نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 424

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 267435 / تحميل: 6874
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

فَوَقَّعَعليه‌السلام بِخَطِّهِ فِي كِتَابِي(١) : « تَنْزَحُ مِنْهَا دِلَاءً(٢) ».(٣)

٣٨٢٣ / ٢. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ(٤) :

« مَاءُ الْبِئْرِ وَاسِعٌ لَايُفْسِدُهُ شَيْ‌ءٌ ، إِلَّا أَنْ يَتَغَيَّرَ(٥) ».(٦)

٣٨٢٤ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الْفَأْرَةِ وَالسِّنَّوْرِ وَالدَّجَاجَةِ وَالطَّيْرِ وَالْكَلْبِ(٧) ، قَالَ : « مَا لَمْ‌

__________________

= تلك الأشياء فيها حتّى يصلح للوضوء ويباح به بلا كراهة ، كما يدلّ عليه قوله : حتّى يحلّ الوضوء منها ، وذلك لما عرفت أنّ الماء الذي يرفع به الحدث لابدّ له من مزيد اختصاص سوى ما يعتبر في الطهارة من الخبث وأكثر هذه الأبواب مبنيّ على هذه القاعدة التي غفل عنها الأكثرون حتّى زعم جماعة أنّ نزح مياه الآبار إنّما هو لتطهيرها من نجاسة الأخباث وإن لم يتغيّر بها ، وقد عرفت أنّها لاتنجس إلّا إذا تغيّرت كسائر المياه ». وللمزيد راجع :مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٢٢ - ٢٥.(١). في « جس »والتهذيب : « في كتابي بخطّه ».

(٢). في « ى ، غ ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جن »والوافي : « ينزح دلاء منها ». وفي « جح » : « ينزح منها دلاء ». وفي‌حاشية « ى » : « ينزع » بدل « تنزح ».

(٣). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٤٤ ، ح ٧٠٥ ، بسنده عن الكليني.الاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٤ ، ح ١٢٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ٦ ، ص ٥٥ ، ح ٣٧٤٤ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٧٦ ، ذيل ح ٤٤٢.

(٤). الضمير المستتر في « قال » راجع إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، والمراد من « بهذا الإسناد » السند المتقدّم عليه. ويؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الشيخ الطوسي فيالتهذيب ، ج ١ ، ص ٢٣٤ ، ح ٦٧٦ - مع زيادة - بسنده عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، قال : كتبت إلى رجل أسأله أن يسأل أبا الحسن الرضاعليه‌السلام فقال.

(٥). هكذا في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جس ، جن »والتهذيب ، ص ٤٠٩. وفي « غ ، بف ، جح » والمطبوع : + « به ».

(٦). التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٠٩ ، ح ١٢٨٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ؛فيه ، ص ٢٣٤ ، ح ٦٧٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ؛الاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٣ ، ح ٨٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ٦ ، ص ٣٩ ، ح ٣٧٠٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٤٠ ، ح ٣٤٥ ؛ وص ١٧٠ ، ح ٤٢٢.

(٧). قال فيالحبل المتين ، ص ٤٠٠ : « ما تضمّنه الحديث الثاني - وهو الثالث هاهنا - من مساواة الكلب للفأرةوالسنّور والدجاجة فالمشهور خلافه ، وربّما حمل على خروجه حيّاً. وفيه ما فيه ؛ فإنّ التفصيل في الجواب يأباه ، كما لا يخفى ، والأحاديث في مقدار النزح لهذه الأشياء مختلفة جدّاً وسيّما السنّور » ثمّ عدّ المذاهب فيه وقال : « ولكلّ من هذه المذاهب رواية ».

٢١

يَتَفَسَّخْ(١) أَوْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُ الْمَاءِ ، فَيَكْفِيكَ خَمْسُ(٢) دِلَاءٍ ، فَإِنْ تَغَيَّرَ الْمَاءُ ، فَخُذْ مِنْهُ حَتّى يَذْهَبَ الرِّيحُ(٣) ».(٤)

٣٨٢٥/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ(٥) عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يُفْسِدُ الْمَاءَ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ نَفْسٌ(٦) سَائِلَةٌ ».(٧)

٣٨٢٦/ ٥. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام (٨) فِي السَّامِّ أَبْرَصَ(٩) يَقَعُ فِي الْبِئْرِ(١٠) ، قَالَ : « لَيْسَ بِشَيْ‌ءٍ ،

__________________

(١). في « بف ، جس » : « لم ينفسخ ».

(٢). في حاشية « بخ » : « سبع ».

(٣). في « بح ، جح »والوافي والوسائل : « تذهب الريح ». وقال فيالحبل المتين ، ص ٤٠٠ : « ولا يخفى أنّ سوق الحديث يقتضى اعتبار التلازم في هذه الأشياء بين تغيّر الطعم والريح ، وإلّا فالظاهر : فخذ منه حتّى يذهب الطعم ».

(٤). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٣٣ ، ح ٦٧٥ ، بسنده عن الكليني.وفيه ، ص ٢٣٧ ، ح ٦٨٤ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٧ ، ح ١٠٢ ، بسندهما عن ابن أبي عمير ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٨٤ ، ح ٣٨١٠ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٨٤ ، ذيل ح ٤٦٣.(٥). في « جس » : + « عن أبيهعليهما‌السلام ».

(٦). في « جح ، جن » وحاشية « بخ » والوسائلوالتهذيب والأمالي : « كانت » بدل « كان ». و « النَفْس » : الدم ، وإنّما سمّي الدم نفساً ؛ لأنّ النفس التي هي اسم لجملة الحيوان قوامها الدم فتخرج بخروجه. راجع :المغرب ، ص ٤٦١ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٤ ( نفس ).

(٧). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٣١ ، ح ٦٦٨ ، بسنده عن الكليني.وفيه ، ح ٦٦٩ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٦ ، ح ٦٨ ، بسند آخر.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٩١ ، وتمام الرواية فيه : « لاينجّس الماء إلّاذو نفس سائلة أو حيوان له دم ».الفقيه ، ج ١ ، ص ٦ ، ذيل ح ٣ ، مع اختلاف يسير. راجع :الأمالي للصدوق ، ص ٦٤٥ ، المجلس ٩٣ ؛والتهذيب ، ج ١ ، ص ٢٢٩ و ٢٧٨ ؛ والمقنعة ، ص ٦٣ ، ٦٥ و ٧٢الوافي ، ج ٦ ، ص ٨٧ ، ح ٣٨٢٢ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٤٢ ، ح ٦٢٦ ؛ وج ٣ ، ص ٤٦٤ ، ح ٤١٨٧.(٨). في حاشية « بح » : « أبي عبداللهعليه‌السلام ».

(٩). « سامّ أبرص » : من كبار الوزغ ، وهو معرفة إلّا أنّه تعريف جنس ، وهما اسمان جعلا واحداً ، إن شئت أعربت الأوّل وأضفته إلى الثاني ، وإن شئت بنيت الأوّل على الفتح وأعربت الثاني بإعراب مالاينصرف. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٢٩ ؛المصباح المنير ، ص ٤٤ ( برص ).

(١٠). في التهذيب : « في الماء » بدل « يقع في البئر ».

٢٢

حَرِّكِ الْمَاءَ بِالدَّلْوِ(١) ».(٢)

٣٨٢٧/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَمَّا يَقَعُ فِي الْآبَارِ؟

فَقَالَ : « أَمَّا الْفَأْرَةُ وَأَشْبَاهُهَا ، فَيُنْزَحُ(٣) مِنْهَا سَبْعُ دِلَاءٍ ، إِلاَّ أَنْ يَتَغَيَّرَ الْمَاءُ فَيُنْزَحُ(٤) حَتّى يَطِيبَ(٥) ، فَإِنْ سَقَطَ فِيهَا كَلْبٌ ، فَقَدَرْتَ أَنْ تَنْزَحَ مَاءَهَا فَافْعَلْ ؛ وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ وَقَعَ(٦) فِي الْبِئْرِ لَيْسَ لَهُ دَمٌ مِثْلُ الْعَقْرَبِ وَالْخَنَافِسِ(٧) وَأَشْبَاهِ ذلِك ، فَلَا بَأْسَ ».(٨)

٣٨٢٨/ ٧. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

__________________

(١). في الاستبصار : + « في البئر ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : حرّك الماء بالدلو ، يحتمل أن يكون المراد معناه الحقيقي لانتشار سمّه في الماء ، أو يكون كناية عن النزح ، وحمله الشيخ فيالتهذيب على عدم التفسّخ ، وقال : مع التفسّخ فيه سبع دلاء ». وراجع :التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٤٥ ، ذيل الحديث ٧٠٨.

(٢). الفقيه ، ج ١ ، ص ٢١ ، ح ٣١ ؛والتهذيب ، ج ١ ، ص ٢٤٥ ، ح ٧٠٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤١ ، ح ١١٥ ، معلّقاً عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٨٦ ، ح ٣٨٢٠ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٨٩ ، ذيل ح ٤٨٣.

(٣). في « ى ، بس ، جح ، جن » : « فتنزح ». وفي حاشية « بث » : « فينزع ». وفي حاشية « ى » : «فنزع».

(٤). في « ى ، بث ، بح ، بس » : « فتنزح ».

(٥). في «غ» : «يطيّب». وفي « جن » : « تطيب ».

(٦). في « ى » : « يقع ». وفي « جس »والاستبصار : « يسقط ». وفي التهذيب : « سقط ».

(٧). « الخَنافِسُ » : جمع الخُنْفساء وضمّ الفاء أكثر من فتحها ، وهي دُوَيبّة سوداء أصغر من الجُعَل منتنة الريح. وقيل : هي دويّبة سوداء تكون في اُصول الحيطان. راجع :المغرب ، ص ١٤٩ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٧٤ ( خنفس).

(٨). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ، ح ٦٦٦ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٦ ، ح ٦٨ ، بسند آخر عن الحسين بن سعيد ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.وفيه ، ح ٦٦ ؛والتهذيب ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ، ح ٦٦٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٩٣ ، ضمن الحديث ، وفي الأربعة الأخيرة من قوله : « كلّ شي‌ء وقع في البئر »الوافي ، ج ٦ ، ص ٨٤ ، ح ٣٨١٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٨٥ ، ح ٤٦٧.

٢٣

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا سَقَطَ فِي الْبِئْرِ شَيْ‌ءٌ صَغِيرٌ فَمَاتَ فِيهَا ، فَانْزَحْ مِنْهَا(١) دِلَاءً(٢) ؛ وَإِنْ(٣) وَقَعَ فِيهَا جُنُبٌ(٤) ، فَانْزَحْ مِنْهَا سَبْعَ دِلَاءٍ ؛ فَإِنْ(٥) مَاتَ فِيهَا بَعِيرٌ ، أَوْ صُبَّ فِيهَا خَمْرٌ ، فَلْيُنْزَحْ(٦) ».(٧)

٣٨٢٩/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ ذَبَحَ شَاةً ، فَاضْطَرَبَتْ فَوَقَعَتْ(٨) فِي بِئْرِ مَاءٍ وَأَوْدَاجُهَا(٩) تَشْخُبُ(١٠) دَماً ، هَلْ يُتَوَضَّأُ مِنْ تِلْكَ الْبِئْرِ؟

قَالَ : « يُنْزَحُ مِنْهَا مَا بَيْنَ الثَّلَاثِينَ إِلَى الْأَرْبَعِينَ دَلْواً ، ثُمَّ يُتَوَضَّأُ(١١) مِنْهَا ، وَلَا‌

__________________

(١). في « جن » : « منه ».

(٢). في التهذيب : + « دلاء ».

(٣). في « ى »والوافي والتهذيب : « فإن ».

(٤). في « جس » : « خبث ».

(٥). في « جس » وحاشية « ت » والوسائلوالاستبصار : « وإن ».

(٦). في « غ ، ى ، جن » والوسائل : « فلتنزح ». وفي المرآة : « فينزح ». وفي التهذيبوالاستبصار : + « الماء كلّه ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : فينزح ، ظاهره جميع الماء وإن احتمل أن يكون المراد مطلق النزح ، لكن رواه الشيخ عن محمّد بن يعقوب وزاد فيه : فينزح الماء كلّه ».

