نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٦

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 423

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 183682 / تحميل: 6910
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

* ذكر من اسمه «دخين» :

٤٣٧ ـ دخين بن عامر الحجرىّ المصرى : يكنى أبا ليلى. كاتب عقبة بن عامر. روى عن عقبة بن عامر. روى عنه بكر بن سوادة ، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، وكعب ابن علقمة ، وغيرهم. يقال : قتلته الروم ب «تنّيس» سنة مائة(١) .

* ذكر من اسمه «دراج» :

٤٣٨ ـ درّاج بن سمعان القرشى السهمى المصرى : يقال : اسمه عبد الرحمن ، ودرّاج لقب. يكنى أبا السمح. مولى عبد الله بن عمرو بن العاص ، رأى عبد الله بن عمرو بن العاص ، وسمع من عبد الله بن الحارث بن جزء. روى عنه عمرو بن الحارث ، والليث بن سعد ، وسالم بن غيلان ، وسعيد بن يزيد القتبانىّ ، وعبد الله بن لهيعة ، وخلّاد بن سليمان ، وغيرهم(٢) . كان يقصّ بمصر. يقال : توفى سنة ست وعشرين ومائة(٣) .

* ذكر من اسمه «درع» :

٤٣٩ ـ درع(٤) بن الحارث الخولانى : يكنى أبا طلحة(٥) . شهد فتح مصر(٦) . يروى عن أبى ذرّ. روى عنه يزيد بن أبى حبيب. وقيل : يزيد بن أبى حبيب ، عن عبد الله بن

__________________

(١) تهذيب الكمال ٨ / ٤٧٦ ، وتاريخ الإسلام ٦ / ٣٤٩ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٨٠ (وذكر توثيق بعض العلماء له).

(٢) مخطوط تاريخ دمشق ٦ / ٥٩ (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، أنا أبو سعيد بن يونس).

(٣) تهذيب الكمال ٨ / ٤٨٠ ، وتهذيب التهذيب (٣ / ١٨١).

(٤) بالدال المهملة (ذكره ابن يونس فى تاريخه فى حرف الدال المهملة). (الإكمال ٣ / ٣٨٠ ، وحاشية ص ٣٨١). وكذلك ذكره بالدال فى الكنى كل من : المزى فى (تهذيب الكمال) ٣٣ / ٤٤٣ ، وابن حجر فى (الإصابة) ٧ / ٢٣٢ ، (وتهذيب التهذيب) ١٢ / ١٥٥. وكلاهما ميّز بينه وبين (أبى طلحة الخولانى الشامى). وقد وهم ابن حجر فى (الإصابة) ج ٢ / ٤٠٥ ، ٤٢٦ ، فذكره بالذال (قال : الذال بعدها الراء). وعاد ابن حجر ، وتشكك فى أن يكون المترجم له هو (أبا طلحة الشامى) ، وذلك فى (التقريب) ٢ / ٤٤١ ، رغم أنه سبق أن فرق بينهما ـ من قبل ـ فى (تهذيب التهذيب) ١٢ / ١٥٤ ـ ١٥٥.

(٥) غلبت عليه كنيته ـ كما رأينا ـ فذكره المزى ، وابن حجر فى (الكنى).

(٦) الإكمال ٣ / ٣٨٠ ، وتهذيب الكمال ٣٣ / ٤٤٤ ، والإصابة ٧ / ٢٣٢ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ١٥٥. وكان شهوده فتح مصر حجة ابن حجر للتفريق بينه وبين الآخر ؛ لأنه جعله أقدم من الشامى (المصدر السابق).

١٦١

أبى طلحة ، عن أبى ذر. وهو ـ عندى ـ أشبه بالصواب(١) .

٤٤٠ ـ درع بن عبد الله الخولانى : غزا مع مالك بن عبد الله الخثعمىّ. روى عنه أبو عيسى محمد بن عبد الرحمن. يقال : هو من أهل فلسطين ، وهو ـ عندى ـ من أهل مصر(٢) .

* ذكر من اسمه «دواس» :

٤٤١ ـ دوّاس بن موسى : مولى غطيف ، مصرى. بلغنى أنه قد حدّث. توفى سنة إحدى وستين ومائتين(٣) .

* ذكر من اسمه «ديلم» :

٤٤٢ ـ ديلم(٤) بن هوشع(٥) بن سعد بن ذى جناب بن مسعود بن عن(٦) بن شجرة(٧) ابن هوشع بن موهب بن سعد بن حبل(٨) بن نمران بن الحارث بن حبران(٩) ، هو جيشان(١٠) بن وائل بن رعين الرّعينىّ(١١) : كان أول وافد وفد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من

__________________

(١) الإكمال ٣ / ٣٨٠ ، وتهذيب الكمال ٣٣ / ٤٤٤ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ١٥٥.

(٢) الإكمال ٣ / ٣٨٠ ، وتهذيب الكمال ٣٣ / ٤٤٣ ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ١٥٤.

(٣) الإكمال ٤ / ١٠٩.

(٤) تحرفت فى (أسد الغابة) ٢ / ١٦٢ فى إحدى التراجم إلى (دليم). وذكر له حديثا ، سأل فيه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن حكم شراب القمح فى بلادهم. وفى النهاية ، ذكر رواية أوضحت أنه (ديلم) ، وقال : وهو الصحيح. ثم ترجم له بالاسم الصحيح (السابق ٢ / ١٦٣).

(٥) وردت ب (ال) فى (الاستيعاب) : يقال : ديلم بن الهوشع (٢ / ٤٦٣).

(٦) علّق ابن ماكولا : كذلك هو بخط الصورى ، وفى حاشية كتابه بخطه : عند أبى عمر (غن) بالغين والنون. (الإكمال ٢ / ٤٩).

(٧) فى (أسد الغابة) ٢ / ١٦٣ : شحر.

(٨) جبل فى (المصدر السابق).

(٩) الإكمال ٣ / ٢١٠. وذكره ابن الأثير فى (أسد الغابة) ٢ / ١٦٣ ، كما أورده ابن ماكولا ، لا كما زعم محقق الإكمال (٢ / ٤٩ ، هامش ٢) : أنه جعله بالخاء والياء (خيران).

(١٠) حرفت فى (المصدر السابق) إلى (حبشان) بالحاء ، والباء. والصواب : أنها (جيشان) ، كما ضبطها بالحروف فى موضع آخر (٢ / ٣٨٦) ، وقال : هو جيشان بن حجر بن ذى رعين. واسم جيشان : عيدان (وضبط الأخير فى ج ٦ / ٩٨).

(١١) جعل ابن حجر نسبه : الحميرى الجيشانى (تهذيب التهذيب ٣ / ١٨٦). وهذا هو الواضح من سياق نسبه إلى (جيشان) ، وهى من اليمن (الأنساب ٢ / ١٤٤).

١٦٢

اليمن ، بعثه معاذ بن جبل. شهد فتح مصر. روى عنه مرثد بن عبد الله اليزنىّ(١) . ولم يذكر له هانئ بن المنذر عقبا(٢) .

أما «ديلم بن هوشع الأصغر الجيشانىّ» ، الذي يكنى أبا وهب ، كذا يقوله أهل العلم بالحديث من أهل العراق (منهم : أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين). يروى عنه يزيد بن أبى حبيب ، وعمرو بن الحارث ، والليث ، ويحيى بن أيوب ، وغيرهم ؛ فهو ـ عندى ـ وهم ، فهو عندى «ديلم بن هوشع الصحابى». وإنما اسم «أبى وهب الجيشانى» هذا «عبيد بن شرحبيل بن ثابت». هكذا نسبه أهل العلم والخبرة ببلدنا(٣) .

__________________

(١) الإكمال ٢ / ٤٩ ـ ٥٠ ، وأسد الغابة ٢ / ١٦٣ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٨٧ ، والإصابة ٢ / ٣٩٢ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٩٦.

(٢) زيادة فى (الإكمال) ٢ / ٥٠.

(٣) السابق ٢ / ٥٠ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٨٧ ، والإصابة ٢ / ٣٩٢ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٩٦. وستأتى ترجمة (أبى وهب الجيشانى ، عبيد بن شرحبيل بن ثابت) فى (تاريخ المصريين) لابن يونس بإذن الله فى (باب العين).

١٦٣

باب الذال

* ذكر من اسمه «ذاخر» :

٤٤٣ ـ ذاخر بن بهشم بن أورد الأصبحىّ ، ثم السّحولىّ(١) : شهد فتح مصر. وفى «الأخبار» : أنه أتى عبد العزيز بن مروان بابنه «الحارث بن ذاخر». وقد ولى الحارث بن ذاخر شرطة مصر لأيوب بن شرحبيل الأصبحى فى خلافة «عمر بن عبد العزيز»(٢) .

٤٤٤ ـ ذاخر بن عامر المعافرى ، ثم النّاشرىّ : شهد فتح مصر. يروى عن عمرو بن العاص. روى عنه ابنه بحير بن ذاخر(٣) .

* ذكر من اسمه «ذريح» :

٤٤٥ ـ ذريح(٤) الحميرىّ : يروى عن عقبة بن عامر الجهنى. روى عنه ابنه عامر بن ذريح(٥) . والحديث معلول(٦) .

* ذكر من اسمه «ذؤالة» :

٤٤٦ ـ ذؤالة بن عبد الملك المعافرىّ : من الموالى ، توفى فى شهر ربيع الأول سنة ثمانى عشرة ومائتين(٧) .

__________________

(١) ضبطها بالحروف السمعانى ، وقال : أظنها قرية باليمن ، إليها تنسب الثياب السّحوليّة (البيض). (الأنساب ٣ / ٢٢٩).

(٢) الإكمال ٣ / ٣٧٤.

(٣) السابق ٣ / ٣٧٣ ـ ٣٧٤.

(٤) هكذا ضبط بالحروف فى (المؤتلف والمختلف) ص ٩٥ ، والإكمال ٣ / ٣٧٩.

(٥) المؤتلف والمختلف ٩٥ ، والإكمال ٣ / ٣٧٩.

(٦) زيادة فى (المصدر السابق). ولا ندرى شيئا عن هذا الحديث. وأضاف ابن ماكولا : أن ابن المترجم له (عامر بن ذريح) حدّث عن عقبة بن عامر ، وقيل : حدّث عن أبيه ، عن عقبة بن عامر.

(٧) الإكمال ٣ / ٣٩١.

١٦٤

* ذكر من اسمه «ذو قرنات» :

٤٤٧ ـ ذو قرنات(١) : يقال : إن له صحبة(٢) . يروى عن شعيب بن الأسود المعافرى ، وهانئ بن جدعان اليحصبىّ ، وغيرهما(٣) .

__________________

(١) ضبط بالفتحات فى (الإصابة) ٢ / ٤١٥. وذكره ابن عبد الحكم فيمن دخل مصر من الصحابة (فتوح مصر ٣١٧). وقد ورد بالباء (قربات) فى (حسن المحاضرة) ١ / ١٩٧.

(٢) الإصابة ٢ / ٤١٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٩٧.

(٣) زيادة فى (الإصابة) ج ٢ / ٤١٥.

١٦٥

باب الراء

* ذكر من اسمه «رئاب»(١) :

٤٤٨ ـ رئاب بن المهاجر الفهمىّ : روى عنه ابن وهب(٢) .

* ذكر من اسمه «راشد» :

٤٤٩ ـ راشد الثّقفىّ : هو غير راشد بن جندل اليافعىّ(٣) . وهو مولى حبيب بن أوس الثّقفىّ(٤) .

٤٥٠ ـ راشد بن جندل اليافعىّ المصرى : روى عن حبيب بن أوس الثقفى. روى عنه يزيد بن أبى حبيب(٥) .

روى ابن لهيعة(٦) ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن راشد اليافعى ، عن حبيب بن أوس ، عن أبى أيوب الأنصارى ، قال : كنا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما ، فقرّب إليه طعام ، فلم أر طعاما أعظم بركة منه أوّل ما أكلنا ، ولا أقلّ بركة فى آخره. قلنا : كيف هذا يا رسول الله؟

__________________

(١) لعل لها صلة بالفعل : رأى يرأب رأبا : أصلح الشيء. والرّؤبة : قطعة الخشب يسدّ بها الإناء ، وسمّى بها الشاعر (رؤبة بن العجّاج) والجمع : رئاب (اللسان : ر. أ. ب) ٣ / ١٥٣١ ـ ١٥٣٢.

(٢) الإكمال ج ٤ / ٤.

(٣) ذيل الكاشف ، للعراقى ص ١٠١.

