نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٩

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار17%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 324

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 324 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 131356 / تحميل: 6424
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : ثلاث من لم يكن فيه لم يتمّ له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله، وخلق يداري به النّاس، وحلم يردّ به جهل الجاهل.

[ ١٦٠٨٥ ] ٥ - وعنه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : مداراة النّاس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش، ثمّ قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : خالطوا الأَبرار سرّاً، وخالطوا الفجار جهاراً ولا تميلوا عليهم فيظلموكم، فإنّه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلّا من ظنوا أنّه أبله، وصبر نفسه على إنّ يقال: أنّه أبله لا عقل له.

[ ١٦٠٨٦ ] ٦ - وعنه، عن بعض أصحابنا ذكره، عن محمّد بن سنان، عن حذيفة بن منصور قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إنّ قوماً قلت مداراتهم للناس فالقوا(١) من قريش وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس، وإن قوماً من غير قريش حسنت مداراتهم فالحقوا بالبيت الرفيع، ثمّ قال: من كفّ يده عن النّاس فإنّما يكفّ عنهم يداً واحدةً، ويكفّون عنه أيدي كثيرة.

[ ١٦٠٨٧ ] ٧ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن ابن أبي عمير، عن إسحاق بن عمّار قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : يا إسحاق، صانع المنافق بلسانك، واخلص ودّك للمؤمن، فإنّ جالسك يهودي فأحسن مجالسته.

____________________

٥ - الكافي ٢: ٩٦ / ٥.

٦ - الكافي ٢: ٩٦ / ٦.

(١) في المصدر: فأنفوا.

٧ - الفقيه ٤: ٢٨٩ / ٨٦٨.

٢٠١

[ ١٦٠٨٨ ] ٨ - وبإسناده عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في وصيته لمحمّد بن الحنفيّة - قال: وأحسن إلى جميع النّاس كما تحب إنّ يحسن إليك، وارض لهم ما ترضاه لنفسك، واستقبح لهم ما تستقبحه من غيرك، وحسّن مع الناس خلقك حتّى إذا غبت عنهم حنّوا إليك، وإذا مت بكوا عليك، وقالوا: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا تكن من الذين يقال عند موته الحمد لله رب العالمين، واعلم أنّ رأس العقل بعد الإِيمان بالله عزّ وجّل مداراة النّاس، ولا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لا بدّ من معاشرته حتّى يجعل الله إلى الخلاص منه سبيلاً، فإني وجدت جميع ما يتعايش به النّاس وبه يتعاشرون ملء مكيال ثلثاه استحسان، وثلثه تغافل.

[ ١٦٠٨٩ ] ٩ - وفي( الخصال) عن أحمد بن إبراهيم السلمي، عن محمّد بن أحمد الكاتب رفعه، أنّ عليّ بن أبي طالب( عليه‌السلام ) قال لبنيه: يا بني، إياكم ومعاداة الرجال، فإنهم لا يخلون من ضربين: من عاقل يمكر بكم أو جاهل يعجل عليكم، والكلام ذَكَر والجواب أُنثى، فإذا اجتمع الزوجان فلا بدّ من النتاج، ثمّ أنشأ يقول:

سليم العِرض من حَذَرَ الجوابا

وَمَن دارى الرجال فقد أصابا

ومن هابَ الرجالِ تَهيّبوهُ

وَمَن حَقَرَ الرجالِ فَلَن يُهابا

[ ١٦٠٩٠ ] ١٠ - وفي( العلل) عن محمّد بن القاسم الاسترآباديّ، عن

____________________

٨ - الفقيه ٤: ٢٧٧ / ٨٣٠، وأورد قطعة منه في الحديث ١٥ من الباب ١١٩، واُخرى عن نهج البلاغة في الحديث ٢١ من الباب ١١٧ من هذه الأبواب

٩ - الخصال: ٧٢ / ١١١

١٠ - علل الشرائع: ٢٣٠ / ٤.

وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الحديث ١ من الباب ٥١ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدلّ عليه في الحديث ٣٠ من الباب ٤ من أبواب جهاد النفس.

٢٠٢

عليّ بن محمّد بن سيّار، عن محمّد بن يزيد المنقري، عن سفيإنّ بن عيينة، قال: قلت للزهري: لقيت عليّ بن الحسين ( عليهما‌السلام ) ؟ قال: نعم لقيته وما لقيت أحداً أفضل منه، وما علمت له صديقاً في السّر ولا عدوّاً في العلانية، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأَني لم أر أحداً وإنّ كان يحبه إلّا وهو لشدّة معرفته بفضله يحسده، ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه إلّا وهو لشدّة مداراته له يداريه.

١٢٢ - باب وجوب أداء حق المؤمن وجملة من حقوقه الواجبة والمندوبة

[ ١٦٠٩١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل، عن مرازم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما عبدالله بشيء أفضل من أداء حقّ المؤمن.

[ ١٦٠٩٢ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبي المغرا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) : قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه، ويحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاقد (١) على التعاطف، والمواساة لأَهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتّى تكونوا كما أمركم الله عزّ وجّل، رحماء بينكم متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الأَنصار على عهد رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله )

____________________

الباب ١٢٢

فيه ٢٥ حديثاً

١ - الكافي ٢: ١٣٦ / ٤.

٢ - الكافي ٢: ١٣٩ / ١٥.

(١) في المصدر: والتعاون.

٢٠٣

[ ١٦٠٩٣ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة بن أيّوب، عن عمر بن أبان، عن عيسى بن أبي منصور، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ستّ خصال من كنّ فيه كان بين يدي الله عزّ وجّل وعن يمين الله، فقال له ابن أبي يعفور: وما هن جعلت فداك؟ قال: يحب المرء المسلم لأَخيه مايحب لأَعزّ أهله، ويكره المرء المسلم لأَخيه ما يكره لأَعزّ أهله، ويناصحه الولاية - إلى إنّ قال: - إذا كان منه بتلك المنزلة بثّه همّه ففرح لفرحه إنّ هو فرح، وحزن لحزنه إنّ هو حزن، وإنّ كان عنده ما يفرج عنه فرّج عنه، وإلّا دعا له - إلى إنّ قال: - قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّ لله خلقاً عن يمين العرش بين يدي الله وجوههم أبيض من الثلج، وأضوأ من الشمس الضاحية، يسأل السائل ما هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء الذين تحابّوا في جلال الله.

[ ١٦٠٩٤ ] ٤ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن مثنى الحنّاط، عن الحرث بن مغيرة قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : المسلم أخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه، ولا يظلمه، ولا يكذبه، ولا يغتابه.

[ ١٦٠٩٥ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من حقّ المؤمن على أخيه المؤمن: إنّ يشبع جوعته، ويواري عورته، ويفرج عنه كربته، ويقضي دينه، فإذا مات خلفه في أهله وولده.

____________________

٣ - ٢: ١٣٨ / ٩.

٤ - الكافي ٢: ١٣٣ / ٥.

٥ - الكافي ٢: ١٣٥ / ١.

٢٠٤

[ ١٦٠٩٦ ] ٦ - وعنه، عن ابن عيسى، عن ابن فضّال والحجال، عن عليّ بن عقبة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله، لا يخونه ولا يظلمه، ولا يغشه ولا يعده عدّة فيخلفه.

[ ١٦٠٩٧ ] ٧ - وبالإِسناد عن عليّ بن الحكم، عن عبدالله بن بكير الهجري، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: ما حق المسلم على المسلم؟ قال: له سبع حقوق واجبات، ما منهن حق إلّا وهو عليه واجب إنّ ضيع منها شيئاً خرج من ولاية الله وطاعته، ولم يكن لله فيه نصيب، قلت له: جعلت فداك، وماهي؟ قال: يامعلّى إني عليك شفيق، أخاف أن تضيّع ولا تحفظ وتعلم ولا تعمل، قلت: لا قوة إلّا بالله، قال: أيسر حق منها إنّ تحب له ما تُحبّ لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك، والحقّ الثاني: إنّ تجتنب سخطه، وتتبع مرضاته، وتطيع أمره، والحّق الثالث: إنّ تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك، الحقّ الرابع: إنّ تكون عينه ودليله ومرآته، والحقّ الخامس: إنّ لا تشبع ويجوع، ولا تروى ويظمأ، ولا تلبس ويعرى، والحق السادس: إنّ يكون لك خادم وليس لأخيك خادم، فواجب إنّ تبعث خادمك فتغسل ثيابه، وتصنع طعامه، وتمهد فراشه، والحق السابع: إنّ تبر قسمه، وتجيب دعوته وتعود مريضه، وتشهد جنازته، وإذا علمت إنّ له حاجة تبادره إلى قضائها ولا تلجئه إلى إنّ يسألكها، ولكن تبادره مبادرة، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته، وولايته بولايتك.

ورواه الصّدوق في( الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن بعض

____________________

٦ - الكافي ٢: ١٣٣ / ٣ و ٨.

٧ - الكافي ٢: ١٣٥ / ٢.

٢٠٥

أصحابنا، عن المعلّى بن خنيس نحوه(١) .

ورواه في كتاب( الإِخوان) بإسناده عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٢) .

ورواه الطوسيّ في( مجالسه) عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن الصّلت، عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، عن أحمد بن الحسن، عن الهيثمّ بن محمّد، عن محمّد بن الفيض، عن معلى بن خنيس نحوه (٣) .

