نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٦

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 423

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 188986 / تحميل: 7263
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

وقدوةً، صاحب تصانيف سائرة وأجلّ أهل عصرة بغير ارتياب وإماماً فاضلاً، وزاهداً عابداً قانتاً، وخاشعاً لله » *:

« قال ابن حجر: حديث كثير الطرق جداً، استوعبها ابن عقدة في كتابٍ مفرد، منها صحاح ومنها حسان »(١) .

٣ ) ابن حجر العسقلاني أيضا ً

وذكر ابن حجر العسقلاني كتاب ابن عقدة في مواضع من ( الإِصابة في معرفة الصحابة ) فأثبت صحبة عدد منهم، استناداً الى رواية ابن عقدة عنهم في كتاب الموالاة الذي جمع فيه طرق حديث الغدير.

فمن ذلك قوله: « عبد الله بن ياميل - آخره لام، رأيته مجوداً بخط الصريفيني، ذكره أبو العباس ابن عقدة في جمع طرق حديث « من كنت مولاه فعلي مولاه » أخرج بسند له الى إبراهيم بن محمد - أظنه ابن أبي يحيى - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، وأيمن بن نابل - بنون وموحدة - عن عبد الله بن ياميل، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - يقول: من كنت مولاه، الحديث، واستدركه أبو موسى »(٢) .

ومن ذلك قوله: « عبد الرحمن بن مدلج، ذكره أبو العباس ابن عقدة في كتاب الموالاة، وأخرج من طريق موسى بن نصر بن الربيع الحمصي: حدثني سعد ابن طالب أبو غيلان، حدثني أبو إسحاق، حدثني من لا أحصي: أنّ عليّاً أنشد الناس في الرّحبة: من سمع قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه؟، فقام نفر - منهم عبد الرحمن بن مدلج - فشهدوا أنهم سمعوا إذ ذاك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وأخرجه ابن شاهين عن ابن عقدة،

___________________

(١). فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٦ / ٢١٨.

(٢). الإصابة في أسماء الصحابة ٢ / ٣٧٤.

٦١

واستدركه أبو موسى » (١) .

ومن ذلك قوله: « أبو قدامة الأنصاري، ذكره أبو العباس ابن عقدة في كتاب الموالاة الذي جمع فيه طرق حديث « من كنت مولاه فعلي مولاه » فأخرج فيه من طريق محمد بن كثير، عن فطر، عن أبي الطفيل، قال: كنا عند علي، فقال: أنشد الله من شهد يوم غدير خم، فقام سبعة عشر رجلاً - منهم أبو قدامة الأنصاري - فشهدوا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قال ذلك. واستدركه أبو موسى، وسيأتي في الذي بعده ما يؤخذ منه اسم أبيه وتمام نسبه »(٢) .

٤ ) الشّريف السمهودي

فقد ذكر كتاب ابن عقدة ونقل عنه في كتابه ( جواهر العقدين ) كما سيأتي إنْ شاء الله تعالى.

٥ ) الشيخاني القادري

وقال الشيخاني القادري * وهو محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري * المدني، ويظهر تعصّبه من مراجعة كتابه الذي ننقل عنه * بعد أن ذكر بعض طرق حديث الغدير: « وقد استوعب طرق الأحاديث المذكورة وغيرها ابن عقدة في كتاب مفرد، وذكر أيضاً بعضها الشيخ نور الدين السيد الجليل علي بن جمال الدين عبد الله بن أحمد الحسيني السمهودي الشافعي في كتابه المسمى: أنجح المساعي في ردّ شبهة الداعي »(٣) .

___________________

(١). الإِصابة ٢ / ٤١٣.

(٢). المصدر نفسه ٤ / ١٥٩.

(٣). الصراط السوي في مناقب آل النبي - مخطوط.

٦٢

٦ ) البدخشاني

وقال البدخشاني * وهو المرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني، وهو من كبار العلماء المشهورين في الديار الهندية، وقد أثنى عليه رشيد الدين الدهلوي وحيدر علي الفيض آبادي في كتابيهما واستندا إليه * بعد أن ذكر بعض طرق الحديث: « أقول: هذا حديث صحيح مشهور، نصّ الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي التركماني الفارقي ثم الدمشقي على كثير من طرقه بالصحة، وهو كثير الطّرق جداً، وقد استوعبها الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة في كتاب مفرد »(١) .

وقال أيضاً: « فإنّ الحديث كثير الطّرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتابٍ مفرد، وقد نصّ الذهبي على كثير من طرقه بالصحة »(٢) .

رواة كتاب الموالاة

لقد أثبت جماعة من الأعلام كتاب ( الموالاة ) لأبي العباس ابن عقدة، وهم ابن تيمية وابن حجر العسقلاني والسمهودي والمناوي والقادري والبدخشاني، وقد تقدّمت نصوص كلماتهم المفيدة لذلك.

وعلمنا من خلال التتبّع لكتب الأسانيد أن كتاب ( الموالاة ) من مرويّات جماعة من أعيان علماء أهل السنّة، فهم يروونه عن مؤلّفه الحافظ ابن عقدة، بسند متصل إليه فيه الحافظ ابن حجر العسقلاني، وهؤلاء هم:

___________________

(١). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.

(٢). نزل الابرار بما صح من مناقب أهل البيت الأطهار: ٢١.

٦٣

١ ) محمد بن عابد السندي

وهو محدّث المدينة المنورة في وقته، ومن مشاهير علماء أهل السنة في عصره قال عمر رضا كحالة: « حافظ فقيه عالم بالعربية رجع الى الحجاز وولّاه محمد علي رياسة العلماء بالمدينة، وتوفي بها في ١٨ ربيع الأول، ودفن بالبقيع، ثمّ ذكر تصانيفه، وقد أرخ وفاته بسنة ١٢٥٧(١) .

٢ ) محمد حسين الأيوبي

وهو شيخ السندي المذكور، فقد ذكره في ( حصر الشارد ) بقوله: « قد منّ الله تعالى عليّ - وله الحمد - بقراءة القرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته على قراءة الأئمّة السّبعة المشهورين، برواتهم الأربعة عشر المحصورة من طرقهم المشهورة، على شيخنا العلامة الفهّامة زينة دهره، وقدوة عصره، الحاوي لعلم الأديان والأبدان الجامع للفنون العقلية والنقلية، والموضّح لنا بأحسن بيان، عمّي وصنو أبي الشيخ محمد حسين بن محمد مراد الأنصاري الخزرجي الأيوبي نسباً، السندي بلدا، النقشبندي طريقة، والحنفيّ مذهباً ، رحمه‌ الله تعالى وبوّأه دار كرامته »(٢) .

٣ ) محمد مراد الانصاري

وهو والد الأيوبي المذكور وشيخه، قال محمد عابد السندي بعد ما تقدم « قال شيخنا قرأت بها على والدنا وشيخنا الحافظ الامام المحقق ولي الله تعالى العارف الشيخ محمد مراد بن محمد يعقوب بن محمود الأنصاري السندي ».

___________________

(١). معجم المؤلفين ١٠ / ١١٣.

(٢). حصر الشارد من أسانيد محمد عابد: ٣.

٦٤

٤ ) محمد هاشم السندي

وهو شيخ محمد مراد المذكور، قال السندي بعد العبارة المتقدمة: قال - يعني محمد مراد - قرأت بها جميع القرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته على شيخنا الامام الهمام مقتدى الأنام الشيخ محمد هاشم ».

٥ ) عبد القادر الصديقي

وهو مفتي الحنفية بمكة المكرمة في عصره وشيخ محمد هاشم السندي، قال السّندي: « قال - يعني محمد هاشم -: قرأت بها على جماعة أجلّهم علّامة دهره وحجة الله تعالى على عصره، الشيخ عبد القادر بن أبي بكر بن عبد القادر الصديقي نسباً، المكي بلداً، والحنفيّ مذهباً، مفتي الحنفيّة بمكّة المشرفة ».

وقال غلام علي آزاد بترجمة محمد طاهر الكجراتي: « ومن أحفاده الشيخ عبد القادر ابن الشيخ أبي بكر مفتي مكة المعظمة، كان عالماً جيّداً لا سيّما في الفقاهة، فصيحاً بليغاً، ومن تآليفه: الفتاوي، أربع مجلدات، ومجموعة المنشآت، توفي سنة ١١٣٨ »(١) .

وقال عبد الرحمن الكزبري الدمشقي، في ( أسانيده ) في ذكر شيوخه: « ومنهم العلامة المسند الشيخ عبد القادر الصديقي المكيّ المفتي »(٢) .

وترجم له أيضاً: المرادي في أعيان القرن الثاني عشر(٣) .

٦ ) حسن العجيمي

وهو من أعلام علمائهم، قال السندي بعد العبارة المذكورة عنه: « قال

___________________

(١). سبحة المرجان / ٤٤.

(٢). رسالة الأسانيد: ٥.

(٣). سلك الدرر ٣ / ٤٩.

٦٥

عبد القادر: قرأت بها على ولي الله تعالى العارف، عمدة القرّاء قدوة الحفاظ، أبي البقاء الحسن بن علي العجيمي المكيّ ».