(٤) تهذيب الكمال ٩ / ٦ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٩٤ ـ ١٩٥. وقد أورد ابن عبد الحكم لراشد رواية عن حبيب مولاه ، عن عمرو بن العاص ، حدّثه فيها عن ملابسات إسلامه بعد رحيله إلى الحبشة ، وما دار بينه وبين النجاشى من حوار عنيف ، لطمه على أثره النجاشى لطمة ، أعادته إلى صوابه ورشاده ، فبادر إلى الإسلام بعد عودته إلى بلاده (فتوح مصر ص ٢٥٢ ـ ٢٥٣). وتجدر الإشارة إلى أن حبيبا هذا كان مقيما فى مصر ، وله بها خطّة ، نزل عليه بها يوسف من الحكم الثقفى ، وابنه الحجاج ، عندما حلّا بأرض مصر مع مروان بن الحكم سنة ٦٥ ه‍. (فتوح مصر ص ١٠٩ ، والولاة ص ٤٥).

(٥) الإكمال ٧ / ٤٤٠ (لم ينسبه لابن يونس) ، والأنساب ٥ / ٦٧٦ (شرحه) ، وتهذيب الكمال ٩ / ٥ ـ ٦ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٩٤ ـ ١٩٥ (ذكره أبو سعيد بن يونس فى تاريخ مصر ، وفرّق بينه وبين (راشد الثقفى) ، وقوله أولى بالصواب ، فهو أعلم بأهل بلده).

(٦) ذكر المزى الحديث بسنده هو ، وابتدأته أنا من أول راو مصرى له ، فلعله يدخل فى سند ابن يونس عند روايته إياه.

١٦٦

قال : «لأنّا حين أكلنا ، ثم قعد ـ بعد ـ من أكل ، ولم يسمّ ، فأكل معه الشيطان»(١) .

٤٥١ ـ راشد بن أبى سكنة(٢) : يكنى أبا عبد الملك. عداده فى أهل مصر ، وهو من موالى بنى عبد الدار. وكان إخوته قرّاء ، وفقهاء. وولى راشد خراج مصر. روى عن أبى الدرداء ، ومعاوية بن أبى سفيان. روى عنه عمرو بن الحارث(٣) .

* ذكر من اسمه «راغب» :

٤٥٢ ـ راغب بن محمد بن أحمد بن عياض بن عبد الملك بن نصير : مصرى ، مولى جنب من مراد. يكنى أبا عوانة. سمع بحر بن نصر ، وطبقته ، توفى فى رجب سنة تسع عشرة وثلاثمائة. كتبت عنه(٤) .

* ذكر من اسمه «رباح» :

٤٥٣ ـ رباح : مولى أم عثمان بنت سفيان بن عبد العزيز بن مروان. يروى عن عقبة ابن مسلم. متروك الحديث. يقال : اسمه مقدّم ، ويكنى أبا رباح ، وهو ـ عندى ـ أصح. روى عنه حيوة بن شريح(٥) .

٤٥٤ ـ رباح بن طيبان(٦) بن عبد الرحمن الأصفر : مولى الأزد. يكنى أبا نافع(٧) .

__________________

(١) تهذيب الكمال ٩ / ٥. أخرج الإمام أحمد الحديث المذكور فى (مسنده ، ط. دار الفكر) ٥ / ٤١٥ ـ ٤١٦ بسنده ولفظه. وأورده الهيثمى فى (مجمع الزوائد) ، باب (ما يقول قبل الأكل وبعده من التسمية والحمد) ، وقال : رواه أحمد ، وفيه (راشد بن جندل ، وحبيب بن أوس) ، وكلاهما ليس له إلا راو واحد ، وبقية إسناده رجال الصحيح خلا ابن لهيعة ، وحديثه حسن.

(٢) ضبطت بالحروف فى (الإكمال) ج ٤ / ٣٢٠.

(٣) السابق ٤ / ٣٢٠ ـ ٣٢١. وفى هامش ١ ص ٣٢١ : ورد بهامش الأصل أنه كان مقدما عند عمر ابن عبد العزيز. قال أحمد بن يحيى بن الوزير : مات سنة ١١٩ ه‍ (ولعلها مادة مقتبسة عن ابن يونس).

(٤) السابق ١ / ٣٢٦.

(٥) السابق ٤ / ٨.

(٦) هكذا ضبطت بالشكل بوضوح فى (المصدر السابق ٥ / ٢٤٦) ، وإن كان وصف ابن ماكولا لها بالحروف لا يتضح منه الضبط (طاء مهملة ، ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها ، ثم باء معجمة بواحدة). (السابق ٥ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧). أما الذهبى ، فذكر فى (تاريخ الإسلام) ج ٢٢ ـ ١٤٦ : أن ابن ماكولا قيّده (ضبطه) ، ووردت به (الطاء مفتوحة ، والياء ساكنة طيبان) ، وهو لم نجده فى كتاب (الإكمال) المطبوع ـ اليوم ـ بين أيدينا ، فلعل الذهبى توهّم ، أو هكذا كانت نسخته الخاصة من (الإكمال).

(٧) هكذا فى (الإكمال) ٤ / ١٠ ، ٥ / ٢٤٧ (لكن المحقق ذكر فى هامش (١) بها : أن كنيته فى الأصل : أبو رافع ، وكذا فى (التوضيح). وأقول : وفى (تاريخ الإسلام) ٢٢ / ١٤٦ : (أبو رافع).

١٦٧

مصرى ، حدّث عن موسى بن عبد الرحمن بن القاسم ، وفهد بن سليمان(١) ، وسلمة ابن شبيب. توفى فى رمضان سنة ثلاثمائة ، وكان فاضلا ، أسود اللون. كتبت عنه(٢) . حدّث عنه أبو يوسف يعقوب بن المبارك(٣) .

٤٥٥ ـ رباح بن قصير(٤) اللّخمىّ البركوتىّ(٥) : هو من أزدة ، ثم من بنى القشيب(٦) . يقال : من أهل بركوت من شرقية مصر(٧) . كان ممن أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأسلم(٨) زمن أبى بكر الصديق (رضى الله عنه) ، حين قدم حاطب بن أبى بلتعة رسولا من أبى بكر إلى المقوقس ، فنزل على «رباح بن قصير»(٩) ، فأسلم رباح حينئذ(١٠) . وهو أبو علىّ بن رباح ، وجدّ موسى بن علىّ بن رباح(١١) ، وما علمت له صحبة ، ولا رواية(١٢) . وإنما

__________________

(١) إضافة تفرد بها صاحب الإكمال ج ٥ / ٢٤٧.

(٢) السابق ٤ / ١٠ ، ٥ / ٢٤٧ ، وتاريخ الإسلام ٢٢ / ١٤٦.

(٣) إضافة تفرد بها كتاب (الإكمال) ٥ / ٢٤٧.

(٤) قال ابن حجر : بفتح أوله (الإصابة ٢ / ٤٥٠).

(٥) نسبة إلى قرية (بركوت). (هكذا ضبطها السمعانى بالحروف فى : الأنساب ١ / ٣٢٧) ، وهو أدق من ضبط ياقوت لها فى (معجم البلدان ١ / ٤٧٦) ؛ لأنه أغفل ذكر سكون الراء. وسيأتى تعريف ابن يونس بها بعد قليل.

(٦) الإكمال ٤ / ٨ (ولم ينسب النص ، ولا ترجمته للشخصية إلى ابن يونس) ، والأنساب ١ / ٣٢٧ ، ٤ / ٥٠١ (وفيها ضبط القشيب بالحروف ، وقال : هو بطن من أزد من لخم) ، ومخطوط تاريخ دمشق ٦ / ١٩٥ (وفيه حرّفت القشيب إلى القشب). وذكر ياقوت أنه من (أزدة ابن حجر بن جزيلة بن لخم (معجم البلدان ١ / ٤٧٦). وهى معلومة جديدة ، لكن اسم (رباح) صحّف إلى (رباح) به.

(٧) الأنساب ١ / ٣٢٧ ، ومخطوط تاريخ دمشق ٦ / ١٩٥. واكتفى ياقوت بقوله : إنها من قرى مصر (معجم البلدان ١ / ٤٧٦) ، وكذلك محمد رمزى فى (القاموس الجغرافى) فى القسم الأول (البلاد المندرسة) ص ١٥٥. أما ابن الأثير ، فنقل تعريف ابن يونس بها فى (أسد الغابة ٢ / ٢٠٣) ، لكنه لم يذكر نسبته إلى ابن يونس ، وكذا فعل فى كافة معلوماته فى ترجمة الشخصية ، التى نحن بصددها.

(٨) سقط هذا اللفظ من (مخطوطة تاريخ دمشق) ٦ / ١٩٥.

(٩) الإصابة ٢ / ٤٥٠. ووردت فى (الأنساب ١ / ٣٢٧ : ونزل عليهم ببركوت) ، وكذلك فى (مخطوط تاريخ دمشق ٦ / ١٩٥).

(١٠) الإصابة ٢ / ٤٥٠.

(١١) مخطوط تاريخ دمشق ٦ / ١٩٥.

(١٢) الأنساب ١ / ٣٢٧ ، ومخطوط تاريخ دمشق ٦ / ١٩٥.

١٦٨

أخرجناه فى كتابنا ؛ لأن مطهّر بن الهيثم(١) روى عن موسى بن علىّ بن رباح ، عن أبيه ، عن جده حديثا منكرا ، وهو : «إن مصر ستفتح بعدى ، فانزعوا(٢) خيرها ، ولا تتخذوها قرارا ؛ فإنه يساق إليها أقل الناس أعمارا». وهذا حديث منكر جدا ، وقد أعاذ الله أبا عبد الرحمن موسى بن على بن رباح أن يحدّث بمثل هذا ، وهو كان أتقى لله من ذلك. ولم يحدّث به إلا مطهر بن الهيثم ، ومطهر هذا متروك الحديث(٣) .

٤٥٦ ـ رباح بن المغترف(٤) بن جحوان(٥) بن عمرو بن شيبان(٦) : من محارب بن فهر. يكنى أبا حسان. من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم (٧) . شهد فتح مصر ، وله بمصر حديث ، رواه عنه ولده. وفى نسبه نظر(٨) .

٤٥٧ ـ رباح بن نافع الفارسىّ : يروى عن عبد الله بن الضحاك بن شراحيل الغافقى. روى عنه ابنه موسى بن رباح(٩) .

* ذكر من اسمه «الربيع» :

٤٥٨ ـ الربيع بن سليمان بن داود الجيزى الأزدى : مولاهم المصرى الأعرج. يكنى

__________________

(١) ستأتى ترجمته فى (باب الميم) من (تاريخ الغرباء) لابن يونس ، إن شاء الله.

(٢) هكذا وردت تلك الكلمة فى (مخطوط تاريخ دمشق ٦ / ١٩٥) ، وفى (أسد الغابة) ج ٢ / ٢٠٣ (أورد الحديث كله دون نسبته إلى ابن يونس ، وإن قال : أخرجه الثلاثة ، ومنهم ابن منده بالطبع ، وهو تلميذ ابن يونس). وفى (الإصابة) ٢ / ٤٥٠ : فانتجعوا. وحرفت اللفظة فى (الأنساب) ١ / ٣٢٧ إلى (فافزعوا).

(٣) السابق ، ومخطوط تاريخ دمشق ٦ / ١٩٥ ، والإصابة ٢ / ٤٥٠.

(٤) وردت بالعين فى (الاستيعاب ٢ / ٤٨٦ ، والأنساب ٢ / ٢٠٣ ، والإصابة ٢ / ٤٥١).

(٥) ورد هذا الاسم بتقديم الحاء (حجوان) فى المصادر السابقة.

(٦) لنسبه بقية هى : شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة القرشى الفهرى. (الاستيعاب ٢ / ٤٨٦ ، وأسد الغابة ٢ / ٢٠٣). وأثبتّها فى الهامش ؛ لأن الترجمة المذكورة مقصورة على (الإكمال) ، ولم يقتبس ابن عبد البر ، ولا ابن الأثير عن (ابن يونس) فيها شيئا ، إضافة إلى أن ابن ماكولا ذكر معظم النسب ، وذكر مصدر ترجمته (ابن يونس) ، فلعل مؤرخنا اقتصر على ما أورد من سلسلة نسب المترجم له.

(٧) ورد أنه من مسلمة الفتح ، وكان شريك عبد الرحمن بن عوف فى التجارة (الاستيعاب ٢ / ٤٨٧ ، وأسد الغابة ٢ / ٢٠٣ ، والإصابة ٢ / ٤٥١).

(٨) الإكمال ج ٤ / ٧ ـ ٨.

(٩) السابق (٤ / ١٠).

١٦٩

أبا محمد. ثقة. توفى يوم الأحد لليلتين بقيتا من ذى الحجة سنة ست وخمسين ومائتين(١) .

٤٥٩ ـ الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادى ، مولاهم المصرى : يكنى أبا محمد. ثقة(٢) . قال عبد الله بن محمد بن جعفر القزوينى القاضى : سمعت الربيع بن سليمان يقول : كل محدّث حدّث بمصر بعد ابن وهب ، كنت مستمليه(٣) . توفى يوم الاثنين لعشر بقين من شوال سنة سبعين ومائتين(٤) ، وآخر من حدّث عنه أبو الفوارس السّندى(٥) .

