نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 424

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 278334 / تحميل: 7344
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

قالعليه‌السلام فيه يوم الطير : اللهم آتني بأحب خلقك اليك ، فلما دخل إليه قال إلي وإلي. وقد قال فيه يوم بني النضير : على امام البررة وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله. وقد قال فيه : علي وليكم بعدي. واكد القول علي وعليك وعلى جميع المسلمين وقال : اني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، وقد قال : أنا مدينة العلم وعليّ بابها.

وقد علمت يا معاوية ما انزل الله تعالى في كتابه من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالى : « يوفون بالنذر ويخافون »(١) [ وقوله تعالى ] : « إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون »(٢) . [ وقوله تعالى ] « أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه »(٣) [ وقوله تعالى ] : « رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه »(٤) وقد قال تعالى لرسوله : « قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى »(٥)

وقد قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما ترضى أن يكون سلمك سلمى ، وحربك حربي ، وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة ، يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني ، ومن أبغضك فقد ابغضني ، ومن أحبك ادخله الله الجنة ، ومن أبغضك ادخله الله النار ، وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين والسلام.

ثم كتب إليه معاوية يعرض عليه الاموال والولايات وكتب في آخر كتابه :

جهلت ولم تعلم محلك عندنا

فأرسلت شيئاً من خطاب وما تدرى

فثق بالذي عندي لك اليوم آنفا

من الع-ز والاكرام والجاه والقدر

__________________________________________

(١) الانسان : ٧.

(٢) هود : ١٧.

(٣) الشورى : ٢٣.

(٤) المائدة : ٥٥.

(٥) الاحزاب : ٢٣.

٢٠١

فاكتب عهداً(١) ترتضيه مؤكداً

واشفعه بالبذل مني وبالبر

فكتب عمرو :

أبي القلب مني ان اخادع بالمكر

بقتل ابن عفان أجر إلى الكفر

واني لعمرو ذو دهاء وفطنة

ولست أبيع الدين بالريح والدفر(٣)

فلو كنت ذا رأى وعقل وفطنة

لقلت لهذا الشيخ ان خاض في الأمر(٤)

تحية منشور جليل مكرم

بخط صحيح ذي بيان على مصر

اليس صغيراً ملك مصر ببيعة

هي العار في الدنيا على العقب من عمرو

فان كنت ذا ميل شديد إلى العلى

وإمرة اهل الدين مثل ابي بكر

فاشرك أخا رأى وحزم وحيلة

معاوى في أمر جليل لذي الذكر

فان دواء الليث صعب على الورى

وان غاب عمرو زيد شراً إلى شر

فكتب معاوية منشور مصر ونفذه إليه ، وبقي عمرو متفكراً ، لا يدرى ما يصنع ، حتى ذهب عنه النوم وقال :

تطاول ليلى بالهموم الطوارق

وصافحت من دهري وجوه البوائق

أأخدعه والخدع فيه سجية

أم اعطيه من نفسي نصيحة وامق

أم اقعد في بيتي وفي ذاك راحة

لشيخ يخاف الموت في كل شارق

فلما اصبح دعا مولاه وردان - وكان عاقلا - فشاوره في ذلك ، فقال وردان : ان مع علي آخرة ولا دنيا معه ، وهي التي تبقى لك ، وتبقى لها ، وان مع معاوية دنيا ولا آخرة معه وهي التي لا تبقى على أحد فانظر لنفسك أيهما تختار ، فتبسم عمرو وقال :

يا قاتل الله وردانا وفطنته

لقد أصاب الذي في القلب وردان

__________________________________________

(١) في [ و ] - عقداً.

(٢) في [ ر ] اسفعه.

(٣) في [ و ] : بالريح والوفر - والدفر : النتن.

(٤) في [ ر ] : ان جاض في الامر ، وفي [ و ] : ان خاض لى الامر.

٢٠٢

لما تعرضت الدنيا عرضت لها

بحرص نفسي وفي الاطباع ادهان

نفس تعف واخرى الحرص يمنعها

والمرأ يأكل تبناً وهو غرثان

أما علي فدين ليس تشركه

دنيا وذاك له دنيا وسلطان

فاخترت من طمعي دنيا على بصري

وما معي بالذي أختار برهان

أنى لاعرف ما فيها وأبصره

وفي أيضاً لما أهواه الوان(١)

لكن نفسي تحب العيش في شرف

وليس يرضى بذل النفس انسان

ثم إن عمراً رحل إلى معاوية فمنعه ابنه عبد الله ووردان ، فلم يمتنع فلما بلغ مفرق الطرق : طريق العراق وطريق الشام ، قال له وردان : طريق العراق ، طريق الآخرة ، وطريق الشام طريق الدنيا ، فايهما تسلك؟ قال طريق الشام(٢) .

« قال رضي الله عنه » : كتب أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام قبل نهضته إلى صفين إلى معاوية لأخذ الحجة عليه.

أما بعد : انه لزمتك بيعتى بالمدينة وأنت بالشام ، لانه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بويعوا عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب ان يرد ، وانما الشورى للمهاجرين والانصار ، فإذا اجتمعوا على رجل فسموه اماماً ، كان ذلك(٣) رضى الله ، فان خرج من أمرهم خارج ردوه إلى ما خرج منه فان أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى واصلاه جهنم وساءت مصيراً.

وان طلحة والزبير بايعانى ثم نقضا بيعتي وكان نقضهما كردهما فجاهدتهما على ذلك بعد ما اعذرت وحتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ، فأدخل يا معاوية فيما دخل فيه المسلمون فان أحب الامور الي فيك العافية وان لا تعرض للبلاء فان تعرضت للبلاء قاتلتك واستعنت عليك

__________________________________________

(١) في [ ر ] : كما اهواه.

(٢) وقعة صفين / ٣٤ وما بعدها.

(٣) في [ و ] : فان ذلك.

٢٠٣

الله ، وقد اكثرت [ الجدال ] في قتلة عثمان ، فأدخل فيما دخل فيه الناس ، ثم حاكم القوم إلي احملك واياهم على كتاب الله فاما تلك التي تريدها فهى خدعة الصبي على اللبن ، ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني ابرأ قريش من دم عثمان ، واعلم انك من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة ، ولا تعرض فيهم الشورى ، وقد بعثت اليك والى من قبلك جرير بن عبد الله وهو من أهل الإيمان والهجرة ، فبايع ولا قوة إلا بالله(١) .

« قال رضي الله عنه » روى أن أهل الشام سبقوا إلى مشرعة الفرات ومنعوا أصحاب علي الماء وكان علي رضي الله عنه وأصحابه يشربون من ماء آسن حتى فشا فيهم السقم وكان علي « رض » يدارى أهل الشام ويلاطفهم فلا يبدأهم بالقتال ويحتج عليهم مرة بعد اخرى وهم مصرون على منعهم الماء.

وكتب معاوية إلى أمير المؤمنين عليعليه‌السلام :

أما بعد فلو بايعك القوم الذين بايعوك وأنت بريء من دم عثمان كنت كأبي بكر وعمر وعثمان ولكنك أغريت بعثمان المهاجرين والأنصار ، وخذلت عنه الأنصار حتى أطاعك الجاهل وتقوى بك الضعيف وقد عزم أهل الشام على قتالك ، اللهم إلا أن تدفع إليهم قتلة عثمان فيكفوا عنك وتجعل الامر شورى بين المسلمين ويكون الشورى لاهل الشام ، لا لأهل الحجاز ، فأما فضلك في الإسلام وسابقتك وقرابتك برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وموضعك في قريش فلا ادفعه ، وفي آخر الكتاب ابيات :

أرى الشام تكره أهل العراق

وأهل العراق لهم كارهونا

وكل لصاحبه مبغض

يرى كل ما كان من ذاك دينا

__________________________________________

(١) نهج البلاغة - كتاب رقم ٨ مع اختلاف في آخر الرواية - وقعة صفين ص ٢٩ - الامامة والسياسة ١ / ٩٣.

٢٠٤

إذا ما رمونا رميناهم

ودناهم مثل ما يقرضونا(١)

وقالوا علي امام لنا

فقلنا رضينا ابن هند رضينا

وقالوا نرى ان تدينوا له

فقلنا لهم لا نرى ان ندينا

وكل يسر بما عنده

يرى غث ما في يديه سمينا(٢)

فامر عليعليه‌السلام ان يكتب عبد الله بن الحر(٣) جوابه.

فكتب : من عبد الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان ، اما بعد ؛ فقد أتانى كتاب امرئ ليس له بصر يهديه ، ولا قائد يرشده ، دعاه الهوى فاجابه ، وقاده [ الضلال ] فاتبعه ، زعمت ان خطيئتي في عثمان افسدت عليك بيعتى ولعمري ما كنت إلا كواحد من المهاجرين ، وأوردت كما اوردوا ، واصدرت كما اصدروا ، وما امرت امراً يلزمني خطأ ولا كنت مع القوم.

