نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 424

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 281007 / تحميل: 7432
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

سير من رويت في حقهم، وفي سير الآخرين من الصحابة معهم ونحن نشير إشارة سريعة الى بعض تلك الأحاديث، وخلاصة البحوث المتعلقة بها من هذه الناحية:

١ - لقد عارض عبد العزيز الدهلوي حديث الثقلين بحديث: « اهتدوا بهدى عمار ». فذكر السيدرحمه‌الله ان عماراً من شيعة عليعليه‌السلام ، وأنه قد تخلف عن بيعة أبي بكر هذا هدى عمار فلماذا لم يهتدوا بهداه؟

ثم ان عمر بن الخطاب قد أعرض عن هدى عمار، وعثمان اعتدى عليه، وعبد الرحمن بن عوف خالفه، وسعد بن أبي وقاص كان يبغضه، وطلحة والزبير ومن معهما خرجوا على علي وعمار معه، وعمرو بن العاص خرج لقتله، ومعاوية سر بمقتله

٢ - وعارض الحديث المذكور بما رووه في حق ابن مسعود عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: « رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد ». فذكر السيد صنائع عثمان مع ابن مسعود.

٣ - وعارضه بحديث: « أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل » كما عارض به العاصمي حديث « أنا مدينة العلم وعليّ بابها ».

فذكر السيدرحمه‌الله ما كان من معاذ بن جبل من الجهل بأحكام الشرع المبين، والتصرف الباطل في أموال المسلمين

٤ - وعارضه بحديث « أصحابي كالنجوم ».

فذكر السيد في جوابه موارد كثيرة من جهل الصحابة بالقرآن والاحكام الشرعية، وارتكاب بعضهم المحرمات كالربا، وبيع الخمر، وبيع الأصنام، والكذب الصريح

٥ - وعارضه أيضاً بحديث « انما الشورى للمهاجرين والأنصار ».

فذكر السيد ما كان من أمير المؤمنينعليه‌السلام ومن تبعه وغيرهم من الاصحاب من الخلاف والاعتراض على خلافة الخلفاء الثلاثة، فهي كانت من غير مشورة من المهاجرين والأنصار.

٨١

٦ - وعارض العاصمي حديث « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » بحديث « أرحم - أو: أرأف - أمتى بأمتي أبو بكر » فذكر السيد قضايا من سيرة أبي بكر تكذب ذلك بكل وضوح.

٧ - وعارضه بحديث: « لكل أمة أمين وأمين هذه الامة أبو عبيدة ». فذكر السيد قضايا من تاريخ أبي عبيدة تنافي الامانة بكل صراحة.

٨ - وعارض عبد العزيز الدهلوي الحديث المذكور بحديث: « ما صب الله شيئاً في صدري الا وصببته في صدر أبي بكر » فذكر السيد جهل أبي بكر بأبسط المعارف الالهية والأمور الشرعية بل حتى بمفاهيم بعض الألفاظ القرآنية

٩ - وعارضه بحديث: « لو كان بعدي نبي لكان عمر ».

فذكر السيد في وجوه بطلانه أن المسبوق بالكفر لا يكون نبياً

(١٠) - النقض

ومنها: النقض وقد كانرحمه‌الله ذا يد طولى في هذه الجهة كسائر جهات البحث وكتابه مشحون بأنواع النقوض القوية التي لا يمكن الجواب عنها

فمما قال عبد العزيز الدهلوي في الجواب عن حديث الغدير: انه لو كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أراد الامامة والخلافة لجاء بلفظ صريح في الدلالة حتى لا يكون فيه خلاف ونزاع.

فنقض عليه السيدرحمه‌الله بحديث: « الأئمة من بعدي اثنا عشر ». الذي حار القوم في معناه، وذكروا له وجوهاً عديدة حتى قال بعضهم بأن الاولى ترك الخوض في البحث عنه

ذكر السيد كلماتهم حوله لأجل النقض ثم قال بأن التحقيق وضوح دلالة هذا الحديث على مذهب الامامية، وانما زعم القوم اجماله وأطنبوا في توجيهه حتى يصرفوه عن الدلالة على المعنى الظاهر فيه.

٨٢

واستدل بعضهم على خلافة أبي بكر بحديث « خوخة أبي بكر » قال: يدل على ذلك بمعونة القرائن.

فنقض عليه بأن حديث « من كنت مولاه فعليّ مولاه » أحرى بأن يكون دالا على الامامة ولو بمعونة القرائن

وأنكر ابن كثير معنى حديث أبي هريرة في فضل صوم يوم الغدير بأن « صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهراً؟ هذا باطل ».

فأبطل هذا الكلام بذكر فضل صيام أيام من السنة بأحاديث أهل السنة أنفسهم كيوم السابع والعشرين من رجب، وصوم أيام من شهر رجب، وصوم يوم عرفة

وأنكر ابن روزبهان أن يكون أمير المؤمنين قد دعا على أنس بن مالك، والبراء بن عازب، وجرير بن عبد الله البجلي الذين كتموا الشهادة بحديث الغدير قائلا: « لم يكن من أخلاق أمير المؤمنين أن يدعو على صاحب رسول الله ».

فأبطله بذكر موارد من دعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنينعليه‌السلام والصحابة

ولو أردنا أن نذكر نماذج أخر للنقض في الكتاب لطال بنا المقام، وفيما ذكرناه كفاية.

(١١) - المعارضة

ومنها - المعارضة وهي من أمتن أساليبه في الجواب فقد عارض السخاوي حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » بما وضعوه على لسان أمير المؤمنينعليه‌السلام وأخرجه البخاري بسنده عن محمد بن الحنفية قال:

« قلت لابي: أي الناس خير بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: أبو بكر.

٨٣

قال قلت: ثم من؟ قال: عمر. وخشيت أن يقول عثمان قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا الا رجل من المسلمين ».

فأجاب عنه السيد مكذباً إياه بحديث أخرجه البخاري نفسه عن مالك بن أوس عن عمر بن الخطاب في حديث طويل، أنه قال مخاطباً عليّاً والعباس: « فلما توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال أبو بكر: أنا ولي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها. فقال أبو بكر قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا نورث ما تركنا صدقة. فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم انه لصادق بار راشد تابع للحق.

ثم توفى أبو بكر فكنت أنا ولي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وولي أبي بكر فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم اني لصادق بار راشد تابع للحق ».

فمن كان يرى أبا بكر وعمر كاذبين آثمين غادرين خائنين كيف يراهما خير الناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟!

وعارض المولوي عبد العزيز الدهلوي حديث مدينة العلم بما رووه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: « لو كان بعدي نبي لكان عمر ».

فأجاب السيد هذه المعارضة بوجوه كذب فيها الحديث المذكور، وكان من جملة الوجوه: ان هذا الحديث يدل على أفضلية عمر من أبي بكر، فهو معارض بما استدلوا به من الاخبار - واجمعوا عليه - على أفضلية أبي بكر من عمر بن الخطاب فالحديث باطل، فالمعارضة ساقطة.

وعارض عبد العزيز حديث: « انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي » بحديث: « أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهديتم ».

فأبطل السيد هذا الحديث وأثبت وضعه في بحث طويل وفي وجوه كثيرة منها: - المعارضة بالأحاديث الواردة في ذم الاصحاب، المخرجة في الصحاح والمسانيد كحديث الذود عن الحوض ونحوه

٨٤

(١٢) - الإلزام

ومنها - الزام القوم بما ألزموا به أنفسهم، فطالما يرد على دليل أو مناقشة للدهلوي أو غيره من أهل السنة بما التزم به من دليل أو حديث أو قاعدة

وان من أهم موارد الإلزام موضوع الصحاح الستة والصحيحين منها بالخصوص

ففي حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » عقد فصلا عنوانه « قطعية أحاديث الصحيحين » ذكر فيه ان ذلك مذهب ابن الصلاح، وأبي إسحاق الأسفراييني، وأبي حامد الأسفراييني، والقاضي أبى الطيب، والشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وأبي عبد الله الحميدي، وأبي نصر عبد الرحيم ابن عبد الخالق، والسرخسي الحنفي، والقاضي عبد الوهاب المالكي، وأبي يعلى الحنبلي، وابن الزاغوني الحنبلي، وابن فورك، ومحمد بن طاهر المقدسي، والبلقيني، وابن تيمية، وابن كثير، وابن حجر العسقلاني، والسيوطي، وعبد الحق الدهلوي، وولي الله الدهلوي وغيرهم.

