تذكرة الفقهاء الجزء ٨

تذكرة الفقهاء8%

تذكرة الفقهاء مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: فقه مقارن
ISBN: 964-319-051-X
الصفحات: 460

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧
  • البداية
  • السابق
  • 460 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 191431 / تحميل: 5466
الحجم الحجم الحجم
تذكرة الفقهاء

تذكرة الفقهاء الجزء ٨

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٠٥١-X
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

الاولين فمن ابصر الفطنه عرف الحكمة (1) ومن تأول الحكمة عرف العبرة (2) ومن عرف العبرة (2) اتبع السنه ومن اتبع السنه فكانما من الاولين وللجهاد اربع شعب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر والصدق في المواطن وبغضة الفاسقين فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر ارغم انف المنافق وأمن كيده (3) ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه واحرز دينه ومن ابغض الفاسقين فقد غضب لله عزوجل ومن غضب لله غضب الله له. وللعدل اربع (4) شعب عرض الفهم (5) وزهرة العلم ومعرفة شرائع الحكمة وورود روضة الحلم (6) فمن غاص الفهم لبس جميل العلم ومن وعى زهره العلم عرف شرائع الحكمة ومن عرف شرائع الحكمة ورد روضة الحلم ومن ورد روضة الحلم لم يفرط في أمره وعاشر الناس وهم منه في راحة.

وقال عليه السلام: الرجال اربعة: رجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فاسألوه ورجل لا يدري ويدري انه لا يدري فذاك مسترشد فأرشدوه ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك جاهل فارفضوه ورجل يدري ولا يدري انه يدري فذاك نائم فانبهوه.

وقال عليه السلام: القضاه اربعة ثلاثة في النار وواحد في الجنة: قاض قضى بالباطل وهو لا يعلم باطل فهو في النار وقاض قضى بالباطل وهو يعلم باطل فهو في النار وقاض قضى بالحق وهو لا يعلم حق فهو في النار وقاض قضى بالحق وهو يعلم انه حق فهو في الجنة.

وقال عليه السلام: أربع خصال تعين المرء على العمل: الصحة والغنى والعلم والتوفيق وأربع كن فيه يبدل الله سيئاته حسنات: الصدق والحياء والشكر وحسن الخلق

_________________________

(1) الزيادة من الكافي.

(2) في الاصل (العثرة) والتصحيح من الكافي.

(3) الزيادة من الكافي.

(4) في الاصل (أربعة).

(5) كذا في الاصل، ولعله (غوص الفهم) بقرينة ما يذكر، وفي الكافي (غامض الفهم).

(6) في الاصل (روضة الحلمة)، والتصحيح من الكافي.

٤١

وقال عند وفاته لولده الحسن عليه السلام: يا بني احفظ عني اربعا (1) قال: وما هن يا ابتى؟ قال: اعلم أغنى الغناء العقل واكبر الفقر الحمق واوحش الوحشة العجب واكرم الحسب حسن الخلق.

وقال عليه السلام: ما احق باللبيب ان يكون له اربع ساعات في النهار: ساعه يحاسب فيها نفسه وينظر ما اكتسب لها وعليها في ليلته ويومه وساعة يرفع فيها حاجته الى ربه وساعة يفضي لاخوانه وثقاته الذين يصدونه عن عيوبه وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذتها مما يحمد ويحل وان الساعة لمرغوبة على هذه الساعات الاخر وان استجمام (2) القلوب وتوديعها زياده في قوتها.

وروي عن الحسن بن علي عليه السلام انه قال: اكثروا الاختلاف الى المساجد فلن يعد منكم خلال أربع: آية محكمة وعلم مستفاد وترك الذنب أما حياءا وأما خشية واخ مستفاد.

وقال عليه السلام: احذروا كثرة الحلف فانما يحلف لخلال اربع أما لمهانة يحسها من نفسه تحثه (3) على الضراعة تصديق الناس اياه وأما لغو المنطق فيتخذ الايمان حسوا (4) وصلة لكلمة وأما لتهمة عرفها من الناس فيرى انهم لا يقبلون قوله إلا باليمين واما ارساله لسانه من غير تثبت.

وقال عليه السلام مصائب الدنيا اربع: موت الوالد وموت الولد وموت الاخ وموت المرأة. فموت الوالد قاصم الظهر وموت الولد صدع الفؤاد وموت الاخ قص الجناح وموت المراة حزن ساعة.

وروي عن الحسين بن علي عليهما السلام انه قال: ان الله عز وجل اخفى اربعة في اربعة: اخفى رضاه في الحسنات فلا يستصغرن أحد منكم حسنة لانه لا يدري فيم رضى الله تعالى واخفى سخطه السيئات فلا يستصغرن احدكم سيئة فانه لا يدري فيم سخط الله واخفى اولياءه في الناس فلا يستصغرن احدكم احدا فانه يوشك

_________________________

(1) في الاصل (أربع).

(2) في الاصل (استحمام).

(3) في الاصل (يحثه).

(4) كذا في الاصل ولعله (حشوا).

٤٢

ان يكون وليا لله واخفى اجابته في الدعاء فلا يستصغرن احدكم دعوة فانه لا يدري لعل دعاه مستجاب.

وقال علي بن الحسين عليه السلام: لا تقومن إلا لاحد اربعه مأمول خيره ومرجو عونه ومرغوب علمه ومرهوب شره.

وقال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: وجدت علم الناس كله في اربعة: اولها ان تعرف ربك وثانيها ان تعرف صنع بك وثالثها ان تعرف ما أراد منك ورابعها ان تعرف ما يخرجك من دينك.

وقال عليه السلام لاحد اصحابه: اضمن (1) لي اربعة خلال بأربعة ابيات في الجنة: انفق ولا تخاف فقرا (2) وافش السلام في العالم واترك المراء وان كنت محقا وانصف الناس من نفسك.

وقال: اربع من كن فيه كمل اسلامه ولو كان بين قرنه الى قدمه خطايا غفرها الله له: الصدق والحياء والامانة وحسن الخلق.

وروي عن العالم عليه السلام: من أشرب قلبه حب الدنيا التاط (3) قلبه منها بأربع: شغل لا ينفك عناه وامل لا يدري منتهاه وحرص يبلغ مداه وهم لا يعرف انقضاه.

وكتب يوسف عليه السلام على باب السجن الذي كان فيه اربع كلمات: هذه محل البلوى وقبور أهل الدنيا وشماتة الاعداء وتجربة الاصدقاء.

وروي أن سليمان بن داود عليه السلام قال: اربعة اشياء لا تطيقهن الأرض: عبد ملك ونذل شفع وأمة ورثت مولاها وعجوز قبيحة تزوجت صبيا.

وقيل: ان ملاك السلطان أربع خلال: العفاف الجاني والقرن (4) عن المحسن والشده على المسئ وصدق اللسان. وأربعة اشياء لا يانف منها شريف وان كان أميرا قيامه في منزله وخدمته لضيفه وقيامه فرسه ولو كان له مائة

_________________________

(1) الكلمة مشوشة في الاصل.

(2) في الاصل مخروم، والتصحيح من حديث في الخصال ص 223.

(3) التاط: ادعاه وليس له، التصق بقلبه.

(4) كذا في الاصل.

٤٣

عبد وخدمته للعالم الذي أخذ منه علمه وأربعة تستحيى من الختم عليهن لنفاستها ونفي التهمة عنها والاحتياط فيها: المال والجوهر والطيب والدواء.

وذكر أن ذا القرنين وجد لوحا من ذهب تحت حائط المدائن فيه اربعة اسطر: السطر الاول عجبت لمن يوقن بالموت كيف يفرح السطر الثاني عجبت لمن يوقن بالقدر كيف يحزن السطر الثالث عجبت لمن يوقن بالنار كيف يضحك السطر الرابع عجبت لمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها.

قيل: ولزم حكيم باب بعض ملوك العجم دهرا فلم يصل فتلاطف الحاجب في ايصال رقعه إليه ففعل فكتب اربعة اسطر: السطر الاول الضرورة والامل أقدماني عليك السطر الثاني العدم لا يكون معه صبر السطر الثالث الانصراف بغير فائدة شماتة الاعداء السطر الرابع فاما نعم مثمرة واما لا مريحة فلما قرأ السطر الاول وقع كل سطر منها عشرة آلاف درهم.

وروي عن ابن عباس انه قال: اربعة لا اقدر على مكافأتهم: رجل بدأنى بالسلام ورجل وسع لي في المجلس ورجل عثرت قدماه في المشي حاجتي واما الرابع فلا يكافئه عني الا الله عزوجل قيل: وما هو؟ قال: رجل نزل به امر فبات ليلته مفكرا (1) بمن ينزله ثم رآني اهلا لحاجته فأنزلها بى.

وقالت كليلة: تقسمت الناس اربعة الرغبة في المال والشهوة للذات والطلب للذكر والعمل للمعاد فالثلاثة متاع وشيك الفناء باقي التبعة والرابعة تنظم الثلاث بغير تبعة غنى كالرضى عن الله تعالى ولا لذه كالتقوى ولا ذكر اشرف من طاعة الله.

وحفظ عن الحسن البصري اربعه خلال: عش ما شئت فانك ميت واجمع ما شئت فانك تاركه وأحب من شئت فانك مفارقه واعمل ما شئت فانك ملاقيه.

وقيل لبعضهم: علام بنيت امرك؟ فقال: على اربع خصال: علمت ان رزقي لا يأكله غيري فاطمانت نفسي وعلمت ان عملي لا يعمله غيري فانا مشتغل به وعلمت ان اجلي ادري متى يأتي فأنا مبادره وعلمت اني لا اغيب عين فانا مستحي منه.

_________________________

(1) في الاصل (مفكر).

٤٤

وقال الاحنف بن قيس: اربع: من كن فيه كان كاملا ومن تعلق بخصلة منهن كان صالحا: دين يرشده أو عقل يسدده أو حسب يصونه أو حياء يحجزه.

وقيل: الرجال اربعة: جواد وبخيل ومقتصد ومسرف. فاما الجواد الذي يوجه نصيب دنياه ونصيب آخرته في أمر آخرته والبخيل الذي لا يعطى واحدة منهما حقها والمقتصد الذي يلحق بكل واحده قسطها والمسرف الذي يجمعهما لدنياه.

وقال بعضهم: الثياب اربعة السخاء ثوب جمال والكرم ثوب حياء والتذمم ثوب وقار وانجاز الوعد ثوب مروءه.

وقيل اربعة يهددن (1) البدن وربما قتلن: دخول الحمام البطنة واكل القديد الحار (2) ومجامعة العجوز والتجربة النفس بالمصارعة (3) وهو النكاح على البطنه.

وأوصى حكيم ولده فقال: خذ يا بني بأربعة واترك اربعة. فقال: وما هن؟ فقال: خذ حسن الحديث إذا حدثت وحسن الاستماع إذا حدثت وأيسر المروءة إذا خولفت وبحسن البشر إذا لقيت. واترك محادثة اللئيم ومنازعة اللجوج ومماراة السفيه ومصاحبة الماقت. واحذر اربع خصال فثمرتهن اربع مكروهات: اللجاجه والعجلة والعجب والشره فأما اللجاجة فثمرتها الندامة واما العجلة فثمرتها الحيرة واما العجب فثمرته البغضة وأما الشره فثمرته الفقر. وكن من اربعة على حذر: من الكريم إذا أهنته ومن العاقل إذا أهجته ومن الاحمق إذا مازحته ومن الفاجر إذا صاحبته. واحتفظ من اربع نفسك تأمن ينزل بغيرك: العجلة واللجاج (4) والعجب والتوانى واعلم انه من اعطي اربعة لم يمنع اربعا: من اعطي الشكر لم يحرم المزيد ومن اعطي التوبة لم يحرم القبول ومن واعطي الاستخارة لم يمنع الخيرة ومن اعطي المشورة يمنع الصواب.

وأقبل بعض العلماء على تلميذه فقال: اربعة ترقى الى اربعة: العقل الى الرياسة

_________________________

(1) أي يضعفن البدن ويذهبن بقواه.

(2) الكلمة مشوشة في الاصل.

(3) في الاصل (بالمضارعة).

(4) في الاصل (والالجاج).

