نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٥

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 383

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 383 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 262999 / تحميل: 7925
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

ما جاء عن عمرو بن العاصي وجاء بلفظ آخر عن واثلة وما جاء عن جعفر بن محمّد وعن ابن عباس وعن ابن عمر وعن أبي هريرة وعن »(١) .

كلمات العلماء على ضوء الأحاديث

ثم إنّ كبار العلماء الأعلام قد صرّحوا بهذا المعنى على ضوء الأحاديث المذكورة، وإليك نصوص كلمات جماعة منهم باختصار:

١ - القسطلاني : « ثمّ اعلم أنه عليه الصلاة والسّلام لم يشركه في ولادته عن أبويه أخ ولا أخت، لانتهاء صفوتهما إليه وقصور نسبتهما عليه، ليكون مختصاً بنسب جعله الله تعالى للنبوة غاية ولتمام الشرف نهاية، وأنت إذا اختبرت حال نسبه الشريف وعلمت طهارة مولده تيقنت أنه هو سلالة آباء كرام، فهوصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم النبي العربي الأبطحي الحرمي الهاشمي القرشي، نخبة بني هاشم المختار المنتخب من خير بطون العرب وأعرقها في النسب وأشرفها في الحسب، وأنضرها عوداً وأطولها عموداً وأطيبها أرومة وأعزها جرثومة، وأفصحها لساناً وأوضحها بياناً وأرجحها ميزانا وأصحها ايماناً، وأعزها نفراً وأكرمها معشراً من قبل أبيه وأمه، ومن أكرم بلاد الله عليه وعلى عباده»(٢) .

٢ - السيوطي : « المقامة السندسية:( لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ) نبي سري، قدره علي وبرهانه جلي، خير الخليفة أماً وأباً وأزكاهم حسباً ونسباً، خلق الله لأجله الكونين وأقرّ به من كل مؤمن العينين، وجعله نبي الأنبياء وآدم منجدل في طينته، وكتب

____________________

(١). السيرة الحلبية ١ / ٤٣ - ٤٤.

(٢). المواهب اللدنية ١ / ١٣.

٣٢١

اسمه على العرش إعلاماً بمزيته عنده وفضيلته، وتوسل به آدم فتاب عليه وأخبره أنه لولاه ما خلقه، وناهيك بها مزية لديه:

نبي خص بالتقديم قدماً

وآدم بعد في طين وماء

كريم بالحبا من راحتيه

يجود وفي المحيا بالحياء

ومن خصائصه - فيما ذكر الغزالي وغيره - إن الله ملّكه الجنة وأذن له أن يقطع منها من يشاء ما يشاء. وأعظم بذلك منّة.

وخصّه بطهارة النسب تعظيماً لشانه وحفظ آبائه من الدنس تتميماً لبرهانه، وجعل كلّ أصل من أصوله خير أهل زمانه، كما قال في حديث البخاري الذي نقطع بصدوره من فيه: بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً حتى كنت من القرن الذي كنت فيه. و قالعليه‌السلام : أنا أنفسكم نسباً وصهراً وحسباً لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذباً لا تنشعب شعبتان إلّا كنت في خيرهما، فأنا خيركم نفساً وخيركم أباً.

وأجدر بقول صاحب البردة أن يكون له في عرصات القيامة عدة:

وبدا للوجود منك كريم

من كريم آباؤه كرماء

نسب تحسب العلا بحلاه

قلدتها نجومها الجوزاء

حبذا عقود سودد وفخار

أنت فيه اليتيمة العصماء

وينظم في سلك هذه الدرر قول

افظ العصر أبي الفضل ابن حجر:

نبي الهدى المختار من آل هاشم

فعن فخرهم فليقصر المتطاول

تنقل في أصلاب قوم تشرفوا

به مثل ما للبدر تلك المنارل »(١)

____________________

(١). المقامات ٤٥.

٣٢٢

٣ - الحلبي : « وإلى شرف هذا النسب يشير صاحب الهمزية رحمه الله تعالى بقوله:

وبدا للوجود منك كريم

أي: ظهر لهذا العالم منك كريم أي جامع لكل صفة كمال. وهذا على حد قولهم « لي من فلان صديق حميم »، وذلك الكريم الذي ظهر وجد من أب كريم سالم من نقص الجاهلية، آباؤه الشامل للأُمهات جميعهم كرماء، أي سالمون من نقائص الجاهلية، أي ما يعد في الإسلام نقصاً من أوصاف الجاهلية. وهذا نسب لا أجل منه وقد قال الماوردي في كتاب أعلام النبوة: وإذا اختبرت حال نسبهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعرفت طهارة مولدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، علمت أنه سلالة آباء كرام ليس فيهم مسترذل، بل كلهم سادة قادة، وشرف النسب وطهارة المولد من شروط النبوة، هذا كلامه. ومن كلام عمّه أبي طالب:

إذا اجتمعت يوماً قريش لمفخر

فعبد مناف سرها وصميمها

وإنْ حصلت أنساب عبد منافها

ففي هاشم أشرافها وقديمها

وإن فخرت يوماً فإنّ محمداً

هو المصطفى من سرها وكريمها

بالرفع عطفاً على المصطفى، وسر القوم وسطهم، فأشرف القوم قومه وأشرف القبائل قبيلته وأشرف الأفخاذ فخذه »(١) .

٤ - أبو نعيم الاصبهاني ( بعد ذكر الأحاديث المتقدمة ): « ووجه الدلالة في هذه الفضيلة: إن النبوة ملك وسياسة عامة، وذلك قوله تعالى:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) وهو الملك في ذوي الأحساب والأخطار من الناس، وكل ما كان خصال فضله أوفر كانت الرعية بالانقياد إليه أسمع وإلى طاعة مطيعة أسرع، وإذا كان في الملك وفي توابعه نقيصة نقص عدد أتباعه ورعيته

____________________

(١). السيرة الحلبية ١ / ٤٤.

٣٢٣

... فدل ذلك على أن الملك لا يجعل إلّا في أهل الكمال والمهابة، وهاتان الخصلتان لا توجدان في غير ذوي الأحساب، فجعل الله لنبيه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الحظوظ أوفرها ومن السهام أوفاها وأكثرها، فلذلك قال: فأنا من خيار إلى خيار ».

٥ - السيوطي - بعد الأحاديث -: « قال أبو نعيم: وجه الدلالة على نبوته من هذه الفضيلة أن النبوة ملك وسياسة عامة »(١) .

٦ - القاضي عياض : « الباب الثاني في تكميل الله تعالى له المحاسن خلقاً وخلقاً، وقرانه جميع الفضائل الدينية والدنيويّة فيه نسقاً » فذكر فيه فوائد جمة في كلام طويل(٢) .

٢ - كان الرسول من بني هاشم فالإمام يكون منهم

ذكر شاه ولي الله الدهلوي روايات من قصة السقيفة في ( إزالة الخفا ) إلى أن قال: « أما رواية أبي سعيد الخدري - قال: لما توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلاً منا، فنرى أنْ يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا. قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك، فقام زيد بن ثابت فقال:

إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان من المهاجرين فإنّ الامام يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقام أبو بكر فقال: جزاكم الله خيراً يا معشر الأنصار وثبّت قائلكم. ثم

____________________

(١). الخصائص الكبرى ١ / ٣٩.

(٢). الشفا - ٤٦.

٣٢٤

قال: والله لو فعلتم غير ذلك لما صالحتكم. أخرجه ابن أبي شيبة ».

أقول: لقد استدل زيد بن ثابت على لزوم كون الخليفة من المهاجرين بأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المهاجرين، وقد قرر أبو بكر هذا الاستدلال ووافقه عليه وتمت البيعة لأبي بكر.

وعلى ضوء هذا الاستدلال نقول: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان من بني هاشم فإن الامام يكون من بني هاشم، ولما كان عليعليه‌السلام أفضلهم بالإجماع ولم يكن أحد من الثلاثة من بني هاشم فيكون هو الامام والخليفة بعد رسول الله.

فثبت أن قرب النسب من أدلة الامامة والخلافة.

