نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٦

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 423

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 188825 / تحميل: 7247
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

الولاية، ورأيت في بعض ما صنفه الطبري في صحة خبر يوم الغدير أنّ اسم الكتاب « الردّ على الحرقوصية » يعني: الحنبلية، لأن أحمد بن حنبل من ولد حرقوص بن زهير الخارجي، وقيل: إنّما سماه الطبري بهذا الاسم لأنّ البر بهاري الحنبلي تعرّض للطعن في شيء مما يتعلّق بخبر يوم غدير خم »(١) .

ذكر من قال ذلك

هذا، وقد أثبت كتاب الطبري هذا جماعة من كبار حفّاظ أهل السنّة وعلمائهم:

١ ) الذهبي

فقد قال محمد بن إسماعيل الأمير: « قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة من كنت مولاه: ألّف محمد بن جرير فيه كتاباً، - قال الذهبي - وقفت عليه فاندهشت لكثرة طرقه »(٢) .

٢ ) ابن كثير

وستأتي ترجمته في محلها، قال بترجمة الطبري: « وقد رأيت كتاباً جمع فيه أحاديث غدير خمّ في مجلدين ضخمين، وكتابا جمع فيه طرق حديث الطير »(٣) .

٣ ) ياقوت الحموي

ترجم له ابن حجر العسقلاني [ لسان الميزان ٦ / ٢٣٩ ] بقوله « ياقوت الرومي الكاتب الحموي، قال ابن النجار: كان ذكياً حسن الفهم، ورحل في

___________________

(١). الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، للسيد ابن طاوس: ٣٨.

(٢). الروضة الندية: شرح التحفة العلوية: ٥٧.

(٣). التاريخ لابن كثير ١١ / ١٤٧.

٨١

طلب النسب إلى البلاد والشام ومصر والبحرين وخراسان، وسمع الحديث وصنّف معجم البلدان ومعجم الادباء مات بحلب سنة ٦٢٦ » *: « وكان قد قال بعض الشيوخ ببغداد بتكذيب غدير خم وقال: إنّ علي بن أبي طالب كان باليمن في الوقت الذي كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - بغدير خم، وقال هذا الإنسان في قصيدة مزدوجة يصف فيها بلداً منزلاً منزلاً أبياتاً يلوّح فيها الى معنى حديث غدير، قال:

ثمّ مررنا بغدير خمّ

كم قائل فيه بزور جمّ

على عليّ والنبيّ الاميّ

وبلغ أبا جعفر ذلك فابتدأ بالكلام في فضائل عليّ وذكر طريق حديث خمّ »(١) .

٤ ) ابن حجر العسقلاني

قال بترجمة مولانا أمير المؤمنين -عليه‌السلام -: « قلت: ولم يجاوز المؤلّف ما ذكر ابن عبد البرّ وفيه مقنع، ولكنه ذكر حديث الموالاة عن نفر سمّاهم فقط، وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلَّف فيه أضعاف من ذكر وصحّحه، واعتنى بجمع طرقه أبو العباس ابن عقدة، فأخرجه من حديث سبعين صحابياً أو أكثر »(٢) .

ترجمة الطبري

وإنْ شئت أن تعرف ما لابن جرير الطبري من مكانة مرموقة لدى القوم

___________________

(١). معجم الادباء ٦ / ٤٥٥.

(٢). تهذيب التهذيب ٧ / ٣٣٩.

٨٢

فضع يدك على أيّ معجم من معاجم الرجال شئت، تجد هناك المدح البليغ والثناء العظيم، وغاية التجليل والتكريم لابن جرير الطبري، وهذا بعض مصادر ترجمته:

١ - معجم الأدباء ١٨ / ٤٠.

٢ - الأنساب - الطبري.

٣ - تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٧٨.

٤ - وفيات الأعيان ٤ / ١٩١.

٥ - العبر - حوادث سنة ٣١٠.

٦ - مرآة الجنان - حوادث سنة ٣١٠.

٧ - طبقات السبكي ٢ / ١٣٥.

٨ - تتمة المختصر في أخبار البشر - حوادث سنة ٣١٠.

٩ - لسان الميزان ٥ / ١٠٠.

١٠ - طبقات الحفاظ / ٣٠٧.

١١ - تذكرة الحفاظ / ٧١٠.

١٢ - ميزان الاعتدال ٣ / ٤٩٨.

١٣ - تاريخ بغداد ٢ / ١٦٢.

١٤ - طبقات القراء ٢ / ١٠٦.

١٥ - شذرات الذهب ٢ / ٢٦٠.

وسنترجم له بالتفصيل في هذا الكتاب إنْ شاء الله، ونكتفي هنا بذكر عبارتين فقط:

قال ابن تيمية في كلام له في الردّ على الامامية: « ولا يشكّ أنّ رجوع مثل: مالك وابن أبي ذؤيب وابن الماجشون والليث بن سعد والأوزاعي والثوري وابن أبي ليلى وشريك وأبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن وزفر والحسن بن زياد واللؤلؤي والشافعي والبويطي والمزني وأحمد بن حنبل وأبي داود السجستاني وابراهيم

٨٣

الحربي والبخاري وعثمان بن سعيد الدارمي وأبي بكر ابن خزيمة ومحمد بن جرير الطبري ومحمد بن نصر المروزي وغير هؤلاء إلى اجتهادهم واعتبارهم، مثل أن يعلموا سنّة النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - الثابتة عنه، ويجتهدوا في تحقيق مناط الاحكام وتنقيحها وتخريجها، خير لهم من أن يتمسكوا بنقل الروافض عن العسكريّين وأمثالهما، فإنّ الواحد من هؤلاء أعلم بدين الله ورسوله من العسكريّين أنفسهما، فلو أفتاه أحدهما بفتيا كان رجوعه إلى اجتهاده أولى من رجوعه إلى فتيا أحدهما، بل هو الواجب عليه، فكيف إذا كان نقلا عنهما من مثل الرافضة، والواجب على مثل العسكريّين وأمثالهما أن يتعلّموا من الواحد من هؤلاء »(١) .

أقول: ونحن لا يسعنا إلّا أنْ نقول:( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً ) (٢) .

وقال السيوطي في ( التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كل مائة ): « وممن يصلح أن يعدّ على رأس الثلاثمائة: الإِمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، وعجبت كيف لم يعدّوه، وهو أجلّ من ابن شريحٍ وأوسع علوماً، وبلغ مرتبة الاجتهاد المطلق المستقل، ودوّن لنفسه مذهباً مستقلاً، وله أتباع قلّدوه وأفتوا وقضوا بمذهبه ويسمّون الجريرية.

