نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٥

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار10%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 383

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 383 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 262562 / تحميل: 7885
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

٢

٣

٤

اهداء

الى حامل لواء الامامة الكبرى والخلافة العظمى

ولى العصر المهدى المنتظر الحجّة ابن الحسن العسكري أرواحنا فداه

يا ايّها العزِيز مسّنا واهلنا الضّرّ

وجئنا بِبِضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل

وتصدّق علينا إن الله يجزِي المتصدّقين

علي

٥

٦

حديث النور

ومن ألفاظه:

« كنت أنا وعلي بن أبى طالب بين يدي الله عزّ وجل قبل انْ يخلق آدم بأربعة آلاف علام، فلمّا خلق آدم قسّم ذلك النور جزءين، فجزء أنا وجزء علي.

أخرجه أحمد

٧

٨

كلمة المؤلف

لم يفارق الامام علي رسول الله صلّى الله عليهما وآلهما قبل هذا العالم، وما فارقه في هذا العالم، ولن يفارقه بعده

أما قبل هذا العالم فقد خلق الامامعليه‌السلام من نور ومن النور الذي خلق منه النبي بالذات فهما مخلوقان من نور واحد

وكان ذلك النور بين يدي الله، مطيعا له، سيجد له ويركع، يقدّسه ويسبّحه وكانت الملائكة تسبّح بتسبيحه

وكان ذلك النور قبل أن يخلق آدم وسائر المخلوقات بآلاف السنين ثم خلق الله آدم حتى يسلكه فيه، فينتقل في الأصلاب والأرحام إلى هذا العالم ولأجله أمرت الملائكة بالسجود لأدم

ولم يفارق اسمه اسم النبي في موطن من مواطن ذاك العالم:

فعلى العرش مكتوب: « لا إله إلّا الله محمد رسول الله أيّدته بعلي ».

وعلى باب الجنة مكتوب: « محمد رسول الله، علي بن أبي طالب أخو رسول الله ».

وهكذا

وأما في هذا العالم فالكلّ يعلم أنه كان معه - بعد أن كان معه

٩

في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة - منذ أن ولد، وتربى في حجره، وتعلّم منه كلّ شيء، وشهد معه المواطن ولازمه في الليل والنهار وفي السفر والحضر، وفي السهل والجبل بل كان نفسه

وأما بعد هذا العالم فهو معه في درجته، وأقرب الناس إليه، يحمل لوائه، ويسقي الواردين حوضه

وهذه كلها حقائق صدع بها الصادق الأمين، الذي ما ينطق عن الهوى إنْ هو إلّا وحي يوحى من رب العالمين

فهل يقاس به الذين خلقوا في ظلمة الشرك، وقضوا فيه شطراً من حياتهم، وماتوا في ظلمة الكفر والجهل منقلبين على أعقابهم، وهم في الآخرة يذادون عن الحوض ويساقون إلى النار؟!.

لقد أجاد القائل:

« أنّى ساووك بمن ناووك

وهل ساووا نعلي قنبر؟ ».

هذا الكتاب

وهذا الكتاب هو الجزء الخامس من كتابنا ( نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الانوار ) وموضوعه ( حديث النور )

وحديث النور وإنْ كان أقل شهرة واستدلالاً به من بعض الأحاديث الأْخرى، إلّا أنه لا يقل عنها شأناً ودلالة

بل إنّ هذا الحديث يمتاز عن تلك الأحاديث بدلالته على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام من كلتا الناحيتين:

١ - دلالته على الامامة بالنص

ففي بعض طرق حديث النور تصريح بخلافة أمير المؤمنين للرسول وإمامته من بعده يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بعضها: « ففيّ النبوة

١٠

وفي علي الخلافة ».

وفي بعض طرقه يقول: « فأخرجني نبياً وأخرج علياً وصيّاً ».

٢ - دلالته على الامامة بالملازمة

فحديث النور يدل على أعلمية الامامعليه‌السلام بعد النبي، لأن الملائكة تعلّموا التقديس والتحميد والتهليل لله منهما كما في بعض ألفاظه، ولأن الأنبياء كلّهم استفادوا العلم من ذلك النور الذي خلقا منه، كما نص عليه بعض شراح قول البوصيري:

وكلّهم من رسول الله ملتمس

غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم

ويدل على أفضلية الامامعليه‌السلام بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من آدم وسائر الأنبياء، فمن كان الغاية من خلقهم والمصدر لعلومهم وأنوارهم وكراماتهم يكون أفضل منهم ومتقدماً عليهم.

ويدل على عصمة الامامعليه‌السلام ، ففي بعض ألفاظه: « سرّك سرّي، وعلانيتك علانيتي، وسريرة صدرك كسريرة صدري ». وفي بعضها: « فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمن أحبّه فبحبي أحبّه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه ».

هذا بالنسبة إلى دلالة هذا الحديث.

وأما السند فهو وارد من حديث عدّةٍ من الأصحاب، وعلى رأسهم سيدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام وأخرجه جمع غفير من أعلام القوم، وعلى رأسهم: عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وأحمد بن حنبل، وأبو حاتم الرازي، وابن مردويه، وأبو نعيم، والخطيب البغدادي، وابن عساكر، وابن حجر العسقلاني بأسانيد مختلفة وطرق معتبرة.

هذا بيان موجز لموضوع هذا الجزء من الكتاب، وسيرى القارئ الكريم تفصيل ذلك عن كثب، وسيجد ( حديث النور ) من أوضح الأدلة من السنة

١١

النبوية الشريفة وأمتنها في الدلالة، ومن أقوى الأحاديث في باب الفضائل والمناقب من حيث السند، وبذلك يكون آخذاً بالحق ومتبعاً له ومعترفاً بما يقوله أهل الحق والصدق - أعني الشيعة الامامية - المستدلين بحديث النور على امامة أمير المؤمنينعليه‌السلام وسيقول بالتالي كلمته في حق المكذّبين لهذا الحديث أو المنكرين دلالته

فهذا موضوع هذا الجزء وفي غضونه أبحاث علمية وتحقيقات ثمينة وفوائد عالية

والله أسأل أن يوفقنا لمعرفة الحق واتباعه، ويهدينا إلى سواء السبيل، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. إنه سميع مجيب.

