نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 373

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 373 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 298604 / تحميل: 6687
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

النيسابوري ولفظه لفظ مسلم ثم قال: أخرجه مسلم في صحيحه من طرق. تقدم في جعفر ابن عون عن ابي حيان التيمي.

فأبوبكر احمد بن عبيد الله بن عمر بن خلف الشيرازي من أعلام القرن الخامس وممن روى عن الحاكم النيسابوري.

*(٧٩)*

رواية ابى الحسين ابن المهتدى

رواه عن الحافظ علي بن عمر السكرى، ورواه عنه أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي، أخرج حديثه الحافظ ابن عساكر الدمشقي في ( تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٤٥ ) في ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام رقم ٥٤٥. تقدم اسناداً ومتناً في زيد بن الحسن الانماطي.

ترجم له:

١ - تلميذه الخطيب وقال: « كتب عنه وكان فاضلا نبيلا ثقة صدوقاً »(١) .

٢ - ابن الجوزي وقال: « محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن عبد الصمد ابن المهتدى بالله، أبو الحسين ويعرف بابن الغريق ولد يوم الثلاثاء غرة ذي القعدة من سنة ٣٧٠ وسمع أبا الحسن الدارقطني وأبا الفتح القواس في آخرين.

وكان ثقة صالحاً كثير الصيام والتلاوة، رقيق القلب بكاءً عند الذكر حسن الصوت بالقرآن. وكان ممن اشتهر بالصلاح والتعبد حتى كان يقال له زاهد بني هاشم وكان غزير العلم والعقل، رحل الناس اليه من البلاد لعلو اسناده وكان مكثراً.

__________________

(١). تاريخ بغداد ٣ / ١٠٨.

١٨١

وكان آخر من حدث في الدنيا عن الدارقطني وابن شاهين وأبي بكر بن دوست، خطب وله ست عشرة سنة وشهد سنة سبع وأربعمائة و ولى القضاء في سنة ٤٠٩ فبقى خطيباً بجامعي المنصور والمهدي ستاً وسبعين سنة وشهد ستين سنة وتقضى ستاً وخمسين سنة وتوفى وقت المغرب من يوم الأربعاء سلخ ذي القعدة من هذه السنة (٤٦٥) »(١) .

*(٨٠)*

رواية الداودي البوشنجي

روى حديث الثقلين عن ابى محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي المتوفى ٣٨١. ورواه عنه أبو عبد الله محمد بن العمركي بن نصر البوشنجي المتوثي شيخ الحافظ ابن عساكر، وقد أخرج حديثه الحافظ ابن عساكر الدمشقي في معجم شيوخه، وقد تقدم بإسناده ومتنه في ترجمة ابن حمويه السرخسي المتوفى ٣٨١.

ترجم له:

١ - السمعاني : « والامام أبوالحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود بن أحمد بن معاذ بن سهل بن الحاكم بن شيرزاد الداودي الفوشنجي، وجه مشايخ خراسان - فضلا عن ناحيته - والمشهور في أصله وفضله وسيرته وورعه، له قدم راسخ في التقوى، ينسب الى جده الاعلى داود ابن أحمد، قرأ الادب على ابن علي الفنجكردي وقرأ الفقه بمرو على أبي بكر القفال وبنيسابور على ابى سهل الصعلوكي وببغداد على ابى حامد الأسفرايني وبفوشنج على ابى سعيد يحيى بن منصور الفقيه، وكان حال التفقه يحمل ما يأكله من بلاده احتياطاً وتورعاً. صحب الأستاذ ابا علي الدقاق وأبا

__________________

(١). المنتظم ٨ / ٢٨٣.

١٨٢

عبد الرحمن السلمي، سمع ببغداد ابا الحسن ابن الصلت المجبر وبنيسابور ابا عبد الله الحافظ وبهراة ابا محمد ابن ابى شريح وبفوشنج ابا محمد الحوئي وجماعة كثيرة من هذه الطبقة

ولد ابو الحسن الداودي في شهر ربيع الآخر سنة ٣٧٤ وتوفى بفوشنج في شوال ٤٦٧ وزرت قبره بظاهر فوشنج »(١) .

*(٨١)*

رواية ابى بكر المزرفى

روى حديث الثقلين عن ابى الحسين محمد بن علي بن المهتدى بالله ورواه عنه الحافظ ابن عساكر الدمشقي في ( تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٤٥ ) في ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام رقم ٥٤٥. تقدم اسناداً ومتناً في زيد بن الحسن الانماطي.

ترجم له:

١ - السمعاني وقال: « بفتح الميم وسكون الزاي في آخرها القاف هذه النسبة الى المزرفة وهي قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة أميال، اجتزت بها في صحرائها في توجهي الى أو انا وصريفين

وابوبكر محمد بن الحسين بن علي بن ابراهيم بن عبد الله الفرضي المزرقى الشيباني ثقة صالح عالم سمع الكثير بنفسه ومتع بما سمع، سمع ابا الحسين محمد بن علي ابن المهتدى بالله وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وطبقتهما، سمع منه جماعة من أصدقائنا، ولد في سلخ سنة ٤٣٩ وتوفى في المحرم سنة ٥١٧ »(٢) .

__________________

(١). الانساب - الداودي.

(٢). الانساب - المزرقى.

١٨٣

وضبطه ابن الاثير في ( الباب ٣ / ٢٠٣ ) بالفاء وكذا ابن حجر في ( تبصير المنتبه ٤ / ١٣٦١ ) وقال: « ابوبكر محمد بن الحسين المقرئ المشهور حدّث عنه ابو الفتح الميداني ».

٢ - ابن الجزري وقال: « محمد بن الحسين بن علي بن ابراهيم بن عبد الله ابو بكر الشيباني البغدادي المزرقي بفتح الميم ويعرف ايضاً بالحاجي عالم مقرئ فرضي قرأ عليه العشر الحافظان ابو موسى المديني وأبو الفرج ابن الجوزي حدّث عنه ابو سعد ابن أبي عصرون والحافظ ابو القاسم ابن عساكر ومحمد بن محمد بن بختيار المنداني وهو آخر من حدّث عنه. قال الذهبي كان من ثقات العلماء »(١) .

٣ - الذهبي قال: « وكان من ثقات العلماء. ومات ساجداً في اول سنة ٥٢٧. »(٢) .

*(٨٢)*

رواية ابى عبد الله المتوثى

رواه عن الداودي البوشنجي باسناده من طريق عبد بن حميد الكشي أخرج حديثه الحافظ ابن عساكر في معجم شيوخه الورقة ٢٠٥ قال:

« اخبرنا محمد بن العمركي بن نصر ابو عبد الله المتوثي البوسنجي بقراءتي عليه ببوسنج قال انبأنا ابو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوسنجي قال انبأنا ابو محمد عبد الله بن احمد بن حمويه السرخسي ».

تقدم في ابن حمويه وجعفر بن عون اسناداً ومتناً.

__________________

(١). طبقات القراء ٢ / ١٣١.

(٢). معرفة القراء الكبار ١ / ٣٩١.

١٨٤

*(٨٣)*

رواية ابن حمويه الجويني

روى حديث الثقلين عن ابى محمد الحسن بن احمد السمرقندي.

ورواه صدر الدين ابو المجامع ابراهيم بن محمد الحموئي الجويني بإسناده عنه في الباب ٥٥ من السمط الثاني من كتابه ( فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين ) وقد رواه بإسناده عن زيد بن الحسن الانماطي، وقد تقدم في زيد بإسناده ولفظه.

ترجم له:

١ - السمعاني : « والامام ابو عبد الله محمد ابن حمويه الجويني أولاده يكتبون لأنفسهم ( الحموئي ) ايضاً ينسبون الى جدهم وابو عبد الله أدركته حياً وكان بجوين وكنت على عزم ان اخرج اليه فتوفى وانا بنيسابور في سنة ٥٣٠ »(١) .

٢ - الصفدي فقال: « محمد بن حمويه بن محمد بن حمويه الجويني احد المشهورين بالزهد والصلاح والعلم صاحب كرامات له مريدون بالعراق وخراسان، قرأ الفقه والاصولين على امام الحرمين ثم انجذب الى الزهد والعبادة وحج مرات وكان مجاب الدعوة وكان سنجر والملوك يزورونه ولا يغشى أبوابهم ولا يقبل صلاتهم ولا يأكل من الأوقاف توفى سنة ٥٣٠ »(٢) .

*(٨٤)*

رواية ابى نصر الطوسي ابن العراقي

اخرج حديثه الحافظ ابن عساكر الدمشقي المتوفى ٥٧١ في معجم

__________________

(١). الانساب - الحموئى.

(٢). الوافي بالوفيات ٣ / ٢٨.

١٨٥

شيوخه الورقة ١١ قال: « أخبرنا احمد بن علي بن محمد بن اسماعيل ابو نصر الطوسي المعروف بابن العراقي ببغداد قال انبأنا ابوبكر احمد بن علي بن عبيد الله ابن عمر بن خلف الشيرازي بنيسابور قال انبأنا الحاكم ابو عبد الله محمد بن عبد الله البيع ثنا ابو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل ثنا ابو احمد محمد بن عبد الوهاب العبدي ثنا جعفر بن عون » وقد تقدم اسناده ولفظه في جعفر بن عون.

بقية اسناده تقدم في جعفر بن عون ولفظه لفظ مسلم. ثم قال ابن عساكر أخرجه مسلم في صحيحه من طرق عن أبي حيان التيمي.

*(٨٥)*

رواية زاهر بن طاهر الشحامي

روى حديث الثقلين عن محمد بن عبد الرحمن أبي سعد الكنجرودي الحافظ.

ورواه عنه الحافظ أبوالعلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني، ورواه عن الحافظ أبي العلاء عنه الخطيب الخوارزمي في كتابه ( مقتل الحسين ١ / ١٠٤ ).

ترجم له:

١ - ابن الجزري : « زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد ابو القاسم الشحامي المستملي، ثقة صحيح السماع كان مسند نيسابور توفى في ربيع الآخر سنة ٥٣٣ »(١) .

