نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار10%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 373

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 373 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 308529 / تحميل: 7060
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

(1) - قوله: في (نفر) النفر بالتحريك، وهم عدة رجال، قيل من ثلاثة إلى عشرة، وقيل إلى سبعة ولا يقال نفر فيما زاد على العشرة. «مجمع البحرين»

207 - وعنه، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

قضى أمير المؤمنين في وليدة كانت نصرانية فأسلمت وولدت لسيدها، ثم ان سيدها مات وأوصى بها عتاقة السرية على عهد عمر فنكحت نصرانيا ديرانيا، تنصرت فولدت منه ولدين وحبلت بالثالث، قضى فيها أن يعرض عليها الاسلام فعرض عليها الاسلام، فأبت فقال: ما ولدت من ولد نصرانيا، فهم عبيد لأخيهم الذي ولدت لسيدها الأول، وأنا أحبسها حتى تضع ولدها، فإذا ولدت قتلتها. (1)

208 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي ابن إبراهيم، عن أبيه، جميعا عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين (ع) في رحل أقر على نفسه بحد ولم يسم أي حد هو، قال:

أمر أن يجلد حتى يكون هو الذي ينهى عن نفسه في الحد. (2)

209 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن علي ابن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا،

__________________

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 129، الحديث 517، باب الحد في السرقة والخيانة والخلسة ونبش القبور والخنق والفساد.

... الفقيه 4، ص 44، الحديث 150، باب حد السرقة.

(1) وسائل الشيعة ج 18، ص 550، كتاب الحدود والتعزيرات الحديث 5 - الباب 4 - أبواب حد المرتد.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 143، الحديث 567، باب حد المرتد والمرتدة.

... الاستبصار ج 4، ص 255، الحديث (968) باب حد المرتد والمرتدة.

(2) وسائل الشيعة ج 18، ص 318، كتاب الحدود والتعزيرات الحديث 1 - الباب 11 أبواب مقدمات الحدود وأحكامها العامة.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 219، كتاب الحدود - الحديث 1 - باب ما يجب على من أقر على نفسه بحد ومن لا يجب عليه الحد.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 45، الحديث 160 - باب حدود الزنا.

١٢١

عن ابن محبوب، عن أبي رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

كان لام سلمة زوج النبي (ص) أمة فسرقت من قوم فأتي بها النبي (ص) فكلمته ام سلمة فيها فقال النبي (ص)، يا أم سلمة هذا حد من حدود الله لا يضيع فقطعها رسول الله (ص). (1)

210 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي ابن ابراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الضيف إذا سرق لم يقطع وان أضاف الضيف ضيفا فسرق قطع ضيف الضيف. (2)

211 - وروى محمد بن قيس، عن أبي جعفر (ع): انه قال: في رجل قتل امه قال، إذا كان خطأ قال له نصيبا من ميراثها وإن كان قتلها متعمدا فلا يرث شيئا. (3)

__________________

(1) وسائل الشيعة ج 18، ص 332، كتاب الحدود والتعزيرات الحديث (1) الباب 20 أبواب مقدمات الحدود وأحكامها العامة.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 124، الحديث (497) باب الحد في السرقة والخيانة والخلسة ونبش القبور والخنق والفساد.

(2) الفروع من الكافي ج 7، ص 228، كتاب الحدود الحديث (4) باب الأجير والضيف.

... علل الشرائع ص 535، الحديث (3) الباب 323.

... بحار الأنوار، ج 76، ص 183، الحديث (5) باب السرقة والغلول وحدهما.

(3) الفقيه ج 4، ص (89) الحديث 289 باب الرجل يقتل ابنه أو أباه أو امه.

١٢٢

كتاب القصاص

212 - وباسناده عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام في الرجل يقتل المرأة قال: إن شاء أولياؤها قتلوه وغرموا خمسة آلاف درهم لأولياء المقتول، وشاؤوا أخذوا خمسة الآف درهم من القاتل. (1)

213 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا يقاد مسلم بذمي (1) في القتل ولا في الجراحات، ولكن يؤخذ من المسلم جنايته للذمي على قدر دية الذمي ثمانائة درهم. (2)

__________________

(1) وسائل الشيعة ج 19، ص 61، كتاب القصاص الحديث 11 - الباب 33 - أبواب القصاص في النفس.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 182، الحديث 713، باب القود بين الرجال والنساء والمسلمين والكفار والعبيد والأحرار.

(2) وسائل الشيعة ج 19، ص 80، كتاب القصاص الحديث 5، الباب 47، أبواب القصاص في النفس.

... الفروع من الكافي ج، ص 310، كتاب الديات الحديث 9 - باب المسلم يقتل الذمي أو يجرحه والذي يقتل المسلم أو يجرحه أو يقتص بعضهم بعضا.

١٢٣

(1) - قوله: (لا يقاد مسلم بذمي في القتل) والقود، قتل النفس بالنفس، الجوهري، القود القصاص وأقدت القاتل بالقتيل أي قتلة به وفي الحديث من قتل عمدا فهو قود، القود، القصاص وقتل القاتل بدل القتيل. «لسان العرب»

214 - محمد بن يعقوب، عن علي ابن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، عن محمد بن قيس، عن أحدهما عليهما السلام في رجل فقأ عيني رجل وقطع اذنيه ثم قتله و (في تهذيب والفقيه) (قطع أنفه وقطع اذنيه ثم قتله) فقال:

إن كان فرق ذلك اقتص منه ثم يقتل وإن كان ضربه ضربة واحدة ضربت عنقه ولم يقتص منه. (1)

215 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، قال، سمعت أبا جعفر (ع) يقول لو أن رجلا قتل في قرية أو قريبا من قرية ولم توجد بينة على أهل تلك القرية أنه قتل عندهم فليس عليهم (1) شئ. (2)

(1) - قوله: فليس عليهم: لعله محمول على القرية المطروقة مع عدم التهمة.

216 - محمد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:

قضى أمير المؤمنين (ع) في رجل قتل في قرية أو قريبا من قرية أن يغرم أهل

__________________

... تهذيب الأحاك ج 10، ص 188، الحديث (740) باب القود بين الرجال والنساء والمسلمين والكفار والعبيد والأحرار.

(1) وسائل الشيعة ج 19، ص 82، كتاب القصاص الحديث (1) الباب (51) أبواب القصاص في النفس.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 252، الحديث 1(000) باب ديات الأعضاء والجوارح والقصاص فيها.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 326، كتاب الديات الحديث (1) باب آخر.

... الفقيه ج 4، ص 97، الحديث 324، فيما يجب فيه الدية ونصف الدية فيما دون النفس.

(2) وسائل الشيعة ج 19، ص (112) كتاب القصاص الحديث (2) الباب (8) أبواب دعوى القتل وما يثبت به.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 355، كتاب الديات الحديث (1) باب آخر منه.

١٢٤

تلك القرية إن لم توجد بينة على أهل تلك القرية أنهم ما قتلوه. (1)

217 - محمد بن يعقوب، عن علي ابن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، قال قلت لأبي جعفر عليه السلام أعور (1) فقأ عين صحيح، فقال: تفقأ عينه، قال: قلت: يبقى اعمى؟ قال: الحق أعماه. (2)

(1) - قوله: (اعور فقأ عين صحيح) العور، ذهاب حس إحدى العينين، معنى اعور إحدى العينين، أي فيه بئران فذهب واحدة فذلك معنى قوله اعور وبقيت واحدة: العور جمع عوراء، فقأ عين أي كسرها وقيل قلعها. «لسان العرب»

218 - محمد بن يعقوب، عن علي ابن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، قال أبو جعفر عليه السلام:

قضى أمير المؤمنين في رجل أعور اصيبت عينه الصحيحة فقئت، ان تفقأ إحدى عيني صاحبه ويعقل له نصف الدية، وإن شاء أخذ دية كاملة، ويعفى عن عين صاحبه. (3)

__________________

(1) وسائل الشيعة ج 19، ص 112، كتاب القصاص الحديث 5، الباب 8 - أبواب القتل وما يثبت به.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 205، الحديث 807، باب القضاء في القتيل الزحام ومن لا يعرف قاتله ومن لادية له.

... الاستبصار ج 4، ص 205، الحديث 1052 - باب المقتول يوجد في قبيلة أو قرية.