٤٥

والرأي الى السياسة والعلم الى التصدير والعلم التوقير. واربعة تدل على اربعة: العفة على الديانة والصحة على الامانة والصمت على العقل والعدل على الفضل.واربعة تفضي الى اربعة: السعاية الى الدناءة والاساءة على الرداءة والخلف على البخل والسحق (1) الجهل واربعة لا تنفك من اربعة: الجهول من الغلط والفضول من السقط والعجول من الزلل والملول العلل واربعة تتولد من اربعة الشره من الممازحة والبغض من المكادحة (2) والوحشة من الخلاف والنبوة (3) الاستخفاف واربعة تزال باربعة النعمة بالكفران والقدرة بالعدوان والدولة بالاغفال والحظوة بالادلال واربعة لا تنتصف من اربعة شريف من دني وسيد غوي (4) وبر من فاجر ومنصف من جاهل واربعة تؤدي اربعة: الصمت الى السلامة والبر الى الكرامة والجود الى السياده والشكر الى الزيادة. واربعة تعرف بأربعة: الكاتب بكتابه والعالم بجوابه والحكيم بأفعاله والحليم باحتماله واربعة لا بقاء لها: مال يجمع حرام. وحلال يعقد من الانام (5) ورأي يعري من العقل وبلد يخلو من العدل واربعة لا يزول معها ملك: حفظ الدين واستكفاء الامين وتقدم الحزم وامضاء العزم واربعة لا يثبت معها ملك: غش الوزير وسوء التدبير وخبث النية وظلم الرعية واربعة لا يطمع فيها عاقل: غلبة القضاء ونصحه الاعداء وتعسر الحلف (6) ورضي الخلق واربعة لا يخلو منها جاهل: قول بلا معنى وفعل بلا جدوى وخصومة بلاطائل ومناظرة بلا حاصل واربعة لا مرد لها: القول المحلى والسهم المرمي والقدر الجاري والزمن الماضي واربعة تولد المحبة: حسن البشر وبذل البر وقصد الوفاق وترك النفاق. واربعه من علامات الكرم: بذل الندى وكف الاذى وتعجيل

_________________________

(1) كذا في الاصل.

(2) الكدح: السعي والحرص في الاعمال الدنيوية والاخروية.

(3) النبوة: التجافي والتباعد.

(4) في الاصل (من عوى).

(5) كذا في الاصل.

(6) كذا في الاصل.

٤٦

المثوبة وتاخير العقوبة واربعة من علامات اللؤم: افشاء السر واعتقاد الغدر وغيبة الاحرار واذية الجار واربعة من علامات الايمان: حسن العفاف والرضا بالكفاف وحفظ اللسان واعتقاد الاحسان واربعه من علامات النفاق: قلة الديانة وكثرة الخيانة وغش الصديق ونقض المواثيق.

وقال النبي صلى الله عليه وآله: ما من يوم يمضي عنا ويضحك أربع على أربع. قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال يضحك الاجل على الامل والقضاء على القدر والتقدير على التدبير والقسم على الحرص.

٤٧

باب

ذكر ما جاء في خمسة

روى النبي صلى الله عليه وآله في قول الله عز وجل وعنده مفاتح الغيب (1) الاية. فقال: مفاتح الغيب خمسة وهي لا يعلم متى يأتي المطر الا الله عز وجل ولا يعلم ما تغيض الارحام الا الله عز وجل ولا يعلم ما تكسب نفس غدا إلا الله عز وجل ولا يعلم نفس بأي أرض تموت الا الله عزوجل ولا يعلم متى تقوم الساعة الا الله تعالى.

وقال صلى الله عليه وآله: خمسة في كتاب الله تعالى كن فيه كن عليه قيل: وما هي يا رسول الله النكث والمكر والبغي والخداع والظلم فأما النكث فقال الله عز وجل فمن نكث (2) فانما ينكث نفسه (3) وأما المكر فقال الله تعالى ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله (4) وأما البغى فقال الله تعالى يا ايها الناس إنما بغيكم (5) على انفسكم وأما الخداع الله تعالى يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون (6) انفسهم وما يشعرون (7) وأما الظلم فقال الله تعالى وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون (8) .

وقال عليه السلام: خمسة يفسدون القلب. قيل وما هن يا رسول الله؟ قال: ترادف الذنب على الذنب ومجاورة الاحمق وكثرة مناقشة النساء وطول ملازمة المنزل على سبيل الانفراد والوحدة والجلوس مع الموتى. قيل يا رسول الله وما

_________________________

(1) سورة الانعام: 59.

(2) في الاصل (ومن نكث).

(3) سورة الفتح: 10.

(4) سورة فاطر: 43.

(5) سورة يونس: 23.

(6) في الاصل (وما يخادعون).

(7) سورة البقرة: 9.

(8) سورة البقرة: 58.

٤٨

الموتى؟ قال كل عبد مترف فهو ميت وكل لا يعمل لاخرته فهو ميت.

وقال لا تجلسوا إلا عند من يدعوكم من خمس خمس من الشك الى اليقين ومن الكبر الى التواضع ومن العداوة الى النصيحه ومن الرياء الى الاخلاص ومن الرغبة الى الزهد.

وقال عليه السلام خمس خصال لا يجتمعن إلا في قلب مؤمن حقا حتى توجب له الجنة: النور في القلب والفقه في الاسلام والورع في الدين والمودة في الناس وحسن السمت في الوجه.

وقال عليه السلام لا يزول ابن آدم يوم القيامة حتى يسال خمس: عن عمره فيم افناه وعن شبابه فيم ابلاه وماله فيم انفقه ومن اين اكتسبه وما عمل فيما علم.

وقال عليه السلام خمسه من خمسه محال الحزم (1) الفاسق محال والكبر من الفقير محال والنصيحة من العدو محال والمحبة من الحسود محال والوفاء من النساء محال.

وقال النبي صلى الله عليه وآله: لا خمسة ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم وهم النائمون عن العتمات والغافلون عن الغدوات واللاعبون بالشامات والشاربون القهوات (2) والمتفكهون بشتم الاباء والامهات.

وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: خذوا عني خمسا فو الله لو رحلتم بالمطي إليها فأبطأتموها قبل أن تجدوا مثلها: لا يرجو أحد (3) إلا ربه ويخاف الا ذنبه ولا يستحي العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم ولا يستحي الجاهل ان يتعلم والصبر من الايمان بمنزله الراس من الجسد.

_________________________

(1) في الاصل (الحرم).

(2) العتمات جمع العتمة: الثلث الاول من الليل، وكأنه أراد صلاة العشاء أو صلاة الليل، والغدوات جمع الغداة: ما بين الفجر وطلوع الشمس، وكأنه أراد صلاة الصبح، والشامات جمع الشامة، وهي السيف.

والقهوات جمع القهوة، وهي الخمر.

(3) في الاصل (أحدا).

٤٩

وقال عليه السلام من كرم المرء خمس خصال: ملكه لسانه واقباله على شانه وبكاؤه على ما مضى من زمانه وحفظه لقديم اخوانه وحنته الى أوطانه.

وقال عليه السلام معاشر التجار تجنبوا خمسة اشياء: مدح البائع وذم المشتري واليمين على البيع وكتمان العيب والربا يصح لكم الحلال وتخلصوا بذلك من الحرام.

وجاء عن أبي جعفر عليه السلام خمس خصال قال: من كذب ذهب جماله ومن ساء خلقه عذب نفسه وكثرت همومه ومن تظاهرت عليه النعمة فليكثر من الشكر ومن كثرت همومه فليكثر الاستغفار ومن ألح عليه الفقر فليقل لا حول ولا قوه الا بالله العلى العظيم.

وقال أبو عبد الله عليه السلام خمس خصال من لم تكن فيه فلا ترجوه: من يعرف الكرم في طبعه والديانة في خلقه والصدق لسانه والنبل في نفسه ومخافة من ربه.

وقال عليه السلام خيار العباد من تجتمع فيه خمس خصال: الذين إذا احسنوا استبشروا وإذا اساؤوا استغفروا وإذا اعطوا شكروا وإذا ابتلوا صبروا وإذا غضبوا غفروا.

وعن عبد الله بن عباس انه قال خمسة تورث خمسه: ما فشت (1) الفاحشة في قوم قط أخذهم الله بالموت وما طفف قوم بالميزان إلا اخذهم بالسنين وما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوا وما جار قوم في الحكم الا كان القتل بينهم وما منع قوم الزكاة إلا منعتهم الأرض بركاتها.

وقال بعض الحكماء الناس خمسة اصناف: صنف طلبوا فهم للدنيا ملومين (2) غير ماجورين وصنف طلبوا الاخرة فهم ماجورين (2) غير ملومين وصنف تركوها لخفه الحساب فهم اكياس وصنف تركوها اعظاما لله تعالى حين ذمها لهم ومخافه شغلهم بها عن الله تعالى فهؤلاء ملوك الدنيا والاخره وصنف تركوها لطلب الراحة

_________________________

(1) في الاصل (مانشت).

(2) كذا في الاصل.

٥٠

والعز فهم غير ملومين.

وقال حكيم آخر يجب العاقل في دنياه خمسة اشياء: أن يهجر الحرص والامل ويواصل العلم والعمل وان يتحرز من ارتكاب الزلل وان يلاحظ قدوم الاجل وان يكون واقفا بين منزلة الرجاء والامل (1) .

وقال بعض الحكماء رايت امور الناس خمسة اوجه: الاول القضاء والقدر والثاني الاجتهاد والحرص والثالث الخلقة والرابع الجوهر والخامس الوراثة فالذي بالقضاء والقدر على خمسة اقسام الاهل والولد والمال والسلطان والعمر. والذي بالاجتهاد على خمسة اقسام الصنعة والعلم والعمل والجنة والنار والذي بالخلقة خمسة اقسام الاكل والشرب والنوم واليقظه والنكاح والذي بالجوهر على خمسة اقسام الخير والتواصل والكرم والصدق واداء الامانة والذي بالوراثة خمسة اقسام الجسم والهيئه والجمال والشرف والذهن.ولا يكون الرجل عالما حتى يتم له خمسة اشياء: غريزة محتملة للتعليم وعناية تامة وكفاية قائمة واستنباط لطيف ومعلم ناصح.

وقيل: خمسة لا تشبع خمسة: عين من نظر وأذن من خبر وأنثى من ذكر وأرض من مطر وعالم من اثر.

وقيل: انس المرء خمسة اشياء: الزوجة الموافقة والولد البار والصديق المصافي (2) .

وقيل: انس العالم في كتاب يقرؤه وانس العابد انفراده بعبادته. وخمس إذا افرط فيهن المرء هلك النساء وشرب الخمر ولعب الشطرنج والنرد ونحوها والصيد ومخالطه الجهال.

وقال ابن المقفع (3) خمسة مسطون (4) في خمسة مستذمون عليها: الواهن المفرط إذا فاته العمل والمنقطع عن اخوانه إذا نابته النوائب والمتمكن من

_________________________

(1) في الاصل (والاجل).

(2) كذا في الاصل، وهي ثلاثة أشياء.

(3) في الاصل (ابن المقنع).

(4) كذا في الاصل.

٥١

عدوه ثم يفوته بسوء تدبيره إذا ذكر عجزه والمفارق الزوجة الصالحة إذا ابتلي بالطالحة والجري على الذنب إذا حضره الموت.

وقال الاشتر لاصحابه في وصيته اوصيكم بخمسة اشياء راحة انفسكم ودوام سروركم واجتماع صلاح اموركم: أولها الرضا بالقسم والثاني القمع لفاحش الحرص والثالث (1) التنزه المنافسة والحسد والرابع التعزى (2) من مفتون به أدبر ومرجو إذا فات والخامس ترك السعي لا يتفق نجحه (3) وتمامه فانه من لم يرض بما قسم طالت معتبته ومن فحش حرصه ذلت نفسه ومن ابى الا المنافسة والحسد لمن فوقه لم يزل مغموما طول عمره ومن طال أساه على ما ادبر عنه فانه لم يزل مغموما لا منفعة له فيه وقد حمل نفسه عناءا طويلا من النهى احزانا ليس للراحة منها غاية ومن سعى فيما لا تمام كانت عاقبته الحسرة والندامة.

وأوصى حكيم ولده يا بني توق خمس خصال تأمن الندم: العجلة قبل الاقتدار والتثبط مع سقوط الاعذار واذاعه السر قبل التمام والاستعانة بالحسدة وأهل الفساد والعمل بالهوى وميل الطباع.

واحذر خمسا فان سلامة اصحابها من العجب: صحبة السلطان وركوب البحار وايتمان النساء على الاسرار ومصادقة الاسقاط والتجربة في النفس بما يخاف الضرر.

واعلم يا بني انه من تزود في هذه الدنيا بخمسة اشياء بلغته البغية وآنسته عند الوحشة: كف الاذى وحسن الخلق ومجانبة الذنب وجميل العمل وحسن الادب.

واحذر بني المقام في بلد ليس فيه خمسة: سلطان قاهر وقاض عادل وسوق قائم ونهر جار وطبيب عالم.

واعلم ان المحرقات خمسة: وهي النار تطفا بالماء والسم يطفا بالدواء والحزن يطفا بالصبر والعشق يطفا بالفرقة ونار العداوة وهي التي لا تخبو أبداً.

_________________________

(1) في الاصل (والثالثة).

(2) الكلمة ليست واضحة في الاصل.

(3) الجملة مشوشة في الاصل.

