نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 424

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 284183 / تحميل: 7495
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

الكلمات في مناقبه ومآثره التي يذكرونها له:

١ - ابن حبان: « سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عبدالله بن عمر بن مخزوم بن يقظة المخزومي القرشي، كنيته أبو محمّد.

ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر. وأم سعيد بن المسيب بنت عثمان بن حكيم

وكان من سادات التابعين فقهاً وديناً وورعاً وعلماً وعبادةً وفضلاً. وكان أبوه يتّجر في الزيت. وكان سعيد سيّد التابعين وأفقه أهل الحجاز وأعبر الناس للرؤيا، ما نودي للصّلاة أربعين سنة إلّاوسعيد في المسجد ينتظرها، ويقال: إنّه ممّن أصلح بين عثمان وعلي. فلمـّا بويع عبدالملك وبايع للوليد وسليمان من بعده، وأخذ البيعة من الناس، أبي سعيد ذلك فلم يبايع. فقال عبدالرحمن ابن عبدالقاري: إنّك تصلي بحيث يراك هشام بن إسماعيل، فلو غيّرت مقامك حتّى لا يراك - وكان هشام والياً على المدينة لعبد الملك - فقال سعيد: إنّي لم اُغير مقاماً قمته منذ أربعين سنة. قال: فخرج معتمراً فقال: لم أكن لأجهد بدني وأنفق مالي في شيء ليس فيه نية. قال: فبايع إذاً. قال: أرأيت إن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما عليّ! وأبى أن يبايع. فكتب هشام بن إسماعيل إلى عبدالملك، فكتب عبدالملك إليه ما دعاك إلى سعيد!! ما كان علينا منه شيء نكرهه، فأما إذا فعلت فادعه، فإن بايع وإلّا فاضربه ثلاثين سوطاً، وأوقفه للناس، فدعاه هشام فأبى، وقال: لست أبايع لاثنين، فضربه ثلاثين سوطاً، ثمّ ألبسه ثياباً من شعر، وأمر به فطيف به حتّى بلغوا الخيّاطين، ثمّ ردّه وأمر به إلى السجن. فقال سعيد: لولا أنّي ظننت أنه القتل ما لبسته، قلت: أستر عورتي عند الموت.

٤١

مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين، وقد قيل إنّه مات سنة خمس ومائة »(١) .

٢ - الذهبي: « سعيد بن المسيب. الإمام شيخ الإسلام، فقيه المدينة، أبو محمّد، المخزومي، أجلّ التابعين، ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر، وسمع من عمر شيئاً وهو يخطب، وسمع من عثمان وزيد بن ثابت وعائشة وسعد وأبي هريرة وخلق.

وكان واسع العلم، وافر الحرمة، متين الديانة، قوّالاً بالحق، فقيه النفس.

روى أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر قال: سعيد بن المسيّب أحد المفتين.

وقال أحمد بن حنبل وغيره: مرسلات سعيد صحاح.

وقال قتادة: ما رأيت أحداً أعلم من سعيد بن المسيّب.

وكذا قال الزهري ومكحول وغير واحد.

قال قال علي بن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علماً من سعيد، هو عندي أجلّ التابعين.

وقال العجلي وغيره: كان لا يقبل جوائز السلطان، وله أربعمائة دينار يتّجر بها بالزيت وغيره.

وقال سعد بن إبراهيم: سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما أحد أعلم بقضاءٍ قضاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولا أبو بكر وعمر منّي.

قال الواقدي: حدّثني هشام بن سعد سمعت الزهري - وسئل عمّن أخذ سعيد بن المسيب علمه - قال: عن زيد بن ثابت، وسعد بن أبي وقاص، وابن عباس، وابن عمر، وقد سمع من عثمان وعلي وصهيب، وجلّ روايته المسندة.

____________________

(١). كتاب الثقات ٤ / ٢٧٣.

٤٢

عن أبي هريرة، وكان زوج بنته، وكان يقال: ليس أحد أعلم بقضاء عمر وعثمان منه.

وروى معمر عن الزهري: كان سعيد أعلم الناس بقضاء عمر وعثمان.

وعن قتادة قال: كان الحسن إذا أشكل عليه شيء كتب إلى سعيد بن المسيب يسأله.

حماد بن زيد عن يزيد بن حازم: إن المسيب كان يسرد الصوم.

وقال عبدالرحمن بن حرملة: سمعت سعيداً يقول: حججت أربعين حجة.

يوسف بن يعقوب الماجشون، عن المطلب بن السائب قال: كنت جالساً مع سعيد بن المسيب في السوق، فمرّ بريد لبني مروان، فقال له سعيد: من رسل بني مروان أنت؟ قال: نعم. قال: كيف تركت بني مروان؟ قال: بخير. قال: تركتهم يجيعون الناس ويشبعون الكلاب! فأراد شرّأ الرسول، فقمت إليه، فلم أزل أرجيّه حتّى انطلق. فقلت لسعيد: يغفر الله لك، تشيط بدمك! فقال: أسكت يا أحيمق، فوالله لا يسلمني الله ما أخذت بحقوقه.

عن مكحول من وجه ضعيف أنّه قال لمـّا بلغه موت ابن المسيب: استوى الناس.

قال مالك: بلغني أنّ سعيد بن المسيب قال إنّي كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد.

قال مصعب عن عبدالله حدّثني مصعب بن عثمان: إنّ الذي شهد لسعيد ابن المسيب حين أراد مسلم بن عقبة قتله عمرو بن عثمان ومروان الحكم، شهدا أنّه مجنون، فخلّى سبيله.

قال أبو يونس القوي: دخلت المسجد فإذا سعيد بن المسيب جالس

٤٣

وحده. قلت: ما شأنه؟ قالوا: نهى أن يجالسه أحد

قلت: قد أفردت سيرة سعيد في مؤلف »(١) .

٣ - الذهبي: « سعيد بن المسيب بن حزن. الإمام أبو محمّد المخزومي، أحد الأعلام وسيّد التابعين. عن: عمر وعثمان وسعد. وعنه: الزهري وقتادة ويحيى بن سعيد. ثقة، حجة، رفيع الذكر، رأس في العلم والعمل، مات سنة ٩٤ »(٢) .

٤ - الخطيب التبريزي: « كان سيّد التابعين من الطراز الأول، جمع بين الفقه والحديث والزهد والعبادة والورع، وهو المشار إليه المنصوص عليه، وكان أعلم الناس بحديث أبي هريرة وبقضايا عمر.

لقي جماعة كثيرة من الصحابة وروى عنهم.

وعنه: الزهري وكثير من التابعين وغيرهم.

قال مكحول: طفت الأرض كلّها في طلب العلم، فما لقيت أعلم من ابن المسيب.

وقال ابن المسيب: حججت أربعين حجة.

مات سنة ثلاث وتسعين رحمه الله تعالى »(٣) .

٥ - ابن حجر: « قال نافع عن ابن عمر: هو والله أحد المفتين [ المتقنين ] وعن عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه قال: قد جئت [ قدمت ] المدينة فسألت عن أعلم أهل المدينة، فدفعت إلى سعيد بن المسيب. وقال ابن شهاب: قال لي عبدالله بن ثعلبة بن أبي صغير: إن كنت تريد هذا - يعني الفقه -

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ١ / ٥٤ - ٥٦.

(٢). الكاشف ١ / ٣٧٢.

(٣). الإكمال في أسماء رجال المشكاة ٣ / ٦٦٦.

٤٤

فعليك بهذا الشيخ: سعيد بن المسيب. وقال قتادة: ما رأيت أحداً أعلم بالحلال والحرام منه.

وقال محمّد بن إسحاق عن مكحول: طفت الأرض كلّها في طلب العلم فما لقيت أعلم منه.

وقال سليمان بن موسى: كان أفقه التابعين.

وقال البخاري: قال لي علي عن أبي داود عن شعبة عن أياس بن معاوية قال لي سعيد بن المسيب: ممّن أنت؟ قلت: من مزينة. قال: إنّي لأذكر يوم نعي عمر بن الخطاب النعمان بن مقرن على المنبر، قال: وقال لنا سليمان بن حرب ثنا سلام بن مسكين عن عمران بن عبدالله الخزاعي عن ابن المسيب قال: أنا أصلحت بين علي وعثمان.