(2) وسائل الشيعة ج 19، ص 134، كتاب القصاص الحديث 1 - الباب 15 - أبواب قصاص الطرف.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 319، كتاب الديات الحديث 3 - باب 1 ن الجروح قصاص.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 276، الحديث 1(078) باب القصاص.

(3) وسائل الشيعة ج 19، ص 136، كتاب القصاص الحديث 1 - الباب 17 - أبواب قصاص الطرف.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 317، كتاب الديات الحديث 1 - باب دية عين الأعمى ويد الاشل ولسان الأخرس وعين الأعور.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 269، الحديث 1057، باب دية عين الأعور ولسان الأخرس واليد الشلاء والعين العمياء وقطع رأس الميت.

١٢٥

كتاب الديات

219 - وعنه، عن أبيه ومحمد بن عيسى، عن يونس، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قضى أمير المؤمنين عليه السلام في مكاتب قتل، قال: يحسب ما اعتق منه فيؤدى دية (1) الحر، ومارق منه فدية العبد. (1)

(1) - أقول: قوله: (دية الحر) مئتا بعير من مسان الإبل أو مئتا بقرة، أو مئتا حلة ثوبان من برود اليمن، أو ألف دينار أو ألف شاة أو عشرة آلاف درهم، ودية العبد قيمته. «شرائع الاسلام ج 4 ص 254 وص 247»

220 - وعنه، عن أبيه، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث

__________________

(1) وسائل الشيعة ج 19، ص 157، كتاب الديات الحديث 2 - الباب 10 - أبواب ديات النفس.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 307، كتاب الديات الحديث (1) باب المكاتب يقتل الحر أو يحرحه والحر يقتل المكاتب أو يجرحه.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 200، الحديث (790) باب القود بين الرجال والنساء والمسلمين والكفار والعبيد والأحرار.

... الاستبصار ج 4، ص 276، الحديث 1048، باب في دية المكاتب.

١٢٦

قال:

دية الذمي (1) ثمانمائة درهم. (1)

أقول: وتقدم ذكر الحديث بتمامه في الرقم (213) كتاب القصاص.

(1) - قوله: (دية الذمي) وفي نهاية الذمة والذمام بمعنى العهد والأمان والضمان والحرمة والحق ...

أهل الذمة سموا بذلك لانهم دخلوا في ضمان المسلمين وعهدهم.

221 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قضى أمير المؤمنين (ع) في أربعة شربوا مسكرا فأخذ بعضهم على بعض السلاح فاقتتلوا فقتل اثنان وجرح اثنان، فأمر المجروحين فضرب كل واحد منهما ثمانين جلدة، وقضى بدية المقتولين على المجروحين، وأمران تقاس جراحة المجروحين فترفع من الدية فان مات المجروحان فليس على أحد من أولياء المقتولين شئ. (2)

222 - قال الكليني، وفي رواية محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

قضى أمير المؤمنين (ع) في أربعة اطلعوا في زيبة الأسد (1) خر أحدهم

__________________

(1) وسائل الشيعة ج 19، ص 160، كتاب الديات الحديث (3) أبواب ديات النفس.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 310، الحديث (9) كتاب الديات باب المسلم يقتل الذمي أو يحرحه والذمي يقتل المسلم أو يحرحه أو يقتص بعضهم بعضا.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 188، الحديث (740) باب القود بين الرجال والنساء والمسلمين والكفار والعبيد والاحرار.

... الاستبصار ج 4، ص 270، الحديث 1(022) باب انه لا يقاد مسلم بكافر.

(2) وسائل الشيعة ج 19، ص 172، كتاب الديات الحديث (1) الباب (1) أبواب موجبات الضمان.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 284، كتاب الديات الحديث (5) باب الجماعة يجتمعون على قتل واحد.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 240، الحديث 956، باب الاشتراك في الجنايات.

... بحار الأنوار ج 101، ص 386، الحديث (6) باب أقسام الجنايات.

١٢٧

فاستمسك بالثاني واستمسك الثاني بالثالث واستمسك الثالث بالرابع حتى أسقط بعضهم بعضا على الأسد فقتلهم الأسد فقضى بالأول فريسة (2) الأسد، وغرم أهله ثلث الدية لأهل الثاني، وغرم الثاني لأهل الثالث ثلثي الدية، وغرم الثالث لأهل الرابع الدية كاملة. (1)

(1) - قوله: (زبية الاسد) الزبية، أي الرابية التي لا يعلوها الماء، الزبى جمع زبية وهي الرابية لا يعلوها الماء قيل انما اراد الحفرة التي تحفر للأسد ولا تحفر الا في مكان عال من الأرض لئلا يبلغها السيل، الزبية حفرة يستتر فيها الصائد وقال الفراء، سميت زبية الأسد، زبية لارتفاعها عن المسيل وقيل سميت بذلك لأنهم كانوا يحرونها في موضع عال. «لسان العرب»

(2) - قوله: (فريسة الاسد)، الأسد الذي يكسرها فعلية بمعنى مفعولة و (فرسها) (فرسا) من باب ضرب إذا كسرها ثم اطلق (الفرس) على كل قتل و (أبو فراس) كنية الأسد يقال فرس الأسد فريسة يضربها فرسا، وافترسها دق عنقها وأصل الفرس هذا ثم كثر حتى يصير لكل قتل فرسا. «مجمع البحرين» - «المصباح المنير»

223 - محمد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قضى أمير المؤمنين عليه السلام في أربعة أنفس شركاء في أربعة أنفس شركاء في بعير فعقله أحدهم فانطلق البعير يعبث بعقاله فتردى فانكسر، فقال أصحابه للذي عقله: اغرم لنا بعيرنا، قال فقضى بينهم أن يغرموا له حظه من أجل أنه أوثق حظه فذهب حظهم بحظه منه. (2)

__________________

(1) وسائل الشيعة ج 19، ص 176، كتاب الديات الحديث 2 - الباب 4 - أبواب موجبان الضمان.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 239، الحديث 951 - باب الاشتراك في الجنايات.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 286، كتاب الديات الحديث 3 - باب الرجل يقتل رجلين أو أكثر.

... الفقيه ج 4، ص 86، الحديث 278، باب حكم الرجل يقتل الرجلين أو أكثر والقوم يجتمعون على قتل رجل.

(2) وسائل الشيعة ج 19، ص 207، كتاب الديات الحديث 1 - الباب 39 - أبواب موجبات الضمان.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 231، الحديث 910 - باب ضمان النفوس وغيرها.

١٢٨

224 - وعنه، عن ابن أبى عمير، عن عاصم، عن محمد بن، قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قضى علي (ع) في عين فرس فقئت ربع ثمنها يوم فقئت العين. (1)

225 - وعنه، عن أبيه، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن أبن نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، قال، قال أبو جعفر عليه السلام: قضى أمير المؤمنين (ع) في رجل أعور اصيبت عينه الصحيحه ففقئت أن تفقأ إحدى عيني صاحبه ويعقل له نصف الدية، وإن شاء أخذ دية كاملة ويعفى عن عين صاحبه. (2)

226 - وعنه، عن النضر، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قضى أمير المؤمنين عليه السلام في رجل اصيبت إحدى عينيه بأن يؤخذ بيضة نعامة فيمشي بها، وتوثق عينه الصحيحة حتى لا يبصرها وينتهي بصره، صم يحسب مابين منتهى بصر عينه التي اصيبت ومنتهى عينه الصحيحة فيؤدى بحساب ذلك. (3)

__________________

(1) وسائل الشيعة ج 19، ص 271، كتاب الديات الحديث 3 - الباب 47 - أبواب ديات الأعضا.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 309، الحديث 1151 باب الجنايات على الحيوان.

... الفقيه ج 4، ص 127 - الحديث 449، في نوادر الديات.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 367، كتاب الديات - الحديث 1 - باب فيما يصاب من البهائم وغيرها من الدواب.

(2) وسائل الشيعة ج 19، ص 252، كتاب الديات الحديث 2، الباب 27 - أبواب ديات الأعضاء.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 269 - الحديث 1057 - باب دية الأعور ولسان الأخرس واليد الشلاء والعين العمياء وقطع رأس الميت وابعاضه.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 317، كتاب الديات - الحديث 1 - باب دية عين الأعمى ويد الأشل ولسان الأخرس وعين الأعور.

