نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 373

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 373 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 308523 / تحميل: 7060
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها ) يَعْنِي بَعْدَ مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي عَلِيٍّعليه‌السلام( وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) يَعْنِي بِهِ(١) عَلِيّاًعليه‌السلام( وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ) (٢) ».(٣)

٧٦٧/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « لَمَّا أَنْ قَضى(٤) مُحَمَّدٌ نُبُوَّتَهُ ، وَاسْتَكْمَلَ أَيَّامَهُ ، أَوْحَى اللهُ - عزَّ وَ جَلَّ - إِلَيْهِ : أَنْ يَا مُحَمَّدُ ، قَدْ قَضَيْتَ نُبُوَّتَكَ ، وَاسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ ؛ فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِي عِنْدَكَ وَ الْإِيْمَانَ(٥) وَ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَمِيرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ ، عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام ؛ فَإِنِّي لَنْ أَقْطَعَ(٦) الْعِلْمَ والْإِيمَانَ وَالِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَمِيرَاثَ الْعِلْمِ وآثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ مِنَ الْعَقِبِ(٧) مِنْ ذُرِّيَّتِكَ ، كَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ ذُرِّيَّاتِ(٨) الْأَنْبِيَاءِعليهم‌السلام ».(٩)

__________________

(١). في « ب ، ه‍ » : - « به ».

(٢). النحل (١٦) : ٩١ - ٩٤.

(٣). تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٦٨ ، ح ٦٤ ، عن زيد بن الجهم ، مع زيادة ؛ تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٨٩ ، مرسلاً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع : الإرشاد ، ج ١ ، ص ٤٨.الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٨٠ ، ح ٧٥١.

(٤). قال ابن الأثير : « القضاء ، أصله القطع والفصل. يقال : قَضَى يَقْضِي قضاءً فهو قاض ، إذا حكم وفصل ، وقضاءالشي‌ء : إحكامه وإمضاؤه والفراغ منه ». النهاية ، ج ٤ ، ص ٧٨ ( قضا ).

(٥). في « بر » : « الأيمان ». وفي البصائر ، ص ٤٦٨ : « الآثار ». واحتمل المازندراني كونه بفتح الهمزة بمعنى الميثاق‌والعهد بالولاية. واستبعده المجلسي.

(٦). في « ف » والكافي ، ح ١٤٩٠٧ ، والبصائر ، ص ٤٦٩ وتفسير العيّاشي : « لم أقطع ».

(٧). « العَقِب » : مؤخّر القدم. وعَقِبُ الرجل أيضاً : ولَده ووَلَدُ ولده. الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( عقب ).

(٨). فيالكافي ، ح ١٤٩٠٧ والبصائر وتفسير العيّاشي وكمال الدين : « بيوتات ».

(٩).بصائر الدرجات ، ص ٤٦٩ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين عن ابن محبوب ؛الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٤٩٠٧ ، بسنده عن الحسن بن محبوب. وفيبصائر الدرجات ، ص ٤٦٨ ، ح ٢ ، وكمال الدين ، ص ٢١٦ ، بسندهما عن محمّد بن الفضيل. وفيبصائر الدرجات ، ص ٤٦٨ - ٤٦٩ ، ح ١ و ٤ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ، وفي الأخيرة مع زيادة في أوّله. وفي تفسير فرات ، ص ٣٩ ، ح ٥٣٠ ؛ وكفاية=

٢١

٧٦٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ(١) وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ(٢) مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ وَ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الدَّيْلَمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَوْصى مُوسىعليه‌السلام إِلى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ(٣) ، وَأَوْصى يُوشَعُ بْنُ نُونٍ(٤) إِلى وَلَدِ هَارُونَ ، وَلَمْ يُوصِ إِلى وَلَدِهِ ، وَلَا إِلى ولَدِ مُوسى ؛ إِنَّ اللهَ - عزَّ وَ جَلَّ - لَهُ الْخِيَرَةُ ، يَخْتَارُ مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ يَشَاءُ ، وَبَشَّرَ مُوسى وَ يُوشَعُ بِالْمَسِيحِعليهم‌السلام .

فَلَمَّا أَنْ بَعَثَ اللهُ(٥) - عَزَّ وَ جَلَّ - الْمَسِيحَعليه‌السلام ، قَالَ الْمَسِيحُعليه‌السلام لَهُمْ(٦) : إِنَّهُ سَوْفَ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي نَبِيٌّ اسْمُهُ أَحْمَدُ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَعليه‌السلام ، يَجِي‌ءُ بِتَصْدِيقِي وَ تَصْدِيقِكُمْ(٧) ، وَعُذْرِي(٨) وَ عُذْرِكُمْ ، وَ جَرَتْ مِنْ بَعْدِهِ فِي الْحَوَارِيِّينَ(٩) فِي الْمُسْتَحْفَظِينَ.

__________________

=الأثر ، ص ١٧٨ ، بسند آخر ، مع زيادة واختلاف ؛ تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٦٨ ، ح ٣١ ، عن أبي حمزة ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٢ ، ص ٢٨١ ، ح ٧٥٢.

(١). هكذا في « ب ، ض ، بر » وحاشية بدرالدين والوسائل والبحار ، ج ١٣ و ١٧. وفي سائر النسخ والمطبوع : « محمّد بن الحسين ». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم ذيل ح ٢٥٠ و ٥٢٥.

(٢). هكذا في « ب ، ض ، بر » والوسائل والبحار ، ج ٧ و ١٣ و ١٧. وفي سائر النسخ والمطبوع : « و » بدل « عن ». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين [ بن أبي الخطّاب ] كتب محمّد بن سنان وتوسّط محمّد بن الحسين بينه وبين محمّد بن يحيى في عددٍ من الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٢٨ ، الرقم ٨٨٨ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٤٠٦ ، الرقم ٦٢٠ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٤٢٠ - ٤١ ، ص ٤٣٢.

فعليه في السند تحويل بعطف « محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين » على « محمّد بن الحسن وغيره عن سهل عن محمّد بن عيسى » ويروي عن محمّد بن سنان ، محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين معاً.

(٣). في « ب ، ه‍ ، بح ، بف » : - « بن نون ».

(٤). فيالوافي : - « بن نون ».

(٥). في « ج » : - « الله ».

(٦). في « ف » : - « لهم ».

(٧). في « بح » : « بتصديقكم ».

(٨). « العُذْر » : الحجّة ، من تعذّر بمعنى اعتذر واحتجّ لنفسه. أو البراءة من السوء ، من عَذَرتُ بمعنى مَحَوتُ الإساءة ، وطمستُها. أو مصدر بمعنى العاذِر وهو الأثر. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٤٠ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٧ - ١٩٨ ( عذر ).

(٩). « الحَواريّون » : جمع الحواري ، وهم خُلْصان المسيحعليه‌السلام وأنصاره. وأصله من التحوير بمعنى التبييض.=

٢٢

وَإِنَّمَا سَمَّاهُمُ اللهُ - عزَّ وَ جَلَّ - الْمُسْتَحْفَظِينَ ؛ لِأَنَّهُمُ اسْتُحْفِظُوا الِاسْمَ الْأَكْبَرَ ، وَهُوَ الْكِتَابُ الَّذِي يُعْلَمُ بِهِ عِلْمُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ الَّذِي كَانَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، يَقُولُ اللهُ عزَّ وَ جَلَّ :( لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ (١) وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ ) (٢) الْكِتَابُ : الِاسْمُ الْأَكْبَرُ ، وَإِنَّمَا عُرِفَ - مِمَّا يُدْعَى الْكِتَابَ - التَّوْرَاةُ وَ الْإِنْجِيلُ والْفُرْقَانُ ، فِيهَا كِتَابُ نُوحٍعليه‌السلام ، وفِيهَا كِتَابُ صَالِحٍ وشُعَيْبٍ وإِبْرَاهِيمَعليهم‌السلام ، فَأَخْبَرَ(٣) اللهُ عَزَّ وجَلَّ :( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى * صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) (٤) فَأَيْنَ صُحُفُ(٥) إِبْرَاهِيمَ؟ إِنَّمَا(٦) صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ الِاسْمُ الْأَكْبَرُ ، وَصُحُفُ مُوسَى الِاسْمُ الْأَكْبَرُ.

فَلَمْ تَزَلِ الْوَصِيَّةُ فِي عَالِمٍ بَعْدَ عَالِمٍ حَتّى دَفَعُوهَا إِلى مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَلَمَّا بَعَثَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أَسْلَمَ لَهُ الْعَقِبُ مِنَ الْمُسْتَحْفَظِينَ ، وكَذَّبَهُ(٧) بَنُو إِسْرَائِيلَ ، ودَعَا إِلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، وجَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ.

ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ - جَلَّ ذِكْرُهُ - عَلَيْهِ(٨) : أَنْ أَعْلِنْ فَضْلَ وَصِيِّكَ ، فَقَالَ : رَبِّ(٩) ، إِنَّ الْعَرَبَ قَوْمٌ جُفَاةٌ(١٠) ، لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ كِتَابٌ ، ولَمْ يُبْعَثْ إِلَيْهِمْ نَبِيٌّ ، ولَايَعْرِفُونَ فَضْلَ(١١) نُبُوَّاتِ‌

__________________

=إنّما سمّوا حواريّين لأنّهم كانوا يطهّرون نفوس الناس ، أو أُخْلِصُوا ونُقُّوا من كلّ عيب ، أو كانوا قصّارين يحوّرون الثياب ، أي يبيّضونها. راجع : المفردات للراغب ، ص ٢٦٣ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٤٥٨ ( حور ).

(١). هكذا في القرآن والبصائر ، ص ٤٦٩. وفي النسخ والمطبوع : « ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك ». ولعلّ هذا تصحيف من النسّاخ ، أو خلط بين الآية ٣٨ من سورة الرعد (١٣) ؛( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ ) والآية ٢٥ من سورة الحديد (٥٧). (٢). الحديد (٥٧) : ٢٥.

(٣). في حاشية « ج ، بح » : « وأخبر ».

(٤). الأعلى (٨٧) : ١٨ - ١٩.

(٥). « الصُحُف » : جمع الصحيفة ، وهي قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٣٤ (صحف ). (٦).في حاشية «ج»:«إنّ».وفي البصائر ، ص ٤٦٩ : «أمّا».

(٧). في « بس » : « كذّبوه ».

(٨). في « بس » : - « عليه ».

(٩). في « ف » : « ياربّ ».

(١٠). « الجُفاة » : جمع الجافي ؛ من الجفاء ، وهو الغلظ في العشرة ، والخرق في المعاملة ، وترك الرفق. راجع : المغرب ، ص ٨٦ ( جفا ). (١١). في « ف » : « فضائل ».

٢٣

الْأَنْبِيَاءِ وَلَاشَرَفَهُمْ ، ولَايُؤْمِنُونَ بِي إِنْ أَنَا أَخْبَرْتُهُمْ بِفَضْلِ أَهْلِ بَيْتِي ، فَقَالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ :( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ) (١) ،( وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) (٢)

فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِ وصِيِّهِ ذِكْراً ، فَوَقَعَ النِّفَاقُ فِي قُلُوبِهِمْ ، فَعَلِمَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلِكَ ومَا يَقُولُونَ ، فَقَالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : يَا مُحَمَّدُ ،( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ ) (٣) ،( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ ) (٤) لكِنَّهُمْ(٥) يَجْحَدُونَ بِغَيْرِ حُجَّةٍ لَهُمْ.

وَكَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَتَأَلَّفُهُمْ ، ويَسْتَعِينُ بِبَعْضِهِمْ عَلى بَعْضٍ ، ولَايَزَالُ يُخْرِجُ لَهُمْ شَيْئاً فِي فَضْلِ وصِيِّهِ حَتّى نَزَلَتْ هذِهِ السُّورَةُ(٦) ، فَاحْتَجَّ عَلَيْهِمْ حِينَ أُعْلِمَ بِمَوْتِهِ ونُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ(٧) ، فَقَالَ اللهُ - جَلَّ ذِكْرُهُ - :( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) (٨) يَقُولُ : فَإِذَا(٩) فَرَغْتَ فَانْصَبْ(١٠) عَلَمَكَ ، وأَعْلِنْ وصِيَّكَ ، فَأَعْلِمْهُمْ(١١) فَضْلَهُ(١٢) عَلَانِيَةً ، فَقَالَعليه‌السلام (١٣) : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، اللّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

__________________

(١). الحجر (١٥) : ٨٨ ؛ النحل (١٦) : ١٢٧ ؛ النمل (٢٧) : ٧٠.