علي الحسيني الميلاني

١٢

كلام الدهلوي في الجواب

عن حديث النور

« الحديث الثامن - ما رووا من أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: كنت أنا وعلي ابن أبي طالب نوراً بين يدي الله، قبل أنْ يخلق آدم بأربعة آلاف سنة، فلمّا خلق الله آدم قسّم ذلك النور جزءين، فجزء أنا وجزء علي بن أبي طالب.

وهذا حديث موضوع بإجماع أهل السنة، وفي إسناده محمّد بن خلف المروزي، قال يحيى بن معين: هو كذّاب، وقال الدار قطني: متروك لم يختلف أحد في كذبه.

ويروى من طريق آخر وفيه: جعفر بن أحمد، وكان رافضيّاً غالياً كذّاباً وضّاعاً، وكان أكثر ما يضع في قدح الأصحاب وسبّهم.

وعلى تقدير صحته، فإنه معارض بما هو أحسن منه في الجملة وليس في إسناده من اتّهم بالكذب وهو: ما رواه الشافعي بإسناده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: كنت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألف عام، فلمّا خلق أسكننا ظهره، ولم نزل ننتقل في الأصلاب الطاهرة حتى نقلني الله تعالى إلى صلب عبد الله، ونقل أبا بكر إلى صلب أبي قحافة، ونقل

١٣

عمر إلى صلب الخطاب، ونقل عثمان إلى صلب عفان، ونقل علياً إلى صلب أبي طالب. ويؤيدهالحديث المشهور: إن الأرواح جنود مجنّدة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وبعد اللتيا والتي، فلا دلالة لهذا الحديث على ما يدّعونه، لأن كون سيدنا الأمير شريكاً في النور النبوي لا يستلزم إمامته من بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلا بدّ لمن يدّعي ذلك من إثبات الملازمة بين الأمرين وبيانها بحيث لا تقبل المنع، ودون ذلك خرط القتاد.

ولا كلام في قرب نسب حضرة الأمير من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإنما الكلام في استلزام القرب النسبي للامامة بلا فصل، ولو كانت القرابة بمجرّدها تستلزم الامامة لكان العباس أولى بها منه، لكونه عمه وصنو أبيه، والعم أقرب من ابن العم شرعاً وعرفاً.

ولو قيل: إن العباس إنما حرم منها لعدم نيله شيئاً من نور عبد المطلب، لانتقاله منه إلى عبد الله وأبي طالب دون غيرهما من أبنائه.

قلنا: إن كانت الامامة منوطة بشدّة النور وكثرته، فإن الحسنين أولى وأقدم من علي بالامامة بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لاجتماع نوري عبد الله وأبي طالب فيهما، بينما لم ينتقل إلى علي سوى نور أبيه أبي طالب، كما أنّ من المعلوم أن نور النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أقوى من نور علي، وهما مجتمعان في الحسنين »(١) .

أقول:

لقد نسب ( الدهلوي ) رواية حديث النور إلى الامامية فقط، وادّعى إجماع أهل السنة على كونه موضوعاً، ونحن نكشف النقاب عن كذب هذه الدعاوى، وعن مدى تعصب صاحبها وعناده للحق وأهله، كما فعلنا ذلك في المجلدات السابقة، وسيتجلّى ذلك لكلّ منصف يقف على ما تفوّه به الرجل في المقام كذلك،

____________________

(١). التحفة الاثنا عشرية: ٢١٥ - ٢١٦.

١٤

ولا بأس بأن نشير إلى ما في كلامه بايجاز ونقول:

أما نسبة رواية حديث النور إلى الامامية فقط كما هي ظاهر كلامه، فبرواية الحديث عن مشاهير علماء أهل السنة الثقات، وجهابذة أهل الحديث المعتمدين عندهم، ليعلم الملا العلمي أن في أهل السنة متعصبين لا يروقهمْ الإذعان حتى برواية علماء طائفتهم لشيء من فضائل أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وليتمّ لنا الاستدلال بهذا الحديث وإلزام الخصم به وإلّا فإنّ الحديث مروي في كتب الامامية بطرق معتبرة مستفيضة، كسائر الأحاديث الواردة في شأن العترة الطاهرة.

وأما المناقشة في سنده، والقول بأنه موضوع بإجماع أهل السنة، فتتوقف على تمامية دعوى انحصار روايته في طريقين كما هو ظاهر كلامه، ثم تضعيفهما كما زعم فببطلان دعوى الانحصار المذكور، والردّ على تضعيف الطريقين على فرضه

وأما معارضته بما رواه عن الشافعي فيدفعها بطلان هذا الخبر رواية ودراية بل إن متنه ينادي بوضعه، فأين من مات على الكفر أو قضى فيه أكثر عمره أو شطره من عالم النور، ومن النور الذي خلق منه النبي الأطهر؟!

وأما دلالته فلا يشكك فيها إلّا من كان في قلبه مرض وفي عينه عمى لأن الحديث صريح في أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلق من نور فأخرجه الله عز وجل نبياً، وخلق علياًعليه‌السلام من نفس ذاك النور فأخرجه وصياً، فكما تفرّع على خلق النبي من نورٍ نبوته تفرّع على خلق علي من نوره وصايته وخلافته له

ولأنه صريح في أفضليّته من جميع الخلائق بعد النبي الأنبياء والملائكة فمن سواهم ومن ذا الذي يشك في تعيّن الأفضل للامامة والخلافة بعد النبي ...؟!

١٥

نعم سنكشف النقاب عن كذب مزاعم ( الدهلوي ) وبطلان دعاويه واحدة تلو الأخرى بالتفصيل، وسيظهر للقراء أن الرجل قد أسس بنيانه على شفا جرف هار، فانهار به في نار جهنم والله المستعان.