٣ - خطبة أبي بكر في السقيفة

لقد خاصم أبو بكر الأنصار في السقيفة واحتج عليهم في أمر الخلافة بأنه « لن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسباً وداراً » ولقد خصمهم بهذا البيان وتمت البيعة له في نهاية الأمر في قصة مفصلة معروفة.

ولا ريب أن علياً أشرف القوم - من المهاجرين والأنصار - نسبا ودارا، فيجب - بالأولوية - أن لا تعرف العرب هذا الأمر إلّا له، فالقرب النسبي إذا من أقوى الأدلة على إمامته بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

أخرج البخاري في حديث طويل عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب أنه قال: « ثم إنه بلغني أن قائلاً منكم يقول: والله لو مات عمر بايعت فلاناً، فلا يغترنّ امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكنْ الله وقى شرها، وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر، من بايع رجلاً من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي تابعه تغرة أن

٣٢٥

يقتلا.

وإنه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكررضي‌الله‌عنه ، فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان فذكرا ما تمالأ عليه القوم، فقالا: عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم. فقلت: والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزّمل بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا سعد بن عبادة، فقلت: ما له؟ قالوا: يوعك، فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله. ثم قال: أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معاشر المهاجرين رهط، وقد دفت دافة من قومكم، فإذا بهم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضونا من الأمر. فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت زوّرت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك. فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلّا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت. فقال: ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل، ولن يعرف هذا الأمر إلّا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم. فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها، كان والله أن أقدّم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إليّ من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، أللهم إلّا أن تسول لي نفسي عند الموت شيئاً لا أجده الآن.

فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش. فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون

٣٢٦

ثم بايعته الأنصار. ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة. فقلت: قتل الله سعد بن عبادة.

قال عمر: وإنا والله ما وجدنا في ما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إنْ فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلاً منهم بعدنا، فإما بايعناهم على ما لا نرضى وإما نخالفهم فيكون فساد، فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي تابعه تغرة أن يقتلا »(١) .

ورواه ابن هشام، وابن جرير الطبري، والمتقي(٢) .

٤ - خطبة أبي بكر بلفظ آخر

وقد احتج أبو بكر في خطبته يوم السقيفة على الأنصار بالقرب في النسب مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث قال: « نحن عشيرته وأقاربه وذوو رحمه، ونحن أهل الخلافة وأوسط الناس أنساباً » فعلى أساس هذا الاستدلال يكون عليعليه‌السلام - وهو أقرب إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أبي بكر بلا ريب - هو الأولى والأحق بالأمر بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وأما هذه الخطبة فقد رواها جماعة من أئمة الحفاظ.

قال الحافظ محب الدين الطبري: « وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب: إن أبا بكر يوم السقيفة تشهد وأنصت القوم فقال: بعث الله نبيّه بالهدى ودين الحق فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الإسلام، فأخذ الله بقلوبنا ونواصينا إلى ما دعا إليه، فكنا معشر المهاجرين أول الناس إسلاماً ونحن عشيرته وأقاربه وذوو رحمه، ونحن أهل الخلافة وأوسط الناس أنساباً في العرب، ولدتنا العرب كلها فليس منهم قبيلة إلا لقريش فيها ولادة، ولن تصلح إلّا لرجل من قريش، هم

____________________

(١). صحيح البخاري - كتاب الحدود الباب ٣١.

(٢). سيرة ابن هشام ٢ / ٦٥٧ - ٦٦١، تاريخ الطبري ٣ / ٢٠٣، كنز العمال ٥ / ٦٤٤ - ٦٤٧.

٣٢٧

أصبح الناس وجوهاً وأسلطهم ألسنة وأفضلهم قولاً. فالناس لقريش تبع، فنحن الأمراء وأنتم الوزراء، وأنتم يا معشر الأنصار إخواننا في كتاب الله وشركاؤنا في دين الله تعالى والتسليم لفضيلة إخوانكم من المهاجرين وأحق الناس ان لا تحسدوهم على خير آتاهم الله إياه، وأنا أدعوكم إلى أحد رجلين - ثم ذكر معنى ما قبله في حديث ابن عباس »(١) .

وفي رواية محمد بن جرير الطبري: « فخص الله المهاجرين الأولين من قومه: بتصديقه والايمان به والمواساة له والصبر معه على شدة أذى قومهم لهم ولدينهم، وكل الناس لهم مخالف زار عليهم، فلم يستوحشوا لقلة عددهم وشنف الناس لهم واجماع قومهم عليهم، فهم أول من عبد الله في الأرض وآمن به وبالرسول، وهم أولياؤه وعشيرته وأحق الناس بهذا الأمر من بعده ولا ينازعهم في ذلك إلّا ظالم »(٢) .

وعند ابن خلدون: « نحن أولياء النبي وعشيرته وأحق الناس بأمره ولا ننازع في ذلك »(٣) .

تنبيه

وهذا الكلام من أقوى الأدلة على خلافة أمير المؤمنينعليه‌السلام بلا فصل، لأن جميع هذه الصفات التي ذكرها أبو بكر واستند إليها واعترف بها الأنصار فخصموا بها، متوفرة في علي بأتم معانيها وأعلى درجاتها، فهو الواجد لها دون أبي بكر وغيره من المهاجرين، فهو الامام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا سواه.

____________________

(١). الرياض النضرة ١ / ٢١٣.

(٢). تاريخ الطبري ٣ / ٢١٩ - ٢٢٠.

(٣). تاريخ ابن خلدون ٢ / ٨٥٤.

٣٢٨

وأما قوله: « فكنا معشر المهاجرين أول الناس إسلاماً » فقد ثبت أن علياًعليه‌السلام أول الناس إسلاماً، وهذا من خصائصه أيضاً، وقد روى ذلك واعترف به كبار حفاظ أهل السنة، ومن ذلك حديث رواه:

الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي.

والحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني.

والموفق بن أحمد المكي الخوارزمي.

والحافظ ابن عساكر الدمشقي.

وأبو الخير الحاكمي.

والحافظ الكنجي الشافعي.

والسيد شهاب الدين أحمد.

وإبراهيم بن عبد الله الوصابي.

وأحمد بن الفضل بن باكثير المكي.

ومحمد صدر العالم.

و هذا نصه عن الحافظ أبي نعيم، فإنه قال:

« حدثنا إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن أبي حصين، ثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا خلف بن خالد العبدي البصري، ثنا بشر بن ابراهيم الأنصاري، عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع لا يحاجك فيها أحد من قريش: أنت أولهم إيماناً، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية »(١) .

____________________

(١). حلية الأولياء ١ / ٦٥ - ٦٦.

٣٢٩

٥ - احتجاج علي على أبي بكر

لقد احتج أمير المؤمنينعليه‌السلام على أبي بكر وأتباعه بنفس ما احتج به أبو بكر في السقيفة فخصم به الأنصار روى ذلك ابن قتيبة * المترجم له في: تاريخ بغداد ١٠ / ١٧٠ والأنساب - الدينوري، تذكرة الحفاظ ٢ / ١٨٥ وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٨١ ووفيات الأعيان ١ / ٣١٤ ومرآة الجنان ٢ / ١٩٢ وبغية الوعاة ٢٩١ * حيث قال: « إباءة علي بن أبي طالب بيعة أبي بكر - ثم إن علياً أتي به أبو بكر وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله. فقيل له: بايع أبا بكر. فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة بي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتأخذوه منا أهل البيت غصبا. ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لمكان محمّد منكم وأعطوكم المقادة وسلموا إليكم الأمارة؟ فأنا احتج بمثل ما احتججتم على الأنصار، نحن أولى برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حياً وميتاً، فأنصفونا إنْ كنتم تؤمنون بالله وتخافون الله وإلّا فباءوا بالظلم وأنتم تعلمون.

قال له عمر: إنك لست متروكاً حتى تبايع.

فقال له علي بن أبي طالب: احلب حلبا لك شطره، أشدد له اليوم يرده عليك غدا، ثم قال: والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه.

فقال له أبو بكر: فإنْ لم تبايعني فلا أكرهك.

