نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٨

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 391

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 391 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 299678 / تحميل: 7049
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٨

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وفيه حديثان آخران بعد ذكر أحاديث.

٢٩١٢ / ٣ - وروى أبوجعفر محمّد بن علي بن بابويه في كتاب مدينة العلم: عن أبي عبدالله عليه‌السلام: « أنّ الصلاة الوسطى صلاة الظهر، وهي أول صلاة فرضها الله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ».

٢٩١٣ / ٤ - دعائم الإسلام: عن أبي جعفر عليه‌السلام في حديث أنّه قال: « قال الله عزّوجلّ: ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ) (١) وهي صلاة الجمعة والظهر في سائر الايام، وهي أول صلاة صلاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وهي وسط صلاتين بالنهار: صلاة الغداة، وصلاة العصر ».

٢٩١٤ / ٥ - العيّاشي في تفسيره: عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: قلت له: الصلاة الوسطى فقال: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين والوسطى هي الظهر وكذلك كان يقرؤها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌.

٢٩١٥ / ٦ - وعن زرارة ومحمّد بن مسلم أنّهما سألا أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله: ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ) (١)

____________________________

٣ - فلاح السائل ص ٩٥، وعنه في البحار ٨٢ ص ٢٩١ ذيل حديث ١٧.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٢، معاني الاخبار ص ٣٣٢ ح ٥، وعلم الشرائع ص ٣٥٤ ح ١، وعنها في البحار ج ٨٢ ص ٢٨٢ ح ٣.

(١) البقرة ٢: ٢٣٨.

٥ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٢٧ ح ٤١٥، وعنه في البرهان ج ١ ص ٢٣١ ح ٤ والبحار ج ٨٢ ص ٢٨٨ ح ١٢.

٦ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٢٧ ح ٤١٧، وعنه في البرهان ج ١ ص ٢٣١ ح ٦ والبحار ج ٨٢ ص ٢٨٨ ح ١٣.

(١) البقرة ٢: ٢٣٨.

٢١

قال: « صلاة الظهر وفيها فرض الله الجمعة ».

٢٩١٦ / ٧ - وعن محمّد بن مسلم، عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال: « صلاة الوسطى هي الوسطى من صلاة النهار، وهي صلاة (١) الظهر ».

٢٩١٧ / ٨. وعن زرارة، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « الصلاة الوسطى صلاة الظهر، وهي اول صلاة صلاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وهي وسط صلاتين بالنهار، صلاة الغداة وصلاة العصر ».

٢٩١٨ / ٩ - أحمد بن محمّد السيّاري في كتاب التنزيل والتحريف: عن صفوان، عن عليّ، عن محمّد بن مسلم قال: قلت: ما الصلاة الوسطى؟ إلى ان قال: ثم قال عليه‌السلام: « الوسطى: الظهر ».

٢٩١٩ / ١٠ - وعنه: عن محمّد بن جمهور، يرويه عنهم عليهم‌السلام: « ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ) (١) هي الظهر وهي وسط النهار ». الخبر.

____________________________

٧ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٢٨ ح ٤١٩ وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٨٩ ح ١٥.

(١) ليس في المصدر.

٨ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٢٧ ح ٤١٦، وعنه في البحار ج ٨٩ ص ١٩٤ ح ٣٧، ورواه الكليني « ره » في الكافي ج ٣ ص ٢٧١ ح ١ وعنه في تفسير البرهان ج ١ ص ٢٣٠ ح ١.

٩، ١٠ - التنزيل والتحريف ص ٨.

(١) البقرة ٢: ٢٣٨.

٢٢

٢٩٢٠ / ١١ - القطب الراوندي في لبّ اللباب قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يوم الخندق: « شغلونا عن الصلاة الوسطى، ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً » وكانوا شغلوه عن صلاة العصر.

ورواه في فقه القرآن (١) أيضاً، وزاد بعد قوله الوسطى: « صلاة العصر »، وبعد قوله ناراً: ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « انها الصلاة التي شغل عنها سليمان بن داود، حتى توارت بالحجاب ».

٢٩٢١ / ١٢ - وفيه: عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، في قوله تعالى: ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) (١) انها الصلاة الوسطى.

قلت: هذه الاخبار لا تقاوم ما مر من وجوه، مع أنّا قد أخرجنا في كتابنا فصل الخطاب أخباراً معتبرة صريحة في أنّه كان في قراءة أهل البيت عليهم‌السلام، والصلاة الوسطى، وصلاة العصر، فلا بد من الحمل على التقية.

٦ - ( باب تحريم الاستخفاف بالصلاة والتهاون بها )

٢٩٢٢ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: أروي بحذف الإسناد عن سيدة النساء فاطمة، ابنة سيد الأنبياء صلوات الله عليها وعلى

____________________________

١١ - لب اللباب: مخطوط

(١) فقه القرآن ج ١ ص ١٦٤.

١٢ - فقه القرآن ج ١ ص ٨٢.

(١) الإسرا ٧٨:١٧.

الباب -٦

١ - فلاح السائل ص ٢٢، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٢١ ح ٣٩

٢٣

أبيها، وبعلها وبنيها (١)، أنّها سألت أباها محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقالت: « يا أبتاه ما لمن تهاون بصلاته من الرجال، والنساء؟ قال: يا فاطمة من تهاون بصلاته من الرجال والنساء، ابتلاه الله بخمسة عشر خصلة، ست منها في دار الدنيا، وثلاث عند موته، وثلاث في قبره، وثلاث في القيامة إذا خرج من قبره.

فأما اللواتي تصيبه في دار الدنيا: فالاولى: يرفع الله البركة من عمره. ويرفع الله البركة من رزقه، ويمحو الله عزّوجلّ سيماء الصالحين من وجهه، وكل عمل يعمله لا يؤجر عليه، ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء، والسادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين.

وأما اللواتي تصيبه عند موته: فأولاهن (٢): أنه يموت ذليلاً، والثانية: يموت جائعاً، والثالثة: يموت عطشاناً، فلو سقي من أنهار الدنيا لم يرو عطشه.

وأما اللواتي تصيبه في قبره: فأولاهن يوكل الله به ملكاً يزعجه في قبره، والثانية: يضيق عليه قبره، والثالثة: تكون الظلمة في قبره.

وأما اللواتي تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره فأولاهن: أن يوكل الله به ملكاً يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون إليه، والثانية: يحاسبه (٣) حساباً شديداً، والثالثة: لا ينظر الله إليه، ولا يزكيه، وله عذاب أليم ».

____________________________

(١) في المصدر: وعلى بعلها وعلى أبنائها الأوصياء.

(٢) في المصدر: فأولهن، وكذا في بقية مواضع الحديث.

(٣) في المصدر: يحاسب.

٢٤

٢٩٢٣ / ٢ - كتاب مثنى بن الوليد الحنّاط: عن أبي بصير قال: دخلت على حميدة، اعزّيها بأبي عبدالله عليه‌السلام فبكت، ثم قالت: يا أبا محمّد لو شهدته حين حضره الموت وقد قبض إحدى عينيه، ثم قال (١): (ادعوا لي قرابتي ومن يطف بي) فلما اجتمعوا حوله قال: « ان شفاعتنا لن تنال مستخفاً بالصلاة ».

٢٩٢٤ / ٣ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك: عن رجل، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « ان اول ما يحاسب [ عليه ] (١) العبد الصلاة، فإذا قبلت قبل سائر عمله، وإذا ردت عليه (٢)، رد عليه سائر عمله ».

٢٩٢٥ / ٤ - فقه الرضا عليه‌السلام: « أول ما يحاسب العبد عليه الصلاة، فإن صحت له الصلاة صح له ما سواها، وإن ردت رد ما سواها، واياك أن تكسل عنها، أو تتوانى فيها، أو تتوانى (١) بحقّها، أو تضيّع حدها وحدودها، أو تنقرها نقر الديك، أو تستخف بها، أو تشتغل عنها بشئ من غرض الدنيا، أو تصلي بغير وقتها ».

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ليس مني من استخف

____________________________

٢ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص ١٠٣، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٣٥ ح ٦٣.

(١) في المصدر: قال لي.

٣ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك ص ١١٠، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٣٦ ح ٦٤.

(١) اثبتناه في المصدر.

(٢) ليس في المصدر.

٤ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٦، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٢٠ ح ٣٧.

(١) في المصدر والبحار: تتهاون.

٢٥

بصلاته، لا يرد علي الحوض لا والله ».