٥٢

باب

ذكر ما جاء في ستة

قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله اضمنوا لي ستة من انفسكم اضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا ابصاركم وكفوا ايديكم.

وقال صلى الله عليه وآله اوصيكم بست (1) خصال: اصدقوا فان الصادق على شفا منجاة وإلا قولوا خيرا تعرفوا به واعملوا الخير تكونوا من اهله وأدوا الامانة الى من ائتمنكم وصلوا من قطعكم وعودوا بالفضل على من جهل عليكم.

وقال عليه السلام ست خصال (2) يعرف في الجاهل: الغضب غير شر والكلام من غير نفع والعطية في موضعها وافشاء السر والثقة بكل أحد لا يعرف من صديقه عدوه (3) .

وقال عليه السلام ما عصي الله عز وجل بستة اشياء: حب الدنيا وحب الرياسة وحب الطعام وحب المال وحب النساء وحب النوم.

وقال عليه السلام الا اني اخاف عليكم ستة اشياء: امارة السفهاء والرشوة في الحكم وسفك الدماء (...) (4) يتخذون القرآن مزامير في اصواتهم وكثرة الفتوى بغير علم.

وقال عليه السلام ستة لا تفارقهم الكابة: الحقود والحسود وحديث عهد بغنى وغنى يخشي من الفقر وطالب زينة يقصر عنها قدره وجليس لاهل الادب وليس منهم.

وقال عوف بن مالك جئت الى رسول الله صلى الله عليه وآله في غزاة تبوك وهو في فيئة

_________________________

(1) في الاصل (بستة).

(2) في الاصل (ستة).

(3) كذا في الاصل وهي خمس.

(4) بياض في الاصل.

٥٣

فسمع وكز رجل فقال: من هذا؟ فقلت: عوف بن مالك. فقال: ادخل يا عوف. فدخلت فإذا به يتوضا وضوءا بالغا. فقال: لي يا عوف اعدد ستة بين يدي توعدون أولهن موت نبيكم. قال عوف: فوخمت من ذلك وخمة (1) شديدة. فقال قل واحدة فقلت: واحدة. فقال: وفتح بيت المقدس. قلت: اثنتين. قال: وفتنة تكون فيكم تعم بيوتات العرب. قلت: ثلاث قال: وموت يقع فيكم كعقاص الغنم (2) والخامسة يفشو المال فيكم حتى ان احدكم ليعطى المائة دينار فيضل لها ساخطا والسادسة هدنة تكون بينكم وبين الاصفر (3) فيجتمعون على ثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر الفا.

وقال سلمان الفارسي رحمة عليه: اوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله بست (4) خصال لا أدعهن كل حال: اوصاني ان لا انظر الى من هو فوقى وانظر الى من هو دوني وان احب الفقراء وأدنو وان اقول الحق وان كان مرا وان اصل رحمي وان مدبرة ولا اسال الناس شيئا وان اكثر من قول لا حول وقوة إلا بالله العلى العظيم.

وقال أمير المومنين علي عليه السلام: سته أشياء لم يتبينها أحد قبلى ولم يبينها أحد بعدي (5) : الاسلام هو التسليم والتسليم هو اليقين واليقين التصديق والتصديق هو الاقرار والاقرار هو العمل والعمل هو النية.

وروي عنه عليه السلام أنه قال: لا خير في صحبه من تجتمع فيه ست (6) خصال: ان حدثك كذب وان حدثته كذبك وان ائتمنته خانك وان ائتمنك اتهمك وان أنعمت عليه كفرك وان أنعم عليك من عليك.

_________________________

(1) وخم: إذا استثقل الشئ فلم يستعذبه، ويمكن أن يكون (فوجمت من ذلك وجمة)، والوجوم اشتداد الحزن حتى يمسك عن الكلام.

(2) العقاص: الدوارة التي في بطن الشاة.

(3) قال في سفينة البحار 2 / 35: بنو الاصفر الروم، لان أباهم الاول كان أصفر اللون.

(4) في الاصل (بستة).

(5) الكافي 2 / 38 روى هذا الحديث هكذا: لانسبن الاسلام نسبة لا ينسبه أحد قبلى ولا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك، إن الاسلام...

(6) في الاصل (ستة).

٥٤

وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: المروه ست (1) خصال ثلاثة في السفر وثلاثة في الحضر فاما اللواتي في الحضر فتلاوة كتاب الله عز وجل وعمارة مساجدة واتخاذ الاخوان وأما اللواتي في السفر فبذل الزاد واكرام الرفيق وحسن الخلق.

وقال عليه السلام يهلك الله ستة بستة: العرب بالعصبية والدهاقين بالكبر والتجار بالخيانة والفقهاء بالحسد وأهل الرساتيق بالجهل وأهل الرياسة والامارة بالجور.

وعن العالم عليه السلام أنه قال: خذ من ستة قبل ستة: خذ من شبابك قبل هرمك ومن صحتك قبل سقمك ومن قوتك قبل ضعفك ومن غناك قبل فقرك ومن فراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك.

ومما روي عن الصادقين عليهم السلام: ان من كانت له الى الله حاجة فليطلبها في ستة أوقات: عند الاذان وعند زوال الشمس وبعد المغرب وفي الوتر وبعد صلاة الفجر وعند نزول الغيث.

وحفظ عنهم عليهم السلام: ان ستة لا تحجب لهم عن الله دعوه: الامام المقسط والوالد البار لولده والولد الصالح لوالده والمؤمن لاخيه بظهر الغيب والمظلوم يقول الله تعالى لانتقمن لك ولو بعد حين والفقير المنعم إذا كان مؤمنا.

وقال لقمان لابنه في وصيته: يا بني أحثك على ست خصال ليس منها خصلة إلا تقربك رضوان الله تعالى وتباعدك من سخطه: الاولة (2) تعبد الله لا تشرك به شيئا الثانية الرضا بقدر تعالى فيما احببت أو كرهت والثالثة تحب في الله وتبغض في الله والرابعة تحب للناس تحب لنفسك والخامسة كظم الغيظ والاحسان الى أساء اليك والسادسة ترك الهوى ومخالفة الردى.

وستة تحتاج الى ستة أشياء: حسن الظن يحتاج القبول والحسب يحتاج الى الادب والسرور يحتاج الامن والقرابة تحتاج الى الصداقة والشرف يحتاج التواضع والنجدة تحتاج الى الجد.

_________________________

(1) في الاصل (في ستة).

(2) الاولى ـ خ ل.

٥٥

وقال بعض العلماء يصبح المؤمن وله ستة اعداء: نفسه ودنياه والشيطان والجاهل والمنافق والكافر فاما نفسه فتنازعه الشهوات وأما الشيطان فيريد منه الزلة وأما الدنيا فتفسده وأما الجاهل فيحسده وأما المنافق فيؤذيه وأما والكافر فيريد قتله.

وقال الهند: ستة: اشياء لا ثبات ظل الغمام والاشجار وخله الاشرار والمال الحرام وعشق النساء والسلطان الجائر والثناء الكاذب.

ومن احسن البيان قول أحد العلماء: ان عمارة منوطة بستة أحوال: أولها التوفر على المناكح وقوة الداعي إليها التي لو انقطعت لانقطعت أسباب التناسل معها وثانيها الحنو على الاولاد الذي لو زال من البشر لزال سبب التربية وكان في ذلك الهلاك وثالثها انبساط الامل الذي به يتعاظم الحرص والمعاش والمهن والعمارة والعمل ورابعها عدم العلم بمبلغ الاجل الذي به يصح انبساط الامل ولو علم العبد مبلغ أجله لضاق عليه فسيح أمله وتقاصرت حركاته عن عمارة الدنيا بكده وعمله وخامسها اختلاف أحوال البشر في الغنى والفقر وحاجة بعضهم الى بعض فانهم لو تساووا في حالة واحدة هلكوا في الجملة فهذا من نظام الحكمة وسادسها وجود السلطان الذي لو لا هيبته وكفه لايدي العتاة بسطوته لاهلك بعض الناس بعضا وكان ذلك داع الى الخراب والفناء.

ووصى حكيم ولده فقال: يا بني اعلم أن أصعب ما على الانسان ستة أشياء: أن يعرف نفسه ويعلم عيبه ويكتم سره ويهجر هواه ويخالف شهوته ويمسك عن القول فيما لا يعينيه.

وست (1) خصال لا يطيقها الا من كانت نفسه شريفة: الثبات حدوث النعمة الكبيرة والصبر عند نزول الرزية العظيمة وجذب النفس الى العقل عند دواعي الشهوة ومداومة كتمان السر والصبر على الجوع واحتمال الجار.

واعلم أن النبل ستة اشياء: مؤاخاة الاكفاء ومداراة الاعداء والحذر السقطة واليقظة من الورطة وتجرع الغصة ومعاجلة الفرصة.

واعلم أن السخي من كانت فيه ست (2) خصال: ان مسرورا ببذله متبرعا

_________________________

(1) في الاصل (وستة).

(2) في الاصل (ستة).

٥٦

بعطائه لا يتبعه منا ولا أذى ولا يطلب عليه عوضا دنيا يرى أنه لما فعله مؤد له فرضا ويعتقد أن الذي يقبل عطاءه قاض له حقا.

فأما حق النعمة عليك فتشتمل ست (1) خصال: المعرفة بها وذكر ما: يناسى منها عندك ومعرفة موليها وان ينسبها إليه وأن يحسن لباسها وان يقابل مسديها بالشكر عليها.

وأوصيك يا ولدي بست خصال فيها تمام العلم ونظام الادب: الاولى ألا تنازع فوقك والثانية (2) أن لا تتعاطى ما لا تنال الثالثة أن لا تقول مالا تعلم الرابعة أن لا يخالف لسانك في قلبك الخامسه ان لا يخالف قولك فعلك السادسة أن لا تدع الامر إذا أقبل وأن لا تطلبه إذا أدبر.

واحذر العجلة فان العرب كانت تسميها أم الندامات وان فيها ست خصال: يقول صاحبها قبل أن يعلم ويجيب قبل أن يفهم ويعزم قبل أن يفكر ويقطع قبل أن يقدر ويحمد قبل أن يجرب ويذم قبل أن يحمد. وهذه الخلال تكون في أحد إلا صحب الندامة وعدم السلامة.

واعلم أن ستة أشياء ينفين الحزن: استماع العلم ومحادثة الاصدقاء والمشي في الخضرة والجلوس على الماء الجاري والتاسي بذوي المصائب وممر الايام.

وستة أشياء من مات فيها فهو قاتل نفسه: من أكل طعاما قد أكله مرارا فلم يوافقه ومن أكل طعاما فوق ما تطيقه معدته ومن أكل قبل أن يستبرئ ما أكل ومن رأى بعض اخلاط جسده هجم بهيجان ووجد لذلك دلائل فلم يستدركها بالادوية المسكنة وأن أطال حبس الحاجة إذا هاجت به ومن أقام بالمكان الوحش وحده.

واعلم أن من رضي بسته اشياء صفت له دنياه وصح دينه: من رضي ببلده ومنزله وزوجته ومعيشته وقسم الله له من رزقه وما يقضيه الله عليه ان آلمه وخالف أمله.

_________________________

(1) في الاصل (ستة).

(2) في الاصل (والثاني).

٥٧

باب

ذكر ما جاء في سبعة

قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله: سبعة يظلهم الله تعالى في ظله لا يوم لا ظل إلا ظلة: امام عادل وشاب (1) نشا في العبادة عبادة الله عزوجل ورجل كان قلبة متعلقا (2) بالمسجد إذا خرج حتى يعود إليه ورجلان تحابا في الله اجتمعا ذلك وافترقا عليه ورجل ذكر الله عز وجل وهو خال (3) ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال نفسها فقال انى اخاف الله رب العالمين ورجل تصدق بصدقه اخفاها انفق بيمينه عن شماله.

وعن الامام بن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوصاني ربي بسبعة أشياء: أوصاني بالاخلاص له في السر والعلانية وأن أعف عمن ظلمني وأعطي من حرمني (4) وأوصل من قطعني وأن يكون صمتي تفكرا ونظري عبرا (5) .

وقال سلمان الفارسي رضي عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله: يقول: من ولي سبعة المسلمين من بعدي فلم يعدل فيهم ولم يسر فيهم بسنتي لقي الله وهو عليه غضبان.

وقال عليه السلام: اني لعنت السبعة الذين (6) لعنهم الله وكل نبي مجاب الدعوة وهم: الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله تعالى والمخالف لسنتي والمستحل ما حرم الله والمحرم أحل الله تعالى والمتسلط بالجبرية والمستاثر المسلمين بفيئهم.

وقال البراء بن عازب: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بسبع ونهانا عن

_________________________

(1) في الاصل (وشب).

(2) في الاصل (متعلق).

(3) في الاصل (خاليا)، وفي الخصال ص 343 (ورجل ذكر الله عزوجل خاليا).

