نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 373

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 373 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 298630 / تحميل: 6688
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

٦ - السبكي: « الامام الجليل القدر الرفيع الشأن أبو الحسن الماوردي صاحب الحاوي كان إماماً جليلاً رفيع الشأن، له اليد الباسطة في المذهب والتفنن التام في سائر العلوم، قال الشيخ أبو اسحاق: درس بالبصرة وبغداد سنين كثيرة، وله تصانيف كثيرة في الفقه والأدب، وكان حافظاً للمذهب. وقال الخطيب: من وجوه الفقهاء الشافعيين، وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه وغير ذلك، قال: وجعل إليه القضاء ببلدان السلطان، وكان أحد الأئمة، له التصانيف الحسان في كلّ فنٍ من العلم

ومن كلام الماوردي الدال على دينه ومجاهدته لنفسه ما ذكره في كتاب أدب الدين والدنيا فقال: ومما أتدرك به من حالي أنّي صنّفت في البيوع كتاباً جمعته ما استطعت من كتب الناس، واجتهدت فيه نفسي وكرّرت فيه خاطري، حتى إذا نهدت واستكمل وكدت أعجب به، وتصوّرت أني أشدّ الناس اطلاعاً بعلمه، حضرني - وأنا في مجلس - أعرابيان فسألاني عن بيع عقداه في البادية على شروط تضمنت أربع مسائل لم أعرف لشيء منها جوابا، فأطرقت مفكرا وبحالي وحالهما معتبراً، فقالا: أما عندك فيما سألنا جواب وأنت زعيم هذه الجماعة؟ فقلت: لا، فقالا: إيهاً لك وانصرافا، ثم أتيا من قد يتقدّمه في العلم كثير من أصحابي فسألاه فأجابهما مسرعاً بما اقنعهما، فانصرفا عنه راضيين بجوابه حامدين لعلمه - إلى أنّ قال - فكان ذلك زاجر نصيحة وتدبر عظيمة، تذلل لهما قياد النفس وانخفض لهما جناح العجب.

قال الخطيب: كان ثقة »(١)

____________________

(١). طبقات الشافعية للسبكي ٣ / ٣٠٣.

١٢١

(٣٢)

رواية أبي بكر البيهقي

قال أخطب خوارزم « أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، قال أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، قال أخبرنا أبوبكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين ابن داود العلوي رحمه ‌الله تعالى، قال أخبرنا محمد بن محمد بن سعد الهروي الشعراني، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن النيسابوري، قال حدثنا أبو الصلت الهروي، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

ترجمته:

١ - الفخر الرازي في ( مناقب الشافعي ).

٢ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٤٥٨ ).

٣ - ياقوت في ( معجم البلدان ١ / ٨٠٤ ).

٤ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٢٠ ).

٥ - أبو الفداء الأيوبي في ( المختصر - حوادث: ٤٥٨ ).

٦ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٤٥٨ ).

٧ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٣٢ ) و ( العبر ٣ / ٢٤٠ ) و ( دول

____________________

(١). المناقب للخوارزمي: ٤٠.

١٢٢

الاسلام حوادث: ٤٥٨ ).

٨ - الخطيب التبريزي في ( أسماء رجال المشكاة المطبوع مع المشكاة ٣ / ٨٠٦ ).

٩ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث ٤٥٨ ).

١٠ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ٨ ).

١١ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ١٩٨ ).

١٢ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٣٣ ).

١٣ - القاري في ( المرقاة ١ / ٢٣ ).

١٤ - المناوي في ( فيض القدير ١ / ٢٨ ).

١٥ - الزرقاني في ( شرح المواهب ١ / ٣٣ ).

١٦ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).

١٧ - القنوجي في ( التاج المكلل: ٢٨ ).

وغيرهم، وقد ذكرنا ترجمته في بعض مجلّدات الكتاب بالتفصيل، ونقتصر هنا على عبارة ابن خلكان، وهي هذه: « أبوبكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي الخسروجردي، الفقيه الشافعي، الحافظ الكبير المشهور، واحد زمانه وفرد أقرانه في الفنون، من كبار أصحاب الحاكم أبي عبد الله ابن البيع في الحديث، ثم الزائد عليه في أنواع العلوم، أخذ الفقيه عن أبي الفتح ناصر بن محمد العمري المروزي، غلب عليه الحديث واشتهر به ورحل في طلبه إلى العراق، والحجاز، وسمع بخراسان من علماء عصره، وكذلك ببقية البلاد التي انتهى إليها، وشرع في التصنيف، فصنّف فيه كثيرا حتى قيل تبلغ تصانيفه ألف جزء، وهو أول من جمع نصوص الامام الشافعي رضي الله تعالى عنه في عشر مجلّدات وكان قانعاً من الدنيا بالقليل، وقال إمام الحرمين في حقّه: ما من شافعي المذهب إلّا وللشّافعي عليه منة إلّا أحمد البيهقي فإنّ له على الشافعي منة. وكان من أكثر الناس نصراً لمذهب الشافعي، وطلب إلى نيسابور لنشر العلم

١٢٣

فأجاب وانتقل إليها، وكان على سيرة السلف، وأخذ عنه الحديث جماعة من الأعيان ».

(٣٣)

رواية أبي غالب ابن بشران النحوي

لقد علمت روايته من عبارة ( المناقب ) لابن المغازلي، وستقف على ذلك فيما بعد أيضاً ان شاء الله تعالى.

ترجمته:

١ - الذهبي في ( العبر - حوادث ٤٦٢ ).

٢ - القرشي في ( الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ١١ ).

٣ - اليافعي ( مرآة الجنان - حوادث ٤٦٢ ).

٤ - القاري في ( الأثمار الجنيّة في طبقات الحنفية ).

وقد أوردنا ذلك في مجلّد ( حديث الطير ).

(٣٤)

رواية الخطيب البغدادي

لقد أخرج حديث مدينة العلم عن ابن عباس بطرق متعددة حيث قال:

« أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، قال حدثنا أحمد بن محمد بن علي الصيرفي، قال ثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، قال حدثنا محمد بن عبد الله

١٢٤

أبو جعفر الحضرمي، قال حدثنا جعفر بن محمد البغدادي أبو محمد الفقيه - وكان في لسانه شيء - قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

« أخبرني أحمد بن محمد العتيقي، قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الشاهد، قال ثنا أبوبكر أحمد بن فاذويه بن عزرة الطحان، قال ثنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن يزيد بن سليم، قال حدثني رجاء بن سلمة قال حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(٢) .

« حدثنا محمد بن أحمد بن رزق، قال أخبرنا أبوبكر مكرم القاضي، قال حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنباري، قال ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان بن ميسرة الهروي، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها »(٣) .

وأخرجه من حديث جابر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث قال: « أخبرنا يحيى بن علي الدسكري بحلوان، قال أخبرنا أبوبكر محمد بن المقري باصبهان، قال ثنا أبو الطيّب محمد بن عبد الصمد الدقاق، قال ثنا أحمد بن عبد الله أبو جعفر المكتب، قال أخبرنا عبد الرزاق قال ثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان قال سمعت جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي: هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله - يمد بها صوته - أنا مدينة

____________________

(١). تاريخ بغداد ٧ / ١٧٢.

(٢). المصدر نفسه ٤ / ٣٤٨.

(٣). المصدر نفسه ١١ / ٢٠٤.

١٢٥

العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

وأخرجه من حديث سيدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام قائلاً: « أخبرنا عبد الله ابن محمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أبو جعفر الحسين بن حفص الخثعمي، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن بشير الكندي عن اسماعيل بن إبراهيم الهمداني عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي. وعن عاصم بن ضمرة عن علي قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله خلقني وعلياً من شجرة، أنا أصلها وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرتها، والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلّا الطيّب، وأنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب »(٢) .