٢٩٢٦ / ٥ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لكل شئ وجه، ووجه دينكم الصلاة، فلا يشينن أحدكم وجه دينه (١)، ولكل شئ أنف، وأنف الصلاة التكبير ».

٢٩٢٧ / ٦ - الشهيد الثاني في أسرار الصلاة: عن العيص بن القاسم، عن أبي عبدالله عليه‌السلام انه قال: « والله [ انه ] ليأتي على الرجل خمسون سنة وما قبل الله منه صلاة واحدة، فأي شئ أشد من هذا، والله انكم لتعرفون من جيرانكم وأصحابكم من لو كان يصلي لبعضكم ما قبلها منه، لاستخفافه بها، إنّ الله عزّوجلّ لا يقبل إلا الحسن، فكيف يقبل ما يستخف به ».

٢٩٢٨ / ٧ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال: « من أحسن صلاته حتى تراها الناس، واساءها حين يخلو، فتلك استهانة ».

____________________________

٥ - الجعفريات ص ٣٩، وفي الكافي ج ٣ ص ٢٧٠ ح ١٦، والتهذيب ج ٢ ص ٢٣٧ ح ٩٤٠، والمجازات النبوية ص ٢٠٨ ح ١٦٧ وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٣٧٣ ح ٢٥.

(١) في المخطوط والمصدر: دينكم، وما أثبتناه من الكافي والتهذيب.

٦ - أسرار الصلاة ص ١٠٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٧ - اللباب: مخطوط، شهاب الأخبار ص ٢١٤ ح ٣٨٩.

٢٦

٧ - ( باب تحريم إضاعة الصلاة ووجوب المحافظة عليها )

٢٩٢٩ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام، قال: رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لا يزال الشيطان هائباً ذعراً من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس، فإذا ضيّعهنّ تجرّأ عليه فألقاه في العظائم ».

ورواه في دعائم الإسلام (١)، عن عليّ عليه‌السلام، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله مع اختلاف يسير.

٢٩٣٠ / ٢ - الصدوق في الأمالي: عن الحسين بن أحمد بن ادريس، عن أبيه، عن محمّد بن احمد الاشعري، عن محمّد بن آدم، عن الحسن بن علي الخزاز، عن الحسين بن أبي العلاء، عن الصادق عليه‌السلام، قال: « أحب العباد إلى الله عزّوجلّ رجل صدوق في حديثه، محافظ على صلاته، وما افترض الله عليه مع أداء الامانة ».

المفيد في الاختصاص (١): عن ابن أبى العلاء، مثله.

٢٩٣١ / ٣ -وفي مجالسه: عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن

____________________________

الباب - ٧

١ - الجعفريات ص ٣٩.

(١) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٣.

٢- امالي الصدوق ص ٢٤٣ ح ٨، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١١ ح ١٠.

(١) الاختصاص ص ٢٤٢.

٣ - أمالي المفيد ص ١٨٩ ح ١٦، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٢٢ ح ٤٥.

٢٧

على بن مهزيار، عن اسماعيل بن عباد، عن الحسن بن محمّد، عن سليمان بن سابق، عن أحمد بن محمّد، عن عبدالله بن لهيعة، عن ابى الزبير، عن جابر بن عبدالله الانصاري، قال: خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: « أيها الناس - بعد كلام تكلم به -، عليكم بالصلاة، عليكم بالصلاة، فإنّها عمود دينكم، كابدوا بالليل بالصلاة، واذكروا الله كثيراً، يكفّر سيئاتكم »، الخبر

٢٩٣٢ / ٤ - صحيفة الرضا عليه‌السلام: عنه، عن آبائه عليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « حافظوا على الصلوات الخمس، فإنّ الله عزّوجلّ إذا كان يوم القيامة يدعو العبد، فأوّل شئ يسأل عنه الصلاة، فان جاء بها تامة، وإلا زخ (١) به في النار ».

٢٩٣٣ / ٥ - وبالاسناد قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لأصحابه (١): « لا تضيعوا صلاتكم، فإنّ من ضيّع صلاته حُشر مع قارون وهامان وفرعون، وكان حقّاً على الله ان يدخله النار مع المنافقين، والويل لمن لم يحافظ على صلاته وأداء سنّة نبيه ».

____________________________

٤ - صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ٥٣ ح ٩٠، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٠٨ ذيل الحديث ١٥.

(١) زخ: كلّ دفع زخ، وفي الحديث: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ به في النار: أي دفع ورمي (لسان العرب - زخخ - ج ٣ ص ٢٠).

٥ - صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ٥٣ ح ٩١، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٤ ذيل الحديث ٢٣

(١) لاصحابه: ليس في المصدر.

(٢) وفي نسخة: سننه، سنته، منه « قده ».

٢٨

٢٩٣٤ / ٦ ابراهيم بن محمّد الثقفى، في كتاب الغارات: عن يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد، عن عبدالله بن الحسن، عن عباية، قال: كتب امير المؤمنين عليه‌السلام إلى محمّد بن أبي بكر: « انظر صلاة الظهر - إلى أن قال -، واعلم يا محمّد أنّ كلّ شئ تبع لصلاتك (١) واعلم أنّ من ضيّع الصلاة فهو لغيرها أضيع ».

٢٩٣٥ / ٧ -دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام قال: « اوصيكم بالصلاة التى هي عمود الدين، وقوام الإسلام، فلا تغفلوا عنها ».

٢٩٣٦ / ٨ - وعن أبي جعفر عليه‌السلام، إنّ رجلاً ذكر له رجلا فقال: انهتك [ ستره ] (١)، وارتكب المحارم، واستخفّ بالفرائض، حتى أنّه ترك الصلاة [ المكتوبة ] (٢)، وكان متكئاً، فاستوى جالساً، وقال: « سبحان الله ترك الصلاة المكتوبة، إنّ ترك الصلاة المكتوبة عند الله عظيم ».

٢٩٣٧ / ٩ -العياشي في تفسيره: عن ادريس القمّي قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الباقيات الصالحات، فقال: « هي الصلاة فحافظوا عليها ».

٢٩٣٨ / ١٠ -ابن الشيخ الطوسى في مجالسه: عن أبيه، عن جماعة، عن

____________________________

٦ - الغارات ج ١ ص ٢٤٧.

(١) في المصدر: كلّ شئ من عملك يتبع صلاتك.

٧ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٣، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٣٢ ح ٥٧

٨ - دعائم الإسلام ج ١ ض ٦٣.

(١)، (٢) أثبتناه من المصدر.

٩ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٣٢٧ ح ٣١، وعنه في البرهان ج ٢ ص ٤٧٠ ح ٤، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٢٢ ح ٤٤.

١٠ - امالي الطوسي ج ٢ ص ١٣٦، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٠٩ ح ٢٠.

٢٩

أبى المفضل، عن الفضل بن محمّد الشعرانى، عن هارون بن عمرو المجاشعى، عن محمّد بن جعفر، عن أبيه الصادق عليه‌السلام.

وعن المجاشعى، عن الرضا، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليهم‌السلام قال: « اوصيكم بالصلاة وحفظها فإنّها خير العمل، وهى عمود دينكم »، الخبر.

٢٩٣٩ / ١١ - المحقّق في المعتبر: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لا يزال الشيطان ذعراً من أمر المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس، فإذا ضيّعهنّ اجترأ عليه ».

٢٩٤٠ / ١٢ - الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول: فيما أوصى به أميرالمؤمنين عليه‌السلام عند وفاته: « الصلاة الصلاة الصلاة »، الخبر.

٨ - ( باب وجوب إتمام الصلاة وإقامتها ).

٢٩٤١ / ١ -الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: " تكتب الصلاة على أربعة أسهم - إلى أن قال -، فإذا هو أتم ركوعها وسجودها، وأتم سهامها، صعدت إلى

____________________________

١١- المعتبر ص ١٣٠، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٢٧.

١٢ - تحف العقول ص ١٣٦.

الباب - ٨.

١ - الجعفريات ص ٣٧.

٣٠

السماء، لها نور يتلألأ، وفتحت لها أبواب السماء، وتقول: حافظت عليّ حفظك الله، وتقول الملائكة: صلى الله على صاحب هذه الصلاة، وإذا لم يتم سهامها، صعدت ولها ظلمة، وغلق أبواب السماء دونها، وتقول: ضيعتني ضيعك الله، وضرب بها وجهه ».