٤٦٠ ـ الربيع بن عبد الله بن الحارث بن جزء ، الزّبيدىّ(٦) : يروى عن أبيه. روى عنه

__________________

(١) تهذيب الكمال ٩ / ٨٧ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢١٢ ، والخلاصة ١ / ٣١٩ (ذكر سنة الوفاة). هذا ، وقد ترجم له ابن ماكولا فى (الإكمال) ٣ / ٤٧ ، فقال : يروى عن أسد بن موسى ، وعبد الله بن عبد الحكم ، وغيرهما. (لكنه لم ينسب الترجمة إلى ابن يونس).

(٢) تهذيب الكمال (٩ / ٨٩) ، وتاريخ الإسلام ٢٠ / ٩٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٨٨ ، وتذكرة الحفاظ (طبعة دار إحياء التراث العربى) ج ٢ من مج ١ ص ٥٨٧ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢١٣ ، والخلاصة ١ / ٣١٩.

(٣) تهذيب الكمال ٩ / ٨٩ ، وتذكرة الحفاظ (ط. دار إحياء التراث العربى) ج ٢ من مج ١ ص ٥٨٧ ، وتاريخ الإسلام ٢٠ / ٩٧. استملاه الكتاب : أى : سأله أن يمليه عليه (اللسان ، مادة : م. ل. ى) ٦ / ٤٢٧٣ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٩٢٣.

(٤) تهذيب الكمال ٩ / ٨٩ ، وتذكرة الحفاظ (ط. دار إحياء التراث العربى) ج ٢ من مج ١ ص ٥٨٧ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢١٣. وقال الطحاوى فى (تسمية من مات من مشايخه سنة ٢٧٠ ه‍) : هو مؤذّن الجامع بفسطاط مصر. توفى يوم الاثنين ، ودفن يوم الثلاثاء لإحدى وعشرين ليلة خلت من شوال. وصلّى عليه الأمير خمارويه. وكان قد ولد مع المزنىّ ، وبحر ـ لا محمد ، كما ورد فى تهذيب التهذيب ـ بن نصر سنة ١٧٤ ه‍. وكان المزنى أسنّ منه بستة أشهر. (تهذيب الكمال ٩ / ٨٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٩٠ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢١٣). وكان الربيع أجود فى الحديث ، والمزنى أجود فى الفقه. (تاريخ الإسلام ٢٠ / ٩٨).

(٥) تفرد بذكره الذهبى فى (تذكرة الحفاظ ـ طبعة دار إحياء التراث العربى) ج ٢ من مج ١ ص ٥٨٧. وذكر ابن حجر عددا من أساتيذه ، وتلاميذه ، قال : روى الربيع (صاحب الشافعى ، وراوية كتبه) عن ابن وهب ، وشعيب بن الليث ، وأسد بن موسى ، ويحيى بن حسان ، وغيرهم. روى عنه أبو داود ، والنسائى ، وابن ماجه ، والطحاوى ، وغيرهم.

(٦) ضبطها السمعانى بالحروف ، وقال : هذه النسبة إلى زبيد ، وهى قبيلة قديمة من (مذحج). أصلهم من اليمن ، نزلوا الكوفة. وإلى (زبيد الأكبر) ترجع قبائل (زبيد) ، واسمه (منبّه بن صعب). وجدّ المترجم له يعدّ فى الصحابة. (الأنساب ٣ / ١٣٥ ـ ١٣٦).

١٧٠

المقدام بن سلام الحجرىّ. والحديث معلول(١) .

٤٦١ ـ الربيع بن محمد بن الربيع بن سليمان الجيزىّ : يكنى أبا محمد. قال لى : إنه سمع من عبد الله(٢) بن سعيد بن عفير ، وعبد الله بن محمد بن أبى مريم(٣) . روى عنه أبو محمد النحاس ، وغيره(٤) ، كتب عنه قوم من أصحاب الحديث(٥) . لم يكن يشبه أهل العلم(٦) . مات فى ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة(٧) .

* ذكر من اسمه «ربيعة» :

٤٦٢ ـ ربيعة بن زرعة الحضرمىّ:من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح مصر(٨) .

٤٦٣ ـ ربيعة بن سيف بن ماتع(٩) المعافرى الصّنمىّ(١٠) الإسكندرانى : يروى عن فضالة بن عبيد. روى عنه جعفر بن ربيعة ، وسعيد بن أبى هلال ، وسهيل بن حسان ، وحيوة بن شريح ، والليث بن سعد ، وابن لهيعة ، وبكر بن مضر ، وضمام(١١) بن إسماعيل (آخر من حدّث عنه)(١٢) . توفى قريبا من سنة عشرين ومائة(١٣) فى أيام هشام

__________________

(١) الإكمال ٢ / ٩١.

(٢) السابق ٣ / ٤٧. والصواب : عبيد الله. (تاريخ الإسلام ٢٥ / ٢٦٢).

(٣) الإكمال ٣ / ٤٧ ، وتاريخ الإسلام ٢٥ / ٢٦٢.

(٤) السابق ٢٥ / ٢٦٢.

(٥) الإكمال ٣ / ٤٧.

(٦) تاريخ الإسلام ٢٥ / ٢٦٢.

(٧) الإكمال ٣ / ٤٧ ، وتبصير المنتبه ١ / ٣٦٤.

(٨) الإصابة ٢ / ٤٦٦ (قاله أبو سعيد بن يونس) ، وحسن المحاضرة ١ / ١٩٧.

(٩) ذكر ابن حجر : أنها بكسر المثنّاة (التقريب ١ / ٢٤٦).

(١٠) كذا ضبطها السمعانى بالحروف ، وقال : نسبة إلى بنى (صنم) ، وهم بطن من الأشعريين فى المعافر. (الأنساب ٣ / ٥٥٩). ويلاحظ أن ابن ماكولا لم يذكر هذه المادة (الصنمى) فى كتابه (الإكمال). أما محقق (تهذيب الكمال) فى ج ٩ / ١١٣ ، فتفرّد بضبطه هكذا : (الصّنّمىّ). وبالنسبة لابن حجر ، فلم يذكر هذه النسبة فى (التقريب) ١ / ٢٤٦ ، وذكرها دون إشارة إلى ضبطها فى (تهذيب التهذيب) ج ٣ / ٢٢١. وأرى أن ما قاله صاحب (الأنساب) هو الصحيح.

(١١) حرّفت إلى : (صمصام) فى (تاريخ الإسلام ٧ / ٣٦٠).

(١٢) الأنساب ٣ / ٥٥٩ (ولم ينسب النص إلى ابن يونس). وأعتقد أن ذكر ابن يونس سقط من السمعانى ، فطريقة الترجمة ، ومنهج ابن يونس فى إيرادها ، واهتمامه بمطالعة الديوان ، كما سيأتى ـ بعد قليل ـ يرجح أنها مأخوذة عن كتاب ابن يونس.

(١٣) تهذيب الكمال ٩ / ١١٤ ، وتاريخ الإسلام ٧ / ٣٦٠ (وعلّق الذهبى : لعله عاش بعد ذلك مدة) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٢١.

١٧١

ابن عبد الملك(١) . ورأيت اسمه فى ديوان المعافر بمصر فى «بنى صنم»(٢) ، وفى حديثه مناكير(٣) . أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن حكم المعافرى ، حدثنا عبد الواحد بن يحيى ، حدثنا ضمام بن إسماعيل ، عن ربيعة بن سيف ، قال : كنا ب «رودس» ، فقتل رجل (قتله العدو) ، وتوفى رجل. فحملا إلى قبريهما ، فمال الناس إلى المقتول ، فقال فضالة ابن عبيد صاحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والله ، ما كنت أبالى من أى حفرتيهما بعثت. ثم تلا :( وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا ) الآيتين(٤) .

٤٦٤ ـ ربيعة بن شرحبيل بن حسنة : رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥) ، وكان أحد من شهد فتح مصر(٦) من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم (٧) ، واختط بها(٨) ، وكان واليا لعمرو بن العاص (رضى الله عنه) على المكس(٩) . روى عنه ابنه جعفر بن ربيعة ، ويناق مولاه(*) .

__________________

(١) زيادة فى : (الأنساب ٣ / ٥٥٩ ، وتهذيب الكمال ٩ / ١١٤).

(٢) الأنساب ٣ / ٥٥٩.

(٣) السابق ، وتهذيب الكمال ٩ / ١١٤ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٢١.

(٤) تمام الآيتين :( لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ* لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ) [الحج : ٥٨ ـ ٥٩]. وقد سها محقق (تاريخ الإسلام) للذهبى ١٨ / ٣٣٦ ، وجعلهما الآيتين ٥٧ ـ ٥٨. ويلاحظ أن النص ورد فى (المصدر السابق). وأضاف فى ج ٨ / ٣٣٧ قائلا : ورواه ابن يونس فى اسم (ربيعة) ، بينما كان الذهبى يترجم ـ أصلا ـ ل (عبد الواحد بن يحيى بن خالد الغافقى) ، المعروف ب (سوادة).

(٥) الإكمال ٢ / ٤٦٩ (سبقتها لفظة : يقال) ، وأسد الغابة ٢ / ٢١٣.

(٦) الإكمال ٢ / ٤٦٩ ، وأسد الغابة ٢ / ٢١٣ ، والإصابة ٢ / ٤ ـ ٥ ، والخطط ٢ / ١٢٣.

(٧) السابق.

(٨) الإكمال ٢ / ٤٦٩ ، وأسد الغابة ٢ / ٢١٣ (مصدّرة بلفظة : قيل ، ولم ينسبها إلى ابن يونس). وقد ذكر خطّته مع أخيه (عبد الرحمن) فى مصر المؤرخ ابن عبد الحكم فى (فتوح مصر) ص ١١٢.

(*) الإكمال ٢ / ٤٦٩ ـ ٤٧٠ ، وأسد الغابة ٢ / ٢١٣ (ووقف عند رواية ابنه جعفر عنه) ، وقال بعدها : قال ابن منده : قاله لى أبو سعيد بن يونس. وقد وصف ابن الأثير ابن منده بأنه ثقة حافظ.

(٩) الإكمال ٢ / ٤٦٩. وفى أسد الغابة ٢ / ٢١٣ : تحرفت كلمة (المكس) إلى (المكيين). وقال ابن حجر ، والسيوطى ـ نقلا عن ابن يونس ـ : يقال : إن عمرو بن العاص كان يستعمله على بعض العمل. (الإصابة ٢ / ٥٠٤ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٩٨). والصحيح : أنه كان على المكس بالتحديد ، وهو ما ذكره ابن عبد الحكم فى (فتوح مصر) ص ١٠٩. وجدير بالذكر أن المقريزى ذكر فى (الخطط) ج ٢ / ١٢٣ ما يلى : قال ابن يونس فى (تاريخ مصر): «وكان ربيعة بن شرحبيل بن حسنة (رضى الله عنه) أحد من شهد فتح مصر المكس. وكان رزيق ـ لا

١٧٢

٤٦٥ ـ ربيعة بن عيدان(١) بن ربيعة بن(٢) ذى العرف بن وائل بن(٣) ذى طواف الحضرمى ، ويقال : الكندىّ(٤) . من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . شهد فتح مصر(٥) .

٤٦٦ ـ ربيعة بن عيدان بن ربيعة الكبير(٦) بن عيدان(٧) بن مالك بن زيد بن ربيعة الحضرمى : من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . شهد فتح مصر ، ليست له رواية نعلمها(٨) .

__________________

زريق ، كما وردت محرفة ـ بن حيّان على مكس أيلة ـ وردت بالباء تصحيفا ـ فى خلافة عمر بن عبد العزيز (رضى الله عنه)». والحق أننى لست أدرى ما إذا كانت العبارة المضافة عن (رزيق بن حيان) من كلام ابن يونس ، أو أنها من كلام المقريزى ، أو أنها لابن يونس فى ترجمة (رزيق بن حيّان) ، فتداخل الاقتباسان معا ؛ أحدهما ـ من (تاريخ المصريين) ، والآخر من (الغرباء). وهذا هو الراجح عندى ؛ لأنه لو كان هذا من تعليق المقريزى ؛ لأفصح عن نفسه. وستأتى ترجمة مفردة ل (رزيق بن حيان) هذا فى (تاريخ الغرباء) ، باب (الراء) برقم (٢٠٤) ، خاصة أن المصادر الناقلة عن ابن يونس ترجمة (ربيعة بن شرحبيل) لم تورد تلك العبارة ، كما أنه ليس من منهج ابن يونس الخروج عن ترجمة الشخصية التى يترجم لها فى مصر ، إلى شخصية أخرى تتولى منصبا فى فلسطين ، ولا صلة قرابة بينهما.