(4) في الاصل (من أحرمني).

(5) كذا في الاصل وهي خمسة لا سبعة.

(6) في الاصل (الذي).

٥٨

سبع: أمرنا باعاده المريض واتباع الجنائز وافشاء السلام واجابة الداعي وتسميت العاطس ونصرة المظلوم وبر القسم ونهانا عن آنية الفضة والتختم بالذهب وعن المنشرة (1) وعن لبس الحرير والديباج والوشي ـ وهو المضلع ـ والاستبرق.

وقال ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سبعة أشياء يكتب للعبد ثوابها بعد وفاته: رجل غرس نخلا وحفر بئرا وأجرى نهرا وبني مسجدا وكتب مصحفا وورث علما وخلف ولدا صالحا يستغفر له بعد وفاته.

وقال صلى الله عليه وآله: سبعة أشياء آفة لسبعة أشياء: آفة السماحة المن وآفة الجمال الخيلاء وآفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان وآفة العبادة الفترة وآفة الظرف الصلف وآفة الحسب الفخر.

وقال الصادق عليه السلام: كمال الادب والمروءة سبع (2) خصال: العقل والحلم والصبر والرفق والصمت وحسن الخلق والمداراة.

وقال الصادق عليه السلام الكبائر سبع (2) فينا أنزلت ومنا استحلت: فاولها الشرك بالله وثانيها قتل النفس التي حرم الله وثالثها أكل مال اليتيم ورابعها عقوق الوالدين وخامسها قذف المحصنة وسادسها الفرار من الزحف وسابعها انكار حقنا أهل البيت.

وقال الرضا عليه السلام سبعة أشياء الاستهزاء من استغفر بلسانه ولم يندم بقلبه فقد استهزا بنفسه ومن سأل الله التوفيق ولم يجتهد فقد استهزا بنفسه ومن سأل الله الجنة ولم يصبر على الشدائد فقد استهزا بنفسه ومن تعوذ بالله من النار ويترك الشهوات فقد استهزا بنفسه ومن ذكر الموت ولم ويستعد له فقد استهزا بنفسه ومن ذكر الله خاليا ولم يشتق الى لقائه فقد استهزا بنفسه (4) .

_________________________

(1) كذا في الاصل، والظاهر أنها (الميثرة) وهي الغطاء الوثير الذي يوضع على الدابة وهي كناية عن الترف في الدواب وكيفية ركوبها ـ أنظر الخصال ص 340 ومجمع البحرين 3 / 509.

(2) في الاصل (سبعة).

(3) في الاصل (سبعة).

(4) كذا في الاصل وهي ستة أشياء.

٥٩

وروي عن العالم عليه السلام أنه: قال سبعة من كن فقد كمل حقيقه الايمان وفتحت له أبواب الجنان من اسبغ وضوءه واحسن صلاته وأدى زكاأ ماله وكف غضبه وسجن لسانه واستغفر الله تعالى وأدى النصيحة لاهل بيت نبيه.

وقال صلى الله عليه وآله: سبعة اشياء تدل على عقول اصحابها: المال يكشف عن مقدار عقل صاحبه والحاجة تدل عقل صاحبها والمصيبة تدل على عقل صاحبها إذا نزلت به (1) والغضب يدل على عقل صاحبه والكتاب يدل عقل صاحبه والرسول يدل على عقل من أرسله والهدية تدل مقدار عقل مهديها.

وقيل: سبعة اشياء لا قوام إلا بسبعة المرأة بزوجها والولد بوالده والمتأدب بمؤدبه والرعيأ بالملك والملك بالعقل والعقل بالتثبت وطاعة الله بمخالفة الهوى.

وينبغي أن يكون للملك سبعة أشياء: وزير يثق به ويفضي إليه سره وحصن يلجا إليه حاجته وفرس إذا فزع إليه نجاه وسيف إذا بارزته الاعداء يخيبه وذخيرة خفيفة الممل إذا نابته نائبة وجدها وحضينة (2) إذا دخل إليها أذهبت همه وطباخ إذا يشته الطعام صنع له ما يشتهيه.

وتبع رجل حكيما سبعمائة فرسخ في سبع كلمات فقال: أتيتك تعلمني مما علمك الله. فقال له اسأل. فقال: أخبرني عن السماء وما أثقل منها وعن الأرض وما أوسع منها وعن البحر وما أغنى منه وعن الحجر وما أقسى منه وعن النار وما أحر منها وعن الثلج وما ابرد منه وعن اليتيم وما اضعف منه فقال: البهتان على البرئ أثقل من السماوات السبع (3) والحق أوسع من الارض وقلب القنوع أغنى من البحر وقلب الكافر أقسى الحجر وصدر الحريص أحر من النار وصدر الواثق بالله أبرد الثلج والنمام أضعف من اليتيم (4) .

وأوصى حكيم ولده فقال: اعلم يا بني أنه لا خير في سبعة إلا بسبعة: لا خير في قول إلا بفعل ولا في منظر (5) إلا بمخبره ولا في ملك الا بجود ولا في صداقة

_________________________

(1) في الاصل (بها).

(2) الحضينة الزوجة، تسمى بذلك لانها تحتضن.

(3) في الاصل (السماء الرابع).

(4) روى هذا الحديث في الخصال ص 348 مع شئ من الاختلاف اليسير.

(5) في الاصل (في مناظره).

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

ولا يجوز لمن وجب عليه العمرة أن يعتمر عن غيره ، كالحجّ ، وينبغي إذا أحرم المعتمر أن يذكر في دعائه أنّه مُحْرمٌ بالعمرة المفردة ، فإذا دخل الحرم ، قطع التلبية.

* * *

٤٤١

الفصل الرابع

في التوابع والمزار‌

وفيه بحثان :

الأوّل : في التوابع.

مسألة ٧٤٥ : مَنْ أحدث حدثاً في غير الحرم فالتجأ إلى الحرم ، ضُيّق عليه في المطعم والمشرب حتى يخرج ، فيقام عليه الحدّ ؛ لقوله تعالى :( وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) (١) .

ولو أحدث في الحرم ، قوبل بالجناية فيه ، لأنّه هتك حرمته ، فيقابل بفعله.

ولما رواه معاوية بن عمّار - في الصحيح - عن الصادقعليه‌السلام ، قال : قلت له : رجل قتل رجلاً في الحلّ ثم دخل الحرم ، قال : « لا يقتل ولكن لا يطعم ولا يسقى ولا يبايع ولا يؤوى حتى يخرج من الحرم فيؤخذ فيقام عليه الحدّ » قال : قلت : فرجل قتل رجلاً في الحرم وسرق في الحرم ، فقال : « يقام عليه الحدّ وصغارٌ له ، لأنّه لم ير للحرم حرمةً ، وقد قال الله عزّ وجلّ :( فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ ) (٢) يعني في الحرم ، وقال :( فَلا عُدْوانَ إِلّا عَلَى الظّالِمِينَ ) (٣) »(٤) .

____________________

(١) آل عمران : ٩٧.

(٢) البقرة : ١٩٤.

(٣) البقرة : ١٩٣.

(٤) التهذيب ٥ : ٤١٩ - ٤٢٠ / ١٤٥٦ ، وفي الكافي ٤ : ٢٢٧ - ٢٢٨ / ٤ بتفاوت.

٤٤٢

وفي الصحيح عن الحلبي ، قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام : عن قول الله عزّ وجلّ :( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ) (١) فقال : « كلّ الظلم فيه إلحاد حتى لو ضربت خادمك ظلماً خشيتُ أن يكون إلحاداً ، فلذلك كان الفقهاء يكرهون سكنى مكّة »(٢) .

مسألة ٧٤٦ : يكره لأهل مكّة منع الحاجّ شيئاً من دُورها ومنازلها‌ ؛ لما رُوي عن الصادقعليه‌السلام - في الصحيح - أنّه ذكر هذه الآية :( سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ) (٣) فقال : « كانت مكّة ليس على شي‌ء منها باب ، وكان أوّل مَنْ علق على بابه المصراعين معاوية بن أبي سفيان ، وليس ينبغي لأحد أن يمنع الحاجّ شيئاً من الدُّور ومنازلها »(٤) .

ويكره أن يرفع أحدٌ بناءً فوق الكعبة احتراماً للبيت.

قال الباقرعليه‌السلام - في الصحيح - : « لا ينبغي لأحد أن يرفع بناء فوق الكعبة »(٥) .

مسألة ٧٤٧ : لا يجوز أخذ لقطة الحرم‌ ، فإن أخذها ، عرّفها سنة ، فإن جاء صاحبها ، دفعها إليه ، وإلّا تخيّر بين الحفظ لصاحبها دائماً كما يحفظ الوديعة وبين الصدقة بها عن صاحبها بشرط الضمان إن لم يرض صاحبها بالصدقة ؛ لأنّ الفضيل بن يسار سأل الباقرَعليه‌السلام : عن لقطة الحرم ، فقال : « لا تمسّ أبداً حتى يجي‌ء صاحبها فيأخذها » قلت : فإن كان ( مالاً كثيراً؟)(٦)

____________________

(١) الحجّ : ٢٥.

(٢) التهذيب ٥ : ٤٢٠ / ١٤٥٧.

(٣) الحجّ : ٢٥.

(٤) التهذيب ٥ : ٤٢٠ / ١٤٥٨.

(٥) الكافي ٤ : ٢٣٠ ( باب كراهية المقام بمكّة ) الحديث ١ ، التهذيب ٥ : ٤٦٣ / ١٦١٦.

(٦) ورد بدل ما بين القوسين في « ق ، ك‍ » والطبعة الحجرية : له مال كثير. والمثبت من المصدر.

٤٤٣

قال : « فإن لم يأخذها إلّا مثلك فليعرّفها »(١) .

وسأل عليُّ بن أبي حمزة العبدَ الصالحعليه‌السلام : عن رجل وجد ديناراً في الحرم فأخذه ، قال : « بئس ما صنع ، ما كان ينبغي له أن يأخذه » قلت : ابتلي بذلك ، قال : « يعرّفه » قلت : فإنّه قد عرّفه فلم يجد له باغياً ، قال : « يرجع به إلى بلده فيتصدّق به على أهل بيت من المسلمين ، فإن جاء طالبه فهو له ضامن »(٢) .

ولأنّ الصدقة تصرّفٌ في مال الغير بغير إذنه ، فيكون ضامناً له.

وللشيخ –رحمه‌الله - قول آخر(٣) : إنّه لا يضمن مع الصدقة(٤) .

وأمّا لقطة غير الحرم : فإنّها تُعرَّف سنة ، فإن جاء صاحبها ، أخذها ، وإلّا فهي كسبيل ماله؛ لأنّ يعقوب بن شعيب سأل الصادقَعليه‌السلام : عن اللقطة ونحن يومئذٍ بمنى ، فقال : « أمّا بأرضنا هذه فلا يصلح ، وأمّا عندكم فإنّ صاحبها الذي يجدها يعرّفها سنة في كلّ مجمع ثم هي كسبيل ماله »(٥) .

مسألة ٧٤٨ : يكره الحجّ والعمرة على الإبل الجلّالات ، وهي التي تغتذي بعذرة الإنسان خاصّةً ؛ لأنّها محرَّمة ، فكره الحجّ عليها.

ولقول الباقرعليه‌السلام : « إنّ عليّاًعليه‌السلام كان يكره الحجّ والعمرة على الإبل الجلّالات »(٦) .

وتكره الصلاة في أربعة مواطن في طريق مكّة : البيداء وذات‌

____________________

(١) التهذيب ٥ : ٤٢١ / ١٤٦١.

(٢) التهذيب ٥ : ٤٢١ / ١٤٦٢.

(٣) كذا ، حيث لم يُسبق للشيخ الطوسي -رحمه‌الله - قول.

(٤) النهاية : ٣٢٠.

(٥) التهذيب ٥ : ٤٢١ / ١٤٦٣.

(٦) التهذيب ٥ : ٤٣٩ / ١٥٢٥.

٤٤٤

الصلاصل وضجنان ووادي الشقرة.

قال الصادقعليه‌السلام : « اعلم أنّه تكره الصلاة في ثلاثة أمكنة من الطريق : البيداء ، وهي : ذات الجيش ، وذات الصلاصل ، وضجنان » قال : « ولا بأس أن يصلّى بين الظواهر ، وهي الجوادّ جوادّ الطريق ، ويكره أن يصلّى في الجواد »(١) .

مسألة ٧٤٩ : يستحبّ أن يبدأ الحاجّ على طريق العراق بزيارة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ‌وسلمبالمدينة‌ حذرا من العائق.

وسأل العيصُ بن القاسم الصادقَعليه‌السلام - في الصحيح - عن الحاجّ من الكوفة يبدأ بالمدينة أفضل أو بمكّة؟ قال : « بالمدينة »(٢) .