وبهذا الاسناد (١) قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « الصلاة ميزان اُمّتي، مَنْ وَفّى استوفى ».

٢٩٤٢ / ٢ -الصدوق في الهداية: قال الصادق عليه‌السلام: « للمصلي ثلاث خصال: يتناثر عليه البر من أعنان السماء إلى مفرق رأسه، وتحف به الملائكة من قدميه إلى أعنان السماء، وملك ينادي (١): لو تعلم من تناجي ومن ينظر اليك ما انفلت (٢) ولا زلت من (٣) موضعك أبداً ».

٢٩٤٣ / ٣ - البرقي في المحاسن: عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « الصلاة عمود الدين، مثلها كمثل عمود الفسطاط، إذا ثبت العمود ثبتت الاوتاد والاطناب، وإذا مال العمود وانكسر، لم يثبت وتد ولا طنب ».

____________________________

(١) نفس المصدر ٣٢.

٢ - الهداية ص ٢٩، وثواب الاعمال ص ٥٧ ح ٣، وعنهما في البحار ج ٨٢ ص ٢١٥ ح ٣٠.

(١) في المصدر: يناديه: أيها المصلي.

(٢) في المصدر: التفت، وفي ثواب الاعمال: انفتلت.

(٣) في المصدر: عن.

٣ - المحاسن ص ٤٤ ح ٦٠، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢١٨ ح ٣٦.

٣١

٢٩٤٤ / ٤ - أبوالفتح الكراجكي في كنز الفوائد: قال: قال لقمان عليه‌السلام لابنه: « يا بني أقم الصلاة، فانما مثلها في دين الله كمثل عمود [ الـ ] (١) فسطاط، فإنّ العمود إذا استقام نفعت الاطناب، والاوتاد، والظلال، وإن لم يستقم لم ينفع وتد، ولا طنب، ولا ظلال ».

٢٩٤٥ / ٥ - عوالي اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « أول ما ينظر في عمل العبد في (١) يوم القيامة في صلاته، فان قبلت نظر في غيرها (٢)، وان لم تقبل لم ينظر في عمله بشئ ».

٢٩٤٦ / ٦ -دعائم الإسلام: عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « إذا أحرم العبد المسلم في صلاته أقبل الله إليه (١) بوجهه، ووكل به ملكاً يلتقط القرآن من فيه التقاطاً، فإذا أعرض أعرض الله عنه، ووكله إلى الملك ».

٢٩٤٧ / ٧ - الشيخ الطوسي رحمه الله في مجالسه: عن جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن رجاء بن يحيى العبرتائي، عن

____________________________

٤ - كنز الفوائد ص ٢١٤، وعنه في البحار ج ١٣ ص ٤٣٢ ح ٢٤، وج ٨٢ ص ٢٢٧ ح ٥١.

(١) اثبتناه من البحار.

٥ - عوالي اللالي ج ٣ ص ٦٥ ح ٥، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٢٧ ح ٥٣.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر زيادة: من عمله.

٦ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٦، عنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٣٢ ح ٥٧.

(١) في المصدر: عليه.

٧ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٢، وفي البحار ج ٧٧ ص ٧٩ عن مكارم الاخلاق ص ٤٦١.

٣٢

محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبدالله، عن أبي حرب بن أبي الاسود الدؤلي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « يا أبا ذر ما من مؤمن يقوم إلى الصلاة إلا تناثر عليه البر ما بينه وبين العرش، ووكل به ملك، ينادى: يابن آدم لو تعلم ما لك في صلاتك ومن تناجي ما سئمت وما التفت » الخبر.

٢٩٤٨ / ٨ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة، لعلي بن بابويه: عن الحسن بن حمزة العلوى، عن علي بن محمّد بن أبي القاسم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « الصلاة ميزان، من وفى استوفى ».

٢٩٤٩ / ٩ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: عن كتاب المشيخة للحسن بن محبوب، عن العبد الصالح عبدالله بن أبي يعفور، قال: قال أبوعبدالله عليه‌السلام: « إذا صليت صلاة فريضة فصلها لوقتها، صلاة مودع يخاف أن لا يعود إليها أبداً، ثم اضرب ببصرك إلى موضع سجودك، فلو تعلم من عن يمينك وشمالك لأحسنت صلاتك، واعلم أنك قدّام من يراك ولا تراه ».

٢٩٥٠ / ١٠ - فقه الرضا عليه‌السلام: قال عليه‌السلام:

____________________________

٨ - البحار ج ٨٢ ص ٢٣٥ ح ٦٢، بل عن جامع الاحاديث للقمي ص ١٥.

٩ - فلاح السائل ص ١٥٧، أمالي الصدوق ص ٤٠٣ ح ١٠، ثواب الاعمال ص ٥٧ ح ٢، مشكاة الانوار ص ٧٣، عنها في البحار ج ٨٤ ص ٢٣٣ ح ٦.

١٠ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٣، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٤٣ ح. ٣١.

٣٣

« للمصلّي ثلاث خصال، يتناثر (١) عليه البر من اعنان السماء إلى مفرق رأسه، وتحفّ (٢) به الملائكة من موضع قدميه إلى عنان السماء، وينادي مناد: لو يعلم المصلّي ما له في الصلاة من الفضل والكرامة ما انفتل (٣)، وإذا احرم العبد في صلاته أقبل الله عليه بوجهه، ووكل به ملكاً يلتقط القرآن من فيه التقاطاً، فان اعرض اعرض الله عنه ووكله إلى الملك، فان هو أقبل على صلاته بكليّته (٤) رفعت صلاته كاملة، وان سها فيها بحديث النفس نقص من صلاته بقدر ما سها وغفل، ورفع من صلاته ما أقبل عليه منها، ولا يعطي الله القلب الغافل شيئاً، وانما جعلت النافلة ليكمل (٥) بها الفريضة ».

وقال: « قيل إنّ الصلاة أفضل العبادة لله، وهي أحسن صورة خلقها الله، فمن أدّاها بكمالها وتمامها فقد أدّى واجب حقّها، ومن تهاون فيها ضرب بها وجهه ».

٢٩٥١ / ١١ - تفسير الامام عليه‌السلام: في قوله تعالى: ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ) (١) « اي بإتمام وضوئها وتكبيرها وقيامها وقراءتها وركوعها وسجودها وحدودها » وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (٢): « أيّما

____________________________

(١) في المصدر: تناثر.

(٢) وفيه: تخف.

(٣) وفيه: ما انفتل منها ولو يعلم المناجي لمن يناجي ما انفتل.

(٤) وفيه: بكله.

(٥) وفيه: لتكمل.

١١ - تفسير الامام العسكري عليه‌السلام ص ٢١٥، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٤٤ ح ٣٤.

(١) البقرة ٢: ٤٣.

(٢) تفسير الامام العسكري ص ٢١٧

٣٤

عبدٍ التفت في صلاته، قال الله: يا عبدي إلى من تقصد وتطلب؟ أربّاً غيرى تريد؟ ورقيباً سواي تطلب، أو جواداً خلاي تبغي؟ وأنا أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وأفضل المعطين، أثيبك ثواباً لا يحصى قدره، أقبل عليّ فاني عليك مقبل وملائكتي عليك مقبلون، فان أقبل زال عنه إثم ما كان منه، فان التفت ثانية أعاد الله له مقالته، فان أقبل على صلاته غفر الله له وتجاوز عنه ما كان منه، فإن التفت ثالثة أعاد الله له مقالته، فإن أقبل على صلاته غفر الله له ما تقدم من ذنبه، فإن التفت رابعة أعرض الله عنه وأعرضت الملائكة عنه ويقول: وليتك عبدي إلى ما توليت ».

وقال عليه‌السلام (٣)، في قوله عزّوجلّ: ( وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ) (٤)، ثم وصفهم بعد، فقال: « ويقيمون الصلاة يعنى بإتمام ركوعها وسجودها وحفظ مواقيتها وحدودها وصيانتها عما يفسدها أو ينقصها ».

٢٩٥٢ / ١٢ - دعائم الإسلام: عن عليّ عليه‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « اسرق السّراق من سرق من صلاته يعنى لا يتمها (١) ».

٢٩٥٣ / ١٣ - وعنه عليه‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « من لم يتم وضوءه وركوعه وسجوده وخشوعه، فصلاته خداج

____________________________

(٣) تفسير الامام العسكري عليه‌السلام ص ٢٦، وعنه في البحار ج ٨٤. ص ٢٣١ ح ٥.