(١) ضبطها ابن ماكولا بالحروف فى (الإكمال ٦ / ٩٨) ، وقال : عيدان هو (جيشان بن حجر بن ذى رعين). وكذا ضبطه السمعانى ، وقال : عيدان بطن من حضرموت (الأنساب ٤ / ٢٦٧). وكذلك ضبطه ابن الأثير فى (أسد الغابة) ٢ / ٢١٥ ، وابن حجر فى (الإصابة) ٢ / ٤٧١ (على المشهور). وذكر عبد الغنى بن سعيد ذلك الضبط ، وأضاف إليه : وقيل : عبدان (بكسر العين ، وباء معجمة بواحدة). (المؤتلف والمختلف ـ ط. دار الأمين) ص ١٣١. هذا ، وقد عرض الإمام النووى كافة الآراء المقولة فى ضبط هذه الكلمة ، ورجح رأى ابن يونس فى (التاريخ) وذلك فى شرحه على (صحيح مسلم) ط. ـ الدار الثقافية ببيروت ج ٢ / ١٦١.

(٢) سقطت لفظة (ابن) فى الموضعين من (الإكمال) ٦ / ٩٨.

(٣) سقطت لفظة (ابن) فى الموضعين من (الإكمال) ٦ / ٩٨.

(٤) وقف المصدر السابق عند (الحضرمى) ، وكذلك فى (الأنساب) ٤ / ٢٦٧. وفى (أسد الغابة) ٢ / ٢١٥ ، والإصابة ٢ / ٤٧١ ، كما فى المتن.

(٥) الإكمال ٦ / ٩٨ (قال ابن يونس) ، والأنساب ٤ / ٢٦٧ ـ ٢٦٨ (ذكره أبو سعيد بن يونس فى تاريخ المصريين) ، وأسد الغابة ٢ / ٢١٥ (قاله ابن يونس) ، ويمكن مراجعة المزيد من المعلومات عن المترجم له (ربيعة بن عيدان) ، والحديث الذي روى عن تخاصمه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من استيلاء رجل ، يدّعى (امرأ القيس بن عابس الكندى) على أرض له فى الجاهلية ، وما دار من حوار بينه وبين الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم فى هذا الشأن فى : (شرح صحيح مسلم للنووى) ، باب (وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنار) ، ج ٢ / ١٦٠ ـ ١٦٢ (طبعة الدار الثقافية العربية).

(٦) ربيعة الأكبر (الإصابة) ٢ / ٤٧١.

(٧) عيدان الأكبر (المصدر السابق).

(٨) الإكمال ٦ / ٩٨ ـ ٩٩ (قال ذلك ابن يونس) ، والإصابة ٢ / ٤٧١. ويلاحظ أن ابن حجر اعتبر

١٧٣

٤٦٧ ـ ربيعة بن الفراس(١) : مصرى صحابى ، روى عنه زياد بن نعيم(٢) . روى ابن لهيعة(٣) ، عن بكر بن سوادة ، عن زياد بن نعيم ، عن ربيعة بن الفراس ، قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : يسير حىّ ، حتى يأتوا بيتا ، تعظّمه العجم(٤) مستترا(٥) ، فيأخذون من ماله(٦) ، ثم يغيرون عليكم أهل إفريقية حتى ترد سيوفهم» يعنى : النّبل(٧) .

٤٦٨ ـ ربيعة بن قيس الجملىّ(٨) : شهيد صفين مع علىّ بن أبى طالب. روى عن علىّ ، وعقبة بن عامر. روى عنه عبد الله بن راشد الزّوفىّ ، وبكر بن سوادة(٩) .

٤٦٩ ـ ربيعة بن قيصر الحضرمى : ويقال : ابن مصبر ، وهو الصواب. كذا رأيته فى «نسب حضرموت» ، وفى الرواية القديمة. روى عنه الحارث بن يزيد ، وعمرو بن الحارث. وفى رواية عمرو ، عنه نظر. وهو يروى عن أبى رهم الجرهمىّ ، وهو السّماعىّ ، عن أبى أيوب(١٠) .

__________________

هذه الترجمة ، والترجمة السابقة لشخص واحد ، بينما تفرد ابن يونس باعتبارهما شخصين منفصلين ، فترجم لكل واحد منهما على حدة.

(١) زاد ابن حجر فى (الإصابة) : ٢ / ٤٧٣ : ويقال : الفارسى.

(٢) عدّه ابن الأثير فى المصريين ، وأورد قول أبى نعيم : ذكره بعض المتأخرين ـ يعنى : ابن منده ـ وزعم أنه من الصحابة (أسد الغابة) : ٢ / ٢١٥ ـ وكذلك عدّه ابن حجر فى (الإصابة) ٢ / ٤٧٣ ، والسيوطى فى (حسن المحاضرة) ١ / ١٩٨.

(٣) هذه هى بداية الإسناد فى : أسد الغابة ٢ / ٢١٥ ، والإصابة ٢ / ٤٧٣.

(٤) كذا ورد فى (أسد الغابة) ٢ / ٢١٦. وبلفظ (العرب) فى (الإصابة) ٢ / ٤٧٣.

(٥) ورد ـ كذلك ـ فى المصدرين السابقين.

(٦) إلى هنا انتهى ما ورد من الحديث لدى ابن حجر فى (الإصابة) ٢ / ٤٧٣.

(٧) أسد الغابة ٢ / ٢١٦ (أخرجه ابن منده ، وأبو نعيم). النّبل : السهام. وجمعه : نبال ، وأنبال. والنابل : الرامى ، ويقال : اختلط الحابل بالنابل ، أى : وقع الاضطراب بينهم ، فلا يعرف الصائد بالنبال من الصائد بالحبال. (اللسان ، ن. ب. ل) ج ٦ / ٤٣٣٠ ـ ٤٣٣١ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٩٣٥. لم أقف على هذا الحديث فيما تيسر لى من كتب السنّة.

(٨) ضبطها ابن ماكولا بالحروف ، وقال : جمل بطن من مراد. (الإكمال ٢ / ٢٥١) : وزاد السمعانى : هو جمل بن كنانة بن ناجية بن مراد (الأنساب) ٢ / ٨٧.

(٩) الإكمال ٢ / ٢٥٢ (ذكره ابن يونس فى «تاريخ مصر»).

(١٠) السابق ١ / ٣٢٨ (كذا وجدته مضبوطا بخط الصّورى). وفى كتاب (ابن الثلاج) : بصبر (أوله باء ، ثم صاد).

١٧٤

٤٧٠ ـ ربيعة بن لقيط بن حارثة بن عميرة التجيبى : من بنى الفردم(١) بن بدّا بن أذاة. روى عن معاوية بن أبى سفيان ، وعمرو بن العاص(٢) ، وعبد الله بن حوالة(٣) ، ومطعم بن عبيدة البلوى. روى عنه يزيد بن أبى حبيب(٤) ، وابنه «إسحاق بن ربيعة». وكان شهد صفين مع معاوية ، ودخل معه الكوفة(٥) .

٤٧١ ـ ربيعة بن يورا الصّدفىّ : شهد فتح مصر. يروى عن فضالة بن عبيد الأنصارىّ. حدّث عنه عبد الله بن مسروح الصّدفى(٦) .

* ذكر من اسمه «ربية» :

٤٧٢ ـ ربيّة(٧) بن عمرو التجيبى : من بنى عضاه(٨) بن سعد. شهد فتح مصر(٩) .

* ذكر من اسمه «رجاء» :

٤٧٣ ـ رجاء بن الأشيم(١٠) بن كميش(*) الحميرىّ : يكنى أبا الأشيم. أمه حمضة

__________________

(١) ضبطه السمعانى بالحروف ، وقال : نسبة إلى بنى الفردم ، بطن من تجيب. (الأنساب ٤ / ٣٦٣).

(٢) وجدت رواية له عن عبد الله بن عمرو ، لا عن عمرو ، ذكر فيها كلامه ، الذي قاله ، وهو يقف يتأهب للصلاة على أبيه عمرو ، فمدح أباه ، وأظهر التجلّد والتصبّر ، وعدم الجزع إزاء هذا الموقف العصيب (فتوح مصر ١٨٢).

(٣) روى عن عبد الله بن حوالة الأزدى ، عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا (المصدر السابق ٣١١).

(٤) توجد أكثر من رواية له عن يزيد بن أبى حبيب (السابق : ص ١٣٨ ، ٣٠٣ ، ٣١١).

(٥) الإكمال ٦ / ٢٨٠ (قاله ابن يونس) ، والإصابة ٢ / ٥٢٣ (واكتفى بمجرد القول : إن ابن يونس ، وغيره ذكره فى التابعين).

(٦) الإكمال ٧ / ٤٤٠ (قاله ابن يونس).

(٧) قال محقق (الإكمال) ج ٣ / ٣١٠ (هامش ٣) : شكّل فى الأصل بفتح فكسر ، فلعله بتشديد ثالثه ، وبعده تاء التأنيث ، فإن النسخ لا تعنى بنقط تاء التأنيث.

(٨) العضاه من الشجر : كل شجر له شوك. والواحدة : عضاهة ، وعضهة. والنسب إليه شاذ : عضوىّ ، وعضهىّ. (اللسان. ع. ض. ه) ٤ / ٢٩٩١ ـ ٢٩٩٢. فلعل هؤلاء القوم كانوا يقيمون فى مكان يكثر به هذا النوع من الشجر.

(٩) الإكمال ٣ / ٣١٢ (قاله ابن يونس).

(*) ضبطه ابن ماكولا هكذا فى (الإكمال) ٧ / ١٧٧.

(١٠) جاء فى (مختصر تاريخ دمشق) لابن منظور ج ٨ / ٣١١ : أن رجاء بن أبى عطاء لم يذكره ابن يونس. قال (لعله ابن منظور) : وأراهما ـ أى رجاء بن الأشيم ، وابن أبى عطاء ـ واحدا ،

١٧٥

بنت عبد الله بن خيوان بن الحارث بن مالك بن حمير(١) .

أخبرنا أبى أحمد بن يونس ، أخبرنا عيسى بن إبراهيم الغافقى ، أخبرنا ابن وهب ، عن يحيى بن أيوب ، عن سعيد(٢) : أنه سمع رجاء بن الأشيم يسأل سالم بن عبد الله(٣) فى ساج(٤) إزاره ديباج(٥) . قال : ابن أخ ، أنت تلبس الخزّ(٦) ، وهذا يسوء به من ذلك(٧) .

وكان رجاء هذا شريفا بمصر فى أيامه ، وله ولايات(٨) (٩) قتله حوثرة بن سهيل الباهلىّ بمصر يوم الثلاثاء لاثنتى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة ثمان وعشرين ومائة(١٠)

__________________

ويكون أبو عطاء كنية الأشيم رجاء (لعله يقصد : كنية الأشيم أبى رجاء). وفى رأيى أن هذا كلام غير مسلّم به ؛ إذ لم يقل به ابن ماكولا ، ولم تشر إليه المصادر الأخرى.

(١) الإكمال ٧ / ١٧٧.

(٢) أورده ابن عساكر فى (مخطوط تاريخ دمشق) ٦ / ٢٢٩ غير منسوب ، ولعله (سعيد بن أيوب المصرى).

(٣) أوضح ابن ماكولا ـ فيما نقل عن ابن يونس ـ أنه (سالم بن عبد الله بن عمر) ، (الإكمال ٧ / ١٧٧). وقد ترجم له ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٣ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩ ، فقال : روى عن أبيه ، وأبى هريرة ، وأبى أيوب الأنصارى ، وغيرهم. روى عنه الزهرى ، وحميد الطويل ، ونافع مولى أبيه ، وغيرهم (توفى سنة ١٠٦ ه‍ على الراجح).

(٤) السّاج : الطّيلسان الضخم الغليظ الأخضر اللّين (اللسان : س. و. ج) ج ٣ / ٢١٤٠.

(٥) أى : أسفله من حرير رقيق ، وهو ضرب من الثياب سداه ولحمته حرير. وهو لفظ فارسى معرّب. (السابق : د. ب. ج) ج ٢ / ١٣١٦ ، و (المعجم الوسيط) ج ١ / ٢٧٨.

(٦) ثياب من جواهر موصوفة بها. وكان الخزّ ـ أولا ـ عبارة عن ثياب تنسج من صوف وحرير ، وهى مباحة ، على أن الإكثار منها يكون تشبها بالأعاجم ، وزىّ المترفين. أما الثياب المعمولة كلها من حرير ، فهى حرام (اللسان : خ. ز. ز) ج ٢ / ١١٤٩.

(٧) مخطوط تاريخ دمشق ٦ / ٢٢٩ والمقصود : أنك تسأل عن ثياب ، أنت تلبس ما يسوءك بسببها أكثر مما عنه تسأل.