(٧). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٤٠ ، ح ٦٩٤ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٤ ، ح ٩٢ ، بسندهما عن الكليني.وفيه ، ح ٩٣ ؛والتهذيب ، ج ١ ، ص ٢٤١ ، ح ٦٩٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٩٤ ، وتمام الرواية فيه : « إن مات فيها بعير أو صبّ فيها خمر فانزح منهما الماء كلّه ». وراجع :الفقيه ، ج ١ ، ص ١٦ ، ذيل ح ٢٢الوافي ، ج ٦ ، ص ٨٥ ، ح ٣٨١٥ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٨٠ ، ح ٤٤٩.

(٨). هكذا في جميع النسخوالوافي وتحف العقول والتهذيب ، ص ٤٠٩وقرب الإسناد . وفي المطبوع : «ووقعت».

(٩). « الأوْداجُ » : هي ما أحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح ، واحدها : وَدَج بالتحريك وكسر الدال لغة.

وقيل : الوَدَجان : عرقان غليظان يكتفنان الحلقوم وهو مجرى النفس ، فقولهعليه‌السلام : « وأوداجها » يمكن حمله على الحقيقة على الأوّل ، وعلى المجاز على الثاني بأن يراد بصيغة الجمع الاثنان على المشهور في المجازيّة. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ١٦٥ ؛مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٣٣٤ ( ودج ).

(١٠). « الشَخْب » : السيلان ، يقال : شَخَب يَشْخُب يَشْخَبُ شَخْباً وشخوباً ، وشخبتُه أنا. و « دماً » على الأوّل نصب بالتمييز وعلى الثاني بالمفعوليّة ، والأوّل هو المشهور. وأصل الشخب ما يخرج من تحت يد الحالب عند كلّ غمزة وعصرة لضرع الشاة. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٥٠ ؛المغرب ، ص ٢٤٥ ( شخب ).

(١١). في « جح » : « ليتوضّأ » بدل « يتوضّأ ».

٢٤

بَأْسَ(١) بِهِ ».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ ذَبَحَ دَجَاجَةً ، أَوْ حَمَامَةً ، فَوَقَعَتْ فِي بِئْرٍ ، هَلْ يَصْلُحُ أَنْ يُتَوَضَّأَ مِنْهَا؟

قَالَ : « يُنْزَحُ(٢) مِنْهَا دِلَاءٌ يَسِيرَةٌ ، ثُمَّ يُتَوَضَّأُ مِنْهَا ».

وَسَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ يَسْتَقِي مِنْ بِئْرٍ ، فَيَرْعُفُ(٣) فِيهَا هَلْ يُتَوَضَّأُ مِنْهَا؟

قَالَ : « يُنْزَحُ مِنْهَا دِلَاءٌ يَسِيرَةٌ(٤) ».(٥)

٣٨٣٠/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ : بِئْرٌ يُخْرَجُ(٦) فِي مَائِهَا قِطَعُ جُلُودٍ؟

قَالَ : « لَيْسَ بِشَيْ‌ءٍ ؛ إِنَّ الْوَزَغَ رُبَّمَا طَرَحَ جِلْدَهُ » وَقَالَ : « يَكْفِيكَ دَلْوٌ مِنْ مَاءٍ(٧) ».(٨)

__________________

(١). في « بس » : « فلا بأس ».

(٢). في « جن » : « تنزح ».

(٣). في « جس »والوافي والتهذيب والاستبصار وقرب الإسناد : « فرعف ». ورعف يرعف من بابي قتل ونفع ، والضمّ لغة : خرج الدم من أنفه ، ويقال : رعف أنفُه ، إذا سال رُعافه. والرُعاف : خروج الدم من الأنف ، وقيل : هو الدم نفسه. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٦٥ ؛المغرب ، ص ١٩١ ؛المصباح المنير ، ص ٢٣٠ ( رعف ).

(٤). فيمرآة العقول : « اختلف الأصحاب في حكم الدم ، فالمفيدرحمه‌الله ذهب إلى أنّ للقليل خمس دلاء ، وللكثير عشر دلاء » ثمّ ذكر أقوالاً اخر وقال : « ولعلّ الأظهر حمل ما زاد على أقلّ ما ورد في الأخبار على الاستحباب إن لم نحمل الجميع عليه ».

(٥). التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٠٩ ، ح ١٢٨٨ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيى ؛الاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٤ ، ح ١٢٣ ، بسنده عن محمّد بن أحمد بن يحيى الأشعري ، عن العمركيّ.قرب الإسناد ، ص ١٧٩ ، ح ٦٦١ ، ٦٦٢ و ٦٦٣ ، بسند آخر عن عليّ بن جعفر ؛الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٠ ، ج ٢٩ ، بسند آخر عن عليّ بن جعفر ، إلى قوله : « الأربعين دلواً ثمّ يتوضّأ منها » ؛التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ، ذيل ح ٧٠٩ ، بسند آخر عن عليّ بن جعفر ، من قوله : « وسألته عن رجل يستقي من بئر » وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٨٣ ، ح ٣٨٠٩ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٩٣ ، ذيل ح ٤٩٧.(٦). في « غ » : « تُخرَج ».

(٧). في الوافي : « واحد » بدل « من ماء ».

(٨). الفقيه ، ج ١ ، ص ٢١ ، ح ٣٠ ؛والتهذيب ، ج ١ ، ص ٤١٩ ، ح ١٣٢٥ ، معلّقاً عن يعقوب بن عثيم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٨٦ ، ح ٣٨١٨ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٨٩ ، ح ٤٨٤.

٢٥

٣٨٣١/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْحَبْلِ يَكُونُ مِنْ شَعْرِ الْخِنْزِيرِ يُسْتَقى(١) بِهِ الْمَاءُ(٢) مِنَ الْبِئْرِ ، هَلْ يُتَوَضَّأُ(٣) مِنْ ذلِكَ الْمَاءِ؟ قَالَ : « لَا بَأْسَ(٤) ».(٥)

٣٨٣٢/ ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْعَذِرَةِ تَقَعُ فِي الْبِئْرِ؟

قَالَ(٦) : « يُنْزَحُ(٧) مِنْهَا عَشَرَةُ(٨) دِلَاءٍ ؛ فَإِنْ ذَابَتْ ، فَأَرْبَعُونَ أَوْ خَمْسُونَ دَلْواً ».(٩)

٣٨٣٣/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلٍ(١٠) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١١) : بِئْرٌ يُسْتَقى مِنْهَا ، وَيُتَوَضَّأُ‌........................

__________________

(١). في « بح » : « يستسقى ».

(٢). في « بس » : - « الماء ».

(٣). في التهذيب ، ج ١ : « أيتوضّأ » بدل « هل يتوضّأ ».

(٤). في الوافي : + « به ». وفيمرآة العقول : « قال فيالمختلف : يمكن حمله على عدم ملاقاة الحبل الماء ، أو يقال بطهارة ما لا تحلّه الحياة من نجس العين ، كما ذهب إليه السيّد المرتضىرحمه‌الله ».

(٥). التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٠٩ ، ح ١٢٨٩ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب ما ينتفع به من الميتة و ، ح ١١٥٠٤ ؛التهذيب ، ج ٩ ، ص ٧٥ ، ح ٣٢٠ ، وفيهما بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره ، واختلاف يسير.الفقيه ، ج ١ ، ص ١٠ ، ذيل ح ١٣ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٤٠ ، ح ٣٧١٠ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٧٠ ، ح ٤٢٣.(٦). في الاستبصاروالتهذيب : « فقال ».

(٧). في « بث » : « تنزح ».

(٨). في « ت ، بح ، جح ، جس »والوافي والوسائلوالتهذيب والاستبصار : « عشر ».

(٩). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٤٤ ، ح ٧٠٢ ، مع زيادة في أوّله ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤١ ، ح ١١٦ ، بسند آخر.الفقيه ، ج ١ ، ص ١٨ ، ذيل ح ٢٢ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٨٦ ، ح ٣٨١٧ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ٤٩٢.(١٠). في حاشية « بث » : + « بن زياد ».

(١١). في « جس » : + « ماء ».

٢٦

بِهِ(١) ، وَيُغْسَلُ(٢) مِنْهُ الثِّيَابُ ، وَيُعْجَنُ(٣) بِهِ ، ثُمَّ يُعْلَمُ(٤) أَنَّهُ كَانَ فِيهَا مَيِّتٌ؟

قَالَ : فَقَالَ(٥) : « لَا بَأْسَ(٦) ، وَلَايُغْسَلُ مِنْهُ الثَّوْبُ ، وَلَاتُعَادُ(٧) مِنْهُ الصَّلَاةُ ».(٨)

٥ - بَابُ الْبِئْرِ تَكُونُ(٩) إِلى جَنْبِ(١٠) الْبَالُوعَةِ‌

٣٨٣٤/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ(١١) عَنِ الْبَالُوعَةِ(١٢) تَكُونُ فَوْقَ الْبِئْرِ؟

__________________

(١). في « بف » : - « به ». وفي « جس » : « ويوضّى به ». وفي التهذيب : « وتوضّى به ».

(٢). في « جس »والتهذيب والاستبصار : « وغسل ».

(٣). في « جس »والتهذيب والاستبصار : « وعجن ».

(٤). في « ت ، جس » وحاشية « بخ »والتهذيب والاستبصار : « ثمّ علم ».

وفيمرآة العقول : « يحتمل أن يكون المراد بالعلم الظنّ ، ولاعبرة به ؛ أو يكون المراد أنّه يعلم أنّه كان فيها ميّت ولا يعلم أنّه وقع قبل الاستعمال أو بعده ، لكن ظاهره عدم انفعال البئر ».

(٥). في « جس »والتهذيب والاستبصار : - « فقال ».

(٦). في « بح » وحاشية « جح »والتهذيب والاستبصار : + « به ».

(٧). في « بح ، جس » : « ولايعاد ».

(٨). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٣٤ ، ح ٦٧٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٢ ، ح ٨٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر.الفقيه ، ج ١ ، ص ١٤ ، ح ٢٠ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٣٩ ، ح ٣٧٠٨ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٧١ ، ح ٤٢٦.

(٩). في « ى ، بح ، بس ، جس » : « يكون ».

(١٠). في « بح » : « جانب ».

(١١). هكذا في « ت ، غ ، بث ، بح ، جس ، جن »والوافي والوسائل. وفي « ى ، بخ ، بس ، بف ، جح » والمطبوع : « سألت ».

(١٢). « البالوعة » : ثَقْب في وسط الدار ، وكذلك البلّوعة والبلاّعة. وقيل : بئر يحفر ضيّق الرأس يجري فيها ماء المطر ونحوه. قال العلّامة الفيض : « المراد بالبالوعة الكنيف أعني البئر التي وصلت إلى الماء ، أو لم تصل ، ويدخل فيها النجاسات ، وتكون مطرحاً للعذرة ونحوها ، لا ما يجري فيه ماء المطر من الآبار الضيّقة الرأس ، كما هو المفهوم من ظاهر لفظ البالوعة ». راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٨٨ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٤٨ ( بلع ).

٢٧

قَالَ : « إِذَا كَانَتْ فَوْقَ الْبِئْرِ ، فَسَبْعَةُ(١) أَذْرُعٍ ، وَإِذَا(٢) كَانَتْ أَسْفَلَ مِنَ الْبِئْرِ ، فَخَمْسَةُ(٣) أَذْرُعٍ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ وَذلِكَ كَثِيرٌ ».(٤)

٣٨٣٥/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَأَبِي بَصِيرٍ ، قَالُوا :

قُلْنَا لَهُ : بِئْرٌ يُتَوَضَّأُ مِنْهَا يَجْرِي(٥) الْبَوْلُ قَرِيباً مِنْهَا ، أَيُنَجِّسُهَا(٦) ؟

قَالَ(٧) : فَقَالَ : « إِنْ كَانَتِ الْبِئْرُ(٨) فِي أَعْلَى الْوَادِي ، وَالْوَادِي(٩) يَجْرِي فِيهِ(١٠) الْبَوْلُ مِنْ تَحْتِهَا ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا قَدْرُ ثَلَاثَةِ(١١) أَذْرُعٍ أَوْ أَرْبَعَةِ(١٢) أَذْرُعٍ ، لَمْ يُنَجِّسْ ذلِكَ(١٣) شَيْ‌ءٌ ، وَإِنْ كَانَ أَقَلَّ مِنْ ذلِكَ ، يُنَجِّسُهَا(١٤) ؛ وَإِنْ كَانَتِ الْبِئْرُ(١٥) فِي أَسْفَلِ الْوَادِي ، وَيَمُرُّ الْمَاءُ عَلَيْهَا ، وَكَانَ‌

__________________

(١). في « جح ، جن » وحاشية « ت » : « فسبع ».