(٤) البقرة ٢: ٣ والتوبة ٩: ٧١.

١٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٥، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٦٤ ح ٦٦.

(١) في المصدر: لايتم فرائضها.

١٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٦، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٦٤ ح ٦٦.

٣٥

يعنى ناقصة غير تام ».

٢٩٥٤ / ١٤ - وعنه عليه‌السلام قال: « مثل الذي لا يتم صلاته كمثل حبلى حملت حتى إذا دنا نفاسها أسقطت، فلا هي ذات حمل ولا ذات ولد ».

٢٩٥٥ / ١٥ - وعنه عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ في حديث قال: « فإذا هو أتم ركوعها وسجودها وأتم سهامها (١). صعدت إلى السماء لها نور يتلألأ وفتحت أبواب السماء لها، وتقول: حافظت عليّ حفظك الله، فتقول الملائكة: صلى الله على صاحب هذه الصلاة، وإذا لم يتم سهامها صعدت ولها ظلمة وغلقت أبواب السماء دونها، وتقول: ضيّعتني ضيّعك الله ويضرب بها وجهه ».

٢٩٥٦ / ١٦ - الشهيد الثاني رحمه الله في أسرار الصلاة: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من حبس نفسه في صلاة (١) فأتّم ركوعها وسجودها وخشوعها، ثم مجد الله عزّوجلّ وعظّمه وحمده حتى يدخل وقت صلاة اُخرى لم يلغ بينهما، كتب الله له كأجر الحاجّ المعتمر وكان من أهل علّيّين ».

٢٩٥٧ / ١٧ - السيد الراوندي في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم‌السلام: قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لا صلاة لمن لا يتم ركوعها وسجودها »

____________________________

١٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣٦، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٦٤ ح ٦٦.

١٥ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٥٨، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٦٤ ح ٦٦.

(١) في المصدر: سهامها المذكورة.

١٦ - أسرار الصلاة ص ١٠٧، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٦٠ ح ٥٩.

(١) في البحار: صلاة الفريضة.

١٧ - نوادر الراوندي ص ٥، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٥٣ ح ٥١.

٣٦

٢٩٥٨ / ١٨ - جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « أسرق (١) السراق (٢) من سرق صلاته » قيل: يا رسول الله كيف يسرق صلاته؟ قال: « لا يتم ركوعها وسجودها ».

٩ - ( باب كراهة تخفيف الصلاة )

٢٩٥٩ / ١ - الكشي في رجاله: عن محمّد بن مسعود، عن علي بن الحسن، عن معمر بن خلاد، قال: قال أبوالحسن الرضا عليه‌السلام: « ان رجلاً من اصحاب علي عليه‌السلام يقال له: قيس كان يصلي فلما صلى ركعة اقبل اسود فصار في موضع السجود، فلما نحى جبينه عن موضعه تطوق الاسود في عنقه ثم انساب في قميصه واني اقبلت يوما من الفرع (١) فحضرت الصلاة فنزلت فصرت إلى ثمامة (٢)، فلما صليت ركعة اقبل أفعى نحوي، فاقبلت على صلاتي ولم اخففها ولم ينتقص منها شئ، فدنا مني ثم رجع إلى [ ال‍ ] ثمامة، فلما فرغت من صلاتي ولم اخفف دعائي دعوت بعضهم (٣) فقلت: دونك الافعى تحت الثمامة فقتله (٤) ومن لم

____________________________

١٨ - الغايات ص ٨٦.

(١) في المصدر: إنّ أسرق.

(٢) وفيه وفي المخطوط: السارق وما أثبتناه من الطبعة الحجرّية.

الباب - ٩.

١ - رجال الكشي ج ١ ص ٣٠٩ ح ١٥١.

(١) الفرع، بضم الفاء وسكون الراء: وهو موضع بين مكة والمدينة (لسان العرب - فرع - ج ٨ ص ٣٥١).

(٢) الثمام، نبت معروف في البادية ولا تجهده النعم الا في الجدوبة، والثمام: شجر، واحدته ثمامة (لسان العرب - ثمم - ج ١٢ ص ٨٠)، وفي هامش المخطوط: ثمامة نبت صغير قصير لا يطول.

(٣) في نسخة: بعض، منه « قده » وفي المصدر: بعضهم معي.

(٤) فقتله: ليس في المصدر.

٣٧

يخف الا الله كفاه »

٢٩٦٠ / ٢ - الشيخ الطوسي في أماليه: باسناده عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « ان العبد إذا (١) عجل فقام لحاجته يقول الله تبارك وتعالى: أما يعلم عبدي أني أنا اقضي الحوائج ».

٢٩٦١ / ٣ - ابن فهد في عدة الداعي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌. قال: « الّا ادلكم على اكسل الناس وابخل الناس [ وأسرق الناس ] (١) واجفى الناس واعجز الناس قالوا بلى يا رسول الله - إلى ان قال - واما اسرق الناس فالذي يسرق من صلاته، فصلاته (٢) تلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه »، الخبر.

٢٩٦٢ / ٤ - البحار: عن اصل من اصول الأصحاب، عن احمد بن اسماعيل، عن احمد بن ادريس، عن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة عن جعفر بن محمّد بن عبيد الله، عن عبدالله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ليس السارق من يسرق الناس ولكنه الذى يسرق الصلاة »

____________________________

٢ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٧٨، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٣٤٩ ح ٤٢.

(١) إذا: ليس في المصدر.

٣- عدة الداعي ص ٣٤، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٣٥٧ ح ٥٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) فصلاته: ليس في المصدر.

٤- البحار ج ٨٤ ص ٢٦٧ ح ٦٨.

٣٨

٢٩٦٣ / ٥ - عوالي اللآلي: عن ابى عبدالله الاشعري قال: صلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ باصحابه ثم جلس في عصابة (١) فدخل رجل فقام يصلي فجعل لا يركع وينقر في سجوده والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ينظر إليه فقال: « ترون (٢) هذا لو مات على هذا لمات على غير ملة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ نقر صلاته كما ينقر الغراب الدم مثل (٣) الذي يصلي ولا يركع وينقر في سجوده كالجائع لا يأكل الا تمرة أو تمرتين فما يغنيان (٤) عنه فاسبغوا الوضوء (٥) واتموا الركوع والسجود ».

١٠ - ( باب استحباب اختيار الصلاة على غيرها من العبادات المندوبة )

٢٩٦٤ / ١ - العياشي في تفسيره: عن الحسين بن أحمد، عن أبيه عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال: سمعته يقول: « ان طاعة الله عز وجل خدمته في الأرض فليس شئ من خدمته يعدل الصلاة فمن ثم نادت الملائكة زكريا وهو قائم يصلى في المحراب ».

٢٩٦٥ / ٢ - وعن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أحدهما عليهما‌السلام

____________________________

٥ - عوالي الآلي ج ١ ص ١١٧ ح ٣٩.

(١) في المصدر: طائفة منهم.

(٢) وفيه: أترون.

(٣) وفيه: أما مثل.

(٤) وفيه: فماذا تغنيان.

(٥) وفيه زيادة: ويل للأعقاب من النار.

الباب - ١٠.

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٣ ح ٤٦، وعنه في البرهان ج ١ ص ٢٨٣ ح ١٤. والبحار ج ٨٢ ص ٢١٩ ح ٣٩.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٦١ ح ٧٤، وعنه في البرهان ج ٢ ص ٢٣٩

٣٩

يقول: « ان علياً عليه‌السلام أقبل على الناس فقال: « أيّة آية في كتاب الله أرجى عندكم »؟ فقال بعضهم: ( إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) قال (٢): « حسنة وليست إيّاها »، وقال بعضهم: ( وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ) الآية، قال: « حسنة وليست إيّاها »، وقال بعضهم: ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ) (٤) قال: « حسنة وليست إيّاها » قال: ثم أحجم الناس، فقال: « ما لكم يا معشر (٥) المسلمين »؟! قالوا: لا والله ما عندنا شئ، قال: « سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقول: أرجى آية في كتاب الله ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ) (٦) وقرأ الآية كلّها وقال: يا علي، والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، إنّ احدكم ليقوم إلى وضوئه فيتساقط (٧) عن جوارحه الذنوب، فإذا استقبل الله بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلاته وعليه من ذنوبه شئ كما ولدته اُمّه، فإن أصاب شيئاً بين الصلاتين كان له مثل ذلك، حتى عدّ الخمسّ (٨) »، الخبر.