(٨) الإكمال ٧ / ١٧٧. ومن هذه الولايات ما ذكره الكندى ، من أن حفص بن الوليد ولّى (فهد بن مهدى الحضرمى) على (أسفل الأرض) ، بينما جعل (رجاء بن الأشيم) على الصعيد ، وذلك سنة ١٢٧ ه‍ (كتاب الولاة ص ٨٤).

(٩) يوجد ـ هنا ـ سقط بمقدار جملة ، أو أكثر قليلا تقريبا ، فالعبارة فيها اضطراب (مخطوط تاريخ دمشق ٦ / ٢٢٩).

(١٠) السابق. وهو ما يوافق الذي ورد فى (الولاة) للكندى ص ٩٠. واكتفى ابن ماكولا فى نقله عن ابن يونس بذكر شهر وسنة الوفاة فقط (الإكمال ٧ / ١٧٧ ، وقال بعدها : قال ذلك أجمع ابن يونس فى غير نسخة).

١٧٦

داره دار السّلسلة ، التى عند بئر النخل بحمير ، معروفة هناك(١) .

٤٧٤ ـ رجاء بن جبر بن رجاء بن كليب بن خيار بن جبر بن ناشرة القتبانىّ(٢) : حكى عن جده شيئا من فتوح المغرب ، وعن غير جده. روى عنه سعيد بن عفير(٣) .

٤٧٥ ـ رجاء بن كليب بن خيار بن جبر بن ناشرة القتبانى : يروى عن عقبة بن نافع الفهرى. روى عنه القاسم بن الحسن بن راشد ـ خال سعيد بن كثير بن عفير ـ الكثير(٤) . ويقال : إن رجاء هذا هو عم أبى زرارة الليث بن عاصم بن كليب(٥) ، وما صحّ أنه عمه. توفى سنة إحدى وثلاثين ومائة(٦) . ورجاء هذا هو أخو «عاصم بن كليب» ، وهو أكبر منه(٧) .

__________________

(١) مخطوط تاريخ دمشق ٦ / ٢٢٩. وجدير بالذكر أن بالفسطاط أكثر من دار ، يقال لها : السّلسلة. فهناك دار بناها عمرو بن العاص غربىّ المسجد لمن قدم عليه من بنى سهم ، ممن لم يشهد الفتح (فتوح مصر ص ١٠٨). وتوجد أكثر من دار أخرى بالاسم نفسه ، حدد مؤرخنا ابن عبد الحكم مواضعها المختلفة بالفسطاط فى (الحذّائين) ، وفى (زقاق القناديل) ، وغيرها. (السابق : ص ١٣٦ ، ٣١٨).

(٢) الإكمال ٢ / ١٧.

(٣) السابق ٢ / ٤٢ (لم يصرح ـ هنا ـ بالنقل عن ابن يونس ، مكتفيا بما سبقت الإشارة إليه فى موضع سابق ، فكلا الموضعين يكمل الآخر). وهذا المترجم له ـ هنا ـ هو حفيد الآتى ، إن شاء الله.

(٤) لعب عدم حرص المحقق على استيفاء علامات الترقيم دورا فى غموض العبارة ، فقد كتبت هكذا : (روى عنه القاسم بن الحسن بن راشد ، خال سعيد بن كثير بن عفير الكثير) فسقطت فاصلة (،) قبل كلمة (الكثير) ، التى بدت كأنها جزء من النسب. وذكر المحقق فى (المصدر السابق) هامش (١) : أنه ربما يشهد لابن يونس أنهم ذكروا لسعيد خالا يسمى (مغيرة بن الحسن الهاشمى). والحق أن هذا كلام صحيح ؛ لأن ابن حجر قال فى ترجمته لسعيد بن عفير : روى عنه خاله (المغيرة بن الحسن الهاشمى). (تهذيب التهذيب ٤ / ٦٦). وصرح المزى فى (تهذيب الكمال) ١١ / ٤٠ : أن أمه بنت الحسن بن راشد مولى بنى هاشم ؛ مما يرجح وجود هذا الخال. وإذا كان ابن يونس سمّاه (القاسم) ، فهناك أحد احتمالين : أن يكون الاسم أصابه تحريف من النسّاخ ، أو أن يكون لابن عفير خال آخر بهذا الاسم.

(٥) ستأتى ترجمته فى (تاريخ المصريين) لابن يونس فى باب (اللام) ، بإذن الله.

(٦) الإكمال ٢ / ٤٢.

(٧) السابق ٢ / ١٧. ويلاحظ أن المترجم له هنا هو جدّ المذكور فى الترجمة السابقة.

١٧٧

* ذكر من اسمه «رشدين» :

٤٧٦ ـ رشدين(١) بن سعد بن مفلح بن هلال المهرىّ(٢) المصرى : يكنى أبا الحجّاج ، وهو رشدين بن أبى رشدين. ولد سنة عشر ومائة ، ومات سنة ثمان وثمانين ومائة(٣) . وكان رجلا صالحا ، لا يشكّ فى صلاحه وفضله ، فأدركته غفلة الصالحين ، فخلط فى الحديث(٤) . وأساء فيه يحيى بن معين القول ، ولم يكن النسائى يرضاه ، ولا يخرّج له(٥) .

* ذكر من اسمه «رشيد» :

٤٧٧ ـ رشيد(٦) بن مالك المزنىّ : يكنى أبا عميرة(٧) . من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . ذكر فى أهل مصر ، وله بمصر حديث(٨) رواه ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن شيبان الغسّانىّ(٩) ، عن رجل من مزينة ، يقال له : أبو عميرة ، من أصحاب النبي (صلى الله

__________________

(١) ضبطت بالحروف فى (التقريب ١ / ٢٥١).

(٢) ضبطت بالحروف فى (الأنساب ٥ / ٤١٧ ، والتقريب ١ / ٢٥١). وحرّفت فى (طبقات ابن سعد ٧ / ٣٥٨) إلى (القينى) ، وفى (حسن المحاضرة ١ / ٢٨٣) إلى (الفهرىّ).

(٣) وهو مصداق قول ابن حجر فى (التقريب ١ / ٢٥١) : عاش ٧٨ سنة.

(٤) المصدر السابق ، وتهذيب الكمال ٩ / ١٩٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٨٣ (مخلّط بدل فخلط).

(٥) تهذيب التهذيب ٣ / ٢٤١. ولاحظ تضعيف ابن سعد له فى (الطبقات ٧ / ٣٥٨) ، وتفاصيل ذلك فى (الأنساب) ٥ / ٤١٧.

(٦) ضبطت بالشكل فى (الإصابة) ٢ / ٤٨٦.

(٧) ضبطها بفتح العين محقق (فتوح مصر) ص ٣١٣ ، وكذا فى (الإصابة) ٢ / ٤٨٦. وقال السيوطى : بفتح العين فى (حسن المحاضرة) ١ / ١٩٨. ويلاحظ وجود صحابى آخر باسم (رشيد بن مالك السّعدىّ التميمى الكوفى) ، وله الكنية نفسها (أبو عميرة). وهو الذي روى أنه كان عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأتى رجل بطبق فيه تمر ، فسأله الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هدية ، أم صدقة؟ فقال : صدقة. فقدّمه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم للقوم. وأقبل الحسن وهو صغير ، فوضع تمرة فى فيه ، ففطن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم لذلك ، وانتزعها ، وقال : «إنّا ـ آل محمد ـ لا نأكل الصدقة». راجع : (طبقات ابن سعد ٦ / ١١٧ ، والاستيعاب ٢ / ٤٩٦ ، وأسد الغابة ٢ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ، والإصابة ٢ / ٤٨٦ ـ ٤٨٧).

(٨) حسن المحاضرة ١ / ١٩٨ (ولأهل مصر عنه حديث).

(٩) ورد فى السند فى (الإصابة) ٢ / ٤٨٦. وذكر ابن عبد الحكم بعد انتهاء سند الحديث ومتنه (فتوح مصر ص ٣١٤) : وقد أدخل بعض الناس فيما بين (بكر بن سوادة) ، و (أبى عميرة) شيبان. ثم ذكر أستاذه الذي روى عنه الحديث ، فقال : حدثناه أبو الأسود النضر بن عبد الجبار.

١٧٨

عليه وآله وسلم) : أنهم كانوا إذا كانوا فى الغزو(١) ، لم يقاتلوا حتى يسألوا(٢) : هل لاحد منكم(٣) أمان؟(٤) .

* ذكر من اسمه «رضا» :

٤٧٨ ـ رضا بن زاهر(٥) بن عامر بن عوبثان بن مراد (وهو بطن) : وإخوته : زوف ، والربض ، والحارث(٦) .

* ذكر من اسمه «رفيع» :

٤٧٩ ـ رفيع بن خالد القيسىّ(٧) : روى عن محمد بن إبراهيم بن عنمة الجهنىّ(٨) ، الذي روى عن أبيه(٩) .

* ذكر من اسمه «الرواغ» :

٤٨٠ ـ الرّوّاغ بن عبد الملك بن قيس بن سمىّ التّجيبى(١٠) .

__________________

(١) وردت زيادة فى (فتوح مصر ص ٣١٣ ـ ٣١٤) بعد هذا : فاصطفّوا هم والعدو.

(٢) فى المصدر السابق : يسألهم.

(٣) السابق : منهم.

(٤) إلى هنا ينتهى ما نقله ابن حجر ، عن ابن يونس فى (الإصابة) ج ٢ / ٤٨٦. وأضاف ابن عبد الحكم بعدها فى (فتوح مصر) ص ٣١٤ : فإن كان لأحد منهم أمان تركه ، وإلا قاتل».

(٥) ذكر ابن ماكولا فى (الإكمال) ٤ / ٧٥ : أنه فى غير نسخة الصّورىّ (من كتاب ابن يونس) : أزهر عوض (أى : بدل) زاهر.

(٦) السابق.

(٧) ضبطت بالحروف ، ولعلها نسبة إلى (القيس) ، وهى قرية بصعيد مصر. (الأنساب ٤ / ٥٧٨).

(٨) ذكر ابن ماكولا ترجمة والده (إبراهيم بن عنمة المزنى) ـ نقلا عن ابن يونس ـ فى باب (إبراهيم) ج ٦ / ١٤٤. وسبق أن نقلناها فى (تاريخ المصريين) لابن يونس فى باب (الألف) ترجمة رقم (٧٤). وقد صرّح ابن ماكولا ـ وهو الذي رأى كتاب مؤرخنا ابن يونس بنسخه المتعددة ، مما هو غير ميسّر لنا الآن ـ أن (محمد بن إبراهيم بن عنمة) قيل فى : (ذكر رفيع) أى : فى باب (من اسمه رفيع) ، على اعتبار أن الأخير روى عنه. وهذا يعنى أن محمدا المذكور لم يترجم له فى (باب الميم).

(٩) الإكمال ٦ / ١٤٤.

(١٠) السابق ٤ / ١٠٢ (قاله ابن يونس ، ولم يزد). هذا ، وقد روى (يزيد بن أبى حبيب) عن عمّ المترجم له (سويد بن قيس) ، عن (قيس بن سمىّ) بعضا مما قاله عمرو بن العاص ، وهو فى النزع الأخير (فتوح مصر ١٨١ ، ٢٥٢). وقد يكون روى يزيد عن المترجم له أيضا ، أو بالأحرى روى عنه المترجم له.

١٧٩

* ذكر من اسمه «روح» :

٤٨١ ـ روح بن عبد الجبار بن نضير(١) المرادىّ ، مولاهم المصرى : يكنى أبا الزّنباع(٢) . أخو النّضر ، وعبد الله. روى عن ابن وهب ، وابن القاسم. حدّث عنه ابنه الحارث بن روح ، ويحيى بن عثمان بن صالح. مات فى جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين ومائتين(٣) .

٤٨٢ ـ روح بن الفرج القطّان المصرى(٤) : يكنى أبا الرّنباع. توفى فى ذى القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين ، وكان مولده فى سنة أربع ومائتين(٥) .

* ذكر من اسمه «رومان» :

٤٨٣ ـ رومان بن سودان التجيبى ، ثم الأيدعانىّ : ويقال : سودان بن رومان. قيل : إنه قاتل عثمان بن عفان. شهد فتح مصر(٦) .

* ذكر من اسمه «رويفع» :

٤٨٤ ـ رويفع بن ثابت(*) بن السّكن(٧) بن عدىّ بن حارثة(٨) بن عمرو بن زيد بن

__________________

(١) ورد بلفظة (نضر) محرفا فى (تاريخ الإسلام) للذهبى ١٧ / ١٦١. والتصويب من (الإكمال) لابن ماكولا ١ / ٣٢٢.

(٢) أورد له الذهبى كنية أخرى هى (أبو محمد) ، ثم عاد ، ورجّح كنية ابن يونس ، وقال : وهو أعرف. (تاريخ الإسلام) ١٧ / ١٦١.