وكان إماماً في كل علم من القراءة والتفسير والحديث والفقه والأصول وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم والعربية والتاريخ، قال النّوويّ: أجمعت الأمّة على أنه لم يصنّف مثل تفسيره. قال الخطيب: كان أئمة العلماء تحكم بقوله وترجع اليه، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، قال ابن خزيمة: ما أعلم على الأرض أعلم من ابن جرير، وقد أراد الخليفة المقتدر بالله مرّة أن يكتب كتاب وقف تكون شروطه متفقاً عليها بين العلماء، فقيل له:

___________________

(١). منهاج السنة ٢ / ١٢٧.

(٢). سورة الكهف: ٥.

٨٤

لا يقدر على استحضار هذا إلّا محمد بن جرير، فطلبه عند ذلك فكتبها. مات في شوال سنة عشر وثلاثمائة ».

هذا شأن الطبري صاحب التفسير والتاريخ، وراوي حديث الغدير بطرقه في كتاب ( الموالاة ).

٨٥

(٤ )

تصنيف الحسكاني في طرق حديث الغدير

وصنّف أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني كتاباً، أثبت فيه حديث الغدير وجمع طرقه، فقد قال السيد ابن طاوس -رحمه‌الله -:

« ومن ذلك: ما رواه أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني في كتاب سماه: كتاب دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة »(١) .

وقال: « وصنف في حديث الغدير الحاكم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني كتاب سمّاه: كتاب دعاء الهداة إلى أداء حقّ الموالاة، اثنا عشر كرّاساً مجلداً »(٢) .

ترجمة الحسكاني

وقد ترجم الحافظ السيوطي للقاضي الحسكاني بقوله: « الحسكاني القاضي المحدّث أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حسكان القرشي العامري النيسابوري، ويعرف بابن الحذّاء، شيخ متقن ذو عناية تامة بعلم الحديث، عمّر وعلا أسناده وصنف في الأبواب، وجمع، وحدث عن جدّه والحاكم

___________________

(١). الإقبال: ٤٥٣.

(٢). الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف.

٨٦

وأبي طاهر بن محمش، وتفقه بالقاضي أبي العلاء صاعد. أملى مجلساً صحح فيه رد الشمس لعلي، وهو يدل على خبرته بالحديث، وتشيع، مات بعد الأربعمائة وسبعين »(١) .

أقول: ليس التشيع بقادح في وثاقة الرجل، إذ قد عرفت من كلام ابن حجر الحافظ أن التشيع ليس إلّا محبّة علي -عليه‌السلام -.

على أن محمد بن يوسف الشامي، صاحب السيرة الشامية - وهو تلميذ السيوطي * وقد ترجم له مع الاطراء والثناء عليه في ( لواقح الأنوار للشعراني ) و ( الرسالة المستطرفة / ١١٣ ) و ( كفاية المتطلع للدهان ) و ( شذرات الذهب ٨ / ٢٥٠ ) و ( أصول الحديث للدهلوي ) وغيرها * قد نفى عن الحسكاني التشيع فقد قال محمد أمين بن محمد معين السندي بعد كلام له في إثبات عصمة أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام :

« وممّا يجب أن أنبه عليه: إنّ هذا الكلام في عصمة الأئمّة إنّما جرينا فيها على جري الشيخ الأكبرقدس‌سره فيها في المهدي - رضي الله تعالى عنه - من حيث أن مقصودنا منه أن قوله صلّى الله تعالى عليه وسلم فيه: « يقفو أثري لا يخطأ » لما دل عند الشيخ على عصمته، فحديث الثقلين يدل على عصمة الأئمّة الطاهرين - رضي الله تعالى عنهم - بما مر تبيانه، وليست عقدة الأنامل على أن العصمة الثابتة في الأنبياء -عليهم‌السلام - توجد في غيرهم، وإنّما اعتقد في أهل الولاية قاطبة العصمة بمعنى الحفظ وعدم صدور الذنب لا استحالة صدوره، والأئمّة الطاهرون أقدم من الكلّ في ذلك، وبذلك يطلق عليهم الأئمّة المعصومين.

فمن رماني من هذا المبحث باتّباع مذهب غير السنيّة مما يعلم الله سبحانه براءتي منه، فعليه إثم فريته والله خصمه، وكيف لا أخاف الاتّهام من هذا

___________________

(١). طبقات الحفاظ ٤٤٣ وفيه: عبيد الله بن أحمد بن محمد بن

٨٧

الكلام، وقد خاف شيخ أرباب السير في ( السيرة الشامية ) من الكلام على طرق حديث الشمس بدعائه صلّى الله تعالى عليه وسلّم - لصلاة علي - رضي الله تعالى عنه - وتوثيق رجالها أن يرمى بالتشيع، حيث رأى الحافظ الحسكاني في ذلك سلفاً له، ولننقل ذلك بعين كلامه، قال – رحمه ‌الله تعالى – لـمّا فرغ من توثيق رجال سنده:

« ليحذر من يقف على كلامي هذا هنا أن يظنّ بي أني أميل الى التشيع، الله تعالى يعلم أن الأمر ليس كذلك ». ( قال ): والحامل على هذا الكلام ( يعني قوله:

ليحذر الى آخره ): أن الذهبي ذكر في ترجمة الحسكاني أنه كان يميل الى التشيع، لأنه أملى جزءاً في طرق حديث ردّ الشمس ( قال ): وهذا الرجل ( يعني الحسكاني ) ترجمه تلميذه الحافظ عبد الغافر في ذيله تاريخ نيسابور، فلم يصفه بذلك، بل أثنى عليه ثناءاً حسناً، وكذلك غيره من المؤرخين، فنسأل الله تعالى السلامة بن الخوض في أعراض الناس بما لا نعلم وبما نعلم، والله تعالى أعلم. انتهى.

أقول: وهذا الجرح في الحافظ الحسكاني، إنما نشأ من كمال عصبيّة الجارح وانحرافه من مناهج العدل والإِنصاف، وإلّا فالحافظ في خدمة الحديث بذل جهده في تصحيح الحديث وجمع طرقه وأسناده، وأثبت بذلك معجزة من أعظم علامات النبوة وأكملها، بما يقر بصحته عين كل من يؤمن بالله تعالى ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وكيف يتّهم وينسب إلى التشيع بملابسة القضية لعلي -رضي‌الله‌عنه -؟ ولو صحّح حافظ حديثاً متمحضاً في فضله لا يتّهم بذلك، ولو كان كذلك لترك أحاديث فضائل أهل البيت رأساً. ومن مثل هذه المؤاخذة الباطلة طعن كثير من المشايخ العظام، ومولع هذا الفن الشريف إذا صح عنده حديث في أدنى شيء من العادات كاد أن يتّخذ لذلك طعاماً فرحاً بصحة قول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - عنده، وأين هذا من ذاك؟ ولما اطّلع هذا الفقير على صحته كأنّه ازداد سمناً من سرور ذلك ولذته، أقر الله سبحانه وتعالى عيوننا بأمثاله،

٨٨

والحمد لله رب العالمين »(١) .