إذا عرفت هذا ، فلو ترك الناسُ الحجَّ ، أجبرهم الإمام عليه ؛ لوجوبه.

ولو تركوا زيارة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال الشيخرحمه‌الله : يُجبرهم الإمام عليها(٣) .

ومنعه بعض(٤) علمائنا ؛ لأنّها مستحبّة ، فلا يجب إجبارهم عليها.

والوجه : ما قاله الشيخ ، لما فيه من الجفاء المحرّم.

مسألة ٧٥٠ : يستحبّ للمسافر الإتمام في حرم مكّة وحرم المدينة وجامع الكوفة والحائر على ساكنه السلام‌ وإن لم يَنْو المقام عشرة أيّام ؛ لأنّ عبد الرحمن بن الحجّاج سأل الصادقَعليه‌السلام - في الصحيح - عن التمام بمكّة والمدينة ، قال : « أتمَّ وإن لم تصلّ فيهما إلّا صلاة واحدة »(٥) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « من مخزون علم الله الإتمام في أربعة مواطن :

____________________

(١) التهذيب ٥ : ٤٢٥ / ١٤٧٥.

(٢) التهذيب ٥ : ٤٣٩ / ١٥٢٦ ، الاستبصار ٢ : ٣٢٨ / ١١٦٥.

(٣) النهاية : ٢٨٥.

(٤) ابن إدريس في السرائر : ١٥٣.

(٥) التهذيب ٥ : ٤٢٦ / ١٤٨١ ، الاستبصار ٢ : ٣٣١ / ١١٧٧.

٤٤٥

حرم الله ، وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين وحرم الحسينعليهم‌السلام »(١) .

مسألة ٧٥١ : مَنْ جعل جاريته أو عبده هدياً لبيت الله تعالى ، بِيع وصُرف في الحاجّ والزائرين ؛ لأنّ عليَّ بن جعفر سأل الكاظمَعليه‌السلام : عن رجل جعل جاريته هدياً للكعبة ، قال « مُرْ منادياً يقوم على الحجر فينادي ألا مَنْ قصرتْ نفقته أو قُطع به أو نفد طعامه فليأت فلان بن فلان ، وأمره أن يعطي أوّلاً فأوّلاً حتى ينفد ثمن الجارية »(٢) .

ويستحبّ لمن انصرف من الحجّ العزمُ على العود ، وسؤال الله تعالى ذلك ، لأنّه من الطاعات الجليلة ، فالعزم عليها طاعة.

ويكره ترك العزم.

روى محمد بن أبي حمزة رَفَعَه ، قال : « مَنْ خرج من مكّة وهو لا يريد العود إليها فقد قرب أجله ودنا عذابه »(٣) .

ويستحبّ الدعاء للقادم من مكّة بالمنقول.

وينبغي للحاجّ انتظار الحائض حتى تقضي مناسكها.

قال الكاظمعليه‌السلام : « أميران وليسا بأميرين : صاحب الجنازة ليس لمن يتبعها أن يرجع حتى يأذن له ، وامرأة حجّت مع قوم فاعتلّت بالحيض ، فليس لهم أن يرجعوا ويَدَعُوها حتى تأذن لهم»(٤) .

مسائل :

[ ٧٥٢ ] الاُولى : الطواف للمجاور بمكّة أفضل من الصلاة‌ ما لم يجاور‌

____________________

(١) التهذيب ٥ : ٤٣٠ / ١٤٩٤ ، الاستبصار ٢ : ٣٣٤ - ٣٣٥ / ١١٩١.

(٢) التهذيب ٥ : ٤٤٠ / ١٥٢٩.

(٣) التهذيب ٥ : ٤٤٤ / ١٥٤٥.

(٤) التهذيب ٥ : ٤٤٤ / ١٥٤٨.

٤٤٦

ثلاث سنين ، فإن جاورها أو كان من أهل مكّة ، كانت الصلاة أفضل ؛ لقول الصادقعليه‌السلام - في الصحيح - : « إذا أقام الرجل بمكّة سنة فالطواف أفضل ، وإذا أقام سنتين خلط من هذا وهذا ، فإذا أقام ثلاث سنين فالصلاة أفضل »(١) .

[ ٧٥٣ ] الثانية : ينبغي لأهل مكّة أن يتشبّهوا بالمـُحْرمين‌ في ترك لُبْس المخيط ؛ لأنّه شعار المسلمين في ذلك الوقت والمكان.

ولقول الصادقعليه‌السلام : « لا ينبغي لأهل مكّة أن يلبسوا القميص وأن يتشبّهوا(٢) بالمـُحْرمين شَعَثاً غُبْراً » وقال : « ينبغي للسلطان أن يأخذهم بذلك »(٣) .

[ ٧٥٤ ] الثالثة : الأيّام المعدودات : عشر ذي الحجّة ، والمعلومات : أيّام التشريق.

قال الصادقعليه‌السلام - في الصحيح - : « قال أبي : قال عليعليه‌السلام : اذكروا الله في أيّام معدودات ، قال : عشر ذي الحجّة ، وأيّام معلومات ، قال : أيّام التشريق »(٤) .

[ ٧٥٥ ] الرابعة : يستحبّ للنساء دخول الكعبة ، وليس متأكّداً ، كما في الرجال ؛ لأنّ الصادقعليه‌السلام سُئل - في الصحيح - عن دخول النساء الكعبة ، فقال : « ليس عليهنّ ، فإن فعلن فهو أفضل »(٥) .

____________________

(١) التهذيب ٥ : ٤٤٧ / ١٥٥٦.

(٢) كذا ، وقال المجلسي -رحمه‌الله - في ملاذ الأخيار ٨ : ٤٧٩ - ٤٨٠ : قال الفاضل التستريرحمه‌الله : كأنّ المراد ينبغي أن يتشبّهوا. انتهى. ويمكن تقدير « عليهم » ، إذ ظاهر آخر الخبر الوجوب. انتهى.

(٣) التهذيب ٥ : ٤٤٧ / ١٥٥٧.

(٤) في التهذيب ٥ : ٤٤٧ / ١٥٥٨ هكذا : « قال عليعليه‌السلام : اذكروا الله في أيّام معلومات وأيّام معدودات » وفي النهاية - للشيخ الطوسي - : ٢٨٦ كما في المتن ، فلاحظ.

(٥) التهذيب ٥ : ٤٤٨ / ١٥٦١.

٤٤٧

[ ٧٥٦ ] الخامسة : يكره المجاورة بمكّة ، ويستحبّ الخروج منها بعد أداء المناسك ، لقول الباقرعليه‌السلام - في الصحيح - : « لا ينبغي للرجل أن يقيم بمكّة سنة » قلت : كيف يصنع؟ قال: « يتحوّل عنها »(١) .

[ ٧٥٧ ] السادسة : لا ينبغي للموسر المتمكّن أن يترك الحجّ أكثر من خمس سنين ؛ لأنّه طاعة عظيمة.

قال الصادقعليه‌السلام : « مَنْ مضت له خمس سنين فلم يفد إلى ربّه وهو موسر انّه لمحروم »(٢) .

وقال إسحاق بن عمّار للصادقعليه‌السلام : إنّ رجلاً استشارني في الحجّ وكان ضعيف الحال ، فأشرت عليه أن لا يحجّ ، قال : « ما أخلقك أن تمرض [ سنة ] » قال : فمرضت سنة(٣) .

[ ٧٥٨ ] السابعة : يكره الخروج من الحرمين بعد ارتفاع النهار‌ قبل أن يصلّي الظهرين بهما ؛ لأنّ إبراهيم بن عبد الحميد قال : سمعته يقول : « مَنْ خرج من الحرمين بعد ارتفاع النهار قبل أن يصلّي الظهر والعصر نودي من خلفه : لا صحبك الله »(٤) .

[ ٧٥٩ ] الثامنة : مَنْ أخرج شيئاً من حصى المسجد ، كان عليه ردّه ؛ لأنّ زيداً الشحّام سأل الصادقَعليه‌السلام : أخرج من المسجد في ثوبي حصاة ،

____________________

(١) الكافي ٤ : ٢٣٠ ( باب كراهة المقام بمكّة ) الحديث ١ ، الفقيه ٢ : ١٦٥ / ٧١٤ ، التهذيب ٥ : ٤٤٨ / ١٥٦٣.

(٢) الكافي ٤ : ٢٧٨ ( باب من لم يحجّ بين خمس سنين ) الحديث ١ ، التهذيب ٥ : ٤٥٠ / ١٥٧٠.

(٣) الكافي ٤ : ٢٧١ ( باب نادر ) الحديث ١ ، الفقيه ٢ : ١٤٣ / ٦٢٤ ، التهذيب ٥ : ٤٥٠ / ١٥٦٩ ، وما بين المعقوفين من المصادر.

(٤) الكافي ٤ : ٥٤٣ / ١٧ ، التهذيب ٥ : ٤٥٢ / ١٥٧٧.

٤٤٨

قال : « تردّها أو(١) اطرحها في مسجد »(٢) .

ولقول الصادقعليه‌السلام - في الصحيح - : « ليس ينبغي لأحد أن يأخذ من تربة ما حول البيت ، وإن أخذ من ذلك شيئاً ، ردّه »(٣) .

وأمّا ثياب الكعبة : فقد روى الشيخ - أنّه ينبغي لمن تصل إليه أن يتّخذها للمصاحف أو الصبيان أو المخدّة للبركة - عن عبد الملك بن عتبة ، قال : سألتُ الصادقَعليه‌السلام عن شي‌ء يصل إلينا من ثياب الكعبة هل يصلح لنا أن نلبس شيئاً منها؟ فقال : « يصلح للصبيان والمصاحف والمخدّة يبتغي بذلك البركة إن شاء الله »(٤) .

[ ٧٦٠ ] التاسعة : يستحبّ الطواف عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ‌ ، وعن الأئمةعليهم‌السلام : ، وعن فاطمةعليها‌السلام ؛ للرواية(٥) . وكذا يستحبّ عن المؤمنين : الأحياء والأموات.

[ ٧٦١ ] العاشرة : لو حجّ المؤمن ثم ارتدّ ، صحّ حجّه ، ولم تجب إعادته ؛ لقول الباقرعليه‌السلام - في الموثّق - : « مَنْ كان مؤمناً فحجّ وعمل في إيمانه ثم أصابته في إيمانه فتنة فكفر ثم تاب وآمن يحسب له كلّ عمل صالح عمله في إيمانه ، ولا يبطل منه شي‌ء »(٦) .

[ ٧٦٠ ] الحادية عشرة: يجب تقديم الاختتان - على البالغ - على الحجّ ؛ لقول الصادقعليه‌السلام في الرجل الذي يسلم ويريد أن يختتن وقد حضر الحجّ أيحجّ أو يختتن؟ قال : « لا يحجّ حتى يختتن »(٧) .

____________________

(١) في « ق ، ك » والطبعة الحجرية : « و» بدل « أو » والمثبت من المصدر.

(٢) التهذيب ٥ : ٤٤٩ / ١٥٦٨.

(٣) التهذيب ٥ : ٤٥٣ / ١٥٨٢.

(٤) التهذيب ٥ : ٤٤٩ / ١٥٦٧.

(٥) الكافي ٤ : ٣١٤ / ٢ ، التهذيب ٥ : ٤٥٠ - ٤٥١ / ١٥٧٢.

(٦) التهذيب ٥ : ٤٥٩ - ٤٦٠ / ١٥٩٧.

(٧) الفقيه ٢ : ٢٥١ / ١٢٠٦ ، التهذيب ٥ : ٤٦٩ - ٤٧٠ / ١٦٤٦.

٤٤٩

[ ٧٦٣ ] الثانية عشرة : يجوز القران في طواف النافلة.

روى زرارة - في الصحيح - قال : طفت مع أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ثلاثة عشر اُسبوعاً قرنها جميعاً وهو آخذ بيدي ثم خرج فتنحّى ناحية ، فصلّى ستّاً وعشرين ركعة وصلّيت معه(١) .

[ ٧٦٤ ] الثالث عشرة : يستحبّ طواف ثلاثمائة وستّين اُسبوعاً.

روى معاوية بن عمّار - في الصحيح - عن الصادقعليه‌السلام ، قال : « يستحبّ أن تطوف ثلاثمائة وستّين اُسبوعاً عدد أيّام السنة ، وإن لم تستطع فما قدرت عليه من الطواف »(٢) .

[ ٧٦٥ ] الرابع عشرة : يستحبّ الشرب من ماء زمزم وإهداؤه‌ ؛ لقول الباقرعليه‌السلام : « كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يستهدي من ماء زمزم وهو بالمدينة »(٣) .

البحث الثاني : في المزار.

مقدّمة : يشترط في الزيارات كلّها النيّة ؛ لأنّها عبادة. ويستحبّ الطهارة والغسل والتنظيف ولُبْس الثياب الطاهرة والخضوع والدعاء بالمنقول.