____________________________

= ح ١٤، والبحار ج ٨٢ ص ٢٢٠ ح ٤١.

(١) النساء ٤: ٤٨.

(٢) في نسخة: فقال، منه (قده).

(٣) النساء ٤: ١١٠ وفي المصدر: آية ٥٣ من سورة الزمر وهي ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ )، وفي البحار وردت الآيتان معاً.

(٤) آل عمران ٣: ١٣٥.

(٥) في نسخة: معاشر، منه « قدّه ».

(٦) هود ١١: ١١٤.

(٧) في المصدر: فتساقط.

(٨) وفيه: الصلوات الخمس.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

ليس لغيره من أهل عصره، أخذ العلوم من أفواه الرجال حتى صار مضرب الأمثال وله تصانيف معتبرة مشهورة مفيدة »(١).

تفسيره

وقد ذكر تفسيره في ( كشف الظنون ) بقوله: « مدارك التنزيل وحقائق التأويل للإمام حافظ الدين عبد الله بن أحمد النسفي المتوفى سنة ٧٠١ وقيل ٧١٠. أوّله: الحمد لله المتفرد بذاته عن إشارة الأوهام الخ. وهو كتاب وسط في التأويلات جامع لوجوه الإِعراب والقراءات، متضمن لدقائق علم البديع والإشارات، موشح بأقاويل أهل السنة والجماعة، خال عن أباطيل أهل البدع والضلالة، ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل »(٢) .

(٣٠)

عمر الفارسي القزويني

وأما تفسير عمر بن عبد الرحمن الفارسي القزويني ( المولى ) بـ ( الأولى ) فهو حيث قال: « قوله:

فغدت كلا الفرجين تحسب أنه

مولى المخافة خلفها وأمامها

يصف بقرة وحشية نفرت من توجس ركز الصائد فزعة لا تدري أقدّامها الصائد أم خلفها. يقول فغدت البقرة كلا جانبيها الخلف والأمام، تحسب أنه أولى وأحرى بأنْ يكون فيه الخوف »(٣) .

____________________

(١). كتائب أعلام الأخيار - مخطوط.

(٢). كشف الظنون ٢ / ١٦٤٠.

(٣). كشف الكشاف - مخطوط.

٦١

ترجمة عمر القزويني وكتابه

وقد ذكر في ( كشف الظنون ) كتاب ( كشف الكشاف لعمر الفارسي القزويني ) حيث قال في ذكر حواشي الكشاف: « وممن كتب أيضاً غير ما ذكره السيوطي: الامام العلّامة عمر بن عبد الرحمن الفارسي القزويني حاشية في مجلّد سماها الكشف. وتوفي سنة ٧٤٥. أولها: الحمد لله الذي أنار الأعيان بنور الوجود إلخ. وذكر أنه أشار إلى تأليفها من أمره مطاع، فشرع وكتب فيها ما تلقّفه من الأئمة الماضين أو استنبطه بميامين أنوارهم، وليس فيه التسمية وانما قال: أشار إليّ أنْ أحرّر في الكشف عن مشكلات الكشاف »(١) .

(٣١)

ابن الصبّاغ المالكي

وأمّا ذكر نور الدين علي المعروف بابن الصباغ المالكي مجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) فهذا نص كلامه: « قال العلماء: لفظة المولى مستعملة بأزاء معان متعددة، وقد ورد القرآن العظيم بها، فتارة تكون بمعنى أولى قال الله تعالى في حق المنافقين:( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) معناه أولى بكم »(٢) .

وسيأتي ذكر ترجمة ابن الصباغ فيما بعد إنْ شاء الله تعالى.

____________________

(١). كشف الظنون ٢ / ١٤٨٠ وله ترجمة في طبقات المفسرين للداودي ٢ / ٥، الدرر الكامنة ٣ / ٢٥٦، شذرات الذهب ٦ / ١٤٣، طبقات القراء ١ / ٥٩٤.

(٢). الفصول المهمة في معرفة الأئمة: ٤٣.

٦٢

(٣٢)

جلال الدين المحلّي

وفسّر جلال الدين محمد بن أحمد المحلي ( المولى ) بـ ( الأولى ) حيث قال:( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) أولى بكم »(١) .

تفسير الجلالين

و « تفسير الجلالين » الذي اشترك في تأليفه جلال الدين السيوطي وجلال الدين المحلي من التفاسير المشهورة المعتبرة، قال تاج الدين الدهان في ( كفاية المتطلع في مرويات الشيخ حسن العجيمي ): « التفسير المعروف بالجلالين العلامتين الامام المحقق جلال الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المحلّي الأخباري، والحافظ العمدة جلال الدين أبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، والدر المنثور في التفسير بالمأثور للحافظ السيوطي. وقد شرع الجلال المحلي من سورة مريم إلى آخر الكتاب العزيز، ثم شرع في تفسير النصف الأول فمات بعد تفسير الفاتحة، فأتمّه الحافظ السيوطي من أول سورة البقرة إلى آخر سورة الكهف. أخبر بها »(٢) .

ترجمة الجلال المحلّي

وقد ترجم للجلال المحلي شمس الدين السخاوي بما هذا ملخّصه:

____________________

(١). تفسير الجلالين: ٧١٦.

(٢). كفاية المتطلع لتاج الدين الذهان - مخطوط.

٦٣

« محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم، الجلال أبو عبد الله ابن الشهاب أبي العباس بن الكمال الأنصاري، المحلّي الأصل - نسبة للمحلة الكبرى من الغربيّة - القاهري الشافعي ولد كما رأيته بخطه في مستهل شوال سنة ٧٩١ بالقاهرة ونشأ بها. فقرأ القرآن وكتباً واشتغل في فنون ومهر وتقدّم على غالب أقرانه، وتفنّن في العلوم العقلية والنقلية، وتصدى للتصنيف والتدريس والاقراء، ورغب الأئمة في تحصيل تصانيفه وقراءتها وإقرائها، وارتحل الفضلاء للأخذ عنه، وتخرّج به جماعة درسوا في حياته.

وكان إماماً، علّامة، محققاً، نظّاراً، مفرط الذكاء، صحيح الذهن، معظّماً بين الخاصة والعامة، مهاباً، وقوراً، عليه سيما الخير، اشتهر ذكره وبعد صيته، وقصد بالفتاوى من الأماكن النائية، وهرع إليه غير واحد من الأعيان بقصد الزيارة والتبرك. هذا، ولم أكن أقصر به عن درجة الولاية. وترجمته يحتمل كراريس، مع أني قد أطلتها في معجمي. وقد حجّ مراراً. ومات سنة أربع وستّين »(١) .

(٣٣)

الحسين الواعظ الكاشفي

وفسّر حسين بن علي الواعظ الكاشفي ( المولى ) بـ ( الأولى ) في تفسيره المشهور بـ ( تفسير حسيني ) بتفسير قوله تعالى:( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) (٢) .

____________________

(١). الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ٧ / ٣٩ - ٤١.

(٢). تفسير حسيني - المواهب العلية. سورة الحديد.

٦٤

تفسير حسيني

و ( تفسير حسيني ) للواعظ الكاشفي يعدّ في التفاسير المعتبرة، وقد اعتمد عليه العلماء، كالشيخ أحمد بن أبي سعيد بن عبد الله بن عبد الرزاق الحنفي الصالحي المعروف بـ ( ملاجيون ) المترجم له بكل تعظيم في ( سبحة المرجان )، في تفسيره المعروف بـ ( تفسير أحمدي )، ضمن التفاسير التي اعتمد عليها ونقل عنها كالتفاسير البيضاوي والبغوي والسيوطي والزمخشري. وقد وصفه بـ « الشيخ الكبير العلي الحسيني الواعظ الكاشفي ».

وكالمولوي تراب علي في آخر كتابه ( التدقيقات الراسخات في شرح التحقيقات الشامخات. الملقب بسبيل النجاح إلى تحصيل الفلاح ) وعدّه « من الصحف الموثوقة والزبر الأنيقة » كتفاسير الرازي والنسفي والنيسابوري والبغوي. وكالشيخ محبوب عالم في تفسيره المسمى ( تفسير شاهي ).