ويعلم هذا من ( كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) أيضاً. كما سيأتي.

وأخرجه من حديث ابن عباس في كتاب ( المتفق والمفترق ) على ما جاء في ( الاكتفاء للوصابي ) وهذا نصه: - « وعنه ( أي عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. أخرجه الحاكم في المستدرك والخطيب في المفترق والمتفق »(٣) .

كما أورد في ( تاريخ بغداد ) عدة روايات عن يحيى بن معين تتضمن إثبات وتصحيح حديث مدينة العلم، وستقف عليها إن شاء الله تعالى فيما بعد.

ترجمته:

١ - السمعاني في ( الأنساب - البغدادي ).

٢ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٤٦٣ ).

____________________

(١). تاريخ بغداد ٢ / ٣٧٧.

(٢). المصدر نفسه ١١ / ٤٩.

(٣). الاكتفاء للوصابي عن المتفق والمفترق للخطيب - مخطوط.

١٢٦

٣ - الخوارزمي في ( أسماء رجال جامع مسانيد أبي حنيفة ).

٤ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٢٧ ).

٥ - أبو الفداء الأيوبي في ( المختصر - حوادث: ٤٦٣ ).

٦ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٤٦٣ ).

٧ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٣٥ ) و ( العبر ٣ / ٢٥٣ ) وغيرهما.

٨ - اليافعي في ( مرآة الجنان ٣ / ٨٧ ).

٩ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ٢٩ ).

١٠ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٠١ ).

١١ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ: ٤٣٤ ).

١٢ - الدياربكري في ( الخميس - حوادث: ٤٦٣ ).

١٣ - المناوي في ( فيض القدير ١ / ٢٩ ).

١٤ - الزرقاني في ( شرح المواهب ١ / ١٠٥ ).

١٥ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٤٦ ).

١٦ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).

١٧ - القنوجي في ( التاج المكلل ).

قال القنوجي: « الحافظ أبوبكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي ابن ثابت البغدادي، المعروف بالخطيب صاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنفات، كان من الحفاظ المتقنين والعلماء المتبحرين، ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه فانه يدل على اطلاع عظيم، وصنّف قريباً من مائة مصنّف، وفضله أشهر من أن يوصف، وأخذ الفقه عن أبي الحسن المحاملي والقاضي أبي الطيّب الطبري وغيرهما، وكان فقيهاً فغلب عليه الحديث والتاريخ، ولد في جمادى الآخرة سنة ٣٩٢ يوم الخميس لست بقين من الشهر، وتوفي يوم الاثنين سابع ذي الحجة سنة ٤٦٣ ببغداد، رحمه ‌الله تعالى، وقال السمعاني: توفي في شوال. وسمعت أنّ الشيخ أبا إسحاق الشيرازيرحمه‌الله كان من جملة من حمل نعشه، لأنه انتفع به

١٢٧

كثيراً وكان يراجعه في تصانيفه، والعجب إنه كان في وقته حافظ المشرق وأبو عمرو يوسف بن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب حافظ المغرب، وماتا في سنة واحدة »(١) .

(٣٥)

رواية ابن عبد البر القرطبي

لقد روى حديث مدينة العلم بترجمة الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث قال: « وروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه »(٢) .

ترجمته:

١ - السمعاني في ( الأنساب - القرطبي ).

٢ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ٢ / ٣٤٨ ).

٣ - أبو الفداء في ( المختصر حوادث: ٤٦٣ ).

٤ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر حوادث: ٤٦٣ ).

٥ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٢٨ ) و ( العبر ٣ / ٢٥٥ ) وغيرهما.

٦ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٤٦٣ ).

٧ - ابن شحنة في ( روضة المناظر - حوادث ٤٦٣ ).

٨ - ابن ناصر الدين في ( طبقات الحفاظ - مخطوط ).

____________________

(١). التاج المكلل: ٣٢.

(٢). الاستيعاب في معرفة الاصحاب ٣ / ١١٠٢.

١٢٨

٩ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٣٢ ).

١٠ - الزرقاني في ( شرح المواهب ١ / ١٢٦ ).

١١ - البدخشاني في ( تراجم الحفاظ - مخطوط ).

١٢ - القنوجي في ( التاج المكلل ١٥٣ ).

١٣ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).

قال الميرزا محمد البدخشاني ما ملخصه: « يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الأندلسي أبو عمر، المعروف بابن عبد البر، أحد الأئمة - ذكره في نسبة القرطبي - الحافظ، كان إماماً فاضلاً كبيراً جليل القدر، صنّف التصانيف. مات سنة ٤٦٣. وذكره الذهبي وابن ناصر الدين في طبقات الحفّاظ ».

(٣٦)

رواية الغندجاني

لقد روى أبو محمد الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني حديث مدينة العلم، كما تقدم ويأتي في كلام ابن المغازلي، وقد أوردنا ترجمة الغندجاني في مجلد حديث الثقلين عن ( كتاب الأنساب ) فانّه جاء فيه: « كان شيخاً صالحاً ثقةً صدوقاً، سكن واسط بأخرة » وله ترجمة في ( معجم الأدباء ٧ / ٢٦١ ) و ( بغية الوعاة: ٢١٧ ) وغيرهما.

(٣٧)

رواية ابن المغازلي

لقد روى هذا الحديث بطرق عديدة وألفاظ مختلفة، حيث قال: « حدثنا

١٢٩

إبراهيم بن عبد الرحمن، قال حدثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة، قال حدثنا أبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فيمن أراد العلم فليأته من بابه ».

« قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعيرحمه‌الله بقراءتي عليه فأقرّ به سنة أربع وثلاثين وأربعمائة قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطيرحمه‌الله ، نا عمر بن الحسن الصيرفيرحمه‌الله ، نا أحمد بن عبد الله بن يزيد، نا عبد الرزاق، قال أنا سفيان الثوري عن عبد الله ابن عثمان عن عبد الرحمن بن بهمان عن جابر بن عبد الله قال: أخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعضد علي فقال: هذا أمير البررة وقاتل الكفرة، منصور من نصره مخذول من خذله، ثمّ مدّ بها صوته فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج رحمه ‌الله تعالى، أنا أبوبكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز إذناً، نا محمد بن حميد اللخمي أنا أبو جعفر محمد بن عمار بن عطية، نا عبد السلام بن صالح الهروي، نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى ابن عيسى الحافظ البغدادي، نا الباغندي محمد بن محمد بن سليمان، نا محمد بن مصفا، نا حفص بن عمر العدني، نا علي بن عمر عن أبيه عن جرير عن علي قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها.

أخبرنا أبو منصور زيد بن طاهر بن سيار البصري - قدم علينا واسطاً - نا

١٣٠

أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داسة، نا أحمد بن عبيد الله، نا بكر بن أحمد بن مقيل نا محمد بن الحسن بن العباس، نا عبد السلام بن صالح، نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الاصفهاني - قدم علينا واسطاً إملاءً في جامعنا في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة - أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور، أنا أبو العباس محمد ابن يعقوب الأصم، نا محمد بن عبد الرحيم الهروي، نا عبد السلام بن صالح، نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي، نا علي بن محمد المقري، نا محمد بن عيسى بن شعبة البزاز، نا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدّب، نا عبد الرزاق، أنا معمر عن عبد الله بن عثمان عن عبد الرحمن قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم الحديبية - وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب - هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من خذله، ثم مدّ بها صوته فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحويرحمه‌الله تعالى - فيما أذن لي في روايته عنه - أن أبا طاهر إبراهيم بن عمر بن يحيى يحدّثهم نا محمد بن عبيد الله بن [ محمد بن عبيد الله بن ] المطلب، نا أحمد بن محمد بن عيسى سنة عشر وثلاثمائة، نا محمد بن عبد الله بن عمر بن مسلم اللاحقي الصفّار بالبصرة سنة أربع وأربعين ومائتين، نا أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه علي بن الحسن عن أبيه الحسين عن أبيه علي ابن أبي طالب قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي أنا مدينة العلم

١٣١

وأنت الباب، كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلّا من قبل الباب »(١) .