(٢). الزخرف (٤٣) : ٨٩. وفي أكثر النسخ والوافي : « تعلمون ».

(٣). الحجر (١٥) : ٩٧.

(٤). الأنعام (٦) : ٣٣.

(٥). هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي . وفي المطبوع : « ولكنّهم ».

(٦). في « بف » وحاشية « ج ، ض ، ف ، بح ، بر » : « الآية ». وقوله : « هذه السورة » ، أي سورة ألم نشرح ، بقرينة مابعده. وجملة : « فاحتجّ عليهم » معترضة. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٢٠ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧٥.

(٧). « نُعيت إليه نفسه » ، أي اُخبر بموته ؛ من النعي وهو خبر الموت. والتعدية بـ « إلى » للتأكيد. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٥ ( نعا ). (٨). الشرح (٩٤) : ٧ - ٨.

(٩). هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي . وفي المطبوع : « إذا ».

(١٠). « فانصب » ، بفتح الصاد من النَصَب بمعنى التعب والاجتهاد ، أي اتعب نفسك في نصب وصيّك بما تسمع من المنافقين في ذلك ، ولكنّ المستفاد من هذا الحديث أنّه بكسر الصاد من النَصْب بمعنى الرفع والوضع. وهذا مخالف لما في القرآن ، فيحتمل أن يقال : لعلّه ورد بالفتح أيضاً بمعنى النَصْب وإن لم يذكر في كتب اللغة. راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧٥ - ٢٧٦. (١١). في «ب، ف » : «فأعْلَمَهم»،أي بصيغة الماضي.

(١٢). في حاشية « ج » : « فضلاً ».

(١٣) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني. وفي المطبوع : « صلّى‌ الله‌ عليه‌ و آله ».

٢٤

ثُمَّ قَالَ : لَأَبْعَثَنَّ رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ ورَسُولَهُ ، ويُحِبُّهُ اللهُ ورَسُولُهُ ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ ؛ يُعَرِّضُ(١) بِمَنْ رَجَعَ ، يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ(٢) ويُجَبِّنُونَهُ.

وَقَالَصلى‌الله‌عليه‌وآله : عَلِيٌّ سَيِّدُ الْمُؤْمِنِينَ.

وَقَالَ(٣) : عَلِيٌّ عَمُودُ الدِّينِ(٤)

وَقَالَ : هذَا هُوَ(٥) الَّذِي يَضْرِبُ النَّاسَ بِالسَّيْفِ عَلَى الْحَقِّ بَعْدِي.

وَقَالَ : الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ أَيْنَمَا مَالَ.

وَقَالَ : إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا : كِتَابَ اللهِ(٦) عَزَّ وجَلَّ ، وَأَهْلَ بَيْتِي عِتْرَتِي ؛ أَيُّهَا النَّاسُ ، اسْمَعُوا و(٧) قَدْ بَلَّغْتُ(٨) ، إِنَّكُمْ سَتَرِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ ، فَأَسْأَلُكُمْ(٩) عَمَّا فَعَلْتُمْ فِي الثَّقَلَيْنِ(١٠) ، والثَّقَلَانِ كِتَابُ اللهِ - جَلَّ ذِكْرُهُ - وأَهْلُ بَيْتِي ، فَلَا تَسْبِقُوهُمْ(١١) ؛ فَتَهْلِكُوا ، ولَاتُعَلِّمُوهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ.

__________________

(١). في « ه‍ ، بح ، بس ، بف » وشرح المازندراني : « معرّض » ، أي هو معرّض. وفي حاشية « ج » ومرآة العقول : « معرّضاً ». وقال الخليل : « وعرّضت لفلان وبفلان ، إذا قلت قولاً وأنت تعيبه بذلك ». وقال الجوهري : « التعريض ، خلاف التصريح. يقال : عرّضت لفلان وبفلان ، إذا قلت قولاً وأنت تعنيه ». وفيالوافي : « جملة حاليّة ، يعني قال : ليس بفرّار تعريضاً بمن فرّ ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١٧٥ ؛ الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٨٧ ( عرض ).

(٢). « يُجَبِّنُ أصحابه » ، أي ينسبهم إلى الجُبْن. تقول : جبّنتُهُ تجبيناً ، إذا نسبته إلى الجبن. قال المجلسي : « أي يخوّف أصحابه ويدعوهم إلى الجبن عند الحرب ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٩٠ ( جبن ).

(٣). في « ف ، بح » وشرح المازندراني : - « قال ».

(٤). وفي حاشية « بح ، بف » : « الإيمان ».

(٥). في « ف ، ه‍ ، بف » والوافي : - « هو ». وفي حاشية « ج ، بر » : « هو هذا ».

(٦). فيمرآة العقول : « كتاب الله ، مرفوع بتقدير : هما كتاب الله ، أو منصوب بدل تفصيل لأمرين ».

(٧). في « ف ، ه‍ ، بف » والوافي : - « و ».

(٨). في « ب » : + « وقال ». وفي « بح » : « بُلِّغْتُ » مبنيّاً للمفعول. وفيمرآة العقول : « وقد بلّغت ، على صيغة المعلوم ، أي بلّغت ما يلزمني تبليغه في أهل بيتي ، أو على المجهول ، أي بلّغني جبرئيل عن الله بالوحي ».

(٩). في « ب » : « فأسأل لكم ». وفي « بح » : « أسألكم ».

(١٠). يقال لكلّ شي‌ء خطير نفيس : ثَقَل ، فسمّاهما ثَقَلَين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٦ ( ثقل ). (١١). في « ج » : « فلا تستبقوهم ».

٢٥

فَوَقَعَتِ الْحُجَّةُ بِقَوْلِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وبِالْكِتَابِ الَّذِي يَقْرَؤُهُ النَّاسُ ، فَلَمْ يَزَلْ(١) يُلْقِي فَضْلَ أَهْلِ بَيْتِهِ بِالْكَلَامِ ، ويُبَيِّنُ لَهُمْ بِالْقُرْآنِ :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) وقَالَ عَزَّ ذِكْرُهُ :( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلّهِِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ) (٣) ثُمَّ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ :( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) (٤)

فَكَانَ عَلِيٌّعليه‌السلام (٥) ، وكَانَ حَقُّهُ الْوَصِيَّةَ الَّتِي جُعِلَتْ لَهُ ، والِاسْمَ الْأَكْبَرَ ، ومِيرَاثَ الْعِلْمِ ، وآثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ ، فَقَالَ :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٦) ثُمَّ قَالَ :( وَإِذَا ( الْمَوَدَّةُ )(٧) سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) (٨) يَقُولُ : أَسْأَلُكُمْ عَنِ الْمَوَدَّةِ - الَّتِي أَنْزَلْتُ(٩) عَلَيْكُمْ فَضْلَهَا - مَوَدَّةِ الْقُرْبى بِأَيِّ ذَنْبٍ قَتَلْتُمُوهُمْ.

وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ :( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١٠) قَالَ : الْكِتَابُ :(١١) الذِّكْرُ ، وَأَهْلُهُ : آلُ مُحَمَّدٍعليهم‌السلام ، أَمَرَ اللهُ - عَزَّ وجَلَّ - بِسُؤَالِهِمْ ، ولَمْ يُؤْمَرُوا بِسُؤَالِ الْجُهَّالِ ، وَسَمَّى اللهُ - عَزَّ وجَلَّ - الْقُرْآنَ(١٢) ذِكْراً ، فَقَالَ(١٣) تَبَارَكَ وتَعَالى :( وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ

__________________

(١). في « ض » : « لم يزل ». وفي « بف » : « ولم يزل ».

(٢). الأحزاب (٣٣) : ٣٣.

(٣). الأنفال (٨) : ٤١.

(٤). الإسراء (١٧) : ٢٦.

(٥). « فكان عليّعليه‌السلام » ، أي فكانعليه‌السلام ذا القربى ، على حذف الخبر بقرينة المقام. أو كان تامّة. راجع : شرح‌المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٢٦ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧٩.

(٦). الشورى (٤٢) : ٢٣.

(٧). كذا في « ألف ، ب ، ض ، و، بح ، بف » والمطبوع وشرح المازندراني والوافي . ويقتضيه المقام. وكانت القراءة المشهورة( الْمَوْؤُدَةُ ) من الوأد ، وعليها ظاهر بعض النسخ. قال الفيض فيالوافي : « بفتح الواو وتشديد الدال من غير همز ، ويستفاد من تأويله أنّهمعليهم‌السلام هكذا كانوا يقرؤونه ».

(٨). التكوير (٨١) : ٨ و ٩. وفي البحار ، ج ٧ : + « قال ».

(٩). في«ج ، بح ، بس» والبحار ، ج٧: « نزلت ».

(١٠). النحل (١٦) : ٤٣ ؛ الأنبياء (٢١) : ٧.

(١١). هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والوسائل. وفي المطبوع : + « [ هو ] ».

(١٢). في شرح المازندراني : « الكتاب ».

(١٣) في « ض ، ه‍ » : + « الله ».

٢٦

لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (١) وقَالَ عَزَّ وجَلَّ :( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) (٢)

وَقَالَ عَزَّ وجَلَّ :( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٣) وقَالَ(٤) عَزَّ وجَلَّ :( وَلَوْ رَدُّوهُ (٥) إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٦) فَرَدَّ الْأَمْرَ - أَمْرَ النَّاسِ - إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمُ الَّذِينَ أَمَرَ(٧) بِطَاعَتِهِمْ وبِالرَّدِّ(٨) إِلَيْهِمْ.

فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، نَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام ، فَقَالَ :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ ) (٩) فَنَادَى النَّاسَ ؛ فَاجْتَمَعُوا ، وأَمَرَ(١٠) بِسَمُرَاتٍ(١١) ؛ فَقُمَّ(١٢) شَوْكُهُنَّ ، ثُمَّ قَالَ(١٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله : يَا أَيُّهَا النَّاسُ(١٤) ، مَنْ ولِيُّكُمْ وأَوْلى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ؟ فَقَالُوا : اللهُ ورَسُولُهُ ، فَقَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَنْ والَاهُ ، وعَادِ مَنْ عَادَاهُ ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

__________________

(١). النحل (١٦) : ٤٤.

(٢). الزخرف (٤٣) : ٤٤. وفي الوسائل :( إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) . وقال :( وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) بدل « وأنزلنا إليك - إلى تسئلون ».

(٣). النساء (٤) : ٥٩.

(٤). في « ج » : + « الله ».

(٥). هكذا في القرآن و « ب ، ه‍ ، بف » والوافي ومرآة العقول والوسائل. وفي أكثر النسخ والمطبوع : + « إلى الله و ». قال فيالمرآة : « وفي أكثر النسخ : ولو ردّوه إلى الله وإلى الرسول ، فيكون نقلاً بالمعنى ؛ للإشعار بأنّ الردّ إلى الرسول ردّ إلى الله ». (٦). النساء (٤) : ٨٣.

(٧). في «ف»: « اُمِرَ ». وفي الوسائل : + « الله ».

(٨). في « ب » والوسائل : « والردّ ».

(٩). المائدة (٥) : ٦٧.

(١٠). في « ب » : « فأمر ».

(١١). « سَمُرات » : جمع سَمُرَة ، وهي من شجر الطَلْح - وهو شجر عظيم من شجر العِضاه له شوك وليس في العضاه أكثر صمغاً منه - وضرب من العضاه ، وهو جمع عِضاهة وعِضَةٌ وهما كلّ شجر يعظم وله شوك. وقيل : السَمُرَة من الشجر صغار الورق قصار الشوك ، وله بَرَمة صفراء يأكلها الناس ، وليس في العضاه شي‌ء أجود خشباً من السَمُر. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٧٩ ( سمر ).

(١٢). « فَقُمَّ » ، أي كُنِسَ ، من القُمامة بمعنى الكُناسة. يقال : قَمَّ البيتَ قَمّاً - من باب قتل - : كَنَسَهُ. والمراد : اُزيل. راجع : المصباح المنير ، ص ٥١٦ ( قمم ) ؛الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٢.

(١٣) في « ج ، بح ، بر » : + « رسول الله ».

(١٤) في « ه‍ ، بس ، بف » : - « يا أيّها الناس ».

٢٧

فَوَقَعَتْ حَسَكَةُ(١) النِّفَاقِ فِي قُلُوبِ الْقَوْمِ ، وقَالُوا : مَا أَنْزَلَ اللهُ - جَلَّ ذِكْرُهُ - هذَا عَلى مُحَمَّدٍ قَطُّ ، ومَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَرْفَعَ بِضَبْعِ(٢) ابْنِ عَمِّهِ.

فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، أَتَتْهُ(٣) الْأَنْصَارُ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ اللهَ - جَلَّ ذِكْرُهُ - قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْنَا ، وشَرَّفَنَا بِكَ وبِنُزُولِكَ(٤) بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا(٥) ، فَقَدْ فَرَّحَ اللهُ(٦) صَدِيقَنَا ، وكَبَتَ(٧) عَدُوَّنَا ، وقَدْ يَأْتِيكَ وفُودٌ ، فَلَا تَجِدُ مَا تُعْطِيهِمْ ، فَيَشْمَتُ بِكَ الْعَدُوُّ(٨) ، فَنُحِبُّ أَنْ تَأْخُذَ ثُلُثَ أَمْوَالِنَا حَتّى إِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ وفْدُ مَكَّةَ ، وجَدْتَ مَا تُعْطِيهِمْ ، فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَلَيْهِمْ شَيْئاً ، وكَانَ يَنْتَظِرُ مَا يَأْتِيهِ مِنْ رَبِّهِ ، فَنَزَلَ(٩) جَبْرَئِيلُعليه‌السلام ، وقَالَ :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١٠) ، ولَمْ يَقْبَلْ أَمْوَالَهُمْ.

فَقَالَ(١١) الْمُنَافِقُونَ : مَا أَنْزَلَ اللهُ هذَا عَلى مُحَمَّدٍ ، ومَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَرْفَعَ بِضَبْعِ ابْنِ‌

__________________

(١). « الحَسَكَةُ » : واحدة الحَسَك ، وهي نبات تَعْلَق ثمرته بصوف الغنم ، ورَقُه كورق الرِجْلَة وأدقّ ، وعند ورَقه‌ شوك مُلَزَّز صُلْب ذو ثلاثة شعب ، وله ثمر شربه يفتّت حَصَى الكليتين والمثانة. والحَسَك أيضاً : الحقد والعداوة. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٤٠ ( حسك ).

(٢). « الضَبْعُ » : العَضُد كلّها ، أو وسطها بلحمها ، أو الإبط ، أو ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٢ ( ضبع ).

(٣). في « ف » : « وأتته ». وفي « بح » : « وأتت ».

(٤). في « ف » : « نزولك ».

(٥). « بَيْنَ ظَهْرانَيْنا » ، المراد بها أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أقام بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم. زيدت فيه ألف ونون مفتوحة للتأكيد. ومعناه : كأنّ ظهراً منّا قدّامك وظهراً منّا وراءك فأنت مكنوف من جانبيك ومن جوانبك - إذا قيل : بين أظْهُرِنا - ثمّ كثر حتّى استعمل في الإقامة بين القوم مطلقاً. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٦ ( ظهر ).

(٦). في « ج » : - « الله ».

(٧). في « ه‍ » : « كبّب ». وفي « ف » : « كبّ ». وظاهر الشروح : « كَبَتَ » ، من باب ضرب ، من الكَبْت بمعنى الصرف والإذلال. يقال : كَبَتَ الله العدوَّ ، أي صرفه وأذلّه ، وكَبَتَهُ لوجهه ، أي صرعه. وهو الموافق لما في اللغة. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٦٢ ( كبت ).

(٨). « فيشمت بك العدوّ » ، أي يفرح ببليّتك ، من الشَماتَة ، وهو الفرح ببليّة العدوّ. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٥٥ ( شمت ). (٩).في«ض، ف، بح ، بر ، بس ، بف» والوافي :+«عليه».

(١٠). الشورى (٤٢) : ٢٣.

(١١). في « ه‍ » : « قال ».

٢٨

عَمِّهِ ، ويَحْمِلَ عَلَيْنَا أَهْلَ بَيْتِهِ ، يَقُولُ أَمْسِ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، والْيَوْمَ(١) :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ آيَةُ الْخُمُسِ ، فَقَالُوا : يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ(٢) أَمْوَالَنَا وفَيْئَنَا(٣) .

ثُمَّ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّكَ قَدْ قَضَيْتَ(٤) نُبُوَّتَكَ ، واسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ ، فَاجْعَلِ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ ومِيرَاثَ الْعِلْمِ وآثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ عِنْدَ عَلِيٍّ ؛ فَإِنِّي لَمْ أَتْرُكِ الْأَرْضَ إِلَّا وَلِيَ فِيهَا عَالِمٌ تُعْرَفُ(٥) بِهِ طَاعَتِي ، وتُعْرَفُ بِهِ ولَايَتِي(٦) ، ويَكُونُ حُجَّةً لِمَنْ يُولَدُ بَيْنَ قَبْضِ النَّبِيِّ إِلى خُرُوجِ النَّبِيِّ الْآخَرِ ، قَالَ : فَأَوْصى إِلَيْهِ بِالِاسْمِ الْأَكْبَرِ ومِيرَاثِ الْعِلْمِ وَآثَارِ عِلْمِ النُّبُوَّةِ(٧) ، وَأَوْصى إِلَيْهِ بِأَلْفِ كَلِمَةٍ وأَلْفِ بَابٍ ، يَفْتَحُ(٨) كُلُّ كَلِمَةٍ وكُلُّ بَابٍ أَلْفَ كَلِمَةٍ وأَلْفَ بَابٍ ».(٩)

__________________

(١). في « ف » : + « قال ».

(٢). في الوافي : « نعطيهم ».

(٣). « الفَي‌ءُ » : هو ما حصل للمسلمين من أموال الكفّار من غير حَرْب ولا جهاد وأصل الفي‌ء : الرجوع ، يقال : فاء يفي ، فِئَةً وفُيُوءًاً ، كأنّه كان في الأصل لهم فرجع. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨٢ ( فيأ ).

(٤). قال ابن الأثير : « القضاء ، أصله القطع والفصل. يقال : قضى يَقْضي قضاءً فهو قاض ، إذا حكم وفصل. وقضاء الشي‌ء إحكامه وإمضاؤه والفراغ منه ». النهاية ، ج ٤ ، ص ٧٨ ( قضا ).

(٥). في « ف ، بف » والبصائر ، ص ٤٦٩ : « يعرف ».

(٦). « الوِلاية » و « الوَلاية » ، نحوُ الدِلالة والدَلالة ، وحقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب ، ص ٨٨٥ ( ولى ).

(٧). في البصائر ، ص ٤٦٩ : + « إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ».

(٨). في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « تفتح ».

(٩).بصائر الدرجات ، ص ٤١ ، ح ١٩ ، عن عبد الله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، من قوله :( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) إلى قوله :( لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) ؛ وفيه ، ص ٤٦٩ ، ح ٤ ، عن محمّد بن عيسى ، عن إسماعيل بن جابر ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن عبدالحميد بن أبي الديلم ، إلى قوله : « حتّى دفعوها إلى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله » مع اختلاف يسير. وراجع : تفسير فرات ، ص ١٣٠ ، ح ١٥١ ؛ وص ٣٩٨ ، ح ٥٣٠ ؛ وص ٥٧٤ ، ح ٧٣٨ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٣٧ ، ح ٥٤ ؛ وقرب الإسناد ، ص ٥٧ ، ح ١٨٦الوافي ، ج ٢ ، ص ٣١٤ ، ح ٧٧٧ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٦ ، ح ٣٣٢١ ، من قوله : « وقال جلّ ذكره( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) إلى قوله : « الذين أمر بطاعتهم وبالردّ إليهم » ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٢٧٢ ، ح ٣٨ ، وفيه من قوله :( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ) إلى قوله : « بأيّ ذنب =

٢٩

٧٦٩/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَصَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُعَمَّرٍ الْعَطَّارِ ، عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ(١) : ادْعُوا لِي خَلِيلِي(٢) ، فَأَرْسَلَتَا إِلى أَبَوَيْهِمَا ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَعْرَضَ عَنْهُمَا ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُوا لِي خَلِيلِي ، فَأُرْسِلَ إِلى عَلِيٍّعليه‌السلام ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أَكَبَّ عَلَيْهِ(٣) يُحَدِّثُهُ ، فَلَمَّا خَرَجَ لَقِيَاهُ فَقَالَا لَهُ(٤) : مَا حَدَّثَكَ خَلِيلُكَ؟ فَقَالَ : حَدَّثَنِي أَلْفَ بَابٍ ، يَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ ».(٥)

٧٧٠/ ٥. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « عَلَّمَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَلِيّاًعليه‌السلام أَلْفَ حَرْفٍ ، كُلُّ حَرْفٍ يَفْتَحُ‌

__________________

= قتلتموهم » ؛ وج ١٣ ، ص ٣٦٤ ، ح ٣ ، إلى قوله : « وبشّر موسى ويوشع بالمسيح » ؛ وج ١٧ ، ص ١٤٢ ، ح ٢٩ ، إلى قوله : « ودعا إلى الله عزّ وجلّ وجاهد في سبيله ».

(١). في البصائر ، ص ٣١٤ : + « لعائشة وحفصة ».

(٢). « الخليل » : الصديق ، من الخُلَّة ، وهي الصداقة والمحبّة التي تخلّلت القلب فصارت خِلالَه ، أي في باطنه. فالخليل مَنْ خُلَّتُه كانت مقصورة على حبّ الله تعالى فليس فيها لغيره متّسع ولا شَرِكة من محابّ الدنيا والآخرة ، وهذه حال شريفة لا ينالها أحد بكسب واجتهاد ، فإنّ الطباع غالبة ، وإنّما يخصّ الله بها من يشاء من عباده. وخليل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله خليل الله تعالى. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٧٢ ( خلل ).

(٣). « أكَبَّ عليه » ، أي أقبل ولزم. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٨ ( كبب ).

(٤). في « ه‍ » والبصائر ، ص ٣٠٣ و ٣١٤ والخصال ، ص ٦٤٦ : - « له ».

(٥).بصائر الدرجات ، ص ٣٠٣ ، ح ٢ ، عن السنديّ بن محمّد ، عن صفوان بن يحيى ، عن محمّد بن بشير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ٣٠٤ ، ح ٨ ، بسنده عن يحيى بن معمّر العطّار ؛ وفيه أيضاً ، ص ٣١٤ ، ح ٥ ، بسنده عن جعفر بن بشير ؛ الخصال ، ص ٦٤٦ ، أبواب المائة وما فوقها ، ح ٣٢ ، بسنده عن جعفر بن بشير البجلي ، عن أبي يحيى معمّر القطّان ، عن بشير الدهّان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ٦٤٧ ، ح ٣٨ ، بسنده عن بشير الدهّان.الكافي ، كتاب الروضة ، ذيل ح ١٤٩٣٨ بسند آخر ؛بصائر الدرجات ، ص ٣١٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن اُمّ سلمة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٢ ، ح ٧٧٨.

٣٠

أَلْفَ حَرْفٍ(١) ».(٢)

٧٧١/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ فِي ذُؤَابَةِ(٣) سَيْفِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله صَحِيفَةٌ صَغِيرَةٌ ».

فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَيُّ شَيْ‌ءٍ كَانَ فِي تِلْكَ الصَّحِيفَةِ؟

قَالَ : « هِيَ الْأَحْرُفُ الَّتِي يَفْتَحُ كُلُّ حَرْفٍ أَلْفَ حَرْفٍ ».

قَالَ أَبُو بَصِيرٍ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « فَمَا خَرَجَ مِنْهَا(٤) حَرْفَانِ حَتَّى السَّاعَةِ ».(٥) ‌ ٧٧٢/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ(٦) سُكَّرَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هَلْ لِلْمَاءِ الَّذِي يُغَسَّلُ بِهِ الْمَيِّتُ حَدٌّ‌

__________________

(١). في « ه‍ » + « والألف حرف ، كلّ حرف منها يفتح ألف حرف ».

(٢).بصائر الدرجات ، ص ٣٠٧ ، ح ٢ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٤ عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ وفيبصائر الدرجات ، ص ٣٠٨ ، ح ٥ ؛ والخصال ، ص ٦٤٨ ، أبواب المائة وما فوقها ، ح ٤١ ، بسندهما عن منصور بن يونس.بصائر الدرجات ، ص ٣٠٨ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. راجع :الكافي ‌كتاب الحجّة ، باب فيه ذكر الصحيفة والجفر و ، ح ٦٣٧ ؛ والخصال ، ص ٦٤٨ ، نفس الباب ، ح ٤٠الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ٧٨٢.

(٣). ذُؤابة كلّ شي‌ء : أعلاه ، وذُؤابة السيف : مقبضه ، أو عِلاقة قائمه. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٧٩ - ٣٨٠ ( ذأب ). (٤). في البصائر والخصال : + « إلّا ».