بل عن بعضهم انه وقف تجاه قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: « فقلت: يا رسول الله كلما رواه البخاري عنك صحيح؟ فقال: صحيح. فقلت له: أرويه عنك يا رسول الله؟ قال: أروه عني ».

وعن بعضهم: أنه ذكر صحيح مسلم أيضاً.

وعن جماعة كالعسقلاني والنووي وابن حجر المكي الإجماع على أن صحيحيهما أصح الكتب بعد القرآن

ومع ذلك قدح الآمدي، ومحمود بن عبد الرحمن الاصفهاني، وابن حجر المكي، وإسحاق الهروي في حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » المخرج في الصحيحين

وقدح البخاري، وابن الجوزي، وابن تيمية في حديث: « اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي » المخرج في صحيح مسلم.

٨٥

وأبطل السهارنفوري وعبد العزيز الدهلوي حديث هجر فاطمة الزهراءعليها‌السلام أبا بكر وهو في باب فرض الخمس وغيره - من صحيح البخاري الذي جاء فيه: « فغضبت فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت » وأخرجه مسلم في باب حكم الفيء من كتاب الجهاد.

وأبطل المولوي حيدر علي الفيض آبادي حديث: « ايتوني بكتف ودواة » المخرج في سبعة مواضع من البخاري، وبثلاثة طرق عند مسلم ابن الحجاج

فقدح هؤلاء في هذه الأحاديث مردود بما نص عليه أئمتهم من قطعية صدور الصحيحين وانهما أصح الكتب بعد القرآن والإجماع على صحة ما روي فيهما

هذا الرد عليهم هو من باب الإلزام.

ومن ذلك إلزامهم بما يروونه في حق بعض الاشخاص من علمائهم وعرفائهم أو في شأن بعض كتبهم في الحديث أو غيره من الكرامات

فقد ذكروا في فضل « عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي » تزول قلنسوة من السماء اليه

وفي حق الثعلبي قال القشيري: رأيت رب العزة في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه، فكان في أثناء ذلك أن قال الرب: أقبل الرجل الصالح. فالتفتّ فإذا الثعلبي مقبل.

وهكذا غير ما ذكرنا من الكرامات التي لا يجوز الاعتقاد بها قطعاً، الا أن التمسك بها جائز لإلزام الخصم بها في البحوث العلمية وهذا باب واسع نكتفي منه بهذا المقدار.

٨٦

الباب الرابع

بحوث وتحقيقات في كتاب العبقات

ومن يدرس كتاب « عبقات الأنوار » يجد فيه الى جانب « اثبات امامة الأئمة الاطهار » والرد على إشكالات المخالفين على أدلة الامامية في باب الامامة بحوثاً وتحقيقات علمية قيمة، بحيث لو أخرج كل واحد منها لكان كتاباً لطيفاً في موضوعه.

في هذا الكتاب بحوث علمية من أصول العقائد، والتفسير، والحديث، والدراية، والتاريخ، والرجال، والأدب يتطرق الى كل بحث منها لمناسبة يقتضيها المقام حيث يريد المؤلفرحمه‌الله إتمام الكلام على المسألة الخلافية من شتى جوانبها

ونحن نذكر هنا طرفاً من هذه البحوث تحت عناوين وضعناها لها، معترفين بعدم وفاء مذكراتنا لجميع بحوث الكتاب، آملين التوفيق لاتمامها في فرصة أخرى بإذن الله تعالى.

١ - أحاديث موضوعة

لقد وردت في حق عليّعليه‌السلام أحاديث لا تعد ولا تحصى عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تناقلتها الصحابة والتابعون، وأثبتها الأئمة والحفاظ في أسفارهم ومعاجمهم، موثقين رجالها، مصححين طرقها، فأما ما لم يصل إلينا من تلك الأحاديث فالله اعلم بها وبعددها.

ولما رأى المخالفون لأمير المؤمنينعليه‌السلام تلك الأحاديث وكثرتها عدداً ووضوحها في الدلالة على إمامته عمدوا الى التصرف فيها وتحريفها زيادة أو نقيصة، والى وضع فضائل لابي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وغيرهم من الصحابة، والصحابة بصورة عامة

وقد راج سوق هذا الوضع والتزوير - كما يحدثنا التاريخ - في زمن معاوية، وشاعت هذه الأحاديث وانتشرت، ووصفها بعض علماء السنة

٨٧

بالصحة عمداً أو جهلا

ومع ذلك لم تخف حقيقة الحال على ذوي العلم والبصيرة، بل لقد نص عليها وصرح بها بعض المتعصبين من علماء الحديث كابن الجوزي في كتاب الموضوعات وأورد ابن أبي الحديد بعض الأحاديث التي وضعتها « البكرية » في مقابلة أحاديث من فضائل أمير المؤمنين

وجاء علماء الكلام وأصحاب الكتب في الامامة منهم، فعارضوا بهذه الموضوعات الأحاديث الصحاح في فضل عليعليه‌السلام الأمر الذي استدعى البحث عن تلك المفتريات والكشف عن حالها بالنظر في أسانيدها ومداليلها على ضوء آراء علماء الجرح والتعديل من أهل السنة في كتاب « عبقات الأنوار » وكان من جملة هذه الأحاديث المحرفة أو الموضوعة رأساً في مقابل فضيلة من الفضائل:

١- لو كنت متخذاً خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن الله اتخذ صاحبكم خليلا.

٢ - سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر.

٣ - ما صب الله في صدري شيئاً الا وصببته في صدر أبي بكر.

٤ - لو كان بعدي نبي لكان عمر.

٥ - لو لم أبعث فيكم لبعث عمر.

٦ - ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر.

٧ - ابن عمر: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى اني لأرى الري يخرج من أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر ابن الخطاب. قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم.

٨ - أبو سعيد الخدري: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك. وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره. قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: الدين.

٨٨

٩ - أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى.

١٠ - اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.

١١ - خلقني الله من نوره، وخلق أبا بكر من نوري، وخلق عمر من نور أبي بكر، فخلق أمتي من نور عمر، وعمر سراج أهل الجنة.

١٢ - عمرو بن العاص: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قلت: من الرجال؟ قال: أبوها. قلت: ثم من؟ قال: عمر. فعد رجالا. فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم.

١٣ - خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء.

١٤ - عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ.

١٥ - أرحم - أو: أرأف - أمتى بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياءاً عثمان بن عفان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الامة أبو عبيدة الجراح.

١٦ - من أحب ان ينظر الى ابراهيم في خلته فلينظر الى أبي بكر في سماحته ومن أحب ان ينظر الى نوح في شدته فلينظر الى عمر بن الخطاب في شجاعته ومن أحب ان ينظر الى إدريس في رفعته فلينظر الى عثمان في رحمته، ومن أحب ان ينظر الى يحيى بن زكريا في عبادته فلينظر الى عليّ بن أبي طالب في طهارته.

١٧ - أنا مدينة العلم، وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها وعليّ بابها.

١٨ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها وأبو بكر وعمر وعثمان حيطانها وأركانها.

١٩ - أنا مدينة العلم وأساسها أبو بكر وجدرانها عمر وسقفها عثمان وبابها عليّ.

٨٩

٢٠ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها ومعاوية حلقتها.

٢١ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها وأبو بكر محرابها.

٢٢ - أنا مدينة الصدق وأبو بكر بابها، وأنا مدينة العدل وعمر بابها، وأنا مدينة الحياء وعثمان بابها، وأنا مدينة العلم وعليّ بابها.

٢٣ - لا تقولوا في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي الا خيراً.

٢٤ - أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم.

٢٥ - ابن عمر: كنا في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي لا نفاضل بينهم.

٢٦ - محمد بن الحنفية: قلت لابي أي الناس خير بعد النبي؟ قال: أبو بكر. قال قلت: ثم من؟ قال: عمر. وخشيت أن يقول عثمان قلت: ثم أنث؟ قال: ما أنا الا رجل من المسلمين.