والعجيمي - هذا - من مشايخ إجازة شاه وليّ الله، فقد قال: « قد اتصل سندي - والحمد لله - بسبعة من المشايخ الأجلّة الكرام، الأئمّة القادة الأعلام من المشهورين بالحرمين المحترمين، المجمع على فضلهم بين الخافقين، الشيخ محمد ابن العلاء والشيخ حسن بن العجيمي المكي »(١) .

وترجم له عمر رضا كحالة وأرخّ وفاته بسنة ١١١٣(٢) .

٧ ) أحمد الشناوي

المتوفى سنة ١٠٢٨ ترجم له المحبّي ترجمةً ضافية(٣) .

وهو من أكابر مشايخ إجازة الشاه وليّ الله الدهلوي أيضاً، فقد قال الدهلوي: « وقد استفاد واستوعب الوالد الماجد أخيراً في المدينة المنورة ومكة المعظمة من أجلّاء مشايخ الحرمين بكلّ استيعاب واستقصاء، وقد كان أكثر ذلك عند جناب حضرة الشيخ أبي طاهر المدني - قدس الله سره - الذي كان وحيد عصره في هذا الباب - رحمة الله عليه وعلى أسلافه ومشايخه -. ومن حسن الاتفاق: أنّ للشيخ أبي طاهر -قدس‌سره - سنداً مسلسلاً إلى الصوفيّين والعرفاء حتى الشيخ زين الدين زكريا الأنصاري، وذلك أنه أخذ عن أبيه الشيخ إبراهيم الكردي، وهو عن الشيخ أحمد القشاشي، وهو عن الشيخ أحمد الشناوي، وهو عن والده الشيخ(٤) عبد القدوس الشناوي. وأيضاً عن الشيخ محمد بن أبي الحسن البكري. وأيضاً عن الشيخ محمد بن أحمد الرملي. وأيضاً عن الشيخ عبد الرحمن

___________________

(١). الإِرشاد إلى مهمات الأسناد، وقد أدرج هذه الرسالة ولده الدهلوي في رسالة أصول الحديث له.

(٢). معجم المؤلّفين ٣ / ٢٦٤.

(٣). خلاصة الأثر في اعيان القرن الحادي عشر ١ / ٢٤٣ - ٢٤٦.

(٤). كذا، والصحيح: علي بن عبد القدّوس الشناوي.

٦٦

ابن عبد القادر بن فهد، وهؤلاء كلهم من أجلّة المشايخ العارفين بالله. »(١) .

٨ ) علي بن عبد القدوس الشناوي

وهو والد الشناوي المتّقدم ذكره، ومن شيوخ مشايخ الشاه ولي الله الدهلوي، والشيخ عبد الله بن سالم البصري(٢) ، وكان حيّاً سنة ١١٤٢.

٩ ) عبد الوهاب الشعراني

وهو من أكابر العلماء الثقات وجهابذة العرفاء المشهورين، وكثيراً ما تنتهي سلاسل إجازات الشاه وليّ الله الدهلوي إليه.

١٠ ) جلال الدين السيوطي

وهو أيضاً من شيوخ مشايخ والد الدهلوي، كما أثنى هو عليه في ( أصول الحديث ). وقد لقّبه المقري في ( فتح المتعال ) بمجدّد الدين النبوي في المائة التاسعة.

١١ ) ابن حجر العسقلاني

وهو الحافظ، صاحب التصانيف، شيخ الإِسلام.

١٢ ) أبو العباس المقدسي الحنبلي

وهو أحمد بن أبي بكر شيخ ابن حجر العسقلاني المذكور، ومن مشاهير الفقهاء والمحدثين، ترجم له ابن حجر بقوله: « أحمد بن أبي بكر بن أحمد أبو

___________________

(١). أصول الحديث لعبد العزيز الدهلوي: ٢٥.

(٢). الإِنتباه في سلاسل أولياء الله، الامداد بمعرفة علو الاسناد: ١٤.

٦٧

العباس المقدسي، حدّث بالكثير وكان خاتمة المسندين بدمشق، مات في ربيع الآخر سنة ٧٩٨ وقد أجاز لي غير مرة. »(١) .

١٣ ) اسحاق بن يحيى الحنفي

ترجم له الذهبي في ( معجمه المختص ) بقوله: « إسحاق بن يحيى بن إسحاق المسند، عفيف الدين أبو محمد الآمدي الحنفي، ولد سنة ٧٤٢ بآمد وتفرّد بأشياء، مات في رمضان سنة ٧٢٥ ».

وأورد ابن حجر كلام الذهبي هذا ثم قال: « قلت: ثنا عنه بالسماع غير واحد، منهم أحمد بن أقبرص بن بلعاق، وحدّث بالكثير، وكان يشهد على القضاة، وكان لطيفاً بشوشاً، يتفرد بأشياء من العوالي، وعمل لنفسه معجماً، مات سنة ٧٢٥ »(٢) .

١٤ ) يوسف بن خليل الدمشقي

وهو من كبار الحفاظ، ترجم له الذهبي بقوله: « ويوسف بن خليل الحافظ الرحّال محدّث الشام »(٣) وقال السيوطي: « ابن خليل الحافظ المفيد الرحال الإِمام مسند الشام وكان حافظاً ثقة عالماً بما يقرأ عليه، لا يكاد يفوته اسم رجل، واسع الرواية متقناً »(٤) .

١٥) محمد بن حيدرة

وهو شيخ ابن خليل المتقدّم ذكره، وقد صرح العلماء بأنّ رواية العدل الثقة

___________________

(١). الدرر الكامنة ١ / ١١٧.

(٢). الدرر الكامنة ١ / ٣٨١.

(٣). العبر - حوادث سنة ٦٤٨.

(٤). طبقات الحفاظ / ٤٩٥.

٦٨

عن رجل - هي وحدها - دليل عدالة المرويّ عنه وإنْ لم يصرّح الراوي باسمه، فكيف إذا كان من شيوخ الإِجازة؟

ومن ذلك: جعل ابن حجر المكيّ رواية الصحابة والتابعين عن معاوية بن أبي سفيان دليلاً على اجتهاد معاوية وإمامته!!. كما في كتاب ( تطهير الجنان ).

ومن ذلك: أخذ سيف الله بن أسد الله الملتاني رواية مالك وأبي حنيفة وجماعة دليلاً على وثاقة الإِمام جعفر بن محمد الصادق -عليه‌السلام ! كما في ( تنبيه السفيه ).

ومن ذلك: استناد الذهبي في إثبات وثاقة أحمد بن عمر بن أنس بن دلهان الأندلسي إلى رواية ابن عبد البرّ وابن حزم عنه كما في ( العبر ).

ومن ذلك: اعتزاز المقري برواية ابن عبد البرّ والخطيب عن أبي الوليد الباجي كما في ( نفح الطيب ).

هذا ولقد نصّ ابن القيّم على ما ذكرنا في ( زاد المعاد ) بقوله: « وأحد القولين: إنّ مجرّد رواية عدل عن غيره هو تعديل لذلك الغير وإنْ لم يصرّح الراوي بتعديله، وهذا إحدى الروايتين عن أحمد بن حنبل ».

ونستنتج من ذلك كله: أن رواية الحافظ ابن خليل عن ابن حيدرة تدلّ علىجلالة ابن حيدرة ووثاقته.

١٦ ) محمد بن علي بن ميمون الكوفي

وهو من الحفاظ المشهورين، قال الذهبي: « أبيّ النرسي أبو الغنائم محمد ابن علي بن ميمون الكوفي الحافظ، روى عن محمد بن عليّ بن عبد الرحمن العلوي وطبقته بالكوفة، وعن أبي إسحاق البرمكي وطبقته ببغداد، وناب في خطابة الكوفة، وكان يقول: ما بالكوفة من أهل السنة والحديث إلّا أنا. وقال ابن ناصر: كان حافظاً متقناً ما رأينا مثله، كان يتهجّد ويقوم الليل، وكان أبو عامر العبدري

٦٩

يثني عليه ويقول: ختم به هذا الشأن »(١) .

١٧ ) دارم بن محمد النهشلي

وهو شيخ أبي الغنائم المذكور.

١٨ ) محمّد بن ابراهيم السري

وهو شيخ دارم المذكور.

هؤلاء رواة كتاب ( الموالاة ) وفيما يلي النص الكامل للسند:

قال الشيخ محمد عابد السندي: « وأما كتاب الموالاة لأبي العباس ابن عقدة، فأرويه عن عمي الشيخ محمد حسين بن محمد مراد الأنصاري السندي عن أبيه، عن الشيخ محمد هاشم بن عبد الغفور السندي، عن مفتي مكة الشيخ عبد القادر الصدّيقي الحنفي، عن الشيخ حسن العجيمي، عن الشيخ أحمد الشناوي، عن أبيه الشيخ علي الشناوي، عن الشيخ عبد الوهاب الشعراني، عن الحافظ السيوطي، عن الحافظ ابن حجر، عن أحمد بن أبي بكر بن عبد الحميد المقدسي، أنا إسحاق بن يحيى بن إسحاق الآمدي، عن يوسف بن خليل الحافظ، أنا أبو المعمر محمد بن حيدرة بن عمر الحسيني، أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون، أنا دارم بن محمد بن زيد النهشلي، أنا محمد بن إبراهيم بن السري التميمي، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة »(٢) .