مسألة ٧٦٦ : تستحبّ زيارة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ‌.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « مَنْ زار قبري بعد موتي [ كان ] كمن هاجر إليَّ في حياتي ، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليَّ بالسلام ، فإنّه يبلغني »(٤) .

____________________

(١) التهذيب ٥ : ٤٧٠ / ١٦٥٠.

(٢) التهذيب ٥ : ٤٧١ / ١٦٥٦.

(٣) التهذيب ٥ : ٤٧١ - ٤٧٢ / ١٦٥٧.

(٤) التهذيب ٦ : ٣ / ١ ، وما بين المعقوفين من المصدر.

٤٥٠

ويستحبّ أن يزوره بالمنقول ، فإذا فرغ من زيارته ، أتى المنبر فمسحه ومسح رمّانتيه ، وأن يصلّي بين القبر والمنبر ركعتين ؛ للرواية(١) .

ويسأل الله حاجته ، ثم يأتي مقام جبرئيلعليه‌السلام ، وهو تحت الميزاب ، ويدعو بالمنقول.

ويستحبّ وداعه عند الخروج من المدينة بالمنقول.

ويستحبّ الإكثار من الصلاة في مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال الصادقعليه‌السلام : « صلّ ثمان ركعات عند زوال الشمس ، فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الصلاة في مسجدي كألف في غيره ، إلّا المسجد الحرام فإنّ صلاةً في المسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي »(٢) .

ويستحبّ لمن أقام بالمدينة ثلاثة أيّام أن يصومها للحاجة ، ويكون معتكفاً فيها ، ويكون الأربعاء والخميس والجمعة ، ويصلّي ليلة الأربعاء عند أسطوانة أبي لبابة ، وهي أسطوانة التوبة ، ويقيم عندها يوم الأربعاء ، ويأتي ليلة الخميس الأسطوانة التي تلي مقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومصلّاه ، ويصلّي عندها ، ويصلّي ليلة الجمعة عند مقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ويستحبّ لمن جاء إلى المدينة النزول بالمعرَّس والاستراحة فيه والصلاة ، اقتداء برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ويستحبّ إتيان المساجد كلّها بالمدينة ، مثل مسجد قبا ، ومشربة اُمّ إبراهيم ، ومسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح ، ومسجد الفضيخ ، وقبور الشهداء كلّهم خصوصاً قبر حمزةعليه‌السلام باُحد.

قال الصادقعليه‌السلام - في الصحيح - : « بلغنا أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا‌

____________________

(١) الكافي ٤ : ٥٥٣ / ١ ، التهذيب ٦ : ٧ / ١٢.

(٢) التهذيب ٦ : ١٤ - ١٥ / ٣٠.

٤٥١

أتى قبور الشهداء قال : السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار »(١) .

وسأل عقبةُ بن خالد الصادقَعليه‌السلام : إنّا نأتي المساجد التي حول المدينة فبأيّها أبدأ؟ فقال : « ابدأ بقُبا ، فصلّ فيه وأكثر فإنّه أوّل مسجد صلّى فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في هذه العرصة ، ثم ائت مشربة اُمّ إبراهيم ، فصلِّ فيه فهو مسكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومصلّاه ، ثم [ تأتي ](٢) مسجد الفضيخ فتصلّي فيه وقد صلّى فيه نبيّك ، فإذا قضيت هذا الجانب تأتي جانب اُحد ، فبدأت بالمسجد الذي دون الحرّة ، فصلّيت فيه ، ثم مررت بقبر حمزة بن عبد المطّلب ، فسلّمت عليه ، ثم مررت بقبور الشهداء فقمت عندهم فقلت : السلام عليكم يا أهل الديار ، أنتم لنا فرط وإنّا بكم لاحقون ، ثم تأتي المسجد الذي في المكان الواسع إلى جنب الجبل عن يمينك حين تدخل اُحداً ، فتصلّي فيه فعنده خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اُحد حيث لقي المشركين فلم يبرحوا حتى حضرت الصلاة فصلّى فيه ، ثم مرّ أيضاً حتى ترجع فتصلّي عند قبور الشهداء ما كتب الله لك ، ثم امض على وجهك حتى تأتي مسجد الأحزاب فتصلّي فيه وتدعو فيه ، فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دعا فيه يوم الأحزاب وقال : يا صريخ المكروبين ويا مجيب المضطرّين ويا مُغيث المهمومين اكشف همّي وكربي وغمّي فقد ترى حالي وحال أصحابي »(٣) .

وتستحبّ الصلاة في مسجد غدير خمّ.

قال الصادقعليه‌السلام : « تستحبّ الصلاة في مسجد الغدير ، لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أقام فيه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهو موضع أظهر الله فيه الحقّ »(٤) .

____________________

(١) الكافي ٤ : ٥٦٠ / ١ ، التهذيب ٦ : ١٧ / ٣٨.

(٢) أضفناها من المصدر.

(٣) الكافي ٤ : ٥٦٠ / ٢ ، التهذيب ٦ : ١٧ - ١٨ / ٣٩.

(٤) الكافي ٤ : ٥٦٧ / ٣ ، الفقيه ٢ : ٣٣٥ / ١٥٥٦ ، التهذيب ٦ : ١٩ / ٤٢.

٤٥٢

مسألة ٧٦٧ : تستحبّ زيارة فاطمةعليهما‌السلام ، فقد روى الشيخ -رحمه‌الله - بإسناده عنهاعليها‌السلام ، قالت : « أخبرني أبي وهو ذا ، هو أنّه مَنْ سلّم عليه وعليَّ ثلاثة أيّام أوجب الله له الجنّة» قلت لها : في حياته وحياتك ، قالت : « نعم وبعد موتنا »(١) .

واختُلف في موضع قبرهاعليها‌السلام .

فقيل : في الروضة بين القبر والمنبر(٢) .

وقيل : في بيتها ، فلمـّا زاد بنو اُمية في المسجد صار من جملة المسجد(٣) وقيل : إنّها مدفونة في البقيع(٤) .

قال الشيخرحمه‌الله : الروايتان الأوّلتان متقاربتان ، وأمّا مَنْ قال : إنّها دُفنت بالبقيع فبعيد من الصواب(٥) .

قال ابن بابويه : الصحيح عندي أنّها دُفنت في بيتها(٦) .

وتستحبّ الزيارة بالمنقول خصوصاً ما روى الشيخ -رحمه‌الله - أنّها مرويّة لفاطمةعليها‌السلام عن محمد العُريضي(٦) ، قال : حدّثني أبو جعفر [عليه‌السلام ] ذات يوم ، قال : « إذا صرت إلى قبر جدّتك فقل : يا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك ، فوجدك لما امتحنك به صابرةً ، وزعمنا أنّا لك أولياء ومصدّقون وصابرون لكلّ ما أتانا به أبوكصلى‌الله‌عليه‌وآله وأتى به وصيّهعليه‌السلام ، فإنّا نسألك إن كنّا صدّقناك إلّا ألحقتنا بتصديقنا لهما(٧) لنبشر أنفسنا بأنّا قد‌

____________________

(١) التهذيب ٦ : ٩ / ١٨.

(٢ - ٤ ) كما في التهذيب ٦ : ٩ ، والفقيه ٢ : ٣٤١ - ١٥٧٣ - ١٥٧٥.

(٥) التهذيب ٦ : ٩.

(٦) الفقيه ٢ : ٣٤١ ذيل الحديث ١٥٧٥.

(٧) جاء اسم الراوي الأخير في المصدر هكذا : قال : حدّثنا إبراهيم بن محمد بن عيسى بن محمد العريضي ، قال : حدّثنا أبو جعفرعليه‌السلام ، إلى آخر ما في المتن.

(٨) في « ق ، ك » والطبعة الحجرية : بهما. وما أثبتناه من المصدر ، وفيه زيادة : « بالبشرى ».

٤٥٣

طهرنا بولايتك(١) »(٢) .

مسألة ٧٦٨ : تستحبّ زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، لقول الصادقعليه‌السلام لعبد الله ابن طلحة : « أما تزور قبر أبي حسين؟ » قلت : بلى إنّا لنأتيه ، قال : « تأتونه كلّ جمعة؟ » قلت : لا ، قال : « فتأتونه في كلّ شهر؟ » قلت : لا ، قال : « ما أجفاكم إنّ زيارته تعدل حجّةً وعمرةً وزيارة أبي عليعليه‌السلام تعدل حجّتين وعمرتين »(٣) .

وتستحب الزيارة بالمنقول والوداع به.

مسألة ٧٦٩ : تستحبّ زيارة أبي محمد الحسنعليه‌السلام .

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للحسينعليه‌السلام : « مَنْ زارني حيّاً أو ميّتاً أو زار أباك حيّاً أو ميّتاً أو زار أخاك حيّاً أو ميّتاً ، أو زارك حيّاً أو ميّتاً ، كان حقّاً عليَّ أن استنقذه يوم القيامة »(٤) .

وتستحب الزيارة بالمنقول والوداع به.

مسألة ٧٧٠ : تستحبّ زيارة الحسينعليه‌السلام ؛ لقول الباقرعليه‌السلام : « مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فإنّ إتيانه يزيد في الرزق ويمدّ في العمر ويدفع مواقع السوء ، وإتيانه مفترض على كلّ مؤمن يقرّ [ له ] بالإمامة من الله »(٥) .

وعن الكاظمعليه‌السلام : « مَنْ أتى قبر الحسينعليه‌السلام في السنة ثلاث مرّات‌

____________________

(١) في « ق ، ك » والطبعة الحجرية : بولايتهم. وما أثبتناه من المصدر.

(٢) التهذيب ٦ : ٩ - ١٠ / ١٩.

(٣) التهذيب ٦ : ٢١ / ٤٧.

(٤) التهذيب ٦ : ٤٠ / ٨٣.

(٥) التهذيب ٦ : ٤٢ / ٨٦ ، وما بين المعقوفين من المصدر.

٤٥٤

أمن من الفقر »(١) .

وتستحبّ زيارته في يوم عرفة وفي أوّل يوم من رجب ونصفه ونصف شعبان وليلة القدر وليلة الفطر وليلة الأضحى ويوم عاشوراء ويوم العشرين من صفر وفي كلّ شهر ؛ للروايات(٢) المتواترة فيه.

وتستحب الزيارة بالمنقول والوداع به.

مسألة ٧٧١ : تستحبّ زيارة الأئمّةعليهم‌السلام بالبقيع‌ وفي ضريح واحد ، أربعة منهم : الحسن بن عليعليه‌السلام وعلي بن الحسين زين العابدينعليه‌السلام ومحمد بن علي الباقرعليه‌السلام وجعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام .

قال الصادقعليه‌السلام : « مَنْ زارني غُفرت له ذنوبه ولم يمت فقيراً »(٣) .

وتستحبّ زيارتهم بالمنقول والوداع به.

مسألة ٧٧٢ : تستحبّ زيارة الإمام موسى بن جعفر الكاظمعليه‌السلام ببغداد في المقبرة المعروفة بمقابر قريش.

قال الحسن بن علي الوشّاء : سألتُ الرضاعليه‌السلام : عن زيارة قبر أبي الحسنعليه‌السلام مثل زيارة الحسينعليه‌السلام ، قال : « نعم »(٤) .

وكذا تستحبّ زيارة محمد بن علي الجوادعليه‌السلام ببغداد عند قبر جدّه الكاظمعليه‌السلام .

قال إبراهيم بن عقبة : كتبت إلى أبي الحسن الثالثعليه‌السلام : أسأله عن زيارة أبي عبد اللهعليه‌السلام وزيارة أبي الحسن وأبي جعفرعليهما‌السلام ، فكتب إليَّ

____________________

(١) التهذيب ٦ : ٤٨ / ١٠٦.

(٢) اُنظر : التهذيب ٦ : ٤٩ / ١١٣ ، و ٤٨ / ١٠٧ ، ١٠٨ ، و ٤٩ / ١١١ ، ١١٢ ، و ٥١ / ١٢٠ ، ١٢١ ، و ٥٢ / ١٢٢ ، ١٢٣ ، والمزار - للمفيد - : ٤٨ - ٦٢.

(٣) التهذيب ٦ : ٧٨ / ١٥٣.

(٤) الكافي ٤ : ٥٨٣ / ٢ ، الفقيه ٢ : ٣٤٨ / ١٥٩٧ ، التهذيب ٦ : ٨١ / ١٥٨.

٤٥٥

« أبو عبد الله المقدّم ، وهذا أجمع وأعظم أجراً »(١) .

وتستحبّ زيارتهماعليهما‌السلام بالمنقول والوداع لهما به.