(3) وسائل الشيعة ج 19، ص 283، كتاب الديات الحديث 3 - الباب 8 - أبواب ديات المنافع.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 266، الحديث 1049 - باب ديات الأعضا والجوارح والقصاص فيها.

... الفقيه ج 4، ص 100، الحديث 331 - باب ما يجب فيه الدية ونصف الدية فيما دون النفس.

١٢٩

المتفرقات

227 - ع: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن محمد بن قيس، قال، سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان ملكين هبطا من السماء فالتقيا في الهواء فقال، أحدهما لصاحبه، فيما هبطت قال، بعثني الله عز وجل إلى بحرايل (1) أحشر سمكة إلى جبار من الجبابرة اشتهى عليه سمكة في ذلك البحر، فأمرني ان أحشر الى الصياد سمك البحر حتى يأخذها له ليبلغ الله عز وجل غاية مناه في كفره، ففيما بعث أنت قال: بعثني الله عز وجل في أعجب من الذي بعثك فيه، بعثني إلى عبده المؤمن الصائم القائم المعروف دعاؤه وصوته في السماء، لا كفئ (2) قدره التي طبخها لإفطاره ليبلغ الله في المؤمن الغاية في اختبار ايمانه. (1)

(1) - قوله: (الى بحرايل) «ايل» اسم بحر وهو غير معروف في اللغة.

(2) - قوله: (لأكفى) كفاءه كمنعه، كبه وقلبه كأكفاء. «بحار الأنوار ج 67 ص 229»

__________________

(1) بحار الأنوار ج 67، ص 229، كتاب الايمان والكفر الحديث 40 - الباب 12 شدة ابتلاء المؤمن.

١٣٠

228 - لي: (2) - عن أبيه، عن سعد، عن ابن هاشم، عن ابن أبي نجران، عن ابن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

كان أمير المؤمنين (ع) بالكوفة، إذا صلى العشاء الآخرة ينادي الناس ثلاث مرات حتى يسمع أهل المسجد:

أيها الناس تجهزوا رحكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل فما التعرج على الدنيا بعد نداء فيها بالرحيل تجهزوا رحكم الله وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم من الزاد وهو التقوى، واعلموا أن طريقكم إلى المعاد وممركم على الصراط والهول الأعظم أمامكم على طريقكم عقبة كؤودة ومنازل مهولة مخوفة، لا بد لكم من الممر عليها والوقوف بها، فاما برحمة من الله فنجاة من هولها وعظم خطرها وفظاعة منظرها وشدة مختبرها، وإما بهلكة ليس بعدها انجبار. (1)

229 - ل: أبي، عن علي، عن أبيه، عن أبي نجران، عن ابن حميد، عن ابن قيس، عن أبي جعفر (ع) قال:

سأل الشامي - الذي بعثه معاوية ليسأل أمير المؤمنين عليه السلام عما سأل عنه ملك الروم، الحسن بن علي عليه السلام كم بين الحق والباطل فقال عليه السلام: أربع أصابع، فما رأيته بعينك فهو الحق وقد تسمع باذنيك باطلا كثيرا. (2)

230 - كا: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن يوسف بن عقيل، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الجنة محرمة على القتاتين (1) المشائين بالنميمة (2). (3)

أقول: وتقدم ذكر الحديث في الرقم 25 كتاب الحج.

(1) قوله: (على القتاتين)، قتات هو النمام، والقتات هو الذي يكون مع القوم

__________________

(1) بحار الأنوار ج 77، كتاب الروضة ص 391، الحديث 12، الباب 15 - مواعظه وحكمه عليه السلام.

(2) بحار الأنوار ج 75، كتاب العشرة ص 196، الحديث 10 - الباب 62 - التهمة والبهتان وسوء الظن بالأخوان وذم الاعتماد على ما يسمع من أفواه الرجال.

(3) وسائل الشيعة ج 8، ص 617، كتاب الحج الحديث 2 - الباب 164 - أبواب أحكام العشرة.

... بحار الأنوار ج 75، ص 267، الحديث 18 - كتاب العشرة الباب 67 - باب النميمة والسعاية.

١٣١

يتحدثون فينم عليهم وقيل: هو الذي يستمع على القوم فهم لا يعلمون فينم عليهم، والقساس، الذي يسأل عن الأخبار ثم ينمها. «لسان العرب»

(2) - قوله: (بالنميمة)، الرجل الحديث (نما) من يابي قتل وضرب سعى به ليوقع فتنة أو وحشة فالرجل (نم) تسميمة بالمصدر و (نمام) مبالغة والاسم (النميمة) و (النميم) أيضا.

وقيل النمام الذي يكون مع القوم يتحدثون فينم عليهم. «المصباح المنير»

213 - لي: أبي، عن الكميداني، عن ابن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن ابن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

أوحى الله تبارك وتعالى إدم آدم عليه السلام، يا آدم إني أجمع لك الخير كله في أربع كلمات: واحدة منهن لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين الناس.

فاما التي لي فتعبدني فلا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فاجازيك بعملك أحوج ما تكون إليه، وأما التي بيني وبينك، فعليك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي فيما بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك. (1)

232 - ما: المفيد عن أبي غالب الزراري عن جده محمد بن سليمان عن محمد بن خالد عن ابن حميد عن ابن قيس عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله (ص) إن أسرع الخير ثوابا البر وأسرع الشرع عقابا البغي وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه وأن يعير الناس بما لا يستطيع

__________________

(1) بحار الأنوار ج 11 ص 257، كتاب النبوة الحديث 1 - باب ما أوحى ان آدم عليه السلام.

... بحار الأنوار ج 75، ص 26، كتاب العشرة الحديث 8 - باب 35 الانصاف والعدل.

... الخصال ج‍ 1 ص 116.

... معاني الأخبار (الصدوق) ص 137، باب معنى الكلمات التي جمع الله عز وجل فيها الخير كله لآدم عليه السلام.

... امالي الصدوق ص 362.

١٣٢

تركه وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه. (1)

233 - روى الثعلبي عن محمد بن قيس قال:

جاء يهودي إلى علي ابن أبي طالب عليه السلام فقال، يا أبا الحسن ما صبرتم بعد نبيكم الا خمسا وعشرين سنة حتى قتل بعضكم بعضا قال:

بلى ولكن ما جف أقدامكم من البحر حتى قلتم، (يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة). (2)

234 - ص: بهذا الاسناد، عن ابن أبي عمير، عن أبي، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام، إن من يتقرب إلي بالحسنة، فأحكمه، في الجنة قال: وما تلك الحسنة، قال: يمشي في حاجة مؤمن. (3)

235 - لي: ابن الوليد عن الصفار، عن عبد الله بن الصلت، عن يونس، عن ابن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله (ص) خمس لا أدعهن حتى الممات: الأكل على الحضيض مع العبيد وركوبي الحمار مؤكفا، وحلبي العنز بيدي، ولبس الصوف والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي. (4)

236 - شي: عن محمد بن قيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته

__________________

(1) بحار الأنوار ج 75، ص 47، الحديث 6 - كتاب العشرة الباب 40 - الأغضاء عن عيوب الناس وثواب من مقت نفسه دون الناس.

(2) بحار الأنوار ج 13، ص 176، كتاب النبوة الحديث 4 - باب خروجه عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه.

(3) بحار الأنوار ج 13، ص 356، كتاب النبوة الحديث 56 - الباب 11، مناجات موسى عليه السلام وما أوحى إليه من الحكم والمواعظ.

... بحار الأنوار ج 74، ص 306 - الحديث 56 - كتاب العشرة الباب 20 قضاء حاجة المؤمن.

(4) بحار الأنوار ج 16، ص 215 - الحديث 2 - تاريخ نبينا صلى الله عليه وآله الباب 9 مكارم أخلافه وسيرته وسنته (ص).

... الخصال ج 2، ص 86، وص 87.

333 أمالي الصدوق ص 144.