[ ١٦٠٩٨ ] ٨ - وعن عليّ بن أبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: حق المسلم على المسلم إنّ لا يشبع ويجوع أخوه، ولا يروى ويعطش أخوه، ولا يكتسي ويعرى أخوه، فما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم، وقال: أحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك، وإنّ احتجت فسله، وإنّ سألك فأعطه، لا تمله خيراً، ولا يمله لك، كن له ظهراً فأنّه لك ظهر إذا غاب فاحفظه في غيبته، وإذا شهد فزره وأجله وأكرمه فأنّه منك وأنت منه، وإنّ كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتّى تسل (٤) سخيمته(٥) وإنّ أصابه خير فاحمد الله، وإنّ ابتلى فاعضده، وإنّ تمحل له فأعنه، وإذا قال الرجل لأَخيه: أُف، انقطع ما بينهما من الولاية، وإذا قال له (٦) : أنت عدوّي كفر أحدهما، فإذا اتهمه

____________________

(١) الخصال: ٣٥٠ / ٢٦.

(٢) مصادقة الإِخوان: ٤٠ / ٤.

(٣) أمالي الطوسيّ ١: ٩٥.

٨ - الكافي ٢: ١٣٦ / ٥، وأورد مثل ذيله في الحديث ١ من الباب ١٦١ من هذه الأبواب.

(٤) في نسخة: تسأل ( هامش المخطوط ).

(٥) في المصدر: سميحته.

(٦) في نسخة: الرجل لأخيه ( هامش المخطوط ).

٢٠٦

انماث الإِيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء الحديث.

[ ١٦٠٩٩ ] ٩ - وعن أبي عليّ الأَشعريّ، عن محمّد بن عبد الجّبار، عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: للمسلم على المسلم من الحقّ أن يسلّم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، وينصح له إذا غاب، ويسمّته إذا عطس، ويجيبه إذا دعاه، ويتبعه إذا مات.

وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضّال مثله (١) .

[ ١٦١٠٠ ] ١٠ - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي المأمون الحارثي قال: قلت لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) : ما حقّ المؤمن على المؤمن؟ قال: إنّ من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره، والمواساة له في ماله، والخلف له في أهله، والنصرة له على من ظلمه، وإنّ كان نافلة في المسلمين وكان غائباً أخذ له بنصيبه، وإذا مات الزيارة له إلى قبره، وإنّ لا يظلمه، وإنّ لا يغشّه وأن لا يخونه، وإنّ لا يخذله، وإنّ لا يكذبه، وإنّ لا يقول له: أف، وإذا قال له: أُفّ، فليس بينهما ولاية، وإذا قال له: أنت عدوي فقد كفر أحدهما، واذا اتهمه انماث الإِيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء.

[ ١٦١٠١ ] ١١ - وعنه، عن الحسين بن الحسن، عن محمّد بن ارومه، رفعه عن معلّى بن خنيس قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن حقّ المؤمن، فقال: سبعون حقّاً لا أُخبرك إلّا بسبعة، فإنّي عليك مشفق أخشى

____________________

٩ - الكافي ٢: ١٣٧ / ٦.

(١) الكافي ٢: ١٣٧ / ذيل الحديث ٦.

١٠ - الكافي ٢: ١٣٧ / ٧.

١١ - الكافي ٢: ١٣٩ / ١٤.

٢٠٧

إنّ لا تحتمل(١) ، قلت: بلى إنّ شاء الله، فقال: لا تشبع ويجوع، ولا تكتسي ويعرى، وتكون دليله وقميصه الذي يلبسه، ولسانه الذي يتكلّم به، وتحبّ له ما تحبّ لنفسك، وإنّ كانت لك جارية بعثتها لتمهد فراشه، وتسعى في حوائجه بالليل والنهار، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايتنا، وولايتنا بولاية الله.

[ ١٦١٠٢ ] ١٢ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في وصيّته لمحمّد بن الحنفيّة - قال: لا تضيّعنّ حقّ أخيك اتّكالاً على ما بينك وبينه، فأنّه ليس لك بأخ من أضعت حقّه.

[ ١٦١٠٣ ] ١٣ - وبإسناده عن مسعدّة بن صدقة، عن الصادق( عليه‌السلام ) (٢) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة من الله عزّ وجّل: الإجلال له في غيبته(٣) ، والود له في صدره، والمواساة له في ماله، وإنّ يحرم غيبته، وإنّ يعوده في مرضه وإنّ يشيع جنازته، وإنّ لا يقول فيه بعد موته إلّا خيراً.

وفي( المجالس) عن محمّد بن الحسن، عن الحميريّ، عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة مثله (٤) .

وفي( الخصال) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن هارون بن مسلم، وعن أبيه، عن الحميريّ مثله (٥) .

____________________

(١) فيه تأخير البيان ( منه. قدّه ).

١٢ - الفقيه ٤: ٢٧٩ / ٨٣٠.

١٣ - الفقيه ٤: ٢٨٤ / ٨٤٦.

(٢) في الأمالي زيادة: عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

(٣) في نسخة: عينه ( هامش المخطوط ).

(٤) أمالي الصدوق: ٣٦ / ٢.

(٥) الخصال: ٣٥١ / ٢٧.

٢٠٨

[ ١٦١٠٤ ] ١٤ - وفي( عيون الأخبار) عن جعفر بن نعيم بن شاذإنّ (١) ، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن العبّاس قال: ما رأيت الرضا( عليه‌السلام ) جفا أحداً بكلمة قط، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مد رجله بين يدي جليس له قطّ، ولا اتّكأ بين يدي جليس له قطّ، ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه قطّ، ولا رأيته تفل قط، ولا رأيته تقهقه في ضحكة قط، بل كان ضحكه التبسم الحديث.

[ ١٦١٠٥ ] ١٥ - وفي كتاب( الإِخوان) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن عيسى، عن زكريّا المؤمن، عن داود بن حفص قال: كنا عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إذ عطس فهممنا إنّ نسمته، فقال: إلّا سَمَّتُّم؟ إنّ من حق المؤمن على أخيه أربع خصال: إذا عطس إنّ يسمِّته، وإذا دعا إنّ يجيبه، وإذا مرض إنّ يعوده، وإذا توفّى شيّع جنازته.

[ ١٦١٠٦ ] ١٦ - وبإسناده عن أبإنّ بن تغلب قال: كنت أطوف مع أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فعرض لي رجل من أصحابنا كان سالني الذهاب معه في حاجة فأشار إليّ فرآه أبو عبدالله( عليه‌السلام ) فقال: يا أبان إيّاك يريد هذا؟ قلت: نعم، قال هو على مثل ما أنت عليه؟ قلت: نعم، قال: فاذهب إليه واقطع الطواف، قلت: وإنّ كان طواف الفريضة قال: نعم، قال: فذهبت معه ثمّ دخلت عليه بعد فسألته عن حق المؤمن فقال: دعه لا

____________________

١٤ - عيون أخبار الرّضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٨٤ / ٧، وأورد قطعة منه في الحديث ٣ من الباب ١٤ من أبواب آداب المائدة.

(١) في المصدر: أبو جعفر بن نعيم بن شاذان.

١٥ - مصادقة الإِخوان: ٣٨ / ١، وأورده عن الكافي باختلاف في الحديث ٥ من الباب ٥٧ من هذه الأبواب.

١٦ - مصادقة الإِخوان: ٣٨ / ٢، باختلاف.

٢٠٩

ترده، فلم أزل أردّ عليه قال: يا أبان تقاسمه شطر مالك، ثمّ نظر إليّ فرأى ما دخلني فقال: يا أبان أما تعلم أنّ الله قد ذكر المؤثرين على انفسهم؟ قلت: بلى، قال: إذا انت قاسمته فلم تؤثره إنما نؤثره إذا انت اعطيته من النصف الآخر.

[ ١٦١٠٧ ] ١٧ - وبإسناده عن ابن أبي عمير، عن مرازم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنّه قال: ما اقبح بالرجل إنّ يعرف اخوه حقّه ولا يعرف حقّ أخيه.

[ ١٦١٠٨ ] ١٨ - وعن حفص بن غياث يرفعه إلى النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: المؤمن مرآة أخيه يميط عنه الأَذى.

[ ١٦١٠٩ ] ١٩ - وفي( المجالس) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن صفوان بن يحيى، عن العيص بن القاسم، عن عبدالله بن مسكان، عن أبى جعفر محمّد بن عليّ الباقر ( عليهما‌السلام ) أنّه قال: أحب أخاك المسلم وأحبّ له ماتحبّ لنفسك، واكره له ماتكره لنفسك إذا احتجت فسله، وإذا سالك فأعطه، ولا تدّخر عنه خيراً فإنّه لا يدخر عنك، كن له ظهراً فإنّه لك ظهر، إنّ غاب فاحفظه في غيبته، وإنّ شهد فزره وأجله وأكرمه، فإنّه منك وأنت منه، وإنّ كان عليك عاتباً فلا تفارقه حتّى تسلّ سخيمته وما في نفسه، فاذا أصابه خير فاحمد الله، وإنّ ابتلى فاعضده وتمحل له.

[ ١٦١١٠ ] ٢٠ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن

____________________

١٧ - مصادقة الإِخوان: ٤٢ / ٥.

١٨ - مصادقة الإِخوان: ٤٢ / ١.

١٩ - أمالي الصدوق: ٢٦٥ / ١٣.