(٣) المصدر السابق. ويلاحظ أن ابن ماكولا لم يذكر فى ترجمته إياه تاريخ وفاته ، وجعل التاريخ المذكور خاصا بابنه (الحارث بن روح بن عبد الجبار). (الإكمال ١ / ٣٢٢). فلعل الذهبى وهم فيما ذكر.

(٤) تهذيب التهذيب ٣ / ٢٥٦. وفى ترتيب المدارك ٢ / ٣ / ١٩١ : (روح بن الفرج بن عبد الرحمن سطان). والحق أنى غير مطمئن لتحقيق كتاب (المدارك) ، فاكتفيت فى نسب المترجم له بما ذكره ابن حجر ، فكتاب المدارك مملوء بالتحريف ، ولا يبعد أن تكون كلمة (سطان) هذه محرفة عن (القطّان).

(٥) تهذيب التهذيب ٣ / ٢٥٦. وأضاف أنه روى عن يوسف بن عدى ، وعمرو بن خالد الحرانى ، وابن عفير ، وأبى صالح. روى عنه الطحاوى ، وعلى بن محمد المصرى. وهو من الثقات. وفى (المدارك) ٢ / ٣ / ١٩١ : قدّم المولد على الوفاة ، ولم يذكر شهر الوفاة.

(٦) الإكمال ٣ / ٣٣٩ (قاله ابن يونس).

(٧) تفرد ابن عبد البر فى (الاستيعاب) ٢ / ٥٠٤ ، وابن الأثير فى (أسد الغابة) ٢ / ٢٣٩ بحذف ال (سكن).

(٨) وقفت بعض المصادر فى إيراد نسبه عند (حارثة) ، وأردفته بلقب (الأنصارى) ، مثل : (الاستيعاب) ٢ / ٥٠٤ ، ثم قال : من بنى مالك بن النّجّار. وبعضها لم يذكر اللقب ، وذكر انتسابه إلى بنى مالك (أسد الغابة ٢ / ٢٣٩ ، والإصابة ٢ / ٥٠١) والبعض وقف عند (حارثة) ، وأضاف لقبى : (الأنصارىّ المدنىّ). (تهذيب التهذيب) ٣ / ٢٥٧.

(*) لم يذكره ابن سعد فى (الصحابة الذين نزلوا مصر) ، فى ج ٧ من كتابه (الطبقات) ص ٣٤٢

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

٤. المعارضة بتصحيح الأئمّة

على أنّ ترك ابن أبي داود حديث الغدير أو قدحه فيه، معارض برواية أكابر أئمة أهل السنة إياه، وتصريحهم بصحته، وتنصيصهم على ثبوته وتواتره عن رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -

فهو حديث مجمع على صحّته، ولا اعتبار بقول شاذّ خارج عن هذا الإِجماع

٥. المعارضة برواية أبي داود

ومن رواة حديث الغدير: أبو داود ( والد أبي بكر ابن أبي داود ) فقد قال الحافظ النسائي ما نصه:

« أخبرني أبو داود قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي عيينة، قال: أخبرنا الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة، قال: خرجت مع علي -رضي‌الله‌عنه - إلى اليمن فرأيت منه جفوةً، فقدمت على النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فذكرت علياً -رضي‌الله‌عنه - فتنقصته، فجعل رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - يتغيّر وجهه فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

فما ذكره ابن أبي داود - لو ثبت - معارض برواية أبيه للحديث، ومن المسلَّم به تقدم والده عليه علماً وحفظاً وثقة

ومن هنا يظهر ما في نسبة القدح في حديث الغدير إلى أبي داود السجستاني، كما عن ابن حجر المكي في ( الصواعق ) وكمال الدين الجهرمي في ( البراهين القاطعة ) ونور الدين الحلبي في ( السيرة ) وعبد الحق الدهلوي في ( شرح المشكاة )

___________________

(١). خصائص أمير المؤمنين علي / ٩٤.

٣٢١

والسهارنبوري في ( المرافض ) فإنها نسبة باطلة لا أساس لها من الصّحة

٦. قال أبو داود: ابني عبد الله كذّاب

ثم إنّ أبا بكر ابن أبي داود قد تكلّم فيه جماعة من كبار الأئمّة والحفاظ المشاهير وغيرهم منهم:

ابن صاعد

وابراهيم الاصفهاني

والبغوي

وابن أبي عاصم

وابن مندة

والأخرم

وابن الجارود

والقطّان

والطّبري

وابن الفرات

وعلي بن عيسى الوزير

وقال أبوه: « إبني عبد الله كذّاب ».

وقد كفانا ما قال أبوه

واليك النص الكامل لما جاء بترجمته على لسان الحافظ الذهبي حيث قال: « أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، الامام العلّامة الحافظ شيخ بغداد، أبو بكر السجستاني صاحب التصانيف، ولد بسجستان في سنة ٢٣٠، روى عن خلق كثير بخراسان والحجاز والعراق ومصر والشام وإصبهان وفارس، وكان من بحور العلم، بحيث أن بعضهم فضّله على أبيه. صنّف السنن، والمصاحف، وشريعة القاري، والناسخ والمنسوخ، والبعث وأشياء. حدّث عنه خلق كثير

٣٢٢

منهم: ابن حبان، وأبو أحمد الحاكم، وأبو عمر ابن حيويه وابن المظفر، وابن شاهين، والدارقطني وآخرون.

قال الحاكم أبو عبد الله: سمعت ابن أبي داود يقول: حدّثت من حفظي بإصفهان بستة وثلاثين ألفاً، ألزموني الوهم فيها في سبعة أحاديث، فلمّا انصرفت وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت حدثتهم به.

قال الحافظ أبو محمد الخلّال: كان ابن أبي داود إمام أهل العراق، ومن نصب له السلطان المنبر، وقد كان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه، ولم يبلغوا في الجلالة والإتقان ما بلغ هو.

أبو ذر الهروي: أنبأ أبو حفص ابن شاهين، قال: أملى علينا ابن أبي داود وما رأيت بيده كتاباً، إنما كان يملي حفظاً، فكان يقعد على المنبر بعد ما عمي ويقعد دونه بدرجة ابنه أبو يعمر بيده كتاب فيقول له: حديث كذا، فيسرده من حفظه حتى يأتي على المجلس، قرأ علينا يوماً حديث الفنون من حفظه، فقام أبو تمام النرسي وقال: لله درّك ما رأيت مثلك إلّا أن يكون إبراهيم الحربي فقال: كلّما كان يحفظ إبراهيم فأنا أحفظه، وأنا أعرف النجوم وما كان هو يعرفها.

أبو بكر الخطيب: كان فقيهاً عالماً حافظاً.

قلت: وكان رئيساً عزيز النفس مدلاً بنفسه سامحه الله.

قال أبو حفص ابن شاهين: أراد الوزير علي بن عيسى أن يصلح بين ابن أبي داود وابن صاعد فجمعهما وحضر أبو عمر القاضي، فقال الوزير: يا أبا بكر أبو محمد أكبر منك فلو قمت إليه، فقال: لا أفعل. فقال الوزير: أنت شيخ زيف، فقال: الشيخ الزيف الكذّاب على رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - فقال الوزير: من الكذاب؟ قال: هذا، ثمّ قام وقال: تتوهم أني أذل لك لأجل رزقي وأنه يصل على يدك؟ والله لا آخذ من يدك شيئاً، قال: فكان الخليفة المقتدر يزن رزقه بيده ويبعث به في طبق على يد الخادم.

قال أبو أحمد الحاكم سمعت أبا بكر يقول: قلت لأبي زرعة الرازي: ألق

٣٢٣

عليَّ حديثاً غريباً من حديث مالك، فألقى عليَّ حديث وهب بن كيسان عن أسماء لا تحصى فيحصى عليك، رواه عن عبد الرحمن بن شيبة وهو ضعيف، فقلت: نحب أن نكتبه عن أحمد بن صالح، عن عبد الله بن نافع، عن مالك، فغضب أبو زرعة وشكاني إلى أبي وقال: أنظر ما يقول لي أبو بكر.

ويروى باسناد منقطع أن أحمد بن صالح كان يمنع المرد من حضور مجلسه، فأحب أبو داود أن يسمع ابنه منه، فشدّ على وجهه لحيةً وحضر، فعرف الشيخ فقال: أمثلي يعمل معه هذا؟ فقال أبو داود: لا تنكر علي واجمع ابني مع الكبار، فإنْ لم يقاومهم بالمعرفة فأحرمه السماع. حدث بها القاسم ابن السمرقندي، حدثنا يوسف بن الحسن التفكري، سمعت الحسن بن علي بن بندار الزّنجاني، قال: كان أحمد بن صالح يمنع المرد من التحديث تنزّهاً، فذكرها وزاد: فاجتمع طائفة فغلبهم الابن بفهمه، ولم يرو له أحمد بعدها شيئاً، وحصل له الجزء الأول فأنا أرويه.

قلت: بل أكثر عنه.

قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود فقال: ثقة كثير الخطأ في الكلام على الحديث.

وقد ذكر أبو أحمد ابن عدي أبا بكر في كامله وقال: لو لا أنا شرطنا أنّ كلّ من تكلّم فيه ذكرناه لما ذكرت ابن أبي داود، قال: وقد تكلّم فيه: أبوه وابراهيم بن اورمة، ونسب في الابتداء إلى شيء من النصب، ونفاه ابن الفرات من بغداد إلى واسط، ثم ردّه الوزير علي بن عيسى فحدّث وأظهر فضائل علي -رضي‌الله‌عنه ثم تحنبل فصار شيخاً فيهم، وهو مقبول عند أصحاب الحديث، وأما كلام أبيه فيه فلا أدري أيش تبين له منه. وسمعت عبدان يقول: سمعت أبا داود يقول: من البلاء أن عبد الله يطلب القضاء.

ابن عدي: أنبأ علي بن عبد الله الداهري، سمعت أحمد بن محمد بن عمرو كركره، سمعت علي بن الحسين الجنيد، سمعت أبا داود يقول: ابني عبد الله

٣٢٤

كذّاب.

قال ابن صاعد: كفانا ما قال فيه أبوه.

ابن عدي: سمعت موسى بن القاسم بن الأسلت يقول: حدثني أبو بكر: سمعت إبراهيم الاصفهاني يقول: أبو بكر بن أبي داود كذّاب.

ابن عدي: سمعت أبا القاسم البغوي - وقد كتب اليه أبو بكر بن أبي داود رقعة يسأله عن لفظ حديث لجدّه، فلما قرأ رقعته قال: أنت والله منسلخ من العلم.

قال: وسمعت محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم يقول: أشهد على محمد بن يحيى بن مندة بين يدي الله تعالى أنه قال: أشهد على أبي بكر بن أبي داود بين يدي الله أنه قال: روى الزهري عن عروة قال: حفيت أظافير فلان من كثرة ما كان يتسلّق على أزواج النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -.

قلت: هذا باطل وإفك مبين، واين إسناده إلى الزهري؟ ثم هو مرسل، ثم لا يسمع قول العدو في عدوه، وما أعتقده أن هذا صدر عن عروة أصلاً، وابن أبي داود إنْ كان حكى هذا فهو خفيف الرأس، ولقد بقي بينه وبين ضرب العنق شبر، لكونه تفوّه بمثل هذا البهتان، فقام معه وشدّ متنه رئيس اصبهان محمد بن عبد الله بن حفص الهمداني الذكواني وخلّصه من أبي ليلى أمير إصبهان، وكان انتدب له بعض العلوية خصماً ونسبت إلى ابي بكر المقالة، وأقام عليه الشهادة محمد بن يحيى بن مندة الحافظ، ومحمد بن العباس الأخرم، وأحمد بن علي بن الجارود، واشتد الخطب، وأمر أبو ليلى بقتله، فوثب الذكواني وجرح الشهود مع جلالتهم، فنسب ابن مندة إلى العقوق، ونسب أحمد الى أنه يأكل الربا، وتكلم في آخر، وكان الهمداني الذكواني كبير الشأن، فقام وأخذ بيد أبي بكر وخرج به من الموت، فكان أبو بكر يدعو له طول حياته ويدعو على أولئك الشهود. حكاها أبو نعيم الحافظ ثم قال: فاستجيب له فيهم منهم من احترق، ومنهم من خلط وفقد عقله.

٣٢٥

قال أحمد بن يوسف الأزرق: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: كل الناس مني في حل إلّا من رماني ببغض علي -رضي‌الله‌عنه - قال الحافظ ابن عدي: كان في الابتداء ينسب إلى شيء من النصب، فنفاه ابن الفرات من بغداد فردّه ابن عيسى فحدّث وأظهر فضائل علي، ثم تحنبل فصار شيخاً فيهم.