(٢). في « غ » : « إذا » بدون الواو. وفي « جس » وحاشية « ى » : « وإن ».

(٣). في « جس » وحاشية « ت ، بح ، بس ، جن » : « فخمس ».

(٤). التهذيب ، ج ١ ، ص ٤١٠ ، ح ١٢٩٠ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ؛الاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٥ ، ح ١٢٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٩٥ ، ح ٣٨٤٨ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٩٩ ، ح ٥١٢.

(٥). في « بس » : « ويجري ».

(٦). في حاشية « جح » : « أنجّسها ».

(٧). في الاستبصار : « قالوا ».

(٨). في«جس»: - «البئر».وفي التهذيب:«كان البئر».

(٩). في البحار : - « والوادي ». وفيمرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٣١ : « قولهعليه‌السلام : في أعلى الوادي ، ظاهره الفوقيّة بحسب القرار ، ويحتمل الجهة أيضاً ، والمراد أنّ البئر أعلى من الوادي التي تجري فيها البول ».

(١٠). في « بح » : « فيها ».

(١١). في « بح ، جح ، جس » : « ثلاث ».

(١٢). في « بح ، جح ، جس » وحاشية « بس » : « أربع ».

(١٣). في حاشية « ت ، جح ، جن » : « تلك ». وفي الاستبصار : + « البئر ».

(١٤). في « بث ، بخ ، بف » وحاشية « ت ، جن »والوافي والبحار : « نجّسها ». وفي « جس » : « أنجسها ». وفي الوسائل : « نجّسها قال ». وفي التهذيبوالاستبصار : - « وإن كان أقلّ من ذلك ينجّسها ».

(١٥). في الوافي : « كان البئر ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : أسفل الوادي ، أي أسفل من الوادي ، « ويمرّ الماء » أي البول « عليها » أي مشرفاً عليها بعكس السابق ، والتعبير عن وادي البول بالماء يدلّ على أنّه قد وصل الوادي إلى الماء ».

٢٨

بَيْنَ الْبِئْرِ وَبَيْنَهُ تِسْعَةُ(١) أَذْرُعٍ ، لَمْ يُنَجِّسْهَا ، وَمَا كَانَ أَقَلَّ مِنْ ذلِكَ ، فَلَا يُتَوَضَّأُ(٢) مِنْهُ ».

قَالَ زُرَارَةُ(٣) : فَقُلْتُ لَهُ : فَإِنْ كَانَ مَجْرَى الْبَوْلِ(٤) بِلِزْقِهَا(٥) ، وَكَانَ لَايَثْبُتُ(٦) عَلَى الْأَرْضِ؟

فَقَالَ : « مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ قَرَارٌ ، فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ وَإِنِ(٧) اسْتَقَرَّ مِنْهُ قَلِيلٌ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَثْقُبُ(٨) الْأَرْضَ ، وَلَاقَعْرَ لَهُ(٩) حَتّى يَبْلُغَ الْبِئْرَ(١٠) ، وَلَيْسَ عَلَى الْبِئْرِ مِنْهُ بَأْسٌ ، فَيُتَوَضَّأُ(١١) مِنْهُ ، إِنَّمَا ذلِكَ إِذَا اسْتَنْقَعَ(١٢)

__________________

(١). في « غ ، جح ، جس » : « تسع ». وفي الوافي عن بعض النسخ : « تسعة ». وفي الاستبصار : « سبعة ».

(٢). في « ى » : « فلا تتوضّأ ».

(٣). معلّق على صدر السند. ويروى عن زرارة ، عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز.

(٤). في « غ ، بح » : « يجري البول ». وفي التهذيبوالاستبصار : « يجري » بدون « البول ».

(٥). في « جس » وحاشية « بث ، بس ، جح » : « يلصقها ». وفي « غ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جح ، جن » : « يلزقها ». وفي الوسائل : « بلصقها ». وقوله : « بلزقها ، أي بجنبها ، يقال : فلان لِزْقي وبِلِزْقي ، أي بجنبي. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٤٩ ( لزق ).

(٦). في « بح ، جس » والبحاروالتهذيب والاستبصار : « لايلبث ».

(٧). في « بث ، جن »والوافي والتهذيب والاستبصار : « فإن ».

(٨). في « بخ ، بف » : « لايثبت ».

(٩). في « جس » : « لايعوله ». وفي الاستبصار : « لايغوله ». وفيمنتقى الجُمان ، ج ١ ، ص ٦٤ : « وأمّا قولهم في إحدى الروايتين : لايغوله ، وفي الاُخرى : لاقعر له ، فمؤدّاهما واحد ؛ لأنّ وجود القعر - وهو العمق - مظنّة النفوذ إلى البئر ، وهو المراد بقوله : يغوله ، قال الجوهري : غاله الشي‌ء إذا أخذه من حيث لم يدر. وينبغي أن يعلم أن مرجع الضمير على التقديرين مختلف ، فعلى الأوّل هو موضع البول ، وعلى الثاني البئر ، ويقرب كون أحدهما تصحيفاً للآخر لما بينهما في الخطّ من التناسب. وقوله : « لايثقب » يحتمل أن يكون بالنون والثاء المثلّثة ، ففي القاموس : « النقب : الثقب ». وراجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٨٥ ( غول ) ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٣١ ( نقب ). وفي الوافي : « وفي التهذيبين : لايلبث ، مكان لايثبت ، ولا يغوله ، موضع لا قعر له ، أي لايبادره ولايسبقه ».

(١٠). في الاستبصار : « إليه » بدل « البئر ».

(١١). في « غ ، بح » وحاشية « ت ، بس »والتهذيب والاستبصار : « فتوضّأ ». وفي « جس » : « فتوضّ ».

(١٢). في الاستبصار : + « الماء ». واستنقاع الماء : اجتماعه وثبوته ، يقال : استنقع الماء في الغدير ، أي اجتمع وثبت. =

٢٩

كُلُّهُ ».(١)

٣٨٣٦/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ(٢) عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْحَمَّارِ(٣) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ : كَمْ أَدْنى مَا يَكُونُ بَيْنَ الْبِئْرِ(٤) - بِئْرِ الْمَاءِ(٥) - وَالْبَالُوعَةِ؟

__________________

= قال العلّامة المجلسي : « أي إذا كان له منافذ ومجاري إلى البئر ، فإنّه حينئذٍ يستنقع كلّه ، لكنّه بعيد كما لايخفى ، والأظهر أنّ الأوّل حكم ذي المجرى ، والثاني تفصيل في غيره بأنّه إن كان ما يستقرّ منه قليلاً ليس به بأس ، وإلّا فلابدّ من التباعد فتأمّل ». وقال العلّامة الفيض : « الحديث ليس بصريح في علوّ القرار ، وفيه إجمال من وجوه ، ولعلّ المراد بالنجاسة معناها اللغوي ، وبالنهي عن الوضوء معناه التنزيهي أو المراد بالتنجيس سببه الذي هو التغيير ». راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٩٦ ( نقع ).

(١). التهذيب ، ج ١ ، ص ٤١٠ ، ح ١٢٩٣ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ؛الاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٦ ، ح ١٢٨ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ٦ ، ص ٩٧ ، ح ٣٨٥١ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٩٧ ، ح ٥١٠ ؛البحار ، ج ٨٠ ، ص ٣٢ ، ذيل ح ١.

(٢). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جس ، جن » : + « عن ».

والظاهر عدم ثبوت « عن » ، وأنّ أبا إسماعيل السرّاج هو عبدالله بن عثمان ؛ لما يأتي في ح ٥٦٧٦ من رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عبدالله بن عثمان أبي إسماعيل السرّاج ، وكذا نقل العلاّمة المجلسي فيالبحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٠٤ ، ح ٢٦.

وأمّا ما ورد في مطبوعةالتهذيب ، ج ١ ، ص ٤١٠ ، ح ١٢٩١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٥ ، ح ١٢٧ ، من زيادة « عن » بعد « أبي إسماعيل السرّاج » ففيه أيضاً سهو ، ولم ترد لفظة « عن » في بعض النسخ المعتبرة منالتهذيب ؛ ويؤيّد ذلك كثرة روايات محمّد بن إسماعيل [ بن بزيع ] ، عن أبي إسماعيل السرّاج مباشرة. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢١ ، ص ٢٨١ - ٢٨٣.

(٣). في « بس » : « قدامة بن أبي يزيد الحماز ». وفي « بث ، بح ، جن » : « قدامة بن أبي يزيد الجمار ». وفي حاشية « بس » والوسائل : « قدامة بن أبي زيد الجماز » ، ولم نجد للثلاثة الأخيرة ذكراً في كتب الأنساب والألقاب حسب تتّبعنا. وفي الاستبصار : « قدامة أبي زيد الجمّال ». وفي التهذيب : « قدامة أبي زيد الحمار ».

(٤). في « بث » : « من البئر ». وفي « بس »والتهذيب : - « البئر ».

(٥). في « بث »والاستبصار : - « بئر الماء ».

٣٠

فَقَالَ : « إِنْ كَانَ سَهْلاً فَسَبْعَةُ(١) أَذْرُعٍ ، وَإِنْ كَانَ جَبَلاً فَخَمْسَةُ(٢) أَذْرُعٍ ».

ثُمَّ قَالَ(٣) : « الْمَاءُ يَجْرِي(٤) إِلَى الْقِبْلَةِ إِلى يَمِينٍ ، وَيَجْرِي عَنْ يَمِينِ الْقِبْلَةِ إِلى يَسَارِ الْقِبْلَةِ ، وَيَجْرِي عَنْ يَسَارِ الْقِبْلَةِ إِلى يَمِينِ الْقِبْلَةِ ، وَلَايَجْرِي مِنَ الْقِبْلَةِ إِلى دُبُرِ الْقِبْلَةِ ».(٥)

٣٨٣٧/ ٤. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام فِي الْبِئْرِ يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْكَنِيفِ خَمْسَةُ(٦) أَذْرُعٍ ، أَوْ(٧) أَقَلُّ أَوْ(٨) أَكْثَرُ ، يُتَوَضَّأُ مِنْهَا؟

قَالَ : « لَيْسَ يُكْرَهُ مِنْ قُرْبٍ(٩) وَلَابُعْدٍ ، يُتَوَضَّأُ مِنْهَا وَيُغْتَسَلُ(١٠) مَا لَمْ يَتَغَيَّرِ الْمَاءُ(١١) ».(١٢)

__________________

(١). في « بح ، جح ، جس » وحاشية « ت ، بس ، جن » والوسائل : « فسبع ».

(٢). في « جح ، جس » وحاشية « ت ، بس » والوسائل : « فخمس ». وفي حاشية « بخ » : « خمس ». وفيمرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٣٤ : « قولهعليه‌السلام : وإن كان جبلاً ، كأنّه ينبغي للأصحاب أن يعبّروا عن هذا الشقّ بالجبل ، كما هو المطابق للخبر ، لا الصلبة ؛ للفرق بينهما فتفطّن ».

(٣). في « ت ، بح ، جح » والوسائل : + « إنّ ».

(٤). في التهذيبوالاستبصار : « يجري الماء » بدل « الماء يجري ».

(٥). التهذيب ، ج ١ ، ص ٤١٠ ، ح ١٢٩١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٥ ، ح ١٢٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ٦ ، ص ٩٦ ، ح ٣٨٥٢ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٧١ ، ح ٤٢٥ ؛ وص ٢٠٠ ، ح ٥١٦.

(٦). في « بح ، جح » وحاشية « ت ، بس ، جن » : « خمس ».

(٧). في « بخ » والوسائل ، ح ٥١٦والتهذيب والاستبصار : « و ». وفي « ت ، بث ، بس ، بف ، جن » والوسائل ، ح ٤٢٥ : - « أو ».