٢٠ - الخصال: ٣٢٨ / ٢٠، وأورد صدره في الحديث ٢٦ من الباب ١ من أبواب مقدمة العبادات.

٢١٠

محمّد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إنّ من حبس حقّ المؤمن أقامه الله خمسمائة عام على رجله حتّى يسيل من عَرَقه أودية، ثمّ ينادي مناد من عند الله جل جلاله: هذا الظالم الذى حبس عن الله حقّه، قال: فيوبّخ أربعين عاماً، ثمّ يؤمر به إلى نار جهنّم.

[ ١٦١١١ ] ٢١ - الحسن بن محمّد الطوسيّ في( الأمالي) عن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن إسحاق بن البهلول، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي شيبة (١) ، عن أبي إسحاق، عن الحرث الهمداني، عن عليّ( عليه‌السلام ) عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: إنّ للمسلم على أخيه من المعروف ستّاً: يسلّم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، ويسمّته إذا عطس، ويشهده اذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويحبّ له ما يحبّ لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.

[ ١٦١١٢ ] ٢٢ - وعن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن الصلت(٢) ، عن أحمد بن محمّد بن عقدة(٣) عن محمّد بن مسلم قال: أتاني رجل من أهل الجبل فدخلت معه على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فقال له عند الوداع: أوصني، فقال: أُوصيك بتقوى الله، وبرّ اخيك المسلم، وأحبّ له ماتحبّ لنفسك، واكره له ما تكره لنفسك، وإنّ سألك فاعطه، وإن كفّ عنك فاعرض عليه، لا تملّه خيراً فإنّه لا يملّك، وكن له عضداً فإنّه لك عضد،

____________________

٢١ - أمالي الطوسيّ ٢: ٩٢.

(١) في المصدر: أبي بشر.

٢٢ - أمالي الطوسيّ ١: ٩٤.

(٢) في المصدر: أحمد بن محمّد بن الصلت.

(٣) في المصدر زيادة: عن عاصم بن عمرو.

٢١١

وإن وجد عليك فلا تفارقه حتّى تسلّ(١) سخيمته، وإنّ غاب فاحفظه في غيبته، وإنّ شهد فاكنفه واعضده ووازره واكرمه ولاطفه، فإنّه منك، وانت منه.

[ ١٦١١٣ ] ٢٣ - احمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في( المحاسن) عن محمّد بن عيسى، عن خلف بن حمّاد، عن عليّ بن عثمان بن رزين، عمن رواه، عن امير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: ستّ خصال من كنّ فيه كان بين يدي الله وعن يمينه، إنّ الله يحبّ المرء المسلم الذى يحبّ لأَخيه مايحبّ لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه، ويناصحه الولاية، ويعرف فضلي ويطأ عقبي، وينظر عاقبتي.

[ ١٦١١٤ ] ٢٤ - محمّد بن عليّ الكراجكيّ في( كنز الفوائد) عن الحسين بن محمّد بن عليّ الصيرفي (٢) عن محمّد بن عليّ الجعابي، عن القاسم بن محمّد بن جعفر العلوي، عن ابيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : للمسلم على اخيه ثلاثون حقا لابراءة له منها إلّا بالأداء او العفو: يغفر زلّته، ويرحم عبرته، ويستر عورته، ويقيل عثرته، ويقبل معذرته، ويردّ غيبته، ويديم نصيحته، ويحفظ خلّته، ويرعى ذمّته، ويعود مرضته، ويشهد ميتته، ويجيب دعوته، ويقبل هديّته، ويكافىء صلته، ويشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويحفظ حليلته، ويقضي حاجته، ويشفع مسألته، ويسمّت عطسته ويرشد ضالته، ويردّ سلامه، ويطيب كلامه، ويبر إنعامه، ويصدّق أقسامه، ويوالي

____________________

(١) في المصدر: تحلّ.

٢٣ - المحاسن ٩ / ٢٨.

٢٤ - كنز الفوائد: ١٤١.

(٢) السند متصل فإنّه قال في أوّله حدثني الحسين، والكراجكي من تلاميذه المفيد ( منه قدّه ).

٢١٢

وليه( ولا يعاد) (١) ، وينصره ظالما ومظلوماً، فأما نصرته ظالماً فيردّه عن ظلمه، وأمّا نصرته مظلوماً فيعينه على اخذ حقّه، ولا يسلمه، ولا يخذله، ويحبّ له من الخير ما يحبّ لنفسه، ويكره له من الشرّ ما يكره لنفسه، ثمّ قال( عليه‌السلام ) : سمعت رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يقول: إنّ أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئاً فيطالبه به يوم القيامة فيقضى له وعليه.

[ ١٦١١٥ ] ٢٥ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد) عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عن آبائه ( عليهم‌السلام ) أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أمرهم بسبع ونهاهم عن سبع: أمرهم بعيادة المرضى، واتّباع الجنائز، وإبرار القسم، وتسميت العاطس، ونصرة المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي الحديث.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

____________________

(١) في المصدر: ويعادي عدوّه.

٢٥ - قرب الإِسناد: ٣٤، وأورد صدره في الحديث ١٢ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار، وقطعة منه في الحديث ٨ من الباب ٢ من أبواب الدفن، واُخرى في حديث ١١ من الباب ٦٥ من أبواب النجاسات، واُخرى في الحديث ١١ من الباب ١١، واُخرى في الحديث ٩ من الباب ٣٠، واُخرى في الحديث ٥ من الباب ٤٨ من أبواب لباس المصلي.

(٢) تقدم في البابين ٥٧، ٥٨ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٢٦ من الباب ١ من أبواب مقدمة العبادات، وفي الحديث ٨ من الباب ٣٠ من أبواب لباس المصلي، وفي الحديث ٦ من الباب ٧ من أبواب ما يجب فيه الزكاة.

(٣) يأتي في البابين ١٢٣، ١٢٤ وغيرهما من هذه الأبواب، وفي الباب ٤٢ من أبواب الطواف، وفي الباب ٣ من أبواب جهاد النفس، وفي الأبواب ٢٥، ٢٦، ٢٧، ٢٨، ٢٩ من أبواب فعل المعروف.

٢١٣

١٢٣ - باب ما يتأكد استحبابه من حق العالم

[ ١٦١١٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يقول: إنّ من حقّ العالم إنّ لا تكثر عليه السؤال، ولا تأخذ بثوبه، وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعاً، وخصّه بالتحيّة (١) ، واجلس بين يديه، ولاتجلس خلفه، ولا تغمز بعينك ولا تشر بيدك، ولا تكثر من القول: قال فلان وقال فلان، خلافاً لقوله، ولا تضجر بطول صحبته، فإنما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها متى (٢) يسقط عليك منها شيء، وإنّ العالم أعظم أجراً من الصائم القائم الغازي في سبيل الله.

[ ١٦١١٧ ] ٢ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال) عن الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي، عن محمّد بن إبراهيم الغطفاني (٣) ، عن عليّ بن الحسن(٤) ، عن جعفر بن محمّد بن هشام، عن عليّ بن محمّد، عن الحسين بن علوان، عن عبدالله بن الحسن، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ( عليه‌السلام ) قال: من حقّ العالم أن لا تكثر عليه السؤال، ولا تسبقه في الجواب، ولا تلح إذا أعرض، ولا تأخذ بثوبه إذا كسل، ولا تشر اليه بيدك، ولا تغمز بعينك ولا تساره في مجلسه، ولا تطلب عوراته، وأن لا

____________________

الباب ١٢٣

فيه حديثان

١ - الكافي ١: ٢٩ / ١.

(١) في المصدر زيادة: دونهم.

(٢) في المصدر: حتّى.

٢ - الخصال: ٥٠٤ / ١.

(٣) في الصدر: محمّد بن إبراهيم القطفاني

(٤) ليس في المصدر.

٢١٤

تقول: قال فلان خلاف قولك، ولا تفشي له سرا، ولا تغتاب عنده أحدا، وإنّ تحفظ له شاهداً وغائباً، وأن تعم القوم بالسلام وتخصه بالتحية، وتجلس بين يديه، وان كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته، ولا تملّ من طول صحبته، فإنمّا هو مثل النخل فانتظر متى تسقط عليك منه منفعة، والعالم بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، وإذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا تسدّ إلى يوم القيامة، وان طالب العلم ليشيّعه سبعون ألف ملك مقرّب في السماء (١) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في جهاد النفس في حديث الحقوق(٢) .

١٢٤ - باب استحباب التراحم والتعاطف والتزاور والالفة

[ ١٦١١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن شعيب العقرقوفي قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول لأصحابه اتقوا الله وكونوا إخوة بررة متحابين في الله، متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا واحيوه.

[ ١٦١١٩ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن أبي المغرا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض، حتّى تكونوا كما

____________________

(١) في المصدر: من مقربي السماء.

(٢) يأتي في الباب ٣ من أبواب جهاد النفس.

الباب ١٢٤

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٢: ١٤٠ / ١.

٢ - الكافي ٢: ١٤٠ / ٤.

٢١٥

أمركم الله عزّ وجّل رحماء بينهم متراحمين، مغتمين لما غاب عنهم من أمرهم، على ما مضى عليه معشر الأَنصار على عهد رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله )

[ ١٦١٢٠ ] ٣ - وعنه، عن أحمد، عن محمّد بن سنان، عن كليب الصيداوي عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: تواصلوا وتبارّوا وتراحموا وكونوا إخوة أبراراً(١) كما أمركم الله عز وجل.