قلت: كان شهماً قوي النفس، وقع بينه وبين ابن جرير وابن صاعد وبين الوزير الذي قرّبه»(١) .

أقول: في هذه الترجمة فوائد:

الأولى: أن ابن أبي داود كان مدلاً بنفسه ومتكبراً، شيخاً زيفاً وهذه صفات ذميمة كما لا يخفى على ناظر كتاب ( إحياء علوم الدين ) وغيره.

الثانية: أنه كان ناصبياً معادياً لأمير المؤمنين -عليه‌السلام -، وقد روى حديثاً لا يرويه إلّا من كان كذلك.

الثالثة: أنه كان كثير الخطأ في الكلام على الحديث، كما قال الحافظ الدار قطني، وقد نقله عنه الذهبي في ( ميزان الاعتدال في نقد الرجال ) أيضاً.

الرابعة: أنه قد تكلّم فيه جماعة من كبار الأئمّة منهم أبوه.

الخامسة: أنه كان كذّاباً كما قال أبوه وابراهيم الاصفهاني.

السادسة: أنه كان مسلخاً من العلم كما قال البغوي.

ترجمة ابن صاعد

وابن صاعد البغدادي القائل: « كفانا ما قال فيه أبوه » من كبار الحفّاظ الثقات، وقد أنثى عليه كلّ من ترجم له، فقد قال الحافظ الذهبي في حوادث سنة ٣١٨:

« وفيها يحيى بن محمد بن صاعد، الحافظ الحجة، أبو محمد البغدادي مولى

___________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٢٩.

٣٢٦

بني هاشم، في ذي القعدة وله تسعون سنة، عني بالأثر وجمع وصنّف وارتحل إلى الشام والعراق ومصر والحجاز، وروى عن مطين وطبقته.

وقال أبو علي النيسابوري: لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعد في فهمه، والفهم عندنا أجلّ من الحفظ، وهو فوق أبي بكر بن أبي داود في الفهم والحفظ »(١) .

وقال أيضاً:

« حافظ بغداد يحيى بن محمد بن صاعد، وله تسعون سنة، قال أبو علي النيسابوري: هو عندنا فوق ابن أبي داود في الفهم والحفظ »(٢) .

وكذا قال اليافعي في تاريخه ( مرآة الجنان وعبرة اليقظان ) في حوادث السنّة المذكورة.

ترجمة إبراهيم الاصفهاني

وإبراهيم الاصفهاني الذي قال: « أبو بكر بن أبي داود كذّاب » من كبار الحفاظ كذلك، قال السمعاني:

« وأمّا أبو إسحاق إبراهيم بن أورمة بن سادس بن فروخ الحافظ الاصفهاني كان حافظاً مكثراً من الحديث، وكان يتعبّد ببغداد

روى عنه: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وإسماعيل بن أحمد ابن أصيب، ومحمد بن يحيى وغيرهم وتوفي ببغداد سنة ٢٧١. »(٣) .

وقال الذهبي في حوادث سنة ٢٦٦:

« وفيها مات إبراهيم بن أورمة أبو اسحاق الاصفهاني الحافظ أحد أذكياء

___________________

(١). العبر: حوادث سنة ٣١٨.

(٢). دول الاسلام: حوادث سنة ٣١٨.

(٣). الأنساب: الاصبهاني.

٣٢٧

المحدثين »(١) .

وقال الذهبي أيضاً:

« ابراهيم بن أورمة الإِمام الحافظ البارع أبو اسحاق الاصبهاني مفيد الجماعة ببغداد قال الدارقطني: هو ثقة حافظ نبيل. وقال أبو الحسين ابن المنادي: ما رأينا في معناه مثله، وكان ينتخب على عباس الدوري. وقال أبو نعيم الحافظ: فاق إبراهيم أورمة أهل عصره في المعرفة والحفظ، وأقام بالعراق يكتبون عنه مدة بقائه.

قلت: لم ينتشر حديثه، لأنّه مات قبل محل الرواية »(٢) .

وهكذا ترجم له كلّ من:

الحافظ السيوطي في ( طبقات الحفاظ ).

واليافعي في ( مرآة الجنان وعبرة اليقظان ).

ترجمة البغوي

والبغوي الذي قال لما قرأ رقعة ابن أبي داود إليه: « أنت والله منسلخ من العلم » من كبار الحفاظ كذلك، قال السمعاني بترجمته ما ملخصه:

« وكان محدث العراق في عصره، عمَّر العمر الطويل حتى رحل الناس إليه وكتبوا عنه، وكان ثقة مكثراً، فهماً عارفاً بالحديث، سمع أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وعلي بن الجعد وخلف بن هشام ومحمد بن عبد الوهاب الحارثي.

روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد، وعلي بن إسحاق البحري، وابن قانع، وحبيب بن الحسن القزاز، وأبو بكر الجعابي، وابن حبان، وابن عدي وأبو بكر الاسماعيلي، وأبو القاسم الطبراني، وابن المقرئ، والدارقطني، ومحمد بن

___________________

(١). العبر: حوادث سنة ٢٦٦.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٤٥.

٣٢٨

المظفر، وخلق كثير سوى هؤلاء.

قال أبو الحسن الدارقطني: كان أبو القاسم ابن منيع قل ما يتكلّم على الحديث فإذا تكلّم كان كلامه كالمسمار في الساج.

وكانت ولادته سنة ٢١٣. ومات سنة ٣١٧ »(١) .

وقال الذهبي في حوادث سنة ٣١٧ ما ملخصه:

« وكان محدثاً حافظاً مجوداً مصنفاً، إنتهى إليه علو الاسناد في الدنيا »(٢) .

وقال الذهبي أيضاً في حوادث السنة المذكورة.

« وفيها مات مسند الدنيا المعمّر الحافظ المصنف، أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ببغداد ليلة الفطر، وعمر مائة وأربع سنين »(٣) .

وقال السيوطي: « البغوي الحافظ الكبير الثقة، مسند العالم، أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان البغوي الأصل البغدادي، ابن بنت أحمد ابن منيع، ولد في رمضان سنة ٢١٣، وسمع ابن الجعد، وأحمد، وابن المديني وخلقاً، وصنف: معجم الصحابة، والجعديات. وطال عمره وتفرّد في الدنيا.

قال ابن أبي حاتم: أبو القاسم يدخل في الصحيح. وقال الدارقطني: كان قلّ أن يتكلّم على الحديث، فاذا تكلّم كان كلامه كالمسمار في الساج، ثقة جليل إمام، أقل المشايخ خطأ. وقال الخطيب: حافظ عارف.

توفي ليلة عيد الفطر سنة ٣١٧ عن مائة وثلاث سنين »(٤) .

___________________

(١). الأنساب - البغوي.

(٢). العبر - حوادث سنة ٣١٧.

(٣). دول الاسلام - حوادث سنة ٣١٧. ٢ / ٨٦. ١٣ / ٣٦٤. ١٣ / ٣٦١. ١٣ / ٣٦٩.

(٤). طبقات الحفاظ / ٣١٢، وتاريخ الوفاة فيه: ٢١٤. وفيه بدل « الخطيب »، « الخليلي ».

٣٢٩

الشهود على روايته الحديث الموضوع

وأمّا قصة الحديث الذي ذكره الذهبي ثم قال: « هذا باطل وإفك مبين » والذي كاد ابن أبي داود يقتل بسببه، فإن المقصود من « فلان » فيه، هو « أمير المؤمنين عليعليه‌السلام »!! وقد شهد على تفوّه ابن أبي داود بهذا الإِفك المبين والبهتان العظيم ثلاثة من كبار الحفاظ:

١ - محمد بن يحيى بن مندة.

٢ - محمد بن العباس أبو جعفر الأخرم.

٣ - أحمد بن علي بن الجارود.

ترجمة ابن مندة

وابن مندة ذكره الحافظ الذهبي في حوادث سنة ٣٠١ قائلاً: « وفيها محمد ابن يحيى بن مندة الحافظ الامام أبو عبد الله الاصفهاني جد الحافظ الكبير محمد ابن اسحاق بن مندة، روى عن لوين وأبي كريب وخلق.

قال أبو الشيخ: كاد أستاذ شيوخنا وإمامهم. وقيل: إنه كان يجاري أحمد ابن الفرات الرازي وينازعه »(١) .

وكذا قال اليافعي بترجمته من تاريخه(٢) .

وقال الصلاح الصفدي: « محمد بن يحيى بن مندة - الحافظ المشهور أبو عبد الله صاحب تاريخ إصبهان، كان أحد الحفاظ الثقات، وهو من أهل بيت كبير خرج منهم جماعة من العلماء لم يكونوا عبديين، وإنما أم الحافظ أبي عبد الله المذكور كانت من عبد ياليل »(٣)

___________________

(١). العبر - حوادث سنة ٣٠١.

(٢). مرآة الجنان: حوادث سنة ٣٠١.

(٣). الوافي بالوفيات ٥ / ١٨٩.

٣٣٠

وترجم له السيوطي في طبقاته ووصفه بالحافظ الرحّال(١) .

ترجمة الأخرم

وقال السيوطي بترجمة أبي جعفر الأخرم:

« ابن الأخرم الحافظ الامام أبو جعفر محمد بن العباس بن أيوب الاصبهاني ثقة محدّث حافظ. مات سنة ٣٠١ »(٢) .

وقال الذهبي في حوادث السنة المذكورة:

« وفيها الحافظ أبو جعفر محمد بن العباس بن الأخرم الاصفهاني الفقيه، روى عن أبي كريب وخلق »(٣) .

الطبري وابن أبي داود

وكما ثبت نصب ابن أبي داود وعداوته لأمير المؤمنين -عليه‌السلام - من كلام هؤلاء الأعلام وشهادتهم، كذلك ثبت من كلام محمد بن جرير الطبري فقد قال الحافظ الذهبي ما نصه: « وقال محمد بن عبد الله القطّان: كنت عند محمد بن جرير، فقال رجل: ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي -رضي‌الله‌عنه - فقال ابن جرير: تكبيرة من حارس »(٤) .

وذكر الذهبي كلام الطبري هذا في ( سير أعلام النبلاء ) أيضاً إلّا أنّه تعقّبه هناك بقوله: « قلت: لا يسمع هذا من ابن جرير للعداوة الواقعة بين الشيخين ».

أقول: ولكن ابن جرير - صاحب المذهب المستقل والامام المعتمد لدى أهل السنة قاطبة، حتى لقد فضّله وقدّمه ابن تيمية في منهاجه على الامامين

___________________

(١). طبقات الحفاظ: ٣١٣.

(٢). طبقات الحفاظ: ٣١٥.

(٣). العبر - حوادث سنة ٣٠٢.

(٤). ميزان الاعتدال ٢ / ٤٣٣.

٣٣١

العسكريينعليهما‌السلام ، كما قد اعتمد عليه الذهبي نفسه في أمور مهمة جداً - أجل من أن يطعن في رجل وينسبه إلى أمر فظيع ومذهب شنيع تبعاً لهواه وبدافع العداوة والبغضاء.

دفاع الذهبي

ثم إن الذهبي شكك في تكلّم أبي داود في ابنه وحاول توجيهه، فقال بعد كلامه السابق:

« قلت: لعل قول أبيه فيه - إنْ صح - أراد الكذب في لهجته لا في الحديث وأنه حجة فيما ينقله، أو كان يكذب ويورّي في كلامه. ومن زعم أنه لا يكذب فهو أرعن، نسأل الله تعالى السلامة من عثرة السيئات.

ثم إنه شاخ وارعوى ولزم الصدق والتقى ».

أقول: لكن هذا التشكيك مندفع بما نقله هو في ( ميزان الاعتدال ) عن ابن عدي وابن صاعد.

وأما تأويله، فنقول: إنْ لم يكن ابن أبي داود كاذباً في حديثه وفيما ينقله - على ما زعم - فإنّ مجرد كذبه في لهجته يكفي لاثبات فسقه وعدم جواز الاعتماد على روايته.

ثم إن التورية، إن كانت جائزة فالقول بأنّه « كذب » غير صحيح، وإنْ لم تكن جائزة فلا جدوى لهذا التأويل، إذ تكون التورية والكذب حينئذٍ على حدٍ سواء.

وأمّا قوله: « ثمّ إنه شاخ وارعوى ولزم الصدق والتقى » فاعتراف منه بكونه « كاذباً » ومرتكباً لهذه الصفة القبيحة والذنب الكبير

هذا، وكأن الذهبي قد شعر بعدم ترتب فائدة على هذه التأولات، فلم يذكرها بترجمة ابن أبي داود في ( ميزان الاعتدال في نقد الرجال ).

كما لم يتعرّض الحافظ ابن حجر في ( لسان الميزان ) للذبّ عن ابن أبي داود

٣٣٢

بهذه الوجوه السخيفة.