وقد ذكر تفسيره المذكور في ( كشف الظنون ) بقوله: « تفسير حسين بن علي الكاشفي الواعظ المتوفى في حدود سنة ٩٠٠. وهو تفسير فارسي متداول. في مجلد. سماه بالمواهب العلية، كما ذكره ولده في بعض كتبه، وترجمته بالتركية لأبي الفضل محمد بن إدريس البدليسي المتوفى سنة ٩٨٢. وله جواهر التفسير للزهراوين. يأتي في الجيم »(١) .

(٣٤)

أبو السعود العمادي

وفسّر أبو السعود بن محمد العمادي ( المولى ) بـ ( الأولى ) بتفسير الآية

____________________

(١). كشف الظنون ١ / ٤٤٦.

٦٥

المذكورة، وهذا نص كلامه: « قوله تعالى:( مَأْواكُمُ النَّارُ ) لا تبرحون أبداً( هِيَ مَوْلاكُمْ ) أي أولى بكم. وحقيقته مكانكم الذي يقال فيه: هو أولى بكم. كما يقال هو مئنة الكرم. أي مكان لقول القائل: إنه لكريم. أو مكانكم عن قريب، من الولي وهو القرب. أو ناصركم عن قريب من المولى وهو القرب. أو ناصركم على طريقة قوله: تحية بينهم، ضرب وجيع. أو متولّيكم تتولاكم كما توليتم موجباتها »(١).

ترجمة أبي السعود

وترجم له محمود بن سليمان الكفوي بما هذا ملخّصه « المولى الفاضل العلّامة، والحبر الكامل الفهّامة، لسان الزمان، إمام أهل اللسان، بدائعه الحسان تجلّ عن البيان، واسع التقرير كامل التحرير، سحبان النثر حسّان الشعر، كشّاف مشكلات التنزيل الجليل، وحلّال معضلات الكتاب بالتفسير والتأويل، حافظ قوانين الفروع والأصول، وضابط مسائل كلّ الفنون من المعقول والمنقول، زبدة أرباب التقوى وعمدة أصحاب الفتوى، إمام المفسرين ختام المجتهدين، شيخ الإسلام وعماد الدين، أبو السعود ابن الشيخ محيي الدين المنتسب بالعماد عامله الله بلطفه يوم المعاد.

وهو الأُستاذ على الإطلاق، والمشار إليه بالاتفاق، قرعت به أسماع سكّان الآفاق، وصكّت به آذان أهل فارس والعراق، شيخ كبير، إمام خبير، عالم نحرير، لا في العجم له مثيل ولا في العرب له نظير، مشهور الاسم، عالي الرتبة، عظيم الجاه، زائد الحشمة، تضرب به الأمثال وتشدّ إليه الرّحال، ترد الفتاوى عليه من أقطار الأرض وترد إليه بعضها على بعض، ولقد كان على أحسن طريقة سلكها الأشراف، وقلّدها أشراف الأخلاف، من دين مكين وعقل رزين، وكان

____________________

(١). تفسير أبي السعود - إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم - هامش تفسير الرازي: ٨ / ٧٢

٦٦

من محاسن الزمان، لم تر العيون مثله في العلم والعرفان، وكان يجتهد في بعض المسائل ويخرج ويرجّح بعض الدلائل، وكان إذا لم يجد واقعة الفتوى وجوابها في الكتب المتداولة المعمولة يكتب الجواب على رأيه الوجيز.

ولدرحمه‌الله في رأس المائة العاشرة، ومكث في منصب الفتوى أكثر من ثلاثين سنة، وصنّف فيها كتاب التفسير المسمى بإرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم في مجلدين ضخمين »(١) .

(٣٥)

سعيد الجلبي

وذكر سعيد الجلبي مفتي الروم تفسير ( المولى ) بـ ( الأولى ) في حاشية البيضاوي حيث قال: « قوله: فغدت كلا الفرجين. البيت. يصف بقرة وحشية نفرت من صوت الصائد. فغدت فزعة لا تدري أقدّامها الصائد أم خلفها. أي: فغدت البقرة كلا جانبيها الأمام والخلف، تحسب أنه أولى وأحرى بأن يكون فيه الخوف، والفرج بمعنى المخافة أي كلا موضعيها الذي يخاف منهما في الجملة. أو بمعنى: ما بين قوائم الدابّة، فما بين اليدين فرج وما بين الرجلين فرج، وهو بمعنى السعة والانفراج. وفسّره بالقدّام والخلف توسّعاً، أو بمعنى الجانب والطريق، فعل بمعنى مفعول لأنه مفروج مكشوف، وضمير أنه لكلا لأنه مفرد اللفظ. وخلفها وأمامها إمّا بدل من كلام، وإمّا خبر مبتدأ محذوف، أي هما خلفها وأمامها. كذا في الكشف.

قوله: حقيقته محراكم، من الحرى، فالمولى مشتق من الأولى بحذف

____________________

(١). كتائب أعلام الأخيار للكفوي. وتوجد ترجمة أبي السعود المتوفى سنة ٩٨٢ في: البدر الطّالع ١ / ٢٦١، شذرات الذهب ٨ / ٣٩٨ وغيرهما.

٦٧

الزوائد »(١) .

(٣٦)

شهاب الدين الخفاجي

وأما تفسير شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي ( المولى ) بـ ( الأولى )، فتجده في حاشيته على تفسير البيضاوي، فقد قال: « قوله:( هي أولى بكم ) أي: أحق من النجاة. وهو بيان لحاصل المعنى. قوله: كقول لبيد. العامري الشاعر المشهور وهو من قصيدته المشهورة التي هي إحدى المعلقات السبع والشاهد في قوله: مولى المخافة، فإنه بمعنى مكان أولى وأحرى بالخوف.

قوله: وحقيقته. أي: حقيقة مولاكم هنا محراكم بالحاء والراء المهملتين، أي المحلّ الذي يقال فيه إنه أحرى وأحق بكم، من قولهم هو حرى بكذا أي خليق وحقيق وجدير به، كلّها بمعنى واحد، وليس المراد إنه اسم مكان من الأولى على حذف الزوائد كما توهم، وسترى معناه عن قريب.

قوله: كقولك هو مئنة الكرم إلخ. يعني: إن مولاكم اسم مكان لا كغيره من أسماء الأمكنة فإنها مكان للحدث بقطع النظر عمّن صدر عنه، وهذا محل للمفضل على غيره الذي هو صفته، فهو ملاحظ فيه معنى أولى لا أنه مشتق منه، كما أن المئنة مأخوذة من أن التحقيقية وليست مشتقة منه، إذ لم يذهب أحد من النحاة إلى الاشتقاق من اسم التفضيل، كما لم يقل أحد بالاشتقاق من الحرف، ومئنة الكرم وصف له على طريق الكناية الرمزية في قولهم: الكرم بين برديه كما في

____________________

(١). لاحظ سورة الحديد من حاشية تفسير البيضاوي للجلبي مفتي الروم. وتوجد ترجمته في: الشقائق النعمانيّة ٢ / ٤٣، الفوائد البهيّة: ٧٨. توفي سنة ٩٤٥.

٦٨

شروح الكشاف »(١) .

ترجمة الخفاجي

وشهاب الدين الخفاجي من شيوخ مشايخ شاه ولي الله الدهلوي والد عبد العزيز ( الدهلوي ) كما لا يخفى على من راجع رسالته في أسانيده المسماة بـ ( الارشاد ).

وقد ترجم للخفاجي محمد أمين المحبي ترجمة حافلة نختصر منها ما يلي:

« الشيخ أحمد بن محمد بن عمر قاضي القضاة الملقّب بشهاب الدين الخفاجي المصري الحنفي، صاحب التصانيف السائرة، وأحد أفراد الدنيا المجمع على تفوّقه وبراعته، وكان في عصره بدر سماء العلم ونير أفق النثر والنظم، رأس المؤلفين ورئيس المصنفين، سار ذكره سير المثل، وطلعت أخباره طلوع الشهب في الفلك، وكلّ من رأيناه أو سمعناه به ممن أدرك وقته معترفون له بالتفرّد في التقرير والتحرير وحسن الإنشاء، وليس فيهم من يلحق شأوه ولا يدعي ذلك، مع أن في الخلق من يدعي ما ليس فيه.

وتآليفه كثيرة ممتعة مقبولة وانتشرت في البلاد، ورزق فيها سعادة عظيمة فإنّ الناس اشتغلوا بها. وأشعاره ومنشآته مسلّمة لا مجال للخدش فيها. والحاصل إنه فاق كلّ من تقدّمه في كلّ فضيلة، وأتعب من يجيء بعده، مع ما خوّله الله تعالى من السعة وكثرة الكتب ولطف الطبع والنكتة النادرة.