واما قولك ان أهل الشام يحكمون في الشورى ، فمن في الشام تحل له الخلافة والحكم على المسلمين ، فإن سميت احداً منهم كذبك المهاجرون والانصار.

واما قولك ان لي في الاسلام فضلا وسابقة وقرابة وأنت لا تدفع ذلك ، فلو قدرت واستطعت دفعه لفعلت ، واجاب عن شعره عبد الله بن أبي رافع :

دعن يا معاوئ ما لن يكونا

وقتلة عثمان إذ تدعونا

اتاكم علي باهل الحجاز

وأهل العراق فما تصنعونا

على كل جرداء خيفانة

واجرد شهب يقر العيونا

عليها فوارس من شيعة

كأسد العرين تحامى العرينا

__________________________________________

(١) دناهم : من الدين وهو القرض ، يقرضونا من الاقراض وقد حذف نون الرفع وهو وجه جائز في العربية.

(٢) الامامة والسياسة ١ / ١٠١ - والابيات في وقعة صفين / ٥٦.

(٣) وفي [ ر ] : عبد الله الحر.

٢٠٥

يرون الطعان خلال العجاج

وضرب الفوارس في النقع دينا

هم هزموا الجمع جمع الزبير

وطلح وغيرهم الناكثينا

فان تكرهوا الملك ملك العراق

فقد كره القوم ما تكرهونا

فقل للمضلل من وائل

ومن جعل الغث يوماً سمينا

جعلت ابن هند واشياعه

نظير علي اما تستحونا

علي ولي الحبيب المجيد

وحب النبي من العالمينا(١)

ودفع كتابه إلى الاصبغ بن نباتة التميمي ليوصله إليه ، قال الاصبغ : دخلت على معاوية وهو جالس على نطع من الأدم متكياً على وسادتين خضراوين ، عن يمينه عمرو بن العاص وحوشب وذو الكلاع ، وعن يساره أخوه عتبة وابن عامر بن كريز والوليد بن عقبة وعبد الرحمان بن خالد وشرحبيل بن السمط ، وبين يديه أبو هريرة وأبو الدرداء والنعمان بن بشير وأبو امامة الباهلي ، فلما قرأ الكتاب قال : ان علياً لا يدفع الينا قتلة عثمان ، فقلت له : يا معاوية لا تعتل بدم عثمان ، فانك تطلب الملك والسلطان ، ولو كنت اردت نصرته حياً لنصرته ولكنك تربصت به لتجعل ذلك سببا إلى وصولك إلى الملك ، فغضب من [ كلامي ] فاردت ان يزيد غضبه فقلت لابي هريرة : يا صاحب رسول الله انى احلفك بالله الذي لا إله إلا هو ، عالم الغيب والشهادة ، وبحق حبيبه المصطفىعليه‌السلام ألا أخبرتني اشهدث غدير خم؟ قال : بلى شهدته ، قلت فما سمعته [ يقول ] في علي؟ قال : سمعته يقول : من كنت مولاه فعلى مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأخذل من خذله ، قلت له : فإذا أنت واليت عدوه وعاديت وليه ، فتنفس أبو هريرة الصعداء وقال : « إنا لله وانا إليه راجعون » فتغير معاوية عن

__________________________________________

(١) الحب بكسر الأول : المحب والمحبوب. ( المنجد ) ، وقعة صفين ص ٥٧ والامامة والسياسة ١ / ١٠٢.

٢٠٦

حاله وغضب وقال : كف عن كلامك ، فلا تستطيع ان تخدع أهل الشام بالكلام عن طلب دم عثمان ، فانه قتل مظلوماً في حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعند صاحبك قتلة عثمان ، اغراهم به حتى قتلوه ، فهم انصاره ويده وعضده ، وما كان عثمان [ ل‍ ] يهدر دمه ، فقال معاوية بن خديج الكندي وذو الكلاع وحوشب ومن معه : والله لننصرنك يا معاوية بطلب دمه حتى يحصل مرادنا ، أو نقتل عن آخرنا فاقبلت إلى معاوية وقلت :

معاوى لله من خلقه

عباد قلوبهم قاسية

وقلبك من شر تلك القلوب

وليس المطيعة كالعاصية

دع ابن خديج ودع حوشباً

وذا كلع واقبل العافية

فلم يصبر معاوية أن اتم الشعر بل غضب وصاح علي قال : ليت شعري اجئت رسولا أم مشنعا؟ فانصرفت(١) فارسل علي إلى معاوية عبد الله بن بديل الخزاعي - وهو الذي فتح اصبهان في أيام عمر - وقال له يقول علي : لو كنت سبقتك إلى الماء لما منعتكه ، وان منعك الماء محرم عليك ، فدع أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليشربوا ويسقوا حتى ننظر إلى ما يؤول امرنا ، فان القتال شديد فلا نبدأ في الشهر الحرام ، فأتاه عبد الله برسالته فأصر وقال : قل له يدفع إلي قتلة عثمان اقتلهم ، فقال له عبد الله : أتظن يا معاوية ان علياًعليه‌السلام عجز عن أخذ الماء؟ ولكنه يحتج عليك وقلت :

معاوى قد كنت رخو الخناق

فالقحت حرباً تضيق الخناقا

تشيب النواهد قبل المشيب

متى ما تذقها تذم الذواقا

فان تكن الشام قد اصفقت

عليك ابن هند فان العراقا

اجاب علياً إلى دعوة

تعز الهدى وتذل النفاقا

فنحن فوارس يوم الزبير

وطلحة إذ أبدت الحرب ساقا

__________________________________________

(١) في [ و ] فانصرف.

٢٠٧

ودارت رحاها على قطبها

ودارت كؤوس المنايا دهاقا

خضبنا الرماح وبيض السيوف

وكان النزال وكان اعتناقا

فانتم صباح غد مثلهم

فبزل الجمال تبذ الحقاقا

قال رضي الله عنه : الخيفانة واحد الخيفان وهي الجرارة يشبه بها الفرس في خفتها. قال امرؤ القيس :

واركب في الروع خيفانة

كسا وجهها سعف منتشر

أراد بالسعف وهو غصون النخل شعرها المنسدل على وجهها ، أي أركب جرارة ، أراد فرسه.

وكتبت في بعض حواشي كتاب من كتبي مما أملاه علي جار الله العلامة فخر خوارزم : خيفان ان لم يكن من الخوف فهو من الخيف ، ومعنى الخوف فيه ظاهر ، ويقال : اصفقوا بأمر واحد واصفقوا عليه : اجتمعوا عليه ، واصفقت يده بكذا إذا صادقته ، وهذه صفقة مباركة وهو ضرب اليد على اليد في البيع والبيعة ، وصفقت رأسه صفقة : ضربته ، وصفقت به الارض وصفقت الريح الأغصان فاصتفقت وصفقتها ، ورجل صفاق : آفاق متصرف في النواحي ، وصفق الشراب : حوله من إناء إلى إناء ، والبازل السن التي تطلع في السنة التاسعة من البعير ، وصاحبها بازل ، ذكراً كان أو انثى ، وبزل ناب البعير : شق لحمه حتى طلع ، وبزل الجمل بزولا ، وإبل بزل وبوازل ، وقولهم بزل الرأى : استحكم ، وامر بازل لا يكفيه إلا امرئ قارح ، مجاز ما ذكرنا ويقال بذفلان أصحابه : غلبهم قال النابغة الجعدي :

يبذ الجياد بتقريبه

ويأوى إلى حقة(١) ملهب

أي ذي لهب ، والحقة هي التي أتت عليها ثلاث سنين عند أهل الفقه ، وعند أهل اللغة هي التي أتت عليها أربع سنين.