والجدير بالذكر اعتراف الذهبي برداءة بعض عبارات ابن أبي داود، ونحوسة بعض كلماته بالنسبة إلى فضيلة من فضائل مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهو « حديث الطير » فقد قال في ( سير أعلام النبلاء ).

« قال أبو أحمد ابن عدي: سمعت علي بن عبد الله الداهري يقول: سألت ابن أبي داود عن حديث الطير فقال: إنْ صح حديث الطير، فنبوة النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - باطلة، لأنّه حكى عن حاجب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خيانة - يعني أنساً - وحاجب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يكون خائناً.

قلت: هذه عبارة ردية وكلام نحس، بل نبوة محمد -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - حق قطعي إنْ صح خبر الطير وإنْ لا يصح، وما وجه الارتباط؟

هذا أنس قد خدم النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قبل جريان القلم، فيجوز أن تكون قصة الطائر في تلك المدة، فرضنا أنه كان محتلماً، ما هو بمعصوم من الخيانة، بل فعل هذه الخيانة متأوّلاً، ثم إنه حبس علياً عن الدخول كما قيل، فكان ما ذا؟ والدعوة النبوية قد نفذت واستجيبت، فلو حبسه أو ردّه مرّات ما بقي يتصوّر أن يدخل ويأكل مع المصطفى سواه، أللهمَّ أن يكون النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قصد بقوله: « ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي » عدداً من الخيار يصدق على مجموعهم أنهم أحبّ الناس إلى الله، فنقول: الصدّيقون والانبياء، فيقال: فمن أحب الأنبياء كلهم إلى الله تعالى؟ فنقول: محمد وإبراهيم وموسى، والخطب في ذلك يسير.

وأبو لبابة - مع جلالته - بدت منه خيانة، حيث أشار لبني قريظة الى خيانة وتاب الله عليه. وحاطب بدت منه خيانة فكاتب قريشاً بأمر يخفي به نبي الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - من غزوهم. وغفر الله لحاطب مع عظم فعلهرضي‌الله‌عنه .

وحديث الطّير - على ضعفه - فله طرق جمة، وقد أفردتها في جزء ولم يثبت،

٣٣٣

ولا أنا بالمعتقد بطلانه، وقد أخطأ ابن أبي داود في عبارته وقوله، وله على خطئه أجر واحد، وليس من شرط الثقة أن لا يخطئ ولا يغلط ولا يسهو، والرجل فمن كبار علماء الاسلام، ومن أوثق الحافظ -رحمه ‌الله تعالى.

قال ابنه عبد الأعلى: توفي أبي وله ست وثمانون سنة وأشهر ».

تكملة

وقد روى ابن أبي داود حديثاً موضوعاً في فضائل السور وهو يعلم أنّه موضوع، قال ابن الجوزي بعد أن ذكره وبيّن كونه موضوعاً:

« وإنّما عجبت من ابي بكر ابن أبي داود كيف فرّقه - يعني هذا الحديث - على كتابه الذي صنّفه في فضائل القرآن، وهو يعلم أنّه حديث محال.

ولكن شره بذلك جمهور المحدّثين، فإنّ من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم، لأنّه قد صحّ عن رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: من حدّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين »(١) .

وقال السيوطي: « وإنّما عجبت من أبي بكر ابن أبي داود كيف أورده في كتابه الذي صنّفه في فضائل القرآن، وهو يعلم أنّه حديث محال مصنوع بلا شك، ولكن إنما حمله على ذلك الشره»(٢) .

أقول: وكأنّ السيوطي استحيا من أن يذكر الحديث الذي ذكره ابن الجوزي في ذيل كلامه، فاكتفى بهذا القدر في التشنيع على ابن أبي داود.

ولكن الأحاديث في ذم رواية الأكاذيب مع العلم بكذبها كثيرة، قال مسلم ابن الحجاج:

« ودلّت السنة على نفي رواية المنكر من الأخبار، كنحو دلالة القرآن على

___________________

(١). الموضوعات ١ / ٢٤٠.

(٢). الللالئ المصنوعة ١ / ٢٢٧.

٣٣٤

نفي خبر الفاسق، وهوالأثر المشهور عن رسول الله - صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -: من حدّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين.

و أيضاً فيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -:

كفى بالمرء كذباً أن يحدّث بكلّ ما سمع »(١) .

وقال النووي - بشرح قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - « من كذب عليّ متعمّداً فليتبوأ مقعده من النار » -:

« فيه تحريم رواية الحديث الموضوع على من عرف كونه موضوعاً أو غلب على ظنه وضعه. فمن روى حديثاً علم أو ظنّ وضعه فهو داخل في هذا الوعيد، مدرج [ مندرج ] في جملة الكاذبين على رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - ويدل عليه أيضاً الحديث السابق: من حدّث عني بحديث يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين »(٢) .

___________________

(١). صحيح مسلم ١ / ٧.

(٢). المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج ١ / ١٠٠.

٣٣٥

٣٣٦

هـ - كان يلقي نفسه بين الصبيان: قال ابن قتيبة: « روى عفان، عن حمّاد ابن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، قال: كان مروان ربما استخلف أبا هريرة على المدينة، فيركب حماراً قد شدّ عليه برذعه وفي رأسه حبل من ليف، فيسير فيلقى الرجل فيقول: الطريق الطريق، قد جاء الأمير.

وربما أتى الصبيان وهم يلعبون باللّيل لعبة الغراب، فلا يشعرون بشيء حتى يلقي نفسه بينهم ويضرب برجليه فيفزع الصبيان فيتفرقون [ فيفرون ].

وربما دعاني إلى عشائه بالليل فيقول: [ أ ] دع العراق للأمير، فأنظر فاذا هو ثريد بزيت »(١) .

وقال ابن كثير: « وقال حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع: كان مروان ربما استخلف أبا هريرة على المدينة، فيركب الحمار ويلقى الرجل فيقول: الطريق، قد جاء الأمير - يعني نفسه -، وكان يمرّ بالصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الغراب وهو أمير، فلا يشعرون إلّا وقد ألقى نفسه بينهم ويضرب برجليه، كأنه مجنون، يريد بذلك أن يضحكهم، فيفزع الصبيان منه ويفرّون عنه هاهنا وهاهنا يتضاحكون »(٢) .

و - كان يعجبه أكل المضيرة عند معاوية: قال جار الله محمود الزمخشري: « أبو رافع: كان أبو هريرة ربّما دعاني إلى عشائه فيقول: أدع العراق للأمير، فأنظر فاذا هو ثريد، وكان يقول: التمر أمان من القولنج، وشرب العسل على الرّيق أمان من الفالج، وأكل السفرجل يحسّن اللون والولد، وأكل الرمان يصلح الكبد، والزبيب يشد العصب ويذهب الوصب والنصب، والكرفس يقوي المعدة ويطيّب النكهة، والعدس يرقّ القلب ويذرف الدمعة، والقرع يزيد في اللب ويرق البشر، وأطيب اللحم الكتف وحواشي فقار الظهر.

___________________

(١). المعارف ٢٧٨.

(٢). تاريخ ابن كثير ٨ / ١١٣.

٣٣٧

وكان يديم الهريسة والفالوذجة ويقول: هما مادة الولد. وكان تعجبه المضيرة كثيراً فيأكلها مع معاوية. واذا حضرت الصلاة صلى خلف علي -رضي‌الله‌عنه - فاذا قيل له قال: مضيرة معاوية أدسم وأطيب، والصلاة خلف علي أفضل، فكان يقال له: شيخ المضيرة »(١) .

وقال الزمخشري أيضاً: « كان أبو هريرة يقول: أللهم ارزقني ضرساً طحوناً ومعدة هضوماً ودبراً نثوراً »(٢) .

أقول: وكلّ هذا يدل على شره أبي هريرة وجشعه وميله إلى الدنيا وأهلها ولذاتها، وهذه الخصال لا تجتمع مع الزهادة والورع والعدالة.

ز - كان يعادي علياً ويوالي عدوه: والشواهد على ذلك كثيرة جداً

٧. نظرات في سند الحديث

وبعد، فإنّ من شرط المعارضة صلاحيّة الحديث الذي يقصد جعله معارضاً من جميع الجهات لهذا الغرض. ومع الغض عن الوجوه المذكورة حول هذا الحديث المزعوم، فإنّ هذا الحديث مخدوش في نفسه من حيث السند، ونحن نوضّح ذلك فيما يلي:

١ - في طريق الحديث: « سفيان الثوري ».

إنّ في طريق هذا الحديث « سفيان الثوري »، قال البخاري: « حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة، قال: قال النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -: قريش والأنصار وجهينة ومزينة واسلم وغفار وأشجع مواليّ، ليس لهم مولى دون الله ورسوله »(٣) .

___________________

(١). ربيع الأبرار ٢ / ٧٠٠.

(٢). نفس المصدر ٢ / ٦٨٠.

(٣). صحيح البخاري ٤ / ٢٢٠.

٣٣٨

وقال مسلم: « حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة »(١) .

إعتراض الثوري على إمام أهل البيت

ولم تكن بين « الثوري » و « الامام الصادقعليه‌السلام » أية صلة من صلات المودة والمحبة، بل لقد اعترض على الامامعليه‌السلام في أبسط الأشياء وهو الامام المعصوم من الزلل والمأمون من الفتن، هو من أهل بيت دلّ الكتاب والسنّة على عصمتهم ووجوب متابعتهم ومحبتهم

وقد روي اعتراض الثوري على سادس أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام إذ دخل عليه فرأى عليه جبّةً من خز فقال: « ليس هذا من لباسك »، ولم يعلم المسكين أن الامامعليه‌السلام كان قد لبس تحته ثوباً من شعر خشن. أما الامام فكان يعلم أن الثوري كان قد لبس تحت جبته الخشنة قميصاً أرق من بياض البيض « فخجل سفيان » ثم قال له: « يا ثوري لا تكثر الدخول علينا تضرنا ونضرك ».

هذا هو الثوري الصوفي الزاهد!؟ وهذه سيرته مع إمام أئمّة الدنيا علماً وعملاً ونحن لا نعتمد على رواية هكذا انسان ولا نستدل بحديثه إلّا من باب الإِلزام

و قد روى قصته مع الامام الصادقعليه‌السلام جمع من علماء أهل السنة الأعلام، قال الشعراني بترجمة الامام: « ودخل عليه الثوري -رضي‌الله‌عنه - فرأى عليه جبة من خز، فقال له: إنكم من بيت النبوة تلبسون هذا؟ فقال: ما تدري؟ أدخل يدك، فإذا تحته مسح من شعر خشن. ثم قال: يا ثوري أرني ما تحت جبّتك، فوجد تحتها قميصاً أرق من بياض البيض. فخجل سفيان. ثم قال: يا

___________________

(١). صحيح مسلم ٧ / ١٧٨.

٣٣٩

ثوري لا تكثر الدخول علينا تضرّنا ونضرّك » (١) .

و روى أبو نعيم الحافظ والحافظ الذهبي(٢) وابن طلحة(٣) - واللفظ للأول -: « حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، ثنا محمد بن أحمد بن مكرم الضبي، ثنا علي بن عبد الحميد، ثنا موسى بن مسعود، ثنا سفيان الثوري، قال: دخلت على جعفر بن محمد وعليه جبّة خز [ دكناء ] وكساء خز أندجاني [ ايراجاني ]، فجعلت أنظر إليه تعجباً [ معجباً ] فقال لي: يا ثوري مالك تنظر الينا، لعلك تعجبت مما ترى [ رأيت ]؟ قال: قلت: يا ابن رسول الله! ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك. فقال لي: يا ثوري كان ذلك زماناً مقفراً مقتراً، وكانوا يعملون على قدر إقفاره وإقتاره.

و هذا زمان قد أسبل [ أقبل ] كل شيء فيه عز اليه. ثم حسر عن ردن جبته فاذا تحتها [ جبة] صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل والردن عن الردن. فقال لي: يا ثوري لبسنا هذا لله، وهذا لكم. فما كان لله [ تعالى ] أخفيناه وما كان لكم أبديناه »(٤) .

و روى أبو نعيم أيضاً: « حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن العباس، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، حدثني مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، قال: لما قال سفيان الثوري: لا أقوم حتى تحدثني. قال جعفر [ قال له ]: أما إني أحدّثك وما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان »(٥) .

و روى سبط ابن الجوزي: « أخبرنا أبو اليمن اللغوي، أنبأ القزاز، أنبأ

___________________

(١). لواقح الأنوار في طبقات الاخيار ١ / ٣٢.

(٢). تذهيب التهذيب - مخطوط.

(٣). مطالب السئول: ٥٦.

(٤). حلية الأولياء ٣ / ١٩٣.

(٥). المصدر ٣ / ١٩٣.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423