نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار10%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 373

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 373 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 306793 / تحميل: 7009
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

يشك في ثبوت حديث الثقلين، فضلا عن أن يطعن فيه كالبخارى وابن الجوزي وابن تيمية. وكيف يقدم ادنى مسلم على ذلك مع رواية أساطين علماء اهل السنة لحديث الثقلين بكاملة؟!

ولهذا قال عمرو بن بحر الجاحظ في ( رسالة مدح اهل البيت ) ما نصه: « اعلم ان الله تعالى لو أراد أن يسوي بين بنى هاشم وبين الناس لما أبان منهم ذوي القربى، ولما قال:( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) وقال تعالى:( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ) ، وإذا كان لقومه في ذلك ما ليس لغيرهم فكل من كان أقرب كان أرفع ولو سواهم بالناس لما حرم عليهم الصدقة، وما هذا التحريم الا لاكرامهم، ولذلك قال للعباس حين طلب ولاية الصدقات، لا أوليك غسالات خطايا الناس وأوزارهم، بل أوليك سقاية الحاج والإنفاق على زوار الله. ولهذا كان رباه اول ربا وضع، ودم ابن ربيعة ابن الحارث اول دم هدر، لأنهما القدوة في النفس والمال، ولهذا قال علي على منبر الجماعة: نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد من الناس. وصدق كرم الله وجهه.

كيف يقاس بقوم منهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأطيبان علي وفاطمة، والسبطان الحسن والحسين، والشهيدان اسد الله حمزة وذو الجناحين جعفر، وسيد الوادي عبد المطلب وساقى الحجيج العباس. والنجدة والخير فيهم، والأنصار أنصارهم والمهاجرون من هاجر إليهم ومعهم، والصديق من صدقهم، والفاروق من فرق بين الحق والباطل فيهم، والحواري حواريهم، وذو الشهادتين لأنه شهد لهم، ولا خير الا فيهم ولهم ومنهم ومعهم. و قالعليه‌السلام : « اني تارك فيكم الثقلين، أحدهما اكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي اهل بيتي، نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ».

واذا كان الجاحظ - على ما هو عليه من المساوئ والقبائح - يذكر حديث الثقلين استدلالا به على فضل أهل البيتعليهم‌السلام ، فهل يشك مسلم في صحة هذا الحديث، أو في جملة « وانهما لن يفترقا حتى يردا علي

٨١

الحوض »؟

وقال الجاحظ أيضاً على ما نقله الحصرى:

« فالعرب كالبدن وقريش روحها، وقريش روح وبنو هاشم سرها ولبها وموضع غاية الدين والدنيا منها، وهاشم ملح الأرض وزينة الدنيا وحمى العالم والسنام الأضخم والكاهل الأعظم، ولباب كل جوهر كريم، وسر كل عنصر شريف، والطينة البيضاء، والمغرس المبارك، والنصاب الوثيق، ومعدن الفهم وينبوع العلم، وثهلان ذو الهضاب في الحلم، والسيف الحسام في العزم مع الإناة والحزم، والصفح عن الجرم، والقصد بعد المعرفة، والصفح بعد المقدرة وهم الأنف المقدم، والسنام الأكرم، كالماء الذي لا ينجسه شيء، وكالشمس التي لا تخفي بكل مكان، وكالذهب لا يعرف بالنقصان، وكالنجم للحيران، والبارد للظمآن. ومنهم الثقلان والأطيبان والسبطان والشهيدان واسد الله وذو الجناحين وذو قرنيها وسيد الوادي وساقى الحجيج، وحليم البطحاء والبحر والحبر، والأنصار أنصارهم والمهاجرون من هاجر إليهم او معهم، والتصديق من صدقهم، والفاروق من فرق بين الباطل والحق فيهم، والحواري حواريهم وذو الشهادتين لأنه شهد لهم، ولا خير الا لهم او فيهم او معهم او يضاف إليهم، وكيف لا يكونون كذلك ومنهم رسول رب العالمين، وامام الأولين والآخرين، ونجيب المرسلين، وخاتم النبيين، والذي لم يتم لنبي نبوة الا بعد التصديق به والبشارة بمجيئه، الذي عم برسالته ما بين الخافقين، وأظهره الله على الدين كله ولو كره المشركون »(١) .

__________________

(١). زهر الاداب - هامش العقد الفريد ١ / ٦٢ - ٦٣.

٨٢

ملحق

سند حديث الثقلين

للعلامة

السيد عبد العزيز الطباطبائى

٨٣

٨٤

بَسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

لا ريب ان سيد الطائفة صاحب كتاب ( عبقات الانوار ) هو رائد الباحثين المحققين في هذا النهج الفني للنقاش العلمي في مجال الصراع العقيدي، فقد أسس منهجه على الاستيعاب الشامل والتتبع الهائل، ودراسة كل مسألة خلافية من شتى جوانبها ومعالجة جميع نواحيها علاجاً جذرياً مما يراه القارئ الكريم في مؤلفات هذا العملاق العظيم. وقد كرس حياته في الدفاع عن الحق والجهاد في سبيله ونصرة الدين وإعلاء كلمته والنصح للمسلمين وتوحيد كلمتهم، وقد أدى رسالتهرحمه‌الله مرابطاً مجاهداً، وخلف تراثاً علمياً هائلا ينير للاجيال، وكتابه عبقات الأنوار إحدى حسناته وأحد مآثره الخالدة.

وحيث ان كتاب التحفة كان باللغة الفارسية كان من الطبيعي أن يؤلف السيد في الرد عليه كتاب العبقات أيضاً بالفارسية.

الى أن قيض الله سبحانه الشاب المهذب الفاضل العلّامة الميلاني فنقله الى اللغة العربية وسدّ الثلمة وملأ الفراغ.

٨٥

وبلغ من شوقي اليه أن تناولت ملازمه المطبوعة قبل أن يكمل طبعه فقرأت فيها وتصفحتها بتلهف واشتياق.

ثم عن لي أن أتصفح مذكراتي ومجموعاتي وأراجع ما في متناول يدي من مطبوعات ومصورات لعلي أجمع من الاوابد والشوارد ما يمكن أن يضاف الى مصادر الحديث ( حديث الثقلين ) وطبقات رواته.

وهذا كل ما تيسرلي من ذلك على سبيل الاستعجال في فترة قصيرة، وأترك الاستقصاء التام والتنقيب الحثيث عن مصادر هذا الحديث وأسناده الى مجال أوسع وفرصة أخرى، فاني اقدم هذا الجهد الضئيل مؤمناً بأن سوف يجد الباحث المنقب في طيات الكتب والمصادر مطبوعها ومخطوطها أضعاف ما جمعته في هذه الفترة القصيرة. وأسأل الله التوفيق والقبول.