__________________________________________

(١) في الأصلين « حضر » وهو تصحيف والصحيح ما اثبتناه ، يؤيده تفسير المؤلف لفظة « الحقة » ولم تكن موجودة في موضع آخر

٢٠٨

« قال رضي الله عنه » : [ وانصرف عبد الله بن بديل الخزاعي إلى عليعليه‌السلام وأخبره بخبره ] وشكا الناس إلى عليعليه‌السلام العطش ، فقال عليعليه‌السلام : ان سفك الدماء عظيم قبل ان يحتج عليهم مرة بعد اخرى ، وبعث بجماعة من الانصاريين وغيرهم إلى معاوية ليحتجوا عليه فأتوه وكلموه وبالغوا في ذلك وقالوا : يا معاوية جدبه تفضلا قبل أن نأخذه قهراً. فقال : غداً يأتيكم رسولي بما يبدو لى ، فاصبح القوم في عطش شديد ، فأتوا علياًعليه‌السلام واخبروه بذلك ، فارسل إلى معاوية عشرة من أصحابه ليكلموه في الماء ، فقال معاوية لقومه : ما تقولون في هذا؟ فأول من تكلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط وقال لمعاوية : اقتلهم عطشا ولا ترحمهم كما لم يرحموا عثمان ، وكذلك أبو الأعور قال ذلك ، وحبيب بن مسلمة وبسر بن أرطاة وقال سليل الشاعر :

اسمع اليوم ما يقول سليل

ان قولي قول له تأويل

امنع الماء من صحاب علي

لا يذوقوه والذليل ذليل(١)

وقال عمرو بن العاص : ويحكم أترون علياً يموت عطشا ومعه أطراف الأسنة وافاعي العراق وعامة المهاجرين والانصار ، والله ليطيرن قحاف(٢) الرؤوس عن جماجمها قبل ذلك فخل بين القوم وبين الماء ، وارض بالموادعة أيها الرجل إلى انسلاخ المحرم ولا تعجل إلى الشر فإن مستطعمه وخيم غير لذيذ ، فأبى وقال : هذا أول الظفر ، فلا سقى الله أبا سفيان بن حرب من حوض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يشربوا منه قطرة إلا أن يغلبوني عليه ، فقام إلى معاوية رجل من أهل الشام من رؤساء الازد يقال له فياض بن الحارث بن عمرو بن قرة الأزدي وقال : يا معاوية والله ما انصفت القوم ولو كان هؤلاء من الروم أو الترك وطلبوك الماء ، لوجب أن تسقيهم ثم تحاربهم ،

__________________________________________

(١) وقعة صفين / ١٦٢.

(٢) قحاف : جمع قحف وقد مضى معناه قريباً.

٢٠٩

فكيف وهم أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم البدريون والمهاجرون والانصار وابناؤهم ، وفيهم ابن عم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخوه وصاحب سره وحبيبه وختنه ، أفلا تتقى الله يا معاوية ، أما والله لو سبقوكم إلى الماء لسقوكم منه ، وهذا والله أول الجور وكان هذا الرجل صديقا لعمرو بن العاص ، فأغلظ له معاوية وقال لعمرو : اكفني صديقك فاتاه عمرو فاغلظ له ، فقال الرجل :

لعمر ابي معاوية بن حرب

وعمرو ما لدائهما دواء

سوى طعن يحار العقل منه

وضرب حين تختلط الدماء

فلست بتابع دين ابن هند

طوال الدهر ما أوفى حراء

فقد ذهب العتاب فلا عتاب

وقد ذهب الولاء فلا ولاء

وقولي في حوادث كل أمر

على عمرو وصاحبه العفاء

اتحمون الفرات على اناس

وفي أيديهم الأسل الظماء

وفي الاعناق اسياف حداد

كأن القوم عندكم نساء

ألا لله درك يابن هند

لقد ذهب الحياء فلا حياء

اترجوا أن يجاوركم علي

بلا ماء وللاحزاب ماء

دعاهم دعوة فأجاب قوم

كجرب الابل خالطها الهناء

ثم سرى في سواد الليل فلحق بعليعليه‌السلام ، ثم انصرف رسل علي إلى عليعليه‌السلام وأخبروه بما قال معاوية.

فقال الاشتر : يا أمير المؤمنين قربة من ماء تباع بثلاثة دراهم ، فأذن لنا في الحرب فارمضه ذلك وخرج ليلا فسمع النجاشي يقول :

ايمنعنا القوم ماء الفرات

وفينا السيوف وفينا الحجف(١)

وفينا علي له صولة

إذا خوفوه الردى لم يخف

__________________________________________

(١) الحجف : جمع حجفة وهي الترس من جلود الابل يطارق بعضها ببعض مقاييس اللغة.

٢١٠

ونحن الذين غداة الزبير

وطلحة خضنا غمار التلف(١)

فما للحجاز وما للعراق

سوى اليوم يوم فصكوا الهدف(٢)

فاما نحل بش-ط الفرات

ومنا ومنهم عليه الجيف

وإما نموت على طاعة

نحل الجنان ونعلوا الشرف

وانتبه الاشعث بن قيس فوثب إلى علي [عليه‌السلام ] فقال : يا أمير المؤمنين أنموت عطشا ومعنا سيوفنا ورماحنا؟ والله لا ارجع حتى أرد الفرات ، فمر الاشتر ، فموعدنا الصبح وقال :

ميعادنا اليوم بياض الصبح

هل يصل-ح الزاد بغير الملح

لا لا ولا امر بغير نصح

دبوا إلى القوم بطعن سمح

مثل العزالي(٣) وضراب كفح

حسبي من الاقدام قاب رمحي(٤)

واصبح القوم واضعي سيوفهم على عواتقهم. « قال رضي الله عنه » يقال عود سمح : بين السماحة ، مستو معتدل لا ابن(٥) فيه ، وهذا مجاز قولهم ، رجل سمح من السمحاء ، وامرأة سمحة من السماح ، وتقول : كافحته السموم وكافح الأمر : باشره بنفسه ، وكافحه بما ساءه واصابه من السموم : كفح ، ومن الحرور نفح.

قال الاشتر لمحمد بن الحنفية : تقدم واخطب بين الصفين : صف العراق وصف الشام ، وامدح علياً أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فتقدم محمد وقال لأهل الشام : اخسؤا ذرية النفاق وحشو النار ، وحصب جهنم ؛ عن البدر الباهر والنجم الثاقب والسنان النافذ والشهاب النير والصراط المستقيم ؛ « قبل أن

__________________________________________

(١) يشير إلى وقعة الجمل.

(٢) الصك : الضرب وفي [ ر ] : فضلوا الهدف.

(٣) العزالى جمع عزلاء بالفتح وهي فم المزادة ، شبه بها اتساع الطعنة واندفاق الدماء.

(٤) انظر وقعة صفين / ١٦٣ وما بعدها.

(٥) الابن : بضم الاول وفتح الثاني : العقد تكون في القسي تفسدها وتعاب بها - النهاية.

٢١١

نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا »(١) أو ما ترون أي عقبة تقتحمون ، وأي متيهة تتسنمون ، وانى تؤفكون بل « ينظرون اليك وهم لا يبصرون »(٢) أصنو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تستهدفون؟ ويعسوب الدين تلمزون ، فأي سبيل رشاد بعد ذلك تسلكون؟ وأي خرق بعد ذلك ترقعون؟ هيهات والله برز في السبق ، وفاز بالخصل واستولى على الغاية واحرز الخطار(٣) فانحسرت عنه الابصار ، وانقطعت دونه الرقاب وفرع(٤) الذروة العليا وبلغ الغاية القصوى فكرث من رام رتبته السعي ، وعناه الطلب « وانى لهم التناوش من مكان بعيد »(٥) فخفضاً خفضاً :

اقلوا عليكم لا أبا لأبيكم

من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا

وأنى تسدون ؛ أم أي أخ لرسول الله تثلبون ؛ وأي ذي قوي امرها تسبون ؛ هو شقيق نسبه إذ حصلوا ، ونديد هارون إذ مثلوا ، وذو قربى منه إذ امتحنوا ، والمصلي القبلتين إذ انحرفوا ، والمشهود له بالايمان إذ كفروا ، والمدعو بخيبر إذ نكلوا ، والمندوب لنبذ عهد المشركين إذ نكثوا. والخليفة على المهاد ليلة الخطار ، والمستودع للأسرار ساعة الوداع ، إذ حجبوا :

هذى المكارم ؛ لا قعبان من لبن

شيبا بماء ؛ فعادا بعد أبوالا

هذا وأنى يبعد من كل سناء وعلو وثناء وسمو وقد نحلته ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبوة وأنجبت بينهما جدود ، ورضعا بلبان ، ودرجا في سكن ومهدا حجرا وتفيئا بظل فهما وشيحان نماهما فنن ، تفرعا من أكرم جذم(٦)

__________________________________________

(١) النساء : ٤٧.

(٢) الاعراف : ١٩٨.

(٣) الخطار والخطير : مصدر خطر يخطر الفحل : إذا رفع ذنبه عند الوعيد من الخيلاء ، لسان العرب.

(٤) فرع الجبل : صعده المنجد.

(٥) سبأ : ٥٢.