٢ - ( المنتظم ١٠ / ٧٩ ).

٣ - ( لسان الميزان ٢ / ٤٧٠ ).

__________________

(١). طبقات القراء ١ / ٢٨٨.

١٨٦

٤ - ( العبر ٤ / ٩١ ) و وصفه بمسند خراسان.

٥ - ( شذرات الذهب ٤ / ١٠٢ ) ونقل ما في العبر على عادته.

*(٨٦)*

رواية جار الله الزمخشرى

قال في ( الفائق ): « الثاء مع القاف: النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي:

الثقل: المتاع المحمول على الدابة، وانما قيل للجن والانس الثقلان لأنهما قطان الأرض فكأنهما اثقلاها وقد شبه بهما الكتاب والعترة في ان الدين يستصلح بهما ويعمر كما عمرت الدنيا بالثقلين. والعترة العشيرة »(١) .

ترجم له:

١ - ابن خلكان ترجمة مطوّلة وقال: « ابو القاسم محمود بن عمر بن محمد ابن عمر الخوارزمي الزمخشري الامام الكبير في التفسير والحديث والنحو واللغة وعلم البيان، كان امام عصره من غير مدافع، تشد اليد الرحال في فنونه، أخذ النحو عن أبى مضر منصور وصنّف التصانيف البديعة منها الكشاف في تفسير القرآن العزيز لم يصنّف قبله مثله، والمحاجات بالمسائل النحوية، والمفرد والمركب في العربية، والفائق في تفسير الحديث، وأساس البلاغة في اللغة، وربيع الأبرار، وفصوص الاخبار، ومتشابه أسامي الرواة الى آخر ما عدّد من تصانيفه »(٢) .

٢ - ياقوت وقال: « كان اماماً في التفسير والنحو واللغة والأدب واسع العلم كبير الفضل متفنناً في علوم شتى معتزلي المذهب متجاهراً

__________________

(١). الفائق في غريب الحديث ١ / ١٧٠.

(٢). وفيات الاعيان ٥ / ١٦٨.

١٨٧

بذلك »(١) .

٣ - الداودي فقال: « كان واسع العلم كثير الفضل غاية في الذكاء وجودة القريحة متفنناً في كل علم لقى الكبار وصنف التصانيف المفيدة ودخل خراسان عدة نوب ما دخل بلداً الا واجتمعوا عليه وتلمذوا له. وكان امام الأدب ونسابة العرب تضرب اليه أكباد الإبل »(٢) .

*(٨٧)*

رواية ابن عطية المحاربي

قال في مقدمة تفسيره: « و روى عنهعليه‌السلام انه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: يا أيها الناس اني تارك فيكم الثقلين، انه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم: كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه، وأحلوا حلاله وحرموا حرامه، ألا عترتي واهل بيتي هم الثقل الآخر، فلا تسبقوهم فتهلكوا»(٣) .

ترجم له:

١ - ابن فرحون قال: « عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن يكنى ابا محمد كان القاضي ابو محمد عبد الحق فقيهاً عالماً بالتفسير والاحكام والحديث والفقه والنحو واللغة والأدب وألف كتابه المسمى بالوجيز في التفسير واحسن فيه وأبدع وطاهر بحسن نيته كل مطار وتوفيرحمه‌الله سنة ٥٤١ »(٤) .

__________________

(١). معجم الادباء ٧ / ١٤٧.

(٢). طبقات المفسرين ٢ / ٣١٤.

(٣). المحرر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز ١ / ٣٤.

(٤). الديباج المذهب ٢ / ٥٧.

١٨٨

٢ - الداودي في ( طبقات المفسرين ١ / ٢٦٠ ).

٣ - كحالة في ( معجم المؤلفين ٥ / ٩٣ ).

٤ - وترجم له الاستاذ الملاح محقق تفسيره في مقدمة الجزء الاول منه من ص ٤ - ٢٣.

*(٨٨)*

رواية ابى الفضل ابن ناصر

روى حديث الثقلين من طريقه ابو المجامع صدر الدين ابراهيم بن محمد الجويني الحموئي في الباب ٥٥ من السمط الثاني من كتابه ( فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين ) بإسناده عن زيد بن الحسن الانماطي بإسناد ولفظ قد تقدما في زيد.

ترجم له:

١ - تلميذه ابن الجوزي فقال: « محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر ابو الفضل البغدادي وكان حافظاً ضابطاً متقناً ثقة لا مغمز فيه »(١) .

٢ - الذهبي و وصفه بالحافظ الامام محدث العراق وحكى توثيقه عن ابن الجوزي وارخ وفاته بسنة ٥٥٠(٢) .

*(٨٩)*

رواية الحافظ ابى العلاء العطار

روى حديث الثقلين عن الحافظ أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي المستملي النيسابوري، ورواه عنه اخطب خوارزم ابو المؤيد الموفق بن احمد

__________________

(١). المنتظم ١٠ / ١٦٢.

(٢). تذكرة الحفاظ ١٢٨٩.

١٨٩

المكي الخوارزمي المتوفي ٥٦٨ في كتابه ( مقتل الحسين ١ / ١٠٤ ).

ترجم له:

١ - الذهبي ترجمة مطولة وأثنى عليه كثيراً وحكى عن عبد القادر الحافظ انه قال: « شيخنا ابو العلاء أشهر من ان يعرف بل تعذر وجود مثله في اعصار كثيرة على ما بلغنا من السير، اربى على اهل زمانه في كثرة السماعات مع تحصيل اصول ما سمع وجودة النسخ وإتقان ما كتبه بخطه »(١) .

٢ - الجزري : « شيخ همذان وامام العراقيين ومؤلف كتاب الغاية في القراءات العشر وأحد حفاظ العصر ثقة دين خير كبير القدر توفي تاسع عشر جمادى الاولى سنة ٥٦٩ ».(٢)

٣ - ابن الجوزي ووصفه بالحفظ والاتقان(٣) .

*(٩٠)*

رواية الخطيبى الدهلقى

و رواه صائن الدين ابو حفص عمر بن عيسى الخطيبى الدهلقي في كتابه لباب الألباب في فضائل الخلفاء والاصحاب(٤) .

رواه في الباب الرابع الورقة ١٤٧ / أ عن زيد بن أرقم قال لما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع فنزل غدير دعيت فأجبت وانّي

__________________

(١). تذكرة الحفاظ ١٣٢٤.

(٢). طبقات القراء ١ / ٢٠٤.

(٣). المنتظم ١٠ / ٢٤٨.

(٤). رأيت منه نسختين في مكتبات تركيا نسخة في مكتبة نور عثمانية رقم ٣٤١٢ وأخرى في لاله لي بالمكتبة السليمانية رقم ٣٣٤٣ بخط قاسم بن ابى بكر بن ملك احمد السليماني الملطي كتبها سنة ٩١٩ وعنها نقلت.

١٩٠

قد تركت فيكم الثقلين احدهما اكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي اهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

ثم قال: ان الله عز وجل مولاي وأنا ولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه

*(٩١)*

رواية محيي الدين النووي

رواه في شرحه على صحيح مسلم وقال: « قال العلماء: سميا ثقلين لعظمهما وكبر شأنهما، وقيل لثقل العمل بهما »(١) .

ترجم له:

١ - الذهبي وبالغ في الثناء عليه حيث وصفه بقوله: « الامام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء محيي الدين ابو زكريا يحيى بن شرف ابن مرى الحزامي الحوراني الشافعي »(٢)

٢ - السبكى و وصفه بالشيخ الامام العلامة محيي الدين ابو زكريا شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين وحجة الله على اللاحقين والداعي الى سبيل السالفين له الزهد والقناعة ومتابعة السالفين من أهل السنة والجماعة والمصابرة على انواع الخير، لا يصرف ساعة في غير طاعة. هذا مع التفنن في اصناف العلوم فقهاً ومتون أحاديث واسماء رجال ولغة وتصوفاً وغير ذلك وبالجملة كان قطب زمانه وسيد وقته وسر الله بين خلقه، والتطويل بذكر كراماته تطويل في مشهور وإسهاب في معروف وتوفي بهارحمه‌الله في رجب سنة ٦٧٦(٣)

__________________

(١). المنهاج في شرح صحيح مسلم ١٥ / ١٨٠.

(٢). تذكرة الحفاظ ١٤٧٠.

(٣). طبقات الشافعية ٨ / ٣٩٥ - ٤٠٠.

١٩١

*(٩٢)*

رواية شرف الدين عمر الموصلي

رواه في الباب الثالث من كتابه النعيم المقيم لعترة النبي العظيم(١) ففي الورقة ٦٤ ب: « وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أوشك ان ادعى فأجيب وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله تعالى وعترتي أهل بيتي، فانظروا ماذا تخلفوني فيهم ».

وفي الورقة ٦٩ ب: « وفي الحديث ان علياً سلم على النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ] فرد عليه [ السلام ] وأشار اليه بإصبعه وقال: لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ».

*(٩٣)*

رواية ابى العباس القرطبي

رواه في كتابه تلخيص صحيح مسلم في الورقة ١٠٠ من المجلد الثاني منه(٢) قال: وعن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم الى زيد بن أرقم فرواه بعين ما تقدم عن مسلم في صحيحه.

__________________

(١). رأيت نسخة قديمة منه كتبت في سنة ٦٧٦ في مكتبة اياصوفيا رقم ٣٥٠٤ في المكتبة السليمانية باسلامبول. ونسخته هناك بخطي وهي منقولة عن نسخة قرئت على المؤلف سنة ٦٤٧ ووصف هناك بالسيد الأوحد العالم البارع الورع العارف بحر الطريقة لسان الحقيقة مقدم الطوائف نهاية كل واصف شرف الدين أبو محمد عمر ابن السعيد شجاع الدين محمد ابن الشيخ نجيب الدين عبد الواحد المعروفين بمسجد رباط المجاهد في الموصل.

وكان تأليف الكتاب برباط الاخلاطية ببغداد وفرغ منه عاشر ذى الحجة سنة ٦٤٢ ألفه لخزانة الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل وصدره باسمه.