٢ - عدالة الصحابة

ومن البحوث المهمة ذات الأثر الكبير في جميع المسائل الإسلامية « مسألة عدالة الصحابة أجمعين » فعن بعض الفرق القول بكفر الصحابة جميعاً. والمشهور بين أهل السنة هو القول بأن الصحابة كلهم عدول ثقات. وقد نسب هذا القول الى أكثرهم.

والحق أن « الصحبة » لا توجب « العصمة » لاحد. والصحابة فيهم العدول ويغر العدول، وبهذا صرح جمع من أعلام أهل السنة كالتفتازاني والمارزي وابن العماد والشوكاني، وتبعهم: الشيخ محمد عبدة وبعض تلامذته وآخرون من الكتاب والعلماء المعاصرين.

وقد توفر كتاب « عبقات الأنوار » على جوانب من سير مشاهير الاصحاب ومشايخهم لا يظن بقاء أحد على القول بعدالة الصحابة أجمعين بعد مراجعتها ..!

٩٠

٣ - الحسن والقبح العقليان

ومن المباحث المهمة في علم الكلام بحث الحسن والقبح العقليين، الذي يثبته العدلية وينكره الا شاعرة، ويترتب عليه آثار جليلة وكثيرة، وتعرض السيد لهذا البحث في قسم حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ». والذي يهمنا إيراده هنا ما ذكره من أن جمعاَ كثيراً وجماً غفيراً من أكابر نحارير أهل السنة يثبتون الحسن والقبح العقليين. فذكر كلمات القوم وحاصلها أن القول بثبوت الحسن والقبح العقليين مذهب:

١ - أبي بكر القفال الشاشي.

٢ - أبي بكر الصيرفي.

٣ - أبي بكر الفارسي.

٤ - القاضي أبي حامد.

٥ - الحليمي.

٦ - علاء الدين السمرقندي صاحب ( ميزان الأصول في نتائج العقول ).

٧ - عبد العزيز البخاري صاحب ( كشف الأسرار - شرح أصول البزودي ).

٨ - أبي المظفر السمعاني صاحب ( القواطع في أصول الفقه ).

٩ - أبي شكور الكشي صاحب ( التمهيد ).

١٠ - أبي حامد الغزالي في ( اقتصاد الاعتقاد ).

١١ - عبيد الله بن مسعود صاحب ( التوضيح في حل غوامض التنقيح ).

١٢ - نظام الدين الشاشي صاحب ( كتاب الخمسين في أصول الحنفية ).

١٣ - الملا علي القاري في ( شرح الفقه الأكبر ).

١٤ - ابن قيم الجوزية في ( زاد المعاد ).

١٥ - كمال الدين السهالي في ( العروة الوثقى ).

٩١

١٦ - صالح بن مهدي المقبلي في ( ملحقات الأبحاث المسددة ) وفي ( العلم الشامخ ).

وقد نسب هذا القول الى كثير من أصحاب أبي حنيفة وعلى الخصوص العراقيين منهم. وذكر القاري عن الحاكم الشهيد في المنتقى انه قال أبو حنيفة لا عذر لاحد في الجهل بخالقه لما يرى من خلق السماوات والأرض وخلق نفسه وغيره. وفي المسايرة لابن الهمام الحنفي: قالت الحنفية قاطبة بثبوت الحسن والقبح على الوجه الذي قالته المعتزلة. وفيه عن بعض أكابر الاشاعرة انه لا يتم استحالة النقص على الله الا على رأي المعتزلة. وفيه عن أبي منصور الماتريدي وعامة مشايخ سمرقند: من مات ولم يؤمن ولم تبلغه دعوة رسول يخلد في النار.

٤ - موقف أهل السنة من أئمة أهل البيت

وقد يدعي بعض المؤلفين من أهل السنة - كعبد العزيز الدهلوي - أنهم هم المتبعون لأهل البيت -عليهم‌السلام -الراكبون لسفينتهم والمقتدون بهم يقولون هذا إزراءاً بالشيعة وطعناً في دينهم

وهذا ما دعا السيدرحمه‌الله الى إيراد طرف من كلماتهم الشائنة لائمة أهل البيتعليهم‌السلام كشفاً عن الحقيقة، ولكي يعلن للملإ العلمي أن كل ما يحاوله أهل السنة هو الرد على الشيعة ومعتقداتهم سواء كان بمدح أهل البيت ودعوى محبتهم والانقياد لهم، أو كان بالطعن فيهم وتكذيبهم والحط عليهم والعياذ بالله.

فتلك كلمات ولي الله الدهلوي في أمير المؤمنينعليه‌السلام في كتابه ( إزالة الخفاء عن سيرة الخلفاء ) و ( قرة العينين في فضائل الشيخين ).

وكلمات ابن تيمية فيه وفي بعض أئمة أهل البيت في ( منهاج السنة ).

وكلمات ابن العربي وابن خلدون في سيد الشهداء الحسين بن عليعليهما‌السلام .

٩٢

وكلمات عبد القادر الجيلاني في أنه ينبغي أن يتخذ يوم عاشوراء يوم فرح وسرور لا يوم مصيبة وحزن

وقول بعضهم في حق الامام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام « في نفسي منه شيء ».

وقول بعضهم في حق الامام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : « يروي عن أبيه عجائب، يهم ويخطئ ».

٥ - حول الصحيحين

لقد حف القوم الصحيحين بكل قداسة، ووضعوهما في هالة من النور والعظمة، ووضعوا لهما الكرامات الباهرة

انهما كتابان ألفهما محدثان من المحدثين شرطا فيهما على أنفسهما شروطاً خاصة ومن حق الباحث أن يبحث عن تلك الشروط، وأن يسأل عن توفر ما اشترطاه في كلّ واحد واحد من أحاديث الكتابين

ثم ان البخاري ومسلماً بشران كسائر أفراد البشر يعرضهما الخطأ والسهو والنسيان، وهل الالتزام بما اشترطاه على أنفسهما قد أوجب لهما العصمة عن الخطأ والنسيان، وبلغ بكتابيهما الى حد القرآن؟

وإذا كان لما اشترطاه هذا الأثر فلماذا لا يعتقدون هذا الاعتقاد فيما ألف على شرطهما كالمستدرك وغيره؟

هذه - وغيرها - أمور جديرة بالبحث والتحقيق، ولا يجوز لنا أن نمر عليها مر الجهلة والمتعصبين، الذين ينزلون الكتابين منزلة الوحي المبين

ليس كل ما في الكتابين بصحيح

لقد انتهى بنا البحث وأرشدتنا الأدلة الى أنه ليس كل ما روي في الكتابين بصحيح، وأهم تلك الأدلة هي الوجوه التالية:

١ - طعن أكابر الأئمة المعاصرين للبخاري ومسلم في الكتابين

٩٣

ومؤلفيهما وتركهم لحديثهما والمنع من مجالستهما كما لا يخفى على من راجع تراجم الرجلين في ( سير أعلام النبلاء ) وغيره.

٢ - قدح علماء الجرح والتعديل في كثير من رجالهما كما لا يخفى على من راجع ( هدى الساري في مقدمة فتح الباري ) وغيره.

٣ - آراء كبار العلماء في الرجلين وكتابيهما، الصريحة في وجود الأحاديث الباطلة فيهما، وأن الذي حمل القوم على القول بصحة كل ما أخرجاه هو التعصب وتجد نصوص عبارات بعض هؤلاء العلماء في قسم حديث الغدير من كتاب ( عبقات الأنوار ).

٤ - وجود الأحاديث الكثيرة المقدوحة سنداً ودلالة من قبل أساطين المحققين من أهل السنة كالاسماعيلي، ومغلطاي، وابن حزم، وابن الجوزي، والدمياطي والغزالي، وامام الحرمين، وابن عبد البر، والنووي، وابن حجر، والكرماني والداودي، والحميدي، وابن القيم وغيرهم في هذين الكتابين، وتجد نصوص طائفة من هذه الأحاديث وكلمات هؤلاء الاعلام في قسم حديث الغدير من كتاب ( عبقات الأنوار ).

ليس كل ما ليس في الكتابين بغير صحيح

ثم ما الدليل على أن كل ما لم يخرجاه فليس بصحيح، حتى إذا أرادوا رد حديث أو الطعن فيه قالوا: ليس في أحد الصحيحين؟!