(٦) كذا في [ و ] وفي [ ر ] تفيئآ بظل وشيحان نماهما فنن تفرعا من اكرم جذم والصحيح وشيجان بالجيم المعجمة والوشيح : القرابة المشتبكة المتصلة. والفنن الغصن المستقيم من الشجرة والجمع

٢١٢

فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للرسالة ، وأمير المؤمنينعليه‌السلام للخلافة ، فتق الله به رتق الإسلام ، حتى انجابت به طخية الريب وقمع نخوة النفاق حتى ارفأن جيشانه ، وطمس رسم العلة(١) ، وخلع ربقة الصغار والذلة وكفت ايدي الخيانة ورفق شربها وحلاها عن وردها واطئا كواهلها ؛ آخذا باكظامها ؛ يقرع هامتها وينكت نقيها(٢) ويجمل شحومها ويرحضها عن مال الله حتى كلمها الخشاش وعضته الثفاف ونالها فرض الكتاب فجرجرت جرجرة العود الموقع فزادها وقرا فلفظته افواهها وأزلقته بأبصارها ونبت عن ذكره اسماعها فكان لها كالسم الممقر والذعاف المرعف لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يزيله عن الحق نهيب متهدد ولا يحيله عن الصدق(٣) ترهب متوعد فلم يزل كذلك ، حتى انقشعت ، غيابة الشرك وخنع طيخ الافك ، وزالت قحم الاشراك حتى تنسمتم روح النصفة وتطعمتم قسم السواء بعد ان كنتم لوكة الآكل ومذقة الشارب وقبسة العجلان بسياسة مأمون الخرقة ، مكتهل الحنكة ؛ طب بادوائكم ، قمن بدوائكم يبيت بالربوة ، كالئا لحوزتكم ، حاميا لقاصيكم ودانيكم ، مثقفا لأودكم ، يقتات الجبنة ويرد الخمس ويلبس الهدم ، ثم إذا سبرت الرجال فطاح الوشيظ واستسلم المشيح وغمغمت الاصوات وقلصت الشفاه وقامت الحرب على ساق وصرفت بانياب وخطر فينقها وهدرت شقاشقها وجمعت قطريها ، فشالت بابراق ألفيت أمير المؤمنينعليه‌السلام هناك مثبتاً لقطبها ، مديراً لرحاها قادحاً بزندها ، مؤربا لعقدتها ، مذكياً لجمرتها ، دلافاً إلى البهم ، ضراباً للقلل ، غصاباً للمهج ، تراكا للسلب ، خواضاً لغمرات الموت ؛ مثكل أمهات ، مؤتم اطفال ، مشتت

__________________________________________

افنان والجذم : الاصل. يقال جذم الشجرة وجذم القوم. المعجم الوسيط.

(١) العلة : النهضة من مرض أو فقر.

(٢) ينكت : يرمى به إلى الأرض ، نقيها : مخها - لسان العرب.

(٣) في [ و ] ولا يحيل عن الصدق رهب...

٢١٣

آلاف ، قطاع اقران ؛ طافيا عن الجولة ، راكداً في الغمرة ، يهتف بأولاها ، فتنكفت اخراها ، فتارة يطويها طى الصحيفة وآونة يفرقها فرق الوفرة ؛ فبأي آلاء أمير المؤمنين تمترون؟ وعن أي أمر مثل حديثه تأثرون؟ وربنا الرحمان ، المستعان على ما تصفون.

قال رضي الله عنه : الحصب كل ما حصب به في النار اي رمى به. وقال ابن عباس في قوله تعالى : « حصب جهنم »(١) : وقودها ، وقال مجاهد : حطبها.

يقال : طمس الاثر وانطمس وطمسة بالريح(٢) .

وقال الخليل : الخصل في النضال إذا وقع السهم بلزق القرطاس ويقال : احرز فلان خصله : إذا غلب على الرهان في الرمي وغيره. ويقال تناوشوه : تناولوه وناشه ينوشه نوشا وناوشوهم بالرماح وتناوشوهم. يقال : نجلت الشيء نجلا : رميت به ، والناقة تنجل الحصى بمناسمها ، وقولهم نجله أب كريم ونجل به ، وفحل ناجل : منجب. وهو نجل فلان مجاز ما ذكرنا. الطخية : شدة الظلمة والسحابة الرقيقة. ارفان : نفر ثم سكن. جيشانه : غليانه. يقال : كفت المتاع : ضم بعضه إلى بعض ، وكفت الفراش. وفي الحديث : اكفتوا صبيانكم بالليل ، وكفت الرعاة مواشيهم ، والارض تكفت أهلها ، احياء وامواتاً.

الا كظام جمع كظم وهو مجرى النفس. يقال : جمل الشحم واجتمله : أذابه. ويقال : اجتمل وتجمل : أكل الجميل وهو الورك وقالت اعرابية لبنتها : تجملي وتعففى أي كلى الجميل واشربي العفافة أي بقية اللبن في الضرع ، ويقال : خذ الجميل واعطني الجمالة - أي الصهارة ، والسكن الدار وسكانها ايضا ، والثفاف : ما يسوى به الرماح. يقال أنه لموقع الظهر ووقعت

__________________________________________

(١) عبارة من آية ٩٨ من سورة الانبياء.

(٢) وطمسته الريح.

٢١٤

الدابة بكثرة الركوب : سجحت ، فتخلص عنه الشعر ، فنبت أبيض. يقال مر ممقر وهو أمر من المقر وهو الصبر وقد أمقر قال لبيد :

ممقر مر على أعدائه

وعلى الادنين حلو كالعسل

يقال سم ذعاف : قاتل سريعاً وموت ذعاب : سريع مرعف من أرعفه قتله مكانه قتلا وحياً(١) . خنع وخضع وخشع اخوات. وطاخ : تلطخ بقبيح ، طيخاً وطاخه غيره وطاخ : تكبر.

وقال ابن دريد : الطيخ : الانهماك في الباطل. يقال : قته ، فاقتات من القوت ، كما يقال رزقته فارتزق واستقاته : سأله القوت. والجبنة : عامة الشجر واللبن الحامض. قال : تهدم الثوب ، بلى وعليه هدم خلق ، واهدام اخلاق وهو من تهدم البناء واندهم : وطاح يطوح ويطيح : سقط وتاه وهلك. والوشيظ : الخسيس.

وقال يعقوب : الوشيظ : الرحيل ، واشاح في الامر : جد فيه ، وعامل مشيح : جاد مواظب على عمله ، واشاح : حذر وخطر ، فينقها : فحلها والجمع : فنق وافناق أيضاً وهو قليل كيتيم وأيتام وشريف واشراف أي رفع ذنبه مرة ووضعه اخرى للصيال ، كأنه يهدد وتخاطرت الفحول باذنابها للتصاول. يقال : ارب العقدة : وثقها. فتأربت : فتوثقت. والجولة : الهزيمة ، يقال : كانت لهم جولة أي هزيمة. وطفا السمك طفوا وطفا الوحشي : علا الأكمة ، وفرس طاف : شامخ برأسه ، أي كان عليعليه‌السلام مرتفعاً بعيداً من الهزيمة ، راكداً ثابتاً مستقراً في الغمرة ؛ في شدة الحرب وهو لها. يقال قد انجلت غمرات الحرب أي أهوالها وشدائدها ، وفلان في غمرات الموت وسكراته ، والغمرة في الاصل ، واحدة الغمار من الماء وهي معظمه ، وغمرة كل شيء معظمه.

__________________________________________

(١) الوحي : عجل مسرع. المعجم الوسيط.

٢١٥

قال وخرج الاشعث والاشتر في اثنى عشر الفاً ، فلم يزالوا يتقدمون ، وقال هاشم بن الحرث :

يا اشتر الخيرات يا خير النخ-ع

وصاح-ب الامر إذا عم الفزع

وكاشف الامر إذا الامر وقع

ما أنت في الحرب العوان بالجزع(١)

وقال الأشتر لصاحب علمه : اجتهد في نصبه فقد وهبت لك الف درهم وفرسا فبلغ ذلك الأشعث فقال لغلامه : اجتهد في نصب علمي فقد وهبت لك الفى درهم وفرسين ، وتقدم الاشتر وقال :

نسير اليكم بالقنابل والقنا

وان كان فيما بيننا سرف القتل

فلا يرجع الله الذي كان بيننا

ولا زال بالبغضا مرحلكم يغلى

فدونكها حربا عوانا ملحة

عزيزكم عندي أذل من النعل

وكان أبو الأعور في ثمانية عشر الفا من أهل الشام يحمى الفرات « قال رضي الله عنه » يقال في العود خرع أي لين ورخاوة ، وعود خرع وشيء خريع : لين منثن ، ومنه قيل للفاجرة : خريع.

قال :

يزين جمال الدار منها رزانة

وحلم إذا خف النساء الخرائع

وقولهم في فلان خرع أي جبن وضعف ، وخور ، مجاز ما قدمنا.

وقال أبو طالب عند موته حين عرض عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلمة الشهادة :(٢) لولا أن تعيرني قريش فتقول ادركه الخرع ، لأقررت بها عينك ، والقنابل جمع قنبل وهي قطعة من الخيل.

قال أبو هاني بن معمر السدوسي : كنت حينئذ مع الاشتر وقد تبين فيه العطش ، فقلت لرجل من بني عمي : ان الأمير عطشان ، فقال الرجل : كل هؤلاء عطاش ، وعندي اداوة ماء امنعه لنفسي ولكني أوثره على نفسي ،

____________________________________

(١) الحرب العوان : التي حورب فيها مرة بعد مرة.