(٢). رأيت النصف الثاني منه في كتب جار الله أيوب بالمكتبة السليمانية باسلامبول رقم ٢٦٤ بخط الحسين بن أحمد البهنسى فرغ منه ٤ شعبان ٦٩٤ وقوبل بأصله المنقول منه وهو مقابل بأصل مسموع على الشيخ أبى عبد الله القرطبي بحق سماعه من مؤلفه. وهذا الحديث في الورقة ١٠٠ / أ منه.

١٩٢

وهو ضياء الدين أبوالعباس أحمد بن عمر بن ابراهيم بن عمر القرطبي المالكي الانصاري المتوفى ٦٥٦.

ترجم له:

ابن فرحون وقال: « عرف بابن المزين وكان من الأئمة المشهورين والعلماء المعروفين جامعا لمعرفة علوم منها علم الحديث والفقه والعربية وغير ذلك »(١) .

*(٩٤)*

رواية عز الدين ابن ابى الحديد

قال: « وقد بين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عترته من هي لـمّا قال: انّي تارك فيكم الثقلين، فقال: عترتي أهل بيتي.

وبيّن في مقام آخر من أهل بيته حيث طرح عليهم كساء و قال حين نزلت: « انما يريد الله ليذهب » اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب الرجس عنهم »(٢) .

ترجم له:

١ - ابن الفوطي فقال: « عز الدين أبو حامد عبد الحميد بن أبي الحسين هبة الله بن محمد بن أبي الحديد المدائني الكاتب الاصولي.

كان أديباً فاضلا حكيماً كاتباً خدم في الاعمال السلطانية. قال شيخنا تاج الدين كان كانباً في دار التشريفات ثم رتب كاتباً في المخزن سنة ٦٢٩ ثم رتب كاتباً بالديوان وعزل ورتب مشرف البلاد الحلية في صفر سنة

__________________

(١). الديباج المذهب: ٦٨.

(٢). شرح نهج البلاغة ٦ / ٣٧٥.

١٩٣

٦٤٢ ثم عزل ورتب خواجة للامير علاء الدين الطبرسي ثم رتب ناظراً في البيمارستان العضدي، ولما هرب جعفر بن الطحان الضامن رتب عوضه بالامانة من غير ضمان فلم يعمل شيئاً فعزل. وصنف للوزير كتاب شرح نهج البلاغة. وبقي بعد الدولة العباسية ولم تطل أيامه. وتوفى في جمادى الآخرة سنة ٦٥٦. وله شعر كثير سائر. ومولده بالمدائن في غرة ذي الحجة سنة ٥٨٦ »(١) .

٢ - ابن شاكر وأورد شيئاً من شعره(٢) .

٣ - ابن كثير و وصفه بالكاتب الشاعر المطبق الشيعي الغالي! له شرح نهج البلاغة في عشرين مجلداً وقد أورد له ابن الساعي أشياء كثيرة من مدائحه وأشعاره الفائقة الرائقة وكان أكثر فضيلة وأدباً من أخيه أبي المعالي موفق الدين »(٣) .

*(٩٥)*

رواية القاضي البيضاوي

أخرجه في شرحه على مصابيح السنة للبغوي وسمى شرحه تحفة الأبرار في الورقة ٢٣٦ / أ عن جابر بن عبد الله الانصاري، وقال: عترة الرجل نسله ورهطه الأدنون.

ترجم له:

١ - السبكى وقال: « عبد الله بن عمر بن محمد بن علي أبو الخير القاضي ناصر الدين البيضاوي صاحب الطوالع و كان اماماً مبرزاً نظاراً

__________________

(١). تلخيص مجمع الاداب ٤ ق ١ ص ١٩٠. رقم ٢٣٥.

(٢). فوات الوفيات ١ / ٥١٩.

(٣). تاريخ ابن كثير ١٣ / ١٩٩.

١٩٤

صالحاً متعبداً زاهداً »(١) .

٢ - السيوطي وقال: « كان اماماً علّامة عارفاً بالفقه والتفسير والأصلين والعربية والمنطق، نظاراً صالحاً متعبداً شافعياً، مات سنة خمس وثمانين وستمائة بتبريز. كذا ذكره الصفدي »(٢) .

٣ - الداودي وأثنى عليه بألفاظ السيوطي المتقدمة وعدّد مصنفاته، ثم قال:

« ولي قضاء القضاة بشيراز ودخل تبريز وناظر بها، صادف دخوله إليها مجلس درس عقد بها لبعض الفضلاء فجلس القاضي ناصر الدين في أخريات القوم بحيث لم يعلم به أحد، فذكر المدرس نكتة زعم ان أحداً من الحاضرين لا يقدر على جوابها وطلب من القوم حلها والجواب عنها فان لم يقدروا فالحل فقط، فان لم يقدروا فاعادتها. فلما انتهى من ذكرها شرع القاضي ناصر الدين في الجواب فقال لا أسمع حتى أعلم انك فهمتها، فخيره بين إعادتها بلفظها أو معناها، فبهت المدرس وقال أعدها بلفظها فأعادها ثم حلها وبين ان في تركيبه إياها خللا، ثم أجاب عنها وقابلها في الحال بمثلها ودعا المدرس الى حلها فتعذرت عليه، فأقامه الوزير من مجلسه وأدناه الى جانبه وسأله من أنت فأخبره انه البيضاوي وأنه جاء في طلب القضاء بشيراز، فأكرمه وخلع عليه في يومه ورده وقضيت حاجته »(٣) .

__________________

(١). طبقات الشافعية ٨ / ١٥٧.

(٢). بغية الوعاة ٢ / ٥٠.

(٣). طبقات المفسرين ١ / ٢٤٢.

١٩٥

*(٩٦)*

رواية ظهير الدين عبد الصمد الفارقي

روى حديث الثقلين في شرحه على مصابيح البغوي(١) وقال: « وانا سمى كتاب الله وأهل بيته بالثقلين لشرفهما وعظم قدرهما، والعرب تسمي كل شيء فيه خطر وشرف ثقيلا، وقيل لان العمل بهما وأداء حقهما ثقيل، قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أذكركم الله في أهل بيتي » أي أذكركم أمر الله في محبة أهل بيتي ورعاية حقوقهم وتقديمهم في الامامة وغيرها، « كررها ثلاثاً » إظهاراً لمزيد اهتمامه بشأنهم وتأكيداً للتوصية بهم »

ترجم له:

١ - ( هدية العارفين ١ / ٥٧٤ ) وقال: « عبد الصمد بن محمود الفارقي ظهير الدين الفارابي المتوفى بعد ٧٠٧ من تصانيفه طوالع الانظار للبيضاوي وشرح منهاج الأصول أيضاً للبيضاوي ».

٢ - ( معجم المؤلفين ٥ /).

٣ - حاج خليفة في ( كشف الظنون / ١١١٦ ) في شراح الطوالع فقال: « وشرحه عبد الصمد بن محمود الفارقي شرحاً بسيطاً فرغ من تحريره وتبييضه في عاشر صفر ٧٠٧ ».

كما ذكر في ١٦٩٩ شرحه هذا على مصابيح السنة للبغوي ولكن هنا سماه ظهير الدين محمود بن عبد الصمد الفارقي وبيض لتاريخ وفاته.

*(٩٧)*

رواية زين العرب

روى حديث الثقلين في شرحه على مصابيح السنة

__________________

(١). في الورقة ٣٤٠ ب من نسخة من مكتبة تورهان والده رقم ٦٠ في المكتبة السليمانية في اسلامبول بخط ابن أخى المؤلف فرغ منه ٢٣ ربيع الاول سنة ٧٥٣.

١٩٦

للبغوي(١) وقال: « وقد شبه بهما [ الثقلين ] الكتاب والعترة في رزانة قدرهما وفخامة أمرهما، وفي ان الدين يستصلح بهما ويعمر ما عمرت الدنيا بالثقلين وأذكركم الله في أهل بيتي أي بالمودة والمحافظة لهم واحترامهم والانقياد لهم ».

وهو زين العرب علي بن عبد الله بن أحمد.

ذكرالحاج خليفة في ( كشف الظنون ٢ / ١٦٩٩ ) شرحه هذا على المصابيح ولم يؤرخ وفاته.

ولم أقف له على ترجمة سوى ما في ( هدية العارفين ١ / ٧٢٠ ) قال: « زين العرب: علي بن عبد الله المصري الشهير بزين العرب، صنف شرح الأنموذج للزمخشري في النحو. شرح كليات القانون لابن سينا، شرح مصابيح السنة للبغوي فرغ منها ( كذا ) سنة ٧٥١ ».

*(٩٨)*

رواية الحسن بن حبيب الحلبي

رواه في النجم الثاقب في أشرف المناصب(٢) في فصل في محبة آله وأصحابه رضي الله عنهم.

فقال من جملة ما قال في فضل أهل البيتعليهم‌السلام في الورقة ٨٦ / أ: « وعظمهم إذ قرنهم بكتاب الله أين كانوا وحيث حلوا في قوله: انّي تارك فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا ».

ترجم له:

١ - ابن حجر فقال: « الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب

__________________

(١). في الورقة ٣٥٦ / أ من نسخة كتبت على نسخة الأصل بخط المؤلف بتاريخ المحرم سنة ٧٦٨ وهي في مكتبة تورهان والده برقم ٥٩ في المكتبة السليمانية باسلامبول.

(٢). نسخة منه ضمن مجموعة مكتوبة سنة ٨٢٤ في دار الكتب الظاهرية بدمشق رقم ٥٨٨٣.

١٩٧

ابن عمر بن شويخ بن عمر الدمشقي الاصل الحلبي أبومحمد بدر الدين واشتغل وبرع الى أن صار رأساً في الأدب والشروط ثم انتقى وخرج وأرخ وتعانى في تواليفه السجع وكتب الشروط على القضاة وناب في الحكم ووقع في الإنشاء وصنف فيها ونسخ البخاري بخطه، واشتهر بالأدب فنظم ونثر وجمع مجاميع مفيدة، ثم لزم منزله بأخرة مقبلا على التصنيف والافادة فمنها درة الاسلاك في دولة الأتراك »(١) .