___________________

(١). العبر حوادث سنة ٥١٠ - ٤ / ٢٢، وأنظر: تذكرة الحافظ ٤ / ١٢٦٠ والنجوم الزاهرة ٥ / ٢١٢، وشذرات الذهب ٤ / ٢٩، وطبقات الحفاظ / ٤٥٨، ومرآة الجنان، وحوادث سنة ٥١٠.

(٢). حصر الشارد -حرف الميم: ١٦٢ قلت: وفي كفاية الطالب للحافظ الكنجي / ٦٢، ما نصه: « أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل الدمشقي بحلب، قال: أخبرنا الشريف أبو المعمر بن حيدرة الحسيني الكوفي ببغداد، أخبرنا أبو الغنائم محمد بن ميمون النرسي بالكوفة، أخبرنا أبو المثني دارم ابن محمد بن زيد النهشلي، حدثنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم السري التميمي، حدثنا أبو العباس =

٧٠

ويظهر من كلام السندي في خطبة كتابه أنّه لا يذكر فيه إلّا أسانيده في الكتب المعتبرة إذْ قال: « إنَّه طالما لاذ بي بعض طلبة علم الحديث، وسألوني أن ألخّص لهم شيئاً من أسانيدي في الكتب المعتبرة ».

ترجمة ابن عقدة ووثاقته

هذا، ولما رأى المعاندون كثرة طرق حديث الغدير، بحيث جمعها واستوعبها الحافظ ابن عقدة في كتابٍ مجرد، وأنه لا يمكن الطعن في شيء من تلك الطرق عمدوا إلى الطعن في ابن عقدة نفسه، حتى لا يتم للامامية مطلوبهم بالاستناد إلى كتابه.

فهذا أبو نصر الكابلي يذكر: أن ابن عقدة ليس من أهل السنة، وكان جارودياً رافضياً، وإليك نص كلامه في المطلب السادس من ( الصواقع الموبقة ) الذي خصه بذكر المكايد: « التاسع والتسعون: نقل ما يؤيد مذهبهم عن كتاب رجل يتخيّل أنّه من أهل السنة وليس منهم، كابن عقدة كان جارودياً رافضياً، فإنّه ربّما ينخدع منه كل ذي رأي غبين، ويميل إلى مذهبهم أو تلعب به الشكوك »(١) .

وهذا ( الدهلوي ) يقلّد الكابلي في هذا الحكم كغيره، ويضيف إلى ابن عقدة: ابن قتيبة وأخطب خوارزم(٢) .

___________________

= أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ( ابن عقدة ) وحدثنا ابراهيم بن الوليد بن حماد، أخبرنا أبي، أخبرنا يحيى بن يعلى، عن حرب بن صبيح، عن ابن أخت حميد الطويل، عن ابن جدعان، عن سعيد ابن المسيب قال: قلت لسعد بن أبي وقاص: إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أتقيك. قال: سل عما بدا لك فإنما أنا عمك. قال: قلت: مقام رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - فيكم يوم غدير؟

قال: نعم قام فينا بالظهيرة فأخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره. قال: فقال أبو بكر وعمر: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة ».

(١). الصواقع الموبقة. المطلب السادس في المكايد.

(٢). التحفة الاثنا عشرية، الباب الثاني، المكيدة الحادية والثمانون: ٦٨.

٧١

ومن قبلهما حثالة من الناس

ولكن يكفي دليلاً على جلالة ابن عقدة وكونه من أكابر حفاظ أهل السنة: إعتماد كبار أئمتهم عليه وأخذهم بآرائه وأقواله ألا ترى أن ابن حجر العسقلاني يعتبر الرّجل صحابيّاً إستناداً إلى ( كتاب الموالاة ) المذكور، وأنه يلقّبه بأمير المؤمنين في الحديث، وأنه يصحّح كثيراً من طرق حديث الغدير في كتاب الموالاة!؟

بل إنّ كتبهم في الرجال مشحونة بذكر آراء ابن عقدة من جرحٍ وتعديلٍ ومدحٍ وذمٍ ...، فقد ذكر المزي بترجمة أحمد بن محمد بن نيزك بن حبيب أبي جعفر البغدادي: « قال أبو العباس ابن عقدة: في أمره نظر »(١) .

وقد أورد رأي ابن عقدة في هذا الرجل هكذا كلّ من: الذهبي وابن حجر العسقلاني، فقال الذهبي: « قال ابن عقدة: في أمره نظر »(٢) وقال ابن حجر « قال ابن عقدة: في أمره نظر »(٣) .

وقال الذهبي في العبر: « أبو إسحاق بن حمزة الحافظ قال ابن عقدة: قلّ من رأيت مثله »(٤) وكذا نقل قول ابن عقدة جلال الدين السيوطي بترجمة الرجل من طبقاته(٥) .

بل لابن عقدة آراؤه في علم قواعد الحديث، قال السيوطي في بيان أقسام تحمل الحديث: « السابع: إجازة المجاز كأجزتك مجازاتي، [ أو جميع ما أجيز روايته ] فمنعه بعض من لا يعتدّ به والصحيح الذي عليه العمل: جوازه، وبه قطع الحفاظ: الدارقطني و [ أبو العباس ] ابن عقدة [ الكوفي ] وأبو نعيم وأبو

___________________

(١). تهذيب الكمال ١ / ٤٧٥.

(٢). تذهيب التهذيب - مخطوط.

(٣). تهذيب التهذيب ١ / ٧٨.

(٤). العبر - حوادث سنة ٣٣٢.

(٥). طبقات الحفاظ / ٣٧١.

٧٢

الفتح نصر المقدسي »(١) .

أقول: وفي هذا القدر كفاية لثبوت جلالة ابن عقدة ووثاقته.

كلمات في توثيقه

أضف إلى ذلك: توثيق علماء الرجال وفطاحل أهل السنة أبا العباس ابن عقدة، وثنائهم الصريح عليه، وتنصيصهم على رواية الأكابر عنه، واعتمادهم عليه، ولنذكر نصوص عبارات بعضهم:

١ ) السمعاني

« كان حافظاً متقناً عالماً، جمع التراجم والأبواب والمشيخة، وأكثر الرواية وانتشر حديثه، سمع أحمد بن عبد الحميد الحارثي وعبد الله بن أبي سلمة

روى عنه الأكابر من الحفاظ مثل: أبي بكر محمد بن عمر [ ابن ] الجعابي وأبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وأبي نعيم، وعبد الله بن عدي الجرجاني، وأبي الحسين محمد بن المظفر البغدادي، وأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين وخلق يطول ذكرهم

وكان الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة على أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العباس ابن عقدة أحفظ منه، وقال أبو الطيب ابن هرثمة: كنا بحضرة ابن عقدة المحدث ونكتب عنه، وفي المجلس رجل هاشمي إلى جانبه، فجرى حديث حفاظ الحديث، فقال أبو العباس: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل بيت هذا سوى غيرهم - وضرب بيده على الهاشمي -

ولد في سنة أربع [ تسع ] وأربعين ومائتين ليلة النصف من المحرم، ومات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة »(٢) .

___________________

(١). تدريب الراوي ٢ / ٤٠.

(٢). الأنساب - العقدي.

٧٣

٢ ) البدخشاني

فانّه أورد كلمات السمعاني هذه، ثم قال: « قلت: ذكره الذهبي وابن ناصر الدين في طبقات الحفاظ »(١) .

٣ ) السيوطي

في ذكر حديث ردّ الشمس ردّاً على قدح ابن الجوزي في ابن عقدة: « وابن عقدة من كبار الحفاظ، والناس مختلفون في مدحه وذمه، قال الدارقطني: كذب من اتّهمه بالوضع، وقال حمزة السهمي: ما يتّهمه بالوضع إلّا طمل، وقال أبو علي الحافظ: أبو العباس إمام حافظ، محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم »(٢) .

تراجم الموثقين لابن عقدة

أقول: ولنعرف هؤلاء الموثقين لابي العباس ابن عقدة فنقول: أمّا الدارقطني، فقد أوردنا ترجمته بالتفصيل في ( مجلد حديث الطير ) وأمّا السيوطي فستأتي ترجمته في كتاب ان شاء الله تعالى، وأمّا حمزة السهمي:

ترجمة السهمي

فقد قال الذهبي: « وأبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني الحافظ من ذرية أو شام بن العاص، سمع سنة أربع وخمسين من محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرّام صاحب محمّد بن الضريس، ورحل الى العراق سنة ثمان وستين فأدرك ابن ماشي، وهو مكثر عن ابن عدي والاسماعيلي وكان من أئمّة

___________________

(١). تراجم الحفاظ. وهو كتاب مستخرج من الأنساب للسمعاني، وهو مخطوط.

(٢). اللئالي المصنوعة ١ / ٣٣٧.

٧٤

الحديث حفظاً ومعرفة وإتقافاً »(١) .

وبمثله قال السيوطي وأضاف: « صنّف وخرّج وعدّل وصحّح وعلّل، مات سنة ٤٢٧ »(٢) .