وقال الدوري عن ابن معين: ههنا قوم يقولون إنّه أصلح بين علي وعثمان، وهذا باطل.

وقال أيضاً: قد رآني عمر وكنت صغيراً. قلت يقول: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر. فقال يحيى: ابن ثمان سنين يحفظ شيئاً!!

قال: وسمعته يقول: مرسلات ابن المسيّب أحبّ إليَّ من مرسلات الحسن

وقال أبو طالب قلت لأحمد: سعيد بن المسيب. فقال: ومن مثل سعيد؟! ثقة من أهل الخير. فقلت له: سعيد عن عمر حجة؟ قال: هو عندنا حجة قد رأى عمر وسمع منه، وإذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل؟

وقال الميموني وأحمد بن حنبل: مرسلات سعيد صحاح، لا يرى أصح من مرسلاته.

وقال عثمان الحارثي عن أحمد: أفضل التابعين سعيد بن المسيب.

٤٥

وقال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علماً من سعيد بن المسيّب، قال: وإذا قال سعيد مضت السنّة فحسبك. قال: وهو عندي أجلّ التابعين.

وقال الربيع عن الشافعي: إرسال ابن المسيب عندنا حسن.

وقال الليث عن يحيى بن سعيد: كان ابن المسيب يسمّى راوية عمر، كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته.

وقال إبراهيم بن سعد عن أبيه عن سعيد: ما بقي أحد أعلم بكلّ قضاءٍ قضاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكلّ قضاءٍ قضاه أبو بكر وكلّ قضاءٍ قضاه عمر منّي، قال إبراهيم عن أبيه: وأحسبه قال: وعثمان.

وقال مالك: بلغني أنّ عبدالله بن عمر كان يرسل إلى ابن المسيّب يسأله عن بعض شأن عمر وأمره. وقال مالك: لم يدرك عمر، ولكن لما كبر أكبّ على المسألة عن شأنه وأمره. وقال قتادة: كان الحسن إذا أشكل عليه شيء كتب إلى سعيد بن المسيّب. وقال العجلي: كان رجلاً صالحاً فقيهاً

وقال أبو زرعة: مدني قرشيء ثقة إمام. وقال أبو حاتم: ليس في التابعين أنبل منه، وهو أثبتهم في أبي هريرة.

قال الواقدي: مات سنة ٩٤ في خلافة الوليد وهو ابن خمس وسبعين سنة. قال أبو نعيم: مات سنة ٩٣.

قلت: على تقدير ما ذكروا عنه أنّ مولده لسنتين مضتا من خلافة عمر - والإسناد إليه صحيح - يكون مبلغ عمره ثمانين سنة إلّاسنة، كما قال الواقدي »(١) .

٦ - ابن حجر: « سعيد بن المسيب أحد العلماء الثمانية، إتّفقوا على أنّ

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٤ / ٨٤.

٤٦

مرسلاته أصح المراسيل، وقال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علماً منه. مات بعد التسعين وقد ناهز الثمانين »(١) .

٧ - السّيوطي: « سعيد بن المسيّب قال قتادة: ما رأيت أحداً قط أعلم بالحلال والحرام منه، وقال مكحول: ما لقيت أعلم منه، وقال سليمان بن موسى: إنّه أفقه الناس، وقال أحمد: إنّه أفضل التابعين »(٢) .

٨ - عبدالحق الدهلوي: « سعيد بن المسيب بن حزن القرشي الإمام أبو محمّد المخزومي المدني، من فقهاء السبعة الذين كانوا بالمدينة أحد الأعلام، سيّد التابعين، جمع بين الفقه والحديث والزهد والعبادة والورع، ثقة حجة فقيه رفيع الذكر، رأس في العلم والعمل.

ويروى عن الإمام زين العابدين أنّه قال: سعيد بن المسيب أعلم الناس، ويقال: إنّه لم يكن في التابعين أكثر منه علماً »(٣) .

ترجمة أبي هريرة

وأمّا « أبو هريرة » فهو من الصحابة الكبار والأئمّة الأعلام عند أهل السنّة، فلا حاجة إلى تعديله وتوثيقه بعد أن مدح الله سبحانه تعالى الصّحابة وأثنى عليهم في القرآن الكريم كما يزعمون، وبعد أن وردت عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأحاديث العامة والخاصّة في فضله ومقامه كما يروون.

ولا بأس بذكر مقتطفاتٍ من تراجمه في معاجم الصّحابة والحفّاظ:

____________________

(١). تقر يب التهذيب ١ / ٣٠٥.

(١). إسعاف المبطأ برجال الموطّأ: ١٧، طبع مع تنوير الحوالك.

(٢). رجال المشكاة للشيخ عبدالحق الدهلوي.

٤٧

١ - ابن عبدالبر: « أبو هريرة الدوسي صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ لزمه وواظب عليه رغبةً في العلم راضياً بشبع بطنه، وكانت يده مع يد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان يدور معه حيثما دار، وكان من أحفظ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان يحضر ما لا يحضره سائر المهاجرين والأنصار، لاشتغال المهاجرين بالتجارة والأنصار بحوائجهم.

وقد شهد له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأنّه حريص على العلم والحديث، وقال له: يا رسول الله، إنّي قد سمعت منك حديثاً كثيراً، فإنّي أخشى أن أنسى، فقال: أبسط رداءك، قال: فبسطته فغرف بيده ثمّ قال: ضمّه، فضممته، فما نسيت شيئاً بعده.

وقال البخاري: روى عنه أكثر من ثمانمائة رجل من بين صاحب وتابع. وممّن روى عنه من الصّحابة: إبن عباس وابن عمر وجابر بن عبدالله وأنس وواثلة بن الأسقع وعائشة، إستعمله عمر بن الخطاب على البحرين ثمّ عزله، ثمّ أراده على العمل فأبى عليه، فلم يزل يسكن المدينة، وبها كانت وفاته »(١) .

٢ - إبن الأثير: « ب د ع أبو هريرة الدوسي صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأكثرهم حديثاً عنه وقد اختلف في اسمه اختلافاً كثيراً، لم يختلف في اسم آخر مثله ولا ما يقاربه وإنّما هو مشهور بكنيته، وأسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ لزمه وواظب عليه رغبة في العلم، فدعا له رسول الله:

أخبرنا إبراهيم وغيره عن أبي عيسى، أخبرنا أبو موسى، أخبرنا عثمان ابن عمر، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال قلت:

____________________

(١). الإستيعاب في معرفة الأصحاب ٤ / ١٧٥٨.

٤٨

يا رسول الله، أسمع منك أشياء فلا أحفظها. قال: ابسط رداءك، فبسطته، فحدّث حديثاً كثيراً، فما نسيت شيئاً حدّثني به.

... عن ابن عمر أنّه قال لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول الله وأحفظنا لحديثه.

... عن الزهري عن الأعرج قال: سمعت أبا هريرة قال: إنّكم تقولون إنّ أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ( ص )، والله الموعد! كنت رجلاً مسكيناً أخذم رسول الله على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم. وقال رسول الله: من يسبط ثوبه فلن ينسى شيئاً سمعه منّي، فبسط ثوبي حتّى قضى حديثه ثمّ ضممته إليَّ فما نسيت شيئاً سمعته بعد.

... قال البخاري: روى عن أبي هريرة أكثر من ثمانمائة رجل من صاحب وتابع

قال خليفة: توفي أبو هريرة سنة ٥٧. وقال الهيثم بن عدي: توفي سنة ٥٨ »(١) .

٣ - الذهبي: « أبو هريرة الدوسي اليماني، الحافظ الفقيه، صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان من أوعية العلم ومن كبار أئمّة الفتوى، مع الجلالة والعبادة والتواضع.

