نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٣

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار17%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 332

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 332 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 155571 / تحميل: 6536
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

أحاديث المنهاج ) و ( التلخيص الحبير ) و ( التقرير والتحبير ) و ( المرقاة ) و ( نسيم الرياض ) و ( الصبح الصادق ) و ( فواتح الرحموت ) كما ستعرف ذلك كله ان شاء الله تعالى.

هذا، وقد نقل ابن حزم في رسالته المذكورة كلام البزار المتقدم سابقاً وأيده كما سيأتي عن (البحر المحيط ) وغيره، كما قدح فيه في كتابه ( الاحكام في أصول الاحكام ) أيضاً.

٧ - البيهقي

لقد ضعف البيهقي حديث النجوم في ( المدخل )، فقد قال الحافظ العراقي ما نصه: « ورواه البيهقي في المدخل من حديث عمر ومن حديث ابن عباس بنحوه، ومن وجه آخر مرسلا وقال: متنه مشهور وأسانيده ضعيفة، لم يثبت في هذا اسناد »(١) .

وسيأتي عن ( تخريج احاديث الكشاف ) أيضاً.

ومن هنا يظهر خيانة ( الدهلوي )، اذ نقل الحديث برواية ابن عباس عن ( المدخل ) وسكت عن تضعيف البيهقي اياه

على أن البيهقي قد طعن فيه في كتابه ( الاعتقاد ) أيضاً، حيث حكم في سنده الذي فيه عبد الرحيم بن زيد بأنه غير قوي، وفي سنده عن الضحاك بأنه حديث منقطع، كما سيأتي عن ابني حجر وأمير الحاج

٨ - ابن عبد البر

قال الحافظ أبو عمرو وابن عبد البر بعد كلام البزار والمزني المتقدمين: - « قال أبو عمرو: قد روى أبو شهاب الحناط عن حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انما أصحابي مثل

__________________

(١). تخريج أحاديث المنهاج - مخطوط.

١٢١

النجوم، فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم. وهذا اسناد لا يصح ولا يرويه عن نافع من يحتج به، وليس كلام البزار بصحيح على كل حال، لان الاقتداء بأصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منفردين انما هو لمن جهل ما يسأل عنه، ومن كانت هذه حاله فالتقليد لازم له، ولم يأمر أصحابه أن يقتدي بعضهم ببعض اذا تأولوا تأويلا سائغاً جائزاً ممكناً في الاصول، وانما كل واحد منهم نجم جائز أن يقتدي به العامي الجاهل، بمعنى ما يحتاج اليه من دينه، وكذلك سائر العلماء من العامة، والله أعلم.

و قد روي في هذا الحديث اسناد غير ما ذكر البزار عن سلام بن سليم قال حدثنا الحارث بن غصين عن الاعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهديتم. قال أبو عمرو: هذا اسناد لا تقوم به حجة، لان الحارث بن غضين مجهول»(١) .

وقد ذكرنا فوائد هذا الكلام - مع الاعتراض على بعضه - في القسم الثاني من مجلد حديث (مدينة العلم ).

٩ - ابن عساكر

لقد صرح الحافظ ابن عساكر بضعف هذا الحديث، كما ستعرف ذلك من ( فيض القدير ) ان شاء الله.

ترجمة ابن عساكر

وقد ترجم لابن عساكر وأثنى عليه جماعة كبيرة من أصحاب المعاجم الرجالية وكتب التاريخ منهم:

ياقوت الحموي في ( معجم الادباء ١٣ / ٧٣ - ٨٧ ).

ابن خلكان في ( وفيات الاعيان ٢ / ٤٧١ ).

__________________

(١). جامع بيان العلم ٢ / ٩٠ - ٩١.

١٢٢

الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٨ ) و ( دول الاسلام ٢ / ٨٥ ).

اليافعي في ( مرآة الجنان ٣ / ٣٩٣ ).

السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ٢٧٣ ).

ابو الفداء الايوبي في ( المختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٩ ).

ابن الوردي في ( تتمة المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٢٤ ).

جلال الدين السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٧٤ ).

الاسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٢١٦ ).

الخوارزمي في ( جامع مسانيد أبي حنيفة ).

وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في مجلد ( حديث الطير ).

١٠ - ابن الجوزي

لقد أورده الحافظ ابن الجوزي في ( العلل المتناهية ) قائلا: « روى نعيم بن حماد قال نا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر ابن الخطاب قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سألت ربي فيما يختلف فيه أصحابي من بعدي، فأوحى الي يا محمد ان أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء، بعضها أضوء من بعض، فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو على هدى.

قال المؤلف: وهذا لا يصح، نعيم مجروح، وقال يحيى بن معين: عبد الرحيم كذاب »(١) .

١١ - ابن دحية

وقد قدحه الحافظ ابن دحية قال الحافظ العراقي: « وقال ابن دحية - وقد ذكر حديث أصحابي كالنجوم - حديث لا يصح »(٢) .

__________________

(١). العلل المتناهية في الاحاديث الواهية ١ / ٢٨٣.

(٢). تعليق تخريج أحاديث المنهاج - مخطوط.

١٢٣

ترجمة ابن دحية

وترجم لابن دحية:

ابن خلكان في ( وفيات الاعيان ٣ / ١٢١ ).

والسيوطي في ( بغية الوعاة ٢ / ٢١٨ ) و ( حسن المحاضرة ١ / ٣٥٥ ).

والمقري في ( نفح الطيب ٢ / ٣٠١ ).

والزرقاني في ( شرح المواهب اللدنية ١ / ٧٩ - ٨٠ ).

وقد ذكرنا ترجمته في مجلد ( حديث الولاية ).

١٢ - أبو حيان

لقد قال الحافظ أبو حيان الاندلسي القول الفصل في حديث النجوم، وهذا نص كلامه:

« قال الزمخشري فان قلت: كيف كان القرآن تبياناً لكل شيء؟

قلت: المعنى انه بين كل شيء من أمور الدين حيث كان نصاً على بعضها، واحالة على السنة حيث امر باتباع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطاعته، وقيل « وما ينطق عن الهوى » وحثاً على الاجماع في قوله( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) ، وقد رضي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لامته اتباع أصحابه والاقتداء بآثاره في قوله: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، وقد اجتهدوا وقاسوا ووطئوا طرق القياس والاجتهاد، فكانت السنة والاجماع والقياس مستنده الى تبيين الكتاب، فمن ثم كان تبياناً لكل شيء.

وقوله: وقد رضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « الى قوله » اهتديتم، لم يقل ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو حديث موضوع لا يصح بوجه عن رسول الله، قال الحافظ أبو محمد على بن أحمد بن حزم في رسالته في ابطال الرأي والقياس والاستحسان والتعليل والتقليد ما نصه: وهذا خبر مكذوب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مما في أيدي العامة ترويه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: انما مثل أصحابى كمثل النجوم - أو كالنجوم - بأيها اقتدوا

١٢٤

اهتدوا. وهذا كلام لم يصح عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، رواه عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وانما أتى ضعف هذا الحديث من قبل عبد الرحيم، لان أهل العلم سكتوا عن الرواية لحديثه، والكلام أيضاً منكر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يثبت، والنبي لا يبيح الاختلاف بعده من أصحابه. هذا نص كلام البزار.

قال ابن معين: عبد الرحيم بن زيد كذاب ليس بشيء، وقال البخاري: هو متروك.

ورواه ايضاً حمزة الجزري. وحمزة هذا ساقط متروك »(١) .

ترجمة أبى حيان

وقد ترجم صلاح الدين الصفدي أبا حيان بما هذا ملخصه: « الشيخ الامام الحافظ العلامة فريد العصر وشيخ الزمان وامام النحاة أثير الدين أبو حيان الغرناطي، لم أر في أشياخي أكثر اشتغالا منه، لاني لم أره الا يسمع أو يشتغل أو يكتب، ولم أره على غير ذلك، وهو ثبت فيما ينقله، محرر لما يقوله، عارف باللغة، ضابط لالفاظها، وأما النحو والتصريف فهو امام الدنيا فيهما، لم يذكر معه في أقطار الارض غيره في العربية، وله اليد الطولى في التفسير والحديث والشروط والفروع وتراجم الناس وطبقاتهم وتواريخهم وحوادثهم، وله التصانيف التي سارت وطارت وانتشرت وانتثرت وقرئت ودرست ونسخت وما نسخت، أخملت كتب الاقدمين وألهت المقيمين بمصره والقادمين، وقرأ الناس عليه وصاروا أئمة وأشياخاً في حياته »(٢) .

وذكره الذهبي في ( المعجم المختص ) والكتبي في ( فوات الوفيات ٤ / ٧١ ).

__________________

(١). البحر المحيط ٥ / ٥٢٧ - ٥٢٨، النهر الماد من البحر المحيط.

(٢). الوافي بالوفيات ٥ / ٢٦٧.

١٢٥

والسبكي وقال: « شيخنا وأستاذنا أبو حيان شيخ النحاة، العلم الفرد والبحر الذي لا يعرف الجزر بل المد وكان الشيخ أبو حيان اماماً منتفعاً به اتفق أهل العصر على تقديمه وامامته ونشأت أولادهم على حفظ مختصراته وآباؤهم على النظر في مبسوطاته، وضربت الامثال باسمه مع صدق اللهجة وكثرة الاتقان والتحري، وسدد طرفاً صالحاً من الفقه »(١) .

وقال الاسنوي بترجمته: « امام زمانه في علم النحو، وصاحب التصانيف المشهورة فيه وفي التفسير شرقاً وغرباً والتلاميذ المنتشرة، كان أيضاً اماماً في اللغة، عارفاً بالقراءات السبع والحديث، شاعراً مجيداً، وكان صادق اللهجة كثير الاتقان والتحري، ملازماً على الاشتغال الى آخر وقت، كثير الاستحضار واشتغل بالفروع اشتغالا قليلا »(٢) .

وترجم له ابن الجزري فقال: « الامام الحافظ الاستاذ شيخ العربية والادب والقراءات مع العدالة والثقة. قال الذهبي: ومع براعته الكاملة في العربية له يد طولى في الفقه والآثار والقراءات واللغات، وله مصنفات وهو فخر أهل مصر في وقتنا في العلم، تخرج به جماعة »(٣) .

ذكره ابن حجر ونقل عن الكمال في ترجمته: « شيخ الدهر وعالمه، ومحيي الفن الاول بعد ما درست معالمه، وبحر اللسان العربي فلا يقار به أحد فيه ولا يقاومه، وذكر أنه لازمه من سنة ثماني عشرة الى أن مات، وذكر جملة كثيرة من شيوخه، وذكر تصانيفه وذكر أنه كان صدوقا حجة سالم العقيدة من البدع الفلسفية والاعتزال والتجسيم، وجرى على مذهب أهل الادب في الميل الى محاسن الشباب ومال الى مذهب أهل الظاهر، والى محبة علي بن أبي طالب والتجافي عمن قاتله، وكان يتأول قوله « لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق » وكان كثير الخشوع، يبكي عند قراءة القرآن وعند

__________________

(١). طبقات الشافعية ١ / ٤٧٥.