ترجمة عبد الغافر

ولنترجم للحافظ عبد الغافر تلميذ الحافظ الحسكاني ومادحه فقد ذكره ابن خلّكان بقوله: « أبو الحسن عبد الغافر إسماعيل الحافظ، كان إماما في الحديث والعربية، وقرأ القرآن الكريم، ولقّن الاعتقاد بالفارسية وهو ابن خمس سنين، وتفقّه على إمام الحرمين أبي المعالي الجويني صاحب نهاية المطلب في المذهب، والخلاف، ولازمه مدة أربع سنين وهو سبط الامام أبي القاسم عبد الكريم القشيري المقدّم ذكره، وسمع عليه الحديث كانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، وتوفّي في سنة تسع وعشرين وخمسمائة بنيسابور،رحمه‌الله تعالى »(٢) .

وبمثل هذا ترجم له كل من الذهبي واليافعي والأسنوي(٣) .

وذكره ابن قاضي شهبة الأسدي بقوله: « الحافظ العالم الفقيه البارع أبو الحسن الفارسي النيسابوري، ذو الفنون والمصنفات ». وقال في آخر كلامه: « قال الذهبي: كان إماماً، حافظاً، محدثاً، لغوياً، أديباً، كاملاً، فصيحاً، مفوهّاً »(٤) .

هذا وكأن ( الدهلوي ) لم يقف على ما تقدم، ولا سيّما ما ذكره صاحب دراسات اللبيب - وهو في طبقته ومن تلامذة والده - فحكم على رواية الحسكاني الموافقة لرواية الحافظ الثعلبي في التفسير وابن حجر المكي في صواعقه: بأنها تحريف للقرآن، وذلك حيث قال:

___________________

(١). دراسات اللبيب: ٢٤٦ - ٢٤٨

(٢). وفيات الأعيان ٣ / ٢٢٥

(٣). العبر، حوادث ٥٢٩، مرآة الجنان حوادث ٥٢٩، طبقات الشافعية ٢ / ٢٧٥

(٤). طبقات الشافعية ٢ / ٢٧٤. هذا وللحافظ أبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي ترجمة في تذكرة الحفاظ / ١٢٧٦، طبقات السبكي ٤ / ٢٥٥، شذرات الذهب ٤ / ٩٣، تاريخ ابن كثير ١٢ / ٢٣٥

٨٩

« وأخرج الحسكاني بإسناده عن الأصبغ بن نباته، أنه سأل أمير المؤمنين عن قوله تعالى:( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلّاً بِسِيماهُمْ ) (١) ، فقال: ويحك يا أصبغ! أولئك نحن، نقف بين الجنة والنار فنعرف من نصرنا بسيماه وندخله الجنة ونعرف من عادانا بسيماه وندخله النار.

وكل هذه الرواية تحريف، فانه ذكر في حقهم صريحاً طمعهم في دخول الجنّة وخوفهم من دخول النار، وهذا لا يناسب شأن الأئمة المهديين »(٢) .

أقول: ومن اراد الاطلاع على تفصيل وجوه قلع هذه الشبهة الركيكة فعليه بكتاب ( مصارع الأفهام ) للعلامة السيد محمد قلي، أحله دار السلام.

___________________

(١). سورة الاعراف: ٤٦.

(٢). هامش التحفة الاثنا عشرية، الباب الحادي عشر.

٩٠

(٥ )

تصنيف أبي سعيد السجستاني مصنفاً في

طرق حديث الغدير

وصنف أبو سعيد مسعود السجستاني كتاباً مفرداً في طرق حديث الغدير قال السيد ابن طاوس – رحمه ‌الله تعالى -: « إعلم أن نص النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - على مولانا علي بن أبي طالب -عليه‌السلام - يوم الغدير بالإِمامة لا يحتاج إلى كشف وبيان لأهل العلم والإِمامة والدراية، وإنما نذكر تنبيهاً على بعض من رواه، ليقصده من شاء ويقف على معناه:

فمن ذلك: ما صنّفه أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني المخالف لأهل البيت في عقيدته، المتفق عند أهل المعرفة على صحة ما يرويه لأهل البيت وأمانته، صنف كتاباً سماه كتاب دراية حديث الولاية، وهو سبعة عشر جزء، روى فيه حديث نص النبي بتلك المناقب والمراتب على مولانا علي بن أبي طالب عن مائة وعشرين نفساً من الصحابة »(١) .

___________________

(١). الاقبال: ٤٥٣.

٩١

وقال أيضاً: « قد وقفت على كتاب صنّفه أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني سمّاه كتاب دراية حديث الولاية، وهو سبعة عشر جزء ما وقفت على مثله، وهذا مسعود بن ناصر من أوثق رجال الأربعة المذاهب، وقد كشف عن حديث يوم الغدير ونص النبي على علي بن أبي طالب بالخلافة بعده، رواه عن مائة وعشرين نفساً من الصحابة منهم ست نساء، ومن عرف ما تضمّنه كتاب دراية حديث الولاية ما يشك في أن الذين تقدموا على علي بن أبي طالب عاندوا ومالوا إلى طلب الرئاسة.

وعدد أسانيد كتاب دراية الولاية ألف وثلاثمائة إسناد »(١) .

ترجمة أبي سعيد السجستاني

وأبو سعيد السجستاني من كبار حفاظ أهل السنة قال السمعاني: « أبو سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجزي الركاب: كان حافظاً متقناً فاضلاً رحل إلى خراسان والجبال والعراقين والحجاز، وأكثر من الحديث وجمع الجمع، روى لنا عنه جماعة كثيرة بمرو ونيسابور وأصبهان، وتوفي سنة سبعة وسبعين وأربعمائة »(٢) .

وقال الذهبي: « ومسعود بن ناصر السجزي، أبو سعيد الركاب الحافظ رحل وصنّف وحدّث عن أبي حسان المزكّى وعلي بن بشرى وطبقتهما، ورحل إلى بغداد وأصبهان، قال الدقاق: لم أر أجود إتقاناً ولا أحسن ضبطاً منه: توفي بنيسابور في جمادى الأولى »(٣) .

وقال اليافعي في حوادث سنة ٤٧٧: « وفيها الحافظ أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي، رحل وصنّف وحدّث عن جماعة، قال الدقاق: لم أر أجود إتقاناً

___________________

(١). الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف للسيد ابن طاوس: ٣٨.

(٢). الانساب - السجستاني.

(٣). العبر - حوادث سنة ٤٧٧.

٩٢

ولا أحسن ضبطاً منه »(١) .

ترجمة الدقاق

ولنذكر ترجمة السيوطي للدقاق المادح لأبي سعيد، قال: « الدقاق الحافظ المفيد الرّحال، أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد الأصبهاني، ولد سنة بضع وثلاثين وأربعمائة وسمع وأكثر، وأملى بسرخس، وكان صالحاً يقرئ، متعففاً، صاحب سنّة واتّباع.

قال الحافظ إسماعيل بن محمد: ما أعرف أحداً أحفظ لغرائب الأحاديث وغرائب الأسانيد منه، مات ليلة الجمعة سادس شوال سنة ٥١٤ »(٢) .