فقال أبو عبيدة بن الجراح لعلي: يا ابن عم إنك حديث السنّ وهؤلاء مشيخة قومك، ليس لك تجربتهم ومعرفتهم بالأمور، ولا أرى أبا بكر إلّا أقوى على هذا الأمر منك وأشد احتمالاً واستطلاعاً، فسلم هذا الأمر لأبي بكر، فإنك إنْ تعش ويطل بك بقاء فأنت لهذا الأمر خليق، وحقيق في فضلك ودينك وعلمك وفهمك وسابقتك ونسبك وصهرك.

٣٣٠

فقال علي: يا معشر المهاجرين! الله الله، لا تخرجوا سلطان محمد في العرب من داره وقعر بيته إلى دوركم وقعور بيوتكم، وتدفعون أهله عن مقامه في الناس وحقه، فو الله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به لأنا أهل البيت، ونحن أحق بهذا الأمر منكم ما كان فينا القاري لكتاب الله، الفقيه في دين الله العالم بسنة رسول الله، المتضلع بأمر الرعية المدفع عنهم الأمور السيئة، القاسم بينهم بالسوية، والله إنها فينا ولا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله وتزدادوا من الحق بعداً.

فقال قيس بن سعد: لو كان هذا الكلام سمعته الأنصار منك يا علي قبل بيعتها أبا بكر ما اختلف عليك اثنان.

قال: وخرج علي يحمل فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على دابة ليلاً على مجالس الأنصار يسألهم النصرة، فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلناه به. فيقول علي: أفكنت أدع رسول الله في بيته لم أدفنه وأخرج أنازع الناس سلطانه. فقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلّا ما كان ينبغي له، قد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم به »(١) .

و قد رواه جمال الدين المحدّث - وهو شيخ ( الدهلوي ) عن جماعة من أصحاب التواريخ(٢) .

٦ - احتجاج علي يوم الشورى

لقد احتج أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الشورى بأقربيته من رسول الله

____________________

(١). الامامة والسياسة ١ / ١١. ولا ريب في أن هذا الكتاب لابن قتيبة، وقد نسبه إليه جماعة ونقلوا عنه في كتبهم مثل: إتحاف الورى بأخبار ام القرى، وغاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام، والعقد الثمين، والالف باء، وتفسير شاهي.

(٢). روضة الأحباب.

٣٣١

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاثبات خلافته عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلم ينكر أحد منهم ما احتج به بل اعترفوا بذلك وسلّموا له

قال ابن حجر المكي: « أخرج الدار قطني: إن علياً يوم الشورى احتج على أهلها فقال لهم: أنشدكم بالله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الرحم مني، ومن جعلهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه وأبناءه أبناءه ونساءه نساءه؟ قالوا: اللهم لا - الحديث »(١) .

و ذكره كمال الدين الجهرمي في ترجمة الصواعق(٢) .

و رواه أيضاً الملّا مبارك الهروي.

ومن الواضح أنهعليه‌السلام أقرب إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا من أهل الشورى فحسب بل من جميع الناس، حتى الأول والثاني

ولو لم يصح الاستدلال بالأقربية لم يستدل بها الامامعليه‌السلام ، ولاستنكر عليه القوم ذلك الاستدلال وردّوه.

٧ - إعتراف طلحة والزبير والمسلمين بأولويته بالخلافة لأجل القرابة

روى المتقي: « عن محمد بن الحنفية قال: لما قتل عثمان استخفى علي في دار لأبي عمرو بن حصين الأنصاري، فاجتمع الناس فدخلوا عليه الدار فتداكّوا على يده ليبايعوه تداك الإبل الهيم على حياضها وقالوا: نبايعك. قال: لا حاجة لي في ذلك، عليكم بطلحة والزبير. قالوا: فانطلق معنا، فخرج علي وأنا معه في جماعة من الناس، حتى أتينا طلحة بن عبيد الله فقال له: إن الناس قد اجتمعوا ليبايعوني ولا حاجة لي في بيعتهم، فأبسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة

____________________

(١). الصواعق المحرقة - ٩٣.

(٢). البراهين القاطعة - ٢٦٣.

٣٣٢

رسوله. فقال له طلحة: أنت أولى بذلك مني وأحق، لسابقتك وقرابتك، وقد اجتمع لك من هؤلاء الناس من قد تفرّق عني، فقال له علي: أخاف أنْ تنكث بيعتي وتغدر بي. قال: لا تخافنّ ذلك فو الله لا ترى من قبلي أبداً شيئاً تكره. قال: الله عليك كفيل.

ثم أتى الزبير بن العوام ونحن معه فقال له مثل ما قال لطلحة، وردّ عليه مثل الذي ردّ عليه طلحة.

وكان طلحة قد أخذ لقاحاً لعثمان ومفاتيح، وكان الناس اجتمعوا عليه ليبايعوه ولم يفعلوا، فضرب الركبان بخبره إلى عائشة وهي بسرف فقالت: كأني انظر إلى إصبعه تبايع بخب وغدر.

قال ابن الحنفيّة: لما اجتمع الناس على علي قالوا له: هذا الرجل قد قتل ولا بد للناس من إمام، ولا نجد لهذا الأمر أحق منك ولا أقدم سابقة ولا أقرب من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رحماً منك، قال: لا تفعلوا فإني وزيراً خير مني لكم أميراً. قالوا: والله ما نحن بفاعلين أبداً حتى نبايعك، وتداكوا على يده، فلما راى ذلك قال: إن بيعتي لا تكون في خلوة إلّا في المسجد ظاهراً، وأمر منادياً فنادى المسجد المسجد، فخرج وخرج الناس معه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: حق وباطل ولكل أهل، فلئن كثر الباطل لقديما فعل ولئن قل الحق فلربما، ولعل ما أدبر شيء فأقبل، ولئن ردّ إليكم أمركم لسعدتم، فإني أخشى أن تكونوا في فترة وما علي إلا الجهد، سبق الرجلان وقام الثالث ثلاثة واثنان ليس معهما سادس: ملك مقرب، ومن أخذ الله ميثاقه، وصديق نجا، وساع مجتهد، وطالب يرجو، هلك من ادعى وخاب من افترى، اليمين والشمال مضلة والطريق المنهج عليه باقي الكتاب وآثار النبوة، وإن الله أدب هذه الْأُمة بالسوط والسيف، ليس لأحد فيما عندنا هوادة، فاستووا ببيوتكم وأصلحوا ذات بينكم وتعاطوا الحق فيما بينكم، فمن أبرز صفحته معانداً للحق هلك، والتوبة من ورائكم. وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، فهو أول خطبة خطبها بعد ما استخلف.

٣٣٣

اللالكائي »(١) .

فظهر - من كلمات طلحة والزبير وسائر المسلمين - أولوية أمير المؤمنينعليه‌السلام بالخلافة، لكونه أقربهم من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٨ - ذكر النبي القرابة في أدلة الامامة

قال الحافظ السيوطي: « أخرج الطبراني عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال: لما أقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من غزوة حنين أنزل عليه( إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) إلى آخر القصة. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي بن أبي طالب يا فاطمة بنت محمّد جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، فسبحان ربي وبحمده واستغفره، إنه كان تواباً.

و يا علي، إنه يكون بعدي في المؤمنين الجهاد. قال: على ما نجاهد المؤمنين الذين يقولون آمنا؟ قال: على الإِحداث في الدين إذا عملوا بالرأي ولا رأي في الدين، إنما الدين من الرب أمره ونهيه، قال علي: يا رسول الله، أرأيت إنْ عرض لنا أمر لم ينزل فيه القرآن ولم يمض فيه سنة منك! قال: تجعلونه شورى بين العابدين من المؤمنين ولا تقضونه برأي خاصة، فلو كنت مستخلفاً أحداً لم يكن أحد أحق منك لقدمك في الاسلام وقرابتك من رسول الله وصهرك، وعندك سيدة نساء العالمين، وقبل ذلك من كان من بلاء أبي طالب، ونزل القرآن وأنا حريص أن أراعي في ذلك »(٢) .

فظهر أنه لم يكن أحد أحق بالخلافة من عليعليه‌السلام الحائز لهذه الصفات، ومنها القرابة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فالقرابة من الأمور التي تستلزم الامامة والخلافة، فما ذكره المتعصبون في إنكار ذلك واضح البطلان.