(٢). طبقات الشافعية ١ / ٤٥٧.

(٣). طبقات القراء ٢ / ٢٨٥.

١٢٦

الابيات الغزلية، وقال: وامتدحه الاعيان »(١) .

وبنحو ذلك ترجم له وذكره السيوطي في ( بغية الوعاة ١٢١ ) والاسدي في ( طبقات الشافعية - ٣ / ٢٢٠ ) والشوكاني في ( البدر الطالع ٢ / ٢٨٨ ) وغيرهم.

١٣ - الذهبي

لقد قدح الذهبي حديث النجوم في مواضع عديدة، منها بترجمة « جعفر ابن عبد الواحد الهاشمي » حيث قال بعد كلمات العلماء الاعيان في جرحه: « ومن بلاياه عن وهب بن جرير عن أبيه عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أصحابي كالنجوم من اقتدى بشيء منها اهتدى »(٢) .

ومنها بترجمة « زيد العمي » حيث قال بعد ايراده: « فهذا باطل »(٣) .

ومنها بترجمة « عبد الرحيم بن زيد »(٤) .

١٤ - ابن مكتوم

وقدحه تاج الدين ابن مكتوم القيسي، حيث نقل كلمات شيخه أبي حيان المتقدمة سابقاً عن تفسيريه، في كتابه ( الدر اللقيط من البحر المحيط - المطبوع بهامش البحر المحيط ) بعين ألفاظها.

ترجمة ابن مكتوم

وقد أثنى على ابن مكتوم وترجم له الصفدي، والجزري في ( طبقات

__________________

(١). الدرر الكامنة ٥ / ٧٠.

(٢). ميزان الاعتدال ١ / ٤١٣.

(٣). ميزان الاعتدال ٢ / ١٠٢.

(٤). ميزان الاعتدال ٢ / ٦٠٥.

١٢٧

القراء ١ / ٧٠ ) وجلال الدين السيوطي في ( طبقات النحاة ) و ( حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة ١ / ٤٧ ).

وذكره ابن حجر العسقلاني فقال: « كان قد تقدم في الفقه والنحو واللغة ودرس وناب في الحكم، وجمع من تفسير أبي حيان مجلداً سماه ( الدر اللقيط من البحر المحيط ) قصره على مباحث مع ابن عطية والزمخشري »(١) .

وقد ذكرنا ترجمته في القسم الثاني من مجلد ( حديث الغدير ).

١٥ - ابن القيم

وطعن ابن قيم الجوزية في حديث النجوم، حيث قال في الرد على المقلدين: « الوجه الخامس والاربعون قولهم: يكفي في صحة التقليد الحديث المشهور: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.

جوابه من وجوه: أحدها ان هذا الحديث قد روي من طريق الاعمش عن أبي سفيان عن جابر، ومن حديث سعيد بن المسيب عن ابن عمر، ومن طريق حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر.

ولا يثبت شيء منها.

قال ابن عبد البر: حدثنا محمد بن ابراهيم بن سعيد أن أبا عبد الله ابن مفرح حدثهم ثنا محمد بن أيوب الصموت قال قال لنا البزار: وأما ما يروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، فهذا الكلام لا يصح عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٢) .

١٦ - الزين العراقي

و قال الحافظ زين الدين العراقي ما نصه: « حديث أصحابي

__________________

(١). الدرر الكامنة ١ / ١٧٤.

(٢). اعلام الموقعين ٢ / ٢٢٣.

١٢٨

« كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم » رواه الدار قطني في الفضائل وابن عبد البر في العلم من طريقه من حديث جابر وقال: هذا اسناد لا تقوم به حجة، لان الحارث بن غصين مجهول، ورواه عبد بن حميد في مسنده من رواية عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن ابن المسيب عن ابن عمر، قال البزار: منكر لا يصح.

و رواه ابن عدي في الكامل من رواية حمزة بن أبي حمزة النصيبي عن نافع عن ابن عمر بلفظ فأيهم أخذتم بقوله - بدل اقتديتم - واسناده ضعيف من أجل حمزة فقد اتهم بالكذب.

و رواه البيهقي في المدخل من حديث عمر ومن حديث ابن عباس بنحوه ومن وجه آخر مرسلا وقال: متنه مشهور وأسانيده ضعيفة لم يثبت في هذا اسناد. وقال ابن حزم: مكذوب موضوع باطل، قال البيهقي: ويؤدي بعض معناه حديث أبي موسى: النجوم أمنة لاهل السماء، وفيه أصحابي أمنة لامتي، الحديث، رواه مسلم »(١) .

وقال الزين العراقي: « قال ابن دحية - وقد ذكر حديث أصحابي كالنجوم -: حديث لا يصح، و رواه القضاعي قال: أنبأنا أبو الفتح منصور ابن علي الانماطي، أنبأ أبو محمد الحسن بن رشيق، أنبأ محمد بن جعفر بن محمد، حدثنا جعفر - يعني ابن عبد الواحد - أنبأ وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مثل أصحابي مثل النجوم من اقتدى بشيء منها اهتدى.

قال الدارقطني: جعفر ابن عبد الواحد كان يضع الحديث، وقال أبو أحمد بن عدي: كان يتهم بوضع الحديث، لا يصح »(٢) . هذا وسيأتي عن ( نسيم الرياض ) اعتراض العراقي على القاضي

__________________

(١). تخريج أحاديث المنهاج - مخطوط.

(٢). تعليق تخريج أحاديث المنهاج - مخطوط.

١٢٩

عياض ايراده حديث النجوم بصيغة الجزم.

ترجمة الزين العراقي

وقد ترجم للزين العراقي وأثنى عليه جماعة متهم:

١ - الجزري في ( طبقات القراء ١ / ٣٨٢ ).

٢ - السخاوي في ( الضوء اللامع ٤ / ١٧١ - ١٧٨ ).

٣ - الشوكاني في ( البدر الطالع ١ / ٣٥٤ - ٣٥٦ ).

١٧ - ابن حجر العسقلاني

قال ابن حجر العسقلاني ما نصه: « حديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم. عبد بن حميد في مسنده من طريق حمزة النصيبي عن نافع عن ابن عمر. وحمزة ضعيف جداً.

ورواه الدارقطني في غرائب مالك من طريق جميل بن يزيد عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر. وجميل لا يعرف ولا أصل له من حديث مالك ولا من فوقه.

وذكره البزار من رواية عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن سعيد ابن المسيب عن عمر، وعبد الرحيم كذاب، ومن حديث أنس أيضاً، واسناده واه.

ورواه القضاعي في مسند الشهاب له عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، وفي اسناده جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، وهو كذاب.

ورواه أبوذر الهروي في كتاب السنة من حديث مندل عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم منقطعاً. وهو في غاية الضعف.

قال أبوبكر البزار: هذا الكلام لم يصح عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وقال ابن حزم: هذا خبر مكذوب باطل.

وقال البيهقي في الاعتقاد عقب حديث أبي موسى الاشعري الذي

١٣٠

أخرجه مسلم بلفظ: النجوم أمنة لاهل السماء، فاذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، أصحابي أمنة لامتي فاذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون. قال البيهقي: روى في حديث موصول باسناد غير قوي - يعني حديث عبد الرحيم العمى - وفي حديث منقطع - يعني حديث الضحاك بن مزاحم -: مثل أصحابي كمثل النجوم في أهل السماء من أخذ بنجم منها اهتدى، قال: والذي رويناه هاهنا من الحديث الصحيح يؤدي بعض معناه.

قلت: صدق البيهقي، هو يؤدي صحة التشبيه للصحابة بالنجوم خاصة، أما في الاقتداء فلا يظهر من حديث أبي موسى، نعم يمكن أن يتلمح ذلك من معنى الاهتداء »(١) .

و قال ابن حجر: « حديث أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم. الدارقطني في المؤتلف من رواية سلام بن سليم عن الحارث بن غصين عن الاعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً، وسلام ضعيف.

و أخرجه في غرائب مالك من طريق جميل بن يزيد عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر في أثناء حديث - وفيه: فبأي قول أصحابي أخذتم اهتديتم، انما مثل أصحابي مثل النجوم من أخذ بنجم منها اهتدى، وقال: لا يثبت عن مالك، ورواته دون مالك مجهولون.

و رواه عبد بن حميد والدارقطني في الفضائل من حديث حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر، وحمزة اتهموه بالوضع.

و رواه القضاعي في مسند الشهاب من حديث أبي هريرة وفيه: جعفر ابن عبد الواحد الهاشمي، وقد كذبوه.

و رواه ابن طاهر من رواية بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس وبشر كان متهماً أيضاً.

و أخرجه البيهقي في المدخل من رواية جويبر عن الضحاك عن

__________________

(١). تلخيص الحبير ٤ / ١٩٠ - ١٩١.

١٣١

ابن عباس وجويبر متروك، ومن رواية جويبر عن جواب بن عبيد الله مرفوعاً ، وهو مرسل قال البيهقي: هذا المتن مشهور وأسانيد كلها ضعيفة.

و روى في المدخل أيضاً عن عمر: سألت ربي فيما يختلف فيه أصحابي من بعدي، فأوحى الي يا محمد أصحابك عندي بمنزلة النجوم من السماء، بعضها أضوء من بعض، فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى. وفي اسناده عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك»(١) .

أقول : وفي عبارتي ابن حجر هاتين وجوه ينبغي التدقيق والتدبر فيها، وكلها تهبط بحديث النجوم الى أقصى درجات الفساد، ويظهر منهما أيضاً قبح تمسك ( الدهلوي ) برواية البيهقي، اذ أنه بلغ من الهوان حداً لم يتمكن البيهقي من السكوت عنه حتى اعترف بضعفه.

تنبيهات

وبعد، فان هاهنا تنبيهات:

الاول: لقد اكتفى ابن حجر في ( سلام بن سليم ) بقوله « سلام ضعيف » وقد علم سابقاً - في الطعن في حديث أعلمية معاذ - كونه مجروحاً ومطعوناً فيه بمطاعن جسيمة.

الثاني: انه أعرض عن تضعيف ( الحارث بن غصين ) وقد علم من كلام الحافظين ابن عبد البر والعراقي كونه مجروحاً.

الثالث: انه لم يقل في ( حمزة ) الا « اتهموه بالوضع » وهذه بعض كلماتهم في جرحه:

ترجمة حمزة الجزري

قال البخاري: « منكر الحديث »(٢) وقال النسائي « متروك الحديث »(٣)

__________________

(١). الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف - هامش الكشاف ٢ / ٦٢٨.

(٢). الضعفاء للبخاري ٣٦.

(٣). الضعفاء للنسائى ٣٢.

١٣٢

وقال ابن الجوزي: « قال يحيى: ليس بشيء، وقال ابن عدي، يضع الحديث » وقال أيضاً: « قال أحمد: هو مطروح الحديث، وقال يحيى: ليس بشيء لا يساوي فلساً، وقال ابن عدي: يضع الحديث، وقال ابن حبان: لا يحل الرواية عنه »(١) .

وتقدم عن أبي حيان قوله: « وحمزة هذا ساقط متروك ».