عبد العزيز الطباطبائى

٨٦

رواة حديث الثقلين

رواته من الصحابة

ذكر كل من السخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف(١) والسمهودي في جواهر العقدين بعد أن أوردا حديث الثقلين من حديث زيد بن أرقم وأبي سعيد الخدري عن مسلم والترمذي في صحيحيهما، والدارمي، والنسائي، وأبي يعلى، وابن خزيمة، والطبراني، والحاكم، والضياء المقدسي، أورداه بالتفصيل عن أكثر من عشرين صحابياً.

__________________

(١). استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوى الشرف تأليف شمس الدين أبى الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي القاهرى الشافعي نزيل الحرمين الشريفين المتوفى سنة ٩٠٢، ترجم لنفسه في كتابه الضوء اللامع ٨ / ٢ - ٣٢ ترجمة مبسوطة وعد في ص ١٨ في مؤلفاته كتاب الاستجلاب هذا، وألف في ترجمة حياته بنفسه كتاباً حافلا كبيراً سماه ارشاد الغاوي الى ترجمة السخاوي، رأيت منه نسخة قديمة في المكتبة السليمانية وانتقيت منه فوائد لا يحضرني الآن رقمه وتاريخه، وعد كتابه الاستجلاب هذا هناك أيضاً في عداد مؤلفاته.

ومن الاستجلاب نسخ في الهند ومصر وتركيا، منها نسخة بأول مجموعة رقم ٢٧٨٧ في مكتبة عاطف افندى باستنبول كتبت ١١٤٣ وقد صورتها لمكتبتى، أرجو الله أن يوفقني لنشره، وهذا الذي أنقله منه ذكره في الورقة ٢١ / أ.

٨٧

أما السخاوي فقد قال - بعد إيراد ما تقدم - وفي الباب:

٣ - عن جابر

٤ - وحذيفة بن أسيد

٥ - وخزيمة بن ثابت

٦ - وزيد بن ثابت

٧ - وسهل بن سعد

٨ - وضمرة [ الأسلمي ]

٩ - وعامر بن ليلى [ الغفاري ]

١٠ - وعبد الرحمن بن عوف

١١ - وعبد الله بن عباس

١٢ - وعبد الله بن عمر

١٣ - وعدي بن حاتم

١٤ - وعقبة بن عامر

١٥ - وعلي بن أبي طالب

١٦ - وأبى ذر

١٧ - وأبى رافع

١٨ - وأبى شريح الخزاعي

١٩ - وأبى قدامة الانصاري

٢٠ - وأبي هريرة

٢١ - وأبى الهيثم بن التيهان

٢٢ - ورجال من قريش

٢٣ - وام سلمة [ ام المؤمنين ]

٢٤ - وام هاني ابنة أبي طالب، الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. فأما حديث جابر فرواه الترمذي في جامعه

وهكذا عنونهم على التتالي واحداً بعد واحد، وذكر المصادر التي روت

٨٨

حديثه، ثم أورد حديثه بنصه.

وأما السمهودي فقال في جواهر العقدين(١) : وفي الباب عن زيادة على عشرين من الصحابة رضوان الله عليهم.

فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال

فأخذ يعدد المذكورين من الصحابة واحداً واحداً، ويورد حديثهم، ثم يذكر المصدر الذي روى حديثهم.

__________________

(١). السمهودي، نور الدين على بن عبد الله بن أحمد الحسنى المدني الشافعي المتوفى سنة ٩١١ له ترجمة في الشذرات ٨ / ٥٠ وفي النور السافر ص ٥٨ وترجم له معاصره شمس الدين السخاوي في التحفة اللطيفة ترجمة موسعة في سبع صحائف كبار وهي أوسع ترجمة في الكتاب وهي أضعاف سائر تراجم الكتاب، رأيت منه نسخة كاملة في قطعتين يكمل بعضها بعضاً في مكتبة طوب قبوسراى، أثنى عليه فيه كثيرا وحكى ثناء الاعلام وقد نقلت ترجمته منه ملخصاً ذكر فيه: وقد صحبته من سنة بضع وستين ثم كثرت خلطتى به وكذا سمع غيره من تصانيفي وكان على خير وعبادة وسكون ويستمد مما لعله يقف عليه من تصانيفي كالقول البديع وارتقاء الغرف وقد وقفت له على عدة تصانيف منها ( جواهر العقدين ) في فضل الشرفين شرف العلم وشرف النسب وتصانيفه حسبما كتبه لي بخطه: اقتضاء الوفا وجواهر العقدين. وكتاب التحفة اللطيفة للسخاوى طبع منه ثلاث مجلدات وبلغ الى حرف العين ووقف طبعه لماذا؟ لا أدرى ككتاب تهذيب تاريخ ابن عساكر طبع منه سبع مجلدات تباعاً فلما بلغ حرف العين وترجمة على بن أبى طالب فيه وقف طبعه!

وأما جواهر العقدين، فنسخة كثيرة شائعة رأيت منها أربع نسخ في مكتبة الأوقاف ببغداد، ومنه نسخة في دار الكتب الظاهرية ونسخ في مكتبات تركيا منها نسخة بخط تلميذه شمس الدين أبى عبد الله محمد بن على بن أحمد اللواتي المغربي المالكي التونسى [ ترجم له السخاوي في الضوء اللامع ٨ / ١٦٦ ]، وقد فرغ منه المؤلف ١٨ ربيع الثاني ٨٩٧ وقد فرغ من هذه النسخة تلميذه الناسخ ١٧ جمادى الآخرة من السنة نفسها أى بعد تأليفه بشهرين ثم قرأها على المؤلف فأجاز له المؤلف بآخر النسخة وكتب له فيها إجازة بخطه تاريخها ٢٥ شعبان من السنة نفسها في ٢٦ مجلساً وعليها إضافات وتصحيحات بخط المؤلف. وهذه النسخة في مكتبة اياصوفيا رقم ٣١٧١ في المكتبة السليمانية باسلامبول وصورت عليها لمكتبتى ومنها انقل من الورقة ٨٥ / أ.

٨٩

رواة الحديث من التابعين

وأما رواته من التابعين فكثيرون يمر عليك أسماؤهم خلال رواياتهم في الصحاح والمسانيد والمراجع الحديثية، ولكي لا نخلي هذا الحقل منهم نشير الى بعضهم.

