نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٣

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار0%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 332

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 332
المشاهدات: 145223
تحميل: 5817


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 332 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 145223 / تحميل: 5817
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

اكب عليه رجل آخر فاجتز رأسه، فاقبلا يختصمان فيه كلاهما يقول: أنا قتلته، فقال عمرو بن العاص: والله ان يختصمان الا في النار، فسمعها منه معاوية، فلما انصرف الرجلان قال معاوية لعمرو بن العاص: ما رأيت مثل ما صنعت، قوم بذلوا أنفسهم دوننا تقول لهما: انكما تختصمان في النار؟ فقال عمرو: هو والله ذاك، والله انك لتعلمه، ولوددت أني مت قبل هذه بعشرين سنة»(١) .

و روى المتقى: « عن زيد بن وهب قال: كان عمار بن ياسر قد ولع بقريش وولعت به فغدوا عليه فضربوه فجلس في بيته، فجاء عثمان بن عفان يعوده، فخرج عثمان وصعد المنبر فقال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: تقتلك الفئة الباغية، قاتل عمار في النار. حل. كر »(٢) .

وفي ( الاستيعاب ): « ابو الغادية الجهني كان محباً في عثمان، وهو قاتل عمار بن ياسررضي‌الله‌عنه ، وكان اذا استأذن على معاوية وغيره يقول قاتل عمار بالباب.

وكان يصف قتله له اذا سئل عنه لا يباليه.

وفي قصته عجب عند أهل العلم، روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما ذكرنا انه سمعه منه، ثم قتل عماراًرضي‌الله‌عنه روى عنه كلثوم بن جبير »(٣) .

أشار بقوله « روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما ذكرنا » الى ان ابا الغادية من رواة حديث « عمار تقتله الفئة الباغية » وقد صرح الحلبي بذلك في ( سيرته ) متعجبا منه.

وقال الزبيدي في ( تاج العروس ): « وأبو الغادية هو قاتل عمار بن ياسررضي‌الله‌عنه ، مذكور في تاريخ دمشق ».

وفي ( شرح الشفاء للقاري ): « قتله ابو الغادية ».

__________________

(١). الطبقات ٣ / ٣٥٩.

(٢). كنز العمال ١٦ / ١٣٩. وانظر ١٦ / ١٤٥، ١٤٦.

(٣). الاستيعاب ٤ / ١٧٢٥.

٦١

وفي ( تذكرة الخواص ٩٤ ): « وقال الواقدي: لما طعن ابو الغادية عماراً بالرمح وسقط اكب عليه آخر فاحتز رأسه ».

وفي ( الروض الانف ٧ / ٢٨ ): « قتله ابو الغادية الفزاري وابن جزء، اشتركا في قتله ».

وفي ( اسد الغابة ٥ / ٢٦٧ ): « ابو الغادية الجهني، بايع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... وكان من شيعة عثمانرضي‌الله‌عنه ، وهو قاتل عمار بن ياسر، وكان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول: قاتل عمار بالباب، روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم النهى عن القتل ثم يقتل مثل عمار، نسأل الله السلامة.

روى ابن أبي الدنيا عن محمد بن ابي معشر عن أبيه قال: بينا الحجاج جالساً اذ أقبل رجل مقارب الخطو، فلما رآه الحجاج قال: مرحباً بأبي غادية وأجلسه على سريره وقال: أنت قتلت ابن سمية؟ قال: نعم، قال: وكيف صنعت؟ قال: صنعت كذا حتى قتلته. فقال الحجاج لأهل الشام: من سره ان ينظر الى الرجل عظيم الباع اليوم القيامة فلينظر الى هذا، ثم سار أبو غادية يسأله شيئاً فأبى عليه، وقال ابو غادية: نوطئ لهم الدنيا ثم نسألهم فلا يعطوننا ويزعم اننى عظيم الباع يوم القيامة، اجل والله ان من ضرسه مثل احد وفخذه مثل ورقان ومجلسه مثل ما بين المدينة والربذة لعظيم الباع يوم القيامة، والله لو ان عماراً قتله اهل الأرض لدخلوا النار ».

وراجع:

التاريخ الصغير للبخاري ١ / ١٨٨.

المعارف لابن قتيبة ٢٥٦.

مروج الذهب ٢ / ٣٨١.

المستدرك ٣ / ٣٨٦.

وغيرها.

٦٢

دحض المعارضة

بحديث: تمسّكوا بعهد ابن أم عبد

٦٣

٦٤

قوله: « وتمسكوا بعهد ابن ام عبد ».