١٣٣

يقول:

ان يوسف لما حل سراويله (1) رأى مثال يعقوب عاضا على إصبعه وهو يقول له، يوسف قال: فهرب (2) ثم قال أبو عبد الله عليه السلام، لكني والله ما رأيت عورة ابي قط ولا رأى أبي عورة جدي قط ولا رأى جدي عورة أبيه قط قال:

وهو عاض إصبعه فوثب فخرج الماء من إبهام رجله. (1)

(1) - قوله: (سراويله) السروال، السروالة والسرويل ج سراويل وسراويلات، لباس يستر النصف الأسفل من الجسم والكلمة مؤثتة وقد تذكر.

(2) قوله: (فهرب) هرب - هربا وهروبا ومهربا وهربانا: فر / و - في مشيه: أسر. «المنجد»

237 - ل - أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام - قال: بينا أمير المومنين عليه السلام في الرحبة والناس عليه متراكمون، فمن بين مستفت ومن بين مستعد.

إذ قام إليه رجل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

فنظر إليه أمير المومنين عليه السلام بعينيه هاتيك العظيمتين ثم قال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته من أنت.

فقال: أنا رجل من رعيتك وأهل بلادك.

قال: ما أنت من رعيتي ولا من أهل بلادي ولو سلمت علي يوما واحدا ما خفيت علي.

فقال: الأمان يا أمير المومنين.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هل أحدثت في مصري هذا حدثا منذ دخلته؟ قال: لا.

__________________

(1) بحار الأنوار ج 12، ص 300، كتاب النبوة الحديث 96 - الباب 9 قصص يعقوب ويوسف عليها السلام.

١٣٤

قال: فعلك من رجال الحرب.

قال: نعم قال: إذا وضعيت الحرب أوزارها فلا بأس.

قال: أنا رجل بعثني إليك معاوية متغفلا لك أسألك عن شئ بعث فيه ابن الأصفر (1).

وقال له: ان كنت أحق بهذا الأمر والخليفة بعد محمد صلى الله عليه وآله فأجبني عما أسألك فانك إذا فعلت ذلك اتبعتك وبعثت اليك بالجائزة فلم يكن عنده جواب وقد أقلقة ذلك فبعثني اليك لأسألك عنها.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: قاتل الله ابن آكلة الأكابد، ما اضله وأعماه ومن معه.

والله لقد أعتق جارية فما أحسن أن يتزوج بها، حكم الله بيني وبين هذه الامة قطعوا رحمي (2) وأضاعوا ايامي (3) ودفعوا حقي وصغروا عظيم منزلتي و أجمعوا على منازعتي علي بالحسن والحسين ومحمد فاحضروا.

فقال: يا شامي هذان ابنا رسول الله وهذا ابني فأسأل أيهم أحببت.

فقال: أسأل ذا الوفرة (4) - يعني الحسن عليه السلام - وكان صبيا.

فقال له الحسن عليه السلام: سلني عما بدا لك.

فقال الشامي: كم بين الحق والباطل، وكم بين المساء والأرض وكم بين المشرق والمغرب وما قوس قزح وما العين تأوي إليها أرواح المشركين وما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين وما المؤنث وما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض.

فقال الحسن بن علي عليهما السلام: بين الحق والباطل أربع أصابع.

فما رأيته بعينك فهو الحق وقد تسمع باذنيك باطلا كثيرا.

قال الشامي: صدقت.

قال: وبين السماء والأرض دعوة المظلوم ومد البصر.

فمن قال لك غير هذا.

فكذبه (1).

قال: صدقت يا ابن رسول الله.

١٣٥

قال: وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس تنظر إليها حين تطلع من مشرقها وحين تغيب في مغربها.

قال الشامي: صدقت، فماقوس وقزح؟ قال: ويحك لا تقل: قوس قزح.

فان قزح اسم شيطان وهو قوس الله وعلامة الخصب وأمان لأهل الأرض من الغرق.

واما العين التي تأوي إليها أرواح المشركين فهي عين يقال لها برهوت واما العين التي تأوى أرواح المؤمنين فهي عين يقال لها سلمى وأما المؤنث فهو الذي لا يدري أذكر هو أو انثى.

فإنه ينتظر به فإن كان ذكرا احتلم وإن كانت انثى حاضت وبدا ثديها وإلاع قيل له: بل على الحائط فإن أصاب بوله الحائط فهو ذكر وان انتكص بوله كما ينتكص بول البعير فهي إمرأة وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض: فأشد شئ خلقه الله عز وجل الحجر وأشد من الحجر الحديد يقطع به الحجر وأشد من الحديد النار تذيب الحديد وأشد من النار الماء يطفئ النار وأشد من الماء السحاب يحمل الماء.

وأشد من السحاب الريح يحمل السحاب وأشد من الريح الملك الذي يرسلها وأشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك وأشد من ملك الموت، الموت الذي يميت ملك الموت وأشد من الموت أمر الله العالمين الذي يميت الموت.

فقال الشامي: أشهد أنك ابن رسول الله حقا وان عليا أولى بالأمر من معاوية.

ثم كتب هذه الجوابات وذهب بها إلى معاوية - فبعثها معاوية - إلى ابن الأصفر فكتب إليه إبن الأصفر يا معاوية لم تكلمني بغير كلامك وتجيبني بغير جوابك.

اقسم بالمسيح ما هذا جوابك وما هو إلا من معدن النبوة وموضع الرسالة واما انت فلو سألتني درهما ما اعطيتك. (1)

__________________

(1) بحار الأنوار ج 10، ص 129، كتاب الاحتجاج الحديث 1، الباب 9 مناظرات الحسن والحسين صلوات الله عليهما واحتجاجاتهما.

... بحار الأنوار ج 101، ص 356، الحديث 12، باب ميراث الخنث بحار الأنوار ج 101، ص 358.

١٣٦

(1) - قوله: (بعث فيه ابن الأصفر): أي ملك الروم وانما سمي الروم بنو الأصفر لأن أباهم الأول كان أصفر اللون وهو روم بن عيص بن اسحاق بن ابراهيم - كذا ذكره الجزري.

(2) - قوله عليه السلام: (قطعوا رحمي): أي لم يراعوا الرحم التي بيني وبين رسول الله أو بيني وبينهم فالمراد به القريش والأول أظهر.

(3) - قوله عليه السلام: (وأضاعوا أيامي): أي ما صدر مني من الغزوات وغيرها مما أيد الله به الدين ونصر به المسلمين وما أظهر ورسوله من مناقبي، وقال المفسرون في قوله تعالى: وذكرهم بأيام الله - أي نعمه - وسيأتي في بعض الروايات.

(4) - قوله: ذا الوفرة: والوفرة - الشعر المجتمع على الرأس. أو ماسال على الاذنين منه أو ما جاوز شحمة الاذن.

(5) - قوله: (وكان صبيا): أي حدث السن. فإنه عليه السلام كان في زمن خلافة أمير المؤمنين عليه السلام متجاوزا عن الثلاثين. «بحار الأنور - ج 10 ص 131»

(1) - قوله عليه السلام: (فمن قال غير هذا فكذبه) أي لا يعلم أكثر الناس ولا يصلحهم ان يعلموا بغير هذا الوجه فلا ينافي ما ورد من تحديد، في بعض الاخبار لبعض المصالح.

238 - بالاسناد، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي فضال، عن ثعلبة، عن مبارك العطار، عن محمد بن قيس، قال:

قال أبو عبد الله عليه السلام عند قبر أبي عبد الله عليه السلام أربعة آلاف ملك شعث (1) غبر (2) يبكون الى يوم القيامة. (1)

(1) - قوله: (شعث) شعث شعثا وشعوثة، فهو شعث وأشعث وشعثان، وتشعث.

__________________

... بحار الأنوار ج 60، ص 199، الحديث (2) الباب 35 نادر مستدرك الوسائل ج 3، ص 168، الباب 1 أبواب ميراث الخنثى. وما أشبهه - الحديث 3.

(1) بحار الأنوار ج 45، ص 222، الحديث (10) الباب 41، ضجيج الملائكة الى الله تعالى في أمره عليه السلام.

١٣٧

تلبد شعره واغبرها. الشعث أي انتشار وتفرق الأمر يقال لم الله شعثم أي جمع أمرهم. «لسان العرب»

(2) - (غبر) غبر الشئ يغبر غبورا: مكث. وغبر الشئ يغبر اي بقي. الغابر الباقي. والغابر من الليل: ما بقي منه: والجمع أغبار، وقد يكون قوله تعالى إلا عجوزا في الغابرين أي الباقين.