____________________

(١). كنز العمال ٥ / ٧٤٧ - ٧٥٠.

(٢). الدر المنثور ٧ / ٤٠٧.

٣٣٤

٩ - يشترط كون النبي وخليفته من سلالة واحدة

لقد قال شاه ولي الله والد ( الدهلوي ) ما تعريبه: « قال الله عز وجل:( قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً ) .

أقول ثم سأل أيضاً أنه يحتاج إلى من يعينه في أمر الرسالة، وقد عبر عنه هنا بـ ( الوزير ) وفي موضع آخر بـ ( ردءاً يصدقني ) فطلب بعد ذلك توفر ثلاث صفات في شخص الوزير الذي طلبه، فأحدها ما دل عليه قوله ( من أهلي ) وهذه الصفة إنما لزمت من جهة شئون موسى الخاصة به، إذ لم يوجد أحد يؤازره في ذلك سواه، وليست هذه الصفة شرطاً مطلقاً بقرينة استخلاف موسى يوشع، والخلافة أعظم من الوزارة.

ويشترط في الوزير أنْ يكون ذا قوة ومروءة وذا شأن عند أهل الحل والعقد، ويشترط في الخليفة أن يكون - مضافاً إلى ما تقدم - من عشيرة النبي بحيث يرجعان إلى أبٍ واحد، كي يكون الخليفة مكرماً لدى الأمة، ولذا لم يرسل الله عز وجل نبياً إلى بني إسرائيل إلّا من أنفسهم من أسباط موسى أو غيره.

و لقد جعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا المعنى شرطاً في خلفائه إذ قال: الأئمة من قريش جرياً على سنة الله عز وجل في أنبياء بني إسرائيل »(١) .

أقول: ونحن نتمسك بما ذكره من اشتراط قرابة الخليفة من النبي ورجوعهما إلى أب واحد، فبالنسبة إلى خليفة نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يشترط أنْ يكون خليفته من عشيرته أي من بني هاشم، وحينئذ تثبت إمامة علي لأنه أفضل بني

____________________

(١). ازالة الخفا ٢ / ١٦٢.

٣٣٥

هاشم بالاجماع.

وما ذكره من لزوم استمرار سنة الله الجارية يقتضي وجوب عصمة خلفاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولزوم النص عليهم من قبله، وكونهم أفضل الناس بعده.

ومن الواضح عدم وجود هذه الأمور في الثلاثة المتقدمين على علي.

١٠ - كلام الرازي في مناقب الشافعي

إن للفجر الرازي كلاماً طويلاً في ذلك بيان نسب ( الشافعي ) من جهة آبائه وأمهات أجداده وأمه خاصة، وقد ذكر ذلك من جملة مناقبه التي اختص بها دون وأبي حنيفة وأن ذلك يوجب كمال الأفضلية فقال بعد أن ذكر نسبه من جهة أبيه في المقام الأول: « المقام الثاني - وهو بيان أن الشافعي كان هاشمياً من جهة أمهات أجداده إن هذا النسب الذي شرحناه يفيد الشرف والمنقبة من وجوه:

الأول: إن عبد مناف جد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان له أبناء أربعة: هاشم وهو جدّ رسول الله والمطلب وهو جد الشافعي وكان هاشم والمطلب متناصرين وعبد شمس ونوفل متناصرين فلما حصل بين هاشم والمطلب الأخوة من جهة النسب، والأخوة أيضاً من جهة المحبة والنصرة، بقي ذلك بين الأولاد، فلا جرم كان الشافعي مخصوصا بمزيد الاهتمام بنصرة دين محمّد.

الوجه الثاني في تقرير ما ذكرناه: روي أن هاشم بن عبد مناف تزوج امرأة من بني النجار بالمدينة، فولدت له شيبة جدّ رسول الله ثم توفي هاشم وبقي شيبة مع أمه، فلما ترعرع خرج إليه مطلب بن عبد مناف فأخذه من أمه وجاء به إلى مكة وهو مردفه على راحلته، فظنوا أنه عبد ملكه المطلب فلقبوه به فغلب عليه هذا الاسم. ثم إن المطلب عرّفهم أنه ابن أخيه، ثم إنه ربّاه وقام بأمره، فثبت أن

٣٣٦

المطلب جدّ الشافعي كان ناصراً لهاشم ومربياً لعبد المطلب، فبلغت تلك التربية إلى حيث اشتهر بكونه عبد المطلب

ثم إن الله تعالى قدّر أن صيّر الشافعي كالناصر لدين محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والذاب عنه، ولذلك لقبوا الشافعي -رضي‌الله‌عنه - في بغداد بناصر الحديث، حتى يكون نسبة الأولاد إلى الأولاد كنسبة الأجداد إلى الأجداد.

الوجه الثالث: روى جبير بن مطعم: إنه لما قسّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سهم ذوي القربى من خيبر على بني هاشم وبني المطلب، مشيت أنا وعثمان ابن عفان قلت: يا رسول الله هؤلاء إخوتك بنو هاشم لا تنكر فضلهم، لأن الله تعالى جعلك منهم إلّا أنك أعطيت بني المطلب وتركتنا، وإنما نحن وهم بمنزل واحد. فقالعليه‌السلام : إنهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام، وانما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد هكذا، ثم شبّكعليه‌السلام بين أصابع يديه إحداهما في الأخرى.

... والناس اختلفوا في تفسير آل محمّد، فمنهم من فسّره بالنسب، ومنهم من فسره بكلّ من كان على دينه وشرعه، وعلى كلا التقديرين فالشافعي من آل محمّد، فكان داخلاً في قولنا: « اللهم صل على محمّد وعلى آل محمّد ». ولما كان هو من آل محمّد ووجب الصلاة على الآل فوجبت عليه، ولا شك أن مالكاً وأبا حنيفة ليسا كذلك، فكان هذا النوع من الشرف حاصلاً له وغير حاصل لسائر المجتهدين، وذلك يوجب كمال الأفضلية ».

أقول : وجميع هذه الوجوه التي ذكرها الرازي لاثبات كمال أفضلية الشافعي من مالك وأبي حنيفة وغيرهما من المجتهدين، تقتضي بالأولوية القطعية كمال أفضلية أمير المؤمنينعليه‌السلام من الثلاثة وغيرهم.

٣٣٧

٣٣٨

ليس العباس أولى من علي

ولا أقرب إلى النبيّ

٣٣٩

٣٤٠

الكرسي، وجعل ثواب قراءته لاهل القبور، ادخله الله تعالى قبر كلّ ميت، ويرفع الله للقارئ درجة سبعين نبيا، وخلق الله من كلّ حرف ملكا يسبح له إلى يوم القيامة ».

۲۱۳۸ / ۶ - الصدوق في الخصال: عن احمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي العسكري: عن ابي عبدالله محمّد بن زكريا البصري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن ابيه، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت ابا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام يقول: « لما ماتت فاطمة عليها‌السلام، قام عليها أميرالمؤمنين عليه‌السلام وقال: اللهم اني راض عن ابنة نبيك، اللهم انها قد اوحشت فآنسها، اللهم انها قد هجرت فصلها، اللهم انها قد ظلمت فاحكم لها وانت خير الحاكمين ».

۲۱۳۹ / ۷ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، في حديث في فضل آية الكرسي، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله: « ومن قرأها وجعل ثوابها لاهل القبور، غفر الله ذنوبهم، الا ان يكون عشارا ».

۳۳- ( باب استحباب تلقين وليّ الميت الشهادتين، والإقرار بالأئمّة عليهم‌السلام بأسمائهم بعد انصراف النّاس )

۲۱۴۰ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ويستحب ان يتخلف عند

______________

۶ - الخصال ص ۵۸۸.

۷ - لب اللباب: مخطوط.

الباب - ۳۳

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۴۰ ح ۳۰.

٣٤١

رأسه اولى الناس به، بعد انصراف الناس عنه، ويقبض على التراب بكفيه، ويلقنه برفيع صوته، فانه إذا فعل ذلك، كفي المسألة في قبره ».