أقول: تمسك ( الدهلوي ) بهذا الحديث باطل لوجوه:

١ - انه مما تفرد به اهل السنة

انه حديث من متفردات العامة، وحديث الثقلين متفق عليه.

٢ - انه مما اعرض عنه الشيخان

انه حديث اعرض عنه الشيخان، واعراضهما دليل على الضعف عندهم.

٣ - انه ضعيف سندا ً

انه حديث ضعيف سنداً، قال ابن الاثير بترجمة ابن مسعود: « أخبرنا ابو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقي، اخبرنا ابو العشائر محمد بن خليل بن فارس القيسي، أخبرنا ابو القاسم على بن محمد

٦٥

ابن على المصيصي، اخبرنا ابو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن قاسم ابن ابى نصر، أخبرنا ابو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الاطرابلسى، حدثنا ابو عبيدة السري بن يحيى بالكوفة، حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعى عن ربعي عن حذيفة قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وتمسكوا بعهد ابن أم عبد.

و قد رواه سلمة بن كهيل عن ابى الزعراء عن ابن مسعود »(١) .

و فيه قبيصة بن عقبة

قال الذهبي: « قال ابن معين هو ثقة الا في حديث الثوري ».

قال: وقال ابن معين ليس بذلك القوي، وقال: ثقة في كل شيء الا في سفيان »(٢) .

وقد علمت انه روى هذا الحديث عن سفيان الثوري.

وفيه: سفيان الثوري

وقد ذكرنا مساويه بالتفصيل في القسم الثاني من مجلد ( حديث مدينة العلم ).

وفيه: عبد الملك بن عمير

وقد ذكرنا وجوه ضعفه والقدح فيه في مجلد ( حديث الطير ) بالتفصيل.

__________________

(١). اسد الغابة ٣ / ٢٥٨.

(٢). ميزان الاعتدال ٣ / ٣٨٣.

٦٦

وفيه: مولى ربعي

وهو مجهول.

* وأما طريقه الاخر الذي ذكره ابن الاثير معلقاً ففيه:

ابو الزعراء

وقد ترجمه بقوله: « عبد الله بن هاني، ابو الزعراء صاحب ابن مسعود، قال البخاري: لا يتابع على حديثه، سمع منه سلمة بن كهيل حديثه عن ابن مسعود في الشفاعة: ثم يقول نبيكمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رابعاً، والمعروف انهعليه‌السلام اول شافع، قال البخاري.

وقد أخرج النسائي الحديث مختصراً »(١) .

وفي ( تهذيب التهذيب ٦ / ٦١ ): قال البخاري: « لا يتابع في حديثه ».

هذا، ولو راجعت ( جامع الترمذي ) باب مناقب ابن مسعود لرأيت ان راوي هذا الحديث عن سلمة بن كهيل هو: يحيى بن سلمة بن كهيل وعنه ابنه اسماعيل وعنه ابنه ابراهيم.

وهؤلاء بأجمعهم مجروحون حسب تصريحات الائمة من اهل السنة كما فصل ذلك في مجلد ( حديث الطير ) وستقف على ذلك قريباً أيضاً، وبالاخص: يحيى بن سلمة فانه الاشد ضعفاً فيهم، فلقد قال الترمذي بعد ان خرجه: « هذا حديث غريب من حديث ابن مسعود، لا نعرفه الا من يحيى بن سلمة بن كهيل، ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث »(٢) .

وبهذه الوجوه يقف المنصف على تعسف ( الدهلوي ) ومكابرته والله الموفق.

__________________

(١). ميزان الاعتدال ٢ / ٥١٦.

(٢). صحيح الترمذي ٢ / ٢٢١.

٦٧

٦٨

دحض المعارضة

بحديث: رضيت لكم ما رضي به ابن أم عبد

٦٩

٧٠

قوله : « ورضيت لكم ما رضي به ابن ام عبد ».

اقول : هذا الحديث لا يجوز الاستدلال به للوجوه الآتية:

١ - انه من الآحاد

ان هذا الحديث من الآحاد، وحديث الثقلين من المتواترات.

على انه مما تفرد به اهل السنة، كما انه مما لا يقبله اهل الحق.

٢ - انه مما اعرض منه الشيخان

لقد أعرض الشيخان عن روايته، وقد ذكرنا ان كلما لم يذكراه فهو عندهم موهون.

بل لم يخرجه أحد من أصحاب الصحاح الستة.