239 - احمد بن محمد بن عيسى في نوادره، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنه قال في حديث وتقسم للحرة الثلثين من ماله ونفسه وللأمة الثلث من ماله ونفسه. (1)

240 - وفي رواية محمد بن قيس، فأتى أمير المؤمنين عليه السلام موضعا من تلك الملينة فركلها برجله فانبجست عين خرارة فقال: هذه عين مريم. ثم قال: احتفروا هاهنا سبعة (عشر) ذراعا. فاحتفروا فإذا صخرة بيضاء.

فقال: هاهنا وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلت هاهنا.

فنصب أمير المؤمنين عليه السلام الصخرة وصلى إليها وأقام هناك أربعة ايام. (2)

241 - كا: علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جائت امرأة من الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فدخلت عليه وهو في منزل حفصة، والمرأة متلبسة متمشطة، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله إن المرأد لا تخطب الزوج، وأنا امرأة أيم لازوج لي منذ دهر ولا ولد. فهل لك من حاجة، فان تلك فقد وهبت نفسي لك ان قبلتني.

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله خيرا، ودعا لها، ثم قال: يا أخت الأنصار جزاكم الله عن رسول الله خيرا. فقد نصرني رجالكم ورغبت في نساؤكم.

__________________

(1) مستدرك الوسائل ج 2، ص 613 - كتاب النكاح الباب 6 - ان الأمة إذا اجتمعت مع الحرة فللحرة ليلتان وللامة ليلة وكذا الذمية مع المسلمين.

(2) بحار الانور ج 102، ص 29 - كتاب المزار - الحديث 7 - الباب 52 فضل مسجد براثا والعمل فيه.

١٣٨

فق الت لها حفصة: ما أقل حياءك وأجراءك وأنهمك للرجال.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كفى عنها يا حفصة. فانها خير منك رغبت في رسول الله فلمتيها وعيبتيها.

ثم قال للمرأة: انصرفي رحمك الله، فقد اوجب الله لك الجنة لرغبتك في وتعرضك لمحبتي وسروري وسيأتيك أمري انشاء الله.

فأنزل الله عز وجل: « وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين » «سورة الأحزاب - الآية 49»

قال: فاحل الله عز وجل هبة المرأة نفسها لرسول الله صلى الله عليه وآله ولا يحل ذلك لغيره. (1)

242 - حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان حي بن أخطب وأخاه أبا ياسر بن أخطب ونفرا من اليهود من أهل نجران أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا له: أليس فيما تذكر فيما انزل اليك آلم؟

قال: بلى.

قالوا: أتاك بها جبرئيل من عند الله؟

قال: نعم.

قالوا لقد بعثت أنبياء قبلك، ما نعلم نبيا منهم أخبر ما مدة ملكه وما أكل أمته غيرك؟

قال عليه السلام: فأقبل حي بن أخطب على أصحابه، فقال لهم الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون فهذه واحد وسبعون سنة، فعجب ممن يدخل في دينه ومدة ملكه وأكل امته احدى وسبعون سنة.

قال عليه السلام: ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: يا محمد

__________________

(1) بحار الأنوار ج 22، ص 211، تاريخ نبينا صلى الله عليه وآله الحديث 39، الباب 22 - أحوال أزواجه وفيه قصة زينب.

١٣٩

هل مع هذا غيره؟ قال: نعم.

قال: هاته.

قال: المص.

قال: أثقل وأطول، الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون فهذه مائة واحدى وستون سنة.

ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: هل مع هذا غيره؟

قال: نعم.

قال: هات.

قال: آلرا.

قال: هذا أثقل وأطول، الألف واحد واللام ثلاثون والراء مائتان. فهل مع هذا غيره؟ قال نعم، قال هات، قال: آلمرا قال هذا اثقل وأطول، الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والراء مئتان.

ثم قال: فهل مع هذا غيره؟

قال نعم.

قال: لقد التبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت؟ ثم قاموا عنه.

ثم قال أبو ياسر لحي أخيه وما يدريك لعل محمدا قد جمع هذا كله وأكثر منه؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: ان هذه الآيات انزلت: «منهن آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات». وهي تجري في وجوه آخر على غير تأول به حي وأبو ياسر وأصحابه. (1)

243 - تفسير علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (ع) قال: سأله عطا ونحن بمكة عن

__________________

(1) تفسير القمي ج 1، ص 223، (الأعراف).

... معاني الأخبار ص 23 - باب معنى الحروف المقطعة في أوائل السور من القرآن الكريم - الحديث 3.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

تلك الخطبة فيما تقدم، وهذا موضع الحاجة هنا: « نحن حزب الله المفلحون، وعترة رسوله المطهرون، وأهل بيته الطيبون الطاهرون، وأحد الثقلين الذين خلفهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيكم »(١) .

٧ - اعتراف أهل السنة باختصاص حديث الثقلين بالائمة عليهم‌السلام :

لقد ثبت اختصاص حديث الثقلين بأئمة أهل البيتعليهم‌السلام ووضح وبان حتى اعترف به أعلام أهل السنة:

فمنهم: الحكيم الترمذي اذ قال: « فقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، قوله: ما ان اخذتم به لن تضلوا. واقع على الائمة منهم السادة، لا على غيرهم »(٢) .

ومنهم : سبط ابن الجوزي، اذ أورد هذا الحديث تحت عنوان « ذكر الائمة »(٣) .

ومنهم : الكنجي الشافعي حيث قال بعد الحديث -: « قلت: ان تفسير زيد « اهل البيت » غير مرضي، لانه قال أهل البيت من حرم الصدقة. [ بعده، يعني بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحرمان الصدقة يعم زمان حياة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعده ] وهم [ ولان الذين حرموا الصدقة ] لا ينحصرون في المذكورين، فان بنى المطلب يشاركونهم في الحرمان، ولان آل الرجل غيره على الصحيح، فعلى قول زيد يخرج امير المؤمنينعليه‌السلام عن ان يكون من أهل البيت، بل الصحيح: ان أهل البيت علي وفاطمة والحسنانعليهم‌السلام ، كما رواه مسلم بإسناده عن عائشة ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي

__________________

(١). تذكرة خواص الامة ١٩٨.

(٢). نوادر الاصول ٦٩.

(٣). تذكرة خواص الامة ٣٢٢.

٣٤١

فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله [ معه ]، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله ثم قال: إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.

[ و ] هذا دليل على ان أهل البيت هم الذين ناداهم الله بقوله: « أهل البيت » وأدخلهم الرسول [ رسول الله ]صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المرط. و أيضا روى مسلم بإسناده انه لما نزلت آية المباهلة دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسيناعليهم‌السلام وقال: « اللهم هؤلاء أهل بيتي [ أهلي ] »(١) .

ومنهم : سعيد الدين الكازروني، فانه قال: « ومن طعن في نسب شخص من أولاد فاطمة رضي الله عنها بأن قال: أفنى الحجاج بن يوسف ذريتها ولم يبق أحد منها وليس في الدنيا أحد يصح نسبه إليها فقد ظلم وكذب وأساء، فان تعمد ذلك بعد ما نشأ في بلاد علماء الدين كاد يكون كافراً، لأنه يخالف ما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، على ما ثبت في الترمذي عن زيد بن أرقم انه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا يف تخلفوني فيهما.

وقد تقدم في حديث المباهلة قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم هؤلاء أهل بيتي.

قال مؤلف هذا الكتاب سعيد بن مسعود الكازروني - جعله الله ممن دخل في العلم من طريق الباب حتى يفوز بالسداد والصواب - فما دام القرآن باقياً فأولاد فاطمة باقون، لظاهر الحديث الصحيح »(٢) .

__________________

(١). كفاية الطالب ٥٤.

(٢). المنتقى في سيرة المصطفى - مخطوط.

٣٤٢

أقول: ومن قرآن الكازروني حديث المباهلة بحديث الثقلين يستنتج أنه لا يريد من أولاد فاطمة الا المعصومين منهم.

ومنهم : شهاب الدين ملك العلماء الدولت آبادي حيث عبر عن « العترة » في مواضع عديدة من كتابه بـ « الاولاد » فليراجع(١) .