___________________

(١). مرآة الجنان، حوادث سنة ٤٧٧. وانظر: تذكرة الحفاظ / ١٢١٦، شذرات الذهب ٣ / ٣٥٧، طبقات الحفاظ: ٤٤٧.

(٢). طبقات الحفاظ: ٤٥٦. وفيه بدل « يقرى »: « فقيرا ». وتاريخ الوفاة فيه: ٥١٦.

٩٣

(٦ )

تصنيف الحافظ الذهبي في جمع

طرق حديث الغدير

وصنف الحافظ شمس الدين الذهبي كتاباً مفرداً في طرق حديث الغدير وصرّح بأن له طرقاً جيدة جاء ذلك في ( مفتاح كنز دراية المجموع ) حيث قال: « وقال الخطيب البغدادي: كان الحاكم ثقة وكان يميل الى التشيع، جمع أحاديث وزعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم، منها حديث الطير، ومن كنت مولاه فعلي مولاه، فأنكرها عليه أصحاب الحديث ولم يلتفتوا إلى قوله.

قال الحافظ الذهبي: ولا ريب أن في المستدرك أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحة، بل فيه أحاديث موضوعة شان المستدرك بإخراجها فيه، وأمّا حديث الطير فله طرق كثيرة جداً، قد أفردتها بمصنف بمجموعها يوجب أنّ الحديث له أصل، وأمّا حديث من كنت مولاه فعلي مولاه، فله طرق جيّدة وقد أفردت ذلك أيضاً »(١) .

___________________

(١). مفتاح كنز دراية المجموع من درر المجلّد المسموع: ١٠٧.

٩٤

أقول: والجدير بالذكر هنا أن ( الدهلوي ) أسقط من عبارة الذهبي هذه - حيث نقلها - تصريح الذهبي بتصنيفه كتاباً في طرق حديث الغدير، فقد جاء في ( بستان المحدثين ) له، المنحول من كتاب ( مفتاح كنز دراية المجموع ) بترجمة الحاكم ما هذا تعريبه: « قال الخطيب البغدادي: كان الحاكم ثقة وكان يميل الى التشيع، وقال بعض العلماء بالنسبة الى تشيّعه أنه كان يقول بتفضيل علي على عثمان، وهو مذهب جماعة من الاسلاف، والله أعلم.

ولقد أنكر عليه جماعة من أجلة العلماء كثيراً من أحاديث المستدرك التي حكم بصحتها وزعم أنها صحاح على شرط الشيخين، منها: حديث الطير وهو من مناقب المرتضى المشهورة المعروفة، ومن هنا قال الذهبي: لا يحلّ لأحدٍ أن يغترّ بتصحيح الحاكم ما لم يلاحظ تعقيباتي عليه. وقال أيضاً: في المستدرك أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحة، بل فيه أحاديث موضوعة شان المستدرك بإخراجها فيه. وأمّا حديث الطير فله طرق كثيرة جدّاً قد أفردتها بمصنف بمجموعها يوجب أنّ الحديث له أصل »(١) .

فحيا الله أمانة ( الدهلوي ) وديانته، وخدمته للحديث وأهله!!

___________________

(١). بستان المحدثين - ترجمة الحاكم: ٣٤.

٩٥

(٧ )

تصنيف بعض العلماء في طرق حديث الغدير

وصنف بعض العلماء كتاباً كبيراً في طرق حديث الغدير، وهو يزيد على ثمانية وعشرين مجلدا، على ما نقل الحسين بن جبر عن ابن شهرآشوب * الذي ترجم له في ( الوافي بالوفيات ٤ / ١٦٤ ) و ( البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة / ٢٤٠ ) و ( بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ١ / ١٨١ ) * حيث قال « قال جدي شهرآشوب: سمعت أبا المعالي الجويني يتعجّب ويقول: شاهدت مجلداً ببغداد في يد صحاف فيه روايات هذا الخبر مكتوبا عليه: المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله: « من كنت مولاه فعلي مولاه »، يتلوه المجلدة التاسعة والعشرون »(١) .

وحكاه الحافظ القندوزي الحنفي عن الجويني كذلك(٢) .

أقول: فأي حديث أكثر تواتراً من هذا الحديث الذي استغرقت طرقه هذه المجلدات الكثيرة عن أكثر من مائة صحابي!؟

___________________

(١). نخب المناقب: ٩٢.

(٢). ينابيع المودة: ٣٦.

٩٦

ترجمة أبي المعالي الجويني

وأبو المعالي الجويني، الذي شاهد هذا الكتاب العظيم، من كبار مهرة فن الحديث وفحول التحقيق وفطاحل الأئمة، ترجم له:

ابن خلكان: وفيات الأعيان ٢ / ٣٤١.

اليافعي: مرآة الجنان حوادث ٤٧٨.

الذهبي: العبر حوادث ٤٧٨.

الأسنوي: طبقات الشافعية ١ / ٤٠٩.

الأسدي: طبقات الشافعية ١ / ٢١٨.

ابن الجوزي: المنتظم حوادث سنة ٤٧٨.

ابن كثير: التاريخ حوادث سنة ٤٧٨.

ابن العماد: شذرات الذهب حوادث سنة ٤٧٨.

السبكي: طبقات الشافعية ٥ / ١٦٥.

ولنقتصر على ترجمته من اليافعي:

« وفيها الامام الحفيل السيد الجليل، المجمع على إمامته، المتفق على غزارة مادته وتفننه في العلوم، من الأصول والفروع والأدب وغير ذلك، الإمام الناقد، المحقق البارع، النجيب المدقق، أستاذ الفقهاء والمتكلمين، وفحل النجباء والمناظرين، المقرّ له بالنجابة والبراعة، والبلاغة والبداعة، وتحقيق التصانيف وملاحتها وحسن العبارة وفصاحتها، والتقدم في الفقه، والأصلين، النجيب ابن النجيب، إمام الحرمين، حامل راية المفاخر وعلم العلماء الأكابر، أبو المعالي عبد الملك ابن ركن الإسلام ابن محمد، إمام الحرمين، فخر الإِسلام، إمام الأئمّة ومفتي الأنام، المجمع على إمامته شرقاً وغرباً، المقرّ بفضله السراة والحراة عجماً وعرباً، ربّاه حجر الإِمامة، وحرّك ساعد السعادة مهده، وأرضعه ثدي العلم والورع إلى أن ترعرع فيه ويفع.

٩٧

أخذ من العربية وما يتعلق بها أوفر حظ ونصيب، وزاد فيها على كلّ أديب، من التوسع في العبارة بعلوها ما لم يعهد من غيره، حتى أنسى سحبان وفاق فيه الاقران، وأعجز الفصحاء اللد وجاوز الوصف والحد، وكان يذكر دروساً يقع كل واحد منها في أطباق وأوراق، لا يتلعثم في كلمة ولا يحتاج إلى استدراك عثرة، يمر فيها كالبرق الخاطف ويصوت كالرعد القاصف، لا يلحقه المبرزون ولا يدرك شأوه المتشدقون المتفيهقون، وما يوجد من كثير من العبارات البالغة كنه الفصاحة، غيض من غيض ما كان على لسانه، وغرفة من أمواج ما كان يعهد من بيانه.