٣ - انه لا يدل على منزلة لابن مسعود

ولو فرض صحة هذا الحديث وسلمنا ذلك، فانه لا يعارض حديث

٧١

الثقلين، لان حديث الثقلين يدل على خلافة اهل البيتعليهم‌السلام وامامتهم وعصمتهم وطهارتهم وافضليتهم من غيرهم كما مر بالتفصيل.

وأما هذا الحديث فلا يثبت شيئاً مما ذكر لابن مسعود، بل لا يدل على علمية أو مقام، بل لو تأمل أحد في شأن صدوره لعلم انه لا يدل الا على ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يريد ان ابن مسعود يرضى بما رضي الله به ورسوله، ويشهد بما ذكرنا ما جاء في ( المستدرك ) باسناده عن جعفر ابن عمرو ابن حريث عن ابيه قال: « قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعبد الله بن مسعود: اقرأ، قال: أقرأ وعليك أنزل؟ قال: انى احب ان اسمع من غيري، قال: فافتتح سورة النساء حتى بلغ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) فاستعبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكف عبد الله، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تكلم، فحمد الله في اول كلامه واثنى على الله وصلى على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وشهد شهادة الحق وقال: رضينا بالله رباً وبالاسلام دينا ورضيت لكم ما رضي الله ورسوله. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رضيت لكم ما رضي لكم ابن ام عبد.

هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه »(١) .

فحاصل الحديث: انى رضيت لكم ما رضى به ابن مسعود لكم، وهو قوله: رضينا بالله رباً

٤ - ما كان بين عمرو ابن مسعود.

من العجيب تمسك ( الدهلوي ) بهذا الحديث وسابقه في مقابلة حديث الثقلين وقد رووا ان عمر بن الخطاب قد منع ابن مسعود من الإفتاء، قال الدارمي: « أخبرنا محمد بن الصلت، ثنا ابن المبارك، عن ابن عون عن محمد قال قال عمر لابن مسعود: ألم أنبأ، أو أنبئت أنك تفتي ولست بأمير؟

__________________

(١). المستدرك ٣ / ٣١٩.

٧٢

ول حارها من تولى قارها »(١) .

وهذا ينافي حديث « تمسكوا بعهد ابن ام عبد » وعلى أهل السنة حينئذ اما أن يتركوا الحديث من أصله، واما أن يحكموا بمعصية عمر لامر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

* بل ان عمراتهم ابن مسعود في الرواية ونهاه عنها، قال ابن سعد في ذكر من كان يفتي بالمدينة: « اخبرنا حجاج بن محمد عن شعبة عن سعد بن ابراهيم عن أبيه قال قال عمر بن الخطاب لعبد الله بن مسعود ولابي الدرداء ولابي ذر: ما هذا الحديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: احسبه قال: ولم يدعهم يخرجون من المدينة حتى مات »(٢) .

وقال الذهبي بترجمة عمر: « ان عمر حبس ثلاثة: ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الانصاري فقال: قد اكثرتم الحديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٣) .

٥ - ما كان بين عثمان وابن مسعود

وأما صنائع عثمان بن عفان مع ابن مسعود فقد اشتهرت في التاريخ اشتهار الشمس في رابعة النهار، ونحن نكتفي هنا ببعض الاخبار:

قال اليعقوبي في قصة المصاحف بعد كلام له: « فأمر به عثمان فجر برجله حتى كسر له ضلعان، فتكلمت عائشة وقالت قولا كثيراً واعتل ابن مسعود، فأتاه عثمان يعوده فقال له: ما كلام بلغني عنك؟

قال: ذكرت الذي فعلته بى، انك امرت بي فوطئ جوفي، فلم أعقل صلاة الظهر ولا العصر، ومنعتني عطائي.

قال: فانى اقيدك من نفسي، فافعل بى مثل الذي فعل بك.

__________________

(١). مسند الدارمي ١ / ٦١.

(٢). الطبقات ٢ / ٣٣٦.

(٣). تذكرة الحفاظ ١ / ٥ - ٨.

٧٣

قال: ما كنت بالذي أفتح القصاص على الخلفاء.

قال: هذا عطاؤك فخذه.

قال: منعتنيه وانا محتاج اليه، وتعطينيه وأنا غني عنه، لا حاجة لي به.

فانصرف، فأقام ابن مسعود مغاضباً لعثمان حتى توفي، وصلى عليه عمار ابن ياسر، وكان عثمان غائباً فستر أمره، فلما انصرف رأى عثمان القبر فقال: قبر من هذا؟ فقيل: قبر عبد الله بن مسعود.