مسألة ٧٧٣ : تستحبّ زيارة مولانا الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ؛ لأنّ علي بن مهزيار سأل - في الصحيح - أبا جعفرعليه‌السلام : جُعلت فداك زيارة الرضاعليه‌السلام أفضل أم زيارة أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام ؟ قال : « زيارة أبي أفضل ، وذلك أنّ أبا عبد الله يزوره كلّ الناس ، وأبي لا يزوره إلّا الخواصّ من الشيعة »(٢) .

وقال الرضاعليه‌السلام : « مَنْ زارني على بُعْد داري ومزاري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتّى أخلصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً ، وعند الصراط والميزان »(٣) .

وتستحبّ زيارته بالمنقول والوداع به.

مسألة ٧٧٤ : تستحبّ زيارة الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهاديعليهما‌السلام وولده الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكريعليهما‌السلام .

قال أبو هاشم الجعفري : قال أبو محمد الحسن بن عليعليه‌السلام : « قبري بسُرّ مَنْ رأى أمان لأهل الجانبين »(٤) .

وتستحبّ زيارتهما بالمنقول والوداع به.

مسألة ٧٧٥ : تستحبّ زيارة مولانا الإمام المنتظر القائم محمد بن الحسنعليه‌السلام بسُرّ مَنْ رأى بالمنقول ووداعه به.

____________________

(١) الكافي ٤ : ٥٨٣ - ٥٨٤ / ٣ ، التهذيب ٦ : ٩١ / ١٧٢.

(٢) الكافي ٤ : ٥٨٤ / ١ ، الفقيه ٢ : ٣٤٨ - ٣٤٩ / ١٥٩٨ ، التهذيب ٦ : ٨٤ / ١٦٥.

(٣) الفقيه ٢ : ٣٥٠ / ١٦٠٦ ، التهذيب ٦ : ٨٥ / ١٦٩.

(٤) التهذيب ٦ : ٩٣ / ١٧٦.

٤٥٦

قال المفيدرحمه‌الله : إذا أردت زيارة الإمامين بسُرّ مَنْ رأى فقِفْ بظاهر الشباك(١) .

قال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : هذا الذي ذكره من المنع من دخول الدار هو الأحوط ؛ فإنّ الدار ملك الغير ، فلا يجوز التصرّف فيها إلّا بإذنه ، ولو أنّ أحداً يدخلها لم يكن مأثوماً ، خصوصاً إذا تأوّل في ذلك ما روي عنهم : من أنّهم جعلوا شيعتهم في حلُّ ممّا لَهم ، وذلك على عمومه(٢) .

مسألة ٧٧٦ : تستحبّ زيارة سلمان الفارسي -رضي‌الله‌عنه - بالمنقول ، وزيارة أبواب الإمام المنتظرعليه‌السلام ، كعثمان بن سعيد والسمري.

وكذا تستحبّ زيارة المؤمنين.

روى محمد بن أحمد بن يحيى - في الصحيح - قال : مشيت مع ابن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع ، قال : فقال لي علي بن بلال : قال صاحب هذا القبر عن الرضاعليه‌السلام : « مَنْ أتى قبر أخيه المؤمن من أيّ ناحية يضع يده وقرأإِنّا أَنْزَلْناهُ سبع مرّات أمن من الفزع الأكبر »(٣) .

وقال أبو الحسنعليه‌السلام : « مَنْ لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي إخوانه يكتب له ثواب زيارتنا، ومَنْ لم يقدر أن يصلنا فليصل صالحي إخوانه يكتب له ثواب صلتنا »(٤) .

قال عمرو بن أبي المقدام عن أبيه ، قال : مررت مع أبي جعفرعليه‌السلام بالبقيع ، فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة ، فقلت لأبي‌

____________________

(١) المقنعة : ٧٥.

(٢) التهذيب ٦ : ٩٤.

(٣) التهذيب ٦ : ١٠٤ / ١٨٢.

(٤) التهذيب ٦ : ١٠٤ / ١٨١.

٤٥٧

جعفرعليه‌السلام : جُعلت فداك هذا قبر رجل من الشيعة ، قال : فوقفعليه‌السلام عليه ثم قال : « اللّهم ارحم غربته ، وصِلْ وحدته ، وآنس وحشته ، وأسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة مَنْ سواك ، وألحقه بمن كان يتولّاه » ثم قرأإِنّا أَنْزَلْناهُ سبع مرّات(١) .

والزيارات وكيفيّاتها طويلة ، لها كتب منفردة نقلها علماؤنا رضي الله عنهم ، فلتطلب من هناك.

____________________

(١) التهذيب ٦ : ١٠٥ / ١٨٣.

٤٥٨

٤٥٩

الفهرس

الباب الثاني فيما يجب في باقي المحظورات‌ الأوّل : فيما يجب باللُّبْس‌ مسألة ٣٨٢ : ٦

مسألة ٣٨٣ : ٧

مسألة ٣٨٤ : ٨

تذنيب : مسألة ٣٨٥ : ٩

مسألة ٣٨٦ : ١١

البحث الثاني : فيما يجب بالطيب والادّهان مسألة ٣٨٧ : ١٢

مسألة ٣٨٨ : ١٣

مسألة ٣٨٩ : ١٤

مسألة ٣٩٠ : البحث الثالث : فيما يجب بالحلق وقصّ الظفر مسألة ٣٩١ : ١٥

مسألة ٣٩٢ : ١٦

مسألة ٣٩٣ : ١٧

مسألة ٣٩٤ : ١٩

مسألة ٣٩٥ : ٢٠

مسألة ٣٩٦ : مسألة ٣٩٧ : ٢١

فروع : ٢٤

البحث الرابع : في جزاء قتل هوامّ الجسد وقطع الشجر مسألة ٣٩٨ : ٢٥

مسألة ٣٩٩ : ٢٦

البحث الخامس : فيما يجب بالفسوق والجدال مسألة ٤٠٠ : ٢٧

مسألة ٤٠١ : البحث السادس : فيما يجب بالاستمتاع مسألة ٤٠٢ : ٢٨

مسألة ٤٠٣ : ٣٠

مسألة ٤٠٤ : ٣٢

فروع : ٣٣

مسألة ٤٠٥ : ٣٤

مسألة ٤٠٦ : ٣٦

تذنيب : مسألة ٤٠٧ : ٣٧

مسألة ٤٠٨ : مسألة ٤٠٩ : ٣٩

مسألة ٤١٠ : مسألة ٤١١ : ٤١

مسألة ٤١٢ : ٤٢

مسألة ٤١٣ : ٤٣

مسألة ٤١٤ : ٤٤

مسألة ٤١٥ : ٤٥

مسألة ٤١٦ : ٤٦

مسألة ٤١٧ : ٤٧

مسألة ٤١٨ : ٤٨

مسألة ٤١٩ : ٤٩

مسألة ٤٢٠ : ٥٠

مسألة ٤٢١ : ٥١

مسألة ٤٢٢ : ٥٢

مسألة ٤٢٣ : مسألة ٤٢٤ : ٥٣

مسألة ٤٢٥ : مسألة ٤٢٦ : ٥٥

مسألة ٤٢٧ : ٥٦

مسألة ٤٢٨ : ٥٨

مسألة ٤٢٩ : ٦٢

البحث السابع : في اللواحق مسألة ٤٣٠ : مسألة ٤٣١ : ٦٣

مسألة ٤٣٢ : ٦٥

تذنيب : ٦٧

مسألة ٤٣٣ : مسألة ٤٣٤ : ٦٨

المطلب الرابع ٦٩

في أحكام الإحرام‌ مسألة ٤٣٥ : ٦٩

مسألة ٤٣٦ : ٧٠

مسألة ٤٣٧ : ٧١

مسألة ٤٣٨ : ٧٢

مسألة ٤٣٩ : ٧٣

مسألة ٤٤٠ : ٧٤

مسألة ٤٤١ : ٧٥

مسألة ٤٤٢ : ٧٦

مسألة ٤٤٣ : مسألة ٤٤٤ : ٧٧

الفصل الثاني في دخول مكّة‌ ٨٠

مسألة ٤٤٦ : ٨٢

مسألة ٤٤٧ : مسألة ٤٤٨ : ٨٣

الفصل الثالث في الطواف الأوّل : في مقدّماته مسألة ٤٤٩ : ٨٤

مسألة ٤٥٠ : مسألة ٤٥١ : ٨٥

مسألة ٤٥٢ : ٨٦

البحث الثاني : في كيفية الطواف مسألة ٤٥٣ : ٨٧

مسألة ٤٥٤ : ٨٨

مسألة ٤٥٥ : ٨٩

مسألة ٤٥٦ : ٩٠

مسألة ٤٥٧ : مسألة ٤٥٨ : ٩١

مسألة ٤٥٩ : مسألة ٤٦٠ : ٩٣

مسألة ٤٦١ : ٩٥

مسألة ٤٦٢ : ٩٦

مسألة ٤٦٣ : مسألة ٤٦٤ : ٩٨

مسألة ٤٦٥ : ٩٩

مسألة ٤٦٦ : مسألة ٤٦٧ : ١٠١

مسألة ٤٦٨ : ١٠٢

مسألة ٤٦٩ : ١٠٣

مسألة ٤٧٠ : ١٠٤

مسألة ٤٧١ : ١٠٧

مسألة ٤٧٢ : ١٠٩

مسألة ٤٧٣ : ١١١

مسألة ٤٧٤ : مسألة ٤٧٥ : ١١٢

البحث الثالث : في الأحكام مسألة ٤٧٦ : ١١٣

مسألة ٤٧٧ : ١١٤

مسألة ٤٧٨ : ١١٥

مسألة ٤٧٩ : ١١٧

مسألة ٤٨٠ : مسألة ٤٨١ : ١١٨

مسألة ٤٨٢ : ١١٩

مسألة ٤٨٣ : ١٢٠

مسألة ٤٨٤ : ١٢٢

تذنيب : مسألة ٤٨٥ : ١٢٣

مسألة ٤٨٦ : ١٢٤

مسألة ٤٨٧ : ١٢٥

تذنيب : مسألة ٤٨٨ : ١٢٦

مسألة ٤٨٩ : مسألة ٤٩٠ : ١٢٧

الفصل الرابع في السعي والتقصير‌ ١٣٠

البحث الثاني : في الكيفية مسألة ٤٩١ : مسألة ٤٩٢ : ١٣٣

مسألة ٤٩٣ : ١٣٤

مسألة ٤٩٤ : مسألة ٤٩٥ : ١٣٥

البحث الثالث : في الأحكام مسألة ٤٩٦ : ١٣٧

مسألة ٤٩٧ : ١٣٨

مسألة ٤٩٨ : ١٣٩

مسألة ٤٩٩ : مسألة ٥٠٠ : ١٤٠

مسألة ٥٠١ : مسألة ٥٠٢ : ١٤٢

تذنيب : مسألة ٥٠٣ : ١٤٣

مسألة ٥٠٤ : ١٤٤

البحث الرابع : في التقصير مسألة ٥٠٥ : مسألة ٥٠٦ : ١٤٦

مسألة ٥٠٧ : ١٤٧

مسألة ٥٠٨ : ١٤٨

مسألة ٥٠٩ : ١٥٠

مسألة ٥١٠ : ١٥١

مسألة ٥١١ : مسألة ٥١٢ : ١٥٢

مسألة ٥١٣ : ١٥٣

وفّق اللّهم لإكماله بمحمد وكرام آله‌ ١٥٦

المقصد الثالث في أفعال الحجّ‌ ١٥٨

الأوّل في إحرام الحجّ‌ مسألة ٥١٤ : ١٦٠

مسألة ٥١٥ : ١٦١

مسألة ٥١٦ : ١٦٢

مسألة ٥١٧ : ١٦٣

الفصل الثاني في الوقوف بعرفات‌ الأوّل : في الخروج إلى منى ١٦٤

مسألة ٥١٨ : مسألة ٥١٩ : ١٦٥

مسألة ٥٢٠ : ١٦٦

مسألة ٥٢١ : ١٦٩

البحث الثاني : في الكيفية مسألة ٥٢٢ : ١٧٠

مسألة ٥٢٣ : مسألة ٥٢٤ : ١٧١

مسألة ٥٢٥ : ١٧٢

مسألة ٥٢٦ : ١٧٣

مسألة ٥٢٧ : ١٧٥

مسألة ٥٢٨ : ١٧٦

مسألة ٥٢٩ : ١٧٧

مسألة ٥٣٠ : ١٧٨

مسألة ٥٣١ : ١٧٩

مسألة ٥٣٢ : ١٨٢

مسألة ٥٣٣ : ١٨٣

مسألة ٥٣٤ : ١٨٤

مسألة ٥٣٥ : البحث الثالث : في الأحكام مسألة ٥٣٦ : ١٨٥

مسألة ٥٣٧ : مسألة ٥٣٨ : ١٨٧

مسألة ٥٣٩ : ١٩٠

مسألة ٥٤٠ : ١٩١

تذنيب : ١٩٣

الفصل الثالث في الوقوف بالمشعر الحرام‌ الأوّل : في مقدّماته‌ مسألة ٥٤١ : ١٩٤

مسألة ٥٤٢ : مسألة ٥٤٣ : ١٩٥

مسألة ٥٤٤ : ١٩٨

البحث الثاني : في الكيفيّة مسألة ٥٤٥ : ٢٠١

مسألة ٥٤٦ : مسألة ٥٤٧ : ٢٠٢

البحث الثالث : في الأحكام مسألة ٥٤٨ : ٢٠٣

مسألة ٥٤٩ : ٢٠٥

مسألة ٥٥٠ : ٢٠٦

مسألة ٥٥١ : ٢٠٧

مسألة ٥٥٢ : مسألة ٥٥٣ : ٢٠٨

مسألة ٥٥٤ : ٢١٠

الفصل الرابع في نزول منى وقضاء مناسكها‌ الأوّل : في الرمي ومقدّمته مسألة ٥٥٥ : ٢١٢