فمنهم:

١ - أبو الطفيل عامر بن واثلة، وعداده في الصحابة

٢ - عطية بن سعيد العوفي

٣ - حنش بن المعتمر

٤ - الحارث الهمداني

٥ - حبيب بن أبى ثابت

٦ - علي بن ربيعة

٧ - القاسم بن حسان

٨ - حصين بن سبرة

٩ - عمرو بن مسلم

١٠ - أبو الضحى مسلم بن صبيح

١١ - يحيى بن جعدة

١٢ - الأصبغ بن نباتة

١٣ - عبد الله بن أبى رافع

١٤ - المطلب بن عبد الله بن حنطب

١٥ - عبد الرحمن بن أبى سعيد

١٦ - عمر بن علي بن أبي طالب

١٧ - فاطمة ابنة علي بن أبي طالب

١٨ - الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب

١٩ - زين العابدين علي بن الحسين

٩٠

أسماء المخرجين لحديث الثقلين

وأما من رواه من بعد الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أعلام الامة، وحفاظ الحديث ومشاهير الأئمة عبر القرون، عدا ما مر في الأصل، فإليك أسماءهم حسب الطبقات:

القرن الثاني

١ - حبيب بن أبى ثابت المتوفى ١١٩

٢ - أبواسحاق السبيعي المتوفى ١٢٩

٣ - محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب

٤ - حكيم بن جبير

٥ - زكريا بن أبى زائدة المتوفى ١٤٨

٦ - فطر بن خليفة المخزومي

٧ - كثير بن زيد المتوفى ١٥٨

٨ - معروف بن خربوذ المكي

٩ - أبو الجحاف داود بن أبى عوف التميمي

١٠ - صالح بن أبى الأسود الليثي

١١ - أبو الجارود زياد بن المنذر العبدي

١٢ - حاتم بن اسماعيل المتوفى ١٨٦

١٣ - ابو الحسن على بن مسهر القرشي المتوفى ١٨٩

١٤ - علي بن ثابت الجزري

١٥ - كثير النوا

١٦ - عبد الله بن سنان الزهري

١٧ - هارون بن سعد العجلى

١٨ - يونس بن أرقم الكندي

١٩ - عثمان بن المغيرة الثقفي

٩١

٢٠ - زيد بن الحسن الانماطي

القرن الثالث

٢١ - جعفر بن عون المخزومي المتوفى ٢٠٦

٢٢ - يزيد بن هارون الواسطي المتوفى ٢٠٦

٢٣ - يعلى بن عبيد الطنافسي المتوفى ٢٠٩

٢٤ - عبيد الله بن موسى العبسي

٢٥ - تليد بن سليمان المحاربي

٢٦ - هاشم بن القاسم ابو النضر الكناني

٢٧ - ابو غسان الهندي مالك بن اسماعيل المتوفى ٢١٩

٢٨ - محمد بن سعيد بن سليمان ابن الاصبهانى المتوفى ٢٢٠

٢٩ - محمد بن كثير العبدى

٣٠ - سعيد بن سليمان الواسطي المتوفى ٢٢٥

٣١ - عبد الله بن بكير الغنوي

٣٢ - سعيد بن منصور الخراساني المتوفى ٢٢٧

٣٣ - داود بن عمرو الضبي

٣٤ - عمار بن نصر المروزي المتوفى ٢٢٩

٣٥ - منجاب بن الحارث التميمي المتوفى ٢٣١

٣٦ - عبد الرحمن بن صالح الأزدي المتوفى ٢٣٥

٣٧ - بشر بن الوليد الكندي المتوفى ٢٣٨

٣٨ - جعفر بن حميد القرشي المتوفى ٢٤٠

٣٩ - اسماعيل بن موسى الفزاري ابن بنت السدى المتوفى ٢٤٥

٤٠ - سفيان بن وكيع بن الجراح المتوفى ٢٤٧

٤١ - محمد بن يزيد أبو كرخويه الواسطي

٤٢ - يوسف بن موسى القطان المتوفى ٢٥٣

٩٢

٤٣ - احمد بن المنصور الرمادي المتوفى ٢٦٥

٤٤ - احمد بن يونس ابو العباس الضبي المتوفى ٢٦٨

٤٥ - ابراهيم بن مرزوق بن دينار المتوفى ٢٧٠

٤٦ - الحسين بن على بن جعفر

٤٧ - محمد بن عبد الوهاب ابو احمد الفراء المتوفى ٢٧٢

٤٨ - الحافظ يعقوب بن سفيان الفسوي المتوفى ٢٧٧

٤٩ - ابراهيم بن اسحاق القاضي ابو إسحاق الزهري المتوفى ٢٧٧

٥٠ - محمد بن الفضل ابو جعفر السقطي المتوفى ٢٨٨

٥١ - فهد بن سليمان النحاس المصري

٥٢ - احمد بن القاسم الجوهري المتوفى ٢٩٣

٥٣ - الحافظ صالح جزره المتوفى ٢٩٤

٥٤ - احمد بن يحيى الحلواني المتوفى ٢٩٦

٥٥ - الحافظ ابوجعفر المطين محمد بن عبد الله بن سليمان المتوفى ٢٩٧

القرن الرابع

٥٦ - الحافظ الحسن بن سفيان النسوى المتوفى ٣٠٣

٥٧ - الحافظ أبويحيى زكريا بن يحيى الساجي المتوفى ٣٠٧

٥٨ - العباس بن أحمد أبوحبيب البرتى المتوفى ٣٠٨

٥٩ - أبوبكر بن أبى داود السجستاني المتوفى ٣١٦

٦٠ - الحسن بن مسلم الصنعاني.

٦١ - الحافظ الطحاوي أبوجعفر أحمد بن محمد بن سلمة المتوفى ٣٢١

٦٢ - أبوجعفر العقيلي محمد بن عمرو بن حماد المتوفى ٣٢٢

٦٣ - الحسن بن يعقوب أبوالفضل البخاري المتوفى ٣٤٢

٦٤ - أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الاخرم الشيباني المتوفى ٣٤٤

٩٣

٦٥ - أبومحمد عبد الله بن جعفر الاصبهاني المتوفى ٣٤٦

٦٦ - محمد بن أحمد بن تميم الخياط القنطري المتوفى ٣٤٨

٦٧ - أبوجعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني المتوفى ٣٥١

٦٨ - الحافظ أبوالشيخ ابن حبان البستي المتوفى ٣٦٩

٦٩ - محمد بن أحمد بن بالويه المتوفى ٣٧٤.

٧٠ - محمد بن أحمد بن حمدان أبو عمرو الحيري المتوفى ٣٧٦

٧١ - عبد الله بن أحمد بن حمويه الحموئي المتوفى ٣٨١

٧٢ - الحافظ أبوالحسن علي بن عمر بن شاذان السكري المتوفى ٣٨٦

القرن الخامس

٧٣ - أبوعبيد الهروي صاحب الغريبين المتوفى ٤٠١

٧٤ - يحيى بن ابراهيم أبوزكريا المزكى النيسابوري المتوفى ٤١٤

٧٥ - القاضي عبد الجبار بن أحمد المعتزلي المتوفى ٤١٤

٧٦ - أبوالفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الاصبهاني

٧٧ - أبوسعد الگنجرودي محمد بن عبد الرحمن المتوفى ٤٥٣

٧٨ - أبوبكر أحمد بن عبيد الله بن خلف الشيرازي

٧٩ - ابن الغريق أبوالحسين ابن المهتدى بالله المتوفى ٤٦٥

٨٠ - أبوالحسن الداودي البوشنجي المتوفى ٤٦٧

القرن السادس

٨١ - أبوبكر المزرفي محمد بن الحسين الشيباني المتوفى ٥٢٧

٨٢ - أبوعبد الله محمد بن العمركي المتوثي البوشنجي

٨٣ - محمد بن حمويه الجويني المتوفى ٥٣٠

٨٤ - أبونصر الطوسي أحمد بن علي المعروف بابن العراقي

٨٥ - زاهر بن طاهر أبوالقاسم الشحامي المستملي المتوفى ٥٣٣

٩٤

٨٦ - جار الله الزمخشري المتوفى ٥٣٨

٨٧ - القاضي أبومحمد ابن عطية المحاربي الغرناطي المتوفى ٥٤٦

٨٨ - أبوالفضل ابن ناصر السلامي البغدادي المتوفى ٥٥٠

٨٩ - الحافظ أبوالعلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني المتوفى ٥٦٩