ترجمته:

ترجم له جماعة من أكابر علماء أهل السنة، وأثنوا عليه الثناء البالغ، كما ذكرنا في بعض مجلَّدات الكتاب، وهذه جملة من مصادر ترجمته: الأنساب – الجلّابي، ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ٤ / ٧١، الوافي بالوفيات ٢٢ / ١٣٣، واللباب في الأنساب ١ / ٣١٩، تبصير المنتبه ١ / ٣٨٠

(٣٨)

رواية أبي المظفر السمعاني

قال ابن شهرآشوب « قال النبيعليه‌السلام بالاجماع: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب.

رواه أحمد من ثمانية طرق، وإبراهيم الثقفي من سبعة طرق، وابن بطة من ستة طرق، والقاضي الجعابي من ستة طرق، وابن شاهين من أربعة طرق، والخطيب التاريخي من ثلاثة طرق، ويحيى بن معين من طريقين.

وقد رواه السمعاني والقاضي الماوردي وأبو منصور السكري »(٢) .

ترجمته:

١ - عبد الغافر الفارسي في ( سياق تاريخ نيسابور ).

٢ - السمعاني في ( الأنساب - السمعاني ).

____________________

(١). المناقب لابن المغازلي ٨٠ - ٨٥.

(٢). مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٤.

١٣٢

٣ - الرافعي في ( التدوين ٤ / ١١٨ ).

٤ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ).

٥ - الذهبي في ( العبر حوادث ٤٨٩ ) و ( دول الاسلام حوادث ٤٨٩ ).

٦ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٤٨٩ ).

٧ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٥ / ٣٣٠ ).

٨ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٢٩ ).

٩ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٣٨١ ).

١٠ - الداودي في ( طبقات المفسرين ٢ / ٣٣٩ ).

وغيرهم. قال الرافعي ما ملخصه:

« منصور بن محمد السمعاني التميمي أبو المظفر، تفقه على أبيه على مذهب أبي حنيفةرضي‌الله‌عنه حتى برع في الفقه، ثم ورد بغداد واجتمع بأبي اسحاق الشيرازي، وجرى بينه وبين أبي نصر بن الصباغ صاحب الشامل مسألة أحسن الكلام فيها، ثم انتقل إلى مذهب الشافعيرضي‌الله‌عنه .

وقال أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في سياق تاريخ نيسابور: أبو المظفر السمعاني وحيد عصره فضلاً وطريقة، من بيت العلم والزهد.

وصنف الامام أبو المظفر التفسير في ثلاث مجلدات، وصنّف في الخلاف كتباً مشهورة، توفي سنة تسع وثمانين وأربعمائة ».

(٣٩)

رواية أبي علي البيهقي

لقد روى أبو علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي حديث مدينة العلم، كما علمت سابقاً من عبارة ( المناقب ) لأخطب خطباء خوارزم.

١٣٣

ترجمته:

١ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٥٠٧ ).

٢ - أبو الفداء في ( المختصر - حوادث: ٥٠٧ ).

٣ - ابو الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث ٥٠٧ ).

٤ - السبكي في ( طبقات الشافعية الوسطى - مخطوط ).

٥ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٠٠ ).

٦ - ابن شحنة في ( روضة المناظر - حوادث: ٥٠٧ ).

وغيرهم. قال ابن الأثير: « وإسماعيل بن أحمد بن الحسين بن علي، أبو علي، ابن أبي بكر البيهقي، الامام ابن الامام، ومولده سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وتوفي بمدينة بيهق، ولوالده تصانيف كثيرة مشهورة ».

(٤٠)

رواية شيرويه الديلمي

رواه حيث قال: « أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

ترجمته:

١ - الرافعي في ( التدوين ٣ / ٨٥ ).

٢ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٥٩ ) و ( العبر ٤ / ١٨ ) وغيرهما.

٣ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٥٠٩ ).

٤ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ١٠٤ ).

____________________

(١). فردوس الأخبار ١ / ٧٦.

١٣٤

٥ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٧ / ١١١ ).

٦ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٩٢ ).

٧ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ: ٤٥٧ ).

٨ - المناوي في ( فيض القدير ١ / ٢٨ ).

وغيرهم، وستقف على ترجمته بالتفصيل في موضعه إن شاء الله تعالى.

هذا، ولا يخفى على أهل العلم أن كتاب ( الفردوس ) في أعلى درجات الاعتبار والشهرة لدى العلماء الأعلام، وجهابذة الحديث والأخبار، كما نصّ مؤلفه ( الديلمي ) في ديباجته على أنه قد انتقى أحاديثه من الأحاديث الصحاح والغرائب والأفراد، وصرح بخلوّه عن الأكاذيب الموضوعات.

كما أشاد ولده بفضل هذا الكتاب وشأنه في ( مسند الفردوس )، وكذا السيد على الهمداني في ( روضة الفردوس ) فراجع.

(٤١)

رواية العاصمي

رواه في ( زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ) حيث قال: « ذكر مشابه أبينا آدمعليه‌السلام : أما آدمعليه‌السلام ، فإنّه قد وقعت المشابهة بين المرتضى وبينهعليه‌السلام بعشرة أشياء: أوّلها: بالخلق والطينة، والثاني: بالمكث والمدة، والثالث: بالصاحبة والزوجة، والرابع: بالتزويج والخلعة، والخامس: بالعلم والحكمة، والسادس: بالذهن والفطنة، والسابع: بالأمر والخلافة، والثامن: بالأعداء والمخالفة، والتاسع: بالوفاة والوصية والعاشر: بالأولاد والعترة ».

قال: « وأما بالعلم والحكمة فإنّ الله تعالى قال لآدمعليه‌السلام :( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ) ففضّل بالعلم العباد الذين كانوا لا يعصون الله ما أمرهم

١٣٥

ويفعلون بما يؤمرون، واستحق بذاك منهم السجود له، فكما لا يصير العلم جهلاً والعالم جاهلاً فكذلك لم يصر آدم المفضل بالعلم مفضولاً، وكذلك حال من فضل بالعلم، وأما من فضل بالعبادة فربّما يصير مفضولاً، لأن العابد ربما يسقط عن درجة العبادة إن تركها معرضاً عنها، أو توانى فيها تغافلاً منها فيسقط فضله، ولذلك قيل: بالعلم ويعلو ولا يعلى، والعالم يزار ولا يزور، ومن ذلك وجوب الوصف لله سبحانه بالعلم والعالم وفساد الوصف له بالعبادة والعابد، ولذلك منَّ على نبيهعليه‌السلام بقوله:( وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) فعظّم الفضل عليه بالعلم دون سائر ما أكرمه به من الخصال والأخلاق، وما فتح عليه البلاد والآفاق.