۲۱۴۱ / ۲ - الشيخ شاذان بن جبرائيل القمي، في كتاب الروضة والفضائل: في حديث وفاة فاطمة بنت اسد، أنّه لمّا اُهيل عليها التراب، وأراد الناس الانصراف، جعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، يقول لها: « ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل، ابنك ابنك علي بن ابي طالب عليه‌السلام، إلى ان قال صلى‌الله‌عليه‌وآله: واما قولي لها ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل »، فانها لما نزل عليها الملكان وسألاها عن ربها فقالت: الله ربي، وقالا: من نبيك ؟ قالت: محمّد نبيّي فقالا: من وليّك وإمامك ؟ فاستحيت أن تقول ولدي، فقلت لها: قولي: ابنك علي بن ابي طالب عليه‌السلام: فأقرّ الله بذلك عينها ».

۲۱۴۲ / ۳ - القطب الراوندي في دعواته: عن جابر بن يزيد قال: قال أبوجعفر عليه‌السلام: « ينبغي لاحدكم إذا دفن ميته وسوى عليه، ان يتخلف عند قبره، ثم يقول: يا فلان بن فلان، انت على العهد الذي عهدناك، من شهادة ان لا اله الا الله، وان محمّداً رسول الله، وان علياً أميرالمؤمنين امامك، إلى آخر الأئمّة عليهم‌السلام، فانه إذا فعل ذلك، قال احد الملكين لصاحبه: قد كفينا الدخول إليه ومسألتنا اياه، فانه يلقن، فينصرفان عنه ولا يدخلان إليه ».

۲۱۴۳ / ۴ - وفي البحار: نقلا عن الدعوات، عن الصادق

______________

۲ - الروضة ص ۱۲۲ والفضائل ص ۱۰۷.

۳ - دعوات الراوندي ص ۱۲۲.

۴ - البحار ج ۸۲ ص ۵۴ ح ۴۳.

٣٤٢

عليه‌السلام في حديث تقدم (۱)، قال: « فإذا انصرفوا فضع الفم عند رأسه وتناديه باعلى صوت: يا فلان بن فلان! هل انت على العهد الذي فارقتنا عليه؟ من شهادة ان لا اله الا الله، وان محمّداً رسول الله، وان عليا أميرالمؤمنين عليه‌السلام امامك، وفلاناً وفلانا حتّى تاتي إلى آخرهم، فانه إذا فعل ذلك، قال احد الملكين لصاحبه: قد كفينا الدخول إليه في مسألتنا إليه فانه يلقن، فينصرفان عنه ولا يدخلان إليه ».

ولم اجده في نسختي.

۳۴- ( باب أنه يكره أن يوضع على القبر من غير ترابه )

۲۱۴۴ / ۱ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمّد، اخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا ابي، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، نهى ان يزاد على القبر تراباً لم يخرج منه.

۲۱۴۵ / ۲ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه)، انه كره ان يعمق القبر فوق ثلاثة اذرع، وان يزاد عليه تراب غير ما خرج منه.

______________

(۱) تقدم في الحديث ۱ من الباب ۳۱ من هذه الأبواب.

الباب - ۳۴

۱ - الجعفريات ص ۲۰۲.

۲ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۹، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۲.

٣٤٣

۳۵- ( باب جواز وضع الحصباء واللوح على القبر، وكتابة إسم الميت عليه )

۲۱۴۶ / ۱ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه)، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما دفن عثمان بن مظعون، دعا بحجر فوضعه عند رأس القبر، وقال: « يكون علما (۱) ليدفن (۲) إليه قرابتي ».

۲۱۴۷ / ۲ - الشهيد في الذكرى: ويستحب ان يوضع عند رأسه حجر أو خشبة - علامة - ليزار ويترحم عليه، كما فعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، حيث امر رجلا يحمل صخرة، ليعلم بها قبر عثمان بن مظعون، فعجز الرجل، فحسر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، عن ذراعيه فوضعها عند رأسه وقال: « اعلم بها قبر اخي، وادفن إليه من مات من اهله ».

۳۶- ( باب استحباب ادخال المرأة في القبر عرضاً، وكون وليّها في مؤخّرها )

۲۱۴۸ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « فان كانت امرأة، فخذها بالعرض من قبل اللحد ».

______________

الباب - ۳۵

۱ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۲.

(۱) العلم: العلامة (لسان العرب - علم - ج ۱۲ ص ۴۲۰).

(۲) في المصدر: لادفن.

۲ - الذكرى ص ۶۷.

الباب - ۳۶

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۳۹ ح ۳۰.

٣٤٤

الصدوق في الهداية: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (۱).

۲۱۴۹ / ۲ - وفي الخصال: عن احمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي العسكري: عن ابي عبدالله محمّد بن زكريا البصري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن ابيه، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت ابا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام يقول: « فإذا ادخلت المرأة القبر، وقف زوجها في موضع يتناول وركها ».

۲۱۵۰ / ۳ - دعائم الإسلام عن علي عليه‌السلام في خبر تقدم (۱): واولى (۲) الناس بها يلي مؤخرها.

۳۷- ( باب أنّ من مات في البحر ولم يمكن دفنه في الأرض، وجب وضعه في إناء وسدّ رأسه، أو تثقيله، وإرساله في الماء )

۲۱۵۱ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « فان مات في سفينة، فاغسله وكفنه وثقل رجليه، والقه في البحر ».

______________

(۱) الهداية ص ۲۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۵۷ ح ۴۶.

۲ - الخصال ج ۲ ص ۵۸۸.

۳ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۲۱ ح ۵.

(۱) تقدم في الحديث ۲ من الباب ۲۶ من هذه الابواب.

(۲) في المصدر: ويكون اولى.

الباب - ۳۷

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹ ح ۸.

٣٤٥

۳۸- ( باب عدم جواز نبش القبور، ولا تسنيمها، وحكم دفن ميّتين في قبر )

۲۱۵۲ / ۱ - الصدوق في الامالي: عن محمّد بن ابراهيم بن اسحاق، عن احمد بن محمّد الهمداني، عن احمد بن صالح بن سعد التميمي، عن موسى بن داود، عن الوليد بن هشام، عن ابن حسان، عن الحسن بن ابي الحسن البصري، عن عبد الرحمن بن غنم الدوسي قال: دخل معاذ بن جبل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله باكياً فسلّم، فردّ عليه‌السلام وذكر دخول الشاب النبّاش الزاني عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله واخراجه عن محضره، وخروجه إلى بعض الجبال، وانابته وتوبته - إلى ان قال -: فانزل الله تبارك وتعالى، على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً ) يعني: الزنا ( أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ) يعني: بارتكاب ذنب اعظم من الزنا ونبش القبور واخذ الاكفان ( ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ) إلى ان قال: ثم قال عزّوجلّ: ( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) يقول الله عزّوجلّ: لم يقيموا على الزنا ونبش القبور واخذ الاكفان. الخبر.

۲۱۵۳ / ۲ - فقه الرضا عليه‌السلام: « والسنة ان القبر يرفع أربع أصابع - إلى أن قال -: ويكون مسطّحاً ولا (۱) يكون مسنّماً (۲) ».

______________

الباب - ۳۸

۱ - أمالي الصدوق ص ۴۵ ح ۳، (والآية في سورة آل عمران ۳: ۱۳۵).

۲ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۴۰.

(۱) في المصدر: وألّا.

(۲) أي مرفوعاً عن الأرض، وتسنيم القبر خلاف تسطيحه، (لسان العرب - سنم - ج ۱۲ ص ۳۰۷).

٣٤٦

۲۱۵۴ / ۳ - الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته: عن نيف وسبعين رجلاً، منهم عسكر مولى أبي جعفر عليه‌السلام، والريان مولى الرضا عليه‌السلام، عن العسكري - في حديث طويل - قالوا: فقال قائل منا: يا سيدنا فهل يجوز لنا ان نكبر اربعاً تقية ؟ قال عليه‌السلام: « هي خمسة لا تقية فيها: التكبير خمساً على الميت، والتعفير في دبر كلّ صلاة، وتربيع القبور، والمسح على الخفين، وشرب المسكر ».

۳۹- ( باب كراهة البناء على القبر، في غير النّبي والأئمّة عليهم‌السلام، والجلوس عليه، وتجصيصه وتطيينه )

۲۱۵۵ / ۱ - القطب الراوندي في دعواته: قال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « لا يزال الميت يسمع الأذان ما لم يطين قبره ».