ومنهم : الكاشفي فقد روي حديث الثقلين في « فضيلة أهل البيت الكرام الذين هم أئمة الدين والمقتدون في العلم واليقين » ثم قال: « واهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هم علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، بدليل الحديث الوارد في الصحيحين انه لما نزلت هذه الآية « ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم » دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي »(٢) .

ومنهم: السمهودي حيث قال في تنبيهات حديث الثقلين -: « ثالثها ان ذلك يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمان وجدوا فيه الى قيام الساعة، حتى يتوجه الحث المذكور الى التمسك به، كما ان الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا - كما سيأتي - اماناً لاهل الارض واذا ذهبوا ذهب أهل الارض.

وأخرج أبو الحسن ابن المغازلي من طريق موسى بن القاسم عن علي ابن جعفر: سألت الحسن عن قوله الله تعالى:( كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ) ، قال: المشكاة فاطمة، والشجرة المباركة ابراهيم، لا شرقية ولا غربية، لا يهودية ولا نصرانية، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور، قال: منها امام بعد امام يهدي الله لنوره من يشاء.

وقوله « منها امام بعد امام » يعنى أئمة يقتدى بهم في الدين ويتمسك

__________________

(١). هداية السعداء - مخطوط.

(٢). الرسالة العلية في الاحاديث النبوية ٢٩ - ٣٠.

٣٤٣

بهم فيه ويرجع إليهم »(١) .

هذا، وللسمهودي كلمات أخرى - لا سيما في تنبيهات حديث الثقلين - كلها صريحة في ذلك، وقد سبق في مواضع من الكلمات ذكر بعض تلك الكلمات.

ومنهم : ابن حجر المكي، فقد قال: « فاذا ثبت هذا لعموم قريش فأهل البيت أولى منهم بذلك، لانهم امتازوا عنهم بخصوصيات لا يشاركهم فيها بقية قريش.

ثم أحق من يتمسك به منهم امامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لما قدمناه من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته، ومن ثم قال ابو بكر: علي عترة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أي: الذين حث على التمسك بهم فخصه لما قلناه، لذلك خصهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما مرّ يوم غدير خم »(٢) .

ومنهم : بدر الدين الرومي حيث قال بشرح قوله البوصيري:

دعا الى الله فالمستمسكون به

مستمسكون بحبل غير منفصم

« معتصمون بسبب من الله تعالى متصل الى رضوانه الاكبر من غير أن يطرأ عليه انفصام أصلا، وذلك السبب ليس الا كتاب الله تعالى وعترة نبيه من أهل العصمة والطهارة، الواجب على غيرهم مودتهم بعد معرفتهم، ايماناً بقوله تعالى:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وتصديقاً لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تركت فيكم الثقلين

وهذا نص في المقصود، فمن تمسك بكتاب الله تمسك بهم، ومن عدل عنهم عدل عن كتاب الله من حيث لا يدرى »(٣) .

ومنهم : القاري، فقد قال بشرح حديث الثقلين ما نصه:

« وأقول: الاظهر هو انّ أهل البيت غالباً يكونون اعرف بصاحب

__________________

(١). جواهر العقدين - مخطوط.

(٢). الصواعق المحرقة ١٣٦.

(٣). شرح البردة.

٣٤٤

البيت وأحواله، فالمراد بهم أهل العلم منهم المطلعون على سيرته، الواقفون على طريقته، العارفون بحكمه وحكمته، وبهذا يصلح ان يكونوا مقابلا لكتاب الله سبحانه كما قال: وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ، ويؤيده ما اخرجه احمد في المناقب عن حميد بن عبد الله بن زيد ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذكر عنده قضاء قضى به على بن أبى طالب فأعجبه وقال: الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة اهل البيت. و اخرج ابن ابى الدنيا في كتاب اليقين عن محمد بن مسعر اليربوعي قال قال علي للحسن: كم بين الايمان واليقين؟ قال: أربع اصابع، قال: بين، قال: اليقين ما رأته عينك والايمان ما سمعته اذنك وصدقت به، قال: أشهد انك ممن أنت منه ذرية بعضها من بعض. وقارف الزهري [ ذنباً، ظ ] فهام على وجهه، فقال له زين العابدين: قنوطك من رحمة الله التي وسعت كل شيء اعظم عليك من ذنبك، فقال الزهري: الله أعلم حيث يجعل رسالته، فرجع الى أهل وماله »(١) .

ومنهم : المناوي فقد قال بشرح الحديث: « وعترتي اهل بيتي تفصيل بعد اجمال بلاد او بياناً، وهم اصحاب الكساء الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً »(٢) .

ومنهم : الشيخ عبد الحق الدهلوي، فقد قال « قوله: والعترة رهط الرجل وأقرباؤه وعشيرته الادنون، وفسرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله - وأهل بيتي - للاشارة الى أن مراده هنا من العترة أخص عشيرته وأقاربه وهم أولاد الجد القريب أي أولاده وذريتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٣) .

وكذا قال في ( اللمعات ) فراجعه.

ومنهم : الشيخاني القادري حيث صرح باختصاص حديث الثقلين

__________________

(١). المرقاة ٥ / ٦٠٠.

(٢). فيض القدير ٣ / ١٤. التيسير ١ / ٣٦٧.

(٣). أشعة اللمعات ٤ / ٦٨١.

٣٤٥

بالائمة المعصومين، واستدلال لذلك بوجوه من الكتاب والسنة(١) .

ومنهم: الزرقانى في ( شرح المواهب ) اذ نقل كلام الحكيم المتقدم، وكلام السمهودي الصريحين في المطلوب.

ومنهم : السهارنپورى حيث نقل في ( المرافض ) عبارة القاري الصريحة في المقام.

ومنهم : الشبراوي في ( الاتحاف بحب الاشراف ) حيث نقل كلاماً لابن حجر في معنى الحديث.

ومنهم: السندي حيث بين ذلك في ( دراسات اللبيب ) بالتفصيل، وقد أوردنا عبارته سابقاً.

ومنهم : العجيلي حيث قال في ( ذخيرة المآل - مخطوط ) في بيان معنى حديث الثقلين: « ومحصله ما تقدم في محصل حديث السفينة من الحث على اعظامهم والتعلق بحبلهم وعلمهم والاخذ بهدى علمائهم ومحاسن اخلاقهم شكراً لنعمة مشرفهم صلوات الله عليه وعليهم، ويستفاد من ذلك بقاء الكتاب والسنة والعترة الى يوم القيامة.

والذين وقع الحث عليهم انما هم العارفون منهم بالكتاب والسنة، اذ هم لا يفارقون الكتاب الى ورود الحوض، ويؤيده حديث: تعلموا منهم ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم، وتميزوا بذلك عن بقية العلماء، لان الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وشرفهم بالكرامات الباهرات والمزايا المتكاثرات ».

ومنهم: محمد مبين اللكهنوي، إذ قال في ( وسيلة النجاة ) بعد الحديث: « أي لن يفترق كتاب الله وآل العبا حتى يردا علي الحوض ».

ومنهم : « ولي الله اللكهنوي في ( مرآة المؤمنين - مخطوط ) فقد قال مثل قول العجيلي المتقدم.

ومنهم: القندوزي في ( ينابيع المودة ٤٤٦ ) وكلامه صريح في المقام،

__________________

(١). الصراط السوى - مخطوط.

٣٤٦

وقد تقدم.

ومنهم : حسن زمان في ( القول المستحسن ).

* * *

٣٤٧

تقرير الشبهة ببيان آخر

ثم ان ( الدهلوي ) قرر في حاشية ( التحفة ) شبهته في معنى « العترة » ببيان آخر فقال: والحاصل ان المراد بالعترة اما جميع اهل بيت السكنى او جميع بني هاشم او جميع اولاد فاطمة، وعلى كل تقدير فالتمسك المأمور به اما بكل منهم او بكلهم او بالبعض المبهم أو بالبعض المعين، والشقوق كلها باطلة.

اما الاول: فلانه يستلزم التمسك بالنقيضين في الواقع، لاختلاف العترة فيما بينهم في اصول الدين كما مر مفصلا.

وعلي الثاني يلغو الكلام، لان التمسك بما أجمع عليه كلهم بحيث لا يشذ عنه فرقة لا يجدي نفعاً، اذا لبحث في المسائل الخلافية.