٩٠ - عمر بن عيسى الخطيبي الدهلقي

القرن السابع

٩١ - الحافظ محيي الدين النووي المتوفى ٦٧٦

٩٢ - شرف الدين أبومحمد عمر بن محمد بن عبد الواحد الموصلي

٩٣ - أبوالعباس أحمد بن عمر القرطبي الانصاري المتوفى ٦٥٦

٩٤ - عزالدين عبدالحميد بن هبة الله ابن أبي الحديد المعتزلي المتوفى ٦٥٦

٩٥ - القاضي ناصر الدين البيضاوي المتوفى ٦٨٥

القرن الثامن

٩٦ - ظهيرالدين عبدالصمد الفارقي الفارابي

٩٧ - زين العرب علي بن عبد الله بن أحمد

٩٨ - بدر الدين أبو محمد الحسن بن حبيب الحلبي

٩٩ - ابن تيمية الحراني المتوفى ٧٢٨

١٠٠ - أثير الدين أبوحيان الاندلسي المتوفى ٧٤٥

١٠١ – علاء الدين ابن التركماني الحنفي المتوفى ٧٤٩

١٠٢ - شمس الدين محمد بن الحسن الواسطي المتوفى ٧٧٦

القرن التاسع

١٠٣ - أبوالعباس تقي الدين المقريزي المتوفى ٨٤٥

٩٥

١٠٤ - عثمان بن حاجي بن محمد الهروي

١٠٥ - الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى ٨٥٢

القرن العاشر

١٠٦ - الحافظ ابن الديبع الشيباني المتوفى ٩٤٣

١٠٧ - شمس الدين ابن طولون الدمشقي المتوفى ٩٥٣

القرن الحادي عشر

١٠٨ - محمد بن محمد بن سليمان السوسي المغربي المتوفى ١٠٩٤

القرن الثاني عشر

١٠٩ - عبد الملك العصامي المكي المتوفى ١١١١

١١٠ - محمد أمين المحبي المتوفى ١١١١

١١١ - ابن حمزة الحسيني المتوفى ١١٢٠

١١٢ - عبد الغني النابلسي المتوفى ١١٤٣

١١٣ - ابراهيم الشبراوي المتوفى ١١٦٢

القرن الثالث عشر

١١٤ - مير غني الحسيني المتوفى ١٢٠٧

القرن الرابع عشر

١١٥ - أحمد زيني دحلان

١١٦ - أحمد ضياء الدين الكمشخانوي

١١٧ - مؤمن بن حسن الشبلنجي

١١٨ - بهجت بهلول أفندي

٩٦

١١٩ - الشيخ منصور علي ناصف المصري

١٢٠ - يوسف بن اسماعيل النبهاني

١٢١ - العباس بن أحمد اليمني

١٢٢ - محمد بن عبد الرحمان المباركفوري

١٢٣ - أحمد البنا الساعاتي

١٢٤ - عبد الله الشافعي

١٢٥ - محمود ابورية

١٢٦ - توفيق أبوعلم

١٢٧ - حبيب الرحمان الاعظمي

٩٧

*(١)*

رواية حبيب بن ابى ثابت

رواه عن ابى الطفيل عن زيد بن ارقم ورواه عنه الاعمش، اخرجه. النسائي(١) واورده ابن كثير(٢) عن النسائي في سننه ( الكبرى ) ثم قال: « قال شيخنا ابو عبد الله الذهبي: « وهذا حديث صحيح ».

ورواه ايضاً عن يحيى بن جعدة عن زيد بن ارقم، ورواه عنه ابو العلاء كامل بن العلاء التيمي السعدي.

اخرجه الحاكم باسناده عنه بلفظ آخر، وصححه هو والذهبي على شرط الشيخين(٣) .

__________________

(١). خصائص أمير المؤمنين ص ١٥ من الطبعة المصرية. وتقدم في ج ١ / ١٣٣.

(٢). البداية والنهاية ٥ / ٢٠٩.

(٣). المستدرك ٣ / ٥٣٣.

٩٨

ترجم له

ابن حجر : « حبيب بن ابى ثابت قيس بن دينار. الاسدي مولاهم ابو يحيى الكوفي، روى عن ابن عمر وابن عباس وانس ابن مالك وزيد بن أرقم وابى الطفيل قال العجلى كوفى تابعي ثقة، وقال ابن معين والنسائي ثقة، وقال ابن ابى مريم عن ابن معين ثقة حجة، قيل له: ثبت؟ قال: نعم وقال ابو حاتم: صدوق ثقة قال ابو بكر ابن عياش وغيره مات سنة ١١٩ »(١) .

*(٢)*

رواية ابى اسحاق السبيعي

روى حديث الثقلين عن حنش بن المعتمر عن ابى ذر.(٢)

ورواه عنه الاعمش ويونس بن ابى إسحاق ومفضل بن صالح وإسرائيل اخرج روايتهم الحافظ الدارقطني المتوفى ٢٣٨٥ ففي كتاب العلل(٣) ج ٢ الورقة ٧٨ ب ٣: وسئل: عن حديث حنش بن المعتمر عن ابى ذر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا ايها الناس انى تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، ومثلهما مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا؟

فقال: يرويه ابواسحاق السبيعي عن حنش، قال ذلك الأعمش ويونس بن ابى إسحاق ومفضل بن صالح.

وخالفهم اسرائيل فرواه عن ابى إسحاق عن رجل عن حنش، والقول عندي قول إسرائيل. انتهى.

__________________

(١). تهذيب التهذيب ٢ / ١٧٨.

(٢). المتقدم في ص ١٦٣ ج ١.

(٣). مصورة في مكتبة آية الله الحكيم العامة في النجف الأشرف عن معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالقاهرة على نسخة كتبت سنة ٧٠٨ في دار الكتب المصرية رقم ٣٩٤ حديث.

٩٩

ترجم له:

وهو أبواسحاق السبيعي عمرو بن عبدالله الكوفي الهمداني المتوفى ٩ / ٨ / ١٢٦ من رجال الستة مجمع على توثيقه.

ابن حجر العسقلاني فقال: « وقال ابن معين والنسائي ثقة، وقال ابن المديني أحصينا مشيخته نوحاً من ثلاثمائة شيخ وقال مرة أربعمائة، وقد روى عن سبعين او ثمانين لم يرو عنهم غيره.