(٨). في « بث » والوسائل ، ح ٥١٦والتهذيب والاستبصار : « و ».

(٩). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : من قرب ، قال السيّد الداماد : أي من قرب الكنيف وبعده ، ومن فسّر بقرب قرارالماء وبعده ، لم يأت بما ينبغي ».(١٠). في « جن » : « فيغتسل ».

(١١). في « جس » : - « الماء ».

(١٢). التهذيب ، ج ١ ، ص ٤١١ ، ح ١٢٩٤ ، معلّقاً عن أحمد بن إدريس ؛الاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٦ ، ح ١٢٩ ، بسنده عن =

٣١

٦ - بَابُ الْوُضُوءِ مِنْ(١) سُؤْرِ الدَّوَابِّ وَالسِّبَاعِ وَالطَّيْرِ(٢)

٣٨٣٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا بَأْسَ بِأَنْ يُتَوَضَّأَ(٣) مِمَّا شَرِبَ(٤) مِنْهُ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ ».(٥)

٣٨٣٩/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(٦) وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ:«فَضْلُ الْحَمَامَةِ(٧) وَالدَّجَاجِ(٨) لَابَأْسَ بِهِ وَالطَّيْرِ ».(٩)

__________________

= أحمد بن إدريس.الفقيه ، ج ١ ، ص ١٨ ، ح ٢٣ ، مرسلاً عن الرضاعليه‌السلام ، من قوله : « ليس يكره من قرب ولابعد » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٩٨ ، ح ٣٨٥٢ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٧١ ، ح ٤٢٥ ؛ وص ٢٠٠ ، ح ٥١٦.

(١). في « بف » : « عن ». و « السُؤْر » : هو بقيّة الماء الذي يبقيها الشارب في الإناء وفي الحوض ، ثمّ استعير لبقيّة الطعام وغيره ، يقال : أسأر فلان من طعامه وشرابه سُؤراً ، وذلك إذا أبقى بقيّة. راجع :المغرب ، ص ٢١٥ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٤٠ ( سأر ).(٢). في « جس » : « الطيور ».

(٣). في « ت ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جح ، جن » : « أن يتوضّأ ». وفي « بف » بالياء والتاء معاً.

(٤). في « غ ، ى ، بث ، بح ، بف » وحاشية « بخ »والوافي : « يشرب ».

(٥). الوافي ، ج ٦ ، ص ٧١ ، ح ٣٧٨٥ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٣١ ، ح ٥٩٣.

(٦). هكذا في النسخ. وفي المطبوع : « أحمد بن محمّد بن خالد » بدل « أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ». والصواب ما أثبتناه ؛ ويدلّ على ذلك مضافاً إلى ما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٣٢٣٩ و ٣٣٩٨ ، من عدم رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن خالد في أسناد الكافي ، ومضافاً إلى أنّ لازم المطبوع رواية محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن سعيد ، مباشرة ، وقد توسّط أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] بين محمّد بن يحيى والحسين بن سعيد في كثيرٍ من الأسناد ، يدلّ عليه مضافاً إلى ما مرّ ، أنّ القاسم بن محمّد الراوي عن عليّ بن أبي حمزة ، هو القاسم بن محمّد الجوهري ، وقد روى أبوعبدالله البرقي - وهو محمّد بن خالد - والحسين بن سعيد كتابه عنه. راجع :معجم الرجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٠٤ - ٥١٤ ، وص ٦٧٠ - ٦٧٤ ؛ ج ١٤ ، ص ٣٦٨ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٣٧١ ، الرقم ٥٧٦.

فتبيّن بذلك أنّ ما ورد فيالتهذيب ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ، ح ٦٥٩ والوسائل ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ، ح ٥٨٩ من « محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد » مشتمل على تحريفين.

(٧). في « بح » : « فضل الحمام ».(٨). في « ت ، جن » وحاشية « بح » : « الدجاجة ».

(٩). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ، ح ٦٥٩ ، بسنده عن الكلينيالوافي ، ج ٦ ، ص ٧٢ ، ح ٣٧٨٨ ؛الوسائل ، =

٣٢

٣٨٤٠/ ٣. أَبُو دَاوُدَ(١) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ ، عَنْ زُرْعَةَ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ : هَلْ يُشْرَبُ سُؤْرُ شَيْ‌ءٍ مِنَ الدَّوَابِّ ، وَيُتَوَضَّأُ مِنْهُ؟

قَالَ : فَقَالَ(٢) : « أَمَّا الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ(٣) ، فَلَا بَأْسَ ».(٤)

__________________

= ج ١ ، ص ٢٣٠ ، ح ٥٨٩.

(١). فيمرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٣٦ : « الحديث الثالث موثّق ، وفيه شوب إرسال ، قال الوالد العلّامةرحمه‌الله : الظاهر أنّ أباداود هذا هو سليمان المسترقّ ، وكان له كتابه يروي الكليني عن كتابه ويروي عنه بواسطة الصفّار وغيره ، ويروي بواسطتين أيضاً عنه ، ولـمّا كان الكتاب معلوماً عنه ، يقول : أبو داود ، أي روى ، فالخبر ليس بمرسل. انتهى. وكونه المسترقّ عندي غير معلوم ، ولم يظهر لي من هو إلى الآن ففيه جهالة ».

هذا ، والظاهر أنّ أبا داود هذا من مشايخ الكليني وليس هو سليمان بن سفيان ، فقد روى الكليني عن أبي داود هذا في سبعة عشر مورداً من المجلّد الخامس والسادس خاصّةً وإليك تفصيلها ، ح ٣٨٤٠ و ٣٨٩٤ و ٣٩٠٣ و ٣٩٢٧ و ٣٩٦٤ و ٣٩٧٧ و ٤٠١١ و ٤٠٤٢ و ٤٠٥٠ و ٤١٩٧ و ٤٢٠٣ و ٤٧٩١ و ٤٩٢١ و ٤٩٤١ و ٤٩٨٥ و ٤٩٩١ و ٥٤٥٢ ، وروى أبو داود في جميع هذه الموارد عن الحسين بن سعيد ، إلاّ في ح ٤٩٩١ ، فقد روى هناك عن عليّ بن مهزيار. والحسين بن سعيد وعليّ بن مهزيار يشتركان في بعض المشايخ ، كفضالة بن أيّوب ، وحمّاد بن عيسى ، وابن أبي عمير ، كما يشتركان في بعض رواتهما ، كأحمد بن محمّد بن عيسى.

هذا ، ولم نجد في شي‌ءٍ من أسنادالكافي ولاغيرها رواية سليمان بن سفيان - بأيِّ عنوان من عناوينه فُرِض - عن الحسين بن سعيد وعليّ بن مهزيار ، كما لم نجد رواية الكليني عنه وقد صُرِّح باسمه أو لقبه.

والذي يخطر بالبال أنّ أبا داود هذا لقيه الكليني في بعض أسفارها العلميّه أو غير العلميّة وسمع منه بعض أجزاء كتب الحسين بن سعيد في الطهارة والصلاة ؛ وليس هو أبا داود المسترقّ ؛ فقد مات المسترقّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين ، كما فيرجال النجاشي ، ص ١٨٣ ، الرقم ٤٨٥ ، وقد توفيّ الكليني قريباً من مائة عام بعده.

ثمّ إنّ الكليني روى عن أبي داود هذا في نوعين من الأسناد ؛ أسناد سازجة وقع أبو داود في صدرها ، وهي نفس سندنا هذا وما ورد في ح ٤٠٤٢ و ٤٠٥٠ و ٤٧٩١ و ٤٩٤١ و ٤٩٩١. وأسناد تحويليّة يروي فيها الكليني عن الحسين بن سعيد بطريقين ، أحدهما : عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] ؛ والآخر : « أبو داود » ، وقد وقع في بعض هذه الأسناد خلل أشرنا إليها في مواضعها ، فلاحظ.

(٢). في « ت ، غ ، بح ، بس ، جح ، جس » : « قال » بدل « فقال ». وفي « ى » : - « قال ». وفي الوسائلوالتهذيب ، ح ٦٥٦ : - « فقال ».(٣). في التهذيب ، ح ٦٥٦ : - « والغنم ».

(٤). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ، ح ٦٥٦ ، بسنده عن الكليني.وفيه ، ح ٦٥٧ ، مع اختلاف يسير ؛الاستبصار ، ج ١ ، =

٣٣

٣٨٤١/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّعليه‌السلام : أَنَّ الْهِرَّ سَبُعٌ ؛ فَلَا بَأْسَ(١) بِسُؤْرِهِ ، وَإِنِّي(٢) لَأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أَدَعَ طَعَاماً لِأَنَّ هِرّاً(٣) أَكَلَ مِنْهُ ».(٤)

٣٨٤٢/ ٥. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ(٥) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ(٦) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسى(٧) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَمَّا تَشْرَبُ(٨) مِنْهُ الْحَمَامَةُ(٩) ، فَقَالَ : « كُلُّ مَا أُكِلَ‌ لَحْمُهُ ، فَتَوَضَّأْ(١٠) مِنْ سُؤْرِهِ وَاشْرَبْ » وَعَمَّا شَرِبَ(١١) مِنْهُ بَازٌ ، أَوْ صَقْرٌ ، أَوْ عُقَابٌ(١٢) ، فَقَالَ :

__________________

= ص ١٩ ، ح ٤١ ، مع زيادة في أوّله وآخره ، وفيهما بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام . وفيقرب الإسناد ، ص ١٧٩ ، ح ٦٦٠ ؛ ومسائل عليّ بن جعفر ، ص ١٩١ و ١٩٢ ، عن موسى‌بن جعفرعليهما‌السلام ، وفي الأربعة الأخيرة مع اختلافالوافي ، ج ٦ ، ص ٧٢ ، ح ٣٧٨٩ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٣٢ ، ح ٥٩٥.

(١). في « بخ ، بف » وحاشية « ى »والتهذيب : « ولا بأس » بدل « فلا بأس ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : سبع ، أي ليس‌فيه إلّا السبعيّة ، وهي لا تصير سبباً للنجاسة ما لم ينضمّ إليها خصوصيّة اُخرى ، كما في الكلب والخنزير. وفي بعض النسخ : ولا بأس ، بالواو فالمعنى أنّه مع كونه سبعاً طاهر ».

(٢). في « جس » : « فإنّي ». وفي حاشية « بح » : « وإنّه ». وفي « ى ، جس ، جن »والتهذيب : « لأستحي » بدل « لأستحيي ».(٣). في « بث » : « هذا ». وفي التهذيب : « الهرّ ».

(٤). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ، ح ٦٥٥ ، بسنده عن ابن أبي عمير. راجع :الجعفريّات ، ص ١٣الوافي ، ج ١٩ ، ص ١٢١ ، ح ١٩٠٥٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ، ذيل ح ٥٨٠.

(٥). في الاستبصار : « عن محمّد بن أحمد بن يحيى » بدل « ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ».

(٦). في التهذيب ، ص ٢٢٨والاستبصار : + « بن عليّ ».

(٧). في حاشية « ى » : + « الساباطي ». وفي الاستبصار : « عمّار الساباطي ».

(٨). في « ت ، غ ، بح ، بخ ، بف » : « عمّا يشرب ». وفي الوافيوالاستبصار : « عن ماء يشرب ».

(٩). في الاستبصار : « الحمام ».

(١٠). في « ى » : « فتوضّ ». وفي « جس »والوافي والتهذيب ، ص ٢٢٨والاستبصار : « يتوضّأ ».

(١١). في « ت ، جح ، جن » وحاشية « ى ، بخ » : « والشرب وعمّا يشرب ». وفي « بث » : « والشرب عمّا يشرب ». وفي « بف » : « والشرب عمّا شرب ». وفي « جس »والوافي : « ويشرب وعن ماء شرب ». وفي الوسائل : « والشرب وعن ماء شرب ». وفي التهذيب ، ص ٢٢٨والاستبصار : « ويشرب وعن ماء يشرب » كلّها بدل « واشرب وعمّا شرب ».(١٢). في « بخ » : « وعقاب ».