وقال السمعاني بترجمته: « أحد الحفاظ المكثرين »(٣) .

ترجمة أبي علي الحافظ

وأمّا أبو علي النيسابوري، فقد ترجم له الذهبي بقوله: « أبو علي الحافظ الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري، أحد الأعلام قال الحاكم: هو واحد عصره في الحفظ والإِتقان والورع والمذاكرة والتصنيف، سمع ابراهيم ابن أبي طالب وطبقته، وفي الرحلة من النسائي وأبي خليفة وطبقتهما، وكان آية في الحفظ، كان ابن عقدة يخضع لحفظه »(٤) .

وبمثله قال اليافعي(٥) .

ونقل السيوطي عن تلميذه الحاكم قوله: « وأقام ببغداد وما بها أحفظ منه إلّا أن يكون أبو بكر الجعابي، فإنّي سمعت أبا علي يقول: ما رأيت ببغداد أحفظ منه قال ابن مندة: سمعت أبا علي يقول - وما رأيت أحفظ منه -: ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم، وقال ابن منده: ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي.

وقال القاضي أبو بكر الأبهري: سمعت أبا بكر ابن أبي داود يقول لأبي علي: من إبراهيم عن إبراهيم عن إبراهيم؟ قال: إبراهيم بن طهمان، عن إبراهيم بن

___________________

(١). العبر - حوادث سنة ٤٢٧.

(٢). طبقات الحفاظ / ٤٢٢.

(٣). الأنساب - الحافظ.

(٤). العبر - حوادث سنة ٣٤٩.

(٥). مرآة الجنان، حوادث سنة ٣٤٩.

٧٥

عامر البجلي، عن إبراهيم النخعي. فقال: أحسنت يا أبا علي.

قال الحاكم: كان أبو علي يقول: ما رأيت في أصحابي مثل الجعابي في حفظه، فحكيت هذا للجعابي، فقال: يقول أبو علي هذا وهو أستاذي في الحقيقة »(١) .

٤ ) محمد بن طاهر الفتنى

« حديث أسماء في رد الشمس، فيه فضيل بن مرزوق، ضعيف، وله طريق آخر فيه ابن عقدة: رافضي رمي بالكذب، ورافضي كاذب.

قلت: فضيل صدوق احتج به مسلم والأربعة، وابن عقدة من كبار الحفاظ وثّقه الناس، وما ضعّفه إلّا عصريّ متعصب، والحديث صرح جماعة بتصحيحه منهم القاضي عياض »(٢) .

٥ ) سبط ابن الجوزي

في الكلام على حديث ردّ الشمس: « وكذا قول جدي: « أنا لا أتهم به إلّا ابن عقدة » من باب الظن والشك لا من باب القطع واليقين، وابن عقدة مشهور بالعدالة، كان يروي فضائل أهل البيت ويقتصر عليها ولا يتعرض للصحابة - رضي الله تعالى عنهم - بمدحٍ ولا بذم، فنسبوه إلى الرفض »(٣) .

٦ ) الخوارزمي

« أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الله بن العجلان

___________________

(١). طبقات الحفاظ: ٣٦٨.

(٢). تذكرة الموضوعات: ٩٦. وتوجد ترجمة محمد بن طاهر الفتني في أخبار الأخبار للشيخ عبد الحق الدهلوي، وسبحة المرجان في آثار هندوستان لغلام علي آزاد البلجرامي، وغيرهما، وستأتي خلاصتها عن « النور السافر في أخبار القرن العاشر ».

(٣). تذكرة خواص الأمة: ٥١.

٧٦

أبو العباس الكوفي الهمداني المعروف بابن عقدة، كان ثقة فقيهاً عالماً بالنحو واللغة والقراءة متقناً في الحديث حافظاً لرواته، ومدار هذه المسانيد عليه »(١) .

٧ ) السبكي - في ذكر الطبقات -

« فأين أهل عصرنا من حفاظ هذه الشريعة أبي بكر الصديق

ومن طبقة أخرى من التابعين

طبقة أخرى

أخرى

أخرى

أخرى

أخرى: وأبي بكر بن زياد النيسابوري وأبي حامد أحمد بن محمد بن السرفي وأبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي وأبي العباس الدغولي وعبد الرحمن ابن أبي حاتم

وأبي العباس ابن عقدة

فهؤلاء مهرة هذا الفن، وقد أغفلنا كثيراً من الأئمّة، وأهملنا عدداً صالحاً من المحدّثين، وإنّما ذكرنا من ذكرنا لننبّه بهم على من عداهم، ثمّ أفضى الأمر إلى طيّ بساط الأسانيد رأساً، وعدّ الإِكثار منها جهالة ووسواساً »(٢) .

أقول: ومن هذه العبارة التي اختصرناها نستفيد أموراً:

الأول: كون ابن عقدة أعظم من علماء عصر السبكي وما قبله، وبما أنّ مرتبة ( الدهلوي ) وغيره أدنى بكثير من مرتبة علماء عصر السبكي، فإنّ كلامهم غير مسموع في ابن عقدة.

الثاني: كون ابن عقدة من حفاظ الشريعة.

___________________

(١). جامع مسانيد أبي حنيفة، لأبي المؤيد الخوارزمي المتوفى سنة: ٦٥٥ توجد ترجمته في الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية ٢ / ١٣٢ وتاج التراجم: ٤٩.

(٢). طبقات الشافعية الكبرى ١ / ٣١٤ - ٣١٨.

٧٧

الثالث: كون ابن عقدة في طبقة كبار أساطين الأئمّة من أهل السنّة، كالعقيلي وابن أبي حاتم و و و و

الرابع: كون ابن عقدة من مهرة فن الحديث وأئمة هذا العلم.

الخامس: كون ابن عقدة أعظم من الأئمّة الذين أغفل السبكي ذكرهم، وهم كثيرون

السادس: كون ابن عقدة كأبي بكر و و و من حفاظ الشريعة، وبعد هذا، فهل تبقى قيمة لطعن طاعنٍ أو قدح قادح؟

٨ ) السيوطي

« ابن عقدة - حافظ العصر والمحدث البحر أبو العباس كان إليه المنتهى في قوّة الحفظ وكثرة الحديث، ورحلته قليلة، ألّف وجمع، حدّث عنه الدارقطني وقال: أجمع أهل الكوفة على أنه لم يربها من زمن ابن مسعود إلى زمنه أحفظ منه.

وعنه: أحفظ مائة ألف حديث بأسنادها، وأجيب عن ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم.

وقال أبو علي: ما رأيت أحفظ منه لحديث الكوفيين. وعنده تشيّع. ولد سنة ٢٤٩ ومات في ذي القعدة سنة ٣٣٢ »(١) .

أقول: قوله: « وعنده تشيّع » ليس بقادح عندهم ولا سيّما بعد تلك الفضائل وآيات الثناء عليه - وقد قال ابن حجر الحافظ:

« والتشيع محبّة علي وتقديمه على الصحابة، فمن قدّمه على أبي بكر وعمر فهو غال في التشيع ويطلق عليه رافضي وإلّا فشيعي، وإنْ انصاف الى ذلك السب والتصريح بالبغض فغال في الرفض، وإنْ اعتقد الرجعة الى الدنيا فأشدّ في

___________________

(١). طبقات الحفاظ / ٣٤٨.

٧٨

الغلو »(١) .

فالحمد لله الذي حللنا بعونه عقدة كيد ( الدهلوي ) في جرح ابن عقدة، حيث أثبتنا أنه ثقة معتمد، بأقوال الاساطين الذين بيدهم عقدة الجرح والتعديل، وهم أهل الحل والعقد في هذا الفن الجميل.

___________________

(١). فتح الباري شرح صحيح البخاري - مقدمة الكتاب: ٤٦٠.

٧٩

(٣ )

تصنيف الطبري كتاباً في طرق حديث الغدير

وصنّف أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري مصنّفاً بطرق حديث الغدير قال صاحب العمدة: « وقد ذكر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ خبر يوم الغدير وطرقه في خمسة وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سمّاه كتاب الولاية »(١) .

وقال السيد ابن طاوس -رحمه‌الله -: « من ذلك: ما رواه محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ الكبير، صنّفه وسمّاه كتاب الردّ على الحرقوصية روى [ فيه ] حديث الغدير وما نصّ النبي -عليه‌السلام - على عليّ بالولاية والمقام الكبير، وروى ذلك من خمس وسبعين طريقاً »(٢) .

وقال -رحمه‌الله - أيضاً: « وأما الذي ذكره محمد بن جرير صاحب التاريخ في ذلك فإنّه مجلّد»(٣) .

وقال السيدرحمه‌الله : « وقد روى حديث يوم الغدير محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ من خمس وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سمّاه كتاب

___________________

(١). العمدة: ٥٥.

(٢). الاقبال: ٤٥٣.

(٣). المصدر نفسه: ٤٥٧.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

فاس من أرض المغرب، وأخذ العلم بها، واتسعت معرفته وكملت فضيلته، ورحل إلى الحرمين ومصر والشام وكان واسع الفضل، له مشاركة تامة في سائر العلوم ».

٤ - صديق حسن خان القنوجي بنحو ما تقدم(١) .