وعلى الثالث: يلزم تصويب الطرفين المتخالفين ويلزم على الامامية تصويب الزيدية والكيسانية وبالعكس.

وعلى الرابع: يلزم التجهيل والتلبيس، اذ البعض المراد غير مذكور في الكلام، فيفضى الى النزاع كما هو الواقع.

٣٤٨

اقول:

وهذا الكلام سواء كان ( الدهلوي ) أو لاحد اسلافه لا طائل تحته، ولا ريب في بطلانه بعد تلك الوجوه السديدة من الكتاب والسنة وكلمات الاعلام، ولكننا نبين - مع ذلك - بطلانه اكمالا للفائدة وإتماماً للحجة فنقول:

أما قوله: « والحاصل ان المراد بالعترة اما جميع اهل بيت السكنى او جميع بني هاشم او جميع اولاد فاطمة ».

ففيه: انه تشقيق باطل، لان جميع أهل بيت السكنى لا يكونون مصداقاً لحديث الثقلين، ففيهم النساء البعيدات عن مقام العصمة كل البعد، فلا يجوز ان يقرنهن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالكتاب العزيز، وفيهم العبيد والجواري ولم يقل أحد بدخولهم في العترة.

على أن أحداً لم يقل بعصمة جميع بني هاشم وجميع اولاد فاطمةعليها‌السلام ، بل المراد بـ « العترة » من حاز مقام العصمة والاعلمية منهم، وهم الائمة الاثنا عشرعليهم‌السلام فحسب.

واما قوله: « وعلى كل تقدير فالتمسك المأمور به اما بكل منهم او بكلهم او بالبعض المبهم او بالبعض المعين والشقوق كلها باطلة ».

ففيه: انه فاسد كذلك، بل المراد من « العترة » هم المعصومون المطهرون من اهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دون غيرهم.

واما قوله: « اما الاول فلانه يستلزم التمسك بالنقيضين في الواقع لاختلاف العترة فيما بينهم في اصول الدين كما مر مفصلا ».

فباطل أيضاً، لان المراد من العترة هم الائمة الاثنا عشر، ولا اختلاف فيما بينهم لا في الاصول ولا في الفروع. كيف؟ وهم جميعاً معصومون في أقوالهم وأفعالهم كما اعترف به غير واحد من اكابر علماء اهل الخلاف.

واما قوله: « وعلى الثاني يلغو الكلام لان التمسك بما اجمع عليه كلهم بحيث لا يشذ عنه فرقة لا يجدي نفعاً، اذا لبحث في المسائل الخلافية ».

٣٤٩

فلا ريب في فساده، اذ لما ظهر المراد من « العترة » كان نفي الفائدة من التمسك بما اجمعوا عليه مكابرة، لان قول كل واحد منهم حجة قطعية فكيف بما اجمعوا عليه؟

ثم أين المسألة الواحدة التي وقع الاختلاف فيما بينهم فيها فضلا عن المسائل؟

واما قوله: « وعلى الثالث يلزم تصويب الطرفين المتخالفين ويلزم على الامامية تصويب الزيدية والكيسانية وبالعكس ».

فباطل أيضاً، اذ قد تقرر المراد من العترة، وهم - ولله الحمد - معروفون عند المخالفين أيضاً، واذ قد عرف الحق فلا ضرورة لتصويب مذهب الزيدية او غيرهم.

واما قوله: « وعلى الرابع يلزم التجهيل والتلبيس اذا لبعض المراد غير مذكور في الكلام فيفضى الى النزاع كما هو الواقع ».

فبطلانه اوضح من ان يذكر، لان المراد معين مذكور في بعض طرق الحديث - كما في رواية فرائد السمطين وغيرها - ووقوع النزاع بعد ذلك بين الامة لم يكن الا لاعراضها عن الحق وأهله، وبالله المستعان.

( تنبيه )

انه لما رأى بعض الوضاعين جلالة قدر العترة وعظم منزلتها كما تفيد الاحاديث المتواترة - ومنها حديث الثقلين - اراد ادخال أبي بكر بن ابي قحافة في عترة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فوضع حديثاً مفاده ان ابا بكر قال في السقيفة « نحن عترة رسول الله »صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الا أنا لم نجد لهذا الخبر في أخبار السقيفة عيناً ولا أثراً، ولم نعثر على سند له لا قوياً ولا ضعيفاً، ومن ادعى فعليه الاثبات بقول الاثبات.

ولو كان فلا ريب في بطلانه للادلة السالفة.

ومن هنا تصدى بعض علمائهم في اللغة لحمل الكلمة على معنى آخر

٣٥٠

فقد جاء في ( اليواقيت لابي عمرو الزاهد ) ما نصه: « حدثني أبو العباس ثعلب قال حدثني ابن الاعرابي، قال: العترة قطاع المسك الكبار في النافجة، وتصغيرها عتيرة، والعترة الريفة العذبة وتصغيرها عتيرة، والعترة شجرة تنبت على باب وجار الضب - وأحسبه أراد وجار الضبع، لان الذي للضب هو مكو وجحر وللضبع وجار - ثم قال: واذا خرجت الضب من وجارها تمرغت على تلك الشجرة وهي لذلك لا تنمو ولا تكبر، والعرب تضرب مثلا للذليل والذلة فتقول أذل من عترة الضب، قال وتصغيرها عتيرة.

والعترة: ولد الرجل وذريته من صلبه، ولذلك سميت ذرية محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من علي وفاطمة عترة محمدعليهم‌السلام .

قال ثعلب: فقلت لابن الاعرابي فما معنى قول أبى بكر في السقيفة نحن عترة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: أراد بذلك بلدته وبيضته، وعترة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا محالة ولد فاطمةعليها‌السلام ، والدليل على ذلك رد أبى بكر وانفاذ علىعليه‌السلام بسورة براءة و قوله صلّى الله عليه: أمرت أن لا يبلغها عني الا انا أو رجل مني، وأخذها منه ودفعها الى من كان منه، فلو كان أبو بكر من العترة نسباً دون تفسير ابن الاعرابي انه أراد البلدة لكان محالا أخذ سورة براءة ودفعها الى عليعليه‌السلام ».

أقول: وبالاضافة الى نفيهم كون ابى بكر من العترة، فانهم قد رووا عن أبي بكر نفسه قوله « علي عترة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » راجع: ( الصواعق ٩٠ ) و ( جواهر العقدين - مخطوط ) و ( الصراط السوي - مخطوط ) و ( ذخيرة المآل - مخطوط ) وغيرها.

قال ابن حجر: « ثم أحق من يتمسك به منهم امامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، لما قدمناه من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته، ومن ثم قال أبو بكر: علي عترة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . أي الذين حث على التمسك بهم، فخصه لما قلناه ».

وبمثله قال السمهودي وأضاف: « ويشير الى هذا ما أخرجه الدارقطني

٣٥١

في الفضائل عن معقل بن يسار قال: سمعت أبا بكر يقول: علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه عترة رسول الله ».

٣٥٢

دحض المعارضة

بحديث: خذوا شطر دينكم عن الحميراء

٣٥٣

٣٥٤

قوله : « و قد ورد في الحديث الصحيح أيضاً « خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء » اشارة الى عائشة.

أقول: دعوى صحة هذا الحديث واضحة الفساد، وذكره معارضاً لحديث الثقلين الصحيح المتواتر لدى الفريقين من الصنائع الشنيعة، ( بالاضافة الى انه يتنافى مع التزامه النقل عن كتب الامامية فحسب )

ابطال الحفاظ لهذا الحديث

وذلك لان هذا الحديث واه وضعيف لدى علماء وحفاظ أهل السنة، واليك البيان:

١ - المزي

انه لم يعرفه الحافظ جمال الدين المزي، فقد قال ابن أمير الحاج في مقام الطعن في هذا الحديث: « وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير انه سأل

٣٥٥

الحافظين المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه »(١) .

وقد جاء هذا في ( الدرر المنتثرة ) و ( الموضوعات ) و ( تذكرة الموضوعات ) و ( الفوائد المجموعة ) كما سيأتي.

وفي ( التقرير والتحبير ٣ / ٩٩ ) و ( الدرر المنتثرة ٧٩ ) عن الحافظ المزي أيضاً: « لم أقف له على سند الى الان ».