قال النووي: « لم يلتزما استيعاب الصحيح، بل صح عنهما تصريحهما بأنهما لم يستوعباه، وانما قصدا جمع جمل من الصحيح، كما يقصد المصنف في الفقه جمع جملة من مسائله ».

وقال القاضي الكتاني: « لم يستوعبا كل الصحيح في كتابيهما ».

وقال العلقمي: « ليس بلازم في صحة الحديث كونه في الصحيحين ولا في أحدهما ».

وقال ابن القيم: « هل قال البخاري قط: ان كل حديث لم أدخله في

٩٤

كتابي فهو باطل، أو ليس بحجة، أو ضعيف؟ وكم قد احتج البخاري بأحاديث خارج الصحيح وليس لها ذكر في صحيحه؟ وكم صحح من حديث خارج عن صحيحه؟ ».

تعصب المؤلفين في الامامة والمناقب

ومما ذكرنا يظهر تعصب بعض المؤلفين في الامامة والكلام، وأصحاب الكتب في الفضائل والمناقب كالفخر الرازي حيث يطعن في سند حديث الغدير من جهة عدم إخراج البخاري ومسلم إياه، وكابن تيمية يرد على حديث « ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة » قائلا بأنه « ليس في الصحيحين » وكالبدايوني الهندي القائل في جواب جملة « كرار غير فرار » من حديث « سأعطي الراية غداً رجلا » بأنها « غير مذكورة في الصحيحين ».

ومنهم من يطعن في بعض الأحاديث المخرجة فيهما أو في أحدهما غير مكترث بالذين ذهبوا الى قطعية صدور جميع أحاديثهما، ذكرهم السيد في قسم حديث المنزلة وابن تيمية وابن الجوزي الذين قدحوا في حديث: « اني تارك فيكم الثقلين » وهو في صحيح مسلم؟!

وكالامدي ومن لف لفه الذين أبطلوا حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » وهو في الصحيحين!!

وكالدهلوي الذي أبطل حديث هجر الزهراءعليها‌السلام أبا بكر حتى توفيت وهو في الصحيحين!!

وفي هذا القدر كفاية لمن طلب الرشاد والهداية.

٦ - تحقيق حال رجال

وفي كتاب « عبقات الأنوار » ترجمة المئات من الاعلام من الصحابة والتابعين والرواة وكبار العلماء والمؤلفين في مختلف العلوم والفنون ذكر السيد تراجمهم لأغراض مختلفة أهمها اثبات ثقتهم والاعتماد عليهم

٩٥

أو جرحهم واسقاطهم عن درجة الاعتبار فهو يعطيك قائمة بأسماء الثقات وقوائم بأسماء الوضاعين، والضعفاء، والمدلسين، ومن تكلم فيهم من الرواة والمحدثين.

وقد يستدعي الأمر التوسع في بيان حال الرجل توثيقاً أو تجريحاً، ومن هنا فقد حقق حال رجال تحقيقاً شاملا يتوفر على فوائد تاريخية ورجالية لا تخفى قيمتها على ذوي الفضل وأهل التحقيق، ولنذكر هنا بعض الامثلة على ذلك:

أ - تحقيق حال عباد بن يعقوب الرواجني

لقد أثبت وثاقة عباد بن يعقوب الرواجني بعشرة وجوه:

١ - كونه من مشايخ البخاري.

٢ - كونه من مشايخ الترمذي.

٣ - كونه من مشايخ ابن ماجة.

٤ - رواية كبار الأئمة كأبي حاتم والبزار وابن خزيمة عنه.

٥ - توثيق أبي حاتم الرازي.

٦ - توثيق ابن خزيمة النيسابوري.

٧ - قول الدارقطني: صدوق.

٨ - قول بعض أعلامهم: لو لا رجلان من الشيعة ما صح لهم حديث: عباد بن يعقوب وابراهيم بن محمد بن ميمون.

٩ - قول الحافظ ابن حجر: « بالغ ابن حبان فقال: يستحق الترك ».

١٠ - قول الحافظ ابن حجر: « رافضي مشهور الا انه كان صدوقاً ».

وقد ظهر أنه لا ذنب للرواجني الا « التشيع » و « أنه يشتم السلف » كعثمان وطلحة والزبير كما في « تهذيب التهذيب » وغيره. ولعل الذي جعله « يستحق الترك » ما رواه من أن أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يقتل علياً،

٩٦

ثم ندم فنهاه عن ذلك رواه السمعاني في « الأنساب ».

ب - تحقيق حال ابن عقدة

وصنف أبو العباس ابن عقدة كتاباً بطرق حديث: « من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه » رواه فيه من مائة وخمس طرق ثم ذكر ثمانية وعشرين رجلا من الصحابة لم يذكر أسمائهم. قال السيد بن طاوس: « والكتاب عندي الآن » وقد ذكر هذا الكتاب لابن عقدة جماعة من حفاظ واعلام أهل السنة كابن حجر وابن تيمية والسمهودي والمناوي وغيرهم.

وقد طعن عبد العزيز الدهلوي تبعاً لنصر الله الكابلي في أبي العباس ابن عقدة، قال الكابلي فيما زعمه من مكايد الامامية: « التاسع والتسعون: نقل ما يؤيد مذهبهم عن كتاب رجل يتخيل أنه من أهل السنة وليس منهم، كابن عقدة كان جارودياً رافضياً، فانه ربما ينخدع منه كل ذي رأي غبين، ويميل الى مذهبهم أو تلعب به الشكوك ».

وقد أثبت السيد صاحب العبقات وثاقة ابن عقدة وجلالته عن الدارقطني وأبي علي الحافظ وحمزة السهمي والسمعاني والسيوطي وسبط ابن الجوزي والفتني والبدخشاني

وانه قد روى عنه الأكابر من الحفاظ كالطبراني والدارقطني وأبي نعيم وابن عدي، وكان الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة على أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود الى زمن أبي العباس ابن عقدة أحفظ منه. وعده السبكي في طبقاته من حفاظ هذه الشريعة، ونقل السيوطي آراءه في تدريب الراوي وابن الجوزي في معرفة الصحابة، والذهبي في الجرح والتعديل.

فظهر أنه لا ذنب لابن عقدة الا ما ذكره السيوطي بقوله: « وعنده تشيع » وانه - كما قال سبط ابن الجوزي -: « كان يروي فضائل أهل البيت ويقتصر عليها، ولا يتعرض للصحابة بمدح ولا بذم فنسبوه الى الرفض ». ومن قال الفتني: « وما ضعفه الا عصري متعصب ».

٩٧

ج - تحقيق حال الأجلح بن عبد الله

وطعن الدهلوي في سند حديث الولاية: « ان عليّاً مني وأنا من عليّ وهو ولي كل مؤمن من بعدي » قائلا: « في أسناده الأجلح وهو شيعي متهم في حديثه ».

فأجاب السيد عنه بثلاثين وجه منها:

توثيق يحيى بن معين، والعجلي، ويعقوب بن سفيان، ومدح أحمد، وقول الفلاس وابن عدي: « مستقيم الحديث صدوق » وتصحيح الحاكم حديثاً هو في طريقه، وفي التقريب: « صدوق شيعي ». وهو من رجال أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.

فظهر أنه لا ذنب له الا « التشيع ».

د - تحقيق حال سبط ابن الجوزي

وتعرض السيد لحال سبط ابن الجوزي فأشبع الموضوع بحثاً وتحقيقاً، وذلك لأنه اعتمد عليه في نقل رواية أحمد بن حنبل لحديث النور: « خلقت أنا وعليّ من نور واحد » فكان من الضروري بيان ثقته والاعتماد عليه.

فذكر مدح أبي المؤيد الخوارزمي وابن خلكان وقطب الدين البعلبكي وأبي الفداء وابن الوردي والذهبي والداودي واليافعي والقاري وغيرهم وتعظيمهم إياه وقد وصفه الخوارزمي في ( جامع مسانيد أبي حنيفة ) بـ « الامام الحافظ » وقال هؤلاء كلهم بأنه « كان له القبول التام عند الخاص والعام ».