٣٤

« كُلُّ شَيْ‌ءٍ مِنَ الطَّيْرِ(١) يُتَوَضَّأُ(٢) مِمَّا يَشْرَبُ(٣) مِنْهُ إِلَّا أَنْ تَرى فِي مِنْقَارِهِ دَماً ، فَإِنْ رَأَيْتَ فِي مِنْقَارِهِ دَماً ، فَلَا تَوَضَّأْ(٤) مِنْهُ وَلَاتَشْرَبْ(٥) ».(٦)

٣٨٤٣/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ جَرَّةٍ(٧) وُجِدَ فِيهَا خُنْفَسَاءُ(٨) قَدْ مَاتَ(٩) ؟

قَالَ : « أَلْقِهِ(١٠) وَتَوَضَّأْ(١١) مِنْهُ ، وَإِنْ كَانَ عَقْرَباً فَأَرِقِ الْمَاءَ ،...................

__________________

(١). في الاستبصار : « الطيور ».

(٢). هكذا في « غ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جس ، جن »والتهذيب ، ص ٢٢٨والاستبصار والوافي والوسائل. وفي « ت ، جح » : « تتوضّأ ». وفي المطبوع : « توضّأ ».

(٣). في « بح ، بخ » : « عمّا يشرب ». وفي حاشية « بخ » : « ممّا شرب ». وفي « جح » وحاشية « بس » : « ممّا تشرب ».

(٤). في « غ ، جن »والاستبصار : « فلا تتوضّأ ». وفي « ى ، جس » وحاشية « ت » : « فلا توضّ ». وفي « ت ، بث ، بخ ، جح » : « فلا تتوضّ ». وفي « بح » : « فلا يتوضّأ ».

(٥). في « بح » : « لايشرب ». وفي الاستبصار : + « منه ».

(٦). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ، ح ٦٦٠ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٥ ، ح ٦٤ ، بسندهما عن الكليني ، وفي الأخير مع زيادة في آخره.التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٨٤ ، ضمن ح ٨٣٢ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن أحمد بن يحيى ، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عمرو بن سعيد ، مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣ ، ذيل ح ١٨ ، مع اختلافالوافي ، ج ٦ ، ص ٧١ ، ح ٣٧٨٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ، ح ٥٩٠.

(٧). في « جح » : « جُرَّة » بضمّ الفاء. وهو المكّوكُ الذي يثقب أسفله يكون فيه البذر ويمشي به الأَكّارُ والفَدّان وهو يَنهالُ في الأرض. والجَرَّة بالفتح : إناء من خَزَف ، كالفَخّار ، وجمعها : جَرٌّ وجِرار. والخَزَفُ : الطين المعمول آنيةً قبل أن يطبخ ، وهو الصلصال ، فإذا شُوي فهو الفخّار. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٢٩ و ١٣١ ( جرر ) ؛المصباح المنير ، ص ١٦٨ ( خزف ).

(٨). الخُنْفُساء ، وضمّ الفاء أكثر من فتحها ، وهي دويّبة سوداء أصغر من الجُعَل منتنة الريح. وقيل : هي دويّبة سوداء تكون في اُصول الحيطان. راجع :المغرب ، ص ١٤٩ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٧٤ ( خنفس ).

(٩). هكذا في جميع النسخوالوافي والتهذيب ، ص ٢٢٩والاستبصار . وفي المطبوع : « قد ماتت ».

(١٠). هكذا في جميع النسخوالوافي والتهذيب ، ص ٢٢٩والاستبصار . وفي المطبوعوالمرآة : « ألقها ». وقال في‌المرآة : « الهاء للسكت ».

(١١). في « ى ، بخ ، بس ، جح ، جس » وحاشية « بح » : « توضّ ». وفي « جن » : « يتوضّأ ».

٣٥

وَتَوَضَّأْ(١) مِنْ مَاءٍ غَيْرِهِ ».

وَعَنْ رَجُلٍ مَعَهُ إِنَاءَانِ فِيهِمَا مَاءٌ وَقَعَ(٢) فِي أَحَدِهِمَا قَذَرٌ(٣) ، لَايَدْرِي(٤) أَيُّهُمَا هُوَ ، وَلَيْسَ(٥) يَقْدِرُ عَلى مَاءٍ غَيْرِهِ؟

قَالَ : « يُهَرِيقُهُمَا جَمِيعاً(٦) وَيَتَيَمَّمُ ».(٧)

٣٨٤٤/ ٧. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ سُؤْرَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ(٨) لَايُؤْكَلُ لَحْمُهُ.(٩)

__________________

(١). في « ت ، ى ، بث ، بخ ، بف ، جح ، جس ، جن » : « توضّ ». وفي الاستبصار : « فأهرق » بدل « فأرق ».

(٢). في « ت »والتهذيب ، ص ٤٠٧ : « ماء فوقع ».

(٣). القَذَر : مصدر وهو ضدُّ النظافة والوَسَخُ. وقيل أيضاً : هي النجاسة. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٨٧ ؛مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٤٥٣ ( قذر ).

(٤). هكذا في النسخوالوافي والتهذيب ، ص ٢٢٩والاستبصار . وفي المطبوع : « ولا يدري ».

(٥). في حاشية « ت » : « ولا » بدل « وليس ». وفي « جن » وحاشية « بح » : « لا » من دون الواو.

(٦). في التهذيب ، ص ٢٢٩ و ٢٤٩والاستبصار : - « جميعاً ». وهَراقَ الماءَ يُهَرِيقُ - بفتح الهاء - هِراقَةً ، أي صَبَّهُ. وفيه لغة اُخرى : أَهْرَقَ يُهْرِقُ إِهْراقاً ، على وزن أَفْعَلَ يُفْعِلُ فيجمع بين البدل والمبدل. وفيه لغة ثالثة : أَهْراقَ يُهْرِيق إِهْراقاً ، وهذا شاذّ. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٦٩ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٦٠ ( هرق ).

(٧). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٢٩ ، ح ٦٦٢ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢١ ، ح ٤٨ ، بسندهما عن الكليني. وفيالتهذيب ، ص ٢٤٩ ، ح ٧١٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ٢٤٨ ، ح ٧١٢ ؛ وص ٤٠٧ ، ح ١٢٨١ ، بسند آخر.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٩٣ ، مع اختلاف يسير ، وفي الأربعة الأخيرة من قوله : « عن رجل معه إناءان »الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٠ ، ح ٣٧٦٠ ؛ وفيالوسائل ، ج ١ ، ص ٢٤٠ ، ح ٦٢٠ ؛ وج ٣ ، ص ٤٦٤ ، ح ٤١٨٦ ، إلى قوله : « وتوضّأ من ماء غيره » ؛وفيه ، ج ١ ، ص ١٥١ ، ح ٣٧٦ ، من قوله : « عن رجل معه إناءان ».

(٨). في « بخ » : « ما » بدل « شي‌ء ».

(٩). الوافي ، ج ٦ ، ص ٧٢ ، ح ٣٧٩٠ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٣٢ ، ح ٥٩٤.

٣٦

٧ - بَابُ الْوُضُوءِ مِنْ سُؤْرِ الْحَائِضِ وَالْجُنُبِ

وَالْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ وَالنَّاصِبِ(١)

٣٨٤٥/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ؛

............وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ ، عَنْ عَنْبَسَةَ(٢) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « اشْرَبْ مِنْ سُؤْرِ الْحَائِضِ ، وَلَاتَوَضَّأْ(٣) مِنْهُ ».(٤)

٣٨٤٦/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ الْعِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : هَلْ يَغْتَسِلُ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ؟

فَقَالَ : « نَعَمْ ، يُفْرِغَانِ عَلى أَيْدِيهِمَا قَبْلَ أَنْ يَضَعَا أَيْدِيَهُمَا فِي الْإِنَاءِ ».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ سُؤْرِ الْحَائِضِ؟

فَقَالَ : « لَا تَوَضَّأْ مِنْهُ(٥) ، وَتَوَضَّأْ(٦) مِنْ سُؤْرِ الْجُنُبِ إِذَا كَانَتْ مَأْمُونَةً ، ثُمَّ تَغْسِلُ يَدَيْهَا(٧)

__________________

(١). في « جس » : - « والنصراني والناصب ».

(٢). في التهذيب ، ح ٦٣٤والاستبصار ، ح ٣٢ : + « بن مصعب ».

(٣). في « ت ، بث ، جح » وحاشية « بس » والوسائل : « ولا تتوضّ ». وفي « بح ، بخ ، بف » : « ولا يتوضّأ ». وفي « جن ، جس »والوافي : « ولا تتوضّأ ».

(٤). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٢٢ ، ح ٦٣٤ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ٣٢ ، بسندهما عن صفوان بن يحيى ، وتمام الرواية فيهما : « سؤر الحائض تشرب [ في الاستبصار : يشرب ] منه ولاتوضّأ ». وفيالتهذيب ، ح ٦٣٦ و ٦٣٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ٣٤ و ٣٥ ، بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ٦ ، ص ٥٦ ، ح ٣٧٤٥ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٣٦ ، ح ٦٠٦ ؛ وص ٢٣٧ ، ذيل ح ٦١١.

(٥). في « ت ، بث ، جح » : « لاتتوضّ ». وفي « بح » : « لايتوضّأ ». وفي « جس » : « لا يتوضّ » وفيه : - « منه ». وفي « ى ، بخ ، بف ، جن » وحاشية « ت » : « لا توضّ ». وفي الاستبصار : « توضّأ به » بدل « لا توضّأ منه ».

(٦). في « ت ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بف ، جح » : « وتوضّ ». وفي « جس » : « ويتوضّ ».

(٧). في « ى » : « ثمّ يغسل يديها ». وفي « بث » : « ثمّ تغسّل يديها ». وفي « جس » : « وتغسل أيديهما ». وقال =

٣٧

قَبْلَ أَنْ تُدْخِلَهُمَا فِي(١) الْإِنَاءِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَغْتَسِلُ هُوَ وَعَائِشَةُ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ ، يَغْتَسِلَانِ(٢) جَمِيعاً ».(٣)

٣٨٤٧/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ‌ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْحَائِضِ : يُشْرَبُ مِنْ سُؤْرِهَا؟

قَالَ : « نَعَمْ ، وَلَايُتَوَضَّأُ(٤) مِنْهُ ».(٥)

٣٨٤٨/ ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَيَتَوَضَّأُ الرَّجُلُ مِنْ فَضْلِ الْمَرْأَةِ؟

قَالَ : « إِذَا كَانَتْ تَعْرِفُ الْوُضُوءَ ، وَلَايَتَوَضَّأْ(٦) مِنْ‌..............................

__________________

= فيمشرق الشمسين ، ص ٤٠٣ : « قولهعليه‌السلام : وتغسل يديها ، لعلّه كالتفسير للمأمونة ، ويحتمل جعله جملة برأسها يتضمّن أمر الحائض بغسل يديها قبل إدخالهما الإناء ». وفيمرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٣٩ : « ويحتمل أن يكون قيداً آخر لاستعمال سؤر الجنب أو بياناً لكونها مأمونة ».

(١). في « جس » : « يدخلاها » بدل « تدخلهما ». وفي الوسائل ، ح ٦٠٠ : - « في ».

(٢). هكذا في « ت ، غ ، بس ، بف ، جح ، جن »والوافي . وفي « ى ، بح ، بخ ، بث » والمطبوع والوسائل : « ويغتسلان ». وفي « جس » : « فيغتسلان ».

(٣). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٢٢ ، ح ٦٣٣ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ٣١ ، بسندهما عن صفوان بن يحيى ، من قوله : « وسألته عن سؤر الحائض » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٥٧ ، ح ٣٧٤٨ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٣٤ ، ح ٦٠٠ ، من قوله : « وسألته عن سؤر الحائض » ؛وفيه ، ج ٢ ، ص ٢٤٢ ، ح ٢٠٥٠ ، إلى قوله : « يضعا أيديهما في الإناء ».

(٤). في « ى ، بخ ، جح ، جس » : « ولا يتوضّ ». وفي « بث » والوسائل : « ولا تتوضّ ». وفي « بس » : « ولا تتوضّأ ».

(٥). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٢٢ ، ح ٦٣٥ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ٣٣ ، بسندهما عن الحسين بن أبي العلاء.مسائل عليّ بن جعفر عليه‌السلام ، ص ١٤٢ ، بسند آخر عن موسى‌بن جعفرعليهما‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٥٦ ، ح ٣٧٤٧ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٣٦ ، ح ٦٠٧.