وترجمه الذهبي وقال: « قال ابن معين: لا يساوي فلساً، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن عدي: عامة مروياته موضوعة »(٢) .

وذكره ابن حجر نفسه وقال بعد نقل الكلمات المذكورة: « قلت: وقال أبوحاتم أيضاً وأبوزرعة: ضعيف الحديث، وزاد أبوحاتم: أضعف من حمزة بن نجيح، وقال الآجري عن أبي داود: ليس بشيء، وقال الحاكم: يروي أحاديث موضوعة، وقال ابن عدي أيضا: يضع الحديث، وأورد له البخاري وابن حبان في موضوعاته »(٣) .

الرابع: انه قال في ( جعفر بن عبد الواحد ): « وقد كذبوه » وإليك بعض أقوالهم فيه:

ترجمة جعفر بن عبد الواحد

قال ابن الجوزي بعد حديث: « هذا حديث موضوع قال ابن حبان: لا أصل لهذا الحديث، قال: وجعفر كان يسرق الحديث ويقلب الاخبار حتى لا يشك انه يعملها، وقال أبو أحمد ابن عدي: كان جعفر يتهم بوضع

__________________

(١). الموضوعات ٣ / ٣٤.

(٢). ميزان الاعتدال ١ / ٦٠٦.

(٣). تهذيب التهذيب ٣ / ٢٩.

١٣٣

الحديث »(١) .

وقال بعد حديث: قال الدارقطني كذاب يضع الحديث »(٢) .

وذكره الذهبي في ( المغني في الضعفاء ) وقال « متروك » وفي ( الميزان ) وقال: « قال الدارقطني: يضع الحديث، وقال أبوزرعة: روى أحاديث لا أصل لها، وقال ابن عدي: يسرق الحديث ويأتي بالمناكير عن الثقات، ثم ساق له ابن عدي أحاديث وقال: كلها بواطيل وبعضها سرقة من قوم، وكان عليه يمين أن لا يحدث ولا يقول حدثنا وكان يقول قال لنا فلان »(٣) .

الخامس: انه قال في ( بشر بن الحسين ): « وبشر كان متهماً أيضاً » ولنورد بعض كلمات علمائهم فيه:

ترجمة بشر بن الحسين

قال الذهبي: « قال الدارقطني: متروك وقال أبوحاتم: يكذب على الزبير »(٤) وفي ( الميزان ): « قال البخاري: فيه نظر، وقال الدارقطني: متروك وقال ابن عدي: عامة حديثه ليس بمحفوظ، وقال أبو حاتم: يكذب على الزبير قال ابن حبان: يروي بشر بن الحسين عن الزبير نسخة موضوعة شبيهاً بمائة وخمسين حديثاً »(٥) .

وقال العراقي: « هو ضعيف جداً » وقال الهيثمي: « هو كذاب ».

وقال ابن حجر العسقلاني ما ملخصه: « قال ابن حبان لا ينظر في شيء رواه عن الزبير الا على جهة التعجب، وقال أبونعيم: جاء الى أبي داود الطيالسي فقال: حدثني الزبير بن عدي، فكذبه أبو داود وقال ما نعرف

__________________

(١). الموضوعات ٢ / ٩٦.

(٢). الموضوعات ٣ / ١٧٢.

(٣). ميزان الاعتدال ١ / ٤١٣.

(٤). المغني في الضعفاء ١ / ١٠٥.

(٥). ميزان الاعتدال ١ / ٣١٥.

١٣٤

للزبير بن عدي عن أنسرضي‌الله‌عنه الا حديثاً واحداً، وقال أبوأحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم، وقال ابن الجارود: ضعيف »(١) .

السادس: انه اختصر القدح في ( جويبر ) فقال « جويبر متروك » ولكن سيأتي ذكر بعض كلماتهم في جرحه.

السابع: انه سكت عن الطعن في ( الضحاك ) وستعرف أنه موهون لدى كبار العلماء

ترجمة جواب بن عبيد الله

الثامن: انه لم يذكر شيئاً حول ( جواب بن عبيد الله ) وقد ضعفه ابن نمير وقد رآه الثوري فلم يحمل عنه، وقال أبو خالد الأحمر: كان يقص ويذهب مذهب الارجاء، وقال ابن عدي: ليس لجواب من المسند الا القليل راجع: ( الميزان ١ / ٤٢٦ ) و ( تهذيب التهذيب ٢ / ١٢١ ) وغيرهما.

التاسع: انه لم يسم راوي الحديث عن ( جويبر ) وستعرف من كلام السخاوي انه ( سليمان بن أبي كريمة ) وستعرف ما فيه.

العاشر: انه لم يقل في ( عبد الرحيم بن زيد العمى ) الا انه « متروك »، وقد قال يحيى بن معين: ليس بشيء هو وأبوه، وقال مرة: عبد الرحيم كذاب خبيث، وقال الجوزجاني: غير ثقة، وقال أبوزرعة: واه ضعيف الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون ولا يكتب حديثه، وقال البخاري: تركوه الى غير ذلك من كلمات الطعن والذم تجدها في كتب الرجال وغيرها، وقد تقدم بعضها

١٨ - ابن الهمام

لقد طعن ابن الهمام في حديث النجوم حيث قال في مبحث الإجماع

__________________

(١). لسان الميزان ٢ / ١١٧.

١٣٥

في الجواب عن حديث الاقتداء وحديث عليكم بسنتي « وأجيب: يفيدان أهلية الاقتداء لا منع الاجتهاد، وعليه ان ذلك مع إيجابه، الا أن يدفع بأنه آحاد، وبمعارضته بأصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، وخذوا شطر دينكم عن الحميراء، الا أن الاول لم يعرف »(١) .

١٩ - ابن أمير الحاج

لقد أوضح ابن أمير الحاج في شرح التحرير وهن هذا الحديث قائلا: « [ وبمعارضته ] أي: وأجيب أيضاً بمعارضة كل منهما [ بأصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم. وخذوا شطر دينكم عن الحميراء ] أي عائشة وان خالف قول الشيخين أو الأربعة [ الا ان الاول ] أي أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم [ لم يعرف ] بناءاً على قول ابن حزم في رسالته الكبرى مكذوب موضوع باطل، والا فله طرق من رواية عمر وابنه وجابر وابن عباس وأنس، بألفاظ مختلفة أقربها الى اللفظ المذكور ما أخرج ابن عدي في الكامل وابن عبد البر في كتاب بيان العلم عن ابن عمر قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أصحابي مثل النجوم يهتدى بها فبأيهم أخذتم بقوله اهتديتم. وما أخرج الدارقطني وابن عبد البر عن جابر قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل أصحابي في أمتي مثل النجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم.

نعم لم يصح منها شيء، ومن ثمة قال أحمد: حديث لا يصح، والبزار: لا يصح هذا الكلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

الا أن البيهقي قال في كتاب الاعتقاد: رويناه في حديث موصول بإسناد غير قوي. وفي حديث آخر منقطع، والحديث الصحيح يؤدي بعض معناه وهو حديث أبي موسى المرفوع »(٢) .

__________________

(١). التحرير بشرح ابن أمير الحاج ٣ / ٩٩.

(٢). التقرير والتحبير ٣ / ٩٩.

١٣٦

ترجمة ابن أمير الحاج

ترجم له الحافظ السخاوي وأثنى عليه بما ملخصه: « ولد في ثامن عشر ربيع الاول سنة خمس وعشرين وثمانمائة بحلب ونشأ بها، وعرض على ابن خطيب الناصرية والبرهان الحافظ والشهاب ابن الرسام وغيرهم من أهل بلده وتفقه بالعلاء الملطي، وأخذ النحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق عن الزين عبد الرزاق أحد تلامذة العلاء البخاري، وكذا لازم ابن الهمام، وبرع في فنون، وأذن له ابن الهمام وغيره، وتصدى للإقراء، فانتفع به جماعة وأفتى وقد سمعت أبحاثه وفوائده وسمع مني بعض القول البديع وتناوله مني، وكان فاضلا مفنناً ديناً قوي النفس محباً في الرياسة والفخر »(١) .

٢٠ - ابوذر الحلبي

لقد قدح أبوذر الحلبي شارح الشفاء في حديث النجوم حيث قال معترضاً على القاضي عياض: « وكان ينبغي للقاضي أن لا يذكره بصيغة جزم لما عرف عند أهل الصناعة، وقد سبق له مثله مراراً ».

ترجمة موفق الدين أبى ذر احمد الحلبي

وترجم له الحافظ السخاوي في ( الضوء اللامع ) ترجمة مطولة نلخصها فيما يلي: « لزم الاعتناء بالحديث والفقه، وأفرد مبهمات البخاري، وكذا اعرابه بل جمع عليه تعليقاً لطيفاً لخصه من الكرماني والبرماوي وشيخنا، وآخر أخصر منه، وله التوضيح للأوهام الواقعة في الصحيح، ومبهمات مسلم أيضاً، وقرة العين في فضل الشيخين والصهرين والسبطين، وشرح الشفاء والمصابيح ولكنه لم يكمل، والذيل على تاريخ ابن خطيب الناصرية، وغير ذلك، وأدمن قراءة الصحيحين والشفاء، خصوصاً بعد وفاة والده،

__________________

(١). الضوء اللامع ٢ / ٢١٠.

١٣٧

وصار متقدماً في لغاتها ومبهماتها وضبط رجالها، لا يشذ عنه من ذلك الا النادر.

ولما كان شيخنا بحلب لازمه واغتبط شيخنا به وأحبه لذكائه وخفة روحه ووصفه بالإمام موفق الدين، ومرة « بالفاضل البارع المحدث الأصيل الباهر الذي ضاهى كنيه في صدق اللهجة، الماهر الذي ناجى سميه ففداه بالمهجة، الأخير الذي فاق الاول في البصارة والنضارة والبهجة، أمتع الله المسلمين ببقائه. وأذن له في تدريس الحديث وافادته في حياة والده.

كان خيراً شهماً مبجلا في ناحيته، منعزلا عن بني الدنيا، قانعاً باليسير محباً للانجماع، كثير التواضع والاستيناس بالغرباء والإكرام لهم، شديد التخيل، طارحاً للتكلف. ذا فضيلة تامة وذكاء مفرط. وقد تصدى للحديث والاقراء وانتفع به جماعة من أهل بلده والقادمين عليها، بل وكتب مع القدماء في الاستدعاءات من حياة أبيه وهلم جراً.

وترجمه ابن فهد وغيره من أصحابنا، وكذا وصفه ابن أبي غديبة في أبيه بالإمام العلامة، وسمى بعض تصانيفه ».

٢١ - السخاوي

قال الحافظ السخاوي: « حديث اختلاف أمتي رحمة. البيهقي في المدخل من حديث سليمان بن أبي كريمة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لاحد في تركه، فان لم تكن في كتاب الله فسنة مني ماضية، فان لم تكن سنة مني فما قال أصحابي، ان أصحابي بمنزلة النجوم في السماء فأيما أخذتم به اهتديتم، واختلاف أمتي رحمة، ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني والديلمي في مسنده: بلفظ سواء.