واعتمد على تاريخه ( مرآة الزمان ) من تأخر عنه من المؤرخين كابن خلكان والصفدي، والحلبي في سيرته، كما اعتمد عليه جماعة من علماء الكلام كالكابلي في ( صواقعه ) والدهلوي في ( تحفته ).

نعم طعن فيه وفي تاريخه الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) فقال: « يأتي بمناكير الحكايات وما أظنه بثقة، بل يحيف ويجازف ثم انه يترفض ».

٩٨

وقد أجابوا عن ذلك ففي ( كشف الظنون ): « قال في الذيل: هذا من الحسد، فانه في غاية التحرير، ومن أرخ بعده فقد تطفل عليه، لا سيما الذهبي والصفدي، فان نقولهما منه في تاريخهما ».

فظهر أنه لا ذنب له الا « الترفض » وسببه تأليف كتاب « تذكرة الخواص من الامة في ذكر مناقب الأئمة ».

هـ - تحقيق حال الجاحظ

وتمسك الفخر الرازي بصدد الطعن في حديث الغدير بعدم نقل الجاحظ إياه.

فانبرى السيد للجواب عنه في وجوه:

الاول: انه من النواصب، كما نص عليه ( الدهلوي )، وصاحب كتاب المروانية كما نص عليه ابن تيمية.

والثاني: ان له أباطيل وأضاليل حول مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام وفضائله لم يرتضها حتى بعض أهل نحلته كالاسكافي.

والثالث: قول الحافظ الخطابي: الجاحظ ملحد.

والرابع: قول ثعلب: ليس ثقة ولا مأموناً.

والخامس: قول الذهبي في الميزان: « كان من أئمة البدع ». وفي ( سير اعلام النبلاء ): « كان ماجنا قليل الدين » قال: « يظهر من شمائل الجاحظ أنه يختلق » وقد أورده في ( المغني في الضعفاء ).

والسادس: قول الخطيب: كان لا يصلي.

والسابع: ما ذكره ابو الفرج الاصبهاني من انه كان يرمى بالزندقة وأنشد في ذلك أشعارا.

والثامن: قول ابن حزم: كان أحد المجان الضلال.

والتاسع: قول الأزهري: « ان أهل العلم ذموه وعن الصدق دفعوه ».

والعاشر: قول ثعلب: « كان كذاباً على الله وعلى رسوله

٩٩

وعلى الناس ».

فهل يليق بالرازي الاستدلال بعدم رواية الجاحظ لحديث الغدير؟!

٧ - تحقيق حال كتب

ومن الفوائد في كتاب « عبقات الأنوار » معرفة الكتب والفنون، فهو يعطيك أسامي آلاف الكتب في مختلف العلوم والفنون مع اسماء مؤلّفيها بحيث لو جمعت لشكلت كتاباً مفرداً في هذا الفن يقع في مجلدات عديدة.

ومن هذه الكتب ما ينقل عنها في بحوثه، وهي أهم الكتب وأشهرها في كل فن وقد ذكرنا سابقاً أسلوبه في النقل والاستدلال.

وربما تعرض لحال بعض تلك الكتب فأثبت نسبتها الى أصحابها، أو أكد اعتبار ما جاء فيها أو بالعكس وإليك نماذج من تحقيقاته في هذا المجال:

أ - تحقيق حول مسند أحمد

لقد وقع الخلاف بين علماء أهل السنة - حتى الحنابلة منهم - حول أحاديث مسند أحمد بن حنبل، فقال جماعة بأن ما أودعه أحمد مسنده قد احتاط فيه اسناداً ومتناً ولم يورد فيه الا ما صح سنده عنده، فأمر بالرجوع اليه وجعله أصلا يعرف به الصحيح والسقيم، وما ليس فيه فلا أصل له، وأنكر آخرون أن يكون المسند بهذه المثابة عند أحمد.

وقد بحث السيدرحمه‌الله هذا الموضوع مؤيداً القول الاول ومحققاً إياه أحسن تحقيق.

فحديث الثقلين: « اني تارك فيكم الثقلين » الذي أخرجه في المسند بطرق عديدة صحيح عنده، فبطل قول البخاري: « قال أحمد في حديث عبد الملك عن عطية عن أبي سعيد قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تركت فيكم الثقلين. أحاديث الكوفيين هذه مناكير ».

١٠٠

(٥٥)

رواية أبي زكريا الغبري

قال الحاكم: « وأما ما ذكر من اعتزال سعد بن أبي وقاص عن القتال فحدثناه أبو زكريا يحيى بن محمد الغبري، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا علي بن المنذر، ثنا ابن فضيل، ثنا مسلم الملائي، عن خيثمة بن عبد الرحمن، قال: سمعت سعد بن مالك - وقال له رجل: إن علياً يقع فيك أنك تخلّفت عنه - فقال سعد: والله إنّه لرأي رأيته، وأخطأ رأيي، إن علي بن أبي طالب أعطي ثلاثا، لئن أكون أعطيت إحداهنَّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها. لقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم - بعد حمد الله والثناء عليه -: هل تعلمون أني أولى بالمؤمنين؟ قلنا: نعم، قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، وال من والاه وعاد من عاداه. وجئ به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر فقال: يا رسول الله إني أرمد، فتفل في عينيه ودعا له، فلم يرمد حتى قتل، وفتح عليه خيبر. وأخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمّه العباس وغيره من المسجد فقال له العباس: تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن عليّاً؟ فقال: ما أنا أخرجتكم وأسكنته، ولكن الله أخرجكم وأسكنه »(١) .

ترجمته

١ - السمعاني: « أبو زكريا يحيى بن محمد الغبري البغياني، مولى

____________________

(١). المستدرك ٣ / ١١٦ - ١١٧.

١٠١

أبي خرقاء السّلمي، من أهل نيسابور، كان أديباً فاضلاً، عارفاً بالتفسير واللغة، وكان أبو علي الحافظ يقول: الناس يتعجّبون من حفظنا لهذه الأسانيد، وأبو زكريا الغبري حفظ من العلوم ما لو كلّفنا حفظ شيء منها لعجزنا عنه، وما أعلم أني رأيت مثله توفي أبو زكريا في شوال سنة ٣٤٤، وهو ابن ست وسبعين سنة »(١) .

٢ - الذهبي: « الحافظ الأديب المفسّر »(٢) .

٣ - اليافعي: « وفيها الحافظ الأديب المفسّر أبو زكريا يحيى بن محمد الغبري النيسابوري »(٣) .

(٥٦)

رواية دعلج السجزي

قال الحاكم بعد حديث ( من كنت وليّه فهذا وليّه ):

« حدثناه أبوبكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي قالا: أنبأ محمد بن أيوب، ثنا الأزرق بن علي، ثنا حسّان بن إبراهيم الكرماني، ثنا محمد بن سلمة ابن كهيل، عن أبيه عن أبي الطفيل عامر بن واثلة: أنه سمع زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه يقول: نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت الشجرات، ثم راح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عشيّة فصلّى، ثم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، وذكّر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: أيّها الناس إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إنْ اتبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي، ثم قال: أتعلمون أني أولى

____________________

(١). الأنساب - البغياني.

(٢). العبر - حوادث: ٣٤٤.

(٣). مرآة الجنان - حوادث: ٣٤٤.

١٠٢

بالمؤمنين من أنفسهم، ثلاث مرات؟ قالوا: نعم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « قال الحاكم: أخذ عن ابن خزيمة مصنّفاته، وكان يفتي بمذهبه، وقال الدار قطني: لم أر في مشايخنا أثبت من دعلج »(٢) .

٢ - السيوطي: « دعلج بن أحمد بن دعلج، الإِمام الفقيه، محدّث بغداد.

كان من أوعية العلم [ وبحور الرواية ] وشيخ أهل الحديث، صنّف المسند الكبير، ومات في جمادى الآخرة ٣٥١، وخلّف ثلاثمائة ألف دينار »(٣) .

(٥٧)

رواية أبي بكر الشافعي البزاز

سيأتي نص روايته عن أصل كتابه ( الفوائد ).

وقال الحافظ ابن كثير: « وقال أبوبكر الشافعي: ثنا محمد بن سليمان بن الحارث، ثنا عبيدالله بن موسى، ثنا أبو إسرائيل الملّائي عن الحكم عن أبي سليمان المؤذّن عن زيد بن أرقم: أن عليّا استنشد الناس: من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا بذلك وكنت فيهم »(٤) .