قال البخاري: روى عنه ثمانمائة نفس أو أكثر

وكان من أصحاب الصّفة فقيراً، ذاق جوعاً وفاقة، ثمّ بعد النبيّ صلح حاله وكثر ماله، وكان كثير التعبد والذّكر، ولي إمرة المدينة، وناب أيضاً عن مروان في إمرتها، وكان يمرّ في السّوق يحمل الحزمة وهو يقول: أوسعوا

____________________

(١). أسد الغابة في أسماء الصحابة ٥ / ٣١٥.

٤٩

الطريق للأمير، وكان فيه دعابة

روى أحمد في مسنده عن أبي كثير التميمي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اللّهمّ حبّب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأُمّه إلى عبادك المؤمنين، وحبّبهم إليهما

قال الأعمش عن أبي صالح السمّان: كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب محمّد رسول الله.

وقال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره.

وروى كهمس عن عبدالله بن شفيق قال قال أبو هريرة: لا أعرف أحداً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحفظ لحديثه منّي.

أبو داود الطيالسي، نا عمران القطّان، عن بكر بن عبدالله، عن أبي رافع، عن أبي هريرة إنّه لقي كعباً، فجعل يحدّثه ويسأله، فقال كعب: ما رأيت أحداً لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة.

هشيم، عن يعلى بن عطا، عن الوليد بن عبدالرحمن، عن ابن عمر إنّه قال: يا أبا هريرة أنت كنت ألزمنا لرسول الله، وأعلمنا بحديثه »(١) .

أقول:

وبعد هذا كلّه لا يرتاب المنصف في صحّة حديث التشبيه، وإنّه ليعلم - بعد هذا - كذب ( الدّهلوي ) في دعواه، وأنّ غرضه ستر الحقيقة وكتمان الواقع ظلماً وزوراً.

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ١ / ٣٢.

٥٠

ترجمة ياقوت الحموي

وبقي ترجمة ياقوت الحموي صاحب ( معجم الأدباء ) الذي ذكر الحديث بترجمة المفجّع وياقوت من أعاظم مصنّفي أهل السنّة، ومن مشاهير أدبائهم ومحقّقيهم هذا من جهة.

ومن جهةٍ أخرى: قد اشتهر ياقوت بتعصّبه على سيّدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، حتّى نصّ مترجموه على ذلك كابن خلّكان

وحينئذٍ، لا يرتاب أحد في صحّة الحديث الذي ذكره واعتباره، إذ لا يبقى بعد هذا مجالٍ لإنكاره أو القدح في سنده

ومن كلمات أهل السنّة في ترجمة ياقوت ما يلي:

١ - السمعاني: « أبو الدر ياقوت بن عبد الله الرومي التاجر، عتيق عبدالله ابن أحمد البخاري سمع أبا محمّد عبدالله بن محمّد بن هزار مرد الصريفيني، قرأت عليه ببغداد أمالي أبي طاهر المخلّص بروايته عن ابن هزامرد عنه. وكان شيخاً مليح الشيبة لطيفاً [ نظيفاً ] ظاهره الخير والصلاح، وتوفي سنة ٥٤٣ بمصر »(١) .

٢ - إبن خلّكان: « وكان متعصّباً على علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، وكان قد طالع شيئاً من كتب الخوارج، فاشتبك في ذهنه منه طرف قوي، وتوجّه إلى دمشق في سنة ثلاث عشرة وستمائة، وقعد في بعض أسواقها، وناظر بعض من يتعصّب لعليرضي‌الله‌عنه ، وجرى بينهما كلام أدّى إلى ذكره عليّاًرضي‌الله‌عنه بما لا يسوغ، فثار الناس عليه ثورة كادوا يقتلونه، فسلم منهم، وخرج من دمشق منهزماً بعد أن بلغت القضية إلى والي البلد، فطلبه ولم يقدر

____________________

(١). الأنساب - الرّومي.

٥١

عليه، ووصل إلى حلب خائفاً يترقّب

وكان قد تتبّع التواريخ، وصنّف كتاباً سمّاه إرشاد الألبّاء إلى معرفة الأدباء، يدخل في أربع مجلّدات »(١) .

٣ - الذهبي: « ياقوت الرومي الحموي ثمّ البغدادي التاجر شهاب الدين، الأديب الأخباري، صاحب التصانيف الأدبيّة في التاريخ والأنساب والبلدان وغير ذلك. توفي في رمضان »(٢) .

٤ - اليافعي: « ياقوت الرومي الحموي ثمّ البغدادي التاجر، شهاب الدين، الأديب الأخباري، صاحب التصانيف الأدبيّة في التاريخ والأنساب والبلدان وغير ذلك.

أُسير من بلاده صغيراً، فابتاعه ببغداد رجل تاجر، ولمـّا كبر ياقوت المذكور قرأ شيئاً من النحو واللغة، وشغله مولاه بالأسفار في متاجره، ثمّ جرت بينه وبين مولاه قضيّة أوجبت عتقه، فأبعده عنه، فاشتغل بالنسخ، وحصلت له بالمطالعة فوائد، وصنّف كتاباً سمّاه إرشاد الألبّاء إلى معرفة الأدباء، في أربع مجلّدات، وكتاباً في أخبار الشعراء المتأخّرين والقدماء، وكتباً أخرى عديدة، وكانت له همّة عالية في تحصيل المعارف »(٣) .

٥ - ابن حجر: « ياقوت الرومي الكاتب الحموي.

قال ابن النجّار: كان ذكيّاً، حسن الفهم، ورحل في طلب النسب إلى بلاد الشام ومصر والبحرين وخراسان، وسمع الحديث، وصنّف معجم البلدان، ومعجم الأدباء، وأسماء الجبال والأنهار والأماكن.

____________________

(١). وفيات الأعيان ٦ / ١٢٧.

(٢). العبر ٢ / ٤٥٦.

(٣). مرآة الجنان حوادث سنة ٥٤٣.

٥٢

قال ابن النجّار(*) : كان غزير الفضل، وكان حسن الصحبة، طيّب الأخلاق حريصاً على الطلب. ومات بحلب سنة ٦٢٦ ولم يبلغ الستين »(١) .

اعتماد العلماء على ياقوت

وكثيراً ما يعتمد كبار علماء أهل السنّة وحفّاظهم على أقوال ياقوت وتحقيقاته في تراجم العلماء، ونكتفي هنا بإيراد موارد من اعتماد الحافظ جلال الدين السّيوطي على ياقوت الحموي:

قال السيوطي: « محمّد بن محمّد بن عمران البصري الرقّام، أبو الحسن، قال ياقوت: أحد أصحاب ابن دريد القيّمين بالعلم والفهم »(٢) .

وقال: « محمّد بن بركات بن هلال بن عبدالواحد السعيدي النحوي أبو عبدالله. قال ياقوت: عالي المحلّ في النحو واللغة والأدب، أحد فضلاء المصريين وأعيانهم المبرّزين، أخذ النحو والأدب عن ابن باشا »(٣) .

____________________

(*) ولا بأس بذكر ترجمة ابن النجار الذي نقل ابن حجر كلامه في الثناء على ياقوت، قال ابن شاكر الكتبي: « صنّف التاريخ الذي ذيّل به على تاريخ الخطيب، استدرك فيه على الخطيب، فجاء في ثلاثين مجلّداً، دلَّ على تبحّره في هذا الشأن وسعة حفظه. وكان إماماً ثقة حجة مقرءاً مجوّداً حسن المحاضرة كيساً متواضعاً، اشتملت مشيخته على ثلاثة آلاف شيخ، ورحل سبعاً وعشرين سنة وله كتاب: القمر المنير في المسند الكبير، ذكر كلّ صحابي وما له من الحديث، وله كتاب كنز الإمام في معرفة السنن والأحكام، والمختلف والمؤتلف، ذيّل به على ابن ماكولا، والمتفق والمفترق، ونسبة المحدّثين إلى الآباء والبلدان، كتاب عواليه، كتاب معجمه، جنّة الناظرين في معرفة التابعين، الكمال في معرفة الرجال، القصر الفائق في عيون أخبار الدنيا ومحاسن تواريخ الخلائق، الدرة الثمينة في أخبار المدينة، نزهة الورى في أخبار أمّ القرى ». [ فوات الوفيات ٤ / ٣٦ ].