(٥).بصائر الدرجات ، ص ٣٠٨ ، ح ٤ ، عن أحمد بن محمّد ؛ الخصال ، ص ٦٤٩ ، أبواب المائة وما فوقها ، ح ٤٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى.بصائر الدرجات ، ص ٣٠٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن عليّ بن أبي حمزة ، عن حمران الحلبي ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله ؛ الاختصاص ، ص ٢٨٤ ، بسنده عن عليّ بن أبي حمزة ، عن عمران بن عليّ الحلبي ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبداللهعليهما‌السلام ، وفيهما : « كان في ذؤابة سيف عليعليه‌السلام صحيفة صغيرة » مع زيادةالوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ٧٨٣.

(٦). في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و، بر ، بس ، بف » والكافي ، ج ٤٣٧٣ ، والوسائل : - « بن ». وقد تقدّم فيالكافي ، ح ٦٤٤ ، خلوّ بعض نسخ الكتب الرجاليّة من لفظة « بن ».

٣١

مَحْدُودٌ؟

قَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ لِعَلِيٍّعليه‌السلام : إِذَا أَنَا(١) مِتُّ فَاسْتَقِ(٢) سِتَّ قِرَبٍ(٣) مِنْ مَاءِ بِئْرِ غَرْسٍ(٤) ، فَغَسِّلْنِي(٥) وكَفِّنِّي وحَنِّطْنِي(٦) ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ غُسْلِي وكَفْنِي ، فَخُذْ بِجَوَامِعِ(٧) كَفَنِي ، وأَجْلِسْنِي ، ثُمَّ سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ ، فَوَ اللهِ ، لَاتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْ‌ءٍ إِلَّا أَجَبْتُكَ فِيهِ(٨) ».(٩)

٧٧٣/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ(١٠) ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :

__________________

(١). هكذا في النسخ التي قوبلت والوسائل والوافي والكافي ، ح ٤٣٧٣ والتهذيب والاستبصار والبصائر ، ح ٨ و ٩. وفي المطبوع : - « أنا ».

(٢). في الوسائل والكافي ، ح ٤٣٧٣ والتهذيب والاستبصار ، والبصائر ، ح ٨ و ٩ : + « لي ».

(٣). قال الجوهري : « والقِرْبَة ، ما يستقى فيه الماء. والجمع في أدنى العدد : قِرَبات وقِرِبات وقِرْبات ، وللكثير : قِرَب».الصحاح ، ج ١ ، ص ١٩٩ ( قرب ).

(٤). « الغَرْس » : بئر بالمدينة. النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٥٩ ( غرس ).

(٥).في الوسائل والتهذيب والاستبصار : «فاغسلني».

(٦).في الوسائل والكافي ،ح ٤٣٧٣ : «كفني وتحنيطي».

(٧). في الوسائل والكافي ، ح ٤٣٧٣ ، والتهذيب والبصائر ، ح ٨ و ٩ : « بمجامع ». وفيمرآة العقول « والجوامع : جمع الجامعة ، وهي المواضع التي جمعت طرفي الثوب الملفوف على شي‌ء ».

(٨). في « ف » : « عنه ».

(٩).الكافي ، كتاب الجنائز ، باب حدّ الماء الذي يغسل به الميّت والكافور ، ح ٤٣٧٣ ، وفيه : « عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن فضيل سكّرة ».بصائر الدرجات ، ص ٢٨٤ ، ح ٩ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن فضيل سكّرة ؛ وفيه ، ص ٢٨٤ ، ح ٨ ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن أبي نصر عن فضيل سكّرة ؛ التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٣٥ ، ح ١٣٩٧ ؛الاستبصار ، ج ١ ، ص ١٩٦ ، ح ٦٨٨ إلى قوله : « فغسّلني وكفّني » ، وفيهما : عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن فضيل سكّرة.بصائر الدرجات ، ص ٢٨٣ ، ح ٢ و ٣ ، بطرق مختلفة ، مع اختلاف يسير ؛ وفيالكافي ، كتاب الجنائز ، باب حدّ الماء الذي ، ح ٤٣٧٤ ؛ والتهذيب ، ج ١ ، ص ٤٣٥ ، ح ١٣٩٨ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٩٦ ، ح ٦٨٧ بسند آخر هكذا : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام : يا عليّ إذا أنا متّ فاغسلني بسبع غرف من ماء بئر غرس »الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٤ ، ح ٧٨١ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٥٣٧ ، ح ٢٨٤٦.

(١٠). في « ج ، ض » : أبي سعيد. وفي « و » وحاشية « ج » : « ابن سعيد ».

٣٢

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا حَضَرَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمَوْتُ ، دَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّعليه‌السلام ، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِي وكَفِّنِّي ، ثُمَّ أَقْعِدْنِي وسَلْنِي(١) وَاكْتُبْ(٢) ».(٣)

٧٧٤/ ٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ رِبَاطٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ أَنَا وكَامِلٌ التَّمَّارُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ كَامِلٌ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، حَدِيثٌ رَوَاهُ فُلَانٌ؟ فَقَالَ : « اذْكُرْهُ ». فَقَالَ(٤) : حَدَّثَنِي أَنَّ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله حَدَّثَ عَلِيّاًعليه‌السلام بِأَلْفِ بَابٍ يَوْمَ تُوُفِّىَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) ، كُلُّ بَابٍ يَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ ، فَذلِكَ أَلْفُ أَلْفِ بَابٍ؟ فَقَالَ : « لَقَدْ كَانَ ذلِكَ ».

__________________

=والخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ٢٨٢ ، ح ١ ، بسنده عن عمر بن أبي شعبة ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام . ورواه أيضاً في ص ٢٨٣ ، ح ٥ ، بالسند المذكور إلى عمر بن أبي شعبة ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

ثمّ إنّه قد روى أحمد بن عمر الحلبي - وهو أحمد بن عمر بن أبي شعبه - عن أبيه عن أبان بن تغلب في الكافي ، ح ٥٠٥٠.

وأمّا ما ورد في التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٢٠٥ من رواية أحمد بن عمر الحلبى عن أبان بن تغلب - وهو نفس الخبر الذي ورد في الكافي ، ح ٥٠٥٠ - ففيه سقط لا محالة ؛ فإنّ أحمد بن عمر من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، وأبان بن تغلب مات في حياة أبي عبد الله عليه‌السلام ، فيبعد إدراك أحمد إيّاه وأخذ الرواية عنه. راجع : رجال النجاشى ، ص ١٣ وص ٩٨ ، الرقم ٢٤٥ ؛ رجال الكشّي ، ص ٥٩٧ ، الرقم ١١١٦ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٤٤ ، الرقم ٦١. فالمحتمل في ما نحن فيه ، وقوع التصحيف في العنوان ، وكون الصواب « ابن أبي شعبة ».

(١). في البصائر : « واسألني ».

(٢). في « ف » : « فاكتب ».

(٣).بصائر الدرجات ، ص ٢٨٢ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن أبي حمزة ، عن عمر بن أبي شعبة من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ؛ وفيه ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن عمر بن أبي شعبة ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وفيه أيضاً ، ص ٢٨٣ - ٢٨٤ ، ح ٤ و ٦ و ٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٤ ، ح ٧٨٠.

(٤). في « ه‍ » : « قال ».

(٥). في « بح » : + « فيه ».

٣٣

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَظَهَرَ(١) ذلِكَ لِشِيعَتِكُمْ ومَوَالِيكُمْ(٢) ؟ فَقَالَ : « يَا كَامِلُ ، بَابٌ أَوْ بَابَانِ».

فَقُلْتُ(٣) لَهُ(٤) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَمَا يُرْوى مِنْ فَضْلِكُمْ مِنْ أَلْفِ أَلْفِ بَابٍ إِلَّا بَابٌ أَوْ بَابَانِ؟ قَالَ : فَقَالَ : « وَمَا عَسَيْتُمْ أَنْ تَرْوُوا مِنْ فَضْلِنَا ، مَا تَرْوُونَ مِنْ فَضْلِنَا إِلَّا أَلِفاً(٥) غَيْرَ مَعْطُوفَةٍ(٦) ».(٧)

٦٦ - بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّعليهما‌السلام

٧٧٥/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ وعُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ :

شَهِدْتُ وصِيَّةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام حِينَ أَوْصى إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِعليه‌السلام ، وأَشْهَدَ عَلى وَصِيَّتِهِ الْحُسَيْنَ ومُحَمَّداًعليهما‌السلام ، وجَمِيعَ وُلْدِهِ ، ورُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ ، وأَهْلَ بَيْتِهِ ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ والسِّلَاحَ ، وقَالَ(٨) لِابْنِهِ الْحَسَنِعليه‌السلام : « يَا بُنَيَّ ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ ، وأَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي وسِلَاحِي ، كَمَا أَوْصى إِلَيَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ودَفَعَ إِلَيَّ‌

__________________

(١). في « بر » : « ظهر ».

(٢). في « ف » : « لشيعتك ومواليك ».

(٣). في « ه‍ » : « قال فقال ».

(٤). في « ض ، بس » : - « له ».

(٥). كذا في « ب ، ج ، و، بح ، بر » والمطبوع. وفسّره في حاشية « ض » وشرح المازندراني ومرآة العقول بالألف. ويقتضيها تأنيث « معطوفة » أيضاً. واحتمل المازندراني كونه بفتح الهمزة وسكون اللام. وللمزيد راجع :شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٣٣ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٩٠.

(٦). فيالوافي : « من فضلكم ، أي من علمكم « إلاّ ألِفاً غير معطوفة » يعني إلّاحرفاً واحداً ناقصاً ، أي أقلّ من حرف واحد. وإنّما اختار الألِف لأنّها أقلّ الحروف وأبسطها وأخفّها مؤونة ، وعدم عطفها كناية عن نقصانها ، فإنّها تكتب في رسم الخطّ الكوفي هكذا « ـا » فإذا كان طرفها غير مائل كان ناقصاً ».

(٧). راجع :بصائر الدرجات ، ص ٣٠٥ ، ح ١١ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٢ - ٢٨٣ ؛ والخصال ، ص ٦٤٢ - ٦٤٩ ، فصل ما بعد الألف ، ح ٢٢ – ٤١.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٣ ، ح ٧٧٩.

(٨). في حاشية « ف » وكتاب سليم بن قيس والفقيه والتهذيب : « ثمّ قال ».

٣٤

كُتُبَهُ وسِلَاحَهُ(١) ، وأَمَرَنِي‌أَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ‌الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلى أَخِيكَ الْحُسَيْنِ ». ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى(٢) ابْنِهِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، فَقَالَ(٣) : « وَأَمَرَكَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ تَدْفَعَهَا إِلى ابْنِكَ(٤) هذَا ». ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ : « وَأَمَرَكَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وأَقْرِئْهُ(٥) مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ومِنِّي السَّلَامَ ».(٦)

٧٧٦/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ ، قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِعليه‌السلام : ادْنُ مِنِّي حَتّى أُسِرَّ(٧) إِلَيْكَ مَا أَسَرَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلَيَّ(٨) ، وَأَئْتَمِنَكَ عَلى مَا ائْتَمَنَنِي عَلَيْهِ ، فَفَعَلَ ».(٩)

٧٧٧/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ‌

__________________

(١). في « ه‍ » : - « كتبه وسلاحه ».

(٢). في « ج » : « إلى ».

(٣). فيالوافي وكتاب سليم بن قيس : + « له ».

(٤). في « ه‍ » : + « عليّ ».

(٥). في شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٣٤ : « اقرأه ، أمر من المجرّد ، أو من المزيد. يقال : قرأ عليه وأقرأه عليه ، إذا بلّغه ». وفي الصحاح ، ج ١ ، ص ٦٥ ( قرأ ) : « وفلان قرأ عليك السلام وأقرأك السلامَ بمعنى ».

(٦). كتاب سليم بن قيس ، ص ٩٢٤ ، الحديث ٦٩ ؛ التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧٦ ، ح ٧١٤ ، بسنده عن إبراهيم بن عمر ، عن أبان رفعه إلى سليم بن قيس الهلالي ؛ وأيضاً بسند آخر عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛ الفقيه ، ج ٤ ، ص ١٨٩ ، ح ٥٤٣٣ عن سليم بن قيس ؛ الغيبة للطوسي ، ص ١٩٤ ، ح ١٥٧ بسند آخر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام مع اختلاف.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٨ ، ح ٧٩٠.