وقال العجلى كوفى تابعي ثقة والشعبي اكبر منه بسنتين وقال أبو حاتم ثقة وهو احفظ من ابى إسحاق الشيباني وشبه الزهري في كثرة الرواية واتساعه في الرجال »(١) .

وابن سعد في ( الطبقات ٦ / ٣١٣ ).

*(٣)*

رواية محمد بن عمر بن على

رواه عن جده أميرالمؤمنينعليه‌السلام مرسلا، أو عن أبيه عنهعليه‌السلام على اختلاف الروايات في المصادر.

ورواه عنه أبومحمد كثير بن زيد الاسلمي ثم السهمي مولاهم المتوفى سنة ١٥٨، أخرجه الدولابي في كتاب الذرية الطاهرة، يأتي بالاسناد واللفظ في الرقم (٧).

وأورده العباس بن أحمد الصنعاني قال: « وعن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن أبي طالب أخرجه ابن جرير وصححه »(٢) .

__________________

(١). تهذيب التهذيب ٨ / ٦٣.

(٢).تتمة الروض النضير ٥ / ٣٤٤.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

استلزام الأفضلية للإمامة

والأفضلية تستلزم الامامة كما بينا ذلك بالتفصيل في ( المنهج الأول )، وسنوضحه في البحوث الآتية إن شاء الله تعالى ولكن لا بأس يذكر كلمات بعض أساطين أهل السنة الصريحة في لزوم كون الخليفة أفضل الناس، وأنه لا يجوز خلافة المفضول مع وجود الأفضل منه في الأمة:

قال ابن تيمية: « أمّا جمهور الناس ففضّلوا عثمان، وعليه استقرار أهل السنة، وهو مذهب أهل الدين ومشايخ الزهد والتصوف وأئمة الفقهاء، كالشافعي وأصحابه وأبي حنيفة وأصحابه، وهو أصح الروايتين عن مالك وعليها أصحابه. قال مالك: لا أجعل من خاض في الدماء كمن لم يخض فيها، وقال الشافعي وغيره: إنه بهذا السبب قصد وإلى المدينة الهاشمي ضرب مالك، وجعل طلاق المكره سبباً ظاهراً، وهو أيضاً مذهب جماهير أهل الكلام: الكرامية والكلابية والأشعرية والمعتزلة.

وقال أيوب السختياني: من لم يقدّم عثمان على علي فقد أزرى المهاجرين والأنصار، وهكذا قال أحمد بن حنبل وأبو الحسن الدار قطني وغيرهما. إنهم اتفقوا على تقديم عثمان، ولهذا تنازعوا فيمن لم يقدّم عثمان هل يعدّ مبتدعاً على قولين، هما روايتان عن أحمد، فإذا قام الدليل على تقديم عثمان كان ما سواه أوكد.

فأمّا الطريق التوفيقي فالنص والاجماع، أمّا النص ففي الصحيحين عن ابن عمر قال: كنا نقول ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حي: أفضل أمة النبي بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان. وأما الاجماع فالنقل الصحيح قد ثبت: إن عمر جعل الأمر شورى في ستة، وأنّ ثلاثة تركوه لثلاثة: عثمان وعلي وعبد الرحمن، وأن الثلاثة اتفقوا على أن عبد الرحمن يختار واحداً منهما، وبقي عبد الرحمن ثلاثة أيام حلف أنه لم ينم فيها كثير نوم يشاور المسلمين، وقد اجتمع بالمدينة أهل الحلّ والعقد حتى أمراء الأمصار، وبعد ذلك اتفقوا على مبايعة عثمان بغير رغبة ولا

٣٦١

رهبة، فيلزم أن يكون هو الأحق، ومن كان هو الأحق كان هو الافضل، فإن أفضل الخلق من كان أحق أن يقوم مقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبي بكر وعمر.

وإنما قلنا يلزم أن يكون هو الأحق، لأنه لو لم يكن ذلك للزم إمّا جهلهم وإما ظلمهم، فإنه إذا لم يكن أحق وكان غيره أحق فإنْ لم يعلموا ذلك كانوا جهّالاً، وإن علموه وعدلوا عن الأحق إلى غيره كانوا ظلمة، فتبيّن أن عثمان إن لم يكن أحق لزم إما جهلهم وإما ظلمهم، وكلاهما منتف، أمّا أولاً فلأنهم أعلم بعثمان وعلي منّا، وأعلم بما قاله الرسول فيهما منا، وأعلم بما دلّ عليه القرآن في ذلك منّا، ولأنهم خير القرون فيمتنع أن نكون نحن أعلم منهم بمثل هذه المسائل، مع أنهم أحوج إلى علمها منّا، فإنّهم لو جهلوا مسائل أصول دينهم وعلمنا نحن لكنا أفضل منهم، وذلك ممتنع.

وكونهم علموا الحق وعدلوا عنه أعظم وأعظم، فإن ذلك قدح في عدالتهم، وذلك يمنع أن يكونوا خير القرون بالضرورة، ولأن القرآن قد أثنى عليهم ثناءاً يقتضي غاية المدح، فيمتنع إجماعهم وإصرارهم على الظلم الذي هو ضرر في حق الأمة كلها، فإن هذا ليس ظلما للممنوع من الولاية بل هو ظلم لكن من منع نفعه عن ولاية الأحق بالولاية، فإنه إذا كان راعيان أحدهما هو الذي يصلح للرعاية ويكون أحق بها، كان منعه من رعايتها يعود بنقص الغنم حقها في نفعه، ولأن القرآن والسنة دلّ على أن هذه الأمة خير الأمم وأن خيرها أوّلوها، فإن كانوا مصرّين على ذلك لزم أن تكون هذه الأمة شر الأمم، وأن لا يكون أوّلوها خيرها، ولأنا نحن نعلم أن المتأخرين ليسوا مثل الصحابة، فإن كان أولئك ظالمين مصرّين على الظلم، فالأمة كلّها ظالمة، فليست خير الأمم.

وقد قيل لابن مسعود لمـّا ذهب إلى الكوفة: من وليتم؟ قال: وليّنا أعلانا ذا فوق ولم نأل. وذو الفوق هو السهم، يعني أعلانا سهماً في الاسلام.

فإن قيل: قد يكون عثمان الأحق بالامامة وعلي أفضل منه.

٣٦٢

قيل: أولاً هذا السؤال لا يمكن أن يورده أحد من الامامية، لأن الأفضل عندهم أحق بالإِمامة، وهذا قول الجمهور من أهل السنة. وهنا مقامان: إمّا أن يقال: الأفضل أحق بالإِمامة لكن يجوز تولية المفضول إمّا مطلقا وإما للحاجة. وإمّا أن يقال: ليس كل من كان أفضل عند الله يكون هو الأحق بالإمامة. وكلاهما منتف هاهنا.