بل جاء في الاول ما نصه: « بل قال تاج الدين السبكى: وكان شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي يقول: كل حديث فيه لفظ « الحميراء » لا أصل له، الا حديثاً واحداً في النسائي ».

٢ - الذهبي

انه لم يعرفه الحافظ الذهبي، فقد قال الحافظ السخاوي في بيان قدح هذا الحديث: « وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير انه سأل الحافظين المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه »(٢) .

وقد نقله ابن أمير الحاج كما سبق، والشيباني في ( تمييز الطيب من الخبيث ) والقاري في ( الموضوعات ) و ( المرقاة ) وغيرهما كما سيأتي.

وفي ( التقرير والتحبير ) عن ابن الملقن: « وقال الذهبي: هو من الاحاديث التي لا يعرف لها اسناد ».

وجاء هذا في ( الدرر المنتثرة ) عن ابن كثير عنه.

كما أنه جاء في غيره من الكتب كما سيأتي.

٣ - ابن قيم الجوزية

انه اعترف شمس الدين ابن قيم الجوزية بهوان هذا الحديث، اذ قال في جواب سؤال وجه اليه هو: « هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من

__________________

(١). التقرير والتحبير في شرح التحرير ٣ / ٩٩.

(٢). المقاصد الحسنة في الاحاديث المشتهرة على الالسنة ١٩٨.

٣٥٦

غير أن ينظر في سنده؟ قال: فصل: ومنها أن يكون الحديث باطلا في نفسه، فيدل بطلانه على انه ليس من كلامه، كحديث: المجرة التي في السماء من عرق الافعاء التي تحت العرش، وحديث: اذا غضب الرب أنزل الوحي بالفارسية، واذا رضي انزله بالعربية وكل حديث فيه « يا حميراء » وذكر « الحميراء » فهو كذب مختلق، وكذا « يا حميراء لا تاكلي الطين، فانه يورث كذا وكذا » و حديث « خذوا شطر دينكم عن الحميراء ».

٤ - تاج الدين السبكى

لقد جرح تاج الدين السبكى هذا الحديث حيث نقل عن شيخه المزي - كما تقدم - قوله: « كل حديث فيه لفظ الحميراء لا أصل له الا حديثاً واحداً في النسائي ».

وسيأتي عن ( الصبح الصادق ) اعترافه بهذه الضابطة الكلية.

٥ - ابن كثير

لقد جرح الحافظ ابن كثير هذا الحديث في كتابه ( تخريج احاديث مختصر ابن الحاجب ) على ما نقل عنه الحافظ السيوطي حيث قال: « وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير في تخريج احاديث مختصر ابن الحاجب هو غريب جداً، بل هو حديث منكر، سألت عنه شيخنا الحافظ ابا الحجاج المزي فلم يعرفه، قال: ولم اقف له على سند الى الآن، وقال شيخنا الذهبي: هو من الاحاديث الواهية التي لا يعرف لها اسناد »(١) .

٦ - ابن الملقن

لقد طعن ابن الملقن في صحته واستند في ذلك الى كلام الحافظين

__________________

(١). الدرر المنتشرة في الاحاديث المشتهرة ٧٩.

٣٥٧

المزي والذهبي، فقد جاء في ( التقرير والتحبير ) في مقام رد هذا الحديث:

« وقال الشيخ سراج الدين ابن الملقن: وقال الحافظ جمال الدين المزي لم أقف له على سند الى الان، وقال الذهبي: هو من الاحاديث الواهية التي لا يعرف لها اسناد ».

٧ - ابن حجر العسقلاني

لقد أنكر الحافظ ابن حجر العسقلاني هذا الحديث، فقد قال ابن امير الحاج: « واما الثاني: فقد قال شيخنا الحافظ - يعني ابن حجر - لا اعرف له اسناداً ولا رأيته في شيء من كتب الحديث الا في النهاية لابن الاثير، ذكره في « ح م ر » ولم يذكر من خرجه، ورأيته أيضاً في كتاب الفردوس لكن بغير لفظه، ذكره من حديث انس بغير اسناد ايضاً ولفظه: خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء، وبيض له صاحب مسند الفردوس فلم يخرج له اسناداً، وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير انه سأل الحافظين المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه »(١) .

وسيأتي هذا من ( المقاصد الحسنة ) و ( الموضوعات الكبرى ) و ( تذكرة الموضوعات ) و ( الفوائد المجموعة ) وغيرها ايضاً.

و في ( فتح الباري ): « وفي رواية النسائي من طريق ابي سلمة عنها - اي عن عائشة - دخل الحبشة يلعبون، فقال لي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يا حميراء أتحبين ان تنظري اليهم؟ فقلت: نعم.

اسناد صحيح، ولم أر في حديث صحيح ذكر « الحميراء » الا في هذا »(٢) :

__________________

(١). التقرير والتحبير ٣ / ٩٩.

(٢). فتح الباري في شرح البخاري ٣ / ٩٦.

٣٥٨

٨ - ابن امير الحاج

لقد اهتم ابن امير الحاج الحنفي بالقدح في هذا الحديث، فنقل كلمات العلماء الاعلام والمنقدين العظام والحفاظ الكبار كابن حجر وابن كثير والمزي والذهبي وابن الملقن والسبكي كما لا يخفى على من راجع كتابه ( التقرير والتحبير في شرح التحرير )، وقد نقلنا تلك الكلمات فيما مر.

٩ - امير بادشاه البخاري

لقد نقل محمد أمين المعروف بأمير بادشاه البخاري في ( التيسير في شرح التحرير ) أقوال العلماء الاكابر في ابطال هذا الحديث، كما سيأتي قريباً عن كتاب ( فواتح الرحموت ).

١٠ - السخاوي

لقد أورد السخاوي هذا الحديث في ( المقاصد الحسنة ) فقال: « حديث خذوا شطر دينكم عن الحميراء. قال شيخنا في تخريج ابن الحاجب من املائه: لا اعرف له اسناداً ولا رأيته في شيء من كتب الحديث الا في النهاية لابن الاثير، ذكره في مادة « ح م ر »، ولم يذكر من خرجه، ورأيته أيضاً في كتاب الفردوس لكن بغير لفظه، وذكره من حديث أنس بغير اسناد أيضاً، ولفظه: خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء، وبيض له صاحب مسند الفردوس فلم يخرج له اسناداً، وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير أنه سأله الحافظين المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه »(١) .

١١ - جلال الدين السيوطي

لقد صرح الحافظ السيوطي ببطلان هذا الحديث حيث قال:

__________________

(١). القاصد الحسنة ١٩٨.

٣٥٩

« حديث « خذوا شطر دينكم عن الحميراء » لم اقف عليه. وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير في تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب هو حديث غريب جداً، بل هو حديث منكر، سألت عنه شيخنا الحافظ ابا الحجاج المزي فلم يعرفه؟ قال: ولم اقف له على سند الى الان، وقال شيخنا الذهبي: هو من الاحاديث الواهية التي لا يعرف لها اسناد، لكن في الفردوس من حديث انس: خذوا ثلث دينكم من بيت عائشة، ولم يذكر له اسناداً »(١) .

١٢ - الشيباني

وذكره الشيباني في ( السعى الحثيث في تمييز الطيب من الخبيث ) قادحاً اياه، وهذا نص كلامه: « خذوا شطر دينكم عن الحميراء - يعني عائشة رضي الله عنها - قال ابن حجر: لا اعرف له اسناداً ولا رأيته في شيء من كتب الحديث الا في النهاية لابن الاثير، ذكره في مادة « ح م ر » ولم يذكر من خرجه وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير انه سأل المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه ».

١٣ - الفتنى

لقد أدرجه محمد طاهر الفتنى في ( تذكرة الموضوعات ) قائلا: « خذوا شطر دينكم عن الحميراء. قال شيخنا: لا اعرف له اسناداً ولا رأيته في شيء من كتب الحديث الا في نهاية ابن الاثير والا في الفردوس بغير اسناد ولفظه « خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء »، وسئل المزي والذهبي فلم يعرفاه »(٢) .

كما نقل كلام السخاوي المتقدم آنفاً في كتابه ( مجمع البحار ) وأثبت

__________________

(١). الدرر المنتثرة ٧٩.

(٢). تذكرة الموضوعات ١٠٠.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373