١٦

سند حديث النور

١٧

١٨

وبحثنا حول سند حديث النور يتكفّل إثبات تواتره - فضلاً عن صحته - عن طريق بيان وصول رواته في كلّ طبقة حداً يوجب اليقين بصدوره عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فنذكر أولاً أسماء رواته من الصحابة، ثم نتبع ذلك بذكر رواته من التابعين، ثم العلماء في مختلف القرون فهذه أولاً:

أسماء رواة حديث النور من الصحابة

[١] سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام.

وقد رواه من حديثه العلماء التالية أسماؤهم:

١ - الصالحاني.

٢ - الكلاعي.

٣ - محمد بن جعفر.

٤ - الوصابي.

٥ - الواعظ الهروي.

٦ - محمد صدر عالم.

١٩

[ ٢] سيدنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وقد رواه من حديثه العلماء التالية أسماؤهم:

١ - العاصمي.

٢ - الخوارزمي.

٣ - المطرزي.

٤ - شهاب الدين أحمد.

[٣] سيدنا سلمان، وقد رواه من حديثه العلماء التالية أسماؤهم:

١ - أحمد بن حنبل.

٢ - عبد الله بن أحمد.

٣ - ابن المغازلي.

٤ - شيرويه الديلمي.

٥ - النطنزي.

٦ - شهردار الديلمي.

٧ - الخطيب الخوارزمي.

٨ - إبن عساكر.

٩ - الحمويني.

١٠ - الطالبي.

١١ - الهمداني.

١٢ - الكنجي.

١٣ - الطبري.

١٤ - الوصابي.

١٥ - الهروي.

١٦ - محمد صدر عالم.

[٤] أبوذر الغفاري، وقد رواه من حديثه:

٢٠

ابن المغازلي.

[٥] جابر بن عبد الله الأنصاري، وقد رواه من حديثه:

ابن المغازلي.

[٦] عبد الله بن العباس، وقد رواه من حديثه العلماء التالية أسماؤهم:

١ - إبن حبيب البغدادي.

٢ - النطنزي.

٣ - الكنجي.

٤ - الحمويني.

٥ - الزرندي.

٦ - شهاب الدين أحمد.

٧ - الجمال المحدّث.

[٧] أبو هريرة، وقد رواه من حديثه: الحمويني.

[٨] أنس بن مالك، وقد رواه من حديثه: العاصمي.

أسماء رواة حديث النور من التابعين

وقد روى هذا الحديث من التابعين:

(١) سيدنا الامام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام .

وإنما ذكرناه في التابعين حسب إصطلاح أهل السنة.

(٢) زاذان أبو عمر الكندي المتوفى سنة ٨٢.

(٣) أبو عثمان النهدي.

(٤) سالم بن أبي الجعد الأشجعي المتوفى سنة ٩٧، ٩٨، ١٠٠.

(٥) أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي المكي المتوفى سنة ١٢٦.

(٦) عكرمة بن عبد الله البربري مولى ابن عباس المتوفى سنة ١٠٧.

٢١

(٧) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني.

(٨) أبو عبيدة حميد بن أبي حميد الطويل البصري المتوفى سنة ٢٤، ٤٣.

أسماء رواة حديث النور من الحفاظ والأئمة

١ - أحمد بن حنبل الشيباني (٢٤١).

٢ - أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي (٢٧٧).

٣ - عبد الله بن أحمد بن حنبل (٢٩٠).

٤ - ابن مردويه أبو بكر أحمد بن موسى الاصبهاني (٤١٠).

٥ - أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني (٤٣٠)(١) .

٦ - ابن عبد البر يوسف بن عبد الله النمري القرطبي (٤٦٣).

٧ - الخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت (٤٦٣).

٨ - ابن المغازلي أبو الحسن علي بن محمّد بن الطيب الجلّابي (٤٨٣).

٩ - أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي (٥٠٩).

١٠ - أبو محمد العاصمي صاحب زين الفتى في تفسير سورة هل أتى.

١١ - أبو الفتح محمد بن علي النطنزي ( حدود سنة ٥٥٠ ).

١٢ - أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي (٥٥٨).

١٣ - الخطيب الخوارزمي أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي (٥٦٨).

١٤ - إبن عساكر أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي (٥٧١).

١٥ - الصالحاني نور الدين أبو حامد محمود بن محمّد.

١٦ - المطرزي أبو الفتح ناصر بن عبد السيد (٦١٠).

١٧ - أبو محمد قاسم بن الحسين الخوارزمي (٦١٧).

____________________

(١). تعلم روايته من الخصائص العلوية للنطنزي كما سيأتي في محله.

٢٢

١٨ - عبد الكريم الرافعي القزويني (٦٢٤).

١٩ - الكلاعي أبو الربيع سليمان بن موسى المعروف بابن سبع (٦٣٤).

٢٠ - الكنجي محمد بن يوسف الشافعي (٦٥٨).

٢١ - المحب الطبري أبو العباس أحمد بن عبد الله (٦٩٦).

٢٢ - الحمويني أبو المؤيد إبراهيم بن محمّد (٧٢٢).

٢٣ - شرف الدين الدركزيني الطالبي القرشي (٧٤٣).

٢٤ - الزرندي محمد بن يوسف ( بضع وخمسين وسبعمائة ).

٢٥ - محمد بن يوسف الحسيني المعروف بـ « گيسو دراز ».

٢٦ - السيد محمد بن جعفر المكي.

٢٧ - الجلال البخاري (٧٨٥).

٢٨ - السيد علي الهمداني.

٢٩ - جلال الدين أحمد الخجندي.

٣٠ - السيد شهاب الدين أحمد صاحب توضيح الدلائل.

٣١ - الشهاب الدولت آبادي الملقب بملك العلماء (٨٤٩).

٣٢ - شهاب الدين أحمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني (٨٥٢).

٣٣ - أحمد بن محمد الحافي الحسيني.

٣٤ - الوصابي ابراهيم بن عبد الله اليمني الشافعي.

٣٥ - جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي (١٠٠٠)(١) .

٣٦ - شيخ بن علي العلوي الجفري.

٣٧ - الواعظ الهروي الشيخ محمد.

٣٨ - أحمد بن ابراهيم.

٣٩ - السيد محمد ماه عالم.