٢ - وقال أيضاً: « واستعمل مقاصد الشفاء لعياض وسماه أسنى المطالب(٢) في أشرف المناقب فسبكها سجعاً، سمعه منه أبو حامد ابن ظهيرة وسمع بالقاهرة ومصر والاسكندرية، وكان فاضلا كيساً صحيح النقل، حدث الحسن ابن حبيب عنه ابن عشائر وابن ظهيرة وسبط ابن العجمي ومحب الدين ابن الشحنة وعلاء الدين ابن خطيب الناصرية وقال في ترجمته: وهو أول شيخ سمعت عليه الحديث »(٣) .

٣ - ابن العماد لخص فيه كلام ابن حجر في أنباء الغمر دون عز واليه(٤) .

٤ - الشوكانى لخص ما في الدرر الكامنة بتغيير يسير ونسبته اليه صريحة(٥) .

٥ - ( الرد الوافر / ٥٠ ).

٦ - ( النجوم الزاهرة ١١ / ١٨٩ ).

__________________

(١). أنباء الغمر ١ / ٢٤٩.

(٢). صرح المؤلف في خطبة الكتاب بقوله: وسميتها النجم الثاقب. وكذلك ذكره في كشف الظنون ٢ / ١٩٣٠ بهذا الاسم وفي تعاليق أنباء الغمر وأعلام الزركلى.

(٣). الدرر الكامنة ٢ / ١١٣.

(٤). شذرات الذهب ٦ / ٢٦٢.

(٥). البدر الطالع ٢ / ٢٠٥.

١٩٨

*(٩٩)*

رواية ابن تيمية الحراني

أورده عن صحيح مسلم، قال: « لفظ الحديث الذي في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم...»(١) .

وفي ص ١٠٥ عن صحيح مسلم عن جابر. ثم ناقش في مدلوله مكابرة.

والجواب عنه مذكور في الكتاب.

ترجم له:

وهو تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني المتوفى سنة ٧٢٨.

١ - تلميذه ابن كثير ترجمة مطولة كما أورد في خلال كتابه هذا كثيراً من أخباره وقضاياه وما جرى عليه(٢) .

٢ - وكذلك ابن ناصر في الرد الوافر.

٣ - الالوسي في جلاء العينين.

٤ - وقد ألف البيطار عن حياة ابن تيمية كتاباً مستقلا طبع بدمشق.

وكذلك أبو زهرة ومحمد خليل هراس.

*(١٠٠)*

رواية اثير الدين ابى حيان الاندلسي

رواه في تفسيره قال: « وروى عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض:

__________________

(١). منهاج السنة ٤ / ١٠٤.

(٢). تاريخ ابن كثير ١٤ / ١٣٥.

١٩٩

أيها الناس! انّي تارك فيكم الثقلين انه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم »(١) مر لفظه بتمامه في ترجمة ابن عطية.

ترجم له:

تلميذه الصفدي ترجمة مطولة فقال: « محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان، الشيخ الامام الحافظ العلامة فريد العصر والشيخ الزمان وامام النحاة أثير الدين أبو حيان الغرناطي ولم أر في أشياخي أكثر اشتغالا منه لاني لم أره الا يسمع أو يشتغل أو يكتب وهو ثبت فيما ينقله، محرر لما يقوله عارف باللغة ضابط لالفاظها، وأما النحو والتصريف فهو امام الدنيا فيهما لم يذكر معه في أقطار الأرض غيره في العربية. وله اليد الطولى في التفسير والحديث توفى رحمه الله تعالى في ثامن عشري صفر سنة ٧٤٥ »(٢) .

*(١٠١)*

رواية علاء الدين ابن التركمانى

أورده في كتابه ( الجوهر النقي على سنن البيهقي ٧ / ٣١ ) المطبوع ذيل سنن البيهقي في حيدرآباد الهند باب بيان آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ترجم له:

١ - ابن حجر فقال: « علي بن عثمان بن مصطفى المارديني الأصل علاء الدين ابن التركماني الحنفي ولد سنة ٦٨٣ وتفقه وتمهر وأفتى ودرس وصنف التصانيف الحافلة واستمر علاء الدين في الوظيفة الى ان مات سنة ٧٥٠، وله من التصانيف غريب القرآن ومختصر ابن الصلاح والجوهر

__________________

(١). البحر المحيط ١ / ١٢.

(٢). الوافي بالوفيات ٥ / ٢٦٧ - ٢٨٣.

٢٠٠

أُطِيعَ فيما أَمرَ وانْتُهِيَ عمّا زَجَرَ، اللهًّ عزَّ وجلَّ المنشىءُ للأرواحِ والصُّورِ».

فقالَ له ابنُ أَبي العوجاءِ: ذكرتَ - أَبا عبدِاللهِّ - فأَحَلْتَ على غائِبٍ.

فقالَ الصّادقُعليه‌السلام : «كيفَ يكونُ - يا ويلَكَ - عَنَّا غائباً من هو معَ خلقِه شاهدٌ، وِاليهم أقربُ من حبلِ الوريدِ؟! يسمعً كلامَهم ويعلمُ اسرارَهم، لا يخلو منه مكانٌ، ولا يشتغل به مكانٌ، ولا يكونُ إِلى مكانٍ أَقربَ من مكانٍ، تشهدُ له بذلكَ آثارُه، وتدلُّ عليه أَفعالهُ، والّذي بعثَه بالآياتِ المُحكَمةِ والبراهينِ الواضحةِ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله جاءَنا بهذه العبادةِ، فإِن شككتَ في شيءٍ من أَمرِه فاسأَل عنه أُوْضِحْه لكَ ».

قالَ: فأَبلسَ ابنُ أَبي العوجاءِ ولم يَدرِ ما يقولُ، فانصرفَ من بينِ يديه، وقالَ لأصحابه: سأَلتكُم أَن تلتمسوا لي خُمرة فالقَيتموني على جَمرةٍ، قالوا له: اسكَتْ، فواللهِّ لقد فَضَحْتَنا بِحَيْرتِكَ وانقطاعِكَ، وما رأَيْنا أحقرَ مِنكَ اليومَ في مجلسِه ؛ فقالَ: أَلي تَقولونَ هذا؟! إِنه ابنُ من حلقَ رؤوسَ من تَرَوْنَ، وأَومأ بيدِه إِلى أَهلِ الموسم(١) .

وُرويَ: أنّ أبا شاكرِ الدّيصانيّ وقفَ ذاتَ يومٍ في مجلسِ أَبي عبدِاللهِعليه‌السلام فقالَ له: إِنّكَ لأحدُ النجُّومِ الزّواهرِ، وكانَ آباؤكَ بُدوراً بَواهِرَ، وأُمّهاتكَ عقيلاتٍ عَباهِرَ(٢) ، وعُنصرُكَ من أَكرمِ العناصرِ، وإذا

__________________

(١) روى الكليني قطعة منه في الكافي ٤: ١٩٧ / ١، والصدوق في الامالي: ٤٩٣ / ٤، والعلل: ٤٠٣ / ٤، والطبرسي في الاحتجاج: ٣٣٥، ونقله العلامة المجلسي في البحار ١٠: ٢٠٩ / ١١.

(٢) ألعبهرة:هي المرأة التى جمعت الحُسْن والجسم والخُلق «لسان العرب - عبهر - ٤: ٥٣٦».

٢٠١

ذُكِرَ العلماءُ فبكَ ثَنْيُ الخناصِرِ(١) خَبِّرنا أَيُّها البحرُ الزّاخرُ، ما الدّليل على حدوث(٢) العالم َ؟

فقالَ أَبو عبدِاللهِّعليه‌السلام : «مِنْ أقرب الدّليلِ على ذلكَ ما أَذكرهُ لكَ ؛ ثمّ دعا ببيضةٍ فوضعَها في راحتهِ وقالَ: هذا حصنٌ مَلمومٌ، داخله غِرْقيءٌ(٣) ، رقيقٌ، تُطيفُ به كالفضّةِ السّائلةِ والذّهبةِ المائعةِ، أَتشكُّ في ذلكَ؟

قالَ أَبو شاكرٍ: لا شكَّ فيه.

قالَ أَبوعبدِاللهِّعليه‌السلام : «ثمّ إِنّه يَنْفَلقُ عن صورةٍ كالطّاووسٍ، أَدَخَلَه شيءٌ غيرُما عرفتَ؟».

قالَ: لا.

قالَ: «فهذا الدّليلُ على حَدَثِ العالمِ ».

فقالَ أَبو شاكرٍ: دَلَلْتَ - أَبا عبدِاللهِّ - فأَوضحتَ، وقلتَ فأحسنتَ، وذكرتَ فأَوجزتَ، وقد علمتَ أَنّا لا نَقبلُ إِلّا ما أَدركْناه بأَبصارِنا، أَو سمعْناه بآذانِنا، أَوذقناه بأَفواهِنا، أَو شممنْاه بأُنوفِنا، أَو لمسْناه ببشرتِنا.

فقالَ أَبو عبدِاللهِّعليه‌السلام : «ذكرتَ الحواسَّ الخمسَ وهي لا

__________________

(١) ثني الخناصر: بفلان تثنى الخناصر أي تُبتدأ به اذا ذكر أشكاله. «لسان العرب - خنصر - ٤: ٢٦١ ».

(٢) في «ش» و «م»: حَدَثَ، وما في المتن من نسخة «ح ».

(٣) الغرقئ: قشر ألبيض الرقيق الذي تحت القشر الصلب «الصحاح - غرقا - ١: ٦١ ».

٢٠٢

تنفعُ فِى الاستنباطِ إِلّا بدليلٍ، كما لا تقطعُ الظُّلمةُ بغيرِ مصباح »(١) يُريدُعليه‌السلام أَنّ الحواسَّ بغيرِعقلٍ لا تُوصِلُ إِلى معرفةِ الغائباتِ، وأَنّ الّذي أراه من حُدوثِ الصُّورةِ معقولٌ ِبنيَ العلمُ به على محسوسٍ.