وجويبر ضعيف، والضحاك عن ابن عباس منقطع »(١) .

__________________

(١). المقاصد الحسنة ٢٦ - ٢٧.

١٣٨

أقول: ولنورد بعض كلماتهم في رجال هذا الحديث:

اما سليمان بن ابى كريمة

فقد قال ابن أبي حاتم في ( العلل ) بعد حديث: قال أبي هذا حديث باطل، وابن أبي كريمة ضعيف الحديث.

وقال ابن الجوزي بعد أحاديث أوردها: « هذه الأحاديث موضوعات على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أما الاول ففيه سليمان ابن أبي كريمة وأحمد ابن ابراهيم، قال ابن عدي: يرويان المناكير »(١) .

وقال الذهبي: « لين صاحب مناكير »(٢) وفي ( الميزان ): « ضعفه أبو حاتم، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير، ولم أر للمتقدمين فيه كلاماً »(٣) وكذا قال ابن حجر(٤) وكذا ضعفه السيوطي والمتقى ومحمد بن طاهر في ( قانون الموضوعات ٢٦١ ).

و أما جويبر بن سعيد

البخلي، فقد ذكره البخاري بقوله: « جويبر بن سعيد البلخي عن الضحاك قال علي بن [ عن ] يحيى: كنت أعرف جويبراً بحديثين، ثمّ أخرج هذه الاحاديث [ بعد ] فضعف »(٥) .

وكذا النسائي وقال: « متروك الحديث »(٦) .

وفي ( الموضوعات ) - بعد حديث تحذير من بلغ الأربعين -: « أجمعوا

__________________

(١). الموضوعات ١ / ٢٧٧.

(٢). المغني في الضعفاء ١ / ٢٨٢.

(٣). ميزان الاعتدال ٢ / ٢٢١.

(٤). لسان الميزان ٣ / ١٠٢.

(٥). الضعفاء للبخاري ٢٧.

(٦). الضعفاء للنسائى ٢٨.

١٣٩

على تركه، قال أحمد: لا يشتغل بحديثه ». وفيه بعد حديث الاكتحال يوم عاشوراء: قال الحاكم أنا أبرء الى الله من عهدة جويبر. قال: والاكتحال يوم عاشوراء لم يرو عن رسول الله فيه أثر، وهو بدعة ابتدعها قتلة الحسين. قال أحمد: لا يشتغل بحديث جويبر، وقال يحيى: ليس بشيء، وقال النسائي والدارقطني: متروك ».

وقال ابن حجر: « قال عمرو بن علي: ما كان يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عنه، وكذا قال أبو موسى، وقال أبوطالب عن أحمد: ما كان عن الضحاك فهو أيسر، وما كان يسند عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو منكم، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: كان وكيع اذا أتى على حديث جويبر قال: سفيان عن رجل - لا يسميه استضعافاً له - وقال الدوري وغيره عن ابن معين: ليس بشيء، وزاد الدوري: ضعيف ما أقربه من جابر الجعفي وعبيدة الضبي وقال عبد الله بن علي بن المديني: سألته - يعني أباه - عن جويبر فضعفه جداً قال: وسمعت أبي يقول: جويبر أكثر عن الضحاك روى عنه أشياء مناكير وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم، وقال الدارقطني عن أبي داود: جويبر على ضعفه، وقال النسائي وعلي بن الجنيد والدارقطني متروك، وقال النسائي في موضع آخر: ليس بثقة، وقال ابن عدي: والضعف على حديثه وروايته بيّن.

قلت: وقال أبوقدامة السرخسي قال يحيى القطان: تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثقونهم في الحديث، ثم ذكر الضحاك وجويبراً ومحمد بن السائب وقال: هؤلاء لا يحمل حديثهم ويكتب التفسير عنهم، وقال أحمد بن سيار المروزي: جويبر بن سعيد كان من أهل بلخ وهو صاحب الضحاك وله رواية ومعرفة بأيام الناس، وحاله حسن في التفسير وهو لين في الرواية.

وقال ابن حبان: يروي عن الضحاك أشياء مقلوبة، وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث، وقال الحاكم أبوعبدالله: أنا أبرأ الى الله من عهدته، وذكره البخاري في التاريخ الأوسط في فصل من مات بين الاربعين

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

وذلك أنه رواه عن أبي عوانة ، عن أبي بشر ، عن سليمان بن قيس ، عن جابر بطوله ، وزاد فيه : إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال للأعرابي ـ بعد أن سقط السيف من يده : من يمنعك مني؟ قال : كن خير آخذ قال : لا ، أو تسلم. قال : لا ، قال : لا ، أو تسلم. قال : لا ، ولكن أعاهدك ألّا أقاتلك ، ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلّى سبيله ، فجاء إلى أصحابه ، فقال : جئتكم من عند خير الناس.

وكذا أخرجه أحمد في مسندة ، من طريق أبي عوانة ، ذكره الثعلبي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس فذكر نحو رواية العسكري عن جابر فيما يتعلق بقدم إسلامه ولكن ساق في القصة أشياء مغايرة لما تقدم من الطريق الصحيحة.

فهذه الطرق ليس فيها أنه أسلم ، وكأنّ الذهبي لما رأى ما في ترجمة دعثور بن الحارث الّذي سبق في حرف الدال أنّ الواقدي ذكر له شبها بهذه القصة ، وأنه ذكر أنه أسلم ، فجمع بين الروايتين ، فأثبت إسلام غورث ، فإن كان كذلك ففيما صنعه نظر من حيث إنه عزاه للبخاريّ ، وليس فيه أنه أسلم ، ومن حيث إنه يلزم منه الجزم بكون القصتين واحدة مع احتمال كونهما واقعتين إن كان الواقدي أتقن ما نقل.

وفي الجملة هو على الاحتمال ، وقد يتمسك من يثبت إسلامه بقوله : جئتكم من عند خير الناس.

الغين بعدها الياء

٦٩٤٠ ـ غيلان بن سلمة بن معتّب (١)بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي.

وسمى أبو عمر (٢) جده شرحبيل.

قال البغويّ : سكن الطائف ، وقال غيره : وأسلم بعد فتح الطائف ، وكان أحد وجوه ثقيف ، وأسلم وأولاده : عامر ، وعمار ، ونافع ، وبادية ، وقيل : إنه أحد من نزل فيه :( عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) ، وقد روى عنه ابن عباس شيئا من شعره ، قال أبو عمر : هو ممن وفد على كسرى ، وله معه خبر ظريف.

قال أبو الفرج الأصبهاني : أخبرني عمي. حدثنا محمد بن سعيد الكراني ، حدثنا

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٩٠) ، الجرح والتعديل ٧ / ١٤٣ ، البداية والنهاية ٧ / ١٤٣ ، العقد الثمين ٧١٦ ، الأعلمي ٢٣ / ١٦٢ ، التاريخ الصغير ١ / ٢٩٧.

(٢) في الاستيعاب : غيلان بن سلمة بن شرحبيل.

٢٦١

العمري ، عن العتبي ، عن أبيه ، قال : كان غيلان بن سلمة وفد على كسرى ، فقال له ذات يوم : أيّ ولدك أحبّ إليك؟ قال : الصغير حتى يكبر ، والمريض حتى يبرأ ، والغائب حتى يقدم (١) ، فاستحسن ذلك من قوله ، ثم قال له : ما غذاؤك في بلدك؟ قال : خبز البر. قال : عجبت لك هذا العقل.

قال الكرانيّ ، عن العمري : وقد روى الهيثم بن عدي هذه القصة أبين من هذه ، وساقه بطوله ، وفيها : كان أبو سفيان في نفر من قريش ومن ثقيف فوجّهوا بتجارة إلى العراق ، فقال لهم أبو سفيان : إنا نقدم على ملك جبّار لم يأذن لنا في دخول بلاده ، فأعدّوا له جوابا. فقال غيلان : أنا أكفيكم على أن يكون نصف الربح لي. قالوا : نعم ، فتقدم إلى كسرى ، وكان جميلا ، فقال له الترجمان : يقول لك الملك : كيف قدمتم بلادي بغير إذني؟ فقال : لسنا من أهل عداوتك ، ولا تجسّسنا عليك ، وإنما جئنا بتجارة ، فإن صلحت لك فخذها وإلا فائذن لنا في بيعها ، وإن شئت رجعنا بها قال : وسمعت صوت الملك فسجدت ، فقيل له : لم سجدت؟ قال : سمعت صوت الملك حيث لا ينبغي أن ترفع الأصوات.

فأعجب كسرى ، وأمر أن توضع تحته مرفقة ، فرأى عليها صورة كسرى ، فوضعها على رأسه ، فقيل له : لم فعلت ذلك؟ قال : رأيت عليها صورة الملك فأجللتها أن أجلس عليها ، فاستحسن ذلك أيضا ، ثم قال له : ألك ولد؟ قال : نعم. قال : فأيّهم أحبّ إليك؟ قال : الصغير حتى يكبر ، والمريض حتى يبرأ ، والغائب حتى يقدم. قال : أنت حكيم من قوم لا حكمة فيهم ، وأحسن إليه.

وذكرها أبو هلال العسكريّ في «كتاب الأوائل» بغير إسناد أطول مما هنا ، فقال : خرج أبو سفيان بن حرب في جمع من قريش وثقيف يريدون بلاد كسرى بتجارة لهم ، فلما ساروا ثلاثا جمعهم أبو سفيان ، فقال : إنا في سيرنا (٢) هذا لعلى خطر ما قدومنا على ملك لم يأذن لنا بالقدوم عليه؟ وليست بلاده لنا بمتجر ، فأيكم يذهب بالعير. فنحن برآء من دمه إن أصيب ، وإن يغنم فله نصف الربح. فقال غيلان بن سلمة : أنا أمضي بالعير ، وأنشده :

فلو رآني أبو غيلان إذ حسرت

عنّي الأمور بأمر ما له طبق

لقال رغب ورهب أنت بينهما

حبّ الحياة وهول النّفس والشّفق

إمّا مشفّ على مجد ومكرمة

أو أسوة لك فيمن يهلك الورق (٣)

[البسيط]

__________________

(١) في الاستيعاب : حتى يئوب.

(٢) في أ : مسيرنا.

(٣) انظر الأبيات في تاريخ الطبري ٦ / ١٠٧.

٢٦٢

فخرج بالعير ، وكان أبيض طويلا جعدا ، فتخلّق ولبس ثوبين أصفرين ، وشهر نفسه ، وقعد بباب كسرى ، حتى أذن له ، فدخل عليه وشبّاك بينه وبينه ، فقال الترجمان : يقول لك : ما أدخلك بلادي بغير إذني؟ فقال : لست من أهل عداوة لك ، ولم أكن جاسوسا ، وإنما حملت تجارة ، فإن أردتها فهي لك ، وإن كرهتها رددتها ، قال : فإنه ليتكلم إذ سمع صوت كسرى ، فخرّ ساجدا ، فقال له الترجمان : يقول لك : ما أسجدك؟ قال : سمعت صوتا مرتفعا حيث لا ترتفع الأصوات ، فظننته صوت الملك ، فسجدت قال : فشكر له ذلك ، وأمر بمرفقة فوضعت تحته ، فرأى فيها صورة الملك فوضعها على رأسه ، فقال له الحاجب : إنما بعثنا بها إليك لتقعد عليها ، فقال : قد علمت ، ولكني رأيت عليها صورة الملك فوضعتها على أكرم أعضائي. فقال : ما طعامك في بلادك؟ قال : الخبز. قال : هذا عقل الخبز ، ثم اشترى منه التجارة بأضعاف أثمانها ، وبعث معه من بنى له أظما بالطائف ، فكان أول أطم بني بالطائف.