[ ١٦١٢١ ] ٤ - وبالإِسناد عن محمّد بن سنان، عن عبدالله بن يحيى الكاهليّ قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: تواصلوا وتبارّوا وتراحموا وتعاطفوا.

[ ١٦١٢٢ ] ٥ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: رحم الله امرءا ألف بين وليّين لنا، يا معشر المؤمنين تآلفوا وتعاطفوا.

[ ١٦١٢٣ ] ٦ - الحسن بن محمّد الطوسيّ في( مجالسه) عن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن أبي العبّاس، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن محمّد بن سعيد، عن شريك، عن أبي الحسن، عن الحارث، عن عليّ( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): إنّ الله عزّ وجّل رحيم يحبّ كلّ رحيم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على استحباب التزاور في الزيارات إنّ شاء الله(٢) .

____________________

٣ - الكافي ٢: ١٤٠ / ٢.

(١) في المصدر: بررة.

٤ - الكافي ٢: ١٤٠ / ٣.

٥ - لم نعثر عليه في الكافي المطبوع.

٦ - أمالي الطوسيّ ٢: ١٣٠.

(٢) يأتي في الأبواب ٩٨ و ٩٩ و ١٠٠ من أبواب المزار، وفي الحديث ١ من الباب ١٣٠ وفي =

٢١٦

١٢٥ - باب استحباب قبول العذر

[ ١٦١٢٤ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه جميعاً عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعليّ( عليه‌السلام ) - قال: يا عليّ من لم يقبل من متنصّل عذراً - صادقاً كان أو كاذبا - لم ينل شفاعتي(١) .

[ ١٦١٢٥ ] ٢ - وبإسناده عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في وصيته لمحمّد بن الحنفيّة - قال: لا تصرم أخاك على ارتياب، ولا تقطعه دون استعتاب، لعلّ له عذراً وأنت تلوم، إقبل من متنصّل عذراً (٢) - صادقاً كان أو كاذباً(٣) - فتنالك الشفاعة.

[ ١٦١٢٦ ] ٣ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن أبي عبدالله، عن موسى بن عمران، عن عمّه الحسين بن عيسى، عن عليّ بن جعفر، عن

____________________

= الباب ١٣١ من هذه الأبواب.

وتقدّم ما يدلّ على استحباب الزيارة في الحديث ٣ من الباب ١ من أبواب آداب السفر وفي الباب ٩٣ وفي الحديثين ٨ و ١٩ من الباب ١٢٢ من هذه الأبواب.

الباب ١٢٥

فيه ٣ أحاديث

١ - الفقيه ٤: ٢٥٥ / ٨٢١.

(١) هذا لا يدلّ على وجوب القبول ولا على تحريم تركه لإنّ الشفاعة ليست بواجبة، ومنع النفع الذي ليس بمستحق قد يكون سببه ترك المستحب أو فعل المكروه، بل فيه قرينة على إرادة المبالغة، وهو ذكر العذر الكاذب فإنّ قبوله غير واجب قطعا ولا يقبله الله ولا النبي والإمام إلّا نادرا. ( منه. قده ).

٢ - الفقيه ٤: ٢٧٩ / ٨٣٠.

(٢) في المصدر: عذره.

(٣) ليس في المصدر.

٣ - الكافي ٨: ١٥٢ / ١٤١، وأورده بتمامه في الحديث ٣ من الباب ٣ من أبواب فعل المعروف.

٢١٧

أبى الحسن(١) ، عن آبائه - في حديث - أنّ عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) قال لولده: إنّ شتمك رجل عن يمينك ثمّ تحوّل( إليك عن) (٢) يسارك فاعتذر إليك فاقبل عذره.

١٢٦ - باب استحباب التسليم والمصافحة عند الملاقاة ولو على الجنابة ، والاستغفار عند التفرق

[ ١٦١٢٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة قال سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: إذا التقى المؤمنإن فتصافحا أقبل الله بوجهه عليهما، وتحاتت (٣) الذنوب عن وجوههما حتّى يفترقا.

[ ١٦١٢٨ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أقبل الله عليهما بوجهه وتساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من الشجر.

[ ١٦١٢٩ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن حمّاد، عن ربعي، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: في حديث: المؤمن لا يوصف، وإنّ المؤمن ليلقي أخاه فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب

____________________

(١) في المصدر: أبي الحسن موسى (عليه‌السلام )

(٢) في المصدر: إلى.

وتقدم ما يدلّ عليه في الحديث ٢٤ من الباب ١٢٢ من هذه الأبواب.

الباب ١٢٦

فيه ١٨ حديثاً

١ - الكافي ٢: ١٤٦ / ١٧.

(٣) في المصدر: وتتحات.

٢ - الكافي ٢: ١٤٤ / ٤.

٣ - الكافي ٢: ١٤٦ / ١٦.

٢١٨

تتحاتّ عن وجوههما كما يتحاتّ الورق عن الشجر.

وعنه، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن يحيى الحلبيّ، عن مالك الجهني قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) وذكر نحوه(١) .

[ ١٦١٣٠ ] ٤ - وبالإِسناد عن يونس، عن رفاعة قال: سمعته يقول: مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة.

[ ١٦١٣١ ] ٥ - وعنه، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: تصافحوا فإنهّا تذهب بالسخيمة.

[ ١٦١٣٢ ] ٦ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن أبي خالد القماط، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ المؤمنين إذا التقيا وتصافحا أدخل الله يده(٢) بين أيديهما فصافح أشدّهما حبّاً لصاحبه.

[ ١٦١٣٣ ] ٧ - وبالإِسناد عن عليّ بن عقبة، عن أيّوب، عن السميدع، عن مالك بن أعين الجهنيّ، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أدخل الله يده بين ايديهما، وأقبل بوجهه على أشدهما حبّاً لصاحبه، فاذا أقبل الله بوجهه عليهما تحاتت عنهما الذنوب كما يتحات الورق من الشجر.

____________________

(١) الكافي ٢: ١٤٤ / ٦.

٤ - الكافي ٢: ١٤٧ / ٢١.

٥ - الكافي ٢: ١٤٦ / ١٨.

٦ - الكافي ٢: ١٤٤ / ٢.

(٢) اليد هنا مجاز، وله وجوه متعدّدة كما قالوا في قوله:( يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ ) الفتح ٤٨: ١٠ ( منه. قده ).

٧ - الكافي ٢: ١٤٤ / ٣.

٢١٩

[ ١٦١٣٤ ] ٨ – و عنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن المثنى، أبيه، عن عثمإنّ بن زيد، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذا لقى أحدكم أخاه فليسلّم عليه(١) وليصافحه فإنّ الله عزّ وجّل أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة.

ورواه الصّدوق في( كتاب الإِخوان) بسنده عن جابر مثله (٢) .

[ ١٦١٣٥ ] ٩ - وعنهم، عن أحمد، عن محمّد بن علي، عن ابن بقاح، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : اذا القيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح، وإذا تفرّقتم فتفرّقوا بالاستغفار.

[ ١٦١٣٦ ] ١٠ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعريّ، عن ابن قدّاح عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لقي النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : حذيفة فمد النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يده وكف حذيفة يده فقال النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يا حذيفة بسطت يدي إليك فكففت يدك عنّي، فقال حذيفة: يا رسول الله بيدك الرغبة، ولكني كنت جنبا فلم أُحبّ أن تمسّ يدي يدك وأنا جنب، فقال النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أما تعلم أنّ المسلمين إذا التقيا فتصافحا تحاتَّت ذنوبهما كما يتحاتّ ورق الشجر.

____________________

٨ - الكافي ٢: ١٤٥ / ١٠.

(١) كتب في المخطوط على كلمة ( عليه ) علامة نسخة.

(٢) مصادقة الإِخوان: ٥٨ / ٢.

٩ - الكافي ٢: ١٤٥ / ١١.

١٠ - الكافي ٢: ١٤٦ / ١٩.

٢٢٠

ولعل ذلك من جهة عدم تجاسره على حمل كلام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على معنى مخترع مكذوب، ومن هنا يتضح تخليط ( الدهلوي ) وتلبيسه، حيث اكتفى بدعوى أن المراد من الولاية المستفادة من حديث الغدير هي ( المحبة ) ولم يوضّح مراده من هذه المحبة، وأنه هل يحمل ( المولى ) على ( المحب ) أو ( المحبوب )؟! والسبب في ذلك هو محاولة الفرار عن الاشكال، لأنه إنْ صرح بالأول أورد عليه باستحالة إرادة هذا المعنى من حديث الغدير، وإنْ صرّح بالثاني أورد عليه بعدم ثبوت هذا المعنى في معاني لفظة ( المولى ).

ومنهم من ذكر (١٦) معنى للفظة ( المولى ) ثم جوّز حملها في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من كنت مولاه فعلي مولاه » على أكثر تلك المعاني، كابن الاثير الجزري في كتابه ( النهاية في غريب الحديث)(١) .

وهذا من عجائب الأمور، لوضوح عدم جواز حمل الحديث المذكور على أكثر تلك المعاني، وقد نقل محمد رشيد الدين الدهلوي عبارة النهاية أيضاً ولم يلتفت إلى الخلل الموجود فيها

وكالفتني صاحب ( مجمع البحار ) حيث قال: « وقد تكرّر ذكر المولى في الحديث وهو اسم يقع على جماعة كثيرة، فهو الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمعتق والمنعم عليه ومنه الحديث: من كنت مولاه فعلي مولاه. يحمل على أكثر الأسماء المذكورة »(٢) .