تفقّه في صباه على والده ركن الإسلام ثمّ خلفه من بعد وفاته وأتى على جميع مصنفاته فقلبها ظهراً لبطن وتصرف فيها، خرّج المسائل بعضها على بعض، ودرّس سنين، ولم يرض في شبابه تقليد والده وأصحابه، حتى أخذ في التحقيق وجدّ واجتهد في المذهب والخلاف ومجالس النظر حتى ظهرت نجابته، ولاح على أيّامه همة أبيه وفراسته، وسلك طريق المباحثة وجمع الطرق بالمطالعة والمناظرة، حتى أربى على المتقدمين وأنسى مصنفات الأوّلين، وسعى في دين الله سعياً يبقى أثره إلى يوم الدين » الى آخر الترجمة الحافلة(١) .

___________________

(١). مرآة الجنان - حوادث سنة ٤٧٨.

اقول: وممن ألّف في حديث الغدير من أعلام أهل السنة:

١ - أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني الكوفي المتوفى سنة ٣٥١، عدّه العلامة الأميني من رواة القرن الرابع وقال: ممن ألّف في الحديث، ثم لم يعده في المؤلفين.

٢ - الحافظ العراقي زين الدين عبد الرحيم بن الحسين الشافعي المتوفى سنة ٨٠٦، ترجم له ابن فهد المكي في ذيل تذكرة الحفاظ / ٢٣١، وذكر هذا الكتاب في مؤلفاته.

٣ - أبوبكر محمد بن عمر البغدادي، المعروف بالجعابي، المتوفى سنة ٣٥٥، والمترجم له في تذكرة الحفاظ وتاريخ بغداد وطبقات الحفاظ / ٣٧٥، له كتاب: « من روى حديث غدير خم » عدّه أبو العباس النجّاشي من كتبه في فهرسته ٢٨١.

٤ - الحافظ الدار قطني علي بن عمر البغدادي المتوفى سنة ٣٨٥، قال الكنجي في كفاية الطالب =

٩٨

___________________

= عند ذكر حديث الغدير: أجمع الحافظ الدار قطني طرقه في جزء.

٥ - شمس الدين محمد بن محمد المعروف بابن الجزري الدمشقي الشافعي المتوفى سنة ٨٣٣.

أفرد رسالة في اثبات تواتر حديث الغدير وأسماها « أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب » وقد عدّها في تآليفه السخاوي في ترجمته في الضوء اللامع. )

٩٩

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

ونبله، وقد سمع منه أحمد بن حنبل حديثاً حدثه به عن والده. توفي في وسط سنة ٢٧٢ »(١) .

٢ - ابن حجر: « ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين أو ثلاث وسبعين. دعس»(٢) .

٣ - السيوطي: « وعنه: أبو داود، والنسائي، وأبو حاتم، وأبو زرعة وخلق، وثقه النسائي. ومات بحمص سنة ٢٧٢ »(٣) .

٤ - وذكرهاليافعي فيمن توفي في السنة المذكورة.

(٩٢)

سليمان بن سيف بن يحيى الطائي أبو داود الحراني

المتوفى سنة (٢٧٢) أخرج النسائي « عنه، عن عمران بن أبان، عن شريك، عن أبي إسحاق عن زيد، قال: سمعت علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه يقول على منبر الكوفة: إني أنشد الله رجلاً - ولا يشهد إلّا أصحاب محمد - سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقام ستة من جانب المنبر الآخر(٤) فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول ذلك. قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: هل سمعت البراء ابن عازب يحدّث بهذا عن رسول الله؟ قال: نعم »(٥) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٨١.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ١٩٧.

(٣). طبقات الحفاظ ٢٥٨.

(٤). كذا.

(٥). الخصائص: ٩٦.

٣٢١

ترجمته

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(١) .

٢ - وقالالذهبي: « سليمان بن سيف الحافظ الثقة أبو داود الحرّاني محدّث حرّان روى عنه النسائي كثيراً ووثّقه »(٢) .

٣ - وترجمهابن حجر في تهذيب التهذيب(٣) .

٤ - وقال فيتقريبه: « ثقة حافظ »(٤) .

(٩٣)

عبد الملك بن محمد أبو قلابة الرقاشي

المتوفى سنة (٢٧٦). أخرج الحاكم أبو عبدالله النيسابوري حديث الغدير، عن أبي الحسين ابن تميم الحنظلي البغدادي، عن أبي قلابة الرقاشي، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله الحديث(٥) .

ترجمته

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(٦) .

٢ - وقالالذهبي: « أبو قلابة: الحافظ العالم المسند حدّث عنه: ابن

____________________

(١). الثقات ٨ / ٢٨١.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٩٣.

(٣). تهذيب التهذيب ٤ / ١٩٩.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٣٢٦.

(٥). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٦). الثقات ٨ / ٣٩١.

٣٢٢

ماجة وابن صاعد قال الدار قطني: صدوق كثير الخطأ لكونه يحدّث من حفظه وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: أمين مأمون كتبت عنه. وقال محمد بن جرير: ما رأيت أحفظ من أبي قلابة »(١) .

٣ - وفيالكاشف: « صدوق يخطي »(٢) .

٤ - وترجمهابن حجر في تهذيب التهذيب(٣) .

٥ - وفيتقريب التهذيب: « صدوق يخطئ، تغيّر حفظه لمـّا سكن بغداد »(٤) .

(٩٤)

أحمد بن حازم الغفاري الكوفي الشهير بابن أبي غرزة(٥)

المتوفى سنة (٢٧٦). أخرج الحاكم الحديث عن محمد بن صالح بن هاني قال: ثنا أحمد بن نصر، وأخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم الغفاري إلى آخر ما تقدم في رواية « أحمد بن يوسف ».

ترجمته

١ - الذهبي: « ابن أبي غرزة. هو الحافظ المجود أبو عمرو احمد بن حازم الغفاري الكوفي صاحب المسند حدّث عنه: مطين ومحمد بن علي بن دحيم الشيباني وابراهيم بن عبدالله بن أبي العزائم وابن عقدة الحافظ وآخرون. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان متقنا.

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٨٠.

(٢). الكاشف ٢ / ٢١٤.

(٣). تهذيب التهذيب ٦ / ٤٢٠.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٥٢٢.

(٥). كذا في المصادر الآتية لا « ابن عزيزة ».

٣٢٣

قلت: توفي في ذي الحجة سنة ٢٧٦ »(١) .

٢ - وذكرهالسيوطي في طبقاته حيث قال: « ابن أبي غرزة الحافظ المجود »(٢) .