وقال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، وقال إسحاق بن راهويه في مسندة : أنبأنا عيسى بن يونس ، وإسماعيل ، قالا : حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ـ أنّ غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة ، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، اختر منهن أربعا.

ورواه الترمذي عن هناد ، عن عبيدة ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن معمر ، ثم قال : هكذا رواه معمر. وسمعت محمدا يقول : هذا غير محفوظ ، والصحيح ما رواه شعيب عن الزهري ، قال : حدثت عن محمد بن سويد الثقفي أنّ غيلان فذكره.

قلت : رواه جماعة من أهل البصرة عن معمر ، وأخرجه أحمد ، عن محمد بن جعفر غندر ، وعبد الأعلى ، وإسماعيل بن عليّة ، عنه ورواه ابن حبان في صحيحه ، عن أبي يعلى ، عن أبي خيثمة ، عن ابن عليّة.

ورواه الحاكم في المستدرك من طريق كثير ، عن معمر ، ويقال : إنّ معمرا حدّث بالبصرة بأحاديث وهم فيها ، لكن تابعهم عبد الرزاق.

ورويناه في المعرفة لابن مندة عاليا ، قال : أنبأنا محمد بن الحسين ، أنبأنا أحمد بن يوسف ، حدثنا عبد الرزاق ، به ، لكن استنكر أبو نعيم ذلك ، وقال : إن الأثبات رووه عن عبد الرزاق مرسلا ، ثم أخرجه من طريق إسحاق بن راهويه ، عن عبد الرزاق عن معمر ، عن الزهري ـ أنّ غيلان بن سلمة. فذكره.

وروى عن يحيى بن أبي كثير ، وهو من شيوخ معمر ، عن معمر ، أخرجه أبو نعيم من طريقه.

٢٦٣

ورواه يحيى بن سلام الإفريقي ، عن مالك ويحيى بن أبي كثير ، عن الزهري أيضا. والإفريقي ضعيف.

ورواه يحيى بن أبي كثير السقاء ، عن الزهري موصولا أيضا ، أخرجه أبو نعيم من طريقه ويحيى ضعيف.

وقد كشف مسلم في كتاب «التمييز» عن علّته ، وبيّنها بيانا شافيا ، فقال : إنه كان عند الزهري في قصة غيلان حديثان : أحدهما مرفوع ، والآخر موقوف ، قال : فأدرج معمر المرفوع على إسناد الموقوف ، فأما المرفوع فرواه عقيل عن الزهري ، قال : بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد ـ أن غيلان أسلم وتحته عشر نسوة الحديث. وأما الموقوف فرواه الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ـ أنّ غيلان طلّق نساءه في عهد عمر ، وقسّم ميراثه بين بنيه الحديث.

قلت : وقد أوردت طرق هذين الحديثين في كتابي الّذي في معرفة المدرج. ولله الحمد.

وقد أورده ابن إسحاق في مسندة ، عن عيسى بن يونس ، وابن عليّة ، كما أوردناه ، وقال بعد قوله أربعا متصلا به ، فلما كان في عهد عمر طلّق نساءه ، وقسّم ماله بين بنيه ، فبلغ ذلك عمر ، فقال : والله إني لأظنّ الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك فقذفه في نفسك ، ولا أراك تمكث إلا قليلا ، وايم الله لترجعنّ في مالك ، وليرجعن نساؤك أو لأورثهنّ منك ، ولآمرنّ بقبرك فيرجم كما يرجم قبر أبي رغال.

قلت : ولهذا المدرج طريق أخرى من رواية سيف بن عبد الله الجرمي ، عن سرّار بن مجشّر عن أيوب عن سالم ونافع ، عن ابن عمر ، قال : أسلم غيلان بن سلمة وعنده عشر نسوة ، فأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يمسك منهن أربعا ، فلما كان زمن عمر طلقهنّ الحديث بتمامه.

وفي إسناده مقال.

وله حديثان آخران غير هذا من رواية بشر بن عاصم ، فأخرج ابن قانع ، وأبو نعيم ، من طريق معلى بن منصور ، أخبرني شبيب بن شيبة ، حدثني بشر بن عاصم ، عن غيلان بن سلمة الثقفي ، قال : خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بعض أسفاره ، فقال : لو كنت آمرا أحدا من هذه الأمة بالسجود لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لبعلها.

وبهذا الإسناد قال : خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سفر ، فمررنا

٢٦٤

بشجرتين ، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا غيلان ، ائت هاتين الشّجرتين فمر إحداهما تنضمّ إلى الأخرى حتّى أستتر بهما. فانقلعت إحداهما تخذّ الأرض حتّى انضمّت إلى الأخرى».

وله ذكر في ترجمة نافع مولاه.

ومن أخبار غيلان في الجاهلية ما حكاه أبو سعيد السكري في ديوان شعره ـ أنّ بني عامر أغاروا على ثقيف بالطائف ، فاستنجدت ثقيف ببني نصر بن معاوية ، وكانوا حلفاءهم فلم ينجدوهم ، فخرجت ثقيف إلى بني عامر ، وعليهم يومئذ غيلان بن سلمة ، فقاتلوهم حتى هزموا بني عامر ، وفي ذلك يقول غيلان ـ فذكر شعرا يذكر فيه الوقعة.

مات غيلان في آخر خلافة عمر.

قال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : غيلان شريف شاعر أحد حكّام قيس في الجاهلية ، وأنشد له :

لم ينتقص منّي المشيب قلامة

الآن حين بدا ألبّ وأكيس

والشّيب إن يحلل فإنّ وراءه

عمرا يكون خلاله متنفّس

[الكامل]

أخبرني أحمد بن الحسين الزينبي ، أنبأنا محمد بن أحمد بن خالد ، أنبأنا محمد بن إبراهيم المقدسي ، أنبأنا عبد السلام الزهري ، أنبأنا أبو القاسم العكبريّ ، أنبأنا أبو القاسم بن اليسري ، أنبأنا أبو طاهر المخلص. حدثنا أحمد بن نصر بن بجير ، حدثنا علي بن عثمان النّفيلي ، حدثنا المعافى ، حدثنا القاسم بن معن ، عن الأجلح ، عن عكرمة ، قال : سئل ابن عباس عن قوله تعالى :( وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ ) [المدثر : ٤] ـ قال : لا تلبس على معصية ، ولا على غدرة ، ثم قال ابن عبّاس : سمعت غيلان بن سلمة يقول :

إنّي بحمد الله لا ثوب فاجر

لبست ولا من غدرة أتقنّع

[الطويل]

٦٩٤١ ـ غيلان بن عمرو (١):

له ذكر في حديث رواه عمر بن شبّة في الصحابة له ، وابن مندة ، من طريق علي بن عراب (٢) ، عن عبيد الله بن أبي حميد ، عن أبي المليح ، عن أبيه ، قال : هذا ما كتب رسول

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٩١).

(٢) في أ : غراب.

الإصابة/ج٥/م٧

٢٦٥

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لوفد نجران فذكر الكتاب ، قال : وشهد أبو سفيان بن حرب ، وغيلان بن عمرو.

وذكره أيضا الأموي في المغازي ليونس بن بكير ، عن سلمة بن عبد يسوع ، عن أبيه ، عن جده فذكر قصة أسقف نجران ، وإرسالهم إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومصالحتهم له ، وكتابه لهم بذلك ، وفي آخره : شهد أبو سفيان بن حرب ، وغيلان بن عمرو ، ومالك بن عوف من بني نصر ، والأقرع بن حابس ، والمغيرة ، وليث.

٦٩٤٢ ـ غيلان الثقفي :

ما أدري هو ابن سلمة أو غيره؟ ذكر عبد الحق في الأحكام ، عن إسرائيل ، عن عمر بن عبد الله بن يعلى ، عن حكيمة عن أبيها ، عن غيلان الثقفي ـ أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «من التقط لقطة درهما أو حبلا فليعرّفه ثلاثة أيام ...» الحديث.

٦٩٤٣ ـ غيلان (١)، مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

ذكره ابن السّكن ، وقال : روي عنه حديث واحد مخرجه عند أهل الرّقة ، ثم روي من طريق عياض بن محمد حدثنا جعفر بن برقان ، عن داود بن عراد من بني عبادة بن عبيد ، عن غيلان مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : يخرج الدجّال فيدعو الناس إلى العدل وإلى الحق فيما يرون ، فلا يبقى مؤمن ولا كافر إلا اتبعه ، وهم لا يعرفونه ، فبينما المؤمنون في همّ من ذلك إذ خسفت عينه ، وظهر بين عينيه «كافر» يقرؤه كلّ مؤمن ، فعند ذلك فارقه المؤمنون ، واتّبعه الكافرون.

القسم الثاني

الغين بعدها النون

٦٩٤٤ ز ـ غنيم بن قيس المازني (٢):

قال ابن ماكولا ، تبعا لعبد الغني بن سعيد : أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ورآه.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٩٢).

(٢) أسد الغابة ت (٤١٨٩) ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ١٢٣ ـ الطبقات لخليفة ١٩٣ ـ التاريخ لخليفة ٢٩٢ ـ التاريخ الكبير ٧ / ١١٠ ـ التاريخ لابن معين ٢ / ٤٦٩ ـ الجرح والتعديل ٧ / ٥٨ ـ الكنى والأسماء ٢ / ٤٦ ـ كتاب المراسيل ١٦٥ ـ الكاشف ٢ / ٣٢٣ ـ تهذيب التهذيب ٨ / ٢٥١ ـ تقريب التهذيب ٢ / ١٠٦ ـ جامع التحصيل ٣٠٨ ـ تاريخ الإسلام ٣ / ٤٥١.

٢٦٦

وروى عن سعد بن أبي وقاص وغيره ، وكذا ذكره ابن فتحون. وقال ابن مندة : روى عنه جناح (١) ، ولا تصحّ له صحبة ولا رؤية.

قلت : حديثه عن الصحابة في مسلم وغيره ، ويقال له أيضا الكعبي ، وكنيته أبو العنبر ، وله رواية أيضا عن أبيه ، وله صحبة ، وعن أبي موسى الأشعري ، وابن عمر.

روى عنه سليمان التيمي ، وعاصم الأحول ، وخالد الحذّاء ، وأبو السليل وآخرون.

ووثّقه ابن سعد ، والنّسائيّ ، وابن حبّان ، وقال : مات سنة تسعين من الهجرة.