والجدير بالذكر أن الشهاب أحمد المقري من شيوخ مشايخ والد ( الدهلوي ) الذين حمد الله باتصال سنده إليهم، ووصفهم « بالمشايخ الأجلة الكرام والأئمة القادة الأعلام، والمشاهير بالحرمين المحترمين، والمجمع على فضلهم من بين الخافقين ».

(١١١)

رواية ابن باكثير المكي

ورواه أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي الشافعي حيث قال: « وعنه - أي عن عليرضي‌الله‌عنه - قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه. أخرجه أبو عمرو »(٢) .

ترجمته:

وذكرنا ترجمة ابن باكثير واعتبار كتابه المذكور في مجلد ( حديث الولاية ) ومن مصادر ترجمته: ( خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ١ / ٢٧١ ).

____________________

(١). التاج المكلل: ٣٢٤.

(٢). وسيلة المآل في مناقب الآل - مخطوط.

٢٦١

(١١٢)

رواية الشيخاني القادري

ورواه محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري حيث قال: « روى الامام أحمد في الفضائل والترمذي مرفوعاً: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. ولهذا كان ابن عباس يقول: من أتى العلم فليأت الباب وهو عليرضي‌الله‌عنه »(١) .

الصراط السوي

ويظهر اعتبار كتاب ( الصراط السوي ) هذا من كلام مؤلّفه في صدره، فإنه قال بعد التحميد والتصلية « أما بعد، فإنّ العمل بغير العلم وبال، والعلم بغير العمل خيال، ولا يقبض العلم إلّا بموت العلماء كما في الحديث المتفق على صحته في رواية عبد الله بن عمر: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بموت العلماء، كلّما ذهب عالم ذهب بما معه، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا.

واعلم أن الفحول قد قبضت والوعول قد هلكت، وانقرض زمان العلم وخمدت جمرته وهزمته كرة الجهل وعلت دولته، حتى لم يبق من الكتب التي يعتمد عليها في ذكر الأنساب إلّا بعض الكتب المؤلَّفة التي صنّفها أصحاب البدعة كما ستقف على أسمائها في تضاعيف الكتاب ان شاء الله تعالى، يلوح لك شرارها من

____________________

(١). الصراط السوي في مناقب آل النبي - مخطوط.

٢٦٢

بعيد كالسراب، لكونها فارغة عن الصدق والصواب، وذلك إما لاندراس محبة آل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قلوب الصالحين من أهل السنة والعياذ بالله من تلك الفتنة، أو لنقص في الايمان وترداد في اليقين، أو لشين فاحش وكلم في أمر الدين، والدليل على ذلك أني سمعت من جماعة لا يعبأ الله بها أنهم يسبّون الأشراف القاطنين بمكة المشرفة والمدينة المنورة من بني الحسن والحسين فأجبتها بقول القائل:

لو كلّ كلبٍ عوى لقّمته حجراً

لأصبح الصّخر مثقالاً بدينار

ثم نودي في سري في الروضة بين القبر الشريف والمنبر بالانتصار لأهل البيت، فشرعت عند ذلك في كتاب أذكر فيه مناقب أهل البيت على ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة على وجه الاختصار، وأذكر فيه إن شاء الله تعالى مع ذكر كل واحد من أئمة أهل البيت من كان معاصراً لهم من أصحابهم وأعدائهم، كما ترى ذلك إن شاء الله تعالى قريباً، وسميته ( الصراط السوي في مناقب آل النبي ) ولقد أجاد من قال ارتجالاً فيه شعراً حسناً:

هذا كتاب نفيس قد حوى درراً

في مدح آل رسول الله والشرف

أنعم به من كتاب تحفة برزت

ما مثلها في خبايا الدهر من تحف

فغنّ به صاح واغنم في مطالعه

واستخرج الجوهر المكنون في الصدف

يزول عنك العنا والهمّ سائره

وفيه تهدى صراطاً غير مختلف

فهو الصراط السوي في الاسم شهرته

تأليف محمود تالي منهج السّلف

القادري طريقاً في مسالكه

الشافعي اتباعاً للعهود وفي »

(١١٣)

إثبات الشيخ عبد الحق الدهلوي

وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي في ( اللمعات في شرح المشكاة ) بصدد

٢٦٣

إثبات حديث مدينة العلم ما نصه: « واعلم أن المشهور من لفظ الحديث في هذا المعنى: أنا مدينة العلم وعلي بابها. وقد تكلّم النقّاد فيه، واصله من أبي الصلت وكان شيعياً، وقد تكلّم فيه، وصحّح هذا الحديث الحاكم، وحسّنه الترمذي وضعّفه آخرون، ونسبه إلى الوضع طائفة، ونحن ننقل ما ذكره علماؤنا في ذلك بعباراتهم، وإنْ كانت مشتملة على التكرار فنقول:

قال الشيخ مجد الدين الشيرازي اللغوي صاحب القاموس في نقد الصحيح: حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في الموضوعات من عدّة طرق، وجزم ببطلان الكلّ، وقال مثل ذلك جماعة، وعندي في ذلك نظر كما سنبيّنه، والمشهور بروايته أبو الصلت عبد السّلام بن صالح الهروي عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعبد السلام هذا ضعّفوه جدّاً واتّهم بالرفض.

ومع ذلك فقد روى عباس بن محمد الدوري في سؤالاته عن يحيى بن معين أنه سأله عن أبي الصلت هذا فوثّقه فقال: أليس قد حدّث عن أبي معاوية: أنا مدينة العلم وعلي بابها؟ فقال: قد حدّث به عن أبي معاوية محمد بن جعفر الفيدي. وكذلك روى صالح بن محمد الحافظ الملقب جزرة، وأبو الصلت أحمد ابن محمد بن محرز عن يحيى بن معين أيضاً، وفي رواية أبي الصلت ابن محرز قال يحيى في هذا الحديث: هو من حديث أبي معاوية أخبرني ابن نمير قال حدّث به أبو معاوية قديماً ثم كفَّ عنه، وكان أبو الصلت الهروي رجلاً موسراً يطلب هذه الأحاديث ويكرم المشايخ - يعني فخصّه أبو معاوية بهذا الحديث - فقد برئ عبد السلام عن عهدة هذا الحديث، وأبو معاوية الضرير حافظ يحتجُّ بأفراده كابن عيينة وغيره، وليس هذا الحديث من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول بل هو مثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث أرأف أمتي أبوبكر الحديث.

وقد حسّنه الترمذي وصحّحه غيره، ولم يأت من تكلّم على حديث أنا مدينة العلم بجواب عن هذه الروايات الثابتة عن يحيى بن معين، والحكم عليه بالوضع باطل قطعاً، وإنما أمسك أبو معاوية عن روايته شائعاً لغرابته لا لبطلانه، إذ لو

٢٦٤

كان كذلك لم يحدّث به أصلاً مع حفظه وإتقانه.

وللحديث طريق اُخرى رواها الترمذي في جامعه عن إسماعيل بن موسى الفزاري عن محمد بن عمر الرومي عن شريك بن عبد الله عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن أبي عبد الله الصنابحي عن عليرضي‌الله‌عنه : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها. وتابعه أبو مسلم الكجي وغيره على روايته عن محمد بن عمر الرومي. ومحمد هذا روى عنه البخاري في غير الصحيح، ووثّقه ابن حبان وضعّفه أبو داود.

وقال الترمذي بعد سياق الحديث: هذا حديث غريب وقد روى بعضهم هذا عن شريك ولم يذكروا فيه الصنابحي، ولا يعرف هذا عن أحد من الثقات غير شريك.

قلت: فلم يبق الحديث من أفراد الرومي، وشريك احتج به مسلم وعلّق له البخاري ووثّقه ابن معين والعجلي وزاد حسن الحديث، وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحداً قط أورع في علمه من شريك، فعلى هذا يكون مفردة حسناً. ولا يرد عليه رواية من أسقط الصنابحي منه، لأن سويد بن غفلة تابعي مخضرم، روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وسمع منهم، فيكون ذكر الصنابحي فيه من باب المزيد في متصل الأسانيد.

والحاصل: إن الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتج به ولا يكون ضعيفاً، فضلاً عن أن يكون موضوعاً، ولم أجده لمن ذكره في الموضوعات طعناً مؤثراً في هذين السندين. وبالله التوفيق. إنتهى كلام الشيخ مجد الدين ».

ثم نقل الشيخ عبد الحق الدهلوي كلام السخاوي في ( المقاصد الحسنة ).

وصوّب هذين الكلامين.

وقد فسّر الحديث وبيّن معناه في ( أشعة اللمعات ) وقال: « والأصل في رواية هذا الحديث هو أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، وهو شيعي ولكنّه

٢٦٥

صدوق، وكان يكرم المشايخ »(١) .

وقد ذكر « مدينة العلم » في أسماء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) ، وهو أيضاً دليل على ثبوت هذا الحديث عنده.

ترجمته:

وتوجد ترجمة الشيخ عبد الحق الدهلوي في الكتب المؤلّفه بتراجم علماء الهند، مثل ( تذكرة الأبرار ) و ( مرآت آفتاب نما ) و ( اتحاف النبلاء ) و ( سبحة المرجان بذكر آثار هندوستان ).

