنا عنه القاضي أبو الطيب الطبري وخلق يطول ذكرهم وقال لنا الفنوخي سمعت علي ابن عمر السكري يقول ولدت سنة ٢٩٦ وأما الشيخ فكان في نفسه ثقة سمعت عبد العزيز الازجي ذكر الحربي علي بن عمر فقال: كان صحيح السماع

__________________

(١). الانساب ٤ / ٢٥٩.

١٧٥

أخبرنا العتيقي قال سنة ٣٨٦ فيها توفى علي بن عمر السكري الحربي في شوال وكان أكثر سماعه في كتب أخيه بخطه. ومولده في المحرم سنة ٢٩٦ حدث قديماً وأملى في جامع المنصور وذهب بصره في آخر عمره وكان ثقة مأموناً »(١) .

*(٧٣)*

رواية أبى عبيد الهروي

قال: « وفي الحديث: اني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي. قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: سماها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثقلين لان الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل.

وقال غيره: العرب تقول لكل خطير نفيس: ثقل، فجعلهما ثقلين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما.

أخبرنا ابن عمار قال قال أبوعمر: سألت ثعلباً عن قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّي مخلف فيكم الثقلين؟ لم سميا ثقلين؟ فأومأ الي بجمع كفه ثم قال لان الاخذ بهما ثقيل والعمل بهما ثقيل »(٢) .

ترجم له:

١ - السبكى في ( طبقات الشافعية ٤ / ٨٣ ).

٢ - الصفدي في ( الوافي بالوفيات ٨ / ١١٤ ).

٣ - السيوطي في ( بغية الوعاة ١ / ٣٧١ ) رقم ٧٢٦.

٤ - ابن خلكان وقال: « أبوعبيد أحمد بن محمد بن محمد بن أبي عبيد المؤدب الهروي القاشاني صاحب كتاب الغريبين. هذا هو المنقول في نسبه،

__________________

(١). تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠.

(٢). كتاب الغريبين: ثقل.

١٧٦

ورأيت على ظهر كتاب الغريبين انه أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، والله أعلم.

كان من العلماء الاكابر، وما قصر في كتابه المذكور، ولم أقف على شيء من أخباره لا ذكره سوى انه كان يصحب أبامنصور الازهري اللغوي، وسيأتي ذكره ان شاء الله وعليه اشتغل وبه انتفع وتخرج. وكتابه المذكور جمع فيه بين تفسير غريب القرآن الكريم والحديث النبوي وسار في الآفاق وهو من الكتب النافعة »(١) .

*(٧٤)*

رواية ابى زكريا المزكى

رواه عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الاخرم الشيباني الحافظ.

ورواه عنه الحافظ البيهقي في باب بيان آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: « أخبرنا أبوزكريا بن ابراهيم بن محمد بن يحيى، أنبأ أبو عبد الله محمد ابن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ أبو حيان - وهو يحيى بن سعيد - عن - يزيد بن حيان قال سمعت زيد بن أرقم

رواه بلفظ مسلم، ثم قال: أخرجه مسلم في الصحيح من حديث ابى حيان »(٢) .

ترجم له:

الذهبي فقال: « والمزكى ابوزكريا يحيى بن ابراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري، شيخ العدالة ببلده، وكان صالحاً زاهداً و رعاً، صاحب حديث، كأبيه ابى إسحاق المزكى، روى عن الأصم واقرانه ولقي ببغداد

__________________

(١). وفيات الاعيان ١ / ٩٥.

(٢). سنن البيهقي ٧ / ٣٠.

١٧٧

النجار وطبقته واملى عدة مجالس ومات في ذي الحجة »(١) .

*(٧٥)*

رواية القاضي عبد الجبار المعتزلي

اورده في كتابه المغني بلفظ: « انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي اهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٢) .

وبلفظ: « خلفت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي »(٣) .

ترجم له:

١ - الخطيب فقال: « عبد الجبار بن احمد بن عبد الجبار، ابو الحسن الاسدآبادي، سمع علي بن ابراهيم بن سلمة القزويني و وكان ينتحل مذهب الشافعي في الفروع ومذاهب المعتزلة في الأصول، وله في ذلك مصنفات وولى قضاء القضاة بالري ومات عبد الجبار بن احمد قبل دخولي الري في رحلتي الى خراسان وذلك في سنة ٤١٥ »(٤) .