(٧). « اُسِرُّ » ، أي اُفضِي. يقال : أسْرَرْتُ إلى فلان حديثاً ، أي أفضيتُ إليه في خفية. وقد يفسَّر بالإظهار ، وهذاصحيح ؛ فإنّ الإسرار إلى الغير يقتضي إظهار ذلك لمن يُفْضى إليه بالسرّ ، وإن كان يقتضي إخفاءه عن غيره ، وهو من الأضداد. راجع : المفردات للراغب ، ص ٤٠٤ ( سرر ).

(٨). في « ه‍ » : - « إلىّ ».

(٩).بصائر الدرجات ، ص ٣٧٧ ، ح ٥ ، بسنده عن ابن أبي عمير ؛ وفيه ، ح ١ و ٢ ، بسنده عن عبد الصمد بن بشير ، مع زيادة واختلاف.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، ح ٧٩٣.

٣٥

عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْأَجْلَحُ وسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ودَاوُدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ(١) وَزَيْدٌ الْيَمَامِيُّ(٢) ، قَالُوا :

حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ أَنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام حِينَ سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ ، اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ كُتُبَهُ وَالْوَصِيَّةَ ، فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُعليه‌السلام ، دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ.(٣)

٧٧٨/ ٤. وفِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ : أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٤) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَنَّ عَلِيّاً - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - حِينَ سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ ، اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ كُتُبَهُ والْوَصِيَّةَ ، فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُعليه‌السلام دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ ».(٥)

٧٧٩/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « أَوْصى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام إِلَى الْحَسَنِعليه‌السلام ، وأَشْهَدَ عَلى وَصِيَّتِهِ الْحُسَيْنَ ومُحَمَّداًعليهما‌السلام ، وجَمِيعَ وُلْدِهِ ، ورُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ ، وأَهْلَ بَيْتِهِ ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ والسِّلَاحَ ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ : يَا بُنَيَّ ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ ، وأَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي وسِلَاحِي(٦) ، كَمَا أَوْصى إِلَيَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ودَفَعَ إِلَيَّ‌

__________________

(١). كذا في النسخ والمطبوع ، لكنّ الظاهر وقوع التحريف في العنوان ، والصواب إمّا « داود بن يزيد » أو « داودأبو يزيد ». وداود هذا ، هو داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري ، أبو يزيد ، روى عن شهر بن حوشب. راجع : تهذيب الكمال ، ج ٨ ، ص ٤٦٧ ، الرقم ١٧٩١.

(٢). في « ألف ، ب ، ف » والوافي : « اليماني ». والظاهر أنّ كلا العنوانين مصحّف. والصواب « زُبَيْد اليامي » ، وهو زُبَيد بن الحارث بن عبد الكريم اليامي ، روى عن شهر بن حوشب. راجع : تهذيب الكمال ، ج ٩ ، ص ٢٨٩ ، الرقم ١٩٥٨ ؛ وج ١٢ ، ص ٥٨٠.

(٣).بصائر الدرجات ، ص ١٦٢ ، ح ١ ، بسند آخر ، مع زيادة.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، ح ٧٩٤.

(٤). السند معلّق على سابقه ، ويروى عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٥).بصائر الدرجات ، ص ١٦٢ ، ح ١ ، بسند آخر ، مع زيادة.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، ح ٧٩٥.

(٦). في « ب » : « كتبه وسلاحه ».

٣٦

كُتُبَهُ وسِلَاحَهُ ، وأَمَرَنِي أَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَهُ(١) إِلى أَخِيكَ الْحُسَيْنِ.

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلى ابْنِهِ الْحُسَيْنِ ، وقَالَ : أَمَرَكَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ(٢) هذَا ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ ابْنِ ابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ : يَا بُنَيَّ ، و(٣) أَمَرَكَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وأَقْرِئْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ومِنِّي السَّلَامَ.

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، أَنْتَ ولِيُّ الْأَمْرِ وَ وَلِيُّ الدَّمِ ، فَإِنْ عَفَوْتَ فَلَكَ ، وإِنْ قَتَلْتَ فَضَرْبَةٌ(٤) مَكَانَ ضَرْبَةٍ(٥) ، ولَاتَأْثَمْ(٦) ».(٧)

٧٨٠/ ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ(٨) رَفَعَهُ ؛

وَ(٩) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :

لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، حَفَّ بِهِ(١٠) الْعُوَّادُ(١١) ، وقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوْصِ ، فَقَالَ : « اثْنُوا لِي وسَادَةً(١٢) » ، ثُمَّ قَالَ : « الْحَمْدُ لِلّهِ..................................... ‌

__________________

(١). في حاشية « بح » : « تدفعها ».

(٢). في « ه‍ » : + « عليّ ».

(٣). في « ج ، ف ، ه‍ » : - « و ».

(٤). في « ف » وحاشية « بح » : + « واحدة ».

(٥). في « بس » : + « واحدة ».

(٦). « لا تأثم » إمّا نفي ، أو نهي ، من باب المجرّد ، أو من باب التفعّل.

(٧). التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧٦ ، ح ٧١٤ ، بسنده عن الحسين بن سعيد ؛ الغيبة للطوسي ، ص ١٩٤ ، ح ١٥٧ ، بسنده عن عمرو بن شمر. وراجع أيضاً المصادر التي ذكرنا ذيل الحديث الأوّل من هذا الباب.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٩ ، ح ٧٩١. (٨). في « ألف ، ض ، ف » : « الحسيني ».

(٩). في السند تحويل بعطف « محمّد بن الحسن عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه » على « الحسين بن الحسن الحسني رفعه ».

(١٠). « حفّ به » ، أي أطاف به. راجع : المصباح المنير ، ص ١٤ ( حفف ).

(١١). « العُوّاد » : جمع العائد ، من العِيادة بمعنى زيارة المريض. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٣٦ ( عود ).

(١٢). في « بر ، بف » والوافي : « الوسادة ». و « اثْنُوا لي وسادةً » ، أي رُدُّوا بعضها على بعض لنرتفع فيكون لي حسن‌مراىً للناس حين أجلس عليها ، أو للاتّكاء عليها لعدم قدرته على الجلوس مستقلاًّ. يقال : ثَنَى الشي‌ءَ ثَنْياً ، أي =

٣٧

حَقَّ(١) قَدْرِهِ(٢) مُتَّبِعِينَ أَمْرَهُ ، وَ(٣) أَحْمَدُهُ كَمَا أَحَبَّ(٤) ، وَ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انْتَسَبَ(٥) ؛ أَيُّهَا النَّاسُ ، كُلُّ امْرِىً لَاقٍ فِي فِرَارِهِ مَا مِنْهُ يَفِرُّ(٦) ، والْأَجَلُ(٧) مَسَاقُ النَّفْسِ إِلَيْهِ ، والْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ(٨) ، كَمْ أَطْرَدْتُ(٩) الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا(١٠) عَنْ مَكْنُونِ(١١) هذَا الْأَمْرِ ، فَأَبَى اللهُ - عَزَّ ذِكْرُهُ - إِلَّا إِخْفَاءَهُ ، هَيْهَاتَ(١٢) عِلْمٌ مَكْنُونٌ(١٣)

أَمَّا وَصِيَّتِي ، فَأَنْ لَاتُشْرِكُوا بِاللهِ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - شَيْئاً ، ومُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله فَلَا تُضَيِّعُوا(١٤)

__________________

= ردّ بعضه على بعض ، وقد تَثَنّى وانثنى. و « الوسادُ » و « الوسادة » : المتّكأ والمِخَدّة ، ويثلَّث. والجمع : وُسُد ، ووَسائد. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١١٥ ( ثنى ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٦٩ ( وسد ).

(١). في « ألف ، ب ، ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية بدرالدين ومرآة العقول : - « حقّ ».

(٢). قال الجوهري : « قَدرُ الله وقَدْرُه بمعنى ، وهو في الأصل مصدر ، قال الله تعالى :( ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) [ الأنعام (٦) : ٩١ ؛ و ] أي ما عظّموا اللهَ حقَّ تعظيمه ». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٨٦ ( قدر ).

(٣). في « ض ، بر ، بس » والبحار : - « و ».

(٤). في شرح المازندراني : « كما أحبّه ».

(٥). « انتسب » و « استنسب » ، أي ذكر نسبه. والمعنى : أي كما انتسب إلى هذه الصفات في سورة التوحيد وغيرها. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٣٧ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٥٥ ( نسب ).

(٦). إشارة إلى الآية ٨ من سورة الجمعة (٦٢) :( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ) .

(٧). قال الخليل : « الأجَلُ : غاية الوقت في الموت. وقال ابن الأثير : « هو الوقت المضروب المحدود في المستقبل ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٦٨ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢٦ ( أجل ).

(٨). « مُوافاتُه » ، أي إتيانه. يقال : وافيتُه موافاةً ، أي أتيتُه. راجع : المصباح المنير ، ص ٦٦٧ ( وفى ).

(٩). فيمرآة العقول : « اطّردت ». ونقل عن البعض : « أطْرَدَتْ » بمعنى جَرَتْ. و: « الاطّراد » : الإخراج. يقال : أطْرَدُه السلطان وطرّده ، إذا أخرجه عن بلده ، وحقيقته أنّه صيّره طَريداً. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١١٨ ( طرد ).

(١٠). « أبحثها » ، أي اُفتّشها. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٧٣ ( بحث ).

(١١). في حاشية « ج » : « مخزون ».

(١٢). في حاشية « ج ، بح ، بر » : + « هيهات ». وقال ابن الأثير : « هَيْهاتَ ، هي كلمة تبعيد مبنيّة على الفتح ، وناسٌ يكسرونها. وقد تبدل الهاءُ همزةً فيقال : أيْهاتَ. ومن فتح وقف بالتاء ، ومن كسر وقف بالهاء ». النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٩٠ ( هيه ).

(١٣) في « ب » وحاشية « بح » والوافي : + « مخزون ». وفي حاشية « ج ، بر » ونهج البلاغة ، ص ٢٧٠ : « مخزون».

(١٤) « فلا تضيّعوا » ، أي لا تُهْمِلوا. يقال : ضيّع الشي‌ء ، وأضاعه ، أي أهمله وأهلكه. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٦ ( ضيع ).

٣٨

سُنَّتَهُ(١) ، أَقِيمُوا هذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ ، وأَوْقِدُوا(٢) هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ ، وخَلَاكُمْ(٣) ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا(٤) ، حُمِّلَ(٥) كُلُّ امْرِىً(٦) مَجْهُودَهُ ، وخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ ، رَبٌّ رَحِيمٌ ، وإِمَامٌ عَلِيمٌ ، وَدِينٌ قَوِيمٌ(٧)

أَنَا(٨) بِالْأَمْسِ صَاحِبُكُمْ ، والْيَوْمَ(٩) عِبْرَةٌ(١٠) لَكُمْ ، وَغَداً مُفَارِقُكُمْ(١١) ، إِنْ تَثْبُتِ(١٢) ‌__________________

(١). فيالوافي ، ج ١ ، ص ٣٠٢ : « السنّة في الأصل الطريقة ، ثمّ خصّت بطريقة الحقّ التي وضعها الله للناس وجاءبها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ ليتقرّبوا بها إلى الله عزّ وجلّ ويدخل فيها كلّ عمل شرعيّ واعتقاد حقّ ، وتقابلها البدعة ». وراجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠٩ ( سنن ).

(٢). فيالوافي : « وفي بعض النسخ : وارفدوا هذين المصباحين بالراء والفاء ، أي انصروهما ».

(٣). في « بح » : + فيه. وقال الجوهري : « وقولهم : افعل كذا وخَلاك ذمٌّ ، أي اُعْذِرْتَ وسقط عنك الذمّ. واستصوبه الفيض إذا فتحت الذال. وأمّا إذا كسرت الذال فالمعنى عنده : مضى لكم ذمّة وأمان. واستبعده المجلسي. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٣١ ( خلا ).

(٤). في « ب ، ض ، ف » : « لم تشرَّدوا ». وفي حاشية « بح » : « لم تنفروا ». وقوله : « ما لم تَشْرُدُوا » ، أي تنفروا. يقال : شَرَدَ البعيرُ يَشْرُدُ شُرُوداً وشِراداً ، إذا نفر وذهب في الأرض. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٥٧ ( شرد ).

(٥). في « بف » : « وحمّل ». اعلم أنّ في قوله : « حمّل » و « خفّف » احتمالات ثلاثاً : الأوّل : أن يكونا مجهولين من باب التفعيل - كما في المتن - وحينئذٍ قوله : « ربّ رحيم » إمّا خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ محذوف الخبر ، أو فاعل فعل محذوف يفسّره قوله : « حمّل » ، أي حمّلهم ربّ رحيم. الثاني : أن يكونا معلومين منه ، وقوله : « ربّ رحيم » وما عطف عليه فاعلهما على سبيل التنازع ، أو الفاعل هو الضمير. الثالث : أن يكون « حمل » كضرب على المعلوم ، و « كلّ » فاعله ، و « خفّف » إمّا معلوم أو مجهول من التفعيل. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٣٩ ؛الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٤ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٩٧.