أمّا الأول فلأن الحاجة إلى تولية المفضول في الاستحقاق كانت منتفية، فإن القوم كانوا قادرين على تولية علي، وليس هناك من ينازع أصلاً، ولا يحتاجون إلى رغبة ولا رهبة، ولم يكن هناك لعثمان شوكة تخاف، بل التمكن من تولية هذا كان كالتمكن من تولية هذا. فامتنع أن يقال: ما كان يمكن إلّا تولية المفضول، وإذا كانوا قادرين - وهم يتصرفون للأمة لا لأنفسهم - لم يجز لهم تفويت مصلحة الأمة من ولاية الفاضل، فإن الوكيل والولي المتصرف لغيره ليس له أن يعدل عما هو أصلح لمن ائتمنه، مع كونه قادراً على تحصيل المصلحة، فكيف إذ كانت قدرته على الأمرين سواء. وأما الثاني فلأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل الخلق، وكلّ من كان به أشبه فهو أفضل ممن لم يكن كذلك، والخلافة كانت خلافة نبوة لم تكن ملكاً، فمن خلف النبي وقام مقام النبي كان أشبه بالنبي، ومن كان أشبه بالنبي كان أفضل، فالذي يخلفه أشبه به من غيره، والأشبه به أفضل، فالذي يخلفه أفضل »(١) .

وقال حسن بن محمد الطيبي بشرح حديث « لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره » قال: « هذا دليل على فضله على جميع الصحابة، فاذا ثبت هذا ثبت خلافته، لأن خلافة المفضول مع وجود الفاضل لا تصح »(٢) .

وقال علي بن سلطان الهروي القاري: « وأولى ما يستدل به على أفضلية

____________________

(١). منهاج السنة ٤ / ٢٠٢ - ٢٠٣.

(٢). الكاشف - شرح المشكاة - مخطوط.

٣٦٣

الصديقرضي‌الله‌عنه في مقام التحقيق نصبهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لامامة الأنام مدة مرضه في الليالي والأيام، ولذا قال أكابر الصحابة: رضيه لديننا أفلا نرضاه لدنيانا! ثم إجماع جمهورهم على نصبه للخلافة ومتابعة غيرهم أيضاً في آخر أمرهم، ففي الخلاصة رجلان في الفقه والصلاح سواء، إلّا أن أحدهما أقرأ، فقدّم أهل المسجد الآخر فقد أساؤا، وكذا لو قلدوا القضاء رجلاً وهو من أهله وغيره أفضل منه، وكذا الوالي. وأمّا الخليفة فليس لهم أن يولوا الخلافة إلّا أفضلهم، وهذا في الخلفاء خاصة، وعليه إجماع الامة »(١) .

وقد نص شاه ولي الله الدهلوي على لزوم أفضلية الخليفة، ولهذا ألف كتاب ( قرة العينين في تفضيل الشيخين ).

دلالة الحديث على الامامة من وجه آخر

ويدل إباء الحارث بن النعمان الفهري عن قبول كون أمير المؤمنينعليه‌السلام « المولى » - حتى أنه دعا على نفسه بقوله: اللهم إنْ كان هذا حقاً - على أن مدلول قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « من كنت مولاه فعلي مولاه » أمر عظيم ومنصب جسيم لم ينله أحد أبداً، ولو كان المراد من « المولى » هو « الناصر » أو « المحب » أو غير ذلك لما كان يمتنع الحارث عن قبول ذلك، ولما صعب عليه الخضوع له والاذعان به.

من وجوه دلالته على الامامة تكذيب ابن تيمية إياه

ولما كان حديث نزول الآية الكريمة:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ) في شأن الحارث بن النعمان الفهري في واقعة حديث الغدير، من أوضح الأدلة والبراهين على دلالة حديث الغدير على إمامة أمير

____________________

(١). شرح الفقه الأكبر ١١٣ - ١١٤.

٣٦٤

نبيّن مواضع بطلانها:

«الوجه الثالث - أن نقول: في نفس هذا الحديث ما يدل على أنه كذب من وجوه كثيرة، فإنّ فيه أن رسول الله لمـّا كان بغدير يدعى خمّاً نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وإن هذا شاع وطار بالبلاد، وبلغ ذلك النعمان بن الحارث الفهري، وأنه أتى النبي على ناقة وهو بالأبطح، وأتى وهو في ملأ من أصحابه، فذكر أنهم قبلوا أمره بالشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج، قال: لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضّله علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، وهذا منك أو من الله؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هو من أمر الله، فولّى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم إنْ كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله وأنزل الله:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ ) الآية.

فيقال لهؤلاء الكذابين: أجمع الناس على أن ما قاله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغدير خم كان حين مرجعه من حجة الوداع، والشيعة تسلّم هذا وتجعل ذلك اليوم عيداً، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة والنبي بعد ذلك لم يرجع إلى مكة، بل رجع من حجة الوداع إلى المدينة، وعاش تمام ذي الحجة والمحرم والصفر، وتوفي في أوّل ربيع الأوّل.

وفي هذا الحديث يذكر أنه قال هذا بغدير خم، وشاع في البلاد، وجاء الحارث وهو بالأبطح والأبطح بمكة. فهذا كذب جاهل لم يعلم متى كانت قصة غدير خم.

وأيضاً: فإنّ هذه السورة - سورة سأل سائل - مكيّة باتفاق أهل العلم، نزلت بمكة قبل الهجرة، فهذه نزلت قبل غدير خم بعشر سنين أو أكثر من ذلك، المؤمنينعليه‌السلام ، لم يجد ابن تيمية سبيلاً إلى الجواب عنه إلّا تكذيبه، وهذا وجه آخر يؤكّد دلالة هذا الحديث على المطلوب، ولنذكر عين عبارة ابن تيمية ثم

٣٦٥

فكيف يكون نزلت بعد ذلك؟

وأيضاً فقوله تعالى:( وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ) في سورة الأنفال، وقد نزلت عقيب بدر بالاتفاق، قبل غدير خم بسنين كثيرة.

وأيضاً: فأهل التفسير متفقون على أنها نزلت بسبب ما قاله المشركون للنبي بمكة قبل الهجرة، كأبي جهل وأمثاله، وإنّ الله ذكّر نبيه بما كانوا يقولونه( وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ) أي أذكر قولهم اللهم. كقوله:( وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ ) ونحو ذلك. فأمر بأن يذكر ما تقدم. فدلّ على أن هذا القول كان قبل نزول هذه السورة.

وأيضاً: فإنّهم لمـّا استحقوا من الله أنه لا ينزل عليهم العذاب ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيهم فقال تعالى:( وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ ) قال الله تعالى:( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) واتفق الناس على أن أهل مكة لم ينزل عليهم حجارة من السّماء لما قالوا ذلك.

وأيضاً: فلو كان هذا آية لكان من جنس آية أصحاب الفيل، ومثل هذا ما تتوافر الهمم والدواعي على نقله، ولو أن الناقل طائفة من أهل العلم، ولمـّا كان هذا لا يرويه أحد من المصنفين في العلم لا المسند ولا الصحيح ولا الفضائل ولا التفسير ولا السير ونحوها، إلّا ما يروى بمثل هذا الاسناد المنكر علم أنه كذب باطل.