(١). لسان الميزان لابن حجر العسقلاني ٦ / ٢٣٩.

(٢). بغية الوعاة: ٩٩.

(٣). نفس المصدر: ٢٤.

٥٣

وقال: « محمّد بن أحمد أبو الندى الغندجاني. قال ياقوت: واسع العلم، راجح المعرفة باللغة وأخبار العرب وأشعارها »(١) .

وقال: « محمّد بن أحمد أبو الريحان الخوارزمي قال ياقوت:

وأمّا تصانيفه في النجوم والهيئة والحكمة فإنّها تفوت الحصر »(٢) .

(٢)

رواية أحمد بن حنبل

ورواه أحمد بن حنبل بطريق صحيح:

قال أبو جعفر محمّد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني رحمة الله عليه:

« أحمد بن حنبل، عن عبدالرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيّب، عن أبي هريرة. وابن بطّة في الإبانة [ بإسناده ] عن ابن عباس، كلاهما عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال:

« من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى موسى في مناجاته، وإلى عيسى في سمته، وإلى محمّد في تمامه وكماله وجماله، فلينظر إلى هذا الرجل المقبل. قال: فتطاول الناس أعناقهم فإذا هم بعلي، كأنما ينقلب في صبب وينحل عن جبل.

تابعهما أنس، إلّا أنّه قال: وإلى إبراهيم في خلّته، وإلى يحيى في زهده،

____________________

(١). بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: ٢١.

(٢). نفس المصدر: ٢٠.

٥٤

وإلى موسى في بطشه. فلينظر إلى علي بن أبي طالب »(١) .

ترجمة ابن شهرآشوب

وقد ذكر كبار علماء السير والتواريخ من أهل السنّة أبا جعفر محمّد بن علي بن شهرآشوب السروي، ووصفوه بالأوصاف الحميدة، وأثنوا عليه الثناء البالغ:

١ - قال الصفدي: « محمّد بن علي بن شهرآشوب - الثانية سين مهملة - أبو جعفر السروي المازندراني، رشيد الدين الشيعي، أحد شيوخ الشيعة، حفظ أكثر القرآن وله ثمان سنين، وبلغ النهاية في أصول الشيعة، كان يرحل إليه من البلاد، ثمّ تقدّم في علم القرآن والغريب والنحو، ووعظ على المنبر أيّام المقتفي ببغداد، فأعجبه وأخلع عليه، وكان بهيّ المنظر، حسن الوجه والشيبة، صدوق اللهجة، مليح المحاورة، واسع العلم، كثير الخشوع والعبادة والتهجّد، لا يكون إلّاعلى وضوء.

أثنى عليه ابن أبي طي في تاريخه ثناء كثيراً، توفي سنة ٥٨٨ »(٢) .

٢ - الفيروزآبادي: « محمّد بن علي بن شهرآشوب، أبو جعفر المازندراني، رشيد الدين الشيعي، بلغ النهاية في أصول الشيعة، تقدّم في علم القرآن واللغة والنحو، ووعظ أيّام المقتفي فأعجبه وخلع عليه، وكان واسع العلم، كثير العبادة، دائم الوضوء.

له كتاب الفصول في النحو، وكتاب المكنون والمخزون في عيون الفنون، وكتاب أسباب نزول القرآن، وكتاب متشابه القرآن، وكتاب الأعلام

____________________

(١). مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٣ / ٢٦٤ ط ايران.

(٢). الوافي بالوفيات ٤ / ١٦٤.

٥٥

والطرائق في الحدود والحقائق، وكتاب الجديدة. جمع فيه فوائد وفرائد جمّة. عاش مائة سنة إلّا عشرة أشهر، مات سنة ٥٨٨ »(١) .

٣ - السيوطي: « محمّد بن علي بن شهرآشوب، أبو جعفر السروي المازندراني، رشيد الدين، شيعي، قال الصفدي: كان مقدّماً في علم القرآن والغريب والنحو، واسع العلم، كثير العبادة والخشوع، ألّف: الفصول في النحو، أسباب نزول القرآن، متشابه القرآن، مناقب علي بن أبي طالب، المكنون، »(٢) .

٤ - شمس الدين الداودي: « محمّد بن علي بن شهرآشوب بن أبي نصر، أبو جعفر السروي المازندراني، رشيد الدين، أحد شيوخ الشيعة، إشتغل بالحديث ولقي الرجال، ثمّ تفقّه وبلغ النهاية في فقه أهل مذهبه، ونبغ في الأصول حتّى صار رحله، ثمّ تقدّم في علم القرآن والقراءات والتفسير والنحو. كان إمام عصره وواحد دهره، أحسن الجمع والتأليف ، و غلب عليه علم القرآن والحديث، وهو عند الشيعة كالخطيب البغدادي لأهل السنّة، في تصانيفه وتعليقات الحديث ورجاله ومراسيله ومتّفقه ومفترقه، إلى غير ذلك من أنواعه، واسع العلم، كثير الفنون.

مات في شعبان سنة ٥٨٨.

قال ابن أبي طي: ما زال الناس بحلب لا يعرفون الفرق بين ابن بطة الحنبلي وابن بطّة الشّيعي، حتّى قدم الرّشيد فقال: إن بطة الحنبلي بالفتح والشيعي بالضمّ »(٣) .

وإذا عرفت جلالة قدر ابن شهرآشوب السّروي، وعلوّ مقامه في الفقه

____________________

(١). البلغة في تراجم أئمّة النحو واللغة: ٢٤٠.

(٢). بغية الوعاة: ٧٧.

(٣). طبقات المفسرين ٢ / ١٩٩.

٥٦

والحديث والتفسير والرجال والقراءات والنحو مع صدق اللّهجة والأمانة في النقل، لم يبق عندك أي شك وريب في رواية أحمد بن حنبل لحديث التشبيه بالسند المتقدّم الذي ذكره إبن شهرآشوب.

رواية صاحب الصحائف حديث التشبيه عن أحمد

هذا، بالإضافة إلى أنّ رواية أحمد بن حنبل لحديث التشبيه مذكورة في كتب أهل السنّة أيضاً، ففي كتاب ( هداية السعداء ) لملك العلماء شهاب الدين الدولت آبادي الهندي، عن كتاب ( الصّحائف )، أنّه عزا رواية الحديث الشريف إلى أحمد والبيهقي، حيث قال:

« روى أحمد والبيهقي في فضائل الصحابة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى يوشع في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى وجه علي ».

ثمّ إنّ صاحب ( الصحائف ) لم ينكر - في مقام الجواب عن دلالة هذا الحديث على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام - رواية أحمد بن حنبل للحديث، بل لم يشك في صحته، بل قال: « والحق أنّ كلّ واحدٍ من الخلفاء الأربعة، بل كل واحدٍ من الصحابة مكرم عند الله، موصوف بالفضائل الحميدة، ولا يجوز الطعن في أحد منهم، لأنّ الطعن في واحدٍ منهم يوجب الكفر »(١) .

ومؤلّف كتاب ( الصحائف ) هو الشيخ شمس الدين محمّد بن أشرف الحسيني السمرقندي، قال الجلبي: « آداب الفاضل شمس الدين محمّد بن أشرف الحسيني السمرقندي، الحكيم المحقّق، صاحب الصحائف

____________________

(١). هداية السعداء - الهداية الأولى، الجلوة السابعة - مخطوط.

٥٧

والقسطاس، المتوفى في حدود سنة ٦٠٠، وهي أشهر كتب الفن، وعليها شروح »(١) .

وذكر ( الصحائف ) بقوله: « الصحائف في الكلام أوله. الحمد لله الذي استحقّ الوجود والوحدة الخ. وهو على مقدمة وستة صحائف وخاتمة »(٢) .

وذكر ( القسطاس ) بقوله: « قسطاس الميزان أي المنطق، وهو على مقدمة ومقالتين، الأولى في التصوّرات، والثانية في التصديقات، لشمس الدين محمّد السمرقندي، وهو صاحب الصحائف»(٣) .