(٦). في « ب ، ض ، بر ، بس » والوافي ومرآة العقول والبحار ونهج البلاغة ، ص ٢٠٧ : + « منكم ».

(٧). « قَوِيمٌ » ، أي ثابتٌ مُقوّمٌ لُامور معاش الناس ومعادهم ، من قام بمعنى ثبت وركذ ، ومعتدلٌ مستقيمٌ لا اعوجاج فيه ولا صعوبة. راجع : المفردات للراغب ، ص ٦٩١ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٠٣ ( قوم ).

(٨). في « ه‍ » : « وأنا ».

(٩). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « و [ أنا ] اليوم ».

(١٠). قال الراغب : « الاعتبار والعِبْرَة مختصّان بالحالة التي يتوصّل بها من معرفة الـمُشاهَد إلى ما ليس بمُشاهَد ». وقال ابن الأثير : « العِبْرَة كالموعظة ممّا يتّعظ به الإنسان ويعمل به ويعتبر ؛ ليستدلّ به على غيره ». راجع : المفردات للراغب ، ص ٥٤٣ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٧٠ ( عبر ).

(١١). في حاشية « ف » : « اُفارقكم ».

(١٢). في«ه‍ »:« أتيت».وفي حاشية«ج،بر»:«ثبتت».

٣٩

الْوَطْأَةُ(١) فِي هذِهِ الْمَزَلَّةِ ، فَذَاكَ(٢) الْمُرَادُ ، وإِنْ تَدْحَضِ(٣) الْقَدَمُ ، فَإِنَّا كُنَّا فِي أَفْيَاءِ(٤) أَغْصَانٍ ، وذَرى(٥) رِيَاحٍ ، وتَحْتَ ظِلِّ غَمَامَةٍ اضْمَحَلَّ فِي الْجَوِّ مُتَلَفِّقُهَا(٦) ، وعَفَا(٧) فِي الْأَرْضِ مَخَطُّها(٨)

وَإِنَّمَا كُنْتُ(٩) جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَنِي أَيَّاماً ، وسَتُعْقَبُونَ(١٠) مِنِّي جُثَّةً(١١) خَلَاءً ، سَاكِنَةً بَعْدَ حَرَكَةٍ ، وكَاظِمَةً(١٢) بَعْدَ نُطْقٍ ؛ لِيَعِظَكُمْ(١٣) هُدُوِّي(١٤) ، وخُفُوتُ(١٥) .........................

__________________

(١). « الوَطْأَةُ » : موضع القدم ، من الوَطْء وهو في الأصل الدَوْسُ بالقدم ؛ يعني إن برئت وسلمت من الموت. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٩٧ ( وطأ ). (٢). في حاشية « ب ، ج » : « فذلك ».

(٣). « تَدْحَضُ » ، أي تَزْلُقُ وتزلّ ولم تثبت. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٧٥ ( دحض ).

(٤). « الأفياء » : جمع الفي‌ء ، وأصله : الرجوع ، ومنه قيل للظلّ الذي يكون بعد الزوال في‌ءٌ ؛ لأنّه يرجع من =

جانب الغرب إلى جانب الشرق. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨٢ ( فيأ ).

(٥). في شرح المازندراني : « وذَرَى الرياح - بالفتح - : كَنَفُها ومَهَبُّها. يقال : أنا في ذَرى فلان ، أي في كنفه. وذُرَى‌الرياح - بالضمّ - : اسم لما ذَرَتْهُ الريح وأطارته ، ولا يمكن إرادته هنا إلّابتكلّف ». وراجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٥ ( ذرا ).

(٦). « مُتلفّقها » ، إمّا بكسر الفاء بمعنى ما انضمّ واجتمع. يقال : لَفَقَ الثوب يَلْفِقُهُ لَفْقاً ، أي ضمّ شقّة إلى اخرى فخاطهما ، فتلفّق ، أي انضمّ. أو بفتح الفاء مصدر ميمي بمعنى الانضمام والاجتماع. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٩٩ ؛لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٣٠ ( لفق ).

(٧). « عَفا » ، أي درس وانمحى ولم يبق له أثر. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٧٦ ( عفا ).

(٨). هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ه‍ ، و، بح ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول والبحار ونهج البلاغة ، ص ٢٠٧ ، و « المخطّ » : ما يحدث في الأرض من الخطّ الفاصل بين الظلّ والنور كما في المرآة. وفي المطبوع والوافي : « محطّها ».

(٩). في « ه‍ » : + « في الأرض ».

(١٠). « سَتُعْقَبُون » ، أي تُورَثُون. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٧ ( عقب ).

(١١). في « ه‍ » : + « في الأرض ».

(١٢). « كاظِمَةً » ، أي ساكتة. والكُظُوم احتباس النَفَس ، ويعبَّر به عن السكوت. راجع : المفردات للراغب ، ص ٧١٢ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٢٠ ( كظم ).

(١٣) فيمرآة العقول : « ليعظكم ، بكسر اللام والنصب كما ضبط في أكثر نسخ النهج ، ويحتمل الجزم ؛ لكونه أمراً ، وفتح اللام والرفع أيضاً ».

(١٤) « هُدُوِّي » ، أي سُكُوني. يقال : هَدَأَ هَدْءاً ، وهُدُوءاً ، أي سكن. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٨٢ (هدأ).

(١٥) « الخُفُوت » : السكون. قال الجوهري : « خَفَتَ الصوتُ خُفُوتاً : سكن ، ولهذا قيل للميّت : خَفَتَ ، إذا انقطع =

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

النقي »(١) .

٢ - الحسيني في ( ذيل تذكرة الحافظ / ١٢٥ ) وأرخ وفاته سنة ٧٤٩ وسمى كتابه هذا بالدر النقي.

*(١٠٢)*

رواية شمس الدين الواسطي

رواه في مجمع الأحباب(٢) قال: « وفي حديث صحيح مسلم أيضاً عن زيد ابن أرقم في جملة حديث طويل قال: فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال بعد: ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول الله فأجيب وانّي تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ».

ترجم له:

١ - ابن حجر في وفيات سنة ٧٧٦ فقال: « محمد بن الحسن بن عبد الله الحسيني الواسطي نزيل القاهرة ولد سنة ٧١٧ واشتغل ببلاده ثم قدم الشام وتميز وأفاد ودرس وكان بارعاً في الفقه والأصول وجمع شيئاً في الرد

__________________

(١). الدرر الكامنة ٣ / ١٥٦.

(٢). ذكره في كشف الظنون ٢ / ١٥٩٦ باسم مجمع الاخبار في مناقب الأخيار وقال: المشهور انه يقال له مجمع الأحباب وتذكرة اولى الألباب، وقال: واقتفى في ترتيبه أثر الحلية انتهى.

والظاهر انه لخص الحلية حلية الاولياء لابي نعيم فحذف أشياء وأضاف أشياء كما ذكر ابن حجر: واختصر الحلية. ورأيت منه نسخاً في مكتبات تركيا منها نسخة من القرن العاشر في مكتبة لاله لي رقم ٢٠٩٦ بالمكتبة السليمانية باسلامبول ذكر حديث الثقلين فيه في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام في الورقة ٧٨ ب.

٢٠١

على التناقض للاسنوي واختصر الحلية، وكان منجمعاً عن الناس، وله تفسير كبير، وخطه مليح من ستين سنة الى الآن »(١) .

٢ - ( الدرر الكامنة ٤ / ٤١٠ ) رقم ٣٦٤٠.

٣ - ابن العماد في ( شذرات الذهب ٦ / ٢٠٥ ).

*(١٠٣)*

رواية تقى الدين المقريزى

أخرج حديث الثقلين في كتابه: معرفة ما يجب لال البيت النبوي(٢) من الحق على من عداهم ص ٣٨ عن سنن الترمذي.

والمقريزي هو أبو العباس أحمد بن علي بن عبد القادر المصري الحسيني العبيدي.

ترجم له:

١ - ابن تغرى بردي ووصفه بالشيخ الامام العالم البارع عمدة المؤرخين وعين المحدثين تقي الدين المقريزي البعلبكي الأصل المصري المولد والدار والوفاة وتفقه وبرع وصنف التصانيف المفيدة النافعة الجامعة لكل علم، وكان ضابطاً مؤرخاً مفنناً محدثاً معظماً في الدول وكان اماماً مفنناً كتب الكثير بخطه وانتقى أشياء وحصل الفوائد واشتهر ذكره في حياته وبعد موته في التاريخ وغيره حتى صار به يضرب المثل، وكان له محاسن شتى ومحاضرة جيدة الى الغاية ولا سيما في ذكر السلف من العلماء والملوك وغير ذلك. وكان منقطعاً في داره ملازماً للعبادة والخلوة قل ان يتردد الى أحد الا

__________________

(١). أنباء الغمر ١ / ١٢٨.

(٢). طبعة مصر مطبوعات دار الاعتصام بالقاهرة بتحقيق محمد أحمد عاشور سنة ١٣٩٢.

٢٠٢

لضرورة الا انه كان كثير التعصب على السادة الحنيفة وغيرهم لميله الى مذهب الظاهر.

وقرأت عليه كثيراً من مصنفاته الى ان عدد تصانيفه وذكر منها التنازع والتخاصم وكتاب في معرفة ما يجب لال البيت النبوي من الحق على من عداهم ولم يزل ضابطا حافظا للوقائع والتاريخ مع حسن الخلق وكرم العهد وكثرة التواضع وعلو الهمة لمن يقصد والعبادة والتقوى، الى ان توفى يوم الخميس سادس عشر شهر رمضان سنة ٨٤٥ ودفن من الغد في مقبرة الصوفية خارج باب النصر من القاهرة رحمه الله تعالى(١) .

٢ - معاصرهالحافظ ابن حجر وقال: « وكان اماماً بارعاً مفنناً متقناً ضابطاً ديناً خيراً ...»(٢) .

٣ - السخاوي ترجمة مطولة(٣) .

٤ - ابن المعاد في ( شذرات الذهب ٧ / ٢٥٤ ).

٥ - السيوطي في ( حسن المحاضرة ١ / ٥٥٧ ).

*(١٠٤)*

رواية عثمان بن حاجي بن محمد الهروي

روى حديث الثقلين في شرحه على مصابيح السنة في الورقة ١٧٨ / أ من نسخة من القرن العاشر في المكتبة السليمانية رقم ٢٨٨(٤) .

__________________

(١). المنهل الصافي ١ / ٣٩٤ - ٣٩٩.

(٢). أنباء الغمر ٩ / ١٧٠.

(٣). الضوء اللامع ٢ / ٢١ - ٢٥.

(٤). منه نسخة في الخزانة التيمورية رقم ٢٥٤ حديث كما في فهرسها ج ١ ص ٢١٧ ولم يورخ وفاته.

٢٠٣

*(١٠٥)*

رواية الحافظ ابن حجر العسقلاني

أخرجه في كتاب ( المطالب العالية(١) بزوائد المسانيد الثمانية(٢) ٤ / ٦٥ ) في باب فضائل علي برقم ٣٩٧٢ عن عليعليه‌السلام :

« ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حضر الشجرة بخم ثم خرج آخذاً بيد علي فقال: ألستم تشهدون ان الله بكم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تشهدون ان الله ورسوله مولاكم؟ فقالوا: بلى. قال: فمن كان الله ورسوله مولاه فان هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم، وأهل بيتي.

هذا اسناد صحيح ».

ثم أورد بعده حديث الغدير ثم قال: هما لاسحاق.

ورواه الحافظ ابن حجر في زوائد مسند البزار في الورقة ٢٧٧ / أ:

« حدثنا أحمد بن منصور ثنا داود بن عمرو ثنا صالح بن موسى بن عبد الله حدثني عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي قد خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبداً: كتاب الله وعترتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

حدثنا الحسين بن علي بن جعفر ثنا علي بن ثابت ثنا سفيان بن سليمان عن أبي اسحاق عن علي قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي مقبوض وانّي قد تركت فيكم الثقلين: كتاب الله وأهل بيتي وانكم لن تضلوا بعدهما ».

__________________

(١). طبعة المطبعة العصرية بالكويت نشر التراث الاسلامي ادارة الشئون الاسلامية بوزارة الاوقاف الكويتية بتحقيق الاستاذ المحقق حبيب الرحمن الاعظمى سنة ١٣٩٣.