وأيضاً: فقد ذكر في هذا الحديث إن هذا القائل آمن بمباني الإِسلام الخمس، وعلى هذا فقد كان مسلماً لأنه قال: فقبلناه منك، ومن المعلوم بالضرورة أن أحداً من المسلمين على عهد النبي لم يصبه هذا.

وأيضاً: فهذا الرجل لا يعرف في الصحابة، بل هو من جنس الأسماء التي

٣٦٦

تذكرها الطرقية »(١) .

فنقول في جوابه: إنّ توهّم بطلان هذا الحديث مندفع بوجوه:

١ - الحديث في تفسير الثعلبي

لقد أورد الثعلبي الحديث في تفسيره، وهذا يدل على صحة هذا الحديث واعتباره، لما عرفت من جلالة قدر الثعلبي واعتبار تفسيره ( الكشف والبيان ) لدى أئمة أهل السنة وعلمائهم الأعلام.

بل لقد نصّ الثعلبي - وهو الثقة الأمين عندهم - في خطبة تفسيره المذكور على أنّ تفسيره « كتاب جامع مهذب يعتمد وفي علم القرآن عليه يقتصر » وأنه قد صنفه بعد « سؤال قوم من الفقهاء المبرزين والعلماء المخلصين والرؤساء المحتشمين » وأنه « كتاب شامل كامل مهذب ملخص مفهوم منظوم، استخرج من زهاء مائة كتاب مجموعات مسموعات سوى ما التقطته من التعليقات والأجزاء، وتلقفته عن أفواه المشايخ الكبار وهم قريب من ثلاثمائة شيخ » قال: « نسقته بأبلغ ما قدرت عليه من الايجاز والترتيب، ولفقته بغاية التنقيب والتهذيب.

وينبغي لكلّ مؤلّف كتاباً في فن قد سبق إليه أن لا يعدم كتابه بعض الخلال التي أنا ذاكرها: إما استنباط شيء كان مغفلاً، أو جمعه إن كان متفرقاً، أو شرحه إن كان غامضاً، أو حسن نظم وتأليف أو إسقاط حشو وتطويل. وأرجو أن لا يخلو هذا الكتاب عن هذه الخصال التي ذكرت. والله الموفق لإِتمام ما نويت وقصدت ».

٢ - من رواته سفيان بن عيينة

إن « سفيان بن عيينة » من مشاهير الأئمة الموثوقين، والأئمة المعتمدين عند أهل السنّة، وإليك بعض كلماتهم في توثيقه ومدحه والثناء عليه باختصار:

١ - النووي: « سفيان بن عيينة روى عنه: الأعمش، والثوري،

____________________

(١). منهاج السنة ٤ / ١٣.

٣٦٧

ومسعر وابن جريج، وشعبة، وهمام، ووكيع، وابن المبارك، وابن المهدي، والقطان، وحماد بن زيد، وقيس بن الربيع، والحسن بن صالح، والشافعي، وابن وهب، وأحمد بن حنبل، وابن المديني، وابن معين، وابن راهويه، والحميدي، وخلائق لا يحصون من الأئمة. وروى الثوري عن القطان عن ابن عيينة.

واتفقوا على إمامته وجلالته وعظم مرتبته

ولد سفيان سنة ١٠٧ وتوفي يوم السبت غرة رجب سنة ١٩٨ »(١) .

٢ - الذهبي: « العلاّمة الحافظ شيخ الإسلام. كان إماما حجة حافظا واسع العلم كبير القدر »(٢) .

٣ - الذهبي أيضاً: « الامام أبو محمّد سفيان بن عيينة الهلالي مولاهم، الكوفي، شيخ الحجاز. قال الشافعي: لو لا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز، وقال ابن وهب: لا أعلم أحداً أعلم بالتفسير منه. وقال أحمد العجلي: كان حديثه نحواً من سبعة آلاف حديث ولم يكن له كتاب.

وكان ثبتاً في الحديث. وقال بهز بن أسد: ما رأيت مثل ابن عيينة، فقيل:

ولا شعبة؟ قال: ولا شعبة. وقال أحمد: ما رأيت أحداً أعلم بالسنن منه »(٣) .

٤ - الذهبي أيضاً: « أحد الأعلام، ثقة ثبت حافظ إمام »(٤) .

٥ - اليافعي: « وفي أول رجب منها توفي شيخ الحجاز وأحد الأعلام، أبو محمّد سفيان بن عيينة الهلالي مولاهم الكوفي، الحافظ، نزيل مكة، وله إحدى وتسعون سنة، وحج سبعين حجة. قال الشافعي: لو لا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز، وقال ابن وهب: لا أعلم أحداً أعلم بالتفسير من ابن عيينة. وقال أحمد بن حنبل: ما رأيت أحداً أعلم بالسنن من ابن عيينة. وقال غيرهم من

____________________

(١). تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٢٤.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ٢٦٢.

(٣). العبر حوادث ١٩٧.

(٤). الكاشف ١ / ٣٧٩.

٣٦٨

العلماء: كان إماماً عالماً ثبتاً ورعاً مجمعاً على صحة حديثه »(١) .

٣ - الحديث في وسيلة المآل

إن ذكر صحاب كتاب ( وسيلة المآل ) هذا الحديث في كتابه المذكور، من الوجوه الدالة على اعتباره، لما سيأتي من التزامه بإيراد الأحاديث المعتبرة من الأحاديث التي صحّحها العلماء في هذا الكتاب.

وبمثل هذا صرح بعض العلماء الآخرين، الذين رووا هذا الحديث في كتبهم، كالسمهودي في ( جواهر العقدين )، وسبط ابن الجوزي في ( تذكرة الخواص )، والزرندي في ( نظم درر السمطين )، والشيخاني القادري في ( الصراط السوى ).

٤ - السكوت على الحديث بعد نقله دليل القبول

لقد ذكر ( الدهلوي ) في الباب الرابع من كتابه ( التحفة ) أن السكوت على حديثٍ بعد نقله - وإن كان عن طريق المخالفين في الاعتقاد - دليل على التسليم به وقبوله.

وعلى هذا الأساس، فلأن نقل هذه الكثرة من العلماء المشاهير من أهل السنة لهذا الحديث وسكوتهم عن الطعن فيه، دليل على تصحيحهم له وقبولهم إياه، لا سيما وأنهم يروونه في كتبهم عن طرقهم لا عن طريق المخالفين لهم.

وقد وافق رشيد الدين الدهلوي استاذه ( الدهلوي ) على هذا الذي ذكره ونص عليه.

____________________

(١). مرآة الجنان حوادث سنة ١٨٩.