وصاحب ( الصواعق ) - وإنْ ذكر ( المحبوب ) في جملة المعاني الحقيقة للفظة

____________________

(١). النهاية في غريب الحديث: « ولى ».

(٢). مجمع البحار: « ولى ».

٢٢١

( المولى ) صحّح إرادة ( الحِب ) بالكسر، وادعى إجماع الفريقين على ذلك حيث قال: « ونحن وهم متفقون على صحة إرادة الحب بالكسر، وعليرضي‌الله‌عنه سيدنا وحبنا »(١) .

ولم يتضح لنا وجه الحمل على ( الحبّ ) دون ( المحبوب ) مع أنه مرادف له.

لغة، وقد عدَّه من المعاني الحقيقة للفظة ( المولى )!! على أنّ مجيء ( المولى ) بمعنى ( الحب بالكسر ) محتاج إلى دليل، والأعجب دعوى إجماع الفريقين على صحة إرادة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا المعنى من حديث الغدير! والأعجب من الكلّ استناد محمد رشيد الدين خان الدهلوي إلى هذا الكلام في مقابلة أهل الحق.

ثم إنَّ الحمل على ( المحبّة ) والقول بأنّ المراد من حديث الغدير إيجاب محبّة عليعليه‌السلام ، يبطل أساس مذهب أهل السّنة الذي بنوا عليه مسائل مهمة ومعتقدات كثيرة، ألا وهو الاعتقاد بعدالة الصحابة أجمعين أكتعين. فإذا وجبت محبّة عليعليه‌السلام من حديث الغدير فقد حرمت مقاتلته بالأولوية القطعية، وبذلك يظهر حال معاوية وعائشة وطلحة والزبير وعمرو بن العاص وأمثالهم من مئات الصحابة.

وبعد، فإن الجملة الأخيرة من حديث الغدير التي زعموا أنّها قرينة على تأويلهم قد كذّبها ابن تيميّة الحراني حيث قال: « الوجه الخامس: إن هذا اللفظ وهو قوله: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث. وأما قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه فلهم فيه قولان سنذكر ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى.

الوجه السادس: إن دعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مجاب، وهذا الدعاء ليس بمجاب، فعلم أنه ليس من دعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنه من

____________________

(١). الصواعق المحرقة: ٢٥.

٢٢٢

المعلوم أنه لما توفي كان الصحابة وسائر المسلمين ثلاثة أصناف، صنف قاتلوا معه وصنف قاتلوه، وصنف قعدوا عنه، هذا، وأكثر السابقين الأولين من العقود، وقد قيل: إن بعض السابقين الأولين قاتلوه. وذكر ابن حزم: إن عمار بن ياسر قتله أبو الغادية، وإن أبا الغادية هذا من السابقين الأولين، ممن بايع تحت الشجرة، وأولئك جميعهم قد ثبت في الصحيحين أنه لا يدخل النار منهم أحد »(١) .

قوله:

« ولو كان المولى بمعنى المتصرف في الأمر، أو كان المراد بالأولى هو الأولى بالتصرف، لكان المناسب أن يقول: اللهم أحبّ من كان تحت تصرفه وأبغض من لم يكن تحت تصرّفه ».

أقول:

هذا عجيب من فهم ( الدهلوي )، فأيّ ملازمة بين الكون تحت التصرف وبين الاطاعة والاعتقاد بالامامة؟ قد يكون مخالفو الامام الحق تحت تصرّفه بحسب نفوذ أحكامه فيهم، لكنهم في الباطن لا يعتقدون بكونه إماماً حقاً، بل قد يتظاهرون باعتقادهم لكن لا مناص لهم من الكون تحت تصرّفه، كما هو الشأن في قضية أهل الذمة، فإنهم واقعون تحت تصرّف النبي أو الامام مع عدم الاعتقاد بنبوته أو إمامته.

إذن، لا ملازمة بين الأمرين حتى يستحقَّ من كان تحت التصرّف للدعاء المذكور، نعم من كان كذلك مع الاعتقاد بالامامة ووجوب الطاعة يستحقّه بلا ريب، فظهر أنّ المناسب ما كان لا ما توهّمه ( الدهلوي ).

قوله:

« فذكر محبته ومعاداته دليل صريح على أنّ المقصود إيجاب محبته والتحذير من معاداته لا التصرف وعدم التصرّف ».

____________________

(١). منهاج السنة ٤٠ / ١٦.

٢٢٣

أقول:

لقد دلّت الألفاظ العديدة من حديث الغدير - كبعض الأحاديث الأُخرى - على أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يخشى من تكذيب القوم إيّاه، فقد عرفت سابقاًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث: « رأيت الناس حديثي عهد بكفر ومتى أفعل هذا به يقولون صنع هذا بابن عمّه »(١) . و قوله في حديث آخر: « وعرفت أن الناس مكذّبيّ »(٢) . و قوله في ثالث: « يا رب إنما أنا واحد كيف أصنع يجتمع عليَّ الناس »(٣) . ومن هنا تتضّح المناسبة التامّة بين دعائهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمن والى علياً وعلى من عاداه، وبين إمامته عليه الصلاة والسلام.

قال الحافظ محب الدين الطبري في الجواب عن حديث « علي مني وأنا منه وهو ولي كلّ مؤمن بعدي » قال: « وأما الحديث الثالث. فقوله: فتعين حمل المولى على الناصر والمتولي الى آخر ما قرر. قلنا: الجواب عنه من وجهين، الأول - القول بالموجب على المعنيين مع البيان بأنه لا دليل لكم فيه، أما على معنى الناصر فلما بيّناه في الحديث قبله، وأما بمعنى المتولي فقد كان ذلك وان كان بعد من كان بعده، إذ يصدق عليه بعده حقيقة. ومثل هذا قد ورد. وسيأتي في مناقب عثمان أن النبي رأى في منامه حورية فقال لها: من أنت؟ قالت: للخليفة من بعدك عثمان.

ويكون فائدة ذلك التنبيه على فضيلته، والأمر بالتمرن على محبته، فإنه سيلي عليكم ويتولّى أمركم ومن يتوقع إمرته، فالأولى أن يموت القلب على موّدته ومحبته ومجانبة بغضه، ليكون أدعى على الإِنقياد وأسرع للطواعية وأبعد من الخلف. ويشهد ذلك: إن هذا القول يعني إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كل مؤمن بعدي، صدر حين وقع فيه من وقع، وأظهر بغضه من أظهر، على ما تضمّنه

____________________

(١). الاربعين للمحدث الشيرازي - مخطوط.

(٢). الدر المنثور ٢ / ٢٩٨.

(٣). المصدر ٢ / ٢٩٨.

٢٢٤

الحديث، فأراد نفي ذلك عنهم والتمرن على خلافته، لحاجتهم إليه وحاجته إليهم »(١) .

ثم ماذا يقول ( الدهلوي ) في مقابلة ما فهمه الشاعر الصّحابي حسّان بن ثابت من حديث الغدير، وقال على لسان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ورضيتك من بعدي إماماً وهادياً »؟ هل يتجاسر على القول بأن حسّاناً قد حمل الحديث على غير محمله الصحيح؟ هل يتجاسر على أن يقول ذلك ولا سيّما مع تقرير النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لشعر حسان وسروره به؟

وماذا يقول في مقابلة مناشدة أمير المؤمنينعليه‌السلام الناس بحديث الغدير، في مقام إثبات امامته وخلافته بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

وماذا يقول في مقابلة أشعار قيس بن سعد بن عبادة؟

وماذا يقول في مقابلة كلمات أكبار علماء طائفته؟

[٤] إرادة الإِمامة منه تخالف طريقة النبي في بيان الواجبات والسّنن

قوله:

« ومن المعلوم أن النبي عليه الصلاة والسلام كان قد بلّغ أدنى الواجبات بل السنن، بل آداب القيام والقعود والأكل والشرب بوجهٍ يفهم الكلّ - سواء الحاضر والغائب ممّن عرف لغة العرب المعاني المقصودة من ألفاظه بلا تكلّف ».

النقض بحديث الإِثنا عشر خليفة

أقول:

إن هذا الكلام في الحقيقة طعن في الصحابة والعلماء الذين أثبتوا إمامة أمير

____________________

(١). الرياض النضرة ١ / ٢٠٥.

٢٢٥

المؤمنينعليه‌السلام من حديث الغدير، بل إنه طعن في تبليغ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأدائه الرسالة الإِلهية

لقد غفل ( الدهلوي ) أو تغافل عمّا ذكر علماء مذهبه في معنى حديث « الإِثنا عشر خليفة» من الكلمات المشوّشة والأقاويل المضطربة من أجل صرفه عن مدلوله الواقعي، معرضين عن الأحاديث المفسّرة الواردة بطرق أهل الحق بل بطرقهم.

لقد كثرت تأويلاتهم الركيكة وتوجيهاتهم السخيفة لهذا الحديث الشريف الثابت عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومع ذلك فقد اعترف بعض أعاظم علمائهم بالعجز عن بيان معناه وأعرض عن تأويله، قال ابن حجر العسقلاني: « قال ابن بطال عن المهلّب: لم ألق أحدا يقطع في هذا الحديث يعني بشيء معين »(١) .

قال: « وقال ابن الجوزي في كشف المشكل: قد أطلت البحث عن معنى هذا الحديث وتطلّبت مظانه وسألت عنه، فلم أقع على المقصود به، لأن الألفاظ مختلفة ولا أشك أن التخليط فيها من الرواة »(٢) .