فصل

وممّا حُفِظَ عنهعليه‌السلام في وجوبِ المعرفةِ باللهِّ تعالى وبدينهِ، قولُه: «وجدتُ علمَ النّاسِ كلِّهم في أَربعٍ: أَوّلها: أَنْ تَعرفَ ربَّكَ ؛ والثّاني: أَن تَعرفَ ما صَنعَ بكَ ؛ والثّالثُ: أَن تَعرفَ ما أَرادَ منكَ ؛ والرّابعُ: أَن تعرفَ ما يُخرجًكَ عن دينكَ »(٢) .

وهذه أقسامٌ تُحيط بالمفروضِ منَ المعارفِ، لأنه أَوِّلُ ما يجبُ على العبدِ معرفةُ ربَه - جلَّ جلالُه - فإِذا علمَ أَنّ له إِلهاً، وجبَ أَن يَعرفَ صُنعَه إِليه، فإِذا عرفَ صُنعَه عرفَ به نعمتَه، فاذا عِرفَ نعمتَه وجبَ عليه شكرُه، فإِذا أَراد تأْديةَ شُكرِه، وجبَ عليه معرفةُ مُرادِه ليُطِيعَه بفعلِه، واذا وجبَ عليه طاعته، وجبَ عليه معرفةُ ما يخرجه من دينهِ ليجتنبَه فتَخْلُص له طاعة ربِّه وشُكرُ إِنعامِه.

__________________

(١) رواه الصدوق في التوحيد: ٢٩٢ / ١، باختلاف يسير، وروى الكليني قطعة منه في الكافي ١: ٦٣ / ذيل ح ٤، ونقله العلامة المجلسي في البحار ١٠: ٢١١ / ١٢.

(٢) الكافي ١: ٤٠ / ١١، الخصال: ٢٣٩ / ٨٧.

٢٠٣

فصل

وممّا حفظ عنهعليه‌السلام في التّوحيدِ ونفيِ التّشبيهِ قولهُ لهشام بنِ الحكمِرحمه‌الله : «إِنَّ اللهَّ لا يشبهُ شيئاً ولا يُشْبِهُه شيءٌ، وكلُّ ماوقعَ في الوهمِ فهو بخلافهِ »(١) .

فصل

وممّا حفِظُ عنهعليه‌السلام من موجزِ القولِ في العدلِ قولُه لزُرارة بن أَعْينَرحمه‌الله : «يا زرارةُ، أُعطيكَ جملةً في القضاءِ والقَدَرِ».

قالَ له زرارة: نعم، جُعِلْتُ فداكَ.

قالَ له: «إِنّه إِذا كانَ يومُ القيامةِ وجمعَ اللهُّ الخلائقَ سأَلهم عمّا عَهِدَ إِليهم ولم يسأَلْهم عمّا قضى عليهم »(٢) .

فصل

وممّا حُفِظَ عنهعليه‌السلام في الحكمةِ والموعظةِ قولُه: «ما كُلُّ مَنْ

__________________

(١) توحيد الصدوق: ٨٠ / ذح ٣٦، عن المفضل بن عمر.

(٢) توحيد الصدوق: ٣٦٥ / ٢، إعتقادات الصدوق: ٧١، وفيهما من قوله: اذا كان يوم

٢٠٤

نَوى شيئاً قَدرَعليه، ولا كل مَنْ قَدرَ على شيءٍ وُفقَ له، ولا كلّ مَنْ وُفِّقَ أصابَ له مَوْضِعاً، فإِذا اجتمعتِ النِّيّةُ والقُدرةُ والتّوفيق والإصابةُ فهنالكَ تمّتِ السّعادةُ»(١) .

فصل

وممّا حُفِظَ عنهعليه‌السلام في الحثِّ على النّظرِ في دينِ الله، والمعرفةِ لأولياءِ اللهِ، قولُهعليه‌السلام : «أحسِنوا النّظرَ فيما لا يَسَعُكم جَهْلهُ، وانْصَحُوا لأنفسِكم وجاهِدوها(٢) في طلب معرفةِ ما لا عُذْرَ لكم في جهلهِ، فإِنّ لدينِ اللهِ أركاناً لا يَنفعُ مَنْ جَهِلَهَا شِدّةُ اجتهادِه في طلب ظاهرِ عبادتِه، ولا يَضُرُّ مَنْ عَرفَها فدانَ بها حسنُ اقتصادِه، ولا سبيلَ لأحدٍ إِلى ذلكَ إِلا بعونٍ منَ اللهِّ عزَ وجلَّ »(٣) .

فصل

وممّا حُفِظَ عنهعليه‌السلام في الحثِّ على التّوبةِ قولُه: «تاْخيرُ التّوبةِ اغترارٌ، وطولُ التّسويفِ حَيْرَةٌ، والاعتلالُ على اللهِ هلكة، والإصرارُ على الذّنبِ أَمن لمكرِ اللهِ، ولا يأْمنُ مكرَ الله إلا القومُ

__________________

القيامة ...

(١) الفصول المهمة لابن الصباغ: ٢٢٨.

(٢) في هامش «ش» و «م»: وجاهدوا.

(٣) كنز الفوائد ٢: ٣٣.

٢٠٥

الخاسرون »(١) .

والأخبارُ فيما حُفِظَ عنهعليه‌السلام منَ العلمِ والحكمةِ والبيانِ والحجّةِ والزهدِ والموعظةِ وفنونِ العلمِ كلِّه، أكثرُمن أَن تُحصى بالخطاب أَو تُحْوى بالكتاب، وفيما أَثبتْناه منه كفايةٌ في الغرضِ الّذي قصدْناه، واللهُ الموفِّقُ للصّوابِ.

فصل

وفيهعليه‌السلام يقولُ السّيِّدُ ابنُ محمّدٍ الحِمْيرَيّرحمه‌الله وقد رجعَ عن قولهِ بمذهب الكيْسانيةِ(٢) ، لمّا بلغَه إِنكارُ أبي عبدِاللهعليه‌السلام مقالَه، ودعاؤه له إِلى القولِ بنظام الإمامةِ:

يَا رَاكِباً نَحْوَ المَدِيْنَةِ جَسْرَةً(٣)

عُذَافِرَةً(٤) (يَطويْ بهَا)(٥) كُلّ سَبْسَب(٦)

إِذا مَا هَدَاكَ اللهُ عَايَنْت جَعْفَراً

فَقُلْ لِوَليِّ اللهِ وابْنِ المُهَذَّبِ

أَلا يَا وَليّ اللهِّ وابْنَ وَلِيِّه

أَتُوْبُ إِلَى الرحْمانِ ثُم تأوّبيْ

إِلَيْكَ مِنً الذَّنْبِ الّذِيْ كُنْتُ مُطْنِبَاً

أجَاهِدُ فِيْهِ دَائِبَاً كُلّ مُعْرِبِ

__________________

(١) الفصول المهمة: ٢٢٨.

(٢) الكيسانية: هم القائلون بامامة محمد بن الحنفية، وانه وصي الامام علي بن أبي طالبعليه‌السلام . «فرق الشيعة: ٢٣ ».

(٣) الجسرة: العظيمة من الابل. «الصحاح - جسر - ٢: ٦١٣».

(٤) العذافرة: العظيمة الشديدة من الابل. «الصحاح - عذفر - ٢: ٧٤٢».

(٥) في هامش «ش»: تطوي له.

(٦) السبسب: المفازة أو البادية «الصحاح - سبب - ١: ١٤٥ ».

٢٠٦

وَمَا كانَ قَوليْ في (ابْنِ خَوْلَة)(١) دَائِبَاً

مُعَانَدَةً مِنِّيْ لِنَسْلِ المُطيّبِ

وَلكِنْ رَوَيْنَاَ عَنْ وَصِيِّ مُحمَّدٍ

وَلَمْ يَكُ فِيْمَا قَالَ بالْمُتَكَذّبِ

بِأنَّ وَليَّ الأمْرِ يُفْقدُ لا يُرى

سنِيْنَ كَفِعْلِ الخائف المُتَرَقًّب

فَتُقْسَمُ اَمْوَالُ الْفَقِيْد كأنَّمَا

تَغَيُّبَه(٢) بَيْنَ الصفيح المُنَصَّبَ

فَإِنْ قُلْتَ: لا، فَالْحَقُّ قوْلُكَ وَالَّذِيْ

تَقُوْلُ فَحَتْمٌ غَيْرُ مَا مُتَغَضّبِ(٣)

وُأشْهِد رَبِّيْ أَنَ قوْلَكَ حُجَّةٌ

عَلَى الْخَلقِ طُرَّاً مِنْ مُطِيْعٍ وُمُذْنِبِ

بأَنَّ وَلِيَّ الأمْرِ وَالْقَائِمَ الَّذِيْ

تَطَلُّعُ نَفْسِيْ نَحْوَهُ وَتَطَربيْ

لهُ غَيْبَةٌ لا بُد أَنْ سيغيبها

فَصلَّى عَلَيْهِ اللهُّ مِنْ مُتَغَيِّب

فَيَمْكُثُ حِيْنَاً ثُمّ يَظْهَرُ أَمْرُهُ

فَيَمْلأ عَدْلا كُلَّ شرقٍ وَمَغْرِبِ(٤)

وفي هذا الشَعرِ دليلٌ على رجوعِ السّيِّدِرحمه‌الله عن مذهبِ

__________________

(١) في هامش «ش»: محمد بنِ الحنفية - رحمة الله عليه -.

(٢) في هامش «ش» و «م»: نغيّبه.

(٣) في هامش «ش»: متعصّب.