٣٦٩

الجواب عن شبهات ابن تيمية

وإذ قد عرفت اعتبار حديث نزول الآية:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ) في حق الحارث بن النعمان في واقعة غدير خم، وثبت بطلان دعوى ابن تيمية بطلان الحديث المذكور وكذبه، نشرع في الجواب عن شبهات هذا المتعصب العنيد حول هذا الحديث ودفعها بايجاز:

١ - ليس « الأبطح » بمكة فحسب

فأوّل ما قاله ابن تيمية هو إنه: « أجمع الناس على أن ما قاله النبي بغدير خم كان حين مرجعه من حجة الوداع والنبي بعد ذلك لم يرجع إلى مكة، بل رجع من حجة الوداع إلى المدينة وفي هذا الحديث يذكر أنه قال هذا بغدير خم وشاع في البلاد، وجاء الحارث وهو بالأبطح والأبطح بمكة، فهذا كذب جاهل لم يعلم متى كانت قصة غدير خم ».

وهذا كلام من لم يعلم معنى « الأبطح » فظنَّ أنه بمكة فقط، ولا يقال لغيرها أبطح، وهذا باطل جدّاً، فليس المراد من الأبطح في هذا الحديث أبطح مكة، ولا أن الأبطح منحصر بأبطح مكة. بل قال الجوهري: « الأبطح مسيل واسع فيه دقاق الحصى، والجمع الأباطح والبطاح أيضاً على غير القياس. قال الأصمعي: يقال بطاح وبطح كما يقال عوام وعوم حكاه أبو عبيدة، والبطيحة والبطحاء مثل الأبطح، ومنه بطحاء مكة »(١) .

وقال أبو الفتح ناصر بن عبد السيد المطرزي: « البطحاء مسيل ماء فيه رمل وحصى، ومنها بطحاء مكة: ويقال له الأبطح أيضاً، وهو من الأبطح النبط »(٢) .

____________________

(١). الصحاح: بطح.

(٢). المغرب في ترتيب المعرب: بطح.

٣٧٠

وقال الفيروزآبادي: « والبطح ككتف والبطيحة والبطحاء والأبطح: مسيل واسع فيه دقاق الحصى. ج أبطاح وبطاح وبطائح، وتبطح السيل اتسع في البطحاء. وقريش البطاح الذين ينزلون بين أخشبي مكة »(١) .

وقال ابن الأثير: « وفي حديث عمر أنه أوّل من بطح المسجد وقال: ابطحوه من الوادي المبارك، أي ألقي فيه البطحاء وهو الحصى الصغار، وبطحاء الوادي وأبطحه حصاه اللين في بطن المسيل، ومنه الحديث: إنه صلى بالأبطح يعني أبطح مكة مسيل واديها، ويجمع على البطاح والأباطح، ومنه قيل: قريش البطاح هم الذين ينزلون أباطح مكة وبطاحها »(٢) .

وقال السيوطي: « وأبطح مكة مسيل واديها، الجمع بطاح وأباطح، وقريش البطاح الذين ينزلون أباطح مكة »(٣) .

وقال الفتني: « صلّى بالأبطح أي مسيل وادي مكة »(٤) .

وقال الشيخ حسن البوريني بشرح قول ابن الفارض:

« أسعد أخي وغنّني بحديث من

حل الأباطح إن رعيت إخائي »

قال: « والأباطح جمع الأبطح، وهو مسيل واسع فيه دقاق الحصى »(٥) .

وقال الشيخ عبد الغني النابلسي بشرحه: « كنى بمن حلّ الأباطح عن الروح الذي هو من أمر الله المفتوح منه في الأجسام الانسانية الكاملة العرفان »(٦) .

____________________

(١). القاموس المحيط: بطح.

(٢). النهاية الاثيرية: بطح.

(٣). النثير في مختصر النهاية لابن الأثير: بطح.

(٤). مجمع البحار: بطح.

(٥). شرح ديوان ابن الفارض للبوريني.

(٦). شرح ديوان ابن الفارض.

٣٧١

وكذا قال البوريني بشرح قول ابن الفارض:

« يا ساكني البطحاء هل من عودة

أحيى بها يا ساكني البطحاء »(١)

وقوله:

« وإذا وصلت إلى ثنّيات اللوى

فانشد فؤاداً بالأبيطح طاحا »(٢)

وقال القاضي أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد بن مرزوق بشرح قول البوصيري:

« وأحيت السنّة البيضاء دعوته

حتى حكت غرة في الأعصر الدهم

بعارض جاد أو خلت البطاح بها

سيب من اليم أو سيل من العرم »

قال: « والأبطح مسيل واسع فيه دقاق الحصى، والجمع الأباطح والبطاح أيضاً على غير قياس، وبطاح بطح كعوام عوم، والبطيحة والبطحاء مثل الأبطح، ومنه بطحاء مكة وبطائح النبط بين العراقين، وتبطح السيل اتسع في البطحاء »(٣) .

وقال سعد الدين التفتازاني: « وقد تحصل الغرابة بتصرف في الاستعارة العامية كما في قوله:

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا

وسالت بأعناق المطي الأباطح

جمع أبطح، وهو مسيل الماء فيه دقاق الحصى »(٤) .

بل لقد استعمل « الأبطح » إستعمال اسم الجنس في أشعار العرب

____________________

(١). شرح ديوان ابن الفارض ٢ / ٢٢.

(٢). المصدر ٢ / ٤١.

(٣). الاستيعاب في شرح البردة البوصيرية.

(٤). شرح مختصر تلخيص المفتاح: ١٨٨.

٣٧٢

الجاهلين، ففي قصيدة عمرو بن كلثوم - (وهي القصيدة الخامسة من القصائد السبع المعلّقات)-:

« يدهدون الرءوس كما تدهدي

حزاورة بأبطحها الكرينا »

قال شارحه الزوزني: « الحزور الغلام الغليظ الشديد، والجمع الحزاورة.

يقول: يدحرجون رؤس أقرانهم كما يدحرج الغلمان الغلاظ والشداد الكرات في مكان مطمئن».

وقال بشرح قوله.

« وقد علم القبائل من معد

إذا قبب بأبطحها بنينا »

قال: « يقول: قد علمت قبائل معد إذا بنيت قبابها بمكان أبطح، والقبب والقباب جمع قبة»(١) .

شعر حيص بيص وترجمته

ومن الشواهد شعر حيص بيص في قصة ذكرها ابن خلكان بترجمته، وهذا نص ما حكاه: « وقال الشيخ نصر الله بن مجلى مشارف الصناعة بالمخزن - وكان من ثقات أهل السنة - رأيت في المنام علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه فقلت له: يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ما تمّ؟ فقال: أما سمعت أبيات ابن الصيفي في هذا؟ فقلت: لا. فقال: إسمعها منه.

ثم استيقظت فبادرت إلى دار حيص بيص، فخرج إليّ، فذكرت له الرؤيا، فشهق وأجهش بالبكاء، وحلف بالله إن كانت خرجت من فمي أو خطي

____________________

(١). شرح المعلقات للزوزني: ١١٣ - ١١٤.

٣٧٣