۲۱۵۶ / ۲ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح: عن عبدالله بن طلحة، عن أبي عبدالله عليه‌السلام انه قال: « من اكل السحت سبعة: الرشوة في الحكم، ومهر البغي، وأجر الكاهن، وثمن الكلب، والذين يبنون البنيان على القبور » الخبر.

۲۱۵۷ / ۳ - العلامة الحلي في كتاب النهاية: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، انه نهى ان يجصص القبر، أو يبنى عليه،

______________

۳ - الهداية ص ۶۹، وأورد صدره عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۹۷.

الباب - ۳۹

۱ - دعوات الراوندي ص ۱۲۷.

۲ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح ص ۷۶.

۳ - النهاية ص ۱۵۸.

٣٤٧

[ وأن يقعد عليه ] (۱) أو يكتب عليه، لأنه من زينة الدنيا، فلا حاجة بالميت إليه.

۴۰- ( باب استحباب التّعزية للرّجل والمرأة لا سيّما الثّكلى )

۲۱۵۸ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام بعد ذكر سنن الدفن: « وعزّ وليّه، فانه روي عن ابي عبدالله عليه‌السلام انه قال: من عزّى أخاه المؤمن كُسِيَ في الموقف حُلّة ».

۲۱۵۹ / ۲ - الشهيد الثاني في مسكن الفؤاد: عن ابن مسعود، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من عزى مصابا كان له مثل اجره، من غير أن ينقصه الله من أجره شيئاً ».

۲۱۶۰ / ۳ - وعن جابر أيضاً رفعه: من عزى حزيناً، البسه الله عزّوجلّ من لباس التقوى، وصلّى الله على روحه في الأرواح.

۲۱۶۱ / ۴ - وسئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، عن التصافح في التعزية ؟ فقال: « هو سكن للمؤمن، ومن عزى مصابا فله مثل اجره ».

۲۱۶۲ / ۵ - وعن عبدالله بن أبي بكر بن محمّد بن عميرة (۱) بن حزم، عن أبيه، عن جده، رضي الله عنهم، أنه سمع رسول الله

______________

(۱) أثبتناه من المصدر.

الباب - ۴۰

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۸، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۷۹ ح ۱۶.

۲ ، ۳ ، ۴ - مسكن الفؤاد ص ۱۱۵، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

۵ - مسكن الفؤاد ص ۱۱۵، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

(۱) في المصدر: عمر.

٣٤٨

صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول: « من عزى اخاه المؤمن من مصيبة، كساه الله عزّوجلّ من حلل الكرام (۲) يوم القيامة ».

۲۱۶۳ / ۶ - وعن أبي هريرة (۱) قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من عزى ثكلى، كسى بردا في الجنّة ».

۲۱۶۴ / ۷ - وعن أنس قال قال: رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « من عزى أخاه المؤمن من مصيبة، كساه الله عزّوجلّ حلة خضراء يحبر بها يوم القيامة » قيل: يا رسول الله ما يحبر بها (۱) ؟ قال: « يغبط بها ».

۲۱۶۵ / ۸ - وروي ان داود عليه‌السلام قال: الهي ما جزاء من يعزي الحزين على المصاب (۱) ابتغاء مرضاتك ؟ قال: جزاؤه ان اكسوه رداء من اردية الايمان استره به (۲) من النّار.

۲۱۶۶ / ۹ - وروي ان ابراهيم عليه‌السلام سأل ربه فقال: أي ربّ ما جزاء من بلّ الدمع وجهه من خشيتك ؟ قال: صلواتي ورضواني، قال: فما جزاء من يصبّر الحزين ابتغاء وجهك ؟ قال: اكسوه ثياباً من الايمان يتبّوأ بها الجنة، ويتّقى بها النّار.

______________

 (۲) في المصدر: الكرامة.

۶ - المصدر السابق ص ۱۱۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

(۱) في المصدر: بردة.

۷ - المصدر السابق ص ۱۱۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

(۱) في المصدر زيادة: يوم القيامة.

۸ - المصدر السابق ص ۱۱۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۵ ح ۴۶.

(۱) في المصدر: « والمصاب » بدلاً عن « على المصاب ».

(۲) « به » ليس في المصدر.

۹ - مسكن الفؤاد ص ۱۱۶ باختلاف يسير، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۵ ح ۴۶.

٣٤٩

۲۱۶۷ / ۱۰ - وعن عمرو بن شعيب: عن ابيه، عن جدّه ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « اتدرون حقّ (۱) الجار » ؟ قالوا: لا، قال: « ان استغاثك اغثته (۲) - إلى ان قال صلى‌الله‌عليه‌وآله-: وان اصابته مصيبة عزّيته » الخبر.

۲۱۶۸ / ۱۱ - الصدوق في الهداية: قال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: « التعزية تورث الجنة ».

دعوات الراوندي: عنه مثله (۱).

الشيخ المفيد في الاختصاص: عن علي عليه‌السلام مثله (۲).

۲۱۶۹ / ۱۲ - وروي أنه: من عزى حزينا كسي في الموقف حلّة يحبر بها.

۲۱۷۰ / ۱۳ - الشريف الزاهد محمّد بن علي الحسيني، في كتاب التعازي:

______________

۱۰ - المصدر السابق ص ۱۱۴، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۳ ح ۴۶.

(۱) في المصدر: ماحق.

(۲) في المصدر: أغثته.

۱۱ - الهداية ص ۲۸، ثواب الأعمال ص ۲۳۵ ح ۱ بسنده عن السكوني عن الصادق عليه‌السلام، عنهما في البحار ج ۸۲ ص ۱۱۰ ح ۵۵.

(۱) دعوات الراوندي لم نجده، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح ۴۰.

(۲) الإختصاص ص ۱۸۹.

۱۲ - الهداية ص ۲۸، المقنع ص ۲۲ مرسلاً مثله وفيه: « مؤمناً » بدلاً من « حزيناً »، ثواب الأعمال ص ۲۳۵ ح ۲، بسنده عن السكوني عن الصادق عليه‌السلام، الكافي ج ۳ ص ۲۰۵ ح ۱ بإسناده عن السكوني عن الصادق عليه‌السلام أيضاً، وفي ص ۲۲۶ ح ۲ بإسناده عن إسماعيل الجوزي عن الصادق عليه‌السلام عنها في البجار ج ۸۲ ص ۱۱۰ ح ۵۵.

۱۳ - التعازي ص ۲۱ ح ۴۲.

٣٥٠

باسناده: عن عيسى بن عبدالله، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه‌السلام قال: « من عزى الثكلى، اظله الله بظل عرشه، يوم لا ظل الا ظله ».

قال عيسى: وسمعت أبي يقول: قال إبراهيم خليل الرحمن: يا رب من أهلك ؟ قال: الذين يشهدون الجنائز، ويعزّون الثكلى، ويصلّون بالليل والناس نيام.

۲۱۷۱ / ۱۴ - وبإسناده: قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « ما من مسلم يعزي اخاه المسلم، الا كساه الله، من حلل الكرامة ».

۴۱- ( باب استحباب التّعزية، قبل الدفن وبعده )

۲۱۷۲ / ۱ - علي بن طاووس (رحمه الله) في فلاح السائل: روى غياث بن إبراهيم في كتابه بإسناده، عن مولانا علي عليه‌السلام انه قال: « التعزية مرة واحدة، قبل ان يدفن وبعد ما يدفن ».

۴۲- ( باب كيفية التّعزية، واستحباب الدّعاء لأهل المصيبة بالخلف والتّسلية )

۲۱۷۳ / ۱ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا أبي عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه،

______________

۱۴ - المصدر السابق ص ۲۱ ح ۴۳.

الباب - ۴۱

۱ - فلاح السائل ص ۸۲، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح

الباب - ۴۲

۱ - الجعفريات ص ۲۰۷.

٣٥١

عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مر على امرأة وهي تبكي على ولدها، فقال: « اصبري ايتها المرأة » فقالت: اذهب إلى عملك، فمضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل لها: هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاتبعته فقالت: يا رسول الله انّي لم اعرفك فهل لي من اجر في مصيبتي ؟ فقال لها: « الاجر مع الصدمة الاولى ».