ووصف كتاب ( الصحائف ) شارحه صاحب ( المعارف في شرح الصحائف ) فقال: « وكتاب الصحائف جامع لما ثبت بالحجج القطعيّة والدلائل اليقينيّة، على ما شهد به صريح العقل من حجج المخالفين على الفلاسفة وغيرهم، والمطالب إنّما تبتني على أصولهم وقواعدهم، ليلغي حسبان المريبين، ويقوّي إيمان المصيبين، إذ الحق لا يتميّز ولا يقرّب إلّا بإبانة الحجّة وإزالة الشبهة. فالتمس جماعة من العلماء وطائفة من الفضلاء أن أكتب له شرحاً وافياً لبيانه، كافياً لتبيانه، مع زيادة ما يتوقّف عليه الإتقان، وإفادة ما يفتقر إليه الإيقان، فالتزمته وسمّيته كتاب المعارف في شرح الصحائف ».

وقد ذكر الكاتب الجلبي هذا الشرح أيضاً في ( كشف الظنون ) ويظهر من كلامه وجود شروح عديدة له. وكتاب الصحائف وشرحه المذكور يعدّان من الكتب الكلاميّة المعتمدة عند أهل السنّة، في عداد المقاصد والمواقف والطوالع وشروحها.

____________________

(١). كشف الظنون ١ / ٣٩.

(٢). كشف الظنون ٢ / ١٠٧٥.

(٣). المصدر ٢ / ١٣٢٦.

٥٨

هذا، ولأجل أن يطمئنّ القارىء بما ذكرناه من رواية صاحب ( الصحائف ) هذا الحديث الشريف عن أحمد بن حنبل، ونقله صاحب كتاب ( هداية السعداء ) في كتابه، فإنّا ننقل عين ما جاء في الكتابين:

نصّ كلام صاحب الصحائف

قال في ( هداية السعداء )، في الهداية الأولى، الجلوة السابعة، فيما يصير به الرجل رافضيّاً.

في التمهيد: من قال إنّ عليّاً كان نبيّاً أو أفضل من النّبيّ وأعلم منه، وأنكر خلافة الشيخين، أو سبّهما، أو لعنهما، أو قال إنّ أبابكر ليس من الصّحابة، فهو رافضي كافر.

وفي تفسير الطيّبي عند قوله تعالى( إِذْ هُما فِي الْغارِ ) قالوا من أنكر صحبة أبي بكر مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقد كفر.

عن التّرمذي، عن ابن عمررضي‌الله‌عنه : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لأبي بكر: أنت صاحبي في الغار وصاحبي في الحوض.

وفي التشريح: من قال حبّ عليّ كفر ورفض فهو خارجي كافر لأنّ الله أحبّه وأحبّه النبيّ والصّحابة والمؤمنون أجمعون، فإنّه يسب هؤلاء الكلّ.

في كتاب الشّفاء: من قال لأحد من الخلفاء الأربعة إنّه كان على الضلال أو كان كافراً يقتل، لأنّه كفر، وإن سبّهم بغير هذا من مشاتمة الناس نُكِّلَ نكالا شديداً، ومن قال لغيرهم من الصحابة كان فلانٌ من أهل الضلالة نُكِّلَ نكالاً شديداً ».

« وفي الصحائف في الفصل الثالث، في أفضل الناس بعد النبيّ، المراد بالأفضل ههنا أن يكون أكثر ثواباً عند الله واختلفوا فيه.

٥٩

فقال أهل السنّة وقدماء المعتزلة إنّه أبو بكر، وقال الشيعة وأكثر المتأخرين من المعتزلة هو علي.

إستدل أهل السنّة بوجهين، الأوّل: قوله تعالى( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ ) السورة، والمراد هو أبو بكررضي‌الله‌عنه عند أكثر المفسّرين، والأتقى أكرم عند الله تعالى لقوله تعالى( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) والأكرم عند الله أفضل.

الثاني: قوله صلّى الله عليه وسلّم: والله ما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعد النبيّين والمرسلين أفضل من أبي بكر.

وأجاب الشيعة: بأن هذا لا يدل على أنّه أفضل، بل بأنّ غيره ليس أفضل منه.

واحتجّت الشيعة بأنّ الفضيلة إمّا عقليّة أو نقليّة، والعقليّة إمّا بالنّسب أو بالحسب، وكان عليّ أكمل الصّحابة في جميع ذلك، فهو أفضل.

أمّا بالنّسب، فلأنّه أقرب إلى رسول الله، والعبّاس وإن كان عمّ رسول الله لكنّه كان أخا عبدالله من الأب وكانَ أبو طالب أخاً منهما، وكان علي هاشميّاً من الأب والأمّ، لأنّه عليّ بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم، وعليّ بن فاطمة بنت أسد بن هاشم، والهاشمي أفضل لقوله صلّى الله عليه وسلّم اصطفى من ولد إسماعيل قريشاً واصطفى من قريش هاشماً.

وأمّا الحسب، فلأنّ أشرف الصّفات الحميدة الزهد والعلم والشجاعة، وهو فيها أتمّ وأكمل من الصّحابة.

أمّا العلم، فلأنّه ذكر في خُطبه من أسرار التوحيد والعدل والنبوّة والقضاء والقدر وأحوال المعاد ما لم يوجد في الكلام لأحدٍ من الصحابة، وجميع الفرق ينتهي نسبتهم في علم الأصول إليه، فإنّ المعتزلة ينسبون أنفسهم إليه،

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

الصالحين، على جانب عظيم من الورع والتقوى، والاجتهاد في العبادة ورفض السّوى، له مصنّفات عديدة، وذكروا عنه أخباراً حميدة فما كان هذا الرجل إلّا من حسنات الدهر، وخاتمة أهل الورع، ومفاخر الهند، وشهرته تغني عن ترجمته، وتعظيمه في القلوب يغني عن مدحه ».

(١٣٧)

ذكر محمد طاهر الفتني

حديث الغدير في ( مجمع البحار ) نقلاً عن النهاية حيث قال:

« إسم المولى يقع على: الربّ، والمالك، والسيّد، والمنعم، والناصر، والمحب، والتابع، والجار، وابن العم، والحليف، والعقيد، والصهر، والعبد، والمعتق، والمنعم عليه، وأكثرها جاء في الحديث، وكل من ولّي أمرا أو قام به فهو مولاه ووليّه، وقد يختلف مصادرها، فالولاية بالفتح في النسب والنصرة والعتق، وبالكسر في الامارة، والولاء في المعتق، والموالاة من والى القوم، ومنه: من كنت مولاه فعلي مولاه ، يحمل على أكثر الأسماء المذكورة »(١) .

____________________

(١). مجمع البحار -: مادة ولي. وتوجد ترجمه الفتني في النور السافر ٣٦١ وأخبار الأخيار ٢٦٨ وسبحة المرجان في آثار هندوستان ٤٣ وأبجد العلوم ٨٩٥ وتفصيل الكلمات في حقه في قسم حديث ( أنا مدينة العلم ).

٢٠١

(١٣٨)

ذكر ميرزا مخدوم

ابن عبد الباقي حديث الغدير، وتصريحه بتواتره، مع ما هو عليه من التعصّب والعناد، وقد تقدم ذلك سابقاً.

(١٣٩)

رواية القاري

ورواه علي بن سلطان محمد الهروي القاري، فقد قال في شرح قول الخطيب التبريزي: « رواه أحمد والترمذي » ما نصّه: « وفي الجامع رواه أحمد وابن ماجة عن البراء، وأحمد عن بريدة، والترمذي والنسائي والضياء عن زيد بن أرقم. ففي إسناد المصنّف الحديث عن زيد بن أرقم إلى أحمد والترمذي مسامحة لا تخفى. و في رواية لأحمد والنسائي والحاكم عن بريدة بلفظ: من كنت وليّه فعلي وليّه. وروى المحاملي في أماليه عن ابن عباس ولفظه: علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه »(١) .

ترجمته

قالالمحبي: « أحد صدور العلم، فرد عصره، الباهر السمت في التحقيق

____________________

(١). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٦٨.