وقد ترجم نفسه في آخر ريحانته من حين مبدئه، ثم ذكر أن من تآليفه: حواشي تفسير القاضي وهي التي سمّاها عناية القاضي، وشرح الشفا، وشرح درة الغواص، والريحانة

وأخذ عنه جماعة اشتهروا بالفضل الباهر »(٢) .

____________________

(١). عناية القاضي - حاشية تفسير البيضاوي. سورة الحديد.

(٢). خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ١ / ٣٣١.

٦٩

(٣٧)

سليمان الجمل

وذكر الشيخ سليمان الجمل تفسير ( المولى ) بـ ( الأولى ) في حاشيته على تفسير الجلالين حيث قال: « قوله:( هِيَ مَوْلاكُمْ ) يجوز أنْ يكون مصدراً أي ولايتكم أي ذات ولايتكم، وأن يكون مكاناً أي مكان ولايتكم، وأن يكون بمعنى أولى كقولك: هو مولاه أي أولى به إلخ. سمين.

وفي أبي السعود: هي مولاكم أي أولى بكم، وحقيقته مكانكم الذي يقال فيه هو أولى بكم، كما يقال هو مئنة الكرم، أي مكان لقول القائل إنه لكريم أو مكانكم عن قريب، من الولي وهو القرب، أو ناصركم على طريقة قوله: تحية بينهم ضرب وجيع. إلخ.

وفي الشهاب: قوله هو مئنة الكرم يعني: إن مولاكم اسم مكان لا كغيره من أسماء الأمكنة، فإنها مكان للحدث بقطع النظر عمّن صدر عنه. وهذا محل للمفضل على غيره الذي هو صفته، فهو ملاحظ فيه معنى أولى لا أنه مشتقة منه، كما أن المئنة مأخوذة من أن وليست مشتقة منها. الخ.

وقوله: أو ناصركم. فالمعنى لا ناصر لكم إلّا النار، كما أن معنى البيت لا تحية لهم إلا الضرب على التهكّم. والمراد نفي الناصر ونفي التحية. الخ شهاب »(١) .

____________________

(١). حاشية تفسير الجلالين سورة الحديد. وتوجد ترجمته في الأعلام ٣ / ١٣١.

٧٠

(٣٨)

جار الله الاله آبادي

وأمّا ذكر الملّا جار الله الإِله آبادي مجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) فقد جاء في حاشيته على تفسير البيضاوي بتفسير الآية من سورة الحديد حيث قال: « قوله: وحقيقته محراكم من الحرى، فالمولى الحري، مشتق من الأولى بحذف الزائد »(١) .

(٣٩)

محبّ الدين الأفندي

وقد فسّر محبّ الدين الأفندي ( المولى ) بـ ( الأولى ) في شرح بيت لبيد الذي استشهد به الزمخشري في الكشاف(٢) .

(٤٠)

محمد الأمير اليماني

وذكر محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير اليماني مجيء ( المولى ) بمعنى

____________________

(١). حاشية البيضاوي. سورة الحديد. توجد ترجمته في نزهة الخواطر ٦ / ٥٤.

(٢). تنزيل الآيات في شرح شواهد الكشاف: ١٤٠. وتوجد ترجمته في: ريحانة الألباء: ٩٩. توفي سنة ١٠١٤.

٧١

( الأولى ) نقلاً عن الفقيه حميد ضمن معانيه حيث قال: « ومنها بمعنى الأولى. قال تعالى:( هُوَ مَوْلاكُمْ ) أي أولى بكم وبعذابكم »(١) .

وسيأتي طرف من ترجمة محمد بن اسماعيل الأمير فيما بعد إنْ شاء الله تعالى.

(٤١)

عبد الرحيم بن عبد الكريم

وفسّر عبد الرحيم بن عبد الكريم ( المولى ) بـ ( الأولى ) في شرح بيت لبيد العامري حيث قال: « وأراد بالمولى الأولى يقول: فغدت البقرة في كلا الفرجين تحسب أنّ كلّ واحد من الفرجين - وهما خلفها وأمامها - أولى بالمخافة »(٢) .

(٤٢)

رشيد النبي

وكذا فسّره رشيد النبي في شرح بيت لبيد المذكور(٣) .

____________________

(١). الروضة الندية - شرح التحفة العلوية.

(٢). شرح المعلّقات السبع.

(٣). شرح المعلّقات السبع. وتوجد ترجمته في نزهة الخواطر ٧ / ١٧٨.

٧٢

(٤٣)

السيّد الشبلنجي

وذكر السيّد مؤمن بن حسن الشبلنجي ( الأولى ) من معاني ( المولى ) نقلاً عن العلماء(١) .

أقول:

فهل يمكن أن يقال أن ( الدهلوي ) لم يطّلع على هذه الكلمات التي ذكرناها عن كبار الأئمة ومشاهير اللغة والتفسير والحديث والأدب؟

وهل يمكن أن يقال إنه لم يراجع شيئاً من التفاسير ولم يقف على كلمات المفسّرين حتى التفاسير المتداولة كالكشاف ومعالم التنزيل وتفسير الجلالين وأنوار التنزيل؟

أللهم كلّا إنه ليس إلّا التعصب والعناد، إنه يحاول خديعة العوام وتضليلهم بالأكاذيب وإنكار الحقائق الراهنة، ونحن نكشف النقاب عن ذلك كله بكلمات علماء طائفته ومشاهير أئمتهم في كل مورد، والله وليّ التوفيق.

____________________

(١). نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار: ٧٨.

٧٣

اعتراف علماء الكلام

بمجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى )

بل إن بعض مشاهير متكلّمي أهل السنّة - في الوقت الذي ينكرون تواتر حديث الغدير ودلالته تبعاً للفخر الرازي - يعترفون بشيوع استعمال ( المولى ) بمعنى ( الأولى بالتصرف ) وهذا دليل آخر على شدة تعصب ( الدهلوي ) الذي ينكر هذه الجهة أيضاً، ولا بأس بإيراد نصوص عباراتهم في هذا المقام:

التفتازاني

قال سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني: « ولفظ ( المولى ) قد يراد به المعتق والحليف والجار وابن العم والناصر والأولى بالتصرف. قال الله تعالى:( مَأْواكُمُ النَّارُ ) أي أولى بكم. ذكره أبو عبيدة. و قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أيّما امرأة نكحت بغير إذن مولاها. أي الأولى بها والمالك لتدبير أمرها. ومثله في الشعر كثير.

وبالجملة استعمال ( المولى ) بمعنى: المتولى والمالك للأمر والأولى بالتصرّف شائع في كلام العرب منقول عن كثير من أئمة اللغة. والمراد إنه اسم لهذا المعنى، لا أنّه صفة بمنزلة الأولى ليعترض بأنه ليس من صيغة أفعل التفضيل وأنه لا

٧٤

يستعمل استعماله »(١) .

القوشجي

وقال علاء الدين علي بن محمد القوشجي: « ولفظ ( المولى ) قد يراد به المعتق والمعتق والحليف والجار وابن العم والناصر والأولى بالتصرف. قال الله تعالى:( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) أي أولى بكم ذكره أبو عبيدة. و قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أيّما امرأة نكحت بغير إذن مولاها أي الأولى بها في التصرف والمالك لتدبير أمرها. ومثله في الشعر كثير »(٢) .

ولا يتوهم: أن هذا الكلام من التفتازاني والقوشجي هو تقرير لدلالة حديث الغدير على الامامة من جانب الامامية ولا يدلّ على قبولهما ذلك.

لأنّ سكوتهما في مقام الجواب عن الاستدلال بحديث الغدير عن الجواب عن هذه الناحية وتعرّضهما لسند حديث الغدير، وجعل ذيل الحديث وهو: « اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » مشعراً بأنّ المراد من ( المولى ) هو الناصر والمحب دليل على قبولهما شيوع استعمال ( المولى ) بمعنى ( الأولى بالتصرف )، وأن هذا الكلام لهما وليس من جانب الشيعة. وإنْ كنت في ريب مما ذكرناه فراجع نص عبارتيهما.