وكذلك المرتضى رضوان الله عليه، فضّل بالعلم والحكمة ففاق بهما جميع الأمة ما خلا الخلفاء الماضين رضي الله عنهم أجمعين، ولذلك وصفه الرسولعليه‌السلام بهما حيث قال: يا علي ملئت علماً وحكمة، وذكر في الحديث عن المرتضى رضوان الله عليه: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان ذات ليلة في بيت أم سلمة فبكرت إليه بالغداة، فإذا عبد الله بن عباس بالباب، فخرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المسجد وأنا عن يمينه وابن عباس عن يساره فقال النبيعليه‌السلام : يا علي ما أول نعم الله عليك؟ قال: أن خلقني فأحسن خلقي. قال: ثم ما ذا؟ قال: أن عرّفني نفسه، قال: ثم ما ذا؟ قال قلت: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. قال: فضرب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على كتفي وقال: يا علي ملئت علماً وحكمة. ولذلك قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفي بعض الروايات: أنا دار الحكمة وعلي بابها.

أخبرني شيخي محمد بن أحمدرحمه‌الله ، قال حدثنا أبو سعيد الرازي، قال قرئ على أبي الحسن بن محمد بن مهرويه القزويني بها في الجامع وأنا اسمع، قال حدّثنا أبو أحمد داود بن سليمان بن وهب الفراء قال حدثني علي بن موسى الرضا، قال حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن

١٣٦

أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. ولهذا الحديث طرق أخر نذكرها في فصل خصائص المرتضى رضوان الله عليه إن شاء الله عز وجلّ ».

ورواه في « ذكر مشابه داود ذي الأيد صلوات الله وسلامه عليه » قال:

« ووقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين داودعليه‌السلام بثمانية أشياء والثامن بفصل الخطاب وأما فصل الخطاب فقوله تعالى:( وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ ) فكذلك المرتضى رضوان الله عليه أوتي من فصل الخطاب كما ذكرناه في معنى قولهعليه‌السلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفي فصل قضائه ».

ورواه أيضاً في « أسماء الامامعليه‌السلام » حيث ذكر فيها « باب مدينة العلم وباب دار الحكمة » ثم قال: وأما باب مدينة العلم فإنه أخبرنا محمد بن أبي زكريارحمه‌الله ، قال فيما أجاز لنا أبو حفص بن عمر، قال أخبرنا أبوبكر بن إسحاق قال أخبرنا العباس بن الفضل قال حدثنا أبو الصلت الهروي قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ».

(٤٢)

إثبات الحكيم السنائي

لقد أرسله أبو المجد مجدود بن آدم الشهير بالحكيم السنائي في كتاب [ حديقة الحقيقة والشريعة والطريقة ] إرسال المسلم حيث قال ما نصه « في مناقب زوج البتول وابن عم الرسول أبي الحسن والحسين، المبارز الكرار غير الفرار،

١٣٧

غالب الجيش، سيد المهاجرين والأنصار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه: من أحبّ علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، الذي أنزل الله تعالى في شأنه:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) وقال النبيعليه‌السلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها. وقال: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي. وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: دخلت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا عائشة ما تقولين في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؟ فأطرقت ملياً ثم رفعت رأسها فقالت بيتين:

إذا ما التبرحك على المحك

تبين غشه من غير شك

و فينا الغش والذهب المصفى

على بيننا شبه المحك »

وفي [ حديقة الحقيقة ] في مدح الامامعليه‌السلام :

« آل يس شرف بدو ديده

ايزد او را بعلم بگزيده

مر نبى را وصى وهم داماد

جان پيغمبر از جمالش شاد

كتب ناديده بود خوانده بود بدل

علم هر دو جهان ورا حاصل

بفصاحت جو او سخن گفتى

مستمع زان حديث در سفتى

لطف او بود لطف پيغمبر

عنف او عنف شير شرزه نر

خوانده در دين وملك مختارش

هم در علم وهم علمدارش »

ترجمته:

١ - عبد الرحمن الجامي في ( نفخات الأنس من حضرات القدس ٥٩٥ ).

٢ - دولت شاهالسمرقندي في ( تذكرة الشعراء ١٠٦ ).

٣ - مجد الدينالبدخشاني في ( جامع السلاسل - مخطوط ).

١٣٨

وغيرهم وقد عدّه ( الدهلوي ) في ( التحفة ) من كبار أهل السنة المقبولين لديهم، ومن أجلة عظمائهم الذين جمعوا بين الشريعة والطريقة كما استشهد بشعرٍ له في تفسيره ( فتح العزيز ) معبّراً عنه بـ « بعض المحققين ».

هذا، وقد ذكر الكاتب الجلبي كتابه المذكور بقوله: « حديقة الحقيقة وشريعة الطريقة المعروف بفخري نامه، فارسي منظوم لأبي المجد - محمد - بن آدم الشهير بالحكيم السنائي المتوفى سنة ٥٢٥، نظمه من بحر الخفيف لبهرام شاه القونوي السبكتكيني، ورتّب على عشرين بابا في التوحيد وكلام الله ونعت الرسول وفضل الصحابة والخلفاء وفضل السيدين الشهيدين، والامامين أبي حنيفة والشافعي، والعقل والعلم والعشق والقلب والتصوف وصفة البشر والشيخوخة وغور الغفلة والحكمة والشهوة وصنعة الأفلاك والربيع. ومدح بهرام شاه ومدح ولده دولت شاه. والحكم والأمثال. فرغ من نظمه سنة ٥٢٤ »(١) .

(٤٣)

رواية شهردار الديلمي

لقد روى حديث مدينة العلم في كتابه ( مسند الفردوس ) الذي خرج فيه سند كل حديث رواه والده في كتاب ( الفردوس ). قال المناوي في ( فيض القدير ) « فر للديلمي في مسند الفردوس المسمى بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب، والفردوس للامام عماد الاسلام أبي شجاع الديلمي، ألّفه محذوف الأسانيد مرتّباً على الحروف ليسهل حفظه، وأعلم بإزائها بالحروف للمخرجين كما مر، ومسنده لولده سيد الحفاظ أبي منصور شهردار بن شيرويه، خرّج سند كل حديث تحته وسمّاه: إبانة الشبهة في معرفة كيفية الوقوف على ما في كتاب الفردوس من علامات الحروف »(٢) .

____________________

(١). كشف الظنون ١ / ٦٤٥.

(٢). فيض القدير ١ / ٢٨.

١٣٩

وقد تقدم ذكر رواية والده الحديث في كتاب ( الفردوس ).

ترجمته:

١ - الذهبي في ( العبر - حوادث: ٥٥٨ ).

٢ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ٢٢٩ ).

٣ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ١٠٥ ).

٤ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٣٢٤ ).

٥ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).

وقد تقدّم عن المناوي وصفه إياه بسيد الحفاظ.

(٤٤)

إثبات السمعاني

لقد قال السمعاني ما نصه:

« الشهيد - بفتح الشين المعجمة وكسر الهاء وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وفي آخرها الدال المهملة - اشتهر بهذا الاسم جماعة من العلماء المعروفين قتلوا فعرفوا بالشهيد، أوّلهم ابن باب مدينة العلم وريحانة رسول الله الشهيد ابن الشهيد الحسين بن علي سيد شبّان أهل الجنة، وكان يكنّى أبا عبد الله »(١) .

ترجمته:

١ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٥٦٢ ) و ( اللباب - السمعاني ).

٢ - المحب ابن النجار في ( تاريخه - مخطوط ).