وفي الجعديات عن شعبة ، عن سعيد الجريريّ ، سمعت غنيم بن قيس ، قال : كنا نتواعظ في أول الإسلام : ابن آدم اعمل في فراغك قبل شغلك ، وفي شبابك لكبرك ، وفي صحتك لمرضك ، وفي دنياك لآخرتك ، وفي حياتك لموتك.

وأخرج ابن سعد من طريق محمد بن الوضاح ، عن عاصم الأحول ، قال : قال غنيم بن قيس أشرف علينا راكب فنعى لنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فنهضنا من الاحوية ، فقلنا : بأبينا وأمّنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقلت :

ألا لي الويل على محمّد

قد كنت في حياته بمقعد

وفي أمان من عدوّ معتدي (٢)

[الرجز]

وأخرج أبو بكر بن أبي على هذه القصة من طريق صدقة بن عبد الله المازني ، عن جناح بن غنيم بن قيس ، عن أبيه ، قال : أذكر موت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أشرف علينا رجل ، فقال فذكر الشعر.

ورواه شعبة ، عن عاصم الأحول ، عن غنيم بن قيس ، قال : أحفظ من أبي كلمات قالهن لما مات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أخرجه أبو نعيم.

القسم الثالث

العين بعدها الألف

٦٩٤٥ ز ـ غاضرة : سمع عمر. تقدم في الأول.

__________________

(١) في أسد الغابة : ابنه جناح.

(٢) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (٤١٨٩).

٢٦٧

٦٩٤٦ ـ غالب بن بشر الأسدي (١).

أحد من انحاز عن طليحة بن خويلد حال الردة. من حكماء بني أسد وأشرافهم.

ذكره وثيمة في «كتاب الردة» ، واستدركه ابن فتحون.

٦٩٤٧ ز ـ غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال التميمي الداريّ : ، والد الفرزدق الشاعر.

لأبيه صحبة ، ولغالب إدراك ، لأن الفرزدق ولد أيام عمر ، وقال الشعر الجيد في أيام علي ، وسيأتي ذلك مع مزيد عليه في ترجمته إن شاء الله تعالى في القسم الأخير من حرف الفاء.

وفي التاريخ المظفري ، عمّر غالب بن صعصعة ، ولقي عليا بالبصرة ، وأدخل عليه الفرزدق وكان مشهورا بالجود ، فيقال : إن نفرا من بني كلب تراهنوا على أن يقصدوا نفرا سمّوهم ، فمن أعطى ولم يسأل سائله من هو فهو أكرمهم ، فاختاروا عمرو بن السّليل الشيبانيّ ، وطلبة بن قيس بن عاصم ، وغالب بن صعصعة ، فأتوا عمرا وطلبة ، فقالا : من أنتم؟ ثم أتوا غالبا فأعطاهم ولم يسألهم ، فأخذ صاحب غالب الرهن. وقد مضى له ذكر في ترجمة سحيم بن وثيل اليربوعي في قصة مفاخرته له في نحر الإبل في خلافة عثمان. وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده ، وفي ترجمة هنيدة بنت صعصعة أخته.

الغين بعدها الراء والزاي

٦٩٤٨ ز ـ غرقدة : غير منسوب.

له إدراك ، ذكر الطبري في «تاريخه» أنّ المسلمين حين عبروا دجلة سلموا عن آخرهم إلّا رجلا من بارق يدعى غرقدة زال عن ظهر فرس له شقراء فرمى القعقاع بن عمرو إليه عنان فرسه فأخذ بيده حتى عبره.

٦٩٤٩ ـ غزال الهمدانيّ.

أنشد له سيف في الردة شعرا يهجو به الأسود العنسيّ الكذاب ، ويمدح الذين قتلوه منه :

يا ليت شعري ، والتّلهّف حسرة

أن لا أكون وليته برجالي

[الكامل]

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٧٠).

٢٦٨

٦٩٥٠ ـ الغرور بن النعمان بن المنذر اللخمي :

كان أبوه ملك الحيرة ، وهو مشهور ، وأسلم الغرور ، ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام.

قال وثيمة في كتاب «الردة» كان اسمه المنذر ولقبه الغرور ، ويقال : هو اسمه ، وكان يقول بعد أن أسلم : لست الغرور ، ولكني المغرور.

وقال سيف في «الفتوح» : خرج الحطيم في بني قيس بن ثعلبة ، فجمع من ارتد وأرسل إلى الغرور بن سويد بن المنذر ابن أخي النعمان ، فقال له : إن غلبت ملّكتك البحرين حتى تكون كالنعمان بالحيرة.

الغين بعدها السين

٦٩٥١ ـ غسان بن حبيش : أو حبش الأسدي (١) ،

هكذا أورده ابن الأثير ، وعزاه لابن الدباغ.

وقد ذكره وثيمة في «كتاب الردة» فيمن انحاز عن طليحة مع غالب بن بشر المذكور هو وأخوه عبد الرحمن ووالدهما حبيش ، وقد مضى خبر حبيش في ترجمته. واستدركه ابن فتحون.

الغين بعدها الطاء

٦٩٥٢ ـ غطيف بن حارثة بن حسل بن مالك بن عبد سعد بن جشم بن ذبيان بن عامر بن كنانة بن حسل اليشكري : ، أبو كاهل ، والد سويد بن أبي كاهل.

ذكره المرزباني في «المعجم» ، وقال : مخضرم وأنشد له شعرا.

القسم الرابع

الغين بعدها الراء

٦٩٥٣ ـ عرفة (٢)بن مالك الأزدي : ، أخو عبد الرحمن (٣).

صحفه بعض من صنّف في الصحابة من المتأخرين ، فذكره بالغين المعجمة ، وإنما هو

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٧٨).

(٢) في أ : غرفة.

(٣) أسد الغابة ت (٤١٧٣).

٢٦٩

بالعين المهملة والراء ثم الواو. وقد تقدم في عروة بن مالك على الصواب.

٦٩٥٤ ـ عرقدة ، والد شبيب (١).

ذكر في الصحابة ولا يصحّ ، هكذا قال ابن مندة.

وقال أبو موسى في الذيل : لم يورد أبو عبد الله حديثه ، وأورده أبو بكر بن أبي علي ، من طريق زكريا بن عدي ، عن سلام ، عن شبيب بن غرقدة ، عن أبيه : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «لا يجني جان إلّا على نفسه ، لا يجني والد على ولده ، ولا ولد على والده» (٢).

قلت : وهذا غلط نشأ عن إسقاط ، وذلك أن شبيب بن غرقدة إمّا (٣) رواه عن سليمان بن عمرو بن الأحوص ، عن أبيه ، فسقط سليمان من هذه الرواية ، فصار الضمير في قوله : «عن أبيه» يعود على شبيب ، وليس كذلك.

وقد رواه ابن ماجة ، من طريق زياد بن علاقة ، عن شبيب على الصواب ، وذكر المتن بهذه الألفاظ ، وكذا رواه الترمذي في حديث طويل ، وأورد أبو داود والنسائي بعض الحديث مفرقا من طريق أبي الأحوص ، عن زياد ، وأبو الأحوص المذكور هو سلام بن سليم المذكور في رواية زكريا بن عدي.

وذكره ابن قانع في الصّحابة أيضا في أول حرف الغين المعجمة ، وأتى بغلط آخر أفحش من الأول ، قال : حدثنا علي بن محمد ، حدثنا مسدّد ، حدثنا ابن عيينة ، عن شبيب بن غرقدة ـ أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعطاه دينارا ليشتري به أضحية ، أو قال : شاة ، فاشترى شاتين الحديث.

قال ابن قانع : كذا قال ، وهو تصحيف ، وإنما هو عن عروة ، لا عن غرقدة.

قلت : وهذا الحديث في صحيح البخاري من حديث سفيان بن عيينة ، لكنه عن عروة بن الجعد. والحديث مشهور من حديثه.

وقد بينت في شرح البخاري السبب في إخراج البخاري له مع أنه عن الحي ولا يعرف أحوالهم. والله أعلم.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٧٥).

(٢) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٤٩٩ ، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص بلفظة ، والطبراني في الكبير ١٧ / ٣٢ ، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٤٠١٠٦.

(٣) في أ : إنما.

٢٧٠

الغين بعدها الزاي

٦٩٥٥ ز ـ غزيّة بن الحارث.

ذكره أبو صالح المؤذّن في الصحابة ، وقال : له صحبة. سكن مصر.

روى عنه كعب بن علقمة حديثا طويلا ، كذا ذكره في كتاب من لم يرو عنه إلا واحد ، وأخطأ فيه من وجهين : أحدهما أنه صحّف اسمه ، وإنما هو عرفة ، بالراء والفاء المفتوحتين ، لا غزيّة ، بكسر الزاي وتشديد (١) التحتانية. ثانيهما في ادّعائه أنّ كعب بن علقمة تفرّد بالرواية عنه ، وليس كذلك ، فقد روى عنه أيضا عبد الله بن الحارث الأزدي حديثه عنه في سنن أبي داود. وأما حديث كعب بن علقمة عنه فقد رواه البخاري في تاريخه ، عن نعيم بن حماد ، عن عبد الله بن المبارك ، عن حرملة بن عمران ، حدثني كعب بن علقمة ـ أن عرفة بن الحارث الكندي ، وكانت له صحبة ، مرّ به نصراني فدعاه إلى الإسلام ، فذكر النصراني النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتناوله فضربه عرفة فدقّ أنفه ، فرفع ذلك إلى عمرو بن العاص ، فأرسل إليه : إنا قد أعطيناهم العهد ، فقال : معاذ الله أن نعطيهم العهد على أن يظهروا شتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال عمرو : صدقت.

وإسناده صحيح ، وهو معروف ، رواه عبد الله بن صالح ، عن حرملة بن عمران أيضا. أخرجه الطبراني عن مطلب عنه.

٦٩٥٦ ز ـ غزيّة بن سواد.

مذكور في حاشية «الاستيعاب» في باب غزيّة ، قال : هو الّذي أقاده النبيّ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلم من نفسه في كتاب الليث عن ابن الهاد ، ذكره عبد الغني بن سعيد في المؤتلف في باب سواد ، وفي باب غزيّة.

قلت : وهو مقلوب ، وإنما هو سواد بن غزية ، وقد مرّ الحديث في ترجمته في حرف السين المهملة مخرجا من سيرة ابن إسحاق ، وكتب صاحب الحاشية قصته قبالة ترجمته من الاستيعاب منسوبا إلى تخريج ابن إسحاق على الصواب.

الغين بعدها الشين

٦٩٥٧ ـ غشمير بن خرشة القارئ (٢).

__________________

(١) في أ : وتشديد المثناة التحتانية.

(٢) أسد الغابة ت (٤١٨٠) ، الاستيعاب ت (٢٠٨٩).

٢٧١

ذكر ابن دريد في كتاب الاشتقاق أن له صحبة ، قال : وهو قاتل عصماء بنت مروان اليهودية التي كانت تهجو النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . واستدركه ابن الأمين.

قال ابن دريد : وغشمير : فعليل من الغشمرة ، وهو أخذك الشيء بالغلبة.

قلت : صحّفه أبو بكر ، ثم تكلف تفسيره ، وإنما هو عمير لا شك فيه ولا ريب ، وهو عمير بن خرشة بن عدي القارئ ، بالهمزة ، كما تقدم على الصواب في ترجمته.