(٤) روى الصدوق هذه القصيدة في إكمال الدين: ٣٤، باضافة خمسة ابيات بعد قوله: تغيبه بين الصفيح المنصب:

فيمكث حيَناً ثم ينبع نبعةً

كنبعة جدي من الافق كوكب

يسير بنصر الله من بيت ربه

على سؤدد منه وأمر مسبب

يسير الى اعدائه بلوائه

فيقتلهم قتلاً كحران مغضب

فلما رَوى ان ابن خولة غائب

صرفنا اليه ‌قولنا لم نكذب

وقلنا هوالمهدي والقائم الذي

يعيش به من عدله كل مجدب

وفي اخر القصيدة زاد آخر:

بذاك أدين الله سراً وجهرة

ولست وان عوتبت فيه بمعتب

٢٠٧

الكَيْسانيّةِ، وقولهِ بإِمامةِ الصّادقِعليه‌السلام ووجودِ الدّعوةِ ظاهرةً منَ الشَيعةِ في أَيّام أَبي عبدِاللهِعليه‌السلام إِلى إِمامتهِ والقولِ بغيبةِ صاحب الزّمانِعليه‌السلام ، وأنّها إِحدى علاماتهِ، وهو صريحُ قولِ الإماميّةَ الأثنَى عشريّة.

٢٠٨

باب ذكر أَولادِ أَبي عبدِاللهِ عليه السلامُ

وعددِهم وأَسمائهم وطرفٍ من أَخبارِهم

وكان لأبي عبدِاللهِّعليه‌السلام عشرةُ أَولادٍ: إسماعيلُ وعبدُاللهِّ وأُمُّ فَرْوَةَ، أُمّهم فاطمةُ بنت الحسينِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍعليهم‌السلام (١) .

وموسى واسحاقُ ومحمّدٌ، لأمِّ ولدٍ.

والعبّاسُ وعليٌّ وأَسماءُ وفاطمةُ، لأمّهاتِ أَولادٍ شتّى.

وكانَ إِسماعيلُ أَكبرَ إِخوتهِ، وكانَ أَبوهعليه‌السلام شديدَ المحبّةِ له والبرِّ به والإشفاقِ عليه، وكانَ قومٌ منَ الشِّيعةِ يظَنُون أَنّه القائمُ بعدَ أبيه والخليفةُ له من بعدِه، إِذْ كانَ أكبرَ إِخوتهِ سِنّاً، ولميلِ أَبيه إِليه وِاكرامِه له ؛ فماتَ في حياةِ أَبيه بالعُرَيْض(٢) ، وحُمِلَ على رقاب الرِّجال إِلى أَبيه بالمدينةِ حتّى دُفِنَ بالبقيع.

ورُويَ:أَنّ أَبا عبدِاللهِّعليه‌السلام جَزعَ عليه جَزَعاً شديداً، وحَزِنَ عليه حُزْناً عظيما، وتقدم سريره بلا(٣) ، حِذاءٍ ولارِداءٍ، وأمَرَ بوضع سريرِه على الأرضِ قبلَ دفنهِ مِراراً كثيرةً، وكان يَكْشِفُ عن وجهِه وينَظُرُ إِليه،

__________________

(١) ذكر في عمدة الطالب (ص ٢٣٣) انها: فاطمة بنت الحسين الاثرم بن الامام الحسن بن علي ابن ابي طالبعليهم‌السلام ، والظاهر انه هو الصواب.

(٢) العريض: واد بالمدينة فيه بساتين نخل، انظر «معجم البلدان ٤: ١١٤ ».

(٣) في «م» وهامش «ش»: بغير.

٢٠٩

يُريدعليه‌السلام بذلكَ تحقيقَ أمر وفاتهِ عندَ الظّانِّينَ خلافتَه له من بعدِه، وازالةَ الشُّبهةِ عنهم في حياتهِ(١) .

ولمّا ماتَ إِسماعيلُ رضيَ الله عنه انصرفَ عنِ القولِ بإِمامتهِ بعدَ أبيه من كانَ يَظُنُّ ذلكَ فيعتقدُه من أصحاب أبيهعليه‌السلام ، وأقامَ على حياتِه شِرذمةٌ لم تكنْ من خاصّةِ أبيه ولا منَ الرُّواةِ عنَه، وكانوا منَ الأباعدِ والأطرافِ.

فلمّا ماتَ الصّادقُعليه‌السلام انتقلَ فريقٌ منهم إِلى القولِ بإِمامةِ موسى بن جعفرٍعليه‌السلام بعدَ أبيه، وافترقَ الباقونَ فريقينِ: فريقٌ منهم رجعوا عن حياةِ إِسماعيلَ وقالوا بإِمامةِ ابنهِ محمّدِ بنِ إِسماعيلَ، لظنِّهم أَنّ الإمامةَ كانتْ في أَبيه وأَنّ الابنَ أَحقًّ بمقامِ الإمامةِ منَ الأخ ؛ وفريقٌ ثبتوا على حياةِ إِسماعيلَ، وهم اليومَ شُذّاذٌ لا يُعرَفُ منهم أحدٌ يومَأُ إِليه. وهذان الفريقانِ يُسَمَّيانِ بالإسماعيليّةِ، والمعروفُ منهم الانَ من يزعمُ أَنّ الأمامةَ بعدَ إِسماعيلَ في ولدِه وولدِ ولدِه إِلى اخرِ الزّمانِ.

فصل

وكانَ عبدُاللهِ بن جعفرٍ أكبرَ إِخوته بعدَ إِسماعيلَ، ولم تكنْ منزلتُه عندَ أَبيه منزلةَ غيرِه من ولدِه في الإكرام، وكانِ مُتّهَماً بالخلافِ على أَبيه في الاعتقادِ، ويُقالُ أَنّه كانَ يُخالِط الحًشْويّةَ(٢) ، ويَميلُ إِلى مذاهبِ

__________________

(١) حكاه الطبرسي في اعلام الورى: ٢٨٤، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٧: ٢٤٢.

(٢) الحشوية: هم القائلون ان علياً وطلحة والزبير لم يكونوا مصيبين في حربهم وأن المصيبين هم الذين قعدوا عنهم، وأنهم يتولونهم جميعاً ويتبرؤون من حربهم ويردون امرهم الى الله عز وجل

٢١٠

المُرْجِئةِ (١) ، وادّعى بعدَ أبيه الأمامة، واحتَجٌ بأَنّه أكبرُ إِخوته الباقينَ، فاتّبعه على قوله جماعةٌ من أَصحاب أَبي عبدِاللهِّعليه‌السلام ثمّ رجعَ أكثرُهم بعدَ ذلكَ إِلى القولِ بإِمامةَِ أخيه موسىعليه‌السلام لمّا تبيّنوا ضعفَ دعواه، وقوّةَ أمرِ أبي الحسنِعليه‌السلام ودلالة حَقِّه وبراهين إِمامتِه؛ وأقامَ نفرٌ يسير منهم على أَمرِهم ودانوا بإِمامةِ عبدِاللهِّ، وهم الطّائفةُ الملقّبةُ بالفطحِيّة، وأنّما لزمَهم هذا اللقبُ لقولهم بإِمامةِ عبدِاللهِ وكانَ أفَطحَ الرِّجْلين، ويُقالُ إِنّهم لُقِّبوا بذلكَ لأنّ داعِيَتَهم إِلى إِمامةِ عبدِاللهِ كانَ يُقالُ له عبدُاللهِّ بنَ أفطحَ.

وكانَ إِسحاقُ بنُ جعفرٍ من أَهلِ الفضلِ والصّلاحِ والوَرَع وِالاجتهادِ، وروى عنه النّاسُ الحديثَ والآثارَ، وكانَ ابن كاسبٍ إِذا حَدَّثَ عنه يقولُ: حدّثَني الثِّقةُ الرّضِيُ إِسحاقُ بنُ جعفرٍ. وكانَ إِسحاقُ يقولُ بإِمامةِ أَخيهِ موسى بن جعفرٍعليه‌السلام ، وروى عن أَبيه النّصَّ بالإمامةِ على أَخيه موسىعليه‌السلام (٢) .

وكانَ محمّدُ بنُ جعفرٍ شجاعاً سخيّاً، وكانَ يصومُ يوماً ويُفْطِرُ يوماً، ويَرى رأْيَ الزّيديّةِ في الخروجِ بالسّيفِ.

ورُوُيَ عن زوجتهِ خديجةَ بنتِ عبدِاللهِ بنِ الحسينِ أَنّها قالتْ: ما

__________________

«فرق الشيعة: ١١٥ ».

(١) المرجئة: هم القائلون بأن أهل القبلة كلهم مؤمنون باقرارهم الظاهر بالايمان، ويؤخرون العمل عن النية ويرجون المغفرة للمؤمن العاصي. «فرق الشيعة: ٦».

(٢) حكاه الطبرسي في اعلام الورى: ٢٩٠، وياتي هنا في باب النص على الامام موسى بن جعفرعليهما‌السلام .

٢١١

خَرجَ من عندِنا محمّدٌ يوماً قطُّ في ثوبٍ فرجعَ حتّى يكسُوَه(١) ، وكانَ يَذبَحَ في كل يومٍ كَبْشاً لأضيافِه.

وخرجَ على المأْمونِ في سنةِ تسع وتسعينَ ومائةٍ بمكّةَ، واتّبَعَتْه الزّيديّةُ الجاروديّةً، فخرجَ لقتالِه عيسى الجَلوديُّ ففرّقَ جمعَه وأَخذَه وأَنفذَه إِلى المأْمونِ، فلمّا وصلَ إِليه أكرمَه المأْمونُ وأَدنى مجلسَه منه ووَصَلَه وأَحسنَ جائزتَه، فكانَ مُقيماً معَه بخراسانَ يركبُ إِليه في موكبٍ من بني عمّه، وكانَ الماْمونُ يحَتملُ منه ما لا يَحتملُه السُلطان من رعيّتهِ.

وروي:أَنّ المأْمونَ أنكرَ ركوبَه إِليه في جماعةٍ منَ الطّالبيِّينَ الذينَ خرجوا على المأْمونِ في سنة المِائَتَيْنِ فآمَنَهم، فخرجَ التّوقيعُ إِليهم: لا تَركبوا معَ محمّدِ ابنِ جعفرٍ واركَبوا مع عُبَيْداللهِ بنِ الحسينِ، فاَبَوْا أَن يَركبوا ولزِموا منازلَهم، فخرجَ التّوقيعُ: اركَبوا معَ من أَحببتم ؛ فكانوا يَركبونَ معَ محمّدِ بنِ جعفرٍ إذا رَكِبَ إِلى المأْمونِ ويَنصرفونَ بانصرافِه(٢) .