____________________

(١). كذا والصحيح (٩٢٦).

٢٣

٤٠ - محمد صدر العالم.

٤١ - حسان الهند غلام علي آزاد (١١٥٦).

حديث النور متواتر

وليعلم: أن رواية أمير المؤمنينعليه‌السلام وحدها خير دليل على صحة هذا الحديث وثبوته، لأنه معصوم - كما صرح بذلك ( الدهلوي ) ووالده - ولذا يجوز الاكتفاء بها في مقام البحث والاستدلال ومع هذا فإن هذا الحديث متواتر لرواية سبعة من الصحابة إياه غيره عليه الصلاة والسّلام، وقد قال ابن حجر بالنسبة إلى حديث « مروا أبابكر فليصلّ بالناس » ما نصه:

« واعلم أن هذا الحديث متواتر، فإنه ورد من حديث عائشة، وابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن زمعة، وأبي سعيد، وعلي بن أبي طالب، وحفصة »(١) .

بل ادعى ابن حزم التواتر في مسألة عدم جواز بيع الماء بنقل أربعة من الصحابة قائلاً:

« فهؤلاء أربعة من الصحابة، رضي الله عنهم، فهو نقل تواتر لا تحلُّ مخالفته »(٢) .

وقال ( الدهلوي ) عند الجواب عن مطاعن أبي بكر:

« وما قيل من أنه أجاب فاطمة بحديث لم يروه غيره، كذب محض، لأنه قد جاء في كتب أهل السنة مصححاً من حديث حذيفة بن اليمان، والزبير بن العوام، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، والعباس، وعلي، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وهؤلاء أجلة الصحابة وفيهم من بشّر بالجنّة، وقد

____________________

(١). الصواعق المحرقة - الفصل الثالث من الباب الأول - ١٣.

(٢). المحلى - كتاب البيوع.

٢٤

روى الملّا عبد الله المشهدي في إظهار الحق عن النبي في حذيفة « ما حدّثكم به حذيفة فصدّقوه » وفيهم المرتضى علي المعصوم بإجماع الشيعة والثقة بإجماع أهل السنة، ولا اعتبار في هذا المقام برواية عائشة وأبي بكر وعمر.

أخرج البخاري عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري: أن عمر بن الخطاب قال بمحضر من الصحابة فيهم: علي والعباس وعثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض: أتعلمون أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال: لا نورّث ما تركناه صدقة؟ قالوا: اللهم نعم، ثم أقبل على علي والعباس وقال: أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله قال ذلك؟ قالا: اللهم نعم.

فثبت أن هذا الحديث قطعيّ الصدور كالآية من القرآن، فإن رواية الواحد من هؤلاء الذين ذكرت أسماؤهم تفيد اليقين فكيف بهذا الجمع؟ ولا سيما علي المرتضى المعصوم لدى الشيعة، ورواية المعصوم عندهم تساوي القرآن في إفادة اليقين »(١) .

ولنا أن نستدل بهذا الكلام ( الذي أُجيب عنه بالتفصيل في تشييد المطاعن ) على صحة حديث النّور من وجوه:

١ - لقد صرّح بأن رواية أحد هؤلاء الصحابة المذكورين - وفيهم أبو هريرة - تفيد اليقين كالآية من القرآن العظيم، وبما أن أبا هريرة من رواة هذا الحديث الشريف، فإنّ حديث النور كالآية القرآنية في إفادة اليقين.

٢ - إن جميع الوجوه التي استدل بها على إفادة خبر الزبير وعبد الرحمن وسعد وأبي الدرداء وأمثالهم للقطع واليقين، هي بنفسها بل الأقوى منها دليل على إفادة حديث النور - الذي رواه أولئك الصحابة - للقطع واليقين.

٣ - لقد روى حديث النور الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام . ومن المستفاد

____________________

(١). التحفة الباب العاشر: ٢٧٤.

٢٥

من كلام ( الدهلوي ) أن روايته لأي حديث تفيد ثبوته وصحته، ويكون ذلك الحديث مساوياً للآية القرآنية، فحديث النور - إذن - مساو للقرآن العظيم.

٤ - كلام ( الدهلوي ) صريح في أن لأمير المؤمنينعليه‌السلام مزيةً على سائر الصحابة في إفادة روايته القطع، وأما قوله « المعصوم لدى الشيعة » فيردّه: أن جماعة من أهل السنة يصرّحون أيضاً بعصمته ومنهم والده كما يظهر من ( التحفة ) و ( التفسير ). فالاعتقاد بذلك ثابت لدى الفريقين.

٥ - ظاهر كلامه أن رواية أولئك الصحابة - وفيهم علي وأبو هريرة - أقوى من رواية أبي بكر وعمر وعائشة، وعليه: فإن حديث النور الذي رواه - فيمن رواه - علي وأبو هريرة أقوى مما يروونه.

* * *

٢٦

نصوص روايات الحفّاظ والعلماء

هذا ولنذكر نصوص روايات الحفاظ والعلماء المذكورين بالتفصيل فنقول:

(١)

رواية أحمد بن حنبل

لقد جاء في ( تذكرة الخواص ) ما نصّه:

« حديث فيما خلق منه: قال أحمد في الفضائل: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن خالد بن معدان، عن زاذان عن سلمان، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كنت أنا وعلي بن أبي طالب نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام، فلمّا خلق آدم قسّم ذلك النور جزءين: فجزء أنا وجزء علي.

و في رواية: خلقت أنا وعلي من نور واحد »(١) .

____________________

(١). تذكرة خواص الأمة / ٤٦.

٢٧

رجال الحديث

ورجال هذا السند كلهم ثقات ومن رجال الصحاح، فالطّعن في أحدهم يساوق الطعن في الصحاح ولا سيما الصحيحين، إلّا أن يقال: إن روايات هؤلاء معتبرة في كلّ بابٍ إلّا باب فضائل عليعليه‌السلام ، فتنقلب هناك المدائح مطاعن، والتوثيقات جروحاً، ولا حول ولا قوة إلّا بالله.