قالغلام علي آزاد: « مولانا الشيخ عبد الحق الدهلوي، هو المتضلّع من الكمال الصوري والمعنوي، والعاشق الصادق من عشاق الجمال النبوي، رزق من الشهرة قسطاً جزيلاً، وأثبت المؤرخون ذكره إجمالاً وتفصيلاً، وفي قبة مزاره بدهلي لوح من الحجر نقشت عليه فذلكة من أحواله بالفارسية، وأنا أترجمها بالعربية: هو من مبادئ الشعور شدّ نطاقه على طاعة الحق وطلب العلم، وقريباً من أوان البلوغ تناول الأكثر من العلوم الدينية، وفرغ من تحصيله كلّها وله اثنان وعشرون سنة، وحفظ القرآن وجلس على مسند الافادة، وفي عنفوان الشباب أخذته جذبة إلهية فقطع علاقة محبته عن الخلّان والأوطان، وتوجّه إلى الحرمين وأقام بتلك الأماكن مدّة، وصحب بها أقطاب الزمان والأولياء الكبار مع بركات وافرة، واستقر به اثنين وخمسين سنة في جمعيّة الظاهر والباطن، واشتغل بتكميل الأولاد والطالبين، ونشر العلوم لا سيما الحديث الشريف، بحيث لم يتيسر مثله لأحد من العلماء السابقين واللاحقين في ديار الهند، وصنّف في العلوم خصوصاً في الحديث كتباً معتبرة اعتنى بها علماء الزمان وجعلوها دستوراً لعملهم، وتصانيفه من الكبار والصغار بلغت مائة مجلّد. ولد في المحرم سنة ٩٥٨ وتوفي سنة ١٠٥٢. تمّت

____________________

(١). أشعة اللمعات ٤ / ٦٦٦.

(٢). مدارج النبوة - فصل اسماء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٢٦٦

الترجمة »(١) .

وقال اللكهنوي: « الشيخ الامام العالم العلامة المحدّث الفقيه شيخ الاسلام وأعلم العلماء الأعلام وحامل راية العلم والعمل في المشايخ الكرام، أول من نشر علم الحديث بأرض الهند تصنيفاً وتدريساً »(٢) .

ومن آيات جلالة عبد الحق الدهلوي وعظمته كونه من شيوخ الشيخ حسن العجيمي، والعجيمي من مشايخ شاه ولي الله الدهلوي السبعة الذين يحمد الله على اتّصال سنده بهم

وقال شاه ولي الله في ( المقدمة السنية ): « ومن عجيب صنع الله أنه كما تراكم في عهد هذين ( يعني أكبر شاه وجهانكير شاه ) من الفتن الدهماء ما لم يرو معشاره في عصور القدماء، فكذلك لم ير مثل عهدهما في اجتماع الأولياء أصحاب الآيات الظاهرة والكرامات الباهرة، والعلماء أصحاب التصانيف المفيدة والتواليف المجيدة، كالسيد عبد الوهاب البخاري، وشاه محمد خيالي صاحب الآيات العجيبة والشيخ عبد العزيز حامل لواء الجشتية في زمانه، والخواجة باقي ناشر الطريقة النقشبندية في أقطار الهند، والشيخ عبد الحق، له شرحان على المشكاة، وشرح على سفر السعادة للشيخ مجد الدين الفيروزآبادي، وله جذب القلوب إلى ديار المحبوب في تاريخ المدينة المنورة، وغيرها من الرسائل المفيدة، كلّهم بمحروسة دهلي ».

(١١٤)

رواية السيد محمد ماه عالم

وقد نصّ السيّد محمد ابن السيد جلال ماه عالم ابن السيد حسن البخاري

____________________

(١). سبحة المرجان: ٥٢.

(٢). نزهة الخواطر ٥ / ٢٠١.

٢٦٧

على صحة حديث مدينة العلم، حيث قال في ذكر مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام في ( تذكرة الأبرار ): « فضائله أكثر من أن تحصر، ويعجز البيان عن الإِحاطة بكمالاته، تتجلى رفعة نسبه الشريف من الخبر المعتبر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أنا وعلي من نور واحد » وعظمة حسبه من قوله: « أخي في الدنيا والآخرة » ووفور علمه من الحديث الصحيح: « أنا مدينة العلم وعلي بابها » وسعة جوده من قوله تعالى:( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً ) وآثار شجاعته من: « لا فتى إلّا علي ولا سيف إلّا ذو الفقار » وأخبار فضيلته من: « لمبارزة علي بن أبي طالب يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي ».

وفيه: « ذكر سيد السادات: السيد علي ابن السيد جعفر البخاري: ينتهي نسبه إلى باب مدينة العلم عليرضي‌الله‌عنه وعن جميع أولاده ».

(١١٥)

إثبات الله بن عبد الرحيم

وقد أثبت الله بن عبد الرحيم بن بينا الحكيم الجشتي العثماني حديث مدينة العلم في كتابه ( سير الأقطاب ) ضمن فضائل أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.

(١١٦)

إثبات عبد الرحمن الجشتي

وكذا أثبت عبد الرحمن بن عبد الرسول بن قاسم الجشتي حديث أنا مدينة

٢٦٨

العلم في ( مرآة الأسرار ) بترجمة سيدنا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.

مرآة الأسرار

وقد اعتمد على كتاب ( مرآة الاسرار ) ونقل عنه شاه ولي الله الدهلوي في ( الانتباه في سلاسل أولياء الله ) ورشيد الدين خان الدهلوي في ( ايضاح لطافة المقال ).

(١١٧)

إثبات الجفري

وقال شيخ بن علي بن محمد الجفري في ( كنز البراهين الكسبية والأسرار الألوهية الغيبية لسادات مشايخ الطريقة العلوية ): « و قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ومن أراد العلم فليأت الباب ».

ترجمته:

ذكرنا ترجمة الجفري هذا في مجلد ( حديث الطير ).

(١١٨)

تحسين العزيزي

وقد أفتى بحسنه علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم العزيزي حيث قال:

« أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب » يؤخذ منه أنه

٢٦٩

ينبغي للعالم أن يخبر الناس بفضل من عرف فضله، ليأخذوا عنه العلم « عق عد طب ك عن ابن عباس عدك عن جابر » ابن عبد الله. قال الشيخ: حديث حسن لغيره، أي باعتبار طرقه »(١) .

ترجمته:

ترجم له محمد أمين المحبي بقوله: « علي العزيزي البولاقي الشافعي، كان إماماً فقيهاً محدّثاً حافظاً متقناً ذكياً، سريع الحفظ بعيد النسيان، مواظباً على النظر والتحصيل، كثير التلاوة سريعها، متودّداً متواضعاً، كثير الاشتغال بالعلم، محبّاً لأهله خصوصاً أهل الحديث، حسن الخلق والمحاضرة، مشاراً إليه في العلم، شارك النور الشبراملسي في كثير من شيوخه وأخذ عنه واستفاد منه، وكان يلازمه في دروسه الأصليّة والفرعيّة وفنون العربية، وله مؤلفات كثيرة نقله فيها يزيد على تصرفه، منها: شرح على الجامع الصغير للسيوطي في مجلّدات، وحاشية على شرح التحرير للقاضي زكريا، وحاشية على شرح الغاية لابن قاسم في نحو سبعين كراسة، وأخرى على شرحها للخطيب، وكانت وفاته ببولاق في سنة سبعين وألف وبها دفن، والعزيزي بفتحة ومعجمتين مكسورتين بينهما ياء تحتية نسبة للعزيزية من الشرقية بمصر »(٢) .

(١١٩)

إثبات النور الشبراملسي

وقال أبو الضياء نور الدين علي بن علي الشبراملسي القاهري الشافعي في

____________________

(١). السراج المنير في شرح الجامع الصغير ٢ / ٦٣.

(٢). خلاصة الاثر ٣ / ٢٠١.

٢٧٠

حاشيته على ( المواهب اللّدنية ) المسماة بـ ( تيسير المطالب السنية ) في ذكر أسماء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « قوله: « مدينة العلم » روى الترمذي وغيره مرفوعاً: أنا مدينة العلم وعلي بابها. والصواب أنه حديث حسن كما قاله الحافظ العلائي وابن حجر ».

ترجمته:

١ - المحبي بقوله: « علي بن علي أبو الضيا نور الدين الشبراملسي الشافعي القاهري، خاتمة المحققين وولي الله تعالى، محررّ العلوم النقلية وأعلم أهل زمانه، لم يأت مثله في دقة النظر وجودة الفهم وسرعة استخراج الأحكام من عبارات العلماء، وقوة التأني في البحث واللطف والحلم والإِنصاف، بحيث أنه لم يعهد منه أنه أساء إلى أحد من الطلبة بكلمةٍ حصل له منها تعب، بل كان غاية ما يقول إذا تغيّر من أحد من تلامذته: الله يصلح حالك يا فلان، وكان شيخاً جليلاً عالماً عاملاً، وكان زاهداً في الدنيا، لا يعرف أحوال أهلها ولا يتردّد إلى أحد منهم إلّا في شفاعة خير، وكان إذا مرَّ في السوق تتزاحم الناس مسلمها وكافرها على تقبيل يده، ولم ينكر أحد من علماء عصره وأقرانه فضله، بل جميع العلماء إذا أشكلت عليهم مسألة يراجعونه فيها فيبيّنها لهم على أحسن وجه وأتمّه.