قال: فكيف دفن قبل أن أعلم؟

فقالوا: ولي أمره عمار بن ياسر، وذكر أنه أوصى ألا يخبره به.

ولم يلبث الا يسيراً حتى مات المقداد، فصلى عليه عمار وكان أوصى اليه ولم يؤذن عثمان به، فاشتد غضب عثمان على عمار وقال: ويلي على ابن السوداء أما لقد كنت به عليماً »(١) .

وفي ( المعارف ) في خلافة عثمان: « وكان مما نقموا على عثمان: أنه طلب اليه عبد الله بن خالد بن أسيد صلة فأعطاه أربعمائة ألف درهم من بيت مال المسلمين. فقال عبد الله بن مسعود في ذلك، فضربه الى ان دق له ضلعين »(٢) .

وفي ( الرياض النضرة ٢ / ١٦٣ ) و ( الخميس ٢ / ٢٦١ ) و ( تاريخ الخلفاء للسيوطي ١٥٨ ) واللفظ للاول: « فلم يبق أحد من أهل المدينة الا حنق على عثمان، وزاد ذلك غضب من غضب لاجل ابن مسعود وأبي ذر وعمار ».

وانظر:

تاريخ الطبري ٣ / ٣١١، ٣٢٥، ٣٢٦

__________________

(١). تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٩.

(٢). المعارف ١٩٤.

٧٤

العقد الفريد ٢ / ١٨٦، ١٩٢

الاوائل لابي هلال ١٥٢

الكامل ٣ / ٤٢

اسد الغابة ٣ / ٢٥٩

وغيرها.

ولقد اعترف ( الدهلوي ) ايضاً بذلك كله في ( التحفة ).

٧٥

٧٦

دحض المعارضة

بحديث: اعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل

٧٧

٧٨

قوله : « وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ».

أقول : والجواب عنه وجوه:

١ - انه من متفردات العامة

ان هذا الحديث ليس من أحاديث الامامية، وقد كان ( الدهلوي ) قد التزم بنقل الاحاديث التي يعترف الامامية بصحتها ويحتجون بها، على أن والده لم يجوز الاحتجاج معهم بأحاديث الصحيحين، مع أن هذا الحديث لا عين له ولا أثر فيهما كما لا يخفى.

٢ - انه واه

ان هذا الحديث سنده واه، فانه جزء من حديث: « أرحم أمتي أبو بكر » ولقد بسطنا الكلام حوله في مجلد ( حديث مدينة العلم ).

٣ - اعترف ابن تيمية بضعفه

٧٩

لقد اعترف ابن تيمية - وهو من فتن أهل السنة بهفواته - بضعفه، اذ قال في الجواب عن حديث « أقضاكم علي » بعد أن ذكره: « مع أن الحديث الذي فيه ذكر معاذ وزيد بعضهم يضعفه وبعضهم يحسنه »(١) .

أقول: سيأتي تعقيب ابن عبد الهادي لتحسين بعضهم اياه.

٤ - قدح فيه ابن عبد الهادي

ان حديث أعلمية معاذ بن جبل - وان حسنه بعضهم بل صححه - باطل عند ابن عبد الهادي، فقد صرح في ( التذكرة ) بأن في متنه نكارة وبأن شيخه ضعفه بل رجح وضمه.

٥ - قدح فيه الذهبي

لقد عد الحافظ الذهبي - الذي استند ( الدهلوي ) الى كلامه في رد حديث الطير - هذا الحديث في الاحاديث المقدوحة، وصرح بذلك في ( الميزان ) بترجمة سلام بن سليم، كما ستقف عليه ان شاء الله تعالى.

٦ - قدح فيه المناوى

لقد قدح المناوي في هذا الحديث لكون « ابن البيلماني » في سنده، ونقل في ذلك كلام ابن عبد الهادي، فقال في شرح الحديث الطويل المشار اليه سابقاً »: « ع. من طريق ابن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر بن الخطاب. وابن البيلماني حاله معروف. لكن في الباب أيضاً عن أنس وجابر وغيرهما عن الترمذي وابن ماجة والحاكم وغيرهم، لكن قالوا في روايتهم بدل « أرأف »: « أرحم ». وقال ت: حسن صحيح، وقال ك‍: على شرطهما.

وتعقبهم ابن عبد الهادي في تذكرته بأن في متنه نكارة، وبأن شيخه

__________________

(١). منهاج السنة ٢ / ١٣٨.

٨٠