٣ - وقالاليافعي: « ومحدّث الكوفة أبو عمرو محمد بن حازم الغفاري الحافظ »(٣) .

(٩٥)

ابراهيم بن الحسين الكسائي الهمداني ابو إسحاق المعروف بابن ديزيل

المتوفى سنة (٢٨٠) أو (٢٨١). روى حديث الركبان في كتابه ( كتاب صفين ) كما تقدم في الكتاب.

ترجمته

١ - الذهبي: « ابن ديزيل - الحافظ الرحّال ابو اسحاق ابراهيم بن الحسين الكسائي الهمداني. ويلقب بدابة عفان وبسيفنة. وسيفنة طائر لا يحطّ على شجرة إلّا أكل ورقها. وكذا كان إبراهيم لا يأتي شيخاً إلّا وينزفه قال الحاكم: ثقة مأمون »(٤) .

٢ - السيوطي: « ابن ديزيل الحافظ الرحال قال الحاكم: ثقة مأمون. وقال غيره: محدث همذان كان يضرب بكتابه المثل. قال علي بن عيسى: الإِسناد الذي يأتي به ابن ديزيل لو كان فيه أن لا يؤكل الخبز لوجب أنْ لا يؤكل، لصحّة إسناده، مات في شعبان سنة ٢٨١ »(٥) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٩٤.

(٢). طبقات الحفاظ: ٢٦٦.

(٣). مرآة الجنان - حوادث ٢٧٦، وفيها: « محمد » والظاهر أنه غلط.

(٤). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٠٨.

(٥). طبقات الحفاظ: ٢٦٩.

٣٢٤

(٩٦)

ابراهيم بن عبدالله بن مسلم الكجي البصري

المتوفى سنة (٢٩٢). أخرج أبو إسحاق الثعلبي قال: « أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالله بن محمد، حدثنا أبو مسلم ابراهيم بن عبدالله الكجي، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد عن علي بن زيد، عن عدي ابن ثابت عن البراء بن عازب قال: لمـّا نزلنا مع رسول الله في حجة الوداع كنا بغدير خم، فنادى إن الصلاة جامعة، وكسح للنبي تحت شجرتين، فأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: أبو القاسم البغوي، واسماعيل بن محمد الصفار، وأبو عمرو ابن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد وكان من أهل الفضل والعلم والأمانة، نزل بغداد وروى بها حديثاً كثيراً » ثم ترجمه فروى ثقته عن موسى بن هارون والدار قطني، وعن عبد الغني بن سعيد الحافظ « ثقة نبيل »(٢) .

٢ - الذهبي: « أبو مسلم الكجي الحافظ المسند وثّقه الدار قطني

____________________

(١). تفسير الثعلبي - مخطوط.

(٢). تاريخ بغداد ٦ / ١٢٠.

٣٢٥

وغيره، وكان سرياً نبيلاً عالماً بالحديث »(١) .

٣ - السيوطي: « وثّقه الشيوخ »(٢) .

(٩٧)

صالح بن محمد بن عمرو البغدادي الملقب بـ ( جزرة )

المتوفى سنة (٢٩٣) أو (٢٩٤)، أخرج الحاكم حديث الغدير، عن أبي نصر أحمد بن سهل الفقيه، عن صالح بن محمد الحافظ البغدادي، عن خلف بن سالم المخرمي، عن يحيى ابن حماد عن أبي عوانة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لمـّا رجع رسول الله الحديث(٣) .

ترجمته

١ - الخطيب: « كان حافظاً عارفاً، من أئمّة الحديث، وممن يرجع إليه في علم الآثار ومعرفة نقلة الأخبار، وكان صدوقاً ثبتاً أميناً » ثم روى ثقته والثناء عليه عن الدارقطني وغيره(٤) .

٢ - الذهبي: « جزرة، الحافظ العلّامة الثبت، شيخ ما وراء النهر »(٥) .

٣ - السيوطي: « جزرة الحافظ العلّامة الثبت، شيخ ما وراء النهر قال الادريسي: ما أعلم في عصره بالعراق ولا بخراسان مثله في الحفظ، دخل ما وراء النهر فحدّث مدة من حفظه ولم يأخذ عليه أحد خطأ فيما حدّث »(٦) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٢٠.

(٢). طبقات الحفاظ ٢٧٣.

(٣). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٤). تاريخ بغداد ٩ / ٣٢٢.

(٥). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٤١.

(٦). طبقات الحفاظ: ٢٨١.

٣٢٦

(٩٨)

محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي الكوفي

المتوفى سنة (٢٩٧). وقع في سند رواية الحافظ أبي الفتح محمد بن علي النطنزي حديث الغدير عن أبي سعيد الخدري

و روى الحافظ أبو نعيم الاصبهاني « عن أبي بكر بن خلاد، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون، عن علي بن عابس عن أبي الجحاف والأعمش عن عطية قال: نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في علي يوم غدير خم »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « كان كثير الحديث، واسع الرواية، ذا معرفة وفهم، وله تاريخ كبير. روى عنه: محمد بن محمد الباغندي، ويحيى بن محمد بن صاعد والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو عمرو بن السماك، وأبوبكر النجاد، وأحمد بن كامل، واسماعيل بن علي الخطبي، وجعفر الخلدي، وأبوبكر الشافعي وغيرهم سئل أبو علي صالح بن محمد عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة فقال: ثقة سئل عبدان عن ابن عثمان بن أبي شيبة فقال: ما علمنا إلّا خيراً، كتبنا عن أبيه المسند بخط ابنه الكتاب يقرأ علينا »(٢) .

٢ - الذهبي: « الحافظ البارع محدّث الكوفة » ثم ذكر ثقته عن جزرة،

____________________

(١). ما نزل من القرآن في علي - مخطوط.

(٢). تاريخ بغداد ٣ / ٤٢.

٣٢٧

وعن ابن عدي: « لم أر له حديثاً منكراً فأذكره، وهو على ما وصف لي عبدان لا بأس به »(١) .

(٩٩)

أبو هريرة محمد بن أيوب الواسطي.

أخرج الحاكم عن أبي بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي قالا: « أنبأ محمد أيوب، ثنا الأزرق بن علي، ثنا حسان بن ابراهيم الكرماني، ثنا محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه عن أبي الطفيل عن زيد يقول: نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين مكة والمدينة، عند سمرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت السمرات، ثم راح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عشية فصلّى ثم قام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه وذكّر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول. ثم قال: أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي. ثم قال: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات. قالوا: نعم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

١ - الذهبي: « عنه: أبو حاتم، وأبو زرعة، صدوق »(٣) .

٢ - وذكرهابن حبان في الثقات(٤) .

٣ - وصححالحاكم حديثه في المستدرك(٥) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٦١.

(٢). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٣). الكاشف ٣ / ٢٣.

(٤). الثقات ٩ / ١١٤.