____________________

(١). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٢). العبر - حوادث: ٣٥١.

(٣). طبقات الحفاظ ٣٦٠.

(٤). تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٧.

١٠٣

ترجمته

ستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى. ونذكر هنا ترجمته عن الحافظ السيوطي حيث قال: « وأبوبكر الشافعي، الإمام الحجّة المفيد محدّث العراق، محمد بن عبدالله بن إبراهيم بن عبدويه البغدادي البزاز، ولد سنة ٢٦٠ قال الخطيب: ثقة ثبت حسن التصنيف، جمع أبواباً وشيوخاً، وأملى في حياة ابن صاعد. مات في ذي الحجة سنة ٣٥٤ »(١) .

(٥٨)

رواية أبي حاتم ابن حبان البستي

لقد جاء في ( الإِحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ) ما نصّه:

« ذكر دعاء المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالولاية لمن والى علياً والمعاداة لمن عاداه.

أخبرنا عبدالله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن ابراهيم، أخبرنا أبو نعيم ويحيى بن آدم قال: حدثنا فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل قال قال علي: أنشد الله كلّ امرئ سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: ألستم تعلمون أني أولى بالناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فخرجت وفي نفسي من ذلك شيء، فلقيت زيد بن أرقم فذكرت ذلك له فقال: قد سمعناه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول ذلك له. قال أبو

____________________

(١). طبقات الحفاظ: ٣٦٠.

١٠٤

نعيم: فقلت لفطر: كم بين هذا القول وبين موته؟ قال: مائة يوم.

قال أبو حاتم: يريد به موت علي بن أبي طالب.رضي‌الله‌عنه » ٩ / ٤٢.

قال الحافظ محبّ الدين الطبري: « عن أبي الطفيل قال قال علي: أنشد الله كلّ امرئ سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم لمـّا قام، فقام ناس فشهدوا أنهم سمعوه يقول: ألستم تعلمون أني أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فإنّ هذا مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فخرجت وفي نفسي من ريبة شيء، فلقيت زيد بن أرقم، فذكرت له ذلك فقال: قد سمعناه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول له ذلك قال أبو نعيم: قلت لفطر - يعني الذي روى عنه الحديث -: كم بين القول وموته؟ قال: مائة يوم. خرّجه أبو حاتم وقال: يريد موت علي بن أبي طالب. وخرجه أحمد »(١) .

وقال العلامة البدخشاني: « وفي رواية أخرى عند ابن حبان والحاكم والحافظ أبي بشر إسماعيل بن عبدالله الاصبهاني المشهور بسمويه، عن ابن عباس عن بريدة بلفظ: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

قالالذهبي: « وفيها العلّامة أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان ابن معاذ، التميمي البستي الحافظ، صاحب التصانيف وكان من أوعية العلم في الحديث والفقه واللغة والوعظ وغير ذلك »(٣) .

____________________

(١). الرياض النضرة ٢ / ٢٢٣.

(٢). مفتاح النجا - مخطوط.

(٣). العبر حوادث سنة ٣٥٤ وتوجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٢٠ وطبقات السبكي ٣ / ١٣١ والوافي بالوفيات ٢ / ٣١٧ وتاريخ ابن كثير ١١ / ٢٩٥ والنجوم الزاهرة ٣ / ٣٤٢ وشذرات الذهب ٣ / ١٦

١٠٥

(٥٩)

رواية الطبراني

قال المتقي: « من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، وأعن من أعانه. طب عن عمرو مرّة وزيد بن أرقم معاً »(١) .

وقال المتقي: « اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأعن أعانه. طب عن حبشي بن جنادة »(٢) .

وقال: « عن عميرة بن سعد قال: شهدت عليّاً على المنبر ناشد أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول ما قال فيشهد. فقام اثنا عشر رجلاً منهم: أبو هريرة وأبو هريرة وابو سعيد وأنس بن مالك، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. طس »(٣) .

ورواه الطبراني في ( المعجم الصغير ) أيضاً حيث قال:

« حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عبدالله بن كيسان الثقفي المديني الإِصبهاني سنة ٢٩٠، حدثنا إسماعيل بن عمرو، حدثنا مسعر عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد قال: شهدت عليّاًرضي‌الله‌عنه على المنبر يناشد أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم

____________________

(١). كنز العمال ١١ / ٦١٠ و « طب » رمز للطبراني في المعجم الكبير.

(٢). كنز العمال ١١ / ٦٠٩.

(٣). المصدر ١٣ / ١٥٧ و « طس » رمز للطبراني في المعجم الأوسط.

١٠٦

يقول ما قال فليشهد. فقام اثنا عشر رجلاً منهم أبو هريرة وأبو سعيد وأنس بن مالك، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: [ اللهم ] من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. لم يروه عن مسعر إلّا إسماعيل »(١) .

وقال: « حدثنا أحمد بن إسماعيل بن يوسف العابد الإِصبهاني، حدّث أحمد ابن الفرات الرازي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بريدة بن الحصيب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه. لم يروه عن سفيان بن عيينة إلّا عبد الرزّاق، تفرّد به أحمد بن الفرات »(٢) .

وذكر الحافظ ابن كثير روايته لحديث الغدير في مواضع من تاريخه(٣) .

ورواه الطبراني في ( المعجم الكبير ) بألفاظ وأسانيد عديدة، نذكر هنا بعضها:

« حدثنا عبدالله بن محمد بن العباس الإِصبهاني، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، ثنا عبد الرحمن بن مصعب، ثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عن زيد ابن أرقم: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت وليّه فعلي وليّه »(٤) .

« حدثنا محمد بن عثمان المازني، حدثنا كثير بن يحيى، ثنا أبو عوانة وسعيد ابن عبد الكريم بن سليط الحنفي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عمرو ابن واثلة عن زيد بن أرقم قال: لمـّا رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع، ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمّت ثم قام فقال: كأنّي قد دعيت فأجبت، إنّي تارك فيكم ثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل

____________________

(١). المعجم الصغير ١ / ٦٤ - ٦٥.

(٢). المعجم الصغير ١ / ٧١.

(٣). أنظر منها: ٧ / ٣٤٨، و٥ / ٢١٠.

(٤). المعجم الكبير ٥ / ١٨٥

١٠٧

بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض، ثم قال: إن الله مولاي وأنا مولى كلّ مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقلت لزيد: أنت سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلاّ قد رآه بعينيه وسمعه بأذنيه »(١) .

« حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي، ثنا جعفر بن حميد، وحدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا النضر بن سعيد أبو صهيب، قالا: ثنا عبدالله بن بكير عن حكيم بن جبير عن أبي الطّفيل عن زيد بن أرقم قال: نزل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الجحفة، ثم أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني لا أجد لنبي إلّا نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب ثم أخذ بيد عليرضي‌الله‌عنه فقال: من كنت أولى به من نفسه فعلي وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(٢) .

« حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي، ثنا إسماعيل بن موسى السدي، ثنا علي بن عابس عن الحسن بن عبيدالله عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(٣) .

« حدثنا إبراهيم بن نائلة الإِصبهاني، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي عبدالله الشيباني، قال: كنت جالسا في مجلس بني الأرقم، فأقبل رجل من مراد يسير على دابّته، حتى وقف على المجلس فسلّم فقال: أفي القوم زيد؟ قالوا: نعم هذا زيد، فقال: أنشدك بالله الذي لا إله إلّا هو يا زيد أسمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعلي: من كنت

____________________

(١). المصدر نفسه ٥ / ١٨٥ - ١٨٦.

(٢). المعجم الكبير ٥ / ١٨٦ - ١٨٧.

(٣) المصدر نفسه ٥ / ١٩١

١٠٨

مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: نعم. فانصرف الرجل »(١) .

ترجمته

قالاليافعي: « وفيها الحافظ مسند العصر: أبو القاسم سليمان بن أحمد ابن أيوب اللخمي الطبراني، في ذي القعدة بإصبهان، وله مائة سنة وعشرة أشهر، كان ثقة صدوقاً، واسع الحفظ، بصيراً بالعلل والرجال والأبواب، كثير التصانيف »(٢) .