الغين بعدها الضاد

٦٩٥٨ ـ غضيف بن الحارث الكندي (١):.

تابعي معروف. حدث عن الصحابة في السنن ، وقد تقدم التنبيه عليه في القسم الأول.

وفرّق ابن عبد البرّ بين غضيف بن الحارث الكندي هذا ، وبين غضيف بن الحارث الأول ، فأجاد ، لكن لم يحك خلافا في كون هذا صحابيّا أم لا ، فلم يعمل في ذلك شيئا.

الغين بعدها الطاء

٦٩٥٩ ـ غطيف بن أبي سفيان (٢).

ذكره البغويّ في الصحابة. وقال ابن مندة : ذكر في الصحابة ، ولا يصح عداده في التابعين ، ثم روى هو والبغوي ، من طريق بقية ، حدثنا معاوية بن يحيى ، عن سعيد بن السائب ، وفي رواية البغوي سليمان بن سعيد بن السائب : سمعت غطيف بن أبي سفيان يذكر أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : سيكون بعدي أئمة يسألونكم غير الحق ، فأعطوهم ما يسألونكم ، والله الموعد.

وذكره ابن الجوزيّ في «الضّعفاء» فيمن اختلف في صحبته.

وقال ابن أبي حاتم في «المراسيل» : سألت أبي وأبا زرعة عنه ، فقالا : هو تابعي.

قلت : ذكر ابن حبان في التابعين أنه مات سنة ثمان وأربعين ومائة ، فبهذا لا تصحّ له صحبة ولا إدراك. وله حديث آخر مرسل رواه الحسن بن سفيان في مسندة ، عن الفضل بن موسى ، عن ابن المبارك ، عن الحكم بن هشام ، عنه ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٨٢) ، الاستيعاب ت (٢٠٨٥).

(٢) أسد الغابة ت (٤١٨٥).

٢٧٢

وآله وسلم : «أيّما امرأة ماتت جمعا (١) لم تطمث دخلت الجنّة».

هكذا أورده أبو نعيم في ترجمة هذا ، وفرّق البخاري في تاريخه ، وابن أبي حاتم بين غطيف بن أبي غطيف بن (٢) أبي سفيان ، شيخ سعيد بن السائب ، وبين راوي هذا الحديث ، فقال : غطيف بن سفيان روى عنه الحكم بن هشام لم يزد على ذلك.

الغين بعدها الميم والنون

٦٩٦٠ ز ـ غنيم (٣)بن كليب الجمحيّ.

ذكره خلف بن القاسم شيخ ابن عبد البر ، واستدركه على أبي علي بن السكن ، وكتب بخطه حاشية على كتابه ، قال : أنبأنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بمكة ، حدثنا أبي ، حدثنا المفضل بن محمد الجندي ، حدثنا ثابت بن معاذ ، حدثنا عبد المجيد : قال : ذكر ابن جريج عن أبي دعثم ، واسمه غثيم بن كليب الجمحيّ ، قال : أتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته ، ودفع من عرفة إلى جمع ، والنار توقد بالمزدلفة ، وهو يرميها (٤) حتى نزل قريبا [منها] (٥).

قلت : وهو غلط من أوجه : الأول أنه عثيم بالعين المهملة والثاء المثلثة لا بالغين المعجمة والنون (٦) ، كذلك ضبطه البخاري ، والدار الدّارقطنيّ ، وعبد الغني وغيرهم. الثاني أنه جهمي لا جمحي ، الثالث أنه غنيم بن كثير بن كليب ، نسب في هذه الرواية إلى جده. الرابع أنه من أتباع التابعين لا من الصحابة ولا من التابعين ، وإنما روى عن أبيه عن جده هذا الحديث وغيره. الخامس أن ابن جريج ما سمع من غنيم هذا ، وإنما روى عنه بواسطة ، ففي سنن أبي داود ، من طريق ابن جريج ، أخبرت عن غنيم بن كثير بن كليب فذكر حديثا.

ووقع لنا ذلك الحديث ، من طريق إبراهيم بن أبي يحيى ، عن غنيم ، فكأنه شيخ ابن جريج فيه. ويجوز أن يكون ابن جريج لقي غنما وحدّث عن واحد عنه.

الغين بعدها الميم

٦٩٦١ ـ غمر الجمحيّ.

ذكره ابن شاهين في آخر حرف الغين المعجمة من كتاب الصحابة ، ورأيته مضبوطا

__________________

(١) أي تموت بكرا. النهاية ١ / ٢٩٦.

(٢) سقط في أ.

(٣) في المغازي : سماه عييم بن جبير بن كليب.

(٤) في المغازي : وهو يؤمها.

(٥) سقط في أ.

(٦) ولا تصغير فيه كذلك.

٢٧٣

بخط من كتب عنه بفتح الغين وسكون الميم.

وأخرج من طريق بقية عن بحير بن سعد ، عن خالد بن سعدان ، عن جبير بن نفير ، عن عمرو الجمحيّ ـ أنه حدثه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله ...» (١) الحديث.

قال ابن شاهين : وقال آخرون : غمر بضم الغين المهملة وفتح الميم.

قلت : وهو غلط على غلط ، والصواب عمرو بن الحمق ، كما بيّنته فيما مضى.

٦٩٦٢ ز ـ غنمة بن عدي بن عبد مناف بن كنانة بن جهمة بن عدي بن الربعة :.

استدركه ابن الدباغ على ابن عبد البر ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف ، وإنما هو عنمة ، بالمهملة ، كذلك قيده الدار الدّارقطنيّ في المؤتلف والمختلف ، وذكر أنّ له حديثا في المسح على الخفين ، نبّه على ذلك ابن فتحون. وذكر الرشاطي في الأنساب أنّ ابن فتحون ذكره بالغين المعجمة ، وتعقبه بكلام الدار الدّارقطنيّ ، ويحتاج هذا إلى تحرير. والصواب بالعين المهملة. والله أعلم.

الغين بعدها الياء

٦٩٦٣ ز ـ غيلان بن جامع.

ذكر أبو حاتم في ترجمة غيلان بن جامع بن راشد المحاربي الكوفي القاضي المشهور ـ أنّ بعضهم روى من طريقه حديثا مرسلا. وفرّق بينهما ، كأنه ظنه صحابيا آخر لكونه من رواية إسماعيل بن أبي خالد ، وهو تابعي ، وهو أكبر من المحاربي ، قال أبو حاتم : وهو عندي واحد.

قلت : وغيلان جلّ روايته عن أوساط التابعين ، كأبي إسحاق السّبيعي ، ولم يدرك أحدا من الصحابة ، وأكبر شيخ له أبو وائل بن سلمة أحد المخضرمين ، ثم راجعت تاريخ البخاري فعرفت أنه المراد بقول أبي حاتم بعضهم ، لكن لم يقل البخاري غيلان بن جامع ، وإنما قال : غيلان روى عنه إسماعيل بن أبي خالد ، ذكره بغير ترجمة غيلان بن جامع وغيره ممّن اسمه غيلان ، فهو عنده آخر غير معروف.

__________________

(١) أخرجه الترمذي في سننه ٣ / ٣٩٣ في كتاب القدر باب ٨. حديث رقم ٢١٤٢ ، وقال هذا حديث حسن صحيح. وأحمد في المسند ٤ / ١٣٥ ، الحاكم في المستدرك ١ / ٣٤٠ والهيثمي في الزوائد ٧ / ٢١٤ ، ٢١٥. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٠٧٦٤ ، ٤٣٠٧٦٦ ، ٣٠٧٩٥.

٢٧٤

حرف الفاء

القسم الأول

الفاء بعدها الألف

٦٩٦٤ ـ فاتك بن عمرو الخطميّ (١).

ذكره أبو نعيم ، وروى من طريق عمرو بن مالك الراسبي ، حدثنا الفضيل بن سليمان ، حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، عن الحليس بن عمرو ، عن بنت الفارعة ، عن جدها فاتك بن عمرو الخطميّ ، قال : عرضت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رقية العين ، فأذن لي فيها ، ودعا لي بالبركة ، وهي من كل شيء ، بسم الله ، وبالله ، أعيذك بالله من شر ما ذر أو برأ ، ومن شر ما اعتريت واعتراك ، والله ربّي شفاك ، وأعيذك بالله من شر ملقح ومحيل يعني من يولد ومن لا يولد.

وقال أبو موسى : روى إبراهيم بن محمد ، عن عبد العزيز ، عن الحليس ، عن أمه ، عن جدها حبيب بن فديك بن عمرو السلاماني ـ أنه عرض على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فذكره.

قلت : فضيل أقوى من إبراهيم ، ويحتمل التعدد.

٦٩٦٥ ـ فاتك ، غير منسوب (٢).

روى الطبراني ، والباوردي ، وابن عدي ، وغيرهم ، من طريق زيد بن الحريش ، عن عبيد الله بن عمر (٣) ، عن أيوب ، وعن نافع ، عن ابن عمر ، قال : أتي النبي صلّى الله عليه

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٩٤) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٤.

(٢) أسد الغابة ت (٤١٩٦).

(٣) في أسد الغابة : عمرو.

٢٧٥

وآله وسلم بسارق ، فقطعه ، وكان غريبا ، في شدة البرد ، فقام رجل يقال له فاتك فضرب عليه خيمة وأوقد له نويرة ، فخرج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبر بذلك ، فقال : اللهمّ اغفر لفاتك كما آوى عبدك هذا المصاب.

٦٩٦٦ ـ الفاكه بن بشر (١)بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الزّرقيّ:

ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.

٦٩٦٧ ـ الفاكه بن سعد (٢)بن حبتر بن عنان بن عامر بن خطمة الأنصاري الأوسي الخطميّ :

قال ابن مندة : يكنى أبا عقبة ، له صحبة.

روى عنه ابنه عقبة ، ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفّين مع علي من الصحابة ، وقتل بها ، وله حديث في سنن ابن ماجة بسند ضعيف في الغسل يوم الفطر.

روى عنه ابن ابنه عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه.

والفاكه بكسر الكاف بعدها هاء أصلية.

قال ابن سعد : أنصاري ، صحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأخرج البغوي ، والباوردي ، من طريق أبي جعفر الخطميّ ، عن عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه الأنصاري ، عن جده الفاكه بن سعد ، وله صحبة ، كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يغتسل يوم الجمعة.

ووقع في «الاستيعاب» : روى أبو جعفر الخطميّ ، عن عبد الرحمن بن سعد بن الفاكه ابن سعد ، عن أبيه ، عن جده فذكر الحديث ، وتبع في ذلك ابن أبي حاتم.

وهو وهم في موضعين في تسمية والد عبد الرحمن سعدا ، وإنما هو عقبة ، وزيادة قوله : عن أبيه في السند ، وكذلك أخرجه الباوردي من وجه آخر ، عن أبي جعفر ، لكن قال : عن عبد الله بن عقبة ، عن جده ، بدل عبد الرحمن ، فقال : عبد الله.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٩٧) ، الاستيعاب ت (٢٠٩١).