(٥). المستدرك ٣ / ١٠٩.

٣٢٨

٤ - وترجمهابن حجر في تهذيب التهذيب(١) .

٥ - وقال فيتقريبه: « صدوق »(٢) .

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٩ / ٦٩.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ١٤٧.

٣٢٩

٣٣٠

القرن الرابع

(١٠٠)

عبدالله بن الصقر بن نصر أبو العباس السكري البغدادي

المتوفى سنة (٣٠٢). في فضائل أمير المؤمنين عليعليه‌السلام لأحمد بن حنبل - من زيادات القطيعي - عن عبدالله بن الصقر سنة ٢٩٩ قال: حدثنا يعقوب بن حمدان بن كاسب، حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ربيعة الجرشي الحديث كما تقدم في « ابن أبي نجيح »(١) .

ترجمته

قالالخطيب: « روى: عنه جعفر الخلدي، وأبوبكر الشافعي، وعبد الملك بن الحسن السقطي، وابن مالك القطيعي، وأبو حفص بن الزيات وكان ثقة. وقال الدارقطني: هو صدوق »(٢) .

____________________

(١). فضائل علي - مخطوط.

(٢). تاريخ بغداد ٩ / ٤٨٣.

٣٣١

(١٠١)

أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعي الأحول

المتوفى سنة (٣١١). روى الحافظ الخطيب البغدادي قال: « أخبرنا ابن بكير، أخبرنا أبو عمر يحيى بن محمد بن عمر بن عبدالله بن عمر بن حفص بن بيان بن دينار الأخباري، في منزله بدرب الساج، في جوار ابن الشونيزي، في ثلاث وستين وثلاثمائة حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعي، حدثنا عبدالله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج، حدثنا العلاء بن سالم العطّار، عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت عليا بالرحبة ينشد الناس من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقام اثنا عشر بدرياً، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

ترجمته

ترجمهالخطيب قال: « روى عنه: محمد بن مخلد، وأبوبكر الشافعي، وعبدالله بن موسى الهاشمي، واسماعيل بن محمد بن زنجي، وكان صدوقاً »(٢) .

(١٠٢)

محمد بن جمعة بن خلف القهستاني أبو قريش

المتوفى سنة (٣١٣). تقدم

____________________

(١). تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣٦.

(٢). المصدر ٥ / ١٠٧.

٣٣٢

عن ( زين الفتى ) وقوعه في سند الحديث، المشتمل على تهنئة عمر بن الخطاب عن البراء بن عازب.

ترجمته

١ - الخطيب: « محمد بن جمعة بن خلف، أبو قريش القهستاني، كان ضابطاً متقناً حافظاً، كثير السماع والرحلة، جمع المسندين على الرجال والأبواب، وصنف حديث الأئمّة مالك والثوري وشعبة ويحيى بن سعيد وغيرهم، وكان يذاكر بحديثهم حفاظ عصره فيغلبهم » ثم روى عن أبي علي الحافظ يقول: « نا أبو قريش محمد بن جمعة القهستاني الحافظ الثقة الأمين » وعن الدار قطني: « حافظ حديثه عند أهل خراسان »(١) .

٢ - الذهبي: « أبو قريش الحافظ الحجة كان من العلماء الكبار، صنف المسند الكبير، وكتاباً على الأبواب، وصنف حديث مالك وسفيان وشعبة، وكان يَقِظاً فهماً حافظاً مذاكراً صاحب اتقان »(٢) .

٣ - السيوطي: « أبو قريش الحافظ الحجة »(٣) .

وله ترجمة في العبر ٢ / ١٥٨ وشذرات الذهب ٢ / ٢٦٨.

(١٠٣)

أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي

المتوفى سنة (٣٢٠). رواه في كتابه ( الكنى والأسماء ) حيث قال: « أخبرنا أحمد بن شعيب قال: أنبأ قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن ميمون أبي عبدالله، عن زيد بن أرقم

____________________

(١). تاريخ بغداد ٢ / ١٦٩.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٦٦.

(٣). طبقات الحفاظ: ٣٢٢.

٣٣٣

قال: كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين مكة والمدينة، إذ نزلنا منزلاً يقال له غدير خم، فنودي أن الصلاة جامعة، فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألستم تعلمون أني أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى نشهد أنك أولى بكل مؤمن من نفسه. قال: فإني من كنت مولاه فهذا مولاه، وأخذ بيد عليعليه‌السلام »(١) .

وقال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا الحسن بن عطية قال: أنبأ يحيى بن سلمة بن كهيل، عن حبة العرني عن أبي قلابة قال: نشد علي في الرحبة، فقام بضعة عشر رجلاً فيهم رجل عليه جبة عليها أزرار حضرمية فشهدوا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

١ - السمعاني، فذكر مشايخه ومن روى عنه من كبار الأئمّة كالطبراني وأبي حاتم ابن حبان وابن عدي(٣) .

٢ - ابن خلكان: « كان عالماً بالحديث والأخبار والتواريخ، واعتمد عليه أرباب هذا الفن في النقل، وأخبروا عنه في كتبهم ومصنفاتهم المشهورة »(٤) .

٣ - الذهبي: « الدولابي الحافظ العالم قال الدارقطني: تكلّموا فيه وما تبيّن من أمره إلّا خير »(٥) .

____________________

(١). الكنى والأسماء ٢ / ٦١.

(٢). المصدر نفسه ٢ / ٨٨.

(٣). الأنساب - الدولابي.

(٤). وفيات الأعيان ٣ / ٤٧٤.

(٥). تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٥٩.

٣٣٤

(١٠٤)

أبو جعفر أحمد بن عبدالله بن أحمد البزاز المعروف بابن النيري

المتوفى سنة (٣٢٠). روى الحافظ الخطيب: « وعن أحمد بن عبدالله النيري عن علي بن سعيد، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن ابن حوشب عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر بن الخطب: بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: محمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الفتح يوسف القواس، وأحمد بن محمد بن الجراح الحرار، ومحمد بن عبدالله بن أخي ميمي. وحدثني الحسن بن أبي طالب: أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات » وروى عن أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح الحرار: « حدثنا أحمد بن عبدالله بن النيري أبو جعفر البزاز ثقة »(٢) .

٢ - ابن الأثير: « حدّث عن: أبي سعيد الأشج، ومحمد بن عبدالله المجزمي وغيرهما. روى عنه: محمد بن المظفر الحافظ، وأبو حفص بن شاهين،

____________________

(١). تاريخ بغداد ٨ / ٢٩٠.

(٢). تاريخ بغداد ٤ / ٢٦٦.

٣٣٥

وأبو الفتح القوّاس. ومات في شعبان سنة ٣٢٠ »(١) .

٣ - السمعاني: « وحكي أن القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات »(٢) .