عبد الرزاق الصنعاني

أمّا ( عبد الرزاق ) فقد ذكرنا ترجمته وآيات عظمته وجلالته لدى أهل السنة وأرباب الصحاح في مجلّد ( حديث التشبيه )، فإنه الذي قالوا في حقه: « ما رحل الناس إلى أحد بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل ما رحلوا إليه »(١) .

وذكر المقدسي عن يحيى بن معين: « لو ارتدّ عن الاسلام عبد الرزاق ما تركنا حديثه ».

وقال المقدسي: « وقال أحمد بن صالح: قلت لأحمد بن حنبل: أرأيت أحداً أحسن حديثاً من عبد الرزاق؟ قال: لا.

وقال أبو زرعة: عبد الرزاق أحد من ثبت حديثه »(٢) .

وقال السبكي عند توثيق « موسى بن هلال » رداً على « ابن تيمية » في كلام طويل: « وأحمدرحمه‌الله لم يكن يروي إلّا عن ثقة، وقد صرّح بذلك الخصم في الكتاب الذي صنفه في الردّ على البكري، بعد عشر كراريس منه، قال: إن

____________________

(١). جاء ذلك في مرآة الجنان - حوادث ٢١١، الأنساب - الصنعاني، الكمال - مخطوط.

(٢). الكمال - مخطوط.

٢٨

القائلين بالجرح والتعديل من علماء الحديث نوعان، منهم من لم يرو إلّا عن ثقة عنده، كمالك، وشعبة، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل، وكذلك البخاري وأمثاله.

وقد كفانا الخصم بهذا الكلام مؤنة تبيين أن أحمد لا يروي إلّا عن ثقة، وحينئذ لا يبقى له مطعن فيه »(١) .

معمر بن راشد

وأما ( معمر بن راشد ) فقد ذكرنا ترجمته هناك كذلك، ونكتفي في هذا المقام بما ذكره الذهبي، فإنه قال:

« معمر بن راشد أبو عروة الأزدي مولاهم، عالم اليمن، عن الزهري وهمام، وعنه غندر وابن المبارك وعبد الرزاق. قال معمر: طلبت العلم سنة. مات الحسن ولي أربع عشرة سنة. وقال أحمد لا تضم معمراً إلى أحد إلّا وجدته يتقدمه، كان من أطلب أهل زمانه للعلم. وقال عبد الرزاق سمعت منه عشرة آلاف حديث. توفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائة باليمن »(٢) .

الزهري

وأما ( الزهري ) فقد ذكرناه هناك أيضاً، وهذه كلمة الحافظ ابن حجر في حقّه:

____________________

(١). شفاء الأسقام في زيارة خير الأنام ١٠ - ١١.

(٢). الكاشف ٣ / ١٦٤، وانظر تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٤٣ - ٢٦٤. وقد أخرج له الترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو داود.

٢٩

« محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وكنيته أبو بكر، الفقيه الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه، وهو من رؤس الطبقة الرابعة. مات سنة خمس وعشرين، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين. ع »(١) .

خالد بن معدان

وأما ( خالد بن معدان ) فإليك بعض الكلمات في حقّه:

١ - ابن حبان : « يروي عن أبي أمامة والمقدام بن معدي كرب. ولقي سبعين رجلاً من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكنيته أبو عبد الله، وكان من خيار عباد الله مات سنة ١٠٤ وقيل سنة ١٠٨ ويقال سنة ١٠٣ »(٢) .

٢ - الذهبي : « فقيه كبير، ثبت، مهيب، مخلص، يقال: كان يسبّح في اليوم أربعين ألف تسبيحة، توفي سنة ١٠٤. يرسل عن الكبار »(٣) .

٣ - ابن حجر : « يعدّ من الطبقة الثالثة من فقهاء الشامية بعد الصحابة، وقال العجلي: شامي تابعي، ثقة. وقال يعقوب بن شيبة ومحمّد بن سعد وابن جرير والنسائي: ثقة، وقال أبو مسهر عن إسماعيل بن عياش حدثنا عبدة بنت خالد بن معدان وأم الضحاك بنت راشد أن خالد بن معدان قال: أدركت سبعين رجلاً من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٤) .

زاذان الكندي

وأما ( زاذان ) فهو من مشاهير التابعين، أخرج عنه مسلم وأبو داود والترمذي

____________________

(١). تقريب التهذيب ٢ / ٢٠٧. « ع » رمز لرواية أصحاب الصحاح عنه.

(٢). الثقات ٥ / ٣٤٩.

(٣). الكاشف ١ / ٢٧٤.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٢١٨، تهذيب التهذيب ٣ / ١١٨.

٣٠

والنسائي وابن ماجة في صحاحهم. وقال الذهبي في ( الكاشف ):

« ع - زاذان أبو عمرو الكندي مولاهم الضرير البزاز. عن علي وابن مسعود وابن عمر، ويقال: سمع عمر. وعنه: عمر بن مرة والمنهال بن عمر. ثقة. توفي ١٠٨ ».

وأورده ابن القيسراني المقدسي في ( أسماء رجال الصحيحين ) في بيان أفراد مسلم من التفاريق وقد ذكر ابن القيسراني في مقدمة كتابه المذكور اتفاق حفاظ الحديث كابن عدي والدار قطني وابن مندة والحاكم وغيرهم من السابقين واللاحقين على أن من أخرج عنه في الصحيحين فهو ثقة حجة فيكون ( زاذان ) ثقة حجة عند الحفّاظ والأئمة المذكورين وغيرهم.

سلمان

وأما ( سلمان ) هذا الصحابي العظيم فغني عن التعريف والترجمة، وقد ترجم له في جميع كتب تراجم الصحابة وغيرها راجع ( أسد الغابة ) و ( الاستيعاب ) وغيرهما.

وإليك طرفا مما ذكره ابن عبد البر بترجمته: « سلمان الفارسي أبو عبد الله يقال مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويعرف بسلمان الخير

وكان خيّراً فاضلاً حبراً عدلاً زاهداً متقشفاً. وذكر هشام بن حسان عن الحسن قال: كان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان إذا خرج عطاؤه تصدّق به ويأكل من عمل يده، وكانت له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها.