(٦). في « غ ، بح ، بس ، جس ، جن » : « ولا تتوضّأ ». وفي « ى » : « ولا يتوضّ ». وفي « بث ، بخ ، بف» والوسائل : =

٣٨

سُؤْرِ الْحَائِضِ ».(١)

٣٨٤٩/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ سَعِيدٍ الْأَعْرَجِ ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ سُؤْرِ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ؟ فَقَالَ : « لَا ».(٢)

٣٨٥٠/ ٦. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ(٣) ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ كَرِهَ(٤) سُؤْرَ وَلَدِ الزِّنى وَسُؤْرَ(٥) الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ وَالْمُشْرِكِ وَكُلِّ مَا(٦) خَالَفَ الْإِسْلَامَ ، وَكَانَ أَشَدَّ ذلِكَ(٧) عِنْدَهُ سُؤْرُ النَّاصِبِ.(٨)

٨ - بَابُ الرَّجُلِ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ(٩) قَبْلَ أَنْ يَغْسِلَهَا ، وَالْحَدِّ فِي غَسْلِ

الْيَدَيْنِ مِنَ الْجَنَابَةِ وَالْبَوْلِ وَالْغَائِطِ وَالنَّوْمِ‌

٣٨٥١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ‌

__________________

= « ولا تتوضّ ». ويعني بالوضوء الطهارة ، أي غسل الثياب والجسد من النجاسات. راجع :الوافي ، ج ٦ ، ص ٥٨ ؛مرآة العقول ، ج ١٣ ، ص ٤٠.

(١). الوافي ، ج ٦ ، ص ٥٧ ، ح ٣٧٥٠ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٣٦ ، ح ٦٠٨.

(٢). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٢٣ ، ح ٦٣٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٨ ، ح ٣٦ ، بسندهما عن الكليني.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٤٧ ، ح ٤٢٢٠ ، معلّقاً عن سعيد الأعرج ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٥٨ ، ح ٣٧٥٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٢٩ ، ح ٥٨٦ ؛ وج ٣ ، ص ٤٢١ ، ح ٤٠٤٧.

(٣). في الوسائلوالتهذيب والاستبصار : + « بن يحيى ».

(٤). في « ى » : « كرّه ». وفيمرآة العقول : « المراد بالكراهة هنا الحرمة ».

(٥). في التهذيبوالاستبصار : - « سؤر ».

(٦). في الاستبصار : « من ».

(٧). في « غ ، ى ، بخ ، بف ، جس »والوافي : - « ذلك ». وفي حاشية « بح » : + « وفي الإناء ».

(٨). التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٢٣ ، ح ٦٣٩ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٨ ، ح ٣٧ ، بسندهما عن الكليني.الفقيه ، ج ١ ، ص ٩ ، ذيل ح ١١ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٥٨ ، ح ٣٧٥٤ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٢٩ ، ح ٥٨٧.

(٩). في « ت ، بث ، بخ ، بف ، جح »والمرآة : « في الماء ».

٣٩

أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْهُمْعليهم‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَدْخَلْتَ(١) يَدَكَ فِي الْإِنَاءِ قَبْلَ أَنْ تَغْسِلَهَا ، فَلَا بَأْسَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ(٢) أَصَابَهَا قَذَرُ(٣) بَوْلٍ أَوْ جَنَابَةٍ ، فَإِنْ أَدْخَلْتَ(٤) يَدَكَ فِي الْإِنَاءِ(٥) وَفِيهَا شَيْ‌ءٌ مِنْ ذلِكَ ، فَأَهْرِقْ(٦) ذلِكَ الْمَاءَ ».(٧)

٣٨٥٢/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عُتْبَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ الشَّيْخَ(٨) عَنِ الرَّجُلِ(٩) يَسْتَيْقِظُ مِنْ نَوْمِهِ(١٠) وَلَمْ يَبُلْ : أَيُدْخِلُ(١١) يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ قَبْلَ أَنْ يَغْسِلَهَا؟

قَالَ : « لَا ؛ لِأَنَّهُ لَايَدْرِي أَيْنَ كَانَتْ يَدُهُ ، فَلْيَغْسِلْهَا(١٢) ».(١٣)

__________________

(١). هكذا في « ت ، غ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، جح ، جس ، جن ». وفي « بح ، بف » والمطبوع : «دخلت».

(٢). في « بث ، جس » : « أن تكون ».

(٣). القَذَرُ : مصدر ، وهو ضدُّ النظافة والوسخُ. وقيل أيضاً : هو النجاسة. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٨٧ ؛مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٤٥٣ ( قذر ).(٤). هكذا في النسخ. وفي المطبوع : « دخلت ».

(٥). في حاشية « بث » والوسائل : « في الماء ».

(٦). هَراقَ الماءَ يُهَرِيقُ - بفتح الهاء - هِراقَةً ، أي صبّه. وفيه لغة اُخرى : أَهْرَق يُهْرِقُ إِهْراقاً ، على وزن أَفْعَلَ يُفْعِلُ ، فيجمع بين البدل والمبدل. وفيه لغة ثالثة : أَهْراقَ يُهْرِيقُ إهْراقاً ، وهذا شاذّ. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٦٩ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٦٠ ( هرق ).

(٧). الفقيه ، ج ١ ، ص ٨١ ، فيما نقله عن رسالة أبيه ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٤ ، ح ٣٧٦٩ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٥٢ ، ح ٣٧٨.

(٨). في « جن »والوافي : + « عليه‌ السلام ». وفي التهذيبوالاستبصار : « سألت أبا عبداللهعليه‌السلام ».

(٩). في حاشية « ت ، جن » : « رجل ».

(١٠). في « بس » : « النوم ».

(١١). في « جس » : « أويدخل ».

(١٢). في « ت ، بث » وحاشية « جن »والوافي : « فيغسلها ». وفي « بخ » : « يغسلها ». وفي حاشية « ى » : « فليغسل ».

(١٣). علل الشرائع ، ص ٢٨٢ ، ح ١ ، بسنده عن الحسين بن سعيد. وفيالتهذيب ، ج ١ ، ص ٣٩ ، ح ١٠٦ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٥١ ، ح ١٤٥ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن ابن سنان وعثمان بن عيسى جميعاً ، عن =

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

(٨٠)

رواية الخلعي

قال المتقي: « عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مرّ وسعيد بن وهب وزيد ابن يثيع قالوا: سمعنا عليّاً يقول: نشدت الله رجلاً سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام، فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال فأخذ بيد علي قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله. البزار وابن جرير والخلعي في الخلعيات، قال الهيثمي: رجال إسناده ثقات. قال ابن حجر: ولكنهم شيعة »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « والخلعي القاضي أبو الحسن علي بن الحسن المصري الفقيه الشافعي، وله ثمان وثمانون سنة، سمع عبد الرحمن بن عمر النحاس وأبا سعد الماليني، وطائفة، وانتهى إليه علو الإِسناد بمصر، قال ابن سكرة: فقيه له تصانيف، ولّي القضاء وحكم يوماً واستغفى وانزوى بالقرافة. توفي في ذي الحجة. قلت: وكان يوصف بدين وعبادة »(٢) .

٢ - الأسنوي: « القاضي أبو الحسن ولد بمصر في المحرم من السّنة

____________________

(١). كنز العمال ١٣ / ١٥٨.

(٢). العبر حوادث سنة ٤٩٢.

١٤١

الخامسة بعد الأربعمائة، وكان فقيهاً صالحاً، له كرامات وتصانيف، وروايات متّسعة، وكان أعلى أهل مصر إسناداً، جمع له أبو نصر أحمد بن الحسن الشيرازي عشرين جزءاً، خرّجها عنه وسمّاها الخلعيات »(١) .

(٨١)

ذكر أبي حامد الغزالي

حديث الغدير في كتابه ( سر العالمين وكشف ما في الدارين )، وسيأتي نص عبارته مع ترجمته فيما بعد إنْ شاء الله تعالى.

(٨٢)

رواية البغوي

رواه في ( المصابيح ) حيث قال: « عن زيد بن أرقم عن النبيعليه‌السلام قال: من كنت مولاه فعلي مولاه ».

ترجمته

قالالسيوطي: « محي السنّة البغوي، الإِمام الفقيه، الحافظ المجتهد، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفرّاء الشافعي ويلقب أيضا ركن الدين، صاحب معالم التنزيل، وشرح السنّة، والتهذيب والمصابيح، وغير ذلك. تفقه على القاضي حسين، وحدّث عنه، وعن أبي عمر عبد الواحد المليجي، وبورك له في

____________________

(١). طبقات الشافعية ١ / ٤٧٩.

١٤٢

تصانيفه لقصده الصالح، فإنّه كان من العلماء الربّانيين، ذا تعبد ونسك وقناعة باليسير، وآخر من روى عنه بالإِجازة: أبو المكارم فضل الله بن محمد البرقاني، الذي أجاز للفخر ابن البخاري. مات بمرو الروذ في شوال سنة ٥١٦ عن ثمانين »(١) .

(٨٣)

رواية رزين العبدري

رواه « عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه»(٢) .

ترجمته

قالالذهبي: « ورزين بن معاوية أبو الحسن العبدري الأندلسي السرقسطي مصنف تجريد الصحاح، روى كتاب البخاري عن أبي مكتوم ابن أبي ذر، وكتاب مسلم عن الحسين الطبري، وجاور بمكة دهراً، وتوفي في المحرم »(٣) .

____________________

(١). طبقات الحفاظ ٤٥٧. وفيه بدل « البرقاني »: « النوقاني »، وتوجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٥٧ وتاريخ ابن كثير ١٢ / ١٩٣ ومرآة الجنان ٣ / ١٩٣ ووفيات الأعيان ١ / ١٤٥ وطبقات السبكي ٧ / ٧٥ وشذرات الذهب ٤ / ٤٨ والعبر ٤ / ٣٧ وغيرها.

(٢). الجمع بين الصحاح الستة - مخطوط.

(٣). العبر - حوادث سنة: ٥٣٥. وتوجد ترجمته في: طبقات الحفاظ ٤٥٧ وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٥٧ ومرآة الجنان ٣ / ٢١٣ وطبقات المفسرين ١ / ٢٠٥ وغيرها.

١٤٣

(٨٤)

رواية العاصمي

ورواه أحمد بن محمد العاصمي بأسانيده المختلفة، بعد أن قال في ذكر مشابه أمير المؤمنينعليه‌السلام مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « وأمّا المولى والولاية فإنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه ».

وقد ذكر في خطبة كتابه ما هذا نصه: « ولقد كان من أوكد ما دعاني إليه وأشد ما حداني عليه - بعد الذي قدمت ذكره وبيّنت أمره - ظن بعض الجهلة الأغثام والغفلة الذين هم في بلادة الأغنام، بنا معاشر آل الكرام وجماعة أهل السنة والجماعة الاحكام، أنا نستجيز الوقيعة في المرتضى رضوان الله عليه وحباه خير ما لديه، وفي أولاده ثم في شيعته وأحفاده، وكيف نستجيز ذلك!! وهو الذي قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه وهذا حديث تلّقته الأمة بالقبول، وهو موافق للأصول، أخبرنا الشيخ الزاهد » ثم قال بعد روايته ببعض أسانيده وطرقه: « ولهذا الحديث طرق سوى ما ذكرناه، يأتيك في الفصل الخامس من هذا الكتاب إن شاء الله عزّ وجلّ ».

وقال: « ومن ذلك قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه » ثم رواه بطرقه وأسانيده المختلفة(١) .

____________________

(١). زين الفتى في تفسير سورة هل أتى - مخطوط.

١٤٤

(٨٥)

ذكر جار الله الزمخشري

حديث الغدير وأرسله إرسال المسلَّم حيث قال: « ليلة الغدير معظّمة عند الشيعة، محياة عندهم بالتهجّد، وهي الليلة التي خطب فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغدير خم على أقتاب الجمال وقال في خطبته: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

ترجمته

قالعبد القادر القرشي الحنفي: « محمد بن عمر بن محمد بن عمر الزمخشري، الإِمام الكبير، المضروب به المثل في علم الأدب، لقي الفضلاء وصنّف التصانيف: التفسير وغريب الحديث وغيرهما. وله ديوان شعر. وشهرته تغني عن الإِطناب بذكره. ولد بزمخشر، قرية من قرى خوارزم، في رجب سنة ٤٦٧. وتوفي رحمه الله تعالى بجرجانية خوارزم، ليلة عرفة سنة ٥٣٧. وأجاز للحافظ السلفي »(٢) .