٢ - السبكى وقال: « عمر دهراً طويلا حتى ظهر له الاصحاب وبعد صيته ورحلت اليه الطلاب »(٥) .

٣ - الداودي بنص السبكي دون عزو اليه(٦) .

٤ - اليافعي في وفيات سنة ٤١٤(٧) .

__________________

(١). العبر ٤ / ١١٨.

(٢). المغني ج ٢٠ القسم الاول ص ١٩١.

(٣). المصدر ص ١٣٦.

(٤). تاريخ بغداد ١١ / ١١٣.

(٥). طبقات الشافعية ٥ / ٩٧.

(٦). طبقات المفسرين ١ / ٢٥٦.

(٧). مرآة الجنان ٣ / ٢٩.

١٧٨

*(٧٦)*

رواية ابن شهريار الاصبهانى

روى حديث الثقلين عن الحافظ الطبراني، ورواه عنه الخطيب البغدادي في كتابه تلخيص المتشابه في الرسم(١) قال:

« أخبرنا ابوالفرج محمد بن عبد الله بن شهريار الاصبهاني بها أخبرنا ابو القاسم سليمان بن احمد بن أيوب الطبراني حدثنا الحسن بن مسلم ابن الطبيب الصنعاني حدثنا عبد الحميد بن صبيح حدثنا يونس بن أرقم عن هارون بن سعد عن عطية.

عن ابي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لم تضلوا بعده: كتاب الله وعترتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ».

ورواه الحافظ الطبراني عن شيخه الحسن بن مسلم هذا بهذا الاسناد واللفظ(٢) .

فأبو الفرج محمد بن عبد الله بن احمد بن شهريار الاصبهاني، من اعلام القرن الخامس، من شيوخ الخطيب ومن تلامذة الحافظ الطبراني.

*(٧٧)*

رواية ابى سعد الكنجرودي

روى حديث الثقلين عن محمد بن أحمد أبى عمرو الحيرى.

ورواه عنه الحافظ أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي المستملي

__________________

(١). نسخة قيمة منه في دار الكتب الظاهرية بدمشق رقم الورقة ٣٠ / أ، وهو في المطبوعة ١ / ٦٢.

(٢). المعجم الصغير ١ / ١٣٥.

١٧٩

النيسابوري أخرج حديثه اخطب خوارزم أبوالمؤيد الموفق بن أحمد المكي المتوفى ٥٦٨ في كتاب ( مقتل الحسينعليه‌السلام ١ / ١٠٤ ).

ترجم له:

١ - السمعاني فقال: « وأما المشهور بهذه النسبة ابو سعد محمد بن عبد الرحمان الاديب الگنجرودي من اهل نيسابور كان اديباً فاضلا عاقلا حسن السيرة ثقة صدوقاً عمّر العمر الطويل حتى حدّث بالكثير وسمع أقرانه منه، سمعه أبوه أبو بكر عن جماعة منهم أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، بمرو وأصبهان، وحدّث عنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ في كتبه، وكانت وفاته في سنة ٤٥٣ »(١) .

٢ - القفطي وقال: « وكان بارعاً في وقته لاجتماع فنون العلم عنده، كثير الأسانيد في الأدب وغيره »(٢) .

٣ - السيوطي ناقلا عن عبد الغافر في السياق(٣) .

٤ - الصفدي في ( الوافي بالوفيات ٣ / ٢٣١ ).

*(٧٨)*

رواية ابى بكر ابن خلف الشيرازي

رواه عن الحاكم النيسابوري ابى عبد الله الحافظ المتوفى ٤٠٥، ورواه عنه أبونصر ابن العراقي، أخرج حديثه الحافظ أبوالقاسم ابن عساكر الدمشقي في معجم شيوخه الورقة ١١ عن ابن العراقي عنه. ورواه عن الحاكم

__________________

(١). الانساب - الكنجرودي.

(٢). انباه الرواة ٣ / ١٦٥.

(٣). بغية الوعاة ١ / ١٥٧.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373