٢٠٢

وتنقيح العبارات، وشهرته كافية عن الإِطراء في وصفه، إشتهر ذكره، وطار صيته، وألّف التآليف الكثيرة اللطيفة، المحتوية على الفوائد الجليلة »(١) .

وكذا ترجمه الشوكاني(٢) ، والقنوجي(٣) ، وسيأتي عبارتهما في قسم حديث ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ).

(١٤٠)

رواية المناوي

ورواه شمس الدين محمد المدعوّ بعبد الرءوف المناوي في ( كنوز الحقائق ) حيث قال: « من كنت مولاه فعلي مولاه. حم »(٤) .

وقال في شرحه في ( فيض القدير ): « قال ابن حجر: حديث كثير الطّرق، قد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، منها صحاح ومنها حسان، وفي بعضها: قال ذلك يوم غدير خم. و زاد البزار في روايته: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبّه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. ولـمّا سمع عمر ذلك قال: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، خرّجه الدار قطني وأخرج أيضاً: قيل لعمر إنّك تصنع بعلي شيئاً لا تصنعه بأحد من الصحابة، قال: إنّه مولاي »(٥) .

____________________

(١). خلاصة الأثر ٣ / ١٨٥.

(٢). البدر الطالع ١ / ٤٤٥.

(٣). إتحاف النبلاء المتقين.

(٤). كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق - هامش الجامع الصغير ٢ / ١١٨.

(٥). فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٦ / ٢١٧ - ٢١٨.

٢٠٣

ترجمته

قالالمحبي: « الامام الكبير، الحجة الثبت القدوة، صاحب التصانيف السائرة، وأجل أهل عصره من غير ارتياب، وكان إماماً فاضلاً، زاهداً عابداً، قانتاً لله خاشعاً له، كثير النفع فهو أعظم علماء هذا التاريخ آثاراً، ومؤلفاته غالباً متداولة، كثيرة النفع وكانت ولادته في سنة ٩٥٢، وتوفي ١٠٣١ »(١) .

(١٤١)

رواية شيخ العيدروس

ورواه شيخ بن عبدالله العيدروس أيضاً. وسيأتي نصّ روايته إنْ شاء الله(٢) .

(١٤٢)

رواية الشيخاني القادري

ورواه محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري المدني حيث قال: « ومن تلك الأحاديث الواردة الصحيحة، قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليرضي‌الله‌عنه : من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه الترمذي والنسائي والامام أحمد وغيرهم، وكم حديث صحيح ما أخرجه الشيخان.

وعن سعيد بن وهب قال: قال عليرضي‌الله‌عنه في الرحبة: أنشد الله من

____________________

(١). خلاصة الأثر ٢ / ٤١٢ - ٤١٦.

(٢). وتوجد ترجمته في خلاصة الأثر ٢ / ٢٣٥، النور السافر ٣٧٢.

٢٠٤

سمع رسول الله يوم غدير خم يقول: ان الله ولي المؤمنين، ومن كنت وليه فهذا وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره. قال سعيد: فقام إلى جنبي ستة. أخرجه النسائي في كتاب الخصائص، قال الحافظ الذهبي: هذا حديث صحيح.

و أخرج الإِمام أحمد في مسنده عن أبي الطّفيل، قال: جمع عليرضي‌الله‌عنه الناس في الرحبة وهذا الحديث مروي أيضاً عن زيد بن أرقم قال الحافظ الذهبي: هذا الحديث صحيح غريب.

وأخرج أبو عوانة عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه قال: لما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم قال الحافظ الذهبي: هذا حديث صحيح.

وأخرج أبو يعلى والحسن بن سفيان في مسنديهما عن البراءرضي‌الله‌عنه قال: كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجّة الوداع قال الحافظ الذهبي: هذا حديث حسن.

اتفق على ما ذكرنا جمهور أهل السنّة، وأما ما انفرد به أهل البدع من الإِسماعيليّة ببلاد اليمن، وخالف فيه أهل الجمعة والجماعة والسنن أقول: وقد مرّ الأحاديث الصحاح والحسان، وليس فيها جميع ما ذكره المدعي، بل الصحيح مما ذكرنا: من كنت مولاه فعلي مولاه، والصحيح مما ذكرنا أيضاً: اللهم وال من والاه. والصحيح مما ذكرنا أيضاً: إن الله وليي وأنا وليّ المؤمنين ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره والصحيح مما ذكرنا أيضاً قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

والصحيح مما ذكرنا أيضاً قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كأني قد دعيت فأجبت، وإني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف

٢٠٥

تخلفوني فيهما، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إنّ الله مولاي فأنا [ وأنا ] ولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. والصحيح مما ذكرنا أيضا قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فإن هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمررضي‌الله‌عنه فقال: هنيئاً لك، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. انتهى ما هو الصحيح والحسان.

وليس في ذلك مخترعات المدعي ومفترياته، وقد استوعب طرق الأحاديث المذكورة وغيرها ابن عقدة في كتاب مفرد. وذكر بعضها أيضاً الشيخ نور الدين السيد الجليل علي بن جمال الدين عبدالله بن أحمد الحسني السمهودي الشافعي في كتابه المسمى أنجح المساعي، في ردّ شبه الدّاعي. فاكتفينا بردّه على المدعي البدعي »(١) .

(١٤٣)

رواية الحلبي

ورواه نور الدين الحلبي الشافعي بلفظ الطبراني ثم قال: « وهذا أقوى ما تمسكت به الشيعة والامامية والرافضة، على أنّ عليّاً كرم الله وجهه أولى بالامامة من كلّ أحد. وقالوا: هذا نص صريح على خلافته، سمعه ثلاثون صحابياً وشهدوا به. قالوا: فلعلي عليهم من الولاء ما كان لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بدليل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألست أولى بكم؟

وهذا حديث صحيح ورد بأسانيد صحاح وحسان، ولا التفات لمن قدح في

____________________

(١). الصراط السوي في مناقب آل النبي - مخطوط.

٢٠٦

صحته كأبي داود، وأبي حاتم الرازي وقول بعضهم: إن زيادة اللهم وال من والاه - إلى آخره - موضوعة، مردود، فقد ورد ذلك من طرق صحّح الذهبي كثيراً منها.

و قد جاء أنّ عليّاً كرم الله وجهه قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلاّ قام، ولا يقوم رجل يقول نبّئت أو بلغني، إلّا رجل سمعت أذناه ووعى قلبه، فقام سبعة عشر صحابياً. وفي رواية ثلاثون صحابيا، وفي المعجم الكبير: ستة عشر، وفي رواية: اثنا عشر. فقال: هاتوا ما سمعتم، فذكروا الحديث، ومن جملته: من كنت مولاه فعلي مولاه، وفي رواية: فهذا مولاه.

وعن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه : وكنت ممن كتم، فذهب الله ببصري، وكان علي كرم الله وجهه دعا على من كتم »(١) .

ترجمته

قالالمحبي: « الامام الكبير، أجلّ أعلام المشايخ، وعلّامة الزمان، كان جبلاً من جبال العلم، وبحراً لا ساحل له، واسع الحلم، علامة جليل المقدار، جامعاً لأشتات العلى، صارفاً نقد عمره في بث العلم النافع ونشره، وحظي فيه حظوة لم يحظها أحد مثله، فكان درسه مجمع الفضلاء، ومحط رحال النبلاء، وكان غاية في التحقيق، حاد الفهم، قوي الفكرة، متحرياً في الفتاوى، جامعاً بين العلم والعمل، صاحب جدٍ واجتهاد، عمّ نفعه الناس، فكانوا يأتونه لأخذ العلم عنه من البلاد »(٢) .

____________________

(١). إنسان العيون في سيرة الأمين والمأمون ٣ / ٣٣٦.

(٢). خلاصة الأثر ٣ / ١٢٢.

٢٠٧

(١٤٤)

رواية ابن باكثير المكي

ورواه الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي الشافعي « عن عامر ابن ليلى بن ضمرة وحذيفة بن أسيد رضي الله عنهما قالا: لـمّا صدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ولم يحج غيرها - أقبل حتى إذا كان بالجحفة أخرجه ابن عقدة في الموالاة. ومن طريق ابن عقدة أورده أبو موسى في الصحابة وقال: إنه غريب، والحافظ أبو الفتوح العجلي في فضائل الصحابة ».