(٦٠)

رواية القطيعي

قال الحاكم: « أخبرنا أبوبكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد من أصل كتابه، ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يحيى بن حمّاد، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو بلج، ثنا عمرو بن ميمون، قال: اني لجالس عند ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عباس إمّا أنْ تقوم معنا وإمّا أن تخلو بنا من بين هؤلاء. فقال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم. قال - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال: فانتدوا [ فابتدءوا ] فتحدّثوا فلا ندري ما قالوا. قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف، وقعوا في رجل له بضع عشر فضائل ليست لأحد غيره. وقعوا في رجل قال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لأبعثّن رجلاً لا يخزيه الله أبداً

____________________

(١). المصدر نفسه ٥ / ٢١٩ - ٢٢٠.

(٢). مرآة الجنان حوادث ٣٦٠ وتوجد ترجمته أيضاً في: وفيات الأعيان ١ / ٢١٥ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٩١٢ وتاريخ ابن كثير ١١ / ٢٧٠ والمنتظم ٧ / ٥٤ وتاريخ إصبهان ٢ / ٣٣٥ والنجوم الزاهرة ٤ / ٥٩ وطبقات الحنابلة ٢ / ٤٩ وطبقات المفسرين ١ / ١٩٨

١٠٩

يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، فاستشرف لها مستشرف، فقال: أين علي؟ فقالوا: إنّه في الرحى يطحن، قال: وما كان أحد ليطحن!! قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر قال: فنفث في عينه، ثم هزّ الرّاية ثلاثاً فأعطاها إيّاه، فجاء علي بصفيّة بنت حي.

قال ابن عباس: ثم بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلاناً بسورة التوبة، فبعث عليّاً خلفه فأخذها منه، وقال: لا يذهب بها إلّا رجل هو مني وأنا منه.

فقال ابن عباس: وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لبني عمّه أيّكم يواليني في الدّنيا والآخرة - قال وعلي جالس معهم - فقال رسول الله - وأقبل على رجل رجل منهم فقال -: أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا. فقال: لعلي: أنت وليّي في الدنيا والآخرة.

قال ابن عباس: وكان علي أوّل من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنها.

قال: وأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً.

قال ابن عباس: وشرى علي نفسه فلبس ثوب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم نام مكانه.

قال ابن عباس: وكان من المشركون يرومون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجاء أبوبكر وعلي نائم قال وأبوبكر يحسب أنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: فقال: يا نبي الله فقال له علي: إن نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد انطلق نحو بير ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل عليرضي‌الله‌عنه يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يتضوّر، وقد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه

١١٠

فقالوا: إنك للئيم وكان صاحبك لا يتضوّر ونحن نرميه وأنت تتضور، وقد استنكرنا ذلك.

فقال ابن عباس: وخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غزوة تبوك وخرج الناس معه. قال فقال له علي: أخرج معك؟ قال فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا، فبكى علي. فقال له: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه ليس بعدي نبي، إنّه لا ينبغي أنْ أذهب إلّا وأنت خليفتي.

قال ابن عباس: وقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي ومؤمنة.

قال ابن عباس: وسدَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره.

قال ابن عباس: وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فان مولاه علي

قال ابن عباس: وقد أخبرنا الله عزّ وجلّ في القرآن أنّه رضي عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم، فهل أخبرنا أنه سخط عليهم بعد ذلك؟!

قال ابن عباس: وقال نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعمر حين قال: ائذن لي فأضرب عنقه قال: وكنت فاعلاً! وما يدريك لعلّ الله قد اطّلع على أهل بدر فقال: إعملوا ما شئتم.

هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة »(١) .

ترجمته

١ - السمعاني: « المحدث المشهور، أبوبكر أحمد بن جعفر بن حمدان

وكان مكثراً. يروي عنه: أبو عبدالله الحافظ ابن البيّع، وأبو نعيم الحافظ

____________________

(١). المستدرك ٣ / ١٣٣.

١١١

الإِصبهاني، في جماعة كثيرة، وآخرهم أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، ومات في ذي الحجة سنة ٣٦٨ »(١) .

٢ - الذهبي: « مسند العراق وكان شيخاً صالحاً »(٢) .

(٦١)

رواية ابن بطة

في ( بحار الأنوار ) نقلاً عن المناقب لابن شهرآشوب: « فضائل أحمد، وأحاديث أبي بكر بن مالك، وإبانة ابن بطة، وكشف الثعلبي - عن البراء قال: لمـّا أقبلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع، كنا بغدير خم فنادى أن الصلاة جامعة، وكسح للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحت شجرتين، فأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: أولست أولى من كلّ مؤمن بنفسه؟ قالوا: بلى. قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر بن الخطاب فقال له: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة»(٣) .

ترجمته

السمعاني: « أبو عبدالله عبيدالله بن محمد كان إماماً فاضلاً عالماً بالحديث وفقهه، أكثر من الحديث، وسمع جماعةً من أهل العراق، وكان من فقهاء لحنابلة، صنّف التصانيف الحسنة المفيدة »(٤) .

____________________

(١). الأنساب - القطيعي.

(٢). العبر - حوادث: ٣٦٨.

(٣). بحار الأنوار للعلامة المجلسي، والخبر في المناقب ٣ / ٢٥.

(٤). الأنساب - البّطي.

١١٢

(٦٢)

رواية الدار قطني

لقد جاء في كتاب ( العلل ) ما هذا نصّه:

« وسئل عن حديث عميرة بن سعد عن علي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

فقال: هو حديث يرويه طلحة بن مصرف وزبيد الأيامي عن عميرة بن سعد، فرواه محمد بن طلحة بن مصرف وهاني بن أيّوب عن طلحة عن عميرة بن سعد. وكذلك قال ابن الأجلح عن أبيه عن طلحة. وقال أبوبكر بن عيّاش عن الأجلح عن طلحة عن عميرة بن مهاجر. وقال زبيد الأيامي عن عميرة بن فلان والصواب عميرة بن سعد. وروى هذا الحديث: الزبير بن عدي عن عمير بن سعيد عن علي ولعلّه أراد عميرة بن سعد أو غيره » ٢ /. ١٩

« وسئل عن حديث سعيد بن وهب عن علي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

فقال: حدّث به الأعمش وشعبة وإسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن علي. واختلف عن الأعمش فقال عبد الواحد بن زياد: عنه عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع. وقال عبد الرزاق: عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وعبد خير. وقال فضيل بن مرزوق: عن أبي إسحاق عن سعيد وعمر وذي مر. وقال يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق: عن أبي إسحاق عن سعيد ابن وهب وزيد بن يثيع وعمر وذي مر. وقال فطر: عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وعمرو ذي مر وزيد بن يثيع، كقول يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق. وقال شريك: عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع. وقال عمران

١١٣

ابن أبان: عن شريك عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع وحده. وقال إسحاق بن محمد العزرمي: عن شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وزيد بن وهب. وهم، وإنما أراد: زيد بن يثيع. وقال عمرو بن ثابت: عن أبي إسحاق عن سعيد ابن وهب زيد بن يثيع وهبيرة بن بريم وحبة العرني. وقال الجراح بن الضحاك: عن أبي إسحاق عن عبد خير وعمرو ذي مر وحبة العرني. وقال الأجلح: عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر وحده. وقال أبان بن تغلب: عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر، وآخر لم يسمّه. وقال خالد بن عامر بن عداس: عن فطر عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عن علي، ولم يتابع على الحارث.

وأشبهها بالصواب قول الأعمش وشعبة وإسرائيل واسحاق بن أبي إسحاق ومن تابعهم. والله اعلم » ٣ / ٢٢٤ - ٢٢٦.

قال المتقي: « عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: خطب علي فقال: أنشد الله امرءاً نشدة الإسلام سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم أخذ بيدي يقول: ألست أولى بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، إلّا قام فشهد. فقام بضعة عشر رجلاً فشهدوا، وكتم قوم فما فنوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا. قط في الأفراد »(١) .