ورواه في دعائم الإسلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (۱) - وفيه: اذهب إلى عملك فانه ولدي وقرة عيني - وفيه: فقامت تشتد حتّى لحقته فقالت ... الخ.

۲۱۷۴ / ۲ - البحار عن اعلام الدين للديلمي قال: قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام يعزي قوما: « عليكم بالصبر، فان به يأخذ الحازم، واليه يرجع الجازع ».

۲۱۷۵ / ۳ - وعن الرضا عليه‌السلام انه قال للحسن بن سهل وقد عزاه بموت ولده: « التهنئة بآجل الثواب، اولى من التعزية بعاجل (۱) المصيبة ».

۲۱۷۶ / ۴ - القطب الراوندي في دعواته قال: جاء رجل من موالي أبي عبدالله عليه‌السلام، فنظر إليه فقال عليه‌السلام: « ما لي اراك حزيناً »؟ فقال: كان لي ابن قرة عين فمات، فتمثل عليه‌السلام:

______________

(۱) دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۲۲، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۴۴ ح ۲۹.

۲ - البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح ۳۷ عن اعلام الدين ص ۹۵.

۳ - البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح ۳۷ عن اعلام الدين ص ۹۸.

(۱) في المصدر: على عاجل.

۴ - دعوات القطب الراوندي: عنه في البحار ج ۸۲ ص ۸۸ ح ۴۰.

٣٥٢

عطيته إذا اعطى سرور

وان اخذ الذي اعطى اثابا

فأي النعمتين أعم شكرا

وأجزل في عواقبها ايابا

أنعمته التي أبدت سرورا

أو الاخرى التي ادخرت ثوابا

وقال عليه‌السلام: « إذا اصابك من هذا شئ فافض من دموعك فإنها تسكن ».

۲۱۷۷ / ۵ - الشهيد الثاني في مسكن الفؤاد: عن علي عليه‌السلام قال: « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، إذا عزى قال: آجركم الله ورحمكم، وإذا هنّأ قال: بارك الله لكم وبارك عليكم ».

وروي انه توفّي لمعاذ ولد، فاشتد وجده عليه، فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، فكتب إليه: « بسم الله الرحمن الرّحيم، من محمّد رسول الله، إلى معاذ: سلام عليك، فاني احمد اليك (۱) الله الذي لا اله الا هو.

[ أمّا بعد ] (۲): اعظم (۳) الله جل اسمه لك الاجر والهمك الصبر، ورزقنا وإياك الشكر، ان انفسنا وأهالينا وأموالنا (۴) وأولادنا من مواهب الله الهنيئة وعواريها المستودعة (۵) يمتع (۶) بها إلى اجل معلوم (۷) ويقبضها لوقت معدود (۸)، ثم افترض (۹) علينا الشكر إذا

______________

۵ - مسكن الفؤاد ص ۱۱۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۵ ح ۴۶.

(۱) اليك: ليس في المصدر.

(۲) أثبتناه من المصدر.

(۳) في نسخة: فعظّم، منه « قدّه ».

(۴) في المصدر: وموالينا.

(۵) في نسخة: المستردّة، منه « قدّه ».

(۶) في المصدر: نمتّع.

(۷) في نسخة: محدود، منه « قده ».

٣٥٣

اعطانا (۱۰)، والصبر إذا إبتلى (۱۱) وقد (۱۲) كان ابنك من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة، متعك الله به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كثير: الصلاة والرحمة والهدى - ان صبرت واحتسبت - فلا تجمعن عليك مصيبتين، فيحبط الله (۱۳) أجرك، وتندم على ما فاتك، فلو قدمت على ثواب مصيبتك، علمت أن المصيبة قد قصرت في جنب الله عن الثواب، فتنجز من الله موعوده، وليذهب أسفك على ما هو نازل بك مكان قدر (۴).

ورواه الشريف في كتاب التعازي (۱۵): بإسناده، عن عاصم بن عمر بن قتادة، مثله.

۲۱۷۸ / ۶ - البحار: عن اعلام الدين مثله - إلى قوله - فلا تجمعن أن يحبط جزعك أجرك، وان تندم غدا على ثواب مصيبتك، فانك لو قدمت على ثوابها، علمت أن المصيبة قد قصرت عنها، واعلم ان الجزع لا يرد فائتا، ولا يدفع حزن قضاء، فليذهب اسفك على ما هو نازل بك مكان ابنك والسلام.

ورواه في تحف العقول: عنه، مثله (۱).

______________

=   (۸) في نسخة: محدود، منه « قده ».

(۹) في نسخة: وقد جعل الله تعالى، منه « قده ».

(۱۰) في نسخة: أعطى، منه « قدّه ».

(۱۱) في نسخة: ابتلانا، منه « قدّه ».

(۱۲) وقد: ليس في المصدر.

(۱۳) في المصدر: لك.

(۱۴) في المصدر: فكان قدر قد نزل عليك والسلام.

(۱۵) التعازي ص ۱۲ ح ۱۴.

۶ - البحار ج ۸۲ ص ۹۶ في ضمن « بيان » عن اعلام الدين ۹۴.

(۱) تحف العقول ص ۴۱ نحوه.

٣٥٤

۲۱۷۹ / ۷ - الصدوق في كمال الدين: عن المظفر العلوي عن ابن العياشي، عن أبيه، عن جعفر بن أحمد، عن ابن فضال، عن الرضا عليه‌السلام قال: « لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، جاء الخضر عليه‌السلام فوقف على باب البيت، وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد سجّي بثوب (۱)، فقال: السلام عليكم يا أهل البيت ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (۲) انّ في الله خلفاً من كلّ هالك، وعزاء من كلّ مصيبة، ودركاً (۳) من كلّ فائت، فتوكلوا عليه وثقوا به، واستغفروا الله لي ولكم.

فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: هذا اخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم ».

ورواه فيه وفي غيره، والعياشي (۴)، والشيخ في الامالي (۵)، وغيرهما، بأسانيد والفاظ مختلفة.

۲۱۸۰ / ۸ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، اتاهم آت

______________

۷ - كمال الدين ص ۳۹۱ ح ۵، عنه في البحار ج ۲۲ ص ۵۱۵ ح ۱۸.

(۱) في المصدر: بثوبه.

(۲) آل عمران ۳: ۱۸۵.

(۳) الدرك: إدراك الحاجة والطلبة (لسان العرب ج ۱۰ ص ۴۱۹).

(۴) تفسير العياشي ج ۱ ص ۲۰۹ ح ۱۶۷، عنه في البرهان ج ۱ ص ۳۲۹ ح ۳ وعنه في البحار ج ۲۲ ص ۵۲۵ ح ۳۰ وفيهم: جبرئل بدل الخضر عليهما‌السلام والكافي ج ۳ ص ۲۲۱ ح ۵ و ۶ و ۷ و ۸.

(۵) أمالي الطوسي ج ۲ ص ۱۶۱، عنه في البحار ج ۲۲ ص ۵۴۳ ح ۵۷.

۸ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۲۲، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۹ ح ۴۸.

٣٥٥

يسمعون صوته ولا يرون شخصه ، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) (۱) انّ في الله عزاء من كلّ مصيبة، وخلفا من كلّ هالك، فالله فارجوا، واياه فاعبدوا، واعلموا ان المصاب من حرم الثواب، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فقيل لجعفر بن محمّد عليهما‌السلام من كنتم ترون المتكلم يابن رسول الله ؟ فقال: كنا نراه جبرئيل ».

۲۱۸۱ / ۹ - وعن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه قال: « لما هلك أبوسلمة جزعت عليه ام سلمة، فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: قولي يا ام سلمة: اللهم اعظم اجري في مصيبتي وعوضني خيرا منه (۱)، قالت: واين لي مثل ابي سلمة يا رسول الله ؟ فاعاد عليها، فقالت مثل قولها الأول، فردّ (۲) عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فقالت في نفسها: أرد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث مرات، فقالت: فاخلف الله عليها خيرا من أبي سلمة، رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

۲۱۸۲ / ۱۰ - وعن أبي جعفر عليه‌السلام: « قال تعزية المسلم للمسلم الذي يعزيه (۱)، استرجاع عنده وتذكرة للموت وما بعده، ونحو هذا

______________

(۱) آل عمران ۳: ۱۸۵.