(٢). وهي مسانيد أبى داود الطيالسي والحميدي وابن أبى عمر ومسدد وابن منيع البغوي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد الكشي والحارث بن أبى أسامة وأضاف إليها من مسندي أبى يعلى وابن راهويه.

٢٠٤

ترجم له:

١ - السخاوي ترجمة مطولة فقال: « أحمد بن علي بن محمد بن محمد ابن علي بن أحمد، شيخي الاستاذ امام الائمة الشهاب أبو الفضل الكناني العسقلاني المصري ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن حجر وهو لقب لبعض آبائه وأملى ما ينيف على ألف مجلس من حفظه واشتهر ذكره وبعد صيته وارتحل الائمة اليه، وتبجح الاعيان بالوفود عليه، وكثرت طلبته حتى كان رؤوس العلماء من كل مذهب من تلامذته، وأخذ الناس عنه طبقة بعد اخرى والحق الابناء بالاباء والاحفاد بل وأبناءهم بالاجداد، ولم يجتمع عند أحد مجموعهم وقهرهم بذكائه وتفوق تصوره وسرعة ادراكه واتساع نظره ووفور آدابه، وامتدحه الكبار وتبجح فحول الشعراء بمطارحته وطارت فتواه التي لا يمكن دخولها تحت الحصر في الافاق وحدث بأكثر مروياته خصوصاً المطولات منها، كل ذلك مع شدة تواضعه وحلمه وبهائه وتحريه في مأكله ومشربه وملبسه وصيامه وقيامه وبذله وحسن عشرته ومزيد مداراته ولذيذ محاضراته ورضي أخلاقه وميله لاهل الفضائل، وانصافه في البحث ورجوعه الى الحق وخصاله التي لم تجتمع لاحد من أهل عصره وقد شهد له القدماء بالحفظ والثقة والامانة والمعرفة التامة والذهن الوقاد، والذكاء المفرط وسعة العلم في فنون شتى، وشهد له شيخه العراقي بأنه اعلم أصحابه بالحديث وقال كل من التقي الفاسي والبرهان الحلبي: ما رأينا مثله وأفردت له ترجمة حافلة لا تفي ببعض أحواله في مجلد ضخم أو مجلدين كتبها الائمة عنى وانتشرت نسخها وحدث بها الاكابر غير مرة بكل من مكة والقاهرة وأرجو كما شهد غير واحد ان تكون غاية في بابها سميتها الجواهر والدرر.

وقد قرأت عليه الكثير جداً من تصانيفه ومروياته ولم يزل على جلالته وعظمته في النفوس ومداومته على أنواع الخيرات الى ان توفى في أواخر ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين [ وثمانمائة]...»(١) .

__________________

(١). الضوء اللامع ٢ / ٣٦ - ٤٠.

٢٠٥

٢ - وفي ( ذيل رفع الاصر ٨٩ - ٧٥ ) وسماه هناك: أحمد بن عبد الله.

٣ - تقى الدين الفاسى في ( ذيل تذكرة الحفاظ / ٣٨٠ ).

٤ - السيوطي في ( حسن المحاضرة ١ / ٣٦٣ ).

٥ - ابن العماد في ( شذرات الذهب ٧ / ٢٧٠ ).

*(١٠٦)*

رواية ابن الديبع الشيباني

رواه حيث قال: « وعن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألا وأني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله تعالى وهو حبل الله الذي من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة وعترتي أهل بيتي.

فقلنا: من أهل بيته نساؤه؟ قال ايم الله ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر فيطلقها فترجع الى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. أخرجه مسلم. سمى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم القرآن العزيز وأهل بيته ثقلين لان الاخذ بهما والعمل بما يجب لهما ثقيل. وقيل: العرب تقول لكل نفيس خطير: ثقل فجعلهما ثقلين اعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما »(١) .

ترجم له:

١ - الغزي فقال: « عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن يوسف الشيخ الامام العلامة الاوحد المحقق الفهامة، محدث اليمن ومؤرخها ومحيي علوم الاثر بها، وحيد الدين أبو الفرج الشيباني الزبيدي الشافعي المعروف

__________________

(١). تيسير الوصول الى جامع الاصول ٣ / ٢٩٧.

٢٠٦

بابن الديبع بكسر الدال المهملة »(١) .

٢ - ابن العيدروس ترجمة ترجمة مطولة وبالغ في الثناء عليه ووصفه بالامام الحافظ الحجة المتقن شيخ الاسلام علامة الانام الجهبذ الامام مسند الدنيا، أمير المؤمنين في حديث سيد المرسلين، خاتمة المحققين شيخ مشايخنا المبرزين.(٢)

٣ - الشوكانى في ( البدر الطالع ١ / ٣٣٥ ).

٤ - ابن العماد في ( شذرات الذهب ٨ / ٢٥٥ ) في المتوفين سنة ٩٤٣.

*(١٠٧)*

رواية شمس الدين ابن طولون

قال في ( الشذرات الذهبية ٦٦ )(٣) : « وفي صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وتارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به - فحث على كتاب الله ورغب فيه - ثم قال: وأهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي ».

ترجم له:

١ - الغزي فقال: « محمد بن علي بن طولون. محمد بن علي بن محمد الشيخ الامام العلامة المسند المفنن الفهامة شمس الدين أبو عبد الله ابن الشيخ علاء الدين ابن الخواجة شمس الدين الشهير بابن طولون الدمشقي الصالحي الحنفي المحدث النحوي

وكان ماهراً في النحو علّامة في الفقه مشهوراً بالحديث وولي تدريس

__________________

(١). الكواكب السائرة ٢ / ١٥٨.

(٢). النور المسافر ٢١٢ - ٢٢١.

(٣). طبعة بيروت باسم الائمة الاثنا عشر حققه ونشره الدكتور صلاح الدين المنجد سنة ١٣٧٧.

٢٠٧

الحنفية بمدرسة شيخ الاسلام أبى عمر وامامة السليمية بالصالحية، وقصده الطلبة في النحو ورغب الناس في السماع منه وكانت أوقاته معمورة بالتدريس والافادة والتأليف، كتب بخطه كثيراً من الكتب وعلق ستين جزء وسماها بالتعليقات كل جزء منها مشتمل على مؤلفات كثيرة أكثرها من جمعه وبعضها لغيره، منها كثير من تأليفات شيخه السيوطي. وكانت أوقاته معمورة كلها بالعلم والعبادة وله مشاركة في سائر العلوم حتى في التعبير والطب.

توفى رحمه الله تعالى يوم الاحد حادي عشر أو ثاني عشر جمادى الاولى سنة ٩٥٣ »(١) .

٢ - ( شذرات الذهب ٨ / ٢٩٨ ).

*(١٠٨)*

رواية السوسي المغربي

أورد حديث الثقلين في كتابه ( جمع الفوائد من جامع الاصول ومجمع الزوائد(٢) ١ / ١٦ ).

« عن زيد بن أرقم قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الاخر وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. للترمذي ».

وفي ج ٢ ص ٢٣٦ باب مناقب أهل البيتعليهم‌السلام أيضاً عن زيد بن أرقم بلفظ مسلم. ثم قال: لمسلم.

__________________

(١). الكواكب السائرة ٢ / ٥٢.

(٢). طبعة الهند عام ١٣٤٦ في المطبعة الخيرية ببلدة ميرته.

٢٠٨

ترجم له:

المحبى فقال: « محمد بن محمد بن سليمان بن الفاسي - وهو اسم لا نسبة الى فاس - ابن طاهر السوسي الروداني المغربي المالكي نزيل الحرمين: الامام الجليل المحدث المفنن فرد الدنيا في العلوم كلها الجامع بين منطوقها ومفهومها والمالك لمجهولها ومعلومها ولد سنة ١٠٣٧. والظاهر من شأنه كما نقلت عن شيخنا المرحوم عبد القادر بن عبد الهادي وهو ممن أخذ عنه وسافر الى الروم في صحبته وانتفع به وكان يصفه بأوصاف بالغة حد الغلو فانه كان يقول انه يعرف الحديث والاصول معرفة ما رأينا من يعرفها ممن أدركناه، وأما علوم الادب فاليه النهاية وكان في الحكمة والمنطق والطبيعي والالهي الاستاذ الذي لا تنال مرتبته وقد أخذ عنه بمكة والمدينة والروم خلق ومدحه جماعة وأثنوا عليه، وكانت وفاته بدمشق يوم الاحد عاشر ذي القعدة سنة ١٠٩٤ »(١) .

*(١٠٩)*

رواية العصامي المكي

قال في الحديث السادس والثلاثون ومائة: « أخرج ابن أبي شيبة أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في مرض موته: أيها الناس يوشك ان اقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي وقد قدمت اليكم القول معذرة اليكم.

ألا اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي.

ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما؟ »(٢) .

__________________

(١). خلاصة الاثر ٤ / ٢٠٤.

(٢). سمط النجوم العوالي ٢ / ٥٠٢.

٢٠٩

ترجم له:

١ - الشوكانى : « عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي المكي المتوفى سنة ١١١١»(١) .

٢ - المرادي في ( سلك الدرر ٣ / ١٣٩ ).

*(١١٠)*

رواية محمد بن امين المحبى

أورده في كتابه ( جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنيين / ٣١ ).

ترجم له:

١ - تلميذه السؤالاتى في ( ذيل نفحة الريحانة ٦ / ٤٠٠ - ٤٤٤ ).

٢ - المرادي في ( سلك الدرر ٤ / ٨٦ ).

٣ - عبد الفتاح الحلو في مقدمة ( نفحة الريحانة ١ / ٤ - ٣٤ ).

*(١١١)*

رواية كمال الدين ابن حمزة الحسيني

أورده في كتاب ( البيان والتعريف ) وفي حرف الالف:

« أما بعد ألا أيها الناس! انما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وانّي تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل. فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي.

أخرجه الامام أحمد ومسلم وعبد بن حميد عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه

__________________

(١). البدر الطالع ١ / ٤٠٢.

٢١٠

ثم أورده ص ١٦٥ عن صحيح مسلم »(١) .

وأورده في حرف الكاف:

« كأني قد دعيت فأجبت، انّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

ان الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن، من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

أخرجه الطبراني في الكبير والحاكم عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم »(٢) .

ترجم له:

١ -المرادي وقال: « العالم الامام المشهور، المحدث النحوي العلامة، كان وافر الحرمة مشهوراً بالفضل الوافر، أحد الاعلام المحدثين والعلماء الجهابذة فذكر تآليفه وأرّخ وفاته بسنة ١١٢٠»(٣) .

٢ -المحبى في ( نفحة الريحانة ٢ / ٨٦ ) رقم ٦٦.

*(١١٢)*

رواية عبد الغنى النابلسى

رواه في كتابه ( ذخائر المواريث ١ / ٢١٥ ) برقم ١٩٣: « انطلقت أنا وحصين ابن سبرة وعمر بن مسلم الى زيد بن أرقم انّي تارك فيكم ثقلين ( م ) في الفضائل عن زهير بن حرب وشجاع بن مخلد، ( ت ) في المناقب عن علي بن المنذر وعطية ( ه‍ ) في السنة عن أبي بكر بن أبي شيبة ».

__________________

(١). البيان والتعريف ١ / ١٦٤.

(٢). البيان والتعريف ٢ / ١٣٦.

(٣). سلك الدرر ١ / ٢٢.

٢١١

ترجم له:

وهو عبد الغني بن اسماعيل النابلسي الدمشقي الحنفي النقشبندي القادري المتوفى سنة ١١٤٣.

١ - المحبى فقال: « بحر علم لا يدرك غوره وفلك فضل على قطب الرحى دوره ولديه من المعلومات ما يشق على القلم حشره ويتعسر على الكلم نشره وتآليفه تكاثر السحب المواطر »(١) .

٢ - المرادي وعدد تآليفه الكثيرة(٢) .

*(١١٣)*

رواية الشبراوي شيخ الازهر

أورد في كتابه حديث الثقلين عن زيد بن أرقم نقلا عن مسلم في صحيحه والترمذي في سننه(٣) .

ترجم له:

المرادي في ( سلك الدرر ٣ / ١٠٧ ).

*(١١٤)*

رواية مير غنى الحسيني

رواه في كتابه ( الدرة اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة ) فاطمة الزهراء سيدة النساء سلام الله عليها قال في الورقة(٤) ٨ ب:

__________________

(١). نفحة الريحانة ٢ / ١٣٧.

(٢). سلك الدرر ٣ / ٣٠.

(٣). الاتحاف بحب الاشراف: ٦.