____________________

(١). الأنساب - الشهيد.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

٢٤ - احتجاج الامام الحسن بالحديث

١ - لقد احتج الامام الحسنعليه‌السلام - بعد بيعة الناس له بالخلافة - بحديث الثقلين في اثبات احقيته بها، روى ذلك الشيخ القندوزى فقال: « وفي ( المناقب ) عن هشام بن حسان قال: خطب الحسن بن علىعليه‌السلام بعد بيعة الناس له بالأمر فقال:

نحن حزب الله الغالبون، ونحن عترة رسوله الأقربون، ونحن أهل بيته الطيبون، ونحن أحد الثقلين الذين خلفهما جديصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أمته ونحن ثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شيء لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه فالمعول علينا [ في ] تفسيره ولا تظننا تأويله بل تيقنا حقائقه، فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة، إذ كانت بطاعة الله عز وجل وطاعة رسوله مقرونة، قال جل شأنه:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) وقال عز وجل:( وَلَوْرَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) واحذروا الإصغاء لهتاف الشيطان فانه لكم عدو مبين »(١) .

وفيه براهين قاطعة على المطلوب:

١ - قوله: « نحن حزب الله الغالبون » يدل على أفضليتهم، وهي دليل الامامة، كما ان فيه اشارة الى قوله تعالى:( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ) .

٢ - قوله: « ونحن عترة رسوله الاقربون » يثبت أفضليتهمعليهم‌السلام وفيه إيماء الى الاحاديث الواردة عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فضل العترة.

٣ - قوله: « ونحن أهل بيته الطيبون » فيه ايماء لطيف الى نزول آية التطهير في حقهم، ولا يخفى دلالتها على عصمتهم وامامتهم.

__________________

(١). ينابيع المودة ٢١.

٣٠١

٤ - قوله: « ونحن أحد الثقلين اللذين خلفهما جديصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أمته » ينادى بدلالة حديث الثقلين على امامتهمعليهم‌السلام .

٥ - قوله: « ونحن ثانى كتاب الله فيه تفصيل كل شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه » فيه اشارة الى أعلميتهم وعصمتهم أيضاً، اذ كما ان في القرآن تفصيل كل شيء ففيهم كذلك تفصيل كل شيء باعتبار انهم ثانية، ومن كان هكذا وجب ان يكون أعلم من غيره، وكما ان القرآن مصون من الباطل فكذا أهل البيت، وهذا معنى العصمة.

٦ - قوله: « فالمعول علينا في تفسيره » هو كنتيجة لقوله: نحن ثانى كتاب الله، ويدل على أعلميتهم، ويفيد وجوب الاقتداء بهم، وان كل تفسير جاء عن غيرهم كان من غير اهله.

٧ - قوله: « ولا تظننا تأويله بل تيقنا حقائقه » فيه تعريض بليغ بمن يدعى ذلك وليس فيه، وتصريح بأعلميتهم.

٨ - قوله: « فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة اذ كانت بطاعة الله عز وجل وطاعة رسوله مقرونة » فيه وجوه تدل على امامتهم ووجوب طاعتهم لا تخفى على أولي الالباب.

٩ - استشهاده بقوله عز وجل:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ ) الاية ظاهر في نزولها في شأنهمعليهم‌السلام ، فما ذكره المفسرون واهل الكلام من أهل السنة لصرفها عنهم باطل.

١٠ - استشهاده بقوله عز وجل:( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ ) يؤكد مراده ويحقق مطلوبه، فانها أيضاً - كالاية السابقة - نازلة في شأنهم وهم المراد من ( أولي الامر ) فيها كذلك

٢ - و هكذا احتج الامام الحسنعليه‌السلام في خطبة له - فيما احتج - بحديث الثقلين، فيما رواه الشيخ القندوزي(١) .

__________________

(١). ينابيع المودة ٤٨٠ - ٤٨٣.

٣٠٢

وجاء في ( تذكرة خواص الامة ) في قضية صلح الامام الحسنعليه‌السلام مع معاوية بن أبي سفيان ما نصه: « ثم سار معاوية فدخل الكوفة، فأشار عليه عمرو بن العاص أن يأمر الحسن فيصعد المنبر ويخطب ليظهر عيّه، فقال: قم فاخطب، فقام وخطب فقال: أيها الناس! ان الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا ونحن أهل بيت نبيكم أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيراً، وان لهذا الامر مدة، والدّنيا دول، وقد قال الله تعالى لنبيه: «( وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ ) » فضج الناس بالبكاء فالتفت معاوية الى عمرو وقال هذا رأيك، ثم قال للحسن: حسبك يا ابا محمد.

و في رواية أنه قال: نحن حزب الله المفلحون وعترة رسوله المطهرون وأهل بيته الطيبون الطاهرون، وأحد الثقلين الذين خلفهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيكم، فطاعتنا مفروضة مقرونة بطاعة الله، قال الله عز وجل:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) وان معاوية دعانا الى أمر ليس فيه عز ولا نصفة، فان وافقتم رددناه عليه وخاصمناه الى الله تعالى بظبى السيوف وأن أبيتم قبلناه، فناداه الناس من كل جانب: البقية البقية »(١) .

٢٥ - حديث الثقلين على لسان ابن العاص

لقد ذكر عمرو بن العاص حديث الثقلين في جملة من فضائل امير المؤمنينعليه‌السلام في كتاب أرسله الى معاوية بن ابي سفيان. واليك نصه كما رواه الخوارزمي:

« من عمرو بن العاص صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى معاوية ابن أبي سفيان: أما بعد فقد وصل كتابك فقرأته وفهمته، فأما ما دعوتني اليه من خلع ربقة الاسلام من عنقي والتهور في الضلالة معك واعانتي اياك على

__________________

(١). تذكرة خواص الامة ١٩٨.

٣٠٣

الباطل واختراط السيف على وجه علي بن أبي طالب وهو أخو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصيه، ووارثه، وقاضى دينه، ومنجز وعده، وزوج ابنته سيدة نساء أهل الجنة، وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة فلن يكون

و أما ما قلت انك خليفة عثمان فقد صدقت، ولكن تبين اليوم عزلك عن خلافته، وقد بويع لغيرك وزالت خلافتك

و أما ما عظمتني ونسبتني اليه من صحبة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واني صاحب جيشه، فلا أغتر بالتزكية، ولا أميل بهما عن الملة

وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصيه الى الحسد والبغي على عثمان وسميت الصحابة فسقة وزعمت أنه أشلاهم على قتله فهذا غواية

ويحك يا معاوية أما علمت ان ابا حسن بذل نفسه بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبات على فراشه، وهو صاحب السبق الى الاسلام والهجرة، وقد قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو منى وانا منه وهو مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي، وقد قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، وهو الذي قال فيهعليه‌السلام يوم خيبر: لاعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وهو الذي قال فيهعليه‌السلام يوم الطير: اللهم ائتني بأحب خلقك اليك، فلما دخل عليه قال: ( اليّ اليّ ) وقد قال فيه يوم النضير: علي امام البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله وقد قال فيه: ( عليّ وليكم من بعدي ) وأكد القول عليك وعليّ وعلى جميع المسلمين وقال: انّى مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل وعترتي، وقد قال: انا مدينة العلم وعلي بابها

و قد علمت يا معاوية ما أنزل الله تعالى من الآيات المتلوات في فضائله

٣٠٤

التي لا يشرك فيها احد كقوله تعالى:( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) وقال الله تعالى لرسولهعليه‌السلام :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما ترضى ان يكون سلمك سلمي وحربك حربي، وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة؟ يا ابا حسن: من احبك فقد احبني، ومن ابغضك فقد ابغضنى، ومن احبك ادخله الله الجنة ومن أبغضك أدخله النار. وكتابك يا معاوية الذي كتبت وهذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين، والسلام »(١) .