۹ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۲۴، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۰۰ ح ۴۸.

(۱) في المصدر: منها.

(۲) وفيه: فأعاد.

۱۰ - المصدر السابق ج ۱ ص ۲۲۴، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۰۰ ح ۴۸.

(۱) في المصدر: بقرينة الذميّ، بدل: الذي يعزّيه.

٣٥٦

من الكلام ».

قال: « وكذلك الذمي إذا كان لك جارا فاصيب بمصيبة، تقول له ايضا مثل ذلك، وان عزاك عن ميت فقل: هداك الله ».

۲۱۸۳ / ۱۱ - سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الانوار: عن الرضا، عن ابيه عليهما‌السلام - قال: « امرني ابي - يعني: ابا عبدالله عليه‌السلام، ان آتي المفضل بن عمر فاعزيه بإسماعيل، وقال: اقرئ المفضل السلام وقل له: اصبنا (۱) بإسماعيل فصبرنا، فاصبر كما صبرنا، إذا اردنا امرا واراد الله امرا، سلمنا (۲) لامر الله ».

۲۱۸۴ / ۱۲ - نهج البلاغة: قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام وقد عزى الأشعث بن قيس عن ابن له: « يا اشعث! إن تحزن على ابنك، فقد استحقت ذلك منك الرحم، وإن تصبر ففي الله من كلّ مصيبة خلف، يا أشعث! إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور، وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور (۱)، سرك وهو بلاء وفتنة، وحزنك وهو ثواب ورحمة ».

۲۱۸۵ / ۱۳ - وفيه: وعزى عليه‌السلام قوما عن ميت مات لهم فقال: « ان هذا الامر ليس بكم بدأ ولا اليكم انتهى، وقد كان

______________

۱۱ - مشكاة الأنوار ص ۲۰، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۰۳ ح ۵۱.

(۱) في المصدر: إنّا اصبنا.

(۲) وفيه: سلمناه.

۱۲ - نهج البلاغة ج ۳ ص ۲۲۴ ح ۲۹۱.

(۱) الوزر: الذنب لثقله، رجل موزور: غير مأجور، وقد قيل: مأزور (لسان العرب - وزر - ج ۵ ص ۲۳۸).

۱۳ - نهج البلاغة ج ۳ ص ۲۳۷ ح ۳۵۷، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۱۳۵ ح ۱۹.

٣٥٧

صاحبكم هذا يسافر فعدوه في بعض سفراته، فان قدم عليكم والا قدمتم عليه ».

وفي خبر آخر - انه قال للاشعث بن قيس معزيا: « ان صبرت صبر الاكارم، والا سلوت سلوّ البهائم ».

۲۱۸۶ / ۱۴ - السيد علي خان - شارح الصحيفة - في الطبقات: عن يحيى بن أبي يعلى قال: سمعت عبدالله بن جعفر، والشهيد في مسكن الفؤاد (۱) عنه - واللفظ للأول - يقول: انا أحفظ حين دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على اُمي، فنعى إليها أبي، فانظر إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي، وعيناه تهراقان بالدمع حتّى قطرت لحيته، ثم قال: « اللهم ان جعفرا قدم إلى أحسن الثواب، فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته »، الخبر.

۴۳- ( باب استحباب اتّخاذ النّعش لحمل الميّت، ويتأكّد في المرأة )

۲۱۸۷ / ۱ - الجعفريات: أخبرنا ابو محمّد عبدالله بن محمّد بن عثمان قال: أخبرنا محمّد بن محمّد الأشعث قال: حدّثني موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام، ان فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، لما

______________

۱۴ - الدرجات الرفيعة ص ۷۶.

(۱) مسكن الفؤاد ص ۱۰۶، عنه في البحار ج ۸۲ ص ۹۲ ح ۴۴.

الباب - ۴۳

۱ - الجعفريات ص ۲۰۵.

٣٥٨

قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله، اشتكت واخذها السبل (۱) كمدا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فعاشت بعده سبعين يوما، وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « اول من يلحق بي من اهلي أنت يا فاطمة » فقالت فاطمة عليها‌السلام  لأسماء بنت عميس: « كيف أصنع؟ وقد صرت عظماً، قد يبس الجلد على العظم » فقالت أسماء: فديتك أنا أصنع لك شيئاً لا ... (۲) الرجل شيئاً إذا حملت على نعشك ... (۳) بارض الحبشة، يجعلون لنعش المرأة، قالت: « فأحب ان تجعلين ذلك » فجعلت النعش، فهو اول نعش كان في الاسلام، نعش فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

۲۱۸۸ / ۲ - البحار: عن مصباح الأنوار، عن ابي جعفر، عن آبائه عليهم‌السلام قال: « لما حضرت فاطمة عليها‌السلام الوفاة، كانت قد ذابت من الحزن وذهب لحمها، فدعت اسماء بنت عميس ».

وقال ابو بصير في حديثه عن أبي جعفر عليه‌السلام: انها دعت ام أيمن فقالت: « يا أم أيمن اصنعي لي نعشا يواري جسدي، فإني قد ذهب لحمي » فقالت لها: يا بنت رسول الله ألا اُريك شيئاً

______________

(۱) ريح السبل: داء يصيب العين. الجوهري: السبل: داء في العين شبه غشاوة كأنّها نسج العنكبوت بعروق الحمر (لسان العرب - سبل - ج ۱۱ ص ۳۲۲).

(۲) كان بياض في المخطوط والطبعة الحجريّة والمصدر، والظاهر أنّه: « يرى » وقد استظهر المؤلف « قدّه » في هامش المخطوط: « يراك ».

(۳) وكان هنا أيضاً بياض فيها، والظاهر أنّه « كما رأيت يصنع ». ويؤيّد الاستظهارين ما ورد في كشف الغمّة ج ۱ ص ۵۰۳، عنه في البحار ج ۸۱ ۲۵۰ ح ۹، ۱۰.

۲ - البحار ج ۸۱ ص ۲۵۵ ح ۱۴. عن مصباح الأنوار ص ۲۵۶.

٣٥٩

يصنع في أرض الحبشة؟ قالت فاطمة عليها‌السلام: « بلى »، فصنعت لها مقدار ذراع من جرايد النخل، وطرحت فوق النعش ثوبا فغطاها، فقالت فاطمة عليها‌السلام: « سترتيني، سترك الله من النّار ».

قال الفرات بن احنف في حديثه: قال أبوجعفر عليه‌السلام: « وذلك النعش، أول نعش عمل على جنازة امرأة في الإسلام ».

۲۱۸۹ / ۳ - وعنه، عن زيد بن علي عليه‌السلام، ان فاطمة (صلوات الله) عليها)، قالت لأسماء بنت عميس: « يا أم اني أرى النساء على جنائزهن، إذا حملن عليها تشف أكفانها (۱)، وإني اكره ذلك ». فذكرت لها أسماء بنت عميس النعش، فقالت: « اصنعيه على جنازتي »، ففعلت ذلك.

۲۱۹۰ / ۴ - سليم بن قيس الهلالي في كتابه: عن سلمان وابن عباس - في حديث طويل - قالا: فبقيت فاطمة عليها‌السلام بعد (۱) أبيها أربعين ليلة، فلما اشتد بها الأمر دعت علياً عليه‌السلام وقالت: « يابن عم! ما أراني إلا لما بي، وأنا اوصيك بان تتزوج بامامة (۲) بنت اختي زينب تكون لولدي مثلي، وأن تتخذ (۳) لي نعشاً، فإني رأيت الملائكة يصفونه لي، وأن لا يشهد أحد من أعداء الله جنازتي ولا دفني ولا الصلاة عليّ »، الخبر.

______________

۳ - البحار ج ۸۱ ص ۲۵۶ ح ۱۷ عن مصباح الانوار ص ۲۵۸.

(۱) في المصدر: تشف أكفانهن.

۴ - سليم بن قيس الهلالي ص ۲۵۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۲۵۶ ح ۱۸.

(۱) في المصدر: بعد وفاة.

(۲) بامامة: ليس في المصدر.

(۳) وفيه: واتّخذ.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383