وقال فيه العلامة سريّ الدين الدروري: لا يكلّمه أحد إلّا علاه في كلّ فن، وكان يقول: ما في الجامع إلّا الأعمى ويشير إليه، وكان سريّ الدين هذا فريد عصره في العلوم النظرية.

... ولازمه لأخذ العلم عنه أكابر علماء عصره، كالشيخ شرف الدين ابن شيخ الإسلام، والشيخ زين العابدين، ومحمد البهوتي الحنبلي، ويس الحمصي ومنصور الطوخي، وعبد الرحمن المحلي، والشهاب البشبيشي، والسيد أحمد الحموي، وعبد الرزاق الزرقاني، وغيرهم ممّن لا يحصى ولم يشتهر من مؤلّفاته إلّا حاشيته على المواهب اللّدنية في خمس مجلَّدات ضخام »(١) .

____________________

(١). خلاصة الأثر ٣ / ١٧٤ - ١٧٧.

٢٧١

٢ - الشرقاوي في ( التحفة البهيّة في طبقات الشافعية ) بقوله: « شيخ مشايخ الاسلام، ملك العلماء الأعلام، الشيخ نور الدين علي الشبراملسي المكنى بأبي الضيا، كانرضي‌الله‌عنه على خلقٍ عظيم ونفع عميم، وكان في التواضع والأدب وعدم دعوى العلم على جانب عظيم، ولم يزل يطلب العلم على مشايخه ويحضر دروسهم حتى قال له الشيخ محمد الشوبري: إلى متى تطلب العلم على المشايخ وتحضر دروسهم، ألزمتك بالجلوس لإِقراء العلم في الدروس ونفع الطلبة. فامتثل كلامه وقرأ العلم وانتفع الناس به، وألَّف كتباً كثيرة

وكان إماماً في سائر العلوم الشرعية والعقلية من فقهٍ وحديثٍ وتفسيرٍ وأصولٍ ومعانٍ وبيانٍ ونحوٍ وصرفٍ وقراآت وغير ذلك من العلوم الدينية، وكان الغالب عليه علم الوهب اللّدني.

توفي يوم الخميس ثامن عشر شوال من شهور سنة ١٠٨٧، ودفن بتربة المجاورين، بجواز تربة الشيخ حسن الشرنبلاني ».

٣ - رضي الدين الشامي في ( تنضيد العقود السنية ) في حوادث السنة المذكورة: « وفي هذه السنة توفي العالم العلّامة شيخ الاسلام نور الدين بن علي الشبراملسي. كان رئيس العلماء ومقدّم الفضلاء، وانتهت إليه رياسة العلم بمصر وغيرها ».

كما ذكر اسمه في كتب الإِجازات والشيوخ بكل احترام وتبجيل مثل ( كفاية المتطلع ) و ( الإِمداد بمعرفة علوّ الإِسناد ) و ( رسالة الشيخ أحمد النخلي )

(١٢٠)

إثبات التاج السنبهلي

وقد أثبته الشيخ تاج الدين السنبهلي في رسالة له في ( الأشغال النقشبندية ) حيث ذكر شيوخه في الطريقة قائلاً:

٢٧٢

« وهذه الطريقة العلية النقشبندية أخذها الفقير الحقير الكامل في النقصان، والعاجز في معرفة الرحمن تاج الدين السنبهلي، عن مهدي الزمان الخواجا محمد الباقي، وهو أخذها عن المولى خواجكي أمكنكي وهو أخذها عن المولى درويش محمد، وهو عن المولى محمد الزاهد، وهو عن الغوث الأعظم الخواجا عبيد الله أحرار، وهو عن شيخ الشيوخ يعقوب الجرخي وهو عن الخواجا الكبير الخواجة بهاء الدين المعروف بنقشبند، وهو عن السيد أمير كلال، وهو عن الخواجا محمد بابا سهامي، وهو عن حضرة العزيزان الخواجا علي الرامتيني، وهو عن الخواجا محمود الخيرفعنوي، وهو عن الخواجا ريوكري وهو عن الخواجة عبد الخالق الغجدواني، وهو عن الشيخ يوسف بن يعقوب بن أيوب الهمداني، وهو عن أبي علي الفارمدي، وهو عن أبي الحسن الخرقاني.

والشيخ أبو علي له نسبة الخدمة [ الخرقة ] والصحبة والاستفاضة بالشيخ أبي القاسم الكركاني أيضاً، وحيث كان عند المحققين أن الشيوخ ثلاثة: شيخ الخرقة وشيخ الذكر وشيخ الصحبة. وشيخ الصحبة أتم وأكمل في الارتباط وهو الشيخ الحقيقي، لا جرم أوردنا نسبة الشيخ أبي القاسم الذي انتهى بها السلوك للشيخ أبي علي، وبين الشيخ أبي القاسم إلى الإِمام علي بن موسى الرضا ست وسائط: الشيخ أبو عثمان المغربي، وأبو علي الكاتب، وأبو علي الرودباري، وسيد الطائفة الجنيد البغدادي، والسري السقطي، ومعروف الكرخي،رضي‌الله‌عنه تعالى عنهم.

ولمعروف قدّس الله سرّه نسبة أخرى يتصل بها إلى داود الطائي عن حبيب العجمي، عن الحسن البصري قدس الله أسرارهم، وتمام نسبته إلى باب مدينة العلم معروف ومشهور.

وها أنا الآن أرجع إلى رأس الكلام فاعلم: أن الشيخ أبا الحسن الخرقاني أخذ عن روحانية أبي يزيد البسطامي، كنسبة أويس قدس الله سره من منبع الأنوار عليه أفضل الصلاة والسلام وأكمل التحيات، وهكذا نسبة سلطان

٢٧٣

العارفين إلى روحانية جعفر الصادق، والمعروف من خدمته وصحبته غير صحيح، والإِمام جعفر الصادق مع وجود أنوار وراثة آبائه الكرام يتصل لجدّه لأُمه القاسم ابن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهم، وهو من الفقهاء السبعة في التابعين، كان من أكملهم في علم الظاهر والباطن، وهو منسوب إلى سلمان الفارسيرضي‌الله‌عنه ، وسلمان مع تشرّفه بصحبة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ الطريقة عن الصدّيق رضي الله تعالى عنه، وهو عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والطريقة الأُخرى للامام جعفر أباً عن جدٍ إلى باب مدينة العلم معروفة ».

السنبهلي و رسالته:

ورسالة السنبهلي هذه من الرسائل المعتبرة لدى أهل السنة، قال شاه ولي الله والد ( الدهلوي ) في ( الانتباه في سلاسل أولياء الله ): « يقول كاتب الحروف: إن للشيخ تاج الدين السنبهلي خليفة حضرة الخواجا محمد باقي رسالة وجيزة في باب الأشغال النقشبندية، وكان والدي العظيم يمدحها جدّاً، وكان قد استنسخها بخطه عن نسخة لبعض أصحاب الشيخ تاج الدين، وكان يرشد الطالبين إلى العمل بها، ولقد قرأتها عنده بحثاً ودراية، وقد أحببت ذكرها هنا كاملة، وبالله التوفيق » ثم ذكر شاه ولي الله الرسالة بكاملها في كتابه.

ومن مفاخر السنبهلي - هذا - كونه من مشايخ شاه ولي الله في الطريقة، بل هو من مشايخ عبد الله بن سالم البصري الذي هو أحد المشايخ السبعة الذين يفتخر ولي الله الدهلوي باتصال سنده إليهم، ويثني عليهم غاية الثناء في ( الانتباه ).

٢٧٤

(١٢١)

رواية الكردي الكوراني

وقال إبراهيم بن حسن الكردي الكوراني الشهرزوري الشافعي في كتاب ( النبراس لكشف الإِلتباس الواقع في الأساس ) ما نصه:

« والصلاة والسلام على محمد النبي المختار لتبليغ الرسالة إلى الثقلين لاستيداء شكر نعمته، وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه المنزّل منزلة هارون إلّا النبوة و ولي عهده بعده في أمته.

أمّا أخوّته ففي قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنت أخي في الدنيا والآخرة. رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما.

وأما أنه باب مدينة علمه ففي قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، رواه البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والترمذي والحاكم عن علي.

وأمّا أنّه منزَّل منزلة هارون ففي قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، رواه الشيخان عن سعد بن أبي وقاص، والامام أحمد والبزار عن أبي سعيد الخدري، والطبراني عن أسماء بنت عميس، وأم سلمة، وابن عمر، وابن عباس، وجابر بن سمرة، وعلي، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم.

واحتج المؤلَّف بهذا الحديث على إمامة علي رضي الله تعالى عنه في الفصل الثالث من كتاب الإِمامة، وسيجيء الكلام عليه إنْ شاء الله تعالى، وإنه لا دلالة فيه على ما ذكروه ».