٢٦ - الحسن البصري وحديث الثقلين

لقد ذكر الحسن البصري - وهو من كبار التابعين واسلاف اهل السنة العظماء - حديث الثقلين ضمن فضائل لمولانا امير المؤمنينعليه‌السلام ، ذكر ذلك ابن ابى الحديد حيث قال: « وروى الواقدي قال: سئل الحسن عن عليرضي‌الله‌عنه - وكان يظن به الانحراف ولم يكن كما يظن - فقال:

ما أقول فيمن جمع الخصال الاربع: ائتمانه على براءة، وما قال له في غزوة تبوك فلو كان غير النبوة شيء يفوته لاستثناه، وقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الثقلان كتاب الله وعترتي، وانه لم يؤمر عليه أمير قط وقد أمرت الامراء على غيره »(٢) .

وظاهر ان إرساله ببراءة وعزلهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابا بكر يثبت امامة امير المؤمنينعليه‌السلام ويبطل خلافة غيره وقد تكفلت كتب أهل الحق

__________________

(١). المناقب للخوارزمي ١٢٨ - ١٣٠.

(٢). شرح نهج البلاغة ٤ / ٩٥.

٣٠٥

ايضاح ذلك بالتفصيل، لا سيما كتاب ( تشييد المطاعن ).

وحديث المنزلة دليل آخر على امامتهعليه‌السلام كما بينا ذلك بحمد الله تعالى في المجلد الخاص به.

وعدم تأمير أحد عليه « وقد أمرت الامراء على غيره » ايضاً من جملة الادلة الرصينة القاطعة على امامته عليه الصلاة والسّلام.

ثم عد حديث الثقلين مع هذه دليل على امامته، وشاهد على خلافته بلا فصل.

هذا بالاضافة الى الوجوه الكثيرة التي لا تحصى - وقد ذكرنا طرفاً منها - والتي تفيد امامتهعليه‌السلام على ضوء حديث الثقلين المتواتر القطعي الصدور من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وهذا المقدار كاف لتبيين كذب ( الدهلوي ) أو وهمه في قوله: ان حديث الثقلين لا ربط له بالامامة الكبرى

والحمد لله رب العالمين، وهو ولي التوفيق.

٣٠٦

دحض المعارضة

بحديث: عليكم بسنّتى وسنّة الخلفاء

٣٠٧

٣٠٨

قوله: « وعلى فرض التسليم بذلك، فهناك حديث صحيح يعارضه وهو قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليه بالنواجذ ».

اقول: ان هذه المعارضة باطلة لوجوه:

١ - الحديث من متفردات العامة

ان هذا الحديث من متفردات أهل السنة، فهو حتى لو بلغ من الصحة ما بلغ - لا يليق للاحتجاج به، فذكر ( الدهلوي ) اياه خروج على آداب المناظرة.

٢ - احتجاجه به ينافي ما التزم به

ان احتجاجه بهذا الحديث يخالف ما التزم به، لانه قال في كتابه هذا ( التحفة ):

٣٠٩

« ولقد التزمت في هذه الرسالة أن لا انقل في بيان مذهب الشيعة واصوله وما يخص به الا من كتبهم المعتبرة ».

وبمثل هذا صرح في مواضع عديدة منه وعلى هذا فان تمسكه برواية « عليكم بسنتي » مقابل حديث الثقلين غير صحيح، ومناف لما التزم به فيكون ناكثاً عهده، ومخلفاً وعده

٣ - احتجاجه به ينافي كلام والده

ان احتجاج ( الدهلوي ) بهذا الحديث في هذا المقام مخالف أيضاً لما أفاده والده في كتابه ( قرة العينين ) فلقد قال فيه: « ولا نشتغل في هذه الرسالة بأجوبة الامامية والزيدية، فان لمناظرتهم منهجاً آخر، لا بأحاديث ( الصحيحين ) وأمثالهما ».

أضف الى هذا: انه اذا كان والده متجنباً ذكر احاديث الصحيحين في البحث مع الامامية، فكيف يصح من ( الدهلوي ) ان يتمسك بحديث « عليكم بسنتي » ولا أثر له في الصحيحين؟!

٤ - بطلان احتجاجه على ضوء كلام تلميذه

ان تلميذ ( الدهلوي ) رشيد الدين خان الدهلوي صرح في كتابه ( الشوكة العمرية ) في كلام له بقوله:

« فقد يكون رواة فرقة معتمدين عندها وهم لدى غيرها مجروحون، ولهذا فان كل فرقة ترى رواياتها مسلّمة والاخبار المروية عند الفرقة المخالفة ضعيفة.

وهذا واضح، لان الشيعة الامامية يقدحون في أخبار الفرق المخالفة لها، وبالاخص في الاخبار التي يرويها أبناء السنة ترويجاً لمقاصدهم وعقائدهم، فان هذه عندهم مقدوحة بطريق أولى ».

٣١٠

٥ - انه مما أعرض عنه الشيخان

ان حديث: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء » حديث أعرض عنه البخاري ومسلم ولم يخرجاه في الصحيحين. واعراضهما عن حديث دليل في رأي جمهور أهل السنة على وضعه، وقد أوردنا شطراً من كلماتهم الصريحة في ذلك في مجلد ( حديث الطير ) في رد حديث الاقتداء.

٦ - انه مقدوح سندا ً

انه لو تتبع الخبير سند حديث: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء » لوجد رجاله مجروحين مطروحين عند نقاد أهل السنة ورجال الحديث، وعلى ذلك فان دعوى صحته باطلة.

هذا واني ناقل هذا الحديث أولا من ( سنن ابي داود ) و ( سنن الترمذي ) و ( سنن ابن ماجة ) ثم أذكر أقوالهم في رجاله:

قال ابو داود: « حدثنا أحمد بن حنبل نا الوليد بن مسلم ناثور بن يزيد حدثني خالد بن معدان حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر، قالا: أتينا العرباض بن سارية - وهو ممن نزل فيه قوله تعالى:( وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ) - فسلمنا وقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين.

فقال العرباض: صلى بنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كان هذه موعظة مودع فماذا تعهد الينا؟ فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان كان عبداً حبشياً، فانه من يعيش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، واياكم ومحدثات الامور، فان كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة »(١) .

__________________

(١). سنن أبى داود ٤ / ٢٨٠.

٣١١

وقال الترمذي: « حدثنا علي بن حجر نا بقية بن الوليد عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض ابن سارية » مثله.

ثم قال الترمذي: « هذا حديث حسن صحيح، قد روى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحو هذا، حدثنا بذلك الحسن بن علي الخلال وغير واحد قالوا: نا أبو عاصم عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن ابن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

والعرباض بن سارية يكنى أبا نجيح، وقد روى هذا الحديث عن حجر بن حجر عن عرباض بن سارية عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحوه »(١) .

وقال ابن ماجة: « حدثنا عبد الله بن أحمد بن بشر بن ذكوان الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن العلا - يعني ابن زبر - حدثني يحيى بن أبي المطاع قال: سمعت العرباض بن سارية يقول » مثله.

ثم قال ابن ماجة: « حدثنا اسماعيل بن بشر بن منصور وإسحاق بن ابراهيم السواق قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن ضمرة ابن حبيب عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي انه سمع العرباض بن سارية يقول » مثله.

وقال: « حدثنا يحيى بن حكيم ثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو عن العرباض بن سارية »(٢) .

__________________

(١). صحيح الترمذي ٥ / ٤٤.

(٢). سنن ابن ماجة ١ / ١٥ - ١٧. باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين.