وقال أبو بكر ابن العربي: « ولم أعلم للحديث معنى » وهذا نص كلامه في شرح الحديث: « روى أبو عيسى عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يكون بعدي اثنا عشر أميراً كلهم من قريش. صحيح فعددنا بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ملك باسم الملك العام اثني عشر أميراً، فوجدنا أبا بكر، عمر، عثمان، علي، الحسن، معاوية، يزيد بن معاوية، معاوية ابن يزيد، مروان، عبد الملك بن مروان، الوليد، سليمان، عمر بن عبد العزيز، هشام بن عبد الملك، يزيد بن عبد الملك، مروان بن محمد بن مروان، السفاح المنصور، المهدي، الهادي، الرّشيد، الأمين، المأمون، المعتصم، الواثق المتوكل، المنتصر، المستعين، المعتز، المهتدي، المعتمد، المعتضد، المكتفي،

____________________

(١). فتح الباري - شرح البخاري - كتاب الفتن ١٦ / ٣٣٨.

(٢). المصدر نفسه ١٦ / ٣٣٩.

٢٢٦

المقتدر، القاهر، الراضي، المتقي، المستكفي، المطيع، الطائع القائم، المهتدي وأدركته سنة ٤٨٤، وعهد إلى المستظهر أحمد ابنه. وتوفي في المحرم سنة ٨٦. ثم بايع المستظهر لابنه أبي المنصور المفضل وخرجت عنهم سنة ٩٥.

وإذا عددنا منهم اثني عشر انتهى العدد بالصورة إلى سليمان بن عبد الملك، وإذا عددناهم بالمعنى كان معنى منهم خمسة: الخلفاء الأربعة وعمر بن عبد العزيز.

ولم أعلم للحديث معنى، ولعله بعض حديث. و قد ثبت أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: كلّهم من قريش»(١) .

ثم إن كلام ( الدهلوي ) هذا يقتضي أن ينسب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عدم البلاغة وقصور البيان في كلّ كلامٍ له تحيرت في فهمه الأفهام والأفكار، بل يقتضي نسبة هذا النقص إلى القرآن الكريم لاختلاف العلماء والفقهاء وتحيرهم في فهم كثير من آيات الأحكام، ونعوذ بالله عز وجل من التفوه بمثل هذا الكلام.

إن ( الدهلوي ) يريد دفع دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام وانْ استلزم ذلك الأباطيل المنكرة، بل الطعن في كلمات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بل القرآن العظيم، ولكن تلميذه محمد رشيد الدين الدهلوي ينص على أن ثبوت خلافة الأمير من حديث الغدير لا ينافي مذهب أهل السنة، وأنه لا حاجة إلى تمهيد المقدمات المطوّلة لهذا الدليل المختصر(٢) . وكلام الرشيد الدهلوي هذا يوضح مدى تعصّب ( الدهلوي ) وأسلافه وارتكابهم الأكاذيب والخرافات في ردّ حديث الغدير، ولقد اعترف - ولله الحمد - بدلالة الحديث المذكور على مطلوب أهل الحق.

واعترف ملك العلماء شهاب الدين الدولت آبادي بدلالة حديث الغدير

____________________

(١). عارضة الأحوذي في شرح الترمذي ٩ / ٦٧ - ٦٩.

(٢). ايضاح لطافة المقال - مخطوط.

٢٢٧

على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « قال أهل السّنة: المراد منالحديث من كنت مولاه فعلي مولاه. أي في وقت خلافته وإمامته »(١) .

فهم يعترفون بدلالته على الامامة والخلافة، وهذا يبطل تأويل ( الدهلوي ) وبعض أسلافه، أما حمل معنى الحديث على الامامة والخلافة في وقتها فيبطله فهم الأصحاب وتهنئة الشيخين وغيرهما وغير ذلك.

قوله:

« وفي ذلك - في الحقيقة - كمال البلاغة، وهو مقتضى منصب الإرشاد والهداية ».

أقول:

فأين كان مقتضى منصب الإرشاد والهداية في حديث « سيكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش » الذي زعموا عدم وضوح معناه، ولم يخل وجه من الوجوه التي ذكروها في شرحه من نقد وإشكال، ولم يتم له توجيه يقبله أهل الفضل والكمال؟

قوله:

« فدعوى الاكتفاء حينئذ بمثل هذا الكلام الذي لا تساعده قواعد لغة العرب يستلزم إثبات قصور البيان والبلاغة، بل المساهلة في أمر التبليغ والهداية في حق النبي. والعياذ بالله من ذلك ».

النقض بحديث خوخة أبي بكر

أقول:

أولاً: إن دعوى عدم مساعدة قواعد اللغة العربية لاستفادة الامامة من حديث الغدير من عجائب التقوّلات، لثبوت دلالته من استشهاد أمير المؤمنين

____________________

(١). هداية السعداء - مخطوط.

٢٢٨

عليه‌السلام ومناشدته، ومن صريح أشعار حسان بن ثابت مع تقرير النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأشعار قيس بن سعد بن عبادة، ومن تصريحات كبار أئمة أهل السنة كما علمت آنفاً.

وثانياً: إن نفي دلالة حديث الغدير على الامامة يساوق نفي دلالة « لا إله إلّا الله » على التوحيد، ويساوق نفي دلالة « محمد رسول الله » على الرسالة.

وثالثاً: إن كلام ( الدهلوي ) هذا ينتقض بحديث خوخة أبي بكر المزعوم، ذاك الحديث الذي جعلوه من أدلة خلافة أبي بكر، فإنا نقول لمخاطبنا: إنْ لم يدل حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام مع وجود تلك القرائن والشواهد فأيّ علاقة لِحديث خوخة أبي بكر مع خلافته حتى جعلوه من أدلتها؟

قال القاري بشرح حديث: « لا تبقينَّ في المسجد خوخة إلّا خوخة أبي بكر » قال: « قال التوربشتي: وهذا الكلام كان في مرضه الذي توفي فيه في آخر خطبة خطبها، ولا خفاء بأن ذلك تعريض بأن أبابكر هو المستخلف بعده وهذه الكلمة إنْ أريد بها الحقيقة فكذلك، لأن أصحاب المنازل اللاصقة بالمسجد قد جعلوا من بيوتهم مخترقاً يمرّون فيه إلى المسجد أو كوة ينظرون إليها منه، وأمر بسدّ جملتها سوى خوخة أبي بكر تكريماً له بذلك أولاً، ثم تنبيهاً للناس في ضمن ذلك على أمر الخلافة حيث جعله مستحقاً لذلك دون الناس.

وإنْ أريد به المجاز فهو كناية عن الخلافة وسد باب المقالة دون التطرق إليها والتطّلع عليها، والمجاز فيه أقوى، إذ لم يصح عندنا أن أبا بكر كان له منزل بجنب المسجد، وإنما كان منزله بالسنح من عوالي المدينة، ثم إنه مهّد المعنى المشار إليه وقرّره بقوله: ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلا. ليعلم أنه أحق الناس بالنيابة عنه، وكفانا حجة على هذا التأويل تقديمه إياه في الصلاة وإباؤه كلّ الإِباء أن يقف غيره ذلك الموقف »(١) .

____________________

(١). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٢٤.

٢٢٩

وقال القاري أيضاً: « قال أبو حاتم: وفي قوله: سدّوا دليل على حسم أطماع الناس كلّهم من الخلافة إلّا أبابكر »(١) .

فأي علاقة بين « الخوخة » و« الخلافة » يا منصفون؟

وأي الحديثين أولى بالاستدلال: حديث الغدير لإِمامة علي أو حديث الخوخة لإِمامة أبي بكر يا منصفون؟

ولـمّا رأى الحافظ الطبري عدم دلالة حديث خوخة أبي بكر، فإنّه لم يجد بدّاً من الاعتراف بذلك فصّرح بأنه « لا ينهض في الدلالة، وإنما بانضمام القرائن الحالية إليه » وهذا نص كلامه حديث قال: « عن ابن عباس: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخرج في مرضه الذي مات فيه عاصباً رأسه، فجلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنه ليس من الناس أحد آمن عليّ بنفسه وماله من ابن أبي قحافة، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر لكن خلة الاسلام سدّوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر. خرّجه أحمد والبخاري وأبو حاتم واللفظ له. وقال في قوله: سدّوا عني كلّ خوخة إلى آخره دليل على حسم أطمع الناس كلهم من الخلافة إلّا أبا بكر.

قلت: وهذا القول وحده لا ينهض في الدلالة، وإنما بانضمام القرائن الحالية التي حصلت، وذلك بارتقائه المنبر في حال المرض ومواجهة الناس بذلك وتعريفهم بحق أبي بكر وتفضيله بذكر الخلة، وذلك تنبيه على أنه الخليفة من بعده. وكأن هذا القول كالتوصية لهم به لأنه قرب الموت، وكذلك فهمه الصحابة من القال والحال »(٢) .

أقول: فإذا كان حديث الخوخة يدل على خلافة أبي بكر بانضمام القرائن من ارتقاء المنبر ومواجهة الناس والتعريف بحق أبي بكر وتفضيله كما قال المحب الطبري فإن حديث الغدير - بغض النظر عن دلالته بوحده - يدل

____________________

(١). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٢٥.

(٢). الرياض النضرة ١ / ١١٢.