٢٧٥

ترجمته:

١ - المرادي: « إبراهيم بن حسن الكوراني الشهرزوري الشهراني الشافعي، نزيل المدينة المنورة، الشيخ الامام العالم العلّامة خاتمة المحققين عمدة المسندين، العارف بالله تعالى، صاحب المؤلَّفات العديدة، الصوفي النقشبندي المحقق المدقّق، الأثري المسند النسابة أبو الوقت برهان الدين، ولد في شوال سنة خمس وعشرين، وألف وطلب العلم بنفسه، ورحل إلى المدينة المنورة وتوطّنها وأخذ بها عن جماعة من صدور العلماء، واشتهر ذكره وعلا قدره، وهرعت إليه الطالبون من البلدان القاصية للأخذ والتلقّي عنه، ودرّس بالمسجد الشريف النبوي، وألَّف مؤلفاتٍ نافعة عديدة تنوف عن المائة، وكان جبلاً من جبال العلم، بحراً من بحور العرفان. توفي يوم الأربعاء بعد العصر ثامن عشري شهر ربيع الثاني سنة إحدى ومائة وألف، بمنزلة ظاهر المدينة المنورة، ودفن بالبقيعرحمه‌الله تعالى »(١) .

٢ - الشيخ أحمد النخلي في ( رسالته في الأسانيد ) في ذكر شيوخه: « ومنهم العالم العلّامة الحبر الهمام، من حكت أفكاره في صحة الاستنباط المتقدمين في جميع الفنون، فكانت مصنفاته جديرة بأن تكتب بماء العيون، وأن يبذل في تحصيلها المال والأهل والبنون: الشيخ برهان الدين أبو الفضائل إبراهيم بن حسن الكردي الكوراني الشافعي الصوفي، نزيل المدينة المشرفة وعالمها، نفعنا الله تعالى به والمسلمين، ورحمه رحمة واسعة في الدنيا والآخرة. آمين »(٢) .

٣ - سالم البصري في ( الإِمداد بمعرفة علوّ الاسناد ) في ذكر مشايخ والده قائلاً: « ومنهم: العلّامة المحقق إبراهيم بن حسن الكوراني المدني ».

٤ - فخر الدين الاورنقابادي لدى النقل عنه « قال زبدة المحدثين عمدة المحققين، مشيّد قواعد الطريقة، الجامع بين الشريعة والحقيقة، سالك الصراط

____________________

(١). سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر ١ / ٥.

(٢). بغية الطالبين: ٤٥.

٢٧٦

المستقيم، الشيخ إبراهيم الكردي، شيخ شيخ صاحب المقامات العلية والكرامات الجلية الشيخ ولي الله المحدِّث، سلمه الله تعالى وأبقاه، في فن الحديث ».

٥ - المولوي حسن زمان في كتابه ( فخر الحسن ): « والكردي هذا كان آية من آيات الله تعالى في الأصلين والفروع الفقهية وعلوم الصوفيّة، وكان في عصره إليه النظر والإِشارة في أقطار الأرض كلّها في سائر ما ذكر، وكانت ترد عليه المسائل من الخافقين فيجيب عنها ويجعلها رسائل، وله في جميع هذه الفنون تحرير كثير عديم النظير تعرف منها براعة علمه وغزارة فضله »

هذا، والكردي من مشايخ شاه ولي الله الدهلوي، وهذا نص كلامه في ( الارشاد إلى مهمات الاسناد ): « فصل - قد اتصل سندي والحمد لله بسبعة من المشايخ الجلّة الكرام، الأئمة القادة الأعلام، من المشهورين بالحرمين المحترمين، المجمع على فضلهم من بين الخافقين: الشيخ محمد بن العلاء البابلي، والشيخ عيسى المغربي الجعفري، والشيخ محمد بن محمد بن سليمان الرداني المغربي، والشيخ إبراهيم بن الحسن الكردي المدني، والشيخ حسن بن علي العجيمي المكي، والشيخ أحمد بن محمد النخلي المكي، والشيخ عبد الله بن سالم البصري ثم المكي، ولكل واحد منهم رسالة جمع هو فيها أو جمع له فيها أسانيده المتنوعة في علوم شتى ».

والجدير بالذكر: إن ( الدهلوي ) قد استند إلى كلام للكردي - هذا - في كتابه ( التحفة ) في الجواب عن الاستدلال بقوله تعالى( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ) الآية.

فاستدلاله بكلامه هناك وإعراضه عن كلامه هنا بالنسبة إلى حديث مدينة العلم عجيب.

٢٧٧

(١٢٢)

إثبات الكردي البصري

ولقد أثبت الشيخ إسماعيل بن سليمان الكردي البصري حديث مدينة العلم جازماً به، في كتابه ( جلاء النظر في دفع شبهات ابن حجر ) بصدد إبطال نسبة ابن تيمية الناصب العنيد الخطأ إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهذا نص عبارته بعد كلامه له:

« وإيّاك والاغترار بظواهر الآثار والأحوال من التزيّى بزي آثار الفقر، كلبس المرقعات وحمل العكاز وغير ذلك، لأنها ليست نافعة لمن اتصف بها وهو ليس على شيء من المعرفة بالله، بل قد يكون المتّصف بها صاحب انتقاد على المشايخ بنظره إلى نفسه، حيث أنه يرى حقيقة الأمر عنده دون غيره، وكثير من أهل هذا الشأن هلكوا في أودية الحيرة، لأنهم اعتراهم الجهل المركّب فلا يدرون ولا يدرون أنهم لا يدرون، كابن تيمية، وابن المقري، والسعد التفتازاني، وابن حجر العسقلاني وغيرهم، فإن اعتراضهم على معاصريهم وعلى من سبق من الموتى دال على حصرهم طريق الحق عندهم لا غير.

وقد زاد ابن تيمية بأشياء، ومن جملتها ما ذكره الفقيه ابن حجر الهيتميرحمه‌الله في فتاواه الحديثية عن بعض أجلاء عصره: إنه سمعه يقول - وهو على منبر جامع الجبل بالصالحية - أن سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه له غلطات، وأيّ غلطات، وأن سيدنا عليرضي‌الله‌عنه أخطأ في أكثر من ثلاثمائة مكان، فيا ليت شعري من أن يحصل لك الصواب إذ أخطأ عمر وعلي رضي الله عنهما بزعمك؟

أما سمعت قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حق سيدنا عليرضي‌الله‌عنه : أنا مدينة العلم وعلي بابها؟ ».

٢٧٨

(١٢٣)

رواية الزرقاني المالكي

وقال محمد بن عبد الباقي بن يوسف الأزهري الزرقاني المالكي، بشرح أسماء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« مدينة العلم. كما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، رواه الترمذي والحاكم وصحّحه وغيرهما عن علي، والحاكم أيضاً والطبراني وأبو الشيخ وغيرهم عن ابن عباس. والصّواب أنه حديث حسن كما قاله الحفاظان العلائي وابن حجر، لا موضوع كما زعم ابن الجوزي، ولا صحيح كما قال الحاكم، لكن في المحدّثين من يسمي الحسن صحيحاً »(١) .

ترجمته:

ترجم له المرادي قائلاً « محمد الزرقاني ابن عبد الباقي بن يوسف الأزهري المالكي الشهير بالزرقاني، الامام المحدِّث والناسك النحرير الفقيه العلّامة، أخذ عن والده وعن النور علي الشبراملسي، وعن الشيخ محمد البابلي وغيرهم، وله من المؤلّفات: شرح على الموطأ، وشرح على المواهب وغير ذلك. وأخذ عن الشيخ محمد بن خليل العجلوني الدمشقي، والجمال عبد الله الشبراويّ. وكانت وفاته سنة ١١٢٢ رحمه ‌الله تعالى »(٢) .

____________________

(١). شرح المواهب اللدنية ٣ / ١٤٣.

(٢). سلك الدرر ٤ / ٣٢ - ٣٣.

٢٧٩

شرح المواهب

قال في ( كشف الظنون ): « وشرح المواهب المولى العلامة خاتمة المحدّثين محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المصري المالكي المتوفى سنة ١١٢٢، شرحا حافلا في أربعة مجلّدات، جمع فيه أكثر الأحاديث المرويّة في شمائل المصطفى صلّى الله تعالى عليه وسلّم وسيره وصفاته الشريفة، جزاه الله خيرا ورحمه رحمة واسعة »(١) .

وقد ذكره زيني دحلان في مصادر ( سيرته ) ونصّ على أن « هذه الكتب هي أصح الكتب المؤلَّفة في هذا الشأن ».

كما أشار مؤلفه الزرقاني في صدر الكتاب باعتباره

(١٢٤)

إثبات سالم البصري

وقال سالم بن عبد الله بن سالم البصري الشافعي في ( الامداد بمعرفة علوّ الاسناد ):

« وأمّا سلسلة الطريقة النقشبندية فقد أخذها الشيخ الوالد حفظه الله تعالى عن شيخه عبد الله باقشير، وهو أخذها عن الشيخ العارف تاج الدين العثماني النقشبندي وهو عن الخواجا محمد باقي » إلى آخر ما تقدم في الوجه (١٢٠).

ترجمته:

والشيخ سالم بن عبد الله البصري من مشايخ إجازات كبار العلماء،

____________________

(١). كشف الظنون ٢ / ١٨٩٦.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423