ويدل على ما ذكرناه بوضوح تصريح المولوي عبد الوهاب القنوجي بذلك حيث أنه بعد أن نقل عن ( المواقف وشرحها ) إنكار مجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) ردّ عليه باعتراف القوشجي شارح التجريد بمجيئه بهذا المعنى ولننقل نص عبارته الواردة ضمن ما ذكره في الجواب عن حديث الغدير:

« وعن الثالث - بمنع صحة الحديث ولأن عليّاًرضي‌الله‌عنه لم يكن

____________________

(١). شرح المقاصد ٢ / ٢٩٠.

(٢). شرح التجريد: ٣٦٣.

٧٥

يوم الغدير مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنه كان باليمن. وردّ هذا بأنّ غيبته لا تنافي صحة الحديث، إلّا أن يروى هكذا: أخذ بيده واستحضره وقال كذا وكذا

ولأن مفعلاً بمعنى أفعل لم يذكره أحد، ويقال أولى من كذا دون مولى من كذا، وأولى الرجلين والرجال دون مولى الرجلين أو الرجال. هكذا في المواقف وشرحه.

وفيه بحث أورده شارح التجريد حيث قال: قد يراد بالمولى الأولى بالتصرف قال الله تعالى:( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) أي أولى بكم. ذكره أبو عبيدة، و قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها. أي الأولى بها في التصرف والمالك لتدبير أمرها. ومثله في الشعر كثير، وبالجملة، استعمال المولى بمعنى المتولي والمالك للأمر والأولى بالتصرف شائع في كلام العرب، منقول عن أئمة اللغة، والمراد إنه اسم لهذا المعنى لا صفة بمنزلة الأولى ليعترض بأنه ليس من صيغة اسم التفضيل، وأنه لا يستعمل استعماله.

ولو سلّم أن المراد بالمولى هو الأولى فأين الدليل على أنّ المراد هو الأولى بالتصرف والتدبير، بل يجوز أنْ يراد الأولى في الاختصاص به والقرب منه ».

ترجمة التفتازاني

وإذ علمت باعتراف التفتازاني بمجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) وشيوع ذلك في كلام العرب فلنذكر خلاصة ترجمته:

قالالسيوطي: « مسعود بن عمر بن عبد الله الشيخ سعد الدين التفتازاني، الامام العلّامة، عالم بالنحو والتصريف والمعاني والبيان والأصلين والمنطق وغيرها، شافعي. قال ابن حجر: ولد سنة ٧١٢، وأخذ عن القطب والعضد، وتقدّم في الفنون، واشتهر بذلك، وطار صيته وانتفع الناس بتصانيفه. وكان في لسانه لكنة

٧٦

وانتهت إليه معرفة العلوم بالمشرق، مات بسمرقند سنة ٧٩١ »(١) .

وقالالكفوي: « وكان من كبار العلماء الشافعية، ومع ذلك له آثار جليلة في أصول الحنفية»(٢) .

ترجمة القوشجي

والقوشجي أيضاً من كبار علماء أهل السنة المحققين، فقد ذكر في ( كشف الظنون ) في شروح التجريد: « ثم شرح المولى المحقق علاء الدين علي بن محمد الشهير بالقوشجي المتوفى سنة ٨٧٩ شرحاً لطيفاً ممزوجاً أوّله: خير الكلام حمد الملك العلاّم إلخ. لخّص فيه فوائد الأقدمين أحسن تلخيص، وأضاف إليها نتائج فكره، مع تحرير سوّده بكرمان وأهداه إلى السلطان أبي سعيد خان. قد اشتهر هذا الشرح بالشرح الجديد. قال في ديباجته بعد مدح الفن والمصنف:

إن كتاب التجريد الذي صنّفه المولى العظم قدوة العلماء الرّاسخين، أسوة الحكماء المتألهين نصير الحق والملة والدين، تصنيف مخزون بالعجائب وتأليف مشحون بالغرائب. فهو وإنْ كان صغير الحجم وجيز النظم، فهو كثير العلم جليل الشأن، حسن الانتظام مقبول الأئمة العظام، لم يظفر بمثله علماء الأمصار، مشتمل على إشارات إلى مطالب هي الأمهات، مملو بجواهر كلّها كالفصوص متضمن لبيانات معجزة في عبارات موجزة، يفجر ينبوع السلاسة من لفظه ولكن معانيه لها السحر، وهو في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار تداولته أيدي النظار.

ثم إنّ كثيراً من الفضلاء وجّهوا نظرهم إلى شرح هذا الكتاب ونشر معانيه وإني بعد أن صرفت في الكشف عن حقائق هذا العلم شطراً من عمري

____________________

(١). بغية الوعاة ٢ / ٢٨٥.

(٢). كتائب الأعلام - مخطوط.

٧٧

ووقفت على الفحص عن دقائقه قدراً من دهري فرأيت أن أشرحه شرحاً يذلّل صعابه ويكشف نقابه وأضيف إليها فوائد »(١) .

* * *

____________________

(١). كشف الظنون ١ / ٣٤٨ وللقوشجي ترجمة في: البدر الطالع ١ / ٤٩٥ وغيره.

٧٨

فهم الشيخين ( الأولى )

من ( المولى )

هذا كلّه، بالإِضافة إلى فهم الشيخين أبي بكر وعمر بالخصوص معنى ( الأولى ) من لفظ ( المولى ) يوم الغدير، فقد ذكر ابن حجر المكي في وجوه الجواب عن الاستدلال بحديث الغدير:

« ثالثها - سلّمنا أنه ( أولى )، لكن لا نسلّم أنّ المراد أنه الأولى بالامامة، بل بالاتباع والقرب منه، فهو كقوله تعالى:( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ) ولا قاطع بل ولا ظاهر على نفي هذا الاحتمال، بل هو الواقع إذ هو الذي فهمه أبو بكر وعمر، وناهيك بهما في الحديث، فإنهما لمـّا سمعاه قالا له: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة. أخرجه الدارقطني. وأخرج أيضاً أنه قيل لعمر: إنك تصنع بعلي شيئاً لا تصنعه بأحد من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: إنه مولاي »(١) .

وذكر الشيخ عبد الحق الدهلوي في ( اللمعات في شرح المشكاة ) هذا الكلام عن ابن حجر المكي وارتضاه.

وقال شهاب الدين أحمد العجيلي: « وقد تولّيت الامام المرتضى لقباً وفعلاً

____________________

(١). الصواعق المحرقة: ٢٦.

٧٩

وقولاً علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، والمراد بالتولي الولاية، وهو الصديق الناصر، أو الأولى بالاتباع والقرب كقوله تعالى:( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ) وهذا هو الذي فهمه عمررضي‌الله‌عنه من الحديث، فإنّه لمـّا سمعه قال: ليهنئك يا ابن أبي طالب أمسيت وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة»(١) .

تناقض من ابن حجر

لكنّ العجب من ابن حجر المكي إذْ ناقض نفسه فأنكر مجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) مطلقاً، فإنه مع تنصيصه في الوجه الثالث على أن كون ( المولى ) بمعنى ( الأولى بالاتباع والقرب من النبي ) « هو الواقع إذْ هو الذي فهمه أبو بكر وعمر » قال في الوجه الثاني من وجوه الرد على تمسك الشيعة بحديث الغدير:

« وثانيها: لا نسلّم أنّ معنى المولى ما ذكروه، بل معناه الناصر، لأنه مشترك بين معان كالمعتق والعتيق والمتصرف في الأمر والناصر والمحبوب، وهو حقيقة في كلّ منها، وتعيين بعض معنى المشترك من غير دليل يقتضيه تحكّم لا يعتد به، وتعميمه في مفاهيمه كلها لا يسوغ، لأنه إنْ كان مشتركاً لفظياً بأن تعدّد وضعه بحسب تعدّد معانيه كان فيه خلاف، والذي عليه جمهور الأصوليين وعلماء البيان واقتضاء الاستعمالات العصماء للمشترك أنه لا يعمّ جميع معانيه، على أنّا لو قلنا بتعميمه على القول الآخر أو بناء على أنه مشترك معنوي بأن وضع وضعاً واحداً للقدر المشترك وهو القرب المعنوي من الولي بالفتح فيصلح لصدقه على كلّ مما مر، فلا يتأتى تعميمه هنا، لامتناع إرادة كل من العتق والعتيق.

فتعيّن إرادة البعض، ونحن وهم متفقون على صحة إرادة الحب بالكسر. وعليرضي‌الله‌عنه سيدنا وحبيبنا.

على أنّ كون المولى بمعنى الامام لم يعهد لغة ولا شرعاً. أمّا الثاني فواضح،

____________________

(١). ذخيرة المآل - مخطوط.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391