ورواه من حديث حذيفة وزيد والبراء بن عازب، ثم قال: « وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غدير خم بيد عليرضي‌الله‌عنه ، حتى رأينا بياض إبطه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. الحديث. وفيه ثم قال: يا أيها الناس إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض. وأخرجه ابن عقدة.

و أخرجه محمد بن جعفر الرازي عنها بلفظ: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه الذي قبض فيه، وقد امتلأت الحجرة من أصحابه فقال: أيها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً، فينطلق بي، وقد قدمت القول معذرة إليكم، ألا وإني مخلّف فيكم كتاب الله عز وجلّ وعترتي أهل بيتي. ثم أخذ بيد علي فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي، لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض، فأسألهما ما خلّفت فيهما. أخرجه الدارقطني.

وأخرج أيضاً عن سالم بن أبي جعد، قال: قيل لعمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه : إنك تصنع بعلي شيئاً لا تصنع بأحد من أصحاب النبي صلّى الله عليه

٢٠٨

وسلّم! فقال: إنه مولاي.

وعن سعد بن أبي وقاصرضي‌الله‌عنه : إن أبابكر وعمر رضي الله عنهما قالا: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

وأخرج الدارقطني في الفضائل عن معقل بن يساررضي‌الله‌عنه قال: سمعت أبا بكررضي‌الله‌عنه يقول: علي بن أبي طالب عترة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أي: الذين حث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على التمسك بهم، والأخذ بهديهم، فإنهم نجوم الهدى من اقتدى بهم اهتدى. وخصه أبوبكر بذلكرضي‌الله‌عنه لأنه الامام في هذا الشأن، وباب مدينة العلم والعرفان، فهو إمام الأئمّة وعالم الأمة، وكأنه أخذ ذلك من تخصيصهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له من بينهم يوم غدير خم بما سبق.

وهذا حديث صحيح، لا مرية فيه، ولا شك ينافيه، وروى عن الجم الغفير من الصحابة وشاع واشتهر، وناهيك بمجمع حجة الوداع. قال شيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى : حديث من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرج الترمذي والنسائي، وهو كثير الطّرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، ويدل على ذلك ما روى أبو الطفيلرضي‌الله‌عنه ان علياًرضي‌الله‌عنه وكرّم وجهه جمع الناس - وهو خليفة - في الرحبة »(١) .

ترجمته

وقد ترجم لهالمحبي ووصفه بقوله: « من أدباء الحجاز وفضلائها المتمكّنين، كان فاضلاً أديباً، له مقدار علي وفضل جلي »(٢) .

____________________

(١). وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل - مخطوط.

(٢). خلاصة الأثر ١ / ٢٧١.

٢٠٩

(١٤٥)

رواية عبد الحق الدهلوي

ورواه عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي البخاري في شرح المشكاة حيث قال: « وهذا حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد، وطرقه كثيرة جدّاً، رواه ستة عشر صحابياً، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثون صحابياً، وشهدوا به لعليرضي‌الله‌عنه لـمّا نوزع أيام خلافته، وكثير من أسانيده صحاح وحسان، ولا التفات لمن قدح في صحته، ولا إلى قول بعضهم أن زيادة اللهم وال من والاه إلى آخره موضوع، فقد ورد ذلك من طرق صحّح الذهبي كثيراً منها. كذا قال الشيخ ابن حجر في الصواعق المحرقة »(١) .

(١٤٦)

ذكر محمد بن محمد المصري

حديث الغدير في كتاب ( الدرر العوال )، فقد قال في ذكر سيّدنا أمير

____________________

(١). اللمعات في شرح المشكاة، وقد رواه في مدارج النبوة ٢ / ٤٠١ وغيره أيضاً، وقد ترجم لعبد الحق الدهلوي الهندي علامة الهند في سبحة المرجان: ٥٢، ونص عبارته في قسم حديث ( أنا مدينة العلم ).

٢١٠

المؤمنينعليه‌السلام : « وورد في فضله أحاديث كثيرة منها: قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

(١٤٧)

رواية محمد محبوب

ورواه محمد محبوب عالم بن صفي الدين جعفر بدر عالم، وسيأتي نص روايته إن شاء الله.

(١٤٨)

إثبات المقبلي

وقد أثبت ضياء الدين صالح بن مهدي المقبلي حديث الغدير في ( الأبحاث المسددة ) وقد تقدم نص عبارته سابقاً.

وأورده المقبلي في كتابه في الأحاديث المتواترة أيضاً، حيث جاء فيه: « من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، من كنت مولاه فعلي مولاه. من لم يجد نعلين فليلبس خفّين. ومن لم يجد إزاراً فليلبس سراويل ».

ترجمته

وتوجد ترجمة المقبلي في البدر الطالع ١ / ٢٨٨، والتاج المكلل ٣٨٦.

قالالشوكاني: « هو ممن برع في جميع العلوم الكتاب والسنّة، وحقّق الأصولين والعربية، والمعاني والبيان، والحديث والتفسير، وفاق في جميع ذلك، وله

____________________

(١). الدرر العوال بحل ألفاظ بدء المآل.

٢١١

مؤلّفات مقبولة كلها عند العلماء، محبوبة إليهم، يتنافسون فيها، ويحتجون بترجيحاته، وهو حقيق بذلك ».

(١٤٩)

ذكر البرزنجي

حديث الغدير مع التصريح بصحّته وكثرة طرقه، فقد قال: « إعلم أنّ الشيعة يدّعون أنّ هذا الحديث نصّ جليّ في إمامة عليّرضي‌الله‌عنه ، وهو أقوى شبههم. والقدر الذي ذكرناه وهو: من كنت مولاه فعلي مولاه - من دون تلك الزيادة من الحديث - صحيح، وروي من طرق كثيرة »(١) .

(١٥٠)

رواية السهارنبوري

ورواه حسام الدين بن محمد بايزيد السهارنبوري، عن أحمد عن البراء بن عازب، كما تقدم مراراً(٢) .

____________________

(١). نواقض الروافض - مخطوط، وترجم للبرزنجي في سلك الدرر ٤ / ٦٥، ونصها في قسم حديث ( أنا مدينة العلم).

(٢). مرافض الروافض - مخطوط.

٢١٢

(١٥١)

رواية البدخشاني

ورواه محمد بن معتمد خان البدخشاني عن الحكيم في نوادر الأصول، والطبراني بسند صحيح في الكبير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنهما

ورواه عن أحمد عن البراء بن عازب، وزيد بن أرقم، رضي الله عنهما، ثم قال: « وأخرج هو عن علي وأبي أيوب الأنصاري وعمرو ذي مر، وأبو يعلى عن أبي هريرة، وابن أبي شيبة عنه وعن اثني عشر من الصحابة، والبزار عن ابن عباس وعمارة وبريدة، والطبراني عن ابن عمر ومالك بن الحويرث وأبي أيوب وجرير وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأنس، والحاكم عن علي وطلحة، وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن سعد. و الخطيب عن أنس رضي الله عنهم:

إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال بغدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

و في رواية أخرى للطبراني عن عمرو ذي مر وزيد بن أرقم وحبشي بن جنادة رضي الله عنهم مرفوعاً بلفظ: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره وأعن من أعانه.

و عند ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، واخذل من خذله وانصر من نصره، وأحب من أحبّه وأبغض من أبغضه.

و في رواية أخرى لأبي نعيم في فضائل الصحابة عن زيد بن أرقم والبراء

٢١٣

ابن عازب معاً مرفوعاً: ألا إنّ الله وليي وأنا ولي كل مؤمن، من كنت مولاه فعلي مولاه.

و لأحمد في رواية أخرى، ولا بن حبان والحاكم والحافظ أبي بشر اسماعيل بن عبدالله العبدي الاصبهاني المشهور بسمّويه عن ابن عباس عن بريدة رضي الله عنهما بلفظ: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت مولاه فعلي مولاه.