(٤). نسخة المكتبة الظاهرية ضمن مجموعة رقم ٣٦٧١ من الورقة ٧١ - الى الورقة ٧٧ كتب سنة ١٢١٤ فهرس التاريخ للريان ص ٦٠٥.

٢١٢

« وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

ترجم له:

وهو عفيف الدين أبو السيادة عبد الله بن ابراهيم بن حسن مير غني الحسيني المتقي المكي الطائفي الحنفي الملقب بالمحبوب المتوفى ١٢٠٧(١) .

البيطار وساق نسبه الى الامام الجوادعليه‌السلام ، وحكى ترجمته عن الجبرتي الى أن قال: « ومآثره شهيرة ومفاخره كثيرة، وكراماته كالشمس في كبد السماء وكالبدر في غيهب الظلماء، وأحواله في احتجابه عن الناس مشهورة وأخباره في زهده عن الدنيا على ألسنة الناس مذكورة ».

ثم عدد تآليفه ومنها السهم الداحض في نحر الروافض!! ومنها الفروع الجوهرية في الائمة الاثني عشرية. ومنها الدرة اليتيمة في فضائل السيدة العظيمة ألفها سنة ١١٦٤(٢) .

*(١١٥)*

رواية أحمد زيني دحلان

روى حديث الثقلين حيث قال: « ومن علامات محبتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم محبة أصحابه وأهل بيته وذريته وقرابته وروى مسلم عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه قال: قام فينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد أيها الناس

والثقلان تثنية ثقل بالتحريك كما في القاموس وهو كل شيء نفيس مصون.

__________________

(١). وأرخ وفاته في فهرس الخزانة التيمورية ١ / ٢٣٩ سنة ١١٩٣ أو ٩٤.

(٢). حلية البشر ٢ / ١٠١١.

٢١٣

و روى الامام أحمد أيضاً عن أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني أوشك أن أدعى فأجيب وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بما تخلفوني فيهما.

وعترة الرجل أهله ورهطه، أي أقاربه »(١) .

*(١١٦)*

رواية الكمشخانوى

رواه في كتاب ( راموز الاحاديث ) وهذا لفظه: « انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة. ش حم حب عن زيد بن أرقم.

اني اوشك أن أدعى فأجيب وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير خبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. ش وابن سعد حم ع عن أبي سعيد »(٢) .

*(١١٧)*

رواية بهجت افندى

رواه في ( تاريخ آل محمد ٤٥ ) حيث قال: « حديث الثقلين رواه جميع المحدثين وخصوصاً البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل ومالك بن أنس، وقد حكموا بصحته »

__________________

(١). السيرة النبوية ٢ / ٣٠٠.

(٢). راموز الاحاديث ١٤٤.

٢١٤

ثم ذكر متن الحديث بأحد ألفاظه وأوضح مداليله ومعانيه

*(١١٨)*

رواية منصور على ناصف

رواه « عن يزيد بن حيانرضي‌الله‌عنه قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم الى زيد بن أرقم. رواه مسلم في فضائل علي، والترمذي ولفظه:

انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الاخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(١) .

*(١١٩)*

رواية النبهاني

رواه في ( الفتح الكبير ١ / ٤٥١ ) حيث قال:

« انّي تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والارض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. حم طب عن زيد ابن ثابت.

ز - انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الاخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. ت عن زيد ابن أرقم ».

ورواه في كتاب ( الشرف المؤبد ١٨، ٢٤ ) أيضاً.

__________________

(١). التاج الجامع للاصول ٣ / ٣٠٨ - ٣٠٩.

٢١٥

*(١٢٠)*

رواية العباس اليمنى

ورواه العباس بن أحمد اليميني في كتابه ( الروض النضير ٥ / ٣٤٣، ٤٦٦ ) فليراجع.

*(١٢١)*

رواية المباركفورى

ورواه الامام الحافظ أبو العلى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري في ( تحفة الاحوذي بشرح جامع الترمذي ١٠ / ٢٨٧ - ٢٩١ ) وقد شرح الحديث وأوضح معانيه بما لا مزيد عليه.

*(١٢٢)*

رواية أحمد البنا

قال في ( الفتح الرباني بترتيب مسند أحمد بن حنبل الشيباني ١ / ١٨٦ ): « كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب في الاعتصام بكتاب الله عز وجل »:

١ - عن يزيد بن حيان التيمي قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر ابن مسلم الى زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه ، فلما جلسنا اليه قال له حصين

٢ - عن أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « انّي تارك فيكم الثقلين ...».

وقد ذكر شرح كل ذلك وتخريجه في ( بلوغ الاماني من أسرار الفتح الرباني ) المطبوع معه.

وقال في ( بلوغ الاماني المطبوع في ذيل الفتح الرباني ٤ / ٢٦ ) بعد

٢١٦

كلام له: « ولكن هاهنا مانع من حمل الال على جميع الامة، وهو حديث: انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي. الحديث وهو في صحيح مسلم وغيره ».

*(١٢٣)*

رواية عبد الله الشافعي

رواه في ( ارجح المطالب ٣٣٥ - ٣٤١ ) عن كبار الائمة الحفاظ من حديث زيد بن ثابت، زيد بن ارقم، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وزيد بن أسلم، وعليعليه‌السلام ، وابى ذر، وأبي رافع، وأبى هريرة، وأمهاني ، وأم سلمة.

ومن حديث عامر بن أبى ليلى وحذيفة بن اسيد وزيد بن ارقم جميعاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ومن حديث ابى الطفيل حديث مناشدة عليعليه‌السلام ، قال:فقام سبعة عشر رجل

قال: وعن محمد بن عبد الرحمن بن خلاد - وكان من رهط جابر بن عبد الله - حيث اخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي والفضل بن عباس في مرض وفاته قال: فخرج يعتمد عليهما حتى جلس على المنبر وعليه عصابة فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: اما بعد أيها الناس فماذا تستنكرون من موت نبيكم ألم ينع اليكم نفسه وتنع اليه أنفسكم؟ ام هل خلد احد ممن بعث قبلي فابعثوا اليه فأخذ بكم، فانى لا حق بربي وقد تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله بين ايديكم تقرءونه صباحاً ومساءاً، فيه ما تلقون، واهل بيتي.

اخرج السيد ابو الحسن يحيى بن الحسن في كتابه اخبار المدينة.

٢١٧

*(١٢٤)*

رواية أبى رية

رواه في كتابه ( أضواء على السنة المحمدية ٤٠٤ ) حيث قال:

« وفي رواية: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي.

وقد جاء هذا الحديث بروايات مختلفة - والمعنى واحد - في كثير من كتب السنة، واذا أردت الوقوف على هذه الروايات فارجع الى كتاب ( المراجعات ) التي جرت بين العلامة شرف الدين الموسويرحمه‌الله وبين الاستاذ الكبير الشيخ سليم البشري شيخ الازهر سابقاً في الصفحات من ٢٠ ما بعدها من الطبعة الرابعة ».

*(١٢٥)*

رواية توفيق ابى علم

رواه في كتاب ( اهل البيت ٧٧ - ٨٠ ) ثم علق عليه وبحث حوله بكلام طويل ننقله هنا لفوائده الجمة قال:

« حديث الثقلين(١) : وعن زيد بن أرقم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انا تارك فيكم الثقلين

__________________

(١). في الهامش: أحاديث الثقلين من الاحاديث التي رواها أجلاء علماء أهل السنة وأكابر محدثيهم في صحاحهم بأسانيدهم المتعددة واتفق على روايتها الفريقان، فرواها مسلم والترمذي في صحيحهما والامام أحمد بن حنبل في مسنده والثعلبي في تفسيره وابن المغازلي الشافعي في المناقب وصاحب الجمع بين الصحاح الستة والحميدي في افراد مسلم والسمعاني في فضائل الصحابة وموفق بن أحمد والطبرانيّ وابن حجر في صواعقه وغيرهم - ورويت من طريق أهل البيت باثنين وثمانين طريقاً - والعقد الفريد لابن عبد ربه القرطبي وذخائر العقبى لاحمد بن عبد الله الطبري وتفسير الخازن في تفسير آية الاعتصام وتفسير ابن كثير في آية المودة وفي تفسير آية التطهير وشرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد وفي الحلية لابي نعيم الاصبهانى وأسد الغابة لابن الاثير والدر النثير للسيوطي ولسان العرب لجمال الدين الافريقي.

٢١٨

و عن ابي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين وفي رواية خليفتين و في رواية اخرى: انّي قد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا وفي رواية اخرى: انّي تارك فيكم امر بن لن تضلواان اتبعتموهما وهما: كتاب الله وعترتي اهل بيتي فلا تتقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فانهم أعلى منكم.

وقد يكون هذا صريحاً في خروج النساء من اهل البيت واختصاصهم بعشيرته وعصبته، وهو رأينا الذي انتهينا اليه في ختام هذا البحث والله اعلم.

وحديث الثقلين من اوثق الاحاديث النبوية واكثرها ذيوعاً، وقد اهتم العلماء به اهتماماً بالغاً لانه يحمل جانباً مهماً من جوانب العقيدة الاسلامية، كما انه من اظهر الادلة التي تستند اليها الشيعة في حصر الامامة في اهل البيت وفي عصمتهم من الاخطاء والاهواء، لان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قرنهم بكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فلا يفترق احدهما عن الاخر، ومن الطبيعي أن صدور اية مخالفة لاحكام الدين تعتبر افتراقاً عن الكتاب العزيز، وقد صرح النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعدم افتراقهما حتى يردا على الحوض، فدلالته على العصمة ظاهرة جلية.

وقد كرر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا الحديث في مواقف كثيرة، لانه يهدف الى صيانة الامة والمحافظة على استقامتها وعدم انحرافها في المجالات العقائدية وغيرهما، ان تمسكت بأهل البيت ولم تتقدم عليهم ولم تتأخر عنهم.

ولو كان الخطأ يقع منهم لما صح الامر بالتمسك بهم، الذي هو عبارة عن جعل أقوالهم وأفعالهم حجة، وفي ان المتمسك بهم لا يضل كما لا يضل، المتمسك بالقرآن، ولو وقع منهم الذنب أو الخطأ لكان المتمسك بهم يضل، وان في اتباعهم الهدى والنور كما في القرآن، ولو لم يكونوا معصومين لكان في اتباعهم الضلال، وفي انهم حبل ممدود من السماء الى الارض كالقرآن، وهو كناية عن أنهم واسطة بين الله تعالى وبين خلقه وان اقوالهم عن الله تعالى،

٢١٩

ولو لم يكونوا معصومين لم يكونوا كذلك، وفي انهم لن يفارقوا القرآن ولن يفارقهم مدة عمر الدنيا، ولو اخطأوا أو أذنبوا لفارقوا القرآن وفارقهم، وفي عدم جواز مفارقتهم بتقدم عليهم بجعل نفسه اماماً لهم أو تقصير عنهم وائتمام بغيرهم، كما لا يجوز التقدم على القرآن بالافتاء بغير ما فيه او التقصير عنه باتباع اقوال مخالفيه، وفي عدم جواز تعليمهم ورد اقوالهم، ولو كانوا يجهلون شيئاً لوجب تعليمهم ولم ينه عن رد قولهم.

وقد دلت هذه الاحاديث ايضاً على ان منهم من هذه صفته في كل عصر وزمان بدليل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وان اللطيف الخبير أخبره بذلك، وورود الحوض كناية عن انقضاء عمر الدنيا فلو خلا زمان من أحدهما لم يصدق انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض.

ويتخذ أنصار أن اهل البيت هم الائمة الاثنا عشر وأمهم الزهراء هذا الحديث ليرجحوا رأيهم قائلين انه لا يمكن ان يراد بأهل البيت جميع بنى هاشم، بل هو عن العام المخصوص بمن ثبت اختصاصهم بالفضل والعلم والزهد والعفة والنزاهة من ائمة أهل البيت الطاهرين وهم الائمة الاثنا عشر وأمهم الزهراء البتول.

يدللون على ذلك بالاجماع على عدم عصمة من عداهم، والوجدان ايضاً على خلاف ذلك، لان من عداهم من بنى هاشم تصدر منهم الذنوب ويجهلون كثيراً من الاحكام ولا يمتازون عن غيرهم من الخلق، فلا يمكن ان يكونوا هم المجعولين شركاء كالقرآن في الامور المذكورة، بل يتعين ان يكونوا بعضهم لا كلهم وليس الا من ذكرنا.

*(١٢٦)*

رواية الاعظمى

وأثبته الشيخ المحدث حبيب الرحمن الاعظمى في حواشيه وتعاليقه

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373