٢٣٠

على إمامة وخلافة أمير المؤمنين بانضمام تلك القرائن إليه، من ارتقاء المنبر قرب الموت، والتعريف بحق علي وأهل البيتعليهم‌السلام ، وأنه مولى من كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مولاه - هذا الكلام الذي يفيد التساوي من جميع الوجوه وتفضيل علي بذلك كما فهمه الدهلوي - ونزول الآيات الكريمة من القرآن الكريم في تلك الواقعة، وشدة اهتمام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالأمر، وخوفه من شرّ المخالفين، وكون الواقعة في زمان ومكان لم يتعارف فيه هكذا اجتماع، ثم أمرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بردّ من تقدم وإلحاق من تخلّف، وصنعه منبراً له من أقتاب الإِبل، ثم رفعه لعلي حتى رآه الناس كلّهم، مع تغيير ملابسه وتعميمه إياه بيده، ثم تهنئة الشيخين وعامة الأصحاب والأزواج لعلي، وترتّب الثواب العظيم على صوم هذا اليوم المبارك إلى غير ذلك

ذكر من روى تعميم النبي عليّاً يوم الغدير بيده

وقد روى حديث تعميم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيده علياًعليه‌السلام يوم غدير خم جماعة من أكابر أئمة أهل السنة أمثال:

١ - سليمان بن داود بن الجارود أبو داود الطيالسي.

٢ - عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي.

٣ - أحمد بن منيع البغوي.

٤ - أحمد بن الحسين بن علي البيهقي.

٥ - محبّ الدين أحمد بن عبد الله الطبري.

٦ - إبراهيم بن محمد الحمويني.

٧ - محمد بن يوسف الزرندي.

٨ - علي بن محمد المعروف بابن الصبّاغ.

٩ - جلال الدّين عبد الرحمن بن أبي بكر السّيوطي.

١٠ - جمال الدّين عطاء الله بن فضل الله المحدّث الشيرازي.

٢٣١

١١ - علاء الدين علي بن حسام الدين الشّهير بالمتّقي.

١٢ - محمود بن علي الشيخاني القادري.

١٣ - أحمد بن محمد القشاشي.

قال علي المتقي: « عن علي قال: عممّني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم بعمامة فسدلها خلفي. وفي لفظ: فسدل طرفيها على منكبي. ثم قال: إنّ الله أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العمة. وقال: إن العمامة حاجزة بين الكفر والايمان. وفي لفظ بين المسلمين والمشركين، ورأى رجلاً يرمى بقوس فارسية فقال: إرم بها. ثم نظر إلى قوس عربية فقال: عليكم بهذه وأمثالها ورماح القنا، فإن بهذه يمكّن الله لكم في البلاد ويؤّيد لكم. ش. ط وابن منيع ق»(١) .

و قال محب الدين الطبري: « ذكر تعميمه إياه بيده، عن عبد الأعلى بن عدي البهراني: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا علياً يوم غدير خم فعمّمه وأرخى عذبه من خلفه »(٢) .

وقال شهاب الدين أحمد: « عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه رضي الله تعالى عنهم: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبارك وسلّم عمّم علي بن أبي طالب كرّم الله تعالى وجهه عمامته السحابة وأرخاها من بين يديه ومن خلفه، ثم قال: أقبل فأقبل. ثم قال: أدبر فأدبر. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبارك وسلّم: هكذا جاءتني الملائكة ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله »(٣) .

وقال الحمويني: « أخبرنا القاضي جلال الدين أبو المناقب محمود بن مسعود

____________________

(١). كنز العمال للملا علي المتقي. والمراد من « ش » هو ابن أبي شيبة. ومن « ط » أبو داود الطيالسي.

ومن « ق » البيهقي.

(٢). الرياض النصرة ٢ / ٢٨٩.

(٣). توضيح الدلائل - مخطوط.

٢٣٢

ابن أسعد بن العراقي الطاووس القزويني إجازة بروايته عن الشيخ إمام الدين عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم إجازة قال: أنبأنا أبو منصور شهردار بن شيرويه ابن شهردار الحافظ إجازة قال: أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب ابن الامام أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة الحافظ بقراءتي عليه بإصفهان في داره، أنبأنا أبو عمر عثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد الخلّال، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل، أنبأنا جدّي إسحاق، أخبرنا أحمد بن منيع عن علي بن هاشم عن أشعث بن سعيد عن عبد الله ابن بشر عن أبي راشد عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله عز وجل أيّدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمين هذه العمة، والعمة الحاجز بين المسلمين والمشركين. قاله لعلي لما عمّمه يوم غدير خم بعمامة سدل طرفها على منكبيه »(١) .

وقال أيضاً: « عن جعفر بن محمد قال: حدثني أبي عن جدي أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عممّ علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه عمامته السحاب فأدخلها من بين يديه ومن خلفه، ثم قال: أقبل فأقبل ثم قال: أدبر فأدبر، قال: هكذا جاءتني الملائكة »(٢) .

وقال أيضاً: « عن علي بن أبي طالب قال: عممّني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم بعمامة فسدل طرفها على منكبي وقال: إن الله أمدّني يوم بدر بملائكة معتمين بهذه العمامة »(٣) .

روى محمد بن يوسف الزرندي الحديث الثاني المذكور عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه وأضاف: « ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من

____________________

(١). فرائد السمطين ١ / ٧٥.

(٢). المصدر ١ / ٧٦.

(٣). المصدر ١ / ٧٦.

٢٣٣

والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله »(١) .

ورواه نور الدين ابن الصباغ: « عن علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه قال: عممني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم بعمامة فسدل نمرقها على منكبي وقال: إن الله تعالى أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة معتمين هذه العمامة »(٢) .

وقال المحدّث الشيرازي: « ورواه جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّهعليهم‌السلام وفيه من الزيادة: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمّم علي بن أبي طالب عمامته السحابة أرخاها بين يديه ومن خلفه. ثم قال: أقبل فأقبل، ثم قال: أدبر فأدبر. فقال: هكذا جاءتني الملائكة يوم بدر ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. الحديث »(٣) .

وقال محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري المدني: « وفي الفصول المهمة عن علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه قال: عممّني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم بعمامة فسدل نمرقها على منكبي وقال: إن الله تعالى أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة معتمين هذه العمامة »(٤) .

وقال أحمد القشاشي: « فقد روينا بالسّند السابق إلى الحافظ جلال الدين السيوطي أنه قال في الجامع الكبير معزواً إلى ابن أبي شيبة والطيالسي وابن منيع والبيهقي ما نصه: عن عليرضي‌الله‌عنه قال: عممني رسول الله »(٥) .

____________________

(١). نظم در السمطين ١١٢.

(٢). الفصول المهمة في معرفة الأئمة: ٢٧.

(٣). الأربعين للمحدّث الشيرازي - مخطوط.

(٤). الصراط السوى - مخطوط.

(٥). السمط المجيد في سلاسل التوحيد: ٩٩.

٢٣٤

ترجمة أحمد القشاشي

والشيخ أحمد القشاشي من أعاظم مشايخ والد ( الدهلوي ) في الإجازة، وقد ترجم له المحبي في ( خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ) ذاكراً فضائله منوّهاً بمقاماته وجلالته فراجع(١) .

قوله:

« فقد ظهر أن غرضهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إفادة هذا المعنى الذي يفهم من هذا الكلام بلا تكلّف، أي إن محبة علي فرض كمحبة النبي ومعاداته محرّمة كمعاداة النبي، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، وهو المطابق لفهم أهل البيت ».

أقول:

لقد - ظهر - مما - ذكرنا - سابقاً - أن غرضه - صلّى الله عليه - وآله وسلّم - إفادة ما هو الظاهر المفهوم من كلامه بلا تكلّف، أي كون أولوية أمير المؤمنينعليه‌السلام بالتصرف مثل أولوية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالتصرف، وأن طاعته فرض واجب مثل إطاعة النبي. وهذا هو مذهب أهل الديانة وهو المطابق لفهم أهل البيتعليهم‌السلام.

معنى حديث الغدير عند أهل البيت والأصحاب

فقد روى العلامة المجلسي: « عن أبي إسحاق قال: قلت لعلي بن الحسينعليه‌السلام : ما معنى قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه؟

قال: أخبرهم أنه الامام بعده »(٢) .

____________________

(١). خلاصة الاثر ١ / ٣٤٣.

(٢). بحار الانوار للعلامة محمد باقر المجلسي ٣٧ / ٢٢٣.

٢٣٥

ومثله روايات عديدة في ( بحار الأنوار ) وغيره من كتب الأخبار، ونحن نكتفي بالخبر المذكور لغرض المعارضة به مع الخبر الذي سيذكره ( الدهلوي ) عن طريق أهل مذهبه، على أن الخبر الذي ذكرناه له شواهد تصدّقه وهي أشعار أمير المؤمنين، وأشعار حسان بن ثابت - التي قالها في حضور النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - ومع تقريره - وأشعار قيس بن سعد وغير ذلك من الشواهد والقرائن المذكورة سابقاً.

ومع ذلك كله ترى الفضل ابن روزبهان يقول في جواب ( نهج الحق وكشف الصدق ): « والعجب أن هذا الرجل لا ينقل حديثاً إلّا من جماعة أهل السنة، لأن الشيعة ليس لهم كتاب ولا رواية ولا علماء مجتهدون مستخرجون للأخبار، فهو في إثبات ما يدّعيه عيال على كتب أهل السنة ».