(٢) راجع للتعرف على ايمان ابي طالب ، ج ٧ من موسوعة الغدير.

٢١٦

فتقدم إلى الاشتر فعرض عليه الماء فقال : لا اشرب حتى يشرب الناس ، ودنا أصحاب أبي الاعور يرشقون [ بالنبل ] والاشتر ينادي : يا معاشر الناس صبراً ، ثم حمل على أصحاب أبي الاعور وبدد الرماة وقتل منهم سبعة رجال أولهم صالح بن فيروز العكي وكان مشهوراً بشدة البأس ، قد خرج إلى الاشتر وهو قال :

يا صاحب الطرف الحصان الادهم

اقدم إذا شئت علينا اقدم

انا ابن ذي الع-ز وذي التكرم

سيد ع-ك كل عك فاعلم

فبرز إليه الاشتر وهو يقول :

آليت لا أرجع حتى أضربا

بسيفي المصقول ضربا معجبا

أنا ابن خير مذحج مركبا

من خيرها نفسا واما وأبا

ثم شد على الشامي بالرمح فدق ظهره فقتله ثم خرج إليه مالك بن ادهم السلامي وكان من فرسان أهل الشام وهو يقول :

اني منحت صالحا سنانيا

اجبته بالرمح إذ دعانيا

لفارس امنحه طعانيا

ثم شد على الاشتر بالرمح فلما رهقه(١) التوى الاشتر عن فرسه فإذا هو ببطن فرسه فسار السنان فاخطأه ، ثم استوى على فرسه وشد عليه بالرمح أو السيف وهو يقول :(٢)

خانك رمح لم يكن خوانا

وكان قدما يقتل الفرسانا(٣)

بوأته(٤) لخير ذي قحطانا

لفارس يخترم الاقرانا

اشتر لا ذعلا ولا جبانا(٥)

__________________________________________

(١) رهقه : دنا منه.

(٢) في وقعة صفين / لنصر بن مزاحم ص ١٧٥ وفيه : ومار السنان فاخطأه.

(٣) وقعة صفين / ١٧٤.

(٤) قال ابن الاثير في النهاية : « أن رجلاً بوأ رجلاً برمحه » أي سدده قبله وهيئه له.

(٥) في [ و ] : « ذغلاً » وفي وقعة صفين « وغلاً » ولعله هو الصحيح ، والوغل : الضعيف النذل الساقط.

٢١٧

وضرب الشامي وقتله ثم خرج إليه رياح بن عبيدة الغساني وهو يقول :

اني زعيم مالك بضرب

بذي عرانين جميع القلب

عبل الذراعين شديد الصلب

فقال الاشتر :

رويد لا تج-زع من الجلاد

جلاد شخ-ص جامع الفؤاد

يجيب في الروع دعا المنادي

يشد بالسيف على الاعادي

وشد على الشامي فقتله ثم خرج إليه إبراهيم بن الوضاح الجمحي وهو ينشد ويقول :

هل ل-ك يا أشتر في برازي

براز ذي غشم(١) وذي اعتزاز

مقاوم لقرنه لزاز(٢)

فخرج إليه الاشتر وهو يقول :

نعم نعم أطلبه شديداً

معي حسام يقصم الحديدا

يترك هامات العدى حصيدا

وقتل الشامي ثم خرج إليه زامل بن عتيك الحزامي وهو من أصحاب الألوية وهو ينشد ويقول :

هل لك في طعن غلام محرب(٣)

يحمل رمحا مستقيم الثعلب

ليس بحياد ولا مغلب

وطعن الاشتر في موضع الجوشن فصرعه فلم يصب منه مقتلا بل صرعه إلى الارض ، فشد عليه الاشتر فكشف قوائم الفرس بالسيف وهو يقول :

لابد من قتلى أو من قتلكا

قتلت منكم خمسة من قبلكا

وكلهم كانوا حماة مثلكا

__________________________________________

(١) في [ و ] : ذي عشمشم.

(٢) اللزاز : الشديد الخصومة ، اللزوم لما يطالب ، ويقال ايضاً لزه لزاً : طعنه.

(٣) المحرب والمحراب : الشديد الحرب الشجاع.

٢١٨

وقتل الشامي(١) ، ثم خرج إليه الأجلح بن منصور الكندي - وكان من أعلام العرب وفرسانها - فلما استقبله الاشتر كره لقاءه واستحيا أن يرجع عنه فخرج إليه الأجلح وقال :

إذا دعاني القرن لم اعول(٢)

أمشي إليه بحسام مصقل

مشيا رويداً غير ما مستعجل

يخترم الآخر بعد الأول

فشد عليه الاشتر وهو يقول :

بليت بالأشتر ذاك المذحجي

بفارس في حل-ق مدج-ج

كالليث ليث الغابة المهيج

إذا دعاه القرن لم يعرّج

وضرب الاجلح فقتله ثم خرج إليه محمد بن روضة الجمحي وهو يضرب في أهل العراق ضرباً منكراً وهو ينشد ويقول :

يا ساكني الكوفة يا أهل الفتن

يا قاتلي عثمان ذاك المؤتمن

ورث قلبي قتله طول الحزن(٣)

وبرز إليه الاشتر وقتله.

ثم حمل الأشعث وقتل الأشعث من أهل الشام خمسة ، ثم حمل الأشعث وقال للأشتر : اقح الخيل وحسر(٤) عن رأسه ، وقال : يا أهل الشام خلوا عن الماء ، فقال أبو الأعور : لا والله حتى تأخذنا وإياكم السيوف ، فقال الاشعث : أظنها والله قد دنت.

وقال الاشتر :

خلوا لنا عن الفرات الجاري

أو اثبتوا للجحفل الجرار

__________________________________________

(١) وقعة صفين / ١٧٦.

(٢) التعويل : رفع الصوت بالبكاء والصياح.

(٣) وقعة صفين / ص ١٧٧.

(٤) حسر الشيء عن الشيء : ازاله فانكشف - ( المعجم الوسيط ) والمراد هنا أنه جرد رأسه.

٢١٩

بكل قرن مستميت شارى(١)

مطاع-ن برمحه كرار

ضراب هامات العدى مغوار

واقحم الاشتر في الفرات خيله ووقف على الشط وهو يقول للرجالة : املأوا القرب فملاؤها فانصرفوا وهو واقف مكانه وهو يقول :

لا تدركوا(٢) ما قد مضى وفاتا

الله ربي يبعث الامواتا

من بعد ما صاروا كذى رفاتا

لأوردن خيلى الفراتا

شعث النواصي أو يقال ماتا(٣)

قالرضي‌الله‌عنه : يقال نسفت الريح التراب والله ينسف الجبال ، والابل تنسف الكلأ بمقاديم افواهها : تقلعه ، ونسفوا البناء : قلعوه من اصله ، ونسفت قوائم الفرس من هذا.

ووجه أبو الأعور إلى معاوية رسولا بخبر الماء واستمده ، فعظم على معاوية ذاك وقال لعمرو بن العاص : سر إلى أبي الاعور مددا ، قال عمرو : وما ينفع مددى وقد أخذوا الماء ، وإنما انفذه معاوية لدهائه وخدعه ، فألح عليه حتى خرج عمرو إلى أبي الاعور ومعه ثلاثة آلاف رجل ، فلما لحق عمرو بصاحبه ، قال الاشتر : جاءهم مدد ولكن يا أصحابي إبشروا فانا على الحق ، والباطل زاهق واستأمن رجل منهم إلى الاشتر ، فقال له الاشتر : من صاحب المدد؟ قال : هو عمرو بن العاص ، فنظر الاشتر إليه وكان عمرو لبس فوق درعه خفتاناً(٤) أحمر وهو شاهر سيفه فقال له الاشتر : ويلك يابن العاص أهرب إلى الصياصي(٥) ثم حمل الاشتر على عمرو فاتقاه بالحجفة

__________________________________________

(١) الشاري : البائع : الذي يبيع نفسه ولذلك سمى الخوارج « شراة » لأنهم زعموا أنهم باعوا انفسهم لله بالجنة.

(٢) كذا في الاصل وفي وقعة صفين لا تذكروا ولعل الاخير هو الانسب.

(٣) الابيات هذه في وقعة صفين / ١٧٩ - مروج الذهب ٣ / ٣٧٦.

(٤) خفتان : ضرب من الثياب - فارسية.

(٥) الصياصي جمع الصيصية : كل ما يتحصن به المفردات للراغب.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أخبرنا أبو القاسم الخليلي، أخبرنا أبو القاسم الخزاعي، أخبرنا الهيثم ابن كليب الشاشي، أخبرنا أحمد بن شداد الترمذي، أخبرنا علي بن قادم أخبرنا إسرائيل، عن عبدالله بن شريك عن الحرث بن مالك قال: أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: قد شهدت له أربعاً لئن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح.

إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث أبابكر ببراءة

قال: وكنا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المسجد فنودي فينا ليلاً: ليخرج من المسجد إلّا آل الرسول وآل علي إنّ الله أمر به.

قال: والثالثة: إنّ نبي الله بعث عمر وسعداً إلى خيبر، فجرح سعد ورجع عمر، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لأعطينّ الراية غداً رجلاً

قال: والرابعة يوم غدير خم، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبلغ ثم قال: ايها الناس: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم - ثلاث مرات -؟ قالوا: بلى. قال: أدن يا علي. فرفع يده ورفع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يده حتى نظرت بياض إبطيه، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. حتى قالها ثلاثاً »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « الشّاشي الحافظ المحدّث الثقة محدّث ما وراء النهر، ومؤلّف المسند الكبير توفي سنة ٣٣٥ »(٢) .

٢ - السيوطي: « الشّاشي الحافظ المحدّث الثقة »(٣) .

____________________

(١). كفاية الطالب: ٢٨٥ - ٢٨٦.

(٢). تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٤٨.

(٣). طبقات الحفاظ: ٣٥١.

٣٤١

وله ترجمة في شذرات الذهب ٢ / ٣٤٢ والعبر ٢ / ٢٤٢ واللباب ٢ / ٤ وغيرها.

(١١٠)

محمد بن صالح بن هانئ أبو جعفر الوراق النيسابوري

المتوفى سنة (٣٤٠)، هو من رجال سند رواية الحاكم النيسابوري حديث الغدير عن بريدة ابن الحصيب الأسلمي(١) .

ترجمته

١ - ابن كثير: « كان ثقة زاهداً، لا يأكل إلّا من كسب يده، ولا يقطع صلاة الليل »(٢) .

٢ - وترجمهالسبكي وأثنى عليه حيث قال: « سمع الكثير بنيسابور ولم يسمع بغيرها، وكان صبوراً على الفقر، لا يأكل إلّا من كسب يده، سمع السري ابن خزيمة وغيره. روى عنه: أبوبكر بن إسحاق وأبو علي الحافظ وغيرهما. مات في سلخ ربيع الأول سنة ٣٤٠، وصلّى عليه أبو عبدالله بن الأخرم الحافظ، ولما دفن وقف على قبره وترحّم عليه، وأثنى عليه، وحكى أنه صاحبه من سنة ٢٧٠ إلى حينئذٍ، فما رآه أتى شيئاً لا يرضاه الله عز وجل، ولا سمع منه شيئاً يسئل عنه »(٣) .

٣ - ابن الجوزي: « سمع الحديث الكثير، وكان ذا فهم وحفظ، وكان من الثقات »(٤) .

____________________

(١). المستدرك ٣ / ١١٠.

(٢). تاريخ ابن كثير ١١ / ٢٢٥.

(٣). طبقات السبكي ٣ / ١٧٤.

(٤). المنتظم ٦ / ٣٧٠ حوادث ٣٤٠.

٣٤٢

(١١١)

علي بن الحسين المسعودي البغدادي

المتوفى سنة (٣٤٦) ذكره السبكي في ( طبقات الشافعية )(١) وترجمه

روى مناشدة أمير المؤمنينعليه‌السلام بحديث الغدير يوم الجمل، على طلحة بن عبيدالله حيث قال: « ثم نادى عليرضي‌الله‌عنه طلحة، حين رجع الزبير: يا أبا محمد ما الذي أخرجك؟ قال: الطلب بدم عثمان، قال علي: قتل الله أولانا بدم عثمان، أما سمعت رسول الله يقول: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ وأنت أوّل من بايعني ثم نكثت، وقد قال الله عزّ وجلّ( فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ ) فقال: أستغفر الله، ثم رجع »(٢) .

(١١٢)

أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الخياط القنطري الحنظلي

المتوفى سنة (٣٤٨).

أخرج الحاكم عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي ببغداد عن أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم(٣) .

____________________

(١). طبقات الشافعية ٢ / ٣٠٧.

(٢). مروج الذهب ٢ / ١١.

(٣). المستدرك ٣ / ١٠٩.

٣٤٣

ترجمته

ترجمهالخطيب وقال: « حدثنا عنه أبو الحسن ابن رزقويه، وأبو الحسن علي ابن أحمد بن عمر المقري، وأبو الحسن علي بن الحسين بن دوما النعالي »(١) .

(١١٣)

جعفر بن محمد بن نصير أبو محمد الخواص المعروف بالخلدي

المتوفى سنة ( ٣٤٧ / ٣٤٨ ).

روى أبو الحسن ابن المغازلي « عن أبي بكر أحمد بن محمد بن طاوان. قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن السماك قال: حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثني علي بن سعيد بن قتيبة الرملي قال: حدثني ضمرة ابن ربيعة القرشي، عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثماني عشرة خلت من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا علي بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن. فأنزل الله تعالى( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) »(٢) .

ترجمته

١ - الخطيب: « كان سافر الكثير، ولقي المشايخ الكبراء من المحدثين

____________________

(١). تاريخ بغداد ١ / ٢٨٣.

(٢). المناقب لابن المغازلي: ١٩.

٣٤٤

والصوفية، ثم عاد إلى بغداد فاستوطنها، وروى بها علماً كثيراً، حدّث عنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين وكان ثقة صادقاً ديناً فاضلاً »(١) .

٢ - ابن الأثير: « أحد مشايخ الصوفية، له كرامات ظاهرة، روى عن: الحارث بن أبي أسامة وغيره، روى عنه: أبو حفص ابن شاهين والدارقطني وغيرهما. ومات في شهر رمضان سنة ٣٤٨ وكان ثقة »(٢) .

٣ - ابن الجوزي: « كان صدوقاً ديّناً، حجّ ستين حجّة »(٣) .

(١١٤)

أبو جعفر محمد بن علي الشيباني الكوفي.

هو ممن ألّف في الحديث، وصحّح الحاكم في المستدرك والذهبي في تلخيصه حديثه في غير موضع.

وهو من رجال سند رواية الحاكم حديث الغدير عن بريدة بن الحصيب الأسلمي.

ترجمته

١ - الذهبي ووصفه بمسند الكوفة في زمانه(٤) .

٢ - ووصفه فيتذكرة الحفاظ بمحدّث الكوفة(٥) .

٣ - وقالابن العماد: « وفيها أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني الكوفي، مسند الكوفة في زمانه. روى عن ابراهيم بن عبدالله القصار وأحمد بن

____________________

(١). تاريخ بغداد ٧ / ٢٢٦.

(٢). اللباب ١ / ٤٥٦.

(٣). المنتظم ٦ / ٣٩١ حوادث ٣٤٨.

(٤). العبر ٢ / ٢٩٣ حوادث ٣٥١.

(٥). تذكرة الحفاظ: ٨٨٢.

٣٤٥

عرعرة وجماعة »(١) .

(١١٥)

أبوبكر محمد بن الحسن بن محمد النقاش المفسر الموصلي البغدادي

المتوفى سنة (٣٥١) روى حديث نزول آية( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) في واقعة غدير خم في تفسيره ( شفاء الصدور ).

ترجمته

١ - الذهبي: « وشيخ القراء أبوبكر النقاش المفسّر ببغداد »(٢) .

٢ - ابن كثير: « كان رجلاً صالحاً في نفسه، عابداً ناسكاً، له تفسير شفاء الصدور »(٣) .

(١١٦)

أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم أبوبكر الختلي

المتوفى سنة (٣٦٥). روى عنه أبو نعيم الحافظ حديث « من كنت مولاه فعلي مولاه »، كما تقدم في « محمد بن علي بن خلف ».

ترجمته

١ - الخطيب: « وكان صالحاً ديناً مكثراً، ثقة ثبتاً، كتب عنه الدارقطني

____________________

(١). شذرات الذهب ٣ / ٩.

(٢). تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٨٢.

(٣). تاريخ ابن كثير ١١ / ٢٤٤.

٣٤٦

وحدّثنا عنه ...، وأبو نعيم الاصبهاني ...، قال أحمد بن أبي الفوارس: وكان ثقة، كتب من القراءات أمراً عظيماً والتفاسير وغير ذلك »(١) .

٢ - ابن كثير: « كان ثقة، وقد قارف التسعين »(٢) .

٣ - ابن الجوزي: « سمع أبا مسلم الكجي وعبدالله بن أحمد بن حنبل وخلقاً كثيراً، وكتب من التفاسير والقراءات شيئاً كبيراً، وكان صالحاً ديناً مكثراً، ثقة ثبتاً، كتب عنه الدارقطني، وروى عنه: ابن رزقويه والبرقاني وأبو نعيم الاصبهاني »(٣) .

(١١٧)

أبو يعلى الزبير بن عبدالله بن موسى البغدادي التوزي

المتوفى سنة (٣٧٠). روى أخطب خطباء خوارزم بإسناده عن الحافظ أبي بكر البيهقي، عن الحافظ أبي عبدالله الحاكم، عن أبي يعلى الزبير بن عبدالله التوزي، عن أبي جعفر أحمد بن عبدالله البزاز، عن علي بن سعيد، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن ابن حوشب عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة الحديث(٤) .

ترجمته

١ - ترجمهالخطيب عن الحافظ أبي نعيم وعن الحاكم النيسابوري لكن اسم أبيه ( عبيدالله)(٥) .

____________________

(١). تاريخ بغداد ٤ / ٧١.

(٢). تاريخ ابن كثير ١١ / ٢٨٣.

(٣). المنتظم ٧ / ٨١ حوادث ٣٦٥.

(٤). المناقب للخوارزمي: ٩٤.

(٥). تاريخ بغداد ٨ / ٤٧٣.

٣٤٧

٢ - وذكرهابن الأثير واسم أبيه عنده ( عبد الواحد )(١) .

(١١٨)

محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري المعدل

المتوفى سنة (٣٧٤)، وقد أكثر الرواية عنه الحاكم في المستدرك وصحّح حديثه فيه، وكذا الذهبي في تلخيص المستدرك.

وقد وقع في طريق رواية الحاكم حديث الغدير(٢) .

ترجمته

١ - ترجمهالخطيب فقال: « حدثنا عنه أبوبكر البرقاني وسألته عنه فقال: ثقة »(٣) .

٢ - وقالابن الجوزي: « سمع عبدالله بن محمد بن شيرويه، ومحمد بن اسحاق بن خزيمة، ومحمد بن اسحاق السراج وغيرهم، وكان ثقة، وتوفي بنيسابور يوم الخميس سلخ شوال هذه السنة عن أربع وتسعين سنة »(٤) .

(١١٩)

الحسن بن ابراهيم بن الحسين أبو محمد المصري الشهير بابن زولاق

المتوفى سنة (٣٨٧).

____________________

(١). الكامل في التاريخ ٩ / ٤.

(٢). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٣). تاريخ بغداد ١ / ٢٨٢.

(٤). المنتظم ٧ / ١٢٤ حوادث ٣٧٤.

٣٤٨

رواه في ( تاريخه ) كما حكاه المقريزي في الخطط(١) .

ترجمته

ولا بن زولاق ترجمة في وفيات الأعيان ١ / ١٤٦ وتاريخ ابن كثير ١١ / ٣٢١ وتتمة المختصر في أخبار البشر لابن الوردي ١ / ٣٥١ ولسان الميزان لابن حجر العسقلاني ٢ / ١٩١ وحسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة للسيوطي ١ / ٥٥٣ وغيرها.

(١٢٠)

أحمد بن سهل الفقيه البخاري،

من مشايخ الحاكم، وقد أكثر الرواية عنه في مستدركه، وصحح حديثه فيه، وكذلك الذهبي في تلخيصه.

أخرج حديث الغدير عنه الحاكم في المستدرك(٢) .

(١٢١)

العباس بن علي بن العباس النسائي.

روى أبو نعيم الحافظ حديث الغدير عن أحمد بن جعفر بن سلم عنه، بسنده عن بريدة، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما تقدم في « محمد بن علي ابن خلف ».

ترجمته

ترجمهالخطيب حيث قال: « روى عنه: أبوبكر الشافعي، وأبو

____________________

(١). خطط الشام ٢ / ٢٢٢.

(٢). المستدرك ٣ / ١٠٩.

٣٤٩

الحسين ابن المظفر، وابن البواب المقرئ، واسحاق بن محمد النعالي، وكان ثقة »(١) .

(١٢٢)

يحيى بن محمد الأخباري أبو عمر البغدادي.

قال الخطيب: « يحيى بن محمد بن عمر بن عبدالله بن عمر بن حفص بن عمر بن بيان بن دينار الأخباري الكاتب يكنى أبا عمر، حدّث عن: أحمد بن محمد الضبعي، ومحمد بن محمد الباغندي، ونصر بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن هارون بن المجدر، ويعقوب ابن يوسف بن حازم الطحان، وعبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن بكر الوراق.

حدثنا عنه محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا ابن بكير، أخبرنا أبو عمر يحيى بن محمد بن عمر بن عبدالله بن عمر بن حفص بن بيان بن دينار الأخباري في منزله، بدرب الساج في جوار ابن الشونيزي في سنة ٣٦٣، حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعي، حدثنا عبدالله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج، حدثنا العلاء بن سالم العطّار، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت علياً بالرحبة ينشد الناس من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(٢) .

____________________

(١). تاريخ بغداد ١٢ / ١٥٤.

(٢). تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣٦.

٣٥٠

القرن الخامس

(١٢٣)

المتكلّم القاضي محمد بن الطيب بن محمد أبوبكر الباقلاني

المتوفى سنة (٤٠٣). أخرج حديث التهنئة في كتابه ( التمهيد في أصول الدين )(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « سكن بغداد وسمع بها الحديث وحدّثنا عنه القاضي أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني، وكان ثقة، فأمّا الكلام فكان أعرف الناس به، وأحسنهم خاطراً، وأجودهم لساناً، وأوضحهم بياناً، وأصحّهم عبارة، وله التصانيف الكثيرة المنتشرة »(٢) .

٢ - ابن الجوزي: « سمع الحديث من: أبي بكر بن مالك القطيعي، وأبي

____________________

(١). التمهيد: ١٧١.

(٢). تاريخ بغداد ٥ / ٣٧٩.

٣٥١

محمد ابن ماسي، وأبي أحمد النيسابوري، إلّا أنّه كان متكلّماً على مذهب الأشعري »(١) .

٣ - الذهبي: « وابن الباقلاني القاضي أبوبكر محمد بن الطيب بن جعفر البصري المالكي الأصولي المتكلم، صاحب المصنفات وأوحد وقته في فنه »(٢) .

٤ - ابن الأثير: « والمشهور بهذه النسبة القاضي أبوبكر مات ببغداد في ذي القعدة سنة ٤٠٣ »(٣) .

(١٢٤)

أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت أبو الحسن المجبّر البغدادي

المتوفى سنة (٤٠٥). روى الحافظ الكنجي بطريقه حديث مناشدة رجل عراقي جابر الأنصاري بحديث الغدير. وقد تقدم الحديث بسنده ونصه سابقاً.

ترجمته

١ - الخطيب: « حدثنا عنه: أبو القاسم الأزهري وجماعة غيره سألت أبا طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق عن ابن الصلت فقال: كان شيخاً صالحاً ديّناً »(٤) .

٢ - ابن الأثير: « واشتهر به أبو الحسن سمع: إبراهيم بن عبد الصمد

____________________

(١). المنتظم ٧ / ٢٦٥.

(٢). العبر حوادث ٤٠٣.

(٣). اللباب ١ / ١١٢.

(٤). تاريخ بغداد ٥ / ٩٥.

٣٥٢

الهاشمي، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وأبابكر بن الأنباري وغيرهم »(١) .

٣ - وذكرهالذهبي فيمن توفي في سنة ٤٠٥(٢) .

(١٢٥)

محمد بن أحمد بن محمد بن سهل أبو الفتح ابن أبي الفوارس

توفى سنة (٤١٢). روى أبو محمد أحمد العاصمي قال: « أخبرنا محمد بن أبي زكريارحمه‌الله قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عمر بن بهتة البزاز بقراءة أبي الفتح ابن أبي الفوارس الحافظ عليه ببغداد فأقرّ به قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الهمداني مولى بني هاشم قراءة عليه من أصل كتابه سنة ٣٣٠ – لـمّا قدم علينا بغداد - قال: حدّثنا ابراهيم بن الوليد بن حماد قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا يحيى بن يعلى، عن حرب بن صبيح عن ابن أخت حميد الطويل عن ابن جدعان، عن سعيد بن المسيب قال: قلت لسعد بن أبي وقاص: إني أريد أن أسألك عن شيء، وإنّي أتّقيك. قال: سل عمّا بدا لك، فإنّما أنا عمك. قال قلت: فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيكم يوم غدير خم. قال: نعم، قام فينا بالظهيرة فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال فقال أبوبكر وعمر: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة »(٣) .

ترجمته

١ - الخطيب: « كتب الكثير وجمع، وكان ذا حفظ ومعرفة وأمانة، وثقة

____________________

(١). اللباب ٣ / ١٦٥.

(٢). العبر ٣ / ٨٩.

(٣). زين الفتى - مخطوط.

٣٥٣

مشهوراً بالصلاح، وكتب الناس بانتخابه على الشيوخ وتخريجه، وحدّث عنه: أبو سعد الماليني، وأبوبكر البرقاني، وهبة الله ابن الحسن الطبري، وسمعت منه بعض أماليه، وقرأت عليه قطعة من حديثه »(١) .

٢ - ابن الجوزي: « ولد سنة ٣٣٨، وسافر في طلب الحديث إلى البلاد وكتب الكثير وجمع، وكان ذا حفظ ومعرفة وأمانة وثقة، مشهوراً بالصلاح، وكتب الناس عنه بانتخابه على الشيوخ، وتوفي يوم الأربعاء ١٦ ذي القعدة من هذه السنة »(٢) .

(١٢٦)

أحمد بن الحسين بن أحمد أبو الحسن المعروف بابن السماك البغدادي

المتوفى سنة (٤٢٤). وقع في طريق رواية ابن المغازلي، كما تقدم في « جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ».

ترجمته

١ - الخطيب: « كان له في جامع المنصور مجلس وعظ يتكلّم فيه كتبت عنه شيئاً يسيراً »(٣) .

٢ - ابن الجوزي: « ولد سنة ٣٣٠، وحدث عن جعفر الخلدي وغيره، وكان يعظ بجامع المنصور وجامع المهدي، ويتكلّم على طريقة التصوّف، توفي في ذي الحجة من هذه السنة »(٤) .

____________________

(١). تاريخ بغداد ١ / ٣٥٢.

(٢). المنتظم ٨ / ٥. ملخصاً حوادث ٤١٢.

(٣). تاريخ بغداد ٤ / ١١٠.

(٤). المنتظم ٨ / ٧٦ ملخصاً حوادث ٤٢٤.

٣٥٤

(١٢٧)

أبو محمد عبدالله بن علي بن محمد بن بشران

المتوفى سنة (٤٢٩). روى عنه الحافظ أبوبكر الخطيب حديث أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في فضل صوم يوم الغدير وقد تقدم نصه.

ترجمته

ترجمهالخطيب قائلاً: « عبدالله بن علي بن محمد بن عبدالله بن بشران أبو محمد الشاهد، سمع: أبا بكر ابن مالك القطيعي، وأبا محمد ابن ماسي ومحمد بن الحسن اليقطيني، ومخلد بن جعفر ومن بعدهم.

كتبت عنه وكان سماعه صحيحاً.

وسمعته يقول: ولدت في يوم الأربعاء ١١ من جمادى الآخرة سنة ٣٥٥. ومات في ليلة الجمعة ٢٢ من شوال سنة ٤٢٩، ودفن في صبيحة تلك الليلة بباب حرب »(١) .

(١٢٨)

أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي

المتوفى سنة (٤٢٩) صاحب ( يتيمة الدهر )

فقد قال ما نصه في بيان ( ليلة الغدير ): « وهي الليلة التي خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غدها بغدير خم على أقتاب الإبل، فقال في خطبته: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر

____________________

(١). تاريخ بغداد ١٠ / ١٤.

٣٥٥

من نصره واخذل من خذله، فالشيعة يعظّمون هذه الليلة ويحيونها قياماً »(١) .

ترجمته

١ - ذكرهابن كثير وقال: « كان إماماً في اللغة والأخبار وأيام الناس، بارعاً مفيداً »(٢) .

٢ - وقال اليافعي: « أبو منصور الثعالبي عبد الملك بن محمد النيسابوري الأديب اللبيب الشاعر، صاحب التصانيف الأدبية السائرة في الدنيا، وراعي بلاغات العلم وجامع أشتات النظم، سار ذكره سير المثل وضربت إليه أكباد الإِبل، وطلعت دواوينه في المشارق والمغارب طلوع النجم في الغياهب »(٣) .

٣ - وترجمهابن خلكان وأثنى عليه وعلى تآليفه(٤) .

(١٢٩)

أبو علي الحسن بن علي التميمي الواعظ المعروف بابن المذّهب

المتوفى سنة (٤٤٤). روى الحمويني قال: « أخبرني الشيخ أبو الفضل اسماعيل بن أبي عبدالله ابن حماد العسقلاني في كتابه، أنبأنا الشيخ حنبل بن عبدالله بن سعادة المكبّر المكي الرصافي سماعاً عليه، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين سماعاً عليه، أنبأنا أبو علي ابن المذهب سماعاً عليه، أنبأنا أبوبكر القطيعي، أنبأنا أبو عبد الرحمن عبدالله بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثنا أحمد بن

____________________

(١). ثمار القلوب في المضاف والمنسوب: ٥١١.

(٢). تاريخ ابن كثير ١٢ / ٤٤ - حوادث ٤٢٩.

(٣). مرآة الجنان حوادث ٤٢٩.

(٤). وفيات الأعيان ١ / ٣١٥.

٣٥٦

عمر الوكيعي قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا الوليد بن عقبة بن نزار القيسي قال: حدثني سماك بن عبيد بن الوليد العنسي قال: دخلت على عبد الرحمن ابن أبي ليلى فحدّثني أنه شهد علياً في الرحبة قال: أنشد الله رجلا سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وشهده يوم غدير خم إلّا قام - ولا يقوم إلّا من قد رآه - قال: فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا: قد رأينا وسمعنا حيث أخذ بيده ويقول: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « كتبنا عنه، وكان يروي عن ابن مالك القطيعي مسند أحمد ابن حنبل بأسره، وكان سماعه صحيحاً إلّا في أجزاء منه »(٢) .

٢ - ابن الجوزي: « ولد سنة ٣٥٥، سمع: أبا بكر ابن مالك القطيعي، وأبا محمد ابن ماسي، وابن شاهين، والدارقطني وخلقاً كثيراً، ولا يعرف فيه إلّا الخير والدّين، وقد ذكر الخطيب عنه أشياء لا توجب القدح عند الفقهاء، وإنما يقدح بها عوام المحدّثين فقال: كان يروي عن ابن مالك مسند أحمد بأسره وكان سماعه صحيحاً إلّا في أجزاء فإنّه ألحق إسمه فيها. قال المصنف: وهذا لا يوجب القدح، لأنّه إذا تيقّن سماعه للكتاب جاز أن يكتب سماعه بخطه لإِجلال الكتب »(٣) .

____________________

(١). فرائد السمطين ١ / ٩٦.

(٢). تاريخ بغداد ٧ / ٣٩٠.

(٣). المنتظم ٨ / ١٥٥.

٣٥٧

٣٥٨

القرن السادس

(١٣٠)

أبو الغنائم محمد بن علي الكوفي النرسي

المتوفى سنة (٥١٠). قال الحافظ الكنجي الشافعي: « أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل الدمشقي بحلب قال: أخبرنا الشريف أبو المعمر محمد بن حيدرة الحسيني الكوفي ببغداد. وأخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي بالكوفة، أخبرنا أبو المثنى دارم ابن محمد بن زيد النهشلي، حدثنا أبو حكيم محمد بن ابراهيم بن السري التميمي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، حدثنا ابراهيم ابن الوليد بن حماد، أخبرنا أبي، أخبرنا يحيى بن يعلى، عن حرب بن صبيح عن ابن أخت حميد الطويل إلى آخر ما تقدم سابقاً.

ترجمته

قالالذهبي: « النرسي الحافظ محدّث الكوفة روى عنه: الفقيه نصر المقدسي، والحميدي، وابن الخاضبة، والسلفي، وابن ناصر، ومعالي بن أبي بكر الكياني، ومسلم بن ثابت النحاس، ومحمد بن حيدرة بن عمرو، وأبو الفرج

٣٥٩

ابن كليب إجازة، وخلق كثير. كان يقول: ما بالكوفة أحد من أهل السنة والحديث إلّا أنا. وكان ينوب عن خطيب الكوفة ذكره عبد الوهاب ابن الأنماطي فوصفه بالحفظ والإِتقان وقال: كانت له معرفة ثاقبة قال ابن ناصر: كان النرسي حافظاً ثقة متقناً، ما رأينا مثله، كان يتهجّد ويقوم الليل »(١) .

وأنظر: العبر ٤ / ٢٢ والنجوم الزاهرة ٥ / ٢١٢ وشذرات الذهب ٤ / ٢٩ وطبقات الحفاظ: ٤٥٨.

(١٣١)

يحيى بن عبد الوهاب أبو زكريا الاصبهاني الشهير بابن مندة

المتوفى سنة (٥١٢). قال الحافظ ابن حجر حيث ذكر ( عامر بن ليلى الغفاري ): « ذكره ابن مندة أيضاً، و أورد من طريق عمر بن عبدالله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، فلما قدم علي الكوفة نشد الناس »(٢) .

ترجمته

١ - الذهبي: « ابن مندة الحافظ العالم المسند حدّث عنه: عبد الوهاب الأنماطي، ويحيى بن عبد الغافر بن الصباغ، وعلي بن أبي تراب، وابن ناصر، والسلفي، وعبد الحق اليوسفي، وأبو محمد ابن الخشاب، وخلق آخرهم موتاً محمد بن إسماعيل الطرسوسي.

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٦٠.

(٢). الاصابة ٢ / ٢٥٧.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424