وذُكِرَ عن موسى بن سَلمةَ أنّه قالَ: أُتِيَ إِلى محمّدِ بنِ جعفرفقيلَ له: إِنّ غلمانَ ذي الرٌئاستينِ قد ضَربوا غلمانَكَ على حَطَبِ اشترَوْه، فخرج مُؤتزِراً ببُردتينِ معَه هِراوة وهو يَرتجزُ ويقولُ:

الْمَوتُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ عَيْشٍ بِذلّ

__________________

(١) مقاتل الطالبيين: ٥٣٨، تاريخ بغداد ٢: ١١٣، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٧: ٢٤٣.

(٢) اشار الى ذلك ابو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين: ٥٣٧، وحكاه الطبرسي في اعلام الورى:٢٨٥.

٢١٢

وتَبِعَه النّاس حتّى ضَربَ غلمانَ ذي الرِّئاستينِ وأَخذَ الحَطَبَ منهم. فرُفِعَ الخبرُ إِلى المأْمونِ، فبَعثَ إِلى ذي الرِّئاستينِ فقالَ له: ائتِ محمّدَ بنِ جعفرٍ فاعْتَذِرْ إِليه، وحَكِّمْه في غِلمانِكَ. قالَ: فخرَجَ ذو الرئاستينِ إِلى محمّدِ بنِ جعفرِ. قال موسى بن سَلَمَةَ: فكنت عندَ محمّدِ بن جعفرٍ جالساً حتّى أُتيَ فقيلَ له: هذا ذو الرِّئاستينِ، فقالَ: لا يجلسُ إلّا على الأرض ؛ وتَناولَ بَساطاً كانَ في البيتِ فرَمى به هو ومن معَه ناحيةً، ولم يبق في البيتِ إِلّا وسادة جلسَ عليها محمّدُ بنُ جعفرٍ، فلمّا دخلَ عليه ذو الرِّئاستينِ وسّعَ له محمّدٌ على الوسادةِ فأَبى أَن يَجلسَ عليها وجلسَ على الأرضِ، فاعتذرَ إِليه وحَكَّمَه في غلمانِه(١) .

وتُوفِّي محمّدُ بنُ جعفرٍ بخُراسانَ معَ المأمونِ، فرَكِبَ المأمونُ ليَشْهَدَه فَلقِيَهم وقد خرجوا به، فلمّا نظرَ إِلى السّرير ِنزلَ فترجَّلَ ومشى حتّى دخلَ بينَ العمودَيْنِ، فلم يَزَلْ بينَهما حتّى وُضِعَ فتقدّمَ وصلّى ثمّ حملَه حتّى بلغَ به القبرَ، ثمّ دخلَ قبرَه فلم يَزَلْ فيه حتّى بُنيَ عليه، ثمّ خرجَ فقامَ على القبر حتّى دُفِنَ، فقال له عًبيدُالله بن الحسينِ ودعا له: يا أميرَالمؤمنينَ، إنّكَ قد تعبتَ فلو رَكِبْتَ ؛ فقالَ المأمونُ: إِنّ هذه رحم قُطِعَتْ من مِائَتَيْ سنةٍ.

ورُوِيَ عن إِسماعيلِ بنِ محمّدِ بنِ جعفرِأَنّه قالَ: قلتُ لأخي - وهو إِلى جنبي والمأمونُ قائم على القبر -: لو كلّمناه في دَينِ الشّيخِ، فلا نَجِدُه أقربَ منه في وقتِه هذا؛ فابتدأنَا المأمونُ فقالَ: كمْ تركَ أَبوجعفرمنَ الدَّينِ؟ فقلتُ: خمسةً وعشرينَ أَلفَ دينارٍ؛ فقالَ: قد قَضى اللهُ عنه دينَه ؛ إِلى مَنْ أَوصى؛ قلنا: إلى ابنٍ له يقالُ له يحيى بالمدينةِ؛ فقالَ: ليس

__________________

(١) نقله العلامة المجلسي في البحار ٤٧: ٢٤٤.

٢١٣

هوبالمدينةِ، وهوبمصرَ، وقد عَلِمْنا بكونه فيها، ولكنْ كَرِهْنا أَن نُعْلِمَه بخروجِه منَ المدينةِ لئلا يسوءه ذلكَ لعلمِه بكراهتِنا لخروجِه عنها(١) .

وكانَ عليُّ بنُ جعفرٍ - رضيَ اللهُ عنه - راويةً للحديثِ، سديدَ الطّريقِ، شديدَ الوِرَعَِ، كثيرَ الفضلِ؛ ولزمَ أَخاه موسىعليه‌السلام وروى عنه شيئاً كثيراً.

وكانَ العبّاسُ بنُ جعفرٍ - رضيَ اللهُّ عنه - فاضلاً نبيلاً.

وكانَ موسى بن جعفرٍعليه‌السلام أَجلَّ ولدِ أَبي عبدِاللهِعليه‌السلام قَدْراً وأَعظمهَم محلاً، وأَبعدَهم في النّاسِ صِيْتاً، ولم يرَ في زمانِه أسخى منه ولا أَكرمُ نفساً وعِشْرةً، وكانَ أَعبدَ أَهلِ زمانِه وأَورعَهم وأَجلَّهم وأفقهَهم، واجتمعَ جمهورُ شيعةِ أبيه على القولِ بامامتِه والتّعظيمِ لحقِّه والتسليمِ لأمرِه.

ورووا عن أَبيهعليه‌السلام نصوصاً عليه بالإمامةِ، واشاراتٍ إِليه بالخلافةِ، وأَخذوا عنه معالِمَ دينِهم، ورَوَوْا عنه منَ الآياتِ والمُعجزات ما يُقْطَعُ به على حجّتهِ وصوابِ القولِ بإِمامتِه.

__________________

(١) نقله العلامة المجلسي في البحار ٤٧: ٢٤٤.

٢١٤

باب ذكر الإمامِ القائمِ بعدَ أَبي عبدِاللهِ جعفرِ بنِ محمّد عليهما السّلامُ

من ولدِه، وتاريخ مولدِه، ودلالِ إمامتِه، ومبلغ سنِّه،

ومدّة خلافتهِ، ووقت وفاتِه وسببها، وموضع

قبرِه، وعدد أَولادِه، ومختصر من أَخبارِه

وكانَ الإمامُ - كما قَدّمْناه - بعدَ أَبي عبدِاللهِ ابنَه أَبا الحسنِ موسى ابنَ جعفرٍ العبدَ الصّالحَعليه‌السلام ، لاجتماع خِلالِ الفضلِ فيه والكمالِ، ولنصِّ أَبيه بالإمامةِ عليه وإشارتهِ بها إِليه.

وكانَ مولدهعليه‌السلام بالأبواء ِ(١) سنةَ ثمانٍ وعشرينَ ومائةٍ.

وقُبِضَعليه‌السلام ببغدادَ في حَبْسِ السِّنْديِّ بنِ شَاهَكَ لستٍّ خَلَوْنَ من رجبٍ سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ ومائةٍ، وله يومئذٍ خمسٌ وخمسونَ سنةً.

وأُمًّه أُمُّ ولد يقالُ لها: حُمَيْدَةُ البَرْبَريّةُ.

وكانتْ مُدّةُ خلافتِه ومقامه في الإمامةِ بعدَ أبيهعليهما‌السلام خمساً وثلاثينَ سنةً.

وكان يُكنى أَبا إبراهيمَ وأَبا الحسنِ وأَبا عليٍّ، ويُعرَفُ بالعبدِ

__________________

(١) الأبواء: قرية من اعمال الفُرْع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً «معجم البلدان١: ٧٩».

٢١٥

الصّالحِ، وُينْعَتُ أَيضاً بالكاظِمِ.

فصل في النّصِّ عليه بالإمامةِ من أَبيه عليهما السّلامُ

فمِمَّن روى صريحَ النّصِّ بالإمامةِ من أَبي عبدِاللهِ الصّادقِعليه‌السلام على ابنهِ أَبي الحسنِ موسىعليه‌السلام من شيوخ أَصحاب أَبي عبدِاللهِ وخاصّتهِ وبطانتهِ وثِقاتِه الفقهاءِ الصّالحينَ - رضوانُ اللهِّ عليهم - المُفَضَّلُ بنُ عُمَرَ الجُعْفِيّ، ومَعاذُ بنُ كثيرٍ، وعبدُ الرحمن بن الحجّاجِ، والفَيْضُ بنُ المختارِ، ويعقوبُ السَرّاجُ، وسليمانُ بنً خالدٍ، وصَفْوانُ الجمّال، وغيرهم ممّن يطولُ بذكرِهم الكتابُ(١) .

وقد رَوى ذلكَ من إِخوتهِ إِسحاقُ وعليّ ابنا جعفرٍ وكانا منَ الفضلِ والوَرَعِ على ما لا يَختلفُ فيه اثنان.

فروى موسى الصّيْقلُ، عنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَر َرحمه‌الله قالَ: كنتُ عندَ أَبي عبدِاللهِّعليه‌السلام فدخلَ أَبو إِبراهيمَ موسىعليه‌السلام - وهوغلامٌ - فقالَ لي أَبو عبدِاللهِّ: «استَوْصِ به، وضَعْ أَمرَه عندَ من تَثِقُ به من

__________________

(١) ياتي تفصيل روايات هؤلاء بنفس الترتيب المذكور هنا، لكن قد ذكر بعد رواية الفيض ابن المختار رواية منصور بن حازم وعيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب وطاهربن محمد، ثم يذكر رواية يعقوب السراج وغيره ممن ذكروا هنا، والمناسب ذكر منصور بن حازم ومن بعده هنا كما هو المعهود في سائر الابواب، ولا يبعد وقوع سهو هنا في عدم ذكرهم.

٢١٦

أَصحابِكَ »(١) .

وروى ثُبيت، عن معاذِ بنِ كثيرٍ، عن أَبي عبدِاللهِعليه‌السلام قالَ: قلتُ: أَسأَل اللهَ الّذي رزقَ أَباكَ منكَ هذه المنزلَة، أَنْ يَرزُقَكَ من عَقِبكَ قبلَ المماتِ مثلَها، فقالَ: « قد فعلَ الله ذلكَ » قلتُ: من هوجُعِلْت فداكَ؟ فأَشارَ إِلى العبدِ الصّالحِ وهو راقدٌ، قالَ: « هذا الرّاقدُ» وهو يومئذٍ غلامٌ(٢) .