ترجمته

الذهبي: « الدار قطني: أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البغدادي، الحافظ المشهور، صاحب التّصانيف، في ذي القعدة وله ثمانون سنة، روى عن البغوي وطبقته. ذكره الحاكم فقال: صار أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماماً في القرّاء والنحاة، صادفته فوق ما وصف لي، وله مصنفات يطول ذكرها.

____________________

(١). كنز العمال ١٣ / ١٣١.

١١٤

وقال الخطيب: كان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعلل، وأسماء الرجال، مع الصّدق وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم سوى علم الحديث منها القراءات وقال القاضي أبو الطّيب الطبري: الدار قطني أمير المؤمنين في الحديث»(١) .

(٦٣)

رواية المخلّص الذهبي

قال الحافظ محب الدين الطبري بعد رواية رباح والبراء « وعن زيد بن أرقم مثله. خرّجهما [ خرّجه ] أحمد في مسنده. وخرج الأول ابن السّمان، و خرج أحمد في كتاب المناقب معناه عن عمر وزاد بعد قوله وعاد من عاداه وانصر من نصره: و أحب من أحبّه. قال شعبة أوقال: أبغض من أبغضه. و خرّج ابن السّمان عن عمر منه: من كنت مولاه فعلي مولاه. وخرّجه المخلّص الذهبي عن حبشي بن جنادة وقال بعد وانصر من نصره، وأعن من أعانه. ولم يذكر ما بعده »(٢) .

ترجمته

١ - السمعاني: « المخلّص اشتهر به: أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن. من أهل بغداد، وكان ثقة صدوقاً صالحاً مكثراً من الحديث »(٣) .

____________________

(١). العبر - حوادث: ٣٨٥، ومن مصادر ترجمة الدارقطني: تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤. تاريخ ابن كثير ١١ / ٣١٧ تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٩١ طبقات القراء ١ / ٥٥٨ المنتظم ٧ / ١٨٣ النجوم الزاهرة ٤ / ١٧١ طبقات السبكي ٣ / ٤٦٢ شذرات الذهب ٣ / ١١٦ وفيات الأعيان ١ / ٣٣١.

(٢). الرياض النضرة ٢ / ٢٢٣.

(٣). الأنساب - المخلّص.

١١٥

٢ - الذهبي: « مسند وقته، سمع أبا القاسم البغوي وطبقته. وكان ثقة. توفي في رمضان وله ثمان وثمانون »(١) .

(٦٤)

رواية الحاكم

رواه بأسانيده الصحيحة عن جماعة من الأصحاب، فرواه بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة الأسلمي وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه(٢) .

وبإسناده عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله. ( قال ): شاهده: حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضاً صحيح على شرطهما. ثم ذكر حديث سلمة بن كهيل الذي سبق في ذكر رواية دعلج(٣) .

وباسناد آخر عن حبيب عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم. وقال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه(٤) .

وقال الحاكم: « أخبرني الوليد وأبوبكر بن قريش، ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبدة، ثنا الحسن بن الحسين، ثنا رفاعة بن أياس الضّبي عن أبيه عن جدّه قال: كنّا مع علي يوم الجمل، فبعث إلى طلحة بن عبيدالله أن ألقني، فأتاه طلحة، فقال: نشدتك الله هل سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول:

____________________

(١). العبر - حوادث: ٣٩٣.

(٢). المستدرك ٣ / ١١٠.

(٣). المصدر نفسه ٣ / ١٠٩.

(٤). المستدرك ٣ / ١٠٩.

١١٦

من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: نعم قال فلم تقاتلني؟ قال: لم أذكر، قال: فانصرف طلحة »(١) .

ترجمته

قالاليافعي: « وفيها - الإِمام الكبير الحافظ الشهير أبو عبدالله محمد بن عبدالله، المعروف بالحاكم ابن البيّع النيسابوري، إمام أهل الحديث في وقته، كتب عن نحو ألفي شيخ، وبرع في معرفة الحديث وفنونه، وصنّف التصانيف »(٢) .

(٦٥)

رواية الخركوشي

قال الحافظ ابن شهر آشوب في كتاب ( المناقب ) في ذكر حديث الغدير كما في ( بحار الأنوار ): « الخركوشي في شرف المصطفى عن البراء بن عازب في خبر: فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة »(٣) .

____________________

(١). المصدر نفسه ٣ / ٣٧١.

(٢). مرآة الجنان - حوادث ٤٠٥، وتوجد ترجمته في: تاريخ بغداد ٥ / ٤٧٣ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٣٩ وتاريخ ابن كثير ٧ / ٢٧٤ ووفيات الأعيان ١ / ٤٨٤ وغيرها.

(٣). بحار الأنوار، والخبر في المناقب ٣ / ٣٥.

١١٧

ترجمته

قالالذهبي: « عبد الملك بن أبي عثمان أبو سعد النيسابوري، الواعظ القدوة المعروف بالخركوشي، صنّف كتاب الزهد وكتاب دلائل النبوة وغير ذلك، قال الحاكم: لم أر أجمع منه علماً وزهداً وتواضعا وإرشاداً إلى الله، زاده الله توفيقاً وأسعدنا بأيّامه »(١) .

(٦٦)

رواية أبي بكر الشيرازي

رواه في كتاب ( الألقاب ) كما سيأتي في قسم دلالة حديث الغدير.

(٦٧)

رواية ابن مردويه

قال الميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني: « أخرج ابن مردويه عن ابن عباس مرفوعاً: اللهمَّ من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، واخذل من خذله وأبغض من أبغضه »(٢) .

____________________

(١). العبر حوادث ٤٠٧.

(٢). مفتاح النجا - مخطوط.

١١٨

ترجمته

قالالسيوطي: « ابن مردويه الحافظ الكبير العلّامة أبوبكر أحمد بن موسى ابن مردويه الاصبهاني، صاحب التفسير والتاريخ والمستخرج على البخاري، سمع أبا سهل بن زياد القطان وخلقاً. وكان قيّماً [ فهماً ] بهذا الشأن، بصيراً بالرجال، طويل الباع، مليح التصانيف، ولد سنة ٣٢٣، ومات لست بقين من رمضان سنة ٤١٠ »(١) .

(٦٨)

رواية مسكويه

رواه في كتابه ( نديم الفريد ) الذي ذكره الكاتب الجلبي(٢) .

إذ جاء فيه ما كتبه المأمون بجواب بني هاشم « فلم يقم مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحد من المهاجرين كقيام علي بن أبي طالب، فإنه آزره ووقاه بنفسه ونام في مضجعه، ثم لم يزل بعد متمسّكاً بأطراف الثغور، ينازل الأبطال ولا ينكل عن قرن، ولا يولّي عن جيش، منيع القلب، يؤمر على الجميع ولا يؤمر عليه أحد، أشد الناس وطأة على المشركين، وأعظمهم جهاداً في الله، وأفقههم في دين الله، وأقرأهم لكتاب الله وأعرفهم بالحلال والحرام، وهو صاحب الولاية في حديث غدير خم، وصاحب قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ».

____________________

(١). طبقات الحفاظ ٤١٢ وتوجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٥٠ والنجوم الزاهرة ٤ / ٢٥٤ وتاريخ إصبهان ١ / ١٦٨ وطبقات الداودي ١ / ٩٣ وشذرات الذهب ٣ / ١٩٠

(٢). كشف الظنون ٢ / ١٩٣٧.

١١٩

ترجمته

وقد ترجم لابي علي أحمد بن محمد بن يعقوب الملقب بمسكويه، المتوفى سنة ٤٢١، أثنى عليه جماعة من الأعلام، منهم:

١ - أبو حيان التوحيدي في الإمتاع ١ / ٣٥.

٢ - ياقوت الحموي في معجم الأدباء ٥ /٥ - ١٩.

٣ - ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات ٢ / ٢٦٩.

(٦٩)

رواية الثعلبي

رواه في تفسيره حيث قال: « أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري أنا أبوبكر محمد بن عبدالله بن محمد، حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبدالله الكجي، نا حجاج بن منهال، نا حماد عن علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء، قال: لمـّا نزلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع كنّا بغدير خم، فنادى أن الصلاة جامعة، وكسح للنبي تحت شجرتين، فأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة »(١) .

____________________

(١). الكشف والبيان في تفسير القرآن - مخطوط.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424