(٢) أسد الغابة ت (٤١٩٨) ، الاستيعاب (٢٠٩٢) ، الثقات ٣ / ٣٣٣ ، الكاشف ٢ / ٣٧٨ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٣ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٠٧ ، الجرح والتعديل ٧ / ٥٢٣ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٥٥ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢ / ٣٤٠ ، الطبقات الكبرى ٧ / ٧٧ ، الطبقات ٨٣ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٤ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩١ ، بقي بن مخلد ٩٤٣.

٢٧٦

وحبتر : بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها مثناة ثم راء. ووقع في الاستيعاب جبر ، بفتح الجيم وموحدة ساكنة ثم راء ، وهو تصحيف.

٦٩٦٨ ـ الفاكه بن السكن : بن خنساء بن كعب بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي (١).

قال ابن الكلبيّ : شهد ما بعد بدر من المشاهد ، وكان فارس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ويقال : إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سماه المؤمن في قصة جرت له.

٦٩٦٩ ـ الفاكه بن عمرو الداريّ (٢): من رهط تميم الداريّ.

قال جعفر المستغفري : له صحبة ، وكذا قال ابن حبان ، وزاد ابن عم تميم الداريّ سكن بيت جبرين ، من فلسطين وبها مات.

٦٩٧٠ ـ الفاكه بن النعمان الداريّ (٣) ، من رهط تميم الداريّ أيضا.

ذكره المستغفريّ ، وروى من طريق ابن إسحاق أنه من جملة البدريين الذين أوصى بهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذكره أيضا الواقديّ ، والطّبريّ ، وقال : هو فاكه بن النعمان بن جبلة بن ضفارة بن ربيعة بن دارع بن عديّ بن الدار.

وقد تقدّم في ترجمة الطيّب أن اسم هذا رفاعة ، والله أعلم.

٦٩٧١ ـ فائد بن عمارة : بن الوليد بن المغيرة المخزومي ، ابن أخي خالد بن الوليد. يأتي ما يدلّ على أن له صحبة في ترجمة أخيه الوليد بن عمارة.

٦٩٧٢ ـ فائد ، مولى بن عبد الله بن سلام.

أخرج له المفيد بن النعمان الرافضيّ في مناقب عليّ حديثا من طريق إبراهيم بن عمرو ، عمن حدثه ، عن فائد مولى عبد الله بن سلام ، قال : نزل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الجحفة في غزوة الحديبيّة ، فلم يجد بها ماء ، فبعث سعد بن مالك ، فرجع بالروايا واعتذر ، فبعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّا فلم يرجع حتى ملأها.

الفاء بعدها التاء

٦٩٧٣ ـ فتح ، غلام تميم : الداريّ.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٩٩).

(٢) أسد الغابة ت (٤٢٠٠) ، الثقات ٣ / ٣٣٢ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٤.

(٣) أسد الغابة ت (٤٢٠١).

٢٧٧

رأيته بخط الخطيب بسكون المثناة من تحت بعدها مهملة ، وقد تقدم في سراقة.

الفاء بعدها الجيم

٦٩٧٤ ـ الفجيع : بجيم مصغرا (١) ، ابن عبد الله بن جندع ـ بضم الجيم والدال وسكون النون بينهما وآخره مهملة ، ابن البكاء ، واسمه ربيعة بن عمرو (٢) بن ربيعة بن عامر بن صعصعة البكائي.

قال البخاريّ ، وابن السّكن ، وابن حبّان ، له صحبة.

وقال ابن أبي حاتم : أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كوفي وذكره ابن سعد في طبقة الفتحيين. وقال البغويّ : سكن الكوفة.

وله حديث في سنن أبي داود بإسناد لا بأس به في سؤاله ما يحلّ من الميتة وأخرجه البخاري في التاريخ عنه ، والبغوي من طريقه.

وله حديث آخر رواه ابن أبي عاصم في «الوحدان» من طريق أبي نعيم ، قال : أخرج إلينا عبد الملك بن عطاء البكائي كتابا فقال : اكتبوه ولم يمله علينا. وزعم أنّ بنت الفجيع حدثته به ، فإذا فيه : هذا كتاب من محمد النبي للفجيع ، ومن تبعه ، ومن أسلم وأقام الصلاة ، وآتى الزكاة ، وأطاع الله ورسوله ، وأعطى من المغنم خمس الله ، ونصر نبي الله ، وفارق المشركين فهو آمن بأمان اللهعزوجل وأمان محمد.

ورواه ابن شاهين ، من طريق عبد الرحيم بن زيد البارقي ، عن عقبة بن وهب البكائي ، عن الفجيع نحوه.

وأشار ابن الكلبيّ إلى هذا الحديث ، فقال : وفد على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكتب له كتابا ، فهو عندهم.

وقد تقدم ذكره في ترجمة بشر بن معاوية البكائي في القسم الأول أيضا.

الفاء بعدها الدال

٦٩٧٥ ز ـ فدفد : بن خنافة البكري.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٢٠٢) ، الاستيعاب ت (٢١١٢) ، الثقات ٣ / ٣٣٤ ، الكاشف ٢ / ٣٧٨ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٣ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٠٧ ، الجرح والتعديل ٧ / ٥٢٢ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٥٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٥ ، الطبقات الكبرى ٦ / ٤٦ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢ / ٣٤٠ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٣٧ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٢ ، بقي بن مخلد ٨٢٢.

(٢) في أسد الغابة : عامر.

٢٧٨

ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب له ، فقال : قدم فدفد بن خنافة البكري على أبي سفيان بمكة ، وكان فدفد فاتك بني بكر ، فاتّفق مع أبي سفيان على قتل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعشرين ناقة ، ودفع إليه خنجرا مسموما ، قال فدفد : خرجت من عند أبي سفيان وأنا نشوان. فلما صحوت فكّرت في عظيم ما أقدمت عليه ، فسرت حتى إذا كنت بالرّوحاء في ليلة مظلمة ما أرى موضع أخفاف الناقة ، فلاح لي وميض البرق ، وإذا بهاتف من جوف الوادي يقول :

رسول أتى من عند ذي العرش صادقا

على طرق الخيرات للنّاس واقف

[الطويل]

فظننته بعض السيارة ، وقصدت الصوت ، فلما بلغت موضعه تسمعت فلا حسّ ، فقفّ شعري ، وعلمت أنه بعض الجنّ ، فأنشأت أقول :

لك الخير قد أسمعتني قول هاتف

ونبّهت حوسا قلبه غير خائف

[الطويل]

فأجابني وكأنه تحت ناقتي :

لحا الله أقواما أرادوا محمّدا

بسوء ولا أسقاهم صوب ماطر

عكوفا على الأوثان لا يتركونها

وقد أمّ دين الله أهل البصائر

[الطويل]

فمضيت لوجهي ، وفيّ ما سمعت ، فأصبت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بني عبد الأشهل يتحدّث ، وقد أخبرهم عن كل ما اتفق ، وقال : سيطلع عليكم الآن ، فلا تهيجوه ، وكنت لا أعرفه ، فقلت لصبي : أين هو محمد القرشي الّذي قدم عليكم؟ فنظر إليّ متكرّها ، وقال : ويلك! ثكلتك أمك! لو لا أنك غريب جاهل لأمرت بقتلك! ألا تقول : أين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ هو ذاك عند النخلة العوجاء عند أصحابه ، فائته فإنك إذا رأيته أكبرته ، وشهدت بتصديقه ، وعلمت أنك لم تر قبله مثله ، قال : فنزلت عن راحلتي ، ثم أتيته ، فأخبرني بما اتفق لي مع أبي سفيان ومع الهاتف ، ثم دعاني إلى الإسلام فأسلمت ، وهو القائل :

ألا أبلغا صخر بن حرب رسالة

بأنّي رأيت الحقّ عند ابن هاشم

رأيت امرأ يدعو إلى البرّ والتّقي

عليما بأحكام الهدى غير ظالم

فأخبرني بالغيب عمّا رأيته

وأسررته من معشر في مكاتم

[الطويل]

٢٧٩

٦٩٧٦ ز ـ فديك : حكى السهيليّ أنه كان أمير السرية التي قتل فيها أسامة بن زيد الرجل الّذي أظهر الإسلام ، وقال غيره : اسمه قليب ، وسيأتي.

٦٩٧٧ ـ فديك بن عمرو السلاماني (١).

تقدم ذكره وحديثه في ترجمة أبيه حبيب ، وقيل : فريك بالراء بدل الدال ، قاله الطبري ، وقيل فويك بالواو ، قاله البغويّ ، وأبو الفتح الأزدي ، وابن شاهين ، وجعفر المستغفريّ ، وأبو عمر بن عبد البر وغيرهم. وقال ابن فتحون : رأيته في كتب ابن أبي حاتم وابن السكن بالواو.

٦٩٧٨ ـ فديك الزبيدي (٢).

ويقال العقيلي ، وهو أشبه ، والد بشير بن فديك ، وجدّ صالح بن بشير بن فديك ، تقدم ذكره وحديثه في القسم الرابع. وقال البخاري : فديك صاحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم ذكر عن الأوزاعي ، وعن الزبيري ، كلاهما عن الزهري ، عن صالح بن بشير بن فديك ، قال : خرج فديك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فذكر الحديث في الهجرة وذكر ابن أبي حاتم نحوه.

وقال البغويّ : سكن المدينة ، وذكره ابن حبّان ، فقال : حديثه عند ولده ، وقال ابن السكن : يقال إن فديكا وابنه بشيرا جميعا صحبا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

الفاء بعدها الراء

٦٩٧٩ ـ فرات : بن ثعلبة البهراني (٣) يأتي في الثالث.

٦٩٨٠ ـ فرات بن حيان بن ثعلبة (٤) بن عبد العزى بن حبيب بن حية بن ربيعة بن صعب بن عجل بن لجيم الربعي اليشكري ثم العجليّ ، حليف بني سهم.

ووقع في سياق نسبه عند أبي عمر سعد بدل صعب ، وهو وهم.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٥٠٦ ، الثقات ٣ / ٣٤٤ ، أسد الغابة ت (٤٢٠٤).

(٢) أسد الغابة ت (٤٢٠٣) ، الاستيعاب ت (٢١١٣).

(٣) أسد الغابة ت (٤٢٠٦) ، الاستيعاب ت (٢٠٩٣).

(٤) أسد الغابة ت (٤٢٠٥) ، الاستيعاب ت (٢٠٩٤) ، الثقات ٣ / ٣٣٣ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٠٧ ، الكاشف ٢ / ٣٧٩ ، الجرح والتعديل ٧ / ٤٤٩ ، ٤٥٠ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٥٨ ، ثقات ٢ / ٢٩٧ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢ / ٣٣٢ ، الطبقات ٦٥ ، ١٣٢ ، الطبقات الكبرى ٦ / ٤٠ ، المصباح المضيء ١ / ٣١٢ ، حلية الأولياء ٢ / ١٧ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٢٨ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٢ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٥ ، جامع التحصيل ٣٠٨ ، الإكمال ٢ / ٣٢٥ ، دائرة معارف الأعلمي ٢٣ / ١٨٥ ، بقي بن مخلد ٤٧٤.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332