ذكر ابن وهب بن نافع عن مالك قال: كان سلمان يعمل الخوص بيده فيعيش منه، ولا يقبل من أحد شيئاً. قال: ولم يكن له بيت إنما كان يستظل بالجدر والشجر، وإن رجلاً قال له: ألا أبني لك بيتاً تسكن فيه؟ فقال: مالي به حاجة، فما زال به الرجل وقال له: إني أعرف البيت الذي يوافقك. قال: فصفه لي. قال:

٣١

أبني لك بيتاً إذا أنت قمت فيه أصاب رأسك سقفه، وإنْ أنت مررت فيه رجليك أصابهما الجدار. قال: نعم، فبنى له.

و روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من وجوه أنه قال: لو كان الدين بالثريا لناله سلمان. و في رواية أخرى: لناله رجال من فارس. وروينا عن عائشة أم المؤمنين قالت: كان لسلمان مجلس من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتفرد به بالليل، حتى كاد به يغلبنا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

و روي من حديث ابن بريدة عن أبيه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: أمرني ربي بحبّ أربعة وأخبرني أنه يحبّهم: علي وأبوذر الغفاري والمقداد وسلمان. وروى قتادة عن خيثمة عن أبي هريرة قال: سلمان صاحب الكتابين. قال قتادة: يعني الفرقان والإِنجيل.

حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا ابن المفسر، حدثنا أحمد بن علي بن سعيد، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي: أنه سئل عن سلمان. فقال: علم علم الأول والآخر، هو بحر لا ينزف، هو منّا أهل البيت.

هذه رواية أبي البختري عن علي. و في رواية زاذان عن علي قال: سلمان الفارسي مثل لقمان الحكيم. ثم ذكر مثل أبي البختري. وقال كعب الأخبار: سلمان حشي علماً وحكمة.

و ذكر مسلم: حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن معاوية بن قرة، عن عائد بن عمرو: أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفرٍ فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها. فقال أبو بكر: تقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم! وأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك، فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه أغضبتكم؟ فقالوا: لا يا أبا بكر، يغفر الله لك(١) .

____________________

(١). لا يخفى أن في أصل صحيح مسلم في باب فضائل سلمان وبلال هذه الفقرة هكذا: « فقالوا: لا يغفر الله لك يا أخي » فترى ابن عبد البر قد زاد لفظة « يا أبا بكر » بعد « لا » حتى لا يتعلق « لا » =

٣٢

وله أخبار حسان وفضائل جمةرضي‌الله‌عنه .

توفي سلمان في آخر خلافة عثمان، سنة خمس وثلاثين، وقيل بل توفي سنة ست وثلاثين في أولها، وقيل بل توفي في خلافة عمر. والأول أكثر والله أعلم. وقال الشعبي: توفي سلمان في علية لأبي قرة الكندي بالمدائن.

وروى عنه من الصحابة ابن عمر، وابن عباس، وأنس بن مالك، وأبو الطفيل ».

فالحمد لله على ظهور بطلان خرافات أهل الزور، وثبوت صحة حديث النور كالنور على شاهق الطّور، ولكنْ من لم يجعل الله له نوراً فماله من نور. ولقد صدق الله تعالى حيث قال( فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) .

ترجمة أحمد بن حنبل

وأما ( أحمد بن حنبل ) فهو الامام العظيم والركن الركين، وأحد شيوخ الإسلام عند أهل السنة من السابقين واللاحقين، وقد أوردنا شطراً من كلماتهم في حقه، ونبذة من الفضائل والمكارم التي ذكروها له، في قسم ( حديث التشبيه ) عن طائفة كبيرة من أمهات مصادرهم، ومن أشهر مؤلفاتهم ومصنفاتهم، أمثال:

١ - الثقات لابن حبان.

٢ - حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني.

٣ - الاكمال للأمير ابن ماكولا.

٤ - الأنساب لأبي سعد السمعاني.

____________________

= بلفظ « يغفر » وحذف « يا أخي » حتى لا يلزم التكرار المستبشع ولما ذا صدر منه هذا التحريف؟ لأن الحديث هذا صريح في أن أبا بكر أغضب الله تعالى بإغضاب سيدنا سلمان راجع: ٧ / ١٧٣

٣٣

٥ - وفيات الأعيان لابن خلكان.

٦ - تهذيب الأسماء واللغات للنووي.

٧ - المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبي.

٨ - تذكرة الحفاظ للذهبي.

٩ - العبر في خبر من غبر للذهبي.

١٠ - مرآة الجنان لليافعي.

١١ - تتمة المختصر في أخبار البشر لابن الوردي.

١٢ - رجال المشكاة للخطيب التبريزي.

١٣ - تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني.

١٤ - تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني.

١٥ - طبقات الشافعية للسبكي.

١٦ - طبقات الحفاظ لجلال الدين السيوطي.

١٧ - شرح المواهب اللدنية للزرقاني.

وغيرها من المعاجم الرجالية وكتب الحديث المعتبرة لدى القوم.

ولعلّ من أجلى مدائحه ما ذكره النووي عن إبراهيم بن الحارث - وهو من أولاد عبادة بن الصامت - أنه قيل لبشر الحافي: لو أنك قمت وقلت بما قال أحمد! فقال بشر: « لا أقدر على هذا الأمر، إن أحمد قام مقام الأنبياء »(١) .

وما ذكره عبد الحق الدهلوي عن الميموني قال: « قال لي ابن المديني بالبصرة بعد المحنة: يا ميموني، ما قام أحد في الإسلام ما قام أحمد. فعجبت من هذا وأبو بكر قد قام في الردة، قلت: بأي شيء؟ قال: إن أبا بكر وجد أنصاراً، وإن أحمد لم يجد ناصراً »(٢) .

____________________

(١). تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١١٠.

(٢). رجال المشكاة - ترجمته.

٣٤

ألا يستفاد من هذا تفضيل أحمد على أبي بكر؟.