مسألة ٥٥٦ : ٢١٣

البحث الثاني : في رمي جمرة العقبة مسألة ٥٥٧ : ٢١٤

مسألة ٥٥٨ : ٢١٥

مسألة ٥٥٩ : ٢١٦

مسألة ٥٦٠ : ٢١٧

مسألة ٥٦١ : ٢١٨

مسألة ٥٦٢ : ٢١٩

البحث الثالث : في رمي الجمار وكيفيّته مسألة ٥٦٣ : ٢٢٠

مسألة ٥٦٤ : ٢٢١

مسألة ٥٦٥ : ٢٢٤

مسألة ٥٦٦ : البحث الرابع : في الأحكام مسألة ٥٦٧ : ٢٢٦

مسألة ٥٦٨ : ٢٢٧

مسألة ٥٦٩ : ٢٢٨

مسألة ٥٧٠ : ٢٣٠

مسألة ٥٧١ : مسألة ٥٧٢ : ٢٣٢

الباب الثاني : في الذبح الأوّل : الهدي مسألة ٥٧٣ : ٢٣٣

مسألة ٥٧٤ : ٢٣٤

مسألة ٥٧٥ : مسألة ٥٧٦ : ٢٣٥

مسألة ٥٧٧ : ٢٣٦

مسألة ٥٧٨ : ٢٣٧

مسألة ٥٧٩ : ٢٣٨

مسألة ٥٨٠ : مسألة ٥٨١ : ٢٣٩

مسألة ٥٨٢ : ٢٤١

مسألة ٥٨٣ : ٢٤٣

مسألة ٥٨٤ : ٢٤٤

مسألة ٥٨٥ : ٢٤٥

مسألة ٥٨٦ : ٢٤٦

مسألة ٥٨٧ : ٢٤٧

مسألة ٥٨٨ : ٢٤٨

البحث الثاني : في كيفية الذبح مسألة ٥٨٩ : مسألة ٥٩٠ : ٢٤٩

مسألة ٥٩١ : ٢٥١

مسألة ٥٩٢ : ٢٥٢

مسألة ٥٩٣ : ٢٥٣

مسألة ٥٩٤ : ٢٥٥

مسألة ٥٩٥ : ٢٥٨

البحث الثالث : في صفات الهدي ٢٥٩

مسألة ٥٩٦ : ٢٥٩

مسألة ٥٩٧ : ٢٦٠

مسألة ٥٩٨ : ٢٦١

مسألة ٥٩٩ : ٢٦٢

مسألة ٦٠٠ : ٢٦٣

مسألة ٦٠١ : ٢٦٤

مسألة ٦٠٢ : ٢٦٥

مسألة ٦٠٣ : ٢٦٧

تذنيب : ٢٦٨

البحث الرابع : في البدل مسألة ٦٠٤ : مسألة ٦٠٥ : ٢٦٩

مسألة ٦٠٦ : ٢٧٠

مسألة ٦٠٧ : ٢٧١

مسألة ٦٠٨ : ٢٧٢

مسألة ٦٠٩ : ٢٧٣

مسألة ٦١٠ : ٢٧٤

مسألة ٦١١ : ٢٧٥

مسألة ٦١٢ : ٢٧٦

مسألة ٦١٣ : ٢٧٧

مسألة ٦١٤ : ٢٧٨

مسألة ٦١٥ : ٢٧٩

مسألة ٦١٦ : ٢٨٠

مسألة ٦١٧ : ٢٨١

مسألة ٦١٨ : ٢٨٢

البحث الخامس : في الأحكام مسألة ٦١٩ : ٢٨٣

مسألة ٦٢٠ : ٢٨٥

مسألة ٦٢١ : ٢٨٧

مسألة ٦٢٢ : ٢٩٠

مسألة ٦٢٣ : ٢٩١

مسألة ٦٢٤ : مسألة ٦٢٥ : ٢٩٣

مسألة ٦٢٦ : ٢٩٤

مسألة ٦٢٧ : ٢٩٦

مسألة ٦٢٨ : مسألة ٦٢٩ : ٢٩٨

مسألة ٦٣٠ : ٣٠٠

مسألة ٦٣١ : ٣٠٢

مسألة ٦٣٢ : مسألة ٦٣٣ : ٣٠٣

البحث السادس : في الضحايا مسألة ٦٣٤ : ٣٠٤

مسألة ٦٣٥ : ٣٠٥

مسألة ٦٣٦ : ٣٠٦

مسألة ٦٣٧ : مسألة ٦٣٨ : ٣٠٨

مسألة ٦٣٩ : ٣١٠

مسألة ٦٤٠ : ٣١١

مسألة ٦٤١ : ٣١٢

مسألة ٦٤٢ : ٣١٣

مسألة ٦٤٣ : ٣١٤

مسألة ٦٤٤ : مسألة ٦٤٥ : ٣١٦

مسألة ٦٤٦ : ٣١٧

مسألة ٦٤٧ : ٣١٨

مسألة ٦٤٨ : ٣٢٠

مسألة ٦٤٩ : ٣٢١

مسألة ٦٥٠ : ٣٢٣

مسألة ٦٥١ : ٣٢٤

مسألة ٦٥٢ : ٣٢٥

مسألة ٦٥٣ : ٣٢٨

مسألة ٦٥٤ : ٣٢٩

مسألة ٦٥٥ : ٣٣٠

مسألة ٦٥٦ : ٣٣١

الفصل السادس في الحلق والتقصير مسألة ٦٥٧ : ٣٣٤

مسألة ٦٥٨ : ٣٣٥

مسألة ٦٥٩ : ٣٣٧

مسألة ٦٦٠ : مسألة ٦٦١ : ٣٣٨

مسألة ٦٦٢ : ٣٣٩

مسألة ٦٦٣ : ٣٤٠

مسألة ٦٦٤ : ٣٤٢

مسألة ٦٦٥ : ٣٤٣

مسألة ٦٦٦ : ٣٤٤

مسألة ٦٦٧ : ٣٤٥

تذنيب : ٣٤٦

الفصل السابع في بقايا أفعال الحجّ البحث الأوّل : في زيارة البيت مسألة ٦٦٨ : ٣٤٨

مسألة ٦٦٩ : ٣٤٩

مسألة ٦٧٠ : ٣٥٠

مسألة ٦٧١ : ٣٥٢

مسألة ٦٧٢ : ٣٥٣

مسألة ٦٧٣ : ٣٥٤

مسألة ٦٧٤ : ٣٥٥

البحث الثاني : في الرجوع إلى منى مسألة ٦٧٥ : ٣٥٦

مسألة ٦٧٦ : ٣٥٧

مسألة ٦٧٧ : ٣٥٩

البحث الثالث : في الرمي مسألة ٦٧٨ : ٣٦٠

مسألة ٦٧٩ : ٣٦١

مسألة ٦٨٠ : مسألة ٦٨١ : ٣٦٣

مسألة ٦٨٢ : ٣٦٤

مسألة ٦٨٣ : مسألة ٦٨٤ : ٣٦٦

مسألة ٦٨٥ : ٣٦٧

مسألة ٦٨٦ : ٣٦٩

مسألة ٦٨٧ : ٣٧٠

مسألة ٦٨٨ : البحث الرابع : في النفر من منى مسألة ٦٨٩ : ٣٧٢

مسألة ٦٩٠ : ٣٧٣

مسألة ٦٩١ : ٣٧٦

البحث الخامس : في الرجوع إلى مكّة مسألة ٦٩٢ : ٣٧٧

مسألة ٦٩٣ : ٣٧٨

مسألة ٦٩٤ : ٣٧٩

مسألة ٦٩٥ : ٣٨١

مسألة ٦٩٦ : ٣٨٢

مسألة ٦٩٧ : ٣٨٣

المقصد الرابع في اللواحق‌ ٣٨٤

الأول في الحصر والصدّ الأوّل : في الصدّ مسألة ٦٩٨ : مسألة ٦٩٩ : ٣٨٦

مسألة ٧٠٠ : ٣٨٨

مسألة ٧٠١ : ٣٨٩

مسألة ٧٠٢ : ٣٩١

مسألة ٧٠٣ : ٣٩٢

مسألة ٧٠٤ : ٣٩٤

مسألة ٧٠٥ : ٣٩٥

مسألة ٧٠٦ : ٣٩٦

مسألة ٧٠٧ : ٣٩٧

مسألة ٧٠٨ : ٣٩٨

مسألة ٧٠٩ : ٣٩٩

مسألة ٧١٠ : ٤٠٠

مسألة ٧١١ : ٤٠١

البحث الثاني : في المحصور مسألة ٧١٢ : ٤٠٢

مسألة ٧١٣ : ٤٠٤

مسألة ٧١٤ : ٤٠٥

مسألة ٧١٥ : ٤٠٦

مسألة ٧١٦ : مسألة ٧١٧ : ٤٠٧

البحث الثالث : في حكم الفوات مسألة ٧١٨ : ٤٠٨

مسألة ٧١٩ : ٤١٠

مسألة ٧٢٠ : ٤١١

مسألة ٧٢١ : ٤١٢

الفصل الثاني في بقايا مسائل تتعلّق بالنساء والعبيد والصبيان والنائب في الحجّ‌ مسألة ٧٢٢ : ٤١٦

مسألة ٧٢٣ : ٤١٧

مسألة ٧٢٤ : مسألة ٧٢٥ : ٤١٨

مسألة ٧٢٦ : ٤٢١

مسألة ٧٢٧ : مسألة ٧٢٨ : ٤٢٢

مسألة ٧٢٩ : مسألة ٧٣٠ : ٤٢٤

مسألة ٧٣١ : مسألة ٧٣٢ : ٤٢٦

مسألة ٧٣٣ : ٤٢٧

مسألة ٧٣٤ : ٤٢٨

مسألة ٧٣٥ : ٤٢٩

مسألة ٧٣٦ : ٤٣٠

مسألة ٧٣٧ : مسألة ٧٣٨ : ٤٣٢

مسألة ٧٣٩ : ٤٣٣

الفصل الثالث في العمرة‌ مسألة ٧٤٠ : ٤٣٤

مسألة ٧٤١ : ٤٣٥

مسألة ٧٤٢ : ٤٣٦

مسألة ٧٤٣ : ٤٣٨

مسألة ٧٤٤ : ٤٣٩

الفصل الرابع في التوابع والمزار الأوّل : في التوابع مسألة ٧٤٥ : ٤٤٢

مسألة ٧٤٦ : مسألة ٧٤٧ : ٤٤٣

مسألة ٧٤٨ : ٤٤٤

مسألة ٧٤٩ : مسألة ٧٥٠ : ٤٤٥

مسألة ٧٥١ : مسائل : [ ٧٥٢ ] الاُولى : ٤٤٦

[ ٧٥٣ ] الثانية : [ ٧٥٤ ] الثالثة : [ ٧٥٥ ] الرابعة : ٤٤٧

[ ٧٥٦ ] الخامسة : [ ٧٥٧ ] [ ٧٥٨ ] [ ٧٥٩ ] ٤٤٨

[ ٧٦٠ ] [ ٧٦١ ] [ ٧٦٠ ] ٤٤٩

[ ٧٦٣ ] الثانية عشرة : [ ٧٦٤ ] الثالث عشرة : [ ٧٦٥ ] الرابع عشرة : البحث الثاني : في المزار مسألة ٧٦٦ : ٤٥٠

مسألة ٧٦٧ : ٤٥٣

مسألة ٧٦٨ : مسألة ٧٦٩ : مسألة ٧٧٠ : ٤٥٤

مسألة ٧٧١ : مسألة ٧٧٢ : ٤٥٥

مسألة ٧٧٣ : مسألة ٧٧٤ : مسألة ٧٧٥ : ٤٥٦

مسألة ٧٧٦ : ٤٥٧

الفهرس ٤٦٠

٤٦٠