و للطبراني في رواية أخرى عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما بلفظ: من كنت أولى به من نفسه فعليّ وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

وعند الترمذي والحاكم عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه : من كنت مولاه فعلي مولاه.

أقول: هذا حديث صحيح مشهور، نصّ الحافظ أبو عبدالله محمد بن أحمد ابن عثمان الذهبي التركماني الفارقي ثم الدمشقي على كثير من طرقه بالصحة، وهو كثير الطرق جدّاً، وقد استوعبها الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة في كتاب مفرد »(١) .

وقد روى البدخشاني حديث الغدير في ( نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل البيت الأطهار ) كذلك، ثم قال: « وهذا حديث صحيح مشهور، ولم يتكلّم في صحته إلّا متعصب جاحد، لا اعتبار بقوله، فإنّ الحديث كثير الطرق جدّاً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وقد نصّ الذهبي على كثير من طرقه بالصحة، ورواه من الصحابة عدد كثير »(٢) .

ترجمته

والبدخشاني من مشاهير علماء الهند من أهل السنة، كما ذكرنا في قسم

____________________

(١). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.

(٢). نزل الأبرار بما صح في مناقب أهل البيت الأطهار: ٢١.

٢١٤

( حديث التشبيه ) من كتابنا.

(١٥٢)

رواية صدر عالم

ورواه محمد صدر عالم عن عدةٍ من الحفّاظ، عن عدد كثير من الصحابة، قائلاً في بداية ذلك: « ثم اعلم أن حديث الموالاة متواتر عند السيوطيرحمه‌الله ، كما ذكره في قطف الأزهار، فأردت أن أسوق طرقه ليتّضح التواتر، فأقول »(١) .

(١٥٣)

رواية ولي الله الدهلوي

ورواه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم والد ( الدهلوي ) حيث قال: « عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا نزل بغدير خم أخذ بيد علي، فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. أخرجه أحمد »(٢) .

____________________

(١). معارج العلى في مناقب المرتضى - مخطوط.

(٢). قرة العينين: ١٦٨.

٢١٥

وقال أيضاً: « وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه جماعة »(١) .

(١٥٤)

رواية محمد الأمير

ورواه محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير اليماني الصنعاني في ( الروضة الندية - شرح التحفة العلوية ) حيث قال بشرح:

و بخمّ قام فيهم خاطباً

تحت أشجار بها كان يفيّا

قائلاً من كنت مولاه فقد

صار مولاه كما كنت علياً

« والبيتان إشارة إلى الفضيلة، التي هي من أعظم الفضائل، والتكرمة من الله ورسوله لوصيّه التي نقص عنها الافاضل. وحديث الغدير متواتر عند أكثر أئمة الحديث، قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة الطبري: من كنت مولاه ألّف محمد بن جرير فيه كتاباً، قال الذهبي: وقفت عليه فاندهشت لكثرة طرقه انتهى. وقال الذهبي في ترجمة الحاكم أبي عبدالله بن البيع: وأمّا حديث من كنت مولاه فله طرق جيّدة أفردتها بمصنّف.

قلت: عدّه الشيخ المجتهد نزيل حرم الله ضياء الدين صالح بن مهدي المقبلي في الأحاديث المتواترة التي جمعها في أبحاثه، أعنى لفظ: من كنت مولاه فعلي مولاه، وهو من أئمة العلم والتقوى والانصاف.

ومع إنصاف الأئمة بتواتره فلا يملّ بايراد طرقه، بل يتبرّك ببعض منها » ثم

____________________

(١). إزالة الخفا في تاريخ الخلفا، لولي الله الدهلوي، وهو والد عبد العزيز الدهلوي صاحب التحفة واستاذه، ترجمته في قسم حديث ( أنا مدينة العلم ).

٢١٦

ذكر طرفاً من طرق حديث الغدير(١) .

(١٥٥)

رواية الصبان

ورواه محمد بن علي الصبان المصري بقوله: « وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار رواه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثون صحابياً، وكثير من طرقه صحيح وحسن »(٢) .

(١٥٦)

ذكر الشبرخيتي

إبراهيم بن مرعي بن عطيّة المالكي، حديث الغدير في ( الفتوحات الوهبية ) بشرح الحديث الحادي عشر الذي جاء فيه: « عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وريحانتهرضي‌الله‌عنه ، قال: حفظت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك »

____________________

(١). الروضة الندية - شرح التحفة العلوية. توجد ترجمة محمد بن اسماعيل الأمير في البدر الطالع ٢ / ١٣٣، والتاج المكلل ٤١٤ وغيرهما.

(٢). إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين: ١٥٢.

٢١٧

فقال بشرح كلمة ( علي بن أبي طالب ) ما نصه: « القائل فيه المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ويكنّى أبا الحسن وأبا تراب. كنّاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمـّا وجده نائماً وقد علاه التراب »(١) .

(١٥٧)

رواية العجيلي

ورواه أحمد بن عبد القادر بن بكري العجيلي حيث قال:

« فاحذرو لا تنقّب لشد ما رب

وكن معا حزب الاله الغالب

واقرأ حديث إنّما وليّكم

واسمع حديثاً جاء في غدير خم »

فذكر الحديث وقال: « هذا صحيح لا مرية فيه، أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد، وطرقه كثيرة، قال الامام أحمد رحمه الله تعالى : وشهد به لعلي ثلاثون صحابياً »(٢) .

ترجمته

قالالقنوجي: « الشيخ العلامة المشهور، عالم الحجاز على الحقيقة لا المجاز: أحمد بن عبد القادر بن بكري العجيليرحمه‌الله . لم يزل مجتهداً في نيل المعالي، وكم سهر في طلبها الليالي، حتى فاز من ذلك بالقدح المعلى، وصلّى في

____________________

(١). الفتوحات الوهبية في شرح الأربعين النووية، الحديث الحادي عشر، وقد ترجم له العلامة الأميني في الغدير ١ / ١٤١.

(٢). ذخيرة المآل في شرح عقد جواهر اللئال - مخطوط.

٢١٨

بها وجلى، أخذ العلوم عن آبائه الكرام، وعن غيرهم من الأعلام، وله مؤلفات »(١) .

(١٥٨)

رواية الرشيد الدهلوي

ورواه رشيد الدين خان الدهلوي تلميذ ( الدهلوي ) عن ( مفتاح النجا ) عن الطبراني عن ابن عمر وغيره(٢) .

(١٥٩)

رواية اللكهنوي

ورواه المولوي محمد مبين اللكهنوي، عن الحاكم وأحمد والطبراني وغيرهم، قال « وفي الصواعق قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه - الحديث، رواه ثلاثون صحابياً، وإن كثيراً من طرقه صحيح وحسن »(٣) .

____________________

(١). التاج المكلل ٥٠٩.

(٢). الفتح المبين في فضائل أهل بيت سيد المرسلين. ورشيد الدهلوي من مشاهير علماء أهل السنة ومؤلفيهم في الهند، ومن تلامذة المولوي عبد العزيز الدهلوي صاحب التحفة الاثنا عشرية، وقد اشتهر بالرد على الشيعة الامامية كشيخه، وله في ذلك مؤلفات. ترجمته في قسم حديث ( أنا مدينة العلم ).

(٣). وسيلة النجاة ١٠١ - ١٠٢.

٢١٩

(١٦٠)

رواية محمد سالم الدهلوي

وورواه المولوي محمد سالم الدهلوي البخاري في رسالته الموسومة ( أصول الايمان ) عن أحمد والترمذي(١) .

(١٦١)

رواية ولي الله اللكهنوي

ورواه المولوي ولي الله اللكهنوي عن جماعة من الحفاظ، وقد أورد كلام ابن حجر في ( الصواعق ) من « إنّه حديث صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة »(٢) .

(١٦٢)

ذكر المولوي حيدر علي

الفيض آبادي حديث الغدير عن أحمد عن عائشة(٣) .

____________________

(١). أصول الايمان - مخطوط.

(٢). مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين - مخطوط.

(٣). منتهى الكلام: ٧٦.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424