وهذه مقتطفات مما جاء في ( سير أعلام النبلاء ) بترجمته:

« الامام أحمد بن حنبل، هو الامام حقاً وشيخ الاسلام صدقاً أحد الأئمة الأعلام أنبأ عبد الله بن أحمد سمعت سفيان بن وكيع يقول: أحفظ عن أبيك مسألة من نحو أربعين سنة، سئل عن الطلاق قبل النكاح فقال: يروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعن علي وابن عباس ونيف وعشرين من التابعين، لم يروا به باساً. فسألت أبي عن ذلك، فقال: صدق كذا قلت.

قال: وحفظت أني سمعت أبا بكر بن حماد يقول: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: لا يقال لأحمد بن حنبل: من أين قلت؟

وسمعت: أبا إسماعيل الترمذي يذكر عن ابن نمير قال: كنت عند وكيع، فجاءه رجل - أو قال جماعة - من أصحاب أبي حنيفة فقالوا له: هاهنا رجل بغدادي يتكلم في بعض الكوفيين، فلم يعرفه وكيع، فبينا نحن إذْ طلع أحمد بن حنبل فقالوا: هذا هو. فقال وكيع: هاهنا يا أبا عبد الله، فأفرجوا فجعلوا يذكرون عن أبي عبد الله الذي ينكرون، وجعل أبو عبد الله يحتج بالأحاديث عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقالوا لوكيع: هذا بحضرتك ترى ما يقول. فقال: رجل يقول قام رسول الله أيش أقول له؟ ثم قال: ليس القول إلّا كما قلت يا أبا عبد الله، فقام القوم بوكيع: خدعك والله البغدادي.

وقال إبراهيم الحربي: رأيت أبا عبد الله كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين.

وعن رجل قال: ما رأيت أحداً أعلم بفقه الحديث ومعانيه من أحمد.

أحمد بن سلمة سمعت ابن راهويه يقول: كنت أجالس أحمد وابن معين ونتذاكر، فأقول: ما فقهه؟ ما تفسيره؟ فيسكتون إلّا أحمد.

قال أبو بكر الخلال: كان أحمد قد كتب الرأي وحفظها ثم لم يلتفت إليها.

٣٥

قال إبراهيم بن شماس: سالنا وكيعا عن خارجة بن مصعب، فقال: نهاني أحمد أنْ أُحدّث عنه.

قال العباس بن محمّد الخلال: أنبأ إبراهيم بن شماس: سمعت وكيعاً وحفص بن غياث يقولان: ما قدم الكوفة مثل ذاك الفتى. يعنيان أحمد بن حنبل.

وقيل: إن أحمد أتى حسيناً الجعفي بكتاب كبير يشفع في أحمد، فقال حسين: يا أبا عبد الله لا تجعل بيني وبينك منعما، فليس تحمل عليّ بأحدٍ إلّا وأنت أكبر منه.

الخلال: أنبا المروزي، أنبأ خضر المروزي بطرسوس، سمعت ابن راهويه سمعت يحيى بن آدم يقول: أحمد بن حنبل إمامنا.

الخلال: أنبانا محمد بن علي، ثنا الأثرم، حدثني بعض من كان مع أبي عبد الله: أنهم كانوا يجتمعون عند يحيى بن آدم فيتشاغلون عن الحديث بمناظرة أحمد يحيى بن آدم، ويرتفع الصوت بينهما، وكان يحيى بن آدم واحد أهل زمانه في الفقه.

الخلال: أنبأ المروزي سمعت محمد بن يحيى القطان يقول: رأيت أبي مكرماً لأحمد بن حنبل، لقد بذل له كتبه - أو قال - حديثه.

وقال القواريري: قال يحيى القطان: ما قدم علينا مثل هذين، أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. وما قدم عليَّ من بغداد أحب إليّ من أحمد بن حنبل.

وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: شقّ على يحيى بن سعيد يوم خرجت من البصرة.

عمرو بن العباس: سمعت عبد الرحمن بن مهدي ذكر اصحاب الحديث فقال: أعلمهم بحديث الثوري أحمد بن حنبل. قال: فأقبل أحمد، فقال ابن مهدي: من أراد أن ينظر إلى ما بين كتفي الثوري فلينظر إلى هذا.

قال المروزي: قال أحمد: عنيت بحديث سفيان حتى كتبته عن رجلين،

٣٦

حتى كلّمنا يحيى بن آدم فكلّم لنا الأشجعي، فكان يخرج إلينا الكتب فنكتب من غير أن نسمع.

وعن ابن مهدي قال: ما نظرت إلى أحمد إلّا ذكرت به سفيان.

قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: خالف وكيع ابن مهدي في نحو من ستين حديثاً من حديث سفيان، فذكرت ذلك لابن مهدي وكان يخفيه عني.

عباس الدوري: سمعت أبا عاصم يقول: الرجل بغدادي من تعدّون عندكم اليوم من أصحاب الحديث؟ قال: عندنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة والعيطي والسويدي، حتى عدّله جماعة بالكوفة أيضاً وبالبصرة، فقال أبو عاصم: قد رأيت جميع من ذكرت، وجاؤا إلي، ولم أر مثل ذاك الفتى. يعني أحمد بن حنبل.

قال شجاع بن مخلد: سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول: ما بالمصرين رجل أكرم عليّ من أحمد بن حنبل.

وعن سليمان بن حرب أنه قال لرجل: سل أحمد بن حنبل ما يقول في مسألة كذا، فإنه عندنا إمام.

وقال عبد الرزاق: ما رأيت أحداً أفقه ولا أورع من أحمد بن حنبل.

( قال الذهبي ): قلت: قال هذا وقد رأى مثل الثوري ومالك وابن جريج.

وقال حفص بن غياث: ما قدم الكوفة مثل أحمد.

وقال الهيثم بن جميل الحافظ: إنْ عاش أحمد سيكون حجة على أهل زمانه.

وقال قتيبة: خير أهل زماننا ابن المبارك ثم هذا الشاب - يعني أحمد بن حنبل - وإذا رأيت رجلاً يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة، ولو أدرك عصر الثوري والأوزاعي والليث لكان هو المقدّم عليهم. فقيل لقتيبة: تضم أحمد إلى التابعين؟ قال: إلى كبار التابعين.