____________________

(١). ربيع الأبرار ونصوص الأخبار ١ / ٨٥.

(٢). الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ١٦٠.

١٤٥

(٨٦)

رواية النطنزي

وروى أبو الفتح محمد بن علي بن إبراهيم النطنزي حديث الغدير، وستأتي عبارته فيما بعد، إن شاء الله تعالى(١) .

(٨٧)

رواية الموفق الخوارزمي

ورواه الموفّق بن أحمد المكي المعروف بأخطب خوارزم حيث قال: « وبهذا الإِسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا [ بهذا ] علي بن أحمد ابن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا أحمد بن سليمان المؤدب قال: حدثنا عثمان قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا أحمد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء، قال: أقبلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجّته، حتى إذ كنّا بين مكة والمدينة نزل فأمر منادياً الصّلاة جامعة، قال فأخذ بيد علي ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فهذا وليّ من أنا وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، من كنت مولاه فعلي مولاه، فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة »(٢) .

____________________

(١). وتوجد ترجمة أبي الفتح النطنزي في: الأنساب - النطنزي، الوافي بالوفيات، وغيرهما.

(٢). مناقب علي بن أبي طالب: ٩٤ باختلاف في بعض أسماء الرواة.

١٤٦

وروى أخطب خوارزم كتاباً لعمرو بن العاص إلى معاوية جاء فيه: « وأمّا ما نسيت أبا الحسن أخا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصيّه، إلى الحسد والبغي على عثمان، وسمّيت الصحابة فسقة، وزعمت أنه أشلاهم على قتله، فهذا غواية، ويحك يا معاوية أما علمت أن أبا حسن بذل نفسه بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبات على فراشه، وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة، و قد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم: ألا من كنت مولاه فعليّ مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله »(١) .

(٨٨)

رواية عمر الملّا

ورواه الشيخ عمر بن محمد بن خضر المعروف بالملّا في كتابه في السّيرة النبويّة: « عن البراء قال: أقبلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع، حتى إذا كنا بغدير خم نودي فينا الصّلاة جامعة، وكسح لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحت شجرتين، فأخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي، ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: أليس أزواجي أمّهاتكم؟ قالوا: بلى. قال: فإن هذا مولى من أنا مولاه. اللهم وال من

____________________

(١). مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وتوجد ترجمة الخوارزمي في: شذرات الذهب حوادث: ٥٦٨، الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، وستأتي ترجمته عن المصادر المذكورة وغيرها في قسم حديث التشبيه.

١٤٧

والاه وعاد من عاداه، فلقيه بعد ذلك عمر فقال له: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة »(١) .

(٨٩)

رواية ابن عساكر

أخرج حديث الغدير بترجمة سيدنا الأميرعليه‌السلام من ( تاريخ دمشق ) بأسانيد وألفاظ كثيرة جدّاً. من الحديث رقم (٥٠١) إلى الحديث رقم (٥٨٨)، فأخرجه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعن: عبدالله بن مسعود، وجابر، وأبي سعيد، والبرّاء، وطلحة، وسعد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد، وأبي هريرة، وعمر، وعبدالله بن عمر، وسمرة، وأنس وجماعةٍ غيرهم. كما روى خبر مناشدة أمير المؤمنينعليه‌السلام الناس في رحبة الكوفة عن عدّةٍ من الصحّابة والتابعين. ونحن نكتفي هنا بإيراد الرواية التالية:

« أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا السيد أبو الحسن محمد بن علي، أنبأنا أحمد بن علي بن مهدي، أنبأنا أبي، أنبأنا علي بن موسى الرضا، أنبأنا أبي، عن أبيه جعفر الصادق، حدثني أبي، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه عن جدّه علي بن أبي طالب قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ».

قال الحافظ ابن كثير: « وقد رواه معروف بن خرّبوذ [ المكي ] عن أبي الطفيل [ عامر بن واثلة ] عن حذيفة بن أسيد [ الغفاري ]. قال: لمـّا قفل رسول

____________________

(١). وسيلة المتعبّدين إلى متابعة سيد المرسلين ٥ / ١٦٢، وستأتي ترجمته وبيان اعتبار كتابه المذكور في قسم حديث التشبيه.

١٤٨

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع، أمر أصحابه أن ينزلوا عند شجرات متقاربات بالبطحاء، فنزلوا حولهنّ، ثم أمر فقم ما تحتهنّ من الشوك، وشذبن بمقدار الرؤس ثم بعث إليهم فصلّى تحتهنّ، ثم قام فقال:

أيّها الناس لقد نبأني اللّطيف الخبير أنه لم يعمّر نبي إلّا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني لأظنّ أنه يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسئول وأنتم مسئولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلّغت ونصحت وجهدت، فجزاك الله خيراً، قال: ألستم تشهدون أن لا إله، إلّا الله ومحمد عبده ورسوله، وأن الجنة حق وأن النار حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: اللهم اشهد. ثم قال: أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم، من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، ثم قال: أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض، حوض أعرض مما بين بصرى وصنعاء، فيه آنية عدد النجوم، قدحان من ذهب وقدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تضلّوا ولا تبدّلوا، وعترتي أهل بيتي، فإني نبأني اللّطيف الخبير أنهما لم يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

رواه ابن عساكر بطوله من طريق معروف كما ذكرنا »(١) .

وقال المتقي الهندي: « عن رفاعة بن أياس الضبي عن أبيه عن جدّه، قال: كنت من علي في الجمل فبعث إلى طلحة أن ألقني فلقيه، فقال: أنشدك الله أسمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: نعم. قال: فلم تقاتلني؟!. كر»(٢) .

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٩ مع الاختلاف في ألفاظ الحديث.

(٢). كنز العمال ١١ / ٣٣٢.

١٤٩

ترجمته

قالابن قاضي شهبة « علي بن الحسين بن هبة الله بن عبدالله بن الحسين، الحافظ الكبير، ثقة الدين، أبو القاسم بن عساكر، فخر الشافعية وإمام أهل الحديث في زمانه وحامل لوائهم، صاحب تاريخ دمشق، وغير ذلك من المصنّفات المفيدة المشهورة، مولده في مستهل سنة ٤٩٩. ورحل إلى بلاد كثيرة، وسمع الكثير من نحو ألف وثلاثمائة شيخ وثمانين امرأة، وتفقه بدمشق وبغداد، وكان ديّناً خيّراً يختم في كل جمعة، وأمّا في رمضان ففي كلّ يوم، معرضاً عن المناصب بعد عرضها عليه، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قليل الالتفات إلى الامراء وأبناء الدنيا.

قال الحافظ أبو سعد السمعاني في تاريخه: هو كثير العلم، غزير الفضل حافظ ثقة متقن، ديّن خير حسن السّمت، جمع بين معرفة المتون والأسانيد، صحيح القراءة متثبت محتاط، رحل وبالغ في الطلب، إلى أن جمع ما لم يجمع غيره، وأربى على أقرانه، وصنّف التصانيف وخرّج التخاريج، وشرع في تاريخ دمشق.

وقال أبو محمد عبدالقادر الرهاوي: رأيت الحافظ السلفي والحافظ أبا العلاء الهمداني والحافظ أبا موسى المديني، ما رأيت فيهم مثل ابن عساكر. توفي في رجب سنة ٥٧١ »(١) .

____________________

(١). طبقات الشافعية. وتوجد ترجمة ابن عساكر في: تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٨ وطبقات السبكي ٧ / ٢١٥ وتاريخ ابن كثير ١٢ / ٢٩٤ ومرآة الجنان ٣ / ٣٩٣ والمنتظم ١٠ / ٢٦١ والنجوم الزاهرة ٦ / ٧٧ ووفيات الأعيان ١ / ٣٣٥ وشذرات الذهب ٤ / ٢٣٩.

١٥٠

(٩٠)

رواية أبي موسى المديني

قال الحافظ السمهودي: « وعن عامر بن ليلى بن ضمرة وحذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنهما، قالا: لمـّا صدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع - ولم يحج غيرها - أقبل حتى إذا كان بالجحفة، نهى عن شجرات بالبطحاء متقاربات، لا ينزلوا تحتهنّ، حتى إذا نزل القوم وأخذوا منازلهم سواهنّ، أرسل إليهنّ فقمّ ما تحتهنّ وشذبن عن رؤس القوم، حتى إذا نودي للصّلاة غدا إليهنّ، فصلّى تحتهنّ، ثم انصرف إلى الناس، وذلك يوم غدير خم - وخم من الجحفة وله بها مسجد معروف - فقال:

يا أيّها الناس إنه قد نبّأني اللّطيف الخبير أنه لم يعمّر نبي إلّا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظنّ أن أدعى فأجيب، وإني مسئول وأنتم مسئولون هل بلّغت، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نقول قد بلّغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيرا، وقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنّته حق وأن ناره حق، والبعث بعد الموت حق؟ قالوا: بلى. قال: أللهم اشهد، ثم قال: يا ايها الناس ألا تسمعون! ألا فإن الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فهذا علي مولاه، وأخذ بيد علي فعرفها(١) حتى عرفه القوم أجمعون، ثم قال: اللهم وإل من والاه وعاد من عاداه. ثم قال: أيها الناس إني فرطكم، وأنتم واردون عليّ الحوض، أعرض مما بين بصري وصنعاء، فيه عدد نجوم السماء قدحان من فضة، ألا وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين،

____________________

(١). كذا ولعله: فرفعها.

١٥١

فانظروا كيف تخلفوني فيهما حين تلقوني. قالوا: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلّوا بعدي ولا تبدّلوا، وعترتي، فإني قد نبّأني الخبير أن لا يتفرقا حتى يلقياني، وسألت الله ربّي لهم ذلك فأعطاني، فلا تسبقوهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم فهم أعلم منكم. أخرجه ابن عقدة في الموالاة من طريق عبدالله بن سنان عن أبي الطفيل عنهما به.

ومن طريق ابن عقدة أورده أبو موسى المديني في الصحابة وقال: إنه غريب جدّاً، والحافظ أبو الفتوح العجلي في كتابه الموجز في فضائل الصحابة »(١) .

وقال علي بن محمد المعروف بابن الاثير الجزري: « عبدالله بن ياميل. أورده ابن عقدة وحده. روى جعفر بن محمد عن أبيه وأيمن بن نائل عن عبدالله بن ياميل قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه أبو موسى »(٢) .

وروى عنه أحاديث أخرى، كما سيظهر عن كثب إن شاء الله تعالى.

ترجمته

١ - الذهبي: « وأبو موسى المديني، محمد بن أبي بكر عمر بن أحمد الحافظ صاحب التصانيف، وله ثمانون سنة، سمع من غانم البرحي وجماعة من أصحاب أبي نعيم، ولم يخلّف بعده مثله. مات في جمادي الأولى، وكان مع براعته في الحفظ والرجال صاحب ورع وعبادة وجلالة وتقى »(٣) .

٢ - الأسنوي: « الحافظ أبو موسى المديني محمد بن عمر بن أحمد المديني الاصبهاني، الامام الحافظ، ولد ليلة الاربعاء تاسع عشر ذي القعدة سنة ٥٠١،

____________________

(١). جواهر العقدين - مخطوط.

(٢). أسد الغابة ٣ / ٢٧٤.

(٣). العبر - حوادث سنة ٥٨١.

١٥٢

وتخرّج بالامام إسماعيل بن محمد التيمي، وأخذ عنه المذهب، وعلوم الحديث، وسمع من خلائق كثيرين، وصنف التصانيف المشهورة النافعة، وكان ورعاً زاهداً متواضعاً متعففاً عمّا في أيدي الناس، لا يقبل لأحد شيئاً قطّ، مع الهرب من الناس.