٣١٢

٧ - النظر في رجال الحديث

ومن تتبع كلمات علماء الرجال علم أن أكثر رجاله مضعّفون:

اما العرباض بن سارية الصحابي

وهو الذي عليه مدار هذا الحديث فلا شك في كونه كذاباً، اذ كان يدعي انه ربع الاسلام، هذا باطل محض، وكذب بحت، لا يشك في ذلك ولا يرتاب من وقف على الاثار والاحاديث المذكورة في كتب أهل السنة، في ذكر السابقين الى الاسلام.

ومن الغريب: ان عمرو بن عبسة ايضاً كان يقول: أنا ربع الاسلام، وهذا ما دعى محمد بن عوف الى أن يقول: « لا ندري أيهما اسلم قبل صاحبه » والحال ان دعوى كل منهما بالنظر الى تكذيب أحدهما الاخر باطلة.

قال ابن حجر العسقلاني: « قال محمد بن عوف: كل واحد من العرباض ابن سارية وعمرو بن عبسة يقول: أنا ربع الاسلام، لا ندري أيهما أسلم قبل صاحبه »(١) .

ومما يدل على كذب العرباض قوله « عتبة خير منى سبقني الى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسنة ».

فقد قال ابن الاثير وابن حجر واللفظ للاول بترجمة عتبة بن عبد: « أخبرنا ابو ياسر بن هبة الله بأسناده عن عبد الله بن أحمد قال حدثني أبى، حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا اسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح ابن عبد قال: كان عتبة يقول: عرباض خير مني، وعرباض يقول: عتبة خير مني سبقني الى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسنة »(٢) .

__________________

(١). اسد الغابة ٣ / ٣٦٢، الاصابة ٢ / ٤٤٧.

(٢). تهذيب التهذيب ٧ / ١٧٤.

٣١٣

وظاهر أنه لو كان قول عرباض « أنا ربع الاسلام » صحيحاً لكان عتبة بن عبد الذي سبقه الى الاسلام - بناء على قوله الثاني عتبة بن عبد خير مني سبقني الى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسنة - ثلاث الاسلام!! وعلاوة على أن الاحاديث الكثيرة تكذب هذا المعنى، فانه لم يقل أحد عن عتبة بأنه ثلاث الاسلام.

وعلى ذلك فان قول العرباض « أنا ربع الاسلام » باطل، من هذه الجهة ايضاً.

ومما يدل على كذبه أيضاً ما نقله ابن الأثير بترجمة عتبة فقال:

« روى اسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبد قال:

قال عتبة بن عبد السلمى كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذا أتاه رجل وله الاسم لا يحبه حوّله، ولقد أتيناه وانا لسبعة من بنى سليم أكبرنا العرباض بن سارية فبايعناه جميعاً »(١) .

فانه - كما ترى - يثبت كذبه في قوله « انا ربع الاسلام » وكذبه في قوله عن عتبة « عتبة خير مني سبقني الى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسنة ».

و اما عبد الرحمن بن عمرو السلمى

وهو راوي الخبر عن العرباض، فانه على ما نص عليه ابن القطان مجهول كما سيأتي.

و اما حجر بن حجر

وهو راويه عن العرباض ايضاً فقد قال الذهبي: « حجر بن حجر الكلاعى ما حدث عنه سوى خالد بن معدان بحديث العرباض مقروناً

__________________

(١). اسد الغابة ٣ / ٣٦٢.

٣١٤

بآخر »(١) .

ويقصد من حديث العرباض الحديث الذي نحن بصدد تضعيفه، ومن الآخر عبد الرحمن السلمي، وستعرف ما فيه.

وقال ابن حجر العسقلاني بترجمته: « قال ابن القطان لا يعرف »(٢) .

ومن جملة قوادحه انه من أهل حمص، وعداء أهل حمص لأمير المؤمنينعليه‌السلام ظاهر معروف وقد أثبتنا ذلك في مجلّد حديث ( مدينة العلم ) بالتفصيل.

و اما خالد بن معدان

فمما يدل على سقوطه كونه من اهل حمص، كما في [ تهذيب التهذيب ] « خالد بن معدان بن ابى كريب الكلاعى أبو عبد الله الشامي الحمصي »(٣) .

ومن جملة مخازيه: انه كان من أعوان يزيد بن معاوية وصاحب شرطته كما قال الطبري بترجمته:

« حدثني الحارث عن الحجاج قال: حدثني ابو جعفر الحمداني عن محمد ابن داود قال: سمعت عيسى بن يونس يقول: كان خالد بن معدان صاحب شرطة يزيد بن معاوية، وكان خالد غير متهم فيما روى وحدث من خبر في الدين »(٤) .

وما ادعاه عيسى بن يونس في ذيل كلامه باطل إذ كون الرجل صاحب شرطة يزيد بن معاوية يكفي حجة على سقوطه وعدم الاعتماد عليه في جميع أخباره

__________________

(١). ميزان الاعتدال ١ / ٤٦٦.

(٢). تهذيب التهذيب ٢ / ٢١٤.

(٣). تهذيب التهذيب ٣ / ١١٨.

(٤). ذيل المذيل للطبري.

٣١٥

واما ثور بن يزيد

وهو راوي الخبر عن خالد، فهو مقدوح كذلك، لأنه من أهل حمص كما ذكر الذهبي: « ثور بن يزيد الكلاعى أبو خالد الحمصي »(١) .

ولأنه كان لا يحب علياعليه‌السلام فقد قال ابن حجر العسقلاني « وكان جده قتل يوم صفين مع معاوية، فكان ثور إذا ذكر عليا قال: لا أحب رجلا قتل جدي ».

ولأنه كان يجالس الذين يسبون علياعليه‌السلام وهو لا ينكر ذلك، فقد قال ابن حجر العسقلاني: « أزهر الحرازى، وأسد بن وداعة، وجماعة - وكانوا يجلسون ويسبون علي بن أبي طالب، وكان ثور لا يسبه، فإذا لم يسب جرّوا برجليه »(٢) .

ولأنه كان قدريا قال الذهبي بترجمته: « قال احمد بن حنبل: كان ثور يرى القدر وكان أهل حمص نفوه وأخرجوه، وقال أبو مسهر عن عبد الله بن سالم: أدرك أهل حمص وقد أخرجوا ثور وأحرقوا داره لكلامه في القدر ». ونقله ابن حجر في تهذيب التهذيب وأضاف: « وقال ابن معين كان مكحول قدريا ثم رجع وثور بن يزيد قدري ».

وقال العيني في شرح حديث ما أكل أحد طعاما قط في ذكر رجاله: « كان قدريا »(٣) .

وقال الصفي الخزرجي بترجمته: « قال أحمد: كان يرى القدر تكلم فيه جماعة بسبب ذلك»(٤) .

ولأنه كان مذموما لدى مالك - وهو أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة - فقد قال ابن حجر العسقلاني « قدم المدينة فنهى مالك عن مجالسته،

__________________

(١). ميزان الاعتدال ١ / ٣٧٤.

(٢). تهذيب التهذيب ٢ / ٣٤.

(٣). عمدة القاري ١١ / ١٨٧.

(٤). خلاصة تهذيب التهذيب ١ / ١٥٤.

٣١٦

وليس لمالك عنه رواية لا في ( الموطأ ) ولا في ( الكتب الستة ) ولا في ( غرائب مالك للدارقطنى ) فما أدري أين وقعت روايته عنه مع ذمة له.

وقال سلمة بن المعيار: كان الأوزاعي سيء القول في ثور وابن إسحاق وزرعة بن ابراهيم. » وقال ابن حجر العسقلاني: « وقال أبو مسهر وغيره: كان الاوزاعي يتكلم فيه ويهجوه ».