وروى أَبو عليٍّ الأرجانيُّ عن عبدِ الرحمن بنِ الحجّاجِ قالَ: دخلتُ على جعفرِ بنِ محمّدٍعليهما‌السلام في منزلِه، فإِذا هوفي بيتِ كذا من دارِه في مسجدٍ له، وهو يدعو وعلى يمينهِ موسى بن جعفرٍعليهما‌السلام يُؤَمِّنُ على دعائه، فقلتُ له: جعلَني اللهُّ فداكَ، قد عرفتَ انقطاعي إِليكَ وخدمتي لكَ، فمن وليًّ الأمرِ بعدكَ؟ قال: «يا عبدَ الرحمن، إِنّ موسى قد لبسَ الدِّرعَ واستوتْ عليه » فقلت له: لا أَحتاجُ بعدَها إِلى شيءٍ(٣) .

وروى عبدُ الأعلى، عنِ الفيضِ بنِ المختارِ قالَ: قلتُ لأبي عبدِاللهِعليه‌السلام : خُذْ بيدي منَ النّارِ، مَنْ لنا بعدَك؟ قالَ: فدخلَ أَبو إِبراهيمَ - وهو يومئذٍ غلامٌ - فقالَ: «هذا صاحبُكم فتمسك به »(٤) .

__________________

(١) الكافي ١: ٢٤٦ / ٤، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٨: ١٧ / ١٣.

(٢) الكافي ١: ٢٤٥ / ٢، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٨: ١٧ / ١٥.

(٣) الكافي ١: ٢٤٥ / ٣، الفصول المهمة: ٢٣١، ونقله المجلسي في البحار ٤٨: ١٧ / ١٧.

(٤) الكافي ١: ٢٤٥ / ١، الفصول المهمة: ٢٣١، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٨: ١٨ / ١٨.

٢١٧

وروى ابنُ أَبي نَجرانَ، عن منصورِ بنِ حازم قالَ: قلتُ لأبي عبدِاللهعليه‌السلام : بأَبي أَنتَ وأُمِّي، إِنّ الأنفسَ يُغدى عليها ويُراحُ، فإِذا كانَ ذلكَ فمَنْ؟ فقالَ أَبو عبدِاللهِعليه‌السلام : «إِذا كانَ ذلكَ فهو صاحبُكم » وضربَ على مَنْكِب أَبي الحسنِ الأيمن، وهو فيما أعلمُ يومئذٍ خماسيٌّ، وعبدُاللهِّ بن جعفرٍ جاَلسٌ معَنا(١) .

وروى ابن أَبي نَجرانَ، عن عيسى بن عبدِاللهِ بنِ محمّدِ بنِ عمر بن عليِّ بنِ أَبي طالبِ، عن أَبي عبدِاللهِعليه‌السلام ؛ قالَ: قلتُ له: إن كانَ كَوْنٌ - ولا أَراني اللهُ ذلكَ - فبمن أئتمُّ؟ قالَ: فأَوما إِلى ابنهِ موسى، قلتُ: فإِن حَدَثَ بموسى حَدَثٌ، فبمن أَئتمُّ؟ قالَ: «بولدِه » قلتُ: فإِن حَدَثَ بولدِه حَدَثٌ؟ قالَ: «بولدِه » قلتُ: وإن حَدَثَ به حَدَثٌ وتركَ أَخاً كبيراً وابناً صغيراً؟ قال: «بولدِه، ثمّ هكذا أَبداً»(٢) .

وروى الفضلُ، عن طاهرِ بنِ محمّدٍ، عن أَبي عبدِاللهِّعليه‌السلام ، قالَ: رأَيتُه يلومُ عبدَاللهِ ابنَه ويَعِظُه ويقولُ له: «ما يَمنعُكَ أَن تكونَ مثلَ أخيكَ؟! فواللهِ إِنِّي لأعرف النُّورَ في وجهِه » فقالَ عبدُاللهِ: وكيفَ؟ أَليس أَبي وأبوه واحداً، وأَصلي وأَصلهُ واحداً؟ فقالَ له أَبو عبدِاللهِعليه‌السلام : «إِنّه من نفسي وأَنتَ ابني »(٣) .

__________________

(١) الكافي ١: ٦ / ٢٤٦، الفصول المهمة: ٢٣٢، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٨: ١٨ / ٢٠.

(٢) الكافي ١: ٢٤٦ / ٧، وباختلاف يسير في كمال الدين: ٣٤٩ / ٤٣، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٨: ١٦ / ١١.

(٣) الكافي ١: ٢٤٧ / ١٠، الامامة والتبصرة: ٢١٠ / ٦٣، وفيهما: فضيل، عن طاهر، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٨: ١٨ / ٢٢.

٢١٨

وروى محمّدُ بنُ سِنانٍ، عن يعقوبَ السّرّاجِ قالَ: دخلتُ على أَبي عبدِاللهِّعليه‌السلام وهو واقفٌ على رأْسِ أَبي الحسنِ موسى وهو في المهدِ، فجعلَ يُسارُّه طويلاً، فجلستُ حتّى فرغَ فقمتُ إِليه، فقالَ لي: «ادنُ إِلى مولاكَ فسلِّمْ عليه » فدنوتُ فسلّمتُ عليه، فردَّ عَلَيَّ بلسانٍ فصيحٍ ثمّ قالَ لي: «اذهَبْ فغيِّرِ اسمَ ابنتِكَ الّتي سمَّيْتَها أَمسِ، فإنّه اسمٌ يُبغضه اللهُ » وكانتْ وُلدتْ لي بنتٌ فسمّيْتُها بالحُمَيراءِ، فقالَ أَبو عبدِاللهِ: «انْتَهِ إِلى أَمره تَرْشدْ» فغيّرتُ اسمها(١) .

وروى ابنُ مًسْكانَ، عن سُليمان بن خالدٍ قالَ: دعا أَبو عبدِاللهِ أَبا الحسنِعليهما‌السلام يوماً ونحن عندَه فقالَ لنا: «عليكم بهذا بعدي، فهو واللهِ صاحبُكم بعدي »(٢) .

وروى الوَشاءُ، عن عليِّ بنِ الحسينِ، عن صَفوانَ الجّمالِ قالَ: سأَلتُ أَبا عبدِاللهِّعليه‌السلام عن صاحب هذا الأَمرِ فقالَ: «صاحبُ هذا الأمرِ لا يَلهو ولا يَلعبُ » فأَقبلَ أَبو الحسنَعليه‌السلام ومعَه بَهْمَةٌ(٣) له، وهو يقولُ لها: «اسجُدي لربِّكِ » فأَخذَه أَبو عبدِاللهِعليه‌السلام وضمَّه إِليه وقالَ: «بأَبي وأُمِّي، من لا يَلهو ولا يَلعبُ »(٤) .

وروى يعقوبُ بنُ جعفرٍ الجعفريّ قالَ: حدّثَني إِسحاقُ بنُ جعفر

__________________

(١) الكافي ١: ٢٤٧ / ١١، دلائل الامامة: ١٦١، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٨:١٩ / ٢٤.

(٢) الكافي ١: ٢٤٧ / ١٢، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٨: ١٩ / ٢٥.

(٣) يقال لأولاد الغنم ساعة تضعها - من الضان والمعز جميعاً، ذكراً كان أو أنثى -: سخلة ثم هيّ البَهْمة. «لسان العرب - بهم - ١٢: ٥٦ ».

(٤) الكافي ١: ٥٤٨ / ١٢، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٨: ١٩ / ٢٧.

٢١٩

الصّادقِ قالَ: كنتُ عندَ أبي يوماً فسأَلهَ عليُّ بنُ عمر بن عليٍّ فقالَ: جُعِلْتُ فِداكَ، إِلى مَنْ نَفْزَعُ ويَفزعُ النّاس بعدَك؟ فقالَ: «إِلى صاحب هذَيْنِ الثّوبينِ الأصفرينِ والغَدِيرتَينِ(١) ، وهو الطّالعُ عليكَ منَ الباب » قال: فما لَبِثْنا أَن طَلعَتْ علينا كفّانِ آخِذتانِ بالبابينِ حتّى انفتَحا، ودخَلَ علينا أبو إِبراهيمَ موسىعليه‌السلام وهو صبيٌّ وعليه ثوبانِ أَصفرانِ(٢) .

وروى محمّد بن الوَليدِ قالَ: سمعتُ عليَّ بنَ جعفرِ بنِ محمّدٍ الصّادقِعليه‌السلام يقولُ: سمعت أَبي - جعفرَ بنَ محمّدٍ - يقولُ لجماعةٍ من خاصتهِ وأَصحابِه: «استَوْصُوْا بابني موسى خيراً، فإِنّه أَفضلُ ولدي ومن أُخلِّفُ من بعدي، وهو القائمُ مَقامي، والحجّةُ للّهِ تعالى على كافّةِ خلقِه من بعدي »(٣) .

وكانَ عليُّ بنُ جعفرٍ شديدَ التّمسُّكِ بأَخيه موسى والانقطاعِ إِليه والتّوفّرِ على أَخْذِ معالمِ الدَينِ منه، وله مسائلُ مشهورةٌ عنه وجواباتٌ رواها سماعاً منه.

والأخبارُ فيما ذكرْناه أَكثرُ من أَن تُحصى على ما بيّنّاه ووصفْناه.

__________________

(١) الغديرة: الذؤابة التي تسقط على الصدر. «لسان العرب - غدر - ٥: ١٠ » والذؤابة: هي العقيصة والمضفور من شعر الرأس. «لسان العرب - ذأب - ١: ٣٧٩».

(٢) الكافي ١: ٢٤٦ / ٥، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٨: ٢٠ / ٢٩.

(٣) حكاه الطبرسي في إعلام الورى: ٢٩١، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٨: ٢٠ / ٣٠.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373