قال ابن الدبيثي: وعاش حتى صار أوحد وقته وشيخ زمانه، توفي منتصف يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى سنة ٥٨١. ذكره في العبر قال: لم يخلّف بعده مثله »(١) .

٣ - ابن قاضي شهبة: « محمد بن عمر بن محمد الحافظ الكبير، أبو موسى المديني الاصبهاني أحد الأعلام، وكان حافظاً، واسع الدائرة، جم العلوم.

قال أبو سعد السمعاني: كتبت عنه وسمعت منه، وهو ثقة صدوق. وقال ابن الدبيثي »(٢) .

(٩١)

حكم التوربشتي

باعتبار حديث الغدير وشهرته، فإنه قال بعد ذكر حديث: علي منّي بمنزلة هارون من موسى وحديث الغدير والجواب عنهما - ما تعريبه: « وليس لهذه الطائفة في الأحاديث ما يتمسّكون به، إلّا هذين الحديثين المشهورين المعتبرين، وقد ذكرنا وجه الاستدلال بهما، وأما غيرهما فإمّا ضعيف لا يصلح للاحتجاج به، وإمّا موضوع لا يجوز التفوّه به، فضلاً عن الاستدلال ...»(٣) .

____________________

(١). طبقات الشافعية ٢ / ٤٤٠.

(٢). طبقات الشافعية ١ / ٣٧٣.

(٣). المعتمد في المعتقد للتوربشتي.

١٥٣

ترجمته

قالابن قاضي شهبة: « فضل الله التوربشتي. قال السبكي في الطبقات الكبرى: فقيه محدث من أهل شيراز، شرح مصابيح البغوي شرحاً حسناً، ولعله كان في حدود الستمائة »(١) .

(٩٢)

رواية أبي الفتوح العجلي

قال الشيخ نور الدين علي بن محمد المعروف بابن الصبّاغ المالكي: « وروى الحافظ أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل بن خلف العجلي، في كتابه الموجز في فضائل الخلفاء الأربعة، يرفعه بسنده إلى حذيفة بن أسيد الغفاري وعامر بن ليلى بن ضمرة قالا: لمـّا صدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع - ولم يحجّ غيرها - أقبل حتى إذا كان بالجحفة، نهى عن سمرات متقاربات بالبطحاء، أن لا ينزل تحتهنّ أحد، حتى إذا أخذ القوم منازلهم أرسل فقمّ ما تحتهنّ، حتى إذا ثوّب بالصلاة - صلاة الظهر - غدا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصلّى بالناس تحتهنّ، وذلك يوم غدير خم، ثم بعد فراغه من الصلاة قال:

أيها الناس إنّه قد نبأني اللّطيف الخبير، أنه لن يعمّر نبي إلّا نصف عمر النبي الذي كان قبله، وإني لأظن بأني أدعى فأجيب، وإني مسئول هل بلغت فما أنتم قائلون؟ قالوا: نقول: قد بلّغت وجهدت ونصحت، فجزاك الله خيراً، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله وأن محمّداً عبده ورسوله، وأن جنّته حق

____________________

(١). طبقات الشافعية ١ / ٣٦٧. وترجمته في طبقات السبكي ٤ / ١٤٦.

١٥٤

وأن ناره حق، والبعث بعد الموت حق؟ قالوا: بلى نشهد. قال: اللهم اشهد.

ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون: ألا فإن الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فعلي مولاه، وأخذ بيد علي فعرفه حتى نظره القوم، ثم قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

وقد عرفت من كلام السمهودي - في رواية أبي موسى المديني - رواية العجلي لحديث الغدير، في كتابه الموجز في فضائل الصحابة.

ترجمته

١ - الذهبي: « وفيها توفي العلامة أبو الفتح العجلي منتجب الدين، أسعد ابن أبي الفضائل محمود بن خلف الاصبهاني، الشافعي الواعظ، شيخ الشافعية، عاش خمساً وثمانين سنة »(٢) .

٢ - اليافعي: « وفيها توفي الامام العلامة أبو الفتح العجلي، كان من الفقهاء الفضلاء، الموصوفين بالعلم والزهد، مشهوراً بالعبادة والنسك والقناعة، لا يأكل إلّا من كسب يده »(٣) .

٣ - ابن قاضي شهبة: « كان فقيهاً مكثراً من الرواية، زاهداً ورعاً »(٤) .

____________________

(١). الفصول المهمة في معرفة الأئمة: ٤١.

(٢). العبر - حوادث ٦٠٠.

(٣). مرآة الجنان - حوادث ٦٠٠.

(٤). طبقات الشافعية ١ / ٣٥٨.

١٥٥

(٩٣)

إثبات الفخر الرازي

إجماع الأمة على حديث الغدير، كما ذكرنا سابقاً أنه قال في ( الأربعين في أصول الدين ): «وأما الشبهة الثانية عشر، وهي التمسك بقولهعليه‌السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه. فجوابها من وجوه، الأول: إنّه خبر واحد، قوله: الأمة اتفقت على صحّته، لأن منهم من تمسّك به في فضل علي، ومنهم من تمسّك به في إمامته. قلنا: تدعى أن كل الأمة قبلوه قبول القطع أو قبول الظن، الأول ممنوع وهو نفس المطلوب، والثاني: مسلّم ولا ينفعكم في مطلوبكم »(١) .

وتقدم أيضاً: أنه اعترف في ( نهاية العقول ) بأن مخالفي الشيعة يروون حديث الغدير، للاحتجاج به في فضل علي بن أبي طالب.

وذكر الرازي في ( تفسيره ) القول بنزول قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ. ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) الآية في غدير خم، ناسباً إيّاه إلى ابن عباس والبراء بن عازب والامام محمد بن علي الباقرعليه‌السلام ، كما علمت وستعلم إن شاء الله تعالى.

ترجمته

قالاليافعي: « وفيها الامام الكبير، العلامة النحرير، الأصولي المتكلّم، المناظر المفسّر، صاحب التصانيف المشهورة في الآفاق، الحظيّة في سوق الإِفادة بالنفاق، الامام فخر الدين الرازي، أبو عبدالله محمد بن عمر بن حسين القرشي، التيمي البكري، الملقّب بالإمام عند علماء الأصول، المقرّر لشبه مذاهب الفرق المخالفين، والمبطل لها بإقامة البراهين، الطبرستاني الأصل،

____________________

(١). الأربعين في أصول الدين ٤٦٢.

١٥٦

الرازي المولد المعروف به، الشافعي المذهب، فريد عصره ونسيج دهره، الذي قال فيه بعض العلماء: خصّه الله برأي هو للغيب طليعة، فيرى الحق بعين دونها حدّ الطبيعة، فاق أهل زمانه في الأصلين والمعقولات وعلم الأوائل، صنّف التصانيف المفيدة في فنون عديدة وكل كتبه مفيدة، وانتشرت تصانيفه في البلاد، ورزق فيها سعادة عظيمة بين العباد »(١) .

(٩٤)

رواية أبي السعادات ابن الأثير

رواه بقوله: « زيد بن أرقم - أو أبو سريحة، شك شعبة - إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه الترمذي »(٢) .

ترجمته

قالاليافعي: « وفيها العلامة مجد الدين، أبو السعادات، المبارك بن محمد ابن محمد المعروف بابن الأثير، الشيباني الجزري ثم الموصلي الكاتب. قال أبو البركات ابن المستوفي في حقه: أشهر العلماء ذكراً، وأكبر النبلاء قدراً، واحد الأفاضل المشار إليهم، وفرد الأماثل المعتمد في الأمور عليهم »(٣) .

____________________

(١). مرآة الجنان - حوادث ٦٠٦.

(٢). جامع الأصول ٩ / ٤٦٨.

(٣). مرآة الجنان - حوادث ٦٠٦. وتوجد ترجمته في الكامل ١٢ / ١٢٠.

١٥٧

(٩٥)

رواية أبي الحسن ابن الأثير

رواه بقوله: « عامر بن ليلى بن ضمرة. أورده أبو العباس ابن عقدة روى عبدالله بن سنان، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري وعامر بن ليلى بن ضمرة قالا: لما صدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع - ولم يحج غيرها - أقبل حتى إذا كان بالجحفة، وذلك يوم غدير خم من الجحفة - وله بها مسجد معروف - فقال: أيها الناس إنه قد نبأني اللّطيف الخبير، أنه لم يعمّر نبي إلّا نصف عمر الذين قبله، وإنّي يوشك أن أدعى فأجيب، ثم ذكر الحديث إلى أن قال: فأخذ بيد علي فرفعها وقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وذكر الحديث، قال أبو موسى: هذا حديث غريب جداً، لا أعلم أني كتبته إلّا من رواية ابن سعيد. أخرجه أبو موسى »(١) .

وقال: « عبدالله بن ياميل. أورده ابن عقدة وحده. روى جعفر بن محمد عن أبيه وأيمن بن نائل، عن عبدالله بن ياميل، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه أبو موسى »(٢) .

وقال: « أبو سريحة الغفاري اسمه حذيفة بن أسيد بن خالد عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدّث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شك شعبة - عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

____________________

(١). أسد الغابة ٣ / ٩٢.

(٢). أسد الغابة ٣ / ٢٧٤.

١٥٨

أخرجه أبو عمر وأبو نعيم وأبو موسى »(١) .

ترجمته

قالاليافعي: « الامام الحافظ ابن الأثير، أبو الحسن علي بن محمد الجزري صاحب التاريخ، ومعرفة الصحابة، وغير ذلك، كان صدراً معظماً كثير الفضائل، كان بيته مجمع الفضل لأهل الموصل، وحافظاً للتاريخ، وخبيراً لأنساب العرب وأخبارهم وأيامهم ووقائعهم »(٢) .

(٩٦)

رواية الضياء المقدسي

رواه في ( المختارة )، الكتاب الذي التزم فيه بالصحة، قال السمهودي: « عن حذيفة بن أسيد الغفاري أو زيد بن أرقم قال: لما صدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع، نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهنّ، ثم بعث إليهن فقمّ ما تحتهنّ من الشوك، وعمد إليهنّ فصلّى تحتهن، ثم قام فقال: يا ايها الناس إنّي قد نبأني اللّطيف الخبير، أنه لم يعمّر نبي إلّا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظنّ أن يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسئول وإنكم مسئولون، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلّغت وجهدت ونصحت، فجزاك الله خيراً، فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلّا الله وأن محمّداً عبده ورسوله، وأن جنّته حق وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد

____________________

(١). المصدر نفسه ٥ / ٢٠٨.

(٢). مرآة الجنان - حوادث: ٦٣٠ وله ترجمة في: العبر ٥ / ١٢٠ وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٦٦ ووفيات الأعيان ٢ / ٢٧٨ وغيرها.

١٥٩

الموت، وأنّ السّاعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: اللهم اشهد.

ثم قال: يا أيها الناس إنّ الله مولا لي وأنا ولي المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني علياً - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، ثم قال: يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض، حوض أعرض مما بين بصرى إلى صنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلّوا ولا تبدّلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبّأني اللّطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا عليَّ الحوض.

أخرجه الطبراني في الكبير، والضياء في المختارة من طريق سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل، وهما من رجال الصحيح عنه بالشك في صحابيته »(١) .

وفي ( الجامع الصغير ) للسيوطي: « من كنت مولاه فعلي مولاه. حم عن البراء، حم عن بريدة، ن والضياء عن زيد بن أرقم »(٢) .

ترجمته

١ - الذهبي: « الضياء الامام العالم، الحافظ الحجة، محدث الشام شيخ السنّة، ضياء الدين أبو عبدالله محمد بن عبد الواحد ولد سنة ٥٦٩ حصّل أصولاً كثيرة، ونسخ وصنّف وصحّح وليّن وجرح وعدّل، وكان المرجوع إليه في هذا الشأن. قال تلميذه عمر بن الحاجب: شيخنا أبو عبدالله شيخ وقته، ونسيج وحده، علماً وحفظاً وثقة وديناً، من العلماء الربانيين، وهو أكثر من أن يدخل عليه مثل، كان شديد التحرّي في الرواية، مجتهداً في العبادة، كثير الذكر،

____________________

(١). جواهر العقدين - مخطوط.

(٢). الجامع الصغير ٢ / ١٨١.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424