قال المزني: قال لي الشافعي: رأيت ببغداد شاباً إذا قال أنبأ قال الناس كلّهم: صدق. قلت: ومن هو؟ قال: أحمد بن حنبل.

٣٧

وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: خرجت من بغداد فما خلّفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل.

وقال الزعفراني: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من احمد وسليمان بن داود الهاشمي.

وقال محمد بن إسحاق بن راهويه: حدثني أبي قال لي أحمد بن حنبل: تعال حتى أريك من لم تر مثله، فذهب بي إلى الشافعي. قال أبي: وما رأى الشافعي مثل أحمد بن حنبل، ولو لا أحمد وبذل نفسه لذهب الإسلام. يريد المحنة.

وروي عن إسحاق بن راهويه قال: أحمد حجة بين الله وبين خلقه.

وقال محمد بن عبدويه: سمعت علي بن المديني يقول: أحمد أفضل عندي من سعيد بن جبير في زمانه، لأن سعيداً كان له نظراء.

وعن ابن المديني قال: أعز الله الدين بالصّديق يوم الردة وبأحمد يوم المحنة.

وقال أبو عبيد: انتهى العلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل وهو أفقههم. وذكر الحكاية.

وقال أبو عبيد: إني لأتزيّن بذكر أحمد، وما رأيت رجلاً أعلم بالسنّة منه وقال الحسن بن الربيع: ما شبّهت أحمد بن حنبل إلّا بابن المبارك، في سمته وتقاه.

الطبراني: أنبأ محمد بن الحسين الأنماطي قال: كنا في مجلس فيه يحيى بن معين وأبو خيثمة فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل. فقال رجل: فبعض هذا! فقال يحيى: وكثرة الثناء على أحمد تستنكر! لو جلسنا بالثناء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها.

وروى عباس عن ابن معين قال: ما رأيت مثل أحمد.

وقال النفيلي: كان أحمد بن حنبل من أعلام الدين. وقال المروزي: حضرت أبا ثور سئل عن مسألة فقال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا وأمامنا فيها كذا وكذا.

٣٨

وقال ابن معين: ما رأيت من يحدّث لله إلّا ثلاثة: يعلى بن عبيد والعيني وأحمد بن حنبل.

وقال ابن معين: أرادوا أن أكون مثل أحمد، والله لا أكون مثله أبداً.

وقال أبو خيثمة: ما رأيت مثل أحمد ولا أشدّ منه قلباً.

وقال علي بن خشرم: سمعت بشر بن الحارث يقول: أنا أسأل عن أحمد ابن حنبل! إن أحمد دخل الكير فخرج ذهباً أحمر.

وقال عبد الله بن أحمد: قال أصحاب بشر الحافي له حين ضرب أبي: لو أنك خرجت فقلت: إني على قول أحمد! فقال: أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء.

القاسم بن محمد الصائغ، سمعت المروزي يقول: دخلت على ذي النون السجن ونحن بالعسكر فقال: أيّ شيء حال سيدنا؟ يعني أحمد بن حنبل.

وقال محمد بن حماد الطهراني: سمعت أبا ثور الفقيه يقول: أحمد بن حنبل أعلم وأفقه من الثوري.

وقال نصر بن علي الجهضمي: أحمد أفضل أهل زمانه.

قال صالح بن علي الحلبي: سمعت أبا همام السكوني يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل ولا رأى هو مثله. وعن حجاج بن الشاعر قال: ما رأيت أفضل من أحمد بن حنبل، وما كنت أحب أن أقتل في سبيل الله ولم أصل على أحمد، بلغ والله في الإمامة أكثر من مبلغ سفيان ومالك.

وقال عمرو الناقد: اذا وافقني أحمد بن حنبل على حديثٍ لا أبالي من خالفني.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن علي بن المديني وأحمد بن حنبل أيّهما أحفظ؟ فقال: كانا في الحفظ متقاربين، وكان احمد أفقه، إذا رأيت من يجب أحمد فاعلم أنه صاحب سنّة.

وقال أبو زرعة: أحمد بن حنبل أكبر من إسحاق وأفقه، ما رأيت أحداً أكمل من أحمد.

٣٩

وقال محمد بن يحيى الذهلي: جعلت أحمد إماماً فيما بيني وبين الله تعالى.

وقال محمد بن مهران الحمّال: ما بقي غير أحمد.

قال إمام الأئمة ابن خزيمة: سمعت محمّد بن سحنويه، سمعت أبا عمير ابن النحاس الرملي وذكر أحمد بن حنبل فقال:رحمه‌الله عن الدنيا، ما كان أصبره وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان ألحقه، عرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها.

قال أبو حاتم: كان أبو عمير من عباد المسلمين قال لي: إمل عليَّ شيئاً عن احمد بن حنبل.

وروي عن أبي عبد الله البوشنجي قال: ما رأيت أجمع في كلّ شيء من أحمد ابن حنبل ولا أعقل منه.

وقال ابن وارة: كان أحمد صاحب فقه، صاحب حفظ، صاحب معرفة.

وقال النسائي: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث والفقه والورع والزهد والصّبر.

و عن عبد الوهاب الورّاق قال: لما قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فردّوه إلى عالمه. رددناه إلى أحمد بن حنبل، وكان أعلم أهل زمانه.

وقال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا، ما رأيته ذكر الدنيا قط.

قال صالح بن محمّد جزرة: أفقه من أدركت في الحديث أحمد بن حنبل.

قال علي بن خلف: سمعت الحميدي يقول: ما دمت بالحجاز وأحمد بالعراق وابن راهويه بخراسان لا يغلبنا أحد.

الخلال: أنبأنا محمد بن ياسين البلدي، سمعت ابن أبي أويس وقيل له: ذهب أصحاب الحديث. فقال: ما أبقى الله أحمد بن حنبل فلم يذهب أصحاب الحديث.

وعن ابن المديني قال: أمرني سيّدي أحمد بن حنبل أن لا أحدّث إلّا من

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383