وقد جعل هذا الرجل أو تجاهل أو نقل الشيعة الحديث عن جماعة أهل السنة هو لأجل الإِفحام والإِلزام كما هو قاعدة البحث والمناظرة، وهذا لا يدل على أن الشيعة ليس لهم كتاب ولا رواية ولا علماء مجتهدون مستخرجون للأخبار.

إذن، يجوز للشيعة الاحتجاج بأحاديثهم، بل قد يجب عليهم ذلك أحياناً لأغراضٍ عديدة، ومنها إثبات أن لهم كتباً وروايات وعلماء.

وبنقل الحديث المذكور عن الامام السّجاد زين العابدينعليه‌السلام ثبت أن الذي فهمه أئمة أهل البيتعليهم‌السلام من حديث الغدير، هو الأولوية بالامامة والخلافة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، فظهر بطلان دعوى ( الدهلوي ).

[٥] التمسك بكلام يروونه عن الحسن المثنى

قوله: « أخرج أبو نعيم عن الحسن المثنى ابن الحسن السبط رضي الله عنهما أنه سئل: هل حديث من كنت مولاه نص على خلافة عليرضي‌الله‌عنه ؟ فقال: لو كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعني بذلك الخلافة لأفصح لهم بذلك، فإن

٢٣٦

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان أفصح الناس، ولقال لهم: يا أيها الناس هذا والي أمركم والقائم عليكم بعدي فاسمعوا له وأطيعوا.

ولو كان الأمر إن الله جلّ وعلا ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إختار علياً لهذا الأمر وللقيام على الناس بعده، فإنّ علياً أعظم الناس خطيئة وجرماً، إذ ترك أمر رسول الله أن يقوم فيه كما أمره ويعذر إلى الناس.

فقيل له: ألم يقل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه؟

فقال: أما والله لو يعني رسول الله بذلك الأمر والسلطان لأفصح به كما أفصح بالصّلاة والزكاة ولقال يا أيها الناس: إنّ علياً والي أمركم من بعدي والقائم في الناس ».

أقول: إحتجاج ( الدهلوي ) بهذه الرواية الموضوعة باطل لوجوه:

١ - هذه الرواية من متفردات الجماعة

إنّ هذه الرواية لم ينقلها الشيعة، وإنما هي من متفرّدات أهل السنّة والجماعة، وأنت تعلم أنّ روايات كلّ طائفة لا تكون حجة على الطائفة الأَخرى في مقام البحث والمناظرة والاستدلال، فانْ جعلت روايات أهل السنة حجة على الشيعة فلتجعل روايات الشيعة على أهل السنة حجة كذلك.

٢ - استدلاله بها يخالف ما التزم به

ثم إنّ ( الدهلوي ) قد خالف وعده ونكث عهده وذلك لأنه قد التزم في كتابه ( التحفة ) بأن ينقل في باب الامامة من كتب أهل الحق فقط، فقال - بعد ذكر الآيات التي استدل بها بزعمه على خلافة أبي بكر -: « وأمّا أقوال العترة فإن المروي منها من طريق أهل السنة خارج عن حدّ الحصر والإِحصاء، فلتلحظ في ذاك

٢٣٧

الكتاب ( يعني ازالة الخفاء ) ولـمّا وقع الالتزام في هذه الرسالة بعدم التمسّك بغير روايات الشيعة في جميع المسائل فإنه يذكر من اقوال العترة في هذا الباب ما جاء منها في كتبهم المعتبرة ومرويّاتهم الصحيحة ».

فنقول: العجب أن ( الدهلوي ) يلتزم هنا بأن لا ينقل من أقوال العترة حديثاً إلّا من كتب الشيعة المعتبرة ومرويّاتهم الصحيحة، ومع ذلك يخالف في هذا المقام ومقامات كثيرة غيره ما التزم به( وَ مَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ ) .

٣ - اعترافه بعدم حجية روايات فرقة على أُخرى

وقال ( الدهلوي ) في صدر كتابه ( التحفة ): « وفي نقل مذهب الشيعة وبيان أصولهم وما يمكن إلزامهم به فقد التزم في هذه الرسالة بعدم النقل من غير كتبهم المعتبرة، كما أن الزام أهل السنة يجب أن يكون بحسب روايات أهل السنة، وإلّا توجه إلى كلّ واحد من الطرفين التهمة بالتعصب والعناد، ولم يتحقق الاعتماد والوثوق بينهما ».

وهذا الكلام صريح في عدم حجية روايات كلّ فرقة من الفرقتين على الفرقة الأُخرى، فالعجب أن هذا الرجل يقول هذا الكلام ثم ينسى أو يتناسى ما قاله، فيخالفه في موارد عديدة من البحث والكلام، ومن ذلك احتجاجه بهذا الحديث الذي رواه أبو نعيم عن الحسن المثنى، وهو حديث مزعوم موضوع لم يروه إلّا أهل السنة.

٤ - ليس هذا الحديث في الكتب الصحيحة

وهذا الحديث المزعوم لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الصحاح عند أهل السنة، أو الكتب التي التزم فيها بالصحة، ولا هو من الأحاديث الصحيحة سنداً، وقد ذكر ( الدهلوي ) في كتاب ( التحفة ) في باب الامامة عند الجواب عن

٢٣٨

الحديث السادس فيه: « إن القاعدة المقررة لدى أهل السنة هي: إن كل حديث رواه بعض أئمّة فن الحديث في كتاب لم يلتزم فيه بصحة ما فيه، مثل البخاري ومسلم وبقية أصحاب الصحاح، أو لم يصرّح بصحة ذاك الحديث صاحب الكتاب أو غيره من المحدثين الثقات، فهو غير قابل للاحتجاج ».

فهذه هي القاعدة المقررة لدى أهل السنة كما يقول ( الدهلوي )، فكيف يحتج بهذا الحديث المزعوم الذي ليس مصداقاً لهذه القاعدة؟!.

٥ - مالا سند له لا يصغى إليه

ومن القواعد المقرّرة لدى أهل السنّة - كما ذكر ( الدهلوي ) - أنهم لا يصغون إلى الحديث الذي لا سند له، وعلى هذا الأساس حاول ( الدهلوي ) نفسه الجواب على المطعن الثالث من مطاعن أبي بكر بعد إنكاره قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لعن الله من تخلّف عنها » وإن كان الشهرستاني صاحب ( الملل والنحل ) وغيره من رواته فقال: إنّ كلّ حديث لم يكن في الكتب المسندة للمحدّثين مع الحكم بالصحة فلا يصغى إليه.

وعلى ضوء ما ذكر ( الدهلوي ) في ذاك المقام نعترض عليه إستناده إلى هذا الحديث المزعوم في محلّ الكلام، لأنّه ليس حديثاً مسنداً في كتب المحدّثين فضلاً عن كونه صحيحاً عندهم، فيلزم أن لا يصغى إليه، فكيف يستند إليه والحال هذه؟

ونظير المقام إستناده إلى الحديث المختلق: « ما صبّ الله في صدري شيئاً إلّا وصببته في صدر أبي بكر » وهو أيضاً لا سند له أبداً. كما نصّ عليه ابن الجوزي وغيره في ( الموضوعات ).

٦ - احتجاج الدهلوي بهذا الحديث تعسف

إن ( الدهلوي ) يردّ في باب الامامة أحاديث عديدة يرويها أكابر أئمة أهل

٢٣٩

مذهبه ومشاهير محدثيهم بالأسانيد المتكررة والطرق المختلفة، أمثال حديث الطائر وحديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » وحديث الأشباه، بل إنّ هذه الأحاديث الثلاثة المذكورة يرويها والده أيضاً في جملة فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام .

فالعجب من هذا الرجل الذي يرد هكذا أحاديث صحيحة مستفيضة بل متواترة، كيف يستند إلى حديث أبي نعيم في هذا المقام؟

وأيضاً نرى ( الدهلوي ) يستهزئ بالشيعة ويطعن فيهم لأنهم يحتجّون بحديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » - مع أنه حديث متواتر يرويه كبار أئمة المحدثين والحفاظ من أهل السنة، ويثبته والده الشاه ولي الله الدهلوي - لأنه بزعمه حديث موضوع!! وهو في نفس الوقت يحتجّ برواية أبي نعيم التي لا تبلغ درجة حديث « أنا مدينة العلم » ونحوه من أحاديث فضائل الامامعليه‌السلام !!

ألا يتوَجّه عليه ما تلفّظ به بالنسبة إلى الشيعة من ألفاظ الاستهزاء والسخرية؟!

٧ - بطلان المعارضة من كلام والد الدهلوي

وكما ثبت بطلان استدلال ( الدهلوي ) برواية أبي نعيم من كلام نفسه، فإنه يثبت بطلان استدلاله بهذه الرواية من كلام والده الشاه ولي الله الذي نصَّ في آخر كتابه ( قرة العينين في تفضيل الشيخين ) على عدم جواز المناظرة مع الزيدية بل الامامية بأحاديث الصحيحين فضلاً عن غيرها.

فنقول: فاستناد ولده إلى رواية أبي نعيم في هذا المقام تعسّف باطل ومخالفة للقواعد المقرّرة وعقوق لوالده.

٨ - بطلان المعارضة من كلام تلميذه

وكما بطل استناد ( الدهلوي ) إلى رواية أبي نعيم من كلام والده، فهو باطل لدى تلميذه محمد رشيد الدين خان الدهلوي الذي ذكر في كتابه ( الشوكة

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324