ولان عبد الله بن المبارك - الامام الشهير - كان يحذر عنه ويعده ممن كان فاسد المذهب، فقد قال ابن حجر: « قال نعيم بن حماد قال عبد الله بن المبارك:

أيها الطالب علمائ

أئت حماد بن يزيد

فاطلبن العلم منه

ثم قيده بقيد

لا كثور وكجهم

وكعمرو بن عبيد ».

ولان ابن حجر روى في ( تهذيب التهذيب ) عن القطان قولا فيه، فقد قال: « وقال عبد الله بن احمد عن ابيه عن يحيى القطان: ثور اذا حدثني عن رجل لا أعرفه قلت: أنت اكبر أم هذا؟ فاذا قال: هو اكبر مني كتبته، واذا قال: هو أصغر مني لم اكتبه ». فكأن القطان - وهو من مشاهير علماء القوم - كان لا يعتمد على رواية ثور عمن هو أصغر منه سناً.

و اما الوليد بن مسلم

راوي الخبر عن ثور والواقع في سند أبي داود فهو مطروح أيضا، فقد قال الذهبي: « وقال ابو مسهر: الوليد مدلس، وربما دلس عن الكذابين »(١) .

وقال فيه بترجمته أيضاً: « وقال أبو عبد الله الاجري: سألت أبا داود عن صدقة بن خالد قال: هو أثبت من الوليد بن مسلم، الوليد روى عن

__________________

(١). ميزان الاعتدال ٤ / ٣٤٧.

٣١٧

مالك عشرة أحاديث ليس لها أصل، منها عن نافع أربعة.

قلت: ومن أنكر ما أتى به حديث حفظ القرآن رواه الترمذي، وحديثه عن أبى لهيعة عن عبيد الله بن جعفر عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من قعد على فراش مغيبة قيض الله له يوم القيامة ثعبانين، وقال أبو حاتم: هذا حديث باطل.

قلت: اذا قال الوليد عن ابن جريح أو عن الاوزاعي فليس بمعتمد لانه يدلس عن كذابين، فاذا قال حدثنا فهو حجة. وقال أبو مسهر: كان الوليد يأخذ من ابن السفر حديث الوزاعي، وكان ابن السفر كذاباً وهو يقول فيها: قال الاوزاعي.

وقال صالح جزرة: سمعت الهشيم بن خارجة يقول: قلت للوليد بن مسلم: قد افسدت حديث الاوزاعي، قال: وكيف؟ قلت: تروي عنه عن نافع وعنه عن الزهري وعنه عن يحيى، وغيرك لا يدخل بين الاوزاعي وبين نافع عبد الله بن عامر الاسلمي، وبينه وبين الزهري قرة، فما يحملك على هذا؟ قال: أنبل الاوزاعي انه يروي عن مثل هؤلاء. قلت: فاذا روى الاوزاعي عن هؤلاء وهم ضعفاء مناكير فأسقطتهم وصيرتها من رواية الاوزاعي عن الاثبات ضعف الاوزاعي. فلم يلتفت الى قولي. »

وقال ابن حجر بترجمته: « وقال الاسماعيلي أخبرت عن عبد الله بن احمد عن أبيه قال: كان الوليد رفاعاً، وقال المروزي احمد: كان الوليد كثير الخطأ، وقال حنبل عن ابى معين: سمعت أبا مسهر يقول: كان الوليد ممن يأخذ عن ابن السفر حديث الاوزاعي وكان أبو السفر كذاباً، وقال مؤمل بن أهاب عن ابى مسهر: كان الوليد بن مسلم يحدث حديث الاوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم، وقال صالح بن محمد: سمعت الهشيم بن خارجة يقول وقال الدارقطني: كان الوليد يرسل، يروي عن الاوزاعي أحاديث عند الاوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد ادركهم الاوزاعي، فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الاوزاعي عن نافع وعن عطاء. »

٣١٨

وقال ابن حجر أيضاً « وقال الاجري: سألت أبا داود عن صدقة بن خالد فقال هو أثبت من الوليد، الوليد روى عن مالك عشرة أحاديث ليس لها أصل، منها اربعة عن نافع، وقد تقدم هذا في الاصل بترجمة صدقة بن خالد.

وقال منها: سألت أحمد عن وليد فقال: اختلطت عليه أحاديث، ما سمع وما لم يسمع، وكانت له منكرات، منها حديث عمرو بن العاص: لا تلبسوا علينا ديننا، ولم يثبت شيء صح في هذا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وقال عبد الله بن أحمد: سئل عنه أبي فقال: كان رفاعاً »(١) .

و أما أبو عاصم

راوي الخبر عن ثور في سند الترمذي، فهو مطعون فيه أيضاً، فقد تكلم فيه القطان، قال الذهبي بترجمته: « وقال النباتي ذكر لابي عاصم ان يحيى ابن سعيد تكلم [ يتكلم ] فيك، فقال: لست بحي ولا ميت اذا لم أذكر »(٢) .

و اما حسن بن على الخلال

الحلواني وهو راوي الخبر عن أبي عاصم عند الترمذي فمقدوح كذلك فقد قال ابن حجر العسقلاني: « وقال أبو داود: كان عالماً بالرجال وكان لا يستعمل علمه. وقال أيضاً: وكان لا ينتقد الرجال »(٣) .

وقال ابن حجر أيضاً: « وقال داود بن الحسين البيهقي: بلغني ان الحلواني قال لا أكفر من وقف في القرآن. قال داود: فسألت سلمة بن شبيب عن الحلواني فقال: يرمى في الحش، من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر.

__________________

(١). تهذيب التهذيب ١١ / ١٥٤.

(٢). ميزان الاعتدال ٢ / ٣٢٥.

(٣). تهذيب التهذيب ٢ / ٣٠٣.

٣١٩

وقال الامام أحمد: ما أعرفه بطلب الحديث ولا رأيته يطلبه، ولم يحمده، ثم قال: بلغني عنه أشياء أكرهه، وقال مرة: أهل الثغر عنه غير راضين، أو ما هذا معناه ».

و اما بحير بن سعيد

راوي الخبر عن خالد بن معدان أيضاً عند الترمذي فلا شك في ضعفه، اذ هو من أهل حمص، وانحراف أهل حمص عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أظهر من الشمس كما مر مراراً.

قال ابن حجر: « بحير بن سعيد السحولي أبو خالد الحمصي، روى عن خالد بن معدان ومكحول، وعنه اسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد وثور بن يزيد وهو من أقرانه، ومعاوية بن صالح وغيرهم »(١) .

وكذا قال الصفي الخزرجي في ( مختصر تذهيب تهذيب الكمال ١ / ١٤٢ ).

و اما بقية بن الوليد

راوي الخبر عن بحير بن سعيد عند الترمذي، فهو مقدوح ومذموم في الغاية، وبالاضافة الى كونه حمصياً فانهم ذكروا له مثالب كثيرة، قال ابن الجوزي في حديث: « وقد ذكرنا ان بقية كان يروي عن المجهولين والضعفاء، وربما أسقط ذكرهم وذكر من رووا له عنه »(٢) .

وقال « قال ابن حبان: لا يحتج ببقية »(٣) .

وقال: « بقية مدلس يروي عن الضعفاء، وأصحابه لا يسوون حديثه ويحذفون الضعفاء منه»(٤) .

__________________

(١). تهذيب التهذيب ١ / ٤٢١.

(٢). الموضوعات ١ / ١٠٩.

(٣). المصدر ١ / ١٥١.

(٤). المصدر ١ / ٢١٨.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373