(١٠٥)

أبو إسحاق ابراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي

المتوفى سنة (٣٢٥). روى الحمويني قال: وأخبرنا الامام الفقيه كمال الدين أبو غالب هبة الله ابن أبي القاسم ابن أبي غالب السّامري بقراءتي عليه، بجامع القصر ببغداد، ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة ٦٨٢، قال: أنبأنا الشيخ محاسن ابن عمر بن رضوان الحرائتي سماعاً عليه، في الحادي والعشرين من المحرم سنة ٦٢٢ قال: أنبأنا أبوبكر محمد بن عبدالله بن نصر بن الزعفراني سماعا عليه، في السادس من شهر رجب سنة ٥٥٠ قالا: أنبأنا أبو عبدالله مالك بن أحمد بن علي ابن ابراهيم الفراء البانياسي سماعاً عليه قال: أنبأنا ابن الزاغوني في شعبان سنة ٤٦٣ قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت بقراءة عليه وأنا أسمع، في ثالث عشر من رجب سنة ٤٠٥ قال: أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي المكنى بأبي إسحاق قال: أنبأنا أبو سعيد الأشج قال: أنبأنا المطلب بن زياد عن عبدالله بن محمد بن عقيل قال:

كنت عند جابر بن عبدالله في بيته وعلي بن الحسين ومحمد بن الحنيفة وأبو جعفرعليهما‌السلام ، فدخل رجل من أهل العراق فقال: أنشدك الله [ يا جابر ] إلّا حدّثتني ما رأيت وما سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: كنّا بالجحفة بغدير خم وثمّ ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول الله

____________________

(١). اللباب ٣ / ٣٤٠.

(٢). الأنساب - النيري.

٣٣٦

صلى‌الله‌عليه‌وآله من خباء أو فسطاط، فأشار بيد ثلاثاً، فأخذ بيد علي صلوات الله عليه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

ورواه الحافظ الكنجي أيضاً، وقد تقدم سابقاً.

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: أبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس وأبو حفص الكتاني وجماعة آخرهم أحمد بن محمد بن الصلت المجبّر، وكان إبراهيم يسكن سر من رأى وحدّث بها وببغداد »(٢) .

٢ - ابن الجوزي: « حدّث عن جماعة. روى عنه الدارقطني وابن شاهين في آخرين، وكان يسكن سرمن رأى وحدّث بها وببغداد، وتوفي في محرم هذه السنّة »(٣) .

٣ - الذهبي: « وهو آخر من روى الموطأ عن أبي مصعب »(٤) .

(١٠٦)

عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي

المتوفى سنة (٣٢٧). قال الحافظ جلال الدين السيوطي: « وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن مجاهد قال: لمـّا نزلت:( بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) قال: يا رب إنما أنا واحد، كيف أصنع يجتمع عليّ الناس؟ فنزلت( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ) .

____________________

(١). فرائد السمطين ١ / ٦٢.

(٢). تاريخ بغداد ٦ / ١٣٧.

(٣). المنتظم ٦ / ٢٨٩ حوادث ٣٢٥.

(٤). العبر ٢ / ٢٠٥ حوادث ٣٢٥.

٣٣٧

وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) أن علياً مولى المؤمنين( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) »(١) .

وقال الشوكاني: « أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) على رسول الله يوم غدير خم، في علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه »(٢) .

وكذا ذكر كلّ من شهاب الدين الآلوسي(٣) .

والشيخ محمد عبده المصري(٤) .

ترجمته

١ - الذهبي: « عبد الرحمن العلّامة الحافظ كان بحراً لا تدركه الدلاء، قال الامام أبو الوليد الباجي: عبد الرحمن بن أبي حاتم ثقة حافظ »(٥) .

٢ - وقال الذهبي أيضاً: « ابن أبي حاتم الامام الحافظ الناقد شيخ الإسلام »(٦) .

٣ - ابن شاكر الكتبي: « الامام ابن الامام الحافظ ابن الحافظ قال أبو يعلى الخليلي: كان يعد من الأبدال، وقد أثنى عليه جماعة بالزهد والورع التام والعلم والعمل »(٧) .

____________________

(١). الدر المنثور ٢ / ٢٩٨.

(٢). فتح القدير ٣ / ٥٧.

(٣). روح المعاني ٢ / ٣٤٨.

(٤). المنار ٦ / ٤٦٣.

(٥). سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٣٦.

(٦). تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٢٩.

(٧). فوات الوفيات ٢ / ٢٨٧.

٣٣٨

٤ - السبكي وحكى كلمة الخليلي المذكورة(١) .

(١٠٧)

أبو نصر حبشون بن موسى الخلال

المتوفى سنة (٣٣١). روى الخطيب البغدادي الحافظ عن عبدالله بن علي بن محمد بن بشران عن الحافظ علي بن عمر الدارقطني عن حبشون الخلال عن علي بن سعيد الرملي عن ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن ابن حوشب عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنه قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً » إلى آخر ما تقدم في « أحمد بن عبدالله النيّري »(٢) .

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: أبوبكر ابن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص ابن شاهين، وأحمد بن الفرج بن الحجاج، وأبو القاسم ابن الثلاج وغيرهم. وكان ثقة » ثم روى عن الدارقطني قوله « صدوق »(٣) .

٢ - ابن الجوزي: « ولد سنة ١٣٤، وسمع الحسن بن عرفة وغيره، روى عنه: الدارقطني وابن شاهين، وكان ثقة، يسكن باب البصرة، توفي في شعبان هذه السنة »(٤) .

____________________

(١). طبقات الشافعية ٢ / ٢٣٧.

(٢). تاريخ بغداد ٨ / ٢٩٠.

(٣). المصدر نفسه.

(٤). المنتظم ٦ / ٣٣١ حوادث ٣٣١.

٣٣٩

٣ - الذهبي: « وفيها حبشون بن موسى أبو نصر الخلال، ببغداد في شعبان وله ست وتسعون سنة »(١) .

(١٠٨)

أبو عبدالله محمد بن علي بن خلف العطار الكوفي.

قال الحافظ أبو نعيم: « حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا العباس بن علي النسائي، حدثنا محمد ابن علي بن خلف، ثنا حسين الأشقر، ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بريدة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

ترجم لهالخطيب: « روى عنه: محمد بن أحمد بن أبي الثلج، وأبوذر بن الباغندي، وأبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمّل الناقد، ومحمد بن مخلد الدوري وغيرهم سمعت محمد بن منصور يقول: كان محمد بن علي بن خلف ثقة مأموناً حسن العقل »(٣) .

(١٠٩)

الهيثم بن كليب ابو سعيد الشاشي

المتوفى سنة (٣٣٥). أخرج الكنجي الحافظ الشافعي قال: « أخبرنا شيخ الشيوخ عبدالله بن عمر بن حمويه بدمشق،

____________________

(١). العبر - حوادث ٢٣١.

(٢). حلية الأولياء ٤ / ٢٣.

(٣). تاريخ بغداد ٣ / ٥٧.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423