نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار9%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 424

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 277819 / تحميل: 7332
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

فعلم الأنبياء أشرف مرتبة من جميع علوم الخلائق، لأنَّ حصوله من الله تعالى بلا واسطة ووسيلة، وبيان هذه الكلمة يوجد في قصة آدم والملائكة، فإنّهم تعلّموا طول عمرهم وحصلوا بفنون الطرق الكثيرة العلوم حتى صاروا أعلم المخلوقات وأعرف الموجودات، وآدم لمـّا جاء ما كان عالما لأنّه ما تعلّم وما رأى معلّما، فتفاخرت الملائكة عليه وتجبّروا وتكبّروا وقالوا:( نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) ونعلم حقائق الأشياء، فرجع آدم إلى باب خالقه وأخرج قلبه وأقبل بالاستغاثة على الربّ تعالى،( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ: أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) فصغر حالهم عند آدم وقلّ علمهم وانكسرت سفينة جبروتهم، فغرقوا في العجز فقالوا:( لا عِلْمَ لَنا ) ، فقال تعالى:( يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ ) فأنبئهم آدم عن مكنونات الغيب ومستترات الأمر.

فتقرّر الأمر عند العقلاء: أن العلم الغيبي المتولّد عن الوحي أقوى وأكمل من العلوم المكتسبة، وصار علم الوحي إرث الأنبياء وحق الرسل، حتى أغلق الله باب الوحي في عهد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاتم النبيين، وكان أعلم وأفصح العرب والعجم، وكان يقول: أدّبني ربّي فأحسن تأديبي، و قال لقومه: أنا أعلمكم بالله وأخشاكم من الله، وإنّما كان علمه أشرف وأكمل وأقوى لأنّه حصل عن التعليم الرباني وما اشتغل قط بالتعلّم والتعليم الانساني، فقال تعالى:( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ) ».

وقال القاضي عياض:

« فصل: ومن معجزاته الباهرة: ما جمعه الله تعالى له من المعارف والعلوم، وخصّه به من الاطّلاع على جميع مصالح الدنيا والدين، ومعرفته بأمور شرائعه وقوانين دينه وسياسة عباده ومصالح أُمته، وما كان في الأُمم قبله، وقصص الأَنبياء والرسل والجبابرة والقرون الماضية من لدن آدم إلى زمنه، وحفظ شرائعهم وكتبهم، ووعي سيرهم وسرد أنبائهم وأيّام الله فيهم، وصفات أعيانهم واختلاف آرائهم، والمعرفة بمددهم وأعمارهم، وحكم حكمائهم، ومحاجّة كلّ أمّة من الكفرة،

١٦١

ومعارضة كلّ فرقة من الكتابيين بما في كتبهم، وإعلامهم بأسرارها ومخبّآت علومها، وإخبارهم بما كتموه من ذلك وغيره.

إلى الإِحتواء على لغات العرب وغريب ألفاظ فرقها والإِحاطة بضروب فصاحتها، والحفظ لأيّامها وأمثالها وحكمها ومعاني أشعارها، والتخصيص بجوامع كلمها، إلى المعرفة بضرب الأمثال الصحيحة والحكم البيّنة، لتقريب التفهيم للغامض والتبيين للمشكل.

إلى تمهيد قواعد الشرع الذي لا تناقض فيه ولا تخاذل، مع اشتمال شريعته على محاسن الأخلاق ومحامد الآداب وكلِّ شيء مستحسن مفضّل لم ينكر منه ملحد ذو عقل سليم شيئاً إلّا من جهة الخذلان، بل كلّ جاحد له وكافر به من الجاهلية إذا سمع ما يدعو إليه صوّبه واستحسنه، دون طلب إقامة برهان عليه، ثمَّ ما أحلَّ لهم من الطّيبات وحرّم عليهم من الخبائث، وصان به أنفسهم وأعراضهم وأموالهم من المعاقبات والحدود عاجلاً والتخويف بالنار آجلاً.

إلى الإِحتواء على ضروب العلوم وفنون المعارف كالطب والعبادة والفرائض والحساب والنسب وغير ذلك من العلم، ممّا اتّخذ أهل هذه المعارف كلامهعليه‌السلام فيها قدوة وأصولاً في علمهم

هذا، مع أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان لا يكتب، ولكنّه أوتي علم كلّ شيء ولا سبيل إلى جحد الملحد بشيء ممّا ذكرناه، ولا وجد الكفرة حيلة في دفع ما نصصناه، إلّا قولهم: أساطير الأوّلين، وإنّما يعلّمه بشر، فردّ الله قولهم بقوله:( لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) »(١) .

وقال الرازي في بيان الحجج على أفضليّة نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من سائر الأنبياءعليهم‌السلام :

« الحجة السادسة عشرة: قال محمّد بن عيسى الحكيم الترمذي في تقرير

____________________

(١). الشفاء بتعريف حقوق المصطفى: ٤١٢ - بشرح القاري.

١٦٢

هذا المعنى: إنّ كلّ أمير فإنّه مزيّته على قدر رعيّته، فالأمير الذي تكون إمارته على قرية تكون إمارته ومزيّته بقدر تلك القرية، ومن ملك الشرق والغرب احتاج إلى أموال وذخائر أكثر من أموال تلك القرية، فكذلك كلّ رسول بعث إلى قومه فأعطي من كنوز التوحيد وجواهر المعرفة على قدر ما حمل من الرّسالة، فالمرسل إلى قومه في طرف مخصوصٍ من الأرض إنّما يعطى من هذه الكنوز الروحانيّة بقدر ذلك الموضع، والمرسل إلى كلّ أهل الشرق والغرب - إنسهم وجنّهم - لا بدّ وأنْ يعطى من المعرفة بقدر ما يمكنه أن يقوم بسعيه بأمور أهل الشرق والغرب.

وإذا كان كذلك كان نسبة نبوة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى نبوة سائر الأنبياء كنسبة كلّ المشارق والمغارب إلى ملك بعض البلاد المخصوصة، ولو كان كذلك لا جرم أُعطي من كنوز الحكمة والعلم ما لم يعط أحدٌ قبله، فلا جرم بلغ في العلم إلى الحدّ الذي لم يبلغه أحد من البشر قال تعالى في حقّه:( فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) وفي الفصاحة إلى أنْ قال: أوتيت جوامع الكلم، وصار كتابه مهيمناً على الكتب وصارت امّته خير الأمم »(١) .

وقال ابن حجر المكي في ( المنح المكيّة ) بشرح قول البوصيري:

« لك ذات العلوم من عالم

الغيب ومنها لآدم الأسماء ».

قال « واحتاج الناظم إلى هذا التفصيل مع العلم به ممّا قبله، لأنّ آدم ميّزه الله تعالى على الملائكة بالعلوم التي علّمها له، وكانت سبباً لأمرهم بالسجود والخضوع له، بعد استعلائهم عليه بذمّه ومدحهم أنفسهم بقولهم( أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ ) الخ، فربما يتوهم أنَّ هذه المرتبة الباهرة لم تحصل لنبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إذْ قد يوجد في المفضول ما ليس في الفاضل، فردّ ذلك التوهّم ببيان أن آدم عليه الصلاة والسلام لم يحصل له من العلوم إلّا مجرّد العلم بأسمائها، وأن الحاصل لنبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو العلم بحقائقها ومسمّياتها، ولا ريب أن

____________________

(١). تفسير الرازي.

١٦٣

العلم بهذا أعلى وأجلّ من العلم بمجرّد أسمائها، لأنَّها إنّما يؤتى بها لتبيين المسمّيات فهي المقصودة بالذات وتلك بالوسيلة وشتان ما بينهما.

ونظير ذلك أن المقصود من خلق آدمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّما هو خلق نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من صلبه، فهو المقصود بطريق الذّات وآدم بطريق الوسيلة، ومن ثمَّ قال بعض المحققين: إنّما سجد الملائكة لأجل نور محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي في جبينه ».

وقال الشيخ خالد الأزهري شارحاً قول البوصيري:

« فاق النبيين في خلق وفي خلق

ولم يدانوه في علم ولا كرم

وكلّهم من رسول الله ملتمس

غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم

وواقفون لديه عند حدّهم

من نقطة العلم أو من شكلة الحكم »

قال الأزهري: « ومعنى الأبيات الثلاثة: إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علا جميع النبيين في الخلقة والسجيّة، ولم يقاربوه في العلم ولا في الكرم، كما سيأتي بيانه في قوله: يا أكرم الرسل، وفي قوله: ومن علومك علم اللوح والقلم. وكلّ النبيّين أخذ من علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مقدار غرفةٍ من البحر أو مصّة من المطر الغزير، وكلّهم واقفون عند غايتهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم، وخصّ الشكلة بالحكم لزيادة التفهيم بها على النقطة »(١) .

وكذا قال العصام بشرح الأبيات المذكورة في ( شرح البردة ) فقال في شرح الأول: « قال: لم يدانوه - ولم يقل: لم يدانه كلّ واحد منهم، لأنّ ذلك أبلغ، إذ معناه أنهم لو جمعوا وقوبلوا بمحمّد عليه الصّلاة والسّلام وحده لم يدانوه، فكيف لو قوبل واحد بواحد وفي قوله: في كرم - دلالة على أنهم لا يدانوه في علم وحده ولا في كرمٍ وحده، لا أنهم لا يدانوه في العلم والكرم من حيث المجموع »

____________________

(١). شرح البردة الأزهري: ٦٣.

١٦٤

انتهى ملخصا.

وقال في شرح الثاني: « فإنْ قلت: هم عليهم الصّلاة والسّلام سابقون على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كيف يلتمسون غرفاً من بحره؟ قلت: هم سألوا منه مسائل مشكلة في علم التوحيد والصفات، فأجاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحلّ مشكلاتهم، وبين يديه جرت المحاجّة بين آدم صفي الله وبين موسى كليم الله ليلة المعراج، وإليه أشار بقوله: حاج موسى آدم فحج آدم موسى. أو تقول: « الاعتبار بتقدّم الروح العلوي لا القالب السفلي، وروح نبيّنا مقدم على سائر الأنبياء، وإليه أشار بقوله: كنت نبياً وآدم بين الماء والطين. والحاصل: كلّ الأنبياء من نبينا لا من غيره استفادوا العلم وطلبوا الشفقة إذ هو البحر من العلم والسّحاب من الجود وهم كالأنهار والأشجار ». انتهى ملخصا.

فظهر أنَّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعلم من جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة، وكلّهم ملتمس منه غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم، وهذه المراتب بعض مراتب علم « مدينة العلم »صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأمير المؤمنين عليعليه‌السلام أعلم منهم جميعاً، لأنّه « باب مدينة العلم » ولأنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نصّ على أنّ من أراد « المدينة » فليأتها من « بابها ».

اعترافهم بدلالة الحديث على الأعلميّة

ولقد بلغت دلالة حديث مدينة العلم على أعلمية الإمام عليعليه‌السلام حدّاً من الظهور والوضوح حتّى صرَّح بذلك جماعة من علماء أهل السّنة ولنذكر كلمات بعضهم:

قال شهاب الدين أحمد في ( توضيح الدلائل ): « الباب الخامس عشر - في أنَّ النبي صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم دار حكمة ومدينة علم وعلي لهما باب، وأنّه أعلم الناس بالله تعالى وأحكامه وآياته وكلامه بلا ارتياب:

١٦٥

عن مولانا أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم: يا علي إنَّ الله أمرني أنْ أُدنيك فأعلّمك لتعي وأنزلت هذه الآية:( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) وأنت أذن واعية لعلمي. رواه الحافظ الامام أبو نعيم في الحلية ، و رواه سلطان الطريقة وبرهان الحقيقة الشيخ شهاب الدين أبو حفص عمر السهروردي في الشوارق بإسناده إلى عبد الله بن الحسن رضي الله تعالى عنهما ولفظه قال: حين نزلت هذه الآية( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم لعلي رضي الله تعالى عنه: سألت الله أن يجعلها أُذنك يا علي، قال علي كرم الله تعالى وجهه: فما نسيت شيئاً بعده، وما كان لي أنْ أنسى. قال شيخ المشايخ في زمانه وواحد الأقران في علومه وعرفانه الشيخ زين الدين أبوبكر محمد بن علي الخوافي قدس الله تعالى سرّه: فلذا اختص علي كرم الله وجهه بمزيد العلم والحكمة، حتى قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم: أنا مدينة العلم وعلي بابها. وقال عمر: لو لا علي لهلك عمر ».

وقال إبن روزبهان بجواب قول العلامة الحلي: « التاسع عشر - في مسند أحمد بن حنبل وصحيح مسلم قال: لم يكن احد من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: سلوني إلّا علي بن أبي طالب، وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ».

قال: « هذا يدل على وفور علمه واستحضاره أجوبة الوقائع، واطّلاعه على أشتات العلوم والمعارف، وكلّ هذه الأمور مسلّمة ولا دليل على النصّ، حيث أنه لا يجب أنْ يكون الأعلم خليفةً، بل الأحفظ للحوزة والأصلح للأمّة، ولو لم يكن أبوبكر أصلح للامامة لما اختاروه كما مرّ».

وقال المناوي بشرح حديث مدينة العلم ما نصه: « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. فإنَّ المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المدينة الجامعة لمعالي الديانات كلِّها، ولابدَّ للمدينة من باب، فأخبر أنّ بابها هو علي كرم الله وجهه، فمن أخذ طريقه دخل المدينة، ومن أخطأه أخطأ طريق الهدى.

١٦٦

وقد شهد له بالأعلمية الموافق والمؤالف والمعادي والمخالف: أخرج الكلاباذي أنَّ رجلاً سأل معاوية عن مسألةٍ فقال: سل علياً هو أعلم مني، فقال: أريد جوابك، قال: ويحك كرهت رجلاً كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يغره بالعلم غراً. وكان أكابر الصحب يعترفون له بذلك، وكان عمر يسأله عمّا أشكل عليه: جاءه رجل فسأله فقال: هاهنا علي فاسأله، فقال: أريد أنْ أسمع منك يا أمير المؤمنين، قال: قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان. وصحَّ عنه من طرقٍ أنه كان يتعوّذ من قوم ليس هو فيهم، حتى أمسكه عنده ولم يولّه شيئاً من البعوث لمشاورته في المشكل.

وأخرج الحافظ عبد الملك بن سليمان قال: ذكر لعطاء أكان أحد من الصحب أفقه من علي؟ قال: لا والله.

وقال الحرالي: قد علم الأوّلون والآخرون أنّ فهم كتاب الله منحصر إلى علم علي، ومن جهل ذلك فقد ضلّ عن الباب الذي من ورائه يرفع الله عن القلوب الحجاب حتى يتحقّق اليقين الذي لا يتغيّر بكشف الغطاء. إلى هنا كلامه »(١) .

وفيه: « أنا دار الحكمة - و في رواية: أنا مدينة الحكمة - وعلي بابها، أي علي ابن أبي طالب هو الباب الذي يدخل منه إلى الحكمة وناهيك بهذه المرتبة ما أسناها وهذه المنقبة ما أعلاها، ومن زعم ان المراد بقوله: وعلي بابها - أنه مرتفع من العلوّ وهو الارتفاع فقد تمحّل لغرضه الفاسد، لا يجديه ولا يسمنه ولا يغنيه.

أخرج أبو نعيم عن ترجمان القرآن مرفوعاً: ما أنزل الله عز وجل يا أيّها الذين آمنوا إلّا وعلي رأسها وأميرها و أخرج عن ابن مسعود قال: كنت عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فسئل عن علي كرّم الله وجهه فقال: قسّمت الحكمة عشرة أجزاء، فأُعطي علي تسعة أجزاء والناس جزء واحداً. و عنه أيضاً: أُنزل القرآن

____________________

(١). فيض القدير: ١ / ٤٦ - ٤٧.

١٦٧

على سبعة أحرف، ما منها حرف إلّا وله ظهر وبطن، وأمّا علي فعنده منه علم الظاهر والباطن. و أخرج أيضاً: علي سيد المسلمين وإمام المتقين. و أخرج أيضاً: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب. و أخرج أيضاً: علي راية الهدى. و أخرج أيضاً: يا علي إنَّ الله أمرني أنْ أُدنيك وأعلّمك لتعي، وأُنزلت عليَّ هذه الآية( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) وأخرج أيضاً عن ابن عباس: كنّا نتحدّث أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عهد إلى علي كرّم الله وجهه سبعين عهداً لم يعهد إلى غيره.

والأخبار في هذا الباب لا تكاد تحصى »(١) .

وقال ابن حجر المكي في ( المنح المكّية ): « تنبيه: ممّا يدلّ على أنَّ الله سبحانه اختص علياً من لعلم بما تقصر عنه العبارات قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أقضاكم علي، وهو حديث صحيح لا نزاع فيه، و قوله: أنا دار الحكمة - و في رواية أنا مدينة العلم - وعلي بابها ».

وقال ابن حجر أيضاً في ( تطهير الجنان ) في الدفاع عن معاوية: « السادس: خروجه على علي كرّم الله وجهه ومحاربته له، مع أنّه الامام الحق بإجماع أهل الحل والعقد، والأفضل الأعدل الأعلم بنصّ الحديث الحسن - لكثرة طرقه - خلافاً لمنْ زعم وضعه ولمن زعم صحته ولمن اطلق حسنه: أنا مدينة العلم وعلي بابها ».

واما استلزام الأعلمية للأفضلية فهو موضع وفاق بين العلماء والعقلاء. لأنّ العلم أشرف الفضائل وأعلى المناقب وأسنى المراتب، وإن من فاق الناس علماً كان أفضلهم وأشرفهم مقاماً وأعلاهم درجةً

وبالرّغم من تقرّر هذا المعنى وثبوته، ولكن من المناسب إيراد عبارات بعض كبار العلماء لمزيد الوضوح والتّبيين:

قال الحكيم الترمذي: « الأصل الخامس والثلاثون والمائة - حدثنا إسماعيل ابن نصر بن راشد قال: حدّثنا مسدّد قال: حدّثنا بشر بن المفضل قال: حدّثنا

____________________

(١). فيض القدير: ١ / ٤٦.

١٦٨

عمر مولى عقدة قال: سمعت أيوب بن صفوان يذكر عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: أيّها الناس من كان يحبّ أنْ يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده، فإن الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه، وإن لله سرايا من الملائكة تحلّ وتقف على مجالس الذكر، فاغدوا وروحوا في ذكر الله، ألا فارتعوا في رياض الجنة. قالوا: وأين رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: مجالس الذكر فاغدوا وروحوا في ذكر الله وذكّروه بأنفسكم.

فمنزلة الله عند العبد إنّما هو على قلبه على قدر معرفته إيّاه وعلمه وهيبته منه وإجلاله له، وتعظيمه والحياء منه والخشية منه والخوف من عقابه والوجل عند ذكره وإقامة الحرمة لأمره ونهيه، وقبول منته وروية تدبيره، والوقوف عند احكامه وطيب النفس بها، والتسليم له بدناً وروحاً وقلباً، ومراقبة تدبيره في أموره ولزوم ذكره والنهوض بأثقال نعمه وإحسانه، وترك مشيّاته لمشيّاته، وحسن الظن به في كلّ ما نابه.

والناس في هذه الأشياء على درجات يتفاضلون، فمنازلهم عند ربهم على قدر حظوظهم من هذه الأشياء، وإنّ الله تبارك اسمه أكرم المؤمنين بمعرفته، فأوفرهم حظاً من المعرفة أعلمهم به، وأعلمهم بهم أوفرهم حظاً من هذه الأشياء، وأوفرهم حظاً منها أعظمهم منزلة عنده، وأرفعهم درجةً وأقربهم وسيلة، وعلى قدر نقصانه من هذه الأشياء ينتقص حظّه وينحط درجته وتبعد وسيلته ويقل علمه به وتضعف معرفته إيّاه ويسقم إيمانه ويملكه نفسه. قال الله تبارك اسمه( وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً ) فإنّما فضّل الخلق بالمعرفة له والعلم به لا بالأعمال، واليهود والنصارى وسائر أهل الملل قد علموا أعمال الشريعة فصارت هنا هباءً منثوراً، فبالمعرفة تزكو الأعمال، وبها تقبل منهم، وبها تطهر الأبدان، فمن فضّل بالمعرفة فقد أوتي حظّاً من العلم به، ومن فضل بالعلم به يكون هذه الأشياء التي وصفنا موجودة عنده »(١) .

____________________

(١). نوادر الاصول - الْأَصل: ١٣٥.

١٦٩

وقال الغزالي في ( الرّسالة اللّدنية ): « إعلم أنّ العلم هو تصوّر النفس الناطقة المطمئنّة حقائق الأشياء وصورها المجرَّدة عن المواد بأعيانها وكيفيّاتها وكمّياتها وجواهرها وذواتها إن كانت مفردة وان كانت مركبة، فالعالم هو المحيط المدرك المتصوّر، والمعلوم هو ذات الشيء الذي ينتقش علمه في النفس، وشرف العلم بقدر شرف معلومه ورتبة العالم بحسب رتبة العلم.

ولا شك أنّ أفضل المعلومات وأعلاها وأشرفها وأجلّها هو الله تعالى الصانع المبدع الحق الواحد، فعلمه - وهو علم التوحيد - أفضل العلوم وأجلّها وأكملها، وهذا العلم الضروري واجب تحصيله على جميع العقلاء، كما قال صاحب الشّرع عليه الصلاة والسلام: طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، وأمر بالسّفر في طلب العلم فقال: أطلبوا العلم ولو بالصين.

وعالم هذا العلم أفضل العلماء، وبهذا السبب خصّهم الله تعالى بالذكر في أجلّ المراتب، فقال:( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ ) فعلماء التوحيد لا بإطلاق هم الأنبياء، وبعدهم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، وهذا العلم وإنْ كان شريفاً في ذاته كاملاً بنفسه لا ينفي سائر العلوم، بل لا يحصل إلّا بمقدمات كثيرة، وتلك المقدمات لا تنتظم إلّا عن علوم شتى، مثل علم السماوات والأفلاك وجميع علوم المصنوعات، ويتولَّد عن علم التوحيد علوم أخر كما سنذكرها بأقسامها في مواضعها » وقد ذكر الغزالي في الباب الأوّل من كتاب العلم من كتاب ( إحياء علوم الدين ) فضل العلم والتّعليم والتعلّم وشواهده من النقل والعقل وبحث حول ذلك بالتّفصيل(١) .

وقال الفخر الرازي في تفسيره:

« واعلم أنه يدل على فضيلة العلم: الكتاب والسّنة والمعقول، أمّا الكتاب فوجوه:

____________________

(١). احياء علوم الدين: ١ / ٥ - ٩.

١٧٠

الأول: إنّ الله تعالى سمّى العلم بالحكمة، ثم أنّه تعالى عظّم أمر الحكمة، وذلك يدل على عظم شأن العلم.

الثاني: قوله تعالى:( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) .

الثالث: قوله تعالى:( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) المراد بأولي الأمر العلماء في أصحّ الأقوال، لأن الملوك يجب عليهم طاعة العلماء ولا ينعكس.

ثم انظر إلى هذه المرتبة، فإنه تعالى ذكر العالم في موضعين من كتابه في المرتبة الثانية قال:( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ ) وقال:( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) ثم إنّه سبحانه وتعالى زاد في الاكرام فجعلهم في المرتبة الأولى في آيتين فقال تعالى:( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) وقال تعالى:( كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) .

الرابع:( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ ) .

واعلم أنه تعالى ذكر الدرجات لأربعة أصناف، أوّلها: للمؤمنين من أهل بدر قوله:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) إلى قوله:( لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) والثانية: للمجاهدين قوله:( وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ ) والثالثة: للصالحين:( وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى ) والرابعة: للعلماء( وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ ) .

فالله تعالى فضّل أهل بدر على غيرهم من المؤمنين بدرجات، وفضّل المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً درجات منه، وفضّل الصالحين على هؤلاء بدرجات، ثم فضّل العلماء على جميع الأصناف بدرجاتٍ.

فوجب كون العلماء أفضل الناس.

الخامس: قوله:( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) وإن الله تعالى وصف

١٧١

العلماء في كتابه بخمس مناقب:

أحدها: الايمان:( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا ) .

وثانيها: التوحيد والشهادة:( شَهِدَ اللهُ ) إلى قوله( وَأُولُوا الْعِلْمِ ) .

وثالثها: البكاء:( يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ ) .

ورابعها: الخشوع:( إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ ) .

وخامسها: الخشية:( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) .

وأمّا الأخبار فوجوه »(١) .

وقال النيسابوري في تفسيره: « البحث الثالث في فضل العلم: لو كان في الإِمكان شيء أشرف من العلم لأظهر الله تعالى فضل آدم بذلك الشيء، وممّا يدل على فضله الكتاب والسّنة والمعقول » فذكر الآيات التي ذكرها الرازي، ثم الأحاديث عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فضل العلم والعلماء »(٢) .

كما خصَّ السمهودي الباب الأول من كتاب ( جواهر العقدين ) للكلام « في إيراد الدلائل الدالة على فضل العلم والعلماء، ووجوب توقيرهم واحترامهم والتحذير من بعضهم والأذى لبعضهم، وقد تظاهرت الآيات وصحيح الأخبار والآثار وتواترت، وتطابقت الدلائل العقلية والنقليّة وتوافقت على هذا الغرض الذي أشرنا إليه، وعوّلنا في هذا الباب عليه ».

وقال المولوي عبد العلي في ( شرح مسلم ) في الكلام على مقامات الأولياء والتفاضل بينهم، قال بعد كلام له: « لأنَّ التفاضل ليس إلّا بالعلم، والفضل بما عداه غير معتد به ».

____________________

(١). تفسير الرازي: ١ / ١٧٨.

(٢). تفسير النيسابوري ١ / ٢٤١.

١٧٢

قصّة إستخلاف آدم عليه‌السلام

قال الله تعالى في كتابه العزيز( وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ * قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلمـّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ) .

قال الرازي:

« إعلم أنَّ الملائكة لمـّا سألوا عن وجه الحكمة في خلق آدم وذرّيته، وإسكانه تعالى إيّاهم في الأرض، وأخبر الله تعالى عن وجه الحكمة في ذلك على سبيل الإجمال بقوله تعالى:( إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ ) أراد تعالى أن يزيدهم بياناً وأن يفصّل لهم ذلك المجمل، فبيّن تعالى لهم من فضل آدمعليه‌السلام ما لم يكن ذلك معلوماً لهم، وذلك بأنْ علّم آدم الأسماء كلَّها ثم عرضهم عليهم، ليظهر بذلك كمال فضله وقصورهم عنه في العلم، فيتأكّد ذلك الجواب الإِجمالي بهذا الجواب التفصيلي»(١) .

قال: « المسألة السادسة: هذه الآية دالّة على فضل العلم، فإنه سبحانه ما اظهر كمال حكمته في خلقة آدمعليه‌السلام إلّا بأنْ أظهر علمه، فلو كان في الإِمكان وجود شيء أشرف من العلم لكان من الواجب إظهار فضله بذلك الشيء لا بالعلم »(٢) .

____________________

(١). تفسير الرازي: ١ / ١٧٥.

(٢). المصدر: ١ / ١٧٨.

١٧٣

قال: « ثم خذ من أوّل الأمر، فإنه سبحانه لمـّا قال( إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) فلما قالت الملائكة( أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها ) قال سبحانه( إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ ) فأجابهم سبحانه بكونه عالماً، فلم يجعل سائر صفات الجلال من القدرة والإرادة والسمع والبصر والوجوب والقدم والاستغناء عن المكان والجهة جواباً لهم وموجباً لسكوتهم، وإنما جعل صفة العلم جواباً لهم، وذلك يدل على أن صفات الجلال والكمال وانْ كانت بأسرها في نهاية الشرف إلّا أنّ صفة العلم أشرف من غيرها.

ثم إنّه سبحانه إنّما أظهر فضل آدمعليه‌السلام بالعلم، وذلك يدل أيضاً على أنّ العلم أشرف من غيره.

ثم إنّه سبحانه لمـّا أظهر علمه جعله مسجود الملائكة وخليفة العالم السفلي، وذلك يدل على أنّ تلك المنقبة إنّما استحقّها آدمعليه‌السلام بالعلم.

ثم إنّ الملائكة افتخرت بالتسبيح والتقديس، والافتخار بهما إنما يحصل لو كانا مقرونين بالعلم، فإنهما إنْ حصلا بدون العلم كان ذلك نفاقاً، والنفاق أخسّ المراتب، قال تعالى:( إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) أو تقليداً والتقليد مذموم فثبت أن تسبيحهم وتقديسهم إنما صار موجباً للافتخار ببركة العلم »(١) .

وقال بتفسير( وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ) .

« اعلم أنّ هذا هو النعمة الرابعة من النعم العامة على جميع البشر، وهو أنّه سبحانه وتعالى جعل أبانا مسجود الملائكة، وذلك لأنه تعالى ذكر تخصيص آدم بالخلافة أوّلاً، ثم تخصيصه بالعلم الكثير ثانياً، ثمَّ بلوغه في العلوم إلى أنْ صارت الملائكة عاجزين عن بلوغ درجته في العلم، وذكر الآن كونه مسجوداً للملائكة »(٢) .

____________________

(١). تفسير الرازي: ١ / ١٩٩.

(٢). تفسير الرازي: ١ / ٢١١.

١٧٤

وهكذا قال بتفسير الآيات المذكورة كلّ من النيسابوري في تفسيره ( غرائب القرآن ) والبيضاوي في ( تفسير: ١٤٠ ) والخطيب الشربيني في ( السراج المنير ١ / ٤٨ ) وغيرهم من مشاهير المفسّرين.

المشابهة بين علي وآدم عليهما‌السلام

ومن لطائف المقام أنّ العاصمي ذكر - لإِثبات المشابهة بين أمير المؤمنين وآدمعليهما‌السلام في العلم والحكمة أنه كما أنّ آدم فُضّل على جميع الملائكة بالعلم - وهو أفضل الخصال - فكذلك سيّدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام فضّل على جميع الأمّة بالعلم والحكمة - ما خلا الخلفاء الماضين -.

إلّا أنَّه باستدلاله على هذا المطلب بحديث: « يا علي ملئت علماً وحكمةً »، و بحديث: « أنا مدينة العلم وعلي بابها » قد أبطل - من حيث لا يشعر - استثنائه الخلفاء الثلاثة، وأيَّد استدلال أهل الحق بحديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » على أفضليّة الامامعليه‌السلام - عن طريق الأعلمية - عن جميع الخلائق سوى أخيه وصنوهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وهذا نصّ كلامه في ( زين الفتى ): « وأمّا العلم والحكمة، فإنّ الله تعالى قال لآدمعليه‌السلام ( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ) ففضّل بالعلم العباد الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون واستحق بذلك منهم السجود له، فكما لا يصير العلم جهلاً والعالم جاهلاً فكذلك لم يصر آدم المفضَّل بالعلم مفضولا، وكذلك حال من فضّل بالعلم فأمّا من فضل بالعبادة فربّما يصير مفضولاً، لأنَّ العابد ربّما يسقط عن درجة العبادة إنْ تركها معرضاً عنها، أو يتوانى فيها تغافلاً عنها فيسقط فضله، ولذلك قيل: بالعلم يعلو ولا يعلى، والعالم يزار ولا يزور ومن ذلك وجوب وصف الله سبحانه بالعلم والعالم، وفساد الوصف له بالعبادة والعابد، ولذلك منَّ على نبيّهعليه‌السلام بقوله:( وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ

١٧٥

فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) فعظّم الفضل عليه بالعلم دون سائر ما أكرمه به من الخصال والأخلاق، وما فتح عليه من البلاد والآفاق.

وكذلك المرتضى - رضوان الله عليه - فضّل بالعلم والحكمة ففاق بهما جميع الأمة ما خلا الخلفاء الماضين - رضي الله عنهم أجمعين - ولذلك وصفه الرسولعليه‌السلام بهما حيث قال: يا علي ملئت علماً وحكمة، وذكر في الحديث عن المرتضى رضوان الله عليه أنَّ النبي صلّى الله عليه كان ذات ليلةٍ في بيت أمّ سلمة فبكرت إليه بالغداة، فإذا عبد الله بن عباس بالباب، فخرج النبي صلّى الله عليه إلى المسجد وعلي عن يمينه وابن عباس عن يساره، فقال النبيعليه‌السلام : يا علي ما أوّل نعم الله عليك؟ قال: أن خلقني فأحسن خلقي، قال: ثم ما ذا؟ قال: أنْ عرّفني نفسه، قال: ثم ما ذا؟ قال قلت: وإنْ تعدّوا نعمة الله لا تحصوها. قال: فضرب النبي صلّى الله عليه يده على كتفي وقال: يا علي ملئت علماً وحكمة ولذلك قال النبي صلّى الله عليه: أنا مدينة العلم وعلي بابها. وفي بعض الروايات: أنا دار الحكمة وعلي بابها ».

٢ - دلالته على العصمة

إنّ حديث مدينة العلم يدلّ على عصمة سيدنا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام، ولا ريب حينئذٍ في خلافته بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل

وأمّا دلالته على العصمة فقد أفصح عنها المحقّقون من أهل السّنة، قال إسماعيل بن سليمان الكردي في ( جلاء النظر في دفع شبهات إبن حجر ) بعد كلامٍ له: « وإيّاك والاغترار بظواهر الآثار والأحوال من التزيّي بزيّ آثار الفقر، كلبس المرقّعات، وحمل العكاز وغير ذلك، لأنها ليست نافعة لمن اتصف بها وهو ليس على شيءٍ من المعرفة بالله، بل قد يكون المتصف بها صاحب إنتقاد على المشايخ

١٧٦

بنظره إلى نفسه، حيث أنه يرى حقيقة الأمر عنده دون غيره، وكثير من اهل هذا الشأن هلكوا في أودية الحيرة، لأنّهم اغتراهم الجهل المركب، فلا يدرون ولا يدرون أنّهم لا يدرون، كابن تيميّة وابن المقري والسّعد التفتازاني وابن حجر العسقلاني وغيرهم، فإنّ اعتراضهم على معاصريهم وعلى من سبق من الموتى دال على حصرهم طريق الحق عندهم لا غير.

وقد زاد إبن تيميّة بأشياء ومن جملتها: ما ذكره الفقيه إبن حجر الهيتمي -رحمه‌الله - في فتاواه الحديثية، عن بعض أجلّاء عصره أنّه سمعه يقول - وهو على منبر جامع الجبل بالصالحية -: إنّ سيدنا عمر -رضي‌الله‌عنه - له غلطات وأيّ غلطات، وإن سيّدنا علي -رضي‌الله‌عنه - أخطأ في أكثر من ثلاثمائة مكان!! فيا ليت شعري من أين يحصل لك الصواب إذا أخطأ عمر وعلي رضي الله عنهما بزعمك؟ أما سمعت قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حقّ سيدنا علي: أنا مدينة العلم وعلي بابها؟ ».

فإنّ ظاهر عبارته واستدلاله بحديث مدينة العلم في الردّ على ذاك المتعصّب العنيد دلالة هذا الحديث الشريف على عصمة الامامعليه‌السلام

وقال المولوي نظام الدين السهالوي الأنصاري في ( الصبح الصادق ) ما نصّه: « إفاضة - قال الشيخ ابن همام في فتح القدير - بعد ما أثبت عتق أمّ الولد وانعدام جواز بيعها عن عدّة من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، وبالأحاديث المرفوعة، واستنتج ثبوت الإجماع على بطلان البيع - ممّا يدلّ على ثبوت ذلك الإجماع ما أسنده عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة السلماني قال: سمعت عليا يقول: اجتمع رأيي ورأي عمر في أمّهات الأولاد أن لا يبعن، ثمّ رأيت بعد أن يبعن، فقلت له: فرأيك ورأي عمر في الجماعة أحبّ إليّ من رأيك وحدك في الفرقة، فضحك علي رضي الله تعالى عنه.

واعلم أن رجوع علي - رضي الله تعالى عنه - يقتضي أنّه يرى اشتراط انقراض العصر في تقرّر الإجماع، والمرجّح خلافه، وليس يعجبني أنّ لأمير المؤمنين

١٧٧

شأناً يبعد اتباعه أنْ يميلوا إلى دليل مرجوح ورأي مغسول ومذهب مرذول، فلو كان عدم الاشتراط أوضح لا كوضوح شمس النهار كيف يميل هو إليه، و قد قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي، رواه الصحيحان، و قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: أنا دار الحكمة وعلي بابها. رواه الترمذي، فالانقراض هو الحق.

لا يقال: إن الخلفاء الثلاثة أيضاً أبواب العلم، وقد حكم عمر بامتناع البيع. لأنَّ غاية ما في الباب أنهما تعارضا، ثم المذهب أن أمير المؤمنين عمر أفضل، وهو لا يقتضي أن يكون الأفضليّة في العلم أيضاً، وقد ثبت أنه باب دار الحكمة، والحكمة حكمه ».

ومفاد هذا الكلام دلالة حديث « أنا دار الحكمة وعلي بابها » على عصمة الامامعليه‌السلام ، وحينئذٍ تكون دلالة حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » ثابتة عليها بالأولويّة، لما سيأتي عن ابن طلحة قوله: « لكنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خصّ العلم بالمدينة والدار بالحكمة لما كان العلم أوسع أنواعاً وأبسط فتوناً وأكثر شعباً وأغزر فائلةً وأعمّ نفعاً من الحكمة، خصص الأعم بالأكبر والأخص بالأصغر ».

٣ - دلالته على أنّ الامام واسطة العلوم

ويدل حديث مدينة العلم على أنّ الأمّة يجب أن تستمدَّ العلوم من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بواسطة سيدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهذا شرف يتضاءل عنه كلّ شرف، وفضيلة ليس فوقها فضيلة، ومرتبة تثبت الأفضليّة فضلاً عن غيرها من الأدلّة ومن هنا أيضاً تثبت خلافة أمير المؤمنينعليه‌السلام بلا كلام:

قال محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير الصنعاني في ( الروضة الندية ) بعد تصحيح الحديث: « نعم، ولعلّك تقول: كيف حقيقة هذا التركيب النبوي،

١٧٨

أعني قوله: أنا مدينة العلم وعلي بابها؟ فأقول: الكلام فيه إستعارة تخييليّة ومكنيّة وترشيح، وذلك أنّه شبّه العلم بمحسوس من الأموال يحاز ويحرز، لأنّ بين العلم والمال تقارن في الأذهان، ولذلك يقرن بينهما كثيراً، مثل ما في كلام الوصيعليه‌السلام : العلم خير من المال، في كلامه المشهور الثابت لكميل بن زياد، و في الحديث النبوي: منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا، فشبّه العلم بالمال بجامع النفاسة في كلّ منهما، والحرص على طلبهما والفخر بحيازتهما، ولذلك قال الشافعيرحمه‌الله :

قيمة المرء علمه عند ذي العلم

وما في يديه عند الرّعاع

وإذا ما جمعت علماً ومالاً

كنت عين الوجود بالاجماع

ولمـّا شبّه العلم بالمال أثبت له ما هو من لوازم المال، وهو ما يجمعه ويحفظ فيه من المكان، وجعل المكان المدينة، لأنّه لم يرد نوعاً من العلم مشبّهاً بنوع من المال، بل علوم جمة واسعة من فنون مختلفة كالأموال المتعددة الأنواع التي لا يحفظها إلّا مدينة، ثم طوى ذكر المشبّه به أعني المال كما هو شأن المكنيّة، ورمز إليه بلازمه وهو المدينة استعارةً تخييلّية، ثم أثبت لها الباب ترشيحاً، مثل قولهم: أظفار المنيّة نشبت بفلان، ثم حمل ضمير قوله: مدينة العلم على ضمير نفسهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبر عنه بها، وأخبر عن عليعليه‌السلام بأنه بابها، فلمـّا كان الباب للمدينة من شأنه أن يجلب منه إليها منافعهما ويستخرج منه إلى غيرها مصالحها كان فيه إيهام أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يستمدُّ من غيره بواسطة الباب الذي هو عليعليه‌السلام ، دفعصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا الإِيهام بقوله: « فمن أراد العلم فليأت من الباب »، إخبارا بأنّ هذا باب تستخرج منه العلوم وتستمد بواسطته، ليس له من شأن الباب إلّا هذا، لا كسائر الأبواب في المدن، فإنّها للجلب إليها والإخراج عنها، فللّه درّ شأن الكلام النبوي ما أرفع شأنه وأشرفه وأعظم بنيانه، ويحتمل وجوهاً من التخريج أخر، إلّا أنَّ هذا أنفسها.

١٧٩

وإذا عرفت هذا عرفت أنّه قد خصَّ الله الوصيّعليه‌السلام بهذه الفضيلة العجيبة، وتوّه شأنه، إذ جعله باب أشر فما في الكون وهو العلم، وأن منه يستمد ذلك منه أراده، ثم إنه باب لأشرف العلوم وهي العلوم النبوية، ثم لأجمع خلف الله علماً وهو سيّد رسلهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإنّ هذا الشرف يتضاءل عنه كلّ شرف، ويطأطئ رأسه تعظيماً له كلّ من سلف وخلف، وكما خصّه باب مدينة العلم فاض عنه منها ما يأتيك من دلائل ذلك قريباً ».

٤ - دلالته على أنّ الامام حافظ العلم

ويدلّ حديث مدينة العلم على أن أمير المؤمنينعليه‌السلام حافظ علوم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهذا المعنى بوحده دليل على أفضليّتهعليه‌السلام من سائر الأصحاب، وهو المطلوب في هذا الباب.

ولقد صرّح بما ذكرنا كمال الدين ابن طلحة حيث قال في ذكر شواهد علم الامام وفضله:

« ومن ذلك ما رواه الامام الترمذي في صحيحه بسنده، وقد تقدّم ذكره في الاستشهاد في صفة أمير المؤمنين بالأنزع البطين: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها ، و نقل الامام أبو محمد الحسين بن مسعود القاضي البغوي في كتابه الموسوم بالمصابيح: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها، لكنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خصّ العلم بالمدينة والدار بالحكمة، لما كان العلم أوسع أنواعا وأبسط فنونا وأكثر شعبا وأغزر فائدة وأعمّ نفعاً من الحكمة خصّص الأعم بالأكبر والأخص بالأصغر.

وفي قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك إشارة إلى كون عليعليه‌السلام نازلاً من العلم والحكمة منزلة الباب من المدينة والباب من الدار، لكون الباب حافظاً لما هو داخل المدينة وداخل الدار من تطرّق الضّياع واعتداء يد الذهاب

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

(١٦٨)

محمد بن درويش الحوت البيروتي الشافعي

المتوفى سنة (١٢٧٦)، رواه في كتابه ( أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب ) حيث قال: « حديث من كنت مولاه فعلي مولاه. رواه أصحاب السنن غير أبي داود. ورواه أحمد، وصححوه، وروي بلفظ: من كنت وليه فعلي وليه، رواه أحمد والنسائي والحاكم وصححه ».

ترجمته

قالكحالة: « محمد بن درويش البيروتي الشهير بالحوت، أبو عبد الرحمن محدث، ولد ببيروت. من آثاره أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب »(١) .

(١٦٩)

سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي

المتوفى سنة (١٢٩٣)(٢) . روى حديث الغدير في مواضع عديدة من كتابه ( ينابيع المودة ).

ترجمته

قالكحالة: « سليمان بن ابراهيم القندوزي البلخي الحسيني الصوفي، من تصانيفه: جمع الفوائد، مشرق الأكوان، ينابيع المودة لذوي القربى »(٣) .

____________________

(١). معجم المؤلفين ٩ / ٢٩٩.

(٢). كذا في الغدير. قال: وأرخ الزركلي في الأعلام وفاته بسنة ١٢٧٠.

(٣). معجم المؤلفين ٤ / ٢٥٢. وأرخ وفاته بسنة ١٢٩٤.

٤٠١

(١٧٠)

أحمد بن مصطفى القادين خاني

المتوفى سنة (١٣٠٦)(١) . ذكر في كتاب ( هداية المرتاب ) شعر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، الذي أوله:

« حمد النبي أخي وصنوي

وحمزة سيد الشهداء عمي »

وفيه:

« فأوجب لي ولايته عليكم

رسول الله يوم غدير خم

فويل ثم ويل ثم ويل

لمن يلقى الاله غداً بظلمي »

ترجمته

قالكحالة: « أحمد بن مصطفى القادين خاني الرومي، صوفي، من الخلفاء النقشبندية بقونية، وتوفى بها. من آثاره: هداية المرتاب في فضائل الأصحاب »(٢) .

____________________

(١). كذا في معجم المؤلفين، فيكون من رجال القرن الرابع عشر، لكنا ذكرناه هنا تبعاً للغدير.

(٢). معجم المؤلفين ٢ / ١٧٩.

٤٠٢

القرن الرابع عشر

(١٧١)

أحمد بن زيني بن أحمد دحلان

المتوفى سنة (١٣٠٤) روى حديث الغدير حيث قال: « وكان عمررضي‌الله‌عنه يحب علي بن أبي طالب وأهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقد جاء عنه في ذلك شيء كثير.

فمن ذلك أنه لما قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه، قال أبوبكر وعمر رضي الله عنهما: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة »(١) .

ترجمته

قال كحالة: « أحمد بن زيني دحلان المكي الشافعي، فقيه، مؤرخ، مشارك في أنواع من العلوم، مفتي الشافعية بمكة، ولد بها، وتوفي في المحرم » ثم ذكر مؤلفاته(٢) .

____________________

(١). الفتوحات الاسلامية ٢ / ٣٠٦.

(٢). معجم المؤلفين ٢ / ٢٢٩.

٤٠٣

(١٧٢)

مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي،

كان حياً سنة (١٣٢٢).

روى حديث نزول قوله تعالى:( سَأَلَ سائِلٌ ) في واقعة غدير خم(١) .

ترجمته

قال كحالة: « مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي، فاضل، من أهل شبلنجة من قرى مصر قرب بنها العسل، تعلم بالأزهر وأقام في جواره، من آثاره: فتح المنان بتفسير غريب جمل القرآن، نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار، ومختصر عجائب الآثار للجبرتي في جزءين صغيرين »(٢) .

(١٧٣)

محمد عبدة بن حسن المصري

المتوفى سنة (١٣٢٣). روى حديث الغدير من طريق أحمد وابن ماجة عن البراء بن عازب(٣) وعن ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن سعد بن مالك(٤) .

____________________

(١). نور الأبصار: ٧٨.

(٢). معجم المؤلفين ١٣ / ٥٣.

(٣). المنار ٦ / ٤٦٤.

(٤). المصدر ٦ / ٤٦٣.

٤٠٤

ترجمته

قالكحالة: « محمد عبدة بن حسن خير الله، من آل التركماني، فقيه، مفسر، متكلّم، حكيم، أديب، لغوي، كاتب، صحافي، سياسي، مفتي الديار المصرية »(١) .

(١٧٤)

عبد الحميد بن عبدالله الآلوسي البغدادي الشافعي

المتوفى سنة (١٣٢٤). عدّ حديث الغدير في كتابه ( نثر اللئالي ) من فضائل مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام (٢) .

ترجمته

قالكحالة: « عبد الحميد بن عبدالله بن محمود بن الحسين الآلوسي البغدادي. متكلّم، صوفي، أديب، شاعر، ولد ببغداد وتوفي ودفن بالكرخ. من آثاره: ديوان شعر، ونثر اللآلي في شرح نظم الأمالي »(٣) .

(١٧٥)

عبد المسيح الأنطاكي الحلبي

المتوفى سنة (١٣٤١). ذكر حديث الغدير في شعره في تاريخ الاسلام.

____________________

(١). معجم المؤلفين ١٠ / ٢٧٢.

(٢). نثر اللئالي في شرح نظم الأمالي: ١٦٦.

(٣). معجم المؤلفين ٥ / ١٠٢.

٤٠٥

ترجمته

قالكحالة: « عبد المسيح بن فتح الله الأنطاكي الحلبي، أديب، كاتب، شاعر صحافي، يوناني الأصل »(١) .

(١٧٦)

يوسف بن إسماعيل النبهاني البيروتي

المتوفى سنة (١٣٥٠). روى حديث مناشدة أمير المؤمنينعليه‌السلام في الرحبة، من طريق ابن أبي شيبة، عن زيد بن يثيع(٢) .

ترجمته

قالكحالة: « يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني الشافعي، أبو المحاسن أديب، شاعر، صوفي، من القضاة، ولد بقرية اجزم بشمالي فلسطين، ونشأ بها ورحل إلى مصر، فانتسب إلى الأزهر، وتولى القضاء في قصبة جنين من أعمال نابلس، ورحل إلى القسطنطينية، وعين قاضياً بكوي سنجق من أعمال ولاية الموصل، فرئيساً لمحكمة الجزاء باللاذقية، ثم بالقدس، فرئيساً لمحكمة الحقوق ببيروت »(٣) .

____________________

(١). معجم المؤلفين ٦ / ١٧٤.

(٢). الشرف المؤيد: ١١٣.

(٣). معجم المؤلفين ١٣ / ٢٧٥.

٤٠٦

(١٧٧)

أحمد نسيم المصري

المتوفى سنة (١٣٥٦). ذكر حديث الغدير في تعليقة ديوان مهيار الديلمي(١) .

ترجمته

قالكحالة: « أحمد نسيم، شاعر، ولد بالقاهرة، كان من المشرفين على تصحيح الدواوين الشعرية القديمة التي تولّت دار الكتب المصرية نشرها. من آثاره: ديوان شعر في جزءين »(٢) .

(١٧٨)

محمد حبيب الله الشنقيطي

المتوفى سنة (١٣٦٣). ذكر في كتابه ( كفاية الطالب ) حديث الغدير، عن جماعة من الأئمة الحفاظ(٣) .

ترجمته

قالكحالة: « محمد حبيب الله بن عبدالله بن أحمد الشنقيطي، محدث، ولد بشنقيط، ونشأ بها، ثم قدم مراكش فالمدينة فمكة فالقاهرة، وأقام بها، واختير

____________________

(١). أنظر ٣ / ١٨٢.

(٢). معجم المؤلفين ٢ / ١٩٤.

(٣). كفاية الطالب لمناقب علي بن أبي طالب ٢٨ - ٣٠.

٤٠٧

مدرّساً في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وتوفي بالقاهرة في ٨ صفر، ودفن بمقابر الامام الشافعي، من تصانيفه: زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم، في ستة أجزاء »(١) .

(١٧٩)

أحمد بن محمد بن الصديق

المتوفى سنة (١٣٨٠). ذكره في كتابه نقلاً عن جمع كثير من الحفاظ بأسانيدهم عن أربع وخمسين صحابياً(٢) .

ترجمته

قالكحالة: « أحمد بن محمد بن الصديق أبو الفيض، محدث، حافظ من أهل المغرب الأقصى، من آثاره: المعجم الوجيز للمستجيز »(٣) .

(١٨٠)

القاضي بهلول بهجت الشافعي.

ذكر حديث الغدير بطرق عديدة(٤) .

____________________

(١). معجم المؤلفين ٩ / ١٧٦.

(٢). تشنيف الآذان: ٧٧.

(٣). معجم المؤلفين: ١٣ / ٣٦٨.

(٤). تاريخ آل محمد: ٦٧ - ٦٨.

٤٠٨

(١٨١)

أحمد فريد رفاعي

ذكر في تعليق معجم الأدباء بيتي أمير المؤمنينعليه‌السلام في الغدير(١) .

(١٨٢)

أحمد زكي العدوي المصري

ذكر حديث الغدير في تعليقات كتاب الأغاني(٢) .

(١٨٣)

محمد محمود الرافعي المصري

أثبت الحديث في شرح الهاشميات للكميت(٣) .

(١٨٤)

محمد شاكر الخياط النابلسي الأزهري المصري.

رواه عن أحمد عن أبي الطفيل عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في شرح

____________________

(١). أنظر ١٤ / ٤٨.

(٢). أنظر ٧ / ٣٦٣.

(٣). أنظر: ٨١.

٤٠٩

الهاشميات(١) .

(١٨٥)

علي جلال الدين الحسيني المصري.

ذكر حديث الغدير في كتابه الحسين(٢) .

(١٨٦)

حسين علي الأعظمي البغدادي.

مدير كلية الحقوق ببغداد.

أثبت حديث الغدير في شعر له. وفي كتابه ألّفه في الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام كما في الغدير.

(١٨٧)

محمد سعيد دحدوح.

أحد أئمة الجماعة في حلب.

أثبت الحديث في كتاب له ذكره العلامة الأميني في مقدمة الجزء الثامن من الغدير.

____________________

(١). شرح الهاشميات: ٦٠.

(٢). الحسين ١ / ١٣٢.

٤١٠

(١٨٨)

صفا خلوصي.

رأى الحديث من المقطوع به في كتاب له طبع في مقدمة الجزء الخامس من كتاب الغدير.

(١٨٩)

عبد الفتاح عبد المقصود المصري.

أخبت إلى الحديث في كتاب له إلى العلامة الأميني في تقريظ الغدير، طبع في مقدمة الجزء السادس.

٤١١

الفهرس

سند حديث الغدير ٥

القرن الثاني القرن الثالث ٩

القرن الرّابع ١١

القرن الخامس ١٢

القرن السادس القرن السابع ١٣

القرن الثامن ١٤

القرن التاسع ١٥

القرن العاشر القرن الحادي عشر ١٦

القرن الثاني عشر القرن الثالث عشر ١٧

رواية محمد بن إسحاق ١٩

رواية معمر بن راشد ٢٣

رواية إسرائيل بن يونس السبيعي ٢٥

رواية شريك بن عبدالله النخعي ٢٦

رواية محمد بن جعفر ( غندر ) ٢٧

رواية وكيع بن الجراح ٢٨

رواية عبدالله بن نمير ٣٠

رواية محمد بن عبدالله الزبيري ٣٢

رواية يحيى بن آدم ٣٣

رواية الشافعي ٣٤

روايه اسود بن عامر ٣٨

رواية عبد الرزاق بن همام ٣٩

٤١٢

رواية حسين بن محمد بن بهرام ٤٢

رواية الفضل بن دكين « شيخ البخاري » ٤٣

رواية عفان بن مسلم « شيخ البخاري » ٤٥

رواية سعيد بن منصور ٤٦

رواية ابراهيم بن الحجاج ٤٨

رواية علي بن حكيم الأودي ٤٩

رواية علي بن محمد الطنافسي ٥٠

رواية هدبة بن خالد ٥١

رواية عبدالله بن أبي شيبة ٥٢

رواية عبيدالله بن عمر القواريري ٥٦

رواية اسحاق بن راهويه ٥٨

رواية عثمان بن أبي شيبة ٦٠

رواية قتيبة بن سعيد ٦١

رواية أحمد بن حنبل ٦٢

رواية هارون بن عبد الله ٦٥

رواية محمد بن بشار رواية محمد بن المثنى ٦٧

رواية الحسن بن عرفة ٦٨

رواية محمد بن يحيى النيسابوري الذهلي ٦٩

رواية حجاج بن يوسف ابن الشاعر ٧٠

رواية إسماعيل بن عبدالله سمويه ٧١

رواية الحسن بن علي بن عفان العامري ٧٢

رواية ابن ماجة القزويني ٧٣

رواية البلاذري ٧٤

رواية ابن قتيبة ٧٥

رواية أبي عيسى الترمذي ٧٦

٤١٣

رواية ابن أبي عاصم ٧٧

رواية زكريا بن يحيى السجزي ٨١

رواية عبدالله بن أحمد ٨٢

رواية علي بن محمد المصيصي ٨٤

رواية إبراهيم بن يونس ٨٥

رواية أبي بكر البزّار ٨٦

رواية النسائي ٨٨

رواية أبي العباس حسن بن سفيان ٨٩

رواية أبي يعلى الموصلي ٩٠

رواية محمد بن جرير الطبري ٩١

رواية أبي القاسم البغوي ٩٢

رواية الحكيم الترمذي ٩٣

رواية الطحاوي ٩٥

رواية ابن عبد ربّه ٩٧

رواية المحاملي ٩٨

رواية أبي العباس ابن عقدة ٩٩

رواية أبي زكريا الغبري ١٠١

رواية دعلج السجزي ١٠٢

رواية أبي بكر الشافعي البزاز ١٠٣

رواية أبي حاتم ابن حبان البستي ١٠٤

رواية الطبراني ١٠٦

رواية القطيعي ١٠٩

رواية ابن بطة ١١٢

رواية الدار قطني ١١٣

رواية المخلّص الذهبي ١١٥

٤١٤

رواية الحاكم ١١٦

رواية الخركوشي ١١٧

رواية أبي بكر الشيرازي رواية ابن مردويه ١١٨

رواية مسكويه ١١٩

رواية الثعلبي ١٢٠

رواية الحافظ أبي نعيم ١٢١

رواية ابن السّمان ١٢٤

رواية أبي بكر البيهقي ١٢٦

رواية ابن عبد البر ١٢٧

رواية الخطيب البغدادي ١٢٨

رواية أبي الحسن الواحدي ١٣٠

رواية أبي سعيد السجستاني رواية ابن المغازلي ١٣١

رواية الحسكاني رواية السمعاني ١٣٩

رواية الخلعي ١٤١

ذكر أبي حامد الغزالي رواية البغوي ١٤٢

رواية رزين العبدري ١٤٣

رواية العاصمي ١٤٤

ذكر جار الله الزمخشري ١٤٥

رواية النطنزي رواية الموفق الخوارزمي ١٤٦

رواية عمر الملّا ١٤٧

رواية ابن عساكر ١٤٨

رواية أبي موسى المديني ١٥١

حكم التوربشتي ١٥٣

رواية أبي الفتوح العجلي ١٥٤

إثبات الفخر الرازي ١٥٦

٤١٥

رواية أبي السعادات ابن الأثير ١٥٧

رواية أبي الحسن ابن الأثير ١٥٨

رواية الضياء المقدسي ١٥٩

رواية ابن الشيخ البلوي ١٦١

رواية ابن طلحة ١٦٣

رواية سبط ابن الجوزي ١٦٤

رواية الكنجي رواية الرسعني رواية النووي ١٦٦

رواية محب الدين الطبري ١٦٧

رواية الوصابي ١٧١

ذكر سعيد الدين الفرغاني رواية الحمويني ١٧٣

رواية جمال الدين المزي ١٧٥

رواية الذهبي ١٧٦

رواية النيسابوري رواية السمناني رواية الخطيب التبريزي ١٧٧

رواية ابن الوردي ١٧٨

ذكر ابن مكتوم رواية الزرندي ١٧٩

ذكر اليافعي ١٨٠

ذكر سعيد الدين الكازروني رواية ابن كثير ١٨١

رواية أبي حفص المراغي ١٨٣

رواية السيد علي الهمداني ١٨٤

رواية ابن المحب ١٨٥

رواية خواجة پارسا رواية ابن الحزري ١٨٧

رواية المقريزي ١٨٩

رواية الدولت آبادي رواية ابن حجر العسقلاني ١٩٠

رواية ابن الصبّاغ المالكي ١٩١

رواية الحسين الميبدي رواية العيني رواية أصيل الدين الواعظ ١٩٢

٤١٦

اثبات ابن روزبهان رواية السمهودي ١٩٣

رواية السيوطي ١٩٥

رواية جمال الدين المحدّث ١٩٦

ذكر عبد الوهاب البخاري ١٩٨

رواية ابن حجر المكّي ١٩٩

رواية المتقي ٢٠٠

ذكر محمد طاهر الفتني ٢٠١

ذكر ميرزا مخدوم رواية القاري ٢٠٢

رواية المناوي ٢٠٣

رواية شيخ العيدروس رواية الشيخاني القادري ٢٠٤

رواية الحلبي ٢٠٦

رواية ابن باكثير المكي ٢٠٨

رواية عبد الحق الدهلوي ذكر محمد بن محمد المصري ٢١٠

رواية محمد محبوب إثبات المقبلي ٢١١

ذكر البرزنجي رواية السهارنبوري ٢١٢

رواية البدخشاني ٢١٣

رواية صدر عالم رواية ولي الله الدهلوي ٢١٥

رواية محمد الأمير ٢١٦

رواية الصبان ذكر الشبرخيتي ٢١٧

رواية العجيلي ٢١٨

رواية الرشيد الدهلوي رواية اللكهنوي ٢١٩

رواية محمد سالم الدهلوي رواية ولي الله اللكهنوي ذكر المولوي حيدر علي ٢٢٠

ملحق سند حديث الغدير ٢٢١

القرن الثاني أبو محمد عمرو بن دينار الجمحي المكي ٢٢٥

أبوبكر محمد بن مسلم بن عبيدالله القرشي الزهري ٢٢٦

٤١٧

عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي أبو محمد المدني ٢٢٨

بكر بن سوادة بن ثمامة أبو ثمامة البصري ٢٢٩

عبدالله بن أبي نجيح يسار الثقفي أبو يسار المكي ٢٣٠

مغيرة بن مقسم أبو هشام الضبّي الكوفي الأعمى ٢٣١

أبو عبد الرحيم خالد بن يزيد الجمحي المصري ٢٣٢

الحسن بن الحكم النخعي الكوفي ٢٣٣

إدريس بن يزيد أبو عبدالله الأودي الكوفي ٢٣٤

عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي الكوفي ٢٣٥

عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري البصري ٢٣٦

عبيدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني ٢٣٧

نعيم بن الحكيم المدائني طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيدالله التيمي الكوفي ٢٣٨

أبو محمد كثير بن زيد الأسلمي ٢٣٩

مسعر بن كدام الكوفي ٢٤٠

أبو عيسى الحكم بن أبان العدني ٢٤١

عبدالله بن شوذب البلخي ٢٤٢

شعبة بن الحجاج الواسطي ٢٤٣

أبو العلاء كامل بن العلاء التميمي الكوفي ٢٤٥

سفيان بن سعيد الثوري ٢٤٦

جعفر بن زياد الكوفي الأحمر ٢٤٧

مسلم بن سالم النهدي أبو فروة الكوفي قيس بن الربيع أبو محمد الأسدي الكوفي ٢٤٨

حماد بن سلمة أبو سلمة البصري ٢٤٩

عبدالله بن لهيعة أبو عبد الرحمن المصري ٢٥٠

أبو عوانة الوضاح بن عبدالله اليشكري الواسطي ٢٥١

نوح بن قيس أبو روح الحداني البصري ٢٥٣

المطلب بن زياد بن أبي زهير الكوفي أبو طالب ٢٥٥

٤١٨

حسّان بن ابراهيم العنزي الكرماني أبو هاشم ٢٥٦

الفضل بن موسى أبو عبدالله المروزي السيناني ٢٥٧

اسماعيل بن علية أبو بشر الأسدي ٢٥٨

محمد بن ابراهيم أبو عمرو السلمي البصري ٢٥٩

محمد بن خازم أبو معاوية التميمي الضرير ٢٦٠

محمد بن فضيل بن غزوان أبو عبد الرحمن الكوفي ٢٦١

سفيان بن عيينة ٢٦٢

حنش بن الحارث بن لقيط ٢٦٣

أبو محمد موسى بن يعقوب الزمعي المدني ٢٦٤

العلاء بن سالم العطار الكوفي ٢٦٥

الأزرق بن علي بن مسلم أبو الجهم الكوفي هاني بن أيوب الحنفي الكوفي ٢٦٦

فضيل بن مرزوق الأغر الرقاشي الرواسي الكوفي أبو عبد الرحمن ٢٦٧

موسى بن مسلم الحزامي الشيباني أبو عيسى الكوفي الطحّان المعروف بموسى الصغير ٢٦٨

يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري المدني ٢٦٩

أبو حمزة سعد بن عبيدة السلمي الكوفي ٢٧٠

القرن الثالث ضمرة بن ربيعة القرشي المدني المتوفى ٢٧١

مصعب بن المقدام الخثعمي أبو عبدالله الكوفي ٢٧٢

زيد بن الحباب أبو حسين الخراساني الكوفي ٢٧٣

شبابة بن سوار الفزاري المدايني ٢٧٤

محمد بن خالد الحنفي البصري ٢٧٥

خلف بن تميم الكوفي أبو عبد الرحمن ٢٧٦

أبو عبدالله الحسين بن الحسن الأشقر الفزاري الكوفي ٢٧٧

الحسن بن عطية القرشي الكوفي عبدالله بن يزيد العدوي أبو عبد الرحمن المقري القصير ٢٧٨

أبو محمد عبيدالله بن موسى العبسي الكوفي ٢٨٠

أبو الحسن علي بن قادم الخزاعي الكوفي ٢٨١

٤١٩

محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني أبو عبدالله المعروف ببومة ٢٨٢

عبدالله بن داود أبو عبد الرحمن المعروف بالخريبي ٢٨٣

أبو عبد الرحمن علي بن الحسن بن دينار العبدي يحيى بن حماد الشيباني المصري ٢٨٤

حجاج بن منهال السلمي أبو محمد الأنماطي البصري ٢٨٧

علي بن عياش أبو الحسن الحمصي ٢٨٨

مالك بن اسماعيل بن درهم أبو غسان النهدي الكوفي ٢٨٩

قاسم بن سلام أبو عبيد الهروي ٢٩١

محمد بن كثير أبو عبدالله العبدي البصري ٢٩٢

موسى بن اسماعيل المنقري البصري، ٢٩٣

قيس بن حفص بن القعقاع أبو محمد البصري ٢٩٤

يحيى بن عبد الحميد الحماني أبو زكريا الكوفي ٢٩٦

خلف بن سالم المهلبي المخرمي البغدادي ٢٩٨

أحمد بن عمر بن حفص الجلاب أبو جعفر الوكيعي ٢٩٩

إبراهيم بن المنذر بن عبدالله الحزامي أبو إسحاق المدني ٣٠٠

أبو سعيد يحيى بن سليمان الكوفي الجعفي المقرئ ٣٠١

يعقوب بن حميد بن كاسب أبو يوسف المدني ٣٠٢

الحسن بن حماد بن كسيب أبو علي سجادة البغدادي أبو عمار الحسين بن حريث المروزي ٣٠٣

هلال بن بشر أبو الحسن البصري ٣٠٤

أبو الجوزاء أحمد بن عثمان البصري ٣٠٥

محمد بن العلاء الهمداني الكوفي أبو كريب ٣٠٦

يوسف بن عيسى بن دينار الزهري أبو يعقوب المروزي ٣٠٧

نصر بن علي بن نصر الجهضمي ٣٠٨

يوسف بن موسى أبو يعقوب القطان الكوفي ٣٠٩

محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البغدادي البزاز المعروف بصاعقة ٣